المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الأصول التي اعتمد عليها مذهب المعتزلة - شرح الحموية - يوسف الغفيص - جـ ٤

[يوسف الغفيص]

فهرس الكتاب

- ‌شرح الحموية [4]

- ‌سبب مقالة: طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم

- ‌نظرية المجاز في اللغة والخلاف فيها

- ‌حقيقة موقف شيخ الإسلام من نظرية المجاز

- ‌علاقة المعتزلة بنظرية المجاز في اللغة

- ‌نقد أدلة مذهب المعتزلة

- ‌اعتماد المعتزلة على أدلة مجملة في الكتاب

- ‌حقيقة أدلة المعتزلة في نفي الرؤية

- ‌الأصول التي اعتمد عليها مذهب المعتزلة

- ‌كذب المعتزلة والأشاعرة على طريقة السلف

- ‌سبب خطأ الأشاعرة في فهم طريقة السلف

- ‌فساد الأدلة العقلية التي اعتمد عليها أهل البدع

- ‌كل من استدل بدليل سمعي على بدعة فإن ذلك الدليل يدل على رد بدعته

- ‌أنواع الأدلة العقلية التي اعتمد عليها مخالفو السلف

- ‌أدلة عقلية تفصيلية

- ‌أدلة عقلية رئيسية

- ‌الأدلة العقلية الرئيسية التي اعتمد عليها مخالفو السلف

- ‌دليل الأعراض

- ‌دليل التخصيص

- ‌دليل التركيب

- ‌ما يلزم من يقول: طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم

- ‌تناقض مقالة: طريقة السلف…مع حال الخلف

- ‌اضطراب الشهرستاني وحيرته

- ‌اضطراب الرازي وحيرته

- ‌اضطراب الجويني وحيرته

- ‌اضطراب الغزالي وحيرته

- ‌من دلائل بطلان مذاهب المتكلمين رد كل طائفة منهم لمقالة الأخرى

- ‌من أوجه فساد مقولة: طريقة السلف

- ‌قاعدة: الإسناد من الدين وعلاقتها بهذا الباب

- ‌ملخص المقصد الأول من مقاصد الرسالة الحموية

- ‌اعتبار أصول الدين بالكتاب والسنة والإجماع

- ‌تلقي الصحابة لأصول الدين وفقههم لها وتبليغهم إياها

- ‌اضطراب أقوال المخالفين وتناقضها واختلافها

- ‌علم الكلام علم مولد ليس من علوم الإسلام

الفصل: ‌الأصول التي اعتمد عليها مذهب المعتزلة

‌الأصول التي اعتمد عليها مذهب المعتزلة

المحصل من هذا: هو أن المعتزلة ركبوا مذهبهم من أصلين:

الأصل الأول: وهو الذي حصلوا به المذهب، وهو الدلائل الكلامية.

الأصل الثاني: وهو الذي تأولوا به القرآن، وهو النظرية المجازية.

ولهذا لو قال قائل: إن مذهب المعتزلة وكذا الأشاعرة -فيما يوافقون فيه المعتزلة كباب الصفات الفعلية- محصل بفهم لغوي، وقد عرف كثير من المعتزلة بالحذق في اللسان العربي، فهم فهموا القرآن بحسب كلام العرب؛ ولهذا لا يؤاخذون في قولهم؛ فإننا نقول: هذا الترتيب من جهة النظام العلمي غير صحيح؛ لأن المعتزلة أولاً رتبوا المذهب وحصلوه وانتهت نتيجته عندهم قبل النظر في المسألة اللغوية، فهم رتبوه ترتيباً عقلياً، حيث بنوه على دليل الأعراض، أما القضية اللغوية فقد استدعوها بعد انتهاء المذهب إلى نفي الصفات، لدرء التناقض بين المذهب والقرآن، فتأولوا القرآن بالمجاز.

إذاً: لم يتكون مذهب المعتزلة بدلالة اللغة، إنما بدليل عقلي، وأخص الدلائل التي اعتبرتها المعتزلة دليل الأعراض وهو دليل عقلي فلسفي يقوم على مقدمات فلسفية، بل ألفاظه -أصلاً- لم تعرف عند العرب بنفس المقاصد التي قصدها المعتزلة، وسيأتي إن شاء الله ذكره.

المهم: أن ما يشيعه الكثير من أن مذهب المعتزلة مذهب بني على فهم لغوي في القرآن لمسألة الصفات ..

هذا غلط محض، فإن المعتزلة إذا أرادوا تقرير المذهب في كتبهم فإنهم يدخلون من جهة الدلائل الكلامية، وإذا انتهى تقرير المذهب يبقى المعارضة القرآنية للنتيجة، فيستدعون هنا مسألة اللغة عبر نظرية المجاز.

وهذا حتى لا يقول قائل -كما يقول البعض ممن يتكلم في هذا أو يصنف في هذا، ولا سيما بعض الباحثين من المعاصرين-: أن السلف فهموا آيات الصفات من خلال لسان العرب، والمعتزلة فهموا آيات الصفات من خلال لسان العرب؛ فإن هذا غلط محض، فإن المعتزلة لم تستخدم اللسان العربي إلا كجواب عن معارضة القرآن لنتيجتهم التي حصلوها تحصيلاً كلامياً فلسفياً.

ص: 9