بسم الله الرحمن الرحيم ‌ ‌تقديم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على - سلسلة كتاب المسلمون في العالم

بسم الله الرحمن الرحيم

‌

‌تقديم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإن إصدار سلسلة "المسلمون في العالم " ينطلق من الأهداف الرئيسة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية، في القيام بالدراسات والأبحاث والمؤلفات التي تعرض الحقائق العامة عن أحوال المسلمين في جميع أنحاء العالم، سواء أكانت في الدول الإسلامية أم في الدول غير الإسلامية، حيث توجد الأقليات والجاليات الإسلامية.

وتتميز السلسلة بهدفها المحدد، ووفرة المعلومات فيها، وتخصيص إصدار لكل بلد على حدة، مع صغر حجم الكتاب، مما يساعد على الإفادة منه بصورة أفضل، مما يميزها عن المؤلفات العامة في الموضوع، والتي يتجاوز حجمها مئات الصفحات، وتتعدد أهدافها، وتقل الإفادة منها إلا للمتخصصين.

وتقوم السلسلة على أساس تعريف أبناء الأمة الإسلامية عامة، والمهتمين بالعمل الإسلامي خاصة، من الدعاة وغيرهم، بإخوانهم المسلمين، وأحوال حياتهم، حتى يكون تقديم العون والمساعدة لهم في ظل معلومات دقيقة وموثوقة، لا سيما في هذا العصر الذي زادت فيه معاناة المسلمين وآلامهم، مع ازدياد نشاط الحركات المعادية في استغلال معاناتهم، وكذلك ظهور النزعات العرقية المتطرفة التي تخفي تعصبًا دينيًا في شتى بقاع العالم، وترمي إلى محاربة المسلمين في أرضهم ومناطقهم التاريخية، كما هو واقع في البوسنة والهرسك، وكشمير، وفلسطين، وبورما، والفلبين، وغيرها من البقاع في العالم، هذا إضافة إلى ما يتعرض له أبناء الجاليات الإسلامية من ضغوط في كثير من الدول التي ذهبوا إليها للعمل أو الدراسة، وشاركوا في بنائها وتنمية مجتمعاتها سنوات طويلة، وما عمد إليه البعض- لأسباب عديدة - من إشعال نار الفتنة بين المسلمين وغيرهم وتخويف الأمم والشعوب من الإسلام، وإيهامهم بخطورته على مجتمعاتهم.

كل هذا وغيره يقتضي من المسلمين مراعاة المعاني السامية للأخوة الإسلامية، والتآزر والتعاضد فيما بينهم، امتثالًا لقوله تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (1) ولقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (2) وقوله تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} (3)

والتعاون بين المسلمين على أسس تستهدف معرفة أحوالهم واحتياجاتهم، ومد يد المساعدة إليهم، يبشر بالأمل في نمو روح الإخوة الإسلامية بينهم، وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم في أوطانهم. يقول الله:{وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (4)

والمملكة العربية السعودية - بحكم اهتمامها بأمور المسلمين، وجهودها الكبيرة المخلصة في مساعدتهم، والدفاع عنهم، وعمل كل ما من شأنه تقويتهم، وتوحيد كلمتهم على الحق، وحرصها على صلاح شؤونهم، وتَبَوُّئِها - لذلك - مكان الصدارة في نفوسهم. بحكم ذلك كله وغيره من الأسباب، تقوم بتولي هذا العمل، خدمة للأهداف المفصلة، المتوخاة من إصدار هذه السلسلة. ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ترجو أن تكون - بذلك - قدمت عن المسلمين، وللمهتمين بأمورهم، عملًا مفيدًا، وأسهمت في التعريف بهم، وبمشكلاتهم، ومواقعهم، وغير ذلك من أحوالهم، خدمة للعمل الإسلامي، والدعوة إلى الله على بصيرة، وفقًا لكتاب الله الكريم، وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلف الأمة الصالح.

والله عز وجل وحده هو المسؤول أن يجعل في هذا العمل خيرًا ونفعًا، وأن يجعله مباركًا، وعملًا صالحًا متقبلًا آمين.

وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

عبد الله بن عبد المحسن التركي