المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الشرك بالله عز وجل - شرح صحيح مسلم - حسن أبو الأشبال - جـ ٧٢

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ كتاب الإيمان - معنى شهادة التوحيد

- ‌تعريف الإسلام

- ‌توحيد الاتباع

- ‌التوحيد العلمي الاعتقادي

- ‌إثبات الأسماء والصفات لله تعالى

- ‌حكم التمثيل والتعطيل والتأويل في الأسماء والصفات

- ‌الإيمان بأركان الإيمان في كلياتها وجزئياتها

- ‌توحيد الألوهية

- ‌التحاكم إلى غير الله عز وجل وتقسيم الدين إلى حقيقة وشريعة

- ‌الإيمان بالغيب من أجزاء توحيد الألوهية

- ‌التوسل والوسيلة

- ‌توحيد الألوهية والربوبية بين جاهلية الأمس وجاهلية اليوم

- ‌إقرار أهل الجاهلية الأولى بتوحيد الربوبية

- ‌أسباب امتناع المشركين من الإقرار بكلمة التوحيد

- ‌الفرق بين المشركين في عهد الرسالة ومشركي هذا الزمان

- ‌التوحيد هو أعظم ما فرضه الله على عباده

- ‌نواقض الإسلام

- ‌الشرك بالله عز وجل

- ‌اتخاذ الوسائط بين العبد وبين ربه

- ‌عدم تكفير الكافر أو الشك في كفره

- ‌اعتقاد أن هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم أكمل وأحسن من هديه صلى الله عليه وسلم

- ‌بغض شيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الاستهزاء بشيء من الدين

- ‌السحر

- ‌موالاة الكافرين على المسلمين

- ‌اعتقاد أن هناك من يسعه الخروج عن شريعة الإسلام

- ‌الإعراض عن تعلم الدين والعمل به

- ‌الأسئلة

- ‌الحكم على حديث: (لا تلقوا السلام على يهود أمتي) وبيان معناه

- ‌حكم الحجامة والشروط التي يجب توافرها في الحجام

الفصل: ‌الشرك بالله عز وجل

‌الشرك بالله عز وجل

ومن أعظم هذه النواقض وأخطرها: الشرك بالله عز وجل، وهو شرك العبودية، قال الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ} [النساء:48]، وقوله:{وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء:48] يدل على أن من أتى بالأصل نفعه المقتضى، ومن لم يأت بالأصل لم ينفعه المقتضى، فمن أتى بالتوحيد الكامل نفعه بعد ذلك واجبات الشرع، من الصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها، ونفعته النوافل والسنن، ومن أتى بكل الفرائض والنوافل والسنن وأشرك مع الله عز وجل إلهاً غيره لا ينفعه ذلك ألبتة.

وهذا فيه رد على سؤال من يسأل: لو أن رجلاً صلى قبل أن ينطق بالشهادتين هل لا يعتبر مسلماً، رغم أنه يتشهد في الصلاة، ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؟ ونقول: هذه الصلاة باطلة، ولا يدخل في الإسلام بها؛ لأنها انعقدت في حال كفره وشركه بالله، فيبقى على كفره، فهي غير صحيحة ولا مقبولة؛ لأنها انعقدت في أولها والمرء غير مسلم، والله تعالى يقول:{إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [المائدة:72].

ومن أنواع الشرك بالله دعاء الأموات، أي: أن يدعو المسلم رجلاً ميتاً، سواء كان صالحاً أو غير صالح، أو أن يستغيث به أو ينذر له أو يذبح له؛ لأن هذه العبادات لا يجوز صرفها إلا لله عز وجل، فالذبح عبادة، والاستعانة عبادة، والاستغاثة عبادة، والدعاء عبادة، والخوف عبادة، والرجاء عبادة، وسائر أصناف العبادة إذا صرف منها شيء لغير الله فقد وقع الصارف في الشرك بالله عز وجل.

ص: 18