المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معنى قوله تعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه) - شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي - حسن أبو الأشبال - جـ ٢١

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ صفة الوجه والعين لله عز وجل

- ‌سياق ما دل من كتاب الله وسنة رسوله على أن من صفات الله الوجه

- ‌إتيان السلف لصفة الوجه كسائر الصفات

- ‌خطأ إطلاق لفظ (كتب التربية الدينية) على الكتب الشرعية

- ‌اشتمال المناهج الدراسية على عقيدة التأويل والتحريف والتعطيل والتمثيل

- ‌شبهة نفاة صفة الوجه والرد عليهم

- ‌رد ابن عثيمين على من أول الوجه بالذات

- ‌كلام ابن خزيمة في إثبات صفة الوجه لله تعالى

- ‌كلام ابن مندة في إثبات صفة الوجه لله تعالى

- ‌كلام الأصبهاني في إثبات صفة الوجه لله تعالى

- ‌معنى قوله تعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه)

- ‌تأويل أهل التحريف للوجه بالثواب والرد عليهم

- ‌بيان أن كل الآيات التي ذكرت الوجه مضافاً إلى الله فإنه يراد بها وجه الله الثابت له

- ‌اختلاف المفسرين في معنى قوله تعالى: (فأينما تولوا فثم وجه الله) وبيان الصحيح منها

- ‌حال كتاب: المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات وحال مؤلفه

- ‌حال المفسرين في التأويل

- ‌حال ابن عطية وابن الجوزي في التأويل

- ‌حال الزمخشري والبيضاوي والنسفي في التأويل

- ‌حال الخازن وأبي حيان والجلالين والشربيني وأبي السعود في التأويل

- ‌حال الشوكاني في التأويل وعدم تعمده للباطل كالزمخشري

- ‌حال الألوسي في التأويل

- ‌حال سيد قطب في التأويل

- ‌حال المراغي ومحمود حجازي والطاهر بن عاشور في التأويل

- ‌حال الصابوني في التأويل وذكر نماذج من تأويلاته

- ‌تفاسير ينصح بالرجوع إليها

- ‌حال ابن الجوزي في العقيدة

- ‌حال كتاب دفع شبه التشبيه لابن الجوزي وسبب تأليفه له

- ‌مناقشة لأحد دكاترة الأزهر حول من هم المتكلمون وصفة الكلام

- ‌مناقشة لأحد مشايخ الأزهر حول صفة اليد في قوله تعالى: (يد الله فوق أيدهم)

- ‌الرد على من أول صفة الوجه بأدلة الكتاب والسنة

- ‌خطأ ابن الجوزي في نسبته تفسير الوجه بالذات إلى جميع المفسرين

- ‌رد ابن خزيمة على من أول الوجه بالذات في قوله تعالى: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)

- ‌رد ابن القيم على من أول الوجه بالذات

- ‌رد ابن تيمية على من نفى الصفات عن الذات

- ‌حكم تأويل العين بالرؤية

- ‌رد البيهقي على من نفى الصفات عن الذات

- ‌الأسئلة

- ‌حال النصوص الواردة في قيام أول رجب، وحكم تخصيص أول رجب بالقيام

- ‌حكم التصفيق للرجال، وحكم القسم بقول (اللهم أقسم بك عليك)

- ‌حكم شراء مصحف لطالب العلم من مال الزكاة

- ‌حكم صيام الإثنين والخميس إذا وافق يوم الشك

- ‌حكم قول: (لسوء حظي)، و (لا قدر الله)

- ‌حكم قول: (يا مولانا)

- ‌حكم إيراد المفتي والقاضي للدليل على فتواهما

- ‌حكم طاعة الوالدين إذا منعا الولد من طلب العلم

- ‌وقت حادثة الإسراء

- ‌حكم الوصية

- ‌معنى حديث (صلة الرحم تزيد في العمر) ودرجته

الفصل: ‌معنى قوله تعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه)

‌معنى قوله تعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه)

قال تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص:88]، أي: فان.

وقوله: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} [الرحمن:26] أي: هالك إلا وجهه، وهي توازي قوله تعالى:{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} [الرحمن:27] والمعنى: كل شيء فان وزائل، إلا وجه الله عز وجل فإنه باق، ولهذا قال:{لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص:88]، أي: فهو الحكم الباقي الذي يرجع إليه الناس ليحكم بينهم.

وقيل في معنى الآية: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص:88] أي: إلا ما أريد به وجهه.

وهذا تأويل ثان، والتأويل الأول: أن يراد بالوجه الذات العارية عن الصفات.

وهذا التأويل قد رددناه بقوله تعالى: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو)، ولم يقل: ذي؛ لأن الجلال والإكرام هنا صفة للوجه، بخلاف قوله تبارك وتعالى:((تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ))، فذي الجلال صفة للرب تبارك وتعالى.

وأما التأويل الثاني لقوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص:88] أي: إلا ما أريد به وجهه تبارك وتعالى، فيكون هذا الهلاك على الأفعال، أي: أفعال العباد، فكل من فعل فعلاً لا يبتغي به وجه الله فهو هالك، أي: يصبح هباء منثوراً.

وهناك أحاديث أخرى كثيرة جداً في الأمر بلزوم النية الصالحة في العمل والإخلاص لله عز وجل، وهي تبين أن من عمل عملاً على غير هذا النحو فإنه يكون هباء منثوراً، بل صاحبه في النار، ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:(من تعلم العلم ليتصدر به المجالس، أو يماري به السفهاء، أو يجادل به العلماء فالنار النار)، مع أنه تعلم العلم، ولكنه لم يتعلمه لوجه الله عز وجل، ولم يخلص فيه لله عز وجل، وإنما تعلمه بنية سيئة فاسدة، وقد قال عليه الصلاة والسلام:(إنما الأعمال بالنيات).

فالنية يترتب عليها الجزاء والعقاب، إن خيراً فخير وإن شراً فشر.

فقولهم في تأويل قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص:88] بأنه: إلا ما أريد به وجهه هذا كلام فاسد جداً؛ لأنه يلزم منه نفي الصفة؛ لأن الهلاك سيكون مترتباً على الفعل نفسه، وهم قالوا: إن سياق الآية يدل على ذلك، فقوله:{وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص:88] كأنه يقول: لا تدع مع الله إلهاً آخر فتشرك به؛ لأن عملك وإشراكك هالك، أي: ضائع سدى، إلا ما أخلصته لوجه الله، فإنه يبقى، لأن العمل الصالح له ثواب باق لا يفنى في جنات النعيم.

والمعنى الأول أسد وأولى.

ص: 11