المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين) - سلسلة محاسن التأويل - المغامسي - جـ ٧٣

[صالح المغامسي]

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين)

‌تفسير قوله تعالى: (حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين)

{حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ} [الزخرف:38]، فلماذا قال:(بيني وبينك)؟ ولماذا قال: (بعد المشرقين)؟ فأما (بيني وبينك) فكان يغني عنها أن يقول: يا ليت بيننا، لكن أراد قمة البراءة منه، ويسعى حثيثاً للتخلص منه، وفصل حتى في الألفاظ، قال:{يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ} [الزخرف:38]، ومعلوم أن هناك مشرقين ومغربين، والأمر للتغليب، ومر معنا نظائره، لكن لماذا اختار المشرقين دون المغربين؟ قال بعض أهل العلم من اللطائف: إن المشرق يكون منه ظهور قرن الشيطان، فلهذا قال:{يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} [الزخرف:38]، فهو أسلوب ذم، فبئس فعل ماضي جامد لا تصرف.

ص: 8