المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (فلا أقسم بالخنس - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ٨٥

[مصطفى العدوي]

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (فلا أقسم بالخنس

‌تفسير قوله تعالى: (فلا أقسم بالخنس

.)

ثم قال الله سبحانه: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ} [التكوير:15] : الخنس هي: النجوم التي تخنس، ومنه قول أبي هريرة:(لقيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا جنب فانخنست منه) أي: اختفيت منه، وتجنبته.

الحديث.

فأطلق على النجوم: (الخنس) لأنها تخنس، تختفي أو ترجع إلى أماكنها.

{الْجَوَارِ} [التكوير:16] هي: التي تجري.

{الْكُنَّسِ} [التكوير:16] أي: التي تغيب وتستتر في بيوتها.

{وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} [التكوير:17] : من العلماء من قال: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} أي: أدبر وذهب، وهذا القائل وضع الآيتين مقابل آيتين أخريين من سورة المدثر:{وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ} [المدثر:33-34]، فهنا:{وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} [التكوير:17-18] .

فـ {أَسْفَرَ} بمعنى: تنفس، إذاً:{أَدْبَرَ} بمعنى: {عَسْعَسَ} .

وهذا القول قول قوي، ومن العلماء من قال:{عَسْعَسَ} معناها: دخل وأقبل، واستدل أن الله أقسم بذلك فقال:{وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} [الضحى:1-2] فأقسم بالنهار، وأقسم بالليل إذا غطى وأظلم، فهي محتملة للمعنيين.

{وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} [التكوير:18] : فكلها آيات دالة على قدرة الله سبحانه وتعالى، وإذا حاججت ملحداً فلياحجج بمثل هذه الأدلة، كما حاجج إبراهيمُ الجبار فقال له:{فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ} [البقرة:258] إن كنت تزعم أنك إله {فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} [البقرة:258] .

ص: 7