المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث (لا تصوم امرأة وزوجها شاهد إلا بإذنه) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٢٨٧

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[287]

- ‌ما جاء في صوم يوم وفطر يوم

- ‌شرح حديث (أحب الصيام إلى الله تعالى صيام داود)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (أحب الصيام إلى الله تعالى صيام داود)

- ‌كيفية معرفة ثلث الليل

- ‌ما جاء في صوم الثلاث من كل شهر

- ‌شرح حديث (كان رسول الله يأمرنا أن نصوم البيض)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (كان رسول الله يأمرنا أن نصوم البيض)

- ‌شرح حديث (كان رسول الله يصوم -يعني من غرة كل شهر- ثلاثة أيام)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (كان رسول الله يصوم -يعني من غرة كل شهر- ثلاثة أيام)

- ‌من قال الإثنين والخميس

- ‌شرح حديث (كان رسول الله يصوم ثلاثة أيام من الشهر الإثنين والخميس)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (كان رسول الله يصوم ثلاثة أيام من الشهر الإثنين والخميس)

- ‌شرح حديث أم سلمة: (كان رسول الله يأمرني أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث أم سلمة: (كان رسول الله يأمرني أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر)

- ‌من قال لا يبالي من أي الشهر

- ‌شرح حديث (ما كان رسول الله يبالي من أي أيام الشهر كان يصوم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (ما كان رسول الله يبالي من أي أيام الشهر كان يصوم)

- ‌الاختلاف في صيام ثلاثة أيام من كل شهر اختلاف تنوع لا تضاد

- ‌النية في الصيام

- ‌شرح حديث (من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له)

- ‌شرح حديث: (من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له) موقوفاً وتراجم رجاله

- ‌ما جاء في الرخصة في أن يصوم الرجل دون أن يجمع الصيام من الليل

- ‌شرح حديث عائشة في صيام النبي دون تبييت النية

- ‌تراجم رجال إسناد حديث عائشة في صيام النبي دون تبييت النية

- ‌شرح حديث (فلا يضرك إن كان تطوعاً)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (فلا يضرك إن كان تطوعاً)

- ‌من رأى القضاء على من أفطر من صوم النفل

- ‌شرح حديث (لا عليكما، صوما مكانه يوماً آخر)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (لا عليكما، صوما مكانه يوماً آخر)

- ‌المرأة تصوم بغير إذن زوجها

- ‌شرح حديث (لا تصوم امرأة وزوجها شاهد إلا بإذنه)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (لا تصوم امرأة وزوجها شاهد إلا بإذنه)

- ‌شرح حديث: (لا تصوم امرأة إلا بإذن زوجها)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (لا تصوم امرأة إلا بإذن زوجها)

- ‌ما جاء في الصائم يدعى إلى الوليمة

- ‌شرح حديث (إذا دعي أحدكم فليجب)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إذا دعي أحدكم فليجب)

- ‌ما يقول الصائم إذا دعي إلى الطعام

- ‌شرح حديث (إذا دعي أحدكم إلى طعام وهو صائم فليقل إني صائم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إذا دعي أحدكم إلى طعام وهو صائم فليقل إني صائم)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم من أفطر من صوم واجب

- ‌حكم من نوى الصيام في آخر النهار

الفصل: ‌شرح حديث (لا تصوم امرأة وزوجها شاهد إلا بإذنه)

‌شرح حديث (لا تصوم امرأة وزوجها شاهد إلا بإذنه)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب المرأة تصوم بغير إذن زوجها.

حدثنا الحسن بن علي حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تصوم امرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه غير رمضان، ولا تأذن في بيته وهو شاهد إلا بإذنه)].

أورد أبو داود باب المرأة تصوم بغير إذن زوجها، يعني: ليس لها أن تصوم التطوع بغير إذن زوجها، وأما بالنسبة للفرض والشيء الواجب فإن عليها أن تخبره وأن تستأذنه، وإذا طلب منها أن تؤخر فلها أن تؤخر، وقد مر أن عائشة رضي الله عنها كان يكون عليها الصوم من رمضان فلا تتمكن من قضائه إلا في شعبان، وذلك لمكانها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، والترجمة معقودة في صيام المرأة بغير إذن زوجها ويعان أنه ليس لها ذلك، وهذا باتفاق العلماء، فليس لها أن تتطوع إلا بإذن زوجها، وأما إذا كان فرضاً فلها أن تؤخر، ولكن القضاء متحتم عليها ولازم لها، كما مر في فعل عائشة رضي الله عنها، وأنها كانت تقضي قضاءها في شهر شعبان بعد أن يكون مضى عليها قرب انتهاء السنة.

وأورد أبو داود حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه).

قوله: [(غير رمضان)].

يعني: رمضان هنا لا يحتاج إلى استئذان، وكذلك أيضاً الفرض لابد أن تصومه ولكن عليها أن تستأذنه، فذكر (غير رمضان) هذه فيها كلام؛ لأن رمضان كل الناس يصومونه، يعني: الزوج والناس كلهم لا يترك أحد منهم الصيام، قال تعالى:{فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة:185] فمن كان حاضراً وهو مستطيع فإن عليه الصيام، ولا يعذر في الفطر، إلا من كان معذوراً بعذر شرعي جاء في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كالمريض والمسافر وغيره.

قوله: [(ولا تأذن في بيت زوجها وزوجها شاهد إلا بإذنه)] يعني: لا تأذن بالدخول في بيت زوجها إلا بإذنه، فتستأذنه في دخول من يدخل عليها، وإذا كان هناك إذن عام ومتواطأ ومتفق عليه فلها أن تنفذ ذلك، بحيث لا يلزم أنها تستأذن في كل شيء وفي كل حالة وفي كل مرة، وإنما يكفي أن يكون هناك اتفاق بينها وبينه على الإذن وتعيين من يؤذن له.

وحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه هذا من صحيفة همام بن منبه والمشتملة على مقدار مائة وخمسين حديثاً كلها بإسناد واحد، ويفصل بين كل حديث وحديث جملة: (وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والإمام مسلم رحمة الله عليه له طريقة في سرد أحاديث هذه الصحيفة، ولغيره من الأئمة طرق أخرى ليست مثل طريقة مسلم رحمه الله، فـ أبو داود والبخاري وغيرهما يروون أي حديث من الصحيفة ويأتون بالإسناد الذي في أولها، ثم يأتون بالحديث الذي يريده بعد الإسناد، وكأن الحديث بعد الإسناد، أما مسلم رحمه الله فإنه إذا ساق الإسناد يقول: عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، وهذا فيه إشارة إلى الأحاديث المتقدمة التي هي تابعة للإسناد، والتي تلي الإسناد، وهذه دقة وعناية، أما أبو داود فكما رأينا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، والبخاري كذلك يأتي بمثل هذه الطريقة، وكذلك النسائي وغيره، أما مسلم فعنده دقة وعناية في المحافظة على الألفاظ، وتبيين من يكون له اللفظ، وكيفية لفظه، وما إلى ذلك، وهذه ميزة لـ مسلم رحمه الله لا توجد عند غيره، ولهذا قال الحافظ ابن حجر في ترجمته في تهذيب التهذيب: حصل للإمام مسلم في صحيحه حظ عظيم مفرط ما حصل لأحد غيره في المحافظة على الألفاظ وسياقها، وكذلك الأسانيد وبيان من هو لفظه.

ص: 33