المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث (لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٤٨٨

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[488]

- ‌ما جاء في الأمر والنهي

- ‌شرح حديث (لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر)

- ‌إسناد حديث: (لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر) من طريق أخرى

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر) من طريق أخرى

- ‌شرح حديث: (إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب)

- ‌شرح حديث: (إن الناس إذا رأوا الظالم) من طريق أخرى

- ‌شرح حديث: (ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي)

- ‌شرح حديث: (من رأى منكم منكراً فاستطاع أن يغيره بيده فليغيره)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (من رأى منكم منكراً فاستطاع أن يغيره بيده فليغيره)

- ‌تعليق الإمام النووي على حديث: (من رأى منكراً فاستطاع أن يغيره فليغيره)

- ‌الأسئلة

- ‌لزوم مفارقة مكان المنكر بعد الإنكار بالقلب

- ‌هجران أماكن المنكرات فيه السلامة

- ‌حكم الإنكار باليد على من ليس له عليه ولاية

- ‌حكم الوقوف بعيداً عن النبي صلى الله عليه وسلم عند السلام عليه

- ‌حكم الأمر بالمعروف في وقت الفتن

- ‌إنكار الأغاني ببيان أدلة التحريم

- ‌حديث: (من رأى منكراً) وادعاء القلب فيه

- ‌حكم الشخص إذا رأى آخر يشرب سيجارة فقام بكسرها

- ‌علامة التأثر القلبي من المنكر تظهر على الوجه

- ‌الفرق بين النصيحة والإنكار

- ‌ضعف إيمان من لا يغير المنكر بقلبه

- ‌علاقة التغيير بإنكار القلب

- ‌لا يلزم من إنكار المنكر الرؤية

- ‌العيش في مجتمعات المعاصي يضعف الإيمان

- ‌حكم المشاركة في الانتخابات لأجل تغيير المنكر

- ‌مناسبة عقد باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كتاب الفتن

- ‌وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل وقت

- ‌لزوم التدرج في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌حال حديث: (لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر، ولتأخذن على يدي الظالم)

الفصل: ‌شرح حديث (لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر)

‌شرح حديث (لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الأمر والنهي.

حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي حدثنا يونس بن راشد عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا! اتق الله ودع ما تصنع، فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض، ثم قال: ((لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ)) [المائدة:78]، إلى قوله:{فَاسِقُونَ} [المائدة:81]، ثم قال: كلا، والله لتأمرن بالمعروف، ولتنهن عن المنكر، ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً، ولتقصرنه على الحق قصراً)].

أورد أبو داود هذه الترجمة، وهي: باب في الأمر والنهي.

والمقصود بالأمر والنهي: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وقد أورد أبو داود هذا الباب في كتاب الفتن والملاحم وذلك لأن من تلك الأمور التي هي فتن وملاحم أمور محرمة ومنكرة، فالفتن والنهي عنها والحث على الابتعاد منها هذا من جملة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فلعل أبا داود رحمه الله أورده من أجل هذه الصلة التي بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والفتن والملاحم التي تجري والتي يكون المسلم فيها بعيداً عنها ولا يشارك فيها، وأن يكون حذراً ويقظاً وبعيداً عنها، فلعله من أجل ذلك أورد أبو داود هذا الترجمة تحت هذا الكتاب.

أورد أبو داود حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أن الواحد منهم كان يلقى أخاه، فيقول له -وقد ارتكب معصية-: يا هذا! اتق الله، ثم بعد ذلك لا يلبث حتى يلقاه من الغد، فيكون أكليه وشريبه وجليسه)، والأكيل والشريب والجليس بمعنى أنه يؤاكله ويجالسه ويشاربه، وينبسط معه، ولا يحصل منه شيء من التأثر، ولا يرى في وجهه شيئاً من التغير بسبب ما حصل منه من المنكر.

ثم تلا قول الله عز وجل: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة:78 - 79].

فبين أن هذا من أسباب ما حصل لبني إسرائيل من اللعن، وأنه كان بسبب تخليهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

قوله: (كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر، ولتأخذن على يدي الظالم، ولتأطرنه على الحق أطراً، ولتقصرنه على الحق قصراً)].

الأطر الإلزام والمقصود به: إلزامه بالحق.

قوله: (ولتقصرنه) أي: تحبسونه عليه بحيث لا يتعداه ولا يتجاوزه إلى ما هو منكر ومحرم، بل يكون واقفاً عند حدود ما هو معروف، وبعيداً عما هو منكر.

ص: 3