المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أولا: في العقيدة - أثر العقيدة الإسلامية في تضامن ووحدة الأمة الإسلامية

[أحمد بن سعد حمدان الغامدي]

الفصل: ‌أولا: في العقيدة

أقسام البحث:

القسم الأول: واقع الأمة الإسلامية:

أولاً: في العقيدة.

ثانياً: في العبادة.

ثالثاً: في الشريعة.

القسم الثاني: أسباب هذا الواقع:

أولاً: الجهل بدين الله.

ثانياً: تمزيق الاستعمار لبلدان المسلمين.

ثالثاً: الغزو الفكري.

القسم الثالث: أسس وحدة الأمة الإسلامية:

أولاً: وحدة العقيدة.

ثانياً: وحدة الغاية.

ثالثاً: وحدة القيادة.

رابعاً: وحدة المنهج.

القسم الرابع: وسائل تحقيق أسس الوحدة:

أولاً: التعليم الموجه.

ثانياً: الإعلام الملتزم.

ثالثاً: الاقتصاد المستقل.

رابعاً: إيجاد مراكز علمية.

الخاتمة.

وأخيرا أسأل الله عز وجل أن يهيء أسباب الوحدة الصحيحة وأن يجمع كلمة الأمة على الحق إنه سميع مجيب.

ص: 99

‌القسم الأول: واقع الأمة الإسلامية

‌أولا: في العقيدة

القسم الأول: واقع الأمة الإسلامية:

واقع الأمة الإسلامية واقع مكشوف لا يكاد يجهله أحد. فقد تعرض لأمراض متعددة

ص: 99

وانحرافات متنوعة بحيث لا يكاد يسلم منه شيء

لا في العقيدة

ولا في العبادة

ولا في الشريعة

وسنحاول هنا الإشارة إلى ذلك الواقع بشيء من الإيجاز:

أولاً: في العقيدة:

إن أخطر الانحرافات التي تعرضت لها الأمة المسلمة هي الانحرافات في العقيدة ولا نستطيع هنا استيعابها وتفصيلها ولكننا سنكتفي بالتنبيه على بعضها.

(1)

انحرافات إلحادية: هدف أصحابها استبدال المبادئ الكافرة بعقيدة الإسلام

وهم طوائف متعددة: منهم من يعلن عقيدته الإلحادية ويظهر كفره بالله ورسله واليوم الآخر ومنهم من يخفي ذلك وراء شعارات ظاهرها الدعوة إلى الإصلاح وباطنها الكفر والإلحاد.

(2)

انحرافات طائفية: تتمثل في طوائف مستقلة- كالقاديانية والبهائية ونحوها من الطوائف التي خرجت على عقيدة الإسلام بدعوى النبوة لزعمائها ونزول الوحي عليهم وهي تتستر في كثير من البلدان باسم الإسلام وهي خارجة عليه لمخالفتها لعقيدة ختم النبوة التي هي جزء من عقيدة المسلمين.

(3)

انحرافات طائفية قديمة: لازالت قوية ونشطة في دعواتها رغم انحرافها وفساد معتقداتها ومن تلك الطوائف.

طائفتا الشيعة والصوفية:

فالأولى تقوم على عقيدة تخالف عقيدة الإسلام التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك إسباغ صفات الألوهية على أئمتهم وادعاؤهم أنهم يعلمون الغيب ثم تدعي كذلك أنهم يتلقون الوحي من السماء وفي كلا الأمرين إساءة إلى الله عز وجل وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم. وأخيراً فإنها تقع في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتتهمهم بالخيانة والردة.

وهذا جميعه ينتهي إلى إلغاء الإسلام الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فالأئمة يعلمون الغيب وإذا أراد الله عز وجل أن يحدث أمراً استشارهم - كما في أصول الكافي لهم- وهذا إساءة إلى الله.

والأئمة يوحى إليهم مع العلم أن رسوله الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر بانقطاع الوحي

وهذا يصادم خبره

ص: 100

والصحابة قد خانوا في دين الله

فالإسلام الذي نقلوه غير موثوق فيه

وبهذا فالإسلام غير موثوق به

إذن فليعد الناس إلى المجوسية الفارسية

وهذا هو المطلوب للحركة الشيعية.

وأما الصوفية فقد ابتدعت تقديس الأفراد ودعوى رفع التكاليف عن بعض الناس كما أعادت إلى الأذهان تلك الطقوس الكنسية التي أفسدت الدين النصراني حيث اتخذت من البشر وسائط عند الله بها تقضى الحاجات وتغفر الزلات إلى عشرات أخرى من الانحرافات.

كما أنها تدعي الاستقلال في معرفة الشريعة إذ أن الأولياء يأخذون حاجتهم من اللوح المحفوظ مباشرة وهذا كلام يخرج صاحبه من الإسلام.

وقد كان التصوف من الأسباب المباشرة بظهور الشرك في الأمة بتقديس الأموات وطلب حاجاتهم منهم واتخاذ قبورهم مزارات وأماكن للعبادة وزاحم تعظيم الأموات توحيد الله عز وجل في القلوب. فكثرت الأضرحة وتعددت الفرق والأحزاب لكل حزب ضريح به يستغيثون وعنده ينيخون وإليه عند نزول الحوادث يلجأون.

انحرافات في الجانب النظري: "العلمي" من العقيدة وهو ما يتعلق بأسماء الله وصفاته وأفعاله فقد وجدت الإتجاهات المنحرفة التي تتنكر لهذا الجانب أو لبعضه فأولت الآيات القرآنية والأحاديث المتواترة وردّت الأحاديث الأخرى والتي تعرف الناس بربهم عز وجل وأنه عليم حكيم سميع بصير يقول ما يريد ويفعل ما يشاء يأمر وينهى وأنه استوى على عرشه استوأً يليق بجلاله وعظمته.

فكان من ثمرات ذلك الرد والتأويل أنها حالت بين الناس ومعرفة ربهم فانتهى بهم هذا إلى الإلحاد والتعطيل.

وقد أتى القوم من ضلال عقولهم القاصرة وظنهم أن إثبات تلك الصفات الواردة في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يقتضي التشبيه بالمخلوق.

وهذا إساءة إلى الله ورسوله حيث أن في هذا الكلام اتهام لله ورسوله بالعجز عن البيان

لأنهم لم يفهموا من تلك الآيات والأحاديث إلا التشبيه

والله عز وجل يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} . وقد فروا من تشبيه إلى تشبيه.

فإنكار كلام الله عز وجل لئلا يشبه الإنسان المتكلم- كما زعموا- تشبيه لله عز وجل

ص: 101