المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الامتناع عن مقارفة الذنب لسبب من الأسباب - شرح صحيح مسلم - حسن أبو الأشبال - جـ ٣٩

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ كتاب التوبة - الحض على التوبة والفرح بها

- ‌تعريف التوبة وشروطها

- ‌الشرط الأول: الإقلاع عن الذنب

- ‌الشرط الثاني: الندم على فعل المعصية

- ‌الشرط الثالث: العزم على ألا يعود للذنب

- ‌الشرط الرابع: رد المظالم إلى أهلها

- ‌الامتناع عن مقارفة الذنب لسبب من الأسباب

- ‌حكم التوبة عند أهل السنة

- ‌حكم التوبة عند المعتزلة

- ‌مسائل متفرقة في باب التوبة

- ‌حكم من تاب من الذنب ثم ذكره

- ‌صحة التوبة من ذنب مع الإصرار على ذنب آخر

- ‌قبول توبة الكافر من كفره

- ‌عدم القطع بتوبة المسلم العاصي

- ‌باب الحض على التوبة والفرح بها

- ‌شرح حديث فرحة الله بتوبة العبد من رواية أبي هريرة

- ‌أقوال أهل العلم في المراد بقول النبي عليه الصلاة والسلام: (ومن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً)

- ‌شرح حديث فرحة الله بتوبة العبد من طرق أخرى

- ‌خوف المؤمن من ذنوبه داعٍ له إلى التوبة منها

- ‌شرح رواية النعمان بن بشير لحديث: (لله أشد فرحاً بتوبة عبده) وحل ألفاظها

- ‌قاعدة: ليس كل من تلبس بالكفر أو البدعة صار كافراً أو مبتدعاً

الفصل: ‌الامتناع عن مقارفة الذنب لسبب من الأسباب

‌الامتناع عن مقارفة الذنب لسبب من الأسباب

قد يقلع الشخص عن الذنب لا ندماً، لكن لعلة تمنعه من مقارفة هذا الذنب، كإنسان كان يسرق، ثم أصيب بحادث فكسرت ذراعه أو رجله، فترك السرقة بسبب ما حصل له، لا أنه أقلع عن السرقة ندماً وحسرة وتوبة، وإنما منعه العذر من الذنب أو الوقوع فيه.

كذلك: إنسان كان يزني، لكنه لما كبر سنه ورق عظمه صار عاجزاً عن وصال النساء وعن جماعهن، فترك الزنا لذلك.

أيضاً: إنسان كان يتعاطى التدخين، وهو كبيرة من الكبائر، وبعضهم عده صغيرة، وعلى أي حال فإنه في الغالب أن من يدخن يقع في كبيرة؛ لأن أهل العلم قد أجمعوا على أن الصغيرة مع الإصرار تعد كبيرة، والإصرار: هو الإقامة على الذنب.

كذلك لو أن إنساناً سافر إلى محبوبته ومعشوقته في مكان آخر، فهو قد هم بالذنب وفكر فيه، واتخذ له الخطوات العملية للوقوع فيه، لكن حصل أن انقلبت السيارة، فتأخر عن موعد اللقاء بمعشوقته، فانصرفت وانصرف هو راجعاً إلى بيته، فهذا كمن زنى، لكن الفرق بينه وبين الزنا الحقيقي: أنه لا يقام عليه الحد في هذه الحالة، لكنهما في الإثم سواء، مع أنه في أثناء الطريق إلى معشوقته لو فكر في عذاب الله عز وجل، فخاف ووجل وخشع، ثم رجع إلى بيته تائباً نادماً، عازماً على ألا يقرب هذه المرأة ولا غيرها، فإن ذلك لا يستوي مع من ارتكب جريمة الزنا حقيقة، وإنما قد يتوب الله عليه.

ص: 7