المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الكلام على تنزيل القرآن: - شرح العقيدة الواسطية - عبد الكريم الخضير - جـ ٣

[عبد الكريم الخضير]

الفصل: ‌الكلام على تنزيل القرآن:

لا لا، هناك أمور، الأمور تتفاوت، يا أخي فرق بين أن ينتهب المال أو يسرق من شخص بعينه لا بد من إعادته ولو ذهبت عينه لا بد من إعادته، وبين شخص بذل ماله ببيع وشراء، هل هذا يستحق رد؟ شخص فجر بامرأة بمقابل، زنى بامرأة بمقابل، نقول: هذا مهر البغي خبيث رجع عليه ماله، ما يقول بهذا أحد من أهل العلم أبداً، نقول: مال كسب خبيث تخلصي منه، لكن تفترض أنه ذهب أنفقه على أولاده أنه اشترى به بيوت وسكنها، من تمام التوبة أن يتخلص، لكن هل معنى هذا أننا إذا رأينا أنه لن يتوب إذا قلنا له تخلص من أربعة بيوت كل بيت مملوء من الناس، يعني مثل ما قلنا مثل التوبة من الربا، لا شك أن الإعانة على التوبة -لا سيما إذا كانت الأموال أخذت من طيب نفس-، أما إذا أخذت قهر لا بد من إعادته؛ لأنه يترتب على إعادتها أن نقول: أن من زنا يعاد عليه المهر هذا، ومن اشترى مخدرات يعاد عليه فلوسه ما هو بصحيح، ما يقول بهذا أحد أبداً، الذي بذل بطوعه واختياره يفوت عليه، قررنا في أكثر من مناسبة أن لو وجد شخص غرر بامرأة عفيفة وراودها ورفضت فأغراها، وهي مَدِينة ومحتاجه، وعندها أطفال، المقصود أنها مضطرة لمثل هذا الأمر، كما في قصة الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار، تحت وطأة الضرورة قبلت بمبلغ كبير من المال، وقال لها يريد أن يزني بها بمبلغ مائة ألف مثلاً، ووافقت تحت ضغط الظروف، ثم لما انتهى قال: والله كسب الحجام خبيث، لا يجوز أدفع الخبيث أنا، نقول: أنت الخبيث، ادفعه وأنت باتشوف الجادة، ثم بعد ذلك لا تمكن منه؛ لأنه خبيث، فيؤخذ منهم، يفوت عليهم، أما إذا قلنا على أن العقد باطل ويرجع إلى صاحبه معناه كل الناس بيسون هذا، وهذا يغريهم بالاستمرار بالمعاصي.

‌الكلام على تنزيل القرآن:

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:

ص: 8

وقوله: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} [(155) سورة الأنعام] وقوله: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [(21) سورة الحشر] وقوله: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ * وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ} [(101 - 103) سورة النحل].

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى- بعد أن قرّر أن القرآن كلام الله، بين في هذه الآيات أن الله -جل وعلا- قد نزل القرآن، وأن القرآن منزلٌ من قبل الله -جل وعلا-، ولذا في عقيدة أهل السنة والجماعة يقولون: منه بدأ، وإليه يعود {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} [(155) سورة الأنعام] هذا إشارة إلى القرآن، {وَهَذَا كِتَابٌ} يعني مكتوب، مكتوبٌ في اللوح المحفوظ، وبالصحف التي بأيدي السفرة، وهو مكتوبٌ أيضاً في المصاحف، فهو كتابٌ، يعني مكتوب {أَنزَلْنَاهُ} أنزله الله -جل وعلا- بواسطة جبريل عليه السلام على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام.

والوحي يأتي للنبي عليه الصلاة والسلام على أنحاء كما جاء في الحديث الصحيح في البخاري وغيره، يقول:((أحياناً يأتي مثل صلصلة الجرس، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً)) وأحياناً -وهذا نادر- يأتي الملك على هيئته، وأحياناً ينفث في روعه عليه الصلاة والسلام.

ص: 9

{وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} بركة القرآن لا تنتهي، فهو مبارك من كل وجه، وعلى أي حال، فمجرد قراءته متعبدٌ بها، التي لا تكلف شيئاً، وبكل حرف عشر حسنات، إذا قرئ القرآن يحصل للقارئ على كل حرف في مقابل كل حرف عشر حسنات، هذا أقل تقدير، والله يضاعف لمن يشاء، فأقل ما يحصل للقارئ في الختمة الواحدة قراءة القرآن مرة واحدة على أكثر من ثلاثة ملايين حسنة، هذا إذا قلنا أن المراد بالحرف حرف المبنى، وإلا فالخلاف موجود: هل المراد بالحرف حرف المعنى أو المبنى؟ لكن المرجح حرف المبنى.

وهذه من بركاته، من بركاته أنه شفاء لأمراض القلوب، ولأمراض الأبدان، فمن قرئت عليه الفاتحة برئ من اللدغة كأنما نشط من عقال، كأنه ما أصيب، فالبركة فيه من كل وجه، من تدبره ورتله، وقرأه على وجهٍ مأمور به، هداه الله، من يريد ويروم الهدى فإنه هنا في قراءة القرآن على الوجه المأمور به، من يريد زيادة الإيمان والطمأنينة وانشراح الصدر فعليه بقراءة القرآن، من يريد النور التام في الدنيا والآخرة فعليه أن يتمسك بالقرآن.

{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ} [(21) سورة الحشر] يعني افترض أن القرآن ما نزل على بني آدم من البشر نزل على جبل من الجبال الصلبة، يقول -جل وعلا-:{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا} [(21) سورة الحشر] متشققاً {مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [(21) سورة الحشر] لكن مع الأسف أن كثيراً من المسلمين لا يحرك فيهم ساكن، لا يحرك فيهم شعرة.

جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((شيبتني هود وأخواتها)) الحديث مختلف فيه، حكمه مثل به كثيرٌ من أهل العلم الحديث المضطرب، وإذا أمكن ترجيح بعض الوجوه انتفى الافتراض كما قرره ابن حجر، فهو حينئذٍ حديث حسن، فمن منا من تؤثر فيه سورة هود؟ من منا من تؤثر فيه سورة هود؟

ص: 10

وهذا شيء مرَّ علينا، ومرَّ على غيرنا، أنا بدأت بسورة يونس، ولم أفق إلا وأنا في سورة يوسف، يعني بدون مبالغة يعني، والله -جل وعلا- يقول: عن هذا الكتاب: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [(21) سورة الحشر] من منا من يؤثر فيه قول الله -جل وعلا-: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [(8) سورة المدثر] ولما سمعها زرارة بن أوفى أو قرأها في الصلاة مات، صعق فمات، نحن نقول: هذه أساطير، بعض الناس ينفي مثل هذا، وحجتهم في النفي أن هذا القرآن نزل على قلب محمد عليه الصلاة والسلام أتقى الناس، وأخشى الناس، وأورع الناس، ومع ذلك لم يحصل له مثل هذا، صحابته الكرام أبو بكر الذي لا تسمع قراءته من البكاء ما حصل له مثل هذا، وابن سيرين، يقول: ضعوا هؤلاء على جدار، فإن سقطوا من الجدار فهم صادقون، يعني كأنه يقول: إن هؤلاء ممثلون، لا حقيقة لصنيعهم، وجمعٌ من أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام يقرر أن هذا حاصل وصحيح، وثابت عمن نسب إليه، إذاً كيف ما حصل للنبي عليه الصلاة والسلام؟ ولا لأصحابه الذين هم خيار الأمة؟! يقول: القرآن ثقيل بلا شك، ولو نزل على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً، هذا كلام الله -جل وعلا-، نزل على قلبٍ قوي قلب محمد عليه الصلاة والسلام فتحمله، قوي يتحمل هذا القول الثقيل، وقل مثل هذا في أصحابه، ي-هم يستشعرون عظمة هذا القرآن، لكن لقوة قلوبهم ما يحصل لهم هذا الخلل، يعني هذا نقص خلل، يعني ما حصل في عصر التابعين مما ذكر من القصص كثيرٌ منها ثابت لا شك أنه ضعف أمام هذا القوي، يعني القلوب ضعفت عن تحمل هذا القوي فحصل ما حصل، يعني نزل على قلب محمد عليه الصلاة والسلام قلب قوي يتحمل هذا الكلام القوي مع الاستشعار يتحمل مع الاستشعار، وكذلك صحابته الكرام، لكن جاء بعدهم التابعون مع هذا الاستشعار، يستشعرون عظمة القرآن وقوة القرآن مع أن قلوب بعد الصحابة ضعفت، ما حصل التوازن، يعني قوي مع قوي يتحمل، لكن قوي مع ضعيف ما يتحمل، ثم بعد ذلك إذا تجاوزنا القرون المفضلة انقطع هذا الأمر، صار الإنسان يقرأ القرآن، ويسمع القرآن، ولا يؤثر فيه، هل نقول: أن

ص: 11

القلوب قويت أو ما زالت ضعيفة؟ القلوب ضعيفة، لكنها ما تستشعر عظمة هذا القرآن، فاستشعار عظمة هذا القرآن ضعف في قلوب الناس، ولذلك لو حصل لمثل هؤلاء أدنى مصيبة في ماله أو في بدنه أو في ولده عرفت كيف ضعف هذه القلوب؟ هو جرى علينا وعلى غيرنا أمور هي محاك واختبارات والنتيجة صفر، وإن كانت الأمة لا تخلو من الكبار من الرجال العظماء الذين يتحملون مثل هذه الامتحانات ويتجاوزونها.

والعام الماضي كان واحد من المشايخ عنده محاضرة بعد صلاة العشاء تنتهي في الحادية عشرة، ولي معه موعد جلسنا معه بعد المحاضرة ساعة، ولم يتغير من وضعه شيء، هو الشيخ الذي عرفناه سابقاً ولاحقاً، ثم لما خرجنا منه وصلنا السكن اتصل علينا أن الشيخ حصل له العصر، يعني قبل المحاضرة، وقبل لقاءنا أن ابنه الأكبر سقط مغمياً عليه، وذهب به إلى المستشفى، ولم يتوصلوا إلى نتيجة، من يتحمل مثل هذا؟ لكنه اليقين، وعموم الناس كل واحدٍ يعرف نفسه، ومقدار قلبه، والله المستعان.

هذا القرآن لو نزل على جبل، لو أنزله الله -جل وعلا- على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً، عجوز في السبعين أو في الثمانين من عمرها، تذهب إلى المستشفى، ويقرر لها عملية، حصوات في المرارة، أو في الكلى، المقصود أنه يقرر لها عملية، فخرجت من المستشفى لتستخير، ثم رجعت إليهم من الغد، فحلل لها، ووجد أن الحصى نزل، طيب ماذا صنعت هي؟! ما هي بعادة ينزل الحصا من هذا المكان الذي هو فيه، لا بد من الاستئصال، قالوا: أيش صنعتِ؟ قالت: والله ما سويت إلا كأس من ماء زمزم نفثت فيه قرأت فيه الفاتحة والمعوذتين، ونزل الحصا، قالوا لها: عجيب، قالت: نعم. والله -جل وعلا- يقول: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا} [(21) سورة الحشر] هذه حصوات صغيرة جداً كيف لا تتفت من القرآن؟ وأيضاً لكنه اليقين والإيمان، والله المستعان.

ص: 12

{لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [(21) سورة الحشر] والشاهد في قوله: {لَوْ أَنزَلْنَا} لكنه أنزل على هذه القلوب، قلوب أتقى الناس، وأخشاهم، وأعلمهم بالله -جل وعلا-، وأعرفهم به محمد عليه الصلاة والسلام وأمته، واعترى الأمة من الضعف ما اعتراها، حتى أن قراءة القرآن، وسماع القرآن، وغير القرآن على حدٍ سواء، وبعض الناس يتأثر من بعض المواعظ، أو بعض القصائد أكثر من تأثره بالقرآن، ورأيتم ماذا يصنع الناس في يوم ختم القرآن؟ تجد القرآن يقرأ على مدى ثلاثين ليلة من ليالي رمضان، ما يؤثر في كثيرٍ من الناس، ثم إذا جاء الختم سمعت البكاء والصراخ من بعض الناس؟ لكن القرآن إنما يؤثر من يخاف الوعيد {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} [(45) سورة ق].

في هذه السنة في المسجد الحرام، في ليلة من الليالي، هي ليلة سبعة وعشرين، وفي قنوت القنوت بعد التهجد في القنوت، سمعنا صراخاً عالياً، بكاء شديد، ثم بعد أن انتهت الصلاة وسلمنا، قال هذا الذي سمع منه البكاء: ماذا تسمون هذه؟ حافظة الشاي أو القهوة التي تمنعها من البرودة؟ قال: نسميها ثلاجة، قال: يا أخي أنت ما تفهم، ثلاجة وتحفظ الحرارة، قل: ترمس، قال: لا، نحن نسميها ثلاجة، وهذا الاصطلاح ولا مشاحة، قال: ترمس وإلا كذا، وإلى أن صارت شجار ونزاع بعد البكاء الذي سمعناه قبل ثلاث دقائق.

يا إخوان المسألة تحتاج إلى مراجعة وإلى إعادة نظر، وهل هذا بكاء حقيقي؟ يعني من يقرأ القرآن ويبكي، سمعنا -ولله الحمد- من يبكي في القرآن، لكن هل لهذا البكاء أثر؟ يعني تجده في أول الآية، وفي آخرها الصوت يعني متأثر، لكن الآية التي تليها ما كأنه مرَّ به آية وعد أو وعيد، يعني لا بد من إعادة النظر، السلف إذا بكاء في الليل يعاد في النهار، الواحد منهم.

ص: 13

والله -جل وعلا- يقول: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [(21) سورة الحشر] فإلى الله المشتكى، يعني نعاني معاناة شديدة من هذا الأمر، يعني لو أن أحداً يقرأ -وأنا أتحد عن نفسي- أقرأ في المصحف، وفي اليمين صفحة وفي اليسار صفحة، يتحرك الباب أو النافذة لا تدري أنت في أعلى الصفحة اليمنى أو في آخر اليسرى. فالمسألة تحتاج إلى علاج ومعاناة، تحتاج إلى إعادة نظر، والله المستعان.

يقول الله -جل علا-: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ} [(101) سورة النحل].

الطالب:. . . . . . . . .

يقرأ على الماء، ويقرأ على غيره مما يمكن استعماله، والقراءة على الماء.

الطالب:. . . . . . . . .

هو إذا كان الداء في الجوف، وأريد أن تصل هذه القراءة إلى الجوف، لا مانع أن يقرأ في عسل، أو في زيت أو ما أشبه ذلك.

الطالب:. . . . . . . . .

الشيخ ابن باز رحمه الله سئل عن القراءة في الماء، فقال: تجوز، ومأثور عن عائشة، واستدل له بحديث عند البيهقي وغيره، حديث المعيون، حيث نفث له في الماء.

الطالب:. . . . . . . . .

فيه نص، لكن نسيته، الآن ما أستحضره.

الطالب:. . . . . . . . .

ما يمنع أن يكون غيره مثله، الحكم واحد.

الطالب:. . . . . . . . .

حسي ومعنوي.

الطالب:. . . . . . . . .

يعني إذا كان المرض عضوي وإلا نفسي؟ لا لا يؤثر في المرض العضوي ما في إشكال أبداً الطالب:. . . . . . . . .

على كل حال، ويش معنى الاستعداد؟ الاستعداد يعني يستطيع أن يقوي قلبه أكثر؟ لا.

ص: 14

يقول الله -جل وعلا-: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ} [(101) سورة النحل]{وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ} وهذا الشاهد {قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ} يعني كذاب، تأتينا اليوم بكذا، وتأتينا غداً بكذا، يزعمون أن التغيير والتبديل من عنده عليه الصلاة والسلام، {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [(101) سورة النحل] حقيقة الأمر، وأنه من عند الله -جل وعلا-.

وأهل العلم يقولون: لو كان مفترياً -وحاشاه من ذلك- ما حصل هذا التبديل، وهذا التغيير؛ لأن هذا التبديل وهذا التغيير مثار تهمة، ومثل هذا المفتري لا يريد أن يتهم، والمفتري لا يريد أن يتهم، يريد أن يسد جميع منافذ الاتهام، فإذا كان يحصل هذا التبديل وهذا التغيير من قبل الله -جل وعلا-، وينزل على نبيه عليه الصلاة والسلام ويخبرهم اليوم بشيء، ثم ينسخ بعد ذلك ويغير ويبدل، والمفتري الحقيقي لا يريد أن يتهم بشيء، فهو يسد منافذ الاتهام، فلو كان من عنده ما فعل هذا، فدل على أنه من عند الله -جل وعلا-.

ص: 15

{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [(102) سورة النحل]{نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ} نزله: يعني نزل به، يحمله روح القدس، وهو جبريل عليه السلام، والقدس التطهير؛ لأنه مطهر من أدران الذنوب، {مِن رَّبِّكَ} من الله -جل وعلا-، {بِالْحَقِّ} هذا التنزيل إنما هو بالحق لا بالباطل، والله -جل وعلا- هو الحق وكلامه حق، والتنزيل بالحق {لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [(102) سورة النحل] يثبت الذين آمنوا، ووجوه التثبيت في القرآن كثيرة جداً، يعني إذا نزل ما يصدقه الواقع، حصل قصة، ثم نزل في هذه القصة من الوحي ما يؤيدها أو ما ينفيها، هذا تثبيت من الله -جل وعلا- لمن حضر هذه القصة، ولمن سمع هذه القصة {لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} يثبتهم؛ لأنه مطابق للواقع، وفي قصة المجادلة فيما تقول عائشة رضي الله عنها، لا شك أن هذا تثبيت، وأنه دليل أنه من عند الله -جل وعلا-، يعني عائشة أقرب ما تكون إليهم ما تسمع، ثم ينزل الوحي من فوق سبع سماوات، مبينة للحكم، ذاكراً أصل القصة، لا شك أن مثل هذا تثبيت.

وفي كل يومٍ يُطّلع على سر من أسرار القرآن التي يثبت الله بها عباده الذين آمنوا، لكن لو قرأنا لقرآن على الوجه المأمور به عرفنا هذا، {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} مع الأسف أن أكثر المسلمين، وهم يقرؤون القرآن لا يعلمون وجوه هذا التثبيت، لا يعلمه إلا من عاناه ممن قرأه على الوجه المأمور به، {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [(102) سورة النحل] هدى لا شك أن فيه الهداية؛ لأنه هو الصراط المستقيم، كما جاء في تفسير السلف أنه القرآن هو الذي يهديهم وهو الذي يدلهم، {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [(9) سورة الإسراء] فالقرآن هدى في مطلع سورة البقرة {ألم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} [(2) سورة البقرة] هدى فالقرآن هدى.

ص: 16

{وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ * وَلَقَدْ نَعْلَمُ} [(102 - 103) سورة النحل] قال -جل وعلا-: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} الكفار يعرفون أن النبي عليه الصلاة والسلام لا يقرأ ولا يكتب، ولم يطلع على كتب الأمم الماضية، إذاً كيف يتهم؟ نقول: لا، يأتيه من يعلمه من البشر، وعينوا شخصاً، قالوا: إنه هو الذي يعلم النبي عليه الصلاة والسلام، {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} [(103) سورة النحل] لكن الله -جل وعلا- رد عليهم بقوله:{لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ} [(103) سورة النحل] يعني هذا القرآن النازل على محمد عليه الصلاة والسلام الذي يبلغكموه لسانٌ عربيٌ مبين، وهذا الرجل الذي تقولون إنه يعلم النبي عليه الصلاة والسلام أعجمي، والأعجمي لا ينطق بالعربية، ولو كان أصله عربياً، بخلاف العجمي المنسوب إلى العجم، فهذا نسبته إلى العجم يعني غير العرب، ولو نطق بالعربية؛ لأنه قد يقول قائل: ثم ماذا إذا كان أعجمي؟ سيبويه أعجمي، وإمام من أئمة العربية ما يمكن أن يقال هذا؟ جلُّ أئمة اللغة أعاجم، فهل يكون فيه رد {لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ} أعاجم لكنهم أئمة في العربية، فمن ينطق بالعربية لا يقال له أعجمي، ولو كان من العجم، يقال له: عجمي بدون همز، والذي لا ينطق بالعربية يقال له: أعجمي ولو كان من أصول عربية؛ لئلا يقال: أن هذا لسانه أعجم، هذا أعجم لكن سيبويه أعجم وهو أعرف منا بلغة العرب، نقول: لا، الأعجمي الذي لا يتكلم بالعربية، ولو كان من أصلٍ عربي، بخلاف العجمي.

طالب:. . . . . . . . .

المقصود أن بهذا يرد على من يمكن أن يثير مثل هذه الشبهة، ((العجماء جبار)) أيش معنى العجماء؟ البهيمة التي لا تنطق، فهي حينئذٍ تشبه الأعجمي وإلا العجمي؟

طالب:. . . . . . . . .

أيش معنى العجماء؟ شوفوا يا إخوان الآن الحديث فيه إشكال على ما قرر وإلا ما فيه إشكال، ((العجماء جبار))، يعني هل نسبتها إلى العجم مثل العجمي أو مثل الأعجمي؟

طالب:. . . . . . . . .

ص: 17