المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (وإن كان كبر عليك إعراضهم) - سلسلة محاسن التأويل - المغامسي - جـ ٣٠

[صالح المغامسي]

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (وإن كان كبر عليك إعراضهم)

‌تفسير قوله تعالى: (وإن كان كبر عليك إعراضهم)

ثم قال تعالى: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ} [الأنعام:35] أي: عظم وشق {إِعْرَاضُهُمْ} [الأنعام:35] أي: إعراض أهل الكفر، حيث كانوا يطالبونه بالآيات، فالله يقول له: ليست القضية قضية آيات، فهؤلاء كتب أزلاً أنهم لن يؤمنوا، فقال الله لنبيه:{وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [الأنعام:35].

والنفق: السرب في الأرض، والسلم في اللغة المصعد والمرقاة.

والآية تدلل على عظيم شفقة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته، وحرصه على هداية الناس، فالله جل وعلا يقول له: إن استطعت ذلك فافعل، ولو فعلت فلن يجدي ذلك شيئاً؛ لأن الله قد كتب عليهم الكفر، وهذه الآية مر معنا نظيرها، وهو قوله تعالى:{وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا} [الأنعام:25]، ولكنها تبين حرصه صلى الله عليه وسلم وشفقته بأمته.

ص: 7