المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث الاستفتاح بـ (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ١٠١

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[101]

- ‌تابع ما يستفتح به الصلاة من الدعاء

- ‌شرح حديث (بأي شيء كان يفتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام الليل)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (بأي شيء كان يفتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام الليل)

- ‌شرح حديث الاستفتاح بـ (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث الاستفتاح بـ (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل)

- ‌إسناد آخر لحديث الاستفتاح بـ (اللهم رب جبريل) وتراجم رجاله

- ‌إسناد رأي الإمام مالك رحمه الله تعالى في الدعاء في الصلاة

- ‌تراجم رجال إسناد رأي الإمام مالك في الدعاء في الصلاة

- ‌شرح حديث (كنا يوماً نصلي وراء رسول الله قال رجل وراء رسول الله: اللهم ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (كنا يوماً نصلي وراء رسول الله قال رجل وراء رسول الله: اللهم ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه)

- ‌شرح حديث الاستفتاح بـ (اللهم لك الحمد)

- ‌بيان معنى نور الله عز وجل

- ‌دلالات ألفاظ الحديث

- ‌تراجم رجال إسناد حديث الاستفتاح بـ (اللهم لك الحمد)

- ‌حديث الاستفتاح بـ (اللهم لك الحمد) في صلاة الليل من طريق آخر وتراجم رجاله

- ‌شرح حديث رفاعة (صليت خلف رسول الله فقلت: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث رفاعة (صليت خلف رسول الله فقلت الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه)

- ‌شرح حديث (عطس شاب من الأنصار خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (عطس شاب من الأنصار خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة)

- ‌من رأى الاستفتاح بـ (سبحانك اللهم وبحمدك)

- ‌شرح حديث (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك)

- ‌كلام أبي داود على الحديث

- ‌شرح حديث الاستفتاح بـ (سبحانك اللهم وبحمدك)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث الاستفتاح بـ (سبحانك اللهم وبحمدك)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الذهاب بالملابس الخاصة بالنوم إلى المسجد للصلاة

- ‌حكم النظر إلى السبابة في التشهد

- ‌حكم منع الوالد ولده من الزواج بالثانية

- ‌فضل الصلاة في الروضة ومتى يكون

- ‌حكم دعاء الاستفتاح في الصلاة

- ‌حكم الجمع والقصر للمسافر، وحكم جمع الفرضين قبل الخروج من البلدة

- ‌مشروعية قراءة آية الكرسي عقب كل فريضة

- ‌حكم قراءة الأذكار بعد صلاة المغرب

- ‌حكم الزواج بالصغيرة مع تأخير الدخول بها إلى البلوغ

- ‌حكم سماع صوت المرأة

- ‌حكم محاضرة المرأة وتدريسها الرجال

الفصل: ‌شرح حديث الاستفتاح بـ (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل)

‌شرح حديث الاستفتاح بـ (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل)

قال المصنف رحمه الله: [حدثنا ابن المثنى حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: سألت عائشة رضي الله عنها: بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: (كان إذا قام من الليل يفتتح صلاته: اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك أنت تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)].

أورد أبو داود حديث عائشة رضي الله عنها وفيه صفة أخرى من صفات دعاء الاستفتاح الذي كان يدعو به صلى الله عليه وسلم في صلاته عندما يقوم من الليل، وهو أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول:[(اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)].

وهذا توسل إلى الله عز وجل بربوبيته لجبريل وميكائيل وإسرافيل، وهم من أشراف الملائكة، وقيل: إنه ذكر هؤلاء الثلاثة وتوسل إلى الله عز وجل بربوبيته لهم لأن جبريل موكل بالوحي الذي به حياة القلوب، وميكائيل موكل بالقطر الذي به حياة الأبدان، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور الذي به الحياة بعد الموت والبعث بعد الموت، ثم بعد ذكر ربوبيته لجبريل وميكائيل وإسرافيل أثنى على الله عز وجل بما هو أهله فقال:[(فاطر السموات والأرض)].

يعني: فاطرهما وموجدهما.

وقوله: [(عالم الغيب والشهادة)] يعني: يعلم ما غاب وما خفي، ما كان علانيةً وما كان سراً وخفياً، كما قال تعالى:{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر:19]{يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [طه:7].

قوله: [(أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون)].

يعني: أنت المرجع في الحكم، لا حكم إلا حكمك.

والله عز وجل والله عز وجل يقول: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} [الشورى:10]، ويقول عز وجل:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء:59].

ثم بعد ذلك وصل إلى الغاية وهي السؤال؛ لأن هذا كله تمهيد وكله توطئة وكله تقديم بين يدي السؤال، وهو قوله:[(اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)] فما قبل هذا الدعاء وهذا الطلب من الله عز وجل كله تمهيد وثناء على الله عز وجل، وذلك بين يدي هذا الدعاء الذي هو الهداية لما اختلف فيه من الحق، بأن يوفق للصواب، ويوفق للحق في الذي اختلف فيه.

ص: 5