المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث النهي عن الكلام في الصلاة - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ١٢٠

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[120]

- ‌الرجل يعتمد في الصلاة على عصا

- ‌شرح حديث: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسن وحمل اللحم اتخذ عموداً في مصلاه يعتمد عليه)

- ‌كلمة عن موت الشيخ الألباني رحمه الله تعالى

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (أن رسول الله لما أسن وحمل اللحم اتخذ عموداً)

- ‌ما جاء في النهي عن الكلام في الصلاة

- ‌شرح حديث النهي عن الكلام في الصلاة

- ‌تراجم رجال إسناد حديث النهي عن الكلام في الصلاة

- ‌ما جاء في صلاة القاعد

- ‌شرح حديث: (صلاة الرجل قاعداً نصف الصلاة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (صلاة الرجل قاعداً نصف الصلاة)

- ‌شرح حديث جواز التنفل قائماً وقاعداً ومضطجعاً

- ‌تراجم رجال إسناد حديث جواز التنفل قائماً وقاعداً ومضطجعاً

- ‌شرح حديث عمران بن حصين في صلاة المريض

- ‌تراجم رجال إسناد حديث عمران بن حصين في صلاة المريض

- ‌كيفية صلاة القاعد

- ‌شرح حديث عائشة في الجلوس في صلاة النفل

- ‌تراجم رجال إسناد حديث عائشة في الجلوس في صلاة النفل

- ‌شرح حديث صلاة النبي قائماً وقاعداً في صلاة الليل

- ‌تراجم رجال إسناد حديث صلاة النبي قائماً وقاعداً في صلاة الليل

- ‌شرح حديث عائشة: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ليلاً طويلاً قائماً وليلاً طويلاً قاعداً)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث عائشة: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ليلاً طويلاً قائماً وليلاً طويلاً قاعداً)

- ‌شرح حديث عائشة في صلاة النبي قاعداً حين حطمه الناس

- ‌تراجم رجال إسناد حديث عائشة في صلاة النبي قاعداً حين حطمه الناس

الفصل: ‌شرح حديث النهي عن الكلام في الصلاة

‌شرح حديث النهي عن الكلام في الصلاة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب النهي عن الكلام في الصلاة.

حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن شبيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه قال: (كان أحدنا يكلم الرجل إلى جنبه في الصلاة فنزلت: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة:238]، فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام)].

أورد أبو داود رحمه الله النهي عن الكلام في الصلاة، وقد سبق أن مر بنا قريباً حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه الذي شمت رجلاً وهو يصلي، وأن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم نظروا إليه، فتعجب من نظرهم إليه، وأنه رآهم يسكتونه فسكت، ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته قال عليه الصلاة والسلام: (إن الصلاة لا يصح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتحميد وذكر الله عز وجل، فكانوا قبل ذلك يتكلمون في صلاتهم.

وقد أورد أبو داود رحمه الله حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أنهم قبل أن ينزل قول الله عز وجل: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة:238] كان الرجل يكلم الرجل إلى جنبه في الصلاة، وقد جاء في بعض الأحاديث أن الرجل يطلب حاجته ويقول: ائتني بكذا واذهب بكذا واعمل كذا، وكانوا في الصلاة، وهذا مثلما يكون في الطواف فالطواف مثل الصلاة يحتاج إلى طهارة ولكن أبيح فيه الكلام.

قوله: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة:238]، أي: ساكتين، والقنوت يأتي لمعان عديدة ومنها السكوت، والمقصود هنا أنهم يكونون ساكتين في صلاتهم لا متكلمين، وإنما يتكلمون بذكر الله عز وجل وقراءة القرآن والتسبيح وما إلى ذلك من الأمور المطلوبة، ولهذا فإن العاطس إذا عطس يحمد الله؛ لأن حمد الله ذكر لله عز وجل، ولكن المشمت لا يشمت لأن التشميت خطاب، حيث يقول: يرحمك الله، فهو يخاطب شخصاً، والذي يقول: الحمد لله، لا يخاطب أحداً، وإنما يذكر الله عز وجل، فيجوز للعاطس أن يحمد الله عز وجل ويكون ذلك سراً، ومن سمعه ليس له أن يشمته؛ لأن التشميت كلام، والكلام ممنوع في الصلاة.

وعلى هذا فإن الكلام كان سائغاً في الصلاة وبعد أن نزل قول الله عز وجل {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة:238] قال زيد رضي الله عنه: (أمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام).

وإذا كان هناك أمر فإنه يكون بالإشارة كما تقدم في باب الإشارة في الصلاة.

وعلى هذا فإن الكلام في الصلاة لا يسوغ ولا يجوز وإنما يكون فيها قراءة القرآن وذكر الله عز وجل وحمده والثناء عليه وغير ذلك مما ورد في الصلاة.

ص: 7