الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجوب حب النبي صلى الله عليه وسلم
يجب على المسلم أن يحب النبي صلى الله عليه وسلم؛ وذلك لأن الله تعالى أنقذه على يديه، أنقذ جميع الخلق، وأنقذ هذه الأمة على يدي هذا النبي صلى الله عليه وسلم، فلأجل ذلك يجب أن يحبوه، وأن يقدموا محبته على كل شيء، قال النبي صلى الله عليه وسلم:(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)، وقال له عمر:(والله إنك لأحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال: لا يا عمر، حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال: والله إنك لأحب إلي من نفسي، فقال: الآن يا عمر) ولا شك أنه عليه الصلاة والسلام أهل لأن يحبه المؤمنون الذين أنقذهم الله بواسطة دعوته، وأخرجهم به من الظلمات إلى النور، وأنقذهم به من الغواية، وبصرهم بواسطته إلى طريقة الهداية والحق، فلذلك يقدمون محبته على كل شيء.
وفي هذا الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار) ، أخبر بهذا؛ لأن هذه الثلاث لابد منها حتى يجد بها المسلم حلاوة الإيمان، بدأها: بأن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، يعني: من النفس ومن المال ومن الأهل والوالد، ومن القريب والبعيد، ومن كل شيء حتى من نفسه، ومعلوم أنه إذا حصلت له هذه المحبة تبعها غيرها، فإذا أحب الله تعالى، وأحب رسوله صلى الله عليه وسلم تبعتها الخصلتان الباقيتان، تبعها محبة ما يحبه الله، وتبعها كراهة ما يكرهه الله، فالثلاث متلازمة مترابطة.
والخصلة الثانية: أن يحب المرء لا يحبه إلا لله، معلوم أن من أحب الله أحب ما يحبه الله، بل العادة أن إنساناً إذا أحبك أحب كل من تحبه، فأنت مثلاً إذا أحببت زيداً، أحببت من يحبه زيداً؛ وذلك لأنك وثقت به، وصار له قدر في قلبك، وصارت له منزلة، فصرت توقره وتحبه، فإذا رأيته يؤثر عملاً آثرت ذلك العمل معه، وإذا رأيته يجتنب شيئاً اجتنبته؛ لأنك تثق به وتعرف أنه لا يفعل إلا ما هو خير، ولا يتجنب إلا ما فيه ضرر، فكيف بما يكرهه الله تعالى؟! لا شك أنك تكرهه، كيف بما يُحرّمه ويبغضه؟! لا شك أنك تبغضه، كيف بمن يحبهم الله تعالى من الأشخاص؟! لا شك أنك تحبهم.
وقد تقول: لكن الله تعالى قد ذكر أن المؤمنين يحبون المنافقين ظاهراً، في قوله تعالى في سورة آل عمران:{هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ} [آل عمران:119] فهؤلاء الصحابة الذين يحبون الله ويحبون الرسول، ويؤثرونه على أنفسهم، ويفدونه بأرواحهم، كيف يحبون المنافقين؟!
الجواب
لأنهم يظهرون الإسلام، ويبطنون الكفر، ويخفون عقيدتهم، فيبطنون ما هم عليه من الضلال والبغضاء، الذي هو بغض الله، وبغض رسوله، وبغض الصحابة، وبغض المؤمنين، ولا يبدون ذلك، إنما يظهرون أنهم من أولياء الله، وأنهم من أحبابه، فلأجل ذلك وثق بهم المؤمنون فصاروا يحبونهم، يعني: تحبونهم؛ لأنهم يحبون الله ظاهراً، تحبونهم؛ لأنه يظهرون لكم محبة الرسول، وأنتم تحبون الرسول، ومحب المحبوب محبوب، ولكن هم لا يحبونكم؛ لأنكم تحبون الرسول، وهم يبغضونه، ومحب المبغوض مبغوض، فلما صرتم على يقين وعلى عقيدة من محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وهم على الضد من ذلك يبغضونه، وأبغضوكم؛ لأنكم تحبون مبغوضهم.
إذاً: عليك أن تحب من يحبه الله، وتبغض من يبغضه الله، وتظهر عليك آثار هذه المحبة، ولا شك أن لها آثاراً، ومن آثارها: الولاء والبراء العطاء والمنع التقريب والإبعاد، فمن أحببته أعطيته، ومن أبغضته حرمته، ومن أحببته قربته، ومن أبغضته أبعدته، وابتعدت عنه، ومن أحببته واليته، ومن أبغضته عاديته.