المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إثبات علي وابن مسعود وابن عباس أن القرآن كلام الله - شرح الاقتصاد في الاعتقاد - الراجحي - جـ ٧

[عبد العزيز بن عبد الله الراجحي]

فهرس الكتاب

- ‌[7]

- ‌إثبات صفة الكلام لله عز وجل

- ‌شبهات أهل البدع في إنكارهم لصفة الكلام والرد عليها

- ‌كلام الله للعباد بلا واسطة والدليل على ذلك

- ‌كلام الله للشهداء والدليل على ذلك

- ‌حياة الأنبياء والشهداء في الدار الآخرة

- ‌إثبات كتاب الله الذي كتبه على نفسه

- ‌معتقد أهل السنة في القرآن وذكر من خالفهم

- ‌أدلة إثبات أن القرآن كلام الله تعالى

- ‌دلالة حديث ابن مسعود في الأمر باستذكار القرآن على أنه كلام الله

- ‌كتابة القرآن في المصاحف والنظر إليه بالأعين

- ‌النهي عن السفر بالمصحف الذي فيه القرآن إلى أرض العدو

- ‌أثر عثمان في النظر إلى كلام الله في المصحف

- ‌قول عكرمة: (كلام ربي)

- ‌إجماع أئمة السلف على تكفير القائل بخلق القرآن

- ‌إثبات علي وابن مسعود وابن عباس أن القرآن كلام الله

- ‌حكاية عمرو بن دينار عن مشايخه في أن القرآن كلام الله

- ‌تكليم الله لموسى عليه السلام وقوله تعالى: (ولكن حق القول مني)

- ‌حديث خباب: (إنكم لن تتقربوا إلى الله بأفضل مما خرج منه)

الفصل: ‌إثبات علي وابن مسعود وابن عباس أن القرآن كلام الله

‌إثبات علي وابن مسعود وابن عباس أن القرآن كلام الله

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في القرآن: ليس بخالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الله منه بدأ وإليه يعود].

يقول علي رضي الله عنه في القرآن: إنه كلام الله وليس بخالق ولا مخلوق.

يعني: أنه صفة من صفاته، فالقرآن صفة الله، وليس خالقاً ولا مخلوقاً، (ولكنه كلام الله منه بدأ وإليه يعود) وهذا يعني أن القرآن بدأ من الله، أي أن الله تكلم به، (وإليه يعود) أي: يرفع القرآن في آخر الزمان من الصدور ومن المصاحف، قال الإمام أحمد رحمه الله:(كلام الله من الله ليس ببائن منه).

وشيخ الإسلام رحمه الله بين معنى كلام الإمام أحمد فقال: معنى قول الإمام أحمد هو معنى قول السلف: القرآن كلام الله منه بدأ ومنه خرج وإليه يعود.

وليس معنى قول السلف والأئمة: إنه منه خرج ومنه بدأ أنه خرج منه وحل في غيره، فإن كلام المخلوق إذا تكلم به لا يخرج منه ويحل في غيره، فكيف بكلام الله؟! فمقصود السلف الرد على الجهمية الذين يزعمون أن القرآن خلقه الله في غيره، فيكون قد ابتدأ وخرج من ذلك المحل الذي خلق فيه لا من الله، كما تقول الجهمية: كلام الله لموسى خرج من الشجرة، وهو مخلوق في الشجرة، وهو قوله تعالى:{يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [القصص:30]، ولا يقول هذا عاقل.

فبين السلف والأئمة أن القرآن من الله بدأ وخرج، فقولهم:(إنه منه بدأ) يعني أنه تكلم به وليس مخلوقاً في غيره، (وإليه يعود) يوم القيامة، أي: في آخر الزمان، وهو من أشراط الساعة الكبرى، ويكون ذلك بعد خروج المهدي والدجال ويأجوج ومأجوج وعيسى بن مريم والدخان وطلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة، فينزع القرآن من المصاحف ومن صدور الرجال إذا ترك الناس العمل به، فيصبحون لا يجد الواحد في صدره آية ولا يجدون في المصاحف شيئاً من القرآن، وهذا معنى قولهم:(وإليه يعود).

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقال عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود: القرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود].

وهذا الأثر عن عبد الله بن عباس وابن مسعود مثل أثر علي بن أبي طالب، وفيه الرد على الجهمية والمعتزلة الذين يقولون: إنه مخلوق.

ص: 16