المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معتقد أهل السنة في رؤية الله تعالى بالعين في الدنيا - شرح العقيدة الواسطية - عبد الرحيم السلمي - جـ ١٤

[عبد الرحيم السلمي]

الفصل: ‌معتقد أهل السنة في رؤية الله تعالى بالعين في الدنيا

‌معتقد أهل السنة في رؤية الله تعالى بالعين في الدنيا

ومن المسائل التي بحثها العلماء فيما يتعلق بالرؤية: رؤية الله عز وجل في الدنيا بالعين.

فرؤية الإنسان لله عز وجل في الدنيا بعيني رأسه غير حاصلة بالنسبة لعامة المسلمين والمؤمنين.

وقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن الله عز وجل لا يُرى في الدنيا بالعين واستدلوا على ذلك من القرآن ومن السنة.

فمما جاء في القرآن: قول الله عز وجل: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف:143]، فهذه الآية تدل على أن الله عز وجل لا يُرى في الدنيا بالعين التي تكون في الرأس.

ووجه الدلالة من ذلك: أن موسى طلب الرؤية في الدنيا، عندما كلمه ربه فطمع في رؤيته، فطلب هذا الطلب، وهذا يدل على أن الله عز وجل يمكن أن يرى، وهي من الأدلة التي استدل بها أهل السنة على: أن الله عز وجل يمكن أن يرى وقد قال الله عز وجل: {لَنْ تَرَانِي} [الأعراف:143].

فبين أنه لا يراه الإنسان في الدنيا بالعين الحقيقية، قال تعالى:{وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف:143].

ومما يدل على ذلك أيضاً: ما ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت)، فقوله:(حتى يموت)، يعني: في الدنيا، فلن يرى الإنسان الله عز وجل في الدنيا بعينه حتى يموت، وهذا الحديث رواه مسلم في صحيحه.

وهذه المسألة مما اتفق عليها أهل السنة والجماعة، وخالف فيها الصوفية، فإنهم قالوا: إنه يمكن أن يرى الله عز وجل في الدنيا، ولهم حكايات وقصص يروونها في كتبهم على أنها من الكرامات، وأن بعض أوليائهم رأوا الله عز وجل، وهذه كلها من الخرافات والأباطيل التي يرويها الصوفية في العادة.

ص: 3