الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
آداب الحج
قال الله في ذكر الآداب: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة:197] ، حتى المجادلة والمناقشة لا تجوز في الحج ولو كانت في حق، اللهم إلا مناقشة في مسألة علمية، بما يصحح إحرامك وحجك وصلاتك في سفرك، وفيما يتعلق بأمر دينك دونما جدال، بل على سبيل المفاهمة، وليس على سبيل المجادلة.
ما الفرق بين المفاهمة والمجادلة؟ المفاهمة: طلب الفهم، وكل واحد من المتفاهمَين يحاول أن يفهم من غيره ويفهِّمه.
ولكن الجدل: هو أن تفتل الحبل بقوة حتى يصير صلداً، والجديلة: هي القوية؛ من برم الحبال وظفرها بعضها مع بعض.
فالجدال فيه نقاش بشدة وحدة، أما المفاهمة فعلى سبيل المعروف والأخذ والعطاء، والقصد الوصول إلى الحق.
كل من الجدال والفسق والرفث ممنوع في كل وقت؛ لكنه في الحج ألزم.
لماذا؟ إذا كان كل اثنين سيتجادلان، ويأتي عربي وأعجمي، ويأتي واسع الصدر وضيق الصدر أحمق، فإذا حصلت مجادلة مع كل اثنين تخاصما فسيصير الحج فوضى.
لكن لا، فالذين يأتون من كل فج عميق هم في حاجة إلى التآلف والتعارف.
ومن هنا وجب أن يكون عمل المسلم في الموسم كله لأداء مناسكه، أما أن نشغل وقت الموسم لغير ذلك فهذا هو العبث، وخروج بالحج عن مجاله، فضلاً عن إفساده أو تضييعه.
فالحج ملتقى للمسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، والحرم مأمن لكل من يفد إليه، حتى الطير والوحش، وكانوا في الجاهلية يحترمون ذلك، فقد كان الرجل يرى قاتل أبيه أو أخيه فلا يرفع إليه نظره، ويتركه.
لماذا؟ حرمةً للبيت، {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} [آل عمران:97] .
فإذا خرج من الحرم قلنا: شأنك به.
إذاً: آداب الحج تبدأ منذ أن تحرم، وتلتزم بتلك الآداب: والرفث هو: حديث النساء بحضرة النساء، أنتم جئتم لتحجوا أم جئتم لتتغزلوا؟! هذا لا ينبغي.
والفسوق هو: الخروج عن الطاعة، ومنه: قولهم: فسقت النواة من الرطبة، وفسقت الحبة من الرحى: خرجت عن طحنها، وخرجت النواة من رطبتها، والفسق: الخروج عن طاعة الله، والفويسقة: الفأرة تخرج ليلاً للإفساد.
فلا فسوق في اللسان: بسباب أو جدال أو قذف.
ولا فسوق في اليد: بالاعتداء وإيذاء الآمنين.
ولا فسوق في العين: بالنظر والتتطلع إلى ما لا يجوز لها.
ولا فسوق في الأذن: بالاستماع إلى ما لا يحل لها.
ولا فسوق للقدم والرجل: بالسعي إلى ما لا يجوز لها.
((وَلا فُسُوقَ)) : عامة في كل ما هو خروج عن جادة الإسلام، فمن أدى مناسك الحج على تلك الآداب كيف تكون عاقبته؟!