المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌اختلاف الفرق في حكم مرتكب الكبيرة - شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي - حسن أبو الأشبال - جـ ٥٠

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ مذهب المرجئة في الإيمان [1]

- ‌الإرجاء بين أهل السنة والمرجئة

- ‌مذهب أهل السنة والجماعة أن العمل من الإيمان

- ‌تعريف الإيمان عند أهل السنة وعند المرجئة

- ‌أول ظهور الإرجاء وسببه والمقصود به

- ‌اختلاف الفرق في حكم مرتكب الكبيرة

- ‌الاختلاف في تعريف الإرجاء

- ‌فرق المرجئة وأصنافهم

- ‌من فرق المرجئة اليونسية

- ‌من فرق المرجئة العبيدية

- ‌تشبيه العبيدية للخالق بالمخلوق والرد على أدلتهم

- ‌قاعدة في اللفظ المجرد واللفظ المطلق وتطبيقها في مسألة الصفات

- ‌القدر المشترك والقدر الفارق بين الموصوفات

- ‌الرد على من قدر عود الضمير على آدم في حديث: (إن الله خلق آدم على صورته)

- ‌تابع: فرق المرجئة وأصنافهم

- ‌من فرق المرجئة الغسانية

- ‌من فرق المرجئة الثوبانية

- ‌دليل المعتزلة على قولهم بالتحسين والتقبيح العقليين والرد عليهم في ذلك

- ‌مشابهة عقائد الثوبانية لعقائد المعتزلة

- ‌من فرق المرجئة التومنية

- ‌بعض ما يرد به على المرجئة

- ‌ترفع السلف عن كلام المرجئة

- ‌الأسئلة

- ‌حسن العشرة مع الزوجة

- ‌حث الشريعة على الإكثار من الأولاد

- ‌حكم الزكاة على مبلغ (1400) جنيه

- ‌الكتب التي تتحدث عن كيفية تحديد القبلة، وكيفية تحديد القبلة لمن يعيش في بلاد المشرق

- ‌الأحكام تجرى على الظاهر

- ‌العقيدة في كتب الأزهر

- ‌الحجة في تعدد الزوجات ولمن يكون، وضوابط التعدد، وحكم الطلاق

الفصل: ‌اختلاف الفرق في حكم مرتكب الكبيرة

‌اختلاف الفرق في حكم مرتكب الكبيرة

يقول الشهرستاني في بدعة واصل بن عطاء المعتزلي: دخل واصل على الحسن البصري فقال: يا إمام الدين! لقد ظهرت في زماننا جماعة يكفرون أصحاب الكبائر، والكبيرة عندهم كفر يخرج عن الملة، وهؤلاء هم وعيدية الخوارج، -يعني: الذين يأخذون بالوعيد ولا يعتبرون الوعد- وجماعة يرجئون أصحاب الكبائر، يعني: يؤخرون الحكم على صاحب الكبيرة ولا يحكمون عليه بشيء ألبتة، لا بالفسق ولا بالكفر ولا بالإيمان.

والكبيرة عندهم لا تضر مع الإيمان، يعني: لو قال الإنسان: أنا مؤمن وارتكب جميع الكبائر إلا الشرك فإن هذه الكبائر كلها لا تضر الإيمان؛ لأن العمل على مذهبهم ليس ركناً من الإيمان، ولا يضر مع الإيمان معصية، كما لا تنفع مع الكفر طاعة، وهم مرجئة الإيمان، فكيف تحكم لنا في ذلك يا إمام الدين؟! أي: فكيف تحكم على هؤلاء؟ أو ما هو الحكم الصحيح الصواب في مثل هذا المعتقد؟ ففكر الحسن في ذلك، وقبل أن يجيب قال واصل بن عطاء: أنا لا أقول: إن صاحب الكبيرة مؤمن مطلقاً ولا كافر مطلقاً، بل هو في منزلة بين المنزلتين، أي: لا مؤمن ولا كافر.

وأما المرجئة فهم يقولون: صاحب الكبائر مؤمن كامل الإيمان، وإيمانه كإيمان جبريل وميكائيل؛ لأن العمل لا علاقة له به، وسواء كان عملاً صالحاً أو عملاً سيئاً، ولذلك يستوي عندهم صاحب المعصية مع صحاب الطاعة، بل المطيع دوماً يستوي عندهم مع العاصي دوماً؛ لإخراجهم العمل عن مسمى الإيمان، وأنه لا علاقة له به.

ص: 6