الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الدعوات
سؤال الله العافية
• قال الإمام أحمد في «مسنده» رقم (4785) - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي» ، قَالَ: يَعْنِي الْخَسْفَ.
تابع وكيعا جماعة - عبد الله بن نمير أخرجه أبو داود (5074) والفضل بن دكين أخرجه النسائي (5529) وعلي بن عبد العزيز كما في الكبرى للنسائي (7915) -.
• والخلاصة: أن سنده حسن؛ لأن عبادة بن مسلم مختلف فيه فقد وثقه ابن معين ووكيع والنسائي وقال أبو حاتم: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال في «المجروحين» (2/ 173): مُنكر الحَدِيث على قلته سَاقِط الِاحْتِجَاج بِمَا يرويهِ لتنكبه عَنْ مَسْلَك الْمُتَّقِينَ فِي الْأَخْبَار وَأَحْسبهُ الَّذِي يروي عَنْ الْحسن الَّذِي يروي عَنهُ الثَّوْريّ وَأَبُو نعيم فَإِنْ كَانَ كَذَلِك فَهُوَ مولى بني حصن كُوفِي يخطاء.
وقال ابن حجر: ثقة اضطرب فيه قول ابن حبان.
وكتب شيخنا مع الباحث/ أحمد الجندي بتاريخ الثلاثاء 28/ صفر 1443 موافق 5/ 10/ 2021 م: يحسن. ا هـ.
وله شاهد عند الطبراني في «الدعاء» (1297) وفي سنده يوسف بن خباب ضعيف وقال ابن حجر في «نتائج الأفكار» : في سنده راو ضعيف.
• تنبيه: أكثر الرويات على العفو والعافية في ديني ودنياي والعافية في الدنيا والآخرة. أفاده الباحث.
الجوامع من الدعاء
• قال تعالى عن أهل الإيمان: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201][البقرة: 201].
• قال ابن أبي شيبة في «مصنفه» رقم (29345): حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا جَبْرُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَهَا هَذَا الدُّعَاءَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتَ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ.
وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ تَقْضِيهِ لِي خَيْرًا».
• صحيح: رواه حماد بن سلمة على ثلاثة أوجه:
1 -
عفان بن مسلم، كما عند أحمد (25019)، وابن ماجه (3846)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (29957).
2 -
أبو عمر الضرير، كما عند أبي يعلى (4473).
كلاهما عنه عن جَبْر بن حبيب، به.
ورواه عنه أبو عَوَانة اليشكري، وأبو سلمة التبوذكي، كلاهما عنه عن سعيد الجُرَيْري به. أخرجه ابن حِبان والطحاوي.
ورواه موسى بن إسماعيل أيضًا، وإبراهيم بن عبد الأعلى، كلاهما عنه عن جبر وسعيد الجُرَيْري، به. أخرجه أبو يعلى (4473) والطبراني في «الدعاء» (1347).
• ورواه شعبة بن الحَجاج، واختُلف عليه على ثلاثة أوجه:
1 -
الطيالسي ومحمد بن جعفر وعبد الصمد، ثلاثتهم قالوا:(أم كُلثوم) بلا نسبة، إلا عبد الصمد فقال:(بنت أبي بكر) خالفهم النضر بن شُمَيْل فقال: (أم كُلثوم بنت علي) به.
أخرجه إسحاق في «مسنده» (1165)، والطحاوي في «شرح مُشْكِل الآثار» رقم (6024).
و (جَبْر بن حَبيب) روى عنه جماعة، ووثقه ابن مَعين والنَّسَائي وآخَرون.
2 -
وخالفهم بقية، فأبدل (أم كُلثوم) بـ (فاطمة بنت أبي بكر) كما في «شرح مُشكِل الآثار» (60).
• وأرجح الأوجه على شُعبة: طريق الطيالسي وعبد الصمد ومحمد بن جعفر. وشعبة يخالف في أسماء الرجال.
و (أم كُلثوم بنت أبي بكر) روى عنها جماعة، وأخرج لها مسلم (350، 638) ووثقها ابن حجر.
• و (أم كُلثوم بنت علي) اثنتان:
1 -
الكبرى، وأمها فاطمة، وتَزَوَّجَها عمر رضي الله عنه، وأَنْجَبَتْ.
2 -
الصغرى، وأمها أم ولد، وتَزَوَّجَها أبناء جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم، ولم تنجب.
وانظر ترجمتهما في «تعجيل المنفعة» و «الإصابة» بينما ابن سعد جعلهما واحدة.
والخبر أخرجه مختصرًا الإمام أحمد، والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (6029) من طريقَي ابن مهدي ووهب بن جَرير، كلاهما عن الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل بن أبي عقرب، عن عائشة، به:«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الجوامع من الدعاء» وإسناده صحيح.
والخبر: ثابت بالطريقين الأولين. والطريق الثالث صحيح لكنه مختصر.
• تنبيه: هذا مثال لما يورده إسحاق بن راهويه في «مسنده» وبه علة خفية.
خروج الناس
إلى سطوح المنازل وشُرَف البيوت،
يَسألون الله كشف وباء كورونا
• استدل لذالك بأدلة منها:
الحديث الأول: قال ابن ماجه في «سُننه» رقم (4190): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ، إِنَّ السَّمَاءَ أَطَّتْ، وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشَاتِ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ، تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ شَجَرَةً تُعْضَدُ» .
تابع عُبيد الله أسود بن عامر، أخرجه أحمد (21016) وأبو أحمد الزبيري، أخرجه الترمذي (2312).
وخالف إسرائيلَ الجَرَّاح بن مَليح بن عَدي بن فرس الرؤاسي أبو وكيع - والأرجح ضعفه - فأوقفه وأسقط شيخ مجاهد.
• والأرجح طريق إسرائيل لكن معل بأمرين:
1 -
مُورِّق العِجلي لم يَسمع من أبي ذر، قاله أبو زرعة كما في «تحفة التحصيل» .
2 -
خالف إبراهيمَ بن مهاجرٍ الأعمشُ فأوقفه، أخرجه أبو داود في «الزهد» (193) وابن أبي عاصم في «الزهد» (66) وابن أبي الدنيا في «المتمنين» (23) من طريقَي سفيان وأبي معاوية، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ وَتَبْكُونَ، وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ مَا انْبَسَطْتُمْ إِلَى نِسَائِكُمْ، وَمَا تَقَارَرْتُمْ عَلَى فُرُشِكُمْ.
• وعلة هذا الأثر الموقوف عنعنة الأعمش عن مجاهد خاصة، فقد قال يعقوب بن شيبة في «مسنده»: ليس يصح للأعمش عن مجاهد إلا أحاديث يسيرة، قلت لعلي بن المديني: كم سَمِع الأعمش من مجاهد؟ قال: لا يَثبت منها إلا ما قال: (سَمِعْتُ) هى نحو من عشرة، وإنما أحاديث مجاهد عنده عن أبى يحيى القتات.
وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه في أحاديث الأعمش عن مجاهد: قال أبو بكر بن عياش، عنه: حدثنيه ليث عن مجاهد.
• الخلاصة: أن الخبر ضعيف مرفوعًا وموقوفًا، وكان هذا أحد الأدلة لمن ضرع إلى الله على سطوح البيوت وشُرَف المنازل اتقاء غضب الله ورفعًا لبلاء كورونا. والدليل الثاني: الاستدلال بصنيع قوم نبي الله يونس عليه السلام حتى كَشَف الله عنهم
العذاب، قال تعالى:{فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [يونس: 98].
قال الطبري في «تفسيره» (15/ 207) رقم (17898): حدثنا بِشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله:{فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [يونس: 98]، يقول: لم يكن هذا في الأمم قبلهم، لم يَنفع قريةً كفرت ثم آمنت حين حضرها العذاب، فتُرِكت، إلا قوم يونس، لما فقدوا نبيهم وظنوا أن العذاب قد دنا منهم، قَذَف الله في قلوبهم التوبة، ولبسوا المسوح، [وفَرَّقوا] بين كل بهيمة وولدها، ثم عَجُّوا إلى الله أربعين ليلة. فلما عَرَف الله الصدق من قلوبهم والتوبة والندامة على ما مضى منهم، كَشَف الله عنهم العذاب بعد أن تَدَلَّى عليهم
(1)
.
وثَم عدد من الآثار في هذا المعنى.
أفاده الباحث/ السيد بن بدوي مع شيخنا، بتاريخ (4) شعبان (1441 هـ) الموافق (28/ 3/ 2020 م).
(1)
إسناده حسن: وأخرجه أيضًا رقم (17899): حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور، عن مَعْمَر، عن قتادة، به.
اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا
• قال ابن ماجه في «سننه» (4126): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الْمُبَارَكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: أَحِبُّوا الْمَسَاكِينَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ فِي دُعَائِهِ:«اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ»
وفي سنده أبو المبارك مجهول ويزيد ضعيف وورد له شاهد من حديث أنس أخرجه الترمذي في «سننه» رقم (2352) وفي سنده الحارث بن النعمان منكر الحديث وقال الترمذي عقب الخبر: غريب. وثم شواهد أخرى ضعيفة وقد أوردها العلامة الألباني في «الإرواء» (861) و «الصحيحة» (308).
وانتهى شيخنا مع الباحث/ عمرو بن عمران الشرقاوي بتاريخ 14 ربيع أول 1443 موافق 20/ 10/ 2021 م إلى ضعف الخبر.
الدعاء بالبركة
• قال الإمام أحمد (15438): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ البَجَلِيِّ، عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:«اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهِمْ» قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً بَعَثَهَا أَوَّلَ النَّهَارِ، وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا، وَكَانَ لَا يَبْعَثُ غِلْمَانَهُ إِلَّا مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، فَكَثُرَ مَالُهُ حَتَّى كَانَ لَا يَدْرِي أَيْنَ يَضَعُ مَالَهُ.
وأخرجه أيضًا الطيالسي (1342)، والنَّسَائي (8782) عن شعبة، به.
وتابعه هشيم، أخرجه أحمد (15443)، وأبو داود (2606)، والترمذي (2212) وغيرهم.
قال البخاري: لا أعرف لصخر الغامدي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث، ولا لعمارة بن حديد.
وعمارة ذَكَره ابن حِبان في «الثقات» وصَحَّح له هذا الخبر، وحَسَّن له الترمذي هذا الحديث. وقال أبو زُرْعَة: لا يُعْرَف. وقال ابن المديني: لا أعلم أحدًا روى عنه غير يعلى بن عطاء.
وقال أبو حاتم الرازي في «علل الحديث» (2/ 268): لا أعلم في «اللهم بَارِك لأمتى في بكورها» حديثًا صحيحًا، وفي حديث يعلى فيه عمارة بن حديد وهو مجهول، وصخر الغامدي ليس كل أصحاب شعبة يقول:(صخر الغامدي) إلا
رجلان يقولان: (عن صخر) وكانت له صحبة، ولا نعلم له حديثًا غير هذا الحديث.
ومنها حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وعنه نافع، وعنه جماعة:
1 -
عُبيد الله بن عمر، وعنه محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، أخرجه عبد بن حُميد في «المُنتخَب» (755)، والعُقيلي في «الضعفاء» (4/ 101)، ومحمد بن عبد الرحمن ضعيف، بل قال البخاري: منكر الحديث.
2 -
عبد الرحمن بن أبي بكر الجُدْعاني وهو ضعيف. أخرجه ابن ماجه (2238).
3 -
مالك، وعنه عبد المنعم بن بشير - وهو متهم بالوضع - أخرجه الخليلي في «الإرشاد» (2).
ومنها حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعنه النعمان بن سعد، وعنه عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي، أخرجه أحمد (1331، 1320، 1323) والترمذي في «العلل الكبير» (311)، وغيرهم، من طرق عن عبد الرحمن، به.
وقال البزار: النعمان بن سعد لا نعلم أحدًا أسند عنه إلا عبد الرحمن بن إسحاق.
وعبد الرحمن ضعيف، بل قال البخاري: منكر الحديث.
وتابعه متابعة قاصرة الحسين بن علي عن علي رضي الله عنه، أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (14/ 47) وفي سنده القاسم بن جعفر، روى نسخة عن آبائه أكثرها مناكير.
ومنها حديث ابن مسعود رضي الله عنه، أخرجه أبو يعلى (5406)، والخرائطي في «مكارم الأخلاق» (839)، والعُقيلي في «الضعفاء الكبير» (3/ 244) من طريق علي بن عابس عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن ابن مسعود، به.
وابن عابس قال ابن مَعِين: ليس بشيء. وقال ابن حِبان: فَحُش خطأه فاستحق الترك. وقال الدارقطني: يُعتبَر به. وقال ابن عدي: له أحاديث حسان، ويَروي عن أبان بن تغلب وغيره أحاديث غرائب، ومع ضعفه يُكتب حديثه. وقال العُقيلي: المتن معروف بغير هذا الإسناد.
ومنها حديث بُريدة رضي الله عنه، أخرجه العُقيلي (1/ 124) من طريق أوس بن عبد الله بن بُريدة، عن الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بُريدة، عن بُريدة، به.
وقال: رُوي من غير وجه بأسانيد ثبت، وأما عن بُريدة فلم يأتِ به إلا أوس.
وقال البخاري في أوس: فيه نظر. وقال الدارقطني: متروك.
ومنها حديث أنس رضي الله عنه، ورواه عنه جماعة:
1 -
عبيد الله بن أبي بكر، وعنه:
أ - عَدِي بن الفضل، أخرجه أبو يعلى في «معجمه» (272) وعَدِيّ متروك.
ب - محمد بن عنبسة، وعنه عمار بن هارون - وهو متروك - أخرجه العُقيلي في «الضعفاء» (3/ 319).
2 -
شَبيب بن شيبة، وعنه عنبسة بن عبد الرحمن -متروك - أخرجه البزار. وتابع عنبسة أحمد بن بشير، أخرجه الخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي والسامع» (188) وفي السند إليه جعفر بن أبي حمزة، لم أقف له على مُوثِّق.
3 -
قتادة، وعنه خُلَيْد بن دَعْلَج -وهو ضعيف - وعنه علي بن الحسن الشامي -متهم بالكذب - أخرجه تمام في «فوائده» (70).
4 -
حُميد الطويل، وعند الفضل بن الربيع، أخرجه الخرائطي في «مكارم الأخلاق» (837)، وفي سنده الفضل بن الربيع وعثمان بن سعيد الحَرَّاني، لم أقف لهما على مُوثِّق.
قال العُقيلي في «الضعفاء الكبير» (4/ 117): والمتن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، من غير هذا الوجه.
وقال االسخاوي في «المقاصد الحسنة» (ص: 160) عقب الحديث: قال شيخنا -ابن حجر -: ومنها ما يصح، ومنها ما لا يصح، وفيها الحَسَن والضعيف.
• والخلاصة: أن كل طريق على حدة ضعيف كما قال أبو حاتم، لكن حديث صخر الغامدي وابن عمر وابن مسعود وأنس رضي الله عنهم يُعضِّد بعضها بعضًا للحسن. والله أعلم.
الدعاء لأهل الطعام
• قال الإمام مسلم: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي. قَالَ: فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَامًا وَوَطْبَةً، فَأَكَلَ مِنْهَا، ثُمَّ أُتِيَ بِتَمْرٍ، فَكَانَ يَأْكُلُهُ وَيُلْقِي النَّوَى بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ، وَيَجْمَعُ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى - قَالَ شُعْبَةُ: هُوَ ظَنِّي وَهُوَ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللهُ إِلْقَاءُ النَّوَى بَيْنَ الْإِصْبَعَيْنِ - ثُمَّ أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ. قَالَ: فَقَالَ أَبِي: وَأَخَذَ بِلِجَامِ دَابَّتِهِ: ادْعُ اللهَ لَنَا! فَقَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ، وَارْحَمْهُمْ»
(1)
.
• قال الإمام مسلم: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِقْدَادِ قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَصَاحِبَانِ لِي، وَقَدْ ذَهَبَتْ أَسْمَاعُنَا وَأَبْصَارُنَا مِنَ الْجَهْدِ، فَجَعَلْنَا نَعْرِضُ أَنْفُسَنَا عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَقْبَلُنَا، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى أَهْلِهِ، فَإِذَا ثَلَاثَةُ أَعْنُزٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«احْتَلِبُوا هَذَا اللَّبَنَ بَيْنَنَا» . قَالَ: فَكُنَّا نَحْتَلِبُ فَيَشْرَبُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا نَصِيبَهُ، وَنَرْفَعُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَصِيبَهُ.
قَالَ: فَيَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ فَيُسَلِّمُ تَسْلِيمًا لَا يُوقِظُ نَائِمًا، وَيُسْمِعُ الْيَقْظَانَ، قَالَ: ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ فَيُصَلِّي، ثُمَّ يَأْتِي شَرَابَهُ فَيَشْرَبُ، فَأَتَانِي الشَّيْطَانُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَقَدْ
(1)
أخرجه البخاري (2042).
شَرِبْتُ نَصِيبِي، فَقَالَ: مُحَمَّدٌ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ، وَيُصِيبُ عِنْدَهُمْ، مَا بِهِ حَاجَةٌ إِلَى هَذِهِ الْجُرْعَةِ! فَأَتَيْتُهَا فَشَرِبْتُهَا، فَلَمَّا أَنْ وَغَلَتْ فِي بَطْنِي، وَعَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَيْهَا سَبِيلٌ، قَالَ: نَدَّمَنِي الشَّيْطَانُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ، مَا صَنَعْتَ؟! أَشَرِبْتَ شَرَابَ مُحَمَّدٍ؟! فَيَجِيءُ فَلَا يَجِدُهُ فَيَدْعُو عَلَيْكَ فَتَهْلِكُ، فَتَذْهَبُ دُنْيَاكَ وَآخِرَتُكَ، وَعَلَيَّ شَمْلَةٌ إِذَا وَضَعْتُهَا عَلَى قَدَمَيَّ خَرَجَ رَأْسِي، وَإِذَا وَضَعْتُهَا عَلَى رَأْسِي خَرَجَ قَدَمَايَ، وَجَعَلَ لَا يَجِيئُنِي النَّوْمُ، وَأَمَّا صَاحِبَايَ فَنَامَا وَلَمْ يَصْنَعَا مَا صَنَعْتُ.
قَالَ: فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَسَلَّمَ كَمَا كَانَ يُسَلِّمُ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى، ثُمَّ أَتَى شَرَابَهُ فَكَشَفَ عَنْهُ، فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقُلْتُ: الْآنَ يَدْعُو عَلَيَّ فَأَهْلِكُ! فَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي، وَأَسْقِ مَنْ أَسْقَانِي» .
قَالَ: فَعَمَدْتُ إِلَى الشَّمْلَةِ فَشَدَدْتُهَا عَلَيَّ، وَأَخَذْتُ الشَّفْرَةَ فَانْطَلَقْتُ إِلَى الْأَعْنُزِ أَيُّهَا أَسْمَنُ، فَأَذْبَحُهَا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا هِيَ حَافِلَةٌ، وَإِذَا هُنَّ حُفَّلٌ كُلُّهُنَّ، فَعَمَدْتُ إِلَى إِنَاءٍ لِآلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، مَا كَانُوا يَطْمَعُونَ أَنْ يَحْتَلِبُوا فِيهِ.
قَالَ: فَحَلَبْتُ فِيهِ حَتَّى عَلَتْهُ رَغْوَةٌ، فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:«أَشَرِبْتُمْ شَرَابَكُمُ اللَّيْلَةَ؟» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اشْرَبْ. فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اشْرَبْ. فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَلَمَّا عَرَفْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ رَوِيَ وَأَصَبْتُ دَعْوَتَهُ، ضَحِكْتُ حَتَّى أُلْقِيتُ إِلَى الْأَرْضِ.
قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِحْدَى سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ مِنْ أَمْرِي كَذَا وَكَذَا، وَفَعَلْتُ كَذَا! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا هَذِهِ إِلَّا رَحْمَةٌ مِنَ اللهِ،
أَفَلَا كُنْتَ آذَنْتَنِي فَنُوقِظَ صَاحِبَيْنَا فَيُصِيبَانِ مِنْهَا؟!» قَالَ: فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أُبَالِي إِذَا أَصَبْتَهَا وَأَصَبْتُهَا مَعَكَ مَنْ أَصَابَهَا مِنَ النَّاسِ.
• وقال الإمام أبو داود: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَاءَ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَجَاءَ بِخُبْزٍ وَزَيْتٍ فَأَكَلَ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَةُ»
(1)
.
• تنبيه: أُدْرِجَ على هذا المتن «وذَكَركم الله فيمن عنده» ولا أصل لها في هذا الخبر، إنما جاءت بضمير الغَيبة في حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخُدْري،
أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عز وجل إِلَّا حَفَّتْهُمُ
(1)
حسن بمجموع طرقه: أخرجه مَعْمَر، كما في «جامعه» (19425) وأحمد (2/ 138) وأبو داود (3854) وغيرهم، عن ثابت عن أنس رضي الله عنه، به.
ورواية معمر عن ثابت متكلم فيها.
وتابعه جعفر بن سليمان عن ثابت، به، أخرجه البزار (6872) ورواية جعفر عن ثابت متكلم فيها.
وفي بعض الروايات: (أنس أو غيره) على الشك، ولعل هذا من عبد الرزاق.
وأخرجه الطبراني في «الدعاء» (925) من طريق عمران القطان عن قتادة عن أنس رضي الله عنه. وسنده ضعيف.
ورواه يحيى بن أبي كثير واختُلف عليه: فرواه تارة عن أنس، وأخرى عن القاسم عن عائشة، وثالثة عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وصوابها الأول. انظر: أحمد في «مسنده» (3/ 118)، والطبراني في «الدعاء» (926)، وأبا نُعيم في «الحِلية» (3/ 72).
وله شاهد أخرجه ابن ماجه (1747)، وابن حبان (5296)، من طريق مصعب بن ثابت عن عبد الله بن الزبير، بنحوه، وإسناده ضعيف.
والخلاصة: أن الحديث بهذه الطرق يُحسَّن، وقد صححه النووي وابن حجر والعراقي، والعَلَّامة الألباني في «آداب الزفاف» (ص/ 170).
الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» أخرجه مسلم (2700).
• قال ابن ماجه: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَطْعَمَهُ اللَّهُ طَعَامًا، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَارْزُقْنَا خَيْرًا مِنْهُ. وَمَنْ سَقَاهُ اللَّهُ لَبَنًا، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَزِدْنَا مِنْهُ؛ فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ مَا يُجْزِئُ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ إِلَّا اللَّبَنُ»
(1)
.
(1)
قابل للتحسين: أخرجه ابن ماجه (3322)، وإسماعيل بن عياش حمصي، وابن جُريج مكي، وفي روايته في غير أهل بلده ضعف.
وأخرجه أبو داود في «سُننه» (2730)، والنَّسَائي في «السُّنن الكبرى» (10045، 10046) من طرق- حماد بن سلمة وابن عُلية وشُعبة - ثلاثتهم عن علي بن زيد بن جُدعان، عن عمر بن حرملة: سمعتُ ابن عباس، به.
وعمر بن أبي حرملة ذَكَره ابن حِبان في «الثقات» وقال أبو زُرْعَة: لا أعرفه إلا في هذا الحديث.
خَتْم الداعي دعاءه بالتأمين
• قال أبو داود في «سُننه» رقم (938): حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَمَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ صُبَيْحِ بْنِ مُحْرِزٍ الْحِمْصِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو مُصَبِّحٍ الْمَقْرَائِيُّ قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى أَبِي زُهَيْرٍ النُّمَيْرِيِّ، وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ، فَيَتَحَدَّثُ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ، فَإِذَا دَعَا الرَّجُلُ مِنَّا بِدُعَاءٍ قَالَ: اخْتِمْهُ بِـ (آمِينَ) فَإِنَّ (آمِينَ) مِثْلُ الطَّابَعِ عَلَى الصَّحِيفَةِ.
قَالَ أَبُو زُهَيْرٍ: أُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ؟
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ قَدْ أَلَحَّ فِي الْمَسْأَلَةِ، فَوَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَمِعُ مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَوْجَبَ إِنْ خَتَمَ» .
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: بِأَيِّ شَيْءٍ يَخْتِمُ؟
قَالَ: «بِآمِينَ؛ فَإِنَّهُ إِنْ خَتَمَ بِـ (آمِينَ) فَقَدْ أَوْجَبَ» .
فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ الَّذِي سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَى الرَّجُلَ، فَقَالَ: اخْتِمْ يَا فُلَانُ بِـ (آمِينَ) وَأَبْشِرْ. وَهَذَا لَفْظٌ مَحْمُودٌ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: الْمَقْرَاءُ: قَبِيلٌ مِنْ حِمْيَرَ.
تابع الوليدَ بن عُتبة الدِّمَشقي، ومحمودَ بن خالد - جماعةٌ:
1 -
عمر بن الخطاب السجستاني - وقال ابن حِبان: مستقيم الحديث -. أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (1442).
2 -
عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم - قال ابن عَدي: يُحَدِّث عن الفريابي بالأباطيل -. أخرجه الطبراني في «الكبير» (756)، وفي «الدعاء» (218)، ومن طريقه أبو نُعَيْم في «معرفة الصحابة» (6803).
3 -
سعيد بن أبي زيدون، أخرجه الدولابي في «الكُنَى» (198).
4 -
أبو عُمَيْر بن النحاس الموصلي - وثقه ابن مَعين والنَّسَائي - أخرجه الحكيم الترمذي في «نوادره» رقم (304) عن عمر بن أبي عمر، عنه.
• ومداره على صُبَيْح بن مُحْرِز المَقْرَائي الحِمْصي.
وتَفرَّد عنه الفريابي بالرواية.
وذَكَره ابن حِبان في «الثقات» باسم: صالح.
وترجمه البخاري كذلك، ولم يَذكر فيه جَرْحًا ولا تعديلًا.
ونَصَّ ابن أبي حاتم في «بيان خطأ البخاري في تاريخه» على أن اسمه (صُبَيْح) لا (صالح).
• والخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ عبد التواب بن محمد الفيومي بتاريخ (4) جمادى الأولى (1441 هـ) المُوافِق (30/ 12/ 2019 م) إلى أن سنده ضعيف لجهالة (صُبَيْح) وسَبَق القول في صحبة أبي زهير رضي الله عنه.
وسند أبي داود مسلسل بالشاميين.
• تنبيه: هل (صُبَيْح) مجهولُ حال أو عين؟
قال ابن حجر في «التعليقات البازية على نزهة النظر» (ص: 62): فَإِنْ سُمِّيَ الرَّاوِي، وَانْفَرَدَ رَاوٍ واحِد بِالرِّوَايَةِ عَنْهُ، فَهُوَ مَجْهُولُ العَيْنِ، كالمُبْهَمِ [فَلَا يُقْبَلُ
حَدِيثُهُ] إِلاَّ أَنْ يُوَثِّقَهُ غَيْرُ مَنْ يَنْفَرِدُ عَنْهُ عَلَى الأَصَحِّ، وَكَذَا مَنْ يَنْفَرِدُ عَنْهُ «عَلَى الأَصَحِّ» إِذَا كَانَ مُتَأَهِّلًا لِذَلِكَ.
أَوْ إِنْ رَوَى [عَنْهُ] اثْنَانِ فَصَاعِدًا، وَلَمْ يُوَثَّقْ، فَ [هُوَ] مَجْهُولُ الحَالِ، وَهُوَ المَسْتُورُ، وَقَدْ قَبِلَ رِوَايَتَهُ جَمَاعَةٌ بِغَيْرِ قَيْدٍ، وَرَدَّهَا الجُمْهُورُ.
وَالتَّحْقِيقُ: أَنَّ رِوَايَةَ المَسْتُورِ وَنَحْوِهِ مِمَّا فِيهِ الاحْتِمَالُ لَا يُطلَقُ القَوْلُ بِرَدِّهَا وَلَا بِقَبُولِهَا، بَلْ «يُقَالُ:» هِيَ مَوْقُوفَةٌ إِلَى اسْتِبانَةِ حَالِهِ كَمَا جَزَمَ بِهِ إِمَامُ الحَرَمَيْنِ.
وَنَحْوُهُ قَوْلُ ابْنِ الصَّلَاحِ فِيمَنْ جُرِحَ بِجَرْحٍ غَيْرِ مُفَسَّرٍ.
مَسْح الوجه عقب الدعاء
• قال الترمذي في «سُننه» رقم (3386): حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الجُهَنِيُّ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الجُمَحِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ قَالَ:«كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ، لَمْ يَحُطَّهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ» .
وتابع الجماعة عن حماد عبدُ بن حُميد، كما في «المُنتخَب» رقم (39).
وتابعهم نصر بن علي، أخرجه الحاكم (1/ 536).
ومداره على حماد بن عيسى الجُهَني، وهو ضعيف.
وقال الترمذي عقبه: حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى، تَفَرَّدَ (2) بِهِ وَهُوَ قَلِيلُ الحَدِيثِ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ النَّاسُ.
وله شاهد من حديث ابن عباس {، من قوله صلى الله عليه وسلم. أخرجه ابن ماجه رقم (1181): حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَا: حَدَّثَنَا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَسَّانَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَعَوْتَ اللَّهَ فَادْعُ بِبَاطِنِ كَفَّيْكَ، وَلَا تَدْعُ بِظُهُورِهِمَا، فَإِذَا فَرَغْتَ فَامْسَحْ بِهِمَا وَجْهَكَ» .
وتابع عائذَ بن حبيب وُهَيْبُ بن خالد وسعيد بن محمد الثقفي، أخرجه ابن عَدِيّ في «الكامل» (4/ 51)، والحاكم (1/ 536)، والطبراني (10779).
وصالح بن حسان الأنصاري ضعيف.
وأخرجه أبو داود في «سُننه» رقم (1485) من طريق عبد الله بن يعقوب، عمن حدثه عن محمد بن كعب.
وأخرجه أبو داود في «سُننه» (1492): حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَعَا فَرَفَعَ يَدَيْهِ، مَسَحَ وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ»
- رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن قُتيبة، وقال: أحسب قُتيبة وَهِم فيه، يقولون: عن خَلَّاد بن السائب عن أبيه.
- وقال ابن حجر: أظن الغلط فيه من ابن لَهيعة; لأن يحيى بن إسحاق السَّيْلَحِينِيّ من قدماء أصحابه، وقد حَفِظ عنه حِبان بن واسع، وأما حفص بن هاشم، فليس له ذكر في شيء من كتب التواريخ، ولا ذَكَر أحد أن لابن عتبة ابنًا يسمى حفصًا.
• الخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ المهندس طارق بن محجوب القليوبي، إلى ضعفه من كل طرقه، وكَتَب: جزاك الله خيرًا.
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا
• قال ابن حبان في «صحيحه» رقم (2427) - أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق، حدثنا محمد بن عبد الله، عن عبيد بن عقيل، حدثنا سهل بن حماد، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت عَنْ أَنسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:» اللَّهُمَّ لَا سَهْلَ إلاَّ مَا جَعَلْتَة سَهْلاً، وَأَنْتَ تَجْعَل الْحَزْنَ إذَا شِئْتَ سَهْلاً»
وتابع سهل بن حماد ثلاثة - وبشر بن السري كما عند قوام السنة (1327) وأبو داود الطيالسي وعبيد الله بن موسى كما عند البيهقي في «الدعوات» (266) -.
وخالفهم القعنبي واختلف عليه فرواه كالجماعة محمد بن علي بن ميمون كما عند أبي نعيم في «تاريخ أصبهان» (2/ 276) وضعف أبو حاتم في «العلل» (274) هذا الطريق بتلقين جعفر بن عبد الواحد للقعنبي. وانظر كلام أبي زرعة في قصة التلقين هذه.
وخالفه الجماعة فأرسلوه - أبو حاتم الرازي كما في «العلل» (274) وتمتام
(1)
كما في «الدعوات» (265) للبيهقي، وأبو بكر بن صالح في «الدعوات» للمحاملي (42) -.
(1)
هو محمد بن غالب بن حرب، أبو جعفر الضبي الْبَصْرِيُّ التمار تمتام، [الوفاة: 281 - 290 هـ] وَكَانَ مكثرًا ثقة حافظًا.
وقَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ثقة مأمون، إِلا أَنَّهُ كَانَ يُخطئ. كما في «تاريخ الإسلام» (6/ 819) للذهبي.
• والخلاصة: أن أباحاتم الرازي خطأ الرفع من طريق بشر بن السري ولم يذكر المتابعات له وأعل طريق القعنبي بالإرسال وكتب شيخنا مع الباحث/ أبي عائشة محمد بن جمال الجيزاوي بتاريخ الخميس 6 ربيع الآخَر
(1)
موافق 11/ 11/ 2021 م: ورجح أبو حاتم المرسل. ا هـ.
وذكر الباحث أنه سأل شيخنا على تصحيح العلامة الألباني والشيخ شعيب 9 لهذا الخبر فعلل المرفوع لأمور:
1 -
نزول السند.
2 -
الرواه عن حماد ليسوا من أصحابه.
3 -
ترجيح أبي حاتم الإرسال.
وأفاد الباحث أحمد النمر أن الرواه عن حماد في الرفع سلكوا الجادة وأنه على شرط مسلم ولم يخرجه.
(1)
في «المصباح المنير» (1/ 216 (وَالرَّبِيعُ عِنْدَ الْعَرَبِ رَبِيعَانِ رَبِيعُ شُهُورٍ وَرَبِيعُ زَمَانٍ فَرَبِيعُ الشُّهُورِ اثْنَانِ قَالُوا لَا يُقَالُ فِيهِمَا إلَّا شَهْرُ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ وَشَهْرُ رَبِيعٍ الْآخَرِ بِزِيَادَةِ شَهْرٍ وَتَنْوِينِ رَبِيعٍ وَجَعْلِ الْأَوَّلِ وَالْآخِرِ وَصَفًا تَابِعًا فِي الْإِعْرَابِ وَيَجُوزُ فِيهِ الْإِضَافَةُ وَهُوَ مِنْ بَابِ إضَافَةِ الشَّيْءِ إلَى نَفْسِهِ عِنْدَ بَعْضِهِمْ لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ نَحْوُ حَبَّ الْحَصِيدِ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ وَحَقُّ الْيَقِينِ وَمَسْجِدِ الْجَامِعِ قَالَ بَعْضُهُمْ إنَّمَا الْتَزَمَتْ الْعَرَبُ لَفْظَ شَهْرٍ قَبْلَ رَبِيعٍ لِأَنَّ لَفْظَ رَبِيعٍ مُشْتَرَكٌ بَيْنَ الشَّهْرِ وَالْفَصْلِ فَالْتَزَمُوا لَفْظَ شَهْرٍ فِي الشَّهْرِ وَحَذَفُوهُ فِي الْفَصْلِ لِلْفَصْلِ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ أَيْضًا وَالْعَرَبُ تَذْكُرُ الشُّهُورَ كُلَّهَا مُجَرَّدَةً مِنْ لَفْظِ شَهْرٍ إلَّا شَهْرَيْ رَبِيعٍ وَرَمَضَانَ وَيُثَنَّى الشَّهْرُ وَيَجْمَعُ فَيُقَالُ شَهْرَا رَبِيعٍ وَأَشْهُرُ رَبِيعٍ وَشُهُورُ رَبِيعٍ وَأَمَّا رَبِيعُ الزَّمَانِ فَاثْنَانِ.
• قلت أبو أويس: والظاهر لدي أن هذا المتن يرجع إلى ما أخرجه البخاري ومسلم من مخرج متسع:
قال البخاري: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ، وَلَا يَقُولَنَّ: اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي، فَإِنَّهُ لَا مُسْتَكْرِهَ لَهُ»
(1)
.
ووجه الربط ذكر الصحابي والتعليق في الدعاء.
(1)
أخرجه البخاري (6383) ومسلم (2678) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ.
وتابع ابن علية عبد الوارث بن سعيد من رواية مسدد عنه أخرجه البخاري رقم (7463).
وتابع عبد العزيز عطاء الخرساني أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» رقم (2327) - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا عَمِّي، عَنْ جَدِّي، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ رُزَيْقٍ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ أَوْ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، وَلَكِنْ لِيَعْزِمْ مَسْأَلَتَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَلَا مُكْرِهَ لَهُ»
وفيه الحارث ضعيف ورواية عطاء عن أنس مرسلة كما في التهذيب.
الدعاء عند اشتداد الريح
• اشتهر في ذلك خبران:
الحديث الأول أخرجه الإمام مسلم (899) حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ، يُحَدِّثُنَا عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ، قَالَ:«اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ» ، قَالَتْ: وَإِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ، تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ، سُرِّيَ عَنْهُ، فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ:" لَعَلَّهُ، يَا عَائِشَةُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الأحقاف: 24] "
(1)
.
الحديث الثاني: قال أبو يعلى كما في «المطالب العالية» رقم (3381): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، ثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنِ أَبِي (عُبَيْدٍ) قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ رضي الله عنه يَرْفَعُهُ: كَانَ إِذَا (اشْتَدَّتِ) الرِّيحُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَقْحًا لا عَقِيمًا
(2)
.
(1)
وأخرجه البخاري (3206) دون ذكر «عصفت الريح
…
».
(2)
في «التيسير بشرح الجامع الصغير» (2/ 238) لزين الدين المناوي: (اللَّهُمَّ) اجْعَلْهَا (لقحاً) بِفَتْح اللَّام وَالْقَاف أَي حَامِلا للْمَاء كاللقحة من الْإِبِل (لَا عقيماً) أَي وَلَا تجعلها لَا مَاء فِيهَا كالعقيم من الْحَيَوَان لَا ولد لَهُ.
وخالف أحمدَ بن عَبْدة إسماعيل بن أبي أويس به، لكن قال: عن سلمة بن الأكوع، رَفَعه إن شاء الله. أخرجه الحاكم في «مستدركه» (7979).
وخالفهما أحمدُ بن أبي بكر فقال: عن سَلَمَةَ قال: كَانَ إِذَا اشْتَدَّتِ الرِّيحُ يَقُولُ. أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» رقم (718).
• ومحل النزاع في أمرين:
1 -
الخلاف في المغيرة:
فقد ضَعَّفه أبو داود، وطَعَن في نقل عباس الدُّوري عن ابن مَعِين بالتوثيق.
وقال أبو زُرعة: لا بأس به.
وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، وهو أحد فقهاء أهل المدينة، ومَن كان يفتي فيهم. وذَكَره ابن حِبان في «الثقات» .
وقال الزُّبير بن بَكَّار: كان فقيه أهل المدينة بعد مالك.
2 -
الاختلاف في قول سلمة بن الأكوع، هل يُفْهَم منه الوقف؟
الظاهر لديَّ أن أقواها رواية أبي يعلى، وهي مرفوعة، ورواية الحاكم بالمشيئة بها ضعف، ورواية البخاري اختلفت نُسَخه بالاحتمال والتصريح بالرفع.
وعليه، فأرى الرفع والله أعلم، وأرى حسن إسناده.
وصَحَّح إسناده الحاكم
(1)
وابن حجر
(2)
وحَسَّنه العَلَّامة الألباني في «الصحيحة» رقم (2058) لأجل الخلاف في المغيرة بن عبد الرحمن، وهو المخزومي، كما في رواية البيهقي، وتعقب الحاكم في تصحيحه، وجَعَله على شرط مسلم، ولم يُخرج له.
• الخلاصة: تَوَقَّفَ فيه شيخنا مع الباحث/ أحمد بن كامل، بتاريخ (26) ربيع الآخر (1443 هـ) الموافق (1/ 21/ 2021 م) لأمرين:
1 -
وُجِد في بعض النسخ أنه موقوف.
2 -
المغيرة بن عبد الرحمن فيه كلام.
(1)
حيث قال «المستدرك» (7/ 521): هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
(2)
في «نتائج الأفكار» (5/ 126): روينا بالإسناد الصحيح فذكره.
لا يُقْبَل الدعاء من قلب غافل
• قال الترمذي في «سُننه» رقم (3479): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحٌ المُرِّيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ» .
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ، سَمِعْت عَبَّاسًا العَنْبَرِيَّ يَقُولُ: اكْتُبُوا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيِّ فَإِنَّهُ ثِقَةٌ.
وقال الحاكم في «المستدرك» (1/ 670): هذا حديث مستقيم الإسناد، تَفرَّد به صالح المُرِّيّ، وهو أحد زهاد أهل البصرة، ولم يخرجاه.
• الخلاصة: مداره على صالح المُرِّيّ، وقال البخاري: مُنْكَر الحديث واهي الحديث. بتاريخ (5) شعبان (1442 هـ) المُوافِق (18/ 3/ 2021 م) الباحث عمر بن ثابت.
رَفْع الخطيب يديه في الدعاء
• قال الإمام البخاري: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ وَعَنْ يُونُسَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ الجُمُعَةِ، إِذْ قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكَ الكُرَاعُ، وَهَلَكَ الشَّاءُ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يَسْقِيَنَا! فَمَدَّ يَدَيْهِ وَدَعَا.
• رواه عن أنس رضي الله عنه ستة:
1 -
عبد العزيز بن صُهيب، أخرجه البخاري (932)، وأبو داود (1174) واللفظ له.
2 -
شَريك بن أبي نَمِر، أخرجه البخاري (1013)، ومسلم (897) وفيه:(فرَفَع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه).
3 -
إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أخرجه البخاري (933)، وأحمد (1033)، والنَّسَائي (1852) وفيه:(فرَفَع يديه).
4 -
حُمَيْد الطويل، أخرجه أحمد (12019، 12949)، والنَّسَائي (1527) وفيه:(فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، فَاسْتَسْقَى).
5 -
قتادة، أخرجه البخاري (3565)، ومسلم (895) وغيرهما:«كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاءِ، وَإِنَّهُ يَرْفَعُ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ» .
6 -
ثابت البُناني، وعنه جماعة:
أ - شُعبة بن الحَجاج، أخرجه مسلم (895)، وأحمد (12903)، والنَّسَائي (1440):«رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ» .
ب - يونس بن عُبيد، أخرجه البخاري (3582) وفيه:«فمَدَّ يديه ودعا» .
ت - عُبيد الله بن عمر العُمَري، وفيه: فَادْعُ اللَّهَ يَسْقِينَا! فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اسْقِنَا» مَرَّتَيْنِ. دون وجه الشاهد.
ث - خالفهم حماد بن سلمة، وعنه جماعة:
1 -
الحسن بن موسى الأشيب، أخرجه مسلم (895):«فَأَشَارَ بِظَهْرِ كَفَّيْهِ إِلَى السَّمَاءِ» .
2 -
وتابعه مُؤمَّل بن إسماعيل، أخرجه أحمد (13536).
3 -
يزيد بن هارون، أخرجه أحمد (12239) ولفظه:«كَانَ إِذَا دَعَا، جَعَلَ ظَاهِرَ كَفَّيْهِ مِمَّا يَلِي وَجْهَهُ، وَبَاطِنَهُمَا مِمَّا يَلِي الْأَرْضَ» .
4 -
عفان بن مسلم، أخرجه أحمد (13867) وفيه:«وَوَصَفَ حَمَّادٌ: بَسْطَ يَدَيْهِ حِيَالَ صَدْرِهِ، وَبَطْنُ كَفَّيْهِ مِمَّا يَلِي الْأَرْضَ» وأبو داود (1171) وفيه: «هَكَذَا - يَعْنِي - وَمَدَّ يَدَيْهِ، وَجَعَلَ بُطُونَهُمَا مِمَّا يَلِي الْأَرْضَ» .
• والخلاصة: أن رواية عفان أوضحت الإدراج في رواية حماد بن سلمة. وعلى فرض ترجيح رواية الحَسَن ومُؤمَّل ويزيد، فهي شاذة لمخالفة جمهور مَنْ روى عن أنس رضي الله عنه. ولابن تيمية رحمه الله وَجْه جَمْع، حيث قال: وحديث أنس رضي الله عنه يدل على أنه لشدة الرفع انحنت يداه، فصار كفه مما يلي السماء لشدة الرفع، لا قصدًا لذلك، كما جاء «أنه رَفَعهما حذاء وجهه» انظر:«المُستدرَك على مجموع الفتاوى» (3/ 137).
رفع الأيدي في سبعة مواطن
• قال الطحاوي في «شرح المعاني» (2/ 176) رقم (3821) - حَدَّثنا ابنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثنا نُعَيمُ بن حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثنا الفَضلُ بن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثنا ابنُ أَبِي لَيلَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابنِ عُمَرَ، وعَنِ الحَكَمِ، عَنْ مِقسَمٍ، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ {عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«تُرفَعُ الأَيدِي فِي سَبعِ مَوَاطِنَ، فِي افتِتَاحِ الصَّلَاةِ، وعِندَ البَيتِ، وعَلَى الصَّفَا والمَروَةِ، وبِعَرَفَاتٍ، وبِالمُزدَلِفَةِ، وعِندَ الجَمرَتَينِ» .
قَالَ أَبُو جَعفَرٍ: فَكانَ هَذَا الحَدِيثُ مَأخُوذًا بِهِ، لَا نَعلَمُ أَحَدًا خَالَفَ شَيئًا مِنهُ، غَيرَ رَفعِ اليَدَينِ عِنْدَ البَيتِ، فَإِنَّ قَومًا ذَهَبُوا إِلَى ذَلِكَ، واحتَجُّوا بِهَذَا الحَدِيثِ.
• الخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ هاني الدميري بتاريخ 21/ ذي القعدة 1442 هـ الموافق 1/ 7/ 2021 م إلى ضعف الأثر وأن الباحث يعقب بانتقاد الإمام مالك للإجماع في رفع الأيدي عند الجمرتين الوسطى والصغرى.
قال الإمام مسلم رقم (710) حَدَّثَنَي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ»
الاعتداء في الدعاء
• قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55]
• وقال الإمام أحمد: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ سَمِعَ ابْنًا لَهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ مِنَ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلْتُهَا عَنْ يَمِينِي. قَالَ: فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ، سَلِ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَتَعَوَّذْهُ مِنَ النَّارِ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«سَيَكُونُ بَعْدِي قَوْمٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ وَالطَّهُورِ»
(1)
.
(1)
ظاهر إسناده الحُسن: أخرجه أحمد (16801).
وتابع سليمانَ بن حرب:
1 -
موسى بن إسماعيل، كما عند أبي داود في «سُننه» (96) وغيره.
2 -
عبد الصمد بن عبد الوارث، كما عند أحمد (20554).
3 -
عفان بن مسلم، كما عند ابن ماجه (3864)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (29411).
4 -
كامل بن طلحة، كما عند ابن حِبان في «صحيحه» (6764).
5 -
أبو داود الطيالسي وعنه السري بن خُزيمة، كما عند الحاكم (2031).
وخالفه الفضل بن الحُبَاب، فرواه عن الطيالسي فأبدل (أبا نَعَامة) بـ (أبي العلاء) أخرجه ابن حِبان (6763).
وإثبات أبي العلاء بدلًا من أبي نَعَامة تَفرَّد به الفضل بن الحُبَاب، وهو مُسنِد عصره، إلا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أن الدارقطني ذَكَر له حديثًا أخطأ فيه في غرائبه، كما نقله الحافظ في «لسان الميزان» (4/ 439).
وعلى فرض ثبوت الرواية عن أبي داود الطيالسي، فقد خالف الجماعة في هذا الوجه، وله غرائب ومخالفات تُعْلَم بسَبْر الطرق والدراسة المُقارَنة؛ فلذا هذا الوجه مع الاختلاف عليه شاذ أو وهم أو تصحيف.
بينما ذهب ابن حِبان إلى اعتماد هذه المتابعة، فقال: سَمِع هذا الخبر الجُريري عن يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير وأبي نَعَامة، فالطريقان جميعًا محفوظان.
وبَوَّب على رواية الجُريري عن أبي نَعَامة: ذِكر خبر قد يُوهِم مَنْ لم يُحْكِم صناعة الحديث أن إحدى الروايتين اللتين تَقَدَّم ذكرنا لها وهم.
وتابع سعيدًا الجُريري يزيد الرَّقَاشي، وهو ضعيف، أخرجه أحمد (16796) والطبراني في «الدعاء» (58).
وخالفهما -الجُريري والرَّقَاشي -زياد بن مِخْرَاق، فقال: عن أبي نَعَامة.
تارة عن ابن لسعد: سمعتُ أبي وأنا أقول. أخرجه أبو داود (1480).
وتارة عن مولى لسعد أن سعدًا رأى ابنًا له. أخرجه أحمد (1483) وغيره.
وتارة عن مولى لسعد عن ابن سعد. أخرجه أحمد (1584).
وتارة أن سعدًا. أخرجه الطيالسي (197)
وكل هذه الوجوه ثابتة عن شُعبة إلى زياد.
وهنا يتحقق قول الإمام أحمد: زياد لم يُقِم إسناده.
وقال العَلَّامة الألباني في «صحيح أبي داود» (1330): قد اضطربوا في إسناده.
وظاهر إسناد الجُريري التحسين، إلا أنه ورد عليه إيرادان:
1 -
خطأ حماد بن سلمة في الجُريري. انظر: «التمييز» لمسلم.
2 -
الإرسال في رواية أبي نَعَامة أن عبد الله بن مُغَفَّل. فقد قال الذهبي: مرسل.
وحَكَم شيخنا مع وائل بن عبد الله المَحَلاوي كالنتيجة السابقة، لكن خروجًا من الخلاف رجاله ثقات.
• قال ابن القيم (ت/ 751): وعلى هذا فالاعتداء بالدعاء تارة بأن يَسأل ما لا يَجوز له سؤاله من الإعانة على المحرمات. وتارة بأن يَسأل ما لا يفعله الله، مثل أن يَسأله تخليده إلى يوم القيامة، أو يَسأله أن يَرفع عنه لوازم البشرية من الحاجة إلى الطعام والشراب، أو يسأله أن يُطْلِعه على غيبه، أو يسأله أن يجعله من المعصومين، أو يسأله أن يهب له ولدًا من غير زوجة ولا أَمَة، ونحو ذلك مما سؤاله اعتداء.
فكل سؤال يناقض حكمة الله، أو يتضمن مناقضة شرعه وأمره، أو يتضمن خلاف ما أخبر به، فهو اعتداء لا يحبه الله ولا يحب سائله.
وفُسِّر الاعتداء برفع الصوت أيضًا في الدعاء، قال ابن جُريح: مِنْ الاعتداء رفع الصوت في الدعاء، والنداء في الدعاء والصياح.
وبعد، فالآية أعم من ذلك كله، وإن كان الاعتداء في الدعاء مرادًا بها فهو من جملة المراد
والله لا يحب المعتدين في كل شيء، دعاء كان أو غيره، كما قال:{وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} وعلى هذا، فيكون قد أَمَر بدعائه وعبادته، وأَخْبَر أنه لا يحب أهل العدوان، وهم الذين يَدْعُون معه غيره، فهؤلاء أعظم المعتدين عدوانًا، فإن أعظم العدوان الشرك، وهو وَضْع العبادة في غير موضعها، فهذا العدوان لابد أن يكون داخلًا في قوله:{إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55].
ومِن العدوان أن يدعوه غير متضرع، بل دعاء مُدِلٍّ، كالمستغني بما عنده المدل على ربه به. وهذا من أعظم الاعتداء المنافي لدعاء الضارع الذليل الفقير
المسكين من كل جهة في مجموع حالاته، فمَن لم يَسأل مسألة مسكين متضرع خائف، فهو معتدٍ.
ومن الاعتداء أن تعبده بما لم يشرعه، وتُثْني عليه بما لم يُثْنِ به على نفسه ولا أَذِن فيه. فإن هذا اعتداء في دعاء الثناء والعبادة. وهو نظير الاعتداء في دعاء المسألة والطلب.
وعلى هذا فتكون الآية دالة على شيئين:
أحدهما: محبوب للرب تبارك وتعالى مُرْضٍ له، وهو الدعاء تضرعًا وخُفية.
الثاني: مكروه له مبغوض مسخوط، وهو الاعتداء.
فأَمَر بما يحبه الله ونَدَب إليه، وحَذَّر مما يبغضه وزَجَر عنه بما هو أبلغ طرق الزجر والتحذير، وهو أنه لا يحب فاعله، ومَن لم يحبه الله فأي خير يناله؟!
وفي قوله: {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} عقب قوله: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} دليل على أن مَنْ لم يَدْعُه تضرعًا وخُفية، فهو من المعتدين الذين لا يحبهم، فقَسَّمَتِ الآية الناس إلى قسمين: داعٍ لله تضرعًا وخُفية، ومعتدٍ بترك ذلك
(1)
.
وقال ابن الجوزي (ت/ 597): الاعتداء في الدعاء فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أن يدعو على المؤمنين بالشر، كالخِزي واللعنة. قاله سعيد بن جُبير ومُقاتِل.
(1)
«بدائع الفوائد» (3/ 854 - 856).
والثاني: أن يَسأل ما لا يستحقه من منازل الأنبياء. قاله أبو مِجْلَز.
والثالث: أنه الجهر في الدعاء
(1)
.
(1)
«زاد المَسِير في علم التفسير» (3/ 215).
جوف الليل
• أخرج النَّسَائي في «الكبرى» رقم (10046): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحيَى بْنِ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: «جَوْفُ اللَّيْلِ الآخِرِ
(1)
، وَدُبُرُ الصَّلَوَاتِ المَكْتُوبَاتِ».
• وعلة هذا الخبر أمران:
1 -
ابن سابط لم يَسمع من أبي أُمَامة رضي الله عنه. قاله ابن حجر في «نتائج الأفكار» .
2 -
مخالفة ابن سابط خمسةً من أصحاب أبي أُمَامة - وهم: أبو سَلَّام، ونُعَيْم بن زياد، وضَمْرة بن حبيب، ولقمان بن عامر، وأبو يحيى - فزاد:«وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ المَكْتُوبَاتِ» .
• وانتهى شيخنا مع الباحث/ حمادة أبي المعاطي، إلى أن هذه الزيادة من
(1)
وردت الرواية فيها بالرفع والنصب، والرفع أكثر:
فمَن رَفَع فقد جَعَل المضاف إليه مكان المضاف المحذوف في الإعراب، كقوله تعالى:{وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: 82]، والتقدير: دعاء جوف الليل الآخِر.
ومَن نَصَب فعلى الظرف، أي: الدعاء جوف.
ويَجوز فيه الجر على مذهب مَنْ يَرى حذف المضاف وتَرْك المضاف إليه على إعرابه، ولم تَرِد به الرواية.
(والآخِر) على الأحوال الثلاث تتبع (جوف) في إعرابه.
اهـ من «المُيسَّر شرح المصابيح» (1/ 263) للتوربشتي.
هذا الوجه شاذة.
وفي معناه شواهد، منها حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِهِ يَوْمًا، ثُمَّ قَالَ:«يَا مُعَاذُ، إِنِّي لَأُحِبُّكَ» . فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَنَا أُحِبُّكَ. قَالَ:«أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ» قَالَ: وَأَوْصَى بِذَلِكَ مُعَاذٌ الصُّنَابِحِيَّ، وَأَوْصَى الصُّنَابِحِيُّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَوْصَى أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ
(1)
وقوله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} [الضحى: 7] على أحد الوجوه.
بينما أَخْرَجَ الخبرَ مُطوَّلًا أبو داود، رقم (1277):
حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ، أَنَّهُ قَالَ:
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ اللَّيْلِ أَسْمَعُ؟
قَالَ: «جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، فَصَلِّ مَا شِئْتَ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَكْتُوبَةٌ، حَتَّى
(1)
إسناده صحيح: أخرجه أحمد في «مسنده» (22119، 22126)، والبخاري في «الأدب المفرد» (690)، وأبو داود (1522)، والنَّسَائي (1303)، وفي «الكبرى» (1227)، وعبد بن حُميد في «مسنده» (120)، وابن خُزيمة في «صحيحه» (751)، وابن حِبان في «صحيحه» (2020)، والطبراني في «الكبير» (110)، وفي «الدعاء» (654)، والحاكم في «المستدرك» (1010)، وغيرهم، من طرق عن حيوة، به.
والصنابحي هو عبد الرحمن بن عُسَيْلة، وثقه العِجلي وابن سعد، وذَكَره ابن حِبان في «الثقات» ، وأخرج له الشيخان في الصحيح، وهو من كبار التابعين.
تُصَلِّيَ الصُّبْحَ، ثُمَّ أَقْصِرْ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَتَرْتَفِعَ قِيسَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ
(1)
فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَيُصَلِّي لَهَا الْكُفَّارُ، ثُمَّ صَلِّ مَا شِئْتَ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَكْتُوبَةٌ، حَتَّى يَعْدِلَ الرُّمْحُ ظِلَّهُ، ثُمَّ أَقْصِرْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ تُسْجَرُ وَتُفْتَحُ أَبْوَابُهَا، فَإِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ فَصَلِّ مَا شِئْتَ؛ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، ثُمَّ أَقْصِرْ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ؛ فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَيُصَلِّي لَهَا الْكُفَّارُ». وَقَصَّ حَدِيثًا طَوِيلًا.
قَالَ الْعَبَّاسُ: هَكَذَا حَدَّثَنِي أَبُو سَلَّامٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، إِلَّا أَنْ أُخْطِئَ شَيْئًا لَا أُرِيدُهُ، فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.
وأبو سَلَّام لم يَسمع من أبي أمامة.
وأقوى طريق للخبر: ما أخرجه النَّسَائي (572) والبيهقي في «السُّنن الكبير» (4663) والطبراني في «الدعاء» (128) من طرق عن معاوية بن صالح، عن نُعَيْم بن زياد وضَمْرة بن حبيب وأبي يحيى، كلهم عن أبي أمامة. وسنده حسن.
(1)
(قِيسَ) بِكَسْرِ الْقَافِ، وَسُكُونِ الْمُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّةِ، فَسِينٍ مُهْمَلَةٍ، أَيْ: قَدْرَ.
وفي «معالم السُّنن» (1/ 276): قِيس رمح معناه: قَدْر رمح في رأي العين، يقال: هو قِيس رُمح وقِيد رمح، بمعنى واحد.
وفي «المطلع» في قوله: (قِيدَ رُمح): يقال: قِيد رمح، وقِيس رمح، وقِدّ رُمح - بكسر قافات الثلاثة - وقاد رمح، وقاسُ رمح، خمس لغات بمعنى: قَدْر رمح. وانظر: «كشف اللثام شرح عمدة الأحكام» (5/ 119).
يوم الجمعة
• قال الإمام مسلم رقم (852): وحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ - يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:«إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً، لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» ، قَالَ: وَهِيَ سَاعَةٌ خَفِيفَةٌ.
وَحَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَقُلْ: وَهِيَ سَاعَةٌ خَفِيفَةٌ.
• وأخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» رقم (5573): عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:«إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةٌ لَا يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا مُسْلِمٌ شَيْئًا وَهُوَ يُصَلِّي، إِلَّا أَعْطَاهُ» . قَالَ: وَيَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا.
• الخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ طلال بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن موسى الطرابيلي الدمياطي
(1)
إلى إعلال هذه اللفظة «وَهِيَ سَاعَةٌ خَفِيفَةٌ» ويَرى الباحث أن الخبر به مزيد بحث.
(1)
وُلد بتاريخ (15/ 8/ 1972 م).
رَاجَع له شيخنا وقَدَّم:
1 -
«مرويات قنوت الفجر، دراسة حديثية فقهية مُقارَنة، وشيء من فقهها» ط/ العُلوم والحِكم. وخلاصته من قول الباحث: أن القنوت في الفجر في غير نازلة خلاف الأَوْلَى.
2 -
«البداية والنهاية» ضمن فريق من المحققين، ط/ دار ابن رجب.
3 -
«بداية المجتهد» ضمن فريق من المحققين، تحت الطبع.
الدعاء عند الكعبة ومناسك الحج
• قال تعالى عن أهل الإيمان أنهم قالوا: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [البقرة: 201، 202].
• قال الإمام البخاري: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ قَالَ: ح، وحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي عِنْدَ البَيْتِ، وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ، إِذْ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَيُّكُمْ يَجِيءُ بِسَلَى جَزُورِ بَنِي فُلَانٍ، فَيَضَعُهُ عَلَى ظَهْرِ مُحَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ؟ فَانْبَعَثَ أَشْقَى القَوْمِ فَجَاءَ بِهِ، فَنَظَرَ حَتَّى سَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَضَعَهُ عَلَى ظَهْرِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ لَا أُغْنِي شَيْئًا، لَوْ كَانَ لِي مَنَعَةٌ.
قَالَ: فَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ وَيُحِيلُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ لَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ، حَتَّى جَاءَتْهُ فَاطِمَةُ، فَطَرَحَتْ عَنْ ظَهْرِهِ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ
صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ:«اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ إِذْ دَعَا عَلَيْهِمْ.
قَالَ: وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الدَّعْوَةَ فِي ذَلِكَ البَلَدِ مُسْتَجَابَةٌ، ثُمَّ سَمَّى:«اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ، وَعَلَيْكَ بِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ» - وَعَدَّ السَّابِعَ فَلَمْ يَحْفَظْ - قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ عَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَرْعَى، فِي القَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ
(1)
.
• قال عفان بن مسلم: أَخْبَرَنَا سَلَّامٌ أَبُو المُنْذِرِ القَارِئُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أبِي وَائِلٍ، عَنِ الحَارِثِ بْنِ حَسَّانَ، أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ عَادًا قُحِطُوا، فَبَعَثُوا
وَافِدَهُمْ قَلِيلا، فَنَزَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ شَهْرًا يَسْقِيهِ الْخَمْرَ وَتُغَنِّيهِ الْجَرَادَتَانِ ـ قَالَ سَالِمٌ: يَعْنِي الْقَيْنَتَيْنِ -.
(1)
صحيح دون قوله: «وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الدَّعْوَةَ فِي ذَلِكَ البَلَدِ مُسْتَجَابَةٌ» فمنكر مدرج: أخرجه البخاري (240) وإبراهيم بن يوسف ضَعَّفه أبو داود، وقال ابن مَعِين: ليس بشيء. وقال النَّسَائي: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: حسن الحديث، يُكتَب حديثه.
قال ابن عدي: له أحاديث صالحة، وليس بمنكر الحديث.
ووثقه الدارقطني. وأخرج له البخاري هذا الرواية متابعة.
وخالفه شُعبة، أخرجه البخاري (3857) ومسلم (1794) وغيرهما.
2 -
وتابعه سفيان، أخرجه البخاري (2934)، ومسلم (1794).
3 -
وإسرائيل، أخرجه البخاري (520) والنَّسَائي في «الكبرى» (8616).
4 -
وزُهير، أخرجه البخاري (3960) وأحمد (3775).
5 -
وزكريا، أخرجه مسلم (1794).
6 -
وعلي بن صالح بن حي، أخرجه النَّسَائي (307).
ستتهم دون وجه الشاهد.
قَالَ: ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى جِبَالَ مُهْرَةَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ آتِ لأَسِيرٍ فَأُفَادِيَهُ وَلا لِمَرِيضٍ فَأُدَاوِيَهُ، فَاسْقِ عَبْدَكَ مَا أَنْتَ مُسْقِيهِ وَاسْقِ مَعَهُ مُعَاوِيَةَ بْنَ بَكْرٍ شَهْرًا، وَيَشْكُرُ لَهُ الْخَمْرَ الَّتِي شَرِبَهَا عِنْدَهُ!
فَمَرَّتْ بِهِ سَحَابَاتٌ سُودٌ، فَنُودِيَ مِنْهَا أَنِ اخْتَرِ السَّحَابَ. فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ لَسَحَابَةٌ سَوْدَاءُ. قَالَ: فَنُودِيَ مِنْهَا: أَنْ خُذْهَا رَمَادًا رِمْدِدًا لا تَدَعْ مِنْ عَادٍ أَحَدًا.
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَبَلَغَنِي أَنَّهُ لَمْ يُرْسَلْ عَلَيْهِمْ مِنَ الرِّيحِ إِلَّا كَقَدْرِ مَا يَجْرِي فِي الْخَاتَمِ
(1)
.
(1)
إسناده حسن: رواه سَلَّام أبو المنذر، واختُلف عليه، فرواه عفان بن مسلم في «حديثه» (350) وعنه ابن سعد في «الطبقات» (6/ 35)، عن سَلَّام عن عاصم بن أبي النَّجُود عن أبي وائل عن الحارث بن حسان، به.
وعَطَف الطبراني في «المعجم الكبير» (3325) محمدَ بن مَخْلَد الحضرمي على عفان بن مسلم.
وتابعهما أبو بكر - هو ابن أبي شيبة - أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» (2/ 260)، وأبو نُعيم في «معرفة الصحابة» (2090) مختصرًا.
وخالفهم زيد بن حُباب فزاد: «أعوذ بالله ورسوله» وقال: الحارث بن يزيد البكري. أخرجه أحمد (15524)، والطبري في «تفسيره» (13630)، والترمذي (3273) وقال: قد روى غير واحد هذا الحديث عن الحارث بن حسان، ويقال له: الحارث بن يزيد.
والظاهر أن زيادة «ورسوله» من أخطاء زيد بن حُبَاب. وقد قال فيه الإمام أحمد: صاحب حديث، كَيِّس. ومرة: كان صدوقًا، ولكن كان كثير الخطأ.
ومما يؤيد ذلك أن ابن عُيينة تابع عفان بدون الزيادة، لكنه خالفه في السند فقال:(رجل من ربيعة) بدل (الحارث بن حسان). أخرجه الترمذي (3273).
وتابع سَلَّامًا أبا المنذر بدونها وبإسقاط أبي وائل - أبو بكر بن عياش، أخرجه الطبري في «تفسيره» (13629) وفي «العظمة» (821).
وقال الحازمي في «الفيصل في مشتبه النسبة» (1/ 287): واختُلف في حديثه: منهم مَنْ يقول: (أبو وائل عنه) ومنهم مَنْ يقول: (عاصم بن بهدلة عن الحارث) لا يُذْكَر فيه أبو وائل، والصحيح إثباته.
ووافقه ابن كَثير في «البداية والنهاية» (7/ 345).
وسَلَّام أبو المنذر قال فيه البخاري: أحفظ لحديث عاصم من حماد بن زيد. وعاصم مُختلَف فيه، وأرى تحسين حديثه. بينما خالفني شيخنا أبو عبد الله العدوي حفظه الله، فقال: عاصم لا أراه يَتحمل المتن.
وأخرجه أبو نُعيم في «معرفة الصحابة» (2093) من طريق سِمَاك بن حرب، عن الحارث بن حسان، نحوه.
وقال ابن كَثير في «تفسيره» (7/ 286): وَقَدْ وَرَدَ حَدِيثٌ فِي قِصَّتِهِمْ، وَهُوَ غَرِيبٌ جِدًّا مِنْ غَرَائِبِ الْحَدِيثِ وَأَفْرَادِهِ.
وحَسَّنه العَلَّامة الألباني في «الضعيفة» (1/ 122).
تنبيه: قد وردت الاستعاذة بالمخلوق فيما يَقدر عليه في عدد من النصوص، منها ما أخرج مسلم (1659): عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، أَنَّهُ كَانَ يَضْرِبُ غُلَامَهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ: أَعُوذُ بِاللهِ! قَالَ: فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ، فَقَالَ: أَعُوذُ بِرَسُولِ اللهِ! فَتَرَكَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«وَاللهِ لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ» قَالَ: فَأَعْتَقَهُ.
وأخرج مسلم (1659): عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ سَرَقَتْ، فَأُتِيَ بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَعَاذَتْ بِأُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«وَاللهِ لَوْ كَانَتْ فَاطِمَةُ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» فَقُطِعَتْ.
وأخرج مسلم (2882): «يَعُوذُ عَائِذٌ بِالْبَيْتِ، فَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ» .
واستجاب الله دعوة خليله إبراهيم عليه السلام هنالك، وهو أمر مُجرَّب - ولله الحمد والمنة - لدى الأجيال.
الدعاء يوم الأربعاء
• قال البخاري في «الأدب المفرد» رقم (704): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْمَسْجِدِ - مَسْجِدِ الْفَتْحِ - يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَيَوْمَ الأَرْبِعَاءِ، فَاسْتُجِيبَ لَهُ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ مِنْ يَوْمِ الأَرْبِعَاءِ.
قَالَ جَابِرٌ: وَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غائِظٌ إِلَّا تَوَخَّيْتُ تِلْكَ السَّاعَةَ، فَدَعَوْتُ اللهَ فِيهِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ، إِلَّا عَرَفْتُ الإِجَابَةَ.
• مداره على كَثير بن زيد الأسلمي، تارة عن عبد الرحمن كما هنا، وأخرى عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك - وهو مجهول - عن جابر، أخرجه أحمد (14563) عن أبي عامر العَقَدي، به.
• الخلاصة: كَتَب شيخنا بتاريخ (6) رمضان (1442 هـ) المُوافِق (18/ 4/ 2021 م) مع الباحث/ أبي سنة الله أحمد بن محمد بن عبده
(1)
:
(1)
وُلد بالزقازيق بتاريخ (7/ 2/ 1987 م).
قَدَّم له شيخنا:
1 -
«هداية الحثيث في أصول التخريج، وأساسيات الحُكم على الحديث» ط/ دار اللؤلؤة.
2 -
رَاجَع مع شيخنا «العمرة من بيتك إلى بيت الله» ولَمَّا يُقدَّم له.
3 -
«الفيس بك وأحكامه» ولَمَّا يُقدَّم له.
4 -
بَلَغ مع شيخنا في تحقيق «كفاية الأخيار» إلى الأغسال المسنونة.
الكلام في كَثير بن زيد
(1)
بما لا يتحمل معه التفرد. والله أعلم.
(1)
ضَعَّفه النَّسَائي، ووثقه ابن عمار الموصلي. ووثقه ابن مَعِين في رواية، وفي أخرى: ليس به بأس. وكذلك قال أحمد.
دعوة الوالد على ولده
• قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [النمل: 62].
• وقال الإمام البخاري: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ المَكِّيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى اليَمَنِ، فَقَالَ:«اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ؛ فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ»
(1)
.
• قال البخاري في «الأدب المفرد» رقم (32): حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى - هُوَ ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ - عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَهُنَّ، لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ» .
وتابع معاذًا على لفظ (على ولده) يحيى، كما عند أحمد (9606) وعبد الملك، كما عند أحمد (10771) ويزيد، كما عند أحمد (7510) وحَجاج، كما عند أحمد (10708)
(2)
وأبان
(3)
كما عند أحمد (8581) وعبد الله بن بكر السَّهْمي، كما عند ابن أبي شيبة في «المُصنَّف» (2983) وعنه ابن ماجه
(1)
أخرجه البخاري (2448)، ومسلم (19).
(2)
لم يذكر السفر.
(3)
ورواية عنه مطلقة (دعوة الوالد) أخرجه القُضَاعي (316).
(3862)
(1)
وشيبان كما عند البخاري في «الأدب المفرد» (481) وعبد الصمد، كما عند ابن خُزيمة (2699) وإسماعيل بن إبراهيم، كما عند الترمذي (1905) والأوزاعي كما عند الطبراني في «الدعاء» (1324)
(2)
.
وخالفهم هشام الطيالسي فقال: «دعوة الوالد لولده» أخرجه الطيالسي (2639).
• ورواه مسلم بن إبراهيم عن هشام، واختُلف عليه على ثلاثة أوجه:
1 -
كرواية الطيالسي، أخرجه أبو داود (1536).
2 -
كرواية الجماعة عن هشام، أخرجه الطبراني في «الدعاء» (1323).
3 -
«دعوة الوالد» مطلقة، أخرجها الطبراني في «الدعاء» (1314).
وتابع مسلمَ بن إبراهيم على الوجه الثالث وكيع، أخرجه أحمد (10196).
• والخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ إبراهيم العزازي، بتاريخ (19) شعبان (1441 هـ) الموافق (13/ 4/ 2020 م) إلى أن رواية الجماعة عن هشام الدَّستُوائي بلفظ:«دعوة الوالد على ولده» هي الأرجح. وعلى فرض ثبوت الأخرى فتكون من باب تناوب حروف الجر. وعلى كُلٍّ فالمدار على أبي جعفر المؤذن وهو مجهول، قاله ابن القطان ووافقه ابن حجر.
(1)
لكن قال: (دعوة الوالد لولده).
(2)
وخالف الهِقْل وبقية وسائر مَنْ تابعهم متابعة قاصرة أبو المغيرة، فقال: عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وقال العُقيلي في «الضعفاء الكبير» : لا أصل له من حديث الأوزاعي.
العزم في المسألة وعدم التعليق
• قال الإمام البخاري: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ، وَلَا يَقُولَنَّ: اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي! فَإِنَّهُ لَا مُسْتَكْرِهَ لَهُ»
(1)
.
• يُعارِض هذا ثلاثة أحاديث:
الأول: حديث الاستخارة، أخرجه البخاري: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي المَوَالِي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ المُنْكَدِرِ يُحَدِّثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الحَسَنِ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّلَمِيُّ، قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُ أَصْحَابَهُ الِاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُهُمُ السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ:
«إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ؛ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الأَمْرَ - ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ - خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - قَالَ: أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ
(1)
أخرجه البخاري (6383) ومسلم (2678) وفيه: «
…
وَلَكِنْ لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ، وَلْيُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ؛ فَإِنَّ اللهَ لَا يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ».
شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ»
(1)
.
(1)
أخرجه البخاري (7390) وأحمد (14707) وابن أبي شيبة في «المصنف» (29403)، وأبو داود (1538)، والترمذي (480)، والنَّسَائي (3253)، وابن ماجه (1383) وغيرهم، من عَشَرة طرق عن عبد الرحمن بن أبي الموال، به.
وعبد الرحمن وثقه أبو داود والترمذي والنَّسَائي وابن مَعِين في رواية، وفي أخرى: صالح. وقال أبو زُرْعَة وأبو حاتم: لا بأس به. وذَكَره ابن حِبان في «الثقات» وقال: يخطئ.
وقال أبو طالب: سألتُ أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن أَبي المَوَالِ، قال: عبد الرحمن لا بأس به. قال: كان محبوسًا في المطبق حين هُزم هؤلاء، يَروي حديثًا لابن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستخارة، ليس يرويه أحد غيره، هو منكر. قلت: هو منكر؟ قال: نعم، ليس يرويه غيره، لا بأس به، وأهل المدينة إذا كان حديث غلط يقولون:(ابن المنكدر عن جابر) وأهل البصرة يقولون: (ثابت عن أنس) يحيلون عليهما.
ثم قال ابن عَدِي: ولعبد الرحمن بن أبي المَوَالِ أحاديث غير ما ذكرتُ، وهو مستقيم الحديث، والذي أُنْكِرَ عليه حديث الاستخارة، وقد روى حديث الاستخارة غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كما رواه ابن أبي المَوَالِ. انظر:«الكامل في ضعفاء الرجال» (5/ 500).
وقال الترمذي: حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبى الموال.
وقال الحافظ المزي: وليس له عند الترمذي والنَّسَائي وابن ماجه غيره، والله أعلم.
قال ابن حجر كما في ترجمته من «التهذيب» : وقد جاء من رواية أبي أيوب، وأبي سعيد، وأبي هريرة، وابن مسعود، وغيرهم، وليس في حديث منهم ذِكر الصلاة إلا في حديث أبي أيوب، ولم يقيده بركعتين، ولا بقوله: من غير الفريضة.
الثاني: قال الإمام البخاري: حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ البُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ المَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَاعِلًا، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْرًا لِي»
(1)
.
(2)
.
قال ابن حجر: معنى الأمر بالعزم: الجد فيه، وأن يَجزم بوقوع مطلوبه، ولا يُعلِّق ذلك بمشيئة الله تعالى، وإن كان مأمورًا في جميع ما يريد فعله أن يعلقه بمشيئة الله تعالى.
وقيل: معنى العزم أن يُحسن الظن بالله في الإجابة.
ثانيًا - قال ابن عبد البر: لا يجوز لأحد أن يقول: (اللهم أعطني إن شئتَ) وغير ذلك من أمور الدين والدنيا؛ لأنه كلام مستحيل لا وجه له؛ لأنه لا يَفعل
(1)
أخرجه البخاري (5671)، ومسلم (2680) وفي رواية له:«مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ» .
(2)
أخرجه البخاري (4122)، ومسلم (1769).
إلا ما شاءه. وظاهره أنه حمل النهي على التحريم، وهو الظاهر. وحَمَل النووي النهي في ذلك على كراهة التنزيه، وهو أَوْلَى
(1)
.
(1)
«فتح الباري» (11/ 140) لابن حجر.
جواز الدعاء للكافر بالهداية
• ورد في الباب أخبار منها:
1 -
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأم أبي هريرة فقال: «اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ» أخرجه مسلم (2491).
2 -
لعموم حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ، وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَيَقُولُ:«رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ»
(1)
.
(1)
أخرجه البخاري (3477)، ومسلم (1792).
جواز الدعاء على المشركين والكفار
• قال تعالى عن نبيه نوح عليه السلام: {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: 26، 27]
وكذلك عن رسوله وكليمه موسى بن عمران عليه السلام: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس: 88]
وقال الإمام البخاري: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الخَنْدَقِ، فَقَالَ:«مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا، كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ» وَهِيَ صَلَاةُ العَصْرِ
(1)
.
(1)
أخرجه البخاري (6396) ومسلم (627). قوله: «وَهِيَ صَلَاةُ العَصْرِ» في هذه الرواية مدرج لكن السياق يقتضيه.
وتابع الأنصاري على تفسير الصلاة الوسطى بالعصر يحيى بن أبي بكر ويزيد بن هارون أخرجه أبو داود (409) هكذا بالعطف واختلف على يزيد بن هارون ففي البخاري عنه رقم (4533) بدونها وفي «مسند أبي يعلى» (393) وابن أبي شيبة في «المصنف» (37972) باحتمال أن تكون مرفوعة هكذا: «
…
حَبَسُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى، صَلَاةِ الْعَصْرِ».
وخالفهم الجماعة -أبو أسامة وروح بن عبادة وعيسى بن يونس ويحيى القطان والمعتمر بن سليمان - فلم يذكروا: صلاة العصر.
- ورواه سعيد بن أبي عروبة وهمام بن يحيى العوذي وشعبة في الصحيح عنه ثلاثتهم عن قتادة عن أبي حسان مسلم بن عبد الله عن عبيدة به فلم يذكروا تفسير الوسطى.
وثم طرق أخرى على الوجهين.
وأخرج الإمام مسلم رقم (627): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَحْزَابِ: «شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى، صَلَاةِ الْعَصْرِ، مَلَأَ اللهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا» ، ثُمَّ صَلَّاهَا بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ، بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ.
وكتب شيخنا مع الباحث/ حسن بن محمد بن حسن السويسي بتاريخ 26 ذي القعدة 1442 موافق 7/ 7/ 2021 م: احكم على السند وأشر في الحاشية إلى الخلاف.
وله شواهد أخرى منها ما أخرجه مسلم رقم (628) حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ سَلَّامٍ الْكُوفِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ الْيَامِيُّ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَبَسَ الْمُشْرِكُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ، حَتَّى احْمَرَّتِ الشَّمْسُ، أَوِ اصْفَرَّتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى، صَلَاةِ الْعَصْرِ، مَلَأَ اللهُ أَجْوَافَهُمْ، وَقُبُورَهُمْ نَارًا» ، أَوْ قَالَ:«حَشَا اللهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا»
(1)
.
• الخلاصة: وكتب مع الباحث/ حسن بن محمد بن حسن السويسي بتاريخ 5 صفر 1443 موافق 12/ 9/ 2021 م: عن حال مُحَمَّد بْن طَلْحَةَ الْيَامِيّ إلى الضعف أقرب. أ هـ.
وذكره العقيلي في «الضعفاء» (4/ 86) في ترجمة محمد بن طلحة.
وله شاهد آخر من حديث سمرة بن جندب وعنه الحسن البصري أخرجه أحمد (20155) وغيره. والحسن مدلس وقد عنعن وكتب شيخنا مع الباحث لم يسمع من سمرة.
وتابع الحسن سليمان بن سمرة وعنه ابنه خبيب أخرجه البزار (4605) وغيره وخبيب مجهول وسليمان قال عنه ابن القطان: مجهول. وقال ابن حجر: مقبول.
وله شاهد من حديث أبي هريرة وفي سنده ميزان أبو صالح كما نص عليه أحمد في «العلل» (1186) وقال الدارقطني في «علله» (1511): والموقوف هو المحفوظ.
(1)
ورواه أبو الأحوص عن ابن مسعود أخرجه ابن حبان (4694) ونص البزار رقم (2065): أن في سنده جراح بن مخلد استنكر عليه هذا الحديث.
• قال الإمام البخاري: حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، أَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا أَبْطَئُوا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالإِسْلَامِ، قَالَ:«اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ» .
فَأَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ
(1)
كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَكَلُوا العِظَامَ، حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا مِثْلَ الدُّخَانِ، قَالَ اللَّهُ:{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10]، قَالَ اللَّهُ:{إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} [الدخان: 15]، أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ وَقَدْ مَضَى الدُّخَانُ، وَمَضَتِ البَطْشَةُ
(2)
.
(1)
أي: اجتاحته واستأصلته.
(2)
أخرجه البخاري (4693) كما هنا، والحُميدي في «مسنده» (116) عن سُفيان بن عُيينة عن الأعمش، أَوْ أُخْبِرْتُ عَنْهُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ - يَعْنِي عَنْ مَسْرُوقٍ - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ:«إِنَّ قُرَيْشًا لَمَّا أَبْطَئُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ» فَأَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ
…
».
وخالف الحُميديَّ محمدُ بن كثير في المتن والسند:
أما المتن فقال مرة: «اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ» أخرجه البخاري (4774) وغيره.
وأما السند فعطف على الأعمش منصور بن المعتمر. والبخاري (1020) ولفظه: «فدعا عليهم» .
وتابع الحُميديَّ على اللفظ الأول قيس بن الربيع- وهو إلى الضعف أقرب - أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (9046).
وتابع محمدَ بن كثير سندًا ومتنًا شعبةُ بن الحَجاج، أخرجه البخاري (4824) وغيره.
وتابعه عن الأعمش جماعة بلفظ: «اللهم أَعِنِّي عليهم
…
» جريرُ بن حازم أخرجه البخاري (4809، 4823) والطيالسي (291).
1 -
وكيع بن الجَرَّاح، أخرجه البخاري (4822) ومسلم (2798) وغيرهما.
2 -
ابن نُمير، أخرجه أحمد (4104).
3 -
المُعَلَّى، أخرجه الداني في «السُّنن الواردة» (536).
4 -
أبو معاوية، أخرجه البخاري (4821) ومسلم (2800) وأحمد (3602) ولفظه:«دَعَا عَلَيْهِمْ بِسِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ» .
5 -
وتابعه يحيى بن عيسى- وهو ضعيف - أخرجه الطبري في «تفسيره» (28673).
ورواه جماعة عن منصور عن مسلم بن صُبيح:
1 -
جرير، أخرجه البخاري (1007)، ومسلم (2798).
2 -
مَعْمَر بن راشد، أخرجه عبد الرزاق في «تفسيره» (2803).
3 -
زائدة بن قُدامة، أخرجه البزار (1975).
4 -
أسباط بن نصر، علقه البخاري (1020) ووصله البيهقي في «السُّنن الكبير» (3/ 352) وفي «دلائل النبوة» (2/ 326).
والخلاصة: انتهى شيخنا معي إلى أن لفظة (اكفنيهم) في هذا الخبر مرجوحة، لكنها ثابتة في قصة غلام أصحاب الأخدود. أخرجه مسلم (3005) بلفظ:«اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ» .
فائدة: ورد في قصة الهجرة أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على سُرَاقة بن مالك: «اللَّهُمَّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ» أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (36612) وغيره. وفي سنده علي بن زيد بن جُدْعان، ضعيف.
• وقال الإمام مسلم: حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ، فَلَمَّا كَبِرَ قَالَ لِلْمَلِكِ: إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ، فَابْعَثْ إِلَيَّ غُلَامًا أُعَلِّمْهُ السِّحْرَ» .
فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلَامًا يُعَلِّمُهُ، فَكَانَ فِي طَرِيقِهِ، إِذَا سَلَكَ رَاهِبٌ، فَقَعَدَ إِلَيْهِ وَسَمِعَ كَلَامَهُ فَأَعْجَبَهُ، فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ مَرَّ بِالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيْهِ، فَإِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ، فَقَالَ: إِذَا خَشِيتَ السَّاحِرَ، فَقُلْ: حَبَسَنِي أَهْلِي، وَإِذَا خَشِيتَ أَهْلَكَ فَقُلْ: حَبَسَنِي السَّاحِرُ.
فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى عَلَى دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ، فَقَالَ: الْيَوْمَ أَعْلَمُ آلسَّاحِرُ أَفْضَلُ أَمِ الرَّاهِبُ أَفْضَلُ؟ فَأَخَذَ حَجَرًا فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ، فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَمْضِيَ النَّاسُ! فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا، وَمَضَى النَّاسُ.
فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: أَيْ بُنَيَّ، أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّي، قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَى، وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى، فَإِنِ ابْتُلِيتَ فَلَا تَدُلَّ عَلَيَّ.
وَكَانَ الْغُلَامُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ، وَيُدَاوِي النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الْأَدْوَاءِ، فَسَمِعَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ كَانَ قَدْ عَمِيَ، فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ، فَقَالَ: مَا هَاهُنَا لَكَ أَجْمَعُ إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي! فَقَالَ: إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا، إِنَّمَا يَشْفِي اللهُ، فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللهِ دَعَوْتُ اللهَ فَشَفَاكَ. فَآمَنَ بِاللهِ فَشَفَاهُ اللهُ، فَأَتَى الْمَلِكَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يَجْلِسُ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ؟ قَالَ: رَبِّي. قَالَ: وَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي؟ قَالَ: رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ!
فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الْغُلَامِ، فَجِيءَ بِالْغُلَامِ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: أَيْ بُنَيَّ، قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ، وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ. فَقَالَ: إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا، إِنَّمَا يَشْفِي اللهُ.
فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ، فَجِيءَ بِالرَّاهِبِ، فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ! فَأَبَى، فَدَعَا بِالْمِئْشَارِ، فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ، فَشَقَّهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ.
ثُمَّ جِيءَ بِجَلِيسِ الْمَلِكِ، فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ! فَأَبَى فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ، فَشَقَّهُ بِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ.
ثُمَّ جِيءَ بِالْغُلَامِ فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ! فَأَبَى فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا، فَاصْعَدُوا بِهِ الْجَبَلَ، فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَاطْرَحُوهُ.
فَذَهَبُوا بِهِ فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَلَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ! فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ فَسَقَطُوا، وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللهُ.
فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ فَاحْمِلُوهُ فِي قُرْقُورٍ
(1)
، فَتَوَسَّطُوا بِهِ الْبَحْرَ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَاقْذِفُوهُ.
فَذَهَبُوا بِهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ! فَانْكَفَأَتْ بِهِمُ السَّفِينَةُ فَغَرِقُوا، وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللهُ.
فَقَالَ لِلْمَلِكِ: إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ.
قَالَ: وَمَا هُوَ؟
(1)
القُرقور أعظم السّفنِ وجمعه قَرَاقِير. كما في «المعلم بفوائد مسلم» (3/ 386).
قَالَ: تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، وَتَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ، ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي، ثُمَّ ضَعِ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ، ثُمَّ قُلْ: بِاسْمِ اللهِ رَبِّ الْغُلَامِ، ثُمَّ ارْمِنِي؛ فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي.
فَجَمَعَ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، وَصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ، ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ، ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبدِ الْقَوْسِ، ثُمَّ قَالَ: بِاسْمِ اللهِ، رَبِّ الْغُلَامِ! ثُمَّ رَمَاهُ فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي صُدْغِهِ فِي مَوْضِعِ السَّهْمِ فَمَاتَ.
فَقَالَ النَّاسُ: آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ، آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ، آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ.
فَأُتِيَ الْمَلِكُ فَقِيلَ لَهُ: أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ؟! قَدْ وَاللهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ، قَدْ آمَنَ النَّاسُ!
فَأَمَرَ بِالْأُخْدُودِ فِي أَفْوَاهِ السِّكَكِ، فَخُدَّتْ وَأَضْرَمَ النِّيرَانَ، وَقَالَ: مَنْ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ فَأَحْمُوهُ فِيهَا - أَوْ: قِيلَ لَهُ: اقْتَحِمْ - فَفَعَلُوا، حَتَّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا، فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا، فَقَالَ لَهَا الْغُلَامُ: يَا أُمَّهْ اصْبِرِي فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ»
(1)
.
• قال الإمام البخاري: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ. قَالَ: ح، وحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي عِنْدَ البَيْتِ، وَأَبُو جَهْلٍ
وَأَصْحَابٌ لَهُ
(1)
أخرجه مسلم (3005).
جُلُوسٌ، إِذْ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَيُّكُمْ يَجِيءُ بِسَلَى جَزُورِ بَنِي فُلَانٍ، فَيَضَعُهُ عَلَى ظَهْرِ مُحَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ؟
فَانْبَعَثَ أَشْقَى القَوْمِ فَجَاءَ بِهِ، فَنَظَرَ حَتَّى سَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَضَعَهُ عَلَى ظَهْرِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ لَا أُغْنِي شَيْئًا، لَوْ كَانَ لِي مَنَعَةٌ.
قَالَ: فَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ وَيُحِيلُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ لَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ، حَتَّى جَاءَتْهُ فَاطِمَةُ، فَطَرَحَتْ عَنْ ظَهْرِهِ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ:«اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ إِذْ دَعَا عَلَيْهِمْ. قَالَ: وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الدَّعْوَةَ فِي ذَلِكَ البَلَدِ مُسْتَجَابَةٌ. ثُمَّ سَمَّى: «اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ، وَعَلَيْكَ بِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ» - وَعَدَّ السَّابِعَ فَلَمْ يَحْفَظْ -، قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ عَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَرْعَى، فِي القَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ
(1)
.
• قال الإمام البخاري (2933): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما يَقُولُ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الأَحْزَابِ عَلَى المُشْرِكِينَ، فَقَالَ:«اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، سَرِيعَ الحِسَابِ، اللَّهُمَّ اهْزِمِ الأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ»
(2)
.
وثَم نصوص كثيرة في الباب.
(1)
أخرجه البخاري (240)، ومسلم (1794).
(2)
أخرجه البخاري (2933)، ومسلم (1742).
كتاب القنوت
لَعْن الكفار
• قال تعالى: {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18].
قال البخاري رقم (797): حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَأُقَرِّبَنَّ صَلَاةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقْنُتُ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ، وَصَلَاةِ العِشَاءِ، وَصَلَاةِ الصُّبْحِ، بَعْدَ مَا يَقُولُ:«سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» فَيَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَلْعَنُ الكُفَّارَ.
روى الحديث الزُّهْري بالقنوت في الصلاة عمومًا، وبعض الروايات مُقيَّدة بالفجر. ومحمد بن عمر على «الفجر» .
• الخلاصة: كَتَب شيخنا مع الباحث/ محمد السيد الفيومي: الذي يبدو لي - والله أعلم - صحة رواية يحيى بن أبي كَثير؛ لاتفاق البخاري ومسلم على إخراجها، وعدم إعلالٍ مُعتبَر من أهل العلم.
أما كلام البيهقي فيمكن توجيهه، والمُخالِفون لطريق يحيى في روايتهم خلاف، والله أعلم.
مدة قنوته صلى الله عليه وسلم
على رِعْل وذَكْوَان وعُصَيَّة وبني لَحْيَان
• قال البخاري في «صحيحه» (4090): حَدَّثَنِي عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رِعْلًا وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَحْيَانَ اسْتَمَدُّوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَدُوٍّ، فَأَمَدَّهُمْ بِسَبْعِينَ مِنَ الأَنْصَارِ، كُنَّا نُسَمِّيهِمُ القُرَّاءَ فِي زَمَانِهِمْ، كَانُوا يَحْتَطِبُونَ بِالنَّهَارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ، حَتَّى كَانُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قَتَلُوهُمْ وَغَدَرُوا بِهِمْ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو فِي الصُّبْحِ عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ العَرَبِ، عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَحْيَانَ.
قَالَ أَنَسٌ: فَقَرَأْنَا فِيهِمْ قُرْآنًا، ثُمَّ إِنَّ ذَلِكَ رُفِعَ: بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا أَنَّا لَقِينَا رَبَّنَا، فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا.
وتابع سعيدًا: شُعبة، وهشام الدَّستُوائي، وهمام بن يحيى.
وتابع قتادةَ: أبو مِجْلَز، وعبد العزيز بن صُهيب، وعاصم الأحول، وأنس بن سيرين، وموسى بن أنس، وحنظلة السَّدوسي، ومحمد بن سيرين. كلهم على لفظ:(قَنَتَ شهرًا).
وتابعهم إسحاق بن عبد الله واختُلف عليه، فرواه مالك بن أنس بلفظ:(فدعا عليهم ثلاثين صباحًا). وخالفه همام بن يحيى العَوْذي، فرواه بلفظ:(فدعا عليهم أربعين صباحًا) أخرجه البخاري (2801) وأحمد (3195).
• الخلاصة: كَتَب شيخنا مع الباحث/ أحمد بن عبد العاطي الرفاعي القناوي
(1)
: همام اختُلف عليه، وتَفَرَّد بذكر:(أربعين صباحًا) وقال للباحث: لفظ: (أربعين) شاذ.
• تنبيه: في الخبر من طريق حُميد الطويل عن أنس، به، وفيه:(فدعا عليهم خمسة عشر يومًا) و (عشرين يومًا) و (فدعا عليهم أيامًا). ومن طريق ثابت عن أنس بلفظ: (كلما صلى الغداة، رَفَع يديه فدعا عليهم).
(1)
وُلد بقرية رفاعة بمركز فرشوط، بمحافظة قنا، حاصل على ليسانس أصول الدين والدعوة الإسلامية.
يَعرض على شيخنا بحثًا في الحقوق التي على العباد، أوشك ينتهي من بحث «حق الله» .
وأشهر آية في البحث: تدل على أغلب الحقوق وهي: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء: 36].
وأشهر حديث في البحث: حَدِيثُ مُعَاذٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ، فَقَالَ:«يَا مُعَاذُ، هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ، وَمَا حَقُّ العِبَادِ عَلَى اللَّهِ؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى العِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ العِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ؟ قَالَ:«لَا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا» أخرجه البخاري (2856) ومسلم (30).
دعاء القنوت
• قال أبو داود في «سُننه» رقم (1425): حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَوَّاسٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ {: عَلَّمَنِي رَسُولُ الله صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوِتْرِ - قَالَ ابْنُ جَوَّاسٍ: فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ» .
تابع أبا إسحاق على لفظ الوتر ابنه يونس، أخرجه أحمد في «مسنده» رقم (1718).
وتابعهما العلاء بن صالح في رواية عنه، أخرجه الطبراني في «الدعاء» (748) وإسناده صحيح.
ورواه البيهقي في «الكبرى» (3182) من وجهٍ آخَر عن العلاء بن صالح بدونها.
ورواه شُعبة عن بُرَيْد به، دون لفظ الوتر، هكذا:«كان يُعَلِّمنا هذا الدعاء» أخرجه أحمد (1723، 1727) وغيره.
ورواه الحسن بن عُبيد الله النَّخَعي عن بُرَيْد، بلفظ: «وعَقَلْتُ عنه الصلوات الخمس، وكلمات أقولهن عند انقضائهن
…
».
وقال في آخره: قال بُرَيْد بن أبي مريم: فدخلتُ على محمد بن علي فحدثته بهذا الحديث عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي، قال: صَدَق، هُنَّ كلمات عَلَّمَناهن أن نقولهن في القنوت»
(1)
.
أخرجه الطوسي في «مختصر الأحكام» (2/ 427)
(2)
.
وقد ذهب فريق من العلماء - ابن خُزيمة كما في «صحيحه» ، وابن حِبان كما في «البدر المنير» (3/ 634)، وابن حزم كما في «المُحَلَّى» (4/ 148)
(3)
- إلى إعلال لفظة (الوتر).
بينما ذهب إلى قَبولها: الترمذي وفريق من المتأخرين.
• الخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ أحمد بن بكري، بتاريخ (7) رمضان (1442 هـ) المُوافِق (18/ 4/ 2021 م) إلى صحة زيادة (الوتر) فقد زادها أبو إسحاق وابنه يونس، ولم يخالفهما سوى شُعبة والعلاء بن صالح في وجه عنه، فالقول بقَبولها قول وجيه معتبر.
(1)
وفي بعض الروايات قنوت الوتر.
(2)
وهذا الإسناد صحيح، وزيادة القنوت زادها أبو إسحاق وابنه، وهما من الثقات الأثبات، ومَن عَمِل بها فقد عَمِل بحديث شُعبة.
(3)
فائدة: في «المُحَلَّى» (4/ 148): قال علي: القنوت ذِكر الله تعالى ودعاء، فنحن نُحِبه. وهذا الأثر وإن لم يكن مما يُحتجّ بمثله، فلم نجد فيه عن رسول الله غ غيره، وقد قال أحمد بن حنبل/: ضعيف الحديث أَحَبُّ إلينا من الرأي.
كتاب علوم القرآن الكريم وفضله
فضل مَنْ تَعَلَّم القرآن وعَلَّمه
• قال ابن ماجه في «سُننه» رقم (211): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قَالَ شُعْبَةُ «خَيْرُكُمْ» وَقَالَ سُفْيَانُ: «أَفْضَلُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» .
وهذا العطف في الإسناد وقع فيه خلل يَظهر لك بجمع الطرق، فلك أن تتأمل كيف وقع الخطأ في عطف رواية سفيان على شعبة، فرواية سفيان ليس فيها سعد بن عُبيدة بل في طريق شعبة:
أخرجه البخاري رقم (5027): حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» ، قَالَ: وَأَقْرَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي إِمْرَةِ عُثْمَانَ، حَتَّى كَانَ الحَجَّاجُ. قَالَ: وَذَاكَ الَّذِي أَقْعَدَنِي مَقْعَدِي هَذَا.
وأيضًا رقم (5028): حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» .
قال ابن عدي في «الكامل» (5/ 525): وذِكر سعد بن عبيدة في هذا الإسناد عن الثَّوري غير محفوظ، وإِنما يذكر هذا عن يحيى القطان، جمع بين الثَّوري وشُعبة فذكر عنهما جميعًا في الإسناد في هذا الحديث: سعد بن عبيدة، وسعد إنما يذكره شُعبَة، والثوري لا يذكره، فحمل يحيى حديث شُعبَة على حديث الثَّوري فذكر عنهما جميعًا: سعدا، ويقال: لا يعرف ليحيى بن سعيد خطأ غيره.
وأَقَر شيخنا الباحث/ أشرف بن سلطان بتاريخ (27) شعبان (1441 هـ) المُوافِق (21/ 4/ 2020 م) على كلام الترمذي
(1)
.
ثم عرضه الباحث/ إسماعيل بن عرفة بتاريخ 29/ ربيع أول 1443 موافق 4/ 11/ 2021 م: فانتهى مع شيخنا إلى ثبوت الخبر وثم زيادة مدرجة من أبي عبد الرحمن السلمي
(2)
.
(1)
قال الترمذي في «سُننه» (5/ 174): قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: وَهَكَذَا ذَكَرَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، وَشْعْبَةَ، غَيْرَ مَرَّةٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ:«وَأَصْحَابُ سُفْيَانَ لَا يَذْكُرُونَ فِيهِ: عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: «وَهُوَ أَصَحُّ» : «وَقَدْ زَادَ شُعْبَةُ فِي إِسْنَادِ هَذَا الحَدِيثِ سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ، وَكَأَنَّ حَدِيثَ سُفْيَانَ أَشْبَهُ» قَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: «مَا أَحَدٌ يَعْدِلُ عِنْدِي شُعْبَةَ، وَإِذَا خَالَفَهُ سُفْيَانُ أَخَذْتُ بِقَوْلِ سُفْيَانَ» : «سَمِعْت أَبَا عَمَّارٍ يَذْكُرُ عَنْ وَكِيعٍ» قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: «سُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنِّي، وَمَا حَدَّثَنِي سُفْيَانُ عَنْ أَحَدٍ بِشَيْءٍ فَسَأَلْتُهُ إِلَّا وَجَدْتُهُ كَمَا حَدَّثَنِي» .
وانظر للباحث: «إتحاف الدارسين بوجوه الإعلال عند المحدثين» (ص/ 130 - 135) ط دار اللؤلؤة.
(2)
وهي «وَفَضْلُ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلَامِ كَفَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ وَذَلِكَ أَنَّهُ مِنْهُ» هكذا مدرجة عند ابن الضريس في «فضائل القرآن» (138) وعند الفريابي في «فضائل القرآن» (15) أنه من قول أبي عبد الرحمن السلمي.
فضل حامل القرآن العامل به
• قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 29، 30].
1 -
قال أبو داود في «سُننه» رقم (1453): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ، أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ضَوْءُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا لَوْ كَانَتْ فِيكُمْ، فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهَذَا؟» .
وتابع يحيى بنَ أيوب ابنُ لهيعة كما عند أحمد (15645) ورِشدين بن سعد كما عند الطبراني في «المعجم الكبير» (445).
وزَبَّان بن فائد ضعيف، قال فيه أحمد: أحاديثه مناكير. وقال يحيى بن مَعِين: شيخ ضعيف. وقال أبو حاتم: صالح.
• الخلاصة: كَتَب شيخنا مع الباحث/ مرافق بن رجب بن محمود بتاريخ (1) شعبان (1441 هـ) المُوافِق (25/ 3/ 2020 م): ضعيف.
2 -
قال ابن ماجه في «سُننه» رقم (215): حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُدَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ:«هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ» .
تابع ابن مهدي جمع - أبو داود الطيالسي كما في «مسنده» (2238) وأبو عبيده الحداد كما عند أحمد (12292) وعبد الصمد بن عبد الوارث كما عند أحمد (12279) ومؤمل بن إسماعيل أخرجه أحمد (13542) والمبارك كما في «فضائل القرآن» (75) لابن الضريس.
وتابع عبد الرحمن بن بديل الحسن بن أبي جعفر وهو متروك أخرجه الدارمي (3369).
وتابع بديل الزهري بسند ضعيف إليه فيه محمد بن عبد الرحمن متهم أخرجه الخطيب في «موضح أوهام» (1601) وذو النور بن إبراهيم أخرجه أبو نعيم في «الحلية» .
ورواه مُجالِد بن سعيد عن عامر الشَّعبي، عن النعمان بن بَشير. أخرجه أبو نُعَيْم في «معرفة الصحابة» رقم:(6379) وفي سنده مجالد ضعيف والخليل بن زكريا متهم.
• والخلاصة: أن أسلم طريق للخبر هو طريق عبد الرحمن بن بديل عن أبيه وقد وثقه جمع لكن تكلم ابن حبان في روايته عن أبيه في «المجروحين» كأنها مقلوبة.
وكتب شيخنا مع الباحث/ سعيد بن عبد التواب الجيزاوي بتاريخ 21/ ربيع أول 1443 موافق 27/ 10/ 2021 م: رجاله ثقات وإذا أتى - عبد الرحمن بن
بديل - بمستغرب توقفنا. وحشي بما تريد.
وكان من قبل انتهى إلى صحته مع الباحث/ خالد بن صالح. بتاريخ (19) ربيع الآخِر (1441 هـ) المُوافِق (16/ 12/ 2019 م).
3 -
عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الحُصَيْبِ، رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ»
(1)
.
قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ؛ فَإِنَّهُمَا الزَّهْرَاوَانِ، يُظِلَّانِ صَاحِبَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ
(2)
أَوْ فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ.
وَإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ
(3)
، فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ. فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ
الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ!!
(1)
أي: السَّحَرة.
(2)
قال أهل اللغة: الغمامة والغياية: كل شيء أَظَلَّ الإنسانَ فوق رأسه، كالسحابة.
(3)
أي: المتغير اللون والجسم لعارض من العوارض.
فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا، فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ.
ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا!! فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ، هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلًا.
أخرجه أحمد (22950) حَدثنا أبو نُعيم.
وأحمد (22967) وابن ماجه (3781) وغيرهما عن وكيع مختصرًا.
وابن عَدي في «الكامل» (2/ 182) من طريق سفيان.
ثلاثتهم عن بَشير بن المهاجر، حدثني عبد الله بن بُريدة، عن أبيه، به.
ومداره على بَشير، وقد اختَلف فيه أهل العلم:
فقد أخرج له الإمام مسلم متابعة رقم (1695)، ووثقه العِجلي وابن مَعِين، وذَكَره ابن حِبان في «الثقات» وقال: كان يخطئ كثيرًا. وقال الإمام أحمد بن حنبل: منكر الحديث، قد اعتبرتُ أحاديثه فإذا هو يجيء بالعجب. وقال البخاري: يُخالِف في بعض حديثه. وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يُحتج به. وقال الدارقطني: ليس بالقوي - كما نَقَله ابن كثير -. وقال أبو أحمد بن عَدِيّ: روى ما لا يُتابَع عليه، و هو ممن يُكتب حديثه.
• والخلاصة في ترجمته قول أبي حاتم الرازي رحمه الله
وأما الحديث فسنده ضعيف، ولبعض فقراته شواهد، منها ما أخرجه مسلم (804) من حديث أبي أُمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ
وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ؛ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا. اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ». قَالَ مُعَاوِيَةُ: بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ: السَّحَرَةُ.
ولفظ الترتيل والارتقاء بالقرآن في الجنة ثابت من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما كما سبق.
وصححه الحاكم. وحَسَّن إسناده ابن كَثير في «تفسيره» (1/ 242).
ثم عرضه الباحث/ محمود بن غريب بتاريخ (14) رمضان (1442 هـ) الموافق (26/ 4/ 2021 م): فانتهى شيخنا معه إلى ضعف الخبر، مع التوصية بجمع مرويات بَشير؛ لأن بها غرابات.
فضل قراءة القرآن
• قال الإمام البخاري رقم (4937): حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ، وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَانِ» .
وخالف آدمَ بن أبي إياس ثلاثة - أبو النضر، أخرجه أبو عَوَانة (4248)، وخالد بن الحارث، أخرجه النَّسَائي (11758)، والطيالسي، أخرجه الترمذي (2904) - فلم يَذكروا:(وهو حافظ له)
(1)
.
رواه جمهور الرواة عن قتادة:
1 -
أبو عَوَانة، أخرجه مسلم (798) والنَّسَائي (7991).
2 -
سعيد بن أبي عَروبة، أخرجه مسلم (798) والنَّسَائي (8188)، وابن ماجه (3779).
(1)
ومما خالف فيه آدمُ بن أبي إياس أصحابَ شُعبة وهم عَشَرة لفظ: «والرَّجُل جُبَار» أخرجه الدارقطني (3497).
انظر البخاري (6913) ومسلم (1710) وقال ابن حجر في «فتح الباري» (12/ 257): تَفرَّد بها آدم عن شُعبة وهي وهم.
وانظر مزيدًا: «الجامع في الألفاظ الشاذة» (1/ 411) ط/ دار اللؤلؤة.
3 -
هشام الدَّستُوائي، أخرجه مسلم كذلك، والنَّسَائي (7993).
4 -
همام، أخرجه أبو داود (1454).
5 -
مَعْمَر، أخرجه أبو عَوَانة (4248) وفي روايته عن قتادة ضعف، وزاد:(اثنان)«فله أجران اثنان» .
6 -
شُعبة بن الحَجاج، وعنه ثلاثة- أبو النضر وخالد بن الحارث والطيالسي- كرواية الجماعة.
وخالفهم آدم بن أبي إياس، فزاد:«وهو حافظ له» فإن قلنا: هي بمعنى الماهر، فتكون من قبيل الرواية بالمعنى، وإلا فشاذة وهو الأرجح لدي الباحث أبي أويس الكردي، والله أعلم. أخرجه البخاري (4937).
وقد كان بحثه أخي حسن بن محمد بن حسن السويسي
(1)
بتاريخ شهر شوال (1442 هـ) الموافق (شهر 6/ 2021 م): فكَتَب شيخنا معه رواية شُعبة لا يُعَوَّل عليها في الباب؛ لزيادتها في اختلاف ألفاظها ولمخالفة الأثبات لشعبة بعدم ذكرها، وشعبة معروف بأخطاء في المتن.
(1)
يَعرض أحاديث متفرقة.
استحباب تجميل الصوت بالقرآن
• قال البخاري رقم (7527): حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ» وَزَادَ غَيْرُهُ: «يَجْهَرُ بِهِ» .
خالف أبا عاصم سفيان في السند، أخرجه الحُميدي (77): ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ قَالَ: لَقِيَنِي سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي السُّوقِ، فَقَالَ: اتِّجَارُ كَسْبَةٍ، اتِّجَارُ كَسْبَةٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ» .
وتابع ابنَ جُرَيْج عمرُو بن دينار لكن من رواية سفيان، أخرجه أحمد (1549).
وتابعهما ليث بن سعد كما عند أحمد (1512) وسعيد بن حسان، أخرجه أحمد (1476)
(1)
.
وخالف ابنَ جُريج ومَن تابعه جماعةٌ لكنهم ضعفاء، أو الأسانيد إليهم ضعيفة، أو بعضها يُحسَّن لكنها مرجوحة، وإسناد ابن جُريج ومَن تابعه ظاهره
(1)
في «العلل الكبير» (ص 350) للترمذي: وحديث ابن أَبي مُلَيْكَة عن عائِشة فيه خطأ. والصحيح ما رواه عمرو بن دينار وابن جُرَيْج، عن ابن أَبي مُلَيْكَة، عن عُبيد الله بن أَبي نَهِيك، عن سعد بن أبي وقاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم:«ليس منا مَنْ لم يَتَغَنَّ بالقرآن» .
الصحة، لكن فيه عبد الله بن أبي نَهِيك، وثقه النَّسَائي والعِجلي، وذَكَره ابن حِبان، وليس له إلا هذا الحديث في الكتب الستة.
• الخلاصة: كَتَب شيخنا مع الباحث/ محمد بن باسم، بتاريخ (8) جمادى الأولى (1443 هـ) الموافق (12/ 12/ 2021 م): أصح من ذلك حديث: «ما أَذَنَ الله لشيء» والحديث بلفظ: «ليس منا» لا يصح، والله أعلم.
حديث ابن أبي مُلَيْكَة لا تطمئن النفس إليه:
1 -
الطرق إليه ضعيفة.
2 -
اختلاف شيوخه.
• تنبيه: أَسْلَمُ متن لهذا الخبر وأصح: «ما أذن الله لشيء
…
» فقد اتُّفِق عليه من حديث أبي هريرة. وانظر كلام الإمام أحمد في حديث: «ليس منا
…
» طريق أبي رافع عن ابن أبي مُلَيْكَة، أخرجه ابن ماجه (1337).
نَعْت قراءته صلى الله عليه وسلم
-
• قال الترمذي في «سُننه» رقم (2923): حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ عُبَيدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ، أَنَّهُ سَأَلَ أُمَّ سَلَمَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنْ قِرَاءَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَصَلَاتِهِ، فَقَالَتْ: مَا لَكُمْ وَصَلَاتَهُ؟ كَانَ يُصَلِّي، ثُمَّ يَنَامُ قَدْرَ مَا صَلَّى، ثُمَّ يُصَلِّي قَدْرَ مَا نَامَ، ثُمَّ يَنَامُ قَدْرَ مَا صَلَّى، حَتَّى يُصْبِحَ. ثُمَّ نَعَتَتْ قِرَاءَتَهُ، فَإِذَا هِيَ تَنْعَتُ قِرَاءَةً مُفَسَّرَةً حَرْفًا حَرْفًا. وتابع قُتيبةَ يحيى بنُ بُكَيْر ويزيد بن خالد.
ورواه ابن جُريج، واختُلف عليه: فرواه عنه الأكثر كرواية هؤلاء الجماعة. وخالفهم حفص فأسقط يعلى. ورواية الجماعة أرجح.
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ، لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ.
وَقَدْ رَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ. وَحَدِيثُ لَيْثٍ أَصَحُّ.
• الخلاصة: انتهى شيخنا معي في «شرحي على تحفة الأطفال» إلى ضعف إسناده؛ لجهالة يعلى بن مَمْلَك، فقد ذَكَره ابن حِبان في «الثقات» .
وكَتَب شيخنا من نحو خمسة عشر عامًا مع الباحث منصور بن عبد الحميد النجار: سنده ضعيف، لكن لأصل الحديث شاهد في الصحيح.
تعاهد القرآن الكريم
• قال الإمام مسلم في «صحيحه» رقم (790) حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، ح وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " تَعَاهَدُوا هَذِهِ الْمَصَاحِفَ - وَرُبَّمَا قَالَ: الْقُرْآنَ - فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهِ "
قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ»
ورواه منصور واختلف عليه فرواه على التفصيل ابن عيينة كما عند ابن أبي شيبة.
وخالفه حماد بن زيد فجعله كله موقوفًا كما عند سعيد بن منصور في «تفسيره» .
واقتصر الثوري على القدر المرفوع: (لا يقل
…
) أخرجه البخاري ورفعه كله عن منصور وجرير
(1)
وشعبة وعمر بن عبد الرحمن وأبو الأحوص.
واقتصر عن أبي وائل كرواية الثوري: «لا يقل
…
» علقه البخاري ووصله مسلم.
وتابع أبا وائل على رفعه كله زر وعنه عاصم كما عند الحاكم وفي سنده شيخ
(1)
رواية جرير متفق عليها.
الحاكم متكلم فيه.
وتابعهما على رفعه كله عَبيدة عن ابن مسعود كما عند الطبراني في «الأوسط» وفي سنده ضعف.
• الخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ سيد بن عبد العزيز الشرقاوي بتاريخ السبت 31/ من ذي الحجة 1442 هـ موافق 31/ 7/ 2021 م إلى أن الأولى قول من فصّل.
كتابة المصاحف
• قال ابن شبة في «تاريخ المدينة» (3/ 1004): حدثنا أبو داود قال: حدثنا شُعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعتُ مصعب بن سعد يقول: أدركتُ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرين، فما رأيتُ أحدًا منهم عاب ما صَنَع عثمان رضي الله عنه في المصاحف.
• الخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ أسامة بن شديد، بتاريخ (23) ربيع الآخِر (1443) الموافق (28/ 11/ 2021 م): إلى أن سنده صحيح إلى مصعب، لكن هذا علمه وقد أَنْكَر ابن مسعود رضي الله عنه.
ختمة الشافعي في شهر رمضان ستين مرة
• في «آداب الشافعي» لابن أبي حاتم (ص: 74): ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ الْمِصْرِيُّ قَالَ: «كَانَ الشَّافِعِيُّ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سِتِّينَ مَرَّةً، كُلُّ ذَلِكَ فِي صَلَاةٍ» .
وتابع ابنَ أبي حاتم: أبو بكر النَّيسابوري، وأحمد بن محمد بن جعفر الحداد أبو الحسين، كما عند البيهقي في «مناقب الشافعي» (1/ 279).
وتابعهم الحسن بن علي الجَصَّاص، وإبراهيم بن محمد بن الحسن، كما في «الحِلية» (9/ 134).
وتابعهم أبو بكر محمد بن بِشر الزُّبيري، كما في «فوائده» (67) وأبو بكر الحداد، كما في «سؤالات السُّلَمي» (475) وعبد الله بن محمد بن جعفر القزويني، كما في «تاريخ بغداد» (2/ 61) كل هؤلاء عن الربيع، به.
خالفهم محمد بن المنذر بن سعيد، فأثبت واسطة بين الربيع والشافعي، وهي الحديدي. ولم يقف الباحث على ترجمة له.
وعليه، فيرى الباحث أحمد بن المهدي بن عبد الظاهر بن النمر السوهاجي
(1)
أمورًا:
(1)
حَصَل على الماجستير بعنوان: «منهج الجَصَّاص الحنفي في الجَرح والتعديل» .
قَدَّم له شيخنا:
1 -
ولُبّ هذا البحث تضعيف حديث: «لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افتُرض عليكم» فقد ضَعَّفه ستة عشر عالمًا إلى زمن ابن حجر، فيما وقف عليه الباحث.
ومن المعارضات له: «أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا» أخرجه البخاري (3420)، ومسلم (1159).
وحديث جُوَيْرِيَة بنت الحارث رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَهِيَ صَائِمَةٌ، فَقَالَ:«أَصُمْتِ أَمْسِ؟» قَالَتْ: لَا. قَالَ: «تُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي غَدًا؟» قَالَتْ: لَا. قَالَ: «فَأَفْطِرِي» أخرجه البخاري (1986).
وحديث عائشة، وفيه:(كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا) أخرجه البخاري (1970) ومسلم (1156).
وورد عن عدد من الصحابة أنهم كانوا يسردون الصوم في السفر، كعمر وابن عمر وأبي طلحة، رضي الله عنهم.
2 -
بحث: «لا اعتكاف إلا في ثلاثة مساجد» .
وخلاصة البحث أن الحديث أُعل بالوقف.
وأربعة من الصحابة جوزوا الاعتكاف خارج المساجد الثلاثة، وهم ابن عباس وعائشة وابن مسعود وعلي، وصح عنهم إلا عليًّا؛ ففي إسناديه الحارث وجابر الجُعْفي، وهما ضعيفان.
ونحو خمسة عشر تابعيًّا جوزوا ذلك.
واتفقت المذاهب الأربعة وابن حزم على جواز ذلك.
وخالف الجميعَ الشيخُ الألباني رحمه الله، مُستنِدًا إلى تصحيح أحد الوجوه المرفوعة في الحديث. وسند عن ابن المسيب:«لا اعتكاف إلا في مسجد نبي» . وعن عطاء كذلك. وعلى فرض صحته فيُحْمَل على: لا اعتكاف أفضل من الاعتكاف فيهن. كذا قاله أكثر الفقهاء.
() قال الحافظ في «فتح الباري» (8/ 632): «قوله: «لقد عَجِب الله عز وجل أو: ضَحِك -» كذا هنا بالشك، وذَكَره مسلم من طريق جرير عن فُضيل بن غَزْوان، بلفظ «عَجِب» بغير شك، وعند ابن أبي الدنيا في حديث أنس:«ضَحِك» بغير شك».
1 -
تصحيف (الحديدي) من (الحُميدي) لأن (الحُميدي) من أوثق الرواة في الشافعي.
2 -
أو أن (الحديدي) مقحمة لنزول السند، ولم نراجع المخطوط
3 -
ورواية الجماعة أعلى إسنادًا وأصح.
4 -
وتقديم هَدْي النبي صلى الله عليه وسلم في تقويم عبادة عبد الله بن عمرو تدور بين السَّبع والثلاث.
• الخلاصة: كَتَب شيخنا معي بتاريخ الخميس (22) شوال (1442 هـ) الموافق (3/ 6/ 2021 م):
أولًا - هذا الذي استظهره الباحث محتمل، لكن ليس مقطوعًا به.
ثانيًا - الربيع بن سليمان أحيانًا يخطئ في النقل عن الشافعي.
ثالثًا - هذا النقل عن الشافعي لا يكاد يُتصور، ولا يُوافِق هَدْي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قراءة القرآن ووَهْب ثوابها للميت؟
• جمهور الشافعية - على ما وَقفتُ عليه - أن الثواب للقارئ، ومنفعة الميت من القراءة هي نزول الرحمة وحصول البركة، ثم الدعاء للميت بعد القراءة.
• أدلة ذلك:
قوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 39].
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ»
(1)
.
قال الشافعي في «الأم» (4/ 126): يَلْحَقُ الْمَيِّتَ مِنْ فِعْلِ غَيْرِهِ وَعَمَلِهِ ثَلَاثٌ: حَجٌّ يُؤَدَّى عَنْهُ، وَمَالٌ يُتَصَدَّقُ بِهِ عَنْهُ أَوْ يُقْضَى، وَدُعَاءٌ. فَأَمَّا مَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ صَلَاةٍ أَوْ صِيَامٍ، فَهُوَ لِفَاعِلِهِ دُونَ الْمَيِّتِ.
وَإِنَّمَا قُلْنَا بِهَذَا دُونَ مَا سِوَاهُ اسْتِدْلَالًا بِالسُّنَّةِ فِي الْحَجِّ خَاصَّةً، وَالْعُمْرَةُ مِثْلُهُ قِيَاسًا، وَذَلِكَ الْوَاجِبُ دُونَ التَّطَوُّعِ، وَلَا يَحُجَّ أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ تَطَوُّعًا؛ لِأَنَّهُ عَمَلٌ عَلَى الْبَدَنِ.
(1)
أخرجه مسلم (1631).
فَأَمَّا الْمَالُ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَجِبُ عَلَيْهِ فِيمَا لَهُ الْحَقُّ مِنَ الزَّكَاةِ وَغَيْرِهَا، فَيُجْزِيهِ أَنْ يُؤَدَّيَ عَنْهُ بِأَمْرِهِ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا أُرِيدَ بِالْفَرْضِ فِيهِ تَأْدِيَتُهُ إِلَى أَهْلِهِ، لَا عَمَلٌ عَلَى الْبَدَنِ، فَإِذَا عَمِلَ امْرُؤٌ عَنِّي عَلَى مَا فُرِضَ فِي مَالِي، فَقَدْ أَدَّى الْفَرْضَ عَنِّي.
وَأَمَّا الدُّعَاءُ، فَإِنَّ اللهَ عز وجل نَدَبَ الْعِبَادَ إِلَيْهِ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِهِ، فَإِذَا جَازَ أَنْ يُدْعَى لِلْأَخِ حَيًّا، جَازَ أَنْ يُدْعَى لَهُ مَيِّتًا، وَلَحِقَهُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى بَرَكَةُ ذَلِكَ، مَعَ أَنَّ اللهَ عَزَّ ذِكْرُهُ وَاسِعٌ؛ لَأَنْ يُوَفِّي الْحَيَّ أَجْرَهُ وَيُدْخِلَ عَلَى الْمَيِّتِ مَنْفَعَتَهُ. وَكَذَلِكَ كُلَّمَا تَطَوَّعَ رَجُلٌ عَنْ رَجُلٍ صَدَقَةَ تَطَوُّعٍ.
وقال العمراني في «البيان في مذهب الإمام الشافعي» (8/ 317): فأما ما سوى ذلك من القُرَب، كالصلاة والقراءة والذِّكر
…
فلا يَلحق الميتَ ثوابُها بفعل الغير لها عنه. قال أصحابنا: إلا أنه إذا قرئ القرآن عند القبر أو الميت
…
فإن ثواب القراءة للقارئ، ولكن الرحمة تَنزل حيث يُقرَأ القرآن، فيُرجَى أن تعم الرحمة الميت؛ لأنه كالجالس بينهم. هذا مذهبنا.
وقال محمد نجيب المطيعي في «تكملة المجموع» (15/ 30): يَجوز أن يأخذ الأجرة على تعليم القرآن، أو سورة منه مع تعيينها، أو قَدْر منه مع تعيينه وتحديده. كما يَجوز أن يأخذ الأجرة على تعليم الفقه والحديث ونحوهما، إن كان محتاجًا. وهو وجه في المذهب.
ولا يصح الاستئجار على القراءة على الموتى؛ لنصه في «الأم» حيث قال: إن القراءة لا تَحصل له.
وقال الشربيني في «المُغْنِي» : الإجارة للقرآن على القبر مدة معلومة أو قدرًا معلومًا - جائزة للانتفاع بنزول الرحمة، حيث يُقرَأ القرآن، ويكون الميت
كالحي الحاضر، سواء أعقب القرآن بالدعاء أم جعل قراءته له أم لا، فتَعُود منفعة القرآن إلى الميت في ذلك.
ولأن الدعاء يَلحقه، وهو بَعدها أقرب إلى الإجابة وأكثر بركة.
ولأنه إذا جعل أجرة الحاصل بقراءة للميت، فهو دعاء بحصول الاجر فينتفع به.
فقول الشافعي رضي الله عنه: «إن القراءة لا تَحصل له» محمول على غير ذلك.
وقد أفتى الشهاب الرملي بذلك، وأفاده ولده شمس الدين في «نهاية المحتاج» .
قلتُ: وقد أَجْمَع أهل العلم على أن القارئ إذا قرأ ابتغاء المال وطلبًا للنقود، لا سيما في زماننا الذي عَمَّتْ فيه حرفة القراءة، وصاروا يتقاولون على القراءة ويتزيدون كما يتزيد المتبذلون من أهل الغناء والفتنة؛ فإنه لا ثواب له، وقد يكون مأزورًا آثمًا! لأنه لا يَبتغي بالقرآن وجه الله، ولم يقف عند عجائبه فيُحرِّك به قلبه.
وكما يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله: الموعظة زكاة نصاب الاتعاظ. ومَن لا نصاب عنده لا زكاة عليه. ففاقد الاتعاظ بكتاب الله ليس عنده ما يمنحه غيره من الموعظة.
وسُئِل ابن الصلاح: هل يَجوز للإنسان أن يَقرأ القرآن ويُهديه لوالديه ولأقاربه خاصة، ولأموات المسلمين عامة؟ وهل تَجوز القراءة من القُرْب والبُعْد على القبر خاصة؟
فأجاب: أما قراءة القرآن، ففيه خلاف بين الفقهاء، والذي عليه عمل أكثر الناس تجويز ذلك. ويَنبغي أن يقول إذا أراد ذلك: اللهم أَوْصِل ثواب ما قرأتُه لفلان ولمَن يريد. فيَجعله دعاء. ولا يَختلف في ذلك القريب والبعيد
(1)
.
• تنبيه: نَفْي الاختلاف في مسألة الدعاء، لا في الثواب.
وفي «فتاوى القَفَّال» : إذا أوصى أن يُخْتَم القرآن على قبره
…
لا يَلزم.
فإن قال: إذا متُّ فاستَأجِروا من مالي مَنْ يَختم القرآن على رأس قبري. أو قال: أعطوا رجلًا يَقرأ
…
فإن ذلك يَلزم.
وقد تقدم في (الإجارة) طَرَف من هذا
(2)
.
أفاد الباحث/ محمد بن عبد الرازق
(3)
أن قراءة القرآن عند القبر وردت في ثلاثة مواطن في كتب الشافعية:
1 -
عند زيارة القبر.
2 -
عند الوصية.
3 -
عند الإجارة.
(1)
«الفتاوى» (1/ 193).
(2)
«النجم الوهاج في شرح المنهاج» (6/ 314).
(3)
المنصوري، وُلد بقرية طنيخ، التابعة لمركز نبروه، بمحافظة الدقهلية، بتاريخ (30/ 10/ 1988 م) حاصل على الماجستير بعنوان «جهود الزركشي (ت/ 794) في علم الأصول، دراسة تحليلية وصفية» .
فضل تفسير ابن عباس
• قال الطبري في «تهذيب الآثار» (1/ 181) رقم (289) - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ:«كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا فَسَّرَ الشَّيْءَ رَأَيْتَ عَلَيْهِ النُّورَ»
وأخرجه أحمد في «فضائل الصحابة» (1935) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ به.
• والخلاصة: أن إسناده صحيح.
وأخرج الحاكم في «مستدركه» رقم (6290) - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: خَطَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَهُوَ عَلَى الْمَوْسِمِ «فَافْتَتَحَ سُورَةَ النُّورِ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ وَيُفَسِّرُ» ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: مَا رَأَيْتُ وَلَا سَمِعْتُ كَلَامَ رَجُلٍ مِثْلَهُ، لَوْ سَمِعَتْهُ فَارِسٌ وَالرُّومُ لَأَسْلَمَتْ.
وتابع محمد بن يعقوب أبو حامد بن جبلة أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (1/ 324) حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ به.
وتابع أبا معاوية محاضر بن مورع أخرجه أحمد في «فضائل الصحابة» (1934) وتابعهما - أبا معاوية ومحاضر - أبو أسامة كما في «جامع بيان العلم» (731) معلقا.
• والخلاصة: أن طريق أبي معاوية يقوية طريق محاضر وإن كان فيه
إبراهيم بن عبد الله بن بشار فيه كلام.
النهي عن التكلف في التأويل
• قال البخاري رقم (7293): حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ: «نُهِينَا عَنِ التَّكَلُّفِ»
(1)
. فيه حكم الرفع، قاله ابن حجر.
وتابع ثابتًا حُميد الطويل، أخرجه سعيد بن منصور في «تفسيره» رقم (43): حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَرَأَ عَلَى الْمِنْبَرِ:{وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} [عبس: 31]، فَقَالَ: هَذِهِ الْفَاكِهَةُ قَدْ عَرَفْنَاهَا، فَمَا الْأَبُّ؟ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ، فَقَالَ: لَعَمْرُكَ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ التَّكَلُّفُ يَا عُمَرُ.
ورواه الزُّهْري عن عمر، ولم يَسمع منه، وتابعه موسى بن أنس ومعاوية بن قُرَّة وقتادة. وكلها في «تفسير الطبري» .
(1)
أخرجه أبو نُعيم في «المستخرج» من طريق أبي مسلم الكَجّيّ، عن سليمان بن حرب شيخ البخاري فيه، ولفظه: عن أنس: كنا عند عمر وعليه قميص في ظهره أربع رقاع، فقرأ:{وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} فقال: هذه الفاكهة قد عَرَفناها، فما الأَبّ؟ ثم قال: مه، نُهينا عن التكلف.
وقد أخرجه عبد بن حُميد في «تفسيره» عن سليمان بن حرب بهذا السند، مثله سواء.
انظر: «فتح الباري» (13/ 271).
وأخرجه عبد بن حُميد كما في «فتح الباري» (13/ 271) من طريق إبراهيم النَّخَعي، عن عبد الرحمن بن زيد، أن رجلًا سأل عمر عن فاكهة وأَبًّا، فلما رآهم عمر يقولون أقبل عليهم بالدِّرة. وسنده ضعيف.
• والخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث إلى أن المتن مختصرًا ومطولًا صحيح.
قال سعيد بن منصور في «تفسيره» رقم (39): نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: سُئِلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِيقُ رضي الله عنه عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عز وجل، قَالَ:«أَيَّةُ أَرْضٍ تُقِلُّنِي، أَوْ أَيَّةُ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي، أَوْ أَيْنَ أَذْهَبُ، وَكَيْفَ أَصْنَعُ، إِذَا أَنَا قُلْتُ فِي آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ بِغَيْرِ مَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَا؟!» .
وتابع ابنَ أبي مُليكة خمسة: إبراهيم التيمي، وميمون بن مهران، وأبو مَعْمَر عبد الله بن سَخْبَرة، والشَّعبي، والقاسم بن محمد. وفي كلها انقطاع لكن يُقَوِّي بعضها بعضًا.
قال الحافظ في «فتح الباري» (13/ 271): هذا منقطع بين النَّخَعي والصِّديق. وأَخْرَج أيضًا من طريق إبراهيم التيمي أن أبا بكر سُئل عن الأَبّ ما هو؟ فقال: أي سماء تُظلني
…
؟ فذَكَر مثله، وهو منقطع أيضًا، لكن أحدهما يُقَوِّي الآخَر.
• الخلاصة: كَتَب شيخنا مع الباحث/ محمد بن علي بن أحمد الفيومي، بتاريخ (13) رجب (1441 هـ) المُوافِق (8/ 3/ 2020 م): صحيح بمجموع طرقه.
نزول البسملة للفصل بين السور
• قال أبو داود في «سننه» رقم (788) - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَابْنُ السَّرْحِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ قُتَيْبَةُ فِيهِ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «لَا يَعْرِفُ فَصْلَ السُّورَةِ حَتَّى تَنَزَّلَ عَلَيْهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»
تابع قتيبة على الوصل ثلاثة - الحسن بن محمد الصباح وأبو كريب ومعلى بن منصور -.
وتابع ابن السرح والمروزي على الإرسال ثلاثة -الحميدي ويونس بن عبد الأعلى وأحمد بن عبده -.
ورواه ابن جريج على الوصل والإرسال.
ورواه جماعة من الضعفاء - ابن لهيعة كما عند المستغفري (581)، وإبراهيم الخوزي كما عند الطبراني (12545) والمثنى بن الصباح كما عند الحاكم (844) وعبد الغفار بن القاسم (12544) وعمرو بن قيس كما عند الطبراني (12546) عن عمرو بن دينار يالوصل.
ورجح أبو حاتم كما في «العلل» (1690) وأبو داود كما في «المراسيل» (36)
(1)
والبزار والخطيب الإرسال وهو اختيار شيخنا مع الباحث أحمد النمر
(1)
قال: قَدْ أُسْنِدَ هَذَا الْحَدِيثُ، وَهَذَا أَصَحُّ.
بتاريخ 23 جمادى الآخرة 1443 موافق 25/ 1/ 2022 م.
وكان سبب البحث في هذا الحديث هل هو مختصر من حديث الصحيحين للاشتراك في السند والمتن أخرجه البخاري (842) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ {، قَالَ:«كُنْتُ أَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالتَّكْبِيرِ» .
وتابع علي بن المديني جماعة زهير بن حرب وابن أبي عمر كما عند مسلم (583) والإمام أحمد كما في «مسنده» (1933).
ولم يوافقه شيخنا على هذا الربط وأراه قويًا والله أعلم.
مَنْ المعنيّ بالوالبي عن ابن عباس رضي الله عنهما
-؟
• وما ضبط هذه النسبة؟
أما ضبط هذه النسبة، فهي بفتح الواو وكسر اللام والباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى والبة، وهي حي من بنى أسد، منهم: سعيد بن جُبير الوالبي، كوفي، مولى والبة، حي من بني أسد، كان أحد أئمة التابعين، راوية ابن عباس
(1)
لكن لم يُستعمل بهذه النسبة في تفسير الطبري وابن أبي حاتم وعبد الرزاق، وكذا الكتب الستة
وأما المعنيّ بالوالبي عن ابن عباس، فجماعة:
1 -
سعيد بن جُبير بن هشام، الأسدي الوالبي، مولاهم الكوفي، أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله. وهو مكثر في التفسير عن ابن عباس، لكن دون ذكر هذه النسبة.
2 -
أبو خالد الوالبي، عند ابن أبي حاتم في «تفسيره» (5/ 1546): حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثَنَا يَعْلَى، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:«الْجَرَادُ: نَثْرَةٌ مِنْ حُوتٍ فِي الْبَحْرِ»
(2)
لكن دون النسبة.
(1)
«الأنساب» (13/ 274) للسمعاني.
(2)
إسناده ضعيف: والمنذر قال فيه أبو حاتم: لا بأس به. ووثقه الخليلي.
ويعلى هو ابن عُبيد، ثقة إلا في سفيان الثوري، فقد قال ابن مَعِين - كما في رواية عثمان الدارمي -: ضعيف فى سفيان، ثقة في غيره.
وأبو خالد الوالبي روى عنه جماعة في «التهذيب» وروى عن ابن عباس (ت د) وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وذَكَره ابن حِبان في كتاب «الثقات» .
وفي «سُنن الترمذي» رقم (245): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ بِ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} .
وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ بِذَاكَ. وَأَبُو خَالِدٍ هُوَ أَبُو خَالِدٍ الوَالِبِيُّ، وَاسْمُهُ هُرْمُزُ، وَهُوَ كُوفِيٌّ
(1)
.
3 -
علي بن أبي طلحة: سالم بن المخارق، القرشي الهاشمي، أبو الحسن، ويقال: أبو محمد، ويقال: أبو طلحة.
لم أقف على نسبته للوالبي في كتب التراجم التي بين يدي، ولم يَنص عليه السمعاني في «الأنساب» ، ولم ينسبه الطبري ولا ابن أبي حاتم ولا أصحاب الكتب الستة إلى الوالبي، ونِسبته لا تنتهي إلى بني أسد. إنما نُسب إلى الوالبي في أكثر من موضع من صحيفته عن ابن عباس، وكذلك الثعلبي في تفسيره في أكثر من موطن.
انتهى من «التحبير في أسانيد التفسير» للمؤلف.
(1)
هناك أبو خالد الوالبي عن أبي هريرة في «سُنن ابن ماجه» رقم (4107) و «سُنن أبي داود» رقم (1328).
مخالفات لمجاهد بن جبر رحمه الله في التفسير
(1)
.
الأولى: سبق الحديث عنها في تفسير المقام المحمود
(2)
.
(1)
قال ابن سعد في «الطبقات» (6/ 20): قال: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: قُلْتُ لِلأَعْمَشِ مَا لَهُمْ يَتَّقُونَ تَفْسِيرَ مُجَاهِدٍ؟
قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ يَسْأَلُ أَهْلَ الْكِتَابِ.
قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ أَبِي بَكْرٍ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنْ مجاهدا يحدث عن صحيفة جابر.
(2)
قاله ابن عبد البر: في «التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد» (7/ 157): اختلف على مجاهد في تفسير الشفاعة فقال كرواية الجماعة.
والآخر: يوسع له على العرش فيجلسه معه.
وهذا قول مخالف للجماعة من الصحابة ومن بعدهم فالذي عليه العلماء في تأويل هذه الآية أن المقام المحمود الشفاعة.
ومجاهد وإن كان أحد المقدمين في العلم بتأويل القرآن فإن له قولين في تأويل اثنين هما مهجوران عند العلماء مرغوب عنهما:
أحدهما: ما جاء عنه في قول الله عز وجل وجوه: {يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} [القيامة: 22] قال حسنة إلى ربها ناظرة قال تنظر الثواب.
والآخر: قوله في قول الله عز وجل: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ}
…
[القيامة: 23] قال مجاهد: يوسع له على العرش فيجلسه معه.
- وقال أيضًا في «التمهيد» (12/ 260): وقد كان مجاهد ينكر حديث رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ، وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ، وَالثَّلَاثَةُ رَكْبٌ» مرفوعا ويجعله قول عمر ولا وجه لقول مجاهد؛ لأن الثقات رووه مرفوعا.
ثم ساق ابن عبد البر في «التمهيد» (12/ 261) من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قيل له أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الواحد في السفر شيطان والاثنان شيطانان قال لا لم يقله النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود وخباب بن الأرت سرية وبعث دحية سرية وحده ولكن قال عمر يحتاط للمسلمين كونوا في أسفاركم ثلاثة إن مات واحد وليه اثنان الواحد شيطان والاثنان شيطانان.
الثانية: تأويله قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} [القيامة: 22]
رواه ثلاثة عن منصور بن المعتمر عن مجاهد تأويل هذه الآية:
الأول: سفيان الثوري وعنه جماعة:
1 -
عبد الرحمن بن مهدي ولفظة عَنْ مُجَاهِدٍ {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 23] قَالَ: تَنْتَظِرُ الثَّوَابَ مِنْ رَبِّهَا.
2 -
وكيع بن الجراح ولفظه عَنْ مُجَاهِدٍ {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 23] قَالَ: تَنْتَظِرُ الثَّوَابَ مِنْ رَبِّهَا. أخرجهما الطبري في «تفسيره» (23/ 508).
3 -
مهران بن أبي عمر ولفظه عَنْ مُجَاهِدٍ {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 23] قَالَ: تَنْتَظِرُ الثَّوَابَ مِنْ رَبِّهَا، لَا يَرَاهُ مِنْ خَلْقِهِ شَيْءٌ.
خالفهم في اللفظ اثنان:
1 -
شريك النخعي ولم يفسر وجه الشاهد ولفظه عن مجاهد: في قوله عز وجل: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} [القيامة: 22] قال: «ضاحكة» {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} . أخرجه عبد الله بن أحمد في «السنة» (450).
2 -
عبيد الله الأشجعي وفسر وجه الشاهد ولفظه: عن مجاهد، قال:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} [القيامة: 22] قال: نظرت إلى ربها ناظرة. أخرجه اللالكائي في
«شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (3/ 515) ورواية ابن مهدي ووكيع هي الصواب. وتلميذ عبيد الله هو إبراهيم بن أبي الليث اتهمه بعضهم بالكذب. وشريك ضعيف.
الثاني: عمر بن عبيد عن منصور ولفظه موافق للصواب عن الثوري: عن مجاهد: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22، 23] قال: تنتظر منه الثواب. أخرجه الطبري وسنده صحيح.
الثالث: جرير عنه اثنان:
1 -
إسحاق بن راهويه في «مسنده» رقم (1429) أخبرنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: كَانَ أُنَاسٌ يَقُولُونَ فِي حَدِيثٍ: إِنَّهُمْ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ قَالَ: فَقُلْتُ لِمُجَاهِدٍ: إِنَّ أُنَاسًا يَقُولُونَ: إِنَّهُ يُرَى. فَقَالَ: أَلَا تَسْمَعُ إِلَى قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} [القيامة: 22] يَقُولُ: «نَضْرَةٌ مِنَ السُّرُورِ {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 23]
2 -
وخالفه محمد بن حميد الرازي على ضعفه ففسر الشاهد: ثنا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كَانَ أُنَاسٌ يَقُولُونَ فِي حَدِيثِ «فَيَرَوْنَ رَبَّهُمْ» فَقُلْتُ لِمُجَاهِدٍ: إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ إِنَّهُ يُرَى، قَالَ: يَرَى وَلَا يَرَاهُ شَيْءٌ.
والأرحج والأصوب رواية الثوري وعمر بن عبيد ولذا عدّ ابن عبد البر هذه إحدى مخالفات مجاهد.
وتابع منصورًا اثنان:
الأول: بسند ضعيف عن الأعمش فقال: تنتظر رزقه وفضله. أخرجه الطبري.
الثاني: من طريق إبراهيم بن يزيد المكي وهو متروك عن الوليد بن عبيد الله بن أبي مغيث: «تنظر إلى ربها تبارك وتعالى» .
ووردت رواية عند الترمذي (2553) مدارها على ثوير بن أبي فاختة تارة عن مجاهد عن ابن عمر «إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَنْظُرُ إِلَى جِنَانِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَنَعِيمِهِ وَخَدَمِهِ وَسُرُرِهِ مَسِيرَةَ أَلْفِ سَنَةٍ، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَى اللَّهِ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ غَدْوَةً وَعَشِيَّةً» وثور ضعيف وقد اختلف عليه.
الثالثة: قوله تعالى: {وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} [النساء: 23].
أخرج عبد الرزاق في «مصنفه» رقم (11559) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ بن خَالِدٍ، أَنَّ مُجاهِدًا قَالَ لَهُ:{وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ} [النساء: 23] أُرِيدَ بِهِمَا جَمِيعًا الدُّخُولُ
(1)
.
(1)
إسناده صحيح: أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (11559)، وابن أبي شيبة في «مصنفه» (17057)، عن ابن علية. والطبري في «تفسيره» (6/ 557)، عن حجاج ثلاثتهم عن ابن جريج به.
فائدة: ذهب الأئمة الأربعة إلى القول بعدم اشتراط الدخول بالبنت في تحريم الأم، وهو مذهب جمهور الصحابة، وأكثر أهل العلم عليه، حتى كان من قواعدهم المشهورة قولهم:«العقد على البنات يحرم الأمّهات» وعلى ذلك يحرم على الرجل أن يتزوج بأم من عقد عليها، ولم يدخل بها، وإذا حصل، وتزوج بها كان النكاح باطلا يجب فسخه.
وذهب داود الظاهري وبشر المريسي والزبير ومجاهد إلى القول بأنه لا يحرم على الرجل أن يتزوج بأم من عقد عليها ولم يدخل بها؛ لأن العقد على البنت عندهم لا يحرم الأم حتى يصحبه دخول. وعلى هذا لو عقد على أم من عقد عليها ولم يدخل بها يكون النكاح صحيحا. انظر مزيدًا في هامش: «الجواهر الحسان في تفسير القرآن» (2/ 199).
الرابعة: سبق قريبًا أثر مُجَاهِدٍ، {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} [البقرة: 234] قَالَ: " كَانَتْ هَذِهِ العِدَّةُ تَعْتَدُّ عِنْدَ أَهْلِ زَوْجِهَا وَاجِبًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ} [البقرة: 234] قَالَ: "جَعَلَ اللَّهُ لَهَا تَمَامَ السَّنَةِ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَصِيَّةً، إِنْ شَاءَتْ سَكَنَتْ فِي وَصِيَّتِهَا، وَإِنْ شَاءَتْ خَرَجَتْ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى:{غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} [البقرة: 240] فَالعِدَّةُ كَمَا هِيَ وَاجِبٌ عَلَيْهَا "
الخامسة: قال الطبري في «تفسيره» (2/ 65) حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ:" {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة: 65] قَالَ: مُسِخَتْ قُلُوبُهُمْ، وَلَمْ يُمْسَخُوا قِرَدَةً، وَإِنَّمَا هُوَ مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لَهُمْ كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا "
قال الإمام الطبري: وَهَذَا الْقَوْلُ الَّذِي قَالَهُ مُجَاهِدٌ قَوْلٌ لِظَاهِرِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ كِتَابُ اللَّهِ مُخَالِفٌ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ أَخْبَرَ فِي كِتَابِهِ أَنَّهُ جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتِ، كَمَا أَخْبَرَ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ قَالُوا لِنَبِيِّهِمْ:{أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} [النساء: 153] وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَصْعَقَهُمْ عِنْدَ مَسْأَلَتِهِمْ ذَلِكَ رَبَّهُمْ وَأَنَّهُمْ عَبَدُوا
الْعِجْلَ، فَجَعَلَ تَوْبَتَهُمْ قَتْلَ أَنْفُسِهِمْ، وَأَنَّهُمْ أُمِرُوا بِدُخُولِ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، فَقَالُوا لِنَبِيِّهِمْ:{فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24] فَابْتَلَاهُمْ بِالتِّيهِ. فَسَوَاءٌ قَالَ قَائِلٌ: هُمْ لَمْ يَمْسَخْهُمْ قِرَدَةً، وَقَدْ أَخْبَرَ جَلَّ ذِكْرُهُ أَنَّهُ جَعَلَ مِنْهُمْ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ، وَآخَرُ قَالَ: لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا أَخْبَرَ اللَّهُ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ كَانَ مِنْهُمْ مِنَ الْخِلَافِ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ وَالْعُقُوبَاتِ وَالْأَنْكَالِ الَّتِي أَحَلَّهَا اللَّهُ بِهِمْ. وَمَنْ أَنْكَرَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ وَأَقَرَّ بِآخَرَ مِنْهُ، سُئِلَ الْبُرْهَانَ عَلَى قَوْلِهِ وَعُورِضَ فِيمَا أَنْكَرَ مِنْ ذَلِكَ بِمَا أَقَرَّ بِهِ، ثُمَّ يُسْأَلُ الْفَرْقَ مِنْ خَبَرٍ مُسْتَفِيضٍ أَوْ أَثَرٍ صَحِيحٍ. هَذَا مَعَ خِلَافِ قَوْلِ مُجَاهِدٍ قَوْلَ جَمِيعِ الْحُجَّةِ الَّتِي لَا يَجُوزُ عَلَيْهَا الْخَطَأُ وَالْكَذِبُ فِيمَا نَقَلَتْهُ مُجْمِعَةً عَلَيْهِ، وَكَفَى دَلِيلًا عَلَى فَسَادِ قَوْلِ إِجْمَاعِهَا عَلَى تَخْطِئَتِهِ.
وقال القرطبي في «تفسيره» (1/ 448): ولم يقله غيره من المفسرين فيما أعلم، والله أعلم.
السادسة: عن مجاهد وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر قال آزر لم يكن بأبيه إنما هو صنم
(1)
(1)
إسناده ضعيف: أخرجه الطبري في «تفسيره» (7/ 243) حدثني الحرث قال ثني عبد العزيز قال ثنا الثوري قال أخبرني رجل عن بن أبي نجيح عن مجاهد به.
وعبد العزيز هو ابن أبان متروك وفيه رجل مبهم والاختلاف في سماع ابن أبي نجيح من مجاهد.
وأخرجه الطبري أيضًا حدثنا ابن وكيع قال ثنا يحيى بن يمان عن سفيان.
وسفيان بن وكيع ضعيف ويحيى كذالك بخاصة في الثوري فقد ضعفه الإمام أحمد وقال: حدث عن الثورى بعجائب لا أدرى لم يزل هكذا أو تغير حين لقيناه أو لم يزل الخطأ فى كتبه، وروى من التفسير عن الثورى عجائب.
قال يعقوب بن شيبة أيضا: يحيى بن يمان ثقة أحد أصحاب سفيان وهو يخطاء كثيرا فى حديثه.
وقال يحيى بن يمان: أحفظ عن سفيان الثورى أربعة آلاف حديث فى التفسير.
وأخرجه أيضًا حدثنا محمد بن حميد وسفيان بن وكيع قالا ثنا جرير - هو ابن عبد الحميد - عن ليث -هو ابن أبي سليم - عن مجاهد قال ليس آزر أبا إبراهيم.
وليث ضعيف لاختلاطه وأَنْكَرُوا عَلَيْهِ الْجَمْعَ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ بَيْنَ عَطَاءٍ، وَطَاوُسٍ، وَمُجَاهِدٍ حسب.
السابعة: قال ابن المنذر في «الإشراف» (3/ 229): أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن على المحرم إذا قتل صيداً عامداً لقتله، ذاكراً لإحرامه الجزاء، إلا مجاهد فإنه قال: من قتله متعمداً لقتله، ناسياً لحرمه فهو الخطأ المكفر، فإن قتله متعمداً لحرمه متعمداً له لم يحكم عليه.
قال أبو بكر: صواب ذاكراً لحرمه، متعمداً لقتله، ولا نعلم أحدا وافق مجاهداً على هذا القول، إذ هو خلاف الآية.
انتهى من «التحبير في أسانيد التفسير» ثم أفاد الباحث/ أشرف سلطان
…
بتاريخ 17 من ذي الحجة 1442 موافق 27/ 7/ 2021 م قول الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (4/ 455 (: ولمجاهد أقوال وغرائب في العلم والتفسير تستنكر.
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم مُفسِّرًا وراويًا
أولًا - ظاهرة في تفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهي أنه يُكْثِر في تفسيره من تفسير القرآن بالقرآن.
ثانيًا - لابن زيد إسنادان:
أحدهما: صحيح، ومثاله: ما تَكرَّر كثيرًا في «تفسير الإمام الطبري» هكذا: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَم.
والثاني: ضعيف، وتَكرَّر نحو سبع مرات. مثاله: قال الإمام الطبري: حَدَّثَنِي ابْنُ الْبَرْقِيِّ قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ
(1)
قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ زَيْدٍ.
ومن شذوذات عبد الرحمن بن زيد في التفسير التي وافق شيخنا الباحث عليها بتاريخ الخميس 26 من ذي الحجة 1442 هـ موافق 5/ 8/ 2021 م:
(1)
وعمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي مُختلَف فيه، فأَخْرَج له البخاري في عدة مواطن، ومسلم في موطن.
وقال الشافعي: (حَدَّثَنا الثقة عن الأوزاعي) فقيل: إنه هو ووثقه وغيره، وضَعَّفه ابن مَعِين، وقال فيه أبو حاتم: يُكتَب حديثه، ولا يُحتجّ به. وقال أبو جعفر العُقيلي: في حديثه وهم.
فالظاهر لديَّ قَبول أخباره ما لم تُنتقَد عليه.
1 -
ما أخرجه الطبري في «تفسيره» (23/ 263) حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله:{لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} [الحشر: 2] قال: الشام حين ردهم إلى الشام، وقرأ قول الله عز وجل:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا} [النساء: 47] قال: من حيث جاءت، أدبارها أن رجعت إلى الشام، من حيث جاءت ردّوا إليه.
2 -
وما أخرجه الطبري في «تفسيره» (23/ 299) حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، وقرأ قول الله عز وجل:{وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18] يعني يوم القيامة الخير والشرّ؛ قال: والأمس في الدنيا، وغدٌ في الآخرة، وقرأ {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} [يونس: 24] قال: كأن لم تكن في الدنيا.
وكتب شيخنا مع الباحث: احتمال قائم لإدخالها في شذوذ ابن زيد.
• الخلاصة: عَرَض أخونا الباحث/ فارس بن عبد الشافي المصري
(1)
جانبًا من تفسير عبد الرحمن بن زيدٍ القرآن بالقرآن، منتقى من «تفسير الطبري»
(1)
حاصل على ماجستير أصول الدين جامعة مانيسوتا أمريكا.
دبلومة دراسات إسلامية المعهد العالي للدراسات الإسلامية.
الكتب التي قدمها شيخنا له.
1 -
فرضية الحجاب وخطورة التبرج.
2 -
كتاب الصيام من روضة المحبين لابن الجوزي.
وتحت الطبع والتقديم.
3 -
تفسير القرآن بالقرآن لابن زيد.
4 -
تحرير لمعة الاعتقاد.
يوم الخميس (13) ذي القعدة (1442 هـ) المُوافِق (24/ 6/ 2021 م) فسُرّ شيخنا بعمل الباحث، وانتهى إلى:
1 -
صحة الإسناد الأول إلى عبد الرحمن بن زيد.
2 -
وعبد الرحمن وإن كان ليس بثقة في الحديث، إلا أنه لو تَكلم في التفسير فتفسيره ليس بالغريب.
3 -
ذَكَر الباحث أنه لم يقف في تفسيره على مخالفة توصف بالشذوذ، إنما خلافه لغيره من اختلاف التنوع.
أسباط بن نصر الكوفي
• قال فيه حرب بن إسماعيل: قلت لأحمد: أسباط بن نصر الكوفي، الذي يَروي عن السُّدي، كيف حديثه؟ قال: ما أدري. وكأنه ضَعَّفه.
وقال عبد الله بن أحمد: سألته (يعني أباه) عن أسباط بن نصر، فقال: ما كتبتُ من حديثه عن أحد شيئًا. ولم أَرَه عرفه. ثم قال: وكيع وأبو نُعيم يُحَدِّثان عن مشايخ الكوفة، ولم أَرَهما يُحَدِّثان عنه.
وقال عبد الله: حدثني حسن بن عيسى قال: سألتُ ابن المبارك عن أسباط ومحمد بن فُضَيْل بن غَزْوان، فسَكَت، فلما كان بعد أيام رآني فقال لي: يا حسن، صاحباك، لا أرى أصحابنا يرضونهما
(1)
.
وقال أبو حاتم: سمعتُ أبا نُعيم يُضَعِّف أسباط بن نصر، وقال: أحاديثه عامته سقط، مقلوب الأسانيد.
وقال محمد بن مهران الجمال: سألتُ أبا نُعيم عنه فقال: لم يكن به بأس، غير أنه كان أهوج.
وقال النَّسَائي: ليس بالقوي.
وقال البخاري في «تاريخه الأوسط» : صدوق.
(1)
انظر: «موسوعة أقوال أحمد بن حنبل» (1/ 78).
وعَلَّق له البخاري حديثًا فى الاستسقاء، وقد وصله الإمام أحمد والبيهقي في «السُّنن الكبير» وهو حديث منكر، أوضحتُه في «التعليق»
(1)
.
وذَكَره ابن حِبان في «الثقات» .
وقال يحيى بن مَعِين: ثقة. وفي رواية: ليس بشيء.
وقال موسى بن هارون: لم يكن به بأس.
قال أبو حاتم: سَمِعَ مِنْ سِمَاكٍ، وَالسُّدِّيِّ. وقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: وَلَا أَعْلَمُهُ رَوَى عَنْ غَيْرِهِمَا
(2)
.
وأَسْنَد له مسلم حديثًا في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم، رقم (2329): حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ - وَهُوَ ابْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ - عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ:«صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْأُولَى، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَهْلِهِ وَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَاسْتَقْبَلَهُ وِلْدَانٌ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ خَدَّيْ أَحَدِهِمْ وَاحِدًا وَاحِدًا، قَالَ: وَأَمَّا أَنَا فَمَسَحَ خَدِّي. قَالَ: فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ بَرْدًا أَوْ رِيحًا، كَأَنَّمَا أَخْرَجَهَا مِنْ جُؤْنَةِ عَطَّارٍ»
(3)
.
(1)
وهو ما علقه البخاري بعد رقم (1020) قال أبو عبد الله: وَزَادَ أَسْبَاطٌ، عَنْ مَنْصُورٍ: فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسُقُوا الغَيْثَ، فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمْ سَبْعًا، وَشَكَا النَّاسُ كَثْرَةَ المَطَرِ فَقَالَ:«اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا» فَانْحَدَرَتِ السَّحَابَةُ عَنْ رَأْسِهِ، فَسُقُوا النَّاسُ حَوْلَهُمْ.
(2)
وذَكَر أبو مسعود الدمشقي توثيق ابن مَعِين والاختلاف على أبي نُعيم، ثم قال في «الجواب عن غلط مسلم» (ص: 114): هَذَا أَبُونُعَيْمٍ قَدِ اخْتَلَفَ قَوْلَهُ فِيْهِ، وَلَمْ يَتَّهِمْهُ بِكَذِبٍ، وَقَدْ قَالَ أَيْضًا: لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ، وَقَدْ وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
(3)
رواه سِمَاك بن حرب عن جابر بن سَمُرة، وعنه اثنان:
أ - أسباط بن نصر، أخرجه مسلم (2329)، وابن أبي شيبة في «المُصنَّف» (33927)، والطبراني في «المعجم الكبير» (1944).
ب - شُعبة بن الحَجاج، وعنه عثمان بن جَبَلةٌ، أخرجه البزار (4258) وقال: وهذا الحديث لا نَعْلَم أحدًا حَدَّث به عن شُعبة إلا عثمان بن جَبَلة، ولا نَعْلَم حَدَّث به غير شُعبة إلا أسباط بن نصر.
قال البغوي في «شرح السُّنة» (13/ 232): هذا حديث صحيح.
قال أبو مسعود الدمشقي في «الجواب عن غلط مسلم» (ص: 117): وَهَذَا حَدِيثٌ قَدْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي مَعْنَاهُ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ.
وقال ابن حجر: في ترجمة مسلم بن الحَجاج إنكار أبي زُرعة عليه إخراجه لحديث أسباط. وقال الساجي في «الضعفاء» : روى أحاديث لا يُتابَع عليها عن سِمَاك بن حرب.
• الخلاصة: لديَّ أنه يُحسَّن ما لم يُستنكَر عليه أو يُخالَف. بينما كَتَب شيخنا مع الباحث/ سيد بيومي، يوم الأحد (10) ربيع الآخِر (1438 هـ) المُوافِق (8/ 1/ 2017 م): سنده مُختلَف فيه.
كتاب تفسير القرآن الكريم
سورة البقرة
• قال تعالى: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} [البقرة: 99].
قال ابن أبي حاتم في «تفسيره» رقم (970) - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا ابْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، أَوْ عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:" قَالَ ابْنُ صُورِيَّا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا مُحَمَّدُ مَا جِئْتَنَا بِشَيْءٍ نَعْرِفُهُ، وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ فَنَتَّبِعُكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل فِي ذَلِكَ مِنْ قَوْلَهُ: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} [البقرة: 99] "
وتابع يونس سلمة بن الفضل أخرجه الطبري في «تفسيره» (2/ 306) وابن أبي حاتم كذلك.
• والخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ أبي حفص محمد بن خليل آل باشا بتاريخ 22/ رجب 1443 موافق 23/ 2/ 2022 م إلى ضعفه لجهالة محمد بن أبي محمد.
• قال تعالى: {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ} [البقرة: 108]
قال الطبري في «تفسيره» (2/ 409): حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: ثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، مَوْلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ أَوْ عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ رَافِعُ بْنُ حُرَيْمِلَةَ وَوَهْبُ بْنُ زَيْدٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ائْتِنَا بِكِتَابٍ تُنَزِّلُهُ عَلَيْنَا مِنَ السَّمَاءِ نَقْرَؤُهُ وَفَجِّرْ لَنَا أَنْهَارًا نَتَّبِعُكَ وَنُصَدِّقُكَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ: {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ} [البقرة: 108] الْآيَةَ "
تابع يونس سلمة بن الفضل أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (1074).
وفي سنده محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت رضي الله عنه ذكره ابن حبان في الثقات فهو مجهول.
ورواية يونس بن بكير عن ابن إسحاق فيها كلام فقد قال أبو داود: يوصل كلام ابن إسحاق بالأحاديث.
وسلمة بن الفضل مختلف فيه فوثقه ابن معين وقال البخاري: عنده مناكير وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وضعفه النسائي. وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطيء ويخالف.
• والخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ أبي حفص محمد بن خليل آل باشا بتاريخ 22/ رجب 1443 موافق 23/ 2/ 2022 م إلى ضعفه لجهالة
محمد بن أبي محمد وقد أكثر الطبري عنه. وقد ورد أيضًا من مرسل أبي العالية وهو من رواية أبي جعفر عن الربيع وفيها ضعف. ا هـ.
• قال تعالى: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 157].
قال سعيد بن منصور في «تفسيره» (233) - نا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: " نِعْمَ الْعَدْلَانِ، وَنِعْمَتِ الْعِلَاوَةُ: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 157] "
وخالف سفيان
(1)
جرير وهو ابن عبد الحميد فزاد واسطة بين مجاهد وعمر وهي سعيد بن المسيب أخرجه الحاكم (3109)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (1484) ورواية سفيان أصح.
وقال الحاكم في «المستدرك» (2/ 296): «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ولا أعلم خلافا بين أئمتنا أن سعيد بن المسيب أدرك أيام عمر رضي الله عنه، وإنما اختلفوا في سماعه منه» .
- ورواه إبراهيم الحربي في «غريب الحديث» كما ذكره ابن حجر من طريق حماد عن أيوب عن نعيم بن أبي هند عن عمر رضي الله عنه. وقال ابن حجر في «تغليق التعليق» (2/ 470): إسناده منقطع. وقال الحافظ أيضًا عن طريق الحاكم: إسناده صحيح.
• قلت (أبو أويس): الأرجح عن منصور طريق سفيان بإسقاط ابن المسيب وابن المسيب سمع من عمر رضي الله عنه نعي النعمان بن مقرن رضي الله عنه. وكذلك طريق نعيم
(1)
السفيانان؛ ابن عيينة والثوري يرويان عن منصور بن المعتمر لكن الأشهر عنه الثوري.
بن أبي هند ووثقه النسائي والعجلي وقال أبو حاتم: صالح الحديث، صدوق. وفي التقريب هو من الطبقة الرابعة توفي 110 هـ.
• قوله تعالى: {أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة: 159]
قال ابن أبي حاتم في «تفسيره» رقم (1444): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:«إِنَّ الْكَافِرَ يُضْرَبُ ضَرْبَةً بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَيَسْمَعُهُ كُلُّ دَابَّةٍ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ، فَتَلْعَنُهُ كُلُّ دَابَّةٍ سَمِعَتْ صَوْتَهُ» فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عز وجل: {أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة: 159] يَعْنِي دَوَابَّ الْأَرْضِ.
وخالف الليثَ بن أبي سُليم جماعة- الأعمش ويونس بن خَبَّاب وعمرو بن قيس - فذكروا الحديث مطولًا بقصة أخرجها أحمد وغيره.
• الخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ أبي حمزة السويسي، بتاريخ (23/ 11/ 2021 م) إلى ضعف زيادة ليث بن أبي سُليم لضَعْفه.
• قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143].
قال البخاري في «صحيحه» رقم (40): حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ المَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ - أَوْ قَالَ: أَخْوَالِهِ - مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَنَّهُ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا - أَوْ: سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا - وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ، وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا صَلَاةَ العَصْرِ، وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ.
فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ، فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ مَكَّةَ! فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ البَيْتِ، وَكَانَتِ اليَهُودُ قَدْ أَعْجَبَهُمْ إِذْ كَانَ يُصَلِّي قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ، وَأَهْلُ الكِتَابِ، فَلَمَّا وَلَّى وَجْهَهُ قِبَلَ البَيْتِ أَنْكَرُوا ذَلِكَ.
قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ فِي حَدِيثِهِ هَذَا، أَنَّهُ مَاتَ عَلَى القِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ - رِجَالٌ وَقُتِلُوا، فَلَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143]
(1)
.
ورواية زهير بن معاوية عن أبي إسحاق بعد الاختلاط، وتابعه شَريك - وهو النَّخَعي - كما عند سعيد بن منصور (3207) وحُديج
(2)
بن معاوية - وهو ضعيف - أخرجه الطيالسي (758) وتابعهم عبد الغفار بن القاسم - وهو ليس بثقة - كما في «الفوائد» (323).
(1)
وأخرجه البخاري رقم (4486): حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، سَمِعَ زُهَيْرًا، به.
(2)
مصغر كما في «التقريب» .
وخالفهم جماعة فلم يَذكروا «أنه مات على القبلة
…
»:
1 -
إسرائيل، أخرجه البخاري (339).
2 -
أبو الأحوص، أخرجه مسلم (525).
3 -
سفيان، أخرجه أحمد (18526) ومسلم (525).
4، 5 - زكريا بن أبي زائدة وعمارة بن رُزَيْق، أخرجهما أبو عَوَانة في «مستخرجه» (1164).
6 -
سَلَّام، أخرجه الطيالسي (755).
ورواية هؤلاء أرجح بعدم ذكر {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} وإن كان لها شاهد من رواية سِمَاك عن عكرمة عن ابن عباس، أخرجه أبو داود.
• الخلاصة: كَتَب شيخنا معي: مِنْ هذا الوجه ذكر سبب النزول فيه مقال. بتاريخ (29) رجب (1441 هـ) الموافق (24/ 3/ 2020 م) وقال: استدراك طيب على «الصحيح المسند» للباحث محمد لملوم.
• قال تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة: 144]
قال البيهقي في «سُننه» رقم (2224): أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الحُسَيْنِ القَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ القَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبدِ الجَبَّارِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الفُضَيْلِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ مَا قَدِمَ المَدِينَةَ، سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ حُوِّلَ بَعْدَ ذَلِكَ قِبَلَ المَسْجِدِ الحَرَامِ، قَبْلَ بَدْرٍ بِشَهْرَيْنِ.
خالف محمدَ بن فُضيل جماعةٌ من الثقات - مالك كما في «الموطأ» (472) وحماد بن زيد كما في «دلائل النبوة» (2/ 573) وسفيان الثوري كما في «تفسيره» (51) وعبد الوارث كما في «تفسير الطبري» (2/ 621) فأرسلوه.
قال ابن عَدِي في «الكامل» (1115): وهذا الحديث غير محفوظ بهذا الإسناد، وإنما جاء توصيله من رواية أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي.
قال البيهقي عقب المرفوع: هَكَذَا رَوَاهُ العُطَارِدِيُّ، عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ.
وَرَوَاهُ مَالِكٌ وَالثَّوْرِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ المُسَيَّبِ مُرْسَلًا دُونَ ذِكْرِ سَعْدٍ.
وقال الدارقطني في «العلل» (631): المرسل أصح.
• والخلاصة: كَتَب شيخنا مع الباحث/ أحمد بن جلالة، بتاريخ (1) جمادى الأولى (1443) الموافق (5/ 12/ 2021 م): الخبر مرسل من هذا الوجه، والزيادة منكرة.
• قال تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} [البقرة: 225]
قال البخاري رقم (6663) - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} [البقرة: 225] قَالَ: قَالَتْ: " أُنْزِلَتْ فِي قَوْلِهِ: لَا وَاللَّهِ، بَلَى وَاللَّهِ ".
وتابع يحيى القطان مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ
(1)
، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:"أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} [البقرة: 225] فِي قَوْلِ الرَّجُلِ: لَا وَاللَّهِ وَبَلَى وَاللَّهِ ". أخرجه البخاري رقم (4613).
وتابعهما عيسى بن يونس أخرجه ابن الجارود (925).
خالف هؤلاء الثلاثة ثلاثة فلم يذكروا (أنزلت» أو «نزلت):
1 -
مالك كما في «الموطأ» (1366) ولفظه: عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ:«لَغْوُ الْيَمِينِ قَوْلُ الْإِنْسَانِ لَا وَاللَّهِ، وبَلَى وَاللَّهِ» قَالَ مَالِكٌ: «أَحْسَنُ مَا سَمِعْتُ فِي هَذَا. أَنَّ اللَّغْوَ حَلِفُ الْإِنْسَانِ عَلَى الشَّيْءِ. يَسْتَيْقِنُ أَنَّهُ كَذَلِكَ. ثُمَّ يُوجَدُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. فَهُوَ اللَّغْوُ» .
2 -
وتابعه عبدة بن سليمان أخرجه ابن أبي حاتم (2152) ولفظه: عَنْ عَائِشَةَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ قَالَتْ: هُوَ قَوْلُ الرَّجُلِ: لَا وَاللَّهِ، وَبَلَى وَاللَّهِ.
3 -
إسماعيل بن زكريا أخرجه سعيد بن منصور (3748) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " هُوَ قَوْلُ الرَّجُلِ: لَا وَاللَّهِ، وَبَلَى وَاللَّهِ ".
(1)
وتابع عروة الأسود بن يزيد النخعي كما في «مسند أبي حنيفة» ولفظه: سمعت في قوله.
وتابع هؤلاء الثلاثة متابعة قاصرة دون ذكر (أنزلت) الزهري أخرجه عبد الرزاق (15952).
وتابع عروة عطاء بن أبي رباح في الأصح عنه
(1)
دون ذكر (أنزلت).
• الخلاصة: كتب شيخنا مع الباحث/ إبراهيم بن السيد بن عمار الإسماعيلاوي بتاريخ الثلاثاء 23/ محرم 1443 موافق 31/ 8/ 2021 م: أنا في ريب من سبب النزول والزهري أوثق ثم الخلاف قائم على هشام. والله أعلم.
• تنبيه: ذكر الدارقطني في «علله» رقم (3486) اختلافًا وقال: والصحيح في جميعه الموقوف.
(1)
رواه عنه خمسة - الزهري وعمرو بن دينار وابن جريج وعبد الملك بن سليمان ومالك بن مغول - وخالفهمإبراهيم الصائغ واختلف عليه فرواه داود بن أبي الفرات كالجماعة وخالفهم حسان بن إبراهيم فرفعه: «لغو اليمين هو كلام الرجل في بيته كلا والله بلى والله» أخرجه أبو داود (3254) وابن حبان (4333) وكتب شيخنا مع الباحث عن المرفوع: منكرة لا يصح مرفوعًا.
• سبب نزول قوله تعالى: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} [البقرة: 267]
عَنِ الْبَرَاءِ بن عازب رضي الله عنه، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ} [البقرة: 267] قَالَ: «نَزَلَتْ فِينَا، كُنَّا أَصْحَابَ نَخْلٍ، فَكَانَ الرَّجُلُ يَأْتِي مِنْ نَخْلِهِ بِقَدْرِ قِلَّتِهِ وَكَثْرَتِهِ» .
قَالَ: «وَكَانَ أَهْلُ الصُّفَّةِ لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ، فَكَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا جَاءَ إِلَى الْقِنْوِ، فَيَضْرِبُهُ بِعَصًا، فَيَسْقُطُ مِنْهُ التَّمْرُ وَالْبُسْرُ فَيَأْكُلُ، وَكَانَ أُنَاسٌ مِمَّنْ لَا يَرْغَبُ فِي الْخَيْرِ، فَيَأْتِي أَحَدُهُمْ بِالْقِنْوِ فِيهِ الْحَشَفُ وَفِيهِ الشِّيصُ، وَيَأْتِي بِالْقِنْوِ قَدِ انْكَسَرَ، فَيُعَلِّقُهُ» قَالَ: «فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} [البقرة: 267]» ، قَالَ:«لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أُهْدِيَ إِلَيْهِ مِثْلُ مَا أَعْطَى، لَمْ يَأْخُذْهُ إِلَّا عَلَى إِغْمَاضٍ وَحَيَاءٍ» .
قَالَ: «فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَأْتِي الرَّجُلُ بِصَالِحِ مَا عِنْدَهُ»
(1)
.
(1)
إسناده حسن: أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (10787): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ البَرَاءِ، به.
وتابعه الترمذي (2987): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، به. وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=وخالف أسباطَ بن نصر إسرائيلُ، فأبدل أبا مالك الغِفَاري بعَدِيّ بن ثابت، أخرجه الطبري في «تفسيره» (4/ 699)، وابن أبي حاتم في «تفسيره» (2798)، وابن ماجه (1822).
ولفظه: عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: {وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} قَالَ: نَزَلَتْ فِي الْأَنْصَارِ، كَانَتِ الْأَنْصَارُ تُخْرِجُ إِذَا كَانَ جِدَادُ النَّخْلِ مِنْ حِيطَانِهَا أَقْنَاءَ الْبُسْرِ، فَيُعَلِّقُونَهُ عَلَى حَبْلٍ بَيْنَ أُسْطُوَانَتَيْنِ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَأْكُلُ مِنْهُ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ، فَيَعْمِدُ أَحَدُهُمْ فَيُدْخِلُ قِنْوًا فِيهِ الْحَشَفُ، يَظُنُّ أَنَّهُ جَائِزٌ فِي كَثْرَةِ مَا يُوضَعُ مِنَ الْأَقْنَاءِ، فَنَزَلَ فِيمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ:{وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} ويَقُولُ: لَا تَعْمِدُوا لِلْحَشَفِ مِنْهُ تُنْفِقُونَ، {وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} يَقُولُ: لَوْ أُهْدِيَ لَكُمْ مَا قَبِلْتُمُوهُ إِلَّا عَلَى اسْتِحْيَاءٍ مِنْ صَاحِبِهِ؛ غَيْظًا أَنَّهُ بَعَثَ إِلَيْكُمْ مَا لَمْ يَكُنْ لَكُمْ فِيهِ حَاجَةٌ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ صَدَقَاتِكُمْ».
وتابع إسرائيلَ الثوريُّ، أخرجه الطبري في «تفسيره» (4/ 699)، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (6363) من طريق مُؤمَّل بن إسماعيل عن الثوري، ولفظه: كانوا يجيئون في الصدقة بأردء تمرهم وأرد إطعامهم، فنزلت:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} [البقرة: 267] الآية.
ومُؤمَّل ضعيف، لكن تابعه أبو حذيفة موسى بن مسعود، وهو ضعيف في الثوري. أخرجه البيهقي في «السُّنن الكبير» (8/ 191).
وقول ابن رجب الحنبلي في «فتح الباري» (3/ 155): السُّدي كان يُنْكَر عليه جمعه الأسانيد المتعددة في التفسير للحديث الواحد.
وقال ابن حجر في «العجاب» (1/ 211 - 212): إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدِّيّ - بضم المهملة وتشديد الدال - وهو كوفي صدوق، لكنه جَمَع التفسير من طرق منها عن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مُرَّة بن شراحيل عن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة وغيرهم. وخلط روايات الجميع فلم تتميز رواية الثقة من الضعيف، ولم يَلْقَ السُّدّيّ من الصحابة إلا أنس بن مالك.
والذي يُخشى من الجمع عدة أشياء:
1 -
عدم السماع.
2 -
تركيب متن ضعيف على سند حسن أو صحيح.
3 -
خلط مرفوع بموقوف كما في «علل الدارقطني» (3434) من عطف همام علي بن زيد على يحيى في حديث: «إذا جلس بين شعبها الأربع» .
4 -
تركيب متن مطول على مختصر.
وهذه الصور غير متحققة هنا؛ فلذا أختار تحسين السند لذاته.
ويَشهد له ما جاء: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ لَوْنَيْنِ مِنَ التَّمْرِ أَنْ يُؤْخَذَا فِي الصَّدَقَةِ: الْجُعْرُورِ، وَلَوْنِ حُبَيْقٍ، وَكَانُوا يَتَيَمَّمُونَ شَرَّ أَمْوَالِهِمْ فِي الصَّدَقَةِ، فَنَزَلَتْ:{وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [البقرة: 267]
(1)
.
(1)
إسناده صحيح: أخرجه أبو عُبيد في «الأموال» (1539): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، به.
وتابع ابنَ مهدي مسلمُ بن إبراهيم ومحمد بن كَثير، ذَكَره البيهقي في «السُّنن الكبير» (4/ 136).
وخالفهم أبو الوليد، فأسنده كما عند الطحاوي في «شرح معاني الآثار» (6362): حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: ثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْجُعْرُورِ وَلَوْنِ الْحُبَيْقِ.
وتابعهم متابعة قاصرة عبد الجليل بن حميد، أخرجه النَّسَائي (2492)، والطبري في «تفسيره» (4/ 700)، وابن خُزيمة (2312).
وتابعهم كذلك محمد بن حفصة، أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (10784)، وابن خُزيمة في «صحيحه» (2311).
وروايتهم أرجح لكثرتهم ولتفردات الطيالسي، ووافقه سفيان بن حسين لكنه ضعيف في الزُّهْري، وزاد عليهم لفظ الأمر، أخرجه ابن خُزيمة في «صحيحه» (2313) من طريق عَبَّاد - يعني أبا العَوَّام - عن سفيان بن حسين، عن الزُّهْري، عن أبي أُمامة بن سهل بن حُنيف، عن أبيه قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالصَّدَقَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ هَذَا السَّخْلِ بِكَبَايِسَ - قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي الشِّيصَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَاءَ بِهَذَا؟» وَكَانَ لَا يَجِيءُ أَحَدٌ بِشَيْءٍ إِلَّا نُسِبَ إِلَى الَّذِي جَاءَ بِهِ. وَنَزَلَتْ: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [البقرة: 267] قَالَ: «وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْجُعْرُورِ، وَلَوْنِ الْحُبَيْقٍ أَنْ تُؤْخَذَا فِي الصَّدَقَةِ» قَالَ الزُّهْرِيُّ: «لَوْنَانِ ثَمَرٌ مِنْ ثَمَرِ الْمَدِينَةِ» .
وأبو أمامة بن سهل مختلف في صحبته، قال سعيد بن السكن: وُلد على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يَسمع منه شيئًا. وكذا قال البغوي وابن حِبان.
وقال أبو منصور: مُختلَف في صحبته، إلا أنه وُلد فى عهده، وهو ممن يُعَد في الصحابة الذين روى عنهم الزُّهْري.
وقال السُّلمي: سُئل الدارقطني: هل أدرك النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: نعم. وأَخْرَج حديثه فى المسند.
وقال البخاري: أَدْرَك النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يَسمع منه.
وقال أحمد بن صالح: حدثنا عنبسة، حدثنا يونس، عن الزُّهْري، حدثنا أبو أُمامة، وكان قد أدرك النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم، وسَمَّاه وحَنَّكه. هذا إسناد صحيح.
ونَقَل ابن منده عن أبي داود أنه قال: صَحِب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبايعه. قال ابن منده: وقول البخاري أصح. اهـ.
وَعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: «أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِزَكَاةِ الْفِطْرِ، بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ بِتَمْرٍ رَدِيءٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ: «لَا تَخْرُصْ هَذَا التَّمْرَ» فَنَزَلَ
الْقُرْآنُ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [البقرة: 267]
(1)
.
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ لِلْمَسْجِدِ مِنْ كُلِّ حَائِطٍ بِقَنَا
(2)
.
• قال تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 272]
قال الطبري في «تفسيره» (5/ 19) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:«كَانُوا لَا يَرْضَخُونَ لَقَرَابَاتِهِمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 272]» .
وتوبع الأعمش من متابعات ضعيفة. وروي مرسلا عن جعفر بن أياس والسند بالإرسال ضعيف.
• والخلاصة: كتب شيخنا مع الباحث/ حسان بن عبد الرحيم بتاريخ 12/
(1)
ضعيف: أخرجه الحاكم في «مستدركه» (3163)، والواحدي في «أسباب النزول» (ص/ 88) من طريق قيس بن أُنَيْف، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، به. وقيس بن أُنَيْف لم أعرفه.
وذَكَره السيوطي في «الدر المنثور» (2/ 58) من طريق جعفر عن أبيه مرسلًا.
(2)
في إسناده ضعيف: أخرجه ابن خُزيمة (2446) وابن حِبان (3288)، والحاكم في «مستدركه» (1522) من طريق عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به.
وحديث الدراوردي عن عبيد الله بن عمر منكر. وفي رواية بعطف عبد الله بن عمر الضعيف على أخيه عُبيد الله.
ربيع الآخر 1443 - 17/ 11/ 2021 م: الأثر صحيح سنده.
سورة آل عمران
• سبب نزول قوله تعالى: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ} [آل عمران: 152]
أخرج أحمد رقم (37938): حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النِّسَاءَ كُنَّ يَوْمَ أُحُدٍ خَلْفَ الْمُسْلِمِينَ، يُجْهِزْنَ عَلَى جَرْحَى الْمُشْرِكِينَ
(1)
، فَلَوْ حَلَفْتُ يَوْمَئِذٍ لَرَجَوْتُ أَنْ أَبَرَّ، أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا يُرِيدُ الدُّنْيَا، حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ:{مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ} [آل عمران: 152]
الشَّعْبي لم يَسمع من ابن مسعود. ورواية حماد بن سَلَمة عن عطاء مُختلَف فيها.
وأخرجه ابن أبي حاتم وغيره من طريق أسباط، عن السُّدي، عن عبد خير، عن ابن مسعود.
ورواه الطبري مقطوعًا على السُّدي.
ورُوِيَ عن ابن جُرَيْج والضحاك، عن ابن مسعود.
(1)
أَجْهَزَ: أثْبَتَ قَتْلَهُ، وأَسْرَعَهُ، وتَمَّمَ عليه. انظر «القاموس المحيط» (ص: 507).
• الخلاصة: كَتَب شيخنا مع الباحث/ الشيخ حسان بن عبد الرحيم
(1)
: يصح للشواهد ومنها الآية.
• قوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128]
أخرج البخاري رقم (4559): حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنَ الفَجْرِ، يَقُولُ:«اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا» بَعْدَ مَا يَقُولُ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ» ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128] إِلَى قَوْلِهِ {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128].
(1)
من أصول صعيد مصر، بمحافظة سوهاج، مدينة طهطا. ولد بالمحلة الكبري بتاريخ 25/ 1/ 1971 م.
نزيل منية سمنود، بتاريخ (1997 م) حاصل على الإجازة في معهد القراءات، ومعهد إعداد الدعاة بالأوقاف المصرية، ومعهد المخطوطات «تحقيق التراث» والدكتوراه في «السُّنة النبوية وعلومها» بالجامعة الإسلامية بولاية منيسوتا - الأمريكية.
له من الكتب التي قَدَّم لها شيخنا:
1 -
«الجامع المسند في فضائل السور والآيات» ط/ دار العالمية.
2 -
«حُكْم الصلاة في المقابر والمساجد التي بها قبور» ط/ العالمية.
3 -
«كتاب الورع الكبير» تحت الطبع.
4 -
«الجامع لأحكام فقه القراءة في الصلاة» تحت الطبع.
«أحكام القرآن» لابن العربي ما زال في عرضه على شيخنا، حفظهما الله.
مشاركة في تحقيق «بداية المجتهد» و «زاد المَسِير» و «فقه السُّنة» .
أجيز بالقراءات السبع من الشيخ د. خالد حسن الشرقاوي.
• الخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ عاطف بن رشدي
(1)
بتاريخ الأربعاء (26/ 5/ 2021 م) إلى صحة اللعن وسبب النزول، وإن كانا ليسا موجودَين في أكثر الطرق.
(1)
وُلد بالمحلة الكبرى، بتاريخ (17/ 12/ 1991 م) حاصل على بكاليورس خدمة اجتماعية. يَعرض أحاديث متفرقة.
• قال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} [آل عمران: 169].
1 -
قال الإمام الترمذي في «سُننه» رقم (3010): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِي:«يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا؟!» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتُشْهِدَ أَبِي، وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا! قَالَ:«أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ؟» قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا. فَقَالَ: يَا عَبْدِي، تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ. قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً. قَالَ الرَّبُّ عز وجل: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ» قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} [آل عمران: 169].
مداره على موسى بن إبراهيم بن كَثيرٍ الأنصاري، وعنه جماعة:
1 -
يحيى بن حبيب كما هنا، وأخرجه أيضًا ابن ماجه (190)، وابن خُزيمة في «التوحيد» (2/ 890) وابن حِبان (7022) وغيرهم، به.
2 -
إبراهيم بن المنذر الحِزامي، أخرجه ابن ماجه (2800) وابن أبي عاصم في «السُّنة» (602) وغيرهم.
3 -
عبدة بن عبد الله الخُزاعي، أخرجه الحاكم (4914) وغيره.
4 -
علي بن المديني، أخرجه الدارمي في «الرد على الجهمية» (115) وغيره.
5 -
دُحَيْم الدمشقي، كما عند ابن الأعرابي في «معجمه» رقم (133).
وموسى بن إبراهيم بن كَثير مُختلَف فيه، وأرى تحسين خبره لِما يلي:
1 -
روى عنه جمع من الثقات، منهم: ابن المَديني ودُحيم.
2 -
وثقه ابن عبد البر في «الاستيعاب» (3/ 956): وذَكَره ابن حِبان في «الثقات» وقال: كان ممن يخطئ. وأَخْرَج له هذا الخبر في «صحيحه» .
3 -
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، ولا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم.
بينما قال الشيخ مُقْبِل: وهو يدور على موسى بن إبراهيم بن كَثير، وهو مستور الحال، لكن الحديث له شواهد، فيُحَسَّن كما قال الترمذي رحمه الله.
وطلحة بن خِرَاش الأنصاري السُّلَمي روى عنه ثلاثة، وقال النَّسَائي: صالح. وقال ابن حِبان في «مشاهير علماء الأمصار» (ص: 126): من جلة أهل المدينة، ممن كان يُغْرِب عن جابر بن عبد الله. وقال ابن عبد البر: ثقة. وقال الأزدي: لطلحة مناكير عن جابر. وضَعَّف البوصيري إسناده واعتَمد كلام الأزدي.
وتابع طلحةَ بن خِرَاش عِيَاضُ بن عبد الله: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا أُخْبِرُكَ؟» قُلْتُ: بَلَى. فَقَالَ: «إِنَّ أَبَاكَ عُرِضَ عَلَى رَبِّهِ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ سِتْرٌ، فَقَالَ: سَلْ تُعْطَهْ» أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنة» (603) وفي سنده عنعنة الوليد بن مسلم، وأبو معاوية ضعيف جدًّا.
وتابع طلحةَ وعِيَاضًا ابنُ عَقيل عن جابر رضي الله عنه، لكن دون لفظ «كفاحًا» أخرجه أحمد (14881) وابن حُميد في «مسنده» (1039) وغيرهم، من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا جَابِرُ،
أَمَا
عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ عز وجل أَحْيَا أَبَاكَ، فَقَالَ لَهُ: تَمَنَّ عَلَيَّ! فَقَالَ: أُرَدُّ إِلَى الدُّنْيَا، فَأُقْتَلُ مَرَّةً أُخْرَى! فَقَالَ: إِنِّي قَضَيْتُ أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ».
وللخبر شاهد من حديث عائشة، أخرجه البيهقي في «الدلائل» (3/ 298) والحاكم (4911) وفي سنده فَيْض بن وَثِيق، كذاب، وأبو عمارة متروك.
• الخلاصة: كَتَب شيخنا مع الباحث/ حسن بن محمد بن حسن السويسي، بتاريخ الأربعاء (12) ذي القعدة (1442 هـ) الموافق (23/ 6/ 2021 م): إذا لم توجد لفظة (كفاحًا) في الطريقين، فهي ضعيفة
(1)
.
• تنبيه: حَسَّن الشيخ مقبل في «الصحيح المسند من أسباب النزول» (ص: 56) سبب نزول الآية من حديثَي ابن عباس وجابر هذا، حيث قال: وهو يدور على موسى بن إبراهيم بن كَثير، وهو مستور الحال، لكن الحديث له شواهد، فيُحسَّن كما قال الترمذي رحمه الله.
2 -
أخرج الإمام مسلم عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَأَلْنَا عَبْدَ اللهِ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169] قَالَ: أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:«أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلَاعَةً» ، فَقَالَ: " هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟ قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا، فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ
(1)
ثم عرضه الباحث/ د. إبراهيم يوسف بتاريخ 14/ جمادى الآخرة 1443 موافق 17/ 1/ 2022 م: إن أعله أحد بطلحة بن خراش لكونه يخطيء في جابر ويروي عنه مناكير فله وجهة.
لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا، قَالُوا: يَا رَبِّ، نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا ".
رواه الأعمش واختلف عنه في الإسناد واللفظ:
أما الإسناد فرواه جرير وأبو معاوية وأسباط بن محمد وعيسى بن يونس كما عند مسلم (1887) وغيره أربعتهم عنه عن عبد الله بن مرة عن مسروق به.
وتابعهم ابن عيينة كما عند الحميدي (120).
وخالفهم ابن إسحاق فقال عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق به وقال أبو زرعة وهذا وهم كما في «العلل» (4/ 704 - 705) لابن أبي حاتم.
وقال ابن عبد البر في «التمهيد» (11/ 63): وَالصَّوَابُ فِيهِ مَا قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَشُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الأَعْمَشِ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ.
وَذِكْرُ أَبِي الضُّحَى فِي هَذَا الإِسْنَادِ عِنْدِي خَطَأٌ. وَأَظُنُّ الْوَهْمَ فِيهِ مِنَ ابْنِ إِسْحَاقَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وأخرجه سعيد بن منصور في «سننه» (2894) ثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن أبي الضحى قال نزلت هذه الآية في قتلى أحد فذكره مقطوعًا.
وخالفهم جميعًا الثوري كما في «تفسيره» (ص/ 209 - 210) ومن طريقه عبد الرزاق في «مصنفه» (1/ 141) والطبراني في «المعجم الكبير» (9/ 209 - 210)
وتابعه شعبة بن الحجاج أخرجه الطيالسي في «مسنده» (289) وغيره فأوقفاه.
وأخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (78435) وغيره من طريق ليث عن أبي قبيس عن هزيل عن ابن مسعود قوله وليث ضعيف.
وقال البيهقي في «الأسماء والصفات» (2/ 214) عقب حديث ابن عباس رضي الله عنه: وَقَدْ ثَبَتَ مَعْنَى هَذَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مِنْ قَوْلِهِ.
وكلا الوجهين عن الأعمش ثابت فخمسة فيهم أبو معاوية بالرفع وشعبة وسفيان بالوقف وتابعهما هزيل على ضعف في السند.
وأما الاختلاف في اللفظ: ففي رواية شعبة: «حواصل طير خضر» وفي رواية الثوري وأبي معاوية في لفظ ابن ماجه: «كطير خضر» وفي رواية أسباط وهزيل وغيرهما: «أجواف طير» كما ساقها الإمام مسلم رحمه الله ولعل هذا الخلاف راجع للرواية بالمعنى. وانظر كلامًا مفيدًا في ذلك لابن عبد البر في «الاستذكار» (3/ 91).
وورد هذا المعنى مرفوعًا وموقوفًا من حديث ابن عباس {أما المرفوع فرواه ابن إسحاق واختلف عنه فرواه ابن إسحاق كما في «السيرة» لابن هشام (2/ 119) ومن طريقه ابن المبارك في «الجهاد» (62) وإبراهيم بن سعد الزهري كما عند أحمد (2384) ومحمد بن فضيل كما عند هناد في «الزهد» (155) ثلاثتهم وغيرهم عنه عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن ابن عباس {قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَمَّا أُصِيبَ إخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ، جَعَلَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرِ خُضْرٍ، تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ، وَتَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوِي إلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ، فِي ظِلِّ الْعَرْشِ، فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَشْرَبِهِمْ وَمَأْكَلِهِمْ، وَحُسْنَ مَقِيلِهِمْ، قَالُوا: يَا لَيْتَ إخْوَانَنَا يَعْلَمُونَ مَا صَنَعَ اللَّهُ بِنَا، لِئَلَّا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَادِ، وَلَا يَنْكُلُوا
عَنْ الْحَرْبِ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَأَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ: وَلا تَحْسَبَنَّ
…
» وصرح ابن إسحاق بالتحديث كما عند ابن هشام.
وخالفهم عبد الله بن إدريس فزاد سعيد بن المسيب بين أبي الزبير وابن عباس أخرجه أحمد (2384) وعبد بن حميد في «المنتخب» (678).
والوجهان ثابتان عن ابن إسحاق لكن أبا الزبير لم يسمع من ابن عباس قاله ابن عيينة.
وتابع ابن إسحاق على الوجه الأول عدي بن الفضل كما عند البزار في «مسنده» (4720).
وعلى الوجه الثاني - وهو إثبات الواسطة - الثوري عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير به.
ذكره ابن كثير في «تفسيره» (1/ 565) معلقًا عن الثوري وقال: وهذا أثبت.
وأخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (5/ 264): عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ تُحَوَّلُ فِي طَيْرٍ خُضْرٍ تُعَلَّقُ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ»
وكذا سعيد بن منصور في «سننه» (2/ 257).
وسعدان في «جزئه» (16) وفيه: «في حواصل طير» وإسناده صحيح موقوفًا.
وأخرجه ابن المبارك في «الجهاد» (61)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (19653) عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَيْسَرَةُ الأَشْجَعِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«جَنَّةُ الْمَأْوَى فِيهَا طَيْرٌ خُضْرٌ تَرْتَعِي فِيهَا أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ» وإسناده صحيح موقوفًا.
وأخرج مالك في «الموطأ» (643) عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَاهُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَيْرٌ يَعْلَقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَرْجِعَهُ اللهُ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ.
وتابعه جماعة على هذا اللفظ العام وإسناده صحيح.
سورة النساء
• قال ابن أبي حاتم في «تفسيره» (3/ 860) رقم (4761): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ، وَعَلَّانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمِصْرِيُّ، قَالَا: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - يَعْنِي دُحَيْمًا - ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ
(1)
، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:{ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} [النساء: 3] قَالَ: «أَلَّا تَجُورُوا»
(2)
.
خالف عمرَ بن محمد الجماعةُ - أبو أسامة، وعبدة بن سليمان، ووكيع، وابن جُريج، وأبو معاوية، وعلي بن مُسْهِر - فأَتَوْا بصدر الآية، وليس عندهم
تفسير اللفظة.
(1)
هذا الثقة، لكن أَوْرَدَ الخبر ابن عَدِيّ في «الضعفاء» رقم (11428) في ترجمة عمر بن محمد بن صهبان الأسلمي، وهو ضعيف، وذُكِر في ترجمته الأثر. وتابعه على ذلك ابن القيسراني في «ذخيرة الحُفاظ» (3638). وأول مَنْ نَسَبه لابن زيد العمري الثقة هو الطحاوي في «مشكله» (5730) ويُوافِق هذا ما في سند ابن أبي حاتم وابن حِبان (4029). وأما مَنْ اقتصر على (عمر بن محمد) فابن المنذر في «تفسيره» (1336) وأبو القاسم الهَمْداني في جزئه الأول من «فوائده» (106).
(2)
أخرجه ابن المنذر في «تفسيره» رقم (1336) عن حاتم بن يونس.
وأخرجه ابن حِبان (4029) من طريق ابن أسلم. وأخرجه الطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (5730) عن صالح بن عبد الرحمن. ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن إبراهيم دُحَيْم، به.
وتابع هشامًا الزُّهْريُّ، وعنه الجماعة - مَعْمَر، ويونس، وصالح، وشُعيب، وعُقَيْل، ويزيد، وعُبيد الله، وإسحاق بن يحيى - كلفظ الجماعة السابقين.
وتابعهم ابن إسحاق، كما عند البَزَّار (173) فزاد على الوقف:{ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} : ألا تَميلوا.
فتَبَيَّن صحة كلام ابن أبي حاتم، حيث قال في «تفسيره»: قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ خَطَأٌ، الصَّحِيحُ عَنْ عَائِشَةَ مَوْقُوفٌ.
وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
(1)
، وَعَائِشَةَ
(2)
، وَمُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالْحَسَنِ، وَأَبِي مَالِكٍ، وَأَبِي رَزِينٍ، وَالنَّخَعِيِّ، وَالشَّعْبِيِّ، وَالضَّحَّاكِ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَالسُّدِّيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، أَنَّهُمْ قَالُوا: أَلَّا تَمِيلُوا.
فائدة: (عمر بن محمد) اختُلف في نسبته وعدمها على ثلاثة أقوال:
الأول: نُسِب إلى ابن زيد، كما في سند ابن أبي حاتم، ونَصَّ عليه الطحاوي في «مشكله» (5730)، وابن حِبان (4029).
الثاني: نَسَبه إلى عمر بن محمد بن صَهْبَان الأسلمي - وهو ضعيف - ابنُ عَدِيّ في «الضعفاء» رقم (11428) مع ذكر الخبر. وتابعه على ذلك ابن القيسراني في «ذخيرة الحُفاظ» (3638).
(1)
في سنده علة على الأرجح في ترجيح طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن بيان بن بِشر، عن الشَّعْبي. أراه قال: عن ابن عباس. انظر «تفسير سعيد بن منصور» (558) على طريق هُرَيْم بن سفيان عن بيان عن الشَّعبي به تارة، وأخرى بإسقاط بيان.
(2)
أخرجها البزار (173) وفي سندها ابن إسحاق، وقد خالف الجماعةَ في زيادتها.
الثالث: دون نسبةٍ ابنُ المنذر في «تفسيره» (1336) وأبو القاسم الهَمْداني في جزئه الأول من «فوائده» (106).
أفاده الباحث/ أبو عائشة محمد بن جمال الجيزاوي
(1)
، بتاريخ السبت (5) رمضان (1442 هـ) المُوافِق (17/ 4/ 2021 م).
• الخلاصة: أن تفسير (أَلَّا تَجُوروا) لا يصح مرفوعًا. وأما موقوفًا ففي سنده ابن إسحاق، وخالف الجماعة عن الزُّهْري فزادها، ورواية الجماعة عن الزُّهْري في «الصحيحين» دون اللفظة، وكذا عن هشام دونها على الوقف.
وانتهى شيخنا مع الباحث/ إبراهيم بن عبد الرحمن، بتاريخ الأربعاء (11) شعبان (1442 هـ) المُوافِق (24/ 3/ 2021 م)
(2)
إلى ضعفه موقوفًا بتفسير (أَلَّا تَعولوا) مع تقديم كلام ابن أبي حاتم بالوقف على الإسناد الذي ظاهره الصحة، مع التوصية بدراسة تراجم السند.
فلما بحثتُ وقفتُ في ترجمة (محمد بن شُعيب بن شابور) على أنه كان إذا حَدَّث بالشيء من كتبه حَدَّثه صحيحًا.
• قلت (أبو أويس): ولم أَدْرِ حَدَّث من كتابه أو مِنْ حفظه.
وأما العَلَّامة الألباني في «الصحيحة» (7/ 675) فقال معقبًا على كلام أبي حاتم: كذا قال! ولم تطمئن النفس لهذه التخطئة؛ فإن رجال الإسناد كلهم ثقات، رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن إبراهيم - وهو أبو سعيد الدمشقي
(1)
وُلد بروض الفرج، محافظة القاهرة، بتاريخ (11/ 7/ 1984 م) ومقيم بصفط اللبن بمحافظة الجيزة.
(2)
ثم روجع بتاريخ (1) رمضان (1442 هـ) المُوافِق (13/ 4/ 2021 م).
الحافظ، المُلقَّب بـ (دُحَيْم) - قال الحافظ في «التقريب»: ثقة حافظ متقن. وغير محمد بن شُعيب - وهو ابن شابور الدمشقي - وهو ثقة اتفاقاً.
فأقول: إذا عَرَفْتَ حال هذا الإسناد ثقة وصحة، ودون علة ظاهرة تَقدح فيه، فمن الصعب جدًّا على مَنْ تَشَبَّع وتَفَقَّهَ بقواعد علم الحديث أن يَقبل توهينه بمجرد القول بخطأ رفعه؛ لأنه مُخالِف للمتفق عليه، أن الرفع زيادة يجب قَبولها من الثقة - كما هنا - ولو خالف ثقة مثله أوقفه لو وُجد، فكيف وهو مفقود؟! ولا سيما أن جمهور العلماء على تفسير الآية بما في هذا الحديث الصحيح، فهو مما يُؤكِّد صحته.
• فائدة: في «الكشف والبيان عن تفسير القرآن» (3/ 248) للثعلبي: قوله عز وجل: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} أن لا تميلوا. وأكثر المفسرين على هذا.
وقال الشافعي: أن لا تَكثر عيالكم. وما قال هذا أحد غيره. وإنما يقال: (أعال يُعِيل): إذا كَثُر عياله.
قال أبو حاتم: كان (الشافعي) أعلم بلغة العرب منا، ولعله لغة.
وفي «تفسير ابن كَثير» (1/ 557): والصحيح قول الجمهور {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} أي: ألا تَجوروا.
وفي «المبسوط» (5/ 217) للسرخسي: ذَكَرَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله تَعَالَى - فِي أَحْكَامِ الْقُرْآنِ أَنَّ مَعْنَاهُ: أَنْ لَا تَكْثُرَ عِيَالُكُمْ.
وَهَذَا مُخَالِفٌ لِقَوْلِ السَّلَفِ؛ فَالْمَنْقُولُ عَنْهُمْ: أَنْ لَا تَمِيلُوا.
وَمَعَ ذَلِكَ فَهُوَ خَطَأٌ مِنْ حَيْثُ اللُّغَةُ؛ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ الْمُرَادُ كَثْرَةَ الْعِيَالِ، لَكَانَ يَقُولُ:(أَنْ لَا تُعِيلُوا) يُقَالُ: (عَالَ) إذَا مَالَ، وَ (أَعَالَ) إذَا صَارَ مُعِيلًا.
وَمِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى كَذَلِكَ أَيْضًا غَلَطٌ، فَإِنَّهُ أَمَرَ بِالِاكْتِفَاءِ بِالْوَاحِدَةِ وَاِتِّخَاذِ مَا بَيَّنَّا مِنْ مِلْكِ الْيَمِينِ عِنْدَ هَذَا الْجَوْرِ، وَمَعْنَى كَثْرَةِ الْعِيَالِ وَوُجُوبِ النَّفَقَةِ يَحْصُلُ فِي مِلْكِ الْيَمِينِ، كَمَا يَحْصُلُ فِي مِلْكِ النِّكَاحِ، وَإِنَّمَا يَنْعَدِمُ فِي مِلْكِ الْيَمِينِ اسْتِحْقَاقُ التَّسْوِيَةِ فِي الْقِسْمَةِ.
• فائدة: هذا يَصلح مثالًا لما صح إسناده، وقُدم فيه أقوال أهل العلل.
قال الإمام البخاري في «صحيحه» رقم (4596): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ المُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ وَغَيْرُهُ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو الأَسْوَدِ، قَالَ: قُطِعَ عَلَى أَهْلِ المَدِينَةِ بَعْثٌ، فَاكْتُتِبْتُ فِيهِ، فَلَقِيتُ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَنَهَانِي عَنْ ذَلِكَ أَشَدَّ النَّهْيِ، ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ نَاسًا مِنَ المُسْلِمِينَ كَانُوا مَعَ المُشْرِكِينَ، يُكَثِّرُونَ سَوَادَ المُشْرِكِينَ، عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَأْتِي السَّهْمُ فَيُرْمَى بِهِ فَيُصِيبُ أَحَدَهُمْ، فَيَقْتُلُهُ - أَوْ: يُضْرَبُ فَيُقْتَلُ -. فَأَنْزَلَ اللهُ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} [النساء: 97] الآيَةَ.
رَوَاهُ اللَّيْثُ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ.
وقال (7085): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ وَغَيْرُهُ قَال: حَدَّثَنَا أَبُو الأَسْوَدِ، وَقَالَ اللَّيْثُ: عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، قَالَ: قُطِعَ عَلَى أَهْلِ المَدِينَةِ بَعْثٌ، فَاكْتُتِبْتُ فِيهِ، فَلَقِيتُ عِكْرِمَةَ، فَأَخْبَرْتُهُ فَنَهَانِي أَشَدَّ النَّهْيِ، ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ أُنَاسًا مِنَ المُسْلِمِينَ كَانُوا مَعَ المُشْرِكِينَ، يُكَثِّرُونَ سَوَادَ المُشْرِكِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَأْتِي السَّهْمُ فَيُرْمَى فَيُصِيبُ أَحَدَهُمْ فَيَقْتُلُهُ، أَوْ يَضْرِبُهُ فَيَقْتُلُهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} [النساء: 97].
• الخلاصة: انتهى شيخنا إلى صحة ما أخرجه البخاري، مع الباحث/ أحمد بن عبده.
• قال تعالى: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ} [النساء: 11]{مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ} [النساء: 12].
نقل الإمام الشافعي الإجماع على أن الدين مقدم على الميراث وعلى الوصية فقال في «الأم» (4/ 106): فِي قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {أَوْ دَيْنٍ} ثُمَّ إجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ لَا وَصِيَّةَ وَلَا مِيرَاثَ إلَّا بَعْدَ الدَّيْنِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ كُلَّ دَيْنٍ فِي صِحَّةٍ كَانَ أَوْ فِي مَرَضٍ بِإِقْرَارٍ، أَوْ بَيِّنَةٍ، أَوْ أَيَّ وَجْهٍ مَا كَانَ سَوَاءٌ؛ لِأَنَّ اللَّهَ عز وجل لَمْ يَخُصَّ دَيْنًا دُونَ دَيْنٍ.
وكذلك نقله الطبري في «تفسيره» (6/ 469) وابن حزم في «مراتب الإجماع» (ص: 110) وابن عبد البر في «الاستذكار» (23/ 388) وانظر «فتح الباري» (6/ 697) و «تفسير ابن كثير» (2/ 228).
ومن مستند الإجماع حديث عَلِيٍّ رضي الله عنه «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَى بِالدَّيْنِ قَبْلَ الوَصِيَّةِ» ، وَأَنْتُمْ تَقْرَءُونَ الوَصِيَّةَ قَبْلَ الدَّيْنِ.
أخرجه الترمذي (2095) وغيره وفي سنده الحارث الأعور ضعيف.
وله طريق آخر عند الدارقطني في «سننه» (4152) و في سنده يحيى بن أبي أنيسة ضعفه البيهقي وكذلك رواية ابن وهب عن سعيد بن شبيب فيها ضعف.
2 -
وقال الشافعي في «الأم» (4/ 106): أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قِيلَ: لَهُ كَيْفَ تَأْمُرُنَا بِالْعُمْرَةِ قَبْلَ الْحَجِّ وَاَللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196] فَقَالَ: كَيْفَ تَقْرَءُونَ الدَّيْنَ قَبْلَ الْوَصِيَّةِ، أَوْ الْوَصِيَّةَ قَبْلَ الدَّيْنِ؟ فَقَالُوا الْوَصِيَّةُ قَبْلَ الدَّيْنِ قَالَ: فَبِأَيِّهِمَا تَبْدَءُونَ؟ قَالُوا بِالدَّيْنِ قَالَ: فَهُوَ ذَاكَ. (وإسناده صحيح).
• فائدة: الحكم من تقديم الوصية على الدين:
1 -
الاهتمام بالوصية ولكونها تؤخذ بغير عوض ففيها مشقة على الوارث بخلاف الدين.
2 -
كون لفظ الوصية أخف من الدين.
3 -
كون الوصية حق فقير ومسكين غالبا وهم ضعفاء والدين حظ غريم يطلبه بقوة.
4 -
كون الوصية تطوع والدين فرض عليه.
5 -
كثرة وجود الوصية ووقوعها بخلاف الدين فقد يوجد وقد لا يوجد.
وانظر مزيدا من التعليلات في «فتح الباري» (6/ 697) لابن حجر. و «أحكام القرآن» (1/ 445) لابن العربي.
أفاده الباحث/ عبده بن غانم.
تفسير النقير
• قال تعالى: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا} [النساء: 53].
وقال جل ذكره: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا} [النساء: 124].
عن ابن عباس قال: النَّقير الذي في ظهر النواة
(1)
.
عن السُّدي قوله: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا} ، يقول: لو كان لهم نصيب من المُلك، إذًا لم يُؤْتُوا محمدًا نَقيرًا، و» النقير»: النكتة التي في وَسَط النواة
(2)
.
عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا أَتَوْا نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، جَعَلَنَا اللهُ فِدَاءَكَ، مَاذَا يَصْلُحُ لَنَا مِنَ الْأَشْرِبَةِ؟ فَقَالَ:«لَا تَشْرَبُوا فِي النَّقِيرِ»
(1)
حسن بطريقيه: أخرجه الطبري رقم (9798، 9799) من طريق قابوس بن أبي ظَبْيَان، عن أبيه، عن ابن عباس، به.
وهذا الطريق فيه ضعف يُجْبَر بطريق علي بن أبي طلحة. أخرجه الطبريوابن أبي حاتم في «تفسيره» (5463).
وخالفهما عكرمة لكن في السند إليه خُصيف بن عبد الرحمن، ضعيف، ولفظه:«النقير» نقيرُ النواة: وَسَطها. وتوبع من سلسلة العوفيين.
وهذه الطرق الأربعة فيها ضعف، لكن يُقَوِّي بعضها بعضًا.
(2)
إسناده حسن: أخرجه الطبري في «تفسيره» (9802): حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن مُفضَّل قال: حدثنا أسباط، عن السُّدّيّ، به.
قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، جَعَلَنَا اللهُ فِدَاءَكَ، أَوَ تَدْرِي مَا النَّقِيرُ؟ قَالَ:«نَعَمْ، الْجِذْعُ يُنْقَرُ وَسَطُهُ، وَلَا فِي الدُّبَّاءِ، وَلَا فِي الْحَنْتَمَةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالْمُوكَى»
(1)
.
وعن زاذان قال: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: حَدِّثْنِي بِمَا نَهَى عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْأَشْرِبَةِ بِلُغَتِكَ، وَفَسِّرْهُ لِي بِلُغَتِنَا؛ فَإِنَّ لَكُمْ لُغَةً سِوَى لُغَتِنَا. فَقَالَ:«نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْحَنْتَمِ وَهِيَ الْجَرَّةُ، وَعَنِ الدُّبَّاءِ وَهِيَ الْقَرْعَةُ، وَعَنِ الْمُزَفَّتِ وَهُوَ الْمُقَيَّرُ، وَعَنِ النَّقِيرِ وَهِيَ النَّخْلَةُ تُنْسَحُ نَسْحًا وَتُنْقَرُ نَقْرًا، وَأَمَرَ أَنْ يُنْتَبَذَ فِي الْأَسْقِيَةِ»
(2)
.
(1)
أخرجه مسلم (18).
وأخرجه البخاري رقم (87) ومسلم (17) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، في قصة وفد عبد القيس، وفيه:«وَنَهَاهُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالْمُزَفَّتِ - قَالَ شُعْبَةُ: وَرُبَّمَا قَالَ: النَّقِيرِقَالَ شُعْبَةُ: وَرُبَّمَا قَالَ: الْمُقَيَّرِ، وَقَالَ: «احْفَظُوهُ، وَأَخْبِرُوا بِهِ مَنْ وَرَاءَكُمْ» .
(2)
أخرجه مسلم (1997).
• قال تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا} [النساء: 128].
اختلف في سبب نزول الآية على أنحاء:
أولا: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها روايتان:
الأولى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} [النساء: 128] الْآيَةَ، قَالَتْ:" أُنْزِلَتْ فِي الْمَرْأَةِ تَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ، فَتَطُولُ صُحْبَتُهَا، فَيُرِيدُ طَلَاقَهَا، فَتَقُولُ: لَا تُطَلِّقْنِي، وَأَمْسِكْنِي، وَأَنْتَ فِي حِلٍّ مِنِّي، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ"
(1)
.
الثانية: قَالَتْ عَائِشَةُ: «يَا ابْنَ أُخْتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يُفَضِّلُ بَعْضَنَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْقَسْمِ، مِنْ مُكْثِهِ عِنْدَنَا، وَكَانَ قَلَّ يَوْمٌ إِلَّا وَهُوَ يَطُوفُ عَلَيْنَا جَمِيعًا،
(1)
صحيح: رواه هشام بن عروة واختلف عنه في لفظه: فأخرجه البخاري (2318) من طريق عبد الله هو ابن المبارك. وأيضًا (2548) من طريق سفيان. وأيضًا (4910) من طريق أبي معاوية.
ومسلم (3021) من طريقي عبدة بن سليمان وأبي أسامة حماد بن أسامة.
وابن ماجه (1974) من طريق عمرو بن علي ستتهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها بهذا المتن دون التنصيص على سودة رضي الله عنها.
وخالفهم عبد الرحمن بن أبي الزناد بالمتن رقم 2 وفيه ذكر سودة رضي الله عنها أخرجه سعيد بن منصور في سننه (702) وأبو داود (2135) والبيهقي في «السنن الكبير» (7/ 118) من طرق عن عبد الرحمن به. وهو ضعيف.
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ إِلَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَاد.
وقال الحاكم: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ» .
فَيَدْنُو مِنْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ غَيْرِ مَسِيسٍ، حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى الَّتِي هُوَ يَوْمُهَا فَيَبِيتَ عِنْدَهَا» وَلَقَدْ قَالَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ: حِينَ أَسَنَّتْ وَفَرِقَتْ أَنْ يُفَارِقَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَوْمِي لِعَائِشَةَ، فَقَبِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهَا، قَالَتْ: نَقُولُ فِي ذَلِكَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى وَفِي أَشْبَاهِهَا أُرَاهُ قَالَ: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} [النساء: 128]
(1)
ثانيًا: روايتان عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ {:
الأولى: قَالَ: " خَشِيَتْ سَوْدَةُ أَنْ يُطَلِّقَهَا، رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تُطَلِّقْنِي، وَأَمْسِكْنِي، وَاجْعَلْ يَوْمِي لِعَائِشَةَ فَفَعَلَ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} [النساء: 128] الْآيَةَ، قَالَ: فَمَا اصْطَلَحَا عَلَيْهِ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ جَائِزٌ "
(2)
.
الثانية: روى سعيد بن جبير عن ابن عباس أن الآية نزلت في ابن أبي السائب كانت له زوجة وله منها أولاد وكانت شيخة فهم بطلاقها، فقالت لا
تطلقني ودعني أشتغل بمصالح أولادي وأقسم في كل شهر ليالي قليلة، فقال الزوج: إن كان الأمر كذلك فهو أصلح لي
(3)
.
(1)
انظر تفصيل القول فيما سبق من «سلسلة الفوائد» (4/ 113).
(2)
ضعيف: أخرجه الطيالسي (2805)، والطبري (7/ 560)، وابن أبي حاتم (6036) عن سليمان بن معاذ عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه به.
ورواية سماك عن عكرمة مضطربة. وسليمان بن معاذ مختلف فيه والأقرب أنه ضعيف.
(3)
ذكره الرازي وغيره في تفسير الآية ولم أقف عليه.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ رَافِعَ بْنَ خَدِيج تَزَوَّجَ ابْنَةَ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَة، فَأَرَادَ أَنْ يُطَلِّقَها، فَقَالَتْ: لَا تُطَلِّقْنِي، وأمْسِكْني، واقْسِمْ لِي مَا بَدَا لَكَ أَنْ تُقْسِمَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل:{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا} ، فجَرَت السُّنَّةُ بِأَنَّ الرَّجُلَ إِذَا كَانَتْ عِنْدَهُ امْرَأَةٌ فَكَبُرَتْ، وَكَرِهَهَا، فَأَرَادَ أَنْ يُطَلِّقَهَا، فَصَالَحَتْهُ عَلَى صُلْحٍ، فَلَهُ أَنْ يُمْسِكَهَا وَيَقْسِمَ لها ما شاء
(1)
.
(1)
سبب نزول الآية مرسل: أخرجه سعيد بن منصور (701) والبيهقي في «السنن الكبير» (7/ 495) عن ابن عيينة عن الزهري عن ابن المسيب به مرسلا.
وتابعه ابن عيينة معمر كما عند عبد الرزاق في «مصنفه» رقم (10653) - عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، أَنَّ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ، كَانَ تَحْتَهُ امْرَأَةٌ قَدْ خَلَا مِنْ سِنِّهَا، فَتَزَوَّجَ عَلَيْهَا شَابَّةً، وَآثَرَ الْبِكْرَ عَلَيْهَا، فَأَبَتِ امْرَأَتُهُ الْأُولَى أَنْ تَقِرَّ عَلَى ذَلِكَ، فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً حَتَّى إِذَا بَقِيَ مِنْ أَجَلِهَا يَسِيرٌ قَالَ:«إِنْ شِئْتِ رَاجَعْتُكِ، وَصَبَرْتِ عَلَى الْأَثَرَةِ، وَإِنْ شِئْتِ تَرَكْتُكِ حَتَّى يَخْلُوَ أَجَلُكِ» ، فَقَالَتْ: بَلْ رَاجِعْنِي وَأَصْبِرُ عَلَى الْأَثَرَةِ، فَرَاجَعَهَا، وَآثَرَ عَلَيْهَا فَلَمْ تَصْبِرْ عَلَى الْأَثَرَةِ، فَطَلَّقَهَا أُخْرَى، وَآثَرَ عَلَيْهَا الشَّابَّةَ قَالَ:" فَذَلِكَ الصُّلْحُ الَّذِي بَلَغَنَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} [النساء: 128] ".
وتابعهما شعيب كما عند البيهقي في «السنن الكبير» (14731).
وخالفهم مالك في «موطأه» فأسقط الواسطة بين الزهري ورافع وقال الحافظ المزي: ولم يسمع من رافع.
والخلاصة: أن الإرسال هو الصحيح في هذا الخبر ومالك معروف بشدة الاحتياط فهذا مما يقدم رواية غيره عليه والله أعلم.
وانتهى شيخنا مع الباحث/ مالك بن علي بتاريخ 14 ربيع أول 1443 موافق 20/ 10/ 2021 م إلى صحة الإرسال مع طلب مزيد بحث.
سورة المائدة
سبب نزول آية التيمم
• قال البخاري رقم (334): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ - أَوْ: بِذَاتِ الجَيْشِ - انْقَطَعَ عِقْدٌ لِي، فَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى التِمَاسِهِ، وَأَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ.
فَأَتَى النَّاسُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَقَالُوا: أَلَا تَرَى مَا صَنَعَتْ عَائِشَةُ؟! أَقَامَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسِ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ!
فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى فَخِذِي قَدْ نَامَ، فَقَالَ: حَبَسْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسَ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ؟!
فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَعَاتَبَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، وَجَعَلَ يَطْعُنُنِي بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي، فَلَا يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إِلَّا مَكَانُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فَخِذِي.
فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَصْبَحَ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ فَتَيَمَّمُوا! فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ الحُضَيْرِ: مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ! قَالَتْ: فَبَعَثْنَا البَعِيرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ، فَأَصَبْنَا العِقْدَ تَحْتَهُ.
وتابع عبدَ الله بن يوسف قتيبةُ كما عند البخاري (3672) وإسماعيل بن أبي أويس كما عند البخاري (4844).
وخالف مالكًا في تقييد الآية بآية المائدة عمرو بن الحارث، أخرجه البخاري (4608): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ القَاسِمِ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: سَقَطَتْ قِلَادَةٌ لِي بِالْبَيْدَاءِ وَنَحْنُ دَاخِلُونَ المَدِينَةَ، فَأَنَاخَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَنَزَلَ فَثَنَى رَأْسَهُ فِي حَجْرِي رَاقِدًا، أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَكَزَنِي لَكْزَةً شَدِيدَةً، وَقَالَ: حَبَسْتِ النَّاسَ فِي قِلَادَةٍ! فَبِي المَوْتُ لِمَكَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ أَوْجَعَنِي، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَيْقَظَ وَحَضَرَتِ الصُّبْحُ، فَالْتُمِسَ المَاءُ فَلَمْ يُوجَدْ. فَنَزَلَتْ:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} الآيَةَ. فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: لَقَدْ بَارَكَ اللَّهُ لِلنَّاسِ فِيكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ، مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَرَكَةٌ لَهُمْ.
والأرجح رواية مالك لأمور:
1 -
عمرو بن الحارث ليس في قوة مالك، وقد ذَكَر أحمد أن له مناكير، فضلًا عن السند إليه، ففيه يحيى بن سليمان، فيه كلام.
2 -
قد تابع القاسمَ بن محمد عروةُ بن الزبير، أخرجه البخاري (336) ومسلم (773).
3 -
وتابعهما بنحوه عَبَّاد بن عبد الله بن الزبير، أخرجه أحمد (26341): حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِتُرْبَانَ - بَلَدٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ بَرِيدٌ وَأَمْيَالٌ، وَهُوَ بَلَدٌ لَا مَاءَ بِهِ - وَذَلِكَ مِنَ السَّحَرِ، انْسَلَّتْ قِلَادَةٌ لِي مِنْ عُنُقِي، فَوَقَعَتْ، فَحُبِسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِالْتِمَاسِهَا حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، وَلَيْسَ مَعَ الْقَوْمِ مَاءٌ.
قَالَتْ: فَلَقِيتُ مِنْ أَبِي مَا اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ مِنَ التَّعْنِيفِ وَالتَّأْفِيفِ، وَقَالَ: فِي كُلِّ سَفَرٍ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْكِ عَنَاءٌ وَبَلَاءٌ؟!
قَالَتْ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ الرُّخْصَةَ بِالتَّيَمُّمِ. قَالَتْ: فَتَيَمَّمَ الْقَوْمُ وَصَلَّوْا.
قَالَتْ: يَقُولُ أَبِي حِينَ جَاءَ مِنَ اللَّهِ مَا جَاءَ مِنَ الرُّخْصَةِ لِلْمُسْلِمِينَ: وَاللَّهِ، مَا عَلِمْتُ يَا بُنَيَّةُ إِنَّكِ لَمُبَارَكَةٌ، مَاذَا جَعَلَ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ فِي حَبْسِكِ إِيَّاهُمْ مِنَ الْبَرَكَةِ وَالْيُسْرِ؟
قال ابن حجر في «فتح الباري» (1/ 434): إطلاق آية التيمم على هذا من تسمية الكل باسم البعض، لكن رواية عمرو بن الحارث التي قدمنا أن المُصنِّف أخرجها في التفسير - تدل على أن الآية نزلت جميعًا في هذه القصة، فالظاهر ما قاله ابن عبد البر.
قوله: «فأَنْزَل الله آية التيمم» قال ابن العربي: هذه معضلة ما وَجدتُ لدائها من دواء؛ لأنا لا نَعلم أي الآيتين عَنَتْ عائشة.
قال ابن بطال: هي آية النساء أو آية المائدة.
وقال القرطبي: هي آية النساء. ووَجَّهه بأن آية المائدة تسمى آية الوضوء، وآية النساء لا ذِكر فيها للوضوء، فيتجه تخصيصها بآية التيمم.
وأورد الواحدي في «أسباب النزول» هذا الحديث عند ذكر آية النساء أيضًا.
وخَفِيَ على الجميع ما ظهر للبخاري من أن المراد بها آية المائدة، بغير تردد؛ لرواية عمرو بن الحارث، إذ صَرَّح فيها بقوله: فنزلت {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} الآية.
• الخلاصة: الأكثرون على الإطلاق وهي للتفسير. أفاده الباحث/ علاء -حفظه الله -.
عن ابن عباس في قطاع الطريق إذا قتلوا وأخذوا المال، قتلوا وصلبوا
(1)
وإذا قتلوا ولم يأخذوا المال، قتلوا ولم يصلبوا وإذا أخذوا المال ولم يقتلوا، قطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف وإذا هربوا طلبوا حتى يوجدوا فتقام عليهم الحدود وإذا أخافوا السبيل ولم يأخذوا مالا نفوا من الأرض.
أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» رقم (18544): عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي الْمُحَارِبِ: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ} [المائدة: 33]«إذَا عَدَا فَقَطَعَ الطَّرِيقَ فَقَتَلَ وَأَخَذَ الْمَالَ صُلِبَ، وَإِنْ قَتَلَ وَلَمْ يَأْخُذْ مَالًا قُتِلَ، وَإِنْ أَخَذَ الْمَالَ وَلَمْ يَقْتُلْ قُطِعَ مِنْ خِلَافٍ، فَإِنْ هَرَبَ وَأَعْجَزَهَمْ فَذَلِكَ نَفْيُهُ» . وإبراهيم هو ابن طَهْمَان، ثقة يُغْرِب. وداود هو ابن أبي هند، ثقة.
وأخرجه الشافعي في «الأم» (7/ 384) عن إبراهيم بن محمد عن صالح مولى التوأمة، عن ابن عباس، نحوه. وإبراهيم هو ابن محمد بن أبي يحيى الأسلمي،
(1)
في رواية عطية العَوْفي عند ابن أبي شيبة في «مصنفه» (6/ 445): «إِذَا حَارَبَ الرَّجُلُ وَقَتَلَ وَأَخَذَ الْمَالَ، قُطِعَتْ يَدُهُ وَرِجْلُهُ مِنْ خِلَافٍ وَصُلِبَ
…
».
وثقه الشافعي واحتج به، وقال مالك وابن مَعِين: ليس بثقة. وقال الدارقطني: متروك.
وأخرجه ابن أبي شيبة في «المُصنَّف» (32791) والطبري، والبيهقي في «السنن الكبير» (8/ 283) من طريق محمد بن سعد بسلسلة العوفيين.
وأخرجه الخرائطي في «مكارم الأخلاق» (1079) من طريق الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس، ولم يَسمع منه، وخالف غيرَه فرَفَعه.
أخرجه القاسم بن سَلَّام في «الناسخ والمنسوخ» (258) من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، أن الإمام بالخيار بين القتل والصَّلْب والنفي والقطع.
الخلاصة: الخبر يصح لديَّ بمجموع طرقه. بينما كَتَب شيخنا معي بتاريخ (5 رمضان 1441 هـ) المُوافِق (28/ 4/ 2020 م) في مراجعة هذا الخبر: كل طرقه ضعيفة.
• فائدة: قال الإمام الشافعي عن هذا الأثر: وَبِهَذَا نَقُولُ، وَهُوَ مُوَافِقٌ مَعْنَى كِتَابِ اللَّهِ تبارك وتعالى؛ وَذَلِكَ أَنَّ الْحُدُودَ إِنَّمَا نَزَلَتْ فِيمَنْ أَسْلَمَ. فَأَمَّا أَهْلُ الشِّرْكِ فَلَا حُدُودَ فِيهِمْ إِلَّا الْقَتْلُ أَوِ السِّبَاءُ وَالْجِزْيَةُ، وَاخْتِلَافُ حُدُودِهِمْ بِاخْتِلَافِ أَفْعَالِهِمْ، عَلَى مَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ {إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى:{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ} [المائدة: 34] فَمَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُقْدَرَ عَلَيْهِ، سَقَطَ حَقُّ اللَّهِ عَنْهُ وَأُخِذَ بِحُقُوقِ بَنِي آدَمَ.
قال القرطبي في «تفسيره» (6/ 154): لا خلاف في أن الحِرابة يُقتَل فيها مَنْ قَتَل وإن لم يكن المقتول مُكافِئًا للقاتل.
وللشافعي قولان:
أحدهما: أنها تُعتبَر المكافأة لأنه قَتْل، فاعتُبِر فيه المكافأة كالقِصاص.
وهذا ضعيف؛ لأن القتل هنا ليس على مجرد القتل، وإنما هو على الفساد العام من التخويف وسلب المال، قال الله تعالى:{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا} .
فأَمَر تعالى بإقامة الحدود على المُحارِب إذا جَمَع شيئين: محاربة وسعيًا في الأرض بالفساد. ولم يَخص شريفًا من وضيع، ولا رفيعًا من دنيء.
• قال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44].
قال عبد الرزاق في «مُصنَّفه»
(1)
(713): عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] قَالَ: «هِيَ كُفْرٌ» قَالَ ابْنُ طَاوُسٍ: «وَلَيْسَ كَمَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ» .
وخالف عبدَ الرزاق سفيانُ الثوري، فنَسَب التفسير كله لابن عباس {، أخرجه الطبري في «تفسيره»: حَدَّثَنَا هَنَّادٌ قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] قَالَ: «هِيَ بِهِ كُفْرٌ، وَلَيْسَ كُفْرًا بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ»
(2)
.
(1)
وانظر الرواة عن عبد الرزاق في «تعظيم قدر الصلاة» (570) لابن نصر. و «السُّنة» (1420) للخَلَّال، وابن بطة في «الإبانة» (1009).
تنبيه: في «أخبار القضاة» (1/ 41) لوكيع بلفظ: «كفى به كفره» ونحوها في «تفسير ابن أبي حاتم» : «هي كبيرة» . ولعلهما تصحيف.
(2)
وتابع هنادًا وسفيانَ بن وكيع إسحاقُ بن رَاهَوَيْهِ، أخرجه ابن نصر في «تعظيم قدر الصلاة» (571، 572) وتابعهم محمد بن إسماعيل الحساني، أخرجه ابن بطة في «الإبانة» (1005)، والخَلَّال في «السُّنة» (1414) من طريق أحمد.
خمستهم عن وكيع. وتابعه حماد بن أسامة كما عند الطبري، والفريابي كما عند الطحاوي في «شرح المشكل» (854).
وتابعهم أبو حذيفة - موسى بن مسعود - لكن أسقط مَعْمَرًا، أخرجه الطحاوي في «شرح المشكل» (854) وروايتهم أصح. وإسناد الثوري صحيح.
وكلا الإسنادين صحيح عن مَعْمَر، لكن أيهما - عبد الرزاق أو الثوري - أرجح في مَعْمَر للخلاف الواقع في المتن؟
الذي يَظهر لي ترجيح رواية عبد الرزاق، قال الإمام أحمد: إذا اختَلف أصحاب مَعْمَر فالحديث لعبد الرزاق. وقال يعقوب بن شيبة: عبد الرزاق متثبت في مَعْمَر، جيد الإتقان. انظر:«شرح علل الترمذي» لابن رجب الحنبلي (2/ 706).
ومما يؤيد ذلك أن عبد الرزاق روى عن معمر آلاف الروايات في الكتب التسعة ومصنفه
(1)
بخلاف الثوري فمُقِل جدًّا عنه
(2)
فالبخاري أخرج له رواية
(1)
قال ابن مَعِين: أكثر الناس في مَعْمَر عبد الرزاق. وقال الإمام ابن مَعِين وأحمد: قال عبد الرزاق: لزمتُ مَعْمَرًا ثماني سنين. «تاريخ ابن أبي خيثمة» (1227). وقال عبد الرزاق كما في «تاريخ الإسلام» (4/ 223): كتبتُ عن مَعْمَر عَشَرة آلاف.
موازنة بين مرويات عبد الرزاق والثوري عن مَعْمَر في كتب السُّنة:
أوجه المقارنة
…
[عبد الرزاق]
…
الثوري
عدد الروايات في البخاري
…
97
…
1 متابعة وهي حديث عائشة رضي الله عنه: الذي تولى كبره ابن أبي بن سلول.
عددها في مسلم
…
285
…
لا يوجد
عددها عند أبي داود
…
126
…
لا يوجد
الترمذي
…
87
…
1 حديث أنس رضي الله عنه طاف على نسائه في غسل واحد.
عند النَّسَائي في الصغرى
…
74
…
لا يوجد
وعند النَّسَائي في الكبرى
…
156
…
1 حديث أنس السابق عند الترمذي
عند ابن ماجه
…
45
…
1 حديث أنس السابق عند الترمذي
عند أحمد
…
819
…
1 حديث أنس السابق عند الترمذي
عند الدارمي
…
4
…
لا يوجد
في ((مُصنَّف عبد الرزاق))
…
7000
…
5 وروى معمر عن الثوري 6
في جميع الكتب حَسَب بَرنامَج جوامع الكلم
…
1938 حديثًا مرفوعًا دون مكرر
…
23 حديثا مرفوعا دون مكرر.
تنبيه: كثير منه لا يصح عن الثوري
حَسَب إحصاء برنامج خادم الحرمين
…
10846
…
59 بالمكرر.
() ولعل السبب كونهما أقرانًا، فمَعْمَر يَكبره بعام، وكَوْن الثوري سَمِع منه في حال المذاكرة،
(2)
حَدَث خطأ من مَعْمَر فانصرف من مجلس الثوري باليمن. انظر: «تاريخ ابن أبي خيثمة» (1205) و «سؤالات أبي داود» (245).
في المتابعات. وثَم رواية أخرى عند الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه، وهو مُتابَع فيها من وجوه.
- ورواه سفيان بن عيينة عن هشام بن حُجَيْر، عن طاوس، عن ابن عباس، واختلف عليه:
فرواه عنه سعيد بن منصور في «تفسيره» (749) والخَلَّال في «السُّنة» (1419) من طريق الإمام أحمد، وابنُ أبي حاتم في «تفسيره» (6434) من طريق محمد بن عبد الله، وابنُ نصر في «تعظيم قدر الصلاة» (569) من طريق محمد بن يحيى.
كلهم عن ابن عيينة بلفظ: عن ابن عباس - في قوله عز وجل: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} - قال: ليس بالكفر الذي تَذهبون إليه.
وعند الخَلَّال: قَالَ سُفْيَانُ: أَيْ: لَيْسَ كُفْرًا يَنْقُلُ عَنْ مِلَّةٍ، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} .
وخالفهم علي بن حرب فقال: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ {: إِنَّهُ لَيْسَ بِالْكُفْرِ الَّذِي يَذْهَبُونَ إِلَيْهِ، إِنَّهُ لَيْسَ كُفْرًا يَنْقُلُ عَنِ الْمِلَّةِ {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] كُفْرٌ دُونَ كُفْرٍ
(1)
. أخرجه الحاكم في «مستدركه» (3219) وعنه البيهقي في «السُّنن الكبير» (15854) ورواية الجماعة أرجح، لكن في سندها هشام بن حُجَيْر، ضعيف يُعتبَر به
(2)
.
(1)
تنبيه: ذِكر لفظة «كُفْر دون كُفْر» على شهرتها في نسبتها لابن عباس، إلا أنها لا تصح عنه بهذا اللفظ، إنما بالمعنى عنه وعن طلابه.
ولا تغتر بنقل السيوطي في «الدر المنثور» (3/ 87) وعزوه هذه الرواية لعدد من المصادر، بلفظ:(كُفْر دون كُفْر) فالتحرير يقتضي أن الحاكم تَفرَّد بها.
(2)
قال فيه أحمد: ليس بالقوي، ليس بذاك، ضعيف. وضَعَّفه جدًّا ابن مَعِين، وامتنع القطان من التحديث عنه ولم يَرْضَه، وقال: اضرب عليه.
وقال ابن عيينة: ليس بمكة أفقه منه. وقال ابن شُبْرُمة: ليس بمكة مثله. وعن ابن مَعِين في رواية: صالح. ووثقه ابن سعد وابن حِبان.
وله في البخاري (6720) ومسلم (1654) من طريق سفيان بن عيينة، عن هشام بن حُجَيْر، عن طاوس، أنه سَمِع أبا هريرة قال: قال سليمان بن داود عليهما السلام: «لأطوفن الليلة
…
» وثَم طرق أخرى فيها عن أبي هريرة.
وله في مسلم أيضًا (1246): قَصَّرْتُ من رسول الله عند المروة بمِشْقَص
…
وهو مُعَل كما سبق في «مرويات معاوية رضي الله عنه» للمؤلف.
ورواه سفيان الثوري تارة عن رجل عن طاوس عن ابن عباس قال: كُفْر لا يَنقُل عن الملة. وأخرى بإسقاط ابن عباس وهي الأرجح، وثالثة بتسمية المبهم بسعيد المكي
(1)
عن طاوس: ليس بكفر يَنقُل عن الملة.
وقد فَرَّق البخاري بينه وبين سعيد بن حسان المخزومي قاص مكة، وسعيد بن زياد الشيباني المكي.
ومما يُؤكِّد صنيع البخاري أن المخزومي وإن روى عنه الثوري، فلا يُعْرَف له رواية عن طاوس والشيباني. وإن روى عن طاوس فلا يُعْرَف للثوري رواية
عنه؛ لذا لم يتعقبه الخطيب في «موضح أوهام الجمع والتفريق»
(2)
.
• والخلاصة: أنني سألت شيخنا في مناقشته الباحثَين الكريمين: أحمد بن بكري ومحمد الجَمَّال هذا الأثر، فاختار رواية عبد الرزاق. وأن التفصيل في رواية عبد الرزاق تؤيده عمومات الشريعة. بتاريخ (21) شعبان (1441 هـ) الموافق (14/ 4/ 2020 م).
ثم عَرَض الباحث/ محمد الجَمَّال، بتاريخ (15) شعبان (1442 هـ) المُوافِق (28/ 3/ 2021 م) هذا الأثرَ مرة أخرى، فكَتَب شيخنا معه: إلى قول: (ليس بالكفر الذي تَذهبون إليه) من ناحية الدراية - مقبول لدينا. أما من ناحية
(1)
ووقع في «مسائل أبي داود» (ص 283): عن سعيد. وهو ابن حسان المكي. تحقيق ش. طارق بن عوض الله، فالظاهر أنه من بعض النساخ، وإلا فالنسخة الأصل التي كُتِبَتْ وسُمِعَتْ في حياة المؤلف ليس فيها هذا الإدراج.
(2)
انتهى مختصرًا من الباحث أحمد بكري، بتاريخ (21) شعبان (1441 هـ) المُوافِق (14/ 4/ 2020 م).
الرواية، فثَم قول قوي أنه من كلام ابن طاوس من طريق مَعْمَر عنه، وعن مَعْمَرٍ عبدُ الرزاق.
وثَم وَجْه في نسبته إلى ابن عباس بمعناه، لا يخلو من تعكير. ولمن صححه عن ابن عباس وجه، ولمن تَكلَّم فيه وجه. والله أعلم أ. هـ. بينما يرى الباحث/ محمد الجمال صحة ذلك لابن عباس رضي الله عنه.
• قال تعالى عن صفات أوليائه: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة: 54].
قال الإمام أحمد في «مسنده» رقم (21415) - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: أَمَرَنِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ: "أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ، وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي، وَلَا أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي، وَأَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئًا، وَأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ بِالْحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ "
وتابع سلام أبا المنذر جماعة:
1 -
الأسود بن شيبان أخرجه ابن حبان (449) والبيهقي في «الشعب» (3157).
2 -
صالح المري معطوفا على أبي سلام أخرجه الطبراني في «الدعاء» (1648).
3 -
عمر البزار أخرجه الطبراني في «الدعاء» (1650).
وخالفهم جماعة فأسقطوا عبد الله بن الصامت:
1 -
أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ فَضَالَةَ أخرجه أحمد في «الزهد» رقم (401).
2 -
أبو قحذم النضر بن معبد أخرجه الطبراني في «الدعاء» (1649) وفيه زيادة طويلة.
3، 4 - هشام بن حسان والحسن بن دينار أخرجه الطبراني في «الدعاء» (1649) وثمت آخرون.
ومحمد بن واسع لم يدرك أباذر والأرجح لدي إثبات الواسطة لأنه في المسند وقد خدم بالمخطوطات وكذا «صحيح ابن حبان» وعليه فالإسناد صحيح وثمت متابعات لعبد الله بن الصامت في أسانيدها ضعف أقواها
(1)
ما أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» رقم (34350) - مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ: قَالَ أَصْحَابُنَا عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِسَبْعٍ: حُبِّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ أَدْنُوَ مِنْهُمْ، وَأَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنِّي وَلَا أَنْظُرَ إِلَى مَنْ فَوْقِي، وَأَنْ أَصِلَ رَحِمِي وَإِنْ جَفَانِي، وَأَنْ أُكْثِرَ مِنْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَأَنْ أَتَكَلَّمَ بِمُرِّ الْحَقِّ لَا تَأْخُذُنِي فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَأَلَّا أَسْأَلَ النَّاسَ شَيْئًا.
وخالف محمد بن بشر محمدُ بن عبيد فقال عن إسماعيل بن أبي خالد عن رجل عن أبي ذر به. كما في «الزهد» لهناد.
(1)
ومن ذلك أيضًا:
1 -
ما أخرجه أحمد (21517) من طريق عمر مولى غفرة -وهوضعيف - عن ابن كعب عن أبي ذر رضي الله عنه.
2 -
ما أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (651) من طريق أبي إدريس عن أبي ذر وفي سنده إبراهيم بن هشام بن يحيى وثقه الطبراني وذكراه ابن حبان في الثقات وكذبه أبو زرعة وأبو حاتم. أفاده الباحث.
وخالفهما أبو مروان الغساني -وهو ضعيف - فقال عن إسماعيل بن أبي خالد عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر به. أخرجه البزار في «مسنده» (3966)، والطبراني في «الأوسط» (5639).
• الخلاصة: أن إسناده صحيح لدي بينما كتب شيخنا مع الباحث/ سيد بن بدوي بتاريخ 27/ 1/ 2022 م: تراجع الأسانيد إلى محمد بن واسع.
• قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [المائدة: 101]
1 -
عَنْ أَبِيْ ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ جُرثُومِ بنِ نَاشِرٍ، رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّ اللهَ ? فَرَضَ فَرَائِضَ فَلَا تُضَيِّعُوهَا، وَحَدَّ حُدُودًا فَلَا تَعْتَدُوهَا، وَحَرَّمَ أَشْيَاءَ فَلَا تَنْتَهِكُوهَا، وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ رَحْمَةً لَكُمْ غَيْرَ نِسْيَانٍ، فَلَا تَبْحَثُوا عَنْهَا» .
• الخلاصة: انتهى شيخنا معي في تحقيقي «الأربعين النووية» إلى أنه ضعيف، ولبعض فقراته شواهد:
رواه داود بن أبي هند عن مكحول عن أبي ثعلبة رضي الله عنه، واختُلف عليه:
فرواه عنه هكذا:
1 -
إسحاق الأزرق، أخرجه الدارقطني في «سُننه» (4396).
2 -
أبو بكر بن محمد، أخرجه أبو نُعَيْم في «حِلْية الأولياء» (9/ 17).
3 -
عبد الرحيم بن سليمان، أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (22/ 221)(589).
4 -
علي بن مُسْهِر، أخرجه الحاكم في «مستدركه» (7311).
5 -
محمد بن فُضَيْل، ذَكَره الدارقطني في «علله» (1170).
ورواه حفص بن غِيَاث، واختُلِف عليه، فرواه عنه مثلهم مُسَدَّد كما في «الإبانة» (314).
وخالفه أحمد بن عبد الجبار فوَقَفه، أخرجه البيهقي في «السُّنن الكبير» (19757).
وتابعه يزيد بن هارون، ذَكَره الدارقطني في «علله» (1170).
ورواية الجماعة أرجح لكثرتهم، وقال الدارقطني: والأشبه بالصواب: الرفع.
وقال ابن رجب في «جامع العُلوم والحِكَم» (2/ 150): هذا الحديث من رواية مكحول عن أبي ثعلبة الخُشَني.
وله علتان:
إحداهما: أن مكحولًا لم يصح له السماع من أبي ثعلبة. كذلك قال أبو مُسْهِر الدِّمَشقي وأبو نُعَيْم الحافظ
…
وغيرهما.
والثانية: أنه اختُلف في رفعه ووقفه على أبي ثعلبة، ورواه بعضهم عن مكحول من قوله، لكن قال الدارقطني: الأشبه بالصواب المرفوع. قال: وهو أشهر.
وقد حَسَّن الشيخ - النووي رحمه الله هذا الحديث، وكذلك حَسَّنه قبله الحافظ أبو بكر بن السمعاني في «أماليه» .
وأما شواهد الفقرات:
فقوله صلى الله عليه وسلم: «فلا تعتدوها» يَشهد له قوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة: 229] وغيره وحديث: «وما نهيتكم عنه فاجتَنِبوه .... » إلخ.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «مِنْ غير نسيان» يَشهد له قوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64].
وقوله صلى الله عليه وسلم: «فلا تَبحثوا عنها» يَشهد له قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا
لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101].
ووردت شواهد في كل منها ضعف:
ورد قوله صلى الله عليه وسلم: «ما سَكَت عنه فهو عفو» في أحاديث ابن عباس
(1)
ومعاوية وسلمان
(2)
وأبي الدرداء
(3)
رضي الله عنهم، مع اختلاف في بعض الألفاظ.
2 -
قال الإمام مسلم رقم (1337) وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ،
(1)
اختُلِف فيه على الوصل والإرسال، ومدارهما على عمرو بن دينار، واختُلف عليه:
فسفيان بن عُيينة عند عبد الرزاق والحاكم والبيهقي، عن عُبَيْد بن عُمَيْر مرسلًا.
ووَصَله محمد بن شَريك المكي - وهو ثقة - عنه، عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، عن ابن عباس. أخرجه أبو داود (3800) وغيره. ورواه أيوب عن ابن عباس موقوفًا، كما عند ابن أبي شيبة (20239).
(2)
اختُلِف فيه على الوقف والرفع، والوقف أصح.
وقال البخاري عن المرفوع: ما أراه محفوظًا. انظر «العلل الكبير» للترمذي (513).
قال ابن رجب في «جامع العلوم والحِكَم» (ص/ 487): قال أحمد: هو منكر.
وأنكره ابن مَعين أيضًا.
وقال أبو حاتم الرازي: هو خطأ، رواه الثقات عن التيمي، عن أبي عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلًا، ليس فيه سلمان.
قلت (أي: ابن رجب): قد رُوِيَ عن سلمان من قوله من وجوه أُخَر.
(3)
في سنده عاصم بن رجاء، عن أبيه، عن أبي الدرداء. ورواية حَيْوَة عن أبي الدرداء مرسلة. قاله الحافظ.
و (عاصم) ضَعَّفه الدارقطني. وقال ابن مَعين: صويلح. وقال أبو زُرْعَة: لا بأس به.
وثم شواهد أُخَر انظرها في «جامع العلوم والحِكَم» (ص 487).
فَحُجُّوا»، فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ قُلْتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ "، ثُمَّ قَالَ:«ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ» .
تابع يزيد بن هارون خمسة منهم حماد بن سلمة وشعبة بن الحجاج.
وخالفهم عبيد الله بن موسى كما عند ابن خزيمة (2508) وبشر بن السري كما عند ابن حبان (3704) فزادا سبب نزول آية المائدة وتابعهما متابعة قاصرة الحسين بن واقد عن محمد بن زياد أخرجه الطبري في «تفسيره» (2805) حدثني محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال، سمعت أبي قال، أخبرنا الحسين بن واقد، عن محمد بن زياد قال، سمعت أبا هريرة يقول: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس، كتب الله عليكم الحج. فقام مِحْصن الأسدي فقال: أفي كل عام، يا رسول الله؟ فقال:"أمَا إنّي لو قلت"نعم" لوجبت، ولو وجبت ثم تركتم لضللتم، اسكتوا عنى ما سكتُّ عنكم، فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم! فأنزل الله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} ، إلى آخر الآية.
وثم طرق كثيرة للخبر بمخارج متسعة ورد فيها سبب النزول من طريقين ضعيفين.
• والخلاصة: أن في هذا الخبر أربعة ألفاظ:
لفظان موجودان في جل الروايات:
1 -
2 -
«فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» .
3 -
جملة: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ، فَحُجُّوا» رواها محمد بن زياد من طريقين عنه وإسنادها صحيح.
4 -
سبب نزول الآية محتمل التحسين؛ لأن أكثر الطرق بدونه وتنكب
(1)
البخاري ومسلم.
وكتب شيخنا مع الباحث/ أحمد النمر بتاريخ 22 رجب 1443 موافق 23/ 2/ 2022 م عن سبب النزول: راجع كلام الشيخ -أي مقبل - رحمه الله. وكتاب الأخ لملوم حفظه الله. اهـ.
(1)
وفي «المصباح المنير» (م/ ن ك ب): نَكَبَ: عن الطريق "نُكُوبًا" من باب قعد، و"نَكْبًا": عدل ومال.
• قال تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: 93]
قال الإمام الترمذي في «سننه» رقم (3050) - حَدثنا عَبدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: أَخبَرنا عُبَيدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ، قَالَ: مَاتَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ الخَمْرُ، فَلَمَّا حُرِّمَتِ الخَمْرُ، قَالَ رِجَالٌ: كَيْفَ بِأَصْحَابِنَا وَقَدْ مَاتُوا يَشْرَبُونَ الخَمْرَ، فَنَزَلَتْ:{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا} .
وتابع إسرائيل شعبةُ أخرجه الترمذي (3051) وأبو يعلى (1719) وابن حبان (1720).
وعلة هذا الخبر تنصيص أبي إسحاق أنه لم يسمعه من البراء فقد قال أبو يعلى في «مسنده» رقم (1720) عقبه - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، مِثْلَهُ، قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ: أَسَمِعْتَهُ مِنَ الْبَرَاءِ؟ قَالَ: لَا.
• الخلاصة: كتب شيخنا مع الباحث/ أحمد بن علي بتاريخ الأربعاء 18 من ذي الحجة 1442 موافق 28/ 7/ 2021 م: تريبنا أشياء:
1 -
لماذا لم يخرجه البخاري ومسلم مع كونه على شرطهما.
2 -
لماذا لم يورد الترمذي من طريق ابن مهدي عن شعبة هذا الكلام.
ثم كتب مع الباحث/ في مجلس آخر بتاريخ الاثنين 23 من ذي الحجة 1442 موافق 2/ 8/ 2021 م: سنده صحيح واذكر كلام أبي يعلى.
سورة الأنعام
• قال تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} [الأنعام: 121]
قال الإمام الطبري في «تفسيره» : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ دَاوُدَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ
(1)
، عَنْ أَبِيهِ
(2)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَادَلَ الْمُشْرِكُونَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا: مَا بَالُ مَا قَتَلَ اللَّهُ لَا تَأْكُلُونَهُ، وَمَا قَتَلْتُمْ أَنْتُمْ أَكَلْتُمُوهُ، وَأَنْتُمْ تَتَّبِعُونَ أَمْرَ اللَّهِ؟! فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} [الأنعام: 121] إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
وقال النَّسَائي في «سُننه» رقم (4437): أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ أَبِي وَكِيعٍ - وَهُوَ هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ - عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ
(1)
وهارون وثقه ابن مَعِين. وقال أبو زُرْعَة: لا بأس به. وقال الدارقطني: يُحتجّ به. ونَقَل عنه في «الميزان» أنه ضَعَّفه. ووثقه العِجلي وابن سعد، وابن حِبان وقال: يَروي المناكير الكثيرة، حتى يَسبق إلى القلب أنه المُتعمِّد لها، لا يَجوز الاحتجاج به بحال، مات سنة اثنتين وأربعين ومئة.
(2)
وثقه أبو زُرْعَة وابن حِبان، وذَكَره الإمام مسلم في الطبقة الأولى من الكوفيين. وقال الدارقطني: يُعتبَر به.
عَلَيْهِ} [الأنعام: 121] قَالَ: خَاصَمَهُمُ الْمُشْرِكُونَ، فَقَالُوا: مَا ذَبَحَ اللَّهُ فَلَا تَأْكُلُوهُ، وَمَا ذَبَحْتُمْ أَنْتُمْ أَكَلْتُمُوهُ؟!
• الخلاصة: هذا الإسناد صحيح مع الاختلاف، هل هو تفسير آية أو سبب نزول؟ وثَم طرق أخرى إلى ابن عباس فيها ضعف
(1)
.
بينما كَتَب شيخنا مع الباحث/ أحمد بن سالم العَقيلي، بتاريخ (22) شعبان (1441 هـ) المُوافِق (15/ 4/ 2020 م): النفس غير مطمئنة لهذا السند. ا هـ.
(1)
منها: ما رواه عكرمة، واختُلف عنه، فرواه سِمَاك عن ابن عباس، أخرجه الطبري وابن ماجه (3131)، وابن أبي حاتم في «تفسيره» (4/ 1380) وأبو داود (2818).
وتابعه الحَكَم بن أبان، أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (4/ 116).
وتابعهما يزيد النَّحْوي في الأصح عنه، أخرجه أبو داود (2817) ورُوري مرسلًا.
ومنها: ما رواه عطاء بن السائب واختُلف عنه، فرواه عنه عمران بن عُيينة - في رواية الجماعة عنه، خلافًا لأبي سعيد الأشج فأرسله، كما عند ابن أبي حاتم - عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس، أخرجه أبو داود (2819) بلفظ:«جاءت اليهود» بدل المشركين، والنكارة فيه من عمران بن عُيينة.
وخالفه زياد بن عبد الله البكائي - والأرجح ضَعْفه - فقال: جاء ناس. أخرجه الترمذي (3096) وخالفهما جرير فأرسله، أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (7846) وتابعه جرير.
ومنها: ما رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، أخرجه الطبري، وسنده منقطع، وفيه المُثَنَّى، لم يوثقه مُعتبَر.
سورة الأعراف
• قال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]
قال البخاري رقم (4643) - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، {خُذِ الْعَفْوَ} [الأعراف: 199] وَأْمُرْ بِالعُرْفِ قَالَ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا فِي أَخْلَاقِ النَّاسِ» .
وتابع وكيعا على الوقف عبدة بن سليمان ومعمر في وجه.
وخالفهم أبو أسامة فرفعه علقه البخاري عقبه قائلا: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَرَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ:«أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْخُذَ العَفْوَ مِنْ أَخْلَاقِ النَّاسِ، أَوْ كَمَا قَالَ» . وتابع أبا أسامة محمد بن عبد الرحمن الطفاوي أخرجه أبو داود رقم (4787).
ورواه ابن أبي الزناد وهو عبد الرحمن عن هشام بن عروة من قول عروة أخرجه الطبري في «تفسيره» (9/ 153). وابن أبي الزناد وإن كان فيه ضعف إلا أن ابن معين قال أنه أثبت الناس في هشام بن عروة.
ورواه أبو معاوية عن هشام عن وهب بن كيسان عن ابن الزبير قوله أخرجه الطبري وحكم عليه ابن حجر بالشذوذ.
ورواه محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عن هشام عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا. أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» والطبراني في «الأسط» (1238).
• الخلاصة: جنح الحافظ ابن حجر إلى صحة رواية عبدة ووكيع وهو اختيار شيخنا مع الباحث/ هاني الدميري بتاريخ يوم عرفة 1442 موافق 19/ 7/ 2021 م.
سورة التوبة
• قال تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} [التوبة: 58].
قال الإمام البخاري (6933): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ، جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذِي الخُوَيْصِرَةِ التَّمِيمِيُّ، فَقَالَ: اعْدِلْ يَا رَسُولَ اللهِ!
فَقَالَ: «وَيْلَكَ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟!» .
قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ: دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ.
قَالَ: «دَعْهُ؛ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ فِي قُذَذِهِ
(1)
فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ فِي نَصْلِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ فِي رِصَافِهِ
(2)
فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ فِي نَضِيِّهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، قَدْ سَبَقَ الفَرْثَ وَالدَّمَ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ إِحْدَى يَدَيْهِ - أَوْ قَالَ: ثَدْيَيْهِ - مِثْلُ ثَدْيِ المَرْأَةِ - أَوْ قَالَ: مِثْلُ البَضْعَةِ تَدَرْدَرُ - يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ».
(1)
القُذَذ جمع قُذَّة وهي: رِيشُ السَّهم.
(2)
جمع رصفة وهو عصب يلوي على مدخل النصل في السهم.
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَشْهَدُ، سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيًّا قَتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ، جِيءَ بِالرَّجُلِ عَلَى النَّعْتِ الَّذِي نَعَتَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ: فَنَزَلَتْ فِيهِ: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 58].
وأخرجه عبد الرزاق في «التفسير» (1092)، وابن أبي حاتم (10340)، والنَّسَائي في «الكبرى» (11220)، والطبري (16898)، وغيرهم، من طرق عن مَعْمَر، به.
وخَالَف مَعْمَرًا جماعةٌ:
1 -
يونس، أخرجه مسلم (1064) وغيره.
2 -
وشُعَيْب، أخرجه البخاري (3610) وغيره.
3 -
والأوزاعي، أخرجه البخاري (6163) وغيره.
4 -
والزُّبيدي، أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (1803).
5 -
وإسحاق بن راشد، أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنة» (1550)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (39087).
خمستهم عن الزُّهْري عن أبي سلمة في بعض الروايات، وفي بعضها والضحاك المشرقي، وعند ابن أبي شيبة (ابن قيس) وهو وهم، كما قال الدارقطني في «العلل» (11/ 341) عن أبي سعيد، به.
ومما يُرجِّح رواية الجماعة:
1 -
ثقتهم وكثرتهم.
2 -
تابعهم جماعة بدونها.
رواه مالك وأبو الأحوص وعبد الوهاب، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، وزاد أبو الأحوص وعبد الوهاب فقالا: وعطاء بن يسار. كلاهما عن أبي سعيد بدونها.
أخرجه البخاري (5058)، (6931)، ومسلم (1064).
ورواه سعيد بن مسروق وعمارة بن القعقاع، كلاهما عن عبد الرحمن بن أبي نُعْم: سَمِعتُ أبا سعيد، بدونها.
أخرجه البخاري (4351)، ومعلقًا (3344)، ومسلم (1064).
ورواه مختصرًا أبو نَضْرة، أخرجه مسلم (1065)، ومَعْبَد بن سيرين، أخرجه البخاري (7562).
وغيرهم عن أبي سعيد، به.
1 -
روى هذا الحديث من الصحابة جَمْع، كأنس وعلي وسهل بن سعد وأبي ذر. وكلها في الصحيح بدونها.
فائدة:
قال الإمام أحمد: صح الحديث في الخوارج من عَشَرة أوجه. كما في «مجموع الفتاوى» (3/ 279).
قال ابن حجر في «الفتح» (12/ 316): قال الطبري: ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم مع علي بن أبي طالب، أو بعضه: عبد الله بن مسعود، وأبو ذر، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وابن عمر، وأبو سعيد الخُدْري، وأنس بن مالك، وحذيفة، وأبو بَكْرة، وعائشة، وجابر، وأبو بَرْزَة، وأبو أُمامة، وعبد الله بن أبي أوفى، وسهل بن حُنَيْف، وسلمان الفارسي.
قلت: ورافع بن عمرو، وسعد بن أبي وقاص، وعمار بن ياسر، وجُنْدُب بن عبد الله البَجَلي، وعبد الرحمن بن عريس، وعقبة بن عامر، وطَلْق بن علي، وأبو هريرة.
فهؤلاء خمسة وعِشرون نفسًا من الصحابة، والطرق إلى كثرتهم متعددة، كعلي وأبي سعيد وعبد الله بن عمر وأبي بكرة وأبي بَرْزَة وأبي ذر.
فيفيد مجموع خبرهم القطع بصحة ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2 -
أن مسلمًا استفاض في ذكر روايات هذا الحديث، ولم يَذكر طريق مَعْمَر. والله أعلم.
• الخلاصة: أن سبب النزول هنا شاذ لمخالفة مَعْمَرٍ الجماهير، والله أعلم.
• قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} [التوبة: 49]
الآثار الواردة في سبب نزولها:
1 -
عن جابر بن عبد الله قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول لجد بن قيس: «يا جَدّ، هل لك في جِلَاد بني الأصفر؟» قال جد: أو تاذن لي يا رسول الله؟ فإني رجل أحب النساء، وإني أخشى إن أنا رأيت نساء بني الأصفر أن أُفتتَن! فقال رسول الله - وهو مُعْرِض عنه -:«قد أذنتُ لك» فعند ذلك أَنْزَل الله: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا}
(1)
.
3 -
عن محمد بن إسحاق، عن الزُّهْري، ويزيد بن رُومان، وعبد الله بن أبي بكر، وعاصم بن عمر بن قتادة، وغيرهم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو في جهازه، للجد بن قيس أخي بني سلمة: «هل لك يا جَدُّ العامَ في جِلَاد بني
(1)
إسناده ضعيف: أخرجه ابن أبي حاتم في «التفسير» (9600): حدثنا أبي، ثنا دُحَيْم بن إبراهيم الدمشقي، ثنا عبد الرحمن بن بشير، عن محمد بن إسحاق، ثنا سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت، عن جابر، به.
دُحيم ثقة حافظ
وعبد الرحمن بن بشير هو الشيباني الدمشقي، ذَكَره ابن حِبان في «الثقات» وقال: يَروي عن محمد بن إسحاق بن يسار المغازي. وسُئل عنه أبو حاتم فقال: منكر الحديث، يَروي عن ابن إسحاق غير حديث منكر.
ومحمد بن إسحاق مُختلَف فيه
وسعيد بن عبد الرحمن كان قليل الحديث شاعرًا، مات وهو ابن ثمانٍ وأربعين سنة، وغالب ظني أنه لم يُدرِك جابرَ بن عبد الله.
الأصفر؟» فقال: يا رسول الله، أوْ تأذن لي ولا تفتني، فوالله لقد عَرَف قومي ما رَجل أشد عُجْبًا بالنساء مني، وإني أخشى إن رأيت نساءَ بني الأصفر أن لا أصبر عنهن! فأَعْرَض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:«قد أذنتُ لك» .
ففي الجد بن قيس نزلت هذه الآية: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي} ، الآية، أي: إن كان إنما يَخشى الفتنة من نساء بني الأصفر وليس ذلك به، فما سقط فيه من الفتنة بتخلفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والرغبة بنفسه عن نفسه - أعظم
(1)
.
3 -
عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم، أن رسول الله قَلَّ ما كان يَخرج في وجه من مغازيه إلا أظهر أنه يريد غيره، غير أنه في غزوة تبوك قال:«أيها الناس، إني أريد الروم» فأَعْلَمهم، وذلك في زمان من البأس وشدة من الحر وجدب من البلاد، وحين طابت الثمار، والناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم، ويَكرهون الشخوص عنها، فبينا رسول الله ذات يوم في جهازه، إذ قال للجَدّ بن قيس:«يا جَدُّ، هل لك في بنات بني الأصفر?» قال: يا
(1)
إسناده ضعيف: أخرجه الطبري (16788) عن ابن حُميد، عن سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، به.
عِلل هذا الإسناد:
1 -
ابن حُميد ضعيف.
2 -
سلمة بن الفضل الرازي مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب.
3 -
محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن.
4 -
الاختلاف على ابن إسحاق.
رسول الله، لقد عَلِم قومي أنه ليس من أحد أشد عُجبًا بالنساء مني، وَإِنِّي أَخَاف إِنْ رَأَيْت نسَاء بني الْأَصْفَر أَنْ يفتنني فَأْذن لي يَا رَسُول الله
(1)
.
4 -
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غَزْوَ تَبُوكَ قَالَ: «يَا جَدُّ بْنَ قَيْسٍ، مَا تَقُولُ فِي مُجَالِدِ بَنِي الْأَصْفَرِ؟» قَالَ: ائْذَنْ لِي فِي الْجُلُوسِ، وَلَا تَفْتِنِّي، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى:{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي} [التوبة: 49] الْآيَةَ"
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف: أخرجه البيهقي في «الدلائل» (5/ 213): أخبرنا أبو عبد الله قال: حدثنا أبو العباس قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا يونس، عن ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم، به. ويو نس هو ابن بُكَيْر.
عِلل هذا الإسناد:
1 -
أحمد بن عبد الجبار ضعيف.
2 -
ابن إسحاق.
3 -
مدار هذه الروايات على ابن إسحاق، وهو مدلس وقد عنعن ..
(2)
إسناده ضعيف: أخرجه أبو نُعيم في «معرفة الصحابة» (1720) من طريق محمد بن عمران، ثنا بِشر بن عمارة، عن أبي رَوْق، عن الضحاك، عن ابن عباس، به. وأبو رَوْق هو عطية بن الحارث.
عِلل هذا الإسناد:
1 -
بِشر بن عمارة ضعيف، بل قال الدارقطني: متروك.
2 -
الضحاك بن مُزاحِم لم يَسمع من ابن عباس.
وأخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (11/ 63) من طريق جُبَارة بن المُغَلِّس، عن إبراهيم بن عثمان أبي شيبة، عن الحَكَم، عن مجاهد، عن ابن عباس، به.
وأخرجه الطبري من طريق ابن أبي نَجيح عن مجاهد قوله.
وأيضًا من طريق حَجاج عن ابن جُريج عن مجاهد به مرة، ومرة أخرى عن ابن جُريج عن ابن عباس.
علل الإسناد الثاني:
1 -
جبارة ضعيف.
2 -
وإبراهيم بن عثمان متروك.
3 -
رواية ابن أبي نَجيح عن مجاهد فيها مقال؛ للاختلاف في سماعه التفسير منه.
4 -
ابن جُريج لم يَسمع من ابن عباس، وسَمِع من مجاهد حرفاً.
5 -
عن بَدَّاح بن محمد بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك لجَدّ بن قيس: «يا أبا وهب، اخرج معنا لعلك تحقب بنات بني الأصفر» قال: قد عرفتَ حبي للنساء، فَأْذن لي ولا تفتني ببنات بني الأصفر! فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم:{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا}
(1)
.
6 -
قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ:{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي} : هُوَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، يُقَالُ لَهُ: جَدُّ بْنُ قَيْسٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«الْعَامَ نَغْزُو بَنِي الأَصْفَرِ، وَنَتَّخِذُ مِنْهُمْ سَرَارِيَّ وَوُصْفَانًا» فَقَالَ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي، إِنْ لَمْ تَأْذَنْ لِي افْتُتِنْتُ وَوَقَعْتُ! فَغَضِبَ، فَقَالَ اللَّهُ: {أَلَا فِي الْفِتْنَةِ
(1)
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد كما في «العلل ومعرفة الرجال» (4192): حدثنا حسين بن محمد قال: حدثنا أبو مَعْشَر، به.
عِلل هذا الإسناد:
1 -
أبو مَعْشَر ضعيف.
2 -
وبَدَّاح لم أقف له على مُوَثِّق.
3 -
الإرسال.
سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} وَكَانَ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلمَةَ؟» فَقَالُوا: جَدُّ بْنُ قَيْسٍ، غَيْرَ أَنَّهُ بَخِيلٌ جَبَانٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟ وَلَكِنْ سَيِّدُكُمُ الْفَتَى الأَبْيَضُ الْجَعْدُ الشَّعْرِ، الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ
(1)
.
7 -
عن قتادة: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي} ولا تُؤْثِمني، ألا في الإثم سقطوا. وقوله:{وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} يقول: وإن النار لمطيفة بمن كفر بالله وجَحَد آياته وكَذَّب رسله، محدقة بهم جامعة لهم جميعًا يوم القيامة. يقول: فكفى للجد بن قيس وأشكاله من المنافقين بصَلْيها خزيًا
(2)
.
8 -
عن عائشة: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي} قالت: نزلت في الجَدّ بن قيس، قال: يا محمد، ائذن لي ولا تفتني بنساء بني الأصفر
(3)
.
الخلاصة: أن لمُحَسِّن أن يُحَسِّن هذه الطرق بالمجموع.
(1)
إسناده صحيح إلى ابن زيد: أخرجه الطبري: حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد، به.
(2)
إسناده حسن: أخرجه الطبري من طريق سعيد عن قتادة، به.
(3)
وأخرجه ابن مَرْدَوَيْهِ كما في «الدر المنثور» (7/ 395) بلا إسناد.
• فوائد:
1 -
الجَدّ بن قيس لم يبايع يوم الحديبية:
عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِى أَبُو الزُّبَيْرِ، سَمِعَ جَابِرًا يُسْأَلُ: كَمْ كَانُوا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ؟ قَالَ: كُنَّا أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، فَبَايَعْنَاهُ، وَعُمَرُ آخِذٌ بِيَدِهِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وَهِىَ سَمُرَةٌ، فَبَايَعْنَاهُ غَيْرَ جَدِّ ابْنِ قَيْسٍ الأَنْصَارِىِّ، اخْتَبَأَ تَحْتَ بَطْنِ بَعِيرِهِ
(1)
.
2 -
نُزعت منه السيادة لبخله:
عن جابر رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلِمَةَ؟» قَالُوا: الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ عَلَى أَنَّا نُبَخِّلُهُ. فَقَالَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ مِنَ الْبُخْلِ، بَلْ سَيِّدُكُمُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ»
(2)
.
3 -
وقال ابن عبد البر في آخِر ترجمته: يقال: إنه تاب وحسنت توبته، ومات في خلافة عثمان، فالله أعلم.
(1)
أخرجه مسلم (1856).
(2)
إسناده صحيح: أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (296) من طريق الحَجاج الصواف قال: حدثني أبو الزبير قال: حدثنا جابر، به.
وأخرجه الطبراني في «الكبير» (15514) وابن حجر في «تغليق التعليق» (3/ 347) من طريقين عن الزُّهْري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه. وقال الحافظ: إسناده صحيح.
• قوله تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 102]
المشهور أنها نزلت في أبي لُبابة، لكن الأسانيد بالمرفوع ضعيفة:
1 -
عن ابن عباس قوله: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} ، قال: كانوا عشرة رَهْط تخلّفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فلما حضرَ رجوع النبي صلى الله عليه وسلم، أوثق سبعةٌ منهم أنفسهم بسواري المسجد، فكان ممر النبي صلى الله عليه وسلم إذا رجع في المسجد عليهم. فلما رآهم قال:«مَنْ هؤلاء المُوثِقون أنفسهم بالسواري؟ قالوا: هذا أبو لبابة وأصحاب له، تخلفوا عنك يا رسول الله، وحلفوا لا يطلقهم أحد حتى تطلقهم، وتَعْذرهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وأنا أقسم بالله، لا أطلقهم ولا أعذرهم، حتى يكون الله هو الذي يطلقهم، رغبوا عني وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين!» فلما بَلَغهم ذلك قالوا: ونحن لا نطلق أنفسنا حتى يكون الله الذي يطلقنا! فأَنْزَل الله تبارك وتعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ}
(1)
.
(1)
إسناده ضعيف: أخرجه الطبري وابن أبي حاتم من طريق معاوية، عن علي، عن ابن عباس، به.
وعلي هو ابن أبي طلحة، لم يَسمع من ابن عباس.
وأخرجه ابن أبي حاتم أيضًا من سلسلة العوفيين الضعيفة.
2 -
عن زيد بن أسلم: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ، قال: هم الثمانية الذين ربطوا أنفسهم بالسواري، منهم كرْدَم، ومِرداس، وأبو لُبابة
(1)
.
3 -
عن قتادة: قوله: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} ، ذُكِر لنا أنهم كانوا سبعة رَهْط تخلفوا عن غزوة تبوك، فأما أربعة فخلطوا عملًا صالحًا وآخَر سيئًا: جدُّ بن قيس، وأبو لبابة، وحرام، وأوس، وكلهم من الأنصار، وهم الذين قيل فيهم:{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ} ، الآية
(2)
.
4 -
عن الضحاك يقول في قوله: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} ، نزلت في أبي لُبابة وأصحابه، تخلفوا عن نبي الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فلما قَفَل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته، وكان قريبًا من المدينة، ندموا على تخلفهم عن رسول الله، وقالوا:«نكون في الظلال والأطعمة والنساء، ونبي الله في الجهاد واللأواء؟! والله لنوثقن أنفسنا بالسواري، ثم لا نطلقها حتى يكون نبي الله صلى الله عليه وسلم يطلقنا ويعذرنا!» .
وأوثقوا أنفسهم، وبقي ثلاثة، لم يوثقوا أنفسهم بالسواري. فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته، فمر في المسجد وكان طريقه، فأبصرهم فسأل عنهم، فقيل له:
(1)
إسناده حسن: أخرجه الطبري وابن أبي حاتم.
(2)
إسناده صحيح لغيره: أخرجه الطبري من طريق مَعْمَر وسعيد عن قتادة، به.
أبو لُبابة وأصحابه، تخلفوا عنك يا نبي الله، فصَنَعوا بأنفسهم ما ترى، وعَاهَدوا الله أن لا يطلقوا أنفسهم حتى تكون أنت الذي تطلقهم!
فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: «لا أُطلقهم حتى أومر بإطلاقهم، ولا أعذرهم حتى يَعذرهم الله، قد رغبوا بأنفسهم عن غزوة المسلمين!» فأنزل الله: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ} ، إلى:{عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ}
(1)
.
5 -
عن مجاهد: رَبَط أبو لُبابة نفسه إلى سارية، فقال: لا أَحُلّ نفسي حتى يَحُلني الله ورسوله.!
قال: فحلَّه النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه أنزلت هذه الآية:{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا} الآية
(2)
.
6 -
قال الزُّهْري: كان أبو لُبابة ممن تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فرَبَط نفسه بسارية، فقال: والله لا أحلّ نفسي منها، ولا أذوق طعامًا ولا شرابًا، حتى أموت أو يتوب الله عليَّ! فمَكَث سبعة أيام لا يذوق طعامًا ولا شرابًا، حتى خر مغشيًّا عليه. قال: ثم تاب الله عليه، ثم قيل له: قد تيب عليك يا أبا لُبابة! فقال: والله لا أحلّ نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو يحلني! قال: فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فحَلَّه بيده. ثم قال أبو لُبابة: يا رسول الله، إنَّ مِنْ توبتي أن أهجر دار
قومي التي
(1)
إسناده ضعيف: أخرجه الطبري: حُدِّثْتُ عن الحسين بن الفرج قال: سمعتُ أبا معاذ قال: أخبرنا عُبيد بن سليمان قال: سمعتُ الضحاك، به.
(2)
في إسناده مقال: أخرجه الطبري من طرق عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد، به. وأخرجه أيضًا من طريق الليث عن مجاهد، به.
أصبتُ فيها الذنب، وأن أنخلع من مالي كله صدقة إلى الله وإلى رسوله! قال: يجزيك يا أبا لُبابة الثلث
(1)
.
(1)
إسناده صحيح: أخرجه الطبري: حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور، عن مَعْمَر قال: قال الزُّهْري، به.
سورة هود
• قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7]
قال الإمام مسلم رقم (2653) حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:«كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ» ،
وخالف ابن وهب أربعة فلم يذكروا لفظ: (قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ")
1 -
نافع بن يزيد.
2 -
حيوة بن شريح.
3 -
الليث بن سعد معطوفًا على نافع أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (81) وفي «الرد على الجهمية» (254).
4 -
ابن لهيعة أخرجه الفريابي في «القدر» (86).
• الخلاصة: كتب شيخنا مع الباحث/ جمعة بن جمال بتاريخ 24 من ذي الحجة 1442 موافق 3/ 8/ 2021 م: تبين أن من الرواة من ذكر (قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ") ومن ناحية المتن فلا غبار عليها ويشهد لها الكتاب والسنة.
1 -
حديث عمران بن حصين في البخاري رقم (3191) وفيه: «اقْبَلُوا البُشْرَى يَا أَهْلَ اليَمَنِ، إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ» ، قَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالُوا: جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الأَمْرِ؟ قَالَ: «كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ، وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ» .
2 -
والآية: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7]
• قلت أبو أويس قوله: (قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ") تحتمل الإدراج في خبر ابن عمرو {. والله أعلم.
سورة يوسف
قوله تعالى: {قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}
• قال ابن أبي حاتم في «تفسيره» (7/ 2148) رقم (11631): حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثَنَا صَفْوَانُ، ثَنَا الْوَلِيدُ، ثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:«لَمَّا قَصَّا عَلَى يُوسُفَ، فَأَخْبَرَهُمَا قَالَا: إِنَّا لَمْ نَرَ شَيْئًا، قَالَ: {قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} [يوسف: 41] يَقُولُ: وَقَعَتِ الْعِبَارَةُ» .
وأبو عُبيدة لم يَسمع من أبيه.
وأخرج الطبري في «تفسيره» (13/ 167): حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، وحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ:{قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} [يوسف: 41] قَالَ: لَمَّا قَالَا مَا قَالَا، أَخْبَرَهُمَا فَقَالَا: مَا رَأَيْنَا شَيْئًا! فَقَالَ: {قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} [يوسف: 41].
وتابع وكيعًا ابن مهدي، أخرجه الطبري.
وخالفهما موسى بن مسعود، فزاد الأسودَ بن يزيد بين إبراهيم وابن مسعود
(1)
.
وروايتهما أصح لأنه كان يخطئ في الثوري.
وتابع الثوريَّ على إسقاط الواسطة جريرُ بن عبد الحميد، أخرجه الطبري.
وخالفهما محمد بن فُضَيْل، فأثبتَ واسطة وهي علقمة بن قيس. أخرجه الطبري والحاكم (1195).
• الخلاصة: كَتَب شيخنا مع الباحث/ أحمد بن محمد بن محمود الصاوي
(2)
بتاريخ (19) رمضان (1442 هـ) المُوافِق (1/ 5/ 2021 م): المنقطع أصح، ولكن بالمنقطعَين يُحَسَّن الأثر؛ لأن المَخْرَجَين مختلفان، والله أعلم.
(1)
أخرجه الحاكم (3324).
(2)
وُلد بقرية الأبطال، بمحافظة الإسماعيلية، بتاريخ (21/ 3/ 1999 م) حاصل على ليسانس أصول الدين والدعوة. يعرض أحاديث متفرقة.
سورة الرعد
أحاديث في الرعد
• قال الإمام الترمذي في «سُننه» رقم (3117): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ الوَلِيدِ - وَكَانَ يَكُونُ فِي بَنِي عِجْلٍ - عَنْ بُكَيْرِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا أَبَا القَاسِمِ، أَخْبِرْنَا عَنِ الرَّعْدِ مَا هُوَ؟ قَالَ: «مَلَكٌ مِنَ المَلَائِكَةِ، مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ، مَعَهُ مَخَارِيقُ
(1)
مِنْ نَارٍ، يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللهُ» فَقَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ؟ قَالَ: «زَجْرُهُ بِالسَّحَابِ إِذَا زَجَرَهُ، حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى حَيْثُ أُمِرَ» قَالُوا: صَدَقْتَ. قَالُوا: فَأَخْبِرْنَا عَمَّا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ؟ قَالَ: «اشْتَكَى عِرْقَ النَّسَا، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُلَائِمُهُ إِلَّا لُحُومَ الإِبِلِ وَأَلْبَانَهَا؛ فَلِذَلِكَ حَرَّمَهَا» قَالُوا: صَدَقْتَ.
(1)
جمع مخراق، وهو في الأصل ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا، أراد أنه آلة تزجر بها الملائكة السحاب وتسوقه، ويفسره حديث ابن عباس:«البرق سوط من نور تزجر به الملائكة السحاب» . انظر النهاية في غريب الحديث لأبي السعادات ابن الأثير (ج/ ص)(معتمد)(2/ 26).
مدار هذا اللفظ على بُكَيْر بن شهاب، وقد روى عنه عبد الله بن الوليد ومبارك بن سعيد الثوري. وقال فيه أبوحاتم: شيخ، يمكن أن يكون كوفيًّا. وذَكَره ابن حِبان في «الثقات». وقال الحافظ فيه: مقبول.
أخرجه الترمذي في «جامعه» (3117) والنَّسَائي في «الكبرى» (9072) وأحمد (1/ 274) والبخاري في «التاريخ الكبير» (2/ 114) وابن مندة في «التوحيد» (44) وغيرهم، من طرق عن عبد الله بن الوليد المُزَني، عن بُكَيْر بن شهاب، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس، به.
وقال الترمذي: حَسَن غريب. وقال ابن منده: وهذا إسناد متصل، ورواته مشاهير ثقات، أخرجه النَّسَائي. وقال أبو نُعيم في «الحِلية»: غريب من حديث سعيد، تَفرَّد به بُكَيْر.
وخالف بكيرًا حبيبُ بن أبي عَمْرة وهو ثقة، فأوقفه على ابن عباس بسؤال ما حَرَّم إسرائيل على نفسه. رواه عن حبيبٍ الثوريُّ، وعنه محمد بن يوسف وغيره، وعنهم البخاري في «التاريخ الكبير» (2/ 114، 115).
وله شاهد لا يُفْرَح به من حديث جابر، وفيه:«وأما الرعد فإنه مَلَكٌ بيده مِخراق، يدني القاصية ويُؤَخِّر الدانية، وإذا رَفَع برقت، وإذا زَجَر رعدت، وإذا ضَرَب صعقت» .
ذَكَر الذهبي الحديث في «الميزان» في ترجمة يوسف بن يعقوب أبي عمران، وقال: حَدَّث عن ابن جُريج بخبر باطل طويل، وعنه إنسان مجهول، واسمه محمد بن عبد الرحمن السُّلَمي.
• الخلاصة: أن الخبر ضعيف مرفوعًا، وأورده الطبري من طرق فيها ضعف عن ابن عباس موقوفًا
(1)
أو علي
(2)
فهو من الإسرائيليات.
2 -
قال الإمام أحمد في «مسنده» رقم (23686): حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا إِلَى جَنْبِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي الْمَسْجِدِ، فَمَرَّ شَيْخٌ جَمِيلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ، وَفِي أُذُنَيْهِ صَمَمٌ - أَوْ قَالَ: وَقْرٌ - أَرْسَلَ إِلَيْهِ حُمَيْدٌ، فَلَمَّا أَقْبَلَ قَالَ: يَا بْنَ أَخِي، أَوْسِعْ لَهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ فَإِنَّهُ قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم! فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَقَالَ لَهُ حُمَيْدٌ: حَدِّثْنِي بالْحَدِيثِ الَّذِي حَدَّثْتَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ الشَّيْخُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ يُنْشِئُ السَّحَابَ، فَيَنْطِقُ أَحْسَنَ الْمَنْطِقِ، وَيَضْحَكُ أَحْسَنَ الضَّحِكِ» .
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/ 435)، والعُقيلي في «الضعفاء الكبير» (109)، والرَّامَهُرْمُزِيّ في «الأمثال» (ص/ 25)، وابن أبي الدنيا في «المطر والرعد» (90) وغيرهم، من طرق عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه قال:
كُنْتُ جَالِسًا إِلَى جَنْبِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي الْمَسْجِدِ فَمَرَّ شَيْخٌ جَمِيلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ، وَفِي أُذُنَيْهِ صَمَمٌ - أَوْ قَالَ: وَقْرٌ - أَرْسَلَ إِلَيْهِ حُمَيْدٌ، فَلَمَّا أَقْبَلَ قَالَ: يَا بْنَ أَخِي، أَوْسِعْ لَهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ فَإِنَّهُ قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم! فَجَاءَ
حَتَّى
(1)
انظر: «تفسير الطبري» (1/ 151).
(2)
انظر: «العلل لأحمد» رواية عبد الله (3/ 138) رقم (5637) ومداره على حماد بن سلمة، واختُلف فيه على شيخه.
جَلَسَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَقَالَ لَهُ حُمَيْدٌ: هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي حَدَّثْتَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ الشَّيْخُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
…
وذَكَر الحديث.
قال ابن حجر في «لسان الميزان» (2/ 161): والمحفوظ ما رواه إبراهيم بن سعد عن أبيه.
وأَخْرَج الرَّامَهُرْمُزي في «الأمثال» (ص/ 153 - 154)، والعُقيلي في «الضعفاء» (108) من طريقين: حدثنا عمرو بن الحُصين العُقيلي قال: حدثنا أمية بن سعيد الأموي قال: أخبرنا صفوان بن سُليم، عن حُميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ينشئ الله السحاب، ثم ينزل فيها الماء، فلا شيء أحسن من ضحكه، ولا شيء أحسن من منطقه، وضحكه البرق، ومنطقه الرعد» .
قال الحافظ: وعمرو بن الحُصين متروك الحديث، ولا يصح عن صفوان بن سُليم ولا عن أبي هريرة، ولعله أتى من الراوي عنه عمرو بن الحُصين.
قال أبو محمد الرَّامَهُرْمُزي رحمه الله: هذا من أحسن التشبيه وألطفه؛ لأنه جَعَل صوت الرعد منطقًا للسحاب، وتلألؤ البرق بمنزلة الضحك لها.
سورة الحِجْر
سبب نزول قوله تعالى
{وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ}
• قال الترمذي في «سُننه» رقم (3122) والنَّسَائي (870): حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ الحُدَّانِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:«كَانَتِ امْرَأَةٌ تُصَلِّي خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَسْنَاءَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ، فَكَانَ بَعْضُ القَوْمِ يَتَقَدَّمُ حَتَّى يَكُونَ فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ لِئَلَّا يَرَاهَا، وَيَسْتَأْخِرُ بَعْضُهُمْ حَتَّى يَكُونَ فِي الصَّفِّ المُؤَخَّرِ، فَإِذَا رَكَعَ نَظَرَ مِنْ تَحْتِ إِبْطَيْهِ» فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} [الحجر: 24].
وتابع قتيبةَ حميدُ بن مسعدة وأبو بكر بن خَلَّاد، أخرجه ابن ماجه (1046) وغيره
- وخالف نوحًا جعفرُ بن سليمان، أخرجه عبد الرزاق في «تفسيره» (1445): عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْجَوْزَاءِ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ} [الحجر: 24] فِي الصُّفُوفِ فِي الصَّلَاةِ، وَ {الْمُسْتَأْخِرِينَ} [الحجر: 24].
وتابع نوحًا سفيانُ الثوري، أخرجه الحاكم (3347) عن رجل عن أبي الجوزاء عن ابن عباس، به.
قال ابن عَدِيّ في «الكامل» (2617): وأوس بن عبد الله أبو الجوزاء هذا يُحَدِّث عنه عمرو بن مالك النُّكْرِي، يُحَدِّث عن أبي الجوزاء هذا أيضًا، عن ابن عباس قَدْر عَشَرة أحاديث غير محفوظة.
وصَحَّح الترمذي (5/ 296) الإرسال. وقال أبو نُعيم كما في «الحِلية» (3/ 81): غريب من حديث أبي الجوزاء، تَفرَّد برفعه نوح بن قيس. وقال ابن كثير كما في «تفسيره» (4/ 532): هذا الحديث فيه نكارة شديدة.
- وله شاهد مرسل عن مَرْوان بن الحَكَم، أخرجه الطبري في تفسير الآية، وفيه رجل مبهم.
وله شاهدٌ آخَر كما في «الدر المنثور» (5/ 74)، (8/ 605) أَخْرَج ابن مَرْدَوَيْهِ (ت/ 410) عن داود بن صالح قال: قال سهل بن حُنيف الأنصاري: أتدرون فيم أُنزلتْ {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} ؟ قلت: في سبيل الله. قال: لا، ولكنها في صفوف الصلاة.
ولم يقف الباحث على إسناده.
• الخلاصة: كَتَب شيخنا مع الباحث/ محمد بن منصور الشرقاوي، بتاريخ الخميس (13) ذي القعدة (1442 هـ) المُوافِق (24/ 6/ 2021 م):
1 -
سياق الكتاب العزيز مفاده أن ذلك في المستقدمين من الأمم والمستأخرين منهم؛ لقوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ} [الحجر: 25].
2 -
رواية عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس - فيها مناكير كثيرة.
3 -
إعلال الحديث بالإرسال، ورجحه الترمذي.
4 -
نكارة المتن.
5 -
أبو الجوزاء ليس من أصحاب ابن عباس الأثبات.
• تنبيه: صَحَّح الخبر الشيخ الألباني في «الثمر المستطاب في فقه السُّنة والكتاب» (1/ 305): وهذه الرواية المرسلة والموقوفة لا تُعَلِّل عندي الرواية الاولى الموصولة المرفوعة؛ لأن مع راويها زيادة علم، وقَبولها واجب كما تَقرَّر في المصطلح.
وأيضًا: فإن الرواية المرسلة لفظها يدل على أنها رواية مستقلة عن الرواية المرفوعة؛ لأنها مختصرة جدًّا.
والظاهر أن أبا الجوزاء كان إذا روى الحديث مرفوعًا رواه بتمامه في سبب نزول الآية، وإذا ذَكَر الآية مُفسِّرًا لها رواه مختصرًا غير رافعه ولا مسنده إلى ابن عباس، وإن كان هو في الأصل قد أخذه عنه.
فظهر بهذا أن الرواية المرسلة لا تُعِل الرواية الموصولة. والله أعلم.
وأما قول الحافظ ابن كَثير في «تفسيره» : (وهذا الحديث فيه نكارة شديدة) فغير مُسَلَّم؛ لأن ذلك البعض
(1)
الذي كان يَنظر من تحت إبطه جاز أن يكون
(1)
استخدام ابن كثير رحمه الله (البعض) بالألف واللام وهي خلاف الأفصح، قَالَ أَبُو حَاتِم سهل بن محمد السجستاني: قلت للأصمعيّ -عبد الملك بن قريب -: رَأَيْت فِي (كتاب ابْن المقفّع): (الْعلم كثيرٌ ولكنَّ أخْذَ الْبَعْض خيرٌ من تَرك الكُلّ). فَأنكرهُ أشدّ الْإِنْكَار وَقَالَ: الْألف وَاللَّام لَا تدخلان فِي بعض وكلّ؛ لِأَنَّهُمَا معرفَة بِغَيْر ألف وَلَام، وَفِي الْقُرْآن:{شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ} (النَّمل: 87) قَالَ أَبُو حَاتِم: وَلَا تَقول العربُ الكلَّ وَلَا البعضَ، وَقد اسْتَعْملهُ الناسُ حَتَّى سِيبَوَيْهٍ والأخفش فِي كتبهما، لقلَّة علمهما بِهَذَا النَّحْو، فاجتنِبْ ذَلِك فَإِنَّهُ لَيْسَ من كَلَام الْعَرَب. انتهى من «تهذيب اللغة» (1/ 311).
من المنافقين أو من جهلة الأعراب، وهذا واضح لا يَخفى، فلا نكارة ولا إشكال.
ولذلك لم نَرَ أحدًا ممن خَرَّج الحديث أو ذَكَره وَصَفه بالنكارة الشديدة، حتى ولا الحافظ الذهبي المعروف بنقده الدقيق للمتون، بل صححه كما عَلِمْتَ، .. إلخ وانظر:«الصحيحة» (5/ 608) رقم (2472).
• تنبيه: تَعقَّب ابنُ حجر ابنَ عَدِيّ، فوَهَّمه حيث خَلَط بين النُّكْري والراسبي، والنُّكْري متقدم، من الطبقة السابعة، والراسبي متأخر، من الطبقة العاشرة، ويَسرق الحديث، والنُّكْري وثقه ابن مَعِين كما في «سؤالاته» (ص/ 202) وذَكَره ابن حِبان في «الثقات» وقال ابن حجر: صدوق له أوهام.
سورة الكهف
قال تعالى: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}
• قال البخاري رقم (7465) ومسلم رقم (775) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، عليهما السلام أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً، فَقَالَ لَهُمْ:«أَلَا تُصَلُّونَ» ، قَالَ عَلِيٌّ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قُلْتُ ذَلِكَ، وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُدْبِرٌ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَيَقُولُ:{وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [الكهف: 54] وتابع محمد بن أبي عتيق جماعة - شعيب وإسحاق بن راشد وعقيل وزيد بن أبي أنيسة وصالح بن كيسان وحكيم بن حكيم - وخالفهم معمر كما في «المصنف» (2244) فأرسله. ورجح الدارقطني في «العلل» (302): وصوب رواية الجماعة بالوصل.
• الخلاصة: كتب شيخنا مع الباحث/ محمد بن صلاح بتاريخ الخميس 25 محرم 1443 موافق 2/ 9/ 2021 م: قصر معمر.
سورة النور
تَعَدُّد سبب النزول
في قصة المتلاعنين جاء ذكر هلال بن أمية وعويمر العَجْلاني في سبب نزول {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} والأسانيد في الصحيحين بذكرهما:
1 -
من حديث أنس بذكر هلال بن أمية، أخرجه مسلم (2671).
2 -
من حديث ابن عباس بذكر هلال بن أُمية، أخرجه البخاري (4747).
ومدار الخبرين على هشام بن حسان:
تارة عن عكرمة عن ابن عباس، وهي التي أخرجها البخاري.
وتارة عن ابن سيرين عن أنس، وهي التي أخرجها مسلم.
وجَنَح ابن حجر
(1)
للجمع بأن لهشام شيخين.
•
والخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ ياسر اليماني إلى ما انتهى إليه الحافظ ابن حجر.
(1)
انظر «فتح الباري» (8/ 450) لابن حجر.
سورة الأنبياء
• قال تعالى: {قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ} [الأنبياء: 69، 70]
عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، «أَمَرَ بِقَتْلِ الوَزَغِ
(1)
، وَقَالَ: كَانَ يَنْفُخُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عليه السلام»
(2)
.
(1)
أخرج مسلم (2240) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَتَلَ وَزَغَةً فِي أَوَّلِ ضَرْبَةٍ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً، وَمَنْ قَتَلَهَا فِي الضَّرْبَةِ الثَّانِيَةِ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً، لِدُونِ الأُولَى، وَإِنْ قَتَلَهَا فِي الضَّرْبَةِ الثَّالِثَةِ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً، لِدُونِ الثَّانِيَةِ» . وفي رواية جرير عند مسلم: «مَنْ قَتَلَ وَزَغًا فِي أَوَّلِ ضَرْبَةٍ كُتِبَتْ لَهُ مِئَةُ حَسَنَةٍ» وفي رواية: «فِي أَوَّلِ ضَرْبَةٍ سَبْعِينَ حَسَنَةً» .
(الأوزاغ) جمع وزغ وهو سام أبرص ويسميه العامة في دمشق أبا بريص]
(2)
صحيح دون التعليل «ينفخ
…
» فمدرج: رواه عبد الحميد بن جبير عن سعيد بن المسيب عن أم شريك رضي الله عنها به واختلف عليه فرواه ابن عيينة بدونها أخرجه البخاري (3307)، ومسلم (2237) وغيرهما.
وخالفه ابن جريج واختلف عليه فرواه الجماعة (ابن وهب وروح ومحمد بن بكر وأبو عاصم) عنه بدونها انظر: مسلما (2237) وغيره.
وخالفهم عبيد الله بن موسى أخرجه البخاري (3359).
الخلاصة: (لفظة كان ينفخ) لم يسلم لها طريق ولفظ: (قال) في طريق عبيد الله بن موسى يشعر بالإدراج في رواية البخاري.
وورد عن عائشة النفخ ولم يصح عنها فمداره على سائبة وهي مجهولة وأيضًا من رواية سعيد بن المسيب وهي من طريق قتادة عند النسائي (2831) وهو مضعف فيه تضعيفا شديدا قاله ابن المديني وخالفه القاسم بن محمد كما في البخاري (3308) وعرة بن الزبير كما في البخاري (3306) ومسلم (2239) بدون النفخ.
وانتهى شيخنا مع الباحث/ محمود بن شعبان العوفي بتاريخ 19 صفر 1443 موافق 26/ 9/ 2021 م إلى أن النفخ لا يصح وكتب على طريق عبيد الله بن موسى تشعر بضميمة تفرد عبيد الله بن موسى بأنها مدرجة.
سورة الأحزاب
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}
• قال الحاكم في «المستدرك» رقم (2977) - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَطِيعِيُّ بِبَغْدَادَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ قَطَنِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ انْصَرَفَ مِنْ أُحُدٍ مَرَّ عَلَى مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَهُوَ مَقْتُولٌ عَلَى طَرِيقِهِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَدَعَا لَهُ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23] ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَشْهَدُ أَنَّ هَؤُلَاءِ شُهَدَاءُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، فَأْتُوهُمْ وَزُورُوهُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ أَحَدٌ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا رُدُّوا عَلَيْهِ»
(1)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ "
وقال ابن الجعد في «مسنده» رقم (2945) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ الْجَارُودِيُّ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ فَقَالَ: «اشْهَدُوا لِهَؤُلَاءِ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأْتُوهُمْ وَزُورُوهُمْ وَسَلِّمُوا عَلَيْهِمْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ أَحَدٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا رَجَوْتُ لَهُ، أَوْ قَالَ: إِلَّا رَدُّوا عَلَيْهِ» وأخرجه ابن القيسراني (610).
• الخلاصة: كتب شيخنا مع الباحث/ محمد بن عبد التواب بتاريخ 2/ 12/ 2021 م: في المتن غرابة والجارودي اثنان فليحرر.
• تنبيه: ذكر الذهبي في «الميزان» حديثا باطلا لكن من رواية الجارودي عن سفيان بخلاف هذا.
(1)
أسلم أسانيد هذا الخبر سند الحاكم. وسند ابن سعد (3160) وفي سنده عمرو ضعيف. وفي سند ابن المبارك في «الجهاد» (95) وفيه سعيد بن رحمة ضعيف.
سورة ص
• قوله صلى الله عليه وسلم: {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ}
اختُلف في الذي تختصم فيه الملائكة على ثلاثة أقوال:
القول الأول: اختصامهم في الكفارات.
ودليله أمران:
1 -
ظاهر اللفظ المضارع {يَخْتَصِمُونَ} ، والحَمْل على الظاهر أَوْلى من التأويل.
2 -
حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَتَانِي اللَّيْلَةَ رَبِّي تبارك وتعالى فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ - قَالَ: أَحْسَبُهُ فِي الْمَنَامِ - فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلَأُ الأَعْلَى؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا» . قَالَ: «فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ - أَوْ قَالَ: فِي نَحْرِي - فَعَلِمْتُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلَأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فِي الكَفَّارَاتِ، وَالكَفَّارَاتُ: المُكْثُ فِي المَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، وَالْمَشْيُ عَلَى الْأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ، وَإِسْبَاغُ الوُضُوءِ فِي المَكَارِهِ، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ وَمَاتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ. وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِذَا صَلَّيْتَ فَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ المُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ المَسَاكِينِ، وَإِذَا أَرَدْتَ
بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ. قَالَ: وَالدَّرَجَاتُ: إِفْشَاءُ السَّلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَالصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ»
(1)
.
الذين ذَكَروا هذا القول: عبد الرزاق (ت/ 211) في «تفسيره» (2612)، وابن أبي حاتم (ت/ 327) في «تفسيره» رقم (18373)، والماتريدي (333) في «تأويلات أهل السُّنة» (8/ 645)، ومكي بن أبي طالب (ت/ 437) في «الهداية إلى بلوغ النهاية» (10/ 6283)، والثعلبي (ت/ 427) في «الكشف والبيان عن تفسير القرآن» ، والماوردي (ت/ 450) في «النكت والعيون» (5/ 110).
قوله تعالى: {إِذْ يَخْتَصِمُونَ} فيه وجهان:
أحدهما: في قوله تعالى للملائكة: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا} الآية. فهذه الخصومة، قاله ابن عباس.
الثاني: في الكفارات. وعبد الكريم القشيري (ت/ 465) في «لطائف الإشارات» (3/ 262)، والبغوي (ت/ 510) في «معالم التنزيل» (7/ 101).
(1)
في كل طرقه مقال: سبق أن بينتُها في تحقيقي كتاب «رؤية الله ?» للدارقطني، ط/ ابن تيمية.
وقال الدارقطني: كل أسانيده مضطربة ليس فيها صحيح.
قال: وقد رواه عن أنس، ورُوي عن قتادة عن أبي قِلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس، وهو غلط، والمحفوظ أن خالد بن اللجلاج رواه عن عبد الرحمن بن عائش. وعبد الرحمن لم يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما رواه عن مالك بن يخامر عن معاذ.
وقال أبو بكر البيهقي: قد رُوي من أوجه كلها ضعاف. وانظر: «علل الدارقطني» (6/ 54).
وقال ابن عطية (ت: 542) في «المُحرَّر الوجيز» (4/ 513): اختَلف الناس في الشيء الذي هو اختصامهم فيه:
فقالت فرقة: اختصامهم في أمر آدم وذريته في جعلهم في الأرض، ويدل على ذلك ما يأتي من الآيات، فقول الملائكة:{أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} [البقرة: 30] هو الاختصام.
وقالت فرقة: بل اختصامهم في الكفارات وغَفْر الذنوب ونحوه، فإن العبد إذا فَعَل حسنة اختَلف الملائكة في قدر ثوابه في ذلك حتى يَقضي الله بما شاء.
وقال ابن العربي (ت/ 543) في «أحكام القرآن» (4/ 72) فِي سَبَبِ نُزُولِهَا، وَذَلِكَ أَنَّ قُرَيْشًا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قَالَ: «سَأَلَنِي رَبِّي ? فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْت: فِي الْكَفَّارَاتِ وَالدَّرَجَاتِ. قَالَ: وَمَا الْكَفَّارَاتُ؟ قُلْت: الْمَشْيُ عَلَى الْأَقْدَامِ إلَى الْجَمَاعَاتِ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي السَّبَرَاتِ، وَالتَّعْقِيبُ فِي الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ. قَالَ: وَمَا الدَّرَجَاتُ؟ قُلْت: إِفْشَاءُ السَّلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَالصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ» .
وَقِيلَ: خُصُومَتُهُمْ قَوْلُهُمْ: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30]» هَذَا حَدِيثُ الْحَسَنِ، وَهُوَ حَسَنٌ.
وقال ابن الجوزي (ت/ 597)
(1)
في «زاد المسير» (7/ 155): وفي مناظرتهم قولان:
(1)
تقريبًا وُلد سنة (510) فعاش نحو (87).
وقال الذهبي في «تذكرة الحفاظ» (4/ 93): ما عَلِمْتُ أحدًا من العلماء صَنَّف ما صَنَّف هذا الرجل، مات أبوه وله ثلاث سنين فرَبَّتْه عمته.
ولما ترعرع حملته عمته إلى الحافظ ابن ناصر فاعتنى به وأسمعه الكثير، حَصَل له من الحظوة في الوعظ ما لم يَحصل لأحد قط، وحضر مجالسه ملوك ووزراء، بل وخلفاء من وراء الستر.
وكان يَختم في كل أسبوع ختمة، ولا يَخرج من بيته إلا إلى الجمعة أو المجلس.
من بدائع كلامه: عقارب المنايا تلسع، وخدران جسم الأمل يَمنع الإحساس، وماء الحياة في إناء العمر يرشح بالأنفاس.
ومن كلامه: مَنْ قَنِع طاب عيشه، ومَن طَمِع طال طيشه.
وقال عن نفسه في الخُطبة: كتبتُ بأصبعي ألفي مجلد، وتاب على يدي مِائة ألف، وأسلم على يدي عِشرون ألفًا.
قال الذهبي: كان ابن الجوزي كثير الغلط فيما يصنفه؛ فإنه كان يَفرغ من الكتاب ولا يعتبره.
قلت: نعم، له وهم كثير في تواليفه، يَدخل عليه الداخل من العجلة والتحويل إلى مُصنَّف آخَر.
وقد قرأ بواسط وهو ابن ثمانين سنة بالعَشْر على ابن الباقلاني، وتلا معه ولده يوسف، نَقَل ذلك ابن نقطة عن القاضي محمد بن أحمد بن الحسن.
انظر: «تذكرة الحفاظ» (4/ 93 فما بعد).
أحدهما: أنه قولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} [البقرة: 30] قاله ابن عباس ومقاتل.
والثاني: أنهم قالوا: لن يَخلق الله خلقًا إلا كنا أكرم منه وأعلم. قاله الحسن
(1)
هذا قول الأكثر من المفسرين، وقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «رأيتُ ربي عز و جل
…
».
(1)
قَارِن بين هذا وقول الحسن السابق، وإن سَلِما في النسبة فهما في قصة آدم عليه السلام.
وذَكَره علاء الدين المعروف بالخازن
(1)
(ت/ 741) في «لُباب التأويل في معاني التنزيل» (4/ 48).
وقال أبو حيان (ت/ 745) في «البحر المحيط» (9/ 172): وَقِيلَ: فِي الْكَفَّارَاتِ وَغَفْرِ الذُّنُوبِ
…
وذَكَر الخبر.
وقال الثعالبي (ت/ 875) في «الجواهر الحسان في تفسير القرآن» (5/ 75): اختُلف في الشيء الذي هو اختصامهم فيه:
فقالت فرقة: اختصامهم في شأن آدم، كقولهم:{أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} [البقرة: 30] ويدل على ذلك ما يأتي من الآيات.
وقالت فرقة: بل اختصامهم في الكفارات وغَفْر الذنوب، ونحوه فإن العبد إذا فعل حسنة، اختلفت الملائكة في قَدْر ثوابه في ذلك، حتى يَقضي الله بما شاء.
والبقاعي في «نظم الدرر في تناسب الآيات والسور» (6/ 402): {يَخْتَصِمُونَ} أي: في شأن آدم عليه السلام، أول خليفة في الأرض بل الخليفة المطلق؛ لأن خلافة أولاده من خلافته، وفي الكفارات الواقعة من بنيه، كما أنه ما كان لي من علم
(1)
وأورد في «لُباب التأويل في معاني التنزيل» (4/ 47) عقب خبر ابن عباس في اختلافهم في الكفارات: وللعلماء في هذا الحديث وفي أمثاله من أحاديث الصفات مذهبان:
أحدهما - وهو مذهب السلف -: إمراره كما جاء من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والإيمان به من غير تأويل له، والسكوت عنه وعن أمثاله، مع الاعتقاد بأن الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
المذهب الثاني: هو تأويل الحديث.
ثم قال (4/ 48): وإذا حملنا الحديث على المنام وأن ذلك كان في المنام، فقد زال الإشكال وحَصَل الغرض، ولا حاجة بنا إلى التأويل.
بأهل النار إذ يختصمون، ولا بالخَصم الذين دخلوا على داود عليه السلام الذي جعله الله تعالى خليفة في الأرض إذ يختصمون، وقد علمت ذلك علماً مطابقاً للحق بشهادة الكتب القديمة، وأنتم تعلمون أني لم أخالط عالماً قط، فهذا عَلَم من أعلام النبوة واضح في أني لم أعلم ذلك إلا بالوحي لكوني رسول الله.
وعَبَّر هنا بالمضارع - وإن كان قد وقع ومضى من أول الدهر؛ تذكيرًا بذلك الحال وإعلاماً بما هم فيه الآن من مثله في الدرجات، كما سيأتي قريباً في الحديث القدسي.
وعَبَّر في تخاصم أهل النار وهو لم يأتِ بالماضي؛ تنبيهاً على أن وقوعه مما لا ريب فيه، فكأنه وقع وفُرِغ منه؛ لأنه قد فَرَغ من قضائه مَنْ لا يَرُد قضاء؛ لأنه الواحد فلا شريك له ولا منازع.
والسيوطي (ت/ 911) في «الدر المنثور في التفسير بالمأثور» (7/ 202).
وذَكَر الأقوال الثلاثة القرطبي المُفسِّر في «تفسيره» (15/ 226) وابن جُزَيّ (ت/ 741) في «التسهيل لعلوم التنزيل» (2/ 213).
الأول: اختصامهم في خلق آدم عليه السلام، ودليله السياق. والقائلون به:
1 -
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَوْلُهُ: {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ} [ص: 69] قَالَ: «الْمَلَأُ الْأَعْلَى: الْمَلَائِكَةُ حِينَ شُووِرُوا فِي خَلْقِ آدَمَ، فَاخْتَصَمُوا فِيهِ، وَقَالُوا: لَا تَجْعَلْ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً»
(1)
.
(1)
مسلسل بالضعفاء: أخرجه الطبري في «تفسيره» من طريق العوفيين.
2 -
عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ} [ص: 69] قَالَ: «اخْتَصَمُوا إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ: (إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ) لِلَّذِي خَلَقَهُ بِيَدِهِ»
(1)
.
3 -
عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ:{مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ} [ص: 69] قَالَ: هُمُ الْمَلَائِكَةُ، كَانَتْ خُصُومَتُهُمْ فِي شَأْنِ آدَمَ، حِينَ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ:{إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ} [ص: 71] .. حَتَّى بَلَغَ {سَاجِدِينَ} [ص: 72] وَحِينَ قَالَ: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]
…
حَتَّى بَلَغَ {وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة: 30] فَفِي هَذَا اخْتَصَمَ الْمَلَأُ الْأَعْلَى
(2)
.
4 -
عَنِ السُّدِّيِّ، {بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ} [ص: 69] هُوَ: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]
(3)
.
واقتَصَر الطبري (ت/ 310) على هذا القول هنا، وفي قصة آدم عليه السلام من سورة البقرة. وكذلك الواحدي (ت/ 468) في «التفسير الوسيط» (3/ 566) والزمخشري (ت/ 538) في «الكشاف» (4/ 104) وأبو السعود (ت/ 982) في «إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم» (1/ 89).
(1)
إسناده صحيح: أخرجه عبد الرزاق في «تفسيره» رقم (2611): عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، به.
(2)
إسناده حسن: أخرجه الطبري في «تفسيره» : حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، به.
(3)
إسناده حسن: أخرجه الطبري في «تفسيره» (20/ 142): حدثنا محمد قال: ثنا أحمد قال: ثنا أسباط، عن السُّدّيّ، به.
وقال الثعلبي (ت/ 427) في «تفسيره» (22/ 153): هذا قول أكثر المفسرين.
وقال ابن الجوزي (ت: 537) في «زاد المسير» (7/ 155): هذا قول الأكثر من المفسرين.
وقال النَّسَفي (ت/ 685) في «أنوار التنزيل وأسرار التأويل» (5/ 34): {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ} بدل من {إِذْ يَخْتَصِمُونَ} مبين له، فإن القصة التي دخلت إذ عليها مشتملة على تقاول الملائكة وإبليس في خلق آدم عليه السلام، واستحقاقه للخلافة والسجود.
وقال ابن كَثير في «تفسيره» (7/ 81): وليس هذا الاختصام هو الاختصام المذكور في القرآن؛ فإن هذا قد فُسِّر، وأما الاختصام الذي في القرآن، فقد فُسِّر بعد هذا، وهو قوله تعالى:{إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ} .
القول الثالث: قيل: الضمير في (يختصمون) للكفار، أي: يختصمون في الملأ الأعلى، فيقول بعضهم: هم بنات الله. ويقول آخرون: هم آلهة تُعبَد. وهذا بعيد.
وقال ابن جُزَيّ (ت/ 741) في «التسهيل لعلوم التنزيل» (2/ 213): وسَبَقه إلاه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي (ت/ 671) المُفسِّر
(1)
.
الترجيح: قرينة السياق والبدلية في الإعراب تُرجِّح ما ذهب إليه الأكثر. وأما النص النبوي على فرض ثبوته فهو أقوى؛ لأنه أمر غيبي، وإمرار للفظ المضارع {يَخْتَصِمُونَ} على ظاهره دون تأويل.
• قلت (أبو أويس): وهذا ما أختاره على تضعيفي للخبر، والله أعلم.
(1)
أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي (ت/ 656) صاحب «المُفْهِم» .
• تنبيه: قال شيخنا مع الباحث/ أبي حمزة السويسي بتاريخ 10 ربيع أول 1443 موافق 17/ 10/ 2021 م أغير حكمي في حديث اختصام الملأ الأعلى إلى اكتب في سنده اختلاف.
ثم عرضه د/ إبراهيم بن يوسف المنوفي بتاريخ 25/ ربيع أول 1443 موافق 31/ 10/ 2021 م: أكثر الطرق باستثناء طريق عن ابن عباس عن عبد الرحمن بن عائش ثم كتب: فيه عبد الرحمن بن عائش وقد اختلف عليه وفي صحبته نظر ولم نجد من وثقه والحديث يحتاج إلى إسناد قوي لإثبات مثل هذا المعنى.
سورة غافر
• قال تعالى: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} [غافر: 28]
قال الإمام أحمد في «مسنده» رقم (7036) - قَالَ يَعْقُوبُ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا أَكْثَرَ مَا رَأَيْتَ قُرَيْشًا أَصَابَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، فِيمَا كَانَتْ تُظْهِرُ مِنْ عَدَاوَتِهِ؟ قَالَ: حَضَرْتُهُمْ وَقَدِ اجْتَمَعَ أَشْرَافُهُمْ يَوْمًا فِي الْحِجْرِ، فَذَكَرُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَا مِثْلَ مَا صَبَرْنَا عَلَيْهِ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ قَطُّ، سَفَّهَ أَحْلَامَنَا، وَشَتَمَ آبَاءَنَا، وَعَابَ دِينَنَا، وَفَرَّقَ جَمَاعَتَنَا، وَسَبَّ آلِهَتَنَا، لَقَدْ صَبَرْنَا مِنْهُ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ، أَوْ كَمَا قَالُوا: قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلَ يَمْشِي، حَتَّى اسْتَلَمَ الرُّكْنَ، ثُمَّ مَرَّ بِهِمْ طَائِفًا بِالْبَيْتِ، فَلَمَّا أَنْ مَرَّ بِهِمْ غَمَزُوهُ بِبَعْضِ مَا يَقُولُ، قَالَ: فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ مَضَى، فَلَمَّا مَرَّ بِهِمُ الثَّانِيَةَ، غَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا، فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ مَضَى، ثُمَّ مَرَّ بِهِمُ الثَّالِثَةَ، فَغَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا، فَقَالَ:«تَسْمَعُونَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ» ، فَأَخَذَتِ الْقَوْمَ كَلِمَتُهُ، حَتَّى مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا كَأَنَّمَا عَلَى رَأْسِهِ طَائِرٌ وَاقِعٌ، حَتَّى إِنَّ أَشَدَّهُمْ فِيهِ وَصَاةً قَبْلَ ذَلِكَ لَيَرْفَؤُهُ بِأَحْسَنِ مَا يَجِدُ مِنَ الْقَوْلِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ: انْصَرِفْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، انْصَرِفْ رَاشِدًا، فَوَاللَّهِ مَا كُنْتَ جَهُولًا، قَالَ: فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ، اجْتَمَعُوا فِي
الْحِجْرِ وَأَنَا مَعَهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ذَكَرْتُمْ مَا بَلَغَ مِنْكُمْ وَمَا بَلَغَكُمْ عَنْهُ،
حَتَّى إِذَا بَادَأَكُمْ بِمَا تَكْرَهُونَ تَرَكْتُمُوهُ فَبَيْنَمَا هُمْ فِي ذَلِكَ، إِذْ طَلَعَ عليهم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَثَبُوا إِلَيْهِ وَثْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَأَحَاطُوا بِهِ، يَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ كَذَا وَكَذَا؟ لِمَا كَانَ يَبْلُغُهُمْ عَنْهُ مِنْ عَيْبِ آلِهَتِهِمْ وَدِينِهِمْ، قَالَ: فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ، أَنَا الَّذِي أَقُولُ ذَلِكَ» ، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ أَخَذَ بِمَجْمَعِ رِدَائِهِ، قَالَ: وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، دُونَهُ، يَقُولُ وَهُوَ يَبْكِي:{أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} [غافر: 28]؟ ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَأَشَدُّ مَا رَأَيْتُ قُرَيْشًا بَلَغَتْ مِنْهُ قَطُّ.
- خالف يحيى بن عروة اثنان مختصرا دون قصة الذبح:
1 -
محمد بن إبراهيم التيمي أخرجه البخاري (3678).
2 -
هشام بن عروة أخرجه النسائي في «الكبرى» (11399) لكن جعله من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه.
- وجاء لفظ: (الذبح) من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو أخرجه البخاري في «خلق أفعال العباد» (322).
• الخلاصة: أرى ثبوت السياق من طريقي ابن إسحاق ومحمد بن عمرو بينما يرى شيخنا مع الباحث/ محمد بن لملوم: شذوذ هذه اللفظة بتاريخ 23 ذي القعدة 1442 موافق 4/ 7/ 2021 م.
سورة الجاثية
• حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ: إِنَّمَا يُهْلِكُنَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَهُوَ الَّذِي يُهْلِكُنَا وَيُمِيتُنَا وَيُحْيِينَا! فَقَالَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} [الجاثية: 24]» قَالَ: «فَيَسُبُّونَ الدَّهْرَ» فَقَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: «يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي الْأَمْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ» .
رواه البخاري (4826)، ومسلم (2246) من طريق ابن عُيينة، مُقتصرَين على قول الله تبارك وتعالى، ليس فيه زيادة: «كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ
…
».
وكذلك رواه الأعرج وابن سيرين، كلاهما عند مسلم (2246)، والحرقي (16/ 340)، وأبو صالح (16/ 272) كلاهما عند أحمد، وأبو سلمة عند البخاري (6181)، وهمام بن مُنَبِّه في «جامع مَعْمَر» (11/ 436) جميعًا عن أبي هريرة دون زيادة.
ورواه الحُميدي كما عند البخاري (4826)، وأحمد (12/ 187) وغيرهما، جميعًا عن سفيان دون زيادة.
وكذلك رواه مَعْمَر في «جامعه» (11/ 436) عن الزُّهْري، عن سعيد، عن أبي هريرة، دون الزيادة.
• الخلاصة: إنما هذه الزيادة من كلام ابن عُيينة، أَدْرَجها أبو كُرَيْب، وبَيَّنها ابن رَاهَوَيْهِ في روايته عند الحاكم (2/ 491) قال إسحاق: أخبرنا ابن عُيينة قال: كان أهل الجاهلية يقولون: إن الدهر هو الذي يهلكنا، هو الذي يميتنا ويحيينا! فرَدَّ الله عليهم قولهم
…
وتلا سفيان هذه الآية: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} .
سورة الأحقاف
• عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ: «إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ» إِلَّا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ. قَالَ: وَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} الآيَةَ، قَالَ: لَا أَدْرِي قَالَ مَالِكٌ الآيَةَ، أَوْ فِي الحَدِيثِ
(1)
.
(1)
صحيح دون سبب النزول، فالظاهر أنه مدرج: رواه مالك عن أبي النضر، عن عامر بن سعد، عن أبيه. واختُلف عليه:
فرواه عنه عبد الله بن يوسف بوجه الشاهد كما هنا، أخرجه البخاري (3812).
وخالفه إسحاق بن عيسى دون الآية، أخرجه أحمد (1453) وأبو يعلى (776).
ووافقه عبد الله بن وهب، وبَيَّن أنها مدرجة من قول الإمام مالك، أخرجه الطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (333) حيث قال: قَالَ مَالِكٌ: وَفِيهِ نَزَلَتْ: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ} [الأحقاف: 10].
وتابعهما متابعة قاصرة عاصم بن بهدلة عن مصعب بن سعد عن أبيه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِقَصْعَةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا، فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يَجِيءُ رَجُلٌ مِنْ هَذَا الْفَجِّ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، يَأْكُلُ هَذِهِ الْفَضْلَةَ» قَالَ سَعْدٌ: وَكُنْتُ تَرَكْتُ أَخِي عُمَيْرًا يَتَوَضَّأُ. قَالَ: فَقُلْتُ: هُوَ عُمَيْرٌ. قَالَ: فَجَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فَأَكَلَهَا. أخرجه أحمد (1458) وعبد بن حُميد في «المنتخب» (152) وأبو يعلى (721).
قال البزار في «مسنده» (3/ 303): وقد رَوَى هذا الحديث غير واحد عن مالك، بهذا الإسناد. وزاد فيه بعضهم قال: ونزلت هذه الآية {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ} [الأحقاف: 10] ولا نَعْلَم روى هذا الكلام إلا سعد.
وقال ابن منده في «الإيمان» (1/ 420): قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ: قُلْتُ لعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ: إِنَّ أَبَا مُسْهِرٍ حَدَّثَنَا عَنْ مَالِكٍ، وَلَمْ يَقُلْ هَذَا الْكَلَامَ، فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ مَعِي أَلْوَاحِي، فَتَكَلَّمَ مَالِكٌ بِهَا فِي عَقِبِ الْحَدِيثِ فَكَتَبْتُهُ. رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَمُوسَى بْنُ عِيسَى، وَابْنُ عَوْنٍ، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ. وَرَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، عَنْ مَالِكٍ. «وَلَمْ يَذْكُرِ التِّلَاوَةَ» .
وقال أبو نُعيم في «حِلية الأولياء وطبقات الأصفياء» (6/ 344): لَمْ يَذْكُرِ الْفَرْوِيُّ نُزُولَ الْآيَةِ. رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، وَيَحْيَى بْنُ نَصْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُوسُفَ، وَهَذَا مِنْ صَحِيحِ حَدِيثِ مَالِكٍ وَقَدِيمِهِ.
وقال ابن حجر في «فتح الباري» (1/ 302): وفيه نزلت هذه الآية {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} الآية، قال: لا أدري قال مالك الآية أو الحديث. قلت: هذا الشك من عبد الله بن يوسف شيخ البخاري، وليس ذلك في سياق الحديث، بل هو قول مالك، أَوْضَحه ابن وهب عن مالك. وأخرجه الدارقطني من حديثه في «غرائب مالك» .
2 -
ورد له شاهد ظاهرُ إسناده الصحة
(1)
لكن في متنه بعض الغرابة، وقصةُ إسلام عبد الله بن سَلَام ودخوله على رسول الله في أول مقدمه المدينة - في الصحيح
(2)
كما سبق، دون سبب النزول.
(1)
في «مسند أحمد» رقم (23984) وعند ابن حبان (7162) وغيرهما: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ -عبد القدوس بن الحَجاج - قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ -هو ابن عمرو السَّكْسَكيّ - قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
انْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا وَأَنَا مَعَهُ، حَتَّى دَخَلْنَا كَنِيسَةَ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ، يَوْمَ عِيدٍ لَهُمْ، فَكَرِهُوا دُخُولَنَا عَلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ، أَرُونِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا يَشْهَدُونَ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، يُحْبِطِ اللَّهُ عَنْ كُلِّ يَهُودِيٍّ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ الْغَضَبَ الَّذِي غَضِبَ عَلَيْهِ» .
قَالَ: فَأَسْكَتُوا، مَا أَجَابَهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، ثُمَّ ثَلَّثَ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَقَالَ:«أَبَيْتُمْ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَنَا الْحَاشِرُ، وَأَنَا الْعَاقِبُ، وَأَنَا النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى، آمَنْتُمْ أَوْ كَذَّبْتُمْ» .
ثُمَّ انْصَرَفَ وَأَنَا مَعَهُ، حَتَّى إِذَا كِدْنَا أَنْ نَخْرُجَ نَادَى رَجُلٌ مِنْ خَلْفِنَا: كَمَا أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: فَأَقْبَلَ، فَقَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ: أَيَّ رَجُلٍ تَعْلَمُونَي فِيكُمْ يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ؟ قَالُوا: وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ فِينَا رَجُلٌ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنْكَ، وَلَا أَفْقَهُ مِنْكَ، وَلَا مِنْ أَبِيكَ قَبْلَكَ، وَلَا مِنْ جَدِّكَ قَبْلَ أَبِيكَ. قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ لَهُ بِاللَّهِ أَنَّهُ نَبِيُّ اللَّهِ، الَّذِي تَجِدُونَهُ فِي التَّوْرَاةِ. قَالُوا: كَذَبْتَ. ثُمَّ رَدُّوا عَلَيْهِ قَوْلَهُ، وَقَالُوا فِيهِ شَرًّا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«كَذَبْتُمْ، لَنْ يُقْبَلَ قَوْلُكُمْ، أَمَّا آنِفًا فَتُثْنُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا أَثْنَيْتُمْ، وَلَمَّا آمَنَ أَكْذَبْتُمُوهُ، وَقُلْتُمْ فِيهِ مَا قُلْتُمْ، فَلَنْ يُقْبَلَ قَوْلُكُمْ» .
قَالَ: فَخَرَجْنَا وَنَحْنُ ثَلَاثَةٌ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل فِيهِ:{أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأحقاف: 10].
(2)
أخرجه البخاري (3911).
3 -
ورد له شاهد ضعيف، أخرجه الترمذي (3256) وغيره، من طريق عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أَخِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: لَمَّا أُرِيدَ عُثْمَانُ، جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: جِئْتُ فِي نُصْرَتِكَ. قَالَ: اخْرُجْ إِلَى النَّاسِ فَاطْرُدْهُمْ عَنِّي؛ فَإِنَّكَ خَارِجٌ خَيْرٌ لِي مِنْكَ دَاخِلٌ.
فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ كَانَ اسْمِي فِي الجَاهِلِيَّةِ فُلَانٌ، فَسَمَّانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ.
وَنَزَلَتْ فِيَّ: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأحقاف: 10].
وَنَزَلَتْ فِيَّ {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: 43].
إِنَّ لِلَّهِ سَيْفًا مَغْمُودًا عَنْكُمْ، وَإِنَّ المَلَائِكَةَ قَدْ جَاوَرَتْكُمْ فِي بَلَدِكُمْ هَذَا الَّذِي نَزَلَ فِيهِ نَبِيُّكُمْ، فَاللَّهَ اللَّهَ فِي هَذَا الرَّجُلِ أَنْ تَقْتُلُوهُ! فَوَاللَّهِ إِنْ قَتَلْتُمُوهُ لَتَطْرُدُنَّ جِيرَانَكُمُ المَلَائِكَةَ، وَلَتَسُلُّنَّ سَيْفَ اللَّهِ المَغْمُودَ عَنْكُمْ فَلَا يُغْمَدُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ. قَالَ: فَقَالُوا: اقْتُلُوا اليَهُودِيَّ وَاقْتُلُوا عُثْمَانَ.
وابن أخي عبد الله بن سَلَام مجهول.
ورُوي أيضًا من وجه آخَر ضعيف.
• قال تعالى: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [الأحقاف: 17]
قال البخاري في «صحيحه» رقم (4827) - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ عَلَى الحِجَازِ اسْتَعْمَلَهُ مُعَاوِيَةُ فَخَطَبَ، فَجَعَلَ يَذْكُرُ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ لِكَيْ يُبَايَعَ لَهُ بَعْدَ أَبِيهِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ شَيْئًا، فَقَالَ: خُذُوهُ، فَدَخَلَ بَيْتَ عَائِشَةَ فَلَمْ يَقْدِرُوا، فَقَالَ مَرْوَانُ: إِنَّ هَذَا الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ، {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي} [الأحقاف: 17]، فَقَالَتْ عَائِشَةُ مِنْ وَرَاءِ الحِجَابِ:«مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِينَا شَيْئًا مِنَ القُرْآنِ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ عُذْرِي»
ومما يبين هذه الرواية رواية النسائي في «سننه» رقم (11427) - أَخبَرنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثنا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: لَمَّا بَايَعَ مُعَاوِيَةُ لاِبْنِهِ، قَالَ مَرْوَانُ: سُنَّةُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: سُنَّةُ هِرَقْلَ وَقَيْصَرَ، فَقَالَ مَرْوَانُ: هَذَا الَّذِي أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا} الآيَةَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: كَذَبَ وَاللهِ، مَا هُوَ بِهِ، وَإِنْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ الَّذِي أُنْزِلَتْ فِيهِ لَسَمَّيْتُهُ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ أَبَا مَرْوَانَ، وَمَرْوَانُ فِي صُلْبِهِ، فَمَرْوَانُ فَضَضٌ مِنْ لَعْنَةِ اللهِ.
• الخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ أسامة بن شديد بتاريخ 21/ جمادى الآخرة 1443 موافق 24/ 1/ 2022 م: إلى صحته وأن عبد الرحمن
بريء من هذا الاستدلال لكونه أسلم فليس من الخاسيرين الذين حق عليهم القول قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ} [الأحقاف: 18].
سورة الحجرات
• سبب نزول قوله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: 9]
قال البخاري رقم (2691) - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، أَنَّ أَنَسًا رضي الله عنه، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ أَتَيْتَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ، «فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَرَكِبَ حِمَارًا، فَانْطَلَقَ المُسْلِمُونَ يَمْشُونَ مَعَهُ وَهِيَ أَرْضٌ سَبِخَةٌ» ، فَلَمَّا أَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِلَيْكَ عَنِّي، وَاللَّهِ لَقَدْ آذَانِي نَتْنُ حِمَارِكَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ مِنْهُمْ: وَاللَّهِ لَحِمَارُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَطْيَبُ رِيحًا مِنْكَ، فَغَضِبَ لِعَبْدِ اللَّهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَشَتَمَهُ، فَغَضِبَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَصْحَابُهُ، فَكَانَ بَيْنَهُمَا ضَرْبٌ بِالْجَرِيدِ وَالأَيْدِي وَالنِّعَالِ، فَبَلَغَنَا أَنَّهَا أُنْزِلَتْ:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: 9]
وأخرجه مسلم رقم (1799) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْقَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به.
• والخلاصة: أن كل الطرق ليس فيها تصريح بالسماع وأعله الإسماعيلي وقال لم يسمعه سليمان من أنس ورجح رواية البيهقي من طريق سليمان بلغه أن أنسًا. بينما يرى شيخنا صحة رواية الصحيحين المتفق عليها وأنها محمولة على
الاتصال لأن سليمان غير معروف بالتدليس وقال: لا تعارض الرواية المتفق عليها برواية البيهقي.
أفاده الباحث/ محمد الصغير مع شيخنا الثلاثاء 3 ذي الحجة 1442 موافق 13/ 7/ 2021 م.
سورة ق
• قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق: 38]
قال الإمام مسلم رقم (2789): حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ
(1)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي فَقَالَ: «خَلَقَ اللهُ عز وجل التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الْأَحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ عليه السلام بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فِي آخِرِ الْخَلْقِ، فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ، فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ» .
وتابع حجاج بن محمد هشام بن يوسف أخرجه الدولابي في «الكنى والأسماء» (982) للدولابي.
وخالفهما في السند الأخضر بن عجلان فقال عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه به أخرجه النسائي (11328).
(1)
روى له مسلم والنسائي هذا الخبر وفي «النكت الجياد» : لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: فيه لين.
وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 413): وقال بعضُهم: عن أَبي هُرَيرةَ، عن كَعب، وهو أصح.
وكتب شيخنا مع الباحث/ د. إبراهيم يوسف بتاريخ 13/ جمادى الآخرة 1443 موافق 16/ 1/ 2021 م: الرفع وهم والجمهور من المحدثين على إعلاله وأنه من قول كعب الأحبار. ا هـ.
• تنبيه: هذا الخبر فيه الخلق في سبعة أيام والآيات
(1)
فيها ستة أيام.
(1)
قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} [الأعراف: 54][يونس: 3]، {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} [هود: 7] {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: 59]{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [السجدة: 4]{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق: 38]{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الحديد: 4].
سورة الحاقة
• فائدة: كل (وَمَا أَدْرَاكَ) بالماضي جاء تفسيره في القرآن لتهويله وتعظيمه.
قال ابن عباس: كل ما قال: (أَدْرَاكَ) فقد أَعْلَم النبيَّ، وما قَالَ:(وما يُدريك) فلم يُعْلِمه
(1)
.
عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (ت/ 198) قَالَ: مَا فِي الْقُرْآنِ: (وَمَا يُدْرِيكَ) فَلَمْ يُخْبِرْهُ، وَمَا كَانَ (وَمَا أَدْرَاكَ) فَقَدْ أَخْبَرَهُ
(2)
.
(1)
«التفسير» لأبي المظفر السمعاني (6/ 34).
(2)
إسناده صحيح: عَلَّقه البخاري قبل رقم (2014) ووَصَله ابن أبي حاتم في «تفسيره» عن أبيه، عن محمد بن أبي عمر العدني، عن سفيان. ومن طريقه الحافظ ابن حجر كما في «تغليق التعليق» (3/ 204).
وأخرجه الطبري في «تفسيره» (23/ 207): حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ عَنْ سُفْيَانَ، به. ومحمد بن حُميد الرازي ضعيف.
وعَزَاه الماوردي في «النكت والعيون» (6/ 313) للفَرَّاء، وهو في «تفسير مقاتل» (3/ 512).
سورة المدثر
• قال الإمام الطبري في «تفسيره» (23/ 453): حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّيَ وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: لَا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلَّا أَرْبَعَةٌ - أَوْ: ذُو الْأَرْبَعَةِ
(1)
الشَّكُّ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ الطَّبَرِيِّ - ثُمَّ يَتْلُو: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ}
(2)
.
(1)
وتَأمَّلْ حديث أنس رضي الله عنه في الشفاعة مرفوعًا، وفيه: «
…
ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ، فَأَقُولُ مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ القُرْآنُ، وَوَجَبَ عَلَيْهِ الخُلُودُ» أخرجه البخاري (4476) ومسلم (193).
(2)
تَابَعَ إِسْمَاعِيلَ سُفْيَانُ، أخرجه الطبري في «التفسير» (23/ 452):
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: ثَنَا أَبُو الزَّعْرَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، فِي قِصَّةٍ ذَكَرَهَا فِي الشَّفَاعَةِ، قَالَ:«ثُمَّ تَشْفَعُ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ وَالصَّالِحُونَ وَالْمُؤْمِنُونَ، وَيُشَفِّعُهُمُ اللهُ فَيَقُولُ: أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ! فَيُخْرِجُ مِنَ النَّارِ أَكْثَرَ مِمَّا أَخْرَجَ مِنْ جَمِيعِ الْخَلْقِ مِنَ النَّارِ. ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ!» .
ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ: يَا أَيُّهَا الْكُفَّارُ {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} .
وَعَقَدَ بِيَدِهِ أَرْبَعًا، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَرَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ مِنْ خَيْرٍ؟ أَلَا مَا يُتْرَكُ فِيهَا أَحَدٌ فِيهِ خَيْرٌ.
• الخلاصة: رجاله ثقات إلا أبا الزعراء الأكبر عبد الله بن هانئ الكِنْدي، خال سَلَمة بن كُهَيْل
(1)
تَفَرَّد بالرواية عنه ابن أخته سَلَمة بن كُهَيْل.
قال ابن سعد: ثقة، له أحاديث. وقال العِجْلي: ثقة من كبار التابعين. وذَكَره ابن حِبان في «الثقات» .
قال علي بن المَديني: عامة رواية أبي الزعراء عن عبد الله بن مسعود، ولا أعلم أحدًا روى عنه إلا سَلَمة بن كُهَيْل. وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (5/ 221): سَمِع ابن مسعود رضي الله عنه، سَمِع منه سلمة بن كُهَيْل.
وقال الإمام مسلم في «الكُنَى» (1/ 346): سَمِع ابن مسعود رضي الله عنه.
روى عن ابن مسعود رضي الله عنه في الشفاعة: «
…
ثم يقوم نبيكم رابعهم».
والمعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أنا أول شافع
…
» ولا يُتابَع في حديثه.
وعلى ما سبق، فأرى تصحيح هذا السند ما لم يُستنكَر
(2)
.
بينما يَرى شيخنا أبو عبد الله العدوي أن علة هذا السند أبو الزعراء عبد الله بن هانئ؛ لكَوْنه:
1 -
لم يوثقه مُعتبَر.
(1)
بخلاف أبي الزعراء عمرو بن عمرو، الجُشَمي الكوفي، فهو متأخر عن هذا، من السادسة، ومُجْمَع على ثقته كما قال ابن عبد البر.
(2)
قال الذهبي في «ميزان الاعتدال» (3/ 426): في رواة «الصحيحين» عدد كثير ما عَلِمنا أن أحدًا نص على توثيقهم.
والجمهور على أن مَنْ كان من المشايخ قد روى عنه جماعة، ولم يأتِ بما يُنْكَر عليه - أن حديثه صحيح.
وانظر: «توضيح الأفكار» في عدد مَنْ روى عن الراوي.
2 -
لم يَرْوِ عنه إلا ابن أخته سَلَمة بن كُهَيْل.
3 -
ليس من مشاهير أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه
(1)
.
• فائدة: كُرِّر هذا السند بخاصة من سَلَمة إلى نهايته - في «تفسير الطبري» : (3/ 34)، و (14/ 19)، و (15/ 44، 420،
(2)
، و (19/ 336)، و (23/ 453).
(1)
ثم راجعتُ شيخنا في هذه النتيجة بتاريخ الثلاثاء (27) شَوَّال (1442 هـ) المُوافِق (8/ 6/ 2021 م) فأقرها.
(2)
عند ابن أبي حاتم رقم (884).
سورة المرسلات
• قال تعالى: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} [المرسلات: 32]
ورد تفسير القصر على ظاهره عن ابن عباس بلفظ: كالقصر العظيم. لكن من طريق على بن أبي طلحة ولم يسمع منه إجماعًا. أخرجه البيهقي في «البعث والنشور» (519).
وخالفه في اللفظ ثلاثة عن ابن عباس {:
1 -
عبد الرحمن بن عابس أخرجه البخاري (4933) وغيره بلفظ: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} [المرسلات: 32]، قَالَ:«كُنَّا نَعْمِدُ إِلَى الخَشَبَةِ ثَلَاثَةَ أَذْرُعٍ، أَوْ فَوْقَ ذَلِكَ فَنَرْفَعُهُ لِلشِّتَاءِ، فَنُسَمِّيهِ القَصَرَ، {كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} حِبَالُ السُّفُنِ تُجْمَعُ حَتَّى تَكُونَ كَأَوْسَاطِ الرِّجَالِ» ، اخرجه هناد في «الزهد» (273).
2 -
سعيد بن جبير أخرجه الطبري (23/ 603) بلفظ: كالقصر مثل قصر النخلة. ووردت كذلك عند الطبري قراءة وهي {كَالْقَصْرِ} بفتح القاف والصاد. من طريق هارون عن حسين المعلم عن سعيد بن جبير به. وهارون لم أتبينه.
3 -
سلسلة العوفيين الضعيفة بلفظ: القصر: الشجر المقطوع. أخرجه الطبري.
وانتهى شيخنا معي بتاريخ الخميس 18 محرم 1443 موافق 26/ 8/ 2021 م إلى صحة تفسير ابن عباس والتوصية بذكرها في تفسيري للآية.
الأثر الثاني: قال سعيد بن منصور في «تفسيره» رقم (2376) - حدَّثنا سعيدٌ، قال: حدَّثنا حديج بن معاوية، نا أبو إسحاق، عن علقمة، عن ابن مسعود، قال:{إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} ، أما إني لست أقول: كالشجر، ولكن كالحصون والمدائن.
وحديج بن معاوية قال فيه ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن سعد: كان ضعيفا. وقال ابن حجر: صدوق يخطيء.
وتابعه إسرائيل أخرجه ابن أبي الدنيا في «صفة النار» رقم (173) - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ [ص: 116]: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} [المرسلات: 32] قَالَ: «لَيْسَ كَالْخَشَبِ، وَلَكِنْ كَالْقُصُورِ وَالْمَدَائِنِ» والحسين بن علي فيه ضعف لكن بالطريقين يقوى فضلا عن الكلام في ابن أبي الدنيا. وقال ابن رجب: صح عن ابن مسعود رضي الله عنه.
سورة النازعات
• قال الطبري في «تفسيره» (24/ 99): حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُسْأَلُ عَنِ السَّاعَةِ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ ?:{فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا} [النازعات: 44].
وتَابَع يعقوبَ: إسحاقُ بن رَاهَوَيْهِ، كما في «مسنده» (777)، والحُمَيْدي في رواية، كما عند الحاكم (7) والهيثم بن جَميل وأبو كُرَيْب وصدقة بن الفضل
…
وغيرهم، كما في «العلل» (3475) للدارقطني.
وخالفهم: الشافعي كما في «مسنده» (1803)، وعبد الرزاق كما في «تفسيره» (3489)، ونُعَيْم بن حماد في «الفتن» (1783)، والحُميدي وعلي بن المديني ويحيى بن زكريا ونُعَيْم بن حماد في «الفتن» ، وذكره أيضًا الدارقطني في «العلل» (3475).
وذهب لوجه الجَمْع فقال: لعل ابن عُيينة وصله مرة وأرسله مرة.
وقال الحاكم عقب الموصول «المستدرك للحاكم، ت/ مقبل الوادعي» (1/ 43): هَذَا حَدِيثٌ لَمْ يُخَرَّجْ فِي «الصَّحِيحَيْنِ» وَهُوَ مَحْفُوظٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا مَعًا، وَقَدِ احْتَجَّا مَعًا بِأَحَادِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها.
وقال في موطن آخر (2/ 604): هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ؛ فَإِنَّ ابْنَ عُيَيْنَةَ كَانَ يُرْسِلُهُ بِآخِرِهِ.
بينما ذهب أبو زُرْعَة إلى الترجيح، كما في «العلل» لابن أبي حاتم فقال: الصحيح مرسلًا بلا عائشة.
• والخلاصة: كَتَب شيخنا مع الباحث/ حسن بن بشير:
أولًا - تُراجَع أقوال علماء العلل.
ثانيًا - فيما يبدو - والله أعلم - أن الإرسال أصح. وإعراض أصحاب الكتب الستة وأحمد عن إخراجه - مُقْلِق. ويتحمله ابن عيينة للوهم. ووافقه الباحث.
• قلت (أبو أويس): وكلام الدارقطني ونحوه كلام الحاكم في إثبات الوجهين.
ومما يؤيد الوصل: ما أخرجه الطبري من طريق وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن طارق بن شهاب، بنحوه.
و (طارق) قال فيه أبو داود: رأى النبيَّ ولم يَسمع منه. وقال أبو حاتم: ليست له صحبة. وقال ابن مَعِين: ثقة.
سورة المطففين
• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ كَانُوا مِنْ أَخْبَثِ النَّاسِ كَيْلًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1] فَأَحْسَنُوا الْكَيْلَ بَعْدَ ذَلِكَ»
(1)
.
• الخلاصة: إسناده حسن. بُحث في عام (1433 هـ).
(1)
حسن: أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (11590) وابن ماجه (2223)، والطبري في «تفسيره» (24/ 277)، والبيهقي في «السُّنن الكبير» (6/ 53)، وفي «الشُّعَب» (4903) من طرق خمسة عن علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، عن يزيد النَّحْوي، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ومداره على علي بن الحسين، وقد اختُلف فيه: فضَعَّفه أبو حاتم، وكان ابن المَديني سيئ الرأي فيه، ولعل ذلك للإرجاء، وذَكَره ابن حبان في «الثقات» ، وصَحَّح له في «صحيحه» ، وقال النَّسَائي: ليس به بأس، وحَسَّن له الترمذي، وصَحَّح له الحاكم، وقال الحافظ: صدوق يهم.
وقال الشيخ الألباني رحمه الله في «الصحيحة» (6/ 185) في موطن آخَر: علي بن الحسين بن واقد روى له مسلم في المقدمة، وهو صدوق يَهِم كما في «التقريب» فالإسناد حسن.
سورة الأعلى عز وجل
-
• قال الإمام أبو داود: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو تَوْبَةَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُوسَى، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنِ أَيُّوبَ: عَنْ عَمِّهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الواقعة: 74]، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ» ، فَلَمَّا نَزَلَتْ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1]، قَالَ:«اجْعَلُوهَا فِي سُجُودِكُمْ»
سبق تخريجه وأن مداره على موسى بن أيوب الغافقي ومتكلم في روايته عن عمه إياس بن عامر ثم عرضه الباحث/ محمد بن جمال بن عبد الحميد أبو عائشة بتاريخ 21/ جمادى الآخرة 1443 موافق 24/ 1/ 2022 م فكتب شيخنا معه: السند فيه مقال لكن للمتن شواهد بدون لفظ الأمر وعليه العمل.
سورة العَلَق
• سبب نزول قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى} [العلق: 10].
قال الإمام أحمد رقم (3044): حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:«جَاءَ أَبُو جَهْلٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، فَنَهَاهُ، فَتَهَدَّدَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَتُهَدِّدُنِي؟! أَمَا وَاللَّهِ، إِنِّي لَأَكْثَرُ أَهْلِ الْوَادِي نَادِيًا! فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [العلق: 10] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ دَعَا نَادِيَهُ، لَأَخَذَتْهُ الزَّبَانِيَةُ» .
وتابع وُهيبًا أبو خالد الأحمر، أخرجه الترمذي رقم (3349): حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ
(2)
، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، فَجَاءَ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ: أَلَمْ
(1)
وتابعه ابن أبي شيبة كما في «مصنفه» رقم (36562) عن أبي خالد دون نسبة داود. وهكذا عند النَّسَائي (11620).
(2)
وهكذا نُسِب عند الطبري في تفسير الآية (24/ 537): حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ جَمِيعٍ قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، جَمِيعًا عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ. والحاكم في «مستدركه» (3809).
أَنْهَكَ عَنْ هَذَا؟ أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ هَذَا؟ أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ هَذَا؟ فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَزَبَرَهُ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: إِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا بِهَا نَادٍ أَكْثَرُ مِنِّي! فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} [العلق: 18] فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «وَاللَّهِ لَوْ دَعَا نَادِيَهُ لَأَخَذَتْهُ زَبَانِيَةُ اللَّهِ»
(1)
.
وتابعه خالدٌ الحَذَّاء كما في «العلل» (1750) لابن أبي حاتم، وقال أبو زرعة عندما سُئل عن هذا الطريق: هَذَا خطأٌ؛ وَهِمَ فِيهِ مُحَمَّدُ بن مُوسَى، إِنَّمَا هُوَ عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
• الخلاصة: كَتَب شيخنا مع الباحث/ سعيد القاضي: احكم على السند، وهل يمكن مراجعة كتب العلل؟ ثم قال: هذا مرسلُ صحابي، ولو أتيتَ بعلة لهذا الطريق فلك جائزة؛ لأنه فيه زيادة على متن البخاري المشهور سبب النزول والانتهار.
أخرج البخاري رقم (4675): حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الكَرِيمِ الجَزَرِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: لَئِنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدًا يُصَلِّي عِنْدَ الكَعْبَةِ، لَأَطَأَنَّ عَلَى عُنُقِهِ! فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:«لَوْ فَعَلَهُ، لَأَخَذَتْهُ المَلَائِكَةُ» تَابَعَهُ عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الكَرِيمِ.
(1)
وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ، وَفِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
سورة الماعون
• قال أبو داود في «سننه» رقم (1651 - 1657) - حَدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ الْمَاعُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَارِيَةَ الدَّلْوِ وَالْقِدْرِ.
وأخرجه النسائي في «السنن الكبرى» (11637) - أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ به ولفظه: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، كُنَّا نَعُدُّ الْمَاعُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَارِيَةَ الدَّلْوِ وَالْقِدْرِ» .
وتابع قتيبة بن سعد خالد بن يوسف أخرجه البزار في «مسنده» وزاد: «وَالْفَأْسَ» .
وتابعهما ابن مهدي أخرجه الطبراني (9013).
وخالفهم مالك فأبدل شقيقًا بزر بن حبيش وأوقفه مقتصرا على لفظ: «كل معروف صدقة» أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (25942).
- ورواه شيبان عن منصور بن المعتمر عن عبد الله أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (9524) مرفوعا من طريق الوليد بن مسلم عن شيبان وخالفه آدم بن أبي إياس فأوقفه.
وأخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» رقم (10617) - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، {وَيَمْنَعُونَ
الْمَاعُونَ} [الماعون: 7] قَالَ: «هُوَ مَا تَعَاوَنَ النَّاسُ بَيْنَهُمُ الْفَأْسُ، وَالْقِدْرُ، وَالدَّلْوُ، وَأَشْبَاهُهُ» وثم طرق بإسقاط الحارث. وثم طرق أخرى.
• والخلاصة: أن الخبر في تفسير الماعون ثابت عن ابن مسعود رضي الله عنه وكتب شيخنا مع الباحث/ محمد الغنامي بتاريخ 22 ربيع أول 1443 موافق 28/ 10/ 2021 م: كل ما ورد مرفوعًا في تفسير الماعون [لا يثبت] ا هـ.
سورة الإخلاص
• قال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]
قال البخاري في «صحيحه» رقم (6099) - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الأَعْمَشُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لَيْسَ أَحَدٌ، أَوْ: لَيْسَ شَيْءٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ لَيَدْعُونَ لَهُ وَلَدًا، وَإِنَّهُ لَيُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ» .
وخالف مسددًا عمرو بن علي فقال: ليس أحدٌ أخرجه النسائي (7661) والبزار في «مسنده» (3006).
وتابع عمرو الفلاس متابعة قاصرة عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري أخرجه أحمد (19589).
وتابع الثوري على لفظ: «أحد» مع الجزم جمهور الرواة منهم أبو حمزة كما عند البخاري (7378) وأبو معاوية وأبو أسامة كما عند مسلم (49، 50).
• والخلاصة: أن اللفظ المتفق عليه وعليه جمهور الرواة «ليس أحد» على الجزم وكتب شيخنا مع الباحث/ محمد بن جمال أبي عائشة بتاريخ 21/ جمادى الآخرة 1443 موافق 24/ 1/ 2022 م: الصواب ليس أحدٌ.
فضل المُعوِّذات
• قال الإمام مسلم رقم (814): وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ؟ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ» .
- وله شاهد رواه معاذ بن عبد الله بن خُبَيْب
(1)
عن عبد الله بن خُبَيْب على الأرجح
(2)
أخرجه النَّسَائي (5429).
(1)
اختُلف عليه على ثلاثة أوجه من حيث اللفظ والإسناد:
فتارة رواه عن أبيه بلفظين:
أ - بتقييدها بأذكار الصباح والمساء، كما عند الترمذي (3575) وغيره.
وقال شيخنا عن هذا الطريق مع الباحث سيد بدوي بتاريخ الخميس 25 محرم 1443 موافق 2/ 9/ 2021 م: يتغاضى عنه لأنه في فضائل الأعمال.
ب - والثاني نحو رواية مسلم من حديث عقبة بن عامر «ما استعاذ أحد بمثلهن» أخرجه النَّسَائي (5429) والقاسم بن سَلَّام في «فضائل القرآن» (270).
وتارة رواه عن عقبة بن عامر، كما عند النَّسَائي (5431).
وتارة عن أبيه عن عقبة بن عامر، أخرجه النَّسَائي (5430) كلاهما بالمعوذات والإخلاص، دون تقييد بالصباح والمساء.
(2)
بينما الحافظ ابن حجر أشار أن هذا الشاهد راجع إلى حديث عقبة بن عامر؛ وذلك للتطابق في المتن. واختار هذا الشيخ عبد الله السعد حَفِظه الله.
• الخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ أحمد الجندي أن المعتمد من الخلاف في حديث عبد الله بن خُبيب طريق زيد بن أسلم دون تقييد بالصباح والمساء، وليس بها ذكر سورة الإخلاص
(1)
. بتاريخ (15) رمضان (1442 هـ) المُوافِق (27/ 4/ 2021 م).
(1)
ومما استفاض فيه النَّسَائي حديث: «مَنْ لم يُبَيِّت النية» .
المعوذتان ليستا في مصحف ابن مسعود رضي الله عنه
-
• قال الإمام الشافعي في «الأم» (8/ 503): أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: رَأَيْت عَبْدَ اللَّهِ يَحُكُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ مِنْ الْمُصْحَفِ وَيَقُولُ: لَا تَخْلِطُوا بِهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ.
وتابع سفيان الثوري شعبة أخرجه الطبراني (9148، 9149) وتابعهما أبو الأحوص أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» رقم (32207). والأعمش أخرجه أحمد (21188).
وتابع عبد الرحمن بن يزيد علقمة بن قيس أخرجه البزار (1586) والطبراني (9152) وتابعهما زر بن حبيش أخرجه الحميدي في «مسنده» رقم (378) - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، وَعَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةَ أَنَّهُمَا سَمِعَا زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ يَقُولُ: سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَحْكِيهِمَا مِنَ الْمُصْحَفِ قَالَ إِنِّي سَأَلَتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ قِيلَ لِي «قُلْ» فَقُلْتُ: فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
وتابع الحميدي على لفظ الحك الشافعي كما في «السنن المأثورة» (94). وتابعهما الإمام أحمد في «مسنده» رقم (21189) - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدةَ، وَعَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: قُلْتُ لِأُبَيٍّ: إِنَّ أَخَاكَ يَحُكُّهُمَا مِنَ الْمُصْحَفِ، قِيلَ لِسُفْيَانَ: ابْنِ مَسْعُودٍ؟ فَلَمْ يُنْكِرْ ....
- ورواه ثلاثة عن سفيان كما سبق بحك المعوذتين وخمسة كما سيأتي على الإجمال:
1 -
ابن المديني (إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا) كما عند البخاري (4977).
2 -
ونحوه قتيبة بن سعيد كما عند البخاري (4976).
3، 4 - وكذلك محمد بن نصر ومحمد بن عبد الله كما عند الدولابي في «الكنى» (418).
5 -
سعدان بن نصر لكن عن سفيان عن عبدة دون العطف على عاصم.
- ورواه عشرة عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش به:
1 -
أبو بكر بن عياش أخرجه أحمد (21181) بلفظ: «إن عبد الله يقول في المعوذتين» والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (120) وزاد بيانًا بإسناد صحيح إلى أبي بكر بن عياش
(1)
: «لا تلحقوا بالقرآن ما ليس منه» .
2، 3، 4، 5، 6 - زائدة كما عند ابن أبي شيبة في «مصنفه» (30202)، وزيد بن أبي أنيسة كما عند الشاشي (1471) وحماد بن سلمة كما عند ابن حبان (797) والشاشي (1469) بلفظ: «إن ابن مسعود لا يكتب المعوذتين في
(1)
- حدثنا إبراهيم بن أبي داود، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا أبو بكر بن عياش به. وأحمد بن عبد الله ثقة حافظ. وإبراهيم بن أبي داود البرلسي قال فيه أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ كما في «سير أعلام النبلاء» (13/ 393): هُوَ أَحَد الحُفَّاظ المجوِّدين الأِثْبَات. وقال فيه الذهبي: الشَّيْخُ، الإِمَام، الحَافِظ، المُجَوِّد. وكان مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ.
مصحفه» وشيبان كما عند الشاشي في «مسنده» (1468) ونحوهم مالك بن مغول كما في «شرح مشكل الآثار» (121).
7، 8، 9، 10 - شعبة كما عند الطيالسي (543) ووكيع كما عند أحمد (21182) ومعمر والثوري كما عند عبد الرزاق في «مصنفه» (6040) بلفظ:«سألت أبي بن كعب عن المعوذتين» .
• الخلاصة: انتهى شيخنا معي بتاريخ 1، 7 رجب 1443 هـ موافق 2/ 2/ 2022 م ثم مع الباحث/ أحمد النمر بتاريخ 15 رجب 1443 موافق 16/ 2/ 2022 م إلى صحته وكتب احكم على السند. ا هـ.
وإليك توجيهات أهل العلم:
أولا: تواتر إثبات المعوذتين في المصحف وانعقد الإجماع عليهما
(1)
والمثبت مقدم على النافي وقال الإمام الشافعي في «الأم» (7/ 199): هما مكتوبتان في المصحف الذي جمع على عهد أبي بكر ثم كان عند عمر ثم عند حفصة ثم جمع عثمان عليه الناس، وهما من كتاب الله عز وجل وأنا أحب أن أقرأ بهما في صلاتي
(2)
.
(1)
قال ابن الجوزي في «كشف المشكل من حديث الصحيحين» (2/ 67): وَقد كَانَ الْأَمر فِي زمن ابْن مَسْعُود مُحْتملا للتأويلات، فَأَما الْآن فانعقد الْإِجْمَاع.
وقال ابن الملقن في «التوضيح» (23/ 612 (: الصحابة أجمعت عليهما، وأثبتهما في المصحف.
(2)
وقال البيهقي في «السنن الكبرى» (2/ 551) بَابٌ فِي الْمُعَوِّذَتَيْنِ ثم ذكلام الإمام الشافعي رحمه الله.
ثانيًا: التمس القاضي عياض أن ترك كتابتيهما لقصرهما وشهرتيهما وكثرة دوارانهما)
(1)
.
- قال القاضي عياض في «إكمال المعلم بفوائد مسلم» (3/ 201): ما روى من إسقاط المعوذتين من مصحفه على أنه اعتقد أنه لا يلزمه أن يكتب كل ما كان من القرآن، وإنما يكتب منه ما كان له فيه غرض، وكأنَّ المعوذتين لقصرهما وكثرة دورهما فى الصلاة والتعوَّذ بهما عند سائر الناس اشتهرت، فذلك اشتهار يستغنى معه عن إثبات ذلك فى المصحف.
ثالثًا: الأخبار الثابتة في شأن المعوذتين ومنها حديث عقبة في مسلم وقال النووي معلقا عليه: شرح النووي على مسلم ط الفكر (15/ 99).
فيه دليل واضح على كونهما من القرآن ورد على من نسب إلى ابن مسعود خلاف هذا.
وأما ما ورد عن ابن حزم في «المحلى» (1/ 13): وكل ما روى عن ابن مسعود من أن المعوذتين وأم القرءان لم تكن في مصحفه فكذب موضوع لا يصح وانما صحت عنه قراءة عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود وفيها أم القرءان والمعوذتان. ا هـ. فمحجوج بهذه الأسانيد الثابتة.
(1)
قال النووي في «شرحه على مسلم» (15/ 112 (: يحتمل ما روى من اسقاط المعوذتين من مصحف ابن مسعود أنه اعتقد أنه لا يلزمه كتب كل القرآن وكتب ما سواهما وتركهما لشهرتهما عنده وعند الناس. والله أعلم.
كتاب الرؤيا
صفات المعبر
• ينبغي للمعبر أن يهتم بهذه الصفات وللسائل أن يبحث عمن تتوفر فيه هذه الصفات:
1 -
أن تكون لديه القدرة العلمية على التمييز بين أقسام الرؤيا الثلاثة وهن:
1 -
رؤيا من الله. 2 - رؤيا من الشيطان. 3 - حديث نفس.
فحتى يميز بين هذه الأقسام لابدّ أن يكون عالمًا بأسماء الله وصفاته وأوامره ونواهيه. مطلعا على صفات الشيطان وطرقه وخطواته وحيله.
أما حديث النفس فمَشَاهد وخواطر تدور في ذهنه في اليقظة فيراها في النوم.
2 -
أن تكون درجة العبودية عنده في أعلى درجاتها وهي مرتبة الإحسان؛ لأن الله ذكر في كتابه عن الصديق يوسف عليه السلام: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 22] فكما علمنا يوسف عليه السلام هذا العلم نعلم من بلغ درجة الإحسان
(1)
.
3 -
أن يكون ممن اجتباهم الله واختارهم وهيئهم نفسيا وقلبيا قال تعالى عن الصديق يوسف عليه السلام: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ}
(1)
قد يرى الشخص رؤيا وتتحقق له وهو في مقتبل عمره.
[يوسف: 6] وكما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 247] أي: هيئه ليكون صالحا للقتال والجهاد.
4 -
أن يكون من أهل العلم النافع -أي بالكتاب والسنة الصحيحة؛ لأن مدار تعبير الرؤيا على القياس والمشابهة وهذا يحتاج معرفة أمثال الوحيين ولغة القرآن والرؤى المعبرة فيهما.
5 -
أن يكون على علم بالأمثال والصفات التي عليها أهل بلده؛ لأنها تكون مؤثرة في تعبير الرؤيا.
أفاده الباحث/ عادل بن كامل بن أبي زيد البور سعيدي
(1)
.
(1)
ولد بتاريخ 6/ 4/ 1966 م قال: رحلت إلى شيخنا بمنية سمنود عام (1992 م حتى 1996 م) فمكثت معه أربع سنوات وأشهر من كان معي في هذه الحقبة:
1 -
الشيخ عصام جاد وهو من أفاضل الناس الذين عرفتهم في حياتي رزقه الله قوة نفسية وقلبية في الاستقامة على العبودية وله شأن كبير الآن فهو رئيس لجنة الفتيا ببور سعيد. فسّر القرآن وأوشك على الانتهاء من البخاري ومسلم وكل كتب التوحيد. فلو كان الشيخ عصام في زمن الذهبي لترجمه في الطبقة الأولى.
2 -
الشيخ إبراهيم النحاس.
قلت: (أبو أويس) أثنى عليه شيخنا في جمعه أقوال الإمام أحمد في العلل انظر: «الجامع لعلوم الإمام أحمد» - «علل الحديث» ط دار الفلاح.
3 -
الشيخ أحمد سليمان.
قدّم له شيخنا حفظهما الله:
أ - فقه الرؤيا ط مكة.
ب - إرشاد النبلاء إلى حكم تقبيل أيدي ورؤوس العلماء وخلاصته أنه لا يثبت فيه شيء مرفوع وثبت فيها فعل بعض السلف مع بعض فلا يتوسع في ذلك. والله أعلم.
ورأى لهذا الكتاب رؤيا عندما صدّ عن طبعه فمكث شهرين يقوم الليل ويدع فيسر الله له ناشرًا وطبع منه ألف نسخة خيريًّا.
هل تفسير القيد في الرؤيا مرفوع أو مدرج؟
• قال الإمام مسلم (2263): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا، وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسة
(1)
وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وَالرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ: فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللهِ، وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ، فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ، وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ».
قَالَ: «وَأُحِبُّ الْقَيْدَ، وَأَكْرَهُ الْغُلَّ، وَالْقَيْدُ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ» فَلَا أَدْرِي هُوَ فِي الْحَدِيثِ أَمْ قَالَهُ ابْنُ سِيرِينَ؟.
(1)
في كثير من الأصول "خمس" وفي بعضها "خمسة" وهو الصواب. كما في «فتح المنعم شرح صحيح مسلم» (9/ 58).
اختُلف فيه على ابن سيرين على أربعة أوجه في المتن:
1 -
رَفْع المتن كله كما فَهِمه الباحث من الرواية السابقة، وأَيَّد فهمه بقول الدارقطني كما في «العلل» (1833): رواه عبد الوهاب عن أيوب مرفوعًا بطوله.
2 -
وَقْف الحديث كله كما عند مسلم من رواية حماد بن زيد عن أيوب وهشام. وتابعهما عاصم الأحول كما عند الدارقطني في «العلل» (1833) وتابعهم إسماعيل بن عُلية عن أيوب. وتابعهم سفيان بن عيينة عن أيوب.
3 -
التفصيل على وجهين:
أ - كله مرفوع إلا القيد والغُل، فموقوف على أبي هريرة، كما في رواية مَعْمَر عن أيوب. كما في مسلم (2263) وتابع معمرًا سفيان بن عيينة في رواية إبراهيم بن بشار الرمادي عنه، كما عند ابن حبان (6040).
ب - رَفْع أول الحديث، وفي آخره قال ابن سيرين: (وكان يقال: الرؤيا على ثلاثة
…
) عند البخاري (7017).
• الخلاصة: كَتَب شيخنا مع الباحث/ إسماعيل بن عرفة الحنبلي، يوم الخميس (13) ذي القعدة (1442 هـ) المُوافِق (24/ 6/ 2021 م): لفظة (وكان يقال
…
) سندها ثابت من طريق قتادة عن ابن سيرين.
كتاب الفتن
فضل الصبر على البلاء
1 -
قال الإمام أحمد في «مسنده» رقم (7859): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ أَوِ الْمُؤْمِنَةِ، فِي جَسَدِهِ وَفِي مَالِهِ وَفِي وَلَدِهِ، حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ» .
تابع محمدَ بن بِشر جماعةٌ: يزيد بن زُرَيْع، ويزيد بن هارون، وعلي بن مُسْهِر، وعَبَّاد بن عَبَّاد
…
وغيرهم.
وتابع محمدَ بن عمرو عَدِيُّ بن عَدِيّ، كما عند البخاري في «الأدب المفرد» (494): عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ، فِي جَسَدِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِهِ، حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ عز وجل وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ» .
وتابع أبا سلمة ابن سيرين، أخرجه الحاكم (1282) وفي سنده أحمد بن مهران، ذَكَره ابن حِبان في «الثقات» .
وتابعهما أبو الحُبَاب بسند ضعيف إليه. أخرجه مالك في «الموطأ» (558) بلاغًا. ووَصَله البيهقي في «الشُّعَب» (9836) وابن عبد البر في «التمهيد» (24/ 180).
• الخلاصة: أن طريق أبي سلمة صحيح من طريقَي عَدِيّ بن عَدِيّ ومحمد بن عمر. بينما كَتَب شيخنا مع الباحث/ محمود السجاعي بتاريخ (29) شعبان (1441 هـ) المُوافِق (22/ 4/ 2020 م): سنده حسن.
2 -
قال الترمذي في «سُننه» رقم (2402): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ مُوسَى القَطَّانُ البَغْدَادِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبدُ الرَّحمَنِ بْنُ مَغْرَاءَ أَبُو زُهَيْرٍ
(1)
عَنِ الأَعمَشِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَوَدُّ أَهْلُ العَافِيَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ، لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ» .
قال الإمام أحمد في «الزهد» رقم (2087): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: لَيَوَدَّنَّ أَهْلُ الْبَلَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّ جُلُودَهُمْ قُرِضَتْ بِالْمَقَارِيضِ.
• الخلاصة: أن رواية سفيان عن الأعمش، به مقطوعة أصح؛ لأن عبد الرحمن بن مَغْرَاء في روايته عن الأعمش ضَعْف؛ فقد قال علي بن المديني: عبد الرحمن بن مَغْرَاء أبو زهير ليس بشيء، كان يَروي عن الأعمش ستمائة حديث، تركناه لم يكن بذاك.
(1)
قال الطبراني في «المعجم الصغير» (1/ 156): لم يروه عن الأعمش إلا أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء. وقال الترمذي في «سُننه» (4/ 408): هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لَا نَعْرِفُهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ، وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الحَدِيثَ عَنِ الأَعمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، شَيْئًا مِنْ هَذَا.
وقال ابن عَدِيّ: وهذا الذي قاله علي بن المديني هو كما قال، إنما أنكرتُ على أبي زهير هذا أحاديث يرويها عن الأعمش، لا يتابعه الثقات عليها، وله عن غير الأعمش غرائب، وهو من جملة الضعفاء الذين يُكتَب حديثهم
(1)
.
وقال ابن الجوزي في «الموضوعات» (3/ 201): هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
انتهى شيخنا مع الباحث/ محمود السجاعي إلى الضعف. بتاريخ (29) شعبان (1441 هـ) المُوافِق (22/ 4/ 2020 م).
• فائدة:
قال البخاري رقم (630): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الحُوَيْرِثِ قَالَ: أَتَى رَجُلَانِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُرِيدَانِ السَّفَرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِذَا أَنْتُمَا خَرَجْتُمَا، فَأَذِّنَا ثُمَّ أَقِيمَا، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا» .
وفي «فتح الباري» (2/ 112) لابن حجر: قوله: (حدثنا محمد بن يوسف) هو الفريابي، وبذلك صَرَّح أبو نُعيم في «المستخرج» وسفيان هو الثوري، وقد روى البخاري عن محمد بن يوسف أيضًا عن سفيان بن عيينة، لكنه محمد بن يوسف البيكندي، وليست له رواية عن الثوري والفريابي، وإن كان يَروي أيضًا عن ابن عيينة، لكنه إذا أطلق سفيان فإنما يريد به الثوري، وإذا روى عن ابن عيينة بَيَّنه.
(1)
«الكامل في ضعفاء الرجال» (5/ 471).
فضل العبادة
• قال الإمام مسلم رقم (2948): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ح وَحَدَّثَنَاهُ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ، رَدَّهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، رَدَّهُ إِلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، رَدَّهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ» .
وتابعه قُتيبة بن سعيد كما عند مسلم.
وخالفهما أبو كامل فقال: «العمل في الهَرْج» بدل «العبادة في الهَرْج» أخرجه أحمد (20313).
وتابع حمادًا على الوجه الأول رَوح بن عُبادة وسليمان بن حرب، كما عند عبد بن حُميد (402).
• الخلاصة: لعلها رُويت بالمعنى، وإن كانت لفظة العبادة هي الأرجح.
انتهى شيخنا مع الباحث/ عبد العزيز بن محروس الشرقاوي
(1)
إلى ضعفها.
(1)
وُلد بقرية الشين، بمحافظة الغربية، بتاريخ (4/ 1/ 1976 م) حاصل على كلية اللغة العربية بالأزهر. نزيل منية سمنود (2016 م) عَرَض أحاديث متفرقة.
قال الإمام أحمد في «مسنده» رقم (3707): حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«تَدُورُ رَحَى الْإِسْلَامِ عَلَى رَأْسِ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ، فَإِنْ هَلَكُوا فَسَبِيلُ مَنْ هَلَكَ، وَإِنْ بَقُوا يَقُمْ لَهُمْ دِينُهُمْ سَبْعِينَ سَنَةً»
(1)
.
وهذا سندٌ رجاله ثقات، إلا أن سماع عبد الرحمن بن مسعود من أبيه - مُختلَف فيه:
فأَثْبَتَ له ابن المَديني سماع حديثين: 1 - حديث الضَّبّ. 2 - حديث تأخير الوليد للصلاة.
ونَفَى السماع مطلقًا: ابن مَعين والنَّسَائي والحاكم.
ولعبد الرحمن مُتابَعة تامة من البراء بن ناجية، وثقه ابن حِبان والعِجْلي. وقال البخاري: لم يَذكر سماعًا من ابن مسعود. وقال الذهبي: فيه جهالة، ولا يُعْرَف إلا بهذا الحديث.
(1)
قوله: «تدور رحى الإسلام» دوران الرحى كناية عن الحرب والقتال، شَبَّهها بالرحى الدوارة التي تَطحن الحَب؛ لِما يكون فيها من تلف الأرواح وهلاك الأنفس. كما في «معالم السُّنن» (4/ 340) للخَطَّابي.
وقال ابن الجوزي في «كشف المشكل» (1/ 451): الْمعْنَى: تَزُول الرَّحَى عَنِ اسْتِقْرَارِهَا. فإن كانت الرواية سَنة خمس، ففيها قَدِم أهل مصر وحصروا عثمان، وإن كانت سَنة سِتّ ففيها خَرَج طلحة والزبير إلى الجَمَل. وإن كانت سَنة سَبْع ففيها كانت صِفِّين، فتغيرت الأحوال في هذه الأشياء، ثم استقام المُلك إلى انقراض مُلك بني أُمية، وعادت الفِتن.
أخرجه أحمد (3731)، وأبو داود (4254) في أحد الوجوه عن الثوري، عن منصور، عن رِبْعي بن حِرَاش، عن البراء بن ناجية
(1)
.
وله مُتابَعة ثالثة فيها ضعف من طريق مسروق، أخرجها البزار (1737)، والطبراني (10311).
ورُوِيَ موقوفًا على ابن مسعود ببعض المتن، رواه أبو إسحاق واختُلف عليه.
انظر «جامع مَعْمَر» (20785)، والطبراني في «الكبير» (9159).
• الخلاصة: لمُحَسِّن أن يُحسِّن هذه الطرق بمجموعها. وإليها ذهب الباحث عبد الرحمن بن السيد بن صالح.
ووافقه شيخنا أبو عبد الله العدوي على ذلك. وهو كذلك. بتاريخ (9) ربيع الآخِر (1441 هـ) المُوافِق (5/ 12/ 2019 م).
(1)
وإن كان الأرجح في هذا الطريق: قال عمر. وقد شذ محمد بن سليمان الأنباري كما عند أبي داود، رقم (4254) فقال: قالوا: مما بقي أو مما مضى. قال: مما مضى. وغيره على: مما بقي.
أشراط الساعة
• أخرج البخاري رقم (2927): حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْمًا يَنْتَعِلُونَ نِعَالَ الشَّعَرِ. وَإِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْمًا عِرَاضَ الوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ» .
• الخلاصة: ألمح الباحث الفيومي إلى ثلاثة أشياء:
1 -
الخلاف في سماع الحسن البصري من عمرو بن تغلب: فأَثْبَتَه البخاري، ونفاه شيخ البخاري علي بن المديني، واختَلف القول فيه على ابن مَعِين والإمام أحمد.
2 -
تدليس جرير لكنه صَرَّح بالتحديث، وتَأمَّلْ قول الإمام أحمد.
3 -
الإشارة إلى الإرسال.
ومال شيخنا في نهاية النقاش إلى رواية البخاري.
كثرة الموت والزلازل
• قال الإمام أحمد في «مسنده» رقم (16964): حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ - عَبْدُ القُدُّوسِ - قَالَ: حَدَّثَنَا أَرْطَاةُ - يَعْنِي: ابْنَ الْمُنْذِرِ - حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةُ بْنُ نُفَيْلٍ السَّكُونِيُّ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ قَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ أُتِيتَ بِطَعَامٍ مِنَ السَّمَاءِ؟ قَالَ:«نَعَمْ» قَالَ: وَبِمَاذَا؟ قَالَ: «بِمِسْخَنَةٍ» قَالُوا: فَهَلْ كَانَ فِيهَا فَضْلٌ عَنْكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: فَمَا فُعِلَ بِهِ؟
(1)
وتابع أبا المغيرة بتمامه وأيضًا ببعض ألفاظه جماعةٌ، كما عند الحاكم (8457) وغيره.
(1)
تذكّر قوله صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف: «إِنِّي أُرِيتُ الجَنَّةَ، فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا، وَلَوْ أَخَذْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا» أخرجه البخاري (748)، ومسلم (907). وما أخرجه البخاري (1967) وفيه:«لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ إِنِّي أَبِيتُ لِي مُطْعِمٌ يُطْعِمُنِي، وَسَاقٍ يَسْقِينِ» ومائدة نبي الله عيسى {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} [المائدة: 114، 115].
سنده ظاهره الصحة، لكن أرطأة بن المنذر ثقة له مفاريد
(1)
(2)
.
(1)
في «لوامع الأنوار البهية» (2/ 45): أَمَّا حَدِيثُ خَلْقِ الْأَرْوَاحِ قَبْلَ الْأَجْسَادِ بِأَلْفَيْ عَامٍ، فَلَا يَصِحُّ إِسْنَادُهُ؛ فَإِنَّ فِيهِ عُتْبَةَ بْنَ السَّكَنِ، قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ. وَفِيهِ أَيْضًا أَرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرِ، بَعْضُ أَحَادِيثِهِ غَلَطٌ.
(2)
أخرجه ابن ماجه رقم (4245) - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ الرَّمْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ حَدِيجٍ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْأَلْهَانِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:«لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عز وجل هَبَاءً مَنْثُورًا» ، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ:«أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا» .
والخلاصة: أن ظاهر إسناده الحسن فأبو عامر روى عنه خمسة وأثبت له أبو حاتم السماع من ثوبان وقال الدارقطني: لا بأس به. وهو من مشايخ حريز الذين قال فيهم أبو داود: مشايخ حريز ثقات. ووثقه العجلي وابن حبان.
وأرطأة قال فيه أحمد: ثقة ثقة، ووثقه أبن معين: ثقة. وقال أبو حاتم: لا بأس به. وقال أبو زرعة: ثقة ثبت.
وعقبة بن علقمة من رجال النسائي وابن ماجه ووثقه أبو مسهر والنسائي والحاكم وابن خراش وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. وقال ابن حبان: يعتبر بحديثه من غير رواية ابنه. وقال ابن حجر: كان ابنه محمد يدخل عليه ما ليس من حديثه.
وعيسى بن يونس صدوق قاله أبو حاتم وأبو داود وقال النسائي: ثقة لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ.
وانتهى شيخنا مع الباحث/ سعيد القاضي بتاريخ 21 صفر 1443 موافق 28/ 9/ 2021 م إلى استنكاره لأربعة أمور:
1 -
نكارة المتن وأنه معارض بأدلة أخر كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] وحديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا المُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ المُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ: يَا فُلَانُ، عَمِلْتُ البَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ» أخرجه البخاري (6069) وبه علة. 2 - التابعي لم يوثقه إلا الدارقطني ولا يعتمد على مثل هذا. 3 - ابن عقبة يدخل عليه ما ليس من حديثه. 4 - تفرد ابن ماجه به من بين أصحاب الكتب الستة.
وتابع ضَمْرة بن حبيب جُبَيْر بن نُفَيْر ببعض ألفاظه دون ذكر «طعام من السماء» .
أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (2460).
• الخلاصة: المتن غريب، والصحابي غير معروف، وليس له إلا هذا المتن الغريب فيما عَلِمنا، واستغربه عدد من العلماء وذَكَره الشيخ مقبل في «أحاديث مُعَلة» .
أفاده الباحث/ محمد بن أحمد بن محمد بن خليل الشيباني، بتاريخ (11) ربيع الآخر (1441 هـ) المُوافِق (8/ 12/ 2019 م).
دعوى النبوة بين يدي الساعة
• قال الترمذي في «سننه» رقم (2219) - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالمُشْرِكِينَ، وَحَتَّى يَعْبُدُوا الأَوْثَانَ، وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي ثَلَاثُونَ كَذَّابُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي»
(1)
وتابع قتيبة خلق وأصل هذا الخبر في «صحيح مسلم» رقم (2889) دون هذا السياق.
• والخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ سعيد القاضي إلى صحة الخبر. بتاريخ الثلاثاء (20) شَوَّال (1442 هـ) المُوافِق (1/ 6/ 2021 م).
ثم كتب مع الباحث/ إبراهيم بن حسن العزازي بتاريخ السبت 6 محرم 1442 موافق 14/ 8/ 2021 م على ترجمة أبي أسماء الرحبي وقد روى عنه أحد عشر راويا ووثقه العجلي وذكره ابن حبان في الثقات ووثقه ابن حجر وقال الذهبي: وثق.
1 -
روى عنه جمع من الثقات. 2 - هو من التابعين. 3 - أخرج له مسلم. 4 - لم يستنكر الخبر أحدٌ. 5 - له شواهد. ا هـ.
(1)
وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
ومن شواهده ما أخرجه البخاري (7121) ومسلم (157) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ» .
وفي البخاري رقم (7116) ومسلم رقم (2906) عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الخَلَصَةِ» وَذُو الخَلَصَةِ طَاغِيَةُ دَوْسٍ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الجَاهِلِيَّةِ ".
حادثة الجَمَل
• قال ابن أبي شيبة في «مصنفه» رقم (38941): حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عَبَّاسٍ
(1)
عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْهَجَنَّعِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قيلَ لَهُ: مَا مَنَعَك أَنْ تَكُونَ قَاتَلْت عَلَى بُصَيْرتِكَ يَوْمَ الْجَمَلِ؟!
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَخْرُجُ قَوْمٌ هَلْكَى لَا يُفْلِحُونَ، قَائِدُهُمَ امْرَأَةٌ، قَائِدُهُمْ فِي الْجَنَّةِ» .
وعُمَرُ بْنُ الْهَجَنَّعِ قال فيه أبو حاتم: مجهول.
وقال العُقَيْلي: لا يُتابَع على حديثه.
وقال البزار عقب روايته هذا الحديث: لا نَعْلم أحدًا يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ، إلا عن أبي بَكْرة من هذا الوجه.
و (عمر بن الهَجَنَّع) لا نَعْلم روى عنه غير عطاء بن السائب. وقد روى غير عبد الجبار بن العباس، عن عطاء فقال: عن بلال بن بُقْطُر عن أبي بَكْرة.
(1)
تابعه عامر بن السَّمْط كما في «تلخيص المتشابه» للخطيب (1/ 487) من طريق الصَّبَّاح بن محمد الزعفراني، عن عامر بن السَّمْط، عن عطاء بن السائب، عن عمر بن عبد الله بن هَجَنَّع، عن أبي بَكَّة قال: سَمِعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «تكون بعدي فتنة، قائدتُهم امرأة، لا يفلحون» وفي السند كلام.
ولا نَعْلم أحدًا تابع عبد الجبار على روايته، وهو رجل معروف من أهل الكوفة، روى عنه جماعة منهم.
• الخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ عبد الرحمن بن صالح، بتاريخ (24) جُمادَى الآخِرة (1441 هـ) المُوافِق (18/ 2/ 2020 م) إلى أن علة هذا الخبر (عمر بن الهَجَنَّع) كما سبق. وفي المتن نكارة.
والصواب: ما أخرجه البخاري رقم (4425): حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: «لَقَدْ نَفَعَنِي اللهُ بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَيَّامَ الجَمَلِ، بَعْدَ مَا كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الجَمَلِ فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ.
قَالَ: لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى، قَالَ:«لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً» .
الدجال
• أخرج الحُمَيْدي رقم (782): حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَقُولُ: مَا سَأَلَ أَحَدٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدَّجَّالِ مَا سَأَلْتُهُ، قَالَ:«وَمَا مَسْأَلَتُكَ عَنْهُ؟! إِنَّكَ لَنَ تُدْرِكَهُ» .
هذا المتن مختصر، وفيه الجزم بأن المغيرة لن يدركه الدجال.
ورواه الجماعة: يحيى القطان، كما في البخاري (7122) ويزيد بن هارون وإبراهيم بن حُمَيْد وهُشَيْم، ثلاثتهم عند مسلم. وتابعهم وكيع عند ابن أبي شيبة (37460)، وشُعبة كما عند أحمد (18115).
ولفظ مسلم: عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: مَا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ عَنِ الدَّجَّالِ أَكْثَرَ مِمَّا سَأَلْتُهُ عَنْهُ، فَقَالَ لِي: «أَيْ بُنَيَّ، وَمَا يُنْصِبُكَ
(1)
مِنْهُ؟ إِنَّهُ لَنْ يَضُرَّكَ» قَالَ: قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ مَعَهُ أَنْهَارَ الْمَاءِ وَجِبَالَ الْخُبْزِ. قَالَ: «هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ ذَلِكَ» . ولفظ البخاري: وَإِنَّهُ قَالَ لِي: «مَا يَضُرُّكَ مِنْهُ؟» .
(1)
بنون وصاد مهملة ثم موحدة، من النَّصَب بمعنى التعب. وقال أبو نُعيم في «المستخرج»: معنى قوله: «ما يُنْصِبك؟» أي: ما الذي يغمك منه؟ من الغم، حتى يهولك أمره؟ قلت: وهو تفسير باللازم، وإلا فالنَّصَب: التعب، وَزْنه ومعناه. كما في «فتح الباري» (13/ 92) لابن حجر.
• الخلاصة: كَتَب شيخنا مع الباحث/ يوسف الحامولي: سفيان أخطأ، ورواه بالمعنى.
هل لفظ الحُميدي مُوافِق للبخاري أو مُخالِف، مع أنه اتفاقًا مُخالِف للفظ مسلم؛ لأنه لا يضره في الحياة وبعد الممات؟
دفع الصائل زمن الفتنة
• وردت فيه أخبار أصحها عن أبي ذر وسعد بن أبي وقاص كما عند أبي داود (4257) وأبي سعيد الخدري كما عند أبي داود (4262) وابن عمر ? فأما حديث أبي ذر فأخرجه أبو داود في «سننه» رقم (3958) - حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنِ الْمُشَعَّثِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ، وَمَوْتًا يُصِيبُ النَّاسَ حَتَّى يُقَوَّمَ الْبَيْتُ بِالْوَصِيفِ؟ يَعْنِي الْقَبْرَ، قُلْتُ: مَا خَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ، أَوْ قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: تَصَبَّرْ، قَالَ: كَيْفَ أَنْتَ، وَجُوعًا يُصِيبُ النَّاسَ، حَتَّى تَأْتِيَ مَسْجِدَكَ فَلَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى فِرَاشِكَ، وَلَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُومَ مِنْ فِرَاشِكَ إِلَى مَسْجِدِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، أَوْ مَا خَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ، قَالَ: عَلَيْكَ بِالْعِفَّةِ، ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ أَنْتَ، وَقَتْلاً يُصِيبُ النَّاسَ حَتَّى تَغْرَقَ حِجَارَةُ الزَّيْتِ بِالدَّمِ؟ قُلْتُ: مَا خَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ، قَالَ: الْحَقْ بِمَنْ أَنْتَ مِنْهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا آخُذُ بِسَيْفِي، فَأَضْرِبَ بِهِ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، قَالَ: شَارَكْتَ الْقَوْمَ إِذًا، وَلَكِنِ ادْخُلْ بَيْتَكَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنْ دُخِلَ بَيْتِي؟ قَالَ: إِنْ خَشِيتَ أَنْ يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ، فَأَلْقِ طَرَفَ رِدَائِكَ عَلَى وَجْهِكَ، فَيَبُوءَ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ، فَيَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ.
خالف حمادا في السند جماعة فلم يذكروا المشعث بن طريف وهم:
1 -
مرحوم بن عبد العزيز أخرجه أحمد (21325) والبزار (3959).
2 -
عبد العزيز بن عبد الصمد أخرجه أحمد (21445) وابن أبي شيبة (37123).
3 -
معمر بن راشد كما في «جامعه» (20729).
4 -
أبان بن يزيد أخرجه ابن أبي عاصم في «الديات» (1/ 20).
5 -
حماد بن سلمة أخرجه ابن المبارك في مسنده (245).
6 -
شعبة أخرجه البيهقي في «سننه» (16798).
هؤلاء بإسقاط المشعث بن طريف ولم يوثقه غير ابن حبان لكن أبا عمران الجوني أثبت له البخاري في «التاريخ الكبير» (6423): السماع من عبد الله بن الصامت. وله عنه عدد من الأحاديث في صحيح مسلم.
• والخلاصة: أن رواية هؤلاء الجماعة لدي ولدي الباحث مقدمة على رواية حماد بن زيد أو روي على الوجهين بينما كتب شيخنا مع الباحث محمود بن ربيع بتاريخ 23 محرم 1443 موافق 31/ 8/ 2021 م: الظاهر والله أعلم أن رواية حماد بن زيد أوثق وعليه فالسند فيه مجهول
(1)
.
(1)
واستشهد الشيخ بخبر يعارض هذا وهو ما أخرجه مسلم رقم (140) حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ غ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي؟ قَالَ:«فَلَا تُعْطِهِ مَالَكَ» قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي؟ قَالَ: «قَاتِلْهُ» قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي؟ قَالَ: «فَأَنْتَ شَهِيدٌ» ، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: «هُوَ فِي النَّارِ» .
ويرى الباحث أن الخبر ليس في زمن الفتن.
• تنبيه: في صحيح مسلم رقم (648) حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ح قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ: «كَيْفَ أَنْتَ إِذَا كَانَتْ عَلَيْكَ أُمَرَاءُ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا؟ - أَوْ - يُمِيتُونَ الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا؟» قَالَ: قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: «صَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، فَإِنْ أَدْرَكْتَهَا مَعَهُمْ، فَصَلِّ، فَإِنَّهَا لَكَ نَافِلَةٌ» وَلَمْ يَذْكُرْ خَلَفٌ: عَنْ وَقْتِهَا.
• الخلاصة: انتهى مع الباحث إلى أن البخاري في التاريخ أثبت سماع أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، من عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ وله في مسلم أكثر من حديث وحماد بن زيد عليه خلاف كبير وعليه فاحكم على السند وهو صحيح وأما متن أبي داود في قوله: إن دخل علي بيتي أتركه يقتلني في ريب من ثبوتها. بتاريخ الاثنين 5 صفر 1443 موافق 13/ 9/ 2021 م
هل خارج مسلم ألفاظ توافق المتن الذي معنا أو لا؟
ثم عرض الباحث أقوال الفقهاء وانتهى شيخنا إلى إعمال العمومات في الحفاظ على النفس مع إنكار المنكر بالقلب والقول واليد.
كتاب الاعتصام بالكتاب وصحيح السنة
• قال تعالى: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [آل عمران: 101] وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» أخرجه مسلم (145).
قال الترمذي في «سننه» رقم (2260) - حَدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الفَزَارِيُّ، ابْنُ ابْنَةِ السُّدِّيِّ الكُوفِيِّ، حَدثنا عُمَرُ بْنُ شَاكِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ، كَالقَابِضِ عَلَى الجَمْرِ» . وتابع الترمذي أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي كما في «الإبانة الكبرى» رقم (30).
وعمر بن شاكر ضعيف يروي عن أنس المناكير وقال ابن عدي: يحدث عن أنس بنسخة قريب من عشرين حديثًا غير محفوظة. وقال البخاري: مقارب الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات.
وله شاهد منكر من طريق ابن لهيعة عن أبي يونس عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا وفيه: «المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر» أخرجه أحمد (9073) وقد خالفه أربعة فلم يذكروا (المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر) وهم:
1 -
عطاء الخرساني. 2 - ووالد العلاء بن عبد الرحمن كلاهما عند مسلم (118) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا» .
3 -
وتابعهما سعيد المقبري كما في «فوائد تمام» (943).
4 -
والأعرج كما عند الداني في «السنن الوارده» (47).
• الخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ أحمد بن علي في بحث مفاريد الترمذي بتاريخ السبت 6 محرم 1442 موافق 14/ 8/ 2021 م إلى ضعف خبر أنس ونكارة شاهد ابن لهيعة.
وللخبر شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه أخرجه أبو داود (4341) وفي سنده عمرو بن جارية وأبو أمية الثعباني لم يوثقهما معتبر.
كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فضيلة الأمر بالمعروف
• قال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114].
وقال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110]
وقال تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [الأعراف: 165]
وقوله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: «فَوَاللَّهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ» أخرجه البخاري (2942)، ومسلم (2406).
ومن ذلك ما أخرجه الترمذي في «سننه» رقم (2412) - حَدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا: حَدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ المَكِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ حَسَّانَ المَخْزُومِيَّ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ صَالِحٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«كَلَامُ ابْنِ آدَمَ عَلَيْهِ لَا لَهُ، إِلاَّ أَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ، أَوْ ذِكْرُ اللهِ» .
رواه جمهور الرواه - نحو تسعة عشر راويا عن محمد بن يزيد.
وأشار البخاري إلى الإرسال عن أم صالح كما في «التاريخ الكبير» (1/ 261).
• والخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ نعيم بن محمد بن إبراهيم البدهاوي البلقاسي بتاريخ 18 ربيع أول 1443 موافق 24/ 10/ 2021 م إلى ضعفه لجهالة أم صالح.
قال الإمام أحمد رقم (18126) - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَصِينٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ دَخَلَ، وَنَحْنُ تِسْعَةٌ وَبَيْنَنَا وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ:«إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ يَكْذِبُونَ وَيَظْلِمُونَ، فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ، فَصَدَّقَهُمْ بِكِذْبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسَ مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَيُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَارِدٌ عَلَيَّ الْحَوْضَ»
تابع سفيان مسعر أخرجه الترمذي (2259) والنسائي (7783).
وتابع عاصم جمع والطرق إليهم لا تخلوا من مقال.
وله شواهد من حديث حذيفة أخرجه أحمد (23260) وعلته رواية ابن علية له بالشك.
ومن حديث جابر بن عبد الله أخرجه أحمد (1441) وعلته عبد الرحمن بن سابط متكلم في سماعه من جابر.
ومن حديث خباب أخرجه أحمد (21074) وعلته عبد الله بن خباب تفرد العجلي بتوثيقه.
ومن حديث النعمان بن بشير أخرجه أحمد (18353) وعلته رجل مبهم.
ومن حديث أبي سعيد أخرجه أحمد (11192) وفي سنده سليمان بن أبي سليمان مجهول.
ومن حديث ابن عمر أخرجه أحمد (5702) وعلته إبراهيم بن قعيس ضعيف.
• الخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ عمر بن ثابت بتاريخ 21 ربيع أول 1443 موافق 27/ 10/ 2021 م: إلى صحة إسناد حديث كعب بن عجرة عند أحمد.
فضيلة النهي عن المنكر
• أخرج الطبري في «تفسيره» (8/ 590): عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمَّا وَقَعَ فِيهِمُ النَّقْصُ، كَانَ الرَّجُلُ يَرَى أَخَاهُ عَلَى الرِّيَبِ فَيَنْهَاهُ عَنْهُ، فَإِذَا كَانَ الْغَدُ لَمْ يَمْنَعْهُ مَا رَأَى مِنْهُ أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ وَشَرِيبَهُ وَخَلِيطَهُ.
فَضَرَبَ اللهُ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ، وَنَزَلَ فِيهِمُ الْقُرْآنُ، فَقَالَ:{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} حَتَّى بَلَغَ: {وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [المائدة: 81]».
قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُتَّكِئًا، فَجَلَسَ وَقَالَ: «لَا، حَتَّى تَأْخُذُوا يَدَيِ الظَّالِمِ، فَتَأْطُرُوهُ
(1)
عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا» له سبع طرق كلها ضعيفة.
(1)
(فَتَأْطُرُوهُ) أَيْ: فَتَصْرِفُوهُ عَنْ ظُلْمِهِ إِلَى الْحَقِّ. كما في «حاشية السِّندي على سُنن ابن ماجه» (2/ 485).
عقاب مَنْ لم يُنْكِر المُنْكَر
• قال الإمام أحمد في «مسنده» رقم (1): حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلِ بْنِ هِلَالِ بْنِ أَسَدٍ، مِنْ كِتَابِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي: ابْنَ أَبِي خَالِدٍ - عَنْ قَيْسٍ قَالَ: قَامَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105]، وَإِنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُغيرُوهُ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابِهِ» .
• الخلاصة: ذَكَر الدارقطني في «علله» جماعة رَوَوُا الخبر بالوقف على مُتابِعين لإسماعيل، وبعض أسانيدها عند ابن عساكر، وكانت قوية في ترجيح الوقف.
• قلت (أبو أويس): فسألتُ الشيخ عن ذلك، فقال: إسماعيل هو صاحب الخبر، والأسانيد إلى هؤلاء نازلة عند ابن عساكر، أو مذكورة في «عِلل الدارقطني» ثم انتهى مع الباحث/ عمر بن ثابت إلى قول الدارقطني بالوجهين في هذا الخبر.
التمكين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
• أخرج مسلم رقم (145) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، جَمِيعًا عَنْ مَرْوَانَ الْفَزَارِيِّ، قَالَ ابْنُ عَبَّادٍ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ»
وخالف يزيد بن كيسان بكرُ بن سليم الصواف فزاد تفسير الغرباء (الذي يصلحون
…
) أخرجه ابن بطة في «الإبانة» (32) واللالكائي في «السنة» (174).
وتابع أبا حازم اثنان:
1 -
عبد الرحمن بن يعقوب وعنه ابنه العلاء أخرجه الخليلي في «الإرشاد» (187) وابن منده في «الإيمان» (422) وابن أبي شيبة في «مصنفه» (34367) وغيرهم.
2 -
سعيد بن أبي سعيد لكن بزيادة تفسير الغرباء بالذين صلحون
…
أخرجه ابن أبي حاتم في «العلل» (1966) وقال أبو حاتم: عمر بن شيبة مجهول وهذا حديث موضوع.
• الخلاصة: قال شيخنا مع الباحث/ خالد بن صالح بتاريخ السبت 13 محرم 1443 موافق 21/ 8/ 2021 م: تفسير الغرباء ورد من عدة طرق كلها ضعيفة وحديث مسلم ثابت لا ريب فيه دون تفسير الغرباء. ا هـ.
وجاء تفسير الغرباء من حديث عبد الله بن عمرو أخرجه أحمد رقم (6650) عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ عِنْدَهُ: «طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» ، فَقِيلَ: مَنِ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أُنَاسٌ صَالِحُونَ، فِي أُنَاسِ سُوءٍ كَثِيرٍ، مَنْ يَعْصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُمْ» وفي سنده ابن لهيعة ضعيف وتارة رواه من حديث أنس دوت التفسير أخرجه ابن ماجه (3987) وغيره.
ومن حديث ابن عمر في أحد الطرق أخرجه أبو يعلى كما في «المطالب العالية» (3190) بلفظ: «الذين يصلحون» وفي سند كوثر بن حكيم قال أبو حاتم والدارقطني وغيرهما: متروك.
ومن حديث عمرو بن عوف أخرجه الترمذي (2630) من طريق كَثِير بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مِلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّ الدِّينَ لَيَأْرِزُ إِلَى الحِجَازِ كَمَا تَأْرِزُ الحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا، وَلَيَعْقِلَنَّ الدِّينُ مِنَ الحِجَازِ مَعْقِلَ الأُرْوِيَّةِ مِنْ رَأْسِ الجَبَلِ، إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَيَرْجِعُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِي مِنْ سُنَّتِي» وفي سنده كثير ضعيف و قال النسائى، والدارقطنى: متروك الحديث.
ومن حديث جابر أخرجه الطبراني في «الأوسط» (9152) والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (5018) بلفظ: «وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَصْلُحُونَ حِينَ يَفْسَدُ النَّاسُ» وفي سنده أبو عياش هو المعافرى مقبول.
ومن حديث سهل بن سعد أخرجه الطبراني في «الأوسط» (3056) من طريق بَكْر بن سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ
صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الإِسْلامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ قِيلَ: وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ» .
قال ابن عدى في بكر بن سليم: يحدث عن أبى حازم و غيره ما لا يوافقه أحد عليه، وعامة ما يرويه غير محفوظ، ولا يتابع عليه، وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم. وقال عثمان الدارمى عن يحيى: ما أعرفه
وورد تفسيرها بالنزاع من القبائل أخرجه أحمد (3784) وفي سنده عنعنة أبي إسحاق وقال الإمام أحمد: هذا حديث منكر. كما في «المنتخب من العلل» (11) للخلال.
وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
• قال إسماعيل بن جعفر في «أحاديثه» (ص: 391) رقم (337): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ نَهَارًا - رَجُلًا مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ كَانَ يَسْكُنُ فِي بَنِي النَّجَّارِ، وَكَانَ يَذْكُره بِفَضْلٍ وَصَلَاحٍ - أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ عز وجل لَيَسْأَلُ الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ لَهُ: فَمَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَ الْمُنْكَرَ أَنْ تُنْكِرَهُ؟! فَإِذَا اللهُ عز وجل لَقَّنَ عَبْدَهُ حُجَّتَهُ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، وَثِقْتُ بِكَ وَفَرِقْتُ النَّاسَ» .
وتَابَع إسماعيلَ جماعةٌ: يحيى بن سعيد، كما عند ابن ماجه (4017) وغيره، وتابعه الحارث بن عُمَيْر، كلاهما عند الحُمَيْدي (756) وتابعهم سليمان بن بلال، وهشام بن سعد
…
وآخَرون.
• الخلاصة: الكلام في هذا الخبر في (نهار العبدي):
فقد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم، ولم يَذكرا فيه جَرْحًا ولا تعديلًا.
ورَوَى عنه اثنان.
وذَكَره ابن حِبان في «الثقات» وقال: يَروي عن أبي سعيد: يخطئ.
وقال النَّسَائي: لا بأس به. كما في «السُّنن الكبرى» (5/ 176).
وقال ابن خِرَاش: مدني صدوق
(1)
ووَثَّقه الهيثمي.
(1)
وفي «لسان الميزان» (7/ 414) قال: ابن خِرَاش صدوق لا يُعْرَف.
• قلت (أبو أويس): الذي يَظهر لي تصحيح هذا السند؛ لأنه في طبقة التابعين.
• فائدة:
عبد الرحمن بن يوسف بن خِرَاش الحافظ:
قال فيه عبدان: كان يوصل المراسيل.
وقال ابن عَدي: كان يتشيع.
وقال أبو زُرْعَة: محمد بن يوسف الحافظ كان خَرَّج مثالب الشيخين، وكان رافضيًّا.
وقال عبدان: قلت لابن خِرَاش: حديث: «لا نُورَث، ما تركناه صدقة» ؟ قال: باطل.
قلت: مَنْ تَتهم به؟ قال: مالك بن أوس.
قلت: لعل هذا بدأ منه، وهو شاب، فإني رأيته ذَكَر مالك بن أوس بن الحِدْثان في تاريخ، فقال: ثقة.
قال عبدان: وحَمَل ابن خِرَاش إلى بُندار عندنا جزأين، وصَنَعهما في مثالب الشيخين، فأجازه بألفي درهم.
قلت: هذا والله الشيخ المعثر الذي ضل سعيه، فإنه كان حافظ زمانه، وله الرحلة الواسعة، والاطلاع الكثير والإحاطة، وبعد هذا فما انتفع بعلمه، فلا عتب على حَمير الرافضة وحواثر جزين ومشغرا
(1)
.
(1)
وقال في «العِبَر في خَبَر مَنْ غَبَر» (1/ 407): صاحب الجَرْح والتعديل.
وقد سَمِع ابنُ خِراش من الفلاس وأقرانه بالعراق، ومِن عبد الله بن عمران العابدي وطبقته بالمدينة، ومِن الذُّهْلي وبابته بخُرَاسان، ومِن أبي التقى اليَزَني بالشام، ومن يونس بن عبد الأعلى وأقرانه بمصر.
وعنه: ابن عُقْدة، وأبو سهل القطان.
وقال بكر بن حَمدان المروزي: سَمِعتُ ابن خِرَاش يقول: شَرِبتُ بولي في هذا الشأن خمس مرات.
وقال ابن عَدي: سَمِعتُ أبا نُعَيْم عبد الملك بن محمد يقول: ما رأيتُ أحفظ من ابن خِرَاش، لا يُذْكَر له شيء من الشيوخ والأبواب إلا مر فيه.
وفي «لسان الميزان» (3/ 445): قال الخطيب: كان أحد الرَّحَّالين في الحديث إلى الأمصار، وممن يوصف بالحفظ والمعرفة.
وقال ابن المَديني: كان من المعدودين المذكورين بالحفظ والفَهْم للحديث والرجال.
مات سنة ثمانٍ وثلاثين ومِائتين.
• الخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ عمر بن ثابت إلى عدم قَبول تفرد ابن خِرَاش بالتوثيق. بتاريخ (28) جمادى الآخِرة (1441 هـ) المُوافِق (23/ 2/ 2020 م).
النهي عن المنكر ابتغاء وجه الله وقاية من الهلاك
• قال ابن الأعرابي في «معجمه» (3/ 948) رقم (2016): نَا أَبُو أُسَامَةَ، نَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، نَا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ - وَكَانَ شَيْخَ صِدْقٍ - عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَنِ اقْلِبْ مَدِينَةَ كَذَا وَكَذَا عَلَى أَهْلِهَا» قَالَ: «فَقَالَ: يَا رَبِّ، إِنَّ فِيهَا عَبْدَكَ لَمْ يَعْصِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ! فَقَالَ: اقْلِبْهَا عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ؛ فَإِنَّ وَجْهَهُ لَمْ يَتَمَعَّرْ فِيَّ
(1)
سَاعَةً قَطُّ».
وأخرجه الطبراني في «الأوسط» (7661)، والبيهقي في «الشُّعَب» (7189) وعُبَيْد وعمار ضعيفان.
وانتهى شيخنا مع الباحث/ عمر بن ثابت إلى ضعف متنه ونكارته. بتاريخ (21) ربيع الآخِر (1441 هـ) المُوافِق (18/ 12/ 2019 م).
(1)
أي: يتغير من شدة الغضب. «إرشاد الساري» (7/ 130) للقسطلاني.
خَيبة مَنْ لا سهم له
في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
• قال ابن أبي شيبة في «مصنفه» رقم (20719): حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: الإِسْلَامُ ثَمَانيَةُ أَسْهُمٍ: الصَّلَاةُ سَهْمٌ، وَالزَّكَاةُ سَهْمٌ، وَالْجِهَادُ سَهْمٌ، وَالْحَجُّ سَهْمٌ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ سَهْمٌ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ سَهْمٌ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ سَهْمٌ، وَقَدْ خَابَ مَنْ لَا سَهْمَ لَهُ.
وقد توبع وكيع كما عند عبد الرزاق في «مصنفه» رقم (5025) عن مَعْمَر والثوري، به.
وتابع الثوري جماعة - إسرائيل وعلي بن صالح والجَرَّاح - أخرجه الخَلَّال (1554).
وتابعهم شُعبة، أخرجه البزار (2928) والطيالسي (413).
وخالفهم يزيد بن عطاء - وهو ضعيف - فرَفَعه، أخرجه البزار (2927) وقال البزار في «مسنده» رقم (2928): وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُ أَسْنَدَهُ إِلَّا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ.
وخالفهم أيضًا المسعودي، فأبدل حذيفة بعمار بن ياسر موقوفًا، أخرجه ابن الأعرابي في «معجمه» (165).
• الخلاصة: كَتَب شيخنا مع الباحث/ عمر بن ثابت، بتاريخ (22) شعبان (1441 هـ) المُوافِق (15/ 4/ 2020 م): الموقوف على حذيفة أصح. وصَوَّب الموقوف الدارقطني في «علله» (1/ 357) وأبو حاتم في «العلل» (1934).
عدم خَشية الناس
في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
• قال الإمام أحمد في «مسنده» رقم (11255): حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ أَنْ يَرَى أَمْرًا لِلهِ عَلَيْهِ فِيهِ مَقَالًا، ثُمَّ لَا يَقُولُهُ، فَيَقُولُ اللهُ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ فِيهِ؟! فَيَقُولُ: رَبِّي خَشِيتُ النَّاسَ! فَيَقُولُ: وَأَنَا أَحَقُّ أَنْ تَخْشَى» .
رواه جماعة عن عمرو بن مُرَّة.
• تنبيه: زاد محمد بن جعفر ويزيد بن هارون رجلًا بين أبي البَختري وأبي سعيد، كما عند أحمد.
وعِلته: أبو البَخْتري سعيد بن فيروز، لم يَسمع من أبي سعيد. قاله أبو داود في «سُننه» (2/ 3) رقم (1561)، وأبو حاتم في «المراسيل» (1/ 67).
الباحث/ عمر بن ثابت.
اجتهاد سمراء بنت نهيك
• قال ابن الأعرابي في «معجمه» (1062) - نا إِبْرَاهِيمُ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ أَبِي بَلْجٍ قَالَ: رَأَيْتُ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا: سَمْرَاءُ قَدْ أَدْرَكَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، مَعَهَا سَوْطٌ تَضْرِبُ النَّاسَ تَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ قَالَ: هَذَا أَبُو بَلْجٍ الصَّغِيرُ.
وتابع ابن أبي شيبة يحيى بن معين في «تاريخه» (2/ 843) وأحمد بن حنبل كما عند الطبراني (785) ومحمد بن حرب كما عند أبي نعيم في «معرفة الصحابة» (7703).
• والخلاصة: وكتب شيخنا مع الباحث/ عمر بن ثابت بتاريخ الخميس 6 ربيع الآخر 1443 موافق 11/ 11/ 2021 م: المتن غريب وأبو بلج وثقه قوم وقال البخاري فيه نظر.
الصبر على الأذى في نشر دين الله
• قال لقمان عليه السلام: {يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [لقمان: 17]
وقال البخاري في «الأدب المفرد» رقم (388) - حَدَّثَنَا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، خَيْرٌ مِنَ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ، وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ» .
• الخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ عمر بن ثابت بتاريخ السبت 7/ ذي الحجة 1442 موافق 17/ 7/ 2021 م: إسناده صحيح.
عيناك على قلبك
• قال تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44]
قال ابن حبان رقم (5761) - أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يُبْصِرُ أَحَدُكُمُ الْقَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيهِ، وَيَنْسَى الْجِذْعَ فِي عَيْنِهِ» .
وخالف محمد بن حمير كثير فأوقفه أخرجه الإمام أحمد في «الزهد» رقم (995) - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنِي كَثِيرٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: يُبْصِرُ أحَدُكُمُ الْقَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيهِ، وَيَنْسَى الْجَذْعَ أَوِ الْجِذْلَ فِي عَيْنِهِ "
وتابع كثيرًا على الوقف بكير بن مسكين فأوقفه.
• الخلاصة: أعله شيخنا مع الباحث/ أحمد بن علي بتاريخ 16 جمادى الأولى 1443 هـ موافق 20/ 12/ 2021 م وكتب العذر في هذا للشيخ رحمه الله عدم وقوفه على رواية كثير بن هشام في الزهد لأحمد.
فقه التعامل مع العصاة
أولًا: ترغيبهم في التوبة والاستغفار وأنها عنوان الفلاح للطائعين
(1)
والعاصين قال تعالى: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران: 135، 136].
- الله يفرح بتوبة عبده وإن ذمه أصحابه في الباطل ففي الحديث: «لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ، مِنْ أَحَدِكُمْ بِضَالَّتِهِ إِذَا وَجَدَهَا»
(2)
وتحذيرهم من التسويف والقنوط
(3)
.
(1)
(2)
أخرجه مسلم (2675).
(3)
أخرج مسلم (2621) عَنْ جُنْدَبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَ " أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لِفُلَانٍ! وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ؟ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ " أَوْ كَمَا قَالَ.
ثانيًا - الزم أيه التائب هذه الدعوات العظيمة:
1 -
دعوة أبينا نبي الله آدم عليه السلام وأمنا حواء عليهما السلام في توبتيهما: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23]
2 -
دعوة نبي الله يونس عليه السلام: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87، 88].
3 -
الاستغفار «أستغفر الله العظيم وأتوب إليه» .
4 -
صلاة ركعتين، مع الإكثار من فِعل الحسنات، كما في سبب نزول قوله تعالى:{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114].
1 -
التعرف على الله بأسمائه الحسنى، كالغفور الرحيم، التواب، وصفاته العلا، كصفة المودة والمحبة، وأن الله قادر على تغيير حالك، قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96].
وتأمل سياقَي اسم الله الودود بعد الحديث عن أصحاب الأخدود وفتح باب التوبة لهم: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11) إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [البروج: 11 - 16].
ثالثا - مواقف للنبي صلى الله عليه وسلم مع العصاة:
1 -
قال الإمام أحمد في «مسنده» رقم (22211): حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا. فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ، وَقَالُوا: مَهْ. مَهْ. فَقَالَ: «ادْنُهْ» فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا. قَالَ: فَجَلَسَ. قَالَ: «أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟» قَالَ: لَا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ:«وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ» قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟» قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ:«وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ» . قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟» قَالَ: لَا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ:«وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ» قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟» قَالَ: لَا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ:«وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ» قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟» قَالَ: لَا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ:«وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ» . قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ» فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ
(1)
.
وتَعامُله صلى الله عليه وسلم مع أسامة بن زيد رضي الله عنه. وتَعامُله صلى الله عليه وسلم مع ماعز والغامدية {.
رابعا: تبيين حكم ما وقعوا فيه من الكبائر والصغائر فإن كانت حدودا علموا وإن كانت حقوق البشر ردوها إلى أصحابها قبل أن يردوها من الحسنات. فعن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا خَلَصَ المُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيَتَقَاصُّونَ مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا نُقُّوا وَهُذِّبُوا، أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَأَحَدُهُمْ
(1)
إسناده صحيح.
بِمَسْكَنِهِ فِي الجَنَّةِ أَدَلُّ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا»، وَقَالَ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو المُتَوَكِّلِ
(1)
.
أفاده الباحث/ إبراهيم بن رشاد، بتاريخ (2) جمادى الأُولى (1443 هـ) الموافق (6/ 12/ 2021 م) مع شيخنا حفظهما الله.
(1)
أخرجه البخاري رقم (2440).
الأغاني والمعازف
• قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [لقمان: 6]
وقال جل ذكره: {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} [النجم: 61]
وقال جل ذكره: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ} [الإسراء: 64] وعلى وجه في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} [الفرقان: 72].
1 -
قال البخاري في «صحيحه» رقم (5590): وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ الكِلَابِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الأَشْعَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ - أَوْ: أَبُو مَالِكٍ - الْأَشْعَرِيُّ، وَاللَّهِ مَا كَذَبَنِي: سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ، يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ، يَأْتِيهِمْ - يَعْنِي الفَقِيرَ - لِحَاجَةٍ فَيَقُولُونَ: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا. فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ، وَيَضَعُ العَلَمَ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ» .
وَصَله ابن حِبان (6754)، والبيهقي (20988)، والطبراني في «الكبير» (3417) وفي «مسند الشاميين» رقم (588) للطبراني.
وسبقت شواهده وأنه يحسن بها كما في (سلسلة الفوائد)(4/ 274).
2 -
قال أبو داود في «سُننه» رقم (4924): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْغُدَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ مِزْمَارًا. قَالَ: فَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ، وَنَأَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَقَالَ لِي: يَا نَافِعُ، هَلْ تَسْمَعُ شَيْئًا؟ قَالَ: فَقُلْتُ: لَا. قَالَ: فَرَفَعَ إِصْبَعَيْهِ مِنْ أُذُنَيْهِ، وَقَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعَ مِثْلَ هَذَا، فَصَنَعَ مِثْلَ هَذَا.
تابع سليمانَ بن موسى اثنان:
1 -
مُطْعِم بن المقدام، أخرجه أبو داود (4925) بنحوه، والطبراني في «الأوسط» (6767) و «الصغير» (11)
(1)
والراوي عن المطعم خالد بن يزيد السُّلَمي، وهو مقبول.
2 -
ميمون، هو ابن مهران، أخرجه أبو داود (4926) بنحوه.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْلُؤْلُؤِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُد يَقُولُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.
وقال ابن عَدِيّ في «الكامل» (4/ 182): هذا الحديث يُعْرَف بسليمان بن موسى.
• تنبيه: وَجْه النكارة قول البخاري في سليمان بن موسى: إنه منكر الحديث. وكلام ابن عَدِيّ يدل على أن الحديث حديث سليمان بن موسى، ويؤيده قول أبي داود عقب طريق ميمون: وهذا أَنْكَرُها.
• الخلاصة: كَتَب شيخنا مع الباحث/ منصور الشرقاوي: تكلموا في أسانيده، وهل أُعِلَّ بالوقف. بتاريخ (6) شَوَّال (1442 هـ) المُوافِق (18/ 5/
(1)
ولفظ الطبراني مطولًا، وسنده ضعيف؛ لضعف محمد بن أبي زُرْعَة وأحمد بن محمد بن الوليد، وسَبَق التنبيه على خالد بن يزيد السُّلَمي.
2021 م).
وأكد شيخنا هذه النتيجة مع الباحث ابنه يحيى بن مصطفى العدوي بتاريخ 23 محرم 1443 موافق 31/ 8/ 2021 م: ومال إلى أنه من المستنكر على سليمان بن موسى.
وأجاب الباحث عن ترك ابن عمر نافعا يسمع بأن نافعا كان صغيرًا.
كتاب التوبة
سعة مغفرة الله
• قال تعالى: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].
قال الإمام مسلم رقم (2758): حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عز وجل، قَالَ:«أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي! فَقَالَ تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي! فَقَالَ تبارك وتعالى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي! فَقَالَ تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ» .
قَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: لَا أَدْرِي أَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ: «اعْمَلْ مَا شِئْتَ» .
• الخلاصة: كان الشيخ يَظن أن له علة، فطَلَب من الباحث/ سعيد القاضي مراجعته، فإذا عبد الرحمن روى عنه عِشرون راويًا، ووثقه ابن سعد، وذَكَره ابن حِبان في «الثقات» واحتج به الشيخان في هذا الخبر، وله رواية في البخاري. بتاريخ (17) ذي القعدة (1442 هـ) المُوافِق (28/ 6/ 2021 م).
كل ابن آدم خطاء
• قال الإمام أحمد في (13049) - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، فَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ، وَلَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ، لَابْتَغَى لَهُمَا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ» .
وتابع زيد بن الحباب مسلم بن إبراهيم أخرجه الدارمي في «سننه» رقم (2893) وغيره.
وخالف علي بن مسعدة سعيدُ بن أبي عروبة فرواه مقطوعا من قول قتادة أخرجه أحمد في «الزهد» (504) وفي سنده عبد الوهاب بن عطاء صدوق ربما أخطأ.
• الخلاصة: كتب شيخنا مع الباحث/ محمد بن سلامة بن عبد العزيز الشرقاوي: الحديث غير ثابت من هذه الوجوه لا موقوفا ولا مقطوعا لأن المقطوع فيه عبد الوهاب بن عطاء وإن كان هو الأمثل من المرفوع والمرفوع فيه علي بن مسعدة وهو ضعيف.
• تنبيه: نهاية المتن يشهد له ما أخرجه مسلم (1048) من طريق قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا
ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ» وأخرجه البخاري رقم (6439) من طريق الزهري أَخْبَرَنِي أنس به.
كتاب أصول الفقه وقواعده
القواعد الفقهية الخمس الكبرى
• القاعدة الأولى: «الأمور بمقاصدها» .
«الأمور بمقاصدها»
(1)
مأخوذة من حديث الأعمال بالنيات وحديث سعد «إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها» متفق عليه. وحديث «في بضع أحدكم صدقة» أخرجه مسلم رقم (1006) والمكث لانتظار الصلاة فهو في صلاة ما انتظر الصلاة وثم أدلة أخرى.
ومن أمثلتها في الواقع:
- من طلب العلم ليعرف الحلال من الحرام ويعلِّم الناس لينال ثواب عمله فهو مأجور ومن طلب العلم للسمعة والرياء كان عليه وبالا يوم القيامة.
- الأكل والنوم وغيرهما من المباحات إن قصد بها فاعلها التقوي على الطاعة فهو في طاعة ومُثاب عليها من الله.
أقوال السكران والنائم والمجنون لا يؤاخذون عليها لأن أصحابها مرفوع عنهم القلم وغير قاصدين.
(1)
ذكرها السيوطي في «الأشباه والنظائر» (ص/ 8) والسبكي في «الأشباه والنظائر» (ص/ 54) وابن نجيم في «الأشباه والنظائر» (ص/ 27).
من أشهر ما يندرج تحت هذه القاعدة: «الاعتبار بالمقاصد لا بالألفاظ»
(1)
من أدلتها قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة: 225] وحديث مسلم (2747) في الرجل الذي أيس من دابته فلما رآها قال: «اللهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ» .
ومن أمثلتها أن يحلف شخص على شيئ خطأ ويقصد شيئا آخر فالعبرة بالنية لا باللفظ.
القاعدة الثانية: «لا ضرر ولا ضرار»
(2)
وهي مقتبسة من خبر يصح لشواهده ومن أدلتها أيضًا قوله تعالى: {لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ} [البقرة: 233]{وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ} [البقرة: 282] وحديث: «مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا، أَوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا» أخرجه البخاري (5452) ومسلم (564) ووجه الدلالة من الحديث منع الرجل من مجالسة الصالحين أو الفوز بأجر الجماعة رفعًا للضرر.
ومن تطبيقات القاعدة كذلك فسخ النكاح بالعيوب أو إزالة سُلّم الجار للنفع العام وتيسير المرور في الشوارع.
ومن أمثلتها في النوازل الطبية إزالة التشوهات البدنية كإزالات آثار الحروق والأطراف الزائدة.
ومن أمثلتها في باب الزينة إزالة الشارب واللحية للمرأة.
(1)
ذكرها السيوطي في «الأشباه والنظائر» (ص/ 45).
(2)
ذكرها السيوطي في «الأشباه والنظائر» (ص/ 83)، والسبكي في «الأشباه والنظائر» (ص/ 41).
من أشهر فروع القاعدة: «ارتكاب أخف الضررين أو دفع الضرر الأعلى بالأدني» ومن أدلتها قوله تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: 217] وقصة خرق السفينة وإلقاء نبي الله يونس في اليم وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تزرموه» .
وتعليله صلى الله عليه وسلم ترك الكعبة بباب واحد
(1)
.
واعتمر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عمر قبل فتح مكة ولم يكسر الأصنام إلا في فتح مكة سنة ثمان وذلك بعد مضي إحدى وعشرين سنة.
- ومن تطبيقاتها التخلص من الأمتعة إذا أشرفت السفينة على الغرق لأن حرمة النفس أعظم من حرمة المال.
القاعدة الثالثة: «اليقين لا يزول بالشك»
(2)
.
من أشهر أدلته حديث «لَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا» أخرجه البخاري (177) ومسلم (361).
وقال ابن عبد البر في «التمهيد» (5/ 27): أجمع العلماء أن من أيقن بالحدث وشك في الوضوء أن شكه لا يفيد فائدة وإن عليه الوضوء فرضا.
(1)
فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا:«يَا عَائِشَةُ، لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، لَأَمَرْتُ بالبيت فَهُدِمَ، فَأَدْخَلْتُ فِيهِ مَا أُخْرِجَ مِنْهُ وَأَلْزَقْتُهُ بِالْأَرْضِ، وَجَعَلْتُ لَهُ بَابَيْنِ بَابًا شَرْقِيًّا وَبَابًا غَرْبِيًّا فَبَلَغْتُ بِهِ أَسَاسَ إِبْرَاهِيمَ» أخرجه البخاري (1586)، ومسلم (1333).
(2)
ذكرها السيوطي في «الأشباه والنظائر» (ص/ 50) والسبكي في «الأشباه والنظائر» (ص/ 12) وابن نجيم في «الأشباه والنظائر» (ص/ 56).
وهذا يدلك على أن الشك عندهم ملغي وأن العمل على اليقين عندهم وهذا أصل كبير في الفقه فتدبره وقف عليه.
ومن تطبيقات القاعدة: لو شك
(1)
أنه طلق لم يقع الطلاق؛ لأن العصمة ثابتة بيقين فلا تنفك إلا بيقين ولا يرفعها الشك.
ونحو هذا الشك في عدد الركعات أو السجدات أو الأشواط في الطواف أو رمي الجمار فيبني على اليقين أو غلبة الظن.
القاعدة الرابعة: «المشقة تجلب التيسير»
(2)
من أدلتها كل أدلة رفع الحرج ومن أشهرها قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185] وقال تعالى في ختام آية التيمم: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ} [المائدة: 6] وحديث: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ» أخرجه البخاري (39).
ومن تطبيقات القاعدة في باب الطهارة: جواز التيمم عند مشقة استعمال الماء.
وفي باب الصلاة جواز الصلاة جالسًا عند عدم القدرة على القيام.
وفي باب الصيام جواز الفطر للمريض والمسافر والفدية أو الكفارة للكبير.
وفي باب الأطعمة العفو عن الحمرة التي تعلو القدر عند الطهي.
(1)
الشك مطروح كالوهم وأما العبرة فاليقين وغلبة الظن.
(2)
ذكرها السيوطي في «الأشباه والنظائر» (ص/ 57) والسبكي في «الأشباه والنظائر» (ص/ 49) وابن نجيم في «الأشباه والنظائر» (ص/ 57) ..
ومما يندرج تحتها أو يقوم بذاته قاعدة: «الضرورات تبيح المحظورات» ومن أشهر أدلتها قوله تعالى: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} [الأنعام: 119] وقوله جل ذكره: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 145]
ومن أمثلتها في الواقع استخدام العملات الورقية مع الصور التي عليها.
ومنها كذلك جواز أكل الميتة لمن أشرف على الهلاك.
ومن أشهر ما يندرج تحت هذه القاعدة: «الضرورة تقدر بقدرها» ومن أدلتها {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} [البقرة: 173].
ومن تطبيقاتها في باب الطب تداوي النساء عند الرجال للحاجة فيجوز له لمسها بقدر ما تقتضيه الضرورة؛ لأن الضرورة تقدر بقدرها.
والأصل ستر العورة فلا يكشف منها إلا بقدر ما تندفع به الحاجة بخلاف ما يقع فيه كثير من الناس من كشف شق الإلية لتناول حقنة العضل.
القاعدة الخامسة: «العادة محكمة ما لم تخالف نصًّا»
(1)
.
ومن أدلتها كل الأدلة التي جاءت باعتبار الأعراف ومنها {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ
(1)
ذكرها السيوطي «الأشباه والنظائر» (ص/ 79) وابن نجيم في «الأشباه والنظائر» (ص/ 93).
بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 233] ومن السنة حديث: «خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ» أخرجه البخاري (5364) ومسلم (7180).
وتطبيقاتها في كتب الفقه اختلاف الفقهاء في أقل أو أكثر مدة للحيض أو الطهر بِناء على اختلاف عادات الناس.
واختلاف المستأجرين للسيارة في الأجرة فاعتبار العرف وأهل الخبرة أصل في فض هذه النزاعات.
ومن الأعراف الخاطئة سفر الخاطب مع مخطوبته وهي أجنبية عنه.
• تنبيه: هذا القاعدة لها شروط لتطبيقها منها أن يكون عرفا متطردا لا نادرًا. وأن يكون سابقًا لا لاحقًا كأن يتوقع ارتفاع الأسعار أو الأجر فلا يبنيى على هذا التوقع المستقبلي حكمًا إنما العبرة بالعرف السائد.
انتهى ملخصًا مع الباحث/ صالح بن محمد بن حواس الجيزاوي بتاريخ الأربعاء 4 ذي الحجة 1442 موافق 14/ 7/ 2021 م. من بحثه «الوجيز في شرح القواعد الفقهية الخمس الكبرى» ط دار اللؤلؤة.
سد الذرائع
• وردت أدلة كثيرة في سدّ الذرائع منها قوله تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 108] والنهي عن القرب نهي عن الاقتراف وذلك في الأكل من الشجرة ولا تقربوا الزنا ونحوها من الأدلة.
ومن السنة عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ {أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مِنَ الْكَبَائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَهَلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ:«نَعَمْ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ»
(1)
.
ومنها ما أخرجه الترمذي في «سننه» رقم (2854) - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الجَبَّارِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:«نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنَامَ الرَّجُلُ عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ بِمَحْجُورٍ عَلَيْهِ»
(2)
:
(1)
أخرجه مسلم (90) والبخاري (5973) وعنده «يلعن» بدل «يشتم» .
(2)
• الخلاصة: انتهى شيخنا إلى ضعف الخبر وله شاهد من حديث أبي عمران الجوني عن جندب أعله الدارقطني (3367) بالوقف وسماع أبي عمران من جندب في البخاري (5060،) ومسلم (2667) و (2621).
ذكر الخاص بعد العام أوالعكس
• وله صور كثيرة في القرآن والسنة وكلام العرب ويكون ذلك بالعطف غالبًا:
1 -
قول إخوة يوسف عليه السلام: {مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ} [يوسف: 73]
2 -
وقوله جل ذكره: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 98]
3 -
وقوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [الأحزاب: 7]
4 -
وقوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238].
5 -
وفي الاستعاذة: {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} [الفلق: 2، 3]
(1)
.
(1)
يَعْنِي اللَّيْل إِذا دخل فِي كل شَيْء. والغسق الظلمَة، وَيُقَال: الْغَاسِق الْقَمَر إِذا كسف فاسود. [وَقَوله]{إِذَا وَقَبَ} [أَي] إِذا دخل فِي الْكُسُوف. انظر: «غريب القرآن» (ص: 353) للسجستاني.
6 -
وعطف الاستعانة على العبادة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]
7 -
وقوله تبارك وتعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ} [المائدة: 91]
8 -
وقال تعالى عن قوم نوح: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [نوح: 23]
ومن السنة ما يلي:
1 -
قوله صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ»
(1)
(هذا من ذكر الخاص بعد العام لا العطف)
2 -
(2)
.
(1)
أخرجه مسلم (153) من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
(2)
أخرجه البخاري (89) ومسلم (2282).
قال ابن حجر رحمه الله: "وَالْعُشْبَ هُوَ مِنْ ذِكْرِ الْخَاصِّ بَعْدَ الْعَامِّ لِأَنَّ الْكَلَأَ يُطْلَقُ عَلَى النَّبْتِ الرَّطْبِ وَالْيَابِسِ مَعًا وَالْعُشْبُ لِلرَّطْبِ فَقَطْ"
3 -
وقال عروة بن مسعود في صلح الحديبية: «وَاللَّهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى المُلُوكِ، وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ، وَكِسْرَى، وَالنَّجَاشِيِّ»
(1)
ومن عطف العام على الخاص:
1 -
قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر: 87]
2 -
3 -
{يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} [النحل: 11]
(2)
4 -
(3)
5 -
6 -
قوله تعالى: {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4]
(1)
أخرجه البخاري (2731).
(2)
فيها العطفان.
(3)
قال السعدي رحمه الله: " ولما قيد علمه بأعمالهم، ذكر العموم بعد الخصوص، فقال:{وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} .
ومن السنة ما يلي:
1 -
2 -
قول حسان رضي الله عنه:
فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ
(1)
(1)
قال البغوي في «شرح السنة» وَمَعْنَى قَوْلِ حَسَّانٍ: وَعِرْضِي، أَرَادَ: جَمِيعَ أَسْلافِي الَّذِينَ أُمْدَحُ وَأُذَمُّ بِذِكْرِهِمْ، فَأَتَى بِالْعُمُومِ بَعْدَ الْخُصُوصِ.
التعارض بين الأدلة
• تنوعت أجوبة العلماء في دفع التعارض الظاهري بين الأدلة وذلك بمعرفة الناسخ من المنسوخ والصحيح من الضعيف وحمل المطلق على المقيد ومطالعة المؤلفات التي صنفت في هذا الباب كشرح مشكل الآثار للإمام الطحاوي ودفع إيهام الاضطراب للشنقيطي ومن أمثلة ذلك:
الصلاة على الميت في المسجد
ورد في المسألة خبران مرفوعان أحدهما صحيح والآخر ضعيف فأما الصحيح فأخرجه الإمام مسلم رقم (973) وحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، - وَاللَّفْظُ لِإِسْحَاقَ قَالَ عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا، وَقَالَ إِسْحَاقُ: - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ، أَمَرَتْ أَنْ يَمُرَّ بِجَنَازَةِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَتُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَأَنْكَرَ النَّاسُ ذَلِكَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: مَا أَسْرَعَ مَا نَسِيَ النَّاسُ، «مَا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى سُهَيْلِ ابْنِ الْبَيْضَاءِ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ» .
وعبد الواحد بن حمزة قال ابن معين: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات. وروى عنه ثلاثة. وتفرد بالرواية عن عباد. وله متابعات خارج الصحيح تحرر.
وأما الضعيف فأخرجه أبو داود في «سننه» رقم (3191) - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنِي صَالِحٌ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فِي الْمَسْجِد، فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ» علته صالح مولى التوأمة.
وثبت أثران:
1 -
قال ابن أبي شيبة في «مصنفه» رقم (1233) - حَدَّثنا حَفْصٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَا صُلِّيَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ إِلاَّ فِي الْمَسْجِدِ. (إسناده صحيح).
2 -
وقال ابن أبي شيبة في «مصنفه» رقم (12337) - حَدَّثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ عُمَرَ صُلِّيَ عَلَيهِ فِي الْمَسْجِدِ. (إسناده صحيح).
قال النووي في «المجموع» (5/ 213): الصلاة على الميت في المسجد صحيحة لا كراهة فيها بل مستحبة.
وقال المرداوي في «الإنصاف» (6/ 196): لا بأس بالصلاة على الميت يعني أنها لا تكره فيه وهذا المذهب بلا ريب وعليه جماهير الأصحاب.
وقال السرخسي في «المبسوط» (2/ 122): وتكره الصلاة على الجنازة في المسجد عندنا.
وقالت المالكية في «المدونة» (1/ 254): قال مالك أكره أن توضع الجنازة في المسجد.
أفاده الباحث/ محمد بن شرموخ المنياوي بتاريخ 19 ربيع الآخر 1443 موافق 24/ 11/ 2021 م.
كتاب المصطلح
• كيف نفرق بين رواة الأصول والمتابعات والشواهد في الصحيحين؟
لم نجد نصًا صريحًا من الإمامين البخاري ومسلم في معرفة تمييز الرواة الأصول وغيرهم لما يترتب على ذلك من أهمية كبرى وهو الاحتجاج بهم ولذا اختلف العلماء في كيفية التوصل إلى ذلك على ثلاثة أقوال:
الأول: أن ما يصدر به الباب فهو الأصل وما يؤخره فهو المتابعة نص عليه الحاكم «المدخل» (4/ 107)
(1)
والعراقي والمعلمي اليماني «الأنوار الكاشفة» (ص/ 29) فقال: من عادة مسلم في صحيحه أنه عند سياق الروايات المتفقة في الجملة يقدم الأصح فالصحيح
(2)
.
(1)
.. غير أن مسلما على شرطه في الاستشهاد في اللين من المحدثين إذا قدم الأصل على الثقة الثبت.
وقال النووي في «شرحه على مسلم» (1/ 25) قال ابن الصلاح: فإن مسلما يذكر الحديث أولا بإسناد نظيف رجاله ثقات ويجعله أصلا ثم يتبع ذلك بإسناد آخر أو أسانيد فيها بعض الضعفاء على وجه التأكيد بالمتابعة أو لزيادة فيه.
(2)
وانتقد هذا القول الشيخ عبد الكريم الخضير والشيخ عبد الله السعد حفظهما الله في «شرح الموقظة» (ص/ 533) وقال الشيخ ربيح المدخلي هذه طريقة الحاكم ولكن منتقد وقال: مسلم يصدر أحيانا روايات عن جماعة متكلم فيهم (ص/ 144) وهي متابعات.
الثاني: يرجع إلى حال الراوي إذا كان من الثقات فصاعدا فهو من الأصول وإذا كان الراوي في أدنى درجات القبول فهو في المتابعات وهذا نص مسلم في مقدمته
(1)
والذهبي في الموقظة.
الثالث: كل حديث أسنده البخاري أصالة من غير متابعة ولا مقرون فهو الأصل. صنيع الدارقطني في المدخل.
بينما شيخنا انتهى مع الباحث/ سيد بن بيومي بتاريخ 4 ربيع أول 1443 موافق 10/ 10/ 2021 م إلى أن كل رواية ستبحث على حدة مع الاستئناث بهذه الأقوال.
وطريقة مسلم في جمعه طرق الخبر في موطن واحد أراحتنا كثيرا في درس الصباح ويتفطن لتبويبات النووي فإنه كثيرا ما يقطع طرق الخبر بالتبويب أما صحيح البخاري فبجمع طرقه أو بالبحث بالتقنيات الحديثة كم مرة جاء ذكر الراوي والنظر في ذلك ويستأنيس بصنيع الترمذي في تهذيبه والحافظ في تقريبه.
(1)
في «مقدمة صحيح مسلم» (1/ 5 - 6): فَأَمَّا الْقِسْمُ الْأَوَّلُ، فَإِنَّا نَتَوَخَّى أَنْ نُقَدِّمَ الْأَخْبَارَ الَّتِي هِيَ أَسْلَمُ مِنَ الْعُيُوبِ مِنْ غَيْرِهَا، وَأَنْقَى مِنْ أَنْ يَكُونَ نَاقِلُوهَا أَهْلَ اسْتِقَامَةٍ فِي الْحَدِيثِ، وَإِتْقَانٍ لِمَا نَقَلُوا، لَمْ يُوجَدْ فِي رِوَايَتِهِمْ اخْتِلَافٌ شَدِيدٌ، وَلَا تَخْلِيطٌ فَاحِشٌ، كَمَا قَدْ عُثِرَ فِيهِ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ، وَبَانَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِهِمْ .... إلخ. وفي «البدر المنير» (2/ 15): وقد علم من عادة مسلم وغيره من أهل الحديث أنهم يذكرون في المتابعات من لا يحتج به للتقوية لا للاحتجاج، ويكون اعتمادهم على الإسناد الأول، وهذا مشهور معروف عندهم.
أهمية الاعتناء بالكتب العالية
وبخاصة التسعة الأصول
• قال الخطيب البغداي (ت/ 463) في «الكفاية للخطيب» (1/ 339): وأكثر طالبي الحديث في هذا الزمان يغلب على إرادتهم كتب الغريب دون المشهور، وسماع المنكر دون المعروف، والاشتغال بما وقع فيه السهو والخطأ من روايات المجروحين والضعفاء، حتى لقد صار الصحيح عند أكثرهم مجتنبا، والثابت مصدوفا عنه مطرحا، وذلك كله لعدم معرفتهم بأحوال الرواة ومحلهم، ونقصان علمهم بالتمييز، وزهدهم في تعلمه، وهذا خلاف ما كان عليه الأئمة من المحدثين والأعلام من أسلافنا الماضين.
وصدّق هذا الكلام ابن رجب في «شرح علل الترمذي» (2/ 624): وهذا الذي ذكره الخطيب حق. ونجد كثيراً ممن ينتسب إلى الحديث، لا يعتني بالأصول الصحاح كالكتب الستة ونحوها، ويعتني بالأجزاء الغريبة، وبمثل مسند البزار، ومعاجم الطبراني، وأفراد الدارقطني، وهي مجمع الغرائب والمناكير.
أفادها الباحث/ أحمد بن شفيق بتاريخ 24/ جمادى الآخرة 1443 هـ موافق 27/ 1/ 2022 م.
الكتب المُستخرَجة على الصحيحين
• منها على «صحيح البخاري» (ت/ 256»: «مُستخرَج الإسماعيلي» (ت/ 371) فبَيْن وفاتيهما (115) سَنة.
وهناك أيضًا قطعة من «مُستخرَج أبي عَوَانة على البخاري» ط/ العُلوم والحِكَم.
ومنها: مستخرجان على «صحيح مسلم» (ت/ 261):
الأول: «المُسنَد الصحيح المُخَرَّج على صحيح مسلم» لأبي عَوَانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني (ت/ 316 هـ) فبَيْنه وبين الإمام مسلم (55) سَنة.
وبدأ بكتاب الإيمان، ولم يأتِ بالمقدمة، وفيه متابعات تامة وقاصرة كثيرة.
فمن المتابعة القاصرة - وهي الالتقاء مع شيخ الإمام مسلم الثالث -: مثاله ما أخرجه أبو عَوَانة في «مستخرجه» رقم (49): حدثنا أبو داود الحَرَّاني
(1)
حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا هشام بن عروة قال: سَمعتُ أبي يُخْبِر عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل أحدًا عنه بعدك. قال:«قل: آمنتُ بالله، ثم استقم» .
(1)
وهو سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم الطائي، مولاهم، أبو داود الحَرَّاني، وثقه النَّسَائي وابن حِبان، من الحادية عَشْرة (ت/ 272).
وهو في مسلم، رقم (38): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، جَمِيعًا عَنْ جَرِيرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، كُلُّهُمْ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ
…
كما سيأتي.
مثال آخَر لِما رواه أبو عَوَانة عن الإمام مسلم في «مستخرجه» رقم (11819): حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ الحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ يَعُودُهُ، فَإِذَا هُوَ كَأَنَّهُ هَامَةٌ، فَقَالَ لَهُ:«هَلْ سَأَلْتَ رَبَّكَ مِنْ شَيْءٍ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي فِي الآخِرَةِ، فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا! قَالَ: فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ! أَلَا قُلْتَ: اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ؟!» فَقَالَهَا الرَّجُلُ فَعُوفِيَ.
وإليك الحديث الذي في مسلم رقم (2688): حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ زِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَادَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قَدْ خَفَتَ فَصَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ؟» قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ، فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«سُبْحَانَ اللهِ، لَا تُطِيقُهُ - أَوْ: لَا تَسْتَطِيعُهُ - أَفَلَا قُلْتَ: اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ؟!» قَالَ: فَدَعَا اللهَ لَهُ، فَشَفَاهُ.
الثاني: «المُسنَد المُستخرَج على صحيح الإمام مسلم» لأبي نُعَيْم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت: 430 هـ) صاحب «حِلْيَة الأولياء»
(1)
.
فبَيْنه وبَيْن الإمام مسلم (231) سَنة، وفي غالب الأسانيد يصل إلى شيخ الإمام مسلم بواسطتين، كما في «مقدمة مسلم»
(2)
في حديث «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ» .
فالإمام مسلم رواه عن ثلاثة شيوخ، هكذا في «صحيح مسلم» (1/ 10): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ» .
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِمِثْلِ ذَلِكَ.
وأما أبو نُعَيْم، فأسنده من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، هكذا رقم (67): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُنْدَارٍ، وَأَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَا: ثَنَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَا: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ الْمَدَايِنِيُّ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ
(1)
يعني الحاكم (ت/ 405) تُوفي قبله.
(2)
باب - رقم (3) - النَّهْيِ عَنِ الْحَدِيثِ بِكُلِّ مَا سَمِعَ.
وعند أبي نُعَيْم: بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا» .
حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ» .
رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَفْصٍ الْمَدَايِنِيِّ.
وإليك مثالًا آخَر لِما التقى فيه في شيخ شيخ مسلم الثلاثة - ابن نُمَيْر وجرير وأبو أسامة - وزاد رابعًا مع التنبيه على اختلاف الرواة في الألفاظ:
قال الإمام مسلم رقم (38)
(1)
: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، جَمِيعًا عَنْ جَرِيرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، كُلُّهُمْ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ - وَفِي حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ: غَيْرَكَ - قَالَ: «قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ، فَاسْتَقِمْ» .
وقال أبو نُعَيْم في «المُسنَد المُستخرَج على صحيح مسلم» رقم (154): حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا جَرِيرٌ.
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا أَبُو عَرُوبَةَ، ثَنَا الْمُسَيِّبُ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ.
(1)
تنبيه: في تبويب مسلم (13 - بَابُ جَامِعِ أَوْصَافِ الْإِسْلَامِ) وفي تبويب «المُستخرَج» : (17 - بَابُ جَامِعِ أَوْصَافِ الإِسْلَامِ).
وَحَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ الْجَوْنِيُّ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، ثَنَا عَمْرٌو وَاللَّيْثُ بْنُ سَعدٍ، جَمِيعًا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْ لِي فِي الإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ. قَالَ:«قُلْ: رَبِّيَ اللهُ، ثُمَّ اسْتَقِمْ» .
لَفْظُ هَارُونَ بْنِ سَعِيدٍ الأَيْلِيِّ وَابْنِ نُمَيْرٍ وَجَرِيرِ - سَوَاءٌ.
قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: «آمَنْتُ بِاللهِ» ثُمَّ اللهِ لَعَلَّهَا: (ثُمَّ اسْتَقِمْ).
رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ وَأَبِي بَكْرٍ عَنْ نُمَيْرٍ، وَعَنْ قُتَيْبَةَ وَإِسْحَاقَ عَنْ جَرِيرٍ، وَعَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، وَعَنْ أَبِي أُسَامَةَ، كُلُّهُمْ عَنْ هِشَامٍ.
• تنبيه: هذا «المُستخرَج» ليس كاملًا على مسلم، إنما هو إلى (كتاب الطلاق) فقط.
رواية الحديث بالمعنى
• قال ابن بَطَّال في «شرح صحيح البخارى» (1/ 186): اختلفوا في رواية الحديث بالمعنى:
فقال أبو بكر بن الطيب: ذهب كثير من السلف إلى أنه لا تجوز رواية الحديث على المعنى، بل يجب تأدية لفظه بعينه، من غير تقديم ولا تأخير. ولم يُفَصِّلوا بين العَالِم بمعنى الحديث وغيره.
وذهب مالك والكوفيون والشافعي إلى أنه يَجوز للعَالِم بمواقع الخطاب ومعاني الألفاظ - رواية الحديث على المعنى.
وليس بين العلماء خلاف أنه لا يَجوز ذلك للجاهل.
• تعقيب: إلا الأحاديث المُتعبَّد بلفظها، كحديث البخاري رقم (247):
عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ» .
قَالَ: فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، قُلْتُ: وَرَسُولِكَ. قَالَ: «لَا، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ»
(1)
.
قلت: بل التعقيب يؤيد الإجماع.
(1)
سبق في كتاب الوضوء من «سلسلة الفوائد» أن شيخنا انتهى مع الباحث/ سيد البدوي أن لفظي (فَتَوَضَّأْ وَضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ) و (فَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ) شاذان.
أدوات التحمل
• هل قول البخاري عن مشايخه (قال لي) تُحْمَل على الاتصال أو التعليق؟
الظاهر على الاتصال، ففي البخاري (2780): وَقَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي القَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما قَالَ: خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَهْمٍ مَعَ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ وَعَدِيِّ بْنِ بَدَّاءٍ، فَمَاتَ السَّهْمِيُّ بِأَرْضٍ لَيْسَ بِهَا مُسْلِمٌ، فَلَمَّا قَدِمَا بِتَرِكَتِهِ، فَقَدُوا جَامًا مِنْ فِضَّةٍ مُخَوَّصًا مِنْ ذَهَبٍ، فَأَحْلَفَهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ وُجِدَ الجَامُ بِمَكَّةَ، فَقَالُوا: ابْتَعْنَاهُ مِنْ تَمِيمٍ وَعَدِيٍّ، فَقَامَ رَجُلَانِ مِنْ أَوْلِيَاءِ السَّهْمِيِّ، فَحَلَفَا: لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا، وَإِنَّ الجَامَ لِصَاحِبِهِمْ. قَالَ: وَفِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} .
وقال ابن حجر في «فتح الباري» (5/ 410): قوله: (وقال لي علي بن عبد الله) أي: ابن المديني، كذا لأبي ذر والأكثر، وفي رواية النَّسَفي:(وقال علي) بحذف المُحاوَرة. وكذا جَزَم به أبو نُعيم، لكن أخرجه المُصنِّف في «التاريخ» فقال:(حدثنا علي بن المديني) وهذا مما يقوي ما قررتُه غير مرة، مِنْ أنه يُعبِّر بقوله:(وقال لي) في الأحاديث التي سَمِعها، لكن حيث يكون في إسنادها عنده نظر، أو حيث تكون موقوفة. وأما مَنْ زَعَم أنه يُعَبِّر بها فيما أخذه في المذاكرة أو بالمناولة، فليس عليه دليل.
وإليك نماذج أخرى، ففي البخاري رقم:
1 -
(1996): قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي: كَانَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها تَصُومُ أَيَّامَ مِنًى، وَكَانَ أَبُوهُ يَصُومُهَا.
2 -
(6305): وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ: قَالَ مُعْتَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لِكُلِّ نَبِيٍّ سَأَلَ سُؤْلًا» ، أَوْ قَالَ:«لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ قَدْ دَعَا بِهَا فَاسْتُجِيب، فَجَعَلْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ القِيَامَةِ» .
3 -
رقم (6896): وَقَالَ لِي ابْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ غُلَامًا قُتِلَ غِيلَةً، فَقَالَ عُمَرُ: لَوِ اشْتَرَكَ فِيهَا أَهْلُ صَنْعَاءَ لَقَتَلْتُهُمْ. وَقَالَ مُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ: إِنَّ أَرْبَعَةً قَتَلُوا صَبِيًّا. فَقَالَ عُمَرُ مِثْلَهُ، وَأَقَادَ أَبُو بَكْرٍ وَابْنُ الزُّبَيْرِ وَعَلِيٌّ وَسُوَيْدُ بْنُ مُقَرِّنٍ مِنْ لَطْمَةٍ، وَأَقَادَ عُمَرُ مِنْ ضَرْبَةٍ بِالدِّرَّةِ، وَأَقَادَ عَلِيٌّ مِنْ ثَلَاثَةِ أَسْوَاطٍ، وَاقْتَصَّ شُرَيْحٌ مِنْ سَوْطٍ وَخُمُوشٍ.
الباحث/ محمد ياسين (24) مُحَرَّم (1441 هـ) المُوافِق (23/ 9/ 2019 م).
أهمية جمع طرق الحديث
• لا شك أن جمع طرق الحديث من بطون الكتب المسندة ومقارنة بعضها ببعض من أجل الطرائق التي تجلّي معنى الحديث النبوي؛ لأن الحديث يفسر بعضه بعضًا وقد قال الإمام أحمد بن حنبل: "الْحَدِيثُ إِذَا لَمْ تَجْمَعْ طُرُقَهُ لَمْ تَفْهَمْهُ وَالْحَدِيثُ يُفَسِّرُ بَعْضُهُ بَعْضًا"
(1)
.
وقال يحيى بن معين: "لَوْ لَمْ نَكْتُبِ الْحَدِيثَ مِنْ ثَلَاثِينَ وَجْهًا مَا عَقَلْنَاهُ"
(2)
.
• وجمع الطرق من أفضل السبل لاكتشاف العلل قال علي بن المديني: "الْبَابُ إِذَا لَمْ تُجْمَعْ طُرُقُهُ لَمْ يَتَبَيَّنْ خَطَؤُهُ"
(3)
.
وقال عبد الله بن المبارك: "إِذَا أَرَدْتَ أَنْ يَصِحَّ لَكَ الْحَدِيثُ فَاضْرِبْ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ"
(4)
.
وقال الخطيب البغدادي: "وَالسَّبِيلُ إِلَى مَعْرِفَةِ عِلَّةِ الْحَدِيثِ: أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ طُرُقِهِ وَيَنْظُرَ فِي اخْتِلَافِ رُوَاتِهِ وَيُعْتَبَرَ بِمَكَانِهِمْ مِنَ الْحِفْظِ وَمَنْزِلَتِهِمْ فِي الْإِتْقَانِ
(1)
«الجامع لأخلاق الراوي» للخطيب (1640).
(2)
«تاريخ ابن معين» - رواية الدوري (4330)، و «الجامع لأخلاق الراوي» (1639).
(3)
«الجامع لأخلاق الراوي» (1641).
(4)
«الجامع لأخلاق الراوي» للخطيب (1902)، وانظر «معرفة الرجال» لابن محرز (2/ 39).
وَالضَّبْطِ"
(1)
.
وقال الحافظ ابن حجر: "السبيل إلى معرفة سلامة الحديث من العلة كما نقله المصنف (أي ابن الصلاح) عن الخطيب: أن يُجمع طرقَه، فإن اتفقت رواته واستووا ظهرت سلامته، وإن اختلفوا أمكن ظهور العلة، فمدار التعليل في الحقيقة على بيان الاختلاف"
(2)
.
• وقد يظفر الباحث بعلة خبر فيضعف أو طريق أو شاهد يصحح به فيستدرك بذلك على من سبقه فينبغي له أن يحافظ على هذه النعمة ويزاد بذلا لدين الله عز وجل ولا يحمله ذلك على الغرور وسوء الأدب والتعالي في انتقاص أهل العلم ولا يظنن باجتهاده في مسألة أنه يفوق غيره مطلقا فلم يقل أحدٌ بتفضيل الخضر عليه السلام مطلقا على كليم الله وثالث أولي العزم الخمسة موسى بن عمران عليه السلام لما رحل إليه في ثلاث مسائل.
التدليس
• تعريف التدليس لغة واصطلاحًا
أما تعريفه في اللغة: فالدَّالُ وَاللَّامُ وَالسِّينُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى سَتْرٍ وَظُلْمَةٍ. فَالدَّلَسُ: دَلَسُ الظَّلَامِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَا يُدَالِسُ، أَيْ: لَا يُخَادِعُ. وَمِنْهُ التَّدْلِيسُ فِي الْبَيْعِ، وَهُوَ أَنْ يَبِيعَهُ مِنْ غَيْرِ إِبَانَةٍ عَنْ عَيْبِهِ، فَكَأَنَّهُ خَادَعَهُ وَأَتَاهُ بِهِ فِي ظَلَامٍ
(1)
.
قال ابن حجر: وكأنه أظلم أمره على الناظر لتغطية وجه الصواب فيه
(2)
.
وأما اصطلاحًا: فإخفاء عيب في الإسناد، وتحسين لظاهره
(3)
.
وأما تعريف رواية الراوي عمن سَمِع منه ما لم يَسمع، فإنه يشمل صورة واحدة، وهي تدليس الإسناد. أو روايته عمن عاصره ولم يَسمع منه، فإنه مُوافِق للإرسال.
ذُم التدليس من عدة وجوه:
منها: أنه أخو الكذب، قاله الإمام الشافعي
(4)
.
ومنها: أن شُعبة بن الحَجاج كان يُلحِقه بالكبائر.
(1)
انظر: «مقاييس اللغة» (2/ 296) لابن فارس.
(2)
انظر: «النكت على كتاب ابن الصلاح» (ص/ 412).
(3)
«تيسير مصطلح الحديث» (ص: 96).
من أمثلة التدليس الواقعية: أن يأتي مصنع إنتاجه خمس أطنان مكرونةا، ثم يشتري من مصنع آخَر خمسة عشر طنًّا، ويَكتب عليها تعبئة المصنع الأول بخط صغير.
(4)
أخرجه مسلم (2129).
ومنها: أن أقل حالات المتلبس به أنه يندرج تحت عموم قوله صلى الله عليه وسلم: «الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ»
(1)
.
ولا شك أن أشدها تدليس التسوية ثم تدليس الإسناد ثم تدليس الشيوخ.
(1)
«مقدمة ابن الصلاح» (ص: 74) ت/ عتر.
تعريف تدليس الشيوخ والإسناد والتسوية
• أما تدليس الشيوخ فهو أن يَروي عن شيخ حديثًا سمعه منه، فيسميه أو يكنيه، أو ينسبه، أو يصفه بما لا يُعْرَف به، أو بما لم يشتهر به؛ كي لا يُعْرَف
(1)
.
وأما تدليس الإسناد، فهو أن يَروي عن شيخه ما لم يسمعه منه بصيغة موهمة، كـ (قال) و (عن).
وأما تدليس التسوية، فهو أن يُسْقِط الراوي ضعيفًا بين شيخه وشيخ شيخه.
الفارق بين تدليس الإسناد وتدليس الشيوخ:
يتفقان في الإيهام، ويختلفان في أمور:
(1)
مثال الأول (بما لم يُعْرَف به): ما رُوي لنا عن أبي بكر بن مجاهد الإمام المقرئ: أنه روى عن أبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني، فقال: حدثنا عبد الله بن أبي عبد الله، وروى عن أبي بكر محمد بن الحسن النقاش المُفسِّر المقرئ، فقال:(حدثنا محمد بن سند) نَسَبه إلى جد له، والله أعلم.
ومثال ما لم يشتهر به: أخبرنا علي بن أبي علي البصري. ومراده بذلك أبو القاسم علي بن أبي علي المحسن بن علي التنوخي، وأصله من البصرة، فقد ذَكَره بما يُعْرَف به ولكنه لم يشتهر بذلك، وإنما اشتهر بكنيته واشتهر أبوه باسمه، واشتهر بنسبتهما إلى القبيلة لا إلى البلد.
ولهذا نظائر، كصنيع البخاري في الذُّهْلي، فإنه تارة يسميه فقط فيقول:(حدثنا محمد بن عبد الله) فينسبه إلى جده، وتارة يقول:(حدثنا محمد بن خالد) فينسبه إلى والد جده.
وكل ذلك صحيح، إلا أن شهرته إنما هي (محمد بن يحيى الذُّهْلي) والله أعلم.
1 -
تدليس الشيوخ لا يُسقِط، بخلاف الإسناد فيُسْقِط.
2 -
تدليس الشيوخ لا يُغيِّر في أداة التحمل، بخلاف تدليس الإسناد فيأتي بـ (عن) أو (قال).
3 -
من حيث الحُكم: التعمية في تدليس الشيوخ أقل من تدليس الإسناد.
4 -
من حيث الغاية: تدليس الشيوخ غايته تكثير الشيوخ، بخلاف تدليس الإسناد فغايته العلو والتسوية.
فائدة: تدليس الشيوخ يكون مذمومًا بشدة إذا كان القصد منه تسمية شيخه الضعيف أو تكنيته عنه بما لا يُعْرَف به؛ ليُعمِّي أمره على الناس. وكان ممن يفعله بقية بن الوليد والوليد بن مسلم.
الفارق بين التدليس والمرسل الخفي عند المتأخرين
(1)
:
(1)
انظر: «النكت على كتاب ابن الصلاح» (ص 412 - 413) و «المرسل الخفي» (/ 216 - 231).
قال ابن حجر في «النكت على كتاب ابن الصلاح» (2/ 615): لا غرور هنا، بل كلامهما هو الصواب على ما يَظهر لي في التفرقة بين التدليس والمرسل الخفي، وإن كانا مشتركين في الحكم. هذا ما يقتضيه النظر.
وأما كون المشهور عن أهل الحديث خلاف ما قالاه، ففيه نظر. فكلام الخطيب في باب التدليس من «الكفاية» يؤيد ما قاله ابن القطان.
قال الخطيب: التدليس متضمن الإرسال لا محالة؛ لإمساك المدلس عن ذكر الواسطة، وإنما يفارق حال المُرسَل بإيهامه السماع ممن لم يَسمعه قط، وهو الموهن لأمره، فوجب كون التدليس متضمنًا للإرسال، والإرسال لا يتضمن التدليس؛ لأنه لا يقتضي إيهام السماع ممن لم يسمعه منه. ولهذا لم يَذم العلماءُ مَنْ أَرْسَل، وذموا مَنْ دَلَّس، والله أعلم.
1 -
أن المدلس يَروي عمن عاصره وسمع منه ما لم يَسمع
(1)
، والمرسل الخفي أن يَروي عمن عاصره ما لم يسمعه منه.
2 -
المُدلَّس ذمه العلماء بخلاف المرسل الخفي.
3 -
المُرسَل الخفي يُطْلَق عليه المنقطع.
بمَ يُعْرَف التدليس؟
يُعْرَف التدليس بأمور:
منها: إخبار المدلس نفسه - إذا سُئل - أنه دلس، كما جرى لابن عُيينة.
ومنها: نَصُّ إمام من أئمة هذا الشأن؛ بناءً على معرفته ذلك من البحث والتتبع.
ومنها: جَمْع الطرق.
القرائن التي إذا وُجدتْ قُبِل خبر المدلِس:
1 -
نَصُّ عَالِم أنه إذا روى عن شخص فيُقبَل، كقول شعبة: كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش وقتادة وأبي إسحاق.
2 -
وجود الرواية في الصحيحين أو أحدهما أصولًا.
3 -
تصحيح جمع من العلماء للخبر، وعَمَلهم به.
4 -
نزول السند وتَعدُّد الوسائط في الطبقة الواحدة.
5 -
إذا اتفق الرواة على المدلس على وجه، ولم يَطعن أحد من أجل العنعنة.
(1)
ومما يؤيد أن التدليس مشترط فيه السماع: إطباقهم على أن رواية المخضرمين عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة «النكت» (ص 421).
فائدة: قول شُعبة عند ابن عَدِيّ في «الكامل» (1/ 151): كان أبو هريرة يدلس في سنده الحسن بن عثمان التُّسْتَري كذاب.
6 -
إذا كانت الرواية في كتاب اشتَرط صاحبه السماع، كابن حِبان، إن وفى صاحب الكتاب بشرطه.
7 -
إذا كان المدلس لا يَروي إلا عن ثقة.
8 -
إذا كان الراوي لا يَروي عن شيوخه إلا ما صرحوا فيه بالسماع، كما اشتَرط ذلك يحيى القطان.
9 -
التغاضي عن روايته في المتابعات.
• هل ابن عُيينة لا يدلس إلا عن ثقة مطلقًا؟
هذا الغالب، لكن لكل غالب مستثنيات، منها حديث تخليل اللحية، كما في «عِلل ابن أبي حاتم» رقم (60) فقد قال: وسألتُ أبي عن حديث رواه ابن عُيينة، عن سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة، عن حسان بن بلال، عن عمار، عن النبي صلى الله عليه وسلم في تخليل اللحية.
قال أبي: لم يُحَدِّث بهذا أحد سوى ابن عُيينة عن ابن أبي عَروبة.
قلت: هو صحيح؟ قال: لو كان صحيحًا لكان في مصنفات ابن أبي عَروبة، ولم يَذكر ابن عُيينة في هذا الحديث الخبر وهذا أيضًا مما يوهنه.
هل وقعت أحاديث أصول في الصحيحين من طريق مدلس، ولم نقف لها على تصريح في الصحيحين أو في غيرهما؟
نعم، حديث أخرجه مسلم رقم (908): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:«صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ، ثَمَانَ رَكَعَاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ» . وَعَنْ عَلِيٍّ مِثْلُ ذَلِكَ.
وأَخْرَج مسلم أيضًا رقم (909): وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ،
كِلَاهُمَا عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ، قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبٌ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ صَلَّى فِي كُسُوفٍ، قَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ قَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ قَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ قَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ» قَالَ: وَالْأُخْرَى مِثْلُهَا
(1)
.
ثانيًا - رواية أبي الزبير عن جابر في «صحيح مسلم» وانتقاد العلامة الألباني رحمه الله لها، ولعموم المدلسين في الصحيحين إذا لم يَثبت التصريح بالسماع.
تَأَمَّلْ ما أخرجه البخاري رقم (6715): حَدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي غَسَّانَ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ
(2)
، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجَانَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً، أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنَ النَّارِ، حَتَّى فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ» .
(1)
ضعيف: علته حبيب هذا، وهو ابن أبي ثابت، وهو وإن كان ثقة فإنه مدلس.
وكذلك قال ابن حِبان في «صحيحه» : هذا الحديث ليس بصحيح؛ لأنه من رواية حبيب بن أبي ثابت عن طاوس، ولم يَسمعه منه.
وقال البيهقي: وحبيب وإن كان من الثقات، فقد كان يدلس، ولم أجده ذَكَر سماعه في هذا الحديث عن طاوس، ويحتمل أن يكون حَمَله عن غير موثوق به عن طاوس.
وفية علة أخرى، وهي الشذوذ، فقد خرجتُ للحديث ثلاث طرق أخرى عن ابن عباس، وفيها كلها (أربع ركعات وأربع سجدات). وفي هذه الطريق المعلة: (ثماني ركعات
…
) فهذا خطأ قطعًا.
(2)
سَبَقَتْ عدة مخالفات لأبي غسان محمد بن مُطَرِّف في قضاء الوتر، وخَمْس صلوات كتبهن الله على العباد
…
إلخ.
أنواع من العلل
الإعلال بالاختصار
• (مثال): أَخْرَج عبد الرزاق
(1)
في «مصنفه» (3276): أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُشِيرُ فِي الصَّلَاةِ.
رواه جمهور الرواة
(2)
عن الزُّهْري، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ - وَكَانَ تَبِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَخَدَمَهُ وَصَحِبَهُ - أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُصَلِّي لَهُمْ فِي وَجَعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
اختُلف عليه: تارة كرواية الجماعة، أخرجه عبد بن حُميد في «المُنتخَب» (1163).
وتارة مختصرًا كما هنا، أخرجه أحمد (12407)، وأبو داود (943)، وابن خُزيمة (885)، وابن حِبان (2264)، والدارقطني (1868).
وتارة أخرجه عبد الرزاق (3277) عن مَعْمَر عن هشام بن عروة عن أبيه، مثله.
ومَعْمَر له أخطاء في الزُّهْري، بخاصة عندما يخالفه غيره من الأثبات، فقد قال ابن تيمية في «الفتاوى الكبرى» (1/ 242) وهو يَتكلم عن حديث الفأرة التي وقعت في السمن: قد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أن مَعْمَرًا كثير الغلط على الزُّهْري.
ورواية الجماعة بالإشارة إليهم في قصة مرضه صلى الله عليه وسلم، وهي أصح وأرجح. والله أعلم.
فائدة: قال الدارقطني في «سُننه» : والصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يشير في الصلاة، رواه أنس وجابر وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الشيخ أبو الحسن: وقد رواه ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما.
(2)
منهم:
1 -
شُعيب بن أبي حمزة، أخرجه البخاري (680).
2 -
يونس بن يزيد، أخرجه البخاري (1205).
3 -
عُقيل بن خالد، أخرجه البخاري (754).
4 -
سُفيان بن عُيينة، أخرجه مسلم (419) وغيره.
5 -
صالح، أخرجه مسلم (419).
الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ، وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلَاةِ، فَكَشَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سِتْرَ الحُجْرَةِ، يَنْظُرُ إِلَيْنَا وَهُوَ قَائِمٌ، كَأَنَّ وَجْهَهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ، ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ، فَهَمَمْنَا أَنْ نَفْتَتِنَ مِنَ الفَرَحِ بِرُؤْيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ، وَظَنَّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَارِجٌ إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَشَارَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَتِمُّوا صَلَاتَكُمْ. وَأَرْخَى السِّتْرَ فَتُوُفِّيَ مِنْ يَوْمِهِ.
اختصارات شعبة في المتون
1 -
حديث: «لا وضوء إلا من صوت أو ريح» أصل هذا الخبر «إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ فِي بَطْنِهِ شَيْئًا، فَأَشْكَلَ عَلَيْهِ أَخَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ أَمْ لَا، فَلَا يَخْرُجَنَّ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا» أخرجه مسلم رقم (362) وَحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم به.
وتابع جريرا بهذا اللفظ جماعة -حماد بن سلمة كما عند أحمد (9355) والدراوردي كما عند الترمذي (75) وزهير كما عند أبي عوانة (741) وأبو كدينة يحيى بن المهلب كما عند الطبراني في «الأوسط» (1565) -.
وخالفهم باللفظ المختصر شعبة وتابعه سعيد والظاهر أنه ابن عبد الرحمن الجمحي أخرجه أبو عبيد القاسم في «الطهور» (404).
ونص على تفرد شعبة أبو حاتم في «العلل» (1/ 564) وابن خزيمة «صحيحه» (1/ 18) والبيهقي «السنن الكبرى» (570) ورد ابن التركماني «الجوهر النقي» (1/ 117) علة الاختصار والشوكاني «نيل الأوطار» (1/ 239).
الحديث الثاني: «نهى عن التزعفر» هكذا بلفظ العموم وأخرجه مسلم في «صحيحه» رقم (2101) - وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَزُهَيْرُ
بْنُ حَرْبٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ
عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:«نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ»
(1)
هكذا مقيدًا بالرجل. وتابع الجماعة عن إسماعيل الشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه.
خالف كل هؤلاء شعبة أخرجه الترمذي رقم (2815): وَرَوَى شُعْبَةُ، هَذَا الحَدِيثَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ التَّزَعْفُرِ» حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا آدَمُ، عَنْ شُعْبَةَ،:" وَمَعْنَى كَرَاهِيَةِ التَّزَعْفُرِ لِلرِّجَالِ: أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ، يَعْنِي أَنْ يَتَطَيَّبَ بِهِ"
وأخرجه الطحاوي في «شرح معاني الآثار» (2/ 128) رقم (3578) - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عِمْرَانَ وَابْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَا: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: أنا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ التَّزَعْفُرِ» .
قَالَ عَلِيٌّ: فِيمَا ذَكَرَ ابْنُ أَبِي عِمْرَانَ خَاصَّةً ثُمَّ لَقِيتُ إِسْمَاعِيلَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ وَأَخْبَرْتُهُ أَنَّ شُعْبَةَ حَدَّثَنَا بِهِ عَنْهُ فَقَالَ لِي: لَيْسَ هَكَذَا حَدَّثْتُهُ إِنَّمَا حَدَّثْتُهُ «أَنَّ
(1)
وتابع إسماعيل بن علية على الصواب عبد الوارث بن عبد الصمد أخرجه البخاري رقم (صحيح البخاري (7/ 153)
5846 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:«نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ»
وتابعهما حماد بن زيد كما عند مسلم (2101) وزكريا بن يحيى بن عمارة كما في «السنن الكبرى» (9354).
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ» قَالَ ابْنُ أَبِي عِمْرَانَ: أَرَادَ بِذَلِكَ أَنَّ النَّهْيَ الَّذِي كَانَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ وَقَعَ عَلَى الرِّجَالِ خَاصَّةً دُونَ النِّسَاءِ.
وتابع علي بن الجعد في بيان اختصار شعبة أبو يحيى محمد بن سعيد العطار كما في «المحدث الفاصل» (ص/ 389): حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى الْعَطَّارُ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ ابْنَ عُلَيَّةَ يَقُولُ: رَوَى عَنِّي شُعْبَةُ حَدِيثًا وَاحِدًا فَأَوْهَمَ فِيهِ، حَدَّثْتُهُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ:«أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ» فَقَالَ شُعْبَةُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ التَّزَعْفُرِ وَكَانَ شُعْبَةُ حَفِظَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، فَأَنْكَرَ إِسْمَاعِيلُ لَفْظَ التَّزَعْفُرَ؛ لِأَنَّهُ لَفْظُ الْعُمُومِ، وَإِنَّمَا الْمَنْهِيُّ عَنْهُ الرِّجَالُ، وَأَحْسِبُ شُعْبَةَ قَصَدَ الْمَعْنَى، وَلَمْ يَفْطَنْ لِمَا فَطِنَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ، وَشُعْبَةُ شُعْبَةُ وَقَدْ رَوَى الْحَدِيثَ عَنْ شُعْبَةَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْهُنَائِيُّ، فَقَالَ فِيهِ كَمَا قَالَ غَيْرُهُ مِمَّنْ حَدَّثَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ.
3 -
قال البخاري في «صحيحه» رقم (1150) - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ، فَقَالَ:«مَا هَذَا الحَبْلُ؟» قَالُوا: هَذَا حَبْلٌ لِزَيْنَبَ فَإِذَا فَتَرَتْ تَعَلَّقَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«لَا حُلُّوهُ لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ» شذ شعبة فقال: ميمونة كما عند ابن خزيمة.
أفاده الباحث/ عبد التواب العشري.
تفردات مسلم بن إبراهيم الفراهيدي
1 -
تَفرَّد بلفظ: (ثلاثًا) في حديث عائشة الذي أخرجه البخاري رقم (315): حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ أَغْتَسِلُ مِنَ المَحِيضِ؟ قَالَ: «خُذِي فِرْصَةً مُمَسَّكَةً، فَتَوَضَّئِي ثَلَاثًا» ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَحْيَا، فَأَعْرَضَ بِوَجْهِهِ، أَوْ قَالَ:«تَوَضَّئِي بِهَا» فَأَخَذْتُهَا فَجَذَبْتُهَا، فَأَخْبَرْتُهَا بِمَا يُرِيدُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
خالفه - عفان بن مسلم كما عند النَّسَائي (427) وحِبان بن هلال كما عند مسلم رقم (332) فقالا: «فتَطهَّري بها» .
وتابع وُهيبًا على لفظيهما ابن عيينة، كما عند البخاري (314) ومحمد بن الحسن الواسطي كما في «مسند إسحاق» (1279) والفُضيل بن سليمان كما عند ابن حِبان (1200).
2 -
وروى مسلم بن إبراهيم «وعَقَد بيده تسعين» كأنها من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه البخاري رقم (3347): حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«فَتَحَ اللَّهُ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلَ هَذَا. وَعَقَدَ بِيَدِهِ تِسْعِينَ» .
وتابعه عبد الرحمن بن المبارك، أخرجه الطيالسي رقم (8462) وتابعهما يحيى بن إسحاق كما عند أحمد (10851) بلفظ:(وحَلَّق تسعين وضَمَّها).
- بينما خالفهم ثلاثة فقالوا: (وعَقَد وُهيب تسعين) وهم عفان بن مسلم كما عند أحمد (8501) وموسى بن إسماعيل كما عند البخاري (7131) وأحمد بن إسحاق كما عند مسلم رقم (2881).
وقال إسحاق في «مسنده» رقم (531) فقال: «وعَقَد المُؤمِّل بيده عَشْرًا» .
3 -
وروى مسلم بن إبراهيم لفظ: «ولبنًا
…
وشرب اللبن» وخالفه الجماعة فقالوا: «سمنًا
…
أكل السمن» وهم: عفان بن مسلم ومحمد بن جعفر كما عند مسلم (1947) وآدم بن أبي إياس كما عند البخاري (2575) وعلي بن الجعد
…
وغيرهم، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «أَهْدَتْ خَالَتِي أَمُّ حُفَيْدٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَمْنًا وَأَقِطًا وَأَضُبًّا، فَأَكَلَ مِنَ السَّمْنِ وَالْأَقِطِ، وَتَرَكَ الضَّبَّ تَقَذُّرًا، وَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا، مَا أُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم» .
وتابع شعبةَ: هُشيم وأبو عَوَانة الوضاح وسعيد بن بَشير.
4 -
وروى مسلم بن إبراهيم لفظ «حيث تَوَجَّهَتْ» في حديث جابر في الصلاة على الراحلة. وخالفه الجماعة الطيالسي ويزيد بن زُريع وابن عُلية ويزيد بن هارون ومعاذ بن فَضَالة، كما عند البخاري (1099): حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ نَحْوَ المَشْرِقِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ المَكْتُوبَةَ نَزَلَ، فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ.
وتابع مسلمَ بن إبراهيم متابعة قاصرة معمرٌ عن يحيى بن أبي كَثير، كما عند عبد الرزاق (4516) وتابع معمرًا الأوزاعي من رواية بشر بن بكر ومحمد بن
مصعب بهذا اللفظ. وخالفهما الوليد بن مسلم أخرجه ابن خُزيمة رقم (976) وابن حِبان (2521).
وتابع محمد بن عبد الرحمن على لفظ «نحو المشرق» عثمان بن عبد الله بن سُرَاقة كما عند البخاري (4140) ورواه أبو الزبير عن جابر باللفظين، والأرجح «نحو المشرق» كما عند مسلم (540). ورواية الجماعة أصح، وحَمَّلها المهلب بن أبي صُفرة شعبةَ بن الحَجاج، وهو أقوى لدى أبي أويس.
• الخلاصة: عَرَض الباحث/ محمد بن خليل الشيباني على شيخنا هذه المفاريد لمسلم بن إبراهيم، بتاريخ (9) ذي القعدة (1442 هـ) المُوافِق (20/ 6/ 2021 م) ضمن بحث «تفرد الثقات وأثره في الجرح والتعديل وتراجم الرواة» .
5 -
تفرد مسلم بن إبراهيم عن شعبة بلفظ تعليلي: «فإنه أنشط للعود» كما عند ابن خزيمة (221) وخالف غندرا والطيالسي ويوسف بن إبراهيم وخالد بن الحارث.
وتابع شعبة جمهور الرواة عن عاصم الأحول خلال همام بن يحيى والثوري فأوقفه الثوري وأبدل همام بن يحيى أبا المتوكل بأبي الصديق الناجي ونبه على الأخير النسائي في «الكبرى» (8991).
قال ابن حبان: انفرد بهذه اللفظة الأخيرة مسلم.
• الخلاصة: كتب شيخنا مع الباحث/ محمد بن أحمد بن محمد بن خليل الشيباني: زيادة فإنه أنشط للعود يبدوا أنها مدرجة. ا هـ.
الإعلال لِما ورد بالفعل والأمر، ولفظ الأمر مُعَل
• (مثال الأول): في باب الطهارة حديث عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: «أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِصَبِيٍّ، فَبَالَ عَلَى ثَوْبِهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَأَتْبَعَهُ إِيَّاهُ»
(1)
.
رواه جمهور الرواة - مالك، والثوري، ووكيع، ويحيى بن سعيد، وابن المبارك، وابن نُمير، وجَرير، وعيسى بن يونس، ومحمد بن فُضيل
…
وغيرهم - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، به.
وخالفهم أبو معاوية، فأتى بصيغة الأمر، فقال كما في «مسند إسحاق» (583): حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ، فَيَدْعُوَ لَهُمْ، فَأُتِيَ بِصَبِيٍّ فَبَالَ عَلَيْهِ، فَقَالَ:«صُبُّوا عَلَيْهِ الْمَاءَ صَبًّا» .
(المثال الثاني): في باب سجود السهو، حديث الْمغيرة بن شعبةَ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قَامَ الْإِمَامُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، فَإِنْ ذَكَرَ قَبْلَ أَنْ يَسْتَوِيَ قَائِمًا فَلْيَجْلِسْ، فَإِنِ اسْتَوَى قَائِمًا فَلَا يَجْلِسْ، وَيَسْجُد سَجْدَتَيِ السَّهْوِ»
(2)
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَلَيْسَ فِي كِتَابِي عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثُ.
(1)
أخرجه البخاري (222، 583) ومسلم (286).
(2)
رواه جابر الجُعفي: حدثنا المغيرة بن شُبيل الأحمسي، عن قيس بن أبي حازم، عن المغيرة بن شُعبة. واختُلف عليه، فرواه عنه:
1 -
سفيان الثوري، أخرجه أحمد (18223)، وأبو داود (1036).
2 -
إسرائيل، أخرجه أحمد (18222) بلفظ:«قبل أن يَستتم» . =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 3 - شُعبة بلفظ الفعل، أخرجه أحمد (18231)، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (2560).
4 -
قيس بن الربيع، واختُلف عليه، فرواه عنه يحيى بن آدم كرواية الجماعة، أخرجه أبو داود (1418) بإسناد ثابت عن قيس.
وخالف - يحيى بن آدم - شَبَابة بن سَوَّار، فأَسْقَط جابرًا، أخرجه الطحاوي في «شرح معاني الآثار» ولعل هذا الخلاف من قيس نفسه لِما فيه من ضعف.
5 -
خالفهم إبراهيم بن طَهْمَان، أخرجه الطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (2562)، وابن طهمان له غرائب، وفي السند إليه إبراهيم بن مرزوق شيخ الطحاوي، قال فيه الدارقطني: ثقة إلا أنه كان يخطئ، فيقال له فيَرجع.
ورواية الجماعة- الثوري وإسرائيل وشُعبة- بإثبات جابر الجُعفي - أصوب. ثم اعتَمد العَلَّامة الألباني في «الصحيحة» (321) هاتين المتابعتين اللتين أشار البيهقي إليهما في «معرفة السُّنن» بقوله: «يُروى من وجهين آخرين
…
».
وأخرجه بصيغة الفعل أحمد (18163)، والدارمي (1542) عن يزيد بن هارون، والطيالسي (730) كلاهما: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ: صَلَّى بِنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَنَهَضَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، قُلْنَا: سُبْحَانَ اللَّهِ، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ. وَمَضَى، فَلَمَّا أَتَمَّ صَلَاتَهُ وَسَلَّمَ، سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ:«رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ كَمَا صَنَعْتُ» .
وأخرجه أحمد (18173)، والترمذي (364) وغيرهما، من طريق الشَّعبي عن المغيرة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (4501) من طريق ثابت بن عُبيد عن المغيرة فعله.
وقال الترمذي: رُوي من غير وجه عن المغيرة، والسجودُ بعد السلام أثبت.
الإعلال بالتاريخ
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كَانَ الْمُسْلِمُونَ لَا يَنْظُرُونَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ وَلَا يُقَاعِدُونَهُ، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا نَبِيَّ اللهِ ثَلَاثٌ أَعْطِنِيهِنَّ. قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: عِنْدِي أَحْسَنُ الْعَرَبِ وَأَجْمَلُهُ، أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ، أُزَوِّجُكَهَا. قَالَ:«نَعَمْ» قَالَ: وَمُعَاوِيَةُ، تَجْعَلُهُ كَاتِبًا بَيْنَ يَدَيْكَ. قَالَ:«نَعَمْ» قَالَ: وَتُؤَمِّرُنِي حَتَّى أُقَاتِلَ الْكُفَّارَ، كَمَا كُنْتُ أُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ:«نَعَمْ» .
قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ: وَلَوْلَا أَنَّهُ طَلَبَ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مَا أَعْطَاهُ ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُسْأَلُ شَيْئًا إِلَّا قَالَ:«نَعَمْ»
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم (2501) وغيره، ومداره على عكرمة بن عمار، وقد استنكره العلماء عليه.
قال الذهبي في «سِيَر أعلام النبلاء» (7/ 137): قد ساق مسلم لعكرمة بن عمار في الأصول حديثاً منكرًا.
وقال ابن القيم في «زاد المعاد» (1/ 110 - 112): فهذا الحديث غلط لا خفاء به.
قال أبو محمد بن حزم: وهو موضوع بلا شك، كَذَبَه عكرمة بن عمار.
وقال ابن الجوزي في هذا الحديث: هو وهم من بعض الرواة، لا شك فيه ولا تردد، وقد اتهموا به عكرمة بن عمار؛ لأن أهل التاريخ أجمعوا على أن أم حبيبة كانت تحت عبد الله بن جحش، ووَلَدَتْ له، وهاجر بها وهما مسلمان إلى أرض الحبشة، ثم تَنصَّر، وثبتت أم حبيبة على إسلامها، فبَعَث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي يخطبها عليه، فزَوَّجه إياها، وأصدقها عنه صداقاً، وذلك في سنة سبع من الهجرة، وجاء أبو سفيان في زمن الهُدنة فدخل عليها، فثَنَتْ فِراش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا يجلس عليه، ولا خلاف أن أبا سفيان ومعاوية أسلما في فتح مكة سنة ثمانٍ.
وأيضاً: ففي هذا الحديث أنه قال له: وتُؤمِّرني حتى أقاتل الكفار كما كنتُ أقاتل المسلمين. قال: نعم. ولا يُعْرَف أن النبي صلى الله عليه وسلم أَمَّرَ أبا سفيان البتة.
وقد أكثر الناسُ الكلام في هذا الحديث، وتعددت طرقهم في وجهه:
فمنهم مَنْ قال: الصحيح أنه تَزوَّجها بعد الفتح لهذا الحديث. قال: ولا يُرد هذا بنقل المُؤرِّخين. وهذه الطريقة باطلة عند مَنْ له أدنى علم بالسِّيرة وتواريخ ما قد كان.
وقالت طائفة: بل سأله أن يُجَدِّد له العقد تطييباً لقلبه، فإنه كان قد تزوجها بغير اختياره. وهذا باطل، لا يُظن بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا يليق بعقل أبي سفيان، ولم يكن من ذلك شيء.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وقالت طائفة - منهم البيهقي والمنذري -: يحتمِل أن تكون هذه المسألة من أبي سفيان وقعت في بعض خرجاته إلى المدينة، وهو كافر حين سمع نعي زوج أم حبيبة بالحبشة، فلما ورد على هؤلاء ما لا حِيلة لهم في دفعه مِنْ سؤاله أن يؤمره حتى يقاتل الكفار، وأن يَتخذ ابنه كاتباً، قالوا: لعل هاتين المسألتين وقعتا منه بعد الفتح. فجَمَع الراوي ذلك كله في حديث واحد، والتعسف والتكلف الشديد الذي في هذا الكلام يُغْنِي عن رده.
وقالت طائفة: للحديث مَحْمَل آخر صحيح، وهو أن يكون المعنى: أرضى أن تكون زوجتَك الآن، فإني قبلُ لم أكن راضياً، والآن فإني قد رضيتُ، فأسألك أن تكون زوجتَك. وهذا وأمثاله لو لم يكن قد سُوِّدَتْ به الأوراق، وصُنفت فيه الكُتب، وحَمَله الناس؛ لكان الأَوْلى بنا الرغبة عنه؛ لضِيق الزمان عن كتابته وسماعه والاشتغال به، فإنه من رُبْد الصدور لا من زُبْدها.
وقالت طائفة: لما سَمِع أبو سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طَلَّق نساءه لما آلى منهن، أَقْبَل إلى المدينة، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم ما قال؛ ظنًّا منه أنه قد طلقها فيمن طَلَّق. وهذا من جنس ما قبله.
وقالت طائفة: بل الحديث صحيح، ولكن وقع الغلط والوهم من أحد الرواة في تسمية أم حبيبة، وإنما سأل أن يزوجه أختها رملة، ولا يَبعد خفاء التحريم للجمع عليه، فقد خفي ذلك على ابنته، وهي أفقه منه وأعلم، حين قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هل لك في أختي بنت أبي سفيان؟ فقال: «أفعل ماذا؟» قالت: تَنكِحُها. قال: «أو تحبين ذلك؟» قالت: لستُ لكَ بمُخْلِية، وأَحَبُّ مَنْ شَرِكَني في الخير أُختي. قال:«فإنها لا تَحِلُّ لي» فهذه هي التي عَرَضها أبو سفيان على النبي صلى الله عليه وسلم، فسَمَّاها الراوي من عنده أم حبيبة. وقيل: بل كانت كنيتها أيضاً أم حبيبة.
وهذا الجواب حسن، لولا قوله في الحديث:(فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سأل) فيقال حينئذٍ: هذه اللفظة وهم من الراوي، فإنه أعطاه بعض ما سأل، فقال الراوي:(أعطاه ما سأل) أو أطلقها اتكالًا على فَهم المُخاطَب أنه أعطاه ما يَجوز إعطاؤه مما سأل، والله أعلم.
وانظر: «السُّنن الكبير» (7/ 140) للبيهقي و «السيرة النبوية» لابن كَثير (3/ 276).
متى يُعَلّ باتساع المَخْرَج؟
• إذا كان أصحاب الراوي على وجه، وخَالَفهم شخص.
مثاله: ما رواه أبو السائب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَغْتَسِلْ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ وَهُوَ جُنُبٌ» فَقَالَ: كَيْفَ يَفْعَلُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: «يَتَنَاوَلُهُ تَنَاوُلًا»
(1)
.
وخالفه جمهور أصحاب أبي هريرة رضي الله عنه: «لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ» وأخرجه البخاري (239) ومسلم (282).
ونحو هذا قصة العُرَنيين، فقد رواها الجماعة عن أنس، وخالفهم معاوية بن قُرة فزاد:«وقَعَ بِالْمَدِينَةِ الْمُومُ، وَهُوَ الْبِرْسَامُ» أخرجه مسلم (1671).
وقال شيخنا -حفظه الله - مع الباحث/ محمد بن إسماعيل بتاريخ (11) من ربيع الأول عام (1441 هـ) المُوافِق (9/ 11/ 2019 م): شاذة.
(1)
أخرجه مسلم (283) من طريق أبي السائب عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وأبو السائب نَقَل ابن عبد البر الإجماع على توثيقه، لكن لم أقف على أحد من المتقدمين وثقه إلا ابن حِبان، فليُحرَّر مع أنه مُخالَف من أصحاب أبي هريرة. وهل يقال باتساع المَخْرَج؟ باحث/ سعيد القاضي.
سماع ابن سيرين من ابن عباس رضي الله عنهما
-
• قال البخاري رقم (5404): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:«تَعَرَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَتِفًا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ» وَعَنْ أَيُّوبَ، وَعَاصِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:«انْتَشَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَرْقًا مِنْ قِدْرٍ، فَأَكَلَ ثُمَّ صَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ» .
قال ابن حجر: قَوْلُهُ: (عَنْ مُحَمَّدٍ) هُوَ ابْنُ سِيرِينَ، وَوَقَعَ مَنْسُوبًا فِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ، قَالَ ابْنُ بَطَّالٍ: لَا يَصِحُّ لِابْنِ سِيرِينَ سَمَاعٌ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَلَا مِنَ بْنِ عُمَرَ.
قُلْتُ: سَبَقَ إِلَى ذَلِكَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَكَذَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ: لَمْ يَسْمَعْ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ
(1)
يَقُولُ: بَلَغَنَا. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قَالَ شُعْبَةُ: أَحَادِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ إِنَّمَا سَمِعَهَا مِنْ عِكْرِمَةَ، لَقِيَهُ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ.
قُلْتُ: وَكَذَا قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، كُلُّ شَيْءٍ يَقُولُ ابْنُ سِيرِينَ ثَبَتَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ سَمِعَهُ مِنْ عِكْرِمَةَ. اهـ.
وَاعْتِمَادُ الْبُخَارِيِّ فِي هَذَا الْمَتْنِ إِنَّمَا هُوَ عَلَى السَّنَدِ الثَّانِي، وَقَدْ ذَكَرْتُ أَنَّ ابْنَ الطَّبَّاعِ أَدْخَلَ فِي الأَوَّلِ عِكْرِمَةَ بَيْنَ ابْنِ سِيرِينَ وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَكَأَنَّ الْبُخَارِيَّ
(1)
في «علله» .
أَشَارَ بِإِيرَادِ السَّنَدِ الثَّانِي إِلَى مَا ذَكَرْتُ مِنْ أَنَّ ابْنَ سِيرِينَ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قُلْتُ: وَمَا لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، فَأَدْخَلَ بَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَابْنِ عَبَّاسٍ عِكْرِمَةَ، وَإِنَّمَا صَحَّ عِنْدَهُ لِمَجِيئِهِ بِالطَّرِيقِ الْأُخْرَى الثَّانِيَةِ، فَأَوْرَدَهُ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي سَمِعَهُ
(1)
.
- نَفَى سماع ابن سيرين من ابن عباس أيضًا: أبو حاتم
(2)
والبيهقي في «سُننه»
(3)
: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ نُؤَدِّيَ زَكَاةَ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، عَنِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، وَالْحُرِّ وَالْمَمْلُوكِ
…
»
(4)
.
أفاده الباحث/ السيد بن بدوي بن محمد الدمياطي، بتاريخ (7) مُحَرَّم (1435 هـ)(11/ 11/ 2013 م).
(1)
«فتح الباري» (9/ 545).
(2)
«المراسيل» (ص: 187): وَلَمْ يَسْمَعِ ابْنُ سَيرِينَ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ شَيْئًا.
(3)
«السُّنن الكبرى» للبيهقي (4/ 329): روايات ابن سيرين عن ابن عباس تكون مرسلة.
(4)
معل بالانقطاع: أخرجه ابن خُزيمة (2415).
سماع مجاهد بن جَبْر
من عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
-
• أثبته الكَلَاباذي
(1)
(ت/ 398) في كتابه: «الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد» .
والنووي في «تهذيب الأسماء واللغات» .
والذهبي في «تاريخ الإسلام» .
وأصح ما ورد في تصريحه بالسماع من عبد الله بن عمرو: ما أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» رقم (3789): حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ. قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ خَلْفَ الإِمَامِ. قَالَ: فَلَقِيت مُجَاهِدًا، فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ مُجَاهِدٌ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقْرَأُ خَلْفَ الإِمَامِ.
وتابع حُصَيْنَ بن عبد الرحمن الأعمشُ كما عند عبد الرزاق وابن أبي شيبة، لكن في روايته عن مجاهد كلام، لكنه على سبيل المتابعة.
(1)
بفتح الكاف والباء الموحدة، وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى محلتين:
إحداهما: محلة كبيرة بأعلى البلد من بخارى، يقال لها: كَلَاباذ.
والثانية: محلة بنَيسابور انظر: «الأنساب» (5/ 114) للسمعاني.
وتابعهما جعفر بن أبي وحشية، كما عند ابن أبي شيبة.
وعند النَّسَائي رقم (2389) من طريق مغيرة عن مجاهد: قال لي عبد الله بن عمرو: (أَنْكَحَني أبي امرأةً ذات نسب
…
) ولكنه في البخاري (5052) لكنه بالععنعنة، وقال ابن حجر في «الفتح»: وليس بمدلس.
وكانت هذه الفائدة متعلقة بما أخرجه البخاري رقم (3166): حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ
(1)
رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا».
وأخرجه بإثبات واسطةٍ الإمام أحمد رقم (6745): حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي أَبَا إِبْرَاهِيمَ الْمُعَقِّبَ - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ، لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا» .
(1)
اختلفت الروايَة في (يرح) على ثلاثة أوجه:
أَحدها: يَرِح، بفتح الياء وكسر الراء.
والثاني: بضم الياء وكسر الراء.
والثالث: بفتح الياء والراء، وهي اختيار أبي عُبيد، وهي الصحيحة، فيقال: رحتُ الشيءَ أَراحه وأَريحه، وأَرحتُه أَريحه: إِذا وَجَدْتَ رِيحه.
والمُعاهَد: المُشرِك الذي يأخذ من المسلمين عهدًا، فواجبٌ حِفظ ما عوهد عليه.
انظر: «كشف المشكل من حديث الصحيحين» (4/ 120).
• الخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ يوسف الحامولي إلى أن الدارقطني رَجَّح الواسطة في هذا الخبر، وهي جُنَادة بن أبي أمية، وهو ثقة، وله أكثر من رواية في البخاري (1154) ومسلم (28) وثَم مواطن أُخَر.
• تنبيه: للربط بين المتنين تَأمَّلْ ما أخرجه الإمام أحمد رقم (6592): حَدَّثَنَا وَهْبٌ - يَعْنِي ابْنَ جَرِيرٍ - حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: أَرَادَ فُلَانٌ أَنْ يُدْعَى جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ قَدْرِ سَبْعِينَ عَامًا - أَوْ: مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَامًا» .
ثلاثة أخبار تَفَرَّدَ بهن عمر بن حمزة، وهن في مسلم:
1 -
أخرج مسلم رقم (1437): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ الْعُمَرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ - الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا» .
2 -
وفي مسلم رقم (2026): حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ - يَعْنِي الْفَزَارِيَّ - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، أَخْبَرَنِي أَبُو غَطَفَانَ الْمُرِّيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَشْرَبَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَائِمًا، فَمَنْ نَسِيَ فَلْيَسْتَقِئْ» .
3 -
وفي مسلم رقم (2788): وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَطْوِي اللهُ ? السَّمَوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ
يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟ ثُمَّ يَطْوِي الْأَرَضِينَ بِشِمَالِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟».
و (عمر بن حمزة): قال فيه أحمد بن حنبل: أحاديثه مناكير.
وقال عباس الدُّوري، عن يحيى بن مَعين: عمر بن حمزة أضعف من عمر بن محمد بن زيد. وقال النَّسَائي: ضعيف. وذَكَره ابن حِبان في كتاب «الثقات» وقال: كان ممن يخطئ.
وقال أبو أحمد بن عَدي: وهو ممن يُكْتَب حديثه.
استَشهد به البخاري فى «الصحيح» وروى له في «الأدب» وروى له الباقون سوى النَّسَائي.
أَخْرَج الحاكم حديثه في «المُستدرَك» وقال: أحاديثه كلها مستقيمة.
من مفاريد محمد بن حِمْيَر مع الحُكْم عليها:
1 -
قراءة آية الكرسي عقب الصلاة. وإسناده حسن.
2 -
حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يُبْصِرُ أَحَدُكُمُ الْقَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيهِ، وَيَنْسَى الْجَذْعَ - أَوِ الْجَذْلَ - فِي عَيْنِهِ مُعْتَرِضًا»
(1)
.
3 -
عَنْ عَائِذِ بْنِ قُرَيْطٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يُتِمَّهَا، زِيدَ عَلَيْهَا مِنْ سُبُحَاتِهِ حَتَّى تَتِمَّ» .
(1)
مُعَل بالوقف: أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (592) وخالف محمد بن حِمْيَر فرَفَعه. وقال فيه أبو نُعيم في «الحِلية» (4/ 99): غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ، تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ عَنْ جَعْفَرٍ.
قرائن الترجيح
• ومما لا غنى عنه لطالب العلم عمومًا - وبخاصة طالب علم الحديث - أن يُعْمِل قرائن الترجيح، سواء المتكررة أو المبتكرة.
فمِن الأولى: كثرة العُدة، وقوة الحفظ، وطول الملازمة، وسلوك الجادة
(1)
.
فمثال سلوك الجادة: ما رواه الليث بن سعد كما عند الترمذي (286)، ويعقوب بن عبد الرحمن كما عند أحمد، رقم (9131)، ومحمد بن الزِّبرقان كما عند أبي يعلى (6664) وغيرهم، عن ابن عجلان: عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: اشْتَكَى أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَشَقَّةَ السُّجُودِ عَلَيْهِمْ إِذَا تَفَرَّجُوا، فَقَالَ:«اسْتَعِينُوا بِالرُّكَبِ» .
(1)
انظر: مطالعة كتب العلل وطرائق أهلها في الترجيح، كعلل الدارقطني وابن أبي حاتم والإمام النَّسَائي وأحمد والترمذي وغيرها، و «شرح علل الترمذي» لابن رجب. والقطعة المطبوعة من «فتح الباري» له. و «باب التعارض في كتب المصطلح» وبخاصة «المدخل» للحاكم. و «قواعد العلل وقرائن الترجيح» د. عادل بن عبد الشكور. و «مقدمة تحقيق العلل لابن أبي حاتم» و «العلل والفوائد» د. ماهر الفحل.
وخالفهم السفيانان الثوري وابن عيينة، كما عند البخاري في «التاريخ الكبير» (5393) كلاهما عن سُمَي، عن النعمان بن أبي عَيَّاش: شكا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مشقة السجود، فقال:«اسْتَعِينُوا بِالرُّكَبِ» .
• والخلاصة: صَحَّح البخاري والترمذي رواية السفيانين المرسلة.
وقال أبو حاتم كما في «العلل» رقم (546): والصحيح حديث سُمَي عن النعمان بن أبي عياش عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلًا.
وقال الترمذي: رَوَى هَذَا الحَدِيثَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَ هَذَا. وَكَأَنَّ رِوَايَةَ هَؤُلَاءِ أَصَحُّ مِنْ رِوَايَةِ اللَّيْثِ.
وكَتَب شيخنا مع الباحث/ علاء بن جمال السوهاجي، بتاريخ:(15) ذي القعدة (1442 هـ) المُوافِق (26/ 6/ 2021 م): الصحيح المُرسَل.
ومن الثاني - وهي التي تَظهر مع كثرة الممارسة والمطالعة والمناقشة للباحثين المتخصصين - الإعلال بالتاريخ، أو ضَعْف راوٍ في راوٍ، أو إعراض صاحبَي الصحيح عنه مع أنه على شرطهما، أو كَوْنه لا يوجد في الكتب عالية الإسناد، أو
…
إلخ.
كتاب الرجال
أعلام يَتكلمون في أعلام المُحَدِّثين، وحالهم ضعيفة
1 -
أبو الفتح الأزدي، محمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن عبد الله بن يزيد بن النعمان، الموصلي، نزيل بغداد (ت/ 373).
قال الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (3/ 36): فِي حَدِيثِهِ غَرَائِبُ وَمَنَاكِيرُ، وَكَانَ حَافِظًا، صَنَّفَ كُتُبًا فِي عُلُومِ الحَدِيثِ، وَسَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ عَلَّانَ عَنْهُ، فَذَكَرَهُ بِالْحِفْظِ وَحُسْنِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ.
الذين ضَعَّفوه مطلقًا:
1 -
قال عَبْدُ الغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الأُرْمَويُّ
(1)
- وَوَصَفَهُ الذَّهَبِيُّ بِالحَافِظِ الرَّحَّالِ -: رَأَيْتُ أَهْلَ الْمَوْصِلِ يُوهِنُونَ أَبَا الْفَتْحِ الأَزْدِيَّ جِدًّا، وَلَا يَعُدُّونَهُ شَيْئًا.
2 -
وسُئل البَرْقاني عن أبي الفتح الأزدي، فأشار إلى أنه كان ضعيفًا، وقال: رأيته في جامع المدينة، وأصحاب الحديث لا يرفعون به رأسًا، ويتجنبونه.
• ما قبل الخلاصة:
قال الذهبي في «تذكرة الحفاظ» (3/ 117): الحافظ العَلَّامة
…
له مُصنَّف كبير في الضعفاء، وهو قوي النَّفَس في الجَرْح، وَهَّاه جماعة بلا مستند طائل.
(1)
انظر: «الأنساب» (4/ 312).
وقال في «سِيَر أعلام النبلاء» (16/ 348): وعليه في كتابه في الضعفاء مؤاخذات؛ فإنه ضَعَّف جماعة بلا دليل، بل قد يكون غيره قد وثقهم.
وقال ابن حجر في «لسان الميزان» (5/ 139): قال ابن العَديم في «تاريخ حلب» : قَدِم على سيف الدولة بن حَمْدان، فأَهْدَى له كتابًا في مناقب علي رضي الله عنه، وقد وقفتُ عليه بخطه، وفيه أحاديث منكرة تتضمن تنقيص عائشة وغيرها، وصَحَّح رد الشمس على علي. وقال ابن النجار: وسَمَّى أهل السُّنة: نواصب. وقال: إنهم يُثْبِتون رد الشمس على يوشع ولا يثبتونه لعلي! ويوشع وصي موسى، وعلي وصي محمد، ومحمد أفضل من موسى، فوصيه أفضل من وصيه!
قال: وأَتَى في هذا الكتاب بالطامات.
وتَكلَّم أبو الفتح الأزدي في جماعة من رجال «الصحيحين» :
1 -
بَهْز بن أسد العَمِّي أبو الأسود البصري (ع)
(1)
وقال فيه أحمد بن حنبل: إليه المنتهى فى التثبت. وقال يحيى بن مَعين: ثقة.
وقال أبو الفتح الأزدي: كان يتحامل على عثمان رضي الله عنه.
قال الذهبي في «ميزان الاعتدال» (1/ 329): كذا قال الأزدي، والعهدة عليه؛ فما عَلِمتُ في بهز مَغْمَزًا.
2 -
أيوب بن موسى بن عمرو الأشدق (ع).
لا يقوم إسناد حديثه. قاله الأزدي، فلا عبرة بقوله؛ لأنه وثقه أحمد ويحيى وجماعة.
(1)
رمز لأصحاب الكتب الستة إذا أخرجوا للراوي. انظر: «تقريب التهذيب» (ص: 76).
3 -
توبة العنبري أبو المُورِّع البصري، وهو توبة بن أبي الأسد (خ م د س). وثقه يحيى بن مَعين، وأبو حاتم والنَّسَائي.
وقال الحافظ في «تقريب التهذيب» (ص/ 131): أخطأ الأزدي إذ ضَعَّفه.
4 -
حماد بن أسامة الكوفي (ع) وثقه الأئمة، وشذ الأزدي فذَكَره في الضعفاء.
5 -
عبد الحميد بن أبي أويس (خ م د س ت) مُختلَف فيه.
وقال الذهبي في «ديوان الضعفاء» (ص: 236): ثقة من رجال «الصحيحين» ، قال الأزدي:(كان يضع الحديث) وهذا جهل منه.
6 -
أبان بن إسحاق المدني (ت).
قال ابن مَعين وغيره: ليس به بأس.
وقال أبو الفتح الأزدي: متروك.
قلت: لا يُترك، فقد وثقه أحمد العِجْلي. وأبو الفتح يُسْرِف في الجَرْح، وله مُصنَّف كبير إلى الغاية في المجروحين، جَمَع فأوعى، وجَرَح خَلْقًا بنفسه لم يسبقه أحد إلى التكلم فيهم، وهو مُتكلَّم فيه.
7 -
إسماعيل بن رجاء الزُّبَيْدِيّ
(1)
الكوفي (م، 4، صح)
(2)
.
(1)
الزُّبَيْدِي، بضم الزاي، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، بعدها ياء معجمة بنقطتين من تحتها، وفي آخرها دال مهملة، هذه النسبة إلى زُبَيْد وهي قبيلة قديمة من مَذْحِج، أصلهم من اليمن، نزلوا الكوفة.
وأما الزَّبِيدِي بفتح الزاي، وكسر الباء، وسكون الياء، والدال غير المنقوطة، فبلدة من بلاد اليمن من مشاهير البلاد. انظر:«الأنساب» (6/ 262) للسمعاني.
(2)
رمز (م) لمن أخرج له مسلم و (4) لمن أخرج له أصحاب السُّنن الأربعة و (صح) لمن اعتَمد الذهبي في «الميزان» توثيقهم كما قال الحافظ في «مقدمة لسان الميزان» (1/ 200): قد وجدتُ للذهبي في أثناء الكتاب ما يَصلح أن يكون في الخُطبة، كقوله في ترجمة أبان العطار: إذا كتبتُ (صح) أول الاسم، فهي إشارة إلى أنّ العمل على توثيق ذلك الرجل.
وثقه ابن مَعين وغيره.
وقال أبو الفتح الأزدي وحده: منكر الحديث.
8 -
السَّرِيّ بن يحيى بن إياس بن حَرْمَلة، أبو الهيثم الشيباني البصري (س، صح).
قال أحمد: ثقة ثقة.
وقال أبو الفتح الأزدي: حديثه منكر. فآذَى أبو الفتح نفسه.
وقد وقف أبو عمر بن عبد البر على قوله هذا، فغضب أبو عمر، وكَتَب بإزائه: السَّرِيّ بن يحيى أوثق مِنْ مُؤلِّف الكتاب - يعني الأزدي - بمئة مرة.
قلت: ووثقه أبو حاتم، وأبو زُرْعة، وابن مَعين، والنَّسَائي
…
وآخَرون.
• خلاصة القول: انتهى شيخنا مع الباحثَين/ أبي البخاري وإبراهيم بن قمر، بتاريخ (22) ربيع الآخِر (1441 هـ) المُوافِق (18/ 12/ 2019 م) إلى توهين أبي الفتح الأزدي، وأننا لا نُعَوِّل عليه.
• فائدة: كل مَنْ روى عنهم الإمام مالك ولا نجد لهم توثيقًا، فابن مَعين والإمام أحمد يوثقانهم إلا ما استُثني.
قال الميموني: وقال لي يحيى بن مَعين: لا تريد أن تَسأل عن رجال مالك، كل مَنْ حَدَّث عنه ثقة إلا رجلًا أو رجلين
(1)
.
(1)
«شرح علل الترمذي» (1/ 377).
وفي «مسائل أحمد» رواية ابن هانئ (ص: 504) رقم (2360): وسَمِعتُه يقول: ما روى مالك عن أحد إلا وهو ثقة، كل مَنْ روى عنه مالك فهو ثقة.
• تنبيه: الأتقن أن يُجْرَى استقراء لشيوخ الإمام مالك، أو لخمسين منهم.
حُكْم ابن حزم على رجال بالجهالة، والجمهور على توثيقهم
1 -
عُمارة بن خُزيمة بن ثابت الأنصاري (10/ 31)(د ت س جه) في جعل شهادة خُزيمة تَعْدل شهادة رجلين، قال: هذا لاحجة لهم فيه لوجوه، أولها: أنه خبر لا يصح لأنه راجع إلى عمارة بن خُزيمة، وهو مجهول.
بينما وثقه النَّسَائي وابن سعد، وذَكَره ابن حِبان في «الثقات» وروى عنه ثمانية أشخاص كما في «التهذيب» وقال ابن حجر معقبًا: غَفَل ابن حزم فى «المُحَلَّى» فقال: إنه مجهول، لا يُدْرَى مَنْ هو.
• تنبيه: في نقل الحافظ زاد: (لا يُدرَى مَنْ هو).
وثَم أمثلة كثيرة تجدها في تعقبات القطب الحلبي على «المُحَلَّى» وفهارس ط/ دار الفلاح.
2 -
وقابوس بن مخارق، ويقال: ابن أبي المخارق بن سُليم، الشيبباني الكوفي (د ت س) قال النَّسَائي: لا بأس به. وقال ابن حزم في «المُحَلَّى» (12/ 307)(15/ 460): وقابوس بن المخارق وأبوه مجهولان أ. هـ.
•الخلاصة: قال شيخنا مع الباحث/ أبي محمد هاني الدميري، بتاريخ الثلاثاء (11) ذي الحجة (1442 هـ) المُوافِق (22/ 6/ 2021 م): ابن حزم رحمه الله سريع الخطو في الحكم بالجهالة، حتى حَكَم على الترمذي بالجهالة وكل راوٍ يُبحث بحَسَب حاله.
الحارث الأعور
• هو الحارث بن عبد الله الأعور الهمدانى ضعيف جدًّا اتهمه بالكذب الشعبي وفي الطريق إليه مغيرة بن مقسم وهو ثقة إلا أنه كان يتحامل على عليّ رضي الله عنه. فلو كان مدّعيًا على الشعبي لكان بذلك كذابًا ولم يرمه أحدٌ لا بالضعف فضلا عن الكذب.
وكذّبه زهير بن حرب وثبت عنه كما في «الجرح والتعديل» (3/ 87) وقيل كذبه أبو إسحاق الهمداني وآخرون لكن الطرق إليهم فيها ضعف.
وقال ابن عدي في «الكامل» (2/ 47): عامة ما يرويه عن علي وابن مسعود غير محفوظ.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ليس بالقوي ولا ممن يحتج بحديثه.
• هذه خلاصة ترجمة قام بها الباحث/ صبري بن خميس السكندري بتاريخ الخميس 28 ذي القعدة 1442 موافق 8/ 7/ 2021 م.
ترجمة البزار
• أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار أبي بكر البصري
قال أبو الشيخ الأصبهاني عنه في «طبقات المُحَدِّثين» (3/ 386): وكان أحد حُفاظ الدنيا رأسًا فيه، حُكي أنه لم يكن بعد علي بن المديني أعلم بالحديث منه، اجتمع عليه حُفاظ أهل بغداد، فتبركوا من يديه، وكتبوا عنه، وبقي بمكة أشهرًا فولي الحِسبة فيما ذُكِر، ثم خرج ومات بالرملة سنة اثنتين وتسعين، وغرائب حديثه.
وقال الخطيب في «تاريخ بغداد» (5/ 548): كان ثقة حافظًا، صَنَّف «المسند» وتَكلَّم على الأحاديث وبَيَّن عللها.
وقال ابن القطان الفاسي: كان أحفظ الناس للحديث.
قلتُ: ومما أُلزِمَ فيه الوهم أنه روى عن عمرو بن علي الفلاس: ثنا يحيى بن سعيد، ثنا مالك عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، رفعه:«يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء بما أَخَذ المال، أبحلال أم بحرام» قال الدارقطني: وَهِم فيه البزار، وليس بمحفوظ عن مالك
(1)
.
أما المُجرِّحون، فالنَّسَائي والدارقطني:
قال الدارقطني: ثقة يخطئ كثيرًا، ويتكل على حفظه.
(1)
كما في «لسان الميزان» (1/ 239).
وقال الحاكم: قال الدارقطني: يخطئ في الإسناد والمتن
(1)
، حَدَّث بالمسند بمصر حفظًا، يَنظر في كتب الناس ويُحَدِّث من حفظه، ولم تكن معه كتب، فأخطأ في أحاديث كثيرة، يتكلمون فيه، جَرَحه أبو عبد الرحمن النَّسَائي.
• الخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث/ إبراهيم بن عبد الرحمن إلى أن كلام الدارقطني موفق. والباحث لم يقف على مصدر كلام النَّسَائي، وأن النسائي والبزار قرينان، و تُوفي النَّسَائي بفلسطين سنة (303) والبزار تُوفي بالرملة سنة (292) فبَيْن وفاتيهما إحدى عَشْرة سنة
(2)
.
قلت: يُصحَّح خبره ما لم يُستنكَر عليه.
(1)
نَسَب الذهبي هذه المقولة للحاكم.
(2)
أفاده الباحثان: د. محمد ياسين، وأحمد النمر.
ترجمة ابن بطة
• عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الفقيه
تكلم فيه الخطيب وقال الذهبي في «الميزان» (3/ 15): إمام لكنه ذو أوهام .... ومع قلة إتقان ابن بطة في الرواية - فكان إماما في السنة، إماما في الفقه، صاحب أحوال وإجابة دعوة رضي الله عنه.
وردّ ابن الجوزي على الخطيب ومن ضعفه.
وأشهر ما أخذ على ابن بطة أمران:
1 -
دخل عليه إسناد في إسناد في حديث: «طلب العلم فريضة على كل مسلم» .
2 -
الطعن في إسناد ابن بطة لكتاب السنن لرجاء بن مرجى.
ويرى شيخنا بتاريخ الأربعاء 23 محرم 1443 موافق 31/ 8/ 2021 م: مع الباحث/ إبراهيم بن عبد الرحمن أنه لم يشبع من الترجمة. وقال هذا من الكتب التي لا يعتبر بمتابعتها.
خالد بن سُمَيْر
• قال الإمام مسلم رقم (618) في غزوة تبوك: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ - يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ - حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِنَّكُمْ تَسِيرُونَ عَشِيَّتَكُمْ وَلَيْلَتَكُمْ، وَتَأْتُونَ الْمَاءَ إِنْ شَاءَ اللهُ غَدًا» ، فَانْطَلَقَ النَّاسُ لَا يَلْوِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ
…
وفيه:
ثُمَّ قَالَ: «أَمَا لَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ؟!» ثُمَّ قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةَ الْأُخْرَى، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَنْتَبِهُ لَهَا، فَإِذَا كَانَ الْغَدُ فَلْيُصَلِّهَا عِنْدَ وَقْتِهَا» .
وفي رواية سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أبي قتادة - السابقة:«أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةَ الْأُخْرَى، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَنْتَبِهُ لَهَا، فَإِذَا كَانَ الْغَدُ فَلْيُصَلِّهَا عِنْدَ وَقْتِهَا» .
وهذا يَحتمل وجهين:
أ - قضاء الصلاة مرتين:
الأولى: إذا ذَكَرها.
والثانية: في وقتها من الغد.
ويؤيد هذا رواية خالد بن سُمَيْر عن أبي قتادة، أخرجها أبو داود في «سُننه» رقم (438): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ
شَيْبَانَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيُّ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ تُفَقِّهُهُ، فَحَدَّثَنَا قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَارِسُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَيْشَ الْأُمَرَاءِ
…
بِهَذِهِ الْقِصَّةِ.
قَالَ: فَلَمْ تُوقِظْنَا إِلَّا الشَّمْسُ طَالِعَةً، فَقُمْنَا وَهِلِينَ
(1)
لِصَلَاتِنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«رُوَيْدًا رُوَيْدًا» .
حَتَّى إِذَا تَعَالَتِ الشَّمْسُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَرْكَعُ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، فَلْيَرْكَعْهُمَا» فَقَامَ مَنْ كَانَ يَرْكَعُهُمَا وَمَنْ لَمْ يَكُنْ يَرْكَعُهُمَا، فَرَكَعَهُمَا.
ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُنَادَى بِالصَّلَاةِ، فَنُودِيَ بِهَا، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى بِنَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ:«أَلَا إِنَّا نَحْمَدُ اللهَ أَنَّا لَمْ نَكُنْ فِي شَيْءٍ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا يَشْغَلُنَا عَنْ صَلَاتِنَا، وَلَكِنَّ أَرْوَاحَنَا كَانَتْ بِيَدِ اللهِ ? فَأَرْسَلَهَا أَنَّى شَاءَ، فَمَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ صَلَاةَ الْغَدَاةِ مِنْ غَدٍ صَالِحًا، فَلْيَقْضِ مَعَهَا مِثْلَهَا» .
وضَعَّف ذلك النووي، فقال في «شرح النووي على مسلم» (5/ 187):
قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ الْأُخْرَى، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَنْتَبِهُ لَهَا، فَإِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ فَلْيُصَلِّهَا عِنْدَ وَقْتِهَا» .
فِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى امْتِدَادِ وَقْتِ كُلِّ صَلَاةٍ مِنَ الْخَمْسِ حَتَّى يَدْخُلَ وَقْتُ الْأُخْرَى. وَهَذَا مُسْتَمِرٌّ عَلَى عُمُومِهِ فِي الصَّلَوَاتِ، إِلَّا الصُّبْحَ فَإِنَّهَا لَا تَمْتَدُّ إِلَى الظُّهْرِ، بَلْ يَخْرُجُ وَقْتُهَا بِطُلُوعِ الشَّمْسِ».
ونحو هذا للحافظ ابن حجر.
(1)
أي: فَزِعِينَ. كما في «المُعْلِم بفوائد مسلم» (1/ 485).
ب - قضاءها إن لم يكن صلاها.
وأصل القصة في البخاري برقم (595، 7471) مختصرًا دون الشاهد.
و (خالد بن سُمَيْر) مِنْ أبرز مَنْ تَفرَّد بلفظة: «يَا صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ» .
وهذا اللفظ صريح في قضاء الصلاة مرتين.
بَحَث هذه الزيادة عاصم بن محمود بن أحمد الهَوَّاري، وضَعَّفها شيخنا معه. وأشار للشيخ أحمد بن عبد التواب أن يَبحث مرويات خالد بن سُمَيْر.
وقال لي أنا وللدكتور محمد ياسين: هؤلاء الرواة الذين يتفردون بمثل هذا - ينبغي جَمْع مجلد في شأنهم؛ فسيكون له تأثير كبير.
الحسن بن أَعْيَن عن مَعْقِل عن أبي الزبير
• رواية الحسن بن أَعْيَن عن مَعْقِل عن أبي الزبير عن جابر في «صحيح مسلم» انتقدها الإمام أحمد بأنها تُشْبِه أحاديث ابن لَهيعة، وتَبِعه ابن رجب فقال: تَتَبَّعَ كلامَ أحمد فصَحَّ.
لكن في فهم مصطلح التشبيه عند الإمام أحمد رويت عدة أحاديث بهذه السلسلة، ونجد أن ابن لَهيعة مُتابِع لمَعْقِل، فهل مَعْقِل أَخَذها من ابن لَهيعة ودلسه؟ وهذا بعيد لأنه غير مدلس. أويكون مجرد إشارة إلى متابعة ابن لَهيعة وتشابه متنه بمتن مَعْقِل؟
الثاني: هناك متابعات لمَعْقِل، كمتابعة أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه عند مسلم.
• فائدة: رواية الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر استثنى عنعنتها ابن حزم وابن القطان الفاسي.
أما العلائي والنووي فيُوجِّهان بأن مسلمًا لعله وقف عليها من طريق آخَر بالتصريح.
الباحث/ أبو الحسن المنصوري.
عمرو بن أبي عمرو
• وردت عدة أحاديث من رواية عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس، وهي:
1 -
2 -
3 -
«لَعَن الله مَنْ ذَبَح لغير الله» .
4 -
5 -
«كانت قراءة النبي على قدر مَنْ يَسمعه مَنْ في الحجرة، وهو في البيت» .
6 -
«تَحمَّل النبي صلى الله عليه وسلم عَشَرة دنانير عن رجل
…
».
أوردهن العَلَّامة الألباني في كتبه مصححًا لهن.
وضَعَّف الإمام أحمد والبخاري رواية عمرو بن أبي عمرو
(1)
عن عكرمة
(2)
.
بينما انتهى شيخنا مع الباحث/ محمد بن مرعي، إلى أنها تُقْبَل ما لم تُستنكَر.
• تنبيه: استُنكر على عمرو حديث: «مَنْ وقع على بهيمة» .
(1)
روى البخاري لعمرو، وكذلك لعكرمة، وكل منهما على حدة.
(2)
ليس على شرط مسلم.
هل مِنْ العلماء مَنْ يقوي رواية
علي بن زيد بن جُدعان
إذا روى عنه حماد بن سلمة؟
• نعم، صححها الحاكم
(1)
وحَسَّنها الهيثمي
(2)
كما في حديث أخرجه أحمد (26685): حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:«رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ، وَاهْدِنِي السَّبِيلَ الْأَقْوَمَ» .
وقال أبو حاتم: أضبط الناس لحديث ثابت وعلي بن زيد: حماد بن سلمة؛ بَيَّن خطأ الناس
(3)
.
وتَعقَّبه العَلَّامة الألباني فضَعَّفها؛ لأن علي بن زيد بن جُدعان فيه ضعف.
(1)
كما في «المستدرك على الصحيحين» (6/ 123) من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، وثابت عن أنس بن مالك، أن أبا طلحة قرأ هذه الآية:{انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: 41] فقال: استنفرَنا الله وأمرَنا الله، واستنفرَنا شيوخًا وشبابًا! جَهِّزوني! فقال بنوه: يرحمك الله، إنك قد غزوتَ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر، ونحن نغزو عنك الآن! فغزا البحر، فمات فطلبوا جزيرة يدفنونه فيها، فلم يَقدروا عليه إلا بعد سبعة أيام وما تَغَيَّر.
«هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه» وثَم مواطن أُخَر.
(2)
«مَجْمَع الزوائد ومَنْبَع الفوائد» (10/ 174): رواه أحمد وأبو يعلى بإسنادين حسنين.
(3)
كما في «العلل» (1211).
وسَبَقه إلى ذلك البوصيري في «مصباح الزجاجة»
(1)
.
(1)
«مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه» (1/ 19) وثَم مواطن أُخَر.
رواية قتادة عن عكرمة
• رواية قتادة عن عكرمة وردت في البخاري في أربعة أحاديث جمعهم الذهبي فقال: في «سير أعلام النبلاء» (5/ 26): في صحيح البخاري لقتادة عن عكرمة أربعة أحاديث: في تكبيرات الصلاة، والخنصر والابهام سواء، والمتشبهين بالنساء، وفي زوج بريرة وفي السنن أحاديث. ا هـ.
ولك أن تطالع مرويات قتادة عن عكرمة في الكتب الستة من تحفة الأشراف.
وقال طعن ابن عدي في رواية قتادة عن عكرمة فقال في «لكامل» رقم (13131) - حَدثنا علي الرازي، حَدثنا عباس النرسي، حَدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن قتادة، قال: مَا حفظت عن عِكرمَة إلا بيت شعر. وإسناده حسن.
• وكتب شيخنا مع الباحث/ أبي سهل مصطفى الربعي بتاريخ الخميس 4 محرم 1442 موافق 12/ 8/ 2021 م: سنسلك مع روايات قتادة عن عكرمة المسلك المعهود من تصريح المدلس بالتحديث
(1)
. والله أعلم.
(1)
وزاد قولًا أو من رواية شعبة عنه.
رواية عاصم بن ضَمْرة عن علي بن أبي طالب
• ذهب شيخنا في (29/ 7/ 2019) إلى تحسين خبره ما لم يخالف، ولو انفرد بحكم توقفنا فيه، أما ما سوى ذلك في الرقاق والفضائل فيُتحمل.
وإليك تلخيص أقوال أهل العلم فيه، على ما جَمَعه أخي محمد شرموخ حَفِظه الله:
وثقه ابن سعد وابن مَعين وابن المَديني، وقال النَّسَائي: لا بأس به. وقال أحمد: عندي حجة. وقال الترمذي: ثقة عند أهل الحديث.
وفَضَّله ابن مَعين والثوري ومحمد بن عبد الله على الحارث الأعور.
وقال ابن المَديني: هو من أصحاب علي. ونقل عن أبي إسحاق السَّبيعي نحوه.
وضَعَّفه أبو داود وابن حِبان وابن عَدِيّ والبيهقي.
وانتُقدتْ عليه أحاديث، منها:
1 -
سِت عَشْرة ركعة في النفل من رواية أبي إسحاق عنه.
2 -
حديث في الزكاة.
3 -
خبر من رواية حبيب بن أبي ثابت.
مُقارَنة قول الحافظ
أبي الفضل السُّليماني البِيكنْدِيّ [ت: 404 هـ]:
(1)
(فيه نظر) بأقوال غيره
1 -
قال في عيسى بن عُبيد الكِندي من رجال (د ت س): فيه نظر. بينما قال فيه أبو زُرعة: لا بأس به. وذَكَره ابن حِبان في «الثقات» .
2 -
ومحمد بن مزاحم العامري أبو وهب المروزي من رجال (ت): فيه نظر. بينما ذَكَره ابن حبان في «الثقات» وقال ابن سعد: كان خيرًا فاضلًا.
(1)
فائدة: الزبير بن بكار وثقه الدارقطني والخطيب، وقال أبو القاسم البغوي: كان ثبتًا عالمًا ثقة.
بينما خالف هؤلاء أحمد بن علي السليماني في كتاب «الضعفاء» له كان منكر الحديث.
وقال ابن حجر في «تهذيب التهذيب» (3/ 313): وهذا جرح مردود، ولعله استَنكر إكثاره عن الضعفاء، مثل محمد بن حسن بن زبالة وعمرو بن أبي بكر المُؤمَّلي وعامر بن صالح الزبيري وغيرهم، فإن في كتاب النَّسَب عن هؤلاء أشياء كثيرة منكرة.
وذَكَر الخطيب روايته عن مالك واعتَمد على رواية منقطعة، ولم يَلحق الزبيرُ السماع عن مالك؛ فإنه مات والزبير صغير، فلعله رآه.
وقد طالعتُ كتابه في النَّسَب فلم أَرَ له فيه رواية عن مالك إلا بواسطة، رأيتُ له روايات في كتاب النَّسَب عن أقرانه، ومن أطرافها أنه أخرج في مناقب عثمان عن زهير بن حرب عن قُتيبة عن الدراوردي حديثًا، والدراوردي في طبقة شيوخه.
3 -
ومنصور بن النعمان اليشكري البصري من رجال (خت) فيه نظر. بينما ذَكَره ابن حِبان في «الثقات» .
4 -
هارون بن المغيرة بن حَكيم البَجَلي أبو حمزة الرازي من رجال (د ت): فيه نظر. بينما قال جرير: لا أعلم لهذه البلدة أصح حديثًا منه. وقال النَّسَائي: كَتَب عنه يحيى بن مَعِين وقال: صدوق.
وقال عبد الله بن أحمد عن يحيى بن مَعين: شيخ صدوق ثقة. وقال الآجُري عن أبي داود: ليس به بأس، هو من الشيعة. وذَكَره ابن حِبان في «الثقات» وقال: ربما أخطأ.
قول أبي داود:
«شيوخ حريز بن عثمان بن جبر ثقات»
• ليس على إطلاقه فقد تبين بالبحث أن تسعة من شيوخ حريز متكلم فيهم:
1 -
يزيد بن صليح الرحبي قال الدارقطني في «سؤلات البرقي» رقم (552).
2 -
عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي قال ابن المديني: مجهول. وقال ابن القطان في «بيان الوهم» (4/ 109): مجهول الحال لا يعرف حاله.
3 -
أيفع بن عبد الكلاعي ذكره ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» وقال الأزدي: لا يصح حديثه.
4 -
خمير بن يزيد الرحبي المصري ذكره ابن أبي حاتم والبخاري وسكتا عليه. وقال ابن يونس في «تاريخه» (1/ 424): حديثه معلول.
5 -
عبد الملك بن مروان بن الحكم وقال ابن حبان في «الثقات» : وهو بغير الثقات أشبه. قال ابن حجر: كان طالب علم قبل الخلافة ثم اشتغل بها فتغير حاله.
6 -
شبيب بن نعيم أبو روح. قال ابن القطان: لا تعرف له عدالة. وذكره البخاري وابن أبي حاتم: وسكتا عليه. كما في «التهذيب» .
7 -
عبد الأعلى بن عبدي البهراني قال ابن القطان: لا تعرف حاله في الحديث. وذكره البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عليه. انظر: «التهذيب» .
8 -
ابن هانئ شيخ لحريز قال ابن حجر: لا يعرف. كما في «التقريب» .
9 -
يحيى بن عبيد الغساني قال ابن حجر في «التقريب» : مقبول.
- وتفرد ابن حبان بذكر تسعة في الثقات
(1)
.
وانتهى شيخنا مع الباحث/ سيد بيومي إلى التفصيل بتاريخ الأحد 28/ محرم 1443 موافق 5/ 9/ 2021 م.
(1)
خلاصة بحث أخي/ أحمد المهدي حفظه الله. وانظر كتابي «كيف تكون محققا على نهج كبار المحققين» .
ترجمة أُم كُلثوم
• أم كُلثوم بنت أبي بكر الصِّدِّيق، القرشية التيمية
(1)
أُم عائشة بنت طلحة، زَوْج طلحة بن عُبَيْد الله.
روى عنها:
1 -
جابر بن عبد الله الأنصاري (م س)(وهو أكبر منها)
(2)
.
(1)
حَبِيبَةُ بِنْتُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَغَرِّ.
وَأُمُّهَا هُزَيْلَةُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمَ.
وَأَخُوهَا لِأُمِّهَا سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ.
تَزَوَّجَهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، فَوَلَدَتْ لَهُ أُمَّ كُلْثُومٍ.
ثُمَّ خَلَفَ عَلَى حَبِيبَةَ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ خُبَيْبُ بْنُ إِسَافِ بْنِ عِنَبَةَ بْنِ عُمَرٍو.
أَسْلَمَتْ حَبِيبَةُ، وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
انظر: «الطبقات الكبرى» (8/ 360).
وفي «الإصابة» (13/ 272) لابن حجر: زَوْج أبي بكر الصِّديق، ووالدة أم كُلثوم ابنته، التي مات أَبو بكر وهي حامل بها، فقال ذو بطن بنت خارجة:(ما أظنها إلا أنثى) فكان كذلك.
وفي قصة الوفاة النبوية من رواية عُروة، عن عائشة: استَأذَن أَبو بكر لما رأى من النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتي بيت خارجة، فأذن له.
(2)
أخرج مسلم رقم (350): حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ وَهَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّجُلِ يُجَامِعُ أَهْلَهُ ثُمَّ يُكْسِلُ، هَلْ عَلَيْهِمَا الْغُسْلُ؟ وَعَائِشَةُ جَالِسَةٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنِّي لَأَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا وَهَذِهِ، ثُمَّ نَغْتَسِلُ» .
قال ابن دقيق العيد في «الإمام» (3/ 19): (أُم كُلثوم) هذه: ابنة أبي بكر الصِّديق رضي الله عنه، وأخت عائشة، وهي التي قال فيها أبو بكر الصِّديق رضي الله عنه:(ذو بطن بنت خارجة).
وفي هذا الإسناد مُلْحَة من مُلَح الأسانيد، وهي رواية الصحابي عن التابعي، فإن جابرًا هو الصحابي المشهور، وأُم كُلثوم تابعية.
ونَسَبها الخطيب في «رواية الصحابة عن التابعين» للخطيب البغدادي اختصار ابن حجر (ص: 77). وكذلك المقدسي.
والحافظ المِزي في «تحفة الأشراف» (11/ 889).
والحُمَيْدي محمد بن فتوح في «الجمع بين الصحيحين: البخاري ومسلم» (3373)(ت/ 488 هـ).
تنبيه: بعضهم يُعِله بالعنعنة، وبالكلام في عياض، وأنه في المتابعات، وبالمعارضة؛ لِما أخرجه مسلم (1436) مِنْ طَرِيقِ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْأَمَانَةِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ - الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا» . وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: «إِنَّ أَعْظَمَ» .
2 -
المغيرة بن حكيم الصنعاني (م س). (وثقه ابن مَعين والعِجلي وآخَرون)
(1)
.
(1)
أخرج مسلم رقم (638): حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، كِلَاهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَلْفَاظُهُمْ مُتَقَارِبَةٌ، قَالُوا جَمِيعًا: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ:
أَخْبَرَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
أَعْتَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى ذَهَبَ عَامَّةُ اللَّيْلِ، وَحَتَّى نَامَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى، فَقَالَ:«إِنَّهُ لَوَقْتُهَا لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي» . وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ: «لَوْلَا أَنْ يَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي» .
تابعها عروة بن الزبير عند البخاري، رقم (864) ومسلم رقم (638).
3 -
جبر بن حبيب (بخ ق
(1)
وثقه ابن مَعين والنَّسَائي وابن حِبان وابن خَلفون وابن وضاح).
4 -
طلحة بن يحيى بن طلحة بن عُبَيْد الله (س)(قال أبو داود: لا بأس به. وقال ابن عَدي: روى عنه الثقات، وما برواياته عندي بأس. ووثقه يعقوب بن شيبة والعِجْلي. وقال البخاري: منكر الحديث).
5 -
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي (ابنها)(وثقه ابن حِبان، وجَهِله ابن القطان).
6 -
لوط بن أبي يحيى. (مجهول).
• كلام أهل العلم:
1 -
أخرج لها مسلم.
2 -
وثقها ابن حجر.
3 -
ذَكَرها في الصحابة: ابن مَنْدَه وأبو نُعَيْم.
وكَتَب شيخنا لي:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد، ففي النفس من هذا الخبر شيء؛ للآتي:
(1)
(بخ) رمز لِما أَخْرَج له البخاري في «الأدب المفرد» و (ق) رمز لمن أَخْرَج لهم ابن ماجه في «سُننه» .
1 -
لا أرى أن جَبْر بن حبيب من التوثيق بمكان كريم، وكثيرًا ما يُوثِّق ابن مَعين أقوامًا ينبغي أن يُنظَر في حالهم.
2 -
أم كُلثوم لم أقف لها على كبير مُوثِّق، فضلًا عن تعيينها.
3 -
المتن فيه غرابة، ولم يَرِد عن عائشة إلا من هذا الوجه.
• قلت (أبو أويس): بارك الله في شيخنا وفي اجتهاده وعلمه.
أما جُبَيْر بن حبيب، فرَوَى عنه شُعبة، وحماد بن سلمة، والجُريري، وأبو نَعَامَة العدوي، وهم المذكورون في هذا الخبر.
ووثقه ابن مَعين، والنَّسَائي، وابن حِبان، وابن خَلْفون، وابن وضاح.
وأما (أم كُلثوم) فجاءت منسوبة، وروى عنها ستة، وأَخْرَج لها مسلم، ووَثَّقَها ابن حجر، ولم أقف على أحد طَعَن فيها.
وأما الغرابة؛ لكون السائل قد يَسأل الشفاعة العظمى، فمردود لكونها من خصائصه صلى الله عليه وسلم.
وعليه: فأَرَى - والله أعلم - صحة الخبر.
أم كُلثوم بنت علي بن أبي طالب،
زَوْج عمر بن الخطاب رضي الله عنه
-.
• في «الطبقات الكبرى» (8/ 463): أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ.
وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ، وَأُمُّهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ.
تَزَوَّجَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَهِيَ جَارِيَةٌ لَمْ تَبْلُغْ، فَلَمْ تَزَلْ عِنْدَهُ إِلَى أَنْ قُتِلَ.
وَوَلَدَتْ لَهُ زَيْدَ بْنَ عُمَرَ، وَرُقَيَّةَ بِنْتَ عُمَرَ.
ثُمَّ خَلَفَ عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ بَعْدَ عُمَرَ - عَوْنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَتُوُفِّيَ عَنْهَا.
ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا أَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَتُوُفِّيَ عَنْهَا.
فَخَلَفَ عَلَيْهَا أَخُوهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ أُخْتِهَا زَيْنَبَ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
فَقَالَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ: إِنِّي لَأَسْتَحْيِي مِنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، إِنَّ ابْنَيْهَا مَاتَا عِنْدِي، وَإِنِّي لَأَتَخَوَّفُ عَلَى هَذَا الثَّالِثِ.
فَهَلَكَتْ عِنْدَهُ، وَلَمْ تَلِدْ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ شَيْئًا.
1 -
جاء ذكر أم كُلثوم فيما أخرجه البخاري، رقم (4071): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَقَالَ ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه قَسَمَ مُرُوطًا بَيْنَ نِسَاءٍ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ المَدِينَةِ، فَبَقِيَ مِنْهَا مِرْطٌ جَيِّدٌ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أَعْطِ هَذَا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي عِنْدَكَ. يُرِيدُونَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ.
فَقَالَ عُمَرُ: أُمُّ سَلِيطٍ أَحَقُّ بِهِ. وَأُمُّ سَلِيطٍ مِنْ نِسَاءِ الأَنْصَارِ، مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ عُمَرُ: فَإِنَّهَا كَانَتْ تُزْفِرُ
(1)
لَنَا القِرَبَ يَوْمَ أُحُدٍ.
• فائدة:
أطروحة بحث كرسالة دكتوراه، أو رسالة علمية، بعنوان:«الرواة الذين انفرد بتوثيقهم ابن مَعين، ودراسة أحاديثهم رواية ودراية» ويُلْحَق بها مَنْ وَثَّقهم ابن مَعين وضَعَّفهم غيره، وتحرير القول في اختلاف الأقوال على ابن مَعين.
• فائدة:
من تأصيلات المُعَلِّمي اليماني: ما قاله في «آثاره» (10/ 117): يُبْحَث عن رأي كل إمام من أئمة الجَرْح والتعديل واصطلاحه، مستعينًا على ذلك بتتبع كلامه في الرواة، واختلاف الرواية عنه في بعضهم، مع مقارنة كلامه بكلام غيره.
فقد عَرَفنا في الأمر السابق رأي بعض مَنْ يُوثِّق المجاهيل من القدماء إذا وَجَد حديث الراوي منهم مستقيمًا، ولو كان حديثًا واحدًا لم يروه عن ذاك المجهول إلا واحد.
(1)
تَخيط أو تَحْمِل.
فإن شئتَ فاجعل هذا رأيًا لأولئك الأئمة كابن مَعين، وإن شئتَ فاجعله اصطلاحًا في كلمة (ثقة) كأن يراد بها استقامة ما بَلَغ المُوثِّقَ من حديث الراوي، لا الحُكْم للراوي نفسه بأنه في نفسه بتلك المنزلة.
وقد اختَلف كلام ابن مَعين في جماعة، يُوثِّق أحدهم تارة ويُضَعِّفه أخرى.
منهم: إسماعيل بن زكريا الخُلْقَاني
(1)
، وأشعث بن سَوَّار، والجَرَّاح بن مَليح الرُّؤَاسي، وحرب بن أبي العالية، والحسن بن يحيى الخُشَني، والزبير بن سعيد، وزُهَيْر بن محمد التميمي، وزيد بن حِبَّان الرَّقِّي
(2)
، وسَلْم العَلَوي، وعافية القاضي، وعبد الله بن الحسين أبو حَريز، وعبد الله بن عَقيل أبو عَقيل، وعبد الله بن عمر بن حفص العُمَري، وعبد الله بن واقد أبو قتادة الحَرَّاني، وعبد الواحد بن غِيَاث، وعُبَيْد الله بن عبد الرحمن بن مَوْهَب، وعُتْبَة بن أبي حكيم
…
وغيرهم.
وجاء عنه توثيق جماعة ضَعَّفهم الأكثرون.
منهم: تمام بن نَجيح، ودَرَّاج بن سَمْعان، والربيع بن حَبيب المَلَّاح، وعَبَّاد بن كَثير الرملي، ومسلم بن خالد الزَّنْجي، ومَسْلَمة بن علقمة، وموسى بن يعقوب الزَّمْعي، ومُؤمَّل بن إسماعيل، ويحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني.
(1)
بضم الخاء المعجمة، وسكون اللام، وفتح القاف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بيع الخلق من الثياب وغيرها، انظر «الأنساب» للسمعاني (5/ 179).
(2)
بفتح الراء، وفي آخرها القاف المشددة، هذه النسبة إلى الرَّقَّة، وهي بلدة على طَرَف الفرات مشهورة من الجزيرة، بِتُّ بها ليلة، وإنما سُميت الرَّقَّة لأنها على شط الفرات، وكل أرض تكون على الشط فهي تُسمَّى الرَّقَّة؛ ولهذا قيل لبستان الخليفة على شط الدجلة: الرَّقَّة. انظر «الأنساب» للسمعاني (6/ 156).
وهذا يُشْعِر بأن ابن مَعين كان ربما يُطْلِق كلمة (ثقة) لا يريد بها أكثر من أن الراوي لا يَتعمَّد الكذب.
وقد يقول ابن مَعين في الراوي مَرَّة: (ليس بثقة) ومَرَّة: (ثقة) أو: (لا بأس به) أو نحو ذلك.
قال شيخنا مصطفى بن العدوي في مجلس السبت (1/ 2/ 2020 م): يعجبنا المُعَلِّمي اليماني في عدم تقليده، وأنه يَبني كلامه على البحث والاستقراء!
وكَتَب مع الباحث بتاريخ (25) من جُمَادى الآخِرة (1441 هـ) المُوافِق (19/ 2/ 2020 م):
أولًا - حَصْر الرواة الذين ليس فيهم أقوال للعلماء إلا توثيق ابن مَعين، بِغَضّ النظر عن العِجْلي وابن حِبان وابن سعد.
ثانيًا - دراسة أحاديثهم.
ثالثًا - النظر في المتون. ا هـ.
• فائدة: ينبغي إجراء دراسة حول ما انفرد النَّسَائي بتوثيقهم.
• فائدة: رواية البخاري ومسلم عن محمد بن إسحاق بن خُزيمة.
قال الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» (7/ 243): محمد بن إسحاق بن خُزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السُّلَمي النَّيسابوري، إمام الأئمة أبو بكر الحافظ [ت: 311 هـ].
سَمِعَ: إسحاق بن رَاهَوَيْهِ، ومحمد بن حُميد الرازي، وما حدَّثَ عنهما لصغره؛ فإنه وُلِد في صَفَر سنة ثلاث وعشرين ومِائتين.
وعنه: البخاري، ومسلم في غير الصحيح، ومحمد بن عبد اللَّه بن عبد الحَكَم شيخه، وأبو عمرو أحمد بن المبارك، وإبراهيم بن أبي طالب، وَهُمْ أكبر منه.
قلت: ومن أمثلة ذلك:
قال ابن نقطة في «التقييد لمعرفة رواة السُّنن والمسانيد» (ص: 37): قال الحاكم: قد رأيتُ في كتاب مسلم بن الحَجاج بخط يده: حدثني محمد بن إسحاق أبو بكر صاحبنا
(1)
.
(1)
أفادني بها أبو سفيان الحويني حَفِظهما الله، على منتدى فوائد حديثية، شهر رجب (1441 هـ) الموافق (12/ 3/ 2020 م).
الانتصار لجامع الإمام الترمذي
• يناقش الباحث اثنين وثلاثين حديثًا (32) جاءت في نشرة الشيخ أحمد شاكر وآخرين بينما حذفت في ط د بشار عواد يدعون أن الحافظ المزي في «تحفة الأشراف» لم يعزها إلى الترمذي ولم يستدركها عليه المستدركون كابن حجر في «النكت الظراف» والعراقي وهما ممن عُنيا بـ «تحفة الأشراف» .
وأضاف د/ عبد الرحمن الفقيه إلى ذلك دليلًا آخر وهو أن هذه الأحاديث لم تأت في نسخة الكروخي لجامع الترمذي وتعد أقدم نسخه له وهي محفوظة في المكتبة الوطنية الفرنسية وبها وقف لأحد مساجد الأزبكية بما يفيد أن هذه النسخة كانت موجودة بمصر ونهبت مما نهب من مخطوطات مصر إلى فرنسا في الحملة الفرنسية.
أما الباحث فذهب إلى ما ذهب إليه الشيخ أحمد شاكر في نسخته.
وأن هذه الأحاديث ثابتة النسبة بمجموعة من الأدلة:
أولًا: أن الشيوخ الوارد أسمائهم في هذه الأحاديث هم شيوخ الترمذي وإن لم يرمز إليهم المزي بـ (ت).
ثانيًا: أن هذه الأحاديث مذيلة بعبارات الترمذي التي يستخدمها في جامعه ومن ذلك: «سألت محمدًا» وهي من العبارات التي يستخدمها في «جامعه» و «العلل الكبير» . ومنها أحكامه على الأحاديث.
ثالثًا: وجود بعض هذه الأحاديث في نسخة الكروخي وليس كما قال د/ عبد الرحمن الفقيه.
رابعًا: احتمالية أن تكون هذه الأحاديث من روايات أخرى غير الرواية المتداولة كرواية الهيثم الشاشي فقد نص القاضي عياض على أن رواية الهيثم الشاشي تحتوي على أحاديث لم تأت في رواية المحبوبي وهي المتداولة لجامع الترمذي.
خامسًا: لم يقف الباحث على نص صريح يشكك في نسبة هذه الأحاديث للترمذي في «جامعه» ومعلوم أن للجامع نسخ كثيرة زادت على المائة.
سادسًا: تكلم الشيخ أحمد شاكر في وصف النسخة التي اعتمدها وأنها تقع في مجلد عليها تعليقات محمد عابد السندي وأن هذه الأحاديث في نسخته.
• تنبيه: يضاف إلى ما سبق النظر في الشرحات والتخريجات وتعليقات العلماء على هذه الأخبار ونسبتها للترمذي.
وإليك طرفا من هذه الأخبار (32) حديثًا منها خمسة مكررة:
طرف الحديث
رقمه في السنن
لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا
3078
«إِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَصَمَّ وَلَا غَائِبٍ، هُوَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رُءُوسِ رِحَالِكُمْ»
3374
«مَا سُئِلَ اللَّهُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ العَافِيَةِ»
عقب رقم 3515
«كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْطَانِي، وَإِذَا سَكَتُّ ابْتَدَأَنِي»
3729
لو أن لآبن آدم واديا من مال لا بتغى إليه ثانيا
3898
أفاده الباحث/ يوسف السناري
(1)
بتاريخ 5/ رجب 1443 موافق 6/ 2/ 2022 م وكان تعليق شيخنا مع الباحث أن هذا البحث ليس من
(1)
هو يوسف بن (محمد نجيب) بن يوسف السناري ولد بمحافظة سوهاج بتاريخ 3/ 11/ 1985 م ونشأ بها ثم ارتحل إلى شيخنا بمنية سمنود في عام 2010 م وتزوج بابنة عمي في عام 2011 م ثم دعي للعمل بمعهد المخطوطات عام 1/ 1/ 2017 م ومن نتاجه:
1 -
تحقيق النسخة الفريدة ط بكرسي د/ عبد العزيز المانع جامعة الملك سعود 2018 م.
2 -
حديث الوحشيات ط بمعهد المخطوطات 2018 م.
3 -
محمد رشاد عبد المطلب العلم والعمل مركز الملك فيصل بالرياض 2020 م.
4 -
الأشعار الستة الجاهلية للأصمعي ط دار درة الغواص 2020 م.
5 -
الخِزانة الدمنهورية ط معهد المخطوطات 2022 م.
6 -
ثلاث رسائل متبادلة بين محمود شاكر وناصر الدين الأسد ط معهد الخطوطات 2022 م.
7 -
جناية المستشرق مرجليوث على التراث ط معهد المخطوطات 2021 م.
8 -
أرجوزة في تاريخ الخلفاء لعلي بن الجعد ط معهد المخطوطات 2018 م.
9 -
ثلاث رسائل لغوية للحسن الصاغاني ط دار ملامح الإمرات.
تم ذلك بفضل الله في صحبتي للباحث إلى معرض الكتاب الدولي بالقاهرة آخر يوم بتاريخ 6 رجب 1443 موافق 7/ 12/ 2022 م.
وكتب الباحث بخط يده: صح ذلك كله وكتبه يوسف السناري.
تخصصي لأنه متعلق بالمخطوط وتخصصي في الحديث والفقه والتفسير وقد قال تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: 36].
• وسأل شيخنا عن ضبط (حنانيك) فأجيب بأنه من التحنن مرة بعد أخرى ونحوه (لبيك) وأفاد الباحث مصدرا ثالثا (دواليك) وأن هذه المصادر الثلاثة تلزم الإضافة لكاف المخاطب فلا يقال حنانيه ولا حنانيها وانظر: «الكتاب» لسيبويه في هذه المصادر الثلاثة.
مؤلفات شيخنا وتحقيقاته
وبعض كتب طلابه التي قدمها
• جَمْع أخينا الباحث/ يحيى بن مصطفى بن العدوي -حفظهما الله.
1 - مؤلفات فضيلة الشيخ مصطفى العدوي:
م
اسم الكتاب
دار النشر
عدد الأجزاء
1
(القرآن بالتفسير)
مكتبة مكة
1
2
الأحاديث الجياد في فضائل الجهاد
مكتبة الإيمان
1
3
أحكام الطلاق في الشريعة الإسلامية (كتيب)
دار ابن تيمية
1
4
أحكام النكاح والزفاف في سؤال وجواب
دار ابن رجب
1
5
أخبار الدجال وابن صياد
دار السُّنة
1
6
أدب التخاطب
دار الأندلس الخضراء
1
7
أذكار الصباح والمساء والأذكار بعد الصلاة (كتيب)
مكتبة مكة
1
8
الاستغفار
مكتبة مكة، دار ابن كثير
1
9
أسئلة وأجوبة في العِدَد والإحداد (كتيب)
دار الخلفاء
1
10
أسئلة وأجوبة في مصطلح الحديث (كتيب)
مكتبة الإيمان بالمنصورة
1
11
الأشراط الصغرى للساعة (كتيب)
مكتبة الإيمان
1
12
ألا بذكر الله تطمئن القلوب
مكتبة مكة
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
عدد الأجزاء
13
إمام المتقين وأثر سُنته في فَهم القرآن الكريم
مكتبة مكة
1
14
بحث في عدد ركعات قيام الليل
دار ابن كثير
1
15
البيان في معاني كلمات القرآن
مكتبة مكة
1
16
تأملات في آيات {والله يضاعف لمن يشاء} (كتيب)
مكتبة مكة
1
17
تأملات في آيات الصيام (كتيب)
مكتبة مكة
1
18
الترشيد
مكتبة مكة
1
19
التسهيل لتأويل التنزيل (التفسير)
مكتبة مكة
31
20
تعدد الزوجات ونصائح للزوجات والأزواج
دار ابن رجب، مكتبة ابن تيمية
1
21
تعظيم قدر الوضوء والصلاة (كتيب)
مكتبة مكة
1
22
تفسير الربانيين لعموم المؤمنين (البقرة وآل عمران)
مكتبة مكة
1
23
تفسير الربانيين لعموم المؤمنين (العُشر الأخير)
مكتبة مكة
1
24
التواضع (كتيب)
مكتبة مكة
1
25
جامع أحكام النساء
دار ابن عفان، دار ابن القيم
5
26
الجليس الصالح والجليس السوء
دار الفوائد، دار ابن رجب
1
27
الجمعة آداب وأحكام (كتيب)
مكتبة مكة
1
28
الجهاد شيء من فقهه وضوابطه
مكتبة مكة
1
29
الحج والعمرة خطوة بخطوة بالدليل من الكتاب وصحيح السُّنة
مكتبة مكة
1
30
الحجاب (أدلته، شبهات حوله، نصيحة للمتزوجات)
مكتبة مكة
1
31
الحسد (كتيب)
مكتبة مكة
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
عدد الأجزاء
32
خُطَب العام
مكتبة مكة
3
33
خطر الإلحاد وتذكير الملحدين
مكتبة مكة
1
34
ذلكم الله ربكم فاعبدوه
دار ابن رجب، دار الفوائد
1
35
ذم البخل
مكتبة الطرفين (الطائف)
1
36
ردود على شبهات حول الإسلام
مكتبة مكة، دار بلنسية
1
37
رسالة إلى مريض (كتيب)
مكتبة مكة، دار الحكمة
1
38
روضة المحبين في فضائل صحابة النبي الأمين (كتيب)
مكتبة مكة
1
39
زكاتك - صدقتك يا مسلم (كتيب)
مكتبة مكة
1
40
سلسلة الخطب المنبرية (كتيبات)
دار الخُلْد
7 خطب
41
شرح علل الحديث مع أسئلة وأجوبة في مصطلح الحديث
مكتبة مكة
1
42
شفاء القلوب
مكتبة مكة
1
43
الشفاعة (كتيب)
مكتبة مكة
1
44
صحيح الأحاديث القدسية (كتيب)
دار الخُلْد
1
45
الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة
مكتبة مكة
1
46
الصحيح المسند من أحكام النكاح
مكتبة ابن تيمية بالقاهرة
1
47
الصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة
الصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة (طبعة أخرى) تقديم مقبل الوادعي
دار ابن رجب، دار ابن عفان
مكتبة التوعية الإسلامية لإحياء التراث
1
48
الصحيح المسند من الأحاديث القدسية
مكتبة مكة، مكتبة الإيمان بالمنصورة
1
49
الصحيح المسند من فضائل الصحابة
دار ابن رجب
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
عدد الأجزاء
50
العواصم من الشيطان (كتيب)
دار ابن المبارك للنشر والتوزيع
1
51
العواصم من الشيطان وصحيح الرقية (كتيب)
مكتبة مكة
1
52
العيدان وما يتعلق بهما من فقه وأحكام
دار الحكمة
1
53
الغُسل والكفن صفته وأحكامه
مكتبة مكة، دار ابن الهيثم بالقاهرة، دار أهل الحديث
1
54
فتاوى مهمة لنساء الأمة
مكتبة مكة، دار الصحابة بطنطا
3
55
فتاوى الفضائيات
مكتبة مكة
3
56
فتاوى رمضان
مكتبة مكة
1
57
فتاوى مهمة لعامة الأمة
مكتبة مكة
3
58
فضائل القرآن الكريم وآداب حَمَلته (كتيب)
مكتبة مكة، دار الخلد
1
59
فضل صلاة الفجر والأذكار بعد الصلاة وأذكار الصباح والمساء (كتيب)
مكتبة مكة
1
60
فقه الأخلاق والمعاملات بين المؤمنين
دار الفوائد، دار ابن رجب
2
61
فقه التعامل بين الزوجين
مكتبة مكة
1
62
فقه التعامل مع الوالدين
مكتبة مكة
1
63
فقه الدعاء
مكتبة مكة
1
64
فقه تربية الأبناء ومعه نخبة من نصائح الأطباء
دار الفوائد، دار ابن رجب، دار ابن كثير
1
65
قبس مختار من صحيح الأذكار (كتيب)
مكتبة الصفا
1
66
القَدَر (كتيب)
مكتبة مكة
1
67
قصة ابنَي آدم (كتيب)
مكتبة مكة
1
68
قصة أصحاب الجنة (كتيب)
مكتبة مكة
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
عدد الأجزاء
69
قصة داود عليه السلام (كتيب)
مكتبة مكة
1
70
قصة عيسى ومريم عليهما السلام
مكتبة مكة
1
71
قصة موسى مع الخضر
مؤسسة الإعمار العالمية
1
72
قصة وصايا لقمان لابنه (كتيب)
مكتبة مكة
1
73
قصة يونس عليه السلام (كتيب)
مكتبة مكة
1
74
قصص الأنبياء
مكتبة مكة
6
75
ما يَنفع الوالدين بعد الوفاة (كتيب)
مكتبة مكة
1
76
المجموع الثمين من كلام سيد المرسلين
مكتبة مكة
1
77
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
مكتبة مكة
1
78
مخارج من الفتن
مكتبة مكة
1
79
المختصر الوجيز في تفسير كلمات العُشر الأخير (العُشر الأخير بالتفسير)
مكتبة مكة
1
80
المختصر الوجيز في تفسير كلمات ربع يس (ربع يس بالتفسير)
مكتبة مكة
1
81
المختصر الوجيز في معاني مفردات الكتاب العزيز
مكتبة مكة
1
82
مختصر في أسماء الله الحسنى وصفاته العلى
دار الفوائد، دار ابن رجب
1
83
مصطلحات الحديث والمحدثين
دار ابن رجب
1
84
معاني مفردات جزء عم
دار ابن رجب
1
85
معجزات النبي (كتيب)
مكتبة مكة، دار الخلد
1
86
معذرة إلى ربكم لعلهم يتقون (كتيب)
دار ابن كثير
1
87
مفاتيح الفقه في الدين
مكتبة مكة
3 مسلسل
م
اسم الكتاب
دار النشر
عدد الأجزاء
88
مقدمة في أصول التفسير وقواعده
مكتبة مكة
1
89
الملائكة المقربون (كتيب)
مكتبة مكة
1
90
من فقه الدعاء ومختارات من الدعوات (كتيب)
دار الخلد
1
91
من فقه الطب النبوي
مكتبة مكة
1
92
المُؤَنَّق في إباحة تحلي النساء بالذهب المُحلَّق وغير المُحلَّق
مكتبة الزهراء
1
93
الناسخ والمنسوخ من السُّنة النبوية
مكتبة مكة
1
94
الناسخ والمنسوخ من القرآن الكريم
مكتبة مكة
1
95
نظرات في قوله تعالى: {ولا تقربوا الزنا}
مكتبة مكة
1
96
النور الساري في شرح صحيح البخاري
دار الصحابة بطنطا
1 لم يكتمل
97
وبشر الصابرين
دار ابن رجب
1
98
وصف الجنة
مكتبة مكة
1
99
وصف النار وأهلها الأشرار
مكتبة مكة
1
100
اليسير من أبواب الإيمان والتوحيد (كتيب)
مكتبة مكة
1
101
يواقيت الفلاة في مواقيت الصلاة
مكتبة البيان، مكتبة الطرفين (الطائف)
1
2 - تحقيقات ومختصرات فضيلة الشيخ مصطفى العدوي:
م
اسم الكتاب
دار النشر
عدد الأجزاء
اسم المؤلف
اسم المحقق
102
إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد
مكتبة الحرمين للعلوم النافعة
1
الصنعاني
تحقيق مصطفى العدوي
103
إعلام الموقعين عن رب العالمين
مكتبة غرناطة
5
ابن القيم
حَقَّقه وعَلَّق عليه مصطفى العدوي
104
الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث
دار ابن رجب، دار الفوائد
1
ابن كثير، شرح أحمد شاكر
دراسة وتعليق مصطفى العدوي
105
التسعينية
مكتبة فياض
1
ابن تيمية
حققه وعَلَّق عليه مصطفى العدوي
(حَقَّق نصوصه عادل شوشة)
106
تفسير القرآن العظيم
دار ابن رجب، دار الفوائد
15
ابن كثير
حققه وعَلَّق عليه مصطفى العدوي
107
تفسير المعوذتين
دار ابن رجب
1
ابن القيم
حققه وعَلَّق عليه مصطفى العدوي
108
تهذيب شرح العقيدة الطحاوية
مكتبة فياض
1
ابن أبي العز الحنفي
مصطفى العدوي
109
شرح العقيدة الطحاوية
دار ابن رجب
1
ابن أبي العز الحنفي
تحقيق وتخريج مصطفى العدوي
110
صحيح تفسير ابن كثير
دار الفوائد، دار ابن رجب
4
ابن كثير
اختصره وخَرَّج أحاديثه مصطفى العدوي
111
الفُرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان
مكتبة الإيمان بالمنصورة
1
ابن تيمية
حققه مصطفى العدوي
112
فقه السُّنة
دار الفتح للإعلام العربي
4
سيد سابق
ضَبْط وشَرْح وتحقيق مصطفى العدوي
113
قُرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين (حاشية كتاب التوحيد)
مكتبة فياض
1
عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب
مصطفى العدوي
م
اسم الكتاب
دار النشر
عدد الأجزاء
اسم المؤلف
اسم المحقق
114
مختصر صحيح تفسير ابن كثير
مكتبة فياض
3
ابن كثير
اختصره وحققه مصطفى العدوي
115
مختصر معارج القَبول
مكتبة فياض
1
حافظ الحكمي
مصطفى العدوي
مفردات ألفاظ القرآن
مكتبة فياض
1
الراغب الأصفهاني
حققه وعَلَّق عليه مصطفى العدوي
117
المنتخب من مسند عبد بن حُميد
بلنسية
2
عبد بن حُميد
تحقيق وتعليق مصطفى العدوي
3 - تحقيقات أشرف عليها وقَدَّم لها:
م
اسم الكتاب
دار النشر
عدد الأجزاء
اسم المؤلف
اسم المحقق
118
إثبات عذاب القبر
دار آل خليفة
1
البيهقي
عوض الدميري
119
أحكام الخواتيم وما يتعلق بها
دار الأندلس
1
ابن رجب الحنبلي
طلال الطرابيلي
120
أحكام المحراب ويليه إعلام الأريب بحدوث بدعة المحاريب
دار أصحاب الحديث
1
السيوطي
محمد عبد القادر عبد الرازق
121
اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى
دار ابن رجب
1
ابن رجب الحنبلي
فريد فويلة
122
أخلاق النبي وآدابه
دار ابن رجب
1
محمد بن جعفر الأصبهاني (أبو الشيخ
يحيى محمد سوس الأزهري
123
أخلاق حَمَلة القرآن
1
الآجُري
علاء سعد عريف
124
الأذكار
دار ابن رجب
1
النووي
أسامة آل عطوة
125
أصول الفقه
دار ابن رجب
1
محمد الخُضَري
أحمد بن سالم المصري
126
الاعتصام
دار ابن رجب، دار الفوائد
1
الشاطبي
أبو أويس الكردي
127
إغاثة اللهفان في مصائد الشيطان
دار ابن رجب
1
ابن القيم
مسعد كامل، رمزي صادق
128
اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم
دار ابن رجب
1
ابن تيمية
خالد عبد العال أحمد
م
اسم الكتاب
دار النشر
عدد الأجزاء
اسم المؤلف
اسم المحقق
129
البداية والنهاية
دار ابن رجب
14
ابن كثير
مجموعة من طلبة العلم
130
البشارة العظمى في أن حظ المسلم من النار الحُمَّى
دار ابن رجب
1
ابن رجب الحنبلي
ناصر أحمد الدمياطي
131
البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث
مكتبة ابن تيمية بالقاهرة
3
ابن حمزة الحسيني الدمشقي
سيد بيومي
132
التبيان في آداب حَمَلة القرآن
دار ابن رجب
1
النووي
سمر بنت محمد غالب
133
التبيان في أقسام القرآن (الأيمان الواردة في القرآن العظيم)
مكتبة أولاد الشيخ للتراث
1
ابن القيم
أحمد سالم المصري
134
التحفة العراقية في الأعمال القلبية
دار الفوائد، دار ابن رجب
1
ابن تيمية
محمد زين العابدين
135
تحفة المودود بأحكام المولود
دار ابن رجب
1
ابن القيم
أحمد سليمان
136
التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة
دار الصفا والمروة بالإسكندرية
1
محمد بن أحمد القرطبي
محمد عبده
137
تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد
ــــ
1
الصنعاني
عبد الحميد السيد الخولي
138
تلبيس إبليس
دار ابن رجب
1
ابن الجوزي
مجدي عبد الهادي صالح
139
التنقيح والتحرير على مقدمة في أصول التفسير
المجد للنشر والتوزيع
1
ابن تيمية
أبو أويس الكردي
140
التوضيح والبيان لشجرة الإيمان
دار ابن رجب
1
عبد الرحمن السعدي
أم عمرو بنت إبراهيم بدوي
م
اسم الكتاب
دار النشر
عدد الأجزاء
اسم المؤلف
اسم المحقق
141
توضيع الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار
مكتبة ابن تيمية بالقاهرة
2
الصنعاني
أبو أويس الكردي
142
جامع العُلوم والحِكم في شرح خمسين حديثًا من جوامع الكَلِم
دار ابن رجب
1
ابن رجب الحنبلي
مسعد كامل وأسامة عبد العليم
143
الجامع في أمثال القرآن
مكتبة ابن تيمية
1
ابن القيم
أبو أويس الكردي
144
الجواب الباهر في زُوار المقابر
دار ابن رجب
1
ابن تيمية
نشأت كمال المصري
145
حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح
دار ابن رجب
1
ابن القيم
محمد العلاوي
146
الحسنة والسيئة
مكتبة فياض
1
ابن تيمية
عادل شوشة
147
الداء والدواء
دار ابن رجب، دار الفوائد
1
ابن القيم
مسعد كامل
148
رَفْع الملام عن الأئمة الأعلام
مكتبة العُلوم والحِكم
1
ابن تيمية
أحمد محمد أحمد السمين
149
رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين
مكتبة مكة
1
النووي
إبراهيم بن علي عيسى
150
زاد المعاد في هَدْي خير العباد
دار ابن رجب
6
ابن القيم
يحيى محمد سوس، مسعد كامل مصطفى
151
زاد المهاجر إلى ربه (الرسالة التبوكية)
مكتبة أولاد الشيخ للتراث
1
ابن القيم
أحمد بن سالم المصري
152
الزهد
دار ابن رجب
1
أحمد بن حنبل
يحيى سوس الأزهري
153
السيرة النبوية لابن هشام
دار الفوائد، دار ابن رجب
2
ابن هشام
سيد رجب
م
اسم الكتاب
دار النشر
عدد الأجزاء
اسم المؤلف
اسم المحقق
154
شرح العقيدة الواسطية
دار الفوائد، دار ابن رجب
1
محمد خليل هَرَّاس
عوض الجزار
155
شرح حديث «إنما الأعمال بالنيات»
دار الرسالة بالقاهرة
1
ابن تيمية
طارق عاطف حجازي
156
شرح حديث (يَتْبَع الميتَ ثلاثة)
دار ابن رجب
1
ابن رجب الحنبلي
ناصر أحمد الدمياطي
157
الشفا بتعريف حقوق المصطفى
دار ابن رجب
1
القاضي عِيَاض
محمد العلاوي
158
شمائل الرسول وبيان خَلقه الظاهر وخُلقه الطاهر
مكتبة فياض
1
ابن كثير
السيد حمودة
159
شمائل النبي
مكتبة عِباد الرحمن، مكتبة العُلوم والحِكم
1
الترمذي
السيد حمودة
160
الصلاة وحُكْم تاركها
دار ابن رجب
1
ابن القيم
أسامة عبد العليم
161
الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة
مكتبة فياض
1
ابن حجر الهيثمي
عادل شوشة والشحات أحمد محمد
162
الطب النبوي
دار سُبُل السلام
1
ابن القيم
سيد بيومي
163
الطب النبوي
دار ابن رجب
1
ابن القيم
يحيى محمد سوس الأزهري
164
طريق الهجرتين وباب السعادتين
دار ابن رجب
1
ابن القيم
وليد الجمل وعادل شوشة
165
عُدة الصابرين وذخيرة الشاكرين
دار ابن رجب
1
ابن القيم
خرجه محمد الششتاوي
م
اسم الكتاب
دار النشر
عدد الأجزاء
اسم المؤلف
اسم المحقق
166
العُدة في شرح العمدة
دار ابن رجب، دار الفوائد
1
بهاء الدين المقدسي
سيد بيومي
167
العواصم من القواصم
مكتبة ابن تيمية
1
أبو بكر بن العربي المالكي
أبو مسلم المسعودي
168
فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد
دار ابن رجب
1
عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ
محمد العلاوي
169
فتوح مصر وأخبارها
دار ابن رجب، دار الفوائد
1
عبد الرحمن بن القرشي المصري
اعتنى به محمد الششتاوي
170
الفصول في سيرة الرسول
دار ابن رجب
1
ابن كثير
سيد رجب
171
الفوائد
دار ابن رجب
1
ابن القيم
سيد رجب
172
القضاء والقَدَر
دار الحسن والحسين
1
البيهقي
حمدان بن محمد بدر
173
القواعد النورانية الفقهية
مكتبة الرشيد (الرياض)
2
ابن تيمية
نشأت كمال المصري
174
الكبائر
دار ابن رجب
1
الذهبي
ناصر أحمد الدمياطي
175
كتاب الأموال
دار اللؤلؤة
2
ابن زنجويه
محمود محيي الدين، محمود شعبان العوفي
176
كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب ?
دار ابن رجب، دار الفوائد
1
ابن خُزيمة
يحيى سوس الأزهري
177
كتاب الطهور
دار الرسالة بالقاهرة
1
أبو عُبيد القاسم بن سَلَّام
ياسر فرحات المتبولي
178
كتاب الموضوعات
دار ابن رجب
3
ابن الجوزي
محمد يحيى سوس الأزهري
179
كشف الكُرْبة في وصف أهل العُزْبة
دار ابن رجب
1
ابن رجب الحنبلي
فريد محمد فويلة
م
اسم الكتاب
دار النشر
عدد الأجزاء
اسم المؤلف
اسم المحقق
180
الكلام على قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}
دار ابن رجب
1
الحافظ ابن رجب الحنبلي
أحمد بن سالم المصري
181
اللُّمَع في أصول الفقه
دار العُلوم والحِكم
1
أبو إسحاق الشيرازي
أبو أويس الكردي
182
المَحَجَّة في سَيْر الدُّلْجَة
دار ابن رجب
1
ابن رجب الحنبلي
فريد محمد فويلة
183
مختصر الإيمان الأوسط
1
محمد بن عبد الوهاب
عبد الفتاح لطفي
184
مسند الحُميدي
دار ابن حزم
2
أبو بكر عبد الله بن الزبير القرشي
محمود عبد الله الشيمي، جابر دربالة، عمر عدلي الرمحي
185
معارج القَبول بشرح سُلم الوصول إلى علم الأصول
دار ابن رجب
1
حافظ الحكمي
يحيى بن محمد سوس الأزهري
186
من أحاديث الأنبياء
دار ابن رجب
1
ابن عبد الواحد المقدسي
محمد العفيفي
187
منار السبيل في شرح الدليل
دار ابن رجب، دار الفوائد
2
إبراهيم محمد ضويان
محمد عبد الجواد سالم وعبد السلام حمد فاروق
188
المناظرات الفقهية
دار ابن رجب
1
عبد الرحمن السعدي
أم عمرو بنت إبراهيم بدوي
189
الموطأ
دار ابن رجب
1
الإمام مالك
مسعد كامل
4 - راجعه وقَدَّم له أو راجعه فقط فضيلة الشيخ مصطفى العدوي
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
190
إتحاف الراغب بحكم الصلاة على الميت الغائب (دراسة حديثية فقهية مقارنة)
دار اللؤلؤة
محمد محمود آل مسلم
مصطفى العدوي
1
191
إتحاف المرتقى بتراجم شيوخ البيهقي
دار الميمان
محمود عبد الفتاح النحال
تقديم دون مراجعة مصطفى العدوي
1
192
إتحاف أولي الألباب بفقه العقيقة وأحكامها في سؤال وجواب
ـــــ
أبو حاتم السعدي
مصطفى العدوي
1
193
إتحاف ذوي الهمم (تراجم الأربعة أصحاب السُّنن)
مكتبة التقوى، دار تواصل، دار العلم والمعرفة
محمد محمود آل مسلم
مصطفى العدوي
1
194
إتحاف ذي القلب الرحيم بأحكام اليتيم
دار المنار
منصور الشرقاوي
مصطفى العدوي
1
195
اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم
مكتبة المنار
عبده غانم
مصطفى العدوي
1
196
الاجتهاد في أحكام الجهاد (دراسة فقهية حديثية)
دار المعرفة، دار سُبُل السلام
سيد بيومي
مصطفى العدوي
1
197
الأجوبة الحسان عن آيات يَتعارض ظاهرها في القرآن
الدار العالمية
عبد الوهاب عبد الله
مصطفى العدوي
1
198
أجيبوا داعي الله (كتيب)
ـــــ
فدوى فتحي عبد الرحمن
مصطفى العدوي
1
199
الأحاديث المفيدة في نيل الأخلاق الحميدة (كتيب)
دار المودة
علاء البوهي
مصطفى العدوي
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
200
أحكام التصوير ويليه فتاوى مهمة ورسائل فريدة تتعلق بالموضوع
دار الإيمان
عادل سعد مطاوع
تقديم مصطفى العدوي
1
201
أحكام التعزية لأهل الميت
دار ابن رجب، مكتبة الصحابة
سيد بيومي
مصطفى العدوي
1
202
أحكام التفاضل في الهبات والنفقات بين الأبناء والأقارب وأفراد الرعية والزوجات
ـــــ
محمد عبده
مصطفى العدوي
1
203
أحكام الجنابة ونواقض الوضوء
دار ابن رجب، دار الفوائد
محمد عبد الجواد القنيشي
مصطفى العدوي
1
204
أحكام الدُّيون
دار ابن رجب
سيد رجب
مصطفى العدوي
1
205
أحكام الزواج في الإسلام سؤال وجواب
ابن تيمية، ابن باز، ابن عثيمين
دار ابن رجب
أحمد العبادي
مصطفى العدوي، ومحمد حسان
1
206
أحكام العَوْرات (دراسة حديثية فقهية نقدية مقارنة)
دار الضياء
محمد الشربيني بازيد
مصطفى العدوي
1
207
أحكام العيدين وبدعهما
مكتبة المورد
رمزي صادق البلاصي
مصطفى العدوي
1
208
الأحكام المتعلقة بالنظر إلى المخطوبة (دراسة فقهية حديثية مقارنة)
دار الدارقطني
أم حُذيفة بنت حافظ
مصطفى العدوي
1
209
الأحكام المتعلقة بالوديعة في الشريعة الإسلامية ويليه أحكام الودائع المصرفية وأرباح البنوك
دار الدارقطني
محسن البغدادي
مصطفى العدوي
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
210
الأحكام المتعلقة بأمان الكفار في الشريعة الإسلامية
ـــــ
عبد الوهاب عبد الله
مصطفى العدوي
1
211
الأحكام المتعلقة بشهادة الزور في الشريعة الإسلامية
دار الحكمة
عبد الوهاب عبد الله
مصطفى العدوي
1
212
أحكام المحراب
دار أصحاب الحديث
محمد عبد القادر عبد الرازق
مصطفى العدوي
1
213
أحكام الوضوء من مس العورة (دراسة حديثية فقهية مقارنة)
دار اللؤلؤة
أحمد أحمد الكُردي
مصطفى العدوي
1
214
أحكام رمي الجمار
دار الحكمة
ياسر لطفي
مصطفى العدوي
1
215
أحكام صلاة الجنازة
دار الخلفاء بالمنصورة
السيد رمضان عبد العزيز
مصطفى العدوي
1
216
أحكام صلاة المسافر
مكتبة المورد
أسامة محمد عبد العزيز
تقديم مصطفى العدوي
1
217
أحكام مس المصحف وقراءته للحائض والجُنُب (دراسة حديثية فقهية)
مكتبة مكة
هاني الدميري
مصطفى العدوي
1
218
آداب السفر وأحكامه
مكتبة السُّنة
محمد العلاوي
مصطفى العدوي
1
219
آداب زيارة المريض
مكتبة مكة
رمزي صادق
مصطفى العدوي
1
220
أدب الطالب
مكتبة الصحابة
سيد بيومي
مصطفى العدوي
1
221
الأربعون الحديثية في فضل تلاوة القرآن الكريم
ـــــ
أحمد سعيد شفيق
قَدَّم له مصطفى العدوي
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
222
إرضاء رب العباد بشرح لمُعة الاعتقاد
دار اللؤلؤة
أبو أويس الكردي
مصطفى العدوي
1
223
إرواء الغليل في فقه الرؤيا والتأويل
مكتبة مكة
عادل بن أبي زيد
مصطفى العدوي
1
224
الأريج في علم أصول التخريج (كيف تُخَرِّج حديث رسول الله؟)
مكتبة العُلوم والحِكم
منصور النجار
مصطفى العدوي
1
225
أسباب السعادة الزوجية من الكتاب والسُّنة وحياة الصحابيات
مكتبة مكة
أمة الله عائشة العَلَم
مصطفى العدوي
1
226
الاستبشار فيما يتعلق بزكاة العروض للتجارة
دار المودة
محمد زكيا النشار (أبو رقية)
مصطفى العدوي، وإبراهيم آل بحبح الدمياطي
1
227
إسفار الصبح بتفصيل القول في قنوت الصبح
دار ابن رجب
مجدي عبد الهادي صالح
مصطفى العدوي
1
228
اسم الله الأعظم
ـــــ
محمد محمود عبد الهادي
مصطفى العدوي، وإبراهيم الحماحمي
1
229
أسماء الله الحسنى (موجز أدلتها وملخص معانيها
مكتبة مكة
محمد عبد الباقي
مصطفى العدوي
1
230
أسماؤنا بين النصوص الشرعية ومحاولات التغريب
مكتبة الصحابة بالشارقة
أحمد سالم
مصطفى العدوي
1
231
الأشربة وما يتعلق بها من آداب وأحكام
الفاروق الحديثة
ياسر بن مصطفى الشيخ
مصطفى العدوي
1
232
الإصابة في أحكام الغُسل والجنابة
دار الإمام أبي حنيفة
يوسف رجب العزازي
مصطفى العدوي
1
233
الإصابة في صفة غُسل النبي ويليه صفة غسل المرأة من الحيض
دار الخلفاء
محمد العفيفي
مصطفى العدوي، وأحمد أبو العينين
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
234
أصول السُّنة للإمام أحمد مقارنة بكتب أخرى
دار اللؤلؤة
أبو أويس الكردي
مصطفى العدوي
1
235
إضاءة السراج بما جاء في الإسراء والمعراج
دار الفوائد، دار ابن رجب
أحمد إبراهيم الجابري
مصطفى العدوي
1
236
إضاءة المصابيح على عدد ركعات التراويح (دراسة فقهية حديثية نقدية)
دار الفاروق
أبو شهاب السيوطي
مصطفى العدوي
1
237
أعذار التخلف عن الجمعة والجماعة
مكتبة الإمام الذهبي بالكويت
خالد عبد العال أبو معاذ
مصطفى العدوي
1
238
اعرف نبيك (ما لا يسع المسلم جهله عن نبيه)
دار اللؤلؤة
عاصم بن محمود
مصطفى العدوي، ووحيد بالي، وأبو بكر الحنبلي
1
239
إعلام الأنام ببعض محاسن الإسلام
دار سُبُل السلام
عبد الله حسن أحمد رجب
مصطفى العدوي
1
240
إعلام الأنام بفضل الصلاة في المسجد الحرام وهل مكة كلها مسجد حرام؟
مكتبة زاد المعاد، دار ابن مَعِين
بدر رجب
مصطفى العدوي
1
241
إعلام الأنام بما للنمص من أحكام
دار عالم الفوائد المصرية
كريم بن إبراهيم
(1)
مصطفى العدوي
1
(1)
هو كريم بن إبراهيم بن أحمد رَخا ولد بمركز قطور بمحافظة الغربية بتاريخ 1/ 11/ 1981 م حصل على ليسانس أصول الدين والدعوة الإسلامية قسم التفسير وعلوم القرآن بتقدير عام جيد جدًّا 2004 م وكان الثاني على القسم. قدّم له شيخنا:
1 -
«إعلام الأنام بما للنمص من أحكام» ط دار عالم الفوائد المصرية وانتهات فيه إلى: حرمة نمص الحاجبين للرجال والنساء وأنه من الكبائر.
واجتهدت في حرمة تشقير الحاجبين والشيخ خالفني فرأى الجواز؛ لأنه مجرد تلوين لا إزالة ثم رجعت إلى قول الشيخ وأن أقصى ما يقال فيه الكراهة ().
2 -
فائدة من أبرز الكلمات التي أفاد بها في المجلس: استعمال كلمة «سويًّا» بمعنى معًا ولا شك أنه خطأ لغوي شائع. وأن كلمة (سِتّ) لا تقال إلا في العدد ولا يصح إطلاقها بمعنى امرأة. وأن ضبط (كُلْية أو كُلى) بضم الكاف ولا وجه للكسر. وأن ضبط (مائة) في النطق بحذف الألف كفئة.
وللباحث تحقيقات منشورة في دار ابن عباس والمكتبة الإسلامية.
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
242
إعلام الأنام بما جاء في الجمعة من أحكام
دار ابن رجب
أيمن عبد الله الصاوي
مصطفى العدوي، ووحيد بالي
1
243
إعلام الأنام بما للنهي من أحكام
دار عالم الفوائد
عبد الكريم إبراهيم أحمد
مصطفى العدوي
1
244
إعلام البرايا بمكفرات الخطايا
مكتبة الإيمان
عبد الله عطا الله
مصطفى العدوي
1
245
إعلام أهل الإسلام بما جاء في الأموال والأرواث من أحكام
مكتبة زاد المعاد، دار ابن مَعِين
أحمد عبد الستار الصعيدي
مصطفى العدوي
1
246
آفات اللسان
مكتبة مكة
إسلام محمد أبو عشرة
(1)
مصطفى العدوي
1
(1)
هو إسلام بن محمد أبو عشرة ولد بتاريخ ربيع الأول 1401 هـ موافق يناير 1981 م حاصل على دبلومة في الدراسات الإسلامية.
قال لي في زيارته لشيخنا بتاريخ الجمعة 3 رجب 1443 هـ 4/ 2/ 2022 م: - وقد توافقت زيارته مع زيارة الشيخ عبد الوهاب بن عبد الله بن عبد الله بن عبد الله بن محمد الناجيري وقد بلغ من العمر كما أخبرني ثمان وستين سنة وهو من طلاب العلامة ابن باز وابن عثيمين وله عدد من المؤلفات وعناية بدعوة الناس إلى التوحيد وتربيتهم على السنة ونبذ البدعة وهو محب للعلم وأهله ولا يحب الثناء على نفسه بل يحب تعمير الأوقات بالنقاشات العلمية المثمرة كما كانت حياة العلامة ابن عثيمين رحمه الله.
قال الباحث/ إسلام أبو عشرة كان شيخنا وصهري مصطفى بن العدوي-حفظه الله - هو أول من وجهني للتأليف واقترح علي موضوع أول كتاب: «آفات اللسان وموارد الهلكة»
وقدّم له شيخنا أيضًا:
2 -
«جامع صحيح مغازي النبي صلى الله عليه وسلم» .
3 -
«الكوكب الدري في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم» .
4 -
«الجامع الصحيح في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأيامه ومغازيه» .
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
247
افرح أنت؛ مع الحبيب (كتيب)
العالمية
حسن بشير
مصطفى العدوي
1
248
أَقْبَل رمضان فماذا أنتم صانعون؟
ـــــ
محمد جمعة الأزهري
مصطفى العدوي
1
249
أقوال الإمام أحمد في الطهارة والصلاة
دار ماجد عسيري
إبراهيم النحاس
مصطفى العدوي
1
250
أكثر من ألف طريق إلى الجنة
الدار العالمية
أمين الأنصاري
مصطفى العدوي
1
251
آكِلو لحوم البشر (المغتابون)
دار عباءة الخير بالهرم
خالد آل محجوب
مصطفى العدوي
1
252
الألفاظ الشاذة المدرجة المنثورة داخل المتون الصحيحة المشهورة
دار اللؤلؤة
محمد مرعي الشباس
مصطفى العدوي
1
253
الإلمام بحكم قراءة الفاتحة خلف الإمام
دار اللؤلؤة
أحمد عوض
مصطفى العدوي
1
254
إلى الباحثين عن السعادة والنجاة
مكتبة مكة
حسن سعد الأسيوطي
مصطفى العدوي
1
255
أم المؤمنين عائشة
دار ابن رجب، دار الفوائد
فاطمة عثمان
مصطفى العدوي
1
256
أمراض القلوب (35 مرضًا وطرق علاجها)
مكتبة مكة
أم تَميم
مصطفى العدوي
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
257
الأناة في أحكام البسملة في الصلاة
دار سُبُل السلام، دار ابن حزم
السيد بن حمودة
مصطفى العدوي
1
258
إنباء الخَلق بما هجروا من سُنة سيد الخَلق
مكتبة مكة
مكرم أبو الخير علي عوف
مصطفى العدوي
1
259
الانتباه لصفة التورك والافتراش في الصلاة
دار أصحاب الحديث
محمود صابر أبو زياد الحنبلي
مصطفى العدوي
1
260
الإنصاف في حكم الإسبال للرجال والنساء (دراسة حديثية فقهية مقارنة)
دار التأصيل
محمود محمد أبو زيد
مصطفى العدوي
1
261
إنها لفي كتاب الله (صلاة الضحى)
ـــــ
عصام محمد سَبَل
مصطفى العدوي
1
262
أوضح البيان في القراءة خلف الإمام (دراسة فقيهة حديثية مقارنة)
مكتبة مكة
عبد الرحمن القاضي
مصطفى العدوي
1
263
بذل الندى في أحكام الذبائح واللحوم المستوردة (دراسة حديثية فقهية مقارنة)
مكتبة المورد
إبراهيم رشاد الفقي
مصطفى العدوي
1
264
بِر الوالدين ويليه مسائل في فقه التعامل مع الوالدين
دار ابن عمر بكفر الشيخ
محمد عبده
راجعه مصطفى العدوي
1
265
البسط في حُكْم الصلاة على أطفال المسلمين
ـــــ
أحمد عبد الرازق العزازي
مصطفى العدوي
1
266
بُغية النساك في أحكام السواك
دار المودة
محمد محمود عبد الهادي
مصطفى العدوي
1
267
البناء في تأسيس عقيدة الأبناء
دار العقيدة
عبد الرحمن الصغير
مصطفى العدوي
2
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
268
البيان عن آداب سجدات القرآن (دراسة فقهية حديثية مقارنة)
مكتبة مكة
هاني الدميري
مصطفى العدوي
1
269
البيان فيما إذا اجتمع في يوم عيدان
مكتبة مكة
تامر إسماعيل
مصطفى العدوي
1
270
البيان فيما قيل عن الختان
دار سُبُل السلام
سيد بيومي
مصطفى العدوي
1
271
البيان لِما ورد في الشيطان
العالمية للنشر والتوزيع
إسلام الغرباوي
مصطفى العدوي
1
272
تبصير المصلين بحكم الجماعة الثانية في المسجد للمعذورين (دراسة فقهية حديثية مقارنة)
مكتبة مكة
محمد بن محمود مرسي
مصطفى العدوي
1
273
تحذير الإخوان من آفات اللسان
الفاروق الحديثة
أيمن أحمد المزين
مصطفى العدوي
1
274
تحذير الأمة من التهاون بالصلاة على ضوء الكتاب والسُّنة
دار ماجد عسيري
محمد عفيفي
مصطفى العدوي
1
275
التُّحَف الكردية في الخُطَب المنبرية وخُطب العيدين
دار اللؤلؤة، دار ابن تيمية
أبو أويس الكُرْدي
مصطفى العدوي، ود. محمد عبد المعطي
1
276
التداوي بالحجامة وكيف تصبح حجامًا
دار هدية الإسلام
عبد الغني العريني
مصطفى العدوي
1
277
تذكير الأنام بصلة الأرحام
دار ابن عمر بكفر الشيخ
محم عبده
راجعه مصطفى العدوي
1
278
ترطيب الأفواه بفضل ذكر الله
مكتبة مكة
أحمد الكُرْدي
مصطفى العدوي
1
279
التسول أسبابه وعلاجه
ـــــ
إبراهيم رشاد الفقي
مصطفى العدوي
1
280
التكبير ورفع اليدين في الصلاة
مكتبة مكة
الصافي عبد السلام
مصطفى العدوي
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
281
تكريم الإسلام لمريم ابنة عمران عليها السلام
دار المعرفة، دار سُبُل السلام
محمد جمعة
راجعه مصطفى العدوي
1
282
التمهيد في علم التخريج ودراسة الأسانيد
دار سُبُل السلام، دار ابن حزم
السيد حمودة
مصطفى العدوي
1
283
التنقيب في السُّنة على مرويات (ليس منا)
دار اللؤلؤة
محمود خالد آل عربان
مصطفى العدوي، وفريد فويلة
1
284
التوحيد للأطفال والمرحلة المتوسطة
ـــــ
أبو الحسن السالمي
قَدَّم المادة الحديثية مصطفى العدوي
1
285
تيسير العلوم النافعة
دار الأبرار
د. سعد فياض
مصطفى العدوي، ومحمد حسان
2
286
تيسير رب البرية بذكر أحكام الرقية الشرعية
الدار العالمية
أبو حاتم سعيد القاضي
مصطفى العدوي
1
287
جامع أحاديث الشفاعة
دار البشير بالإمارات، دار عِباد الرحمن
محمد مرعي الشباس
مصطفى العدوي
1
288
جامع أحاديث وآثار عذاب القبر ونعيمه
دار البشير بالإمارات
محمد مرعي الشباسي
مصطفى العدوي
1
289
جامع أحكام الجنائز وما يتعلق بها
مكتبة مكة
أم عبد الرحمن الصاوي
مصطفى العدوي، وعبد الرحمن الصاوي
1
290
جامع أحكام العمل في الصلاة (دراسة حديثية فقهية مقارنة)
دار السلف الصالح
صابر حماد
مصطفى العدوي
1
291
جامع أحكام المسابقات والألعاب الرياضية
دار الدارقطني
محمد أحمد محمد السيد
مصطفى العدوي
1
292
جامع أحكام المسافر
الدار العالمية للنشر والتوزيع
أحمد البديوي
مصطفى العدوي
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
293
جامع أحكام الميت (بحث جامع للأحكام التي تخص الميت)
دار الصفا والمروة
محمد عبده
مصطفى العدوي
1
294
جامع أحكام الوصايا وفقهها
الفاروق الحديثة
محمد عبده
مصطفى العدوي
1
295
جامع أحكام صلاة الإمام (دراسة حديثية فقهية مقارنة)
دار المودة
أحمد إبراهيم الجابري
مصطفى العدوي
1
296
جامع أحكام صلاة الوتر والقنوت
دار الضياء
فريد فويلة
مصطفى العدوي
1
297
جامع أخطاء المصلين
دار الخلفاء
مسعد كامل مصطفى
راجعه مصطفى العدوي
1
298
الجامع الصحيح في مغازي النبي
مكتبة مكة
إسلام محمد أبو عشرة
مصطفى العدوي
1
299
الجامع العام في فقه الصيام (دراسة فقهية حديثية مقارنة)
مكتبة العُلوم والحِكم
محمد حلاوة
مصطفى العدوي
1
300
الجامع المسند الصحيح والضعيف مما ورد في التعوذ
دار اللؤلؤة
هاني العشماوي
مصطفى العدوي
1
301
الجامع المسند لأحاديث فضائل شهر رمضان
دار نور الدين
محمد مرعي الشباسي
مصطفى العدوي، ووحيد بالي
1
302
الجامع في الألفاظ والروايات الشاذة
دار اللؤلؤة، دار إثراء
محمد سيد عبد الغني، ومحمد عيد متولي
مصطفى العدوي
3
303
الجامع في المراسيل وما يَجري مَجراها
المكتب العلمي لتحقيق التراث
مجدي حمودة
مصطفى العدوي
1
304
الجامع لأحكام الزكاة (دراسة فقهية حديثية مقارنة)
دار سُبُل السلام
محمد حلاوة
مصطفى العدوي
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
305
الجامع لأحكام الطهارة
مكتبة مكة
محمد حلاوة
مصطفى العدوي
1
306
الجامع لأحكام الغِيبة والنميمة (دراسة فقهية حديثية مقارنة)
دار اللؤلؤة
أبو حفص عمر فتحي
مصطفى العدوي، ووحيد بالي
1
307
الجامع لأحكام الكفالة والضمانات (على المذاهب الأربعة)
دار الترمذي، دار التقوى
ياسر بن أحمد النجار
مصطفى العدوي
2
308
الجامع لأحكام الكفالة والضمانات على المذاهب الأربعة
دار التقوى، دار الترمذي
ياسر أحمد النجار
مصطفى العدوي
2
309
الجامع لأحكام اللقطة
دار سُبُل السلام، دار ابن حزم
الصافي عبد السالم
مصطفى العدوي
1
310
جَمْع الصلاتين في السفر والحضر
دار أصحاب الحديث
أحمد البديوي
مصطفى العدوي
1
311
الحافل في فقه النوافل
دار الضياء
بلال عبد الغني السالمي
مصطفى العدوي
1
312
حُسْن الخُلق وأثره في الدعوة إلى الله
مكتبة العُلوم والحِكم
محمد القاضي
مصطفى العدوي
1
313
حق الفتاة في اختيار شريك الحياة (دراسة فقهية حديثية مقارنة)
مكتبة مكة
أحمد آل رجب
مصطفى العدوي
1
314
حُكْم أخذ الأجرة على القرآن (دراسة حديثية فقهية مقارنة)
مكتبة ابن عباس
عبد الفتاح الألفي الشورى
مصطفى العدوي
1
315
حُكْم الصلاة في المقابر والمساجد التي بها قبور
دار الحكمة
حسان عبد الرحيم
تقديم مصطفى العدوي
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
316
حُكْم القيام للقادم
دار ابن رجب
محمد فاضل
مصطفى العدوي
1
317
حُكْم الكلام في الجنازة
دار سُبُل السلام، دار أصحاب الحديث
أيمن بركات
مصطفى العدوي
1
318
حُكْم الموسيقى والغناء
دار الحكمة
طارق بن عاطف حجازي
مصطفى العدوي
1
319
حُكْم تجصيص القبر والقعود والبناء والكتابة عليه
دار الإمام الدارقطني
أشرف سعد يعقوب
مصطفى العدوي
1
320
حُكْم رفع الأيدي في دعاء الجمعة للإمام والمأمومين (دراسة فقهية حديثية مقارنة)
مكتبة مكة
رضا المغازي
مصطفى العدوي
1
321
حُكْم رفع اليدين مع تكبيرات الجنازة
دار المعرفة، دار سُبُل السلام، مكتبة الإيمان
محمد العَلَاوي
مصطفى العدوي
1
322
حُكْم زواج الزاني بمن زنا بها واستلحاق ولد الزنا
دار المودة
بدر رجب
مصطفى العدوي
1
323
حُكْم سماع القرآن داخل وخارج الصلاة، وحُكْم سماع خطبة الجمعة، ورَدّ السلام ونحوه أثناءها
ـــــ
عبد الرحمن القاضي
مصطفى العدوي
1
324
حُكْم قراءة الإمام من المصحف في قيام رمضان وغيره
دار الأقصى
أسامة آل شديد
مصطفى العدوي
1
325
حُكْم مصافحة النساء، والرد على شبهة المخالفين
ـــــ
أبو المقداد عمرو عبد الوهاب
مصطفى العدوي
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
326
خِطبة النساء والترغيب في الزواج
مكتبة السُّنة
مصطفى أبو الغيط
مصطفى العدوي
1
327
دبيب النمل
دار ابن رجب
محمد زين العابدين
مصطفى العدوي
1
328
دراسة (أنت ومالك لأبيك)
دار أصحاب الحديث بالمنصورة
محمد عبد الجواد القنيشي
مصطفى العدوي
1
329
الدُّرَر العوالي في التواضع وذم التعالي
مكتبة السُّنة
هاني إبراهيم غز الليل
مصطفى العدوي
1
330
الدعاء من الكتاب والسُّنة
دار الصحيفة
يسرى لبيب
مصطفى العدوي
1
331
دعاية أم إعلام (مِنْ الكتاب والسُّنة)
دار الفاروق
عبد الله بن سالم
مصطفى العدوي
1
332
دفاعًا عن السُّنة
الجليمي
صالح الشواف
مصطفى العدوي
1
333
الدلائل والبينات على عبادة الجماد والحيوان والنبات لله رب الأرض والسماوات
دار نور الدين
عبد السلام محمد فاروق
مصطفى العدوي، ومجدي عرفات
1
334
الرحمة من الكتاب السُّنة وحياة سلف الأمة
مكتبة الإيمان بالمنصورة
هاني سعد غنيم
مصطفى العدوي
1
335
الرسالة الندية في القواعد الفقهية
مكتبة العُلوم والحِكم
عبد الفتاح مصيلحي
مصطفى العدوي، وعبد المنجي سيد أمين
1
336
رسائل إلى قريتي (كتيب)
ـــــ
أبو طارق حسن البشير
تقديم دون مراجعة مصطفى العدوي وأبي بكر الحنبلي
1
337
رَفعْ الإيهام فيما وقع بين الصحابة من كلام
دار الدارقطني
أحمد العَزَّازي آل خليفة
مصطفى العدوي، ومحمد عبده، وإبراهيم الحماحمي
1
338
الرَّهْو في أحكام سجود السَّهْو (ثلاثون مسألة)
دار المودة
بدر رجب
مصطفى العدوي
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
339
الرَّوح والريحان في تفسير كلمات الصلاة من التكبير إلى التسليم
ـــــ
أحد عبد التواب حسن صالح
مصطفى العدوي
1
340
روضة الطالبين في أحكام المزارعين (دراسة فقهية حديثية مقارنة)
مطبعة الشروق
أحمد عبد الستار الصعيدي
مصطفى العدوي
1
341
روضة المشتاق في فضائل الأنبياء والمرسلين وشيء من أخبارهم
الفاروق الحديثة
محمد العفيفي
مصطفى العدوي
1
342
زكاة الأوراق النقدية وحُكْم ضم النقود بعضها إلى بعض
ـــــ
أبو الحسن المنصوري إبراهيم فراج
مصطفى العدوي
1
343
زكاة الخضراوات (دراسة فقهية حديثية مقارنة)
دار أصحاب الحديث
عمرو عبد المنصف نصر
مصطفى العدوي
1
344
زكاة عُروض التجارة
مكتبة مكة
محمد حلاوة
مصطفى العدوي
1
345
الزمن الضائع وحُكْم النرد والشطرنج (دراسة فقهية حديثية مقارنة) ويليه رسالة ابن تيمية في ذلك
مكتبة العُلوم والحِكم، دار عِباد الرحمن
محمد عبد القادر عبد الرازق
مصطفى العدوي
1
346
السبحة وأقوال العلماء وأدلتهم
دار نور الدين
يسري القاضي
مصطفى العدوي
1
347
سجود السهو
دار الإيمان
مسعد كامل مصطفى
مصطفى العدوي
1
348
سَفَر المرأة بلا مَحْرَم
دار الندوة
أحمد البديوي
مصطفى العدوي
1
349
سلسلة العَشَرة المبشرين بالجنة
مكتبة مكة
نفيسة السلاب
مصطفى العدوي
10
350
سلسلة قصص الأنبياء على نهج المُحَدِّثين
المجد
أبو أويس الكُردي
مصطفى العدوي
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
351
سماع الأموات بين النفي والإثبات
دار نور الدين
محمد عبد المعطي علي الأثري
مصطفى العدوي
1
352
سُنن الفطرة وما يتعلق بها من فقه وأحكام (بحث فقهي حديثي)
مكتبة أولاد الشيخ
أحمد عادل
تقديم مصطفى العدوي
1
353
السوق آداب وأحكام
دار أصحاب الحديث
أيمن بركات
مصطفى العدوي
1
354
شبهات حول السُّنة ورسالة في الحكم بغير ما أنزل الله لعبد الرازق عفيفي
دار الفضيلة
السعيد صابر عبده
مصطفى العدوي، وحمد الشتوى
1
355
الشرك (أنواعه، صوره، خطره)
دار اللؤلؤة
ياسر الدسوقي اليماني
مصطفى العدوي
1
356
شُعيب عليه السلام وفقهه في مواجهة دعاة فصل الدين عن الدولة
المجد للنشر والتوزيع
أبو أويس الكردي
مصطفى العدوي
1
357
الشفاء من صحيح الطب النبوي
رفيق الطب النبوي
أيمن عبد الفتاح
مصطفى العدوي
1
358
صحيح أسباب ورود الحديث (مرتبًا على الأبواب الفقهية)
دار اللؤلؤة
سيد بيومي
مصطفى العدوي
1
359
صحيح الرقى الشرعية والأذكار
مكتبة مكة
هالة عسكر
مصطفى العدوي
1
360
الصحيح المختصر في فضائل رمضان
مكتبة الفتح
أحمد بكري المشتولي
مصطفى العدوي
1
361
الصحيح المسند من أحاديث عذاب القبر ونعيمه
دار اللؤلؤة
عاصم محمود القليعي
مصطفى العدوي، وأبو بكر الحنبلي، ومحمد العَلَاوي
1
362
الصحيح المسند من تفسير النبي
ـــــ
السيد إبراهيم أبو عمة
مصطفى العدوي
1
363
الصحيح المسند من فضائل الأعمال (الأوقات والأمكنة)
دار ابن عفان
علي محمد المغربي
مصطفى العدوي
2
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
364
الصحيح المسند من مشاهد يوم القيامة
دار ابن حزم، دار سُبُل السلام
عوض الدميري
مصطفى العدوي
1
365
الصحيح في صفة الجنة ونعيم أهلها (الجنة كأنك تراها رأي العين)
الدار العالمية
محمد علي العَلَاوي
مصطفى العدوي
1
366
الصحيح من الجامع في أسباب النزول
دار اللؤلؤة
جَمْع وتخريج محمد لملوم
مصطفى العدوي
1
367
الصحيح من سيرة الفاروق
دار القمة
رحاب بنت سمير عبد الباقي
مصطفى العدوي
1
368
الصحيح من وصف الرسول
مكتبة مكة
السيد حمودة
مصطفى العدوي
1
369
صحيح وضعيف الأمثال النبوية
مكتبة ابن تيمية بالقاهرة
أبو أويس الكُرْدي
مصطفى العدوي
1
370
صفة الجنة من صحيح السُّنة
دار ابن رجب، دار الفضيلة
فاروق عبد القادر مجود
مصطفى العدوي
1
371
صفة الحجاب الشرعي
مكتبة مكة
هالة عسكر
مصطفى العدوي
1
372
صلاة الفجر (فضائلها، عقوبة التخلف عنها، سبل المحافظة عليها)
الدار العالمية
محمد عبد القادر عبد الرازق
مصطفى العدوي
1
373
صلاة الفجرين المحافظة والتفريط
ـــــ
كمال أحمد سعد
قدمه فؤاد الهجرسي
راجعه وحَقَّق أحاديثه مصطفى العدوي
1
374
صلاة المنفرد خلف الصف ويليه فتاوى اللجنة الدائمة
دار الحكمة
طارق عاطف
مصطفى العدوي، وأحمد العيسوي
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
375
الصلاة على النبي
مكتبة دار البيان الحديثة
فريد فويلة
مصطفى العدوي
1
376
صور من البيوع المحرمة والمختلف فيها
ويليه بيع ما يُعصَى الله فيه
ويليه فتاوى معاصرة لمسائل نازلة
مكتبة عِباد الرحمن، مكتبة العُلوم والحِكم
محمد حلاوة
مصطفى العدوي
1
377
صيام التطوع (فضائل وأحكام)
دار الضياء بطنطا
أسامة عبد العزيز
مصطفى العدوي
1
378
الضيافة آداب وأحكام
الدار العالمية
دعاء بنت محمد بركات
مصطفى العدوي
1
379
الطريق إلى حب الله في ضوء الكتاب والسُّنة
دار ابن رجب
شمس البحيري
مصطفى العدوي
1
380
الطريق إلى حُسن الخُلق
دار ابن رجب
سمية بنت محمد الأنصاري
مصطفى العدوي
1
381
الطريق إلى ريان الصائمين
دار ابن رجب
أم أنس سمية بنت محمد الأنصاري
مصطفى العدوي
1
382
الطليعة في تفسير القرآن للأطفال (تفسير سورة الفاتحة)
دار ابن رجب
علي داود
مصطفى العدوي
1
383
العبودية بين الخوف والرجاء
دار ابن رجب
مسعد كامل
مصطفى العدوي
1
384
عقائد الفِرق الضالة وعقيدة الفِرقة الناجية
مكتبة مكة
أم تَميم
مصطفى العدوي
1
385
عمل المرأة في الإسلام
دار الإنصاف
أحمد عبد الستار الصعيدي
مصطفى العدوي
1
386
العواصم من فتنة النساء
المكتب العلمي لتحقيق التراث
مجدي حمودة
مصطفى العدوي، وأحمد أبو العينين
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
387
الغُسل (دراسة حديثية تفسيرية فقهية مقارنة)
ـــــ
محمد إسماعيل
مصطفى العدوي
1
388
فتح الرحمن في حكم أخذ الأجرة على تعليم وقراءة القرآن(دراسة فقهية حديثية مقارنة)
مؤسسة قرطبة
محمود هادي أحمد الشيخ
مصطفى العدوي
1
389
الفتح الكبير في أحكام التعزير
مكتبة مكة
عمرو عبد العزيز شومان
مصطفى العدوي
1
390
فتح الوَدود في مسألة النزول إلى السجود (رسالة صغيرة)
ـــــ
محمد لملوم
مصطفى العدوي
1
391
الفرج بعد الشدة
دار التقوى، دار العلم والمعرفة
محمود محمد آل مسلم
مصطفى العدوي
1
392
فرضية الحجاب وخطورة التبرج
ومعه الرد على منكري النقاب
دار المودة
فارس يوسف المصري
مصطفى العدوي
1
393
فصل الشتاء وما يتعلق به من أحكام
دار اللؤلؤة، دار ابن سَلَّام
أحمد البديوي
مصطفى العدوي
1
394
فضائل الأعمال في الصحيحين ويليه رسالة في الأحاديث التي انتقدها الحُفاظ على الصحيحين في هذا الكتاب
دار ابن رجب
سيد بيومي
مصطفى العدوي
1
395
فضائل عائشة وحُكْم مَنْ سبها وقَذَفها
دار العُلوم والحِكم
عبد الغني نصير
مصطفى العدوي، ومحمد حسان، وهشام البِيَلي، ويحيى حزة
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
396
فقه الأضحية
مكتبة مكة
رحاب بنت محمد الخولي
مصطفى العدوي
1
397
فقه الاعتكاف
ـــــ
محمد طلعت
مصطفى العدوي
1
398
فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
دار سُبُل السلام، دار ابن حزم
سيد بيومي
مصطفى العدوي
1
399
فقه الإيمان
دار الإيمان، القمة، السُّنة
عصام جاد
مصطفى العدوي
1
400
فقه الزهد
الدار العالمية للنشر والتوزيع
محمد العفيفي
مصطفى العدوي، ومحمد حسان
1
401
فقه السُّنة للنساء
المكتبة التوفيقية
كمال بن السيد سالم
مصطفى العدوي، ومجدي عرفات، وأحمد العيسوي
1
402
الفقه المُيسَّر
مكتبة مكة
أم تَميم
مصطفى العدوي
6
403
فقه النذور
مكتبة التوحيد الإسلامية
عصام جاد
مصطفى العدوي
1
404
فقه تشغيل الأموال (المُضارَبة)
دار المودة، دار أصحاب الحديث
محمد عبد الجواد القنيشي
مصطفى العدوي
1
405
فقه كتمان العلم ودراسة حديث (مَنْ سُئل عن علم يعلمه فكَتَمه، أُلجمَ . . . )
دار ابن عباس
أبو أويس الكُرْدي
مصطفى العدوي
1
406
فقه مصارف الزكاة
دار الضياء، مكتبة دار الأمة
محمود مسعد
مصطفى العدوي
1
407
الفوائد النيرة في تخريج أخبار التذكرة
دار الدارقطني
أبو يحيى محمد عبده
مصطفى العدوي
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
408
في قصصهم عِبرة
الدار العالمية للنشر والتوزيع
سعيد القاضي
مصطفى العدوي
1
409
قبل أن يُهْدَم البنيان (خمسون حديثًا منتقاة لإصلاح البيوت)
مكتبة مكة
أشرف سلطان آل حسان
مصطفى العدوي، وسعد راضي الأزهري، وسعد السويسي
1
410
قصة أيوب وما فيها من عظات وعِبر
المجد
أبو أويس الكُرْدي
مصطفى العدوي
1
411
قُلْ مع الكون: لا إله إلا الله
مكتبة الفتح، مطبعة العمرانية
أمين الأنصاري
مصطفى العدوي
1
412
قَهْر الخَنَّاس في ترك إثارة الشر على الناس
دار الإيمان بالإسكندرية، دار القمة بالإسكندرية
محمد زين العابدين
تقديم مصطفى العدوي
1
413
القول التام فيما في الحيض والاستحاضة والنفاس من أحكام
مكتبة مكة
رحاب بنت محمد الخولي
مصطفى العدوي
1
414
القول المأثور في حُكم الصلاة في المساجد المبنية على القبور
دار أنس بن مالك
ربيع زكريا أبو هرجة
مصطفى العدوي
1
415
القول المفيد في تكبيرات العيدين وأيام ذي الحجة والتشريق (دراسة فقهية حديثية مقارنة)
دار اللؤلؤة
محمد محمود آل مسلم
مصطفى العدوي
1
416
القول النفيس فيما اشتهر مما يصح من الحديث
دار الفوائد، دار ابن رجب
يحيى محمد سوس الأزهري
مصطفى العدوي
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
417
كتاب الطفل المسلم
دار ابن رجب
عوض لطفي الجزار
مصطفى العدوي، ووحيد بالي
1
418
كلمة إلى أختي المنتقبة
الدار العالمية
عبد اللطيف سيد محمد
مصطفى العدوي، ووحيد بالي
1
419
كيف تعرب أي كلمة
دار اللؤلؤة
سعد النادي
تقديم دون مراجعة مصطفى العدوي، وأحمد النقيب
1
420
كيف تكون مُحَقِّقًا في أسبوع؟
دار اللؤلؤة
أبو أويس الكُرْدي
مصطفى العدوي
1
421
كيف نحب رسول الله؟
دار الفوائد، دار ابن رجب
يحيى محمد سوس الأزهري
مصطفى العدوي
1
422
كيفية اختيار شريك الحياة وأحكام الخِطبة والزواج
دار اللؤلؤة
عيد عبد الغفار إسماعيل
مصطفى العدوي
1
423
اللحية
المكتبة الإسلامية
عبد الرحمن عبد المعطي (أبو حمزة السويسي)
مصطفى العدوي
1
424
لفت الانتباه لأحكام المسبوق في الصلاة
(دراسة فقهية حديثية مقارنة)
دار الدارقطني
يوسف رجب العَزَّازي
مصطفى العدوي
1
425
لقاء الأحبة
الدار العالمية
أمين الأنصاري
مصطفى العدوي
1
426
المتفقه (مجلة إسلامية ثقافية شهرية)
دار دربالة
صبحي هارون
مصطفى العدوي
1
427
المجالس آداب وفضائل ومنهيات
دار ابن رجب
محمد زين العابدين
مصطفى العدوي
1
428
محاسن الشريعة
مكتبة مكة
محمد عبد الباقي
مصطفى العدوي، وأبو بكر الحنبلي
1
429
محمد كأنك تراه
المكتبة السلفية بالقاهرة
أم تَميم
مصطفى العدوي
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
430
مختصر أحكام الوتر والقنوت
دار ابن رجب، دار الفوائد
فريد فويلة
مصطفى العدوي
1
431
المختصر الفقهي
دار الخليفة
يوسف العَزَّازي
مصطفى العدوي
1
432
المدح آداب وأحكام (كتيب)
مكتبة مكة
إبراهيم رشاد الفقي
مصطفى العدوي
1
433
مرويات قنوت الفجر (دراسة حديثية فقهية مقارنة وشيء من فقهها)
مكتبة عِباد الرحمن بمصر
طلال الطرابيلي
مصطفى العدوي
1
434
المزاح آداب وأحكام
مكتبة شيخ الإسلام
سيد حمودة
مصطفى العدوي
1
435
المسح على الجوربين والنعلين
مكتبة دار البيان الحديثة
إبراهيم سليمان الشيخ
مصطفى العدوي
1
436
المقاطعة جهاد أُمة
لجنة الإغاثة الإنسانية
خالد سعيد
مصطفى العدوي
1
437
ومَن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون
السالمة للنشر والتوزيع
حمدي السيد أبو سالمة
مصطفى العدوي
1
438
المنار في أحكام استخراج الكنوز والآثار
دار الدارقطني
أحمد عبد القادر عبد الحميد
مصطفى العدوي، ومحمد عبده
1
439
مناقب أهل اليمن من الكتاب وصحيح السُّنن
دار العُلوم والحِكم
حسين بن محمد القحطاني
مصطفى العدوي
1
440
مناقب عمرو بن العاص
دار ابن رجب
محمد الششتاوي
مصطفى العدوي
1
441
منكرات الأفراح
مكتبة مكة
منصور النجار
مصطفى العدوي
1
442
منهج السلف في علاج المس والسِّحر
زاد للنشر والتوزيع
عادل عبد السلام الأنصاري
مصطفى العدوي
1
443
المنيحة في أحكام الحج والعمرة من الكتاب والسُّنة الصحيحة
دار ابن القيم، دار ابن عفان
أحمد إبراهيم أبو العينين
مصطفى العدوي
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
444
النبي الخاتم
دار المعرفة، دار سُبُل السلام
محمد جمعة
مصطفى العدوي
1
445
النعي وما يتعلق به من أحكام النعي في المساجد
مكتبة ابن تيمية بالقاهرة
أبو أويس الكُرْدي
مصطفى العدوي
1
446
النفائس في حكم الكنائس
ويليه بِمَ يُحْكَم أهل الكتاب؟
دار السلف الصالح
السيد حمودة
مصطفى العدوي
1
447
النور الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى
الدار العالمية
أمين الأنصاري
مصطفى العدوي، ومحمد حسان
1
448
هداية الحديث في علم أصول التخريج وأساسيات الحكم على الحديث
دار اللؤلؤة
أبو سنة الله أحمد عبده
مصطفى العدوي
1
449
الهداية إلى مكفرات الذنوب والخطايا
دار ابن رجب
فريدة فويلة
مصطفى العدوي
1
450
هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله
دار الندوة
صادق عبد المنعم
مصطفى العدوي
1
451
واشباباه
دار المعرفة، دار سُبُل السلام
محمد عبد الرحمن القاضي
مصطفى العدوي
1
452
الوثنية في ثوبها الجديد
مكتبة الصحابة
سمير شاهين
مصطفى العدوي
1
453
وخذوا حذركم (كتيب)
دار ماجد عسيري
أُم محمد بنت محمد حمدي
مصطفى العدوي
1
م
اسم الكتاب
دار النشر
اسم المؤلف
راجعه وقَدَّم له
عدد الأجزاء
454
الوضوء (فضائل، وآداب، وأحكام)
ـــــ
رضا مصطفى العزاوي
(1)
مصطفى العدوي
1
455
وفاة الرسول إلى الرفيق الأعلى
مكتبة مكة
إبراهيم رشاد الفقي
مصطفى العدوي
1
456
ولا تَبرجن تبرج الجاهلية الأولى
دار الآفاق
فارس يوسف المصري
تقديم مصطفى العدوي
1
457
الوليمة آداب وأحكام (دراسة حديثية فقهية)
مكتبة مكة
هاني الدميري
مصطفى العدوي
1
458
وما قَدَروا الله حق قَدْره (معرفة الله وأسباب محبته)
الدار العالمية
سيد عطوة
مصطفى العدوي، ومحمد حسين يعقوب
1
(1)
رضا بن مصطفى بن أحمد بن السيد العِزّاوي ولد بتاريخ 17/ 3/ 1983 م والتحق بدار الحديث بمكة المكرمة في الفرقة الرابعة قدّم له شيخنا: الوضوء (فضائل، وآداب، وأحكام).