المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معنى قوله تعالى: (وما كان الله معذبهم وأنت فيهم) - شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي - حسن أبو الأشبال - جـ ٣٦

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ الأدلة على أن الله خالق الخير والشر

- ‌معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (والشر ليس إليك)

- ‌الأدلة على إثبات أن الله خالق للخير والشر

- ‌ذكر ما روي في تفسير قوله تعالى: (فألهمها فجورها وتقواها)

- ‌ما ورد في تفسير قوله تعالى: (وهديناه النجدين)

- ‌ما ورد في تفسير قوله تعالى: (إني أعلم ما لا تعلمون)

- ‌ما ورد في تفسير قوله تعالى: (فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم الضلالة)

- ‌ما روي في تفسير قوله تعالى: (أومن كان ميتاً فأحييناه)

- ‌ما روي في تفسير قوله تعالى: (يحول بين المرء وقلبه)

- ‌ما روي في تفسير قوله تعالى: (ولا يزالون مختلفين ولذلك خلقهم)

- ‌إثبات مشيئة الله تعالى للشر كوناً والرد على المشركين والقدرية

- ‌معنى قوله تعالى: (أم على قلوب أقفالها)

- ‌معنى قوله تعالى: (وكل شيء أحصيناه في إمام مبين)

- ‌معنى قوله تعالى: (يمحو الله ما يشاء ويثبت)

- ‌معنى قوله تعالى: (ما أصابك من مصيبة فمن الله)

- ‌معنى قوله تعالى: (قل كل من عند الله)

- ‌معنى قوله تعالى: (لولا كتاب من الله سبق) وقوله: (أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب)

- ‌معنى قوله تعالى: (كذلك سلكناه في قلوب المجرمين)

- ‌معنى قوله تعالى: (كلا إن كتاب الفجار لفي سجين)

- ‌الإعجاز في قوله تعالى: (تبت يدا أبي لهب وتب)

- ‌معنى قوله تعالى: (وما كان الله معذبهم وأنت فيهم)

- ‌معنى قوله تعالى: (وجعلنا من بين أيديهم سداً)

- ‌معنى قوله تعالى: (وجعلنا على قلوبهم أكنة)

- ‌معنى قوله تعالى: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم)

الفصل: ‌معنى قوله تعالى: (وما كان الله معذبهم وأنت فيهم)

‌معنى قوله تعالى: (وما كان الله معذبهم وأنت فيهم)

قال: [وفي قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال:33]].

الخطاب هنا للنبي عليه الصلاة والسلام {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال:33] فهذه الآية عظيمة جداً، أي: ما كان الله تعالى ليعذبهم يا محمد وأنت باق فيهم لمهمة قيام الحجة عليهم؛ لأن الله تعالى لا يعذب أحداً إلا إذا بلغته الحجة، فما دام النبي عليه الصلاة والسلام قائم بحجة الله في خلقه فمن العدل أن الله تعالى لا يعذب أحداً لم تبلغه الحجة.

ثم قال: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال:33] الاستغفار هنا بمعنى الإيمان، أي: وما كان الله معذبهم وهم مؤمنون، وإنما يعذب أهل الشرك.

ويقول للكافر: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران:179]، والطيب يكون على غير ما عليه الكافر، ولا بد من الابتلاء، قال تعالى:{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت:2]، والفتنة هي التي تنقي المعادن الطيبة، وتميزها عن المعادن الخبيثة، فإذا وقعت الفتنة ظهر فيها من كان صادقاً في ادعائه للإيمان ومن كان كاذباً في هذا الادعاء.

قال: [فميز أهل السعادة من أهل الشقاء].

وقال: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ} [الأنفال:34] أي: عذب الله أهل الشرك بالسيف يوم بدر، كما عذب أهل الإيمان بالسيف كذلك، لكنهم ثبتوا فتميز صف الموحدين في جانب النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه، وتميز صف أهل الخبث والجحود والشرك في جانب قريش.

ص: 21