المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فساد الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي - شرح العقيدة الواسطية - عبد الرحيم السلمي - جـ ١٨

[عبد الرحيم السلمي]

فهرس الكتاب

- ‌العقيدة الواسطية [18]

- ‌الإيمان بالقدر وأدلة وجوبه

- ‌كتب مصنفة في موضوع القدر

- ‌حقيقة العبد بين كونه مسيرًا ومخيرًا

- ‌حقيقة القضاء والقدر والفرق بينهما

- ‌الشر في المقدورات وحكمته وحكم إضافته إلى الله تعالى

- ‌منشأ ضلال الجبرية والقدرية في خلق الشرور

- ‌مراتب القدر

- ‌مرتبة العلم

- ‌مرتبة الكتابة

- ‌المراد بالقلم المكتوب به ما هو كائن إلى يوم القيامة

- ‌الجمع بين سبق كتابة القرآن الكريم في اللوح المحفوظ وتكلم الله به حال التنزيل

- ‌سبق كتابة كل مقدور

- ‌أنواع الكتابة

- ‌الكتابة لا تدل على الجبر

- ‌فساد الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي

- ‌مرتبة المشيئة

- ‌العلاقة بين المشيئة والأمر والنهي الشرعيين

- ‌أقسام الإرادة

- ‌مرتبة الخلق

- ‌وجه نسبة العمل إلى العبد مع أن الله تعالى خالقه

- ‌بيان ضلال القدرية والجبرية في أفعال العباد

- ‌أحاديث القدر من صحيح الإمام البخاري

- ‌حديث عبد الله بن مسعود في مراحل الخلق وكتابة الملك

- ‌حديث أنس فيما يكتبه الملك الموكل بالرحم في بطن الأم

- ‌حديث عمران بن حصين وغيره في سبق علم الله تعالى بأهل الجنة والنار

- ‌حديث ابن عباس في سبق علم الله تعالى بما كان سيعمله أولاد المشركين

- ‌حديث أبي هريرة في نهي المرأة عن سؤال طلاق أختها

- ‌حديث أسامة بن زيد في مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنته حال احتضار ابنها

- ‌حديث أبي هريرة في احتجاج آدم وموسى عليهما السلام

- ‌الأسئلة

- ‌حكم من يقول: إنه كافر، وهو يعرف معنى ما يقول

- ‌أثر الهم والحزن من ضيق الرزق على الإيمان بالقدر

- ‌الجمع بين دراسة القدر ونهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الخوض فيه

- ‌درجة ثبوت سؤال عمر ربه تعالى كتابته في ديوان السعداء ومحوه من ديوان الأشقياء إن كان شقياً

- ‌انتفاء وصف الفساد عن الإرادة المخلوقة في العبد

- ‌كيفية نزول القرآن

- ‌كيفية التصبر عند نزول المصائب إذا لم تحتمل

- ‌الحكمة من كتابة الملائكة للحسنات والسيئات مع سبق كتابتها في اللوح المحفوظ

الفصل: ‌فساد الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي

‌فساد الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي

ولهذا من يحتج بالقدر فحجته أفسد حجة.

مثل العاصي الذي يقول: إن الله كتب علي ألا أصلي، فإذا سألناه: وكيف علمت أن الله كتب عليك ألا تصلي؟ فهل أطلعك على الغيب، أو جاءك ملك من الملائكة وأخذك من الأرض وصعد بك إلى السماء فدخلتها ورأيت اللوح المحفوظ مكتوباً فيه: إنك لا تصلي؟ فهذا كذب.

وإنما أنت الذي تركت الصلاة برغبتك.

وهو سبحانه لم يكتب أنك ستترك الصلاة بعد أن انتهيت من تركها، وإنما كتبها قبل أن تتركها؛ لأنه علم أنك ستتركها فكتبها سبحانه وتعالى.

فهل تركك للصلاة أجبرك الله عليه؟ كلا، لم يجبرك عليه، وإنما كتب ذلك لأنه علم أنك ستتركها.

يتلخص من هذا: أن مدار موضوع القدر هو الإيمان بالعلم، فعندما يؤمن الإنسان أن الله عز وجل يعلم مستقبل الأمور وما سيختاره العبد فحينئذ تزول هذه الشبهة منه.

ونضرب لذلك بمثال محسوس: إذا كان عندنا كتاب فبإمكاننا أن نفتحه أو نتركه مغلقاً؛ لأننا مختارون، ولسنا ملزمين بشيء معين.

وبعد لحظات لا أحد يعلم هل سنفتحه أم لا، ولكن الله يعلم ذلك.

فإذا لم نفتحه، وقبل أن نتكلم بهذا كان الله قد كتب سبحانه وتعالى: أننا سنقول: هل سنفتح الكتاب أو لا؟ ثم سنختار عدم فتحه ولم يجبرنا أحد على ذلك، وإنما كتبه الله؛ لأنه عليم بما سنفعل، وعلمه واسع شامل.

فبهذه الصورة نفهم هذا الموضوع، وحينئذ فلن يحتج علينا المحتج بأنه مجبور على فعله، بل هو مختار كما بينا.

ص: 16