المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، - البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة - النشار - جـ ١

[أبو حفص النشار]

فهرس الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، وجميع من والاه، وبعد

فإن علم القراءات سنةٌ متَّبعةٌ، تواصلت فيها أجيال الأمه بالتلقي والمدارسة، ونحن اليوم في حاجة مع هذه النهضة القرآنية المباركة لإعادة تقديمه ودعمه.

من هنا رأينا أن نسند الأمر إلى أهله، لنشر كتاب الإمام ابن النشار "البدور الزاهرة" بنشرةٍ محققة، تزيِّنها شروح موثقة ميسرة، لشيخ عموم المقاريء المصرية، الأستاذ الشيخ أحمد المعصراوي، حيث لقي الكتاب كذلك عناية لجنة إحياء التراث الإسلامي بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وتولَّتْهُ بالرعاية إدارة الشئون الإسلامية، وقالت بتمويله الهيئة القطرية للأوقاف فالشكر لكل الجهود المخلصة، سائلا الله تعالى التوفيق لما يحب ويرضى.

فيصل بن عبد الله آل محمود

وزير الأوقاف والشئون الإسلامية

رئيس الهيئة القطرية للأوقاف

دولة قطر

ص: 5

بسم الله الرحمن الرحيم

‌كلمة لجنة إحياء التراث الإسلامي

الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه ومن سار على نهجه واتبع هداه إلى يوم الدين. أما بعد:

دأبت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر على نشر كتب التراث، واعتنت بها عناية لا تخفى على ذي بصيرةٍ، وهي اليوم تقدم سِفرًا نفيسًا من هذه الكتب، وهو "البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة، لأبي حفص سراج الدين عمر بن زين الدين قاسم بن علي الأنصاري النشار المتوفي سنة 927 هـ.

وقد قام بتحقيقه ودراسته وشرحه، الأستاذ الدكتور أحمد عيسى المعصراوي، شيخ عموم المقاريء المصرية.

وتبدو أهمية الكتاب بأنه يضيف إلى كتب القراءات القليلة - قياسًا إلى العلوم الشرعية الأخرى عملًا جديدًا.

فبالإضافة إلى التعريف بالقراءات العشر المتواترة، فهو يشرحها شرحًا مدرسيًّا يضع الطالب لمعرفة القراءات على طريقٍ واضحةٍ.

ولذا رأت لجنة إحياء التراث الإسلامي، أن يكون هذا الكتاب القيم من منشوراتها.

آملين أن يتقبله الله جهدًا علميًّا خالصًا لوجهه الكريم.

لجنة إحياء التراث الإسلامي

ص: 7

‌مِقَدِّمَةُ المحقّق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي نزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا. أحمده حق حمده؛ فهو المنفرد بالدوام، المتطوِّل بالإنعام. سبحانه وتعالى أنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. أحمده سبحانه على جميع نعمه، وأشكره على تتابع آلائه ومننه. وأصلي وأسلم على سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم النبي العربي الهاشمي القرشي خير من مشى على وجه الأرض، من أُنزِل عليه القرآن فكان خلقه القرآن، وكان قرآنا يمشي على الأرض.

وبعد: فإنّ "القرآن الكريم هو الوحي المنزل على محمد للبيان والإعجاز، والقراءات هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتابة الحروف أو كيفياتها من تخفيف وتثقيل وغيرها"

(1)

.

ولذلك فإنّ تعدد القراءات لا يعني جعل كل منها قرآنًا يغير حكمًا أو يبدل مضمونًا، كما زعم أولو الزيغ وأثاروا هذه الفكرة المردودة لدى مَنْ له أدنى إلمام بالعربية وسعة مادتها. وليس تحصيلُ هذا العلم بالأمر السهل فيناله الطالب دونما جهد أو تعب، ولذا فقد بذلتِ الطاقات لتذليل المصاعب، فصيغ شعرًا يتضمن رموزًا تبعث الأضواء في درب المسيرة، تسهيلًا لهذه الغاية السامية التي تتعشّقها أفئدةٌ عرفت منزلةَ القرآن الكريم ورفعته.

وعلم القراءات: هو العلم بكيفية أداء الكلمات القرآنية من حيث الوجه الأدائي نطقًا ولغة، اتفاقًا واختلافًا، مع عزوه لناقله؛ وأعني بقولي:(نطقًا) معرفة كيفية نطق الكلمة من حيث النقل والفصل والرسم .. الخ. وأعني بقولي (لغة) ما ورد فيه الخلاف بين الأئمة في اللفظ المختلف فيه من حيث الأوجه.

(1)

البرهان 1/ 318.

ص: 9

ولقد قيّض المولى عز وجل لهذا الكتاب من يقوم على حفظه منذ نزوله حتى يومنا هذا، فتلقاه الصحابة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم فحفظوه ووعوه في قلوبهم وعقولهم وصدورهم بجميع قراءاته ورواياته، وعندما حدثت حركةُ الفتوحات الإسلامية تفرّق الصحابة في سائر الأمصار، فتلقاه عنهم أهل هذه البلاد وتلقاه عنهم من جاء بعدهم.

ولقد قام جهابذة العلماء، فجمعوا الحروف والقراءات، وعزوا الوجوه والروايات، وفرقوا بين الصحيح المتواتر وبين المشهور والشاذ؛ ووضح هؤلاء الأئمة أن القراءة التي لا يجوز ردها، ولا يحل إنكارها، ويجب على الناس قبولها، هي تلك الحروف التي نزل القرآن بها، سواء كانت عن الأئمة السبعة أم عن الأئمة العشرة.

ولقد تعددتِ الكتبُ التي تناولت علم القراءات منذ عصر الكتابة الأول إلى عصرنا هذا، وتراوحت تلك الأعمال ما بين الصغير والمتوسط والكبير، ويعدُّ كتابُنا هذا "البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة" لأبي حفص سراج الدين عمر بن زين الدين قاسم بن شمس الدين محمد بن علي الأنصاري النشار المتوفى سنة 937 هـ. من هذه الكتب التي قدمت القراءات القرآنية في صورة سهلة لمن أراد أن يتعلّم القراءات القرآنية بصورة سلسة؛ حيث إن الكتاب يتناول السور القرآنية والآيات القرآنية بصورة متتابعة تسهل على المتعلم المراجعة، وعلى الرغم من أنّ هناك بعض الأخطاء التي وقع فيها المؤلف إلا أن هذه الأخطاء لا تقدح في قيمة الكتاب العلمية، ولله الحمد والمن؛ فقد نبهنا على هذه الأخطاء في أماكنها، وقمنا بالتعليق عليها حتى لا يحدث لبس عند المتلقي، ولقد وضحنا منهجنا في العمل في المقدمة التالية لهذه الصفحات.

ولقد حاولنا في هذا العمل المتواضع الذي قمنا به توضيح كل غامض، وتبيين ما لم يقم المؤلف به من توجيه للقراءة، وذكر للمتشابه، أو الذي غفل عنه المؤلف، وذلك حتى يكون بين يدي المتعلم ما يتوق إليه.

والله أرجو أن يجعل في هذا العمل القبول والنفع، وإن كان في هذا العمل من جهد فمن الله، وما كان فيه من تقصير فمني ومن نفسي ..

والله أسأل أن يجازي كلَّ من ساهم في هذا العمل من صف أو قراءة أو مراجعة الخير

ص: 10

والجزاء، وأخص بالذكر الأخ الفاضل أحمد عبد الرازق البكري الذي بذل مجهودًا كبيرًا في مراجعة التوجيه اللغوي، وكانت له ملاحظات جيدة، كما أخص بالشكر الأخ الفاضل الشيخ محمد أحمد المنشد قاطن المنيا، الذي قام بمراجعة شواهد الكتاب؛ فالله أسأل أن ينفعهما بما قاما به من جهد.

وفي النهاية أرجو من الله عز وجل أن يعينني على إخراج بقية هذه السلسلة "سلسلة مكتبة القراءات وعلوم القرآن". وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

أ. د. أحمد عيسى المعصراوي

شيخ عموم المقاريء المصرية

ورئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف

وأستاذ الحديث وعلوم السنة - جامعة الأزهر

ص: 11

‌تقديم

الحمد لله الذي أنزل الكتاب على عبده ليكون للعالمين نذيرًا، أحمده حق حمده فهو أهل للثناء والحمد. سبحانه لم يجمع العلم لإنسان، ولا قصره على مكان، ولا حصره بزمان؛ بل بثّه سبحانه في العباد والبلاد، ونقله عن الآباء إلى الأولاد، سبحانه جلت قدرته، وعلت حكمته. وأصلي وأسلم على خير البرايا محمد صلى الله عليه وسلم، من يسر القرآن بلسانه، واختاره لأدائه وبيانه. أصلي وأسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

ثم أما بعد: فقد وردت الأخبار الكثيرة عن وجوب تعظيم القرآن، والحث على قراءته، وأنَّ حَمَلَتَه كالنجوم يستضاء بهم في ظلمات البر والبحر، وأنهم أشرافُ الأمة وسادتها، فمن ذلك ما أخرجه البخاري في (صحيحه) عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"خيرُكُم مَنْ تعلَّم القرآنَ وعلَّمه"

(1)

.

وروى الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثلُ المؤمنِ الذي يقرأُ القرآنَ مثل الأترجَّةِ (نوع من الفاكهة) ريحُها طيّبٌ وطعمُها طيّبٌ، ومثلُ المؤمنِ الذي لا يقرأُ القرآنَ مثل التمرةِ لا ريحَ لها وطعمُها حلوٌ، ومثل المنافقِ الذي يقرأُ القرآنَ مثل الريحانةِ ريحُها طيّبٌ، وطعمُها مرٌّ، ومثلُ المنافقِ الذي لا يقرأُ القرآنَ مثل الحنظلةِ ليس لها ريحٌ وطعمُها مُرٌّ"

(2)

.

(1)

حديث صحيح الإسناد. أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه (5027) عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: .. به.

(2)

حديث حسن الإسناد. أخرجه البخاري في كتاب الأطعمة، باب ذكر الطعام (5427) عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله: .. به.

ص: 12

وقد انفرد القرآن من بين الكتب السماوية بتعدد قراءاته، وقد وضع العلماء القواعد، واستقصوا في أوجه القراءات ما يسد باب الرأي من بعدهم.

وقد اعتمد علماء القراءات أنّ كل قراءة وافقت اللغة العربية ووافقت رسم أحد المصاحف العثمانية وصحَّ سندُها فهي القراءة التي يجب قبولها، ولا يحل لأحد جحدها وإنكارها وهي من جملة الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن.

وقد اختلف العلماء في بقاء الأحرف السبعة في المصاحف العثمانية - بناءً على اختلافهم في المراد بالأحرف السبعة - على أقوال:

أولًا: أن المصاحف العثمانية اشتملت على حرف واحد وهو حرف قريش، وأن الأحرف الباقية إما نسخت في زمن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، أو اتفق الصحابة على تركها درءًا للفتنة التي كادت تفتك بالأمة عندما اختلف الناس في قراءة القرآن. وإلى ذلك ذهب ابنُ جرير الطبري، وأبو جعفر الطحاوي، وابن حِبّان، والحارث المحاسبي، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو عبيد الله بن أبي صفرة

(1)

.

وقال أبو شامة: وصرَّح أبو جعفر الطبري والأكثرون من بعده بأنه حرف منها

(2)

.

وقال أبو عبيد الله بن أبي صفرة: هذه القراءات السبع إنما شرعت من حرف واحد من السبعة المذكورة في الحديث، وهو الذي جمع عثمان عليه المصحف، وهذا ذكره النحاس وغيره

(3)

.

وهذا القول مبني على القول بأنّ المراد بالأحرف السبعة سبع لهجات في الكلمة الواحدة باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني، وهو قول ابن جرير ومن وافقه.

ثانيًا: أن المصاحف العثمانية اشتملت على جميع الأحرف السبعة، ولم تُهمل منها حرفًا واحدًا. وهو ما ذهب إليه جماعات من القراء والفقهاء والمتكلمين، وهو الذي

(1)

البرهان في علوم القرآن (1/ 224، 226، 239، 241، وشرح النووي على صحيح مسلم (1006).

(2)

انظر البرهان في علوم القرآن (1/ 223).

(3)

انظر البرهان في علوم القرآن (1/ 220).

ص: 13

اختاره القاضي الباقلاني وابن حزم والداودي وغيرهم. قال الباقلاني: الصحيح أن هذه الأحرف السبعة ظهرت واستفاضت عن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وضبطها عنه الأئمة، وأثبتها عثمان والجماعة في المصحف، وأخبروا بصحتها، وإنَّما حذفوا منها ما لم يثبت متواترًا، وأن هذه الأحرف تختلف معانيها تارة وألفاظها أخرى، وليست متضاربة ولا متنافية

(1)

.

وقال الداودي: وهذه القراءات السبع التي يقرأ الناس اليوم بِها ليس كل حرف منها هو أحد تلك السبعة، بل تكون مفرقة فيها

(2)

.

ثالثًا: أن المصاحف العثمانية اشتملت على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة، متضمنة لما ثبت في العرضة الأخيرة. قال ابن الجزري: وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أن هذه المصاحف العثمانية مشتملة على ما يحتمله رسمُها من الأحرف السبعة فقط، جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي على جبريل، متضمنة لَها، لم تترك حرفًا منها.

قال: وهذا القول هو الذي يظهر صوابه؛ لأن الأحاديث الصحيحة، والآثار المستفيضة تدلُّ عليه، وتشهد له

(3)

. وهذا الرأي هو الذي أميل إليه وأرجحه.

* * *

(1)

صحيح مسلم بشرح النووي (1006)، والبرهان في علوم القرآن (1/ 223 - 224).

(2)

المرجع السابق.

(3)

النشر في القراءات العشر (311).

ص: 14

‌الأحرف السبعة والقراءات السبع

دلتنا النصوص على أن المراد بالأحرف السبعة سبع لهجات نزل بها القرآن، ونود أن ننبه بأن الأحرف السبعة ليست هي القراءات السبع المشهورة، التي يظنُّ كثير من عامة الناس أنها الأحرف السبعة.

وهو خطأ عظيم ناشيء عن الخلط وعدم التمييز بين الأحرف السبعة والقراءات السبع. وهذه القراءات السبع وتحديدها بالسبع بصفة خاصة إنما عرفت واشتهرت في القرن الرابع، على يد الإمام المقرئ ابن مجاهد الذي اجتهد في تأليف كتاب يجمع فيه قراءات بعض الأئمة المبرزين في القراءة، فاتفق له أن جاءت هذه القراءات سبعة موافقة لعدد الأحرف مع أنه قد ذكر في كتابه "السبعة" ما يربو على خمسة وعشرين إمامًا من أئمة القراءات، ولكن وقع اختياره على سبعة دون غيرهم من هؤلاء الأئمة الكثر، فلو كانت الأحرف السبعة هي القراءات السبع، لكان معنى ذلك أن يكون فهم أحاديث الأحرف السبعة، بل العمل بها أيضًا متوقفًا حتى يأتي ابن مجاهد ويخرجها للناس. وقد كثر تنبيه العلماء في مختلف العصور على التفريق بين القراءات السبع والأحرف السبعة، والتحذير من الخلط بينهما.

‌معنى الأحرف السبعة

اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة اختلافًا كثيرًا، وفي ذلك يقول الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى في (النشر):

"تتبعتُ القراءات صحيحها وشاذِّها وضعيفها ومنكرها، فإذا هي يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه من الاختلاف لا يخرج عنها وذلك:

1 -

إما في الحركات بلا تغير في المعنى والصورة، نحو: اليُسْر، اليُسُر.

ص: 15

2 -

أو بتغير في المعنى فقط نحو: فتلقى آدمُ .. كلماتٍ، فتلقى آدمَ .. كلماتٌ ..

3 -

وإما في الحروف بتغير المعنى لا الصورة، نحو: هنالك تبلو، .. تتلو ..

4 -

وفي الحروف بتغير الصورة لا المعنى، نحو: الصراط، السراط ..

5 -

وفي الحروف بتغير الصورة والمعنى معًا، نحو: كانوا هم أشد منكم، .. منهم ..

6 -

وإما في التقديم والتأخير، نحو: فيَقَتُلون ويُقتَلون، فيُقتَلون ويَقتُلون.

7 -

وإما في الزيادة والنقصان، نحو: ووصَّى بها إبراهيم، وأوصى ..

‌حقيقة الأحرف السبعة

ذهب بعض العلماء إلى استخراج الأحرف السبعة باستقراء أوجه الخلاف الواردة في قراءات القرآن كلها صحيحها وسقيمها، ثم تصنيف هذه الأوجه إلى سبعة أصناف، بينما عمد آخرون إلى التماس الأحرف السبعة في لهجات العرب، فَتكوّن بذلك مذهبان رئيسيان، ندكر نموذجًا عن كل واحد منهما فيما يلي:

المذهب الأول: مذهب استقراء أوجه الخلاف في لهجات العرب، وفي القراءات كلها ثم تصنيفها، وقد تعرض هذا المذهب للتنقيح على يد أنصاره الذين تتابعوا عليه، ونكتفي بأهم تنقيح وتصنيف لها فيما نرى، وهو تصنيف الإمام أبي الفضل عبد الرحمن الرازي، حيث قال: إن كل حرف من الأحرف السبعة المنزلة جنس ذو نوع من الاختلاف.

أحدها: اختلاف أوزان الأسماء من الواحدة، والتثنية، والجموع، والتذكير، والمبالغة. ومن أمثلته {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} [المؤمنون: 8]، وقرئ. (لِأَمَانَاتِهِمْ) بالإفراد.

ثانيها: اختلاف تصريف الأفعال وما يسند إليه، نحو الماضي والمستقبل، والأمر، وأن يسند إلى المذكر والمؤنث، والمتكلم والمخاطب، والفاعل، والمفعول به. ومن أمثلته:{فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} [سبأ: 19] بصيغة الدعاء، وقرئ:(رَبنَا بَاعَدَ) فعلًا ماضيًا.

ص: 16

ثالثها: وجوه الإعراب. ومن أمثلته: {وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ} [البقرة: 282] قرئ بفتح الراء وضمها. وقوله {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} [البروج: 15] برفع (الْمَجِيدُ) وجره.

رابعها: الزيادة والنقص، مثل:{وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} [الليل: 3] قرئ (مَا خَلَقَ الذَّكَرَ

وَالْأُنْثَى).

خامسها: التقديم والتأخير، مثل، {فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} [التوبة: 111]، قرئ:(فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ) ومثل: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ} ، قرئ:(وجاءت سكرة الحق بالموت).

سادسها: القلب والإبدال في كلمة بأخرى، أو حرف بآخر، مثل:{وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} [البقرة: 259] بالزاي، وقرئ:(ننشرها) بالراء.

سابعها: اختلاف اللهجات: مثل {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} [النازعات: 15] بالفتح والإمالة في: (أتى) و (موسى) وغير ذلك من ترقيق وتفخيم وإدغام.

فهذا التأويل مما جمع شواذ القراءات ومشهورها ومنسوخها على موافقة الرسم ومخالفته، وكذلك سائر الكلام لا ينفك اختلافه عن هذه الأجناس السبعة المتنوعة.

المذهب الثاني: أن المراد بالأحرف السبعة لهجات من لهجات قبائل العرب الفصيحة. وذلك لأن المعنى الأصلي للحرف هو اللغة، فأنزل القرآن على سبع لهجات مراعيًا ما بينها من الفوارق التي لم يألفها بعض العرب، فأنزل الله القرآن بما يألف ويعرف هؤلاء وهؤلاء من أصحاب اللهجات، حتى نزل في القرآن من القراءات ما يسهل على جلّ العرب إن لم يكن كلهم، وبذلك كان القرآن نازلًا بلسان قريش والعرب.

فهذان المذهبان أقوى ما قيل، وأرجح ما قيل في بيان المراد من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم. غير أنا نرى أن المذهب الثاني أرجح وأقوى.

ولقد أُمرَ النبِي صلى الله عليه وسلم أن يُقرئ أمته القرآن على سبعة أحرفٍ، فعن عَبْدِ اللهِ بْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ، فَرَاجَعْتُهُ، فَلمْ أَزَلْ

ص: 17

أَسْتَزِيدُهُ وَيريدُنِي، حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ"

(1)

.

وهذا بلا شك يدل على أنه قد قرأ على هذه الأحرف السبعة؛ ليتعلّمها منه أصحابه، وينقلوها إلى الأمة من بعده.

وقد كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يعرض القرآن على جبريل عليه السلام، في رمضان من كلِّ سنة، فيُثْبِت الله ما يشاء، وينسخ ما يشاء، أو يأمر بالقراءة على حرف أو أكثر من الأحرف السبعة. فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ: أَي الْقِرَاءَتَيْنِ كَانَتْ أَخِيرًا قِرَاءَةُ عَبْدِ اللهِ أَوْ قِرَاءَةُ زَيْدٍ، قَالَ: قُلْنَا: قِرَاءَةُ زَيْدٍ، قَالَ: لا؛ إِلَّا أَن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْرِضُ الْقُرْآنَ عَلَى جِبْرَائيلَ عَامٍ مَرةً، فَلَمَّا كَانَ فِي الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ عَرَضَهُ عَلَيْهٍ مَرَّتَيْنِ، وَكَانَتْ آخِرَ الْقِرَاءَةِ قِرَاءَةُ عَبْدِ الله

(2)

.

قال ابن عبد البَرِّ: وقد يُشكل هذا القول على بعض الناس، فيقول: هل كان جبريل يلفظ باللفظ الواحد سبع مرات فيُقال له: إنَّما يلزم هذا إن قلنا: إن السبعة الأحرف تجتمع في حرف واحد، ونحن قلنا: كان جبريل يأتي في كل عرضةٍ بحرف، إلى أن تَمُرَّ سبعةٌ

(3)

.

ولقد أجمع الأصوليون والفقهاء على أنه لم يتواتر شيء مما زاد على القراءات العشر، وما وراء العشر لا يحكم بقراءتها، ولا تجوز القراءة بها في الصلاة ولا خارجها لفقدها أحد أركان القراءة الصحيحة وهي:

1 -

موافقة الرسم العثماني.

2 -

موافقة وجه من أوجه اللغة العربية.

3 -

صحة سندها.

ولكن تجوز قراءتها ومعرفتها من باب الاستدلال بها لغةً كقراءة قوله تعالى في سورة الحجرات {وَلَا تَجَسَّسُوا} (ولا تحسسوا)

(4)

، أو استنباط لحكم فقهي كقراءة ابن مسعود

(1)

حديث صحيح الإسناد. أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن، بَاب أُنْزِلَ الْقُرآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ (4991) عن عَبْدِ الله بْنِ عباسٍ.

(2)

حديث حسن الإسناد. أخرجه أحمد في مسنده (1/ 275) عن ابن عباس.

(3)

نقلًا عن البرهان في علوم القرآن (1/ 220).

(4)

المعنيان متقاربان يقال: تجسس الأمر إذا تطلبه وبحث عنه، تفعّل من الجس، كما أن التلمس بمعنى التطلب من اللمس لما في اللمس من الطلب، وقد جاء بمعنى الطلب في قوله تعالى {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ} .=

ص: 18

(وله أخ أو أخت من أم)

(1)

. ومهما ادعى عبقري من طاقة أو جهبذي من جهد فلن يستجاب لهما بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه، إلا أن يبتغي تغيير معنى كما حاول أهل القرية (أنطاكية) التي ذكرت في سورة الكهف الآية (77) استبدال كلمة "فأبوا" بكلمة "فأتوا" في قوله تعالى:{فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا} ، فردهم إلى الصواب حفظًا للتنزيل.

وتتجلى كل قراءة بجزالة مبانيها وغزارة معانيها. ومن الإنصاف ألا يخوض المرء فيما لا جدوى فيه بل يتلقاها بقوة إيمان وكمال عقيدة، وهاك مقتطفات من أزهار حدائقها المونقة من نحو قوله تعالى: قل العفوَ، .. العفوُ - وضعَتْ، وضعْتُ - يُصْلحا، يَصَّالحا - يومُ، يومَ - آزرَ، آزرُ - يسيركم، ينشركم - هل يستطيع ربُّك، هل تستطيع ربَّك - سيئهُ، سيئةً - عجبتَ، عجبتُ - فلا تتناجوا، فلا تنتجوا.

وما في نحو: يسَّاقط، ويتقه، يخصِّمون، نعما، من الأوجه ما لا يدع مجالًا للرأي ولا للابتداع. ولا شكَّ أنه قد نسخ بعض القرآن في العرضة الأخيرة، كما نسخت بعض الأحرف السبعة التي نزل بِها القرآن. ومن أمثلة ذلك ما روي عن عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ فِبمَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ عَشْرُ رَضَعَاتِ مَعْلُومَاتِ يُحَرِّمْنَ، ثُمَّ نُسِخنَ بِخَمْسِ مَعْلُومَاتٍ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ وَهُنَّ فيمَا يُقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ

(2)

.

وقال ابن الجزري: ولا شك أن القرآن نُسخ منه وغُيِّر في العرضة الأخيرة، فقد صحَّ بذلك النصُّ غير واحدٍ من الصحابة

(3)

.

= والتحسس: التعرف من الحس ولتقاربهما قيل لمشاعر الإنسان الحواس بالحاء والجيم، والمراد النهي عن تتبع عورات المسلمين ومعايبهم والاستكشاف عما ستروه، وعن مجاهد: خذوا ما ظهر ودعوا ما ستره الله (الكشاف للزمخشري 4/ 375، وابن عطية في المحرر الوجيز 5/ 151).

(1)

وهي قراءة سعد بن أبي وقاص (تفسير البغوي 1/ 404، والبرهان 1/ 337).

(2)

أخرجه مسلم في الرضاع باب التحريم بخمس رضعات (1452). قال الإِمام النووي في شرحه على صحيح مسلم (10/ 29) وقولها: "فتوفي رسول صلى الله عليه وسلم وهنَّ فيما يُقْرَأُ" هو بضم الياء من يقرأ، ومعناه: أن النسخ بخمس رضعات تأخر إنزاله جدًّا حتى إنه توفي وبعض الناس يقرأ خمس رضعات ويجعلها قرآنًا متلوًّا لكونه لم يبلغه النسخ لقرب عهده، فلما بلغهم النسخ بعد ذلك رجعوا عن ذلك وأجمعوا على أن هذا لا يتلى.

(3)

النشر في القراءات العشر (321)، وانظر الإتقان في علوم القرآن (1/ 142).

ص: 19

وقد اتفق العلماء على أن جمعَ القرآن في زمن أبي بكر الصديق، بقي على نفس الصورة التي تركها عليه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ولم يتغير منه شيء، سواء في ذلك من رأى أن الأحرف السبعة باقية كلها، ومن قال إن الأحرف نسخت ولم يبق إلا واحدٌ، ومن ذهب إلى أن الباقي بعض الأحرف السبعة

(1)

.

‌الفرق بين القراءات والأحرف السبعة

اختلف أهل العلم في هذه المسألة فقال أبو جعفر: فأما ما كان من اختلاف القراءة، في رفع حرف وجرِّه ونصبه، وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر، مع اتفاق الصورة، فمن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم:"أُمِرْتُ أنْ أقْرَأ القُرآنَ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ" بمَعْزِلٍ، لأنه معلوم أنه لا حرف من حروف القرآن، مما اختلفت القراء في قراءته بهذا المعنى، يوجب المراء به كفر المماري به في قول أحد من علماء الأمة، وقال البعض: وقد دأب من تعرض للحديث عن القراءات بأن يقرن بين الأحرف السبعة والقراءات السبع، مما يتبادر إلى الأذهان أن القراءات هي الأحرف، وبخاصة بعد أن اشتهرت القراءات السبع في الأمصار وأصبح الناس يتحدثون عن قراءات سبع وأحرف سبعة.

والأحرف السبعة هي التي جاء الحديث الصحيح بالإشارة إليها في قول النبي: "إنّ هذا القرآنَ أُنْزِلَ على سبعةِ أحرفٍ فاقرؤوا منه ما تيسّرَ"

(2)

.

(1)

البرهان في علوم القرآن (1/ 223)، ومناهل العرفان (1/ 253 - 254).

(2)

حديث صحيح الإسناد. أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف (4992) عن عمر بن الخطاب يقول سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: كذبت فإن رسول الله قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله فقلت: إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرسله، اقرأ يا هشام"، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كذلك أنزلت"، ثم قال:"اقرأ يا عمر"، فقرأت القراءة التي أقرأني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كذلك أنزلت: .. " به.

ص: 20

ويميل جمهور العلماء إلى أن المصاحف العثمانية اشتملت على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة.

واختار القاضي أبو بكر بن الطيب الباقلاني هذا الرأي وقال: الصحيح أن هذه الأحرف السبعة ظهرت واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضبطها عنه الأئمة، وأثبتها عثمان والصحابة في المصحف وأخبروا بصحتها، وإنما حذفوا منها ما لم يثبت متواترًا.

وعبارة "الأحرف" - وهي جمع حرف - الوارد في الحديث تقع على معانٍ مختلفة، نقد تكون بمعنى القراءة كقول ابن الجزري:"كانت الشام تقرأ بحرف ابن عامر" وقد تفيد المعنى والجهة كما يقول أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي.

وحكي عن الخليل بن أحمد الفراهيدي شيخ العربية أن القراءات هي الأحرف، ولن تجد كتابًا تعرض لهذه المسألة إلا أشار لهذا القول بالتوهين والتضعيف.

وأحب هنا أن أوضح رأي العلامة الجليل الخليل بن أحمد الفراهيدي، فهو بلا ريب إمام العربية وحجة النحاة، ولا شك أن انفراده بالرأي هنا لم ينتج من قلة إحاطة أو تدبر، ومثله لا يقول الرأي بلا استبصار، وانفراد مثله برأي لا يلزم منه وصف الرأي بالشذوذ أو الوهن!

وغير غائب عن البال أن الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي توفي في عام (170 هـ) لم يدرك عصر تسبيع القراءات، حيث لم تشتهر عبارة القراءات السبع إلا أيام ابن مجاهد، وهو الذي توفي عام (324 هـ) كما أشرت في اقتصاره على سبعة قراء دون غيرهم ممن ذكرهم في كتابه.

ولم يكن الخليل بن أحمد يعني بالطبع هذه القراءات السبع التي تظاهر العلماء على اعتمادها وإقرارها بدءًا من القرن الرابع الهجري، ولكنه كان يريد أن ثمة سبع لهجات قرأ بها النبي وتلقاها عنه أصحابه، ومن بعدهم أئمة السلف، وهي تنتمي إلى أمهات قواعدية لم يتيسر من يجمعها بعد - أي في زمن الخليل - وأنها لدى جمعها وضبطها ترجع إلى سبع لهجات، وفق حديث النبي صلى الله عليه وسلم:"إن هذا القرآنَ أُنْزِلَ على سبعةِ أَحْرُفٍ".

ص: 21

وهذا الفهم لرأي الخليل هو اللائق بمكانته ومنزلته العلمية، وهو المتصور في ثقافته ومعارفه زمانًا ومكانًا، وبه تدرك أنه لم يكن يجهل أن عصر الأئمة متأخر عن عصر التنزيل وهو أمر لا يجهله أحد.

‌معنى تعدد القراءات

إن تعدد القراءات لا يعني جعل كل منها قرآنًا يغير حكمًا أو يبدل مضمونًا، كما زعم أولو الزيغ وأثاروا هذه الفكرة المردودة لدى من له أدنى إلمام بالعربية وسعة مادتها. وليس تحصيل هذا العلم بالأمر السهل فيناله الطالب دونما جهد أو تعب، ولذا فقد بذلت الطاقات لتذليل المصاعب، فصيغ شعرًا بتضمن رموزًا تبعث الأضواء في درب المسيرة، تسهيلًا لهذه الغاية السامبة التي تتعشقها أفئدة عرفت منزلة القرآن الكريم ورفعة شأنه.

* * *

ص: 22

‌معنى القراءات

القراءات لغة: جمع قراءة، قال ابن الأثير: كل شيء جمعته فقد قرأته، وسمي القرآن قرآنًا لأنه جمع القصص والأمر والنهي والوعد والوعيد والآيات والسور بعضها إلى بعض

(1)

.

وقال الرازي: قرأ الكتاب قراءة وقرآنًا بالضم، وقرأ الشيء قرآنا بالضم أيضًا جمعه وضمه، وقوله تعالى:{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}

(2)

أي قراءته، وفلان قرأ عليك السلام وأقرأك السلام بمعنى

(3)

.

وأما تعريف القراءات اصطلاحًا: فقد عرفها جماعة من الأئمة، ومن أبرز التعريفات ما يلي:

1 -

تعريف أبي حيان الأندلسي: فقد عرفها بأنها: "علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن"

(4)

.

2 -

تعريف بدر الدين الزركشي، قال:"القرآن هو الوحي المنزل على محمد للبيان والإعجاز، والقراءات هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتبة الحروف أو كيفياتها من تخفيف وتثقيل وغيرها"

(5)

.

(1)

النهاية في غريب الحديث 4/ 30.

(2)

القيامة: 17.

(3)

مختار الصحاح 220.

(4)

البحر المحيط 1/ 14.

(5)

البرهان 1/ 318.

ص: 23

3 -

تعريف ابن الجزري، قال:"علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها بعزو الناقلة"

(1)

.

4 -

تعريف عبد الفتاح القاضي، قال:"علم بعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية، وطريق أدائها اتفاقًا واختلافًا، مع عزو كل وجه إلى نافله"

(2)

.

وخلاصة هذه التعريفات وما قاربها أن علم القراءات علم يشتمل على ما يلي:

1 -

كيفية النطق بألفاظ القرآن.

2 -

كيفية كتابة ألفاظ القرآن.

3 -

مواضع اتفاق نقلة القرآن، ومواضع اختلافهم.

4 -

عزو كل كيفية من كيفيات أداء القرآن إلى ناقلها.

5 -

تمييز ما صح سندًا أو آحادًا مما لم يصح مما روي على أنه قرآن.

ويلاحظ على هذه التعريفات أنّ بعضها عرف القراءات بنفس تعريف علمي التجويد والرسم، مع أن الصواب هو أن علم القراءات يشتمل على أكثر مباحث علمي التجويد والرسم فهو أعم منهما، وكذلك يلاحظ عليها الخلط بين القرآن بقراءاته وبين القراءات كعلم، ولأجل هذا قَصرت بعضُ التعريفات القراءات على مواضع الاختلاف كتعريف الزركشي، بينما شملت التعريفات الأخرى مواضع الاتفاق ومواضع الاختلاف، ولعل هذا هو الصواب، لأنك عندما تقول قراءة نافع أو قراءة عاصم لا تعني بها المواضع التي خالف فيها غيره فقط، وإنما تعني بها قراءته للقرآن كله ما وافق فيه وما خالف، وكذلك يلاحظ على هذه التعريفات أنها لم تميز بين التقسيمات الاصطلاحية لنقلة القرآن المتعارف عليها بين القراء، فمنهم من يسمى نقله قراءة، ومنهم من يسمى نقله رواية، ومنهم من يسمى نقله طريقًا، ومنهم من يسمى نقله وجهًا

(3)

.

(1)

منجد المقرئين 3.

(2)

البدور الزاهرة 7.

(3)

البدور الزاهرة 10.

ص: 24

هذا، وقد أورد فضيلة الدكتور محمد بن عمر بازمول عددًا من تعاريف القراءات، وبعض الملاحظات التي مر ذكرها، ثم حاول هو أن يعرف القراءات تعريفًا يسلم مما لوحظ على تعريفات السابقين فعرَّف علم القراءات بثلاثة تعريفات فقال: "تعريف القراءات كعلم مدون هو:

1 -

مجموع المسائل المتعلقة باختلاف الناقلين لكتاب الله تعالى، في الحذف والإثبات، والتحريك والإسكان، والفصل والوصل، وغير ذلك من هيئة النطق والإبدال من حيث السماع.

2 -

أو: مجموع المسائل المتعلقة باختلاف الناقلين لكتاب الله تبارك وتعالى من جهة اللغة والإعراب، والحذف والإثبات، والفصل والوصل، من حيث النقل.

3 -

أو: مجموع المسائل المتعلقة بالنطق بالكلمات القرآنية، وطريق أدائها اتفاقًا واختلافًا مع عزو كل وجه لناقله"

(1)

.

ويلاحظ على التعريفين الأولين اقتصارهما على مواضع الاختلاف، وأن التعريف الأول لم ينص عن الإسهاب فقد فصل بعض أوجه الاختلاف ثم قال: وغير ذلك، فلم يكن لما فصَّله داع، وفي التعريف الثاني حصر أوجه الاختلاف في اللغة والإعراب والحذف والإثبات والفصل والوصل، وفي رأيي أن هذا التعريف غبر جامع، لأن أوجه الاختلاف لا تنحصر فيما ذكره، فمنها المد والقصر، فإن قيل المد والقصر داخل في اللغة والإعراب، فكذلك الحذف والإثبات والفصل والوصل داخل في اللغة والإعراب، وأما التعريف الثالث فغير مانع من دخول علوم اللغة العربية كالنحو والصرف في تعريف علم القراءات.

‌والتعريف المختار للقراءات من وجهة نظري:

هو العلم بكيفية أداء الكلمات القرآنية من حيث الوجه الأدائي نطقًا ولغة اتفاقًا واختلافًا مع عزوه لناقله، وأعني بقولي نطقًا: معرفة كيفية نطق الكلمة من حيث النقل والفصل

(1)

القراءات وأثرها 1/ 112.

ص: 25

والرسم إلخ. وأعني لغة: ما ورد فيه الخلاف بين الأئمة في اللفظ المختلف فيه من حيث الأوجه.

‌ضابط القراءة المقبولة

لقد وضع علماء القراءات ضوابط للقراءة من حيث القبول والرد، وهذه الضوابط هي ما عرفت باسم أركان القراءة الصحيحة، وقد تبين لنا من هذه الضوابط:

‌1 - موافقة القراءة لوجه من أوجه اللغة.

ومعنى هذا الشرط: أن تكون القراءة موافقة لوجه من وجوه النحو، ولو كان مختلفًا فيه اختلافًا لا يضر مثله، فلا يصح مثلًا الاعتراض على قراءة حمزة. {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} [النساء: 1]، بجر {وَالْأَرْحَامِ} .

‌2 - موافقة القراءة للرسم العثماني ولو احتمالًا.

ومعنى هذا الشرط: أن يكون النطقُ بالكلمةِ موافقًا لرسم المصحف تحقيقًا إذا كان مطابقًا للمكتوب، وقد يوافقه احتمالًا أو نقديرًا باعتبار ما عرفنا أن رسم المصحف له أصول خاصة تسمح بقراءته على أكثر من وجه. مثال ذلك:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} رسمت {مَالِكِ} بدون ألف في جميع المصاحف، فمن قرأ:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} بدون ألف فهو موافق للرسم تحقيقيًا، ومن قرأ:{مَالِكِ} فهو موافق تقديرًا، لحذف هذه الألف من الخط اختصارًا.

‌3 - صحة سند القراءة.

وهو أن تكون القراءة متصلة المسند من الإمام الذي رويت عنه القراءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم (مع الشهرة والاستفاضة).

‌أهمية الأحرف السبعة والقراءات

الأحرف السبعة والقراءات ظاهرة مهمة جاء بها القرآن الكريم من نواح لغوية وعلمية متعددة منها:

ص: 26

1 -

زيادة فوائد جديدة في تنزيل القرآن: ذلك أن تعدد التلاوة من قراءة إلى أخرى، ومن حرف لآخر قد تفيد معنى جديدًا، مع الإيجاز بكون الآية واحدة. ومن أمثلة ذلك قوله تعالى في آية الوضوء:{فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة: 6]، قرئ:{وَأَرْجُلَكُمْ} بالنصب عطفًا على المغسولات السابقة، فأفاد وجوب غسل القدمين في الوضوء، وقرئ بالجر، فقيل: هو جرّ على المجاورة، وقيل: هو بالجر لإفادة المسح على الخفين، وهو قول جيد.

2 -

إظهار فضيلة الأمة الإسلامية وقرآنها: وذلك أن الكتب السابقة نزولًا قبل القرآن فإنما نزلت بحرف واحد، وأنزل كتابنا القرآن بأحرف سبعة، بأيها قرأ القارئ كان تاليًا لما أنزله الله تعالى.

3 -

خصوصية هذه الأمة باتصال سندها إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه ميزة لم تتميز بها أمة سابقة.

4 -

الإعجاز وإثبات الوحي: فالقرآن الكريم كتاب هداية يحمل دعوتها إلى العالم.

‌أنواع القراءات حسب أسانيدها

قسم علماء القراءة القراءات بحسب أسانيدها إلى ستة أقسام:

الأول: المتواتر: وهو ما نقله جمع غفير لا يمكن تواطؤهم على الكذب عن مثلهم إلى منتهى المسند، وهذا النوع يشمل القراءات العشر المتواترات.

الثاني: المشهور: وهو ما صح سنده ولم يبلغ درجة التواتر ووافق العربية والرسم واشتهر عن القراء فلم يعدوه من الغلط ولا من الشذوذ ويقرأ به على ما ذكر ابن الجزري وأبو شامة، ومثاله: ما اختلفت الطرق في نقله عن السبعة فرواه بعض الرواة عنهم دون بعض، وأمثلة ذلك كثيرة في فرش الحروف من كتب القراءات كالذى قبله، ومن أشهر ما صنف في ذلك (التيسير) للداني و (قصيدة الشاطبي) و (النشر في القراءات العشر) و (تقريب النشر) كلاهما لابن الجزري.

الثالث: الآحاد: وهو ما صح سنده وخالف الرسم أو العربية، أو لم يشتهر الاشتهار

ص: 27

المذكور، وهذا لا تجوز القراءة به. مثل ما روي على (رفارف خضر وعباقري حسان)، والصواب الذي عليه القراءة:{رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} [الرحمن: 76].

الرابع: الشاذ: وهو ما لم يصح سنده ولو وافق رسم المصحف والعربية، مثل قراءة:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ، بصيغة الماضي في {مَالِكِ} ونصب {يَوْمِ} مفعولًا.

الخامس: الموضوع: وهو المختلق المكذوب.

السادس: ما يشبه المدرج من أنواع الحديث، وهو ما زيد في القراءة على وجه التفسير

(1)

.

وهذه الأنواع الأربعة الأخيرة لا تحل القراءة بها، ويعاقب من قرأ بها على جهة التغرير.

وأنا أرى أن أنواع الفراءة الصحيحة هي القراءة التي صح سندها ووافقت الرسم واللغة على أرجح الأقوال؛ لأنه إذا صح سند القراءة ووافقت الرسم واللغة فهي متواترة، وهذا ماذهب إليه إمام الفن محمد بن الجزري.

ولذا فأنا أرى أن الصواب في هذه المسألة أن القراءة لا تخرج عن نوعين:

الأولى: القراءة المتواترة التي توفرت فيها أركان القراءة المجمع على قبولها، ويمثلها النوعان الأولان.

الثانية: هي ما اختل فيها شرط أو ركن من أركان القراءة الصحيحة، وهذه القراءة شاملة لكل الأنواع المذكورة المخالفة للمتواترة.

* * *

(1)

الإتقان في علوم القرآن (1/ 208).

ص: 28

‌المؤلف وكتابه

لم تسعفنا المراجع التي بين أيدينا في إعطائنا معلومات كافية عن مؤلف كتابنا، اللهم إلَّا ما جاء عنه في كتاب (الضوء اللامع) في الترجمة رقم (356) والتي ذكرت ترجمة المؤلف في سطور، وإتمامًا للفائدة فسوف نذكرها كما هي حتى يعلم القارئ كل ما جاء عن هذا الشيخ الجليل. وقد ذكرت ترجمته في (الضوء اللامع) (1026) ترجمة رقم (2337) ونصها:

عمر بن قاسم الأنصاري المصري الشافعي المقرئ، ويعرف بالنشار - حرفة له كانت - وتلا بالسبع على الخباز، ثم الشمس بن الحمصاني، والسيد الطباطبي، وعلى الديروطي، وابن عمران، وابن أسد.

ولكنه لم يكمل على الثلاثة الآخرين، وأجازوا له، وتصدى لإقراء الأطفال بمصر، وانتفع به جماعة.

وممن قرأ عنده الشهاب القسطلاني، والنور الجارحي، بل وأخذ عنه القراءات، وهو إنسان خبير بارع فيها. يحفظ الشاطبية ويميل للجلال ابن الأسيوطي لقربه من نواحيه؛ لأنه إمام مدرسة (قاسم) بالكبش، ولذا وصفه بالشيخ العالم الفاضل شيخ القراء، وقد حج وجاور غير مرة، وكذا زار بيت المقدس والخليل مرارًا.

وأحب أن أوضح أن هناك من ذكر سنة وفاته أنها سنة 937 هـ مع العلم أن الإِمام السخاوي صاحب (الضوء اللامع) توفي سنة 907 هـ، ولا شك أنه قد ترجم للمؤلف قبل وفاته ولو بسنوات قليلة، وهذا يؤكد لنا عدم الجزم بتاريخ وفاة المصنف.

ص: 29

‌ما ذكر عن الكتاب ونسبته إلى مؤلفه

لقد ثبتت نسبة كتابنا هذا لمؤلفه من الآتي:

1 -

اتفاق جميع النسخ الخطية التي وقعت تحت أيدينا اللهم إلَّا في بعض الكلمات البسيطة التي تحدث من النساخ.

2 -

ما ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون (1/ 231) حيث قال: "والبدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة" لسراج الدين عمر بن قاسم الأنصاري المصري الشهير بالنشار المتوفى سنة وهو في مجلد أوله الحمد لله الذي علم الإنسان ما لم يعلم إلخ، ذكر فيه أنه أورد كل مسألة في محلها لتسهل مطالعته.

‌مؤلفاته:

ذكر حاجي خليفة في كشف الظنون عدة مؤلفات منها:

- طراز العلمين في حكم الاستفهامين، وهو كتاب مختصر في القراءة. (ذكره في كشف الظنون (2/ 1109) وهو مخطوط بدار الكتب المصرية.

- العقد الثمين في ألغاز القراءة لشمس الدين محمد بن الجزري شرحه سراج الدين أبو حفص عمر بن قاسم الأنصاري المقرئ وسماه العقد الجوهري في حل ألغاز الجزري. ذكره في كشف الظنون (2/ 1150).

- القطر المصري في قراءة أبي عمرو بن العلاء البصري للشيخ عمر بن قاسم بن محمد بن علي النشار أوله الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب إلخ (ذكره في كشف الظنون 2/ 1351) وهو مخطوط في تونس وبالجامع الأموي بدمشق.

- المكرر فيما تواتر من القراءات السبع وتحرر لسراج الدين عمر بن قاسم بن محمد الأنصاري المقرئ المشهور بالنشار، ذكر في البدور الزاهرة أنه ألف هذا أولًا من القراءات السبع فاستحسنه وصنف ذاك ثانيًا أوله الحمد لله أحسن حمده وصلواته على محمد خير خلقه إلخ (ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون 2/ 1812) وهو مطبوع الآن.

* * *

ص: 30

‌عملنا في الكتاب

أولًا: قمنا بتحرير النص وإقامته عن طريق مقابلة النسخ الخطية الخمسة.

ثانيًا: قمنا بعمل مقدمة للكتاب تحدثنا فيها عن علم القراءات، والمقصود بالأحرف السبعة وضابط ذلك، وما هي القراءة المتواترة، والفرق بين الأحرف السبعة والقراءات السبع.

ثالثًا: قمنا بخدمة النص حتى يكون سهلًا ميسورًا للخاص والعام على السواء، وذلك من خلال التعليقات العلمية، وعمل الكشافات العلمية لمحتويات النص.

رابعًا: قمنا بتصحيح بعض الألفاظ من خلال مقابلة النسخ.

خامسًا: قمنا بتصويب الأخطاء التي وقع فيها المؤلف في كثير من الأحيان، فهو كان يأتي بأوجه مخالفة لأصول القراءة، فقمنا بتصويب ذلك، وكتبنا تصويباتنا في حاشية الكتاب.

سادسًا: قمنا بتوجيه القراءات التي تحتاج إلى توجيه.

سابعًا: قمنا بترجمة الأعلام المذكورة في الكتاب من أهل القراءات.

ثامنًا: قمنا بتوثيق كل ما جاء في الكتاب من مراجعه الأصلية ومما ألفه علماء فن القراءات قديمًا وحديثًا سواء في القراءات السبع، أو العشر.

تاسعًا: قمنا بتخريج جميع القراءات التي ذكرها المصنف، كما قمنا باستكمال ما غفل عنه وذلك في حاشية الكتاب.

* * *

ص: 31

‌منهح المؤلف في كتابه وتعليقنا عليه

- كثيرًا ما يذكر المؤلف بعض الأوجه مشيرًا إليها بقوله: ورد عنه (كذا) مما يوحي أن له وجهًا آخر، في حين أن المأخوذ عنه هو هذا الرأي فقط.

- في بعض الأحيان يقول: الوقف على ياء مشددة ساكنة. وهو الإدغام مع السكون؛ هكذا على إطلاقه، ويكون المقصود من عبارته هو السكون المحض.

- يطلق أحيانًا المد في لفظ {شيء} لحمزة دون أن يبين أن المراد بالمد هنا التوسط دون الطول.

عند ذكره للوقف على لفظ {شيء} يذكر أن فيه ستة أوجه ومنها الوقف على الياء الساكنة مطلقًا دون أن يوضح أنه السكون المحض الذي لا حركة معه.

- ذكره الوقف على الياء في لفظ {شيء} دون أن يوضح أن المراد به الروم.

وفي موضع آخر ذكر الوف على الياء في لفظ {شيء} بياء مكسورة خفيفة ولم يبين أن المراد بالخفة الروم.

- عند بيانه لحذف الياء من لفظ {رَبِّيَ} في قوله تعالى {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي} قال: قرأها حمزة في الوصل بإسكان الياء من {رَبِّيَ} وإذا سكنها تسقط في الوصل، وكان الصواب أن يقول: تسقط في الوصل لفظًا أما في حالة الوقف عليها فهي ثابتة لجميع القراء.

- كثيرًا ما يقول المصنف: قرأ ورش بإطلاقه دون أن يقيد الطريق هل هو طريق الأزرق أم الأصبهاني، ولم يذكر الأزرق في الإمالة إلا في أربعة مواضع أو خمسة فقط، وترك الأمر في كل المواضع على إطلاقه كما ذكرت.

- ذكر المصنف الفتح والإمالة في كثير من مواضع الكتاب، وقد أوضحنا الصواب في

ص: 32

كل المواضع التي تعرض لها المصنف، وكثيرًا ما كان يطلق دون أن يقيد المقصود من الرواية المرادة في الموضع نفسه عن نافع.

- أخطأ المصنف في بعض المواضع التي ذكرها في التسهيل عن حمزة في لفظ {إِذْ جَاءَهُمْ} حيث ذكر أن لحمزة الإبدال ألفًا مع المد والقصر حالة الوقف بعد أن ذكر أن له التسهيل مع المد والقصر، قال وروي عنه إبدالها ألفًا.

- ومن بعض الأخطاء التي ذكرها المصنف في كتابه قوله {الصَّيْدِ تَنَالُهُ} قال: أدغم أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه الدال في التاء. وهذا خطأ حيث ذكر أبا جعفر بدلًا من يعقوب.

- أخطأ المصنف في ذكره الإمالة عن حمزة في لفظ {رءا القمر - رءا الشمس} حيث قال: (قرأ حمزة بإمالة الراء) وأغفل ذكر شعبة وخلف العاشر.

- ومما وقع فيه المصنف أيضًا: أنه يذكر التقليل بين بين في الألفات الواقعة قبل الراء المكسورة طرفًا، نحو {وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ} و {فِي النَّارِ} لحمزة وقالون بخلاف عنهما، وليس ذلك بصحيح بل مذهبهما الفتح قولًا واحدًا.

- يخلط المصنف أحيانًا بين العشرة الصغرى والكبرى دون تمييز بينهما مما يوقع القارئ في حيرة من أمره.

- ومما وقع فيه المصنف قوله "قرأ نافع وأبو جعفر وابن عامر بخلاف عن هشام بتخفيف النون، والباقون بالتشديد" ثم قال: "وروي ذلك عن الأزرق عن ورش".

- ذكر المصنف إثبات الياء في لفظ {هَدَانِي} في قوله تعالى {وَقَدْ هَدَانِ وَلَا} حيث قال: "وقرأ يعقوب بإثبات الياء وقفًا وصلًا" ثم قال: "وقد روي ذلك أيضًا عن قنبل" وهذا من جملة الأخطاء التي وقع فيها المصنف.

- ذكر المصنف النقل لأبي جعفر في قوله تعالى {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى} حيث قال: وحمزة في الوقف بالفصل بخلاف عنه، وكذا أبو جعفر. ولم يرد النقل لأبي جعفر من طرق (النشر) التي يقرأ بها.

ص: 33

كثيرًا ما يذكر الانفرادات التي ذكرها ابن الجزري في (النشر) على أنها قراءة مقروء بها مع أن ابن الجزري أشار إلى هذه الانفرادات بقوله في (النشر): هذه انفرادة لا يقرأ بها.

ومن ذلك: عند شرح لفظ {حَلِيمٌ} ذكر أن لرويس ضم الحاء بقوله: "وروي عن رويس أيضًا ضم الحاء دون أن يبين هل هي انفرادة مقروء بها أم لا.

- ومن هذه الانفرادات التي ذكرها المصنف: قوله عن ابن وردان في لفظ [الطائر] وروي عن ابن وردان بالمد والتوسط كقراءة ورش.

- ومن الأخطاء التي تم التعليق عليها في أول سورة آل عمران عند تعرضه لشرح {الم (1) اللَّهُ} قال المصنف عن قراءة أبي جعفر: "ويوصل همزة الجلالة مع المد على الميم والتوسط وقبل بالقصر أيضًا".

وما ذكره المؤلف في هذا الموضوع لم يرد عن أحد من القراء بالأصل، والقصر على الاعتداد بالعارض عملًا. وليس لأحد من القراء العشرة التوسط في هذا الموضع.

- لم يفرق المصنف بين علامات الإعراب والبناء فتراه تارة يقول: برفع السين وفتحها. وغير ذلك وارد في الكتاب. والباقون بفتحها.

- في بعض الأحيان يذكر المصنف خلافًا لبعض الرواة كقوله {وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ} حيث قال: واختلف في ذلك عن قالون وحمزة بين الفتح والإمالة بين بين) وليس فيها أي خلاف. والصواب أنهما ليس لهما سوى الفتح.

- أشار المصنف إلى ضعف بعض الأوجه الصحيحة كقوله في شرحه لقوله تعالى {فَلَهُ أَجْرُهُ} قال: ولقالون بالمد لا غير إلا ما روي عن هشام وحفص في قصر المنفصل على ضعف. وهذا وقع في قليل من مواضع الكتاب.

- لم يلتزم المصنف منهجًا موحدًا من طريق العشرة الكبرى أو الصغرى. انظر تعليقه على قوله تعالى {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} فقد أهمل المصنف السكت على المفصول في الموضعين.

هذه هي بعض ملاحظاتنا على منهج المؤلف، أردنا أن نوضحها للقارئ كي يكون على

ص: 34

علم بها وهو يقرأ هذا الكتاب الذي بذل فيه مؤلفه جهدًا مشكورًا، استطاع خلاله أن يجمع كل ما جاء من قراءة في أي سورة ولأي كلمة لم يغفل إلا النادر، وهذا يسهل على الباحث أمورًا كثيرة، وأسأل الله أن يتقبل منه ومنا إنه نعم المولى ونعم النصير.

* * *

ص: 35

‌النسخ الخطية التي اعتمد عليها

اعتمدنا في تحقيقنا للكتاب المحقق على خمس نسخ هي:

الأولى - نسخة مكتبة بلدية الإسكندرية رقم (3052 ج) قراءات وتجويد، وعدد أوراقها (230) ورقة، وعدد الأسطر (21) سطرًا.

ثانيًا - نسخة دار الكتب الأولى (د) رقم قراءات طلعت (2436/ 172) وعدد أوراقها (198) ورقة، وعدد الأسطر (21) سطرًا.

ثالثًا - نسخة خدابخش الهند رقم (194) وعدد أوراقها (217) ورقة، وعدد الأسطر (21) سطرًا.

رابعًا - نسخة دار الكتب الثانية رقم قراءات طلعت (173) وعدد أوراقها (232) ورقة، وعدد الأسطر (19) سطرًا.

خامسًا - نسخة المكتبة الأزهرية رقم (1130) حليم (172/ 32819) وعدد أوراقها (172) ورقة، وعدد الأسطر (19) سطرًا.

* * *

ص: 36

صور المخطوط

ص: 37

سِلسِلة مكتبة القراءات وعلوم القرآن (1)

البُدُوْرُ الزَّاهِرَةُ في القِراءَاتِ العَشْرِ المُتَوَاتِرَةِ

لأبي حفصٍ سراجُ الدِّين عُمَر بنُ زَين الدِّين قَاسم بن مُحمَّد بن عليّ الأنصَاريِّ النَّشَّارِ

المتوفى سنة (937 هـ)

شرح وتحقيق

أ. د. أحمد عيسى المعصراوي

شيخ عموم المقارئ المصريَّة

ورئيس لجنة مراجعة المصحف الشَّريف بالأزهر

وأستاذ الحديث وعلوم السُّنَّةِ - جامعة الأزهر

ص: 43

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

يقول راجي عفوَ ربٍّ قديم دائم، عمر الأنصاري بن قاسم:

الحمد لله الذي علَّم الإنسان ما لم يعلم، فمن شاء أكرم، أحمده على ما يسّرَ وألهم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الأعز الأكرم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أجل من عَلِمَ وعَلَّمَ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما أضاء النهار وحلك الليل وأظلم.

وبعد: فإنّ بعض أصدقائي - وفقهم الله تعالى لما يحبُّ ويرضى - سألني: أن أجمع كتابًا في القراءات العشر، وأن أذكر كل مسألة في محلها؛ ليسهل عليهم مطالعته؛ فإن العلماء المتقدمين - رحمهم الله تعالى - قد ألفوا في هذا الفن كتبًا كثيرة، ومنهم من بالغ في الاختصار، ومنهم من أوسع، لكن يذكرون المسألة الأولى ويحيلون عليها نظائرها، ومطالعة هذه الكتب تحتاج إلى فهم زائد، وذكاء مفرط، حتى إنه إذا مر على الآية يتذكر الآية السابقة التي مرت أولًا، ولو كانت الآية أول القرآن، والأخرى آخر القرآن، أو أوسطه، أو غير ذلك.

وكنت قبل ذلك، تقدم لي أن بعض أصدقائي سألني: تأليف كتاب في القراءات السبع، وأن أذكر كل مسألة في محلها وإن تكررت؛ فأجبته إلى ذلك، وجمعت كتابًا، وسميته: "المكرر فيما تواتر من القراءات السبع وتحرر

(1)

"؛ فاشتغلوا به، وأعجبهم، وانتفعوا منه. ثم إنهم سألوني: أن أجمع كتابًا على هذا النمط، فأجبتهم إلى ذلك، واستخرت الله تعالى

(1)

ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون (2/ 1812) وهو مطبوع الآن.

ص: 45

في ذلك، فشرح الله صدري لذلك، وشرعت في جمع هذا الكتاب [المبارك]، وسميته بـ "البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة".

وأذكر كل مسألة في محلها، إلا ما يكثر دوره: كمراتب المد من: طويل وأقصر منه، وإدغام مثلين ومتقاربين لأبي عمرو ويعقوب، ومد منفصل وقصره لمن له المد والقصر، وصلة ميم الجمع في الوصل لابن كثير وأبي جعفر وقالون، وعدم الغنة عند الواو والياء لخلف عن سليم عن حمزة، والمد اللازم، والمد العارض، والإشمام والروم في الوقف، وإمالة محضة وبين بين، وإمالة ما قبل الراء وما بعد الراء، وإمالة ذوات الياء من: محضة، وبين بين - فإني أكتفي بأول مرة أو أكثر، إن تيسر.

لكن ما يتعلق بوقف حمزة وهشام على الهمزة، فإني أذكر ذلك في محله، إن شاء الله تعالى - وأذكر أيضًا ما بين كل سورتين من الأوجه بطريق الضرب؛ كما ذكرت ذلك في كتابي المسمى بـ "المكرر".

وأسأل الله تعالى: أن يعينني على تمام ذلك، وأن ييسره لي، وأن يجعله خالصًا لوجهه، سالمًا من الرياء والسمعة، وأن ينفع به؛ آمين، آمين، آمين؛ وحسبنا الله ونعم الوكيل.

* * *

ص: 46

‌باب أسماء القراء العشرة ووفاتهم وميلادهم ورواتهم المشهورين عنهم أو عن أصحابهم عنهم

1 -

فأولهم: إمام المدينة الشريفة ومقرئها: أبو رويم

(1)

، ويقال: أبو الحسن

(2)

نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي مولاهم المدني؛ قرأ على سبعين من التابعين.

قال سعيد بن منصور: سمعت مالك بن أنس يقول: قراءة أهل المدينة سنَّة، قيل له: قراءة نافع؟ قال: نعم

(3)

.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي: أي القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، قلت: فإن لم يكن؟ قال: قراءة ابن عامر

(4)

.

وكان نافع إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك، فقيل له: أتتطيب قال: لا، ولكني رأيت فيما يرى النائم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في فيَّ، فمن ذلك الوقت أشم من فيَّ هذه الرائحة

(5)

.

(1)

يقال إن الذي كناه بهذه الكنية هو يزيد بن القعقاع (انظر الإقناع في القراءات السبع لابن الباذش 1/ 56) مطبوعات جامعة أم القرى.

(2)

وقيل: أبو عبد الرحمن كما في غاية النهاية (2/ 331).

(3)

ذكره ابن مجاهد البغدادي في السبعة في القراءات (1/ 62) عن محمد بن أحمد بن محمد بن شاهين قال حدثنا روح بن الفرج قال حدثنا عبد الغني بن عبد العزيز المعروف بالعسال قال سمعت عبد الله بن وهب يقول: .. به، والذهبي في معرفة القراء الكبار (1/ 108) عن سعيد بن منصور سمعت مالكًا يقول: .. به.

(4)

ذكره ابن قايماز الذهبي في معرفة القراء الكبار (1/ 108) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت أبي أي القراءة أحب إليك؟ .. به. وذكره أيضًا في سير أعلام النبلاء (5/ 257) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت أبي عن عاصم بن بهدلة فقال رجل صالح خبر ثقة قلت أي القراءات أحب إليك؟ قال: .. به؟.

(5)

ذكره عبد الرحمن بن إسماعيل في (إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع) 1/ ص 26 - عن أبي الحسن بن غلبون وأبي معشر الطبري وغيرهم قالوا: كان نافع رحمه الله إذا تكلم: .. به وذكره ابن قايماز الذهبي في معرفة القراء الكبار - الذهبي ج 1/ ص 108، قال أحمد بن هلال المصري قال لي الشيباني قال لي =

ص: 47

فأصله من أصبهان

(1)

، وكان أسود اللون حالكًا، وكان إمام الناس في القراءة بالمدينة، انتهت إليه رئاسة الإقراء بها، وأجمع الناس عليه بعد التابعين. أقرأ بها أكثر من سبعين سنة، فمولده في حدود سنة سبعين، وتوفي سنة تسع وستين ومائة؛ على الصحيح

(2)

.

فممن قرأ عليه: قالون، وورش.

وقالون: هو أبو موسى عيسى بن مينا، قرأ على نافع سنة خمسين ومائة، واختص به كثيرًا، فيقال: إنه كان ابن زوجته، وهو الذي لقبه بـ"قالون"؛ لجودة قراءته؛ فإن "قالون" بلغة الروم: جيد

(3)

.

وكان "قالون" قارئ المدينة ونحويها، وكان أصم لا يسمع البوق، فإذا قريء عليه القرآن يسمعه

(4)

.

وقال: قرأت على نافع قراءته غير مرة، وكتبتها عنه

(5)

.

= رجل ممن قرأ على نافع إنَّ نافعًا كان إذا تكلم: .. به.

(1)

معجم البلدان ج 1 ص 207. أصبهان منهم من يفتح الهمزة وهم الأكثر وكسرها آخرون منهم السمعاني وأبو عبيد البكري الأندلسي، وهي مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها ويسرفون في وصف عظمها حتى يتجاوزوا حد الاقتصاد إلى غاية الإسراف وأصبهان اسم للإقليم بأسره وكانت مدينتها أولًا جيّا ولهم في تسميتها بهذا الاسم خلاف قال أصحاب السير سميت بأصبهان بن فلوج بن لنطي بن يونان بن يافث وقال ابن الكلبي سميت بأصبهان بن فلوج بن سام بن نوح عليه السلام، وأصبهان اسم مركب لأن الأصب البلد بلسان الفرس وهان اسم الفارس فكأنه يقال بلاد الفرسان لم يكن يحمل لواء ملوك الفرس من آل ساسان إلا أهل أصبهان.

(2)

وقيل سنة تسع وخمسين ومائة في خلافة المهدي وما ذكره المؤلف هو الأصح (انظر الإقناع في القراءات السبع 561 وانظر ترجمة الإِمام نافع في: معرفة القراء الكبار للذهبي (1/ 90)، وأبو عمرو الداني في التيسير (1/ 4) وابن مجاهد في السبعة (1/ 63)، والزركشي في البرهان (1/ 327).

(3)

قال ابن الجزري في طبقات القراء (1/ 615): سألت الروم عن ذلك فقالوا: نعم غير أنهم نطقوا بالقاف كافًا على عادتهم.

(4)

ذكر هذا الكلام ابن أبي حاتم، ونقله عنه ابن أبي قايماز الذهبي في طبقات القراء (1/ 66) حيث قال: وقال ابن أبي حاتم: كان أصم يقرأ القرآن ويفهم خطأهم ولحنهم بالشفة، قال: وسمعت علي بن الحسين يقول: كان عيسى بن مينا قالون أصم.

(5)

كانت قراءته علي نافع سنة (150 هـ) كما ذكر ابن الباذش في الإقناع (1/ 59).

ص: 48

وقال: قال لي نافع: لم تقرأ عليَّ، اجلس إلى أسطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ عليك.

فمولده سنة عشرين ومائة، وتوفي سنة عشرين ومائتين

(1)

؛ على الصواب

(2)

.

وورش: هو عثمان بن سعيد المصري، وكنيته: أبو سعيد، وقيل: أبو عمرو، وقيل: أبو القاسم، وورش لقبه

(3)

.

رحل إلى المدينة؛ ليقرأ على نافع، فقرأ عليه أربع ختمات في سنة خمس وخمسين ومائة

(4)

، ورجع إلى مصر، فانتهت إليه رئاسة الإقراء بها؛ فلم ينازعه فيها منازع، مع براعته في العربية، ومعرفته بالتجويد، وكان حسن الصوت.

قال يونس بن عبد الأعلى

(5)

: كان ورش جيد القراءة، حسن الصوت، يهمز ويمد

(1)

هذا التاريخ هو ما ذكره ابن الجزري في النشر (1/ 112) وقد ذكر في تاريخ وفاته غير ذلك فقال الأهوازي إنه توفى سنة (205 هـ) في خلافة المأمون وله خمس وثمانون سنة، وكذا قال ابن البادش في الإقناع (1/ 59) وقال الحافظ الفروي أنه توفى سنة (213 هـ).

(2)

انظر ترجمته في: التيسير (21 طبقات القراء لابن الجزري (1/ 614).

(3)

جاء في طبقات القراء لابن الجزري (1/ 502): "وقيل: إن الورش شيء يصنع من اللبن، لقب به لبياضه، ولزمه ذلك حتى صار لا يعرف إلا به" وقد أطلق عليه هذا اللقب أستاذه نافع كما ذكر ورش نفسه حيث قال: أستاذي سماني به.

(4)

ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء (9/ 296) أن ذلك تم في شهر واحد؛ حبث قال: "ويقال: إنه تلا على نافع أربع ختمات في شهر واحد".

(5)

هو يونس بن عبد الأعلى بن موسى بن ميسرة بن حفص بن حيان أبو موسى الصدفي المصري المقريء الفقيه. ولد سنة سبعين ومئة وقرأ القرآن على ورش ومعلى بن دحية وأقرأ الناس وحدث عن سفيان بن عيينة وابن وهب والوليد بن مسلم ومعن بن عيسى وأبي ضمرة والشافعي رضي الله عنه وتفقه عليه. قال الداني: قرأ عليه مواس بن سهل وأحمد بن محمد الواسطي وروى عنه القراءة محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني وأسامة بن أحمد التجيبي ومحمد بن الربيع وابن خزيمة ومحمد بن جرير، وحدث عنه مسلم والنسائي في كتابيهما وأبو بكر بن زياد النيسابوري وأبو عوانة الإسفراييني وأبو الطاهر أحمد بن محمد المديني معرفة وبشر كثير من المشارقة والمغاربة وانتهت إليه رياسة العلم وعلو الإسناد في الكتاب والسنة وكان كبير الشهود بمصر. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يوثق يونس بن عبد الأعلى ويرفع من شأنه، وقال يحيى بن حسان التنيسي يونسكم هذا ركن من أركان الإسلام، وقال النسائي: ثقة، قلت: توفي في شهر ربيع الآخر سنه أربع وستين ومئتين وله أربع وتسعون سنة (انظر القراء الكبار للذهبي 1/ 190).

ص: 49

ويشدد ويبين الإعراب، لا يملُّه سامعه

(1)

. فمولده سنة عشر ومائة، وتوفي بمصر سنة سبع وتسعين ومائة

(2)

.

2 -

ابن كثير: هو أبو سعيد عبد الله بن كثير بن عمرو بن زاذان، قرأ على أبي السائب عبد الله بن السائب بن أبي السائب المخزومي

(3)

، وقرأ عبد الله بن السائب على أبيّ بن كعب، وعمر بن الخطاب، وقرأ أبيّ وعمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكان ابن كثير إمام الناس في القراءة بمكة لم ينازعه فيها منازع، وكان فصيحًا بليغًا أبيض اللحية، طويلًا أسمر جسيمًا، أشهل [العينين]

(4)

عليه السكينة والوقار، لقي من الصحابة عبد الله بن الزبير، وأبا أيوب الأنصاري، وأنس بن مالك، رضي الله عنهم.

وتوفي ابن كثير سنة عشرين ومائة بغير شك

(5)

، ومولده سنة خمس

(1)

ذكر ذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء (9/ 296) لكن لفظه: قال يونس: كان جيد القراءة حسن الصوت إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب لا يمله سامعه.

(2)

انظر ترجمته في: التيسير (1/ 4) إبراز المعاني (1/ 50) معرفة القراء الكبار لابن قايماز الذهبي (1/ 152).

(3)

وهو عبد الله بن السائب بن أبي السائب المخزومي القارئ أبو عبد الرحمن كناه الضحاك بن مخلد، قال ابن أبي مريم: حدثنا يحيى بن أيوب قال: أخبرني ابن جريج عن ابن أبي مليكة قال: رأيت عبد الله بن عباس وقف على قبر عبد الله بن السائب. قال سعيد بن أبي مريم: أخبرنا نافع بن عمر: مات عبد الله بن السائب في زمن ابن الزبير قرأ عليه عبد الله بن كثير على ما حكاه غير واحد من المصنفين. التاريخ الكبير (ج 5/ ص 8) وإبراز المعانى من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي (ج 1/ ص 27).

(4)

الشهلة في العين أن يشوب سوادها زرقة وعين شهلاء ورجل أشهل العين بين الشهل وأنشد الفراء:

ولا عيبَ فيها غيرَ شهلةِ عينها

كذاك عناقُ الطير شُهْلٌ عيونُها

قال ابن سيده: الشهل والشهلة أقل من الزرق في الحدقة وهو أحسن منه، والشهلة أن يكون سواد العين بين الحمرة والسواد وقيل: هي أن تُشْرَبَ الحدقةُ حمرةً ليست خطوطًا كالشكلة، ولكنها قلة سواد الحدقة حتى كان سوادها يضرب إلى الحمرة وقيل: هو أن لا يخلص سوادها، وقال أبو زيد: الأشهل والأشكل والأسجر واحد وعين شهلاء إذا كان بياضها ليس بخالص، فيه كدورة، وفي الحديث كان رسولًا ضليع الفم أشهل العينين منهوس الكعبين وفي رواية كان رسولًا أشكل العينين قال شعبة: قلت لسماك: ما أشكل العينين قال: طويل شق العين. قال الشهلة: حمرة في سواد العين كالشكلة في البياض لسان العرب (ج 11/ ص 373).

(5)

قال أبو جعفر بن البادش: "ما ذكر في تاريخ وفاته كالإجماع من القراء، ولا يصح عندي؛ لأن عبد الله بن إدريس الأودي قرأ عليه، ومولد ابن إدريس سنة خمس عشرة ومائة؛ فكيف تصح قراءته عليه لولا أن ابن كثير تجاوز سنة عشرين، وإنما الذي مات فيها عبد الله بن كثير القرشي، وهو آخر غير القارئ، وأصل الغلط =

ص: 50

وأربعين

(1)

.

وراوياه عن أصحابه: هما البزي، وقنبل.

فالبَزِّي: هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم مؤذن المسجد الحرام وإمامه ومقرئه، وكنيته: أبو الحسن، قرأ على عكرمة بن سليمان المكي

(2)

، وقرأ عكرمة على شبل

(3)

، وقرأ شبل على ابن كثير.

وتوفي البزي سنة خمسين ومائتين

(4)

، ومولده سنة سبعين ومائة.

= من أبي بكر بن مجاهد" ولكن هذا الكلام ليس صحيحًا حيث وجد على حاشية أصل السبعة لابن مجاهد: "قلت: غلط أبو جعفر بن البادش غلطًا منكرًا، وزعم أن عبد الله بن إدريس الأودي قرأ على ابن كثير نفسه، وبنى على هذا أن ابن كثير تأخر موته عن سنة عشرين، وهذا غلط آخر".

(1)

انظر ترجمته في معرفة القراء الكبار (1/ 72)، السبعة لابن مجاهد (1/ 64) والتيسير (1/ 4) إبراز المعاني (271).

(2)

هو ابن كثير بن عامر أبو القاسم المكي المقرئ مولى آل شيبة الحجبي، قرأ القرآن على شبل بن عباد وإسماعيل القسط معرفة قرأ عليه أحمد بن محمد البزي وغيره وقد تفرد عنه البزي بحديث التكبير من والضحى وعكرمة شيخ مستور ما علمتُ أحدًا تكلّم فيه. (انظر معرفة القراء الكبار للذهبي (1/ 147) والجرح والتعديل (7/ 11).

(3)

هو شبل بن عباد المكي صاحب ابن كثير ومقرئ مكة، عرض على ابن كثير وابن محيصن وحدث عن أبي الطفيل والمقبري وعمرو بن دينار وابن أبي نجيح وجماعة وأقرأ مدة، روى عنه القراءة عرضًا إسماعيل بن عبد الله القسط وابنه داود بن شبل وأبو الأخريط وهب بن واضح ومحمد بن سبعون وعكرمة بن سليمان وآخرون، وحدث عنه سفيان بن عيينة وأبو أسامة وأبو نعيم وروح بن عبادة ويحيى بن أبي بكير وأبو حذيفة، وموسى بن مسعود النهدي وعبيد بن عقيل، روى عنه من القدماء حمزة الزيات وغيره ووثقه يحيى بن معين، قال ابن مجاهد وشبل هو مولى عبد الله بن عامر الأموي وهو أحد أصحاب ابن كثير الذين خلفوه في القراءة بمكة، قال خلف بن هشام: حدثنا عبيد بن عقيل قال: سألت شبل بن عباد فحدثني بقراءة أهل مكة وهي قراءة ابن كثير. قلت: وحديثه مخرج في صحيح البخاري وفي سنن أبي داود والنسائي (انظر معرفة القراء الكبار للذهبي (1/ 129).

(4)

اختلف في تاريخ وفاته فذكر الداني في التيسير (1/ 5) أنه توفي بمكة سنة (240 هـ) وقال ابن الباذش في الإقناع (1/ 80) قال الأهوازي: توفي سنة سبعين ومائتين وله ثمانون سنة، وفيما قاله نظر، وما أظن موته إلا قبل ذلك.

ص: 51

وكان إمامًا في القراءة محققًا ضابطًا متقنًا لها، ثقة، انتهت إليه مشيخة الإقراء بمكة

(1)

.

وقُنْبُل: هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد المخزومي المكي، وكنيته: أبو عمر، وقنبل لقب له.

قرأ على أبي الحسن أحمد القواس

(2)

، وقرأ القواس على أبي الأخريط

(3)

، وقرأ أبو الأخريط على القسط

(4)

، وأخبره أنه قرأ على شبل، وقرأ شبل على ابن كثير.

وتوفي قنبل سنة إحدى وتسعين ومائتين، ومولده سنة خمس وتسعين ومائة، وكان إمامًا في القراءة متقنًا ضابطًا، انتهت إليه مشيخة الإقراء بالحجاز

(5)

، ورحل إليه الناس من الأقطار

(6)

.

(1)

انظر ترجمته في: التيسير (1/ 5) إبراز المعاني (1/ 27) والسبعة لابن مجاهد (1/ 92) ومعرفة القراء الكبار (1/ 338).

(2)

هو أبو الحسن أحمد بن محمد القواس النبال، قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضًا عن إسماعيل ثم عرض على شبل ومعروف وتوفي سنة تسعين ومئة (انظر معرفة القراء الكبار للذهبي 1/ 146).

(3)

هو وهب بن واضح مولى عبد العزيز بن أبي رواد ويكنى أيضًا أبا القاسم، قرأ القرآن على شبل بن عباد ومعروف بن مشكان وإسماعيل بن عبد الله القسط وانتهت إليه رياسة الإقراء بمكة، وقرأ عليه أبو الحسن أحمد بن محمد البزي وأبو الحسن أحمد بن محمد القواس النبال قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضًا عن إسماعيل ثم عرض على شبل ومعروف وتوفي سنة تسعين ومائة (انظر معرفة القراء الكبار للذهبي 1/ 146).

(4)

هو إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين مولى بني ميسرة موالي العاص بن هشام المخزومي قارئ أهل مكة في زمانه وآخر أصحاب ابن كثير وفاة عرض عليه وعلى صاحبيه شبل بن عباد ومعروف بن مشكان وسمع من علي بن زيد بن جدعان وأقرأ الناس دهرًا قرأ عليه أبو الأخريط وهب بن واضح وعكرمة بن سليمان والإمام محمد بن إدريس الشافعي ومحمد بن سبعون ومحمد بن بزيع وداود بن شبل بن عباد وروى عنه أحمد بن موسى اللؤلؤي ومت بن عبد الرحمن وأبو قرة موسى بن طارق وآخرون (معرفة القراء الكبار للذهبي 1/ 142)(السبعة في القراءات لابن مجاهد البغدادي 1/ 65).

(5)

ذكر ابن الباذش في الإقناع (1/ 80) أنه كان قد قطع الإقراء قبل أن يموت بعشر سنين. قاله أبو الطيب عن ابن عبد الرزاق.

(6)

انظر ترجمته في السبعة لابن مجاهد (1/ 92) سير أعلام النبلاء (14/ 84) إبراز المعاني (281) التيسير (41).

ص: 52

3 -

أبو عمرو: هو زبان بن العلاء بن عمار، قرأ على جماعة، منهم أبو جعفر يزيد بن القعقاع، والحسن البصري، وقرأ الحسن على حطان

(1)

، وأبي العالية، وقرأ أبو العالية على عمر بن الخطاب، وأبيّ بن كعب.

وكان أبو عمرو أعلم الناس بالقرآن والعربية مع الصدق والثقة والأمانة والدين.

مر الحسن به، وحلقته متوافرة، والناس عكوف عليه، فقال الحسن: من هذا؟ فقالوا: أبو عمرو، فقال: لا إله إلا الله، لقد كاد العلماء أن يكونوا أربابًا، كل عز لم يؤكد بعلم، فإلى ذل يئول

(2)

.

روي عن سفيان بن عيينة؛ أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت: يا رسول الله، قد اختلفت عليَّ القراءات، فبقراءة من تأمرني أن أقرأ؟ فقال: بقراءة أبي عمرو بن العلاء

(3)

.

وتوفي أبو عمرو في قول الأكثرين: سنة أربع وخمسين ومائة، وقيل غير ذلك، ومولده سنة ثمان وستين، وقيل: سنة سبعين

(4)

.

وراوياه الدوري والسوسي عن اليزيدي:

فالدوري: هو أبو عمر حفص بن عمر المقرئ الضرير، ونسبته إلى الدور، موضع ببغداد بالجانب الشرقي.

وكان إمام القراءة في عصره، وشيخ الإقراء في وقته، ثقة ضابطًا كبيرًا وهو أول من

(1)

هو حطان بن عبد الله الرقاشي روى عن علي وأبي موسى الأشعري روى عنه الحسن ويونس بن جبير وأبو مجلز لاحق بن حميد والأزرق بن قيس وأبو هارون الغنوي قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول ذلك حدثنا عبد الرحمن سمعت محمد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني حطان بن عبد الله الرقاشي ثبت (انظر الجرح والتعديل 3/ 303).

(2)

ورد هذا الكلام على لسان الأحنف بن قيس كما ذكر الزمخشري في الكشاف (4/ 492) فقد قال: وعن الأحنف قال: كاد العلماء يكونون أربابًا، وكل عز لم يوطد بعلم فإلى ذل ما يصير.

(3)

ذكره ابن مجاهد في السبعة (61) وابن قايماز في معرفة القراء الكبار (1021).

(4)

انظر ترجمته في: الجرح والتعديل (3/ 616) ومشاهير علماء الأمصار (1/ 153) والثقات (6/ 345).

ص: 53

جمع القراءات، توفي في شوال سنة ست وأربعين ومائتين على الصواب

(1)

.

السوسي: هو أبو شعيب صالح بن زياد، ونسبته إلى السوس، موضع بالأهواز. وكان مقرئًا ثقة ضابطًا من أجل أصحاب اليزيدي.

وتوفي أول سنة إحدى وستين ومائتين، وقد قارب التسعين

(2)

.

4 -

وابن عامر: هو عبد الله بن عامر اليَحْصبي، ويَحْصب فخذ من حمير، وكنيته: أبو نعيم، وقيل: أبو عمران، وقيل غير ذلك، كان إمام مسجد دمشق، وقاضيها. تابعيّ لقي واثلة بن الأسقع، والنعمان بن بشير، وقال يحيى بن الحارث الذماري

(3)

: إنه قرأ على عثمان. وقرأ عثمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

توفي بدمشق يوم عاشوراء سنة ثماني عشرة ومائة، ومولده سنة إحدى وعشرين، وقيل غير ذلك.

وكان إمام المسلمين بالجامع الأموي في أيام عمر بن عبد العزيز، وقبله، وبعده، وكان يأتم به [وهو] أمير المؤمنين، وناهيك بذلك منقبة. وجمع له بين الإمامة والقضاء، ومشيخة الإقراء بدمشق، ودمشق - إذ ذاك - دار الخلافة، ومحط رحال العلماء والتابعين

(4)

.

(1)

انظر ترجمته في: التيسير (1/ 5) والسبعة لابن مجاهد (1/ 88) ومعرفة القراء الكبار (1/ 191).

(2)

انظر ترجمته في: إبراز المعاني (1/ 29) والتيسير (1/ 5) والسبعة لابن مجاهد (1/ 100) ومعرفة القراء الكبار (1/ 193).

(3)

هو يحيى بن الحارث الذماري أبو عمرو الغساني الدمشقي إمام الجامع ومقرئ البلد، وزمار قرية من قرى اليمن من أعمال صنعاء أبوه منها وهو الذي خلف ابن عامر بدمشق وانتصب للإقراء، أخذ عن ابن عامر وقيل: إنه قرأ أيضًا على وائلة بن الأسقع وحدث عن واثلة وسعيد بن المسيَّب وأبي سلام وأبي الأشعث الصنعاني وسالم بن عبد الله وجماعة، قرأ عليه أئمة مثل: عراك بن خالد وأيوب بن تميم والوليد بن مسلم ومدرك بن أبي سعد وسويد بن عبد العزيز وهشام بن الغازي ويحيى بن حمزة وصدقة بن عبد الله وسمع منه الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وصدقة بن خالد وصدقة بن عبد الله السمين ومحمد بن شعيب بن شابور وغيرهم ذكره أبو حاتم فقال: ثقة عالم بالقراءة في دهره بدمشق (انظر معرفة القراء الكبار للذهبي 1/ 105).

(4)

انظر ترجمته في: إبراز المعاني (1/ 7) والتيسير (1/ 5) والسبعة (1/ 85) والذهبي في ميزان الاعتدال (4/ 130) وابن حبان في المجروحين (2/ 6).

ص: 54

وراوياه عن أصحابه، هما هشام، وابن ذكوان.

فهشام: هو ابن عمار بن نصير السلمي القاضي الدمشقي، وكنيته: أبو الوليد، أخذ قراءة ابن عامر عرضًا عن عراك بن خالد المري، عن يحيى بن الحارث الذماري عن ابن عامر، وكان عالم أهل دمشق وخطيبهم.

قال عبدان: سمعتُهُ يقول: ما أعدت خطبة منذ عشرين سنة

(1)

، وكان مفتيهم، ومقرئهم، ومحدّثهم - مع الثقة والضبط - تُوفّيَ سنة خمس وأربعين ومائتين، ومولده سنة ثلاث وخمسين ومائة

(2)

.

وابن ذكوان: هو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذَكْوان القُرَشيّ الدمشقي، وكنيته: أبو عمرو، أخذ قراءة ابن عامر، عن أيوب بن تميم التميمي، عن يحيى بن الحارث الذماري، عن ابن عامر. انتهت إليه مشيخة الإقراء بعد أيوب بن تميم التميمي.

قال أبو زُرْعَةَ الحافِظُ الدمشقي: لم يكنْ بالعِراق، ولا بالحجاز، ولا بالشام، ولا بمصر، ولا بخراسانَ، في زمانِ ابن ذَكْوان أقرأ عندي منه

(3)

.

توفي في شَوّال سنة اثنتين وأربعين ومائتين على الصواب، ومولده يوم عاشوراء سنة ثلاث وسبعين ومائة

(4)

.

5 -

عاصم: هو أبو بكر عاصم بن أبي النَّجود بن بَهْدلة، مولى بني خزيمة بن مالك بن النضر، والنَّجود - بفتح النون وضم الجيم - وهو مأخوذٌ من: نجدت الثّياب: إذا سوّيْت بعضها فوق بعض.

أخذ القراءة عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حَبِيب السلمي

(5)

، وقرأ أبو عبد الرحمن

(1)

ذكره ابن قايماز الذهبي في: معرفة القراء الكبار (1/ 196).

(2)

انظر ترجمته في: إبراز المعاني (1/ 30) والتيسير (1/ 6).

(3)

ذكر ذلك ابن قايماز الذهبي في: معرفة القراء الكبار (1/ 199).

(4)

انظر ترجمته في: إبراز المعاني (1/ 30) والتيسير (1/ 6).

(5)

هو عبد الله بن حبيب أبو عبد الرحمن السلمي الضرير مقرئ الكوفة، ولد في حياة النبي ولأبيه صحبة، انتهت إليه القراءة تجويدًا وضبطًا، وكان ثقة كبير القدر، توفي سنة 74 هـ، وقيل 73 هـ (انظر ترجمته في غاية النهاية 1/ 413، وابن حجر في تقريب التهذيب 1/ 408). =

ص: 55

على عثمان، ومنه تعلم القرآن، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وعبد الله بن مَسْعود، وزيد بن ثابت. وكان عاصمٌ قد جمع بين الفَصاحةِ، والإتقان، والتحرير، والتجويد، وكان أحسن الناس صوتًا بالقرآن

(1)

.

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن عاصم فقال: رجل صالح ثقة

(2)

.

وقال ابن عيّاش: دخلت على عاصم وقد احتضر، فجعل يردد هذه الآية:{ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ}

(3)

[الأنعام: 62].

توفي آخر سنة سبع وعشرين ومائة. وقيل: سنة ثمان وعشرين ومائة، ولا اعتبار بقول من قال غير ذلك

(4)

.

وراوياه: أبو بكر شعبة، وحفص:

فشعبة: هو أبو بكر بن عيّاش بن سالم الأسدي، واسمه: شعبة، وقيل: محمد، وقيل: مُطرف.

توفي في جمادي الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة، ومولده سنة خمس وتسعين

(5)

.

وكان إمامًا عالمًا كبيرًا، ولما حضرته الوفاة، بكت أخته، فقال لها: ما يبكيك انظري إلى تلك الزاوية، فقد ختمت فيها ثماني عشرة ألف ختمة

(6)

.

وحفص: هو أبو عمرو حفص بن سليمان بن المغيرة البزاز، وكان عالمًا، يعرف

(1)

ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (5/ 257).

(2)

ذكره المزي في تهذيب الكمال (19/ 462).

(3)

ذكره ابن أبي الدنيا في المحتضرين (1/ 155) والمزي في تهذيب الكمال (13/ 479) وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (25/ 240).

(4)

انظر ترجمته في: إبراز المعاني (1/ 30) والسبعة (1/ 69) والمزي في تهذيب الكمال (13/ 474) وابن حجر في تهذيب التهذيب (5/ 50).

(5)

انظر ترجمته في: معرفة القراء الكبار (1/ 134) وابن حجر في تهذيب التهذيب (2/ 371) وميزان الاعتدال (7/ 337).

(6)

ذكره أبو نعيم في حلية الأولياء (8/ 304) والذهبي في تذكرة الحفاظ (1/ 266) والنووي في شرح صحيح مسلم (1/ 79).

ص: 56

بـ "حُفيص"، وتعلم قراءة القرآن من عاصم خمسًا خمسًا؛ كما يتعلمه الصبي من المعلم، وكان عالمًا عاملًا، أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم، وكان ربيب

(1)

عاصم، ابن زوجته.

قال يحيى بن معين: الرواية الصحيحة التي رويت من قراءة عاصم، رواية حفص.

توفي سنة ثمانين ومائة - على الصحيح - ومولده سنة تسعين

(2)

.

6 -

وحمزة: هو حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات التيمي، مولى عكرمة بن ربعي التيمي. وكنيته: أبو عمارة.

قرأ علي أبي محمد سليمان بن مهران الأعمش، وقرأ الأعمش على أبي محمد يحيى بن وثاب الأسدي، وقرأ يحيى على أبي شبل علقمة بن قيس، وقرأ علقمة على عبد الله بن مسعود، وقرأ عبد الله بن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وتوفي حمزة سنة ست وخمسين ومائة - على الصواب - ومولده سنة ثمانين

(3)

.

وكان إمام الناس في القراءة بالكوفة بعد عاصم والأعمش، وكان ثقة كبيرًا حجة، قيمًا بكتاب الله مجودًا له، عارفًا بالفرائض والعربية، حافظًا للحديث، ورعًا عابدًا خاشعًا ناسكًا زاهدًا قانتًا لله، لم يكن له نظير.

وكان يجلب الزيت من العراق إلى حلوان، ويجلب الجبن والجوز منها إلى الكوفة

(4)

.

قال له الإمام أبو حنيفة رحمه الله: شيئان غلبتنا عليهما، لسنا ننازعك عليهما: القرآن، والفرائض

(5)

.

(1)

الرّبيب بفتح الراء وكسر الباء بعدها ياء ساكنة وهو ابن امرأة الرجل من غيره (لسان العرب 1/ 405 مادة ربب).

(2)

انظر ترجمته في: معرفة القراء الكبار (1/ 140) وأبو حفص الواعظ في تاريخ أسماء الثقات (1/ 72) وأبو حاتم في الثقات (6/ 197).

(3)

انظر ترجمته في: إبراز المعاني (1/ 31) والتيسير (1/ 6) معرفة القراء الكبار (1/ 122).

(4)

ذكره النووي في شرح صحيح مسلم (1/ 67) وأبو حاتم في الثقات (6/ 228) والذهبي في سير أعلام النبلاء (7/ 90).

(5)

ذكره الذهبي في معرفة القراء الكبار (1/ 113) وميزان الاعتدال (2/ 377) وابن حجر في تهذيب التهذيب (3/ 24).

ص: 57

وكان شيخه الأعمش إذا رآه يقول: هذا حبر القرآن

(1)

.

وقال حمزة: ما قرأت حرفًا من كتاب الله إلا بأثر

(2)

.

وراوياه: خلف، وخلاد، عن سليم عنه:

فخلف: هو أبو محمد خلف بن هشام بن طالب البزار، توفي سنة تسعٍ وعشرين ومائتين، ومولده سنة خمسين ومائة.

حفظ القرآن، وهو ابن عشر سنين، وابتدأ في طلب العلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وكان إمامًا كبيرًا، عالمًا ثقة، زاهدًا عابدًا

(3)

.

وخلّاد: هو أبو عيسى خلاد بن خالد الصيرفي. توفي سنة عشرين ومائتين، وكان إمامًا القراءة، ثقة عارفًا محققًا مجودًا.

قال الداني: هو أضبط أصحاب سليم، وأجلهم

(4)

.

7 -

الكسائي: هو أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي النحوي

(5)

. من أولاد الفرس، من

(1)

ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (14/ 354) وابن الجوزي في صفوة الصفوة (3/ 156).

(2)

ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال (2/ 378) وابن حجر في تهذيب التهذيب (3/ 24).

(3)

انظر ترجمته في: إبراز المعاني (1/ 31) والتيسير (1/ 7) وأبو حاتم في الثقات (8/ 228) والرازي في الجرح والتعديل (3/ 372).

(4)

انظر ترجمته في: إبراز المعاني (1/ 31) والتيسير (1/ 7) معرفة القراء الكبار (1/ 210) والرازي في الجرح والتعديل (3/ 368).

(5)

واسم الكسائي كاملًا هو علي بن حمزة بن عبد الله بن قيس بن فيروز الأسدي مولاهم الكوفي الكسائي أحد أئمة القراءة والتجويد في بغداد، أخذ القراءة عن حمزة الزيات مذاكرة وقرأ عليه القرآن أربع مرات، وأخذها أيضًا من محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وعيسى بن عمر والأعمش وأبي بكر بن عياش وسمع منهم الحديث ومن سليمان بن أرقم وجعفر الصادق والعرزمي وابن عيينة وغيرهم ثم دخل البصرة وأخذ عن الخليل بن أحمد وسأله عن من أخذ اللغة فقال: من بوادي العرب بنجد وتهامة فخرج الكسائي إلى الحجاز فأقام مدة في البادية حتى حصل من ذلك ما ذكر أنه أفنى عليه خمس عشرة قنينة من الحبر غير ما حفظه ولما رجع تصدر وناظر يونس بن حبيب وغيره واختار لنفسه قراءة حملت عنه وعرفت به ثم استوطن بغداد وعلم الرشيد ثم علم ولده الأمين وكانت له وجاهة تميزه عندهم، روى عنه القراءات أبو عمر الدوري وأبو الحارث الليث بن خالد ونصير بن يوسف وقتيبة بن مهران وأحمد بن سريج وأبو عبيد ويحيى الفراء وخلف =

ص: 58

سواد العراق. وروي عنه أنه قيل له: لمَ سميت الكسائي؟ فقال: لأني أحرمت في كساء

(1)

.

قرأ على حمزة، وعليه اعتماده: قرأ عليه القرآن العظيم أربع مرات، وأخذ - أيضًا - عن محمد بن أبي ليلى، وعيسى بن عمر، وقرأ عيسى بن عمر على عاصم.

توفي الكسائي سنة تسع وثمانين ومائة على أشهر الأقوال، عن سبعين سنة. كان إمام الناس في القراءة في زمانه، وأعلمهم بالقرآن العظيم

(2)

.

قال أبو بكر بن الأنباري: اجتمعت في الكسائي أمور: كان أعلم الناس بالنحو، وأوحدهم بالغريب، وكان أوحد الناس في القرآن؛ فكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليهم، فيجمعهم في مجلس، ويجلس على كرسي، ويتلو القرآن من أوله إلى آخره، وهم يسمعون، ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ

(3)

. وقال ابن معين: ما

= ابن هشام وغيرهم ورووا عنه الحديث وله مناظرات مع الترمذي صاحب بن عمرو ويقال إن سبب تسميته الكسائي أنه كان يحضر مجلس حمزة بالليل ملتفًا في كساء وقيل أحرم في كساء فلقب الكسائي، وأثنى عليه الشافعي في النحو وقال ابن الأنباري: كان أعلم الناس بالنحو والعربية والقراآت وكانوا يكثرون عليه في القراآت فجمعهم وجلس على كرسي وتلا القرآن من أوله إلى آخره وهم يستمعون ويضبطون عنه حتى الوقف والابتداء، وقال إسحاق بن إبراهيم: سمعته يقرأ القرآن مرتين، وقال خلف بن هشام: كنت أحضر قراءته والناس ينقطون مصاحفهم على قراءته. وله من الكتب معاني القرآن وكتاب في النحو وكتاب النوادر الكبير وغير ذلك وله مع سيبويه المناظرة المشهورة ومع اليزيدي مجالس معدودة عند الرشيد وغيره وكانت وفاته وهو في صحبة الرشيد (انظر تهذيب التهذيب 7/ 275).

(1)

ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (11/ 404) عن علي بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم حدثني محمد بن سليمان بن محبوب حدثنا أبو عبد الرحمن البصري مردويه حدثنا علي بن عبد الله الخياط المدني حدثنا عبد الرحيم بن موسى قال قلت للكسائي لم سميت الكسائي قال: .. به، والذهبي في معرفة القراء الكبار (1/ 122) عن عبد الرحيم بن موسى سألت الكسائي عن نسبته قال: .. به.

(2)

انظر ترجمته في: إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع لأبي شامة الدمشقي (1/ 31) وابن مجاهد البغدادي في السبعة في القراءات (1/ 78) والذهبي في معرفة القراء الكبار (1/ 120) والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (11/ 403).

(3)

ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (11/ 409) عن أبي طالب عمر بن إبراهيم الفقيه حدثنا أبو عمر بن حيويه حدثنا محمد بن القاسم الأنباري حدثنا أحمد بن يحيى حدثنا خلف بن هشام وأخبرنا هلال بن =

ص: 59

رأيت بعيني هاتين أصدق لهجة من الكسائي

(1)

.

وراوياه: أبو الحارث، والدوري:

وأبو الحارث: هو الليث بن خالد المروزي المقرئ، قرأ على الكسائي، وتوفي سنة أربعين ومائتين، وكان ثقة، قيمًا بالقراءة، ضابطًا لها.

قال الحافظ أبو عمرو الداني: وكان من جملة أصحاب الكسائي، وتقدم سنة الدوري، ووفاته في سنة الإمام أبي عمرو بن العلاء

(2)

.

8 -

وأبو جعفر المدني: يزيد بن القعقاع: قرأ على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وعلى الحبر البحر عبد الله بن عباس الهاشمي، وعلى أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي، وقرأ هؤلاء الثلاثة على أبي المنذر أبي بن كعب الخزرجي، وقرأ أبو هريرة، وابن عباس - أيضًا - على زيد بن ثابت.

وقيل: إن أبا جعفر قرأ على زيد نفسه، وذلك محتمل؛ فإنه صح أنه أتى به أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها - فمسحت على رأسه، ودعت له بالبركة

(3)

.

وإنه صلى بابن عمر بن الخطاب، وإنه أقرأ الناس قبل الحرة، وكانت الحرة سنة ثلاث

= المحسن الكاتب أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الجراح الخزاز حدثنا أبو بكر بن الأنباري قال: به.

(1)

ذكره الذهبي في معرفة القراء الكبار (1/ 122) عن أبي عمر الدوري سمعت يحيى بن معين يقول: به.

(2)

وكان ذلك سنة 240 هـ.

(3)

هذا الكلام حدث فيه لبس لدى المؤلف فالذي دعت له أم سلمة ومسحت على رأسه وهو صغير هو شيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب المخزومي المدني القارئ مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقد ذكر المزي في تهذيب الكمال (12/ 608 شيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب المخزومي المدني القارئ مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أتي به إليها وهو صغير فمسحت رأسه ودعت له بالخير والصلاح وهو ختن أبي جعفر يزيد بن القعقاع على ابنته روى عن خالد بن مغيث وقال: هو رجل مختلف في صحبته، ولكن الإمام المزي ذكر في تهذيب الكمال (33/ 200) في ترجمة أبي جعفر أنه قال: هو أبو جعفر القارئ المدني مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي اسمه يزيد بن القعقاع وقيل فيروز بن القعقاع وقيل جندب بن فيروز والأول أشهر روى عن جابر بن عبد الله وزيد بن أسلم وهو من أقرانه وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر بن الخطاب ومولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وأبي هريرة ودخل على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير فمسحت على رأسه ودعت له بالبركة. والكلام هنا يقصد به عبد الله بن عياش كما ذكر في الموضع الأول.

ص: 60

وستين

(1)

. وقرأ زيد وأبيّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

توفي أبو جعفر سنة ثلاثين ومائة - على الأصح - وكان تابعيًّا كبير القدر، انتهت إليه رئاسة القراءة بالمدينة

(2)

.

قال يحيى بن معين: كان إمام أهل المدينة أبو جعفر في القراءة، وكان ثقة

(3)

.

قال يعقوب بن جعفر بن أبي كثير: كان إمام الناس بالمدينة أبو جعفر

(4)

. وروى ابن مجاهد عن أبي الزناد، قال: لم يكن بالمدينة أحد أقرأ للسنة من أبي جعفر

(5)

. وقال الإمام مالك: كان أبو جعفر رجلًا صالحًا

(6)

.

وروي عن نافع؛ أنه لما غُسل أبو جعفر بعد وفاته، نظروا ما بين نحره إلى فؤاده، مثل ورقة المصحف، قال: فما شك أحد ممن حضره أنه نور القرآن

(7)

.

(1)

ذكره ابن مجاهد في السبعة في القراءات (1/ 57) عن محمد بن الجهم قال حدثنا سليمان بن داود الهاشمي قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال قال سليمان بن مسلم بن جماز أخبرني أبو جعفر أنه: .. به.

(2)

انظر ترجمته في تهذيب الكمال (33/ 200) وابن مجاهد في السبعة في القراءات (1/ 56) وابن حجر في تقريب التهذيب (1/ 317) ولسان الميزان (7/ 457).

(3)

ذكره القزويني في التدوين في أخبار قزوين (2/ 254) عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبيد الله الخطيب أنبأ أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني أنبأ أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد حدثني محمد بن أحمد بن واصل ثنا محمد بن سعدان أنبأ يعقوب بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري قال كان إمام الناس: .. به.

(4)

ذكره ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (65/ 359) عن أبي القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد الخطيب أنا أبو حفص المقرئ أنا ابن مجاهد حدثي محمد بن أحمد بن واصل حدثنا محمد بن سعدان أنا يعقوب بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري قال كان إمام الناس: .. به.

(5)

ذكره ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (65/ 359) عن ابن مجاهد وحدثوني عن الأصمعي عن ابن أبي الزناد قال لم يكن أحد: .. به.

(6)

ذكره الذهبي في معرفة القراء الكبار (1/ 74) عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن عمه قال قال لي مالك: .. به.

(7)

ذكره اللالكائي في كرامات الأولياء (1/ 174) عن عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مجاهد المقرئ قال حدثني محمد بن منصور المدني قال ثنا محمد بن إسحاق المسيبي قال: حدثني أبي عن نافع بن أبي نعيم قال: لما غسل أبو جعفر: .. به، وابن حجر في تهذيب التهذيب (12/ 61) بإسناده.

ص: 61

ورئي في المنام بعد وفاته على صورة حسنة، فقال: بشر أصحابي، وكل من قرأ على قراءتي: أن الله قد غفر لهم، وأجاب فيهم دعوتي، ومرهم أن يصلوا هذه الركعات في جوف الليل، كيف استطاعوا

(1)

.

وراوياه: عيسى بن وردان، وسليمان بن جماز:

وابن وردان: توفي في حدود سنة ستين ومائة، وكان رأسًا في القراءة، ضابطًا لها محققًا، من قدماء أصحاب نافع، ومن أصحابه في القراءة على أبي جعفر.

وتوفي ابن جمّاز بعيد سنة سبعين ومائة، وكان مقرئًا جليلًا ضابطًا نبيلًا، مقصودًا في قراءة أبي جعفر ونافع، روى القراءة عرضًا عنهما

(2)

.

9 -

ويعقوب: ابن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، مولاهم البصري، قرأ على أبي المنذر سلام بن سليمان المزني مولاهم الطويل، وعلى شهاب بن شرنفة، وعلى أبي يحيى مهدي بن ميمون المعولي، وعلى أبي الأشهب جعفر بن حيان العطاردي.

توفي يعقوب سنة خمسين ومائتين، وله ثمان وثمانون سنة. وكلان إمامًا كبيرًا، ثقة، صالحًا، عالمًا، ديّنًا، انتهت إليه رئاسة القراءة بعد أبي عمرو، وكان إمام جامع البصرة سنين

(3)

.

وقال أبو حاتم السجستاني: هو أعلم من رأيت في الحروف، والاختلاف في القرآن، وعلله، ومذاهبه، ومذاهب النحو، وأروى الناس لحروف القرآن وحديث الفقهاء

(4)

.

وراوياه: رويس، وروح:

توفي رويس بالبصرة سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وكان إمامًا في القراءة قيمًا بها، ماهرًا

(1)

ذكره ابن الجزري في النشر في القراءات العشر (1/ 178) ضمن ترجمة أبي جعفر.

(2)

هو سليمان بن مسلم بن جماز المدني المقرئ قرأ على أبي جعفر وروى عن سمي روى عنه إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير وأبو همام الصلت بن محمد الخاركي وأخوه محمد بن مسلم بن جماز روى عن سعيد المقبري وغيره روى عنه الواقدي وروى عنه القلوسي ونسبه إلى جده (انظر الإكمال لابن ماكولا 2/ 550).

(3)

انظر ترجمته في: المبسوط في القراءات العشر لابن مهران الأصبهاني (ص: 78) وغاية النهاية (1/ 390) وشذرات الذهب (1/ 279).

(4)

ذكره وما قبله ابن الجزري في النشر (1/ 186).

ص: 62

ضابطًا، [مشهورًا] حاذقًا

(1)

. قال الداني: هو من أحذق أصحاب يعقوب.

وتوفي روح سنة أربع أو خمس وثلاثين ومائتين، وكان مقرئًا جليلًا ثقة ضابطًا، مشهورًا، من أجلّ أصحاب يعقوب، وأوثقهم، روى عنه البخاري في "صحيحه"

(2)

.

10 -

وخلف: ابن هشام البزار، قرأ على سليم صاحب حمزة؛ كما تقدم، وتقدم تاريخ وفاته ومولده مع حمزة.

وراوياه: الوراق، وإدريس الحداد:

فإسحاق الوراق: توفي سنة ست وثمانين ومائتين، وكان ثقة قيمًا بالقراءة ضابطًا لها، منفردًا برواية اختيار خلف، لا يعرف غيره

(3)

.

وتوفي إدريس سنة اثنتين وتسعين ومائتين، عن ثلاث وتسعين سنة

(4)

.....

(1)

ورويس هو محمد بن المتوكل ويكنى أبا عبد الله اللولؤي البصري ويلقب برويس مقرئ حاذق مشهور. انظر ترجمته في غاية النهاية (2/ 234) والمبسوط في القراءات العشر (ص: 81).

(2)

وروح هو: روح بن عبد المؤمن، أبو الحسن البصري المقرئ صاحب يعقوب الحضرمي كان متقنًا مجودًا، روى أيضًا عن أبي عوانة وحماد بن زيد وجعفر بن سليمان الضبعي، قرأ عليه أحمد بن يزيد الحلواني وأبو الطيب بن حمدان وأبو بكر محمد بن وهيب الثقفي وأحمد بن يحيى الوكيل وروى عنه البخاري في صحيحه وعبد الله بن أحمد ومطين وأبو خليفة وإبراهيم بن محمد بن نائلة الأصبهاني وأبو يعلى الموصلى، ذكره ابن حبان في الثقات وقال غيره: توفي سنة أربع أو خمس وثلاثين ومئتين، وهو مقرئ جليل مشهور عرض على يعقوب الحضرمي وهو من جلة أصحابه مات سنة (234 هـ)(انظر ترجمته في غاية النهاية 1/ 285، ومعرفة القراء الكبار 1/ 176، وتقريب التهذيب 1/ 253) إبراز المعاني (1/ 31) وتهذيب التهذيب (3/ 134).

(3)

إسحاق هو: إسحاق بن إبراهيم، ويكنى أبا يعقوب المروزي ثم البغدادي، وراق خلف وراوي أخباره، وهو من الثقات توفي سنة 286 هـ (انظر ترجمته في غاية النهاية 1/ 155).

(4)

وإدريس هو: إدريس بن عبد الكريم أبو الحسن الحداد المقرئ صاحب خلف بن هشام، سمع خلفًا وعاصم بن علي وداود بن عمرو الضبي ومصعب بن عبد الله الزبيري وأبا الربيع الزهراني وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وسعد بن زنبور وليث بن حماد الصفار ونعيم بن الهيضم وإبراهيم بن عبد الله الهروي وأحمد بن حاتم الطويل والحكم بن موسى وعيسى بن سالم الشاشي وسهل بن زنجلة الرازي وأحمد بن إبراهيم الدورقي، روى عنه أبو بكر بن الأنباري وأحمد بن سلمان النجاد وإسماعيل بن علي الخطبي ومحمد بن الحسن بن مقسم المقرئ وأبو علي بن الصواف وأحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وغيرهم (انظر ترجمته في معرفة القراء الكبار للذهبي 1/ 317) والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (7/ 14) وابن حجر في لسان الميزان (1/ 332 وابن مفلح في المقصد الأرشد (1/ 278).

ص: 63

وكان إمامًا ضابطًا متقنًا ثقة، وفوق الثقة بدرجة

(1)

.

واعلم يا أخي - وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى - أن جميع ما ذكرته على سبيل الاختصار؛ فإن كتابي هذا إنما قصدت فيه الاختصار، والمقصود منه معرفة الروايات، فمن أراد الاتساع في الإسناد، فعليه بكتاب "النشر في القراءات العشر"، تأليف الشيخ الإمام العلامة العالم، شيخ القراء والفقهاء والمحدثين في سائر بلاد المسلمين، شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري. رحمة الله عليه، وقد آن الأوان أن نشرع في المقصود، والله المستعان، وعليه في كل الأمور التكلان، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

* * *

(1)

ذكره الدارقطني في سؤالات حمزة (1/ 175) قال: سألت الدارقطني عن إدريس بن عبد الكريم الحداد فقال: ثقة وفوق الثقة بدرجة، والزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار (1/ 142) به، وقال: قاله الخطيب.

ص: 64

‌باب الاستعاذة

(1)

المختار من حيث الرواية لجميع القراء "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"؛ كما ورد في سورة النحل. وقد ذكر الأستاذ شمس الدين محمد بن الجزري، عن الأستاذ أبي طاهر بن سوار

(2)

، وأبي العز القلانسي

(3)

، وغيرهما أنهم قالوا: إن الاتفاق على اللفظ بعينه.

وحكي عن الإمام أبي الحسن السخاوي

(4)

أنه ذكر في كتابه "جمال القراء": الذي عليه

(1)

الاستعاذة لغة: طلب العوذ، وهي مصدر استعاذ بالله؛ أي طلب عصمته، وهي الامتناع بالله من همزات الشياطين، ويدل على ذلك قوله تعالى:{وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ} [المؤمنون: 97] والحلة في مجيئها في أول الكلام كما ذكر مكي بن أبى طالب في الكشف عن وجوه القراءات (ص: 7) أنها دعاء إلى الله جل ذكره واستجارة به من الشيطان، وامتثال لما أمر به نبيه عليه السلام؛ إذ قال في كتابه:{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: 98].

(2)

هو أبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن سوار المقرئ النحوي ويعرف أبوه بالدقاق كان إمامًا في القرآن وصنف فيه التصانيف منها كتابه (المستنير)، وسمع الحديث من أبي طالب وأبي غيلان وأبي القاسم بن بشران وأبى الحسين بن رزمة وأبي محمد الخلال وأبي إسحاق البرمكي وأبي محمد الجوهرى وأبي القاسم التنوخي وغيرهم وكان ثقة ثبتًا ذا علم بالنحو والقراءات، وتوفي في شعبان من سنة ست وتسعين وأربعمائة ودفن بالشونيزية من الجانب الغربي وحدث وأقرأ القرآن أربعين سنة (انظر ترجمته في الإكمال لابن ماكولا 4/ 388، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/ 225).

(3)

هو الإمام الكبير شيخ القراء أبو العز محمد بن الحسين بن بندار الواسطي القلانسي صاحب التصانيف في القراءات ولد سنة خمس وثلاثين وأربع مئة وتلا بالعشر على أبي على غلام الهراس وأخد عن أبى القاسم الهذلي صاحب (الكامل) وارتحل إلى بغداد سنة إحدى وستين وسمع من أبي جعفر بن المسلمة وعبد الصمد بن المأمون وأبي الحسين بن المهتدى بالله وعدة وقرأ ختمة لأبي عمرو على الأوانى صاحب أبي حفص الكتانى قال السمعاني: قرأ عليه عالم من الناس ورحل إليه من الأقطار وسمعت عبد الوهاب الأنماطي يسيء الثناء عليه ونسبه إلى الرفض (انظر سير أعلام النبلاء 19/ 497).

(4)

هو الشيخ الإمام العلامة شيخ القراء والأدباء علم الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد بن عطاس الهمداني المصري السخاوي الشافعي نزيل دمشق ولد سنة ثمان وخمسين أو سنة تسع وقدم الثغر في سنة اثنتين وسبعين وسمع من أبي طاهر السلفي ومن أبي الطاهر بن عوف وبمصر من أبي الجيوش عساكر بن علي وأبي القاسم البوصيري إسماعيل بن ياسين وبدمشق من ابن طبرزذ والكندي وحنبل وتلا بالسبع على الشاطبي وأبي الجود والكندي والشهاب الغزنوي وأقرأ الناس دهرًا وكان إمامًا في العربية بصيرًا باللغة فقيهًا =

ص: 65

إجماع الأمة، هو "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"

(1)

.

وقال: قال الحافظ أبو عمرو الداني: إنه هو المستعمل عند الحذاق دون غيره

(2)

وهو المأخوذ به عند عامة الفقهاء: كالشافعي، وأبي حنيفة، وأحمد، وغيرهم، وقد ورد النص بذلك عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ففي "الصحيحين" من حديث سليمان بن صرد قال: استب رجلان عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسبُّ صاحبه وهو مغضب، وقد احمر وجهه، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنِّي لأعلمُ كلمة لو قالها لذهبَ عنه ما يَجِدُه؛ لو قال: أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم

" الحديث

(3)

.

= مفتيًا عالمًا بالقراءات وعللها مجودًا لها بارعًا في التفسير صنف وأقرأ وأفاد، وروى الكثير وبعد صيته وتكاثر عليه القراء، تلا عليه شمس الدين أبو الفتح الأنصاري وشهاب الدين أبو شامة ورشيد الدين بن أبي الدر وزين الدين الزواوى وتقي الدين يعقوب الجرائدي والشيخ حسن الصقلي وجمال الدين الفاضلي ورضي الدين جعفر بن دنوقا وشمس الدين محمد بن الدمياطي ونظام الدين محمد بن عبد الكريم التبريزي والشهاب بن مزهر وعدة، وحدث عنه الشيخ زين الدين الفارقي والجمال بن كثير والرشد ابن المعلم ومحمد بن قايماز الدقيقي وآخرون، وكان مع سعة علومه وفضائله دينًا حسن الأخلاق محببًا إلى الناس وافر الحرمة مطرحًا للتكلف ليس له شغل إلا العلم ونشره (انظر سير أعلام النبلاء 23/ 123).

(1)

ذكر ذلك الإمام ابن الجزري في النشر (1/ 250) والسخاوي في جمال القراء (2/ 482).

فقال الإمام ابن الجزرى في طيبة النشر:

وقل أعوذ إن أردت تقرا

كالنحل جهرًا لجميع القرّا

وهذا اللفظ هو الذي عليه رأي جمهور القراء وليس إجماعهم كما ذكر المؤلف، وقد أثار إلى ذلك ابن الباذش في الإقناع في القراءات السبع (1/ 149) فقال: فأما لفظها فلم يأت فيه عن أحد من السبعة نص، وقد قال أبو الحسن أحمد بن يزيد الحلواني: بس للاستعاذة حد تنتهي إليه من شاء زاد، ومن شاء نقص. وهذا الكلام أخذه عن ابنُ الباذش ابن الجزري في النشر (1/ 251).

(2)

هنا ربما يطرح سوال: أذلك فرض على كل من قرأ القرآن أم لا؟ والجواب كما قال مكي بن أبي طالب في الكشف عن وجوه القراءات (1/ 9): إن لفظ الأمر في القرآن يأتي على وجوه كثيرة ليس معناها الفرض والحتم، نحو قوله:{وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا} [المائدة: 2] فاللفظ لفظ الأمر ومعناه الإباحة، وكذلك قوله {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ} معناه الندب والإرشاد وليس الفرض والحتم.

(3)

حديث صحيح الإسناد. أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب ما ينهى من السباب واللعن (5650) عن عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن عدي بن ثابت حدثنا سليمان بن صرد قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم: .. به، وسلم في البر والصلة والآداب، باب فضل من يملك نفسه عند الغضب وبأي شيء يذهب الغضب (4726)، بإسناده، والترمذي في الدعوات (3374) بإسناده.

ص: 66

وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة غير ذلك، وقد وردت أحاديث بزيادة:

الأول: "أَعُوذُ بالله السّمِيعُ العَلِيمُ، مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ"

(1)

. نصَّ عليها الحافظ أبو عمرو الداني في "جامعه"

(2)

عن أهل مصر

(3)

. ورواه أبو عليّ الأهوازيّ أداء عن الأزرق عن الصباح، وعن الرفاعي، عن سليم، كلاهما عن حمزة، وورد فيه عن غيرهم

(4)

.

الثاني: "أعُوذُ بالله العَظِيمِ، مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ"؛ ذكره الداني. أيضًا. في "جامعه"، عن أهل مصر وسائر بلاد المغرب

(5)

. وحكاه أبو معشر الطبري، ورواه الأهوازي وغيره.

الثالث: "أعُوذُ بالله مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ، إنّ الله هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ"؛ رواه الأهوازي، عن أبي عمرو، وذكره أبو معشر، عن أهل مصر والمغرب، عن عمر بن الخطاب، ومسلم بن يسار، وابن سيرين، والثوري

(6)

.

(1)

حديث ضعيف الإسناد. أخرجه الترمذي في الصلاة (242) عن محمد بن موسى البصري حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن علي بن علي الرفاعي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة بالليل كبر ثم يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك"، ثم يقول:"الله أكبر كبيرا"، ثم يقول:"أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه"، وقال أبو عيسى وفي الباب عن علي وعائشة وعبد الله بن مسعود وجابر وجبير بن مطعم وابن عمر قال أبو عيسى: وحديث أبي سعيد أشهر حديث في هذا الباب وقد أخذ قوم من أهل العلم بهذا الحديث وأما أكثر أهل العلم فقالوا بما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك"، وهكذا روي في عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من التابعين وغيرهم، وقد تكلَّم في إسناد حديث أبي سعيد كان يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي الرفاعي وقال أحمد: لا يصح هذا الحديث.

(2)

ولفظ الداني كما ذكر ابن الجزري في النشر (1/ 249) والنويري في شرح طيبة النشر (2/ 12): "وعليه عامة أهل الأداء من أهل الحرمين والشام والعراقيين، ورواه أصحاب السنن الأربعة وأحمد عن أبي سعيد بإسناد جيد، وقال الترمذي: وهو أصح حديث في الباب.

(3)

لم يذكر أبو عمرو الداني هذه العبارة عن أهل مصر هذا اللفظ، وإنما ذكر أن لفظ أهل مصر: أعوذ بالله العطيم من الشيطان الرجيم، وقال: وعليه أهل مصر وسائر بلاد المغرب، وهذا ليس صحيحًا فما عليه أهل مصر هو كما ورد في اللفظ القرآني في سورة النحل.

(4)

انظر: النشر (1/ 250) والإقناع في القراءات السبع (1/ 150).

(5)

وقد ذكر الداني أيضًا أن ذلك اللفظ روي عن قنبل وورش وأهل الشام أيضًا (انظر النشر (1/ 250) وشرح طيبة النشر للنويري (2/ 12).

(6)

وذكر الداني أيضًا أن ذلك روي أيضًا عن أبي جعفر وشيبة رواية ونافع في غير رواية أبي عدي عن ورش وابن عامر =

ص: 67

الرابع: "أعُوذُ بالله العَظِيمِ، السّمِيعُ العَلِيمُ، مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ"؛ رواه الخزاعي، عن هبيرة، عن حفص. وذكره الهذلي عن أبي عدي، عن ورش

(1)

.

الخامس: "أعُوذُ بالله العَظِيمِ، مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ، إنّ الله هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ"؛ رواه الهذلي، عن الزينبي، عن ابن كثير

(2)

.

السادس: "أعُوذُ بالله السّمِيعُ العَلِيمُ، مِنَ الشّيطانِ الرّجِبمِ إنّ الله هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ"؛ ذكره الأهوازي، عن جماعة

(3)

.

السابع: "أعُوذُ بالله مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ، وَأستَفتِحُ الله، وَهُوَ خَيرُ الفَاتِحِينَ" رواه أبو الحسين الخبازي، عن شيخه أبي بكر الخوارزمي، عن ابن مقسم، عن إدريس، عن خلف، عن حمزة

(4)

.

الثامن: "أَعُوذُ بالله العَظِيمِ، وَبِوَجهِهِ الكَرِيم، وَسلطَانِهِ القَدِيمِ، مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ"؛ رواه أبو داود في الدخول إلى المسجد، عن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال:"إذَا قَالَ ذَلِكَ، قَالَ الشّيطَانُ: حُفِظَ مِنِّي سائرَ اليومِ" إسناده جيد، وهو حسن

(5)

.

ووردت بألفاظ تتعلق بشتم الشيطان؛ نحو: "أعُوذُ بالله مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ الخَبِيثِ

= والكسائي وحمزة في أحد وجوهه. (انظر المرجع السابق 2/ 13) وذكر ابن الباذش في الإقناع (1/ 150) أن ذلك روي عن نافع وابن عامر والكسائي، وبه أخذ أبو علي بن حبش في رواية السوسي، وأراه اختيارًا منه كما اختار التكبير من {وَالضُّحَى} وكان يأخذ به لجميع القراء.

(1)

ذكره ابن الباذش في الإقناع (1/ 150) عن هبيرة عن حفص، وروى النويري في شرح الشاطبية (2/ 13) أنه من رواية الزينبي عن قنبل، وأبو عدي عن ورش.

(2)

ذكره ابن الجزري في النشر (1/ 250، 251) والنويري في شرح الشاطبية (2/ 13).

(3)

ذكره ابن الباذش في الإقناع (1/ 150)، والنويري في شرح الشاطبية (2/ 13) بلفظه كاملًا.

(4)

ذكره النويري في شرح الشاطبية (2/ 13) وقال: رواه إدريس من حمزة.

(5)

حديث حسن الإسناد. أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب فيما يقوله الرجل عند دخوله المسجد (394) عن إسماعيل بن بشر بن منصور حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الرحمن بن المبارك عن حيوة بن شريح قال: لقيت عقبة بن مسلم فقلت له: بلغني أنك حدثت عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم: .. به.

ص: 68

المخبث وَالرّجسِ النّجِس"؛ كما رويناه في كتاب "الدعاء" لأبي القاسم الطبراني

(1)

. و"عمل اليوم والليلة" لأبي بكر بن السّنيّ

(2)

، عن ابن عمر، رضي الله عنهما.

كل ذلك ذكره في "النشر"

(3)

، والقارئ في ذلك كلّه مخيّر: إن شاء زاده، وإن شاء اقتصر على اللّفظ الوارد في سورة النحل.

وأمّا ما يتعلق بالجهر بها والإخفاء: فالمختار - عند أئمة القراء - هو الجهر بها عن جميع القراء، لا خلاف

(4)

في ذلك عند أحد منهم، إلا ما جاء عن حمزة وغيره

(5)

.

قال الحافظ أبو عمرو الداني في "جامعه": ولا أعلم خلافًا في الجهر بالاستعاذة عند افتتاح القرآن، وعند ابتداء كل قارئ بعَرضٍ أو دَرسٍ أو تلقين - في جميع القرآن - إلا ما جاء عن نافع وحمزة

(6)

.

(1)

حديث ضعيف الإسناد. أخرجه الطبراني في الدعاء للطبراني (1/ 134) بإسناد ضعيف ولفظه: عن أبي الزنباع روح بن الفرج المصري ثنا يوسف بن عدي ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال: "اللهم إني أعوذُ بكَ من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم. وإسماعيل بن مسلم عنه أي عن الحسن وعن قتادة أيضًا كلاهما من أنس بن مالك، وإسماعيل بن مسلم ضعفه أبو زرعة وغيره.

(2)

حديث ضعيف الإسناد. أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (1/ 19) بإسناد ضعيف ولفظه: عن أبي عروبة حدثنا علي بن سعيد بن مسروق حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن وقتادة عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الغائط قال: "اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشطان الرجيم".

(3)

انظر النشر (1/ 243 - 252).

(4)

عند ابن الجزري في النشر (1/ 252) لا نعلم في ذلك خلافًا.

(5)

روى سليم بن عيسى أخص أصحاب حمزة أن حمزة كان يخفي التعوذ والبسملة، وقد أشار الإمام ابن الجزري إلى غير ذلك بقوله:

وقيل يخفي حمزة حيث تلا

وقيل لا فاتحة وعللا

(6)

ذكر كل هذا الكلام بلفظه في النشر (1/ 252) وشرح طيبة النشر للنويري (2/ 8) وما ذكره المؤلف النشار عن نافع فليس بقوي وقال النويري: وقيل: يخفي حمزة الاستعاذة في كل مكان تلاوة من القرآن سواء كان فاتحة أو غيرها، وهذه طريقة المهدوي والخزاعي، وقيل: يخفي في جميع القرآن إلا في الفاتحة فيجهر بالتعوذ في أولها وهو طريقة المبهج عن سليم، وذكر الصفراوي الوجهين عن حمزة.

وقد علل مكي بن أبي طالب على ذلك فقال: إذا صح ذلك فمعناه أنه أخفاها لئلا يظن ظان أنهما من القرآن فاكتفى بالإخفاء عن الإظهار، ولأنه إنما يقرأ عليه القرآن ولذلك أخفى (انظر الكشف عن وجوه =

ص: 69

وقد ورد في الجهر بها والإخفاء كلام كثير

(1)

.

أمّا محلّها: فهو قبل القراءة إجماعًا، ولا يصحّ قولٌ بخلافه عن أحد ممن يعتبر قوله

(2)

، وإنما آفة العلم التقليد.

وأمّا الوقف عليها، والابتداء بما بعدها، بسملة كان أو غيرها:

فيجوزُ الوقفُ على الاستعاذة والابتداءُ بما بعدها

(3)

، ويجوز وصلها بما بعدها، والوجهان صحيحان

(4)

.

وظاهر كلام الداني رحمه الله تعالى: أن الأَوْلى وصلها بالبسملة؛ لأنه قال في كتابه: "الاكتفاء": الوقف على آخر التعوذ تام، وعلى آخر البسملة أتم.

وإذا قرأ جماعة جملة، هل يلزم كل واحد الاستعاذة، أو تكفي استعاذة بعضهم؟

الظاهر: الاستعاذة لكل واحد؛ لأن المقصود اعتصام القارئ والتجاؤه إلى الله تعالى من شر الشيطان؛ كلما ورد في البسملة على الأكل؛ وأنه ليس من سنن الكفايات

(5)

.

وإذا عرض للقارئ أمر، فقطع القراءة - إن كان كلامًا أو غيره - فإن كان من تعلق القراءة: فلا يحتاج إلى استئناف الاستعاذة، وإن كان الكلام أجنبيًّا ليس له تعلق بالقراءة،

= القراءات 1/ 11) والتيسير في القراءات العشر (ص: 17).

(1)

انظر تفصيل ذلك في: النشر (1/ 252 - 254)، الإقناع في القراءات السبع (1/ 152 - 153)، المهذب في القراءات العشر (1/ 31 - 32)، شرح النويري على طيبة النشر (152).

(2)

شذَّ عن هذا القول الهذلي في كامله فقد قال: "قال حمزة في رواية ابن قلوقا: إنّما يتعوّذ بعد الفراغ، وبه قال أبو حاتم، ولا دليل فيه؛ لأن رواية ابن قلوقا عن حمزة منقطعة في الكامل ولا يصح إسنادها (انظر: طبقات القراء 1/ 376، شرح النويري على طيبة النشر 42).

(3)

وقد رجح ابن الباذش الوقف لمن مذهبه الترتيل، قال: فأما من لم يسم يعني مع الاستعاذة؛ فالأشبه عندي أن يسكت؛ أي يقف عليها ولا يصلها بشيء من القرآن، وعلى الوصل لو التقى مع الميم مثلها نحو:{الرَّجِيمِ ما ننسخ} (انظر الإقناع 1/ 154).

(4)

نقل ابن الجزري هذا الرأي وقال معلقًا عليه: "وهذا أحسن ما يقال في هذه المسألة"، ومراده بالسكت الوقف لإطلاقه، ولقوله: في نفس واحد (انظر النشر 1/ 257).

(5)

ذكر ذلك النويري في شرح طيبة النشر (2/ 17).

ص: 70

حتى لو رد السلام على من سلم، فليستأنف الاستعاذة

(1)

.

ويستحب للقارئ - على سبيل الأدب، والهروب من البشاعة - أنه إذا أراد القراءة، واستعاذ في الأجزاء من أوساط السور: أن ينظر في المحل الذي يبتدئ منه، إن كان مثل:{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]، أو:{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ} [النساء: 87]، أو:{إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ} [فصلت: 47] أو ما أشبه ذلك - أن يبسمل بعد الاستعاذة.

* * *

(1)

المرجع السابق.

ص: 71

‌باب البسملة

إذا وصل القارئ بين السورتين، أي: بين الفاتحة والبقرة، أو بين البقرة وآل عمران، أو بين آل عمران والنساء، وكذا إلى آخر القرآن، إلا بين الأنفال وبراءة؛ فقد اختلف الفراء في الفصل بين السورتين بالبسملة وبغيرها، وفي الوصل بينهما:

- ففصل البسملة بين كل سورتين - إلا بين الأنفال وبراءة -: ابن كثير، وعاصم، والكسائي، وقالون، وأبو جعفر، والأصبهاني عن ورش

(1)

.

- ووصل بين كل سورتين: حمزة

(2)

.

واختلف عن خلف في اختياره بين الوصل والسكت.

واختلف - أيضًا - عن الباقين، وهم: أبو عمر و، وابن عامر، ويعقوب، وورش - من طريق الأزرق -: بين الوصل والسكت والبسملة

(3)

.

(1)

علل هذا الرأي مكي بن أبي طالب في الكشف عن وجوه القراءات (1/ 16) بقوله: "وعلة من فصل بين كل سورتين بالتسمية: أنهم اتبعوا خط المصحف وأرادوا التبرك بابتداء أسماه الله، ولأن بعض العلماء قال: إنها آية من أول كل سورة إلا براءة، وهو أحد تولي الشافعي وله قال ابن المبارك وهو قول شاذ، لأنهم زادوا في القرآن مائة آية وثلاث عشرة آية والقرآن لا تثبت فيه الزيادة إلا بالإجماع الذي يقطع على عيبه، ولا إجماع في هذا؛ بل الإجماع قد سبق في الصدر الأول من الصحابة، وفي الصدر الثاني من التابعين على ترك القول بهذا" وانظر: شرح طيبة النشر للنويري (2/ 35).

(2)

والعلة في ذلك كما ذكر مكي في الكشف (1/ 16) أنه لما كانت (بسم الله الرحمن الرحيم) ليست بآية من كل سورة عنده وعند جماعة الفقهاء أسقطها في وصله السورة بالسورة لئلا يظن ظان أنها آية من أول كل سورة فالقرآن عنده كالسورة الواحدة، (انظر في ذلك أيضًا: التيسير ص: 17) وشرح طيبة البشر (362).

(3)

أما خلف فنص له على الوصل أكثر المتقدمين وهو الذي في المستنير والمبهج وكفاية سبط لخياط وغاية أبي العلاء، وعلى السكت أكثر المتأخرين، وأما ابن عامر فقطع له بالوصل صاحب الهداية وبالسكت صاحب التلخيص والتبصرة وابن غلبون واختاره الداني وبه قرأ على أبي الحسن ولا يؤخذ من التيسير بسواه وبالبسملة صاحب العنوان والتجريد وجمهور العراقيين وبه قرأ الداني على الفارسي وأبي الفتح. وأما أبو عمرو فقطع له بالوصل صاحب العنوان والوجيز وبه قرأ على الفارسي عن أبي طاهر وبه قرأ صاحب التجريد=

ص: 72

ولا خلاف بين القراء في الإتيان بالبسملة في أول الفاتحة، سواء ابتدأ بها أو وصلها بـ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1]

(1)

.

وكذا لا خلاف بينهم في البسملة في أوائل كل سورة، سوى براءة

(2)

.

وأما الابتداء من أوساط السور: فالقارئ مخير: إن شاء بسمل، وإن شاء لم يبسمل؛ إلا ما تقدّم من ذكر البشاعة

(3)

.

أما أجزاء براءة: فالأولى أن تكون تبعًا لأولها، وليس بنص

(4)

.

= على عبد الباقي وبالسكت صاحب التبصرة وتلخيص العبارات والمستنير والروضة وسائر كتب العراقيين وبالبسملة صاحب الهادي واختاره صاحب الكافي وهو الذي رواه ابن حبش عن السوسي والثلاثة في النهاية. وقال الخزاعي والأهوازي ومكي وابن سفيان والهذلي: والتسمية بين السورتين مذهب البصريين عن أبي عمرو، وأما يعقوب فقطع له بالوصل صاحب غاية الاختصار، وبالسكت صاحب المستنير والإرشاد والكفاية وسائر العراقيين، وبالبسملة صاحب التذكرة والكافي والوجيز والكامل وابن الفحام، وأما الأزرق فقطع له بالوصل صاحب الهداية والعنوان والمفيد وجماعة، وبالسكت ابنا غلبون وجماعة وهو الذي في التيسير وبه قرأ الداني على جميع شيوخه، وبالبسملة صاحب التبصرة في قراءته على أبي عدي وهو الذي اختاره صاحب الكافي وبه كان يأخذ أبو حاتم وأبو بكر الأدفوي وغيرهما عن الأزرق والثلاثة في الشاطبية، ووجه إثباتها بين السور ما روى سعيد بن جبير قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم انقضاء السورة حتى تنزل بسم الله الرحمن الرحيم" ولثبوتها في المصحف بين السور عدا براءة، ووجه تركها: قول ابن مسعود: كنا نكتب "باسمك اللهم" فلما نزل "بسم الله مجريها" كتبنا "بسم الله" فلما نزل" قل ادعو الله أو ادعو الرحمن "كتبنا "بسم الله الرحمن "فلما نزل "أنه من سليمان" الآية كتبناها فهذا دليل على أنها لم تنزل أول كل سورة: ووجه الوصل: أنه جائز بين كل اثنين وكان حمزة يقول: القرآن كله عندي كالسورة فإذا بسملت في الفاتحة أجزأني ولم أحتج لها. وحينئذ فلا حاجة للسكت لأنه بدل منها، ووجه السكت أنهما اثنان وسورتان وفيه إشعار بالانفصال والله أعلم. (انظر شرح طيبة النشر 2/ 22 - 24) ومع ذكري لهذا التفصيل في إسناد هذه الأوجه لأصحابها من خلال كتبهم إلا أنى أرى الاقتصار على معرفتك بالوجهين الواردين دون تفصيل كما قرأت وتلقيت عن مشايخك.

(1)

هناك قول ضعيف عن الخرقي عن ابن سيف عن الأزرق عن ورش بترك البسملة في فاتحة الكتاب سرًا وجهرًا، وهي رواية خلاد الكاهلي عن حمزة، وقد عقب ابن الجزري في النشر (1/ 263) على ذلك بقوله: أما ما رواه الخرقي عن ابن سيف عن الأزرق عن ورش أنه ترك البسملة أول الفاتحة؛ فالخرقي هو شيخ الأهوازي وهو مجهول لا يعرف إلا من جهة الأهوازي ولا يصح ذلك عن ورش؛ بل المتواتر منه خلافه.

(2)

انظر الإقناع (1/ 155) والنشر (1/ 263) والمهذب (1/ 33).

(3)

انظر في ذلك ما عند النويري في شرح طيبة النشر (2/ 32) الإقناع (1/ 162).

(4)

اختار السخاوي الجواز، فقال: ألا ترى أنه يجوز بغير خلاف أن يقول: بسم الله الرحمن الرحيم {وَقَاتِلُوا=

ص: 73

ومن وصل بين السورتين بغير بسملة: فالأحسن له أن يبسمل بين المدثر والقيامة، وبين الانفطار والمطففين، وبين الفجر والبلد، وبين العصر والهمزة. وحمزة يسكت بينهم سكتة لطيفة؛ وكل ذلك هروب من بشاعة اللفظ إذا وصل بينهم بغير بسملة؛ فإنه إذا وصل بين المدثر والقيامة، فآخر المدثر:{وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} [56] وأول القيامة: {لَا أُقْسِمُ} [1]، وآخر الانفطار:{وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [19]، وأول المطففين:{وَيْلٌ} [1]، وآخر الفجر:{وَادْخُلِي جَنَّتِي} [30]، وأول البلد:{لَا أُقْسِمُ} [1]، وآخر العصر:{وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [3]، وأول الهمزة:{وَيْلٌ} [1].

فالأحسن في هذه المواضع: أن يفصل بين السورتين بالبسملة

(1)

.

قلت: والأحسن - أيضًا - أن يفصل بين البسملة والسورة الآتية؛ لما في ذلك من البشاعة؛ فإنه يقول: "بسمِ اللهِ الرّحمَنِ الرّحِيم" وأول القيامة: {لَا} [1]؛ وكذلك أول المطففين: {وَيْلٌ} [1] بعد البسملة، وأول البلد بعد البسملة:"لا"، وأول الهمزة بعد البسملة:{وَيْلٌ} [1]. وقد أخبرني بذلك السيد الشريف برهان الدين الطباطبي بمكة المشرفة، بقراءتي عليه في سنة ستين وثمانمائة. فإذا وصل القارئ بين السورتين: فلابن كثير، وعاصم، والكسائي، وقالون، وأبي جعفر، والأصبهاني. ثلاثة أوجه:

أولها: وصل الطرفين مع البسملة.

وثانيها: قطع الطرفين مع البسملة.

= الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً} وفي نظائرها، وذهب إلى منعها الجعدي ورد على السخاوي فقال: أن كان نقلًا فمسلم وإلا فيرد عليه أنه تفريع على غير أصل ومصادم لتعليله (انظر شرح النويري على طيبة البشر 1/ 32).

(1)

علل مكي بن أبي طالب الفصل بين هذه السور بقوله: "إن وصل آخر السورة بالسورة التي بعدها من هذه السور فيه قبح في اللفظ؛ فكُرِهَ ذلك إجلالًا للقرآن وتعظيمًا له، ألا ترى أن القارئ يقول:{هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} {لَا أُقْسِمُ} فيقع لفظ النفي عقيب لفظ المغفرة، وذلك في السمع قبيح، ويقول:{وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فيقع لفظ الويل عقيب اسم الله جلّ ذكره، وذلك قبيح، فاختير لمن يفصل بالسكت بين كل سورتين أن يفصل بين هذه السور بالتسمية، ولمن لا يفصل بالسكت بين كل سورتين أن يفصل بينهما بالسكت (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 17، 18).

ص: 74

وثالثها: وصل الطرف الثاني مع البسملة.

والمراد بالطرفين، أي: آخر السورة المفروغ منها، وأول السورة المبتدأ بها

(1)

.

وكيفية ذلك:

أن يقول: {وَلَا الضَّالِّينَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} .

الثانن: (ولا الضالين بسم الله الرحمن الرحيم الم}.

الثالث: (ولا الضالين بسم الله الرحمن الرحيم}.

ولحمزة وجه واحد، وهو {ولا الضالين الم}

(2)

.

ولخلف في اختياره وجهان: الوصل - مثل حمزة - من غير سكتة، و"السكت بينهما" وكلاهما مع عدم البسملة.

ومن بقي - أبو عمرو، وابن عامر، ويعقوب، وورش من طريق الأزرق - لهم خمسة أوجه: الثلاثة المذكورة أولًا، والوجهان المذكوران لخلف في اختياره

(3)

. والله أعلم.

* * *

(1)

هذا بين كل سورتين عدا سورتي الأنفال وبراءة، كما ذكر ابن الباذش في الإقناع (1/ 158) والمهذب (1/ 35).

(2)

أي أن لحمزة الوصل فقط.

(3)

ومن المعلوم أن لكل واحد من القراء العشرة بين الأنفال وبراءة ثلاثة أوجه: الوقف على آخر الأنفال مع التنفس، والسكت على آخر الأنفال بدون تنفس، ووصل آخر الأنفال بأول براءة.

ص: 75

(سورة الفاتحة)

{أعوذ بالله من الشيطان الرجيم * بسم الله الرحمن الرحيم}

الوقف على البسملة فيه لجميع القراء: أربعة أوجه: المدِّ، والتوسط، والقصر مع السكون، والرّوم

(1)

مع القصر، وهو الإتيان ببعض الحركة، وهو وقف تام.

والوقف على {رَبِّ الْعَالَمِينَ} [2] فيه ثلاثة أوجه؛ وهي المذكورة مع السكون، وإذا وقف يعقوب على {الْعَالَمِينَ} ، ألحق النون بهاء السكت؛ وكذا إذا وقف على {الضَّالِّينَ}

(2)

[7]، وإذا لم يقف ووصل إلى:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [4].

(1)

والرُّوم هو الإتيان بها ببعض الحركة في الوقف ولهذا ضعف صوتها لقصر زمانها، ويكون بأن تضعف الصوت فلا تشبع ما ترومه وهو يكون في المرفوع منونًا أو غير منون، وفي المضموم، وفي المنصوب غير المنون، والمفتوح، والمجرور بالفتحة أو الكسرة، والمكسور، نحو:{عدُوّ، نستعين، من قبل ومن بعد، بيَ الأعداء، من عاصم، من الماء} وشبهه حيث وقع (انظر الإقناع 1/ 504) شرح النويري على طيبة البشر 3/ 209).

(2)

إذا وقف على جمع المذكر السالم أو ما ألحق به نحو {العالمين} {المفلحون} ونحوهما فإن القراء يقفون عليه بالسكون، لأنه أصل الوقف كما قال ابن الجزري:(والأصل في الوقف السكون) وهو على هذا عبارة عن تفريغ الحرف من الحركات الثلاث وذلك لغة أكثر العرب وهو اختيار جماعة، أما يعقوب فإنه يقف عليه بها السكت فيصير النطق {الْعَالَمِينَهْ} {وَلَا الضَّالِينَهْ} وقد رواه عن يعقوب؛ ابنُ سوار، وروى أيضًا عن ابن مهران عن رويس ومقتضى تمثيل ابن سوار إطلاقه في الأسماء والأفعال؛ فإنه مثل بقوله {ينفقون} وروى ابن مهران عن هبة الله التمار تقييده بما يلتبس بهاء الكتابة ومثله بقوله {وتكتموا الحق وأنتم تعلمون} و {بما كنتم تدرسون} قال: ومذهب ابن مقسم أن هاء السكت لا تثبت لي الأفعال. (هكذا ذكر النوري في شرح طيبة النشر 3/ 234) والعلة في ذلك: إما كبيان حركة الموقوف عليه، أو طلبًا للراحة حال الوقف، قال ابن الجزري:

(وفي مشددِ اسم خلفه -

نحو إليّ هن والبعض نقل. بنحو عالمين موفون)

(انظر شرح النويري على طيبة البشر (3/ 204) و (2/ 234) و (1/ 44). وما ذكره من إلحاق هاء السكت بالأفعال فضعيف وغير مقروء به، وقد ذكره في البشر فأشار إلى ضعفه.

ص: 76

قرأ عاصم، والكسائي، ويعقوب، وخلف في اختياره {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [4] بألف بعد الميم

(1)

.

وقرأ الباقون

(2)

{مَالِكِ} [4] بغير ألف

(3)

.

وأدغم الميم من {الرَّحِيمِ} [3] في الميم من {مَالِكِ} [4] أبو عمرو ويعقوب؛ بخلاف عنهما.

والباقون بغير إدغام.

والوقف على {نستعين} فيه للجميع سبعة أوجه: المد، والتوسط، والقصر مع السكون، وكذا مع الإشمام، والرّوم مع القصر لا غير.

والإشمام هو: إطباق الشفاه من غير صوت بعد السكون

(4)

.

والرَّوم هو: الإتيان ببعض الحركة.

والوقف على {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [4] وعلى {نَسْتَعِينُ} [5] تامٌّ.

(1)

المالك هو المختص بالملك، أما الملك؛ فهو السيد والرب، وقيل: إن {ملك} يجمع معنى {مالك} وقيل: كل ملك فهو مالك وليس كل مالك ملكًا.

(2)

والباقون هم أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرٍو وابن عامرٍ وحمزة.

(3)

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ {مَلِكِ} بغير ألف وروي عنه أيصًا أنه قرأ {مالك} بالألف، وقرأ من الصحابة والتابعين {مَلِكِ} بغير ألف: أبو الدرداء وابن عباس وابن عمر ومروان بن الحكم ومجاهد ويحيى بن وثاب وغيرهم. وممن قرأ {مالك} بالألف من الصحابة والتابعين: عمر بن الخطاب، وعمر بن عبد العزيز. قال الناظم:

(مالك (نـ) ـل (ظـ) ـلا (روي)

انظر المختار في معاني قراءات أهل الأمصار (ص 4) وزاد المسير (1/ 13) وتفسير ابن كثير (1/ 24).

وقراءات النبي ومعه فيه قراءة النبي للمحقق والسبعة لابن مجاهد (1/ 104) والمبسوط لابن مهران (ص: 86) وإعراب القرآن لأبي جعفر النحاس (1/ 121، 122).

(4)

وكيفية الإشمام: أن تضم شفتيك بعد الإسكان وتهيئها للفظ بالرفع أو الضم وهو ليس بصوت يسمع وإنما يراه البصير وهو لا يكون في المجرور والمنصوب؛ لأن الفتحة من الخلف، والكسرة من وسط الفم؛ فلا يمكن الإشارة لموضعهما (انظر للمزيد: شرح النويري على طيبة النشر (3/ 204، 205) والإقناع (1/ 505).

ص: 77

قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [6 - 7] قرأ ابن كثير، وأبو جعفر

(1)

، وقالون - بخلاف عنه - بصلة ميم الجمع بواو في الوصل

(2)

.

والباقون بغير صلة، إلا أن ورشًا إذا جاء بعد ميم الجمع همزة قطع وصلها بواو

(3)

.

وقرأ رويس، وقنبل - بخلاف عنه -:"الصراط" و"صراط" بالسين

(4)

.

وقرأ حمزة في الحرف الأول المعرف بالإشمام

(5)

، أي: بحرف بين الصاد والزاي، وأشم خلف عن حمزة الحرف الثاني المنكر

(6)

، وجميع ما في القرآن من المعّرف والمنكر

(7)

.

(1)

وأبو جفر وابن كثير يضمان كل ميم جمع في جميع القرآن نحو: {عليهمو} {إليهمو} {فيهمو} {ءأنذرتهمو} وبذلك يصير النطق {صراط الذين أنعمت عَلَيهِموُ غير المغضوب عَلَيهِموُ} . قال الناظم:

وضم ميم الجمع (صـ) ـل (ثـ) ـبت (د) را

قبل محرك وبالخلف (بـ) ـرا

(2)

وبذلك يصير النطق {صراط الذين أنعمت عَلَيهِموُ}

(3)

فيكون النطق {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} .

وبالخلف (بـ) ـرا وقيل همز القطع ورش

(ثـ) ـبت (د) را وضم ميم الجمع صل

(4)

الصراط والسراط: بمعنى واحد ولكلّ ممن قرأ بالسين أو الصاد حجته، فمن قرأ بالسين قال: إن السين هي أصل الكلمة أما من قرأ بالصاد فقال: إنها أخف على اللسان؛ لأن الصاد حرف مطبق كالطاء فيتقاربان وتحسنان في السمع، والسين حرف مهموس؛ فهو أبعد من الطاء (انظر: شرح النويري على طيبة النشر 2/ 47، 48، الحجة لابن خالويه 1/ 36، 37، حجة القراءات لابن زنجلة ص 80). قال ابن الجزري:

(السراط مع .............

سراط (ز) ن خلفًا (غـ) ـلا كيف وقع

(5)

ومنه إشمام حرف بحرف كمثالنا. ومنه إشمام حركة بحركة كإشمام حركة الكسر بالفم في {قيل} {غيض} وكقوله {يصدفون} و {أصدق} وبابه.

(6)

أي أن خلف عن حمزة قرأ بالصاد المشمة صوت الزاي حيث وقعا، وحجته في ذلك: أنه لما رأى الصاد فيها مخالفة للطاء في الجهر؛ لأن الصاد حرف مهموس والطاء مجهور أشم الصاد لفظ الزاي للجهر الذي فيها؛ فصار قبل الطاء حرف يشابهها في الإطباق وفي الجهر، وفي ذلك يقول الناظم:

والصاد كالزاي ضفا الأول قف

وفيه والثاني وذي اللام اختلف

(إتحاف فضلاء البشر 1/ 265، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 34).

(7)

هنا لابد من فائدة تذكر وهي: أنه اختلف عن خلاد على أربعة طرق: الأول: الإشمام في الأول من الفاتحة فقط. الثاني: الإشمام في حرفي الفاتحة فقط. الثالث: الإشمام في المعرف باللام في الفاتحة وجميع القرآن. الرابع: عدم الإشمام في الجميع.

ص: 78

والباقون بالصاد الخالصة.

وقرأ يعقوب وحمزة {عليهم} بضم الهاء

(1)

وقفًا ووصلًا

(2)

.

والباقون بالكسر

(3)

.

والوقف على {وَلَا الضَّالِّينَ} تامّ. وعلى الألف من "الضالين" مدٌّ لازم، وجميع القراء متفقة على مدّه سواء.

وعلى الياء من {الضَّالِّينَ} مدّ عارض؛ لأن سكون النون عارض، وللفرّاء في الوقف عليه ثلاثة أوجه: المد، والتوسط، والقصر.

* * *

(1)

يلاحظ هنا أن المؤلف فصل بين قراءة لفظ عليهم حيث بدأ به الآية ثم بدأ في شرح القراءات في الآية ثم جاء ليختم به بعد ذلك، وقد كان من الأولى أن يجمع القراءات كلها متتابعة.

(2)

وقد قرأ حمزة {عليهُم} و {إليهُم} و {لديهُم} يضم الهاء في هذه الأحرف الثلاثة فقط في القرآن الكريم كله، أما يعقوب فقد قرأها بمشتقاتها مثل:{عليهُما} و {إليهُما} و {عليهُن} و {فيهُن} و {فيهُم} وكل ما أشبه ذلك من كل هاء قبلها ياء ساكلنة في جميع القرآن بضم الهاء، قال الناظم:

عليهمو اليهمو لديهمو

بضم كسر الهاء (ظـ) ـبى (فـ) ـهم

وبعد ياء سكنت لا مفردًا

ظاهر ....................

(انظر: المبسوط في القراءات العشر ص 87).

(3)

والباقون هم: أبو عمرو وابن عامر وعاصم والكسائي؛ فكانوا يكسرون الهاء ويسكنون الميم، فإذا لقي الميم حرف ساكن اختلفوا؛ فكان ابن كثير ونافع وابن عامر يمضون على كسر الهاء ويضمون الميم إذا لقيها ساكن مثل:{عليِهمُ الذلة} و {من دونهِمُّ امرأتين} ويوافقه يعقوب وما أشبهه، وكان أبو عمرو يكسر الهاء والميم فيقرأ {عليهِمِ الذلة} و {دونهِمِ امرأتين} قال ابن الجزري:

.... .... .... .... (واكسروا

قبل السكون بعد كسرِ حَرّروُا.

وصلًا) ........................

(انظر الحجة لابن خالويه 1/ 43، والنشر 1/ 272، والمبسوط ص: 88، وشرح طيبة النشر للنويري 2/ 53).

ص: 79

(سورة البقرة)

(1)

قوله تعالى: {الم} [1] يسكت أبو جعفر على الألف، وعلى اللام، وعلى الميم

(2)

.

والباقون بغير سكت.

قوله تعالى {لَا رَيْبَ فِيهِ} [2] حمزة يمد على {لَا} ، بخلاف عنه

(3)

. والباقون بغير مد.

قوله تعالى: {فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} قرأ ابن كثير بصلة هاء الكناية

(4)

بياء في الوصل

(5)

.

والباقون بغير صلة.

(1)

هي سورة مدنية آياتها مائتان وخمس وثمانون آية بالشامي والحجازي، ومائتان وست وثمانون آية بالكوفي، ومائتان وسبع وثمانون آية بالبصري وقد اختلفوا في تسع آيات. (انظر إتحاف فضلاء البشر ص 125).

(2)

سكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواردة في فواتح السور جميعًا نحو {الم} {الر} {كهيعص} {طه} {طسم} ويلزم من سكته إظهار المدغم فيها والمخفى وقطع همزة الوصل بعدها. قال الناظم:

وفي هجا الفواتح كطه ثقفِ

ووجه السكت: أنه يبين به أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست مؤتلفة. وفي كل منها سر من أسرار الله تعالى (انظر شرح طيبة النشر للنويري 2/ 335).

(3)

يمد حمزة بخلف عنه {لا} النافية لكنه لا يبلغ بهذا المد حدّ الإشباع بل يقتصر فيه على التوسط قال الناظم: والبعض مد لحمزة في نفي لا كلا مرد (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 126).

(4)

سميت هاء الكناية لأنها يكنى بها عن الاسم الظاهر الغائب نحو: {وبه، عليه} وهي تسمى هاء الضمير أيضًا، والمراد الإيجاز والاختصار. وأصل هذه الهاء الضم (انظر شرح ابن القاصح ص: 45 والنشر في القراءات العشر 1/ 304).

(5)

كان ابن كثير يصل هاء الكناية من الواحد المذكر إذا ضمت أو كسرت وسكن ما قبلها بواو وباء، فإذا وقف حذف تلك الصلة لأنها زيادة. وقد وافقه عاصم برواية حفص في قوله {ويخلد فيهي مهانًا} فأشبع كسرة الهاء في هذا الحرف فقط. قال ابن الجزري:

صل ها الضمير عن سكون قبل ما

حرك دن فيه مهانًا عن دما

وحجة من قرأ بذلك: أن أصلها (فهو) ثم قلبوا الواو ياء للياء التي قبلها وكسروا الهاء فصارت {فيهي} (انظر: السبعة لابن مجاهد ص: 132، المبسوط في القراءات العشر ص: 90، التبصرة ص: 255).

ص: 80

وأدغم الهاء في الهاء: أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما

(1)

.

والباقون بالإظهار.

وأدغم التنوين في اللام بغنّة: نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر، ويعقوب بخلاف عنهم

(2)

.

والباقون وهم: أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف والأصبهاني بغير غنّة قولًا واحدًا.

قوله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ} [3] أبدل الهمزة واوًا: ورش، وأبو جعفر

(3)

.

وأبو عمرو

(4)

بخلاف عنه. وحمزة في الوقف دون الوصل.

(1)

قال ابن مهران في المبسوط في القراءات العشر (ص: 91): كان أبو عمرو يدغم كل حرفين يلتقيان من جنس واحد أو مخرج واحد أو قريبي المخرج، سواء كان الحرف المدغم ساكنًا أو متحركًا إلا أن يكون مضاعفًا، أو منقوصًا، أو مفتوحًا قبله ساكن غير مثلين. وبذا يكون النطق {فِيْهُّدًى للمتقين} قال ابن الجزري:

إذا التقى خطّا محركان

مثلان جنسان مقاربان

أدغم بخلف الدوري والسوسي معًا

(الحجة لابن خالويه (1/ 120 النشر 1/ 274، السبعة لابن مجاهد ص: 116، إتحاف فضلاء البشر ص: 126).

(2)

ذهب كثير من أهل الأداء إلى الإدغام مع بقاء الغنة، ورووا ذلك عن أبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر، نص على ذلك أبو طاهر بن سوار في المستنير. قال ابن الجزري في النشر: وأطلق ابن مهران الوجهين عن غير أبي جعفر وحمزة والكسائي وخلف. قال: إن الصحيح عن أبي عمرو إظهار الغنة. قال ابن الجزري: وقد وردت الغنة مع اللام والراء عن كل القراء وصحت من طريق كتابنا نصّا وأداء عن أهل الحجاز وهشام وعيسى بن وردان وروح وغيرهم (انظر: النشر 2/ 23، 24). والصحيح المقروء به عندنا أن الغنة عند اللام والراء لغير صحبة وهم شعبة وحمزة والكسائي وخلف.

(3)

قال ابن مهران: "يترك كل همزة ساكنة مثل: {يومِنُ، يُومنون، مُومِنون، يَأكُلونَ، يامُرون، النبي، اويُمن، لُولُوا} حيث كان وكل ما أشبه ذلك من الهمزة الساكنة، ويتركان من الهمزة المتحركة أيضًا مثل قوله:{فَلْيودّ، يُوَدّه} وأشباه ذلك. وزاد أبو جعفر ترك الهمز من قوله {ثم يرم به بريًا} {وأنا بريّ} إلخ ووافقه نافع في {الصابين، والصابون} فلم يهمز. وتفرد بهمز {النبئ، والنبيئين، والنبوءة} في كل القرآن، واختلف عن أبي جعفر في {نبئنا، نبئهم} بالهمز بلا خلاف. (انظر: النشر 1/ 390 باب الهمز المفرد، والسبعة لابن مجاهد ص: 133، والغاية في القرءات العشر لابن مهران ص: 86).

(4)

احتج من أبدل الهمزة واوًا بأن ذلك بسبب ثقل الهمزة وبعد مخرجها وما فيها من المشقة فطلب من تخفيفها ما لم يطلب من تخفيف ما سواها. وورش يترك الهمزة المتحركة أيضًا مثل: {لا يُواخذكُم} و {لا يُوّده} =

ص: 81

والباقون بالهمزة.

قوله تعالى: {وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} [3] غلّظَ ورش اللام

(1)

المفتوحة بعد الصاد المفتوحة.

والباقون بالترقيق.

قوله تعالى: {بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ} [4] قرأ ابن كثير، وأبو جعفر بقصر المد المنفصل، أي: بغير زيادة على الألف بعد الميم. بلا خلاف. إلا ما روي عن أبي معشر في "تلخيصه" وعن الهذلي في "كامله"، واختلف عن قالون، وعن الأصبهاني، وعن ورش، وعن أبي عمرو، وعن يعقوب، وعن هشام، وعن حفص: فروي عنهم مد المنفصل وقصره؛ فإذا قرئ بالقصر لكل منهم: فبقدر حرف بغير زيادة، وإن قرئ بالمد لكل منهم: فيزاد على الحرف زيادة: لكل قدر مرتبته في المد المتصل؛ فيزاد لقالون، والأصبهاني، وأبي عمرو، ويعقوب على الحرف قدر نصف حرف تقريبًا، ويزاد لهشام قدر حرف، ويزاد لحفص قدر حرف ونصف، ومن بقي من القراء، وهم: ورش - من طريق الأزرق - وابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف - في اختيار -: بالمد المتصل والمنفصل سواء؛ فورش، وحمزة: بقدر ثلاثة حروف، وشعبة: قدر حرفين ونصف، وابن ذكوان، والكسائي وخلف: قدر حرفين؛ وهذا كله على التقريب.

وقد ذكر صاحب "المبهج"

(2)

زيادة على ذلك في قوله تعالى: {وَبِالْآخِرَةِ} [4] قرأ ورش بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، والساكن هنا قبل الهمزة لام التعريف

(3)

.

= وأبو عمرو يهمز، وحجته أن الهمزة الساكتة أثقل من المتحركة قال ابن الجزري:

والفاء من نحو يؤده أبدلوا. جد ثق

(انظر حجة القراءات ص: 84).

(1)

غلظ ورش اللام من طريق الأزرق وذلك لمناسبة حروف الاستعلاء قال الناظم:

وأزرق لفتح لام غلظا

بعد سكون صادٍ أو طاءٍ وظا

أو فتحها ....................

(انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 127، والمهذب ص: 46).

(2)

المبهج ورقة 41، 42.

(3)

ينقل ورش باتفاق من طريقيه حركة همزة القطع المبتدأة إلى الحرف الذي يليها من آخر الكلمة السابقة ولو =

ص: 82

وقد اختلف عن الأصبهاني في ذلك، وكذلك اختلف عن أبي جعفر من رواية ابن جماز

(1)

. وإذا نقل ورش: فله مع النقل المد والتوسط والقصر، وكلها مع ترقيق الراء

(2)

.

وإذا وقف حمزة على {الْآخِرَة} فله النقل. بخلاف عنه. لكن مع عدم الترقيق.

أما حمزة: فله على لام التعريف السكت؛ بخلاف عن خلاد.

قوله تعالى: {وَأُولَئِكَ} [5] هذا مد متصل، وحرف المد هنا لفظيٌّ لا خطي؛ لأن حرف المد هنا الألف، والألف في الرسم. هنا. لا صورة لها؛ فالقراء الجميع يمدون المتصل بلا خلاف، لكن يتفاوتون في طول المد: فورش، وحمزة: قدر ثلاث ألفات، وعاصم: قدر حرفين ونصف، وابن عامر والكسائي وخلف: قدر حرفين، وباقي القراء، وهم: قالون، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب، والأصبهاني: قدر ألف ونصف.

ومن المشايخ من ذكر غير ذلك، فجعل لمن ذكر له ثلاث ألفات: ستة، ولمن له ألفان ونصف: خمسة، ولمن له ألفان: أربعة، ولمن له ألف ونصف: ثلاثة، وهذا كله أمر لا مشاحة فيه؛ فإن القارئ إنما يأتي بذلك من فكره بقدر نفسه. والله أعلم.

= مقدرة إن كان ساكنًا غير مد ولا منوي الوقف أصليًا كان أو زائدًا، رسم أو لم يرسم؛ إن وصله به ثم حذف الهمزة محققة حال تخفيفه اللفظ، فخرج بهمزة القطع ميم الله خلافًا لمدعيه وبالمبتدأة نحو {يسل} وبين الذي يليها أن النقل لما قبل ذلك لأنه ظرف وهو محل التصرف، ودخل بقوله: ولو كانت السابقة مقدرة: لام التعريف؛ لأنها كلمة؛ إذ هي حرف معنى، وخرج بساكنًا نحو {الكتاب أفلا} لاشتغال المحل، وبغير حرف مد نحو {يا أيها - قالوا آمنا - وفي أنفسكم} لتعذره في الألف وتغليب المد في الواو والياء للأصالة، وكذا نقل في اللين وبلا منوي الوقف {كتابيه} من الاتفاق، ودخل بزائد تاء التأنيث نحو {قالت اخرج} لأنه بمنزلة الجر والتنوين نحو {يومئذ} لأنه حرف، كان وصل الهمز بما قبله نص على أن محل الخلاف الوصل، قال ابن الجزري:

وانقل إلى الآخر غير حرف مد

لورش إلا ها كتابيه (أ) سد

ووجه النقل: قصد تخفيف الهمز، ولم يسهل؛ لكون السابق غير مد، ولم يحذف رأسًا؛ لعدم الدلالة واجتماع الساكنين غالبًا (شرح طيبة النشر 2/ 309).

(1)

وهذا الوجه أي وجه النقل عن ابن جماز ليس مقروءًا به.

(2)

قال البناء في إتحاف فضلاء البشر (ص: 127): قرأ ورش ذلك من طريقيه ومن طريق الأزرق بترقيق الراء مع المد والقصر والتوسط على الألف المنقول همزها لعدم الاعتداد بالعارض، فإن اعتد به قصر فقط.

ص: 83

قوله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [6].

أما {سَوَاءٌ} : فمد متصل، الجميع يمدونه، إلا أنهم متفاوتون في المد: فأطولهم مدّا ورش وحمزة، ودونهما: عاصم، ودون عاصم: ابن عامر، والكسائي، وخلف؛ وبقي قالون، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب؛ فدون ذلك.

وأما {عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [6] فقالون: له في ميم الجمع الصلة وعدمها، وابن كثير، وأبو جعفر بالصلة بلا خلاف، وورش: بالصلة قبل همزة القطع، وباقي القراء: بغير صلة.

فإذا وصل قالون ميم الجمع قبل همزة القطع قصر ومد، وإذا وصل ابن كثير وأبو جعفر فالقصر لا غير، وإذا وصل ورش - من طريق الأزرق - فالمد لا غير

(1)

.

وأما {أَأَنْذَرْتَهُمْ} [6] فهمزة الاستفهام دخلت على "أنذرتهم" فقالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر: يحققون همزة الاستفهام، ويسهلون الثانية، ويدخلون بينهما ألفًا

(2)

، أما ورش، وابن كثير، ورويس: فكذلك؛ إلا أنهم لا يدخلون بينهما ألفًا

(3)

، وأما هشام: فله

(1)

قد أهمل الناظم ضم الهاء في {عليهُم} لحمزة ويعقوب، وكذا أهمل السكت على الساكن المفصول في موضعي {عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم} عن حمزة بخلاف عن خلاد، وكذا السكت لابن ذكوان وحفص وإدريس بخلف عنه لقول ابن الجزري:

والسكت عن حمزة في شيء وأل

والبعض معهما له فيما انفصل

والبعض مطلقًا وقيل بعد مد

أو ليس عن خلاد السكت اطرد

قيل ولا عن حمزة والخلف عن

إدريس غير المد أطلق واخصصن

وقيل حفص وابن ذكوان وفي

هجا الفواتح كطه (ثـ) ـفف

وكان يمكننا عدم التعرض لهذا الأمر وهو ما يتعلق بالسكت عن هؤلاء المذكورين إلا أن ذكر المؤلف للأصبهاني يؤكد لنا أن منهجه في الكتاب من طريق طيبة النشر في القراءات العشر الكبرى لا الصغرى.

(2)

حجة ذلك أن الاستثقال مع التخفيف باق، إذ المخففة بزنتها محققة (انظر الكشف عن وجوه القراءات السبع 1/ 73، والنشر 1/ 359) فيصير النطق: {اأنذرتهم} .

(3)

فحجة هؤلاء ممن خفف الهمزة الثانية هو استثقال الهمزة المفردة فتكريرها أعظم استثقالًا وعليه أكثر العرب. وأيضًا لما رأى أن العرب وكل القراء قد خففوا الهمزة الثانية إذا كانت ثانية استثقالًا كان تخفيفها إذا كانت متحركة أولى، لأن المتحرك أقوى من الساكن وأثقل فيصير النطق {أانذرتهم} (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 73 والنشر 1/ 359).

ص: 84

في الثانية التسهيل والتحقيق مع إدخال الألف بينهما

(1)

، وبقي ابن ذكوان، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وروح: فيحققونها من غير إدخال ألف بينهما

(2)

، وإذا وقف حمزة على {أَأَنْذَرْتَهُمْ} فله في الثانية التحقيق والتسهيل؛ لأنه متوسط بزائد، وله - أيضًا - في الوقف إبدال الثانية ألفًا، ولورش في الهمزة الثانية - أيضًا - إبدالها ألفًا وقفًا ووصلًا.

وأبدل الهمزة الساكنة من "يؤمنون" واوًا: ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - وقفًا ووصلًا، وحمزة وقفًا لا وصلًا

(3)

.

والراء من {أَأَنْذَرْتَهُمْ} مفخمة، ومن {أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} مرققة للجميع. والله أعلم.

قوله تعالى: {أَبْصَارِهِمْ} [7] قرأ نافع

(4)

وحمزة بإمالة الألف بعد الصاد بين بين؛ بخلاف عن قالون وحمزة.

(1)

ولهشام ثلاثة أوجه: الأول: تسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال. الثاني: تحقيقها مع الإدخال. الثالث: تحقيقها مع عدم الإدخال - أما تسهيلها مع عدم الإدخال فلم أقرأ به ولا يجوز لهشام. قال ابن الجزري:

ثانيهما سهل غني حرم حلا

وخلف ذي الفتح أبدل جلا خلفا

(2)

حجة من حقق الهمزتين في كلمة: أنه لما رأى الأولى في تقدير الانفصال من الثانية ورآها داخلة على الثانية قبل أن لم تكن حقق كما يحقق ما هو من كلمتين وحسن ذلك عنده لأنه الأصل، وزاده قوة أن أكثر هذا النوع بعد الهمزة الثانية فيه ساكن فلو خفف الثانية التي قبل الساكن لقرب ذلك من اجتماع ساكنين لاسيما على مذهب من يبدل الثانية ألفًا، فلما خاف اجتماع الساكنين حقق ليسلم من ذلك (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 73 والنشر 1/ 359).

(3)

قال ابن مهران: "وأبو جعفر وعاصم برواية الأعشى عن أبي بكر يتركان كل همزة ساكنة مثل: {يومِنُ، يُومنون، مُومِنون، يَاكُلونَ، يامُرون، النبي، اويُمن، لُولُوا} حيث كان. وكل ما أشبه ذلك من الهمزة الساكنة، ويتركان من الهمزة المتحركة أيضًا مثل قوله:{فَلْيودّ، يُوَدّه} وأشباه ذلك. وزاد أبو جعفر ترك الهمز من قوله {ثم يرم به بريّا} {وأنا بريّ} إلخ ووافقه نافع في {الصابين، والصابون} فلم يهمز. وتفرد بهمز {النبيء، والنبيئين، والنبوءة} في كل القرآن، واختلف عن أبي جعفر في {نبئنا، نبئهم} بالهمز بلا خلاف، واحتج من أبدل الهمزة واوًا بأن ذلك بسبب ثقل الهمزة وبعد مخرجها وما فيها من المشقة فطلب من تخفيفها ما لم يطلب من تخفيف ما سواها. وورش بترك الهمزة المتحركة أيضًا مثل:{لا يُواخذكُم} و {لا يُوّده} وأبو عمرو يهمز، وحجته أن الهمزة الساكنة أثقل من المتحركة (انظر: النشر 1/ 390 باب الهمز المفرد، والسبعة لابن مجاهد ص: 133) والغاية في القراءات العشر لابن مهران ص: 86، حجة القراءات ص: 84).

(4)

لم يرد عن أحد أن نافعًا له إمالة بين بين في هذا الموضع.

ص: 85

وأمالها محضة أبو عمرو، والدوري عن الكسائي

(1)

.

والباقون بالفتح

(2)

.

قوله تعالى: {غِشَاوَةٌ} [7] إذا وقف الكسائي وحمزة عليها: أمالاها، بخلاف عن حمزة.

والباقون بالفتح.

واتفقوا في الوصل على التنوين مع الرفع

(3)

.

قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ} [8] قرأ أبو عمرو بإمالة الألف قبل السين المكسورة محضة، بخلاف عنه

(4)

.

(1)

وقد أمالها أيضًا ابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وقلله الأزرق، فيصير النطق {أبْصِيرَهُم}. وحجة من أمال الألف: أن انتقال اللسان من الألف إلى الكسرة بمنزلة النازل من علو إلى هبوط فقربوا الألف بإمالتهم إياها من الكسر ليكون عمل اللسان من جهة واحدة (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 128، وحجة القراءات لابن زنجلة ص: 87).

(2)

قال ابن الجزري:

والألفات قبل كسر را طرف

كالدار نار (حـ) ـز تفز منه اختلف

وتقليل (جـ) ـوي للباب

وقد احتج من لم يمل بأن باب الألف هو الفتح دون غيره وأن ما قبل الألف لا يكون أبدًا إلا مفتوحًا لأنه تابع لها، فتركوها على بابها دون تغيير (حجة القراءات ص: 87 وإتحاف فضلاء البشر ص: 128).

(3)

أدغم تنوين {غشاوة} في واو {ولهم} بغير غنة: خلف عن حمزة، وكذا حكم من يقول ومعهما في هذا الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير، وكذا حكم ما شابه ذلك. وقرأ الباقون بالغنة فيهما، قال الناظم:

......... وضق حلف

في الواو واليا وترى في اليا اختلف

(انظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 128).

(4)

وذلك في رواية الدوري عنه، واختلف عنه في لفظ {الناس} المجرورة فروى إمالتها أبو طاهر عن أبي الزعراء عنه، وهو الذي في التيسير، وذكر أنه إذا أسند رواية الدوري فيه عن عبد العزيز عند قراءته على أبي طاهر في قراءة أبي عمرو بإمالة فتح النون في موضعي الجر حيث وقع ذلك صريح في أن ذلك من رواية الدوري وبه كان يأخذ الشاطبي في هذه الرواية، وهي رواية جماعة من أصحاب اليزيدي عنه عن أبي عمرو، واختار الداني هذه الرواية فقال في الجامع: واختياري في قراءة أبي عمرو من طريق أهل العراق الإمالة المحضة وبذلك قرأت على الفارسي على أبي طاهر وبه أخذ، وكان ابن مجاهد يقرئ بإخلاص الفتح في جميع الأحوال، وأظن ذلك منه اختيارًا واستحسانًا في مذهب أبي عمرو، وترك لأجله ما قرأه على الموثوق =

ص: 86

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ} [8] قرأ ورش بالمد والتوسط والقصر؛ وكذلك {الْآخِرِ} [8] مع نقل حركة الهمزة إلى اللام الساكنة، وحمزة يسكت على لام التعريف قبل الهمزة

(1)

، بخلاف عن خلاد. وإذا وقف على نقل، بخلاف عنه.

قوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [8] في ميم الجمع في الوصل: الصلة لابن كثير، وأبي جعفر، وقالون بخلاف عنه. ومن لم يصل ميم الجمع: فله فيها عند الباء الموحدة الإخفاء على رأي المتأخرين. وأبدل من الهمزة واوًا: ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو، بخلاف عنه

(2)

.

قوله تعالى: {يُخَادِعُونَ} [9] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو بضم الياء التحتية، وفتح الخاء، وألف بعدها، وكسر الدال

(3)

. وقرأ الباقون بفتح الياء، وسكون الخاء، وفتح الدال، ولا ألف بينهما، والرسم على هذه القراءة

(4)

؛ وكذا الرسم في [9] إلا أن القراء الجميع اتفقوا في القراءة في الحرف الأول على ضم الياء، وفتح الخاء وألف بعدها،

= به من أئمته؛ إذ قد فعل ذلك في غير ما حرف. قال ابن الجزري:

الناس بجر (ط) ـيب خلفًا

(شرح طيبة النشر 3/ 121، 122، إتحاف فضلاء البشر ص 140، ص 237).

(1)

فيصير النطق {الْ} {آخر} .

(2)

يصير النطق {بِمُوْمِنِينَ} . وقد سبق الكلام على ذلك في {يؤمنون} (انظر: النشر 1/ 390 باب الهمز المفرد، والسبعة لابن مجاهد (ص: 133) والغاية في القرءات العشر لابن مهران ص: 86).

واحتج من أبدل الهمزة واوًا بأن ذلك بسبب ثقل الهمزة وبعد مخرجها وما فيها من المشقة فطلب من تخفيفها ما لم يطلب من تخفيف ما سواها. وورش يترك الهمزة المتحركة أيضًا مثل: {لا يُواخذكُم} وأبو عمرو يهمز، وحجته أن الهمزة الساكنة أثقل من المتحركة (انظر حجة القراءات ص:84.

(3)

فتصير القراءة {يُخَادِعُونَ} قال ابن الجزري:

وما يخادعون يخدعونا (كـ) ـنز (ثـ) ـوي

واحتج من قرأ بالألف بأن قال: إن الرجل يخادع نفسه ولا يخدعها، قال الأصمعي: ليس أحد يخدع نفسه إنما يخادعها، (حجة القراءات لابن زنجلة ص: 87).

(4)

فتصير القراءة {يَخْدَعُونَ} واحتج من قرأ بدون ألف أن أهل اللغة حكوا خادع وخدع بمعنى واحد والمفاعلة قد تكون من واحد كقولهم: داويت العليل، فلما كان "خادع وخدع" بمعنى واحد اختار "خدع" فحمله على معنى الأول (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 224).

ص: 87

وكسر الدال، ووجه الاتفاق على القراءة في الحرف الأول، وفي سورة النساء كذلك كراهة التصريح بهذا الفعل القبيح: أن يتوجه إلى الله تعالى؛ فأخرج مخرج المفاعلة؛ قاله في النشر

(1)

والله أعلم.

قوله تعالى: {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} [10] قرأ حمزة، وابن ذكوان بإمالة الألف بعد الزاي محضة

(2)

.

والباقون بالفتح

(3)

.

قوله تعالى: {بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [10] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بفتح الياء وسكون الكاف وتخفيف الذال

(4)

.

وقرأ الباقون - وهم نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب -: بضم الياء وفتح الكاف، وتشديد الذال

(5)

.

(1)

النشر في القراءات العشر (2/ 200).

(2)

وقد روي أن {زاد} من طريق الداجوني، وفتحها الحلواني، واختلف عن الداجوني في (خاب) فأمالها عنه صاحب التجريد والروضة والمبهج وابن فارس وجماعة وفتحها ابن سوار وأبو العز وآخرون قال ابن الجزري:

وزاد خاب كم خلف فنا

وشاء جا لي خلفه فتى منى

واحتج من أمال بأن فاء الفعل منها مكسورة إذا ردها المتكلم إلى نفسه، ولهذا قرأ حمزة {فلما زاغوا} بالإمالة {أزاغ الله} بالفتح لأن فاء الفعل مفتوحة تقول:{أزغت} (انظر حجة القراءات ص: 88).

(3)

انظر تفصيل ذلك في: المبسوط ص: 127، التبصرة ص: 417، السبعة لابن مجاهد ص: 141، المهذب 1/ 47، شرح ابن القاصح ص: 148، حجة القراءات ص: 88).

(4)

فيصير النطق {يكذِبُون} وهو من كذِبَ اللازم وهو من الكذب الذي اتصفوا به كما أخبر الله عنهم. قال ابن الجزري:

اضمم شد يكذبونا كما (سما)

(انظر التيسير ص: 72، الغاية في القراءات العشر ص: 97، النشر 2/ 200، والإقناع في القراءات السبع 2/ 297) وعلة من خفف أنه حمله على ما قبله؛ لأنه تعالى قال: {وما هم بمؤمنين} فأخبرهم أنهم كاذبون في قولهم.

(5)

فتصير القراءة {يُكَذّبون} وحجة من شدد، ما روي عن ابن عباس قال:"إنما عوتبوا على التكذيب لا على الكذب" وفي التنزيل ما يدل على التثقيل وهو قوله تعالى: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ} (انظر حجة القراءات ص: 88، 89).

ص: 88

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ} [11] قرأ أبو عمرو، ويعقوب بإدغام اللام في اللام، بخلاف عنهما

(1)

.

وقرأ هشام، والكسائي، ورويس بضم القاف، وهو المسمى بالإشمام

(2)

.

والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ} [13] هنا همزتان مختلفتان من كلمتين: الأولى: همزة {السُّفَهَاءُ} ، وهي مضمومة، والثانية: همزة {أَلَا} ، وهي مفتوحة. قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس في الوصل، بإبدال الثانية واوًا خالصة مفتوحة، بعد تحقيق الأولى

(3)

.

والباقون - وهم ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف باختياره -: بتحقيقهما

(4)

، وهم على مذاهبهم في مراتب المد؛ كما تقدم أول السورة.

(1)

أدغم أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوصًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله ساكن غير متين إلا قوله:{قال رب} و {كاد يزيغ} و {الصلاة طرفي} و {بعد توكيدها} فإنه يدغمها، قال ابن الجزري:

إذا التقى خطًّا محركان

مثلان جنسان مقاربان

أدغم بخلف الدوري والسوسي معا

لكن بوجه الهمز والمد امنعا

وقال أيضًا:

وقيل عن يعقوب ما لابن العلا

(الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

(2)

وهو عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {جيئ} و {حيل} و {سيق} و {سيئ} (انظر: المبسوط ص: 127، والغاية ص: 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص: 129).

(3)

فيصير النطق {السّفَهَاءُ وَلا إنّهُمْ} وهذا لا يؤخذ إلا من أفواه المشايخ. وقد احتج من أبدل الهمزة الثانية وهي همزة {ألا} بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي ساكنة نحو {كاس} فتقلب الهمزة ألفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فإنها تخفف ومعها مثلها أولى، قال الناظم:

وعند الاختلاف الأخرى سهلن

(حرم)(حـ) ـوي (غـ) ـنا ومثل السوء إن

فالواو أو كاليا وكالسماء أو

تشاء أنت فبالابدال وعو

(انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 129، وشرح طيبة النشر للنويري 2/ 341).

(4)

فيصير النطق: {السّفَهَاءُ أَلا إنهم} والتحقيق هو توفية كل حرف حقه من حركته ونصيبه من الإعراب؛ إذ =

ص: 89

وإذا وقف حمزة وهشام على همزة {السُّفَهَاءُ} أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر مع السكون، وكذا مع الإشمام، ولهما - أيضًا - تسهيلها مع المد والقصر والرَّوْم

(1)

.

وقوله تعالى: {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى} [14] قرأ ورش بنقل حركة الهمزة من "إلى" إلى الواو

(2)

. وبخلاف عن الأصبهاني، وعن أبي جعفر من رواية ابن جماز

(3)

.

والباقون بغير نقل، إلا أن حمزة في الوقف ينقل بخلاف عنه

(4)

.

وقرأ خلف عن حمزة بالسكت على الواو

(5)

بخلاف عنه.

فإن قيل: الواو ليس بساكن صحيح؛ فكيف ينقل ورش، ويسكت خلف.

قيل: لمّا تغيرت الحركة قبل الواو من الضم إلى الفتح، ألحق بالصحيح

(6)

.

= كانت الهمزة حرفًا من حروف المعجم فيلزمها من الحركة ما يلزم سائر الحروف، لذا جاءوا بكل همزتين مجتمعتين على هيئتها إرادة للنبيين والنطق بكل حرف من كتاب الله على جهته من غير إبدال ولا تغيير (انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص: 91، وشرح طيبة النشر للنويري 4/ 9، والمبسوط في القراءات العشر ص: 126).

(1)

ويجوز رومها بالتسهيل مع المد والقصر فتصير خمسة، وكذا كل همزة متطرفة مضمومة أو مكسورة لم ترسم لها صورة. قال ابن الجزري:

وانقل إلى الآخر غير حرف مد

لورش.

إتحاف فضلاء البشر (ص: 129).

(2)

فيصير النطق {وإذا خَلوِا إلَى} ، وقد اتفق القراء على أنه لا يجوز مد {خلوا إلى} و {ابني آدم} لفقد الشرط باختلاف حركة ما قبله وضعف السبب بالانفصال (إتحاف فضلاء البشر ص: 129).

(3)

ما ذكره المؤلف من أن للأصبهاني عن ورش خلافًا في النقل غير صحيح، وكذلك قوله عن خلاف ابن جماز في نقل حركة الهمز إلى الساكن قبله غير مقروء به ولا معول عليه عند أهل الأداء.

(4)

يسكت حمزة على ما ينقل ورش فيه الحركة؛ وذلك كلُّ ساكن بعده همزة من كلمة أخرى وليس بحرف مد، سكتة خفيفة من غير قطع لنفسه يريد بذلك التجويد والتحقيق وتبيين ورسم الهمزة لا الوقف.

(انظر: النويري في شرح طيبة النشر (2/ 331) وابن الباذش في الإقناع (1/ 482).

(5)

الفرق بين الوقف والسكت: أن الوقف هو قطع الصوت على الكلمة زمنًا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة ويأتي في رؤوس الآي وأوساطها ولا يأتي في وسط كلمة ولا فيما اتصل رسمًا، ولابد من التنفس معه. أما السكت: فهو قطع الصوت زمنًا هو دون زمن الوقف عادة من غير تنفس (انظر: النشر 1/ 238 - 243).

(6)

قال النويري في شرح طيبة النشر (2/ 332) ووجه السكت المحافظة على تحقيق الهمزة لامتناع نقلها له:=

ص: 90

قوله تعالى: {مُسْتَهْزِئُونَ} (14) قرأ ورش بالمد والتوسّط والقصر على الهمزة وقفًا ووصلًا.

والباقون وقفًا لا وصلًا

(1)

، وأبو جعفر بحذف الهمزة، ويلقي حركته على ما قبله، وهو الزاي

(2)

.

وإذا وقف حمزة: فله ثلاثة أوجه قوية، غير الأوجه الضعيفة:

أحدها: كأبي جعفر بحذف الهمزة، وإلقاء حركتها على الزاي.

والثاني: أن تبدل ياءً خالصة مضمومة

(3)

.

والثالث: أن تسهل بين بين.

قوله تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [15] إذا وقف حمزة على {يَسْتَهْزِئُ} ، فله أربعة أوجه قويّة، ووجه خامس ضعيف:

الأول: الوقف على ياء ساكنة

(4)

.

الثاني: الوقف على ياء مضمومة

(5)

.

= الاستراحة؛ لتأتي بكمال لفظهما، وهذا التوجيه يعم كل الطرق ووجه تركه أنه الأصل.

(1)

وذلك لأنهما من قبيل المد العارض، أما ورش من طريق الأزرق فقد اجتمع مع العارض بدل، ومعلوم أن له في المد البدل ثلاثة أوجه.

(2)

فتكون قراءة أبي جعفر {مُسْتَهْزِئُونَ} قال النويري في شرح طيبة النشر (2/ 290) اختص أبو جعفر بحذف كل همز مضموم قبل كسر وبعدها واو نحو (متكئون - مستهزئون)، قال ابن الجزري:

.............................

................ واحذف

كمتكون استهزئوا يطفوا (ثـ) ـمد.

ووافقه المدنيان على حذف همز (صائبون - صابئين) واختلف عن (خا خد) في (منشئون) فروى الهمز ابن العلاف والحنبلي من طريق الكفاية، وبه قطع الأهوازي، وبالحذف قطع ابن مهران والهذلي وغيرهما، واتفق ابن جماز على حذفه.

(3)

فيصير النطق {مُسْتَهْزِئُونَ} وهذا لا يضبط إلا من أفواه المشايخ.

(4)

فيصير النطق {يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} . وإذا وقف عليها بالسكون أبدلت من جنس حركة ما قبلها (شرح طيبة النشر 2/ 354.

(5)

فيصير النطق {يَسْتَهْزِئُ} وإذا وقف عليها مضمومة عليها أن يسكنها ويقف عليها بالسكون (شرح طيبة النشر 2/ 354).

ص: 91

الثالث: تسهيلها بين الهمزة والواو مع الرَّوْم

(1)

.

الرابع: الإشمام

(2)

.

الخاص الضعيف: بين الهمزة والياء، وهو المعبر عنه بالمعضل.

وكذا هشام يقول في الوقف

(3)

.

قوله تعالى: {فِي طُغْيَانِهِمْ} [15] قرأ الدوري عن الكسائي بإمالة الألف محضة

(4)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {بِالْهُدَى} [16] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(5)

.

وقرأ نافع بالفتح، وبين اللفظين

(6)

.

والباقون - وهم: أبو عمرو، وابن كثير، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر -: بالفتح.

قوله تعالى: {فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ} [البقرة:16] إدغام التاء الساكنة في التاء التي بعدها واجب

(7)

.

(1)

ووجه التسهيل أنه قياس المتحركة بعد الحركة (شرح طيبة النشر 2/ 354).

(2)

هم أربعة تقديرًا ثلاثة تحقيقًا؛ لأن الأول والثاني كشيء واحد.

(3)

أي موافقته في كل همز متطرف من حيث هذه الأوجه ومثله خلف هشام في الطرد، (انظر في ذلك: إتحاف فضلاء البشر (ص: 130) النشر (2/ 208) شرح طيبة النشر (2/ 290) المهذب في القراءات العشر (ص:208).

(4)

قال ابن الجزري:

........................

رؤياك مع هداي مثواي توى

محياي مع آذاننا آذانهم

جوار مع بارئكم طغيانهم

مشكاة جبارين مع أنصاري

وباب سارعوا

والإمالة لغة تميم وقيس وأسد، والفتح لغة أهل الحجاز أخص، (انظر طيبة النشر (4/ 9، وإتحاف فضلاء البشر ص: 130).

(5)

فيصير النطق {بِالْهُدَى} .

(6)

ليس لنافع إمالة بين بين في هذه الكلمة، وإنما الإمالة للأزرق من رواية ورش كما ذكر البناء في إتحاف فضلاء البشر (ص: 130).

(7)

وهو إدغام مثلين صغير وهو واجب الإدغام عند القراء العشرة.

ص: 92

قوله تعالى: {لَا يُبْصِرُونَ} [17] قرأ ورش بترقيق الراء

(1)

.

والباقون بالتفخيم.

قوله تعالى: {فِي آذَانِهِمْ} [19] قرأ الدّوري عن الكسائي بالإمالة محضةً

(2)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {بِالْكَافِرِينَ} [19] قرأ أبو عمرو، والدوري عن الكسائي، ورويس عن يعقوب بالإمالة محضة، واختلف في ذلك عن ابن ذكوان

(3)

.

(1)

لم يقرأ بهذا لورش إلا من طريق الأزرق فقد قرأ ورش كل راء متحركة بالفتح أو بالضم وقبلها فتحة أو ضمة أو كسرة عارضة أو ساكن قبله هذه الثلاث أو كان بعدها حرف استعلاء أو راء أخرى في كلمة بينهما ألف، فهي عنده مفخمة إلا أن للأزرق مذهبًا فيما إذا وقعت وسط كلمة أو آخرها بعد ياء ساكنة متصلة أو كسرة لازمة متصلة مباشرة. قال ابن الجزري:

والياء عن سكون ياء رقق

أو كسرة من كلمة للأزرق

(انظر الإقناع في القراءات السبع (1/ 342، شرح طيبة النشر للنويري (2/ 175، 176) باب مذاهبهم في الراءات.

(2)

أمال الدوري فقط الألف الثانية من {آذَانِهِمْ} المجرورة وهو سبعة مواضع بالبقرة والأنعام والإسراء وموضعي الكهف وبفصلت ونوح و (آذاننا) بفصلت، و (طغيانهم) وخرج (طغيانا) و (بارئكم) موضعي البقرة، و (سارعوا) بآل عمران فقط، و (نسارع لهم) و (يسارعون) سبعة مواضع اثنان بآل عمران وثلاثة بالمائدة وفي الأنبياء والمؤمنين، و (الجوار) ثلاث بالشورى الآية 32 والرحمن الآية 24 والتكوير الآية 16، و (كمشكوة) بالنور الآية 35، وأمال أيضًا لكن بخلف عنه (البارئ المصور) بالحشر الآية 24 أجراه مجرى (بارئكم) كذا رواه عنه جمهور المغاربة وهو الذي في الشاطبية وغيرها ورواه عنه بالفتح منصوصًا أبو عثمان الضرير وهو الذي فيه أكثر الكتب والوجهان صحيحان عن الدوري كما في النشر، قال ابن الجزري:

.......................

رؤياك هداي مثواي توى

محياي مع آذاننا آذانهم

جوار مع بارئكم طغيانهم

مشكاة جبارين مع أنصاري

وباب سارعوا

(انظر طيبة النشر 4/ 9، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1 ص 106).

(3)

اختلف عن ابن ذكوان في إمالة (الكافرين) فأمالها الصوري عنه، وفتحها الأخفش، وأمالها عن يعقوب في النمل خاصة وهو {من قوم كافرين} ، قال ابن الجزري:

........................

وكيف كافرين (جـ) ـاد وأمل

(ت) ـب (ح) ز (مـ) ـنا خلف

(غ) ـلا وروح قل اختلف =

ص: 93

وورش بالإمالة بين بين

(1)

.

والباقون بالفتح

(2)

.

قوله تعالى: {وَإِذَا أَظْلَمَ} [20] قرأ ورش بتغليظ اللام بعد الظّاء

(3)

.

والباقون بالترقيق.

قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ} [20] قرأ حمزة، وابن ذكوان وهشام بخلف عنه، وخلف

(4)

بالإمالة محضة

(5)

.

والباقون بالفتح.

وإذا وقف حمزة وهشام على {شَاءَ} ، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر

(6)

.

قوله تعالى: {لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ} [20] أدغم أبو عمرو، ويعقوب الباء في الباء، بخلاف عنهما

(7)

.

= ووجه الإمالة المحضة: التناسب بين الألف وبين ترقيق الراء، وتنبيهًا على أن الكسرة تؤثر على غير الراء مع مجاورة أخرى ولزومها وكثرة الدور، ولهذا لم يطرد في الكافر وكافر والذاكرين (انظر إتحاف فضلاء البشر (ص: 130) وابن مهران الأصبهاني في المبسوط (ص: 112)).

(1)

والصواب ورش من طريق الأزرق وحده دون الأصبهاني.

(2)

قال ابن الجزري في النشر (2/ 62) واختلف عن ابن ذكوان فأماله الصوري عنه وفتحه الأخفش، وأماله بين بين ورش من طريق الأزرق وفتحه الباقون، وانفرد بذلك صاحب العنوان عن الأزرق عن ورش فخالف سائر الناس عنه.

(3)

وصوابه أن تغليظ اللام عن ورش من طريق الأزرق إذا جاء قبلها ظاء مثل: (ومن أظلم، وإذا أظلم، ولا يظلمون، فيظللن) قال الناظم:

وأزرق لفتح لام غلظا

بعد سكون صاد أو طاء وظا

أو فتحها

(انظر النشر 2/ 113 وشرح النويري على طيبة النشر 3/ 197، 198).

(4)

وأمالها أيضًا هشام من طريق الداجوني وفتحها الحلواني، قال ابن الجزري:

وشاء جا لي خلف فتى منى

(5)

قال البناء في إتحاف فضلاء البشر (ص: 130، 131) واختلف عن هشام ففتحها عنه الحلواني، وأمالها الداجوني.

(6)

فيصير النطق عند الوقف (ولو شاا) وهو لا يؤخذ إلا من أفواه المشايخ (انظر المبسوط ص: 118، 119).

(7)

فيصير النطق (لَذَهَبّسمعِهِمْ) ولا يؤخذ هذا إلا من أفواه المشايخ.

ص: 94

وأمال الألف بعد الصاد: ورش وحمزة بخلاف عنه

(1)

. وخلاف عن قالون بين بين

(2)

، وأمالها أبو عمرو والدوري عن الكسائي محضةً.

والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة حقق الهمزة وسهّلها؛ لأنها متوسط بزائد.

قوله تعالى: {اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [20] قرأ ورش

(3)

بمد الياء التي بين الشين والهمزة، والتوسط أيضًا. وسكت حمزة عليها، بخلاف عن خَلّاد. ولحمزة - أيضًا - المد؛ كلّ هذا في الوصل.

فإذا وقف على {شَيْءٍ} : فورش على حاله من المد والتوسط، ووقف حمزة وهشام عليها بأربعة أوجه:

الأول: على ياء ساكنة

(4)

.

الثاني: على ياء مكسورة كسرة خفيفة

(5)

.

(1)

فيصير النطق (وأَبْصِيرَهُمْ) والصواب أن ورشًا من طريق الأزرق وحده يقلل كل ألف وقعت قبل راء متطرفة كأبصار والدار، وقال ابن الجزري:

وتقليل جوى للباب

وما ذكره المصنف عن تقليل حمزة فليس بصواب ولم يقرأ به فيعد انفراده.

(2)

ما ذكر أن هناك خلافًا عن قالون كلام غير صحيح فقد ذكر ابن الجزري في النشر (2/ 54، 55) في فصل في إمالة الألف التي بعدها راء متطرفة مكسورة أن أبا عمرو من روايتيه والكسائي من رواية الدوري اتفقوا على إمالة كل ألف بعدها راء متطرفة مجرورة سواء كانت الألف أصلية أم زائدة، واختلف عن ابن ذكوان فروى الصوري عنه إمالة ذلك كله، وروى الأخفش عنه الفتح وهو الذي لم تعرف المغاربة سواه، وروى الأزرق عن ورش جميع الباب بين بين، وانفرد بذلك صاحب العنوان عن حمزة، وكذلك رواه عن أبي الحارث إلا أن روايته ليست من طرقنا ولا على شرطنا. وقرأ الباقون الباب كله بالفتح. ويتضح من ذلك أنه ليست لقالون إلا قراءة الفتح.

(3)

هو من طريق الأزرق وحده؛ إذ إن الكتاب من طريق العشرة الكبرى وليس الصغرى، قال ابن الجزري: عنه امددن ووسطن بكلمة وحرفي اللين قبيل همزة والمراد راجع إلى البيت قبله:

وأزرق إن بعد همز حرف مد

(4)

فيصير النطق {شَيْ} .

(5)

فيصير النطق {شَي} . والمراد بذلك الروم.

ص: 95

الثالث: على ياء ساكنة مع التشديد

(1)

.

الرابع: على ياء مكسورة مع التشديد

(2)

.

وباقي القراء بالمدّ أو التوسّط أو القصر في الوقف.

قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَكُمْ} [21] قرأ أبو عمرو، ويعقوب بإدغام القاف في الكاف، بخلاف عنهما.

والباقون بالإظهار

(3)

.

قوله تعالى: {جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا} [22] أدغم أبو عمرو ويعقوب اللام في اللام، بخلاف عنهما

(4)

.

وقرأ ورش

(5)

بنقل حركة "الأرض"

(6)

وترقيق

(1)

فيصير النطق {شَيٍّ} .

(2)

فيصير النطق {شَيّ} . ريقصد بذلك الروم أيضًا لكن مع التشديد.

(3)

تدغم القاف في الكاف مع ضمير جمع المذكر، أو مع المظهر إذا تحرك ما قبلها، فأما ضمير جمع المذكر فنحو:(خلقكم، رزقكم، يخلقكم، يرزقكم) وجملته سبعة وثلاثون موضعًا، أولها (الذي خلقكم) في البقرة، وآخرها في نوح (وقد خلقكم). قال الناظم:

والكاف في القاف وهي فيها وإن

بكلمة فميم جمع واشرطن

فيهن عن محرك

قال أبو عمرو الداني: وجه إدغام القاف في الكاف: تقارب المخرجين والتجانس في الشدة والانفتاح، وشرط التحرك لتحقق النقل وزيادة الميم لتحقق الثقل بكثرة الحروف والحركات، (انظر: النويري في شرح طيبة النشر 2/ 102).

(4)

فيصير النطق {جَعَلَكُمْ} ولا ويؤخذ هذا إلا من أفواه المشايخ (انظر المهذب ص: 49).

(5)

من الطريقين.

(6)

فيصير النطق {الْأَرْضِ} وورش يترك كل همزة متحركة قبلها ساكن ويرد حركتها إلى الساكن قبلها مثل: (الأَرْضُ) و (الأَبرَار) و (الأَخيارِ) و (مَنَ امَنّ) و (قُلَ اتَخَذتُمْ) وكل ما أشبه ذلك في جميع القرآن (انظر المبسوط ص: 109) وعلة الوقف فيه أن الهمزة حرف ثقيل بعيد المخرج، وحكمه في هذه الأشياء الابتداء به؛ لأن لام المعرفة زائدة، فوقف على لام المعرفة ليستفرغ القوة من النطق بالهمزة مبتدئًا، وليشعِر أن الهمزة حقها الابتداء بها وما قبلها زائد داخل عليها؛ فكأن لام المعرفة كلمة، وما فيه الهمزة كلمة، وقد أتى الوقف على لام المعرفة في أشعار العرب مع غير الهمزة، قال ابن الجزري:

وانقل الي الآخر غير حرف مد

لورش إلاها كتابيه أسد

(إتحاف فضلاء البشر 1/ 270، الكشف عن وجوه القراءات السبع 1/ 233).

ص: 96

الراء

(1)

من "فراشًا" وقفًا ووصلًا.

وحمزة ينقل في الوقف، بخلاف عنه.

ومن لم يُذْكَرْ: بغير إدغام، ولا نقل، ولا ترقيق.

قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بِنَاءً} [22] إذا وقف حمزة وهشام على "السماء" فلهما ثلاثة أوجه: المد والتوسط والقصر مع السكون، وأما الوقف على "بناء": فلحمزة في الوقف أربعة أوجه: المد والقصر مع التسهيل، ومثلهما مع البدل وهما ضعيفان، وليس لهشام في الوقف على "بناء" إلا المد لا غير.

والباقون بالمد وقفًا ووصلًا، وهم على مراتبهم في المدّ.

قوله تعالى: {لِلْكَافِرِينَ} [24] قرأ أبو عمرو والدوري عن الكسائي، وابن ذكوان - بخلاف عنه - ورويس عن يعقوب: بالإمالة محضة

(2)

، وورش

(3)

، وحمزة، وقالون - بخلاف عنهما -: بالإمالة بين بين

(4)

.

والباقون: بالفتح، وإذا وقف يعقوب ألحق النون بهاء السكت

(5)

.

قوله تعالى: {كَثِيرًا} [26] قرأ ورش بترقيق الراء وقفًا ووصلًا.

والباقون بالتفخيم.

قوله تعالى: {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا} [26] حرف المد بعد الهاء لفظيّ لا خطيّ.

قوله تعالى: {أَنْ يُوصَلَ} [27] غلّط ورش اللام

(6)

بعد الصاد وصلًا، وإذا وقف

(1)

فهذا خاص بالأزرق.

(2)

سبق في الآية 19 (وانظر إتحاف فضلاء البشر (ص: 130)، وابن مهران الأصبهاني في المبسوط (ص:112).

(3)

والصواب ورش من طريق الأزرق وحده دون الأصبهاني.

(4)

ليس لقالون وحمزة أي إمالة كما ذكر المؤلف ولكن ما ذكر أنهما يقرآن بالفتح، أما الإمالة بين بين فهي رواية انفرد بها أبو القاسم بن الهذلي عن ابن شنبوذ عن قالون، قال ابن الجزري: ولا نعرفه لغيره. وهو غير معمول به (انظر: النشر 2/ 62، والسبعة لابن مجاهد ص: 147).

(5)

فيصير النطق عند ذلك (للكَافِرِيْنَهْ) وقد ذكرنا ذلك عند الكلام في سورة الفاتحة.

(6)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

ص: 97

عليها: فله الترقيق والتغليظ. والباقون بالترقيق.

قوله تعالى: {هُمُ الْخَاسِرُونَ} [27] رقّق ورش الراء بعد السين

(1)

.

والباقون بالتفخيم.

قوله تعالى: {فَأَحْيَاكُمْ} [28] قرأ الكسائي بإمالة الألف قبل الكاف محضة

(2)

، ونافع بالإمالة بين بين والفتح

(3)

.

والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة: سهّل الهمزة وحقّقها؛ لأنه متوسط بزائد.

قوله تعالى: {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [28] قرأ يعقوب بفتح التاء [الفوقية] قبل الراء، وكسر الجيم، وإذا وقف

(4)

، ألحق النون بهاء السكت

(5)

.

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(2)

اختص الكسائي دون حمزة وخلف بإمالة (أحياكم - فأحياكم - أحياها) حيث وقع إذا لم يكن مسبوقًا بالواو نحو (فأحياكم)، أما المسبوق بالواو وسواء كان ماضيًا أم مضارعًا؛ فيتفق الثلاثة على إمالته نحو (أمات وأحيا)، وبإمالة (خطايا) حيث وقع، وبإمالة (حق تقاته) في آل عمران، و (قد هدان) في الأنعام، و (من عصاني) في إبراهيم، و (أنسانيه) في الكهف، و (آتاني الكتاب) في مريم، و (أوصاني بالصلاة) فيها، و (آتاني الله) في النمل، و (محياهم) في الجاثية، و (دحاها - طحاها - تلاها) و (سجى)، قال ابن الجزري:

........................

أيا بلا واو وعنه ميل

محياهمو تلا خطايا ودحا

تقاته مرضاة كيف جا (طـ) حا

(النشر 2/ 37، شرح طيبة النشر 3/ 65، 66).

(3)

والصواب في الرواية عن نافع هو من رواية قالون عنه وأما التقليل عن نافع فمن رواية ورش من طريق الأزرق وحده وليس للأصبهاني عن ورش ترقيق في الراء أصلًا، وكذا ليس له عنه تقليل في الياء ولا تغليظ في اللام (إتحاف فضلاء البشر (ص: 131) والمستنير (ص: 116) والغاية في القراءات العشر (ص: 93).

(4)

وقراءة يعقوب هذه في جميع القرآن بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم، من رجع اللازم سواء كان من رجوع الآخرة نحو (إليه يرجعون) و (يرجعون إليه) وسواء كان غيبًا أو خطابًا وكذلك (تُرْجَعُ الأمور) و (يُرْجع الأمر) وقد وافقه أبو عمرو في قوله تعالى:{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة: 281] وإليه أشار ابن الجزرى بقوله: "بذو يوم حما" قال ابن الجزري:

وتراجعوا الضم افتحا واكسر ظما

إن كان للأخرى وذو يومًا حما

(انظر: المبسوط ص: 127، شرح طيبة النشر 4/ 10، النشر 2/ 208، الغاية في القراءات العشر ص: 99).

(5)

هذا خطأ لأن يعقوب لا يلحق هاء السكت إلا بجمع المذكر السالم وما يلحقه، وقوله (ترجعون) فعل وليس جمع مذكر سالم أو ما يلحق به.

ص: 98

والباقون بضم التاء وفتح الجيم، ولا إلحاق.

قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ} [29] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة.

وقرأ نافع

(1)

بالفتح وبين اللفظين.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [29] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر بسكون الهاء

(2)

.

والباقون بالرفع.

ومد ورش

(3)

على وسط على أصله، وسكت حمزة على "شيء" في الوصل بخلاف

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(2)

قرأها هؤلاء بسكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن (وَهْوَ، فَهْوَ، وَهيَ، فهيَ، لَهْيَ) وزاد الكسائي (ثُمّ هْيَ) قال الناظم:

وتراجعوا الضم افتحا واكسر ظما

إن كان للأخرى وذو يومًا حما

وسكن هاء هو هي بعد فا

واو ولام رد تنابل حز

(انظر المبسوط ص: 128) وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في (وهو) وكسرتان وضمة في (هي) فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص:93).

(3)

قرأ ورش من طريق الأزرق (شيء) بالمد المشبع والتوسط، قال الناظم:

وحرفي اللين قبيل همزة

عنه امدن ووسطن بكلمة

وحجة ورش في مده حرفي اللين إذا أتى بعدها همزة نحو: (شيء، وسوء) هي خفاء حرف اللين وجلادة الهمزة، فلما لاصقت الهمزة حرف اللين وفيه خفاء، بُيِّنَ بالمد لما في من اللين، ومده دون حرف المد واللين بنقصه وضعفه بانفتاح ما قبله، ومخالفته بذلك لحروف المد واللين، وإنما بقيت المشابهة بين حر في اللين وبين حروف المد واللين بالسكون لا غير، وبأنهما قد تكون حركة ما قبلهما منهما، فكان المد فيهما للهمزة دون مد ما شابهه ونقصا عن درجته وهي حروف المد واللين، وترك مد ذلك هو الاختيار لضعف حرفي اللين، ولإجماع القراء على ذلك، ولإجماع الرواة غير ورش عن نافع على ذلك، ولأن رواية =

ص: 99

عن خلاد

(1)

.

والباقون بغير مد وسكت.

وإذا وقف حمزة وهشام على {شَيْءٍ} فلهما أربعة أوجه:

الأول: الوقف على ياء ساكنة

(2)

.

والثاني: الوقف على ياء مكسورة، وهو الرَّوم

(3)

.

الثالث: الوقف على ياء مشددة ساكنة، وهو الإدغام مع السكون

(4)

المحض.

الرابع: الوقف على ياء مشددة مكسورة، وهو الوقف بالإدغام مع الروم

(5)

.

= البغداديين عن ورش في هذا بترك المد، وما ذكر عن ورش من طريق الأزرق هو مذهب ابن غلبون وصاحب العنوان والطرسوسي وابن بليمة والخزاعي وهؤلاء يمدونه ولكنهم اختلفوا في قدره فقال ابن بليمة والخزاعي وابن غلبون: بأنهم يرونه توسطًا، وبه قرأ الداني، ويرى الطرسوسي وصاحب العنوان بأنه مد مشبع، (انظر الكشف عن وجوه القراءات 541، 55، شرح طيبة النشر 2/ 190، إتحاف فضلاء البشر ص:131).

(1)

يقف حمزة على الياء (شي) ثم يهمز (ء) على أي حال كان من الإعراب وعلة الوقف على الياء وتركه كالعلة في الوقف على لام التعريف، وقال البناء في إتحاف فضلاء البشر (ص: 131): وجاء التوسط فيه عن حمزة وصلًا بخلفه، وإذا وقف عليه فله مع هشام بخلفه النقل مع الإسكان والروم، وله الإدغام معهما، فتصير أربعة، وقد ذهب ابن غلبون وصاحب العنوان وابن بليمة وغيرهم إلى مده مدّا متوسطًا كيف وقع عن حمزة. وذهب غيرهم إلى أنه السكت وعليه حمل الداني كلام ابن غلبون، قال الناظم:

وبعض خص من شيء له

مع حمزة

(إتحاف فضلاء البشر ص: 131، وشرح طيبة النشر 2/ 192).

(2)

فيصير النطق: {شَيءْ} .

(3)

فيصير النطق: {شَي} .

(4)

فيصير النطق: {شَيّ} . والمقصود بالسكون هنا هو السكون المحض.

(5)

فيصير النطق: {شَيّ} . وقد أشار ابن الجزري إلى هذه الآراء بقوله:

فإن يسكن بالذي قبل ابدل

وإن يحرك عن سكون فانقل

أي يجب تخفيف الساكن مطلقًا بإبداله من جنس حركة ما قبله فيبدل واوًا بعد الضمة وألفًا بعد الفتحة وياء بعد الكسرة وهذا متفق عليه عن حمزة: ففي (شيء) تخفف الهمزة بنقل حركتها إلى ذلك الساكن فيحرك بها، ثم تحذف هي ليخف اللفظ، وقد أجرى بعض النحاة الأصليتين مجرى الزائدتين فأبدل وأدغم وجاء منصوصًا عن حمزة وهو أحد الوجهين في الشاطبية، وقرأ به الداني على أبي الفتح فارس وذكره أبو محمد في التبصرة وابن شريح (إتحاف فضلاء البشر ص: 65).

ص: 100

وباقي القراء لهم في الوقف على {شَىْءٍ} المد أو التوسط أو القصر.

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ} [35] قرأ أبو عمرو، ويعقوب بإدغام اللام في الراء، بخلاف عنهما

(1)

.

والباقون بالإظهار.

وإذا وقف حمزة على {لِلْمَلَائِكَةِ} فله أربعة أوجه:

المد والقصر مع التسهيل.

والمد والقصر مع إبدالها ياء اتباعًا للمرسوم

(2)

.

والباقون بالهمز.

وأما الهاء: فوقف الكسائي بالإمالة

(3)

، ولحمزة في الوقف الفتح والإمالة.

والباقون بالفتح.

وكذا الوقف على "خليفة" في الفتح والإمالة.

قوله تعالى: {إِنِّي أَعْلَمُ} [30] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر في الوصل بفتح الياء

(4)

.

(1)

فيصير النطق {وإذ قارّبّكَ} وهو لا يؤخذ إلا بالتلقي، وقد أدغم أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوصًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله ساكن غير متين إلا قولها {قال رب} و {كاد يزيغ} و {الصلاة طرفي} و {بعد توكيدها} فإنه يدغمها، قال ابن الجزري:

إذا التقى خطّا محركان

مثلان جنسان مقاربان

أدغم بخلف الدوري والسوسي معا

لكن بوجه الهمز والمد امنعا

وقال أيضًا:

وقيل عن يعقوب ما لابن العلا

(الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

(2)

فيصير النطق {لِلْمَلَايِكَةِ} .

(3)

فيصير النطق {لِلْمَلَائِكِة} .

(4)

فيصير النطق {إنّيَ أَعْلَمُ} وقد وقع من ياءات الإضافة تسع وتسعون ياء بعدها همزة مفتوحة لهولاء القراء، وقد ذكرها ابن الجزري بقوله: =

ص: 101

والباقون بالسكون، وهم على مراتبهم في المد.

قوله تعالى: {هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ} [31] قرأ قالون، والبزي بتسهيل الهمزة الأولى من المكسورتين مع المد والقصر.

وقرأ ورش، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس: بتسهيل الهمزة الثانية.

ولورش

(1)

وقنبل - أيضًا - إبدالها حرف مد. ولورش وجه ثالث، وهو إبدالها ياء مكسورة.

وأبو عمرو أسقط الأولى مع المد والقصر، فبهذا قرأ قالون {هؤلاء إن} فله قصرهما، ومدهما، وقصر الأول ومد الثاني. وأبو عمرو كذلك

(2)

.

= تسع وتسعون بهمزٍ انفتح

ذرون الأصبهاني مع مكي فتح

وقاعدة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبو عمرو فتح الكل وقاعدة الباقين إسكانها ووجه فتح الكل مع الهمز: أنه أحد الأصلين مع قصد ثبوته الخفي عند القوي وليتمكن من كمال لفظ الهمز. ووجه الإسكان مع أنه أحدهما وقصد التقوية محصلان بزيادة المدة، وزعم الكسائي أن العرب تستجنب نصب الياء مع كل ألف مهموزة سوى الألف واللام، يعني أن بعض العرب ترك فتح الياء مع همزة القطع لاجتماع الثقلين، وقال الفراء: لم أر هذا عند العرب؛ بل ينقلون الحركة في نحو: "عِنْدِي أبوك"(انظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص: 63، الإقناع 1/ 537).

(1)

من طريق الأزرق.

(2)

سهل الهمزة الأخيرة من الهمزتين المتفقتين مطلقًا رويس يعني من غير طريق أبي الطيب، وكذلك قنبل من طريق ابن مجاهد وهذا مذهب الجمهور عنه ولم يذكر عنه العراقيون وصاحب التيسير غيره، وكذا ذكره ابن سوار عنه من طريق ابن شنبوذ، وروى عنه عامة المصريين والمغاربة إبدالها حرف مد خالص فتبدل في حالة الكسر ياءً وفي حالة الضم واوًا ساكنة وهو الذي قطع به في الهادي والهداية والتجريد وهما في التبصرة والكافي والشاطبية وروى عنه ابن شنبوذ إسقاط الأولى مطلقًا كما ذكره، وأما ورش فلا خلاف عنه من طريق الأصبهاني في تسهيلها بين بين، واختلف عن الأزرق فروى عنه إبدال الثانية حرف مد جمهور المصريين ومن أخذ عنهم من المغاربة وهو الذي قطع به غير واحد منهم، كابن سفيان والمهدوي وابن الفحام، وكذا في التبصرة والكافي وروى عنه تسهيلها مطلقًا بين بين كثير منهم كأبي الحسن بن غلبون وابن بليمة وصاحب العنوان ولم يذكر في التيسير غيره، واختلفوا عنه في حرفين {هؤُلاءِ إن} "والبغاء إن" فروى عنه كثير من رواة التسهيل جعل الثانية فيها ياء مكسورة وقال في التيسير: وقرأت به على ابن خاقان قال وروى عنه ابن شيطا إجراؤهما لنظائرهما، وقد قرأت بذلك أيضًا على أبي الفتح، وأكثر مشيخة المصريين على الأول. وقرأ الباقون وهم ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وروح بتحقيق الهمزتين مطلقًا وجه تخفيف الثانية أنها سبب زيادة الثقل فخصت وطردًا للباقين وجمعًا وهو مذهب الخليل =

ص: 102

وأما ورش فله في {أَنْبِئُونِي} [31] ثلاثة أوجه مضروبة في ثلاثة:

{هَؤُلاءِ إن} بتسعة

(1)

.

والبزي: فله قصر الأول، وقصر الثاني ومده.

وقنبل: فله في الثانية التسهيل والبدل مع المد لا غير.

وأبو جعفر ورويس: فلهما تسهيل الثانية مع المد لا غير، وباقي القراء بتحقيقهما مع المد على مراتبهم، إلا أن روحًا يمد المنفصل ويقصره.

قوله تعالى: {أَنْبِئْهُمْ} [33] لم يبدل هذه الهمزة إلا حمزة في الوقف، وروي عنه - أيضًا - في الوقف مع البدل كسر الهاء

(2)

.

وإذا وقف حمزة على {بِأَسْمَائِهِمْ} فله ثمانية أوجه:

= وحكاه عن أبي عمرو، قال ابن الجزري:

.... وقيل تبدل

مدّ (ز) كا (جـ) ودًا وعنه هؤلا

إن والبغا إن كسر ياء أبدلا

وقال الأخرى رويس قنبل

ورش وثامن وقيل تبدل

مدًّا زكا جودًا

ووجه قلب الهمزة المبالغة في التخفيف وهو سماعي، ووجه الاختلاس مراعاة لأصلها، ووجه التحقيق الأصل (انظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص: 42، 43).

(1)

وأرى أن مثل هذه الأوجه التي ذكرها المؤلف لا طائل تحتها لما فيها من التعقيدات فلم يرد أن أحدًا من السلف من الصحابة أو كبار أئمة التابعين المعروفين بالقراءة لم يرد عنهم مثل ذلك.

(2)

إذا أتت الهمزة ساكنة في كلمة فإن أبا جعفر يقرأ هذا الضرب بالإبدال ولم يستثن من ذلك كله إلا كلمتين {أنبئهم} بالبقرة، و {نبئهم} بالحجر، واخثلف عنه في {نبئنا} بيوسف، وأطلق الخلاف منه من الروايتين ابن مهران واتفق الرواة عنه على قلب الواو المبدلة من همز رؤيا والرؤيا وما جاء منه ياء وإدغامها في الياء التي بعدها وإذا أبدل تؤوي وتؤويه جمع بين الواوين مظهرًا. أما {أنبئهم} فمنهم من كسر الهاء لمجاورتها الياء المبدلة من الهمزة كما تكسر مع الياء الصحيحة في {فِيهِمْ} وهو مذهب ابن مجاهد. ومنهم من يتركها على حالها من الضم؛ لأنّ الهمز مراد، ولأنه كهاء {عَلَيهِم} إذ ياؤها غير لازمة مع الظاهر، فمراعاة حال الوصل في الوقف آكد مع مراعاة حال الظاهر مع الضمير، وهذا الوجه أولى، وقد نص عليه أبو هشام الرفاعي (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1 ص 76، الإقناع 1/ 427).

ص: 103

في الأولى: التحقيق وإبدالها ياء خالصة

(1)

؛ لأنه متوسط بزائد.

وفي الثانية: التسهيل مع المد والقصر والبدل؛ لاتباع الرسم مع المد والقصر

(2)

.

والباقون بالهمز على مراتبهم.

قوله تعالى: {إِنِّي أَعْلَمُ} [33] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر بفتح الياء

(3)

.

والباقون بالسكون، وهم على مراتبهم في المد، إلا أن يعقوب يمد ويقصر.

قوله تعالى: {لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا} [البقرة: 34] قرأ أبو جعفر

(4)

في الوصل برفع التاء

(5)

.

(1)

فيصير النطق {بِيَاسمائهم} ولا يؤخذ هذا إلا من فم القراء.

(2)

إذا كانت الهمزة متحركة وكان قبلها ألف نحو {السفهاء، جاء، الماء} ففيه أوجه: أن يسكن للوقف ثم يبدل ألفًا من جنس ما قبله فيجتمع ألفان؛ فيجوز حذف إحداهما للسكنين، فإن قدر المحذوف الأولى وهو القياس؛ قصر، لأن الألف حينئذ تكون مبدلة من همزة ساكنة فلا مد. وإن قدر الثانية ثم الحذف. ويجوز إبقاؤهما للوقف فيمد لذلك مدّا طويلًا ليفصل بين الألفين، وقدره ابن عبد الحق في شرحه للحرز بثلاث ألفات. ويجوز التوسط في نص عليه أبو شامة وغيره من أجل التقاء الساكنين قياسًا على سكون الوقف، فتحصل حينئذ ثلاثة أوجه المد والتوسط والقصر (الإتحاف ص: 65).

(3)

سبق الكلام عليه في الآية 30.

(4)

روى هبة الله وغيره عن ابن وردان في {الملائكة اسجدوا} إشمام كسرتها ضمًّا، وقد أشار إلى ذلك الإمام ابن الجزري في طيبة النشر حيث قال:

والإشمام خفت خلفًا

ووجه الإشمام: الإشارة إلى الضم تنبيهًا على أن همزة الوصل المحذوفة مضمومة حالة الابتداء، ووجه الضم: أنهم استثقلوا الانتقال من كسر إلى ضم إجراء الكسرة اللازمة مجرى العارضة وهذه لغة أزد شنوءة، وعللها أبو البقاء بأنه نوى الوقف على التاء فسكنها ثم حركها بالضم اتباعًا لضمة الجيم، وهذا من إجراء الوصل مجرى الوقف (انظر: شرح طيبة النشر للنويري 4/ 16، 17).

(5)

قال ابن مهران في المبسوط (ص: 128): قرأ أبو جعفر وحده {لِلْمَلَائِكةُ} بضم التاء حيث كان وهو في خمسة مواضع من القرآن، هكذا وصف في ترجمته وأما في القراءة فقيل لنا بين الضم والكسر، وقال أبو جعفر النحاس في إعراب القرآن (1/ 161، 162) عن قراءة أبى جعفر: وهذا لحن لا يجوز، وأحسن ما قيل فيما روي عن محمد بن يزيد قال: أحسب أن أبا جعفر كان يخفض ثم يشم الضمة ليدل على أن الابتداء بالضم، وقد رد ابن الجزرى على ذلك وقوى هذه القراءة فقال: إن أبا جعفر إمام كبير أخذ قراءته عن مثل ابن عباس وغيره، وهو لم ينفرد بهذه القراءة؛ بل قد قرأ بها غيره من السلف، وروينا عن قتيبة عن الكسائي =

ص: 104

والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {إِبْلِيسَ أَبَى} [34] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضةً.

وقرأ نافع بالفتح والإمالة بين بين

(1)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [34] قرأ أبو عمرو، والدّوري. عن الكسائي ورويس بالإمالة محضةً، واختلف عن ابن ذكوان: فأماله الصوري، وفتحه الأخفش

(2)

.

وقرأ ورش بين بين

(3)

واختلف عن حمزة، وقالون.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا} [36] قرأ حمزة بالألف بعد الزاي، وتخفيف اللام

(4)

.

والباقون بغير ألف بعد الزاي وتشديد اللام

(5)

.

= من طريق أبي خالد قال الناظم:

وكسرتا الملائكت

قبل اسجدوا أضمم ثق والأشمام خفت

خلفًا بكل

(النشر 2/ 210، 211)

(1)

هي قراءة الأزرق من طريق ورش عن نافع.

(2)

قال ابن الجزري في النشر (2/ 62): واختلف عن ابن ذكوان فأماله الصوري عنه وفتحه الأخفش، وأماله بين بين ورش من طريق الأزرق وفتحه الباقون، وانفرد بذلك صاحب العنوان عن الأزرق عن ورش فخالف سائر الناس عنه.

(3)

هي قراءة الأزرق من طريق ورش عن نافع.

(4)

فيقرأ {فَأَزَالَهُمَا} بألف بعد الزاي وتخفيف اللام، ومعناها: أي نحاهما عن الحال التي كانا عليها من قول القائل "أزال فلان فلانًا عن موضعه إذا نحاه عنه" أما {أَزَلّهُمَا} أي أوقعهما في الزلل وهو أن يزل الإنسان عن الصواب إلى الخطأ، قال ابن الجزري:

وأزال في أزل

(فـ) ـــــــوز

وحجة من قرأ بالألف أنه سبحانه قال: {يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} أي اثبتا فيها فأزالهما الشيطان عن هذا الثبات فقابل الثبات بالزوال الذي هو خلافه، (انظر: النشر 2/ 210، شرح طيبة النشر/18، 19، حجة القراءات ص: 94).

(5)

احتج من قرأ بغير ألف بأن العلة في ذلك هو الإجماع في قولهم: {إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ} [آل عمران: =

ص: 105

قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} [37] قرأ ابن كثير بنصب "آدم"، ورفع "كلمات"

(1)

.

والباقون برفع (آدم) ونصب كلمات، بالكسرة

(2)

.

وأمال حمزة، والكسائى، وخلف الألف المنقلبة بعد القاف محضةً.

وقرأ نافع بالفتح والإمالة بين بين

(3)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ} [38] قرأ الدوري - عن الكسائي - بالإمالة محضةً

(4)

والباقون بالفتح

(5)

.

قوله تعالى: {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} [38] قرأ يعقوب بنصب الفاء من غير تنوين

(6)

.

= 155] أي أكسبهم الزلة؛ فليس للشيطان قدرة على زوال أحد من مكان إلى مكان، ويقوي ذلك قوله تعالى:{فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ} [الأعراف: 20] والوسوسة إنما هي إدخالهما في الزلل بالمعصية وليست بإزالة منه لهما من مكان إلى مكان (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 236، شرح النويري 4/ 19).

(1)

فتصير القراءة {فَتَلَقَّى آدَمَ مِنْ ربّه كلماتٌ} فجعل الفعل للكلمات لأنها تلقت آدم بتوفيق الله له لقوله إياها والدعاء بها فتاب الله عليه، وحجة من قرأ بذلك أن العرب تقول: تلقيت زيدًا وتلقاني زيد والمعنى واحد؛ لأن من لقيته فقد لقيك (انظر: حجة القراءات ص: 94، والكشف عن وجوه القراءات 1/ 237، وشرح طيبة النشر 4/ 20، والمهذب 1/ 53).

(2)

احتج من قرأ بذلك أنه جعل آدم هو الذي تلقى الكلمات؛ لأنه هو الذي قبلها ودعا بها فتاب الله عليه؛ فهو الفاعل لقبول الكلمات (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 237، التيسير ص: 73، النشر 2/ 211، ابن القاصح ص: 150، والمبسوط ص: 129).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(4)

قرأ ورش عن نافع {فمن تبع هداي} ساكنة الياء، قال ابن الجزري:

وآدم انتصاب الرفع دل

وكلمات رفع كسر درهم

(انظر حجة القراءات ص: 95).

(5)

وإنما فتحت لأنها أتت بعد ساكن وأصلها الحركة التي هي الفتح (انظر المرجع السابق).

(6)

قرأ يعقوب بفتح الفاء وحذف التنوين على أن لا نافية للجنس تعمل عمل إن وهذه قراءة يعقوب في جميع القرآن، قال ابن الجزري: لا خوف نون رافعًا لا الحضرمي (انظر: المبسوط ص: 129، وشرح طيبة النشر 4/ 20، والنشر 2/ 211، وإتحاف فضلاء البشر ص: 134).

ص: 106

والباقون بالرفع والتنوين.

قوله تعالى: {يَابَنِى إسْرَاءِيلَ} [40] قرأ أبو جعفر بتسهيل الهمزة مع المد والقصر

(1)

، ولورش القصر والمد - أيضًا - فيها

(2)

، وهم على مراتبهم من المد والقصر. في المنفصل والمتصل.

قوله تعالى: {فَارْهَبُونِ} [40]، {فاتَّقُونِ} [41] قرأ يعقوب بإثبات الياء بعد النون فيهما وقفًا ووصلًا

(3)

.

والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} [41] فانفرد بإمالته صاحب "المبهج"، عن الدّوري، عن الكسائي ولم يمله غيره.

قوله تعالى: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ} [45] قرأ ورش

(4)

بترقيق الراء، ونقل حركة الهمزة إلى التنوين، وسكت

(5)

خلف عن حمزة قبل الهمزة على الساكن

(6)

؛ بخلاف عنه.

{إِسْرَائيلَ} [47] ذكر قُبَيْلُ.

(1)

فيصير النطق {إسْرايِيلَ} بتسهيل الهمزة مع المد والقصر لتغير السبب، وإذا قرئ له بالإشباع على طريق العراقيين كان له ثلاثة أوجه (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 134) واعلم أن كل حرف مد واقع قبل همز مغير يجوز فيه المد والقصر؛ فالمد لعدم الاعتداد بالعارض وهو التسهيل، والقصر اعتدادًا بالعارض، قال ابن الجزري:

والمد أولى إن تغير السبب

وبقي الأثر أو فاقصر أحب

(2)

هذا الوجه لورش من طريق الأزرق، وقد اختلف في مد الياء فيها كنظائره للأزرق فنص بعضهم على مدها واستثناها الشاطبي والوجهان في الطيبة قال ابن الجزري:

........................

وأزرق إن بعد همز حرف مد

مد له واقصر ووسط كنأى

فالآن أوتوا إى ءآمنتم رأى

لا عن منون ولا الساكن صح

بكلمة أو همز وصل في الأصح

وامنع يؤاخذ وبعادًا الأولى

خلف وآلان وإسرائيلا

(انظر: شرح طيبة النشر 2/ 176، الإتحاف ص: 134).

(3)

فيصير النطق {فَارْهَبُونِي} {فَاتّقُونِي} (المرجع السابق ص: 135).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(5)

فيصير النطق {لَكَبِيرَتُنِ إلّا} وهذا الوجه عن ورش من طريق الأزرق (انظر الإتحاف ص: 135).

(6)

فيصير النطق {لكبيره} ثم يسكت ثم يبدأ بقوله {إلا} .

ص: 107

قوله تعالى: {عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} [48] قرأ ورش

(1)

بالمد والقصر بعد الياء قبل الهمزة، وسكت حمزة قبل الهمزة في الوصل - بخلاف عن خلاد - وإذا وقف حمزة وقف على {شيئًا} بياء مفتوحة بعدها ألف

(2)

، وله - أيضًا - تشديدها

(3)

.

ووقف الباقون على ياء سكنة بعدها همزة ممدودة.

قوله تعالى: {وَلَا يُقبَلُ} [48] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب بالتاء الفوقية على التأنيث

(4)

.

والباقون بالياء التحتية على التذكير

(5)

.

قوله تعالى: {وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا} [48] قرأ ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - بإبدال الهمزة واوًا، وقفًا ووصلًا

(6)

، وحمزة وقفًا لا وصلًا.

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(2)

فيصير النطق {شَيَا} .

(3)

فيصير النطق {شَيًا} .

(4)

فيصير النطق {ولا تُقبَلُ} ، قال الناظم:

ولا يقبل أنث (حق)

وقد احتج من قرأ بالتاء بأن الشفاعة مؤنثة فهو ظاهر التلاوة (انظر: الغاية في القراءات العشر ص: 101، والنشر 2/ 212، وزاد المسير 1/ 69، وتفسير ابن كثير 1/ 81، والمختار في معاني قراءات الأمصار ص: 12).

(5)

احتج من قرأ بالياء بأن تأنيث الشفاعة ليس تأنيثًا حقيقيًا، فلك في لفظه في الفعل التذكير والتأنيث تقول: قد قبل منك الشفاعة، وقبلت منك الشفاعة، وكذلك أنها بمعنى شفيع واستصحابًا للأصل، ورسمهما متحد وعليه قوله تعالى:{فقد جاءكم بينة} {وإن كان طائفة} (انظر: شرح طيبة النشر 4/ 24).

(6)

فيصير النطق {ولا يُوْخَذُ} إذا كانت الهمزة مفتوحة مضموم ما قبلها وشرع فيها فقد اتفق ورش من طريق الأزرق وأبو جعفر على إبدال كل همزة متحركة وقعت فاء من الكلمة وهي مفتوحة وقبلها ضمة بواو أو نحو {يؤده} و {يؤاخِذ} وتبدل فاء الكلمة للأصبهاني أيضًا كالأزرق إلا أنه استثنى كلمة واحدة وهي {مؤذن} قال ابن الجزري:

والفاء عن نحو يؤده أبدلوا

(جـ) ــــــد (ثـ) ـــــق يؤيد خلف (خـ) ــــــذ ويبدل

للأصبهاني مع فؤاد إلا

مؤذن وأزرق ليلا

(انظر شرح طيبة النشر 2/ 284).

ص: 108

وأدغم أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما - النون في النون من {وَيَسْتَحْيُونَ} [49]

(1)

.

قوله تعالى: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى} [51] قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب بغير ألف بين الواو والعين

(2)

.

والباقون بالألف

(3)

.

قوله تعالى: {ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ} [51] قرأ ابن كثير، وحفص، ورويس - بخلاف عنه - بإظهار الذال المعجمة عند التاء المثناة.

والباقون بالإدغام

(4)

.

قوله تعالى: {بَارِئكُمْ} [54] قرأ أبو عمرو بإسكان الهمزة

(5)

، وروي عن الدوري عنه اختلاس الحركة

(6)

.

(1)

فيصير النطق {ويَسْتَحْيُو نِسَاءَهم} ولا يؤخذ هذا إلا بالمشافهة (انظر الإقناع 1/ 229).

(2)

فيصير النطق {وإذْ وَعَدْنَا} بقصر الألف من الوعد. قال ابن العزري في النشر (2/ 212): واتفقوا على قراءة {أَفَمَن وَعَدْنَاهُ} في القصص بغير ألف لأنه غير صالح لهما، وكذا في حرف الزخرف. واحتج من قرأ بغير ألف بأن المواعدة إنما تكون بين الآدميين وأما الله عز وجل فإنه المتفرد بالوعد والوعيد ويقوي هذا قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ} (انظر شرح طيبة النشر 4/ 25، وحجة القراءات ص: 96).

(3)

واحتج من قرأ بالألف بأن المواعدة كانت من الله ومن موسى، فكانت من الله: أنه واعد موسى لقاءه على الطور ليكلمه ويكرمه بمناجاته، وواعد موسى ربه المصير إلى الطور لما أمره به (انظر: شرح طيبة النشر 4/ 25)، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 240، زاد المسير 1/ 79، المستنير ص: 129).

(4)

فيصير النطق {ثُمْ اتّختْمُ} ولا يؤخذ هذا إلا بالمشافهة، والقاعدة: أن كل ذال ساكنة يقع بعدها تاء متحركة يدغمها جميع القراء ويظهرها القراء المشار إليهم بأعلاه وهي قاعدة مطردة في جميع القرآن الكريم، قال ابن الجزري:

وفي أخذت واتخذت (عـ) ن (د) رى

والخلف (غـ) ـــــــث

(انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 139).

(5)

فيصير النطق {بَارِئكُمْ} .

(6)

وقد قرأ أبو عمرو وحده {بَارِئكُمْ} و {يأمُرْكُم} و {يَنْصُرْكُمْ} بالاختلاس في هذه الأحرف الثلاثة حيث كانت في القرآن الكريم، وروي عنه الجزم فيها وفي أحرف غيرها ولا يصح ذلك في القراءة، قال سيبويه في الكتاب (2/ 297): كان أبو عمرو يختلس الحركة من بارئكم ويأمركم وما أشبه ذلك مما تتوالى فيه الحركات (انظر: المبسوط ص: 129، والتيسير ص 73، والتبصرة ص: 421، والسبعة ص: 155).

ص: 109

وروي عن السوسي عنه إبدالها ياء خالصةً

(1)

.

والباقون بالكسرة الكاملة.

وقرأ الدّوري عن الكسائي بإمالة الألف بعد الباء الموحدة

(2)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {حَتَّى نَرَى اللَّهَ} [55] قرأ أبو شُعَيب السوسي - عن أبي عمرو - بالإمالة في الوصل بخلاف عنه

(3)

.

والباقون بالفتح.

وأما في الوقف: فوقف بالإمالة محضةً: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف.

ووقف نافع

(4)

- بخلاف عن قالون

(5)

بالإمالة بين بين. وعن السوسي في الوصل ثلاثة أوجه:

أولها: الفتح مع تفخيم الجلالة.

الثاني: الإمالة مع ترقيق الجلالة.

الثالث: الإمالة مع تفخيم الجلالة.

والباقون بالفتح والتفخيم.

(1)

لا يعرف هذا الوجه عن السوسي، وهذه انفرادة من المؤلف ولم يقرأ بها وهذا الوجه غير صحيح وغير مقروء به وروى بعضهم الإشباع عن الدوري خاصة، نص عليه أبو العز من طريق ابن مجاهد عن أبي الزعراء، ومن طريق الوراق عن ابن فرج، كلاهما عن الدوري، وأطلق الصفراوي الخلاف في الإسكان والاختلاس والإشباع عن أبى عمرو بكماله، فصار عند غير الصفراوي للدوري ثلاثة أوجه الإسكان والاختلاس، فلذا قال ابن الجزري:

"والخلف (ط) ـــــب"

أي اختلف عن الدوري فيما تقدم وفي غيره وهو الإشباع.

(2)

فيصير النطق {بِارِئِكُمْ} .

(3)

فيصير النطق {نَرِى الله} .

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(5)

قالون والأصبهاني ليس لهما إلا الفتح.

ص: 110

قوله تعالى: {وَظَلَّلْنَا} ، {وَمَا ظَلَمْنَا} [57]، غلّظ ورش اللَّام بعد الظّاء

(1)

.

والباقون بالترقيق.

قوله تعالى: {وَالسَّلْوَى} [57] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضةً

(2)

، وأبو عمرو بالإمالة بين بين، ونافع بالفتح والإمالة بين بين

(3)

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا} [58] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياء، مع صلة ميم الجمع

(4)

، وأبدلها أبو عمرو، بخلاف عنه

(5)

.

وأدغم الثاء المثلثة في الشين أبو عمرو، ويعقوب، بخلاف عنهما

(6)

.

قوله تعالى: {نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} [58] قرأ نافع، وأبو جعفر بالياء التحتية المضمومة، وفتح الفاء

(7)

.

وقرأ ابن عامر بالتاء الفوقية المضمومة وفتح الفاء

(8)

.

(1)

غلظ ورش اللام من طريق الأزرق وذلك لمناسبة حروف الاستعلاء، وقاعدته: هي أن كل لام مفتوحة وقبلها حرف الطاء أو الظاء أو الصاد؛ فورش من طريق الأزرق يغلظ هذه اللام بشرط فتح هذه الحروف أو سكونها. (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 127، والمهذب ص: 46).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط. انظر الإتحاف (ص: 137).

(3)

قراء الأزرق بالتقليل والفتح (انظر الإتحاف ص: 137، والمهذب ص: 57).

(4)

وكان على المؤلف أن يذكر أولا في صلة الميم قالون وابن كثير ثم أبو جعفر.

(5)

المراد إبدال الهمز.

(6)

فيصير النطق {حَيْشِّئْتُمْ} ولا يؤخذ هذا إلا بالمشافهة من أفواه المشايخ.

(7)

فيصير النطق {يُغْفِرْ لَكُمْ} بالياء وفتح الفاء على ما لم يسم فاعله، قال الناظم:

يغفر مدًا أنث هنا كم

وحجة من قرأ بذلك: أن الفعل متقدم وقد حيل بينه وبين الخطايا بـ {لكم} فصار الحائل كالعوض من التأنيث وفهمت ياء التذكير لنافع من الإطلاق (انظر: شرح طيبة النشر 4/ 31، والكشف عن وجوه القراءات 1/ 2443، وزاد المسير 1/ 85).

(8)

ووجه القراءة بالتاء أنه أنت لتأنيث لفظ الخطايا؛ لأنها جمع خطية على التكسير على أن الفعل مبني للمجهول (انظر: شرح طيبة النشر 4/ 32، حجة القراءات ص: 98، وابن القاصح ص: 151، والسبعة ص: 157، والتيسير ص: 73).

ص: 111

والباقون بالنون المفتوحة وكسر الفاء

(1)

.

وأمال الألف من {خطاياكم} الكسائي محضةً

(2)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {قِيلَ لَهُمْ} [59] قرأ هشام، والكسائي، ورويس بضم القاف

(3)

.

وكسرها الباقون. وأدغم اللَّام في اللَّام أبو عمرو، ويعقوب، بخلاف عنهما

(4)

.

(1)

واحتج هؤلاء بأن {نغفر} بين خبرين من إخبار عن نفسه قد أخرجا بالتلاقي وذلك قوله {وإذا قلنا ادخلوا هذه القرية} وهو مردود على ما قبله، فالتقدير {وقلنا ادخلوا الباب سجدًا نغفر لكم} (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 293، وشرح طيبة النشر 324، المبسوط ص: 130، إتحاف فضلاء البشر ص: 137).

(2)

انفرد الكسائي بإمالة خطايا حيث وقع نحو {خطاياكم} و {خطاياهم} و {خطايانا} و {دحاها} و {حق تقاته} والمراد الألف الثانية، قال ابن الجزري:

محياهمو تلا خطايا ودحا

ووجه هذه القراءة: أنها لقرينة اللَّام وما في محلها، وهي مخصصة من ذوات الياء جمع خطيئة بالهمزة. وأصلها في أحد قولي سِيْبَويَه: خطائي بياء مكسورة هي ياء خطيئة وهمزة بعدها هي لامها، ثم أبدلت الياء همزة على حد الإبدال في صحائف، ثم أبدلت الثانية باء لتطرفها بعد همزة مكسورة. وهذه حكمها بعد الهمزة مطلقًا، فما ظنك بها بعد المكسورة ثم قلبت كسرة الأولى فتحة للتخفيف؛ إذ كانوا يفعلون ذلك فيما لامه صحيحة نحو:"مداري، وعذاري" ثم قلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار "خطايا" بعد خمسة أعمال. (انظر: شرح طيبة النشر 663، إتحاف فضلاء البشر ص: 77).

(3)

والمراد به الإشمام فيصير النطق {قِيلَ لَهُمْ} فالضم لابدّ وأن يكون بإشمام الكسر الضم أوله وكيفية ذلك: أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر، قال ابن الجزري:

وقيل غيض جي أشم

في كسرها الضم رجا غنى لزم

(انظر: النشر 208، الغاية في القراءات العشر ص: 98 والتيسير ص: 72 والكشف عن وجوه العلل 1/ 230).

(4)

فيصير النطق {قِيلَهُمْ} ولا يوخذ هذا إلا من أفواه المشايخ. وقد أدغم أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوصًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله ساكن غير متين إلا قوله {قال رب} و {كاد يزيغ} و {الصلاة طرفي} و {بعد توكيدها} فإنه يدغمها، قال ابن الجزري:

إذا التقى خطًّا محركان

مثلان جنسان مقاربان

أدغم بخلف الدوري والسوسي معًا

لكن بوجه الهمز والمد امنعًا =

ص: 112

قوله تعالى: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى} [60] قرأ حمزة والكسائي وخلف بإمالتهما محضةً

(1)

.

وقرأ نافع فيهما بالفتح وبين اللفظين

(2)

. وأمال أبو عمرو {موسى} بين بين

(3)

.

والباقون بالفتح فيها.

قوله تعالى: {اضْرِبْ بِعَصَاكَ} [60] إدغام الباء من {اضرب} في الباء التي بعدها واجب للجميع.

قوله تعالى: {فَانْفَجَرَتْ} 60] هنا، وفي الأعراف {فَانْبَجَسَتْ} [الأعراف: 160].

= وقال أيضًا:

وقيل عن يعقوب ما لابن العلا

(الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

(1)

هناك قاعدة مطردة؛ وهي أن حمزة والكسائي وخلف البزار أمالوا جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:

وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه

وفتحهُ وما بياء رسمه

ويندرج تحت قوله "وما بياء رسمه"(موسى) و (عيسى) و (يحيى) كما أمال الثلاثة كل ألف منقلبة عن ياء حيث وقعت في القرآن الكريم سواء كانت في الرسم أو فعل كموسى وعيسى ويحيى والأشقى والهدى، وأتى، وسعى إلخ وتعرف ذوات الياء من الأسماء بالتثنية، ومن الأفعال برد الفعل، وقد شاركهم أبو عمرو فيما كان على وزن فعلى مثلثة الفاء فأمالها إمالة صغرى بين بين، قال ابن الجزري:

وكيف فعلى مع رؤوس الآي (حـ) ــد خلف

والمراد برؤوس الآي عند ورش وأبي عمرو آي السور الإحدى عشر وهي (طه، النجم، القيامة، المعارج، النازعات عبس، الأعلى، الشمس، الليل، الضحى، العلق). (النشر 2/ 30، 39، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(2)

هي قراءة الأزرق (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 137).

(3)

وأراد المؤلف من قوله: وأمال أبو عمرو بين بين التقليل وهو الإمالة الصغرى وقد يعبر عنها بلفظ بين بين، أو بين اللفظين، وكثيرًا ما يذكر المؤلف هذه العبارة عند ذكره للتقليل عن الأزرق أو أبي عمرو مما يوهم القارئ أن المراد بقوله بين بين شيء والمراد بقوله: بين اللفظين شيء آخر، وليس الأمر كذلك بل هي ألفاظ مترادفة كلها بمعنى واحد.

ص: 113

قوله تعالى: {لَنْ نَصْبِرَ} [61] قرأ ورش بترقيق الراء

(1)

.

والباقون بالتفخيم.

قوله تعالى: {أَدْنَى} [61] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضةً.

وقرأ نافع بالفتح، وبين اللفظين

(2)

.

والباقون بالفتح.

والراء من {مِصْرًا} مفخّمة بلا خلاف

(3)

.

قوله تعالى: {مَا سَأَلْتُمْ} [61] إذا وقف حمزة، سَهَّل الهَمْزة.

قوله تعالى: {عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} [61] قرأ أبو عمرو في الوصل بكسر الهاء والميم

(4)

.

وقرأ بضم الهاء والميم حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب

(5)

.

وكسر الهاء وضم الميم الباقون: وهم نافع، وابن كثير، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر.

قوله تعالى: {وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ} [61] قرأ نافع بالهمزة

(6)

.

(1)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق كما أوضحنا قبل ذلك مرارًا.

(2)

هذا خطأ يقع فيه المؤلف على طول الكتاب، فهو إذا قال قرأ نافع فإنما يقصد به ورش من طريق الأزرق عن نافع. ولكنه على طول الكتاب يذكر نافعًا على إطلاقه دون تحديد الراوي؛ لذا لزم التنويه.

(3)

وقد صرفت {مصرًا} لأنّها عني بها مصرا من الأمصار غير معين واستدلوا بالأمر بدخول القرية وبأنهم سكنوا الشام بعد التيه، وقيل أراد بقوله {مصرًا} وإن كان غير معين مصر فرعون من إطلاق النكرة مرادًا بها المعين.

(4)

فتصير قراءته {عَلَيهِمِ الذّلّةُ} وإنما كسر الهاء لمجاورة الياء والكسرة (انظر تفصيل ذلك في سورة الفاتحة وانظر: التيسير ص: 19، والنشر 1/ 27 والسبعة لابن مجاهد ص: 108 والتبصرة ص: 251).

(5)

فتصير النطق {عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} قال ابن مجاهد في السبعة ص: 108: وإنما خص هذا الحرف بضم لأنَّهُ إذا وليه ظاهر صارت يأؤه ألفًا ولا يجوز كسر الهاء إذا كان قبله ألف فعامل الهاء مع المكني معاملة الظاهر إذا كان ما قبل الهاء، إذا صار ألفًا لم يجز كسر الهاء، ولو كان مكان الهاء والميم كاف وميم لم يجز كسرهما إلا في لغة قليلة لا تدخل في القراءة لبعد الكاف من الياء.

(6)

فيصير النطق {وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ} ، قال الناظم: باب النَّبِيّ والنبوءة الهدى، وقد احتج من همز بأنه أتي به على الأصل؛ لأنَّهُ من النبأ الذي هو الخبر؛ لأن النَّبِيّ مخبِرٌ عن الله، فهي تبنى على فعيل بمعنى فاعل؛ أي =

ص: 114

وقرأ الباقون بالياء مشدّدةً

(1)

، ولورش في الهمز ثلاثة أوجه

(2)

:

المد، والتوسّط، والقصر؛ وقفًا ووصلًا.

وقوله تعالى: {عَصَوْا وَكَانُوا} [61] الواو الأولى مدغمة في الثانية بلا خلاف؛ لأنّ قبلها فتحة.

قوله تعالى: {وَالنَّصَارَى} [62] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضةً

(3)

، واختلف عن ابن ذكوان بين الفتح والإمالة.

وقرأ ورش بين بين

(4)

. وعن قالون الفتح وبين بين

(5)

.

والباقون بالفتح.

= منبئ عن الله؛ أي مخبر عنه بالوحي (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244 والتيسير ص: 73 والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص: 98 {النَّبِيِّينَ} هنا بمعنى المخبرين.

(1)

ومعنى الكلمة {النبيين} مأخوذ من نبأ ينبو إذا ارتفع، فيكون فعيلًا من الرفعة، والنبوة: الارتفاع، وإنما قيل للنبي نبي لارتفاع منزلته وشرفه تشبيهًا له بالمكان المرتفع. وحجة من قرأ ذلك بدون همز: أن كل ما في القرآن من جميع ذلك على أفعلاء نحو: (أنبياء الله) انظر حجة القراءات ص: 99، النشر 1/ 400).

(2)

يقصد المؤلف هنا ورش من طريق الأزرق وهو خطأ يقع فيه المؤلف كثيرًا.

(3)

قال ابن الجزري في النشر: وأما الألف التي بعد الصاد من {النصارى، ومن أنصاري} فاختلف فيها عن الدوري عن الكسائي. فأمالها أبو عثمان إتباعا لإمالة ألف التأنيث وما قبلها من الألفاظ الخمسة {النصارى، وأسارى، وسكارى، وكسالى، واليتامى} (انظر النشر 662، والتيسير ص: 150).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق.

(5)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم وهي في {التوراة} فله فيها الفتح والتقليل، قال ابن الجزري:

توراة (جـ) ـد والخلف فضل بجلا

وله الإمالة والفتح في لفظ {هار} ، قال ابن الجزري:

هار (صـ) ـف (ح) ــالًا (ر) م (بـ) ـان (م) ــالا خلفهما

وله الفتح والتقليل في الياء من {يس} قال ابن الجزري:

وبين بين (فـ) ي (أسف) خلفهما

وكذلك الهاء والياء أول مريم (كهيعص) قال ابن الجزري:

و (إ) ذ ها يا اختلف

ص: 115

قوله تعالى: {وَالصَّابِئِينَ} [62] قرأ أبو جعفر، ونافع بحذف الهمزة

(1)

.

والباقون بالهمز

(2)

.

قوله تعالى: {وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} [62] قرأ يعقوب بنصب الفاء من غير تنوين، وبضم الهاء من عَلَيْهُمْ

(3)

.

والباقون برفع الفاء منونة. وضم الهاء حمزة

(4)

، وكسرها الباقون.

قوله تعالى: {قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [65] قرأ ورش بترقيق الراء، وله في الهمزة ثلاثة أوجه: المد، والتوسّط، والقصر؛ وقفًا ووصلًا.

وحذف ابن وردان الهمزة، بخلاف عنه

(5)

.

وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة بين بين.

(1)

فيصير النطق {وَالصَّابِئِينَ} : والقاعدة: أنه إذا كانت الهمزة مكسورة بعد كسر بعدها ياء، فإن أبا جعفر يحذف الهمزة في {متكئين، والصابئين، والخاطئين، وخاطئين، والمستهزئين} حيث وقعت، ووافقه نافع في الصابئين وعلة عدم الهمز إما أن تكون للتخفيف على البدل، فأبدل منها ياء مضمومة أو واوًا مضمومة في الرفع، فلما انضمت الياء إلى الواو ألقى الحركة على الياء استثقالًا للضم على حرف علة فاجتمع حرفان ساكنان فحذف الأول لالتقاء السَّاكِنَيْن، وكذلك أبدل منها ياء في النصب مكسورة ثم حذفت الكسرة لاجتماع يائين الأولى مكسورة فاجتمع له ياءان ساكنتان فحذفت إحداهما لالتقاء الساكنين فقال:{وَالصَّابِئِينَ} والبدل في هذا للهمزة في التخفيف مذهب الأخفش وأبي زيد، فأما سِيْبَويَه فلا يجيز البدل في المتحركة البتة انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 246، التيسير ص: 74 وشرح النويري على طيبة النشر 4/ 33).

(2)

قال ابن الجزري:

صابون صابين مدًا

احتج من همز {الصابئين} بأنه بمعنى الخارجين من دين إلى دين؛ يقال: "صبأ فلان" إذا خرج من دينه "يصبأ"، ويقال:"صبأت النجوم" إذا ظهرت (انظر: النشر 1/ 391،، وحجة القراءات ص: 100، والمهذب ص: 59).

(3)

فيصير النطق {وَلَا خَوْفَ عَلَيْهُمْ} .

(4)

فيصير النطق {وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهُمْ} (انظر المبسوط ص: 88).

(5)

والصواب أبو جعفر كله وليس كما ذكر المؤلف.

ص: 116

قوله تعالى: {يَأْمُرُكُمْ} [67] قرأ أبو عمرو بسكون الراء، وروي عن الدوري، عنه: اختلاس الضمة

(1)

.

والباقون بالحركة الكاملة. وأبدل الهمزة ألفًا: ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - وابن كثير

(2)

، وورش، وقالون، وأبو جعفر؛ على أصولهم من صلة ميم الجمع

(3)

.

قوله تعالى: {هُزُوًا} [67] قرأ حفص عن عاصم بالواو موضع الهمزة.

(4)

.

والباقون بالهمز وسكن حمزة، وخلف الزاي، وضمّها الباقون. وإذا وقف حمزة، أبدل الهمزة واوًا.

وله - أيضًا - في الوقف نقل حركة الهمزة إلى الزاي، فيقول "هُزَا" فيقف على زاي مفتوحة.

وقيل عن حمزة - أيضًا - إنه يقف بتشديد الزاي

(5)

.

(1)

وقد قرأ أَبُو عمرو {يأمركم، بارئكم، يأمرهم، تأمرهم، ينصركم، يشعركم} حيث وقعت بإسكان الهمزة والراء وروي جماعة من أهل الأداء عن الدوري اختلاس الحركة فيهما. قال ابن الجزري:

بارئكمُ يأمركُم ينصُرْكُمُ

يأمرهم تأمرهُمُ يشعركم

سكن أو اختلس حلا والخلف طب

قال النويري في شرح طيبة النشر 4/ 25 وروى أكثرهم الاختلاس من رواية الدوري، والإسكان من رواية السوسي، وبه قرأ الداني على أبي الحسن وغيره، وهو المنصوص عليه في الكافي والهداية والتبصرة والتلخيص، وروى بعضهم الإشباع عن الدوري خاصة نص عليه أبو العز من طريق ابن مجاهد عن أبي الزعراء، ومن طريق الوراق عن ابن فرج كلاهما عن الدوري.

(2)

فيصير النطق {يأمُرْكُمْ} .

(3)

فيصير النطق {يامُرْكُمُو} .

(4)

وعلة حفص أنه أراد التخفيف لأنّها همزة مفتوحة قبلها ضمة، فهي تجري على البدل كقوله {السفهاء يِلّا} في قراءة الحرميين وأبي عمرو (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 247، النشر 1/ 389، المبسوط ص: 130، ابن القاصح ص: 152 التبصرة ص: 423).

(5)

اختلف القراء في إسكان العين وضمها في {هُزُؤا، كفؤًا} ومن كل ما كان على وزنهما، فأسكن الزاي من {هزؤًا} حمزة وخلف وضمهما الباقون، واسكن {كفؤًا} يعقوب، قال الناظم:

عد هزؤًا مع كفؤا هزوا سكن

وأبدلا ضم فتي كفؤًا فني ظن

(انظر شرح طيبة النشر 4/ 33، 36، والنشر 2/ 215 وإتحاف فضلاء البشر ص: 138 والإقناع 2/ 598).

ص: 117

قوله تعالى: {صَفْرَاءُ} [69] إذا وقف حمزة وهشام عليها، أبدلا الهمزة ألفًا

(1)

مع المد والتوسّط والقصر، ولهما - أيضًا - تسهيلها مع المد والقصر والرّوْم. وحمزة في هذين الوجهين أطول مدًّا من هشام.

قوله تعالى: {إِنْ شَاءَ اللَّهُ} [البقرة: 70] قرأ حمزة، وخلف، وابن ذكوان بالإمالة.

والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة وهشام عليها، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسّط والقصر.

قوله تعالى: {تُثِيرُ الْأَرْضَ} [71] قرأ ورش بترقيق الراء من "تثير" ونقل حركة الهمزة من "الأَرضَ" على أصله وقفًا ووصلًا

(2)

، وحمزة ينقل في الوقف. بخلافٍ عنه. وسكت حمزة على الساكن قبل الهمزة، بخلاف عن خلاد.

والباقون بغير ذلك.

قوله تعالى: {لَا شِيَةَ فِيهَا} [71] المرسوم بتاء مربوطة

(3)

.

قوله تعالى: {قَالُوا الْآنَ} [71] قرأ ورش

(4)

بالنقل على أصله

(5)

، وله في الهمز: المد والتوسّط والقصر. ونقل أبو جعفر بخلاف.

والباقون بغير نقل.

(1)

فيصير النطق {صفراء} عند الوقف.

(2)

قرأ ذلك ورش من طريق الأزرق فقط، ويصير النطق {تُثِيرُ الْأَرْضَ} انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 139).

(3)

قرأ حمزة بخلف عنه بمد لا أربع حركات للمبالغة في النفي (انظر المهذب ص 60).

(4)

قرأ ورش من طريق الأزرق بثليث البدل (انظر إتحاف فضلاء البشر ص 139).

(5)

وقرأها أيضًا ابن وردان بخلف عنه بنقل حركة الهمز إلى الساكن قبله. وافق ورش ابن وردان في نقل حركة الهمز إلى الساكن قبله في هذه الكلمة، فروى النهرواني من جميع طرقه وابن هارون من غير طريق هبة الله وغيرهما النقل فيه، وهو رواية الأهوازي والرهاوي وغيرهما عنه، قال ابن الجزري:

وافق من استبرق (غـ) ـر واختلف

في الآن (خـ) ـذ ويونس به خطف

(انظر شرح طيبة النشر 2/ 312، إتحاف فضلاء البشر ص 139).

ص: 118

ولحمزة السكت، بخلاف عن خلاد

(1)

.

قوله تعالى: {جِئْتَ بِالْحَقِّ} [71] قرأ أبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - بالبدل

(2)

.

والباقون بالهمز.

قوله تعالى: {فَادَّارَأْتُمْ} [72] قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا؛ وقفًا ووصلًا

(3)

، وحمزة وقفًا لا وصلًا، والرسم بغير ألف بعد الدَّال، وبعد الراء.

وأدغم أبو عمرو، ويعقوب الدَّال المهملة في الذال المعجمة في قوله تعالى:{مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} [74] لكن بخلاف عنهما

(4)

.

قوله تعالى: {فَهِيَ} [74] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر بسكون الهاء

(5)

.

(1)

اعلم أن السكت لا يكون على ساكن، وليس كل ساكن يسكت عليه، فلابد من معرفة أقسامه؛ فالساكن الذي يجوز الوقف عليه إما أن يكون بعده همز فيسكت عليه لبيان الهمز وتحقيقه، أو غيره ويسكت لمعنى آخر، وقد ورد السكت عن جماعة كثيرة من القراء، ويعد حمزة أكثرهم اعتناء بالسكت، ولذلك اختلفت عنه الطرق واضطربت حتى عد الإمام ابن الجزري عنه سبعة أوجه ذكرها بقوله:

والسكت عن حمزة في شيء وأل

والبعض معها له فيما انفصل

والبعض مطلقًا وقبل بعد مد

أو ليس عن خلاد السكت اطرد

ووجه السكت: المحافظة على تحقيق الهمزة لامتناع نقلها له، أو الاستراحة لتأتي بكمال لفظهما وهذا التوجيه يعم كل الطرق. ووجه تركه أنه الأصل (شرح طيبة النشر للنويري 2/ 332).

(2)

فيصير النطق (جِيْتَ) وكذلك حمزة عند الوقف، قال ابن الجزري:

فإن يسكن بالذي قبل ابدل

(شرح طيبة النشر 2/ 344).

(3)

فيصير النطق {فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا} انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 139، المهذب ص 10).

(4)

أدغم أبو عمرو كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوصًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله ساكن غير متين إلا قوله {قال رب} و {كاد يزيغ} و {الصلاة طرفي} و {بعد توكيدها} ، فإنه يدغمها (الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

(5)

سبق بيانه في الآية 29 (وانظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 12 الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 7 النشر 2/ 202 حجة القراءات ص: 93).

ص: 119

والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {عَمَّا تَعْمَلُونَ} [74]{أَفَتَطْمَعُونَ} [75] قرأ ابن كثير بالياء التحتية

(1)

.

والباقون بالتاء الفوقية

(2)

.

قوله تعالى: {إِلَّا أَمَانِيَّ} [78] قرأ أبو جعفر بتخفيف الياء

(3)

.

والباقون بالتشديد.

قوله تعالى: {بِأَيْدِيهِمْ} [79] قرأ يعقوب بضم الهاء

(4)

.

والباقون بالكسر.

وإذا وقف حمزة، أبدل الهمزة ياء خالصة

(5)

، وله - أيضًا - التحقيق؛ لأنَّهُ متوسّط بزائد.

(1)

وعلة من قرأ بالغيب {يعملون} مناسبته لقوله {وما كانوا يفعلون} وقوله {وهم يعلمون} وقوله بعده {وما كانوا يفعلون} وقوله {يعرفون} فلما أتى ما قبله وما بعده على لفظ الغيبة، أجراه على ذلك، ولم يجره على قوله {أفتطمعون} لأنَّهُ خطاب للمؤمنين، و {يعلمون} يراد به اليهود (شرح طيبة النشر 4/ 40، 41، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 448، ابن القاصح ص 152 النشر 2/ 217، المبسوط ص 131).

(2)

وعلة من قرأ بالخطاب {تعملون} مناسبة ذلك {وإذ قتلتم نفسًا فادارأتم فيها} وقوله {وتكتمون} وقوله {ولعلكم تعقلون ثم قست قلوبكم} لا {أفتطمعون} لأن الخطاب للمؤمنين فجرى آخر الكلام على أوله بالخطاب كله لليهود (شرح طيبة النشر 4/ 41، النشر 2/ 210 الكشف عن وجوه القراءات 1/ 448، حجة القراءات ص 101، زاد المسير 1/ 102، تفسير ابن كثير 1/ 123).

(3)

يقرأ أبو جعفر باب الأماني وهو {إلا أماني} و {تلك أمانيهم} و {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب} و {في أمنيته} بتخفيف الياء في هن مع إسكان الياء المرفوعة والمجرورة من ذلك وبتاء المنصوبة على إعرابها قبل التخفيف وهو على كسر الهاء من {أمانيهم} لكونها بعد ياء ساكنة. قال ابن الجزري:

أمنية والرفع والجر اسكنا باب الأماني خففا

(ثـ) ـبت

والأماني جمع أمنية، وهي أفعولة أصلها "أمنوية" اجتمعت ياء وواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء، وهي من منى إذا قدر، لأن المتمني يقدر في نفسه التشديد؛ لأن الياء الأولى في الجمع هي الواو التي كانت في المفرد التي أقلبت فيه ياء، فوجه القراءة التخفيف، جمعه على أفاعل ولم يعتد بحرف المد الذي في المفرد (المبسوط ص 131، الغاية ص 103 شرح طيبة النشر 424، النشر 2/ 217، إتحاف فضلاء البشر ص 139).

(4)

فيصير النطق {بأيديهم} .

(5)

فيصير النطق {بيديهم} ولا يؤخذ هذا إلا من أفواه المشايخ.

ص: 120

قوله تعالى: {قُلْ أَتَّخَذْتُمْ} [80] قرأ ابن كثير، وحفص، ورويس - بخلاف عنه - بإظهار الذال المعجمة عند التاء المثناة

(1)

. والباقون بالإدغام.

قوله تعالى: {خَطِيئَتُهُ} [81] قرأ نافع، وأبو جعفر بمد الهمزة على الجمع

(2)

.

وورش على أصله

(3)

بالمد والتوسّط والقصر.

والباقون بغير مد على الهمزة على الإفراد

(4)

. وإذا وقف حمزة، أبدل الهمزة ياءً، وأدغم فيها الياء التي قبلها

(5)

.

قوله تعالى: {أَصْحَابُ النَّارِ} [81] قرأ أبو عمرو، والدّوري عن الكسائي بالإمالة محضةً

(6)

، وورش بالإمالة بين بين

(7)

، واختلف في ذلك عن

(1)

القاعدة: أن كل ذال ساكنة يقع بعدها تاء متحركة يدغمها جميع القراء ويظهرها القراء المشار إليهم بأعلاه وهي قاعدة مطردة في جميع القرآن الكريم، قال ابن الجزري:

وفي أخذت واتخدت (عـ) ـن (د) ـرى

والخلف (غـ) ـث

(انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 139).

(2)

قرأها نافع وأبو جعفر {خَطِيئَاتُهُ} جمع مؤنث سالم، وتوجيه ذلك أنه لما كانت الذنوب كثيرة جاء اللفظ مطلقًا للمعنى، وأيضًا لأن الإحاطة لا تكون للشيء المفرد (النشر 2/ 218، الغاية ص 103، حجة القراءات ص 102، المهذب ص 62، المبسوط ص 131).

(3)

قرأها ورش من طريق الأزرق فقط كما أشرنا قبل ذلك.

(4)

وحجة من أفرد أن الخطيئة الشرك فوحدوه على هذا المعنى وتكون السيئة الذنوب وهي بمعنى السيئات، ويجوز أن تكون الخطيئة في معنى الجمع لكن وحدت كما وحدت السيئة وهي بمعنى الجمع فتكون كالقراءة بالجمع في المعنى (انظر: شرح طيبة النشر 4/ 43، المهذب ص 62، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 249، النشر 2/ 210، التيسير ص 74، تفسير ابن كثير 1/ 119).

(5)

يقف حمزة على {خطيئته} بإبدال همزته ياء من جنس الزائدة قبلها وإدغامها فيها وجهًا واحدًا، فيصير النطق {خطيّته} ، قال ابن الجزري:

والواو واليا إن يزادا أدغما

والبعض في الأصلي أيضًا أدغما

ووجه البدل تعذر النقل وضعف التسهيل لقصور الحرفين في المد عن الألف فتعين البدل، وأبدلت من جنس ما قبلها لقصد الإدغام (إتحاف فضلاء البشر ص 141، شرح طيبة النشر 2/ 351).

(6)

يميل أبو عمرو والكسائي من طريق الدوري كل ألف بعده راء مجرورة في الأسماء سواء كانت الألف أصلية أم زائدة ووجه الإمالة مناسبة الكسرة، واعتبرت الكسرة على الراء لمناسبة الإمالة والترقيق والتدقيق، واشترط تطرف الراء للقرب (شرح طيبة النشر 3/ 100، التيسير ص 51، النشر 2/ 54، الغاية ص 90).

(7)

روي ذلك من طريق الأزرق عن ورش جميع الباب بين بين (انظر النشر 2/ 55، الإقناع 1/ 273).

ص: 121

حمزة

(1)

.

وقالون بين الفتح والإمالة بين بين

(2)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ} [83] قرأ أبو جعفر بتسهيل الهمزة مع المد والقصر.

والباقون بالتحقيق

(3)

.

وإذا وقف حمزة، سَهّل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ياءً مع المد والقصر

(4)

.

وقرأ ورش بقصر الهمزة بعد الياء، وله - أيضًا - المد، وهم على مراتبهم في المد والقصر

(5)

.

(1)

انفرد بذلك صاحب العنوان عن حمزة، ولذلك رواه عن أبي الحارث وما ذكره المؤلف عن حمزة وقالون غير مقروء به عن أئمتنا فلا يلفت إيه، فهي قراءة ليست من طرقنا ولا على شرطنا (انظر النشر 2/ 55، الإقناع 1/ 273). وقد ذكرها الأصبهاني في المبسوط ص 111 فقال: كان أبو عمرو وحمزة برواية أبي عمر وابن سعدان عن سليم، والكسائي يميلونا كل ألف في اسم بعدها راء مكسورة إذا كان كسرها كسر إعراب نحو:{في النار} {في النهار} {بقنطار} وأشباه ذلك.

(2)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.

(3)

فيصير النطق {إسْرايِيلَ} بتسهيل الهمزة مع المد والقصر لتغير السبب وهو لا يؤخذ إلا بالتلقي، وإذا قرئ له بالإشباع على طريق العراقيين كان له ثلاثة أوجه (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 134) واعلم أن كل حرف مد واقع قبل همز مغير يجوز فيه المد والقصر؛ فالمد لعدم الاعتداد بالعارض وهو التسهيل، والقصر اعتدادًا بالعارض، قال ابن الجزري:

والمد أولى إن تغير السبب

وبقي الأثر أو فاقصر أحب

(4)

وهذا الوجه غير مقروء به.

(5)

وهذا الوجه لورش عن طريق الأزرق، وقد اختلف في مد الياء فيها كنظائره للأزرق فنص بعضهم على مدها واستثناها الشاطبي والوجهان في الطيبة، قال ابن الجزري:

........................

وأزرق إن بعد همز حرف مد

مد له واقصر ووسط كنأى

فالآن أوتوا إى ءآمنتم رأى

لا عن منون ولا الساكن صح

بكلمة أو همز وصل في الأصح

وامنع يؤاخد وبعادًا الأولى

خلف وآلان وإسرائيلا

(انظر: شرح طيبة النشر 2/ 176، الإتحاف ص: 134).

ص: 122

قوله تعالى: {لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ} قرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي بالياء التحتية على الغيبة

(1)

.

وقرأ الباقون بالتاء الفوقية على الخطاب

(2)

.

قوله تعالى: {وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى} [83] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضةً فيهما.

وقرأ نافع بالفتح والإمالة بين بين

(3)

.

وقرأ أبو عمرو بإمالة "القربى" بين بين، وفتح "اليتامى"

(4)

.

وقرأ الدّوري - عن الكسائي - بإمالة الألف بين التاء والميم محضةً

(5)

.

والباقون بالفتح فيهما.

قوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [83]، قرأ أبو عمرو بإمالة "الناس" محضةً، بخلاف عنه

(6)

.

(1)

قال ابن الجزري:

لا يعبدون (د) م (رضى)

ووجه قراءة من قرأ {لا يعبدون} أن أول الآية إخبار عن الغيب وهو قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} فإجراء الكلام عنه إلى الخطاب (شرح طيبة النشر 4/ 43، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 249، النشر 2/ 218، المبسوط ص 131، 132، الإقناع 2/ 599).

(2)

ووجه هذه القراءة: أنها حكاية حال خطابهم وسياق {وقولوا} و {ثم توليتم} ووقوع الأمر بعده يدل على قوة الخطاب، وذلك في قوله {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} فجرى صدر الكلام في ذلك على حكم آخره (حجة القراءات ص 102، النشر 2/ 218، المهذب ص 62).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط (الإتحاف ص 140).

(4)

يميل أبو عمرو إمالة صغرى بين بين برواية شجاع (الغاية في القراءات العشر ص 93).

(5)

أمال فتحة التاء مع اللف بعدها الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير إتباعًا لإمالة ألف التأنيث بعد (المبسوط ص 116، إتحاف فضلاء البشر ص 140).

(6)

اختلف عن دوري أبي عمرو في {الناس} المجرورة فروى إمالتها أبو طاهر عن أبي الزعراء عنه، وهو الذي في التيسير، وذكر أنه إذا أسند رواية الدوري فيه عن عبد العزيز عند قراءته على أبي طاهر في قراءة أبي عمرو بإمالة فتح النون في موضعي الجر حيث وقع ذلك صريح في أن ذلك من رواية الدوري وبه كان يأخذ الشاطبي في هذه الرواية، وهي رواية جماعة من أصحاب اليزيدي عنه عن أبي عمرو، واختار الداني هذه =

ص: 123

والباقون بالفتح.

وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب "حَسَنًا" بفتح الحاء والسين

(1)

.

والباقون بضم الحاء وإسكان السين

(2)

.

قوله تعالى: {تَظَاهَرُونَ} [85] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بتخفيف الظاء

(3)

. والباقون بالتشديد، وكلاهما مع إثبات الألف

(4)

.

قوله تعالى: {أُسَارَى} [85] قرأ حمزة بفتح الهمزة وإسكان السين

(5)

.

= الرواية فقال في الجامع: واختياري في قراءة أبي عمرو من طريق أهل العراق الإمالة المحضة وبذلك قرأت على الفارسي على أبي طاهر وبه أخذ، وكان ابن مجاهد يقرئ بإخلاص الفتح في جميع الأحوال، وأظن ذلك منه اختيارًا واستحسانًا في مذهب أبي عمرو، وترك لأجله ما قرأه على الموثوق به من أئمته؛ إذ قد فعل ذلك في غير ما حرف. قال ابن الجزري:

الناس بجر

(ط) يب خلفًا

(شرح طيبة النشر 3/ 121، 122، إتحاف فضلاء البشر ص 140).

(1)

فيصير النطق {حَسَنًا} صفة لمصدر محذوف؛ أي قولوا قولًا حسنًا، يقال: الحُسن والحَسن، والبُخل والبَخَل، بمعنى، وحجة من قرأه بالفتح: أنه وصف للقول الذي كف عن ذكره لدلالة وصفه عليه، وقد نزل القرآن بنظير ذلك فقال تعالى:{وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ} ولم يذكر الجبال، وقال:{أن اعمل سابغات} ولم يذكر الدروع؛ إذ دل وصفها على موصوفها (المبسوط ص 13، النشر 2/ 218، الغاية ص 103، شرح طيبة النشر 4/ 44، حجة القراءات ص 103).

(2)

وحجة من قرأ بالضم أن الحُسن يجمع والحَسن يتبعض؛ أي قولا للناس الحُسْنَ في الأشياء كلها، فما يجمع أولى مما يتبعض وأن ذلك لغة في الحَسن (إتحاف فضلاء البشر ص 140، حجة القراءات ص 103، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 250، النشر 2/ 218، شرح طيبة النشر 4/ 44).

(3)

احتج من خفف بأنه حذف التشديد للمبالغة في التخفيف اعتمادًا على المثل ذاتًا وزيادة وشكلًا؛ لذلك اختص بتاء المعارضة دون أخواتها، وبالمبني للفاعل دون المفعول (شرح طيبة النشر 4/ 43، 44، المبسوط ص 132، النشر 2/ 218، السبعة ص 163، التيسير ص 74، التبصرة ص 424، الإقناع 2/ 599).

(4)

فيصير النطق {تَظّاهَرُونَ} وأصلها تتظاهرون فأدغمت التاء في الظاء لشدة قرب المخرج، وأتى بالكلمة على أصلها من غير حذف، وحسن الإدغام لأنك تبدل من التاء في الإدغام حرفًا أقوى من التاء وهو الظاء (إتحاف فضلاء البشر ص 140، الكشف من وجوه القراءات 1/ 251، النشر 2/ 218، المبسوط ص 132، الإقناع 2/ 599، شرح طيبة النشر 4/ 44).

(5)

وهو بتلك يقرؤها على أنها جمع أسير، فيصير النطق {أَسْرَى} وحجته في ذلك أن كل فعيل من نعوت =

ص: 124

والباقون بضم الهمزة، وفتح السين، وألف بعد السين

(1)

.

وأمال الألف بعد الراء محضة: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف.

وأمالها ورش بين بين

(2)

. واختلف عن قالون بين الفتح والإمالة بين بين

(3)

. وأمال الدوري - عن الكسائي - الألف بعد السين محضةً

(4)

.

والباقون بالفتح فيهما.

قوله تعالى: {تُفَادُوهُمْ} ، قرأ نافع، وعاصم، والكسائي، وأبو جعفر، ويعقوب بضم التاء وفتح الفاء، وأَلِفٍ بعد الفاء

(5)

.

والباقون بفتح التاء، وإسكان الفاء

(6)

.

= ذوي العاهات إذا جمع فإنما يجمع على فعلى وذلك كجمعهم المريض على مرضى والجريح على جرحى (شرح طيبة النشر 4/ 45، النشر 2/ 218، الغاية ص 104، التبصرة ص 425، والسراج ص 158، وحجة القراءات ص 104.

(1)

واحتج من قرأ بالضم {أُسَارَى} على وزن فُعالى وهو جمع أسرى كسكرى وسكارى، فهو قد شُبّه بكسالى وذلك أن الأمير لما كان محبوسًا عن كثير من تصرفه، صار كالكسلان الذي حبسه الكسل عن كثير من تصرفه (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 251، إتحاف فضلاء البشر ص 141، النشر 2/ 218، زاد المسير 1/ 111، الكتاب لسيبويه 2/ 493).

(2)

هو ورش من طريق الأزرق فقط.

(3)

هذا خطأ واضح فليس لقالون فيها أي إمالة.

(4)

اختلف فيها عن الدوري عن الكسائي فأمالها أبو عثمان الضرير عنه إتباعًا لإمالة ألف التأنيث وما قبلها وفتحها الباقون عن الدوري وانفرد صاحب المبهج عنه أيضًا عن الدوري بإمالته (النشر 2/ 66).

(5)

ووجه قراءة من قرأ بالضم {تُفَادُوهُمْ} أن حقيقة المفاعلة من اثنين فالأصير يعطي العوض والآسر المعوض، أو مجاز واحد، ويوافق الرسم تقديرًا. قال ابن الجزري:

تفدوا تفادوا (ر) د (ظ) ـل

(شرح طيبة النشر 4/ 46 والغاية ص 104، وإتحاف فضلاء البشر ص 141، التبصرة ص 425).

(6)

احتج من قرأ بالفتح {تَفدُوهُمْ} بأن الفادي يعطي فداء الأسير؛ فهو طرف واحد ويوافق صريح الرسم، وقيل: معنى فداه: أي خلصه بمال، وفاداه: أي خلصه، ومنه قوله تعالى:{وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} فيفترقان ولا يدل إلا على جواز فادى موضع فدى (شرح طيبة النشر 4/ 46، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 252).

ص: 125

قوله تعالى: {وَهُوَ مُحَرَّمٌ} [85] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر بإسكان الهاء

(1)

.

والباقون بالضم.

ورقّق ورش الراء من "إِخْرَاجُهُم"

(2)

وفخمها الباقون.

قوله تعالى: {عَمَّا تَعْمَلُونَ} {أُولَئِكَ} [85، 86] قرأ نافع، وابن كثير، ويعقوب، وخلف، وأبو بكر بالياء التحتية على الغيب

(3)

.

والباقون بالتاء الفوقية على الخطاب

(4)

.

قوله تعالى: {الْقُدُسِ} [87] قرأ ابن كثير بإسكان الدال

(5)

.

والباقون بضمها

(6)

.

(1)

سبق بيان القراءة في مثل هذا الحرف قبل صفحات قليلة (وانظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق (انظر إتحاف فضلاء البشر ص 141).

(3)

وقد وافق نافع ويعقوب وخلف وأبو بكر ابن كثير في {يعملون} في هذا الموضع كما قال ابن الجزري:

ما يعملون (د) م وثانٍ (إ) ذ (صفا)

(ظ) ـل (د) ما

وحجة من قرأ بالغيب: مناسبة {يُرَدّون} ، و {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا} و {وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} فلما أتى كله بلفظ الغانب حمل صدر الكلام عليه (شرح طيبة النشر 4/ 41، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 253).

(4)

وحجة من قرأ بالخطاب حمله على ما تقدم من الخطاب في قوله {يَأْتُوكُمْ أُسَارَى} و {مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ} و {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} فلما تكرر الخطاب حمل عليه (شرح طيبة النشر 4/ 41، النشر 2/ 212، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 253).

(5)

فيصير النطق {القُدْسِ} وهي قاعدة مطردة عند ابن كثير فهو يقرأ بإسكان الدال في جميع القرآن؛ كأنه استثقل الضمتين واحتج بقول الشاعر:

وجبريلٌ رسولُ اللهِ فينا

وروحُ القُدْسِ ليسَ له كِفَاءُ

قال ابن الجزري:

والقدس نكر (دُ) م

(حجة القراءات ص 105، وإتحاف فضلاء البشر ص 141).

(6)

واحتج من قرأ بالضم {القُدُسِ} بأنه الأصل وهو الاختيار وعليه إجماع القراء، ولأن حروف الكلمة قليلة وخفيفة (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 253، والنشر 2/ 208، وزاد المسير 1121).

ص: 126

قوله تعالى: {جَاءَكُمْ} [87] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الجيم محضةً

(1)

.

والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة، سهّل الهمزة مع المد والقصر، وله أيضًا إبدالها ألفًا مع الإمالة، وهو ضعيف غير مقروء به

(2)

.

قوله تعالى: {تَهْوَى} [87] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضةً

(3)

. وقرأ نافع بالإمالة بين بين

(4)

، وبالفتح أيضًا. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {بَلْ لَعَنَهُمُ} [88] إدغامه واجب للجميع.

قوله تعالى: {فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [89] قرأ أبو عمرو، والدّوري - عن الكسائي - ورويس بإمالة {الكافرين} محضةً. وقرأ ورش بين بين - من طريق الأزرق - واختلف عن ابن ذكوان: فأماله الصوري، وفتحه الأخفش

(5)

، وانفرد الهذلي عن ابن شنبوذ عن قنبل بهذا. والباقون بالفتح، وإذا وقف يعقوب على {الكافرين} ، ألحق النون بهاء السكت، بخلاف عنه

(6)

.

قوله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا} [90] رسم هذه متصلة، وأبدل الهمزة ياءً: ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو، بخلاف عنه

(7)

. فإذا وقف حمزة

(1)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاء} و {جاء} و {زاد} و {خاب} في طه 61. فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

(2)

قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحو {شركاؤنا} {جاءوا} .. فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة منه ومكسورها مما رسم فيه صورة الهمزة واوًا وياءً الإبدال بهما محضين مع المد والقصر وهو شاذ لا أصل له في العربية وغير مقروء به (شرح طيبة النشر 2/ 391، 392).

(3)

فتصير القراءة {تَهْوِي} .

(4)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق.

(5)

سبق قبل صفحات قليلة (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 130، ابن مهران الأصبهاني في المبسوط ص: 112).

(6)

فيصير النطق عند ذلك {الْكَافِرِيْنَهْ} وقد ذكرنا ذلك عند الكلام في سورة الفاتحة.

(7)

فيصير النطق {بِيْسَمَا} (انظر إتحاف فضلاء البشر ص 143، والمهذب ص 64).

ص: 127

أبدل

(1)

، وإذا وصل هَمَزَ. والباقون بالهمز وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ} [90] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب بسكون النون وتخفيف الزاي

(2)

.

والباقون بفتح النون، وتشديد الزاي

(3)

.

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ} [91] أدغم أبو عمرو، ويعقوب اللام في اللام، بخلاف عنهما

(4)

. وقرأ هشام، والكسائي، ورويس بضم القاف

(5)

. والباقون بالكسر.

(1)

فيصير النطق {بِيسَما} .

(2)

خفف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب زاي {تنزل} بعد إسكان نون المضارع بغير الهمز المضموم الأول المبني للفاعل أو المفعول حيث جاء في القرآن الكريم إلا ما خص مفصلًا نحو: {أن ينزلَ الله} أو {أن تُنزلَ عليهم} و {نُنزلُ عليهم من السماء} فخرج بالمضارع الماضي نحو {ما نزّل الله} وبغير الهمز نحو: {سَأُنْزِلُ} وبالمضموم الأول نحو {وما ينزل من السماء} وأجمعوا على التشديد في قوله {وما نُنَزّلُهُ إلا بقدر معلوم} وانفرد ابن كثير بتخفيف الزاي في {يُنْزِلَ آية} وقرأ يعقوب {والله أعلم بما يُنَزّلُ} بالنحل مشددًا، وقرأ ابن كثير {يُنزِلُ} و {تُنْزِلُ} و {نُنْزِلُ} بالتخفيف في جميع القرآن إلا في سورة الإسراء 82 {ونُنزّلُ من القرآن} والإسراء 93 {حتى تُنْزِلَ عَلينا} فإنه يشددهما. قال ابن الجزري:

.... ينزل كلًّا خف (حق)

لا الحجر والأنعام أن ينزل (د) ق

(انظر: البسوط ص 132، 133، النشر 2/ 218، الغاية ص 104، شرح طيبة النشر 4/ 47).

(3)

احتج من قرأ بالتشديد بأن {نزَلَ} و {أَنْزَلَ} لغتان وأن التشديد يدل على تكرير الفعل وقد ورد في القرآن الكريم في قوله {لولا نُزْلَت سورة فَإِذّا أُنْزِلَت سُورَةٌ} (حجة القراءات ص 106، وشرح طيبة النشر 4/ 47، النشر 2/ 218، المهذب ص 64، التبصرة ص 425، زاد المسير 1/ 114).

(4)

أدغم أبو عمرو ويعقوب بخلاف منهما كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوصًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله ساكن غير متين إلا قوله {قال رب} و {كاد يزيغ} و {الصلاة طرفي} و {بعد توكيدها} فإنه يدغمها، قال ابن الجزرى:

إذا التقى خطّا محركان

مثلان جنسان مقاربان

أدغم بخلف الدوري والسوسي معًا

لكن بوجه الهمز والمد امنعًا

وقال أيضا:

وقيل عن يعقوب ما لابن العلا

(الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

(5)

والمراد به الإشمام فيصير النطق {قُيلَ لَهُمّ} فالضم لابد وأن يكون، بإشمام الضم كسر أوله وكيفية ذلك: أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر (انظر: النشر 2/ 208، الغاية في القراءات العشر ص: 98، والتيسير ص: 72، والكشف عن وجوه العلل 1/ 230).

ص: 128

قوله تعالى: {وَهُوَ الْحَقُّ} [91] قرأ أبو عمرو، وقالون، والكسائي، وأبو جعفر بإسكان الهاء

(1)

.

والباقون بالضم.

قوله تعالى: {مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ} [91] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب، وحفص بإدغام التنوين في اللام بغنة، وبغير غنة. والباقون بغير غنة قولًا واحدًا.

قوله تعالى: {أَنْبِيَاءَ اللَّهِ} [91] قرأ نافع بالهمزة

(2)

.

والباقون بالياء، وهم على مراتبهم في المد.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ} [92] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف، وهشام بالإدغام

(3)

. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ} [92] قرأ أبو عمرو، ويعقوب بإدغام التاء المثناة في المثلّثة، بخلاف عنهما

(4)

. وقرأ ابن كثير، وحفص، ورويس - بخلاف عنه - بإظهار الذال المعجمة عند التاء المثناة

(5)

. والباقون بالإدغام

(6)

.

(1)

سبق قريبًا.

(2)

فيصير النطق {أَنْبِئَاءَ} .

(3)

فيصير النطق {وَلَقَجَّاءَكُمْ} وعلة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(4)

فيصير النطق {بالبَيِّنَاثُّمَّ} ولا يؤخذ هذا إلا من أفواه المشايخ. وعلة من أدغم الثاء في التاء: أن التاء حرف فيه بعض الشدة والرخاوة أغلب عليه، والثاء حرف مهموس والهمس ضعف في الحرف فكأنما تقاربا لاشتراكهما في الهمس والمخرج (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 151، شرح طيبة النشر 3/ 12).

(5)

سبق قريبًا (وانظر: إتحاف فضلاء البشر ص 139).

(6)

فيصير النطق {ثُمَّ اتَّختُّمُ} والحجة في الإدغام أن قوة التاء والذال معتدلة؛ لأن التاء شديدة والذال مجهورة، والشدة في القوة كالجهر، ولأن التاء مهموسة، والذال رخوة والهمس في الضعف كالرخاوة فاعتدلا في القوة والضعف فحسن الإدغام لذلك؛ إذ لا يدخل على الحرف الأول نقص في قوته بالإدغام (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 159).

ص: 129

قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} [93] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف - في الوصل - بضم الهاء والميم

(1)

. وقرأ أبو عمرو، ويعقوب - في الوصل - بكسر الهاء والميم

(2)

. وقرأ الباقون بكسر الهاء، وضم الميم.

قوله تعالى: {قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ} [93] اختلف في وصل "بئسما"، وقطعها في المرسوم.

وأبدل الهمزة ياءً: ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه

(3)

. وكذا {يأمركم} تبدل ألفًا

(4)

، والباقون بالهمزة. وقرأ أبو عمرو بإسكان الراء، وروي عن الدوري، عنه: اختلاس الضمة، وإذا وقف حمزة أبدل، وإذا وصل همز

(5)

.

قوله تعالى: {بِمَا يَعْمَلُونَ} {قُلْ مَنْ كَانَ} [96، 97] قرأ يعقوب بالتاء الفوقية على الخطاب

(6)

. والباقون بالياء التحتية على الغيبة

(7)

.

قوله تعالى: {لِجِبْرِيلَ} {وَجِبْرِيلَ} [البقرة: 97، 98] قرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر، ويعقوب بكسر الجيم والراء من غير همز

(8)

. وقرأ ابن كثير

(1)

فيصير النطق {فِي قُلُوبهُمُ} .

(2)

فيصير النطق {فِي قُلُوبهِم} .

(3)

فيصير النطق {بِيْسَمَا} (انظر إتحاف فضلاء البشر ص 143، والمهذب ص 64).

(4)

فيصير النطق {يَامُرُكُمْ} .

(5)

سبق بيان ما في مثل هذا الحرف قبل صفحات قليلة.

(6)

فيصير النطق {والله بصير بما تعملون} ، قال ابن الجزري:

ويعملون قل خطاب (ظ) ـهرا

واحتج من قرأ بالتاء أن ذلك لمناسبة {ولتجدنهم} (شرح طيبة النشر 504، إتحاف فضلاء البشر ص 144).

(7)

احتج من قرأ بالياء أن ذلك لمناسبة {ومن الذين أشركوا} وما قبله وما بعده إلى يعملون (شرح طيبة النشر 504).

(8)

احتج من قرأ بكسر الجيم والراء من غير همز بأن {جبريل} اسم واحد على وزن قطمير، وقد جاء في الشعر حيث يقول حسان بن ثابت:

وجبريل رسول الله فينا

وروح القُدْسِ ليس له كفاء

(شرح طيبة النشر 4/ 51، حجة القراءات ص 107، المبسوط ص 133، النشر 2/ 219، السبعة ص 166، إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس 1/ 201، الحجة لابن خالويه 2/ 85).

ص: 130

بفتح الجيم، وكسر الراء من غير همز

(1)

. وقرأ شعبة بفتح الجيم والراء، وهمزة مكسورة

(2)

. وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف بفتح الجيم والراء، وهمزة مكسورة وبعدها ياء

(3)

. وإذا وقف حمزة سهل الهمزة.

قوله تعالى: {وَبُشْرَى} [97] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(4)

. وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(5)

، واختلف عن قالون بين الفتح والإمالة بين بين

(6)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَمِيكَالَ} [98] قرأ نافع، وأبو جعفر بهمزة مكسورة بعد الألف

(7)

.

وقرأ أبو عمرو، ويعقوب، وحفص بغير همز بعد الألف

(8)

. والباقون بهمزة مكسورة

(1)

قاله ابن الجزري:

جبريل فتح الجيم (د) م وهي ورا

احتج من قرأ بفتح الجيم بأن ذلك لغة، وروي عن ابن كثير أنه سمع رسول الله في المنام يقرأ:{جَبرِيْلَ ومِيكَائيلَ} فقال: فلا أزال أقرؤهما كذلك (شرح طيبة النشر 4/ 50، النشر 2/ 219، إتحاف فضلاء البشر ص 144، الإقناع 2/ 600، المبسوط ص 133).

(2)

فيصير النطق {جَبْرَئَيلَ} وقد اختلف عن شعبة في حذف الياء كقراءة حمزة والكسائي وخلف فروى العليمي عنه إثباتها، وروى يحيى بن آدم عنه حذفها وهذا هو المشهور من هذه الطرق.

(3)

فيصير النطق {جَبْرَئَيلَ} ، قال ابن الجزري:

فافتح وزد همزًا بكسر (صحبة)

كلا وحذف الياء خلف شعبة

واحتج هؤلاء بقوله: "إنما جبريل وميكائيل كقولك عبد الله وعبد الرحمن" جبر هو العبد، وإيل هو الله، فأضيف جبر إليه وبني فقيل جبرئيل (شرح طيبة النشر 4/ 50، حجة القراءات ص 107، الحجة لابن خالويه 2/ 76، النشر 2/ 219، السبعة ص 166، البحر المحيط 1/ 318، المبسوط ص 133).

(4)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري (انظر إتحاف فضلاء البشر ص 144).

(5)

هي من طريق الأزرق عن ورش فقط.

(6)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.

(7)

وكذلك قرأها قنبل من طريق ابن شنبوذ كقراءة نافع وأبي جعفر لكنه فتح الجيم في {جبريل} فتصير قراءته {وجبرائل وميكائِلَ} أما من رواية ابن مجاهد فقد قرأها بالياء، قاله ابن الجزري:

وميكائيل لا

يا بعد همز (ز) ن بخلف (ثـ) ق (أ) لا

(شرح طيبة النشر 4/ 52، النشر 2/ 219).

(8)

فيصير النطق {ومِيكَالَ} وهي لغة الحجازيين، واحتج هؤلاء بقوله حسان بن ثابت:

ويوم بدر لقيناكم لنا مدد

فيه مع النصر ميكال وجبريل =

ص: 131

بعد الألف، وبعد الهمزة ياء

(1)

، وإذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر

(2)

. وله

أيضًا إبدالها ياءً مع المد والقصر

(3)

.

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ} [البقرة: 101] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الجيم محضة

(4)

. والباقون بالفتح، و إذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر

(5)

، وله أيضًا إبدالها ألفًا مع المد والقصر

(6)

.

قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ} [البقرة: 101] قرأ الأصبهاني بتسهيل الهمزة في الوصل والوقف

(7)

، وحمزة في الوقف دون الوصل.

قوله تعالى: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} [البقرة: 102] قرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف بكسر النون بعد الكاف مخففة، ورفع نون "الشّيَاطين"

(8)

. والباقون

= (انظر حجة القراءات ص 108، إتحاف فضلاء البشر ص 144).

(1)

فيصير النطق {ومِيكَائِيلَ} وهولاء هم: حمزة والكسائي وخلف وشعبة بخلف عنه والبزي وقنبل من طريق ابن مجاهد، وابن عامر (إتحاف فضلاء البشر ص 144، الغاية ص 105، المبسوط ص 134).

(2)

إتحاف فضلاء البشر (ص 144).

(3)

الوجه غير مقروء به.

(4)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاء} و {جاء} و {زاد} {خاب} في طه 61 فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

(5)

قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحو {شركاؤنا} {جاءوا} فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة منه ومكسورها مما رسم فيه صورة الهمزة واوًا وياءً الإبدال بهما محضين مع المد والقصر وهو شاذ لا أصل له في العربية غير مقروء به (شرح طيبة النشر 2/ 391، 392).

(6)

هذا الوجه غير مقروء به.

(7)

وهذه قاعدة مطردة لورش من طريق الأصبهاني فهو يقرأ بتسهيل همزة {كأنهم} و {كأنك} و {كأن لم} في جميع القرآن (النشر 2/ 219، إتحاف فضلاء البشر ص 144، المهذب ص 67).

(8)

فيصير النطق {وَلَكِنِ الشّيَاطِينُ} وكذلك {ولَكِنِ اللهُ قتلهم} و {لَكِنِ اللهُ رمى} ولكن المخففة هي كلمة استدراك بعد نفي تقول: ما جاء عمرو ولكن زيد خرج، وقد احتج هؤلاء بأن العرب تجعل إعراب ما بعد لكن كإعراب ما قبلها في الجحد؛ فتقول: ما قام عمرو ولكن أخوك، قال ابن الجزري:

ولكن الحق وبعدا رفعه مع

أوِّلي الانفال كم فتي رتع

ولكن الناس شفا والبر منْ

كم أمَ

(حجة القراءات ص 108، شرح طيبة النشر 4/ 53، السبعة ص 168، المبسوط ص 134، النشر 2/ 219،=

ص: 132

بفتح النون. بعد الكاف. مشددة، ونصب نون "الشياطين"

(1)

.

قوله تعالى: {لَمَنِ اشْتَرَاهُ} [البقرة: 102] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(2)

. وقرأ ورش بين بين

(3)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} [البقرة: 102] قرأ أبو جعفر بإخفاء النون الساكنة عند الخاء.

{وَلَبِئْسَ مَا} [البقرة: 102] مقطوعة في المرسوم

(4)

.

قوله تعالى: {أَنْ يُنَزَّلَ} [البقرة: 105] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب بإسكان النون وتخفيف الزاي

(5)

. والباقون بفتح النون وتشديد الزاي

(6)

.

= التبصرة ص 427، الإقناع 2/ 601).

(1)

احتج من شدد النون بأن دخول الواو في {ولكنّ} يؤذن باستئناف الخبر بعدها، وأن العرب تؤثر تشديدها ونصب الأسماء وبعدها، ولكنّ المشددة هي كلمة تحقيق (حجة القراءات ص 109، إتحاف فضلاء البشر ص 144، الكشف من وجوه القراءات 1/ 257).

(2)

فيصير النطق {لِمَنِ اشْتَرِيهُ} وكذلك أمالها ابن ذكوان من طريق الصوري (انظر إتحاف فضلاء البشر ص 144).

(3)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق فقط.

(4)

هي ترسم بئس بمفردها وما بمفردها.

(5)

خفف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب زاي {تنزل} بعد إسكان نون المضارع بغير الهمز المضموم الأول المبني للفاعل أو المفعول حيث جاء في القرآن الكريم إلا ما خص مفصلًا نحو: {أن ينزّلَ الله} أو {أن تُنَزّلَ عليهم} و {نُنَزّلُ عليهم من السماء} فخرج بالمضارع الماضي نحو {ما نزّل الله} وبغير الهمز نحو: {سَأُنْزِلُ} وبالمضموم الأول نحو {وما ينزل من السماء} وأجمعوا على التشديد في قوله {وما نُنَزّلُهُ إلا بقدر معلوم} وانفرد ابن كثير بتخفيف الزاي في {يُنْزِلَ آية} وقرأ يعقوب {والله أعلم بما ينُزّلُ} بالنحل مشددًا، وقرأ ابن كثير {يُنزِلُ} و {تُنْزِلُ} و {نُنْزِلُ} بالتخفيف في جميع القرآن إلا في سورة الإسراء 82 {ونُنزّلُ من القرآن} والإسراء 93 {حتى تُنزّلَ عَلينا} فإنه يشددهما. قال ابن الجزري:

ينزل كلًا خف (حق)

لا الحجر والأنعام أن ينزل (د) ق

(انظر: المبسوط ص 132، 133، النشر 2/ 218، الغاية ص 104، شرح طيبة النشر 4/ 47).

(6)

احتج من قرأ بالتشديد بأن {نَزّلَ} و {أَنْزَلَ} لغتان وأن التشديد يدل على تكرير الفعل وقد ورد في القرآن الكريم في قوله {لولا نُزّلَتْ سورة فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} (حجة القراءات ص 106، وشرح طيبة النشر =

ص: 133

قوله تعالى: {مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 105] قرأ خلف - عن حمزة - بإدغام النون في الياء بغير غنة، والباقون بالغنة. وإذا وقف حمزة وهشام على "يشاء" أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر

(1)

. ولهما - أيضًا - تسهيلها مع المد والقصر والروم.

قوله تعالى: {* مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ} [البقرة: 106] قرأ ابن عامر بضم النون الأولى وكسر السين بخلاف عن هشام

(2)

. والباقون بفتح النون الأولى والسين

(3)

.

قوله تعالى: {أَوْ نُنْسِهَا} [البقرة: 106] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو بفتح النون الأولى، وفتح السين، وبعد السين همزة ساكنة

(4)

، ولم يبدلها أبو عمرو.

وقرأ الباقون بضم النون الأولى وكسر السين، ولا همزة بعدها

(5)

.

= 4/ 47، النشر 2/ 218، المهذب ص 64، التبصرة ص 425، زاد المسير 1/ 114).

(1)

فيصير النطق {مَن يَشَاا} .

(2)

قال ابن الجزري:

ننسخ ضم واكسر (مـ) ـن (لـ) ـسن

خلف

احتج ابن عامر لذلك بأن المعنى "ما ننسخك يا محمد" ثم حذف المفعول من النسخ ومعناه: ما آمرك بنسخها؛ أي بتركها، تقول: نسخت الكتاب وأنسخت غيري؛ أي حملته على النسخ، وهذا منه غير معروف فلا يجوز أن يكون أنسخت؛ بمعنى نسخت؛ إذ لم يسمع ذلك ولا يجوز أن تكون الهمزة للتعدي؛ لأن المعنى يتغير، ويصير المعنى: ما نسختك يا محمد من آية، وإنساخه إياها إنزالها عليه، فيصير المعنى: ما ننزل عليك من آية أو ننسخها نأت بخير منها، (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 257، النشر 2/ 219، شرح طيبة النشر 4/ 55، التيسير ص 76، السبعة ص 168، المبسوط ص 134، ابن القاصح ص 155).

(3)

وبه قرأ الداجوني عن أصحابه عن هشام، و {نَنْسَخْ} مضارع نسخ (انظر إتحاف فضلاء البشر ص 145، والنشر 2/ 220).

(4)

فيصير النطق {أو نَنْسَأْها} أي نؤخر حكمها، واحتج من قرأ بذلك؛ بأن ذلك من التأخير، فتأويله: ما ننسخ من آية فنبدل حكمها أو نؤخر تبديل حكمها فلا نبطله؛ نأت بخير منها ويكون المعنى: ما نرفع من آية أو نؤخرها فلا نرفعها، قال ابن الجزري:

كننسها بلا همز كفي

عدم ظبي

(شرح طيبة النشر 4/ 57، إتحاف فضلاء البشر ص 145، النشر 2/ 220، حجة القراءات ص 109).

(5)

وهي بمعنى الترك؛ أي نترك إنزالها، قال ابن عباس:{أو نُنْسِهَا} أو نتركها فلا نبدلها (إتحاف فضلاء البشر ص 145، حجة القراءات ص 110، النشر 2/ 220، شرح طيبة النشر 4/ 56، الغاية ص 105، التيسير ص 76، السبعة ص 76، المبسوط ص 134، الإقناع 2/ 601، والتبصرة ص 428).

ص: 134

قوله تعالى: {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 106] قرأ ورش بالمد والتوسُّط على الياء بين الشين والهمزة

(1)

، وسكت حمزة على الياء في الوصل بخلاف عن خلاد

(2)

وروى عن حمزة. أيضًا. المد كورش، قال ابن الجزري: وبعض خص مد شيء له مع حمزة.

وإذا وقف حمزة وهشام على "شيء"، فلهما أربعة أوجه:

الأول: الوقف على ياء ساكنة. الثاني: على ياء مكسورة كسرة خفيفة.

الثالث: على ياء ساكنة مشددة. الرابع: على ياء مكسورة مشددة. وباقي القراء - غير ورش - في الوقف بالمد أو بالتوسط أو بالقصر. وإذا وصل ورش "قديرًا" بما بعدها، رقق الراء على أصله.

قوله تعالى: {مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [البقرة: 107] قرأ خلف عن حمزة بإدغام النون والتنوين في الواو بغير غنة.

والباقون بالغنة.

قوله تعالى: {مُوسَى مِنْ قَبْلُ} قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(3)

، ونافع بالفتح والإمالة بين بين

(4)

، وأبو عمرو بين بين. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فَقَدْ ضَلَّ} [البقرة: 108] قرأ قالون، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بالإظهار. والباقون بالإدغام

(5)

.

(1)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق فقط.

(2)

المراد بالكسر هنا حركة الروم سواء كان في تحقيق الياء أو تشديدها.

(3)

أمال حمزة والكسائي وخلف ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله: وفتحهُ وما بياء رسمه وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه (النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(4)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق فقط وهو الذي رواه عنه الداني في التيسبر والمفردات وغيرهما (النشر 502).

(5)

اختلفوا في الدال من قد عند ثمانية أحرف عند الجيم والسين والشين والصاد والزاي والذال والظاء والضاد نحو قوله عز وجل {لقد جاءكم - لقد سمع - قد شغفها - ولقد صرفنا - ولقد ذرأنا - ولقد زينا - فقد ضل - فقد ظلم} فكان ابن كثير وقالون وعاصم يظهرون الدال عند ذلك كله وأدغم ورش في الضاد والظاء فقط =

ص: 135

قوله تعالى: {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ} [البقرة: 111] قرأ أبو جعفر بإسكان الياء وكسر الهاء

(1)

.

والباقون بتشديد الياء مع الضم، وضم الهاء.

قوله تعالى: {بَلَى} [البقرة: 112] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة، ونافع بالإمالة بين بين

(2)

، وبالفتح أيضًا. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَهُوَ مُحْسِنٌ} [البقرة: 112] قرأ أبو عمرو، وقالون، والكسائي، وأبو جعفر بإسكان الهاء

(3)

. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {فَلَهُ أَجْرُهُ} [البقرة: 112] حرف المد - هنا - بعد الهاء لفظي لا خطي وهم على مراتبهم في المد والقصر: فقالون، وأبو عمرو، ويعقوب في المنفصل بالمد والقصر.

= وأدغم ابن ذكوان في الزاي والذال والضاد والظاء في الأربعة لا غير وروى النقاش من الأخفش الإظهار عند الزاي وأظهر هشام {لقد ظلمك} في ص فقط، وأدغم الباقون الدال في الثمانية (التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1 ص 42).

(1)

يقرأ أبو جعفر باب الأماني وهو {إلا أمَانِيَ} و {تلك أمانِيْهم} و {ليس بأمَانِيِكُمْ ولا أَمَانِيْ أهل الكتاب} و {في أمُنِيَتِهِ} بتخفيف الياء فيهن مع إسكان الياء المرفوعة والمجرورة من ذلك وبتاء المنصوبة على إعرابها قبل التخفيف وهو على كسر الهاء من {أمانيهم} لكونها بعد ياء ساكنة. والأماني جمع أمنية، وهي أفعولة أصلها "أمنوية" اجتمعت ياء وواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء، وهي من منى إذا قدر، لأن المتمني يقدر في نفسه التشديد؛ لأن الياء الأولى في الجمع هي الواو التي كانت في المفرد التي أقلبت فيه ياء، فوجه القراءة التخفيف، جمعه على أفاعل ولم يعتد بحرف المد الذي في المفرد. قال ابن الجزري:

أمنية والرفع والجر اسكنا باب الأماني خففا

(ثـ) ـبت

(المبسوط ص 131، الغاية ص 103، شرح طيبة النشر 4/ 42، النشر 2/ 217، إتحاف فضلاء البشر ص 139).

(2)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق، وأمالها أيضًا شعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه، وبالفتح والتقليل أبو عمرو وصححهما عنه في النشر من روايتيه لكن قصر الخلاف على الدوري في طيبته (إتحاف فضلاء البشر ص 155).

(3)

سبق قريبًا (وانظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف من وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93).

ص: 136

وابن كثير، وأبو جعفر: بالقصر لا غير. والباقون بالمد لا غير، إلا ما روي عن هشام وحفص في قصر المنفصل على ضعف

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} [112] قرأ يعقوب بنصب الفاء من غير تنوين.

والباقون برفع الفاء مع التنوين

(2)

.

وضم الهاء من {عَلَيْهِمْ} : حمزة، ويعقوب

(3)

. ووصلها بواو في الوصل: ابن كثير، وأبو جعفر، وقالون بخلاف عنه

(4)

.

قوله تعالى: {وَسَعَى} [114] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(5)

، ونافع بالفتح، وبين اللفظين

(6)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا} [115] موصولة في المرسوم؛ فيقف على "فأينما"، ثم يبتدئ:"فأينما تولوا".

قوله تعالى: {وَاسِعٌ عَلِيمٌ} {وَقَالُوا اتَّخَذَ} [115، 116] قرأ ابن عامر بغير واو بعد

(1)

ليس في ذلك ضعف وقد أشار إلى ذلك ابن الجزري في طيبته:

........... وقصر المنفصل

(بـ) ـن (لـ) ـي (حما)(عـ) ـن خلفهم (د) اع (ثـ) مل

(2)

قرأ يعقوب بفتح الفاء وحذف التنوين على أن لا نافية للجنس تعمل عمل إن وهذه قراءة يعقوب في جميع القرآن (انظر: المبسوط ص: 129، وشرح طيبة النشر 4/ 20، والنشر 2/ 211، وإتحاف فضلاء البشر ص: 134).

(3)

قرأ يعقوب وحمزة {عَلَيهُم} و {إلَيهُم} و {لَدَيهُم} بضم كسر الهاء في الثلاث حال وصله ووقفه، ويفهمان من إطلاقه إذا كانت لجمع مذكر ولم يتلها ساكن علم مما يعد، قال ابن الجزري:

عليهمو إليهمو لديهمو

بضم كسر الهاء (ظ) ـبي (و) هم

(شرح طيبة النشر 2/ 52).

(4)

فيصير النطق {فلا خوف عَلَيْهمُو} وأبو جعفر وابن كثير يضمان كل ميم جمع في جميع القرآن نحو {عَلَيِهمُو} و {إلَيْهِمُو} و {ءَأَنْذَرْتَهُمُو} وأشباه ذلك، ونافع يخير في ذلك برواية إسماعيل وقالون (المبسوط ص 88، الإقناع 2/ 5959، التبصرة ص 251، النشر 1/ 272، السبعة ص 108).

(5)

سبق بيان ما في قبل عدة صفحات (وانظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(6)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق فقط وهو الذي رواه عنه الداني في التيسير والمفردات وغيرهما (النشر 2/ 50).

ص: 137

"عليم"؛ كما هو في مصحف الشام

(1)

. والباقون بـ"الواو" قبل القاف؛ كما هو في مصاحفهم

(2)

.

قوله تعالى: {وَإِذَا قَضَى} [117] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(3)

.

وقرأ نافع بالفتح، وبين اللفظين

(4)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {كُنْ فَيَكُونُ} {وَقَالَ} [117، 118] قرأ ابن عامر في الوصل بنصب النون بعد الواو

(5)

. والباقون بالرفع

(6)

.

قوله تعالى: {وَلَا تُسْأَلُ عَنْ} [119] قرأ نافع، ويعقوب بفتح التاء وجزم اللام نهيًا

(7)

.

(1)

احتج ابن عامر لقراءته بأن ذلك قصة مستأنفة غير متعلقة بما قبلها كما قال {وإذ قال موسى لقومه .. } ثم قال: {قالوا أتتخذنا هزوًا} قال ابن الجزري:

واوًا (كـ) ـسا

(شرح طيبة النشر 4/ 58، النشر 2/ 220، الغاية ص 106، الحجة لابن خالويه 2/ 88، السبعة ص 169، حجة القراءات ص 110).

(2)

احتج من قرأ بالواو بأنها عطف جملة على جملة، فعطف على ما قبله لأن الذين أخبر الله عنهم بمنع ذلك في المساجد والسس في خرابها هم الذين قالوا: اتخذ الله ولدًا، فوجب عطف آخر الكلام على أوله؛ لأنه كله إخبار عن النصارى (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 260، المبسوط ص 134، الغاية ص 106، النشر 2/ 220، التيسير ص 76، زاد المسير 1/ 135، التبصرة ص 428، الإقناع 2/ 601).

(3)

سبق قبل عدة صفحات (النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(4)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق فقط وهو الذي رواه عنه الداني في التيسير والمفردات وغيرهما (النشر 2/ 50).

(5)

فتكون القراءة {كُنْ فَيَكُونُ وَقَالَ} قال ابن الجزري:

فيكون فانصبا

رفعًا سوى الحق وقوله كبا

ووجه النصب: أنه اعتبرت صيغة الأمر المجرد حملًا عليه؛ فنصب المضارع بإضمار أن بعد الفاء قياسًا على جوابه (شرح طيبة النشر 4/ 59، النشر 2/ 220، إتحاف فضلاء البشر ص 146، السبعة ص 169، حجة القراءات ص 111، المبسوط ص 135).

(6)

قال الزجاج: رفعه من جهتين: إن شئت على العطف على {يقول} وإن شئت على الاستئناف، والمعنى: فهو يكون، واتفق على {يكونُ الحقّ} لأن معناه فكان، ورفع {فيكونُ قوله الحق} لأن معناه الإخبار عن القيامة وهو كائن لا محالة (شرح طيبة النشر 4/ 59، النشر 2/ 220، الغاية ص 106، الإقناع 2/ 602).

(7)

ووجه قراءة الجزم: أنه مبني للفاعل، وجزم بلا الناهية؛ إما حقيقة فيكون جوابًا؛ لقوله:"ليت شعري ما فُعِلَ بأبوي" أو مجازًا لتفخيم القصة كقولك لمن قال: كيف فلان: لا تَسَل عما جرى له، أي حل به أمر عظيم غير محصور؛ فيتضمن الجواب (شرح طيبة النشر 4/ 61 - 63، النشر 2/ 221، إتحاف فضلاء البشر =

ص: 138

والباقون بضم التاء ورفع اللام خبرًا

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَا النَّصَارَى} [120] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة. وقرأ ورش بين بين. واختلف عن قالون

(2)

. والباقون بالفتح. وأمال الألف بعد الصاد الدوري عن الكسائي.

قوله تعالى: {بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ} [120] قرأ حمزة، وابن ذكوان

(3)

وخلف بإمالة الألف بعد الجيم محضة. والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر.

قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ} [122] قرأ أبو جعفر بتسهيل الهمزة بعد الألف، وبعد الراء

(4)

. والباقون بالهمزة؛ هذا مع الوصل. و إذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ياء مع المد والقصر، وهم على مراتبهم في المد والقصر.

قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ} [124] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف {ابتلى} بالإمالة محضة. وقرأ نافع بالفتح والإمالة بين بين

(5)

. والباقون بالفتح.

وقرأ هشام {إبراهام} بألف بعد الهاء جميع ما في هذه السورة. واختلف عن ابن

= ص 146، المبسوط ص 135، الإقناع 2/ 602).

(1)

ووجه قراءة الرفع أنه مبني للمفعول بعد لا النافية وفيه مناسبة للأخبار المكتنفة، ومحل الجملة نصب حال خبر ليس (شرح طيبة النشر 604،) الكشف عن وجوه القراءات 1/ 262، التبصرة ص 429، الغاية ص 106).

(2)

قوله: اختلف عن قالون: هذا الخلاف لا يعتد به، فليس لقالون في هذا الباب إلا الفتح.

(3)

الإمالة لابن عامر كله، وجاء الخلف عن هشام وليس لابن ذكوان وحده كما ذكر المؤلف، وقول المؤلف: عن حمزة، وله أيضًا إبدالها ألفًا مع المد والقصر وليس بصحيح، قال ابن الجزري:

وشاء جاء لي خلفه فتي منا

(4)

فيصير النطق {إسْرايِيلَ} بتسهيل الهمزة مع المد والقصر لتغير السبب، وإذا قرئ له بالإشباع على طريق العراقيين كان له ثلاثة أوجه. واعلم أن كل حرف مد واقع قبل همز مغير يجوز فيه المد والقصر؛ فالمد لعدم الاعتداد بالعارض وهو التسهيل، والقصر اعتدادًا بالعارض، قال ابن الجزري:

والمد أولى ان تغير السبب

وبقي الأثر أو فاقصر أحب

(انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 134).

(5)

التقليل لورش من طريق الأزرق، وليس للشيخ كله كما ذكر المؤلف.

ص: 139

ذكوان في هذه السورة: فقرأ بالألف، وقرأ بالياء

(1)

. والباقون بالياء. وجميع ما في هذه السورة خمسة عشر موضعًا.

قوله تعالى: {فَأَتَمَّهُنَّ} [124] إذا وقف حمزة سهل الهمزة وحققها. والباقون بالتحقيق، وإذا وقف يعقوب ألحق النون بهاء السكت

(2)

.

قوله تعالى: {عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [124] أسكنها في الوصل حمزة، وحفص، وإذا سكنت سقطت؛ لالتقاء الساكنين، وفتحها بالباقون

(3)

.

قوله تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا} [125] قرأ أبو عمرو، وهشام بإدغام الذال في الجيم

(4)

. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {وَاتَّخِذُوا} [125] قرأ نافع، وابن عامر بفتح الخاء خبرًا. وقرأ الباقون بكسرها أمرًا.

قوله تعالى: {مُصَلًّى} [125] قرأ ورش بتغليظ اللام في الوصل

(5)

، ورققها الباقون، وأما في الوقف: فإن فتح ورش غلظ

(6)

، وإن أمال بين بين رقق. وأمال حمزة، والكسائي، وخلف في الوقف محضة

(7)

، ونافع بالفتح وبين

(1)

جميع لفظ {إبراهيم} قرأه ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان في ثلاثة وثلاثين موضعًا بالألف مكان الياء.

(2)

فيصير النطق {فأتمَّهنه} سبق له شاهد.

(3)

فيصير النطق {عهديَ} .

(4)

فيصير النطق {وَإجْعَلنَا} وهذه قاعدة مطردة في القرآن الكريم؛ أن أبا عمرو وهشامًا يقرآن بإدغام ذال إذ في الجيم قولًا واحدًا، وأن الباقين يقرأون بإظهارها، قال ابن الجزري:

إذ في الصفير وتجد أدغم (حـ) ـلا (لـ) ـي

ووجه الإظهار انه الأصل، ووجه الإدغام التشارك في بعض المخرج، ووجه الإظهار بعد المخرج، ووجه التفرقة الجمع بين اللغات (شرح طيبة النشر 3/ 3، 4).

(5)

هو ورش من طريق الأزرق فقط، وقاعدته: هي أن كل لام مفتوحة وقبلها حرف الطاء أو الظاء أو الصاد؛ فورش من طريق الأزرق يغلظ هذه اللام بشرط فتح هذه الحروف أو سكونها، سبق له شاهد.

(6)

غلظ ورش اللام من طريق الأزرق وذلك لمناسبة حروف الاستعلاء، وقاعدته: هي أن كل لام مفتوحة وقبلها حرف الطاء أو الظاء أو الصاد؛ فورش من طريق الأزرق يغلظ هذه اللام بشرط فتح هذه الحروف أو سكونها. (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 127، والمهذب ص: 46).

(7)

سبق قريبًا.

ص: 140

اللفظين

(1)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ} [125] قرأ نافع، وأبو جعفر، وهشام، وحفص في الوصل بفتح الياء. والباقون بالإسكان، وفي الوقف الجميع بإسكان الياء.

قوله تعالى: {مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ} {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ} [125]، {إِبْرَاهِيمَ} [125]{إِبْرَاهِيمُ} [126]، {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ} [127]، {عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ} [130]، {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ} [132]، {قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ} [135]، {إِلَى إِبْرَاهِيمَ} [136]، {إِنَّ إِبْرَاهِيم} [140]، قرأ هشام بالألف بعد الهاء، وابن ذكوان بالألف وبالياء أيضًا

(2)

. والباقون بالياء.

قوله تعالى: {فَأُمَتِّعُهُ} [126] قرأ ابن عامر بإسكان الميم وتخفيف التاء الفوقية

(3)

.

وقرأ الباقون بفتح الميم وتشديد التاء الفوقية.

قوله تعالى: {وَأَرِنَا} [128]، قرأ ابن كثير، ويعقوب، وأبو عمرو - بخلاف عنه - بإسكان الراء. وروي عن الدوري، عن اليزيدي، عنه: باختلاس الكسرة. والباقون بكسر الراء.

قوله تعالى: {وَابْعَثْ فِيهِمْ} [129] قرأ يعقوب بضم الهاء

(4)

.

قوله تعالى: {وَوَصَّى بِهَا} [132] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر بين الواوين بهمزة مفتوحة

(5)

. والباقون بواوين مفتوحين ليس بينهما همزة. وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف

(1)

ورش من طريق الأزرق فقط؛ وليس لقالون إلا الفتح.

(2)

جميع لفظ {إِبْرَاهِيمُ} قرأه ابن عامر بخلف من ابن ذكوان في ثلاثة وثلاثين موضعًا بالألف مكان الياء، قال ابن الجزري:

ويقرأ إبراهام ذي مع سورته

إلى قوله: ماز الخلف لا

(3)

قال ابن الجزري: وخف أمتعه (كـ) ــم

(4)

قرأ حمزة {عَلَيْهِمْ} و [اليهُم] و [لديهُم] يضم الهاء في هذه الأحرف الثلاثة فقط في القرآن الكريم كله، أما يعقوب فقد قرأها بمشتقانها مثل:[عليهُما] و [إليهُما] و [عليهُن] و [فيهُن] و {فِيهُمْ} وكل ما أشبه ذلك من هاء قبلها ياء ساكنة في جميع القرآن بضم الهاء (انظر: المبسوط في القراءات العشر ص 87) سبق شاهده.

(5)

فيصير النطق [وأوصى] قال ابن الجزرى: أوصي بوصيتي عم

ص: 141

بالإمالة محضة، وقرأ نافع بالفتح والإمالة بين بين

(1)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ} [133] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة كالياء بعد تحقيق الهمزة الأولى المفتوحة

(2)

. وقرأ الباقون بتحقيقها. وإذا وقف حمزة وهشام على الأولى أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.

قوله تعالى: {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [133] قرأ أبو عمرو، ويعقوب بإدغام النون في اللام بخلاف عنهما. ولهما - أيضًا - الإشمام.

قوله تعالى: {وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى} [136] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بإمالتها محضة

(3)

. وقرأ نافع بالفتح والإمالة بين بين

(4)

. وقرأ أبو عمرو بالإمالة بين بين. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى} [136]، قرأ نافع بالهمز، وورش على أصله بالمد والتوسط والقصر

(5)

. والباقون بالياء من غير همز.

قوله تعالى: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [137]، {وَهُوَ رَبُّنَا} [139]، قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر بإسكان الهاء

(6)

. والباقون بالضم.

(1)

سبق قريبًا.

(2)

هذه قاعدة مطردة وهي أن نافعًا وابن كثير وأبا عمرو وأبا جعفر ورويسًا يقرأون بتسهيل الهمزة الثاية المكسورة بينها وبين الياء قولًا واحدًا، وذلك إذا كانت الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، قال ابن الجزري:

وعند الاختلاف الاخرى سهلن

حرم حوى غنا

(انظر: شرح طيبة النشر 2/ 264 - 266، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين 1/ 382، المبسوط ص: 42، 43).

(3)

سبق قريبًا (وانظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(4)

هي قراءة الأزرق (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 137).

(5)

قرأ بالهمز نافع وورش على أصله بالمد؛ أي في المد المتصل؛ فورش له ست حركات، وقالون أربع حركات، وله ثلاث حركات من الطيبة، وأما البدل عن طريق الأزرق ففيه ثلاثة أوجه: القصر والتوسط والمد.

(6)

سبق حكم هذه القراءة قبل عدة صفحات (وانظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93 سبق له شاهد).

ص: 142

قوله تعالى: {أَمْ تَقُولُونَ} [140]، قرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف، وحفص، ورويس بالتاء الفوقية على الخطاب. وقرأ الباقون بالياء التحتية على الغيبة.

قوله تعالى: {قُلْ أَأَنْتُمْ} [140] قرأ قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر بتسهيل الثانية، وإدخال ألف بينها وبين همزة الاستفهام

(1)

. وقرأ ورش، وابن كثير، ورويس بتسهيل الثانية من غير إدخال ألف بينهما. ولورش أيضًا. إبدال الثانية ألفًا. وقرأ هشام بوجهين:

أحدهما: التحقيق مع إدخال الألف بينهما. والثاني: تسهيل الثانية مع الإدخال.

والباقون بتحقيقها من غير إدخال. وإذا وقف حمزة حقق الثانية وسهلها أيضًا؛ لأنه متوسط بزائد، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا كورش

(2)

.

قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ} [140]، غلظ ورش اللام بعد الظاء

(3)

.

والباقون بالترقيق.

قوله تعالى: {عَمَّا تَعْمَلُونَ} [140]{تِلْكَ أُمَّةٌ} [141] اتفقوا على القراءة بالخطاب هنا؛ لأنّها بعد {قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ} [140].

قوله تعالى: {مِنَ النَّاسِ} [142] قرأ أبو عمرو بإمالة {النَّاسِ} محضة، بخلاف عنه

(4)

.

وقرأ الباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي} [142] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة

(1)

فمن قرأ بالإدخال وهو إدخال ألف بين الهمزتين وهم: قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام بخلف عنه، قال ابن الجزري:

والمد قبل الفتح والكسر حجر

(بـ) ــن (ثـ) ــق له الخلف وقبل الضم ثر

(2)

قول المؤلف: وله إبدالها ألفًا في الوقف كورش: هذا غير مقروء به، ولا يصح من ناحية الأداء؛ لأنه لم ترد به الرواية.

(3)

وصوابه أن تغليظ اللام عن ورش من طريق الأزرق إذا جاء قبلها ظاء مثل: {ومن أظلم، وإذا أظلم، ولا يظلمون، فيظللن} (انظر النشر 2/ 113 وشرح النويري على طيبة النشر 3/ 197، 198).

(4)

الإمالة ليست لأبي عمرو كله، ولكنها من رواية الدوري فقط.

ص: 143

محضة. وقرأ نافع بالفتح والإمالة بين بين

(1)

. والباقون بالفتح. وقرأ حمزة والكسائي وخلف في الوصل بضم الهاء والميم. وقرأ أبو عمرو، ويعقوب بكسر الهاء والميم. والباقون بكسر الهاء وضم الميم.

قوله تعالى: {مَنْ يَشَاءُ إِلَى} [142] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتحقيق الهمزة الأولى المضمومة، وتسهيل الثانية المكسورة كالياء، ولهم - أيضًا - إبدالها واوًا خالصة مكسورة

(2)

. وقرأ الباقون بتحقيقها، وهم على مراتبهم في المد. وإذا وقف حمزة وهشام على الأولى أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر، ولهما أيضًا - تسهيلها مع المد والقصر والروم.

قوله تعالى: {إِلَى صِرَاطٍ} [142] قرأ قنبل ورويس بالسين

(3)

، وقرأ خلف عن حمزة بإشمامها كالزاي

(4)

. والباقون بالصاد الخالصة.

(1)

ما ذكره المؤلف لنافع من الإمالة غير صحيح ولا يقرأ به إلا بالفتح، وأما {قِبْلَتِهِمُ الَّتِي} فقاعدتها: أن كل ميم جمع قبلها هاء ضمير؛ فالقراء على ثلاثة مذاهب: الأول: لأبي عمرو ويعقوب يقرؤون بكسر الهاء والميم {قِبْلَتِهِمُ الَّتِي} . الثاني: حمزة والكسائي وخلف البزار بضم الهاء والميم {قِبْلَتِهِمُ الَّتِي} . الثالث: للباقين يقرؤون بكسر الهاء وضم الميم {قِبْلَتِهِمُ الَّتِي} هذه مذاهب القراء في هذا وأمثاله في جميع القرآن.

(2)

هذه قاعدة مطردة وهي أن نافعًا وابن كثير وأبا عمرو وأبا جعفر ورويسًا يقرؤون بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة بينها وبين الياء قولًا واحدًا، وذلك إذا كانت الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، قال ابن الجزري:

وعند الاختلاف الاخرى سهلن

حرم حوى غنا

(انظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص: 42، 43).

(3)

الصراط والسراط: بمعنى واحد ولكلّ ممن قرأ بالسين أو الصاد حجته، فمن قرأ بالسين قال: إن السين هي أصل الكلمة، أما من قرأ بالصاد فقال: إنها أخف على اللسان؛ لأن الصاد حرف مطبق كالطاء فيتقاربان وتحسنان في السمع، والسين حرف مهموس؛ فهو أبعد من الطاء (انظر: شرح النويري على طيبة النشر 2/ 47، 48، الحجة لابن خالويه 1/ 36، 37، حجة القراءات لابن زنجلة ص 80).

(4)

أي أن خلف عن حمزة قرأ بالصاد المشمة صوت الزاي حيث وقعا، وحجته في ذلك أنه لما رأى الصاد فيها مخالفة للطاء في الجهر؛ لأن الصاد حرف مهموس والطاء مجهور أشم الصاد لفظ الزاي للجهر الذي فيها؛ فصار قبل الطاء حرف يشابهها في الإطباق وفي الجهر (انظر الكشف من وجوه القراءات 1/ 34) سبق شاهده في الفاتحة.

ص: 144

قوله تعالى: {لَرَءُوفٌ} [143] قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وحفص وأبو جعفر بواو بعد الهمزة لفظية. وقرأ الباقون بغير واو بعد الهمزة

(1)

، وسهل أبو جعفر الهمزة من "رءوف"، بخلاف عنه. وورش على أصله في "رءوف" بالمد، والتوسط، والقصر.

قوله تعالى: {عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) وَلَئِنْ} [144، 145] قرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وروح بالتاء الفوقية على الخطاب

(2)

. وقرأ الباقون بالياء التحتية على الغيبة

(3)

.

قوله تعالى: {هُوَ مُوَلِّيهَا} [148] قرأ ابن عامر بألف بعد اللام المفتوحة، أي: مصروف إليها. والباقون بكسر اللام، وبعدها ياء ساكنة، أي: مستقبلها.

قوله تعالى: {أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ} [148]"أين" هنا مقطوعة في المرسوم؛ فيقف عليها "أين"، ثم يصل "أين ما تكونوا".

قوله تعالى: {بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ} [149، 150] قرأ أبو عمرو بالياء التحتية على الغيبة. وقرأ الباقون بالتاء الفوقية على الخطاب.

قوله تعالى: {لِئَلَّا يَكُونَ} [150] قرأ ورش - عن طريق الأزرق - الياء بعد اللام وقفًا ووصلًا. وقرأ حمزة هكذا في الوقف دون الوصل. والباقون بالهمزة المفتوحة بعد اللام [المكسورة] وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي} [150] الياء هنا ثابتة بعد النون في المرسوم، فيقف عليها بالياء، ويصلها بالياء؛ لموافقة المرسوم.

(1)

فيصير النطق {لَرَءُوفٌ} وهذه قاعدة مطردة في جميع القرآن، قال ابن الجزري:

و (صحبة)(حـ) ــما رؤف فاقصر

وإذا وقف حمزة على هذا اللفظ فليس له إلا التسهيل قولًا واحدًا.

(2)

وحجة من قرأ بالخطاب حمله على ما تقدم من الخطاب فلما تكرر الخطاب حمل عليه (شرح طيبة النشر 4/ 41، النشر 2/ 212، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 253).

(3)

قال ابن الجزري:

ما يعملون (د) م وثانٍ (إ) ذ (صفا)

(ظ) ـــل (د) نا

(شرح طيبة النشر 4/ 41، الكشف من وجوه القراءات 1/ 253).

ص: 145

قوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [152] قرأ ابن كثير بفتح الياء

(1)

. والباقون بالسكون.

(1)

اختلف القراء في خمسة وثلاثين موضعًا؛ فقرأ نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بفتح سبع ياءات من ذلك وهي {مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ} [الكهف: 102] و {إِنِّي أَرَانِي} الأولان بيوسف الآية 36 و {يَأْذَنَ لِي أَبِي} فيها {اجْعَلْ لِي آيَةً} بآل عمران الآية 41 ومريم الآية 10 و {ضَيْفِي أَلَيْسَ} بهود الآية 78، وقرأ هؤلاء بفتح {وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي} بطه الآية 26، وقرأ ابن كثير وورش من طريق الأصبهاني بفتح {ذَرُونِي أَقْتُلْ} بغافر الآية 26، وقرأ نافع والبزي وأبو عمرو وكذا أبو جعفر {إِنِّي أَرَاكُمْ} بهود الآية 84، و {وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ} بهود الآية 29 والأحقاف الآية 23 بالفتح، وقرأ هولاء بفتح {تَحْتِي أَفَلَا} بالزخرف الآية 51، وقرأ نافع وابن كثير وكذا أبو جعفر بفتح {لَيَحْزُنُنِي أَنْ} بيوسف الآية 13 و {حَشَرْتَنِي أَعْمَى} بطه الآية 125 {تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ} بالزمر الآية 64 {أَتَعِدَانِنِي أَنْ} بالأحقاف الآية 17، وقرأ نافع وكذا أبو جعفر بالفتح في {سَبِيلِي أَدْعُو} بيوسف الآية 108 و {لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ} النمل الآية 40، وقرأ ابن كثيرًا {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} بالطول الآية 60 بالفتح وقرأ أيضا بالفتح {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} البقرة الآية 152، وقرأ ورش من طريق الأزرق والبزي بفتح {أَوْزِعْنِي أَنْ} بالنمل الآية 19 والاحقاف الآية 15، وقرأ نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بفتح {عِنْدِي أَوَلَمْ} بالقصص الآية 78، واختلف فيها عن ابن كثير فروى جمهور المغاربة والمصريين عنه الفتح من روايتيه وقطع جمهور العراقيين للبزي بالإسكان ولقنبل بالفتح والإسكان لقنبل من هذه الطرق عزيز لكن رواه عنه جماعة وأطلق الخلاف عن ابن كثير الشاطبي والصفراوي وغيرهما وكذا في الطيبة قال في النشر: وكلاهما صحيح عنه غير أن الفتح عن البزي ليس من طرق الشاطبية والتيسير وكذا الإسكان عن قنبل انتهى، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وكدا أبو جعفر بفتح {لَعَلِّي} بيوسف الآية 46 وطه الآية 10 والمؤمنون الآية 100 وموضعي القصص الآية 29 وغافر الآية 36، وقرا هؤلاء وحفص بفتح {مَعِيَ} بالتوبة الآية 83 والملك الآية 28، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وكذا أبو جعفر بفتح {مَا لِي أَدْعُوكُمْ} بغافر الآية 41 لكن بخلف عن ابن ذكوان فالصوري عنه كذلك والأخفش بالإسكان، وقرأ هؤلاء بفتح {أَرَهْطِي أَعَزُّ} بهود الآية 92 لكن بخلف عن هشام والوجهان صحيحان عنه لكن الفتح أشهر وأكثر، قال ابن الجزري:

واجعل ضيفي دوني يسرلي ولي .... يوسف إني أولاها (حـ) ــلل

(مدا) وهم والبز لكني أرى

تحتي مع أني أراكم و (د) رى

ادعوني واذكروني ثم المدني

والمك قل حشرتني ويحزنني

مع تأمروني تعدانني و (مدا)

يبلوني سبيلي (ا) تل (ثـ) ق (هـ) ــدى

فطرني وفتح أوزعني (جـ) لا

(هـ) ـــوى وباقي الباب (حرم)(حـ) ــملا

وافق فق معي (عـ) ــلا (كـ) ـــفؤ وما

لي (لـ) ــذ (مـ) ــن الخلف لعلي (كـ) ــرما

رهطي (مـ) ـــن (لـ) ــي الخلف عندي

(د) ونا خلف وعن كلهم تسكنا

ترحمني تفتني اتبعن أرني

(شرح طيبة النشر 3/ 264 - 271، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 145).

ص: 146

قوله تعالى: {وَلَا تَكْفُرُونِ} [152] أثبتها يعقوب وقفًا ووصلًا، وحذفها الباقون وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا} [158] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب بالياء التحتية، وتشديد الطاء، وإسكان العين

(1)

. وقرأ الباقون بالتاء الفوقية، وتخفيف الطاء، وفتح العين.

قوله تعالى: {وَالْهُدَى} [159] قرأ حمزة، والكسائي وخلف بالإمالة محضة

(2)

.

وقرأ نافع بالفتح والإمالة بين بين

(3)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {لِلنَّاسِ} [159]{وَمِنَ النَّاسِ} [165] قرأ أبو عمرو بالإمالة محضة بخلاف عنه

(4)

. والباقون بالفتح.

(1)

فيصير النطق [يطّوّع] قال ابن الجزري:

تطوع التايا وشدد مسكنًا

ظبي شفا الثاني شفا

(2)

هناك قاعدة مطردة، وهي أن حمزة والكسائي وخلف البزار أمالوا جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها علي وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:

وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه

وفتحهُ وما بياء رسمه

ويندرج تحت قوله "وما بياء رسمه"{موسى} و {عيسى} و {يحيى} كما أمال الثلاثة كل ألف منقلبة عن ياء حيث وقعت في القرآن الكريم سواء كانت في الرسم أو فعل كموسى وعيسى ويحيى والأشقى والهدى، وأتى، وسعى إلخ وتعرف ذوات الياء من الأسماء بالتثنية، ومن الأفعال برد الفعل، وقد شاركهم أبو عمرو فيما كان على وزن فعلى مثلثة الفاء فأمالها إمالة صغرى بين بين (النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55،56).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ــف

وما به ها غير ذي الراي ختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

(4)

اختلف عن دوري أبي عمرو في {الناس} المجرورة فروى إمالتها أبو طاهر عن أبي الزعراء عنه، وهو الذي في التيسير، وذكر أنه إذا أسند رواية الدوري فيه عن عبد العزيز عند قراءته على أبي طاهر في قراءة أبى عمرو بإمالة فتح النون في موضعي الجر حيث وقع ذلك صريح في أن ذلك من رواية الدوري وبه كان يأخذ الشاطبي في هذه الرواية، وهي رواية جماعة من أصحاب اليزيدي عنه عن أبي عمرو، واختار الداني هذه الرواية فقال في الجامع: واختياري في قراءة أبي عمرو من طريق أهل العراق الإمالة المحضة وبذلك قرأت =

ص: 147

قوله تعالى: {وَأَصْلَحُوا} [160] قرأ ورش بتغليظ اللام

(1)

. والباقون بالترقيق.

قوله تعالى: {أَتُوبُ عَلَيْهِمْ} [160] وكذا: {عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ} [161] قرأ حمزة، ويعقوب بضم الهاء

(2)

. والباقون بالكسر

(3)

.

قوله تعالى: {وَالنَّهَارِ} [164] قرأ أبو عمرو، والدوري. عن الكسائي. بالإمالة محضة. وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(4)

. والباقون بالفتح. واختلف عن قالون

(5)

، وحمزة بين الفتح والإمالة بين بين.

قوله تعالى: {فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ} [164] قرأ الكسائي بالإمالة محضة

(6)

.....

= على الفارس على أبي طاهر وبه أخذ، وكان ابن مجاهد يقرئ بإخلاص الفتح في جميع الأحوال، وأظن ذلك منه اختيارًا واستحسانًا في مذهب أبي عمرو، وترك لأجله ما قرأه على الموثوق به من أئمته؛ إذ قد فعل ذلك في غير ما حرف. قال ابن الجزري:

الناس بجر (ط) ــيب خلفًا

(شرح طيبة النشر 3/ 121، 122، إتحاف فضلاء البشر ص 140، ص 237).

(1)

هو ورش من طريق الأزرق فقط، وقاعدته: هي أن كل لام مفتوحة وقبلها حرف الطاء أو الظاء أو الصاد؛ فورش من طريق الأزرق يغلظ هذه اللام بشرط فتح هذه الحروف أو سكونها.

(2)

وقد قرأ حمزة {عليهُم} و {إليهُم} و {لديهُم} يضم الهاء في هذه الأحرف الثلاثة فقط في القرآن الكريم كله، أما يعقوب فقد قرأها بمشتقاتها مثل:{عليهُما} و {إليهُما} و {عليهُن} و {فيهُن} و {فيهُم} وكل ما أشبه ذلك من هاء قبلها ياء ساكنة في جميع القرآن بضم الهاء (انظر: المبسوط في القراءات العشر ص 87).

(3)

والباقون كانوا يكسرون الهاء ويسكنون الميم، فإذا لقي الميم حرف ساكن اختلفوا؛ فقرأ أبو عمرو بكسر الهاء والميم والباقون يكسرون الهاء ويضمون الميم (انظر الحجة لابن خالويه 1/ 43، والنشر 1/ 272، والمبسوط ص: 88، وشرح طيبة النشر للنويري 2/ 53).

(4)

هو من طريق الأزرق فقط.

(5)

ما ذكر عن قالون كلام غير صحيح ولا يقرأ به.

(6)

اختص الكسائي دون حمزة وخلف بإمالة [أحياكم - فأحياكم - أحياها) حيث وقع إذا لم يكن مسبوقًا بالواو نحو {فأحياكم} ، أما المسبوق بالواو وسواء كان ماضيًا أم مضارعًا؛ فيتفق الثلاثة على إمالته نحو {أَمَاتَ وَأَحْيَا} ، نسق بالفاء، وبإمالة "خطايا" حيث وقع، وبإمالة {حَقَّ تُقَاتِهِ} في آل عمران، و {قَدْ هَدَانَ} في الأنعام، و {مَنْ عَصَانِي} في إبراهيم، و {أَنْسَانِيهُ} في الكهف، و {آتَانِيَ الْكِتَابَ} في مريم، و {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ} ، فيها، و {آتَانِيَ اللَّهُ} في النمل، و {مَحْيَاهُمْ} في الجاثية، و (دحاها - طحاها - تلاها) و {سَجَى} ، قال ابن الجزري: =

ص: 148

وقرأ نافع بالفتح والإمالة بين بين

(1)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ} [164] قرأ حمزة، والكسائي وخلف بغير ألف بعد الياء التحتية على الإفراد. وقرأ الباقون بالألف على الجمع

(2)

.

قوله تعالى: {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} [165] قرأ نافع، وابن عامر، ويعقوب، وابن وردان. بخلاف عنه. بالتاء الفوقية على الخطاب

(3)

. والباقون بالياء التحتية على الغيبة.

= ........................

أحيا بلا واو وعنه ميل

محياهمو تلا خطايا ودحا

تقاته مرضاة كيف جا (طـ) ــحا

(النشر 2/ 37، شرح طيبة النشر 3/ 65، 66).

(1)

هذه قاعدة مطردة، وهي أن الكسائي يميل هذا اللفظ دائمًا وكيف كان، وأن حمزة لا يميله إلا إذا سبق بحرف الواو فقط، ويقلله ورش عن نافع من طريق الأزرق، وليس لقالون إلا الفتح فقط، قال الشاطبي: ولكن أحيا عنهما بعد واوه، وقال ابن الجزري:

وعلى بلا واو وعنه ميل

(2)

اختلف في قراءة لفظ {الرِّيَاحَ} في القرآن الكريم؛ فقرأ حمزة وخلف {الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} في الحجر بالتوحيد وقرأ ابن كثير، وحمزة والكسائي وخلف {يُرْسِلُ الرِّيَاحَ} بالأعراف وثاني الروم، والنمل، و {أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} بفاطر بالتوحيد أيضًا، وكذا قرأ ابن كثير لفظ {أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} في الفرقان، وقرأ نافع وأبو جعفر {اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ} في إبراهيم، و {يُسْكِنِ الرِّيحَ} بالشورى بالجمع فيهما، وقرأ أبو جعفر أيضًا {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ} بص، و {لِسُلَيْمَانَ الرِّيح} بالأنبياء، و {قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ} بالإسراء، و {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ} بسبأ واختلف عنه في {أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ} فروى ابن مهران وغيره من طريق ابن شبيب عن الفضل عن ابن وردان بالجمع وكذلك روى الجوهري والمغازلي من طريق الهاشمي عن إسماعيل عن ابن جماز كلاهما عنه بالجمع، واتفق الجميع على قراءة {الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} أول الروم بالجمع، وتوحيد (الريح العقيم) بالذاريات، وحجتهم في الجمع: أن الواحد يدل على الجنس فهو أعم كما تقول: كثر الدرهم والدينار في أيدي الناس إنما تريد هذا الجنس، قال الكسائي: والعرب تقول جاءت الريح من كل مكان فلو كانت ريحًا واحدة جاءت من مكان واحد فقولهم من كل مكان وقد وحدوها تدل على أن بالتوحيد معنى الجمع، قال ابن الجزري:

والريح هم

كالكهف مع جاثية توحيدهم

حجر (فتى) الأعراف ثاني الروم مع

فاطر نمل (د) م (شفا) الفرقان (د) ع

واجمع بإبراهيم شورى (إ) ذ (ثـ) نا

وصاد الاسرى الانبياء سبا (ثـ) ـنا

(شرح طيبة النشر 4/ 76، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1 / ص 118، السبعة ص 173).

(3)

فيصير النطق {وَلَوْ تَرَى} قال ابن الجزري:

ترى الخطاب ظل

إذ كم خلا خلف

ص: 149

وأمال السوسي الألف بعد الراء في الوصل، بخلاف عنه. والباقون بالفتح. وأما في الوقف: فأمال محضة: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف وورش بين بين

(1)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ} [165] قرأ ابن عامر بضم الياء

(2)

. والباقون بفتحها.

قوله تعالى: {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} [165] قرأ أبو جعفر، ويعقوب بكسر الهمزة فيهما

(3)

.

والباقون بفتح الهمزة فيهما.

قوله تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ} [166] قرأ نافع، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب وابن ذكوان بإظهار الذال عند التاء. واختلف عن رويس.

والباقون بالإدغام

(4)

.

قوله تعالى: {بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [166] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف في الوصل بضم الهاء والميم. وقرأ أبو عمرو، ويعقوب بكسر الهاء والميم.

والباقون بكسر الهاء، وضم الميم.

قوله تعالى: {يُرِيهِمُ اللَّهُ} [167] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب بضم الهاء والميم، وأبو عمرو بكسر الهاء والميم. والباقون بكسر الهاء وضم الميم، وضم الهاء من

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(2)

فيصير النطق {يَرَوْنَ} قال الناظم:

يرون الضم كل

(3)

فيصير النطق {إنّ} .

(4)

فيصير النطق {إِتّبرأَ} قال ابن الجزري:

إذ في الصفير ونجد أدغم (حـ) ـــلا

لي وبغير الجيم قاض رتلا

والخلف في الدال مصيب وفتى

قد وصل الإدغام في دال وتا

وهذه قاعدة مطردة: أن ذال إذ تدغم في التاء قولًا واحدًا لأبي عمرو وهشام وحمزة وخلف البزار والكسائي، وقرأها الباقون بالإظهار (إتحاف فضلاء البشر ص 129).

ص: 150

{عَلَيْهِمْ} [167] حمزة، ويعقوب

(1)

. وكسرها الباقون.

قوله تعالى: {مِنَ النَّار} [167] قرأ أبو عمرو، والدوري عن الكسائي بالإمالة محضةً

(2)

. وقرأ ورش بين اللفظين

(3)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {خُطُوَاتِ} [168] قرأ نافع، وأبو عمرو، وحمزة، وخلف، وأبو بكر بإسكان الطاء. واختلف عن البزّي

(4)

. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ} [169] قرأ أبو عمرو بإسكان الراء، وروي عن الدوري، عنه. أيضًا. اختلاس الضمة

(5)

. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ} [170] أدغم أبو عمرو، ويعقوب اللام في اللام، بخلاف عنهما

(6)

. وقرأ بضم القاف هشام، والكسائي،

(1)

سبق قريبًا.

(2)

يميل أبو عمرو والكسائي من طريق الدوري كل ألف بعده راء مجرورة في الأسماء سواء كانت الألف أصلية أم زائدة ووجه الإمالة مناسبة الكسرة، واعتبرت الكسرة على الراء لمناسبة الإمالة والترقيق والتدقيق، واشترط تطرف الراء للقرب (شرح طيبة النشر 3/ 100، التيسير ص 51، النشر 2/ 54، الغاية ص 90. قال ابن الجزري في الطيبة:

والألفات قبل كسر را طرفٍ

كالدار نارٍ حُز تفُز منه اختُلِف

وهذه قاعدة مطردة في جميع القرآن وهي: أن كل ألفٍ قبلَ راءٍ مكسورة متطرفة فإن أبا عمرو والدوري عن الكسائي يقرآنها بالإمالة المحضة، وورش بالإمالة الصغرى، وباقي القراء يقرءونها بالفتح قولًا واحدًا.

(شرح طيبة النشر 3/ 98 - 100، النشر 2/ 55).

(3)

روي ذلك من طريق الأزرق عن ورش جميع الباب بين بين (انظر النشر 2/ 55، الإقناع 1/ 273).

(4)

هذه قاعدة مطردة في كل القرآن لمن ذكرهم المؤلف، قال ابن الجزري:

خطوات إذ هو خلف (صـ) ـــــف (فـ) ـــــتى (حـ) فا

(5)

سبق قريبًا.

(6)

فيصير النطق {قِيْلّهُمْ} أدغم أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوصًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله ساكن غير متين إلا قوله {قَالَ رَبِّ} و {كَادَ يَزِيغُ} و {الصَّلَاةَ طَرَفَيِ} و {بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} فإنه يدغمها، قال ابن الجزري:

إذا التقى خطّا محركان

مثلان جنسان مقاربان

أدغم بخلف الدوري والسوسي معًا

لكن بوجه الهمز والمد امنعًا

وقال أيضًا: وقيل عن بعقوب ما لابن العلا =

ص: 151

ورويس

(1)

. والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {بَلْ نَتَّبِعُ} [170] قرأ الكسائي بإدغام اللام في النون

(2)

. وقرأ الباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا} [170] قرأ ورش بالمد

(3)

، والتوسّط على الياء، وقفًا ووصلًا، وسكت حمزة في الوصل قبل الهمزة، بخلاف عن خلاد. وعن حمزة - أيضًا - المد كورش. وإذا وقف حمزة أبدل الهمزة ياءً مفتوحةً مخفّفةً وعنه - أيضًا - تشديدها في الوقف

(4)

. والباقون بالهمز وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {الْمَيْتَةَ} [173] قرأ أبو جعفر بتشديد الياء التحتية

(5)

......

= (الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

(1)

والمراد به الإشمام فيصير النطق {قِيلَ لَهُمْ} فالضم لابد وأن يكون بإشمام الضم كسر أوله وكيفية ذلك: أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر (انظر: النشر 2/ 208، الغاية في القراءات العشر ص: 98، والتيسير ص: 72، والكشف عن وجوه العلل 1/ 230).

(2)

فيصير النطق {بنَّتَّبِع} .

(3)

هو ورش من طريق الأزرق.

(4)

فيصير النطق {شَيَّا} وقول المؤلف: وعن حمزة أيضًا المد كورش، أربعًا وليس ستًا وعبارة المؤلف مطلقة وتفيد بأربع حركات ليس ستًّا وإنما أربع حركات فقط، قال ابن الجزري:

بعض خص مد شيء له مع حمزة

وهذا المحكي عن المصريين والمغاربة في مد شيء عن حمزة.

(5)

قرأ أبو جعفر ميتة والميتة حيث وقع بالتشديد، وكذلك {مَيْتًا} المنكر المنصوب حيث وقع، ووافقه يعقوب ونافع في {مَيْتًا} بالأنعام، ورويس والمدنيان، في الحجرات، ووافقه بعض على تشديد بعض فاتفق نافع وأبو جعفر على تشديد {الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ} بيس، ووافقه نافع وحمزة والكسائي وخلف وحفص في ميت المنكر المجرور، ووافقهم يعقوب الحضرمي في {الْمَيْتَ} المحلى بالألف واللام المنصوب وهو ثلاثة، والمجرور وهو خمسة، وقد قيد {الْمَيْتَ} ببلد العاري من الهاء فخرج المتصل بها نحو {بَلَدًا مَيْتًا} وقيد {الْمَيْتَةَ} بالأرض؛ ليخرج {الْمَيْتَةَ} بالنحل والمائدة، والميت صفة الحيوان الزاهق الروح، والميتة المؤنثة حقيقة، ويوصف به ما لا تحله حياة من الجماد مجازًا، قال البصريون: أصله مَيوَت بوزن فيعل، وقلبت الواو ياء لاجتماعها، وسبق أحدهما بالسكون، وأدغمت الأولى للتماثل وهو بالسكون وتخفيف المشدد لغة فصيحة لاسيما في القليل المكسور، قال ابن الجزري:

.... .... .... وميتة

والميتة اشدد (ثـ) ــــب والارض الميتة =

ص: 152

وقرأ الباقون بالتخفيف.

قوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ} [173] قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب بكسر النون في الوصل. وقرأ الباقون بالضم، وإذا وقف على النون بالإسكان ابتدئ بضم الهمزة. وقرأ أبو جعفر بكسر الطاء. والباقون بالضم

(1)

.

قوله تعالى: {بِالْهُدَى} [175] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(2)

.

وقرأ نافع بالفتح، وبين اللفظين

(3)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {عَلَى النَّارِ} [175] قرأ أبو عمرو، والدّوري - عن الكسائي - بالإمالة محضة

(4)

. وقرأ ورش بين .....................................

= (مدا) وميتا (ثـ) ــــــق والأنعام (ثـ) وى

إذ حجرات (غـ) ــــث (مدا) و (ثـ) ـــــب (أ) وى

(صحب) بميت بلد والميت هم

والحضرمي والساكن الأول ضم

(شرح طيبة النشر 4/ 81 - 84).

(1)

اختلف في {فَمَنِ اضْطُرّ} وبابه مما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة ويبدأ الفعل الذي يلي الساكن الأول بالضم وأول الساكنين أحد حروف لتنود والتنوين فاللام نحو {قُلِ ادْعُوا} والتاء نحو {قَالَتِ اخْرُجْ} والنون نحو {فَمَنِ اضْطُرَّ} {أَنِ اغْدُوا} والواو نحو {أَوِ ادْعُوا} والدال نحو {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ} والتنوين نحو {فَتِيلًا انْظُر} فأبو عمرو يكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التقاء الساكنين، والحجة لمن ضم أنه لما احتاج إلى حركة هذه الحروف كره الخروج من كسر إلى ضم فأتبع الضم الضم ليأتي باللفظ من موضع واحد، فإن قيل فلم وافقهم أبو عمرو على الكسر إلا في الواو واللام وحدهما فقل: لما احتاج إلى حركة الواو حركها بحركة هي منها لأن الضم فيها أسهل من الكسر ودليله قوله {اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى} . فإن قيل: فما حجة ابن عامر في ضم التنوين فقل: الحجة له أن التنوين حركة لا تثبت خطًّا ولا يوقف عليه فكانت الحركة بما بعده أولى من الكسر، قال ابن الجزري:

والساكن الأول ضم

لضم همز الوصل واكسره (نـ) ما

(فـ) ـــــــز غيرقل (حـ) ـــــــــلا وغير أو (حـ) ــــــــما

والخلف في التنوين وإن يجر (ز) ن خلفه

(مـ) ـــــــــز

(التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 198، السبعة ص 174، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 92).

(2)

سبق مثيله قبل صفحات قليلة (وانظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(3)

ليس لنافع إمالة بين بين في هذه الكلمة، وإنما الإمالة للأزرق عن ورش فقط.

(4)

يميل أبو عمرو والكسائي من طريق الدوري كل ألف بعده راء مجرورة في الأسماء سواء كانت الألف أصلية =

ص: 153

بين

(1)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {* لَيْسَ الْبِرّ} [177] قرأ حمزة، وحفص بنصب الراء

(2)

. والباقون بالرفع.

قوله تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ} [177] قرأ نافع، وابن عامر بكسر النون مخفّفة، ورفع الراء

(3)

. وقرأ الباقون بنصب النون المشدّدة، ونصب الراء.

قوله تعالى: {وَالنَّبِيِّنَ} [177] قرأ نافع بالهمزة

(4)

. والباقون بالياء التحتيّة مشدَّدة

(5)

. وورش على أصله بالمد - على الهمز - والتوسّط والقصر.

قوله تعالى: {وَآتَى الْمَالَ} [177] قرأ ورش بالمد والتوسّط والقصر. وإذا وقف على {وَآتَى} فله ستة أوجه: ثلاثة مع الفتح، وثلاثة مع الإمالة. وأمال حمزة، وخلف والكسائي محضة

(6)

. وأمال نافع بين بين، وله الفتح .......................

= أم زائدة، ووجه الإمالة مناسبة الكسرة، واعتبرت الكسرة على الراء لمناسبة الإمالة والترقيق والتدقيق، واشترط تطرف الراء للقرب. قال ابن الجزري في الطيبة:

والألفات قبل كسر را طرفٍ

كالدار نارٍ حُز تفُز منه اختُلِف

وهذه قاعد مطردة في جميع القرآن وهي: أن كل ألفٍ قبلَ راءٍ مكسورة متطرفة فإن أبا عمرو والدوري عن الكسائي يقرآنها بالإمالة المحضة، وورش من طريق الأزرق بالإمالة الصغرى، وباقي القراء يقرءونها بالفتح قولًا واحدًا. (شرح طيبة النشر 3/ 98 - 100، النشر 2/ 55).

(1)

روي ذلك من طريق الأزرق عن ورش جميع الباب بين بين (انظر النشر 2/ 55، الإقناع 1/ 273).

(2)

قال ابن الجزري: والبر أن بنصب رفع في (عـ) ـــــــلا

(3)

قال ابن الجزري: والبر من (كـ) ـــــــم (أ) م

(4)

فيصير النطق {وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ} وقد احتج من همز بأنه أتى به على الأصل؛ لأنه من النبأ الذي هو الخبر؛ لأن النبي مخبِرٌ عن الله، فهي تبنى على فعيل بمعنى فاعل؛ أي منبئ عن الله؛ أي مخبر عنه بالوحي (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص: 73، والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص: 98 و {النَّبِيِّئينَ} هنا بمعنى المخبرين.

(5)

ومعنى الكلمة {النَّبِيِّينَ} مأخوذ من نبا ينبو إذا ارتفع، فيكون فعيلًا من الرفعة، والنبوة: الارتفاع، وإنما قيل للنبي نبي لارتفاع منزلته وشرفه تشبيهًا له بالمكان المرتفع. قال ابن الجزري: باب النبيء والنبوءة الهدى وحجة من قرأ ذلك بدون همز: أن كل ما في القرآن من جميع ذلك على أفعلاء نحو: {أَنْبِيَاءَ اللَّهِ} (انظر حجة القراءات ص: 99، النشر 1/ 400).

(6)

قول المصنف: وإذا وقف على {وَآتَى} فله ستة أوجه، ليس صحيحًا؛ لأن المعمول به والمعول عليه عند =

ص: 154

أيضًا

(1)

. والباقون بالفتح، وإذا وصل القارئ، ووقف على {الْمَالَ} فلا إمالة.

قوله تعالى: {ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى} [177] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة فيهما. وقرأ نافع بالفتح والإمالة بين بين

(2)

، وأمال أبو عمرو {الْقُرْبَى} بين بين، دون {وَالْيَتَامَى} ؛ لأنها على وزن "فُعْلَى" قربى

(3)

. والباقون بالفتح فيهما.

قوله تعالى: {فِي الْبَأْسَاءِ

وَحِينَ الْبَأْسِ} [177] قرأ أبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - بإبدال الهمزة ألفًا. وقرأ الباقون بالهمزة.

قوله تعالى: {فِي الْقَتْلَى الْحُرّ} [178] إذا وصل "القتلى" بـ "الحر" فلا إمالة، وإذا وقف على "القتلى" أمال حمزة، والكسائي، وخلف محضة. وأبو عمرو بين بين. ونافع قرأ بالفتح وبين اللفظين

(4)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى} [178] مثل "القتلى" في الوقف، ونقل ورش، وسكت حمزة على الساكن، بخلاف عن خلاد. وإذا وقف نقل كورش، بخلاف عنه.

قوله تعالى: {مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} [178] قرأ ورش بالمد والتوسّط في "شيء". وقرأ حمزة بالسكت في الوصل، وله المد

(5)

- أيضًا - كورش. وإذا وقف حمزة وهشام: فلهما في "شيء" المرفوع ستة أوجه:

الأول: الوقف على ياء ساكنة

(6)

.

الثاني: الإشمام مع السكون - أيضًا - وهو أن يضم القارئ شفتيه بعد السكون من غير صوت.

= أهل الأداء عن ورش أربعة أوجه: قصر البدل مع فتح الياء. والتوسط مع تقليل الياء. ومد البدل وعليه في الياء الفتح والتقليل.

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(3)

سبق قريبًا.

(4)

ليس لنافع تقليل في ذات الياء وكذا الراء إلا من طريق الأزرق من رواية ورش.

(5)

المراد بالمد هنا التوسط.

(6)

المراد بالسكون السكون المحض الذي لا حركة معه.

ص: 155

الثالث: الوقف على ياء مضمومة

(1)

.

الرابع: الوقف على ياء ساكنة مشدَّدة.

الخامس: الوقف بالإشمام مع التشديد.

السادس: ضم الياء مع التشديد.

قوله تعالى: {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا} [182] قرأ أبو جعفر بإخفاء النون عند الخاء.

والباقون بالإظهار، وأمال حمزة الألف بعد الخاء

(2)

. والباقون بالفتح. وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب، وشعبة "مُوَصّ" بفتح الواو وتشديد الصاد

(3)

. والباقون بإسكان الواو، وتخفيف الصاد

(4)

.

قوله تعالى: {فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [184] قرأ نافع، وأبو جعفر، وابن ذكوان "فِدْيَةُ" بغير تنوين، "طَعَامِ" بخفض الميم، "مَسَاكِينَ" بفتح الميم والسين وألف بعد السين، وفتح النون على الجمع

(5)

.

(1)

والمراد بالضم هنا الروم وهو عبارة عن جزء الحركة لا إتمامها حيث لا يوقف على متحرك.

(2)

فيصير النطق {فَمَنْ خِيفَ} إذا أتى اللفظ الذي على ثلاثة أحرف من الأفعال العشرة وهي: {زادِ - زَاغَ - جَاءَ - شَاءَ - طَابَ - خَافَ - خَابَ - ضَاقَ - حَاقَ} فإن حمزة يميلها بشرط أن تكون أفعالًا ماضية معتلة العين والإمالة واقعة في وسطها، وسواء اتصلت هذه مع الأفعال بضمير أو لم تتصل، وقد أفرد الإمام ابن الجزري فصلًا في إمالة الألف التي هي عين الفعل، قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة: في خاف طاب ضاق حاق زاغ والثلاثي فضلا (النشر 2/ 59، التيسير ص 50، التبصرة ص 373، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع 1/ ص 230، الغاية ص 95).

(3)

يصير النطق {مُوَصّ} واحتج هؤلاء بأنه اسم فاعل من وصَّى، ووصى وأوصى بمعنى واحد، وقد حملوا التشديد على "وصّى به" وعلى "توصية" فـ {مُوصٍ} اسم فاعل من وصّى ومن توصية (شرح طيبة النشر 914، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 282، النشر 2/ 226، الغاية ص 111، المبسوط ص 142، زاد المسير 1/ 183).

(4)

ووجه التخفيف بناؤه من أوصى، ولقوله تعالى:{يُوصِيكُمُ اللَّهُ} و {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ} وقد روي عن أبي جعفر أنه فوق بين الوجهين فقال: ما كان عند الموت فهو {مُوصٍ} لأنه يقال: أوصى فلان بكذا، فإذا بعث في حاجة قيل: وصّى فلان بكذا (حجة القراءات ص 124، شرح طيبة النشر 4/ 91، النشر 2/ 226، إتحاف فضلاء البشر ص 154، التبصرة ص 436، المبسوط ص 142).

(5)

فيصير النطق {فِدْيَةُ طَعَامِ مَسَاكِينَ} واحتج من لم ينون أنه خص {فِدْيَةُ} بإضافتها إلى جنسها كقولنا: =

ص: 156

[وقرأ] هشام بتنوين "فِدْيَةٌ"، ورفع الميم من "طَعَامُ"، و "مَسَاكِينَ" بالجمع

(1)

. وقرأ الباقون بتنوين "فدية" ورفع ميم "طعام" وكسر الميم وإسكان السين وكسر النون مع التنوين

(2)

. وأدغم أبو عمرو ويعقوب الميم في الميم، بخلاف عنهما

(3)

.

قوله تعالى: {فَمَنْ تَطَوَّعَ} [184] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالياء التحتية وتشديد الطاء والواو، وإسكان العين

(4)

وقرأ الباقون بالتاء الفوقية وتخفيف الطاء، مع

= "خاتم حديد" وبأنه سمى الطعام الذي يفدى به الصيام ثم أضافه إلى طعام وهو بعضه، فهو من باب إضافة بعض إلى كل، أما جمع مساكين فإنه رد على ما قبله؛ لأن ما قبله جمع وهو قوله {وَعَلَى الَّذِينَ} فكل واحد من هؤلاء يلزمه إذا أفطر أن يطعم مسكين فالذي يلزم جميعهم إذا أفطروا إطعام مساكين كثيرة على كل واحد عن كل يوم أفطره، قال ابن الجزري:

لا تنون فدية

طعام خفض الرفع مل إذ ثبتوا

مسكين اجمع لا تنون وافتحا

(عم)

(شرح طيبة النشر 4/ 91، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 282، 283، النشر 2/ 226، شرح شعلة ص 284، السبعة ص 176، المبسوط ص 142، والتبصرة ص 436، الغاية ص 112).

(1)

فيصير النطق {فِدْيَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ} .

(2)

احتج من خفف ورفع وأفرد بأن فدية بالتنوين مبتدأ خبره في المجرور قبله، و {طَعَامُ} بالرفع بدل من فدية، فهو قد سمى الشيء الذي يفدى به الصيام فدية ثم أبدل الطعام منها بدل الشيء من الشيء وهو هو، فبين الله به من أي نوع هي، وأفرد {مِسْكِينٍ} لأن الواحد النكرة يدل على الجمع، فاستغنى به عن لفظ الجمع، وأيضًا فإنه رده على الفدية، فوحد كما وحدت الفدية (إتحاف فضلاء البشر ص 154، شرح طيبة النشر 914، 92، الكشف عن وجوه القراءات 2831، شرح شعلة ص 285، السبعة ص 176، المبسوط ص 142، النشر 2262، المهذب ص 82).

(3)

فيصير النطق {طَعَامَّسْكِينٍ} وهذا لا يؤخذ إلا من أفواه المشايخ مشافهة. واعلم أنه قد ورد النص عن أبي عمرو من رواية أصحاب اليزيدي عنه وعن شجاع أنه إذا أدغم الحرف في مثله أو مقاربه سواء سكن ما قبل الأول أم تحرك إذا كان مرفوعًا أو مجرورًا أشار إلى حركته، ثم اختلفوا في المراد بهذه الإشارة، فحمله ابن مجاهد على الروم والشنبوذي على الإشمام، ثم قال الشنبوذي: الإشارة إلى الرفع في المدغم مرئية لا مسموعة، وإلى الخفض مضمرة في النَّفَس غير مرئية ولا مسموعة، وحمله الجمهور على الروم والإشمام، فقال الداني: والإشارة عندنا تكون رومًا وإشمامًا، والروم آكد في البيان عن كيفية الحركة، لأنه يقرع السمع غير أن الإدغام الصحيح والتشديد التام يمتنعان معه، ويصاحبه مع الإشمام؛ لأنه إعمال العضو وتهيئته من غير صوت إلى اللفظ فلا يقرع السمع، ويمنع في المخفوض لبعد ذلك العضو من مخرج الخفض فإن كان الحرف الأول منصوبًا لم يشر إلى حركة لحقته (شرح طيبة النشر 2/ 109، 110).

(4)

فيصير النطق {فَمَنْ يَطَّوَّعْ} .

ص: 157

تشديد الواو، وفتح العين.

قوله تعالى: {فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} [184] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر بإسكان الهاء. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {فِيهِ الْقُرْآنُ} [185] قرأ ابن كثير بنقل حركة الهمزة إلى الراء، وحذف الهمزة وقفًا ووصلًا

(1)

، وحمزة وقفًا لا وصلًا، وورش لا يمد على الهمزة؛ لأن قبل الهمزة ساكن صحيح، وهو الراء

(2)

.

قوله تعالى: {مِنَ الْهُدَى} [185] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(3)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(4)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [185] قرأ أبو جعفر برفع السين من "اليسر" و"العسر"

(5)

. والباقون بالإسكان.

(1)

فيصير النطق {فِيهِ الْقُرْآنُ} وقد نقل ابن كثير حركة الهمزة من القرآن معرفًا ومنكرًا إلى الساكن قبلها مع حذفها وصلًا ووقفًا، ووجه عدم همز القرآن أنه نقل الهمزة تخفيفًا وهو منقول من مصدر قرأ قرآنا سمى به المنزل على نبينا، قال ابن الجزري:

كيف جا القرآن (د) ف

(2)

وليس للأزرق في بدله إلا القصر، لأن الهمز واقع بعد ساكن صحيح، قال ابن الجزري:

لا عن منون ولا ساكن صح

بكلمة

(المهذب ص 83).

(3)

سبق قريبًا توضيح ما في مثل هذه الكلمة من قراءة (وانظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف

وما به ها غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

(5)

اختلف في السين من {الْيُسْر - الْعُسْرَ} وبابهما فأسكنها كل القراء إلا أبا جعفر فضمها واختلف عن ابن وردان عنه في {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا} في الذاريات الآية 3 فأسكنها عنه النهرواني وضمها غيره، قال ابن الجزري:

وكيف عسر اليسر (ثـ) ــــــق وخلف (خـ) ـــــــط

بالذرو

قول المؤلف (برفع السين) وكان الأفضل أن يقول بضم السين بدلًا من الرفع (شرح طيبة النشر 4/ 37، 38، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 185، المبسوط ص 143).

ص: 158

قوله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا} [185] قرأ أبو بكر شعبة، ويعقوب بفتح الكاف وتشديد الميم

(1)

.

وقرأ الباقون بإسكان الكاف وتخفيف الميم

(2)

.

قوله تعالى: {دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [186] قرأ أبو عمرو، وورش، وأبو جعفر بإثبات الياء وصلًا

(3)

، وحذفوها وقفًا فيهما، ويعقوب بالإثبات وقفًا ووصلًا، وعن قالون فيهما الحذف وقفًا ووصلًا، والإثبات في الوصل دون الوقف

(4)

. والباقون بالحذف وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ} [186] قرأ ورش بفتح الياء

(5)

. والباقون بالإسكان. وأبدل الهمزة واوًا: ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو، وخلاف عنه

(6)

.

ولم يمل أحد {وَعَفَا} [187] لأنه واوي.

قوله تعالى: {بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ} {اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ} [189] قرأ أبو عمرو، وورش، وحفص، وأبو جعفر بضم الباء من المعرّف والمنكّر

(7)

. والباقون

(1)

فيصير النطق {وَلِتُكَمِّلُوا} ووجه التشديد أنه مضارع كمّل، وهما لغتان يقال: أكملت العدد وكملته، قال ابن الجزري:

لتكملوا اشددن (ظ) ـــــنا (صـ) ـــــحا

(الكشف عن وجوه القراءات 1/ 283، شرح طيبة النشر 4/ 92، النشر 2/ 226، المبسوط ص 143).

(2)

ووجه التخفيف أنه مضارع أكمل وإجماعهم على قوله {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (حجة القراءات ص 126، شرح طيبة النشر 4/ 93، الغاية ص 112، التبصرة ص 436، زاد المسير 1/ 188).

(3)

فيصير النطق عند الوصل {الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} واحتج من أثبت الياء في الوصل بأن الأصل في ذلك إثبات الياء، لأن الياء لام الفعل (حجة القراءات ص 126، المهذب ص 84، وإتحاف فضلاء البشر ص 154).

(4)

اختلف عن قالون فأثبتهما له في الوصل على قاعدته جماعة وحذفهما معًا آخرون من طريق أبي نشيط، وقطع بعضهم له بالإثبات في (الداع) والحذف في {دَعَانِ} وعكس آخرون والوجهان صحيحان عن قالون كما في النشر وقال فيه: إلا أن الحذف أكثر وأشهر (إتحاف فضلاء البشر ص 154).

(5)

فيصير النطق {بِي} (إتحاف فضلاء البشر ص 154).

(6)

فيصير النطق {وَلْيُؤْمِنُوا} .

(7)

وهي قراءة يعقوب أيضًا وقد تركها المؤلف في كل المواضع في القرآن الكريم؛ فإن كان هذا من المؤلف فهو خطأ قد وقع فيه، وإن كان من الناسخ فليسامحه الله، واحتج من ضم بأن ذلك هو الأصل في الجمع كقلب =

ص: 159

بالكسر

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى} [189] قرأ نافع، وابن عامر بكسر النون مخفّفة، ورفع الراء

(2)

. وقرأ الباقون بنصب النون مشدّدة، ونصب الراء، وأمال الألف المنقلبة بعد القاف: حمزة، والكسائي، وخلف محضة. ونافع بالفتح وبين اللفظين

(3)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ} .... حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ

فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ} [191] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بفتح التاء قبل القاف، وإسكان القاف، وضم التاء بعدها في الثلاثة، وبالتاء الفوقية في الأولى، والياء التحتية في الثانية

(4)

.

= وقلوب، ولذلك لم يسأل عن الياء وضمتها وباب "فَعْل" في الجمع الكثير {فُعُول} ولما كان هذا النوع لا يجوز فيه إلا الضم إذا لم يكن الثاني ياء نحو: كعوب ودهور، أجرى ما ثانيه ياء على ذلك؛ لأنه أصله، ولئلا يختلف، (شرح طيبة النشر 4/ 94، النشر 2/ 226، المبسوط ص 143، الغاية ص 112، الإقناع 1/ 607، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 284، شرح شعلة ص 286).

(1)

فيصير النطق {الْبِيُوتَ} هناك قاعدة مطردة في كل القرآن، وهي: أن لفظ {الْبيوتَ} معرفًا، ومنكرًا، ومضافًا وغير مضاف، قرأه المشار إليهم بكسر الباء، قال ابن الجزري:

بيوت كيف جا بكسر الضم (كـ) ـــــم

(د) ن (صحبة)(بـ) ـــــــــــــــــــلا

ووجه هؤلاء قراءتهم بأنهم أتوا بالكسرة مناسبة للياء استثقالًا لضم الياء بعد ضمة وهي لغة معروفة ثابتة ومروية (شرح طيبة النشر 4/ 94، المبسوط ص 143، السبعة ص 177، النشر 2/ 226، التيسير ص 80، كتاب سيبويه 2/ 305، تفسير ابن كثير 1/ 277).

(2)

فيصير النطق {وَلَكِنِ الْبِرّ} ورفع الاسم بعد لكن على أنه مبتدأ ولكن لا عمل لها. قال ابن الجزري:

والبرّ من .. (كـ) ـــــم (أ) م

(انظر: السبعة ص 168، النشر 2/ 219، شرح طيبة النشر 4/ 54).

(3)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق فقط.

(4)

ويستلزم من ذلك حذف الألف فيصير النطق {وَلَا تُقْتُلُوهم .. حَتَّى يُقْتُلُوكُمْ .. فَإِنْ قَتَلُوكُمْ} وعلم عدم الألف للمذكورين من قول ابن الجزري:

لا تقتلوا ومعًا بعد (شفا) فاقصر

وإثباتها للمسكوت عنهم من ضد القصر، وتتمة قيود القرائتين في الأولين فهمت من الإجماع؛ فالمد من قوله {الَّذِينَ يقاتلُونَكم} {وَلَا تقتلوهم} (شرح طيبة النشر 4/ 95، النشر 2/ 227، المبسوط ص 144، الغاية ص 113، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 285، زاد المسير 1/ 200).

ص: 160

والباقون بضم التاء الفوقية والياء التحتية، وفتح القاف وألف بعد القاف وكسر التاء بعد الألف في الأول والثاني.

وأما الثالث: فالتاء. بعد الألف. مفتوحة

(1)

، ولا خلاف في "فاقتلوهم"، وهي الرابعة.

قوله تعالى: {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ} [197] قرأ يعقوب بضم الهاء

(2)

. والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [197] قرأ أبو جعفر بالرفع والتنوين في الثاء المثلثة والقاف واللام

(3)

، ووافقه ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب في الأول والثاني - أي: الثاء المثلثة والقاف - وانفرد أبو جعفر بالرفع والتنوين في اللام من "جدال". والباقون بالنصب، وعدم التنوين في الثلاثة

(4)

.

(1)

ووجه هؤلاء أنهم جعلوه من القتال الذي للمشاركة لمناسبته قوله تعالى {وقاتلوهم حتى} وأجمع عليه لأن الغرض إلجاؤهم إلى الإسلام وهو موافق للرسم تقديرًا (شرح طيبة النشر 4/ 95، حجة القراءات ص 126، 127، النشر 2/ 227، إتحاف فضلاء البشر ص 155، السبعة ص 179، شرح شعلة ص 286).

(2)

فيصير النطق {فِيهُنَّ} .

(3)

فيصير النطق {فَلا رفَثٌ ولا فسوقٌ ولا جِدَالٌ} وحجة من رفع أنه يعلم من الفحوى أنه ليس النفي وقتًا واحدًا، ولكنه بجميع ضروبه وقد يكون اللفظ واحدًا والمراد جميعًا، قال ابن الجزري:

رفث لا فسوق (ثـ) ـق (حقا) ولا جدال (ثـ) ـبت

(حجة القراءات ص 128، إتحاف فضلاء البشر ص 155، الغاية ص 113).

(4)

اعلم أن لا الداخلة على اسم تعمل عمل إن بشرط أن يكون الاسم والخبر نكرتين، وأن لا يفصل بينها وبين اسمها، وأن لا يتقدم خبرها عليه، ثم إن كان الاسم مفردًا بني معها على الفتح، وإن كان مضافًا أو شبيهًا به نصب، ويجب إعمالها مع الشروط إن لم تكرر، فإن كررت نحو: لا حول ولا قوة، جاز إعمالها وإهمالها. ويقع فيها خمس صور وهي فتح الثاني ورفعه ونصبه هذا إن فتح الأول وإن رفع إما على الإهمال أو على إعمالها عمل ليس؛ جاز في الثاني الرفع بالعطف والفتح بالأصل، ويمتنع النصب، فوجه رفع الجميع (لا رَفَثُ ولا فُسُوقُ ولا جِدَالُ) أنها عاملة عمل ليس أو مهملة وما بعدها معطوف، ووجه فتحه إنها عاملة عمل إن. وفتح {جِدَالَ} أن الأول اسم لا المحمولة على ليس تخصيصًا للنفي؛ إذ قد يعجز أكثر الناس عن الكف مطلقًا، والثاني معطوف عليه، ولا مكررة للتأكيد، ونفي الاجتماع رفع بالابتداء على الإلغاء، وإنما نونا لأن كلًّا منهما متمكن أمكن بلا لام فيستحق التنوين، وبني الثالث على الفتح بتقدير العموم ليدل تغاير الإعراب على أنه نفي محض، والجدال على رفع الثلاثة مخالطة الخلط، وعلى كل تقدير =

ص: 161

قوله تعالى: {وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ} [197] قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر بإثبات الياء في الوصل دون الوقف

(1)

، وأثبتها يعقوب، وقفًا ووصلًا، وحذفها الباقون وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {مَنَاسِكَكُمْ} [200] قرأ أبو عمرو، ويعقوب بإدغام الكاف في الكاف، بخلاف عنهما

(2)

. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {مِنْ خَلَاقٍ} [200] قرأ أبو جعفر بإخفاء النون عند الخاء. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {لِمَنِ اتَّقَى} ، {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى} [203، 205] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة فيهم

(3)

. وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(4)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ} [206] قرأ أبو عمرو، ويعقوب بإدغام اللام في اللام، بخلاف عنهما

(5)

. والباقون بالإظهار. وقرأ هشام، والكسائي، ورويس بضم القاف

(6)

. والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {مَرْضَاتِ اللَّهِ} [207] قرأ الكسائي بالإمالة محضة

(7)

. والباقون

= لابد من خبر للا، أو للمبتدأ، وهو رفع على تقديرين، ونصب على تقدير، وعلى فتح الثلاثة أو رفعها، ففي الحج خبرها فالجملة واحدة (شرح طيبة النشر 4/ 22).

(1)

فيصير النطق: {واتقُوني يا أولي} عند الوصل (إتحاف فضلاء البشر ص 155).

(2)

فيصير النطق {مَناسِكُّمْ} واعلم أن المتماثلين إن كانا من كلمة نقد خصص جواز الإدغام بالكاف من كلمتين خاصة وهما {مَنَاسِكِكُمْ} و {ماسَلَكُكُمْ} ويُظْهرُ ما عدا ذلك نحو {بِشِرْكِكُمْ} قال ابن الجزري:

فكلمة مثلي مناسككم وما

سلككم وكلمتين عمما

(شرح طيبة النشر 2/ 73، 74).

(3)

سبق قريبًا (انظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف

وما به ها غير ذي الرا يختلف

مع ذات باء مع أراكهمو ورد

(5)

سبق بيانه في الآية 170 (وانظر: الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

(6)

سبق قريبًا.

(7)

انفرد الكسائي بإمالة {مرضات} و {مَرْضَاتِي} حيث وقع. قال ابن الجزري:

تقاته مرضاة كيف جا طحا =

ص: 162

بالفتح، ويقف الكسائي بالهاء في {مَرْضَاتِ}

(1)

.

قوله تعالى: {وَاللَّهُ رَءُوفٌ} [207] قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، وحفص بمد الهمزة.

والباقون بالقصر

(2)

، وسهل أبو جعفر الهمزة من "رءوف"، بخلاف عنه

(3)

. وورش على أصله في "رءوف" بالمد والتوسُّط والقصر.

قوله تعالى: {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ} [208] قرأ نافع، وابن كثير، والكسائي، وأبو جعفر بفتح السين

(4)

. والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {خُطُوَاتِ} [208] قرأ نافع، وأبو عمرو، وحمزة، وخلف، وأبو بكر بإسكان الطاء

(5)

، واختلف عن البزي. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ} [210] قرأ أبو جعفر بخفض التاء

(6)

= (شرح طيبة النشر 662).

(1)

فيصير النطق عند الوقف {مَرْضَاه} واحتج لذلك بأنه أتى به على الأصل في كل هاء تأنيث، ولأنه إذا وقف بالهاء على تاء التأنيث لم يكن فرق بين التاء الأصلية التي لا تدل على تأنيث ولا يوقف عليها إلا بالتاء ونحو: صوت وحوت وبين التاء الزائدة التي للتأنيث (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 288، النشر 2/ 127، إيضاح الوقف والابتدا ص 288، المقنع ص 81).

(2)

فيصير النطق {رَءُفُ} .

(3)

ليس لأبي جعفر التسهيل في هذه الكلمة فليس له إلا التحقيق.

(4)

فيصير النطق {في السَّلْمِ} وهي لغة في السَّلمِ الذي هو الإسلام، ويجوز أن يكون {السَّلْم} بالفتح اسمًا بمعنى المصدر الذي هو الإسلام كالعطاء والنبات بمعنى الإعطاء والإنبات، ويجوز أن يكون بمعنى الصلح وقد روي أن النبي قرأها بالفتح في البقرة والأنفال ومحمد، قال ابن الجزري:

عكس القتال (في)(صفا) الأنفال (صـ) ـر

(شرح طيبة النشر 964، المبسوط ص 145، النشر 2/ 227، السبعة ص 181، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 287، شرح شعلة ص 288، تفسير الطبري 4/ 252، الغاية ص 113).

(5)

فيصير النطق {خُطْوَاتِ} وهي لغة تميم وأسد. قال ابن الجزري:

خطوات (إ) ذ (هـ) ـد خلف (صـ) ـفِ (فتى)(حـ) ـفَا

(المهذب ص 88).

(6)

فيصير النطق {والمَلائِكَةِ} وذلك عطفًا على {ظللٍ} أو {الغَمامِ} قال ابن الجزري:

وخفض رفع الملائكة (ثـ) ـر =

ص: 163

والباقون بالرّفع.

قوله تعالى: {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [210] قرأ يعقوب، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف بفتح التاء، وكسر الجيم

(1)

.

والباقون بضم التاء، وفتح الجيم

(2)

.

قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ} [211] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وهشام، وخلف بإمالة الألف بعد الجيم

(3)

. والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة، سهّل الهمزة مع المد والقصر

(4)

، وله - أيضًا - إبدالها مع المد والقصر، وهو ضعيف

(5)

.

قوله تعالى: {فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ} [213] قرأ نافع بالهمز

(6)

. والباقون بغير

= (إتحاف فضلاء البشر ص 156).

(1)

فيصير النطق {تُرْجَعُ الْأُمُورُ} وهي قاعدة مطردة عند هؤلاء القراء فهم قرأوا بفتح التاء وكسر الجيم في جميع القرآن، قال ابن الجزري:

وترجع الضم افتحًا واكسر (ظ) ما

إلى قوله: الأمور هم والشام

وحجة من قرأ كذلك: أنهم بنوا الفعل للفاعل لأنه المقصود، ويقوي ذلك إجماعهم على {أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} وقوله {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ} فبني الفعل للفاعل فحمل على ذلك (النشر 2/ 227، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 289، المبسوط ص 145، شرح شعلة ص 288، السبعة ص 181، الغاية ص 113).

(2)

احتج هؤلاء بأنهم بنوا الفعل للمفعول، ويقوي ذلك إجماعهم على قوله {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ} و {وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي} فبني الفعل للمفعول وهو إجماع فألحق هذا به، لأنه مثله، والقراءتان حسنتان بمعنى (النشر 2/ 227، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 289، التبصرة ص 439، إتحاف فضلاء البشر ص 156، الإقناع 2/ 608).

(3)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 602: واختلف عن هشام في {شَاء} و {جاء} و {زاد} {خاب} في طه 61 فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

(4)

قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحو {شركاؤنا} {جاءوا} .. فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة منه ومكسورها مما رسم فيه صورة الهمزة واوًا وياءً الإبدال بهما محضين مع المد والقمر وهو شاذ لا أصل له في العربية (شرح طيبة النشر 2/ 391، 392).

(5)

بل هو شاذ كما ذكر قبل ذلك.

(6)

فيصير النطق {ويقتلونَ النّبِيئِينَ} وقد احتج من همز بأنه أتى به على الأصل؛ لأنه من النبأ الذي هو الخبر؛ لأن النبي مخبِرٌ عن الله، فهي تبنى على فعيل بمعنى فاعل؛ أي منبئ عن الله؛ أي مخبر عنه بالوحي (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص: 73، والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص:98) و {النبيئين} هنا بمعنى المخبرين.

ص: 164

همز

(1)

.

وورش على أصله من المد والتوسُّط والقصر

(2)

.

قوله تعالى: {لِيَحْكُمَ} [213] قرأ أبو جعفر بضم الياء، وفتح الكاف

(3)

.

والباقون بفتح الياء، وضم الكاف

(4)

.

قوله تعالى: {مَنْ يَشَاءُ} [213] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة كالياء

(5)

، ولهم - أيضًا - إبدالها واوًا خالصة

(1)

ومعنى الكلمة {النبيين} مأخوذ من نبا ينبو إذا ارتفع، فيكون فعيلًا من الرفعة، والنبوة: الارتفاع، وإنما قيل للنبي نبي لارتفاع منزلته وشرفه تشبيهًا له بالمكان المرتفع. وحجة من قرأ ذلك بدون همز: أن كل ما في القرآن من جميع ذلك على أفعلاء نحو: {أنبياء الله} قال ابن الجزري:

باب النبيء والنبوءة الهدى

(انظر حجة القراءات ص:99، النشر 1/ 400).

(2)

يقصد المصنف هنا ورش من طريق الأزرق وهو خطأ يقع فيه المؤلف على طول الكتاب.

(3)

قرأها أبو جعفر هنا وفي آل عمران وموضعي النور بضم الياء وفتح الكاف في الأربع على البناء للمفعول، قال ابن الجزري:

ليحكم اضمم وافتح الضم ثنا

ووجه قراءته أنه مبني للمفعول حذف عاطفه لإرادة عموم الحكم من كل حاكم (شرح طيبة النشر 4/ 97، النشر 2/ 227، المبسوط ص 146، الغاية ص 113).

(4)

ووجه قراءة هؤلاء هو إسناد الحكم إلى كل نبي ليحكم كل نبي، وحتى ترد عاطفة بعضًا على كل، وجارة لآخر حرف، ويقع المضارع بعد هذه فيرتفع الحال تحقيقًا أو حكاية وينتصب المستقبل تحقيقًا بالنظر للفعل السابق (شرح طيبة النشر 4/ 97، إتحاف فضلاء البشر ص 156).

(5)

وكيفية التسهيل: أن تجعل في القسم الأول الثاني بين بين وإليه أشار ابن الجزري بقوله:

سهلن (حـ) ـرم

وقد اختلف في المكسور بعد ضم فقيل تبدل الهمزة واوًا خالصة وهو مذهب جمهور القراء قديمًا وهو الذي في الإرشاد والكفاية لأبي العز، قال الداني: وكذا حكى أبو طاهر بن أبي هشام أنه قرأ على ابن مجاهد، قال: وكذا قرأ الشذائي على غير ابن مجاهد، وذهب بعضهم إلى أنها تجعل بين بين؛ أي بين الهمزة والياء وهو مذهب أئمة النحو كالخليل وسيبويه ومذهب جمهور المتأخرين، وحكاه ابن مجاهد نصّا عن اليزيدي عن أبي عمرو، وبه قرأ الداني على فارس. قال الداني: وهو أوجه في القياس، وآثر في النقل. قال ابن الجزري:

وعند الاختلاف الاخرى سهلن

(حرم)(حـ) ـوى (غـ) ـنا ومثل الواو إن

فالواو أو كاليا وكالسماء أو

تشاء وأنت فباللإبدال وعوا=

ص: 165

مكسورة

(1)

. والباقون بتحقيقها، وهم على مراتبهم في المد. وإذا وقف حمزة وهشام على "من يشاء" أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر، ولهما - أيضًا - تسهيلها مع المد والقصر والرّوم

(2)

.

وقرأ قنبل، ورويس {صِرَاطٍ} [213] بالسين

(3)

. وقرأ خلف - عن حمزة - بإشمامها كالزاي

(4)

. والباقون بالصاد.

قوله تعالى: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} [214] قرأ نافع "يقول" بالرفع

(5)

........

= (شرح طيبة النشر 2/ 269، 270).

(1)

فيصير النطق {يشاءُ ولى} .

(2)

فيصير النطق {يشا ا إلى} .

(3)

الصراط والسراط: بمعنى واحد ولكلٍّ ممن قرأ بالسين أو الصاد حجته، فمن قرأ بالسين قال: إن السين هي أصل الكلمة أما من قرأ بالصاد فقال: إنها أخف على اللسان؛ لأن الصاد حرف مطبق كالطاء فيتقاربان وتحسنان في السمع، والسين حرف مهموس؛ فهو أبعد من الطاء (انظر: شرح النويري على طيبة النشر 2/ 47، 48، الحجة لابن خالويه 1/ 36، 37، حجة القراءات لابن زنجلة ص 80).

(4)

قرأ خلف عن حمزة بالصاد المشمة صوت الزاي حيث وقعا، وحجته في ذلك أنه لما رأى الصاد فيها مخالفة للطاء في الجهر؛ لأن الصاد حرف مهموس والطاء مجهور أشم الصاد لفظ الزاي للجهر الذي فيها؛ فصار قبل الطاء حرف يشابهها في الإطباق وفي الجهر (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 34 هنا لابد من فائدة تذكر وهي: أنه اختلف عن خلاد على أربعة طرق:

الأول: الإشمام في الأول من الفاتحة فقط. الثاني: الإشمام في حرفي الفاتحة فقط. الثالث: الإشمام في المعرف باللام في الفاتحة وجميع القرآن. الرابع: عدم الإشمام في الجميع.

(5)

قال ابن الجزري:

كلا يقول ارفع (أ) لا

ووجه الفتح أنه ماضٍ بذلك الاعتبار، أو حكاية الحال الماضية حمل على المحققة في نص سيبويه في الكتاب 1/ 413:"مَرِضَ حتى لا يرجونه" أو لأن الفعل دال على الحال التي كان عليها الرسول وحتى لا تعمل في الحال، فلما كان ما بعدها للحال لم تعمل فيه، والتقدير: وزلزلوا فيما مضى حتى إن الرسول يقول: متى نصر الله، فحكى الحال التي عليها الرسول قبل كما حكيت الحال في قوله {هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ} وفي قوله {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ} فإنما حكى حالًا كان عليها الرسول فيما مضى، والرفع بعد حتى على وجهين: أحدهما: أن يكون السبب الذي أدى الفعل الذي قبل حتى قد مضى والفعل المسبب لم يمض ولم ينقطع نحو قولك: مرضَ حتى لا يرجونه؛ أي مرض فيما مضى حتى هو الآن لا يُرجى فيحيى. والوجه الآخر: أن يكون الفعلان جميعًا قد مضيا نحو: سرت حتى أدخلها، أي سرت فدخلت، فالدخول متصل بالسير وقد مضيا، فحكيت الحال التي كانت؛ لأن ما معنى لا يكون حالًا إلا على الحكاية فعلى هذا تحمل الآية في الرفع. وحتى هذه هي التي يرتفع الفعل بعدما وليست العاطفة والجارة إنما هي التي تدخل على الجمل فلا تعمل، وتدخل على الابتداء والخبر، (شرح طيبة النشر 4/ 98، الكشف عن وجوه =

ص: 166

والباقون بالنصب

(1)

.

قوله تعالى: {مَتَى نَصْرُ اللَّهِ} [214]{وَالْيَتَامَى} [215]، {وَعَسَى أَنْ} [216] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(2)

، ونافع بالفتح، والإمالة بين بين

(3)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَإِخْرَاجُ} [217] قرأ ورش بترقيق الراء

(4)

. والباقون بالتفخيم.

قوله تعالى: {رَحْمَتَ اللَّهِ} [218] كتبت "رحمت" هنا بالتاء المجرورة؛ فوقف عليها بالهاء - خلافًا للمرسوم - ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب

(5)

، ووقف الباقون بالتاء اتّباعًا للمرسوم.

قوله تعالى: {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} [219] قرأ حمزة، والكسائي بالثاء المثلثة

(6)

= القراءات 1/ 289، 290، إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس 1/ 255، النشر 2/ 227، السبعة ص 181، المبسوط ص 146).

(1)

ووجه النصب أن {حتى} من حيث هي حرف جر لا تلي الفعل إلا مؤولًا بالاسم فاحتيج إلى تقدير مصدري، ولا يصح "أنّ" لاختصاصها بالاسم، ولا "ما" لعمومها، فتعينت "أنْ" وهي من نواصب الأفعال ومخلصة للاستقبال فلا تعمل إلا فيه، ويقال: مستقبل بالنظر إلى زمن الزلزلة فنصبته مقدرة جوابًا؛ للدلالة على نوعها وخصوصها، وتحتمل حتى الغاية فماض، والتعليل فمستقبل (شرح طيبة النشر 4/ 98، 99، كتاب سيبويه 1/ 483، زاد المسير 1/ 232).

(2)

سبق قريبًا (النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(3)

ليس لنافع إمالة بين بين في هذه الكلمة، وإنما الإمالة للأزرق كما ذكر البناء في إتحاف فضلاء البشر (ص:130).

(4)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق.

(5)

الأصل اتباع الرسم لكل القراء؛ إلا أنه اختلف عنهم في أصل مطرد وكلمات مخصوصة فالأصل المطرد كل هاء تأنيث رسمت تاء نحو {رَحْمَت} و {نِعْمَتَ} و {شَجَرَتَ} فوقف عليها بالهاء خلافًا للرسم الكسائي وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، قال ابن الجزري:

بالها (ر) جا (حق) وذات بهجه

(شرح طيبة النشر 3/ 223، النشر 2/ 129، إتحاف فضلاء البشر ص 157).

(6)

فيصير النطق {إثمٌ كَثِيرٌ} ، قال ابن الجزري:

إثم كبير ثلث البا (فـ) ـي (ر) فا

ووجه قراءة من قرأ بالثاء هو اعتبار المعنى أي آثام كثيرة، وباعتبار أن الآثمين من الشاربين والمقامرين (شرح طيبة النشر 4/ 100، النشر 2/ 227، المبسوط ص 146، الإقناع 2/ 608، إعراب القرآن 2601، =

ص: 167

وقرأ الباقون بالباء الموحّدة

(1)

.

قوله تعالى: {قُلِ الْعَفْوَ} [219] قرأ أبو عمرو بالرفع

(2)

. والباقون بنصب الواو

(3)

.

قوله تعالى: {لأَعْنَتَكُمْ} [220] قرأ أحمد البزّيّ بتسهيل الهمزة وقفًا ووصلًا، وحمزة وقفًا لا وصلًا

(4)

. والباقون بالهمز.

قوله تعالى: {حَتَّى يَطْهُرْنَ} [222] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وأبو بكر بتشديد الطاء والهاء مفتوحة

(5)

. والباقون بسكون الطاء وتخفيف الهاء مرفوعة

(6)

.

= السبعة ص 281).

(1)

وحجة من قرأ بالباء أنه من الكبر على معنى العظم أي فيهما إثم عظيم، ويقوى ذلك إجماعهم على قوله {وإثمهما أكبر من نفعهما} بالباء من العظم، وقد أجمعوا على أن شرب الخمر من الكبائر؛ فوجب أن يوصف إثمه بالكبر وقد وصف الله الشرك بالعظم فقال:{إن الشرك لظلم عظيم} ؛ فكذلك ينبغي أن يوصف ما قرب من الشرك بالعظم، وهو شرب الخمر؛ لأنهما كبائر، والعظم والكبر سواء (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 291، 292، شرح طيبة النشر 4/ 100، النشر 2/ 227، المبسوط ص 146).

(2)

قال ابن الجزري: يقول ارفع (أ) لا العفو (حـ) نا.

ووجه الرفع أنه خبر مبتدأ على الفصيح باعتبار الاسمية؛ أي يسألونك ما الذي ينفقونه مثل الذي ينفقونه العفو أو هو العفو، أو على أن ما استفهامية وذا موصولة فوقع جوابها مرفوعًا خبر مبتدأ محذوف؛ أي الذي ينفقونه هو العفو (شرح طيبة النشر 4/ 99، إتحاف فضلاء البشر ص 157، حجة القراءات ص 134، السبعة ص 181، المبسوط ص 146، الغاية ص 114، الإقناع 2/ 608).

(3)

ووجه النصب: أنه مفعول على الأفصح باعتبار الفعلية، والتقدير: يسألونك أي شيء ينفقونه قل أنففوا العفو (شرح طيبة النشر 994، النشر 2272، المبسوط ص 146، المهذب ص 91).

(4)

تؤخذ بما سبق (لأعنتكم).

(5)

ووجه التشديد أنه مضارع تطهر أي اغتسل، وأصله يتطهرن أدغمت التاء لاتحاد المخرج ودليل ذلك في قوله تعالى:{فإذا تطهرن} فحمل الأول على الثاني، وأيضًا لأن التخفيف في الأول يوهم جواز إتيان الحائض إذا ارتفع عنها الدم وإن لم تطهر بالماء؛ فكان التشديد فيه رفع التوهم أو هي في حكم الحائض ما لم تطهر، وهي ممنوعة من الصلاة ما لم تتطهر ولزوجها مراجعتها ما لم تطهر بالماء وإن كان الدم قد انقطع وهو قول عمر وعبادة بن الصامت وأبي الدرداء وجمع من الصحابة (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 294، شرح طيبة النشر 4/ 100، النشر 2/ 227، إتحاف فضلاء البشر ص 157، التبصرة ص 439، الإقناع 2/ 608، شرح شعلة ص 291، زاد المسير 1/ 248).

(6)

قال ابن الجزري:

يَطْهُرْنَ يطَّهَّرْن (فـ) ـي (ر) خا (صفا)

ووجه التخفيف أنه مضارع طهرت المرأة أي شفيت من الحيض واغتسلت، وهو بمعنى ارتفاع الدم =

ص: 168

قوله تعالى: {أَنَّى شِئْتُمْ} [223] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(1)

.

وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(2)

. وقرأ الدوري - عن أبي عمرو - بالإمالة بين بين. والباقون بالفتح.

وأبدل الهمزة من {شئتم} في الوصل والوقف: أبو جعفر، والأصبهاني، وأبو عمرو، بخلاف عنه

(3)

. وفي الوقف فقط حمزة.

قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ} [225] قرأ ورش، وأبو جعفر بإبدال الهمزة واوًا وقفًا ووصلًا، وحمزة يبدل وقفًا لا وصلًا

(4)

.

قوله تعالى: {ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} [228] إذا وقف حمزة، وهشام عليه، ففيه وجهان:

الأول: الإدغام مع السكون. الثاني: الرّوْم مع الإدغام

(5)

.

= وانقطاعه ولكن لا تتم الفائدة إلا بقوله {فإذا تطهرن} أي بالماء {فأتوهن} فبهذا تتم الفائدة والحكم؛ لأن الكلام متصل ببعصه البعض (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 293، شرح طيبة النشر 4/ 100).

(1)

وهي في ثمانية وعشرين موضعًا للاستفهام، وضابطها أن يقع بعدها حرف من خمسة أحرف تجمعها (شليت)(إتحاف فضلاء البشر ص 157).

(2)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق فقط.

(3)

فيصير النطق {شِيتُمْ} بإبدال الهمزة في الحالين (المهذب ص 91).

(4)

فيصير النطق {يواخذكم} وإذا كانت الهمزة مفتوحة مضموم ما قبلها وشرع فيها فقد اتفق ورش من طريق الأزرق وأبو جعفر على إبدال كل همزة متحركة وقعت فاء من الكلمة وهي مفتوحة وقبلها ضمة بواو أو نحو {يوده} و {يواخِذ} وتبدل فاء الكلمة للأصبهاني أيضًا كالأزرق إلا أنه استثنى كلمة واحدة وهي {مؤذن} قال ابن الجزري:

والفاء عن نحو يؤده أبدلوا

(جـ) ـد (ثـ) ـق يؤيد خلف (ذ) ـد ويبدل

للأصبهاني مع فؤاد إلا

مؤذن وأزرق ليلا

(انظر شرح طيبة النشر 2/ 284. وليس للأزرق في بدله سوى القصر لأنه من المستثنيات، قال ابن الجزري:

وامنع يؤاخد

(المهذب ص 92).

(5)

فيصير النطق {قُرُوْ} وقد وقف عليها حمزة وهشام بخلف عنه لأن الواو زائدة، فإذا كانت الواو أو الياء زائدتين مثل {قُروء} و {ترَيء} فإن حمزة وهشامًا يبدلان الهمز الواقع بعدهما واوًا بعد الواو وياء بعد الياء، ويدغم الواو في الواو المبدلة، والياء في الياء المبدلة، ووجه البدل: تعذر النقل وضعف التسهيل لقصور الحرفين في المد عن الألف فتعين البدل، وأبدلت من جنس ما قبلها لقصد الإدغام. فإن قلت: لم =

ص: 169

والباقون بالهمز، وهم على مراتبهم في المد.

قوله تعالى: {الطَّلَاقُ} [227]، {وَالْمُطَلَّقَاتُ} [228]، {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ} [231] قرأ ورش بتغليظ اللام في الجميع

(1)

. والباقون بالترقيق.

قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَخَافَا} [229] قرأ حمزة، وأبو جعفر، ويعقوب بضم الياء قبل الخاء

(2)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {ضِرَارًا} [231] لم يرقّق ورش هذه الراء؛ لأجل التكرير

(3)

.

قوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ} [231] قرأ أبو الحارث بإدغام اللام الساكنة في الذال المعجمة

(4)

. والباقون بالإظهار.

= خرج المد هنا عن حكم {قالوا وهم} و {في يوم} فساغ إدغامه فالجواب: إنما أبدل لإدغام فلا يكون السبب مانعًا، فالمد في {قالوا وهم} و {في يوم} سابق على الإدغام مقارن فافترقا، قال ابن الجزري:

والواو واليا إن يزادا أدغما

والبعض في الأصلي أيضًا أدغما

(شرح طيبة النشر 2/ 351).

(1)

اتفق الجمهور على أن ورش من طريق الأزرق يغلظ كل لام مفتوحة مخففة أو مشددة متوسطة أو متطرفة موصولة غير متلوة بمحال إن تقدمها صاد أو طاء أو ظاء وكل من الثلاثة واللام ساكن أو مفتوح مخفف أو مشدد لازم أو مباشر، فإذا اجتمعت الشروط فالجمهور على تغليظ اللام، وأما إذا فصل بينهما ألف وهو {طال} في طه والأنبياء والحديد، و {فِصَالًا} و {يَصَّالَحَا} فقط فروى كثير منهم ترقيقها وهو الذي في التيسير والعنوان والتذكرة والتبصرة، وروى آخرون التغليظ وهو اختيار الداني في غير التيسير وهو الأقوى قياسًا والأقرب إلى مذهب رواة التفخيم. والوجهان في الشاطبية والتجريد والتلخيص وجاء البيان. أما إذا وقع بعد اللام ألف حمالة فروى بعضهم تغليظها وروى بعضهم ترقيقها. قال ابن الجزري:

وأزرق لفتح لام غلظا

بعد سكون صادٍ أو طاء وظا

أو فتحها وإن يحل فيها ألف

أو أن يمل مع ساكن الوقف اختلف

(2/ 191، 193).

(2)

فيصير النطق {يُخَافَا} .

(3)

هناك قاعدة مطردة لورش وهي أنه إذا كررت الراء في الكلمة فإنها تفخم مثل {ضِرَارًا} و {مِدْرَارًا} و {إسْرَارًا} ووجه تفخيم المكررة أن مناسبة الراء بأختها أحسن من مناسبتها بغيرها، قال ابن الجزري:

والأعجمي فخم مع المكرر

(شرح طيبة النشر 3/ 163، 164، والنشر 932).

(4)

فيصير النطق {يَفْعَذَّلِكَ} ولا يؤخذ هذا إلا بالمشافهة. وقد أدغم أبو الحارث عن الكسائي اللام المجزومة في {وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ} وهي في ستة مواضع في القرآن في البقرة وآل عمران وفي النساء موضعان وفي سورة =

ص: 170

قوله تعالى: {فَقَدْ ظَلَمَ} [231] قرأ قالون، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار الذال عند الظاء، وأدغمهما الباقون

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} [231] أدغم الهاء في الهاء أبو عمرو، ويعقوب، بخلاف عنهما

(2)

. وأظهرها الباقون.

وقرأ حفص "هزوا" بالواو وقفًا ووصلًا

(3)

، وحمزة بالواو وقفًا مع إسكان الزاي.

والباقون برفع الزاي. وله - أيضًا - نقل حركة الهمزة إلى الساكن، وهو الزاي. وإذا وصل حمزة سكن الزاي، وهمز

(4)

.

قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} [231] هذه التاء رسمت مجرورة؛ فوقف عليها بالهاء - مخالفًا للمرسوم - ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب

(5)

، ووقف الباقون بالتاء، موافقًا للمرسوم. وإذا وقف الكسائي، أمال الهاء

(6)

.

قوله تعالى: {ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ} [232] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة

= المنافقين والفرقان فإن لم يكن يفعل مجزومًا لم يدغم نحو {فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ} (التيسير ص 42، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع 1/ ص 196).

(1)

اختلف القراء في حكم دال قد عند الأحرف الثمانية الجيم والذال والضاد والشين والزاي والسين والصاد فأدغمها في حروفها أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام بخلف عنه في حرف واحد وهو {لقد ظلمك} في ص فروى جمهور المغاربة وكثير من العراقيين عنه الإظهار وهو الذي في الكتابين والهداية وروى جمهور العراقيين وبعض المغاربة عنه الإدغام. قال ابن الجزري:

بالجيم والصفير والذال أدغم

قد وبضاد الشين والظا تنعجم

حكم شفا لفظا

(2)

فيصير النطق {ولا تتخذوا آيات اللَّهُّزُؤا} .

(3)

سبق قريبًا.

(4)

سبق قريبًا.

(5)

الأصل اتباع الرسم لكل القراء؛ إلا أنه اختلف عنهم في أصل مطرد وكلمات مخصوصة فالأصل المطرد كل هاء تأنيث رسمت تاء نحو {رَحْمَت} و {نِعْمَتَ} و {شَجَرَتَ} فوقف عليها بالهاء خلافًا للرسم الكسائي وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، قال ابن الجزري:

بالها (ر) جا (حق) وذات بهجه

(شرح طيبة النشر 3/ 223، النشر 2/ 129، إتحاف فضلاء البشر ص 157).

(6)

فيصير النطق {نِعْمِهْ} .

ص: 171

محضة

(1)

. وقرأ نافع بالفتح، وبين اللفظين

(2)

.

وقرأ الباقون بالفتح.

قوله تعالى: {لَا تُضَارَّ} [233] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب برفع الراء

(3)

وقرأ الباقون بالنصب. ورُوِيَ عن أبي جعفر - أيضًا - سكونها - بِخُلْف - مخفّفة

(4)

.

قوله تعالى: {فِصَالًا} [233] روي عن ورش تغليظ اللام وترقيقها

(5)

.

والباقون بالترقيق.

(1)

هناك قاعدة مطردة؛ وهي أن حمزة والكسائي وخلف البزار أمالوا جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:

وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه

وفتحهُ وما بياء رسمه

(النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف

وما به ها غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

(3)

قال ابن الجزري:

تضار (حق) رفعٌ

ووجه الرفع أن لا نافية ومعناه النهي طلبًا لمشاكلة الطرفين، وجاز أن يكون جزمًا إتباعًا على التميمية، ولأنه مضارع لم يدخل عليه ناصب ولا جازم فرفع، فلا نافية ومعناه النفي للمشاكلة من حيث إنه عطف جملة خبرية لم يدخل على مثلها من حيث اللفظ (شرح طيبة النشر 4/ 101، 102).

(4)

اختلف عن أبي جعفر في هذا الحرف، فروى عنه عيسى من غير طريق ابن مهران عن ابن شبيب وابن جماز من طريق الهاشمي، وعيسى من طريق ابن مهران عن ابن شبيب تشديد الراء وفتحها فيهما (شرح طيبة النشر 4/ 101).

(5)

هو عن ورش من طريق الأزرق؛ فقد روي عنه أنه إذا فصل بين اللام والصاد أو الطاء أو الظاء ألف فإن له الترقيق وهو مذهب الداني في التيسير، والعنوان والتذكرة والتبصرة، وروى آخرون التغليظ وهو اختيار الداني في غير التيسير، والوجهان في الشاطبية والتجريد والتلخيص وجامع البيان، قال ابن الجزري:

وأزرق لفتح لام غلظا ........ إلى أن قال:

وإن يحل فيها ألف

(شرح طيبة النشر 2/ 193).

ص: 172

قوله تعالى: {مَا آتَيْتُمْ} [233] قرأ ابن كثير بقصر الهمزة؛ من باب المجيء

(1)

. وقرأ الباقون بالمد؛ من باب الإعطاء.

قوله تعالى: {مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ} [235] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر ورويس بإبدال الهمزة الثانية المفتوحة ياءً خالصة بعد تحقيق الأولى المكسورة

(2)

. وقرأ الباقون بتحقيقها. وإذا وقف حمزة وهشام على الأولى المكسورة أبدلاها ألفًا مع المدّ والتوسُّط والقصر. وعنهما - أيضًا - تسهيلها مع المدّ والقصر والرّوْم، إلا أن حمزة في هذَيْن الوجهين أطول مدّا من هشام

(3)

.

قوله تعالى: {مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ} [236]، {مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ} [237] قرأ حمزة والكسائي وخلف بضم التاء الفوقية وألف بعد الميم

(4)

.

وقرأ الباقون بفتح التاء من غير ألف بعد الميم

(5)

.

قوله تعالى: {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ} [236] قرأ حمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان وحفص بفتح الدال فيهما. وقرأ الباقون بإسكانها

(6)

.

(1)

فيصير النطق {مَا آتَيْتُمْ} وهو من باب المجئ أي جئتم وفعلتم (إتحاف فضلاء البشر ص 158).

(2)

سبق قريبًا.

(3)

سبق قريبًا.

(4)

قال ابن الجزري:

................ وفا

كل تمسوهن ضم احدد (شفا)

ووجه مد {تُمَاسُّوهُنَّ} أن كلّا من الزوجين يمس الآخر في الجماع ومنه {أن يَتَمَاسّا} وبابه المفاعلة، (شرح طيبة النشر 4/ 105، حجة القراءات ص 138، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 298، النشر 2/ 228، الغاية ص 115، التبصرة 440).

(5)

ووجه هذه القراءة: أن الواطئ واحد فنسب إليه، ومنه قوله تعالى:{وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ} فالمس هنا يراد به الوطء أو المباشرة والواطئ هو الرجل دون المرأة، فهو فعل واحد، فبابه "فَعَل" لا "فاعل"(شرح طيبة النشر 4/ 105، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 298، النشر 2/ 228، المبسوط ص 147، الإقناع 2/ 609، زاد المسير 1/ 279).

(6)

قال ابن الجزري:

............................

.................... وقدرُهُ

حرك معًا (مـ) ـن (صحب)(ثـ) ـابت =

ص: 173

قوله تعالى: {بِيَدِهِ عُقْدَةُ} [237] قرأ رويس باختلاس حركة الهاء

(1)

. والباقون بالإشباع.

قوله تعالى: {وَصِيَّةً} [240] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحفص، وحمزة بالنصب

(2)

. والباقون بالرفع

(3)

.

قوله تعالى: {فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ} [240]"في" مقطوعة "ما"، فيقف على "في"، ثم يبتدئ:"في ما فعلن".

قوله تعالى: {ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} [243] قرأ الكسائي بالإمالة محضة

(4)

........

= والفتح والإسكان لغتان بمعنى الوسع أو الساكن مصدر والمفتوح اسم وغلب المفتوح في المقادير ودليل الفتح: إجماعهم على الفتح في قوله {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} وقوله {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} ودليل الإسكان قوله {حَقَّ قَدْرِهِ} وقوله {لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} قيل بالتسكين الطاقة وبالتحريك المقدار (إتحاف فضلاء البشر ص 159، النشر 2/ 228، شرح طيبة النشر 4/ 105، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 298، زاد المسير 1/ 279، المبسوط ص 147، شرح شعلة ص 291).

(1)

قرأ رويس باختلاس كسرة الهاء في أربعة مواضع هي: {بيده} موضعي {بيده عقدة النكاح - بيده فشربوا منه} البقرة الآية 237 - 249، وموضع {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ} المؤمنين الآية 88 وموضع {الَّذِي بِيَدِهِ} يس الآية 83 (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1 ص 52).

(2)

ووجه النصب أنه مفعول مطلق؛ أي فليوصِ الذين أو الذين يتوفون يوصون، أو ليوصوا وصية، أو مفعول به تقديره: كتب الله عليكم وصية، و {الذين} فاعل على الأول مبتدأ على البواقي (شرح طيبة النشر 4/ 106، النشر 2/ 228، إتحاف فضلاء البشر ص 159، الغاية ص 115، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 299).

(3)

ووجه الرفع: أنه مبتدأ خبره {لأزواجهم} وجاز الابتداء بالنكرة لأنه موضع تخصيص كسلام عليكم، أو محذوف؛ أي فعليهم وصية، أو خبر مبتدؤه {والذين يتوفون منكم} ولابد من تقدير في إحداهما إما: وحكم الذين يتوفون منكم وصية، أو: والذين يتوفون منكم أهل وصية، أو يكون مفعوله ما لم يسم فاعله؛ أي كتب عليكم وصية والجملة خبر {والذين} (شرح طيبة النشر 4/ 106، إتحاف فضلاء البشر ص 159، حجة القراءات ص 138، المبسوط ص 147، النشر 2/ 228).

(4)

اختص الكسائي دون حمزة وخلف بإمالة {أحياكم - فأحياكم - أحياها} حيث وقع إذا لم يكن مسبوقًا بالواو نحو {فأحياكم} ، أما المسبوق بالواو وسواء كان ماضيًا أم مضارعًا؛ فيتفق الثلاثة على إمالته نحو {أمات وأحيا} ، وبإمالة {خطايا} حيث وقع، وبإمالة {حَقَّ تُقَاتِهِ} في آل عمران، و {وَقَدْ هَدَانِ} في الأنعام، و {وَمَنْ عَصَانِي} في إبراهيم، و {أَنْسَانِيهُ} في الكهف، و {آتَانِيَ الْكِتَابَ} في مريم، و {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ} فيها، و {آتَانِ الَلَّهُ} في النمل، و {مَحْيَاهُمْ} في الجاثية، و {دحاها - طحاها - تلاها} و {سجى} ، قال ابن الجزري: =

ص: 174

وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(1)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} [245] قرأ ابن عامر، وعاصم، ويعقوب بنصب الفاء

(2)

.

والباقون بالرفع. وقرأ ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب بتشديد العين، وحذف الألف قبلها

(3)

. وقرأ الباقون بتخفيف العين وألفٍ قبلها

(4)

.

= .................

أحيا بلا واو وعنه ميل

محياهمو تلا خطابا ودحا

تقاته مرضاة كيف جا (طـ) ـحا

(النشر 2/ 37، شرح طيبة النشر 3/ 65، 66).

(1)

هو ورش من طريق الأزرق فقط.

(2)

اتفق الثلاثة على فتح الفاء ولكن ابن عامر ويعقوب قرآ بحذف الألف وتضعيف العين فيصير النطق {فَيُضَعّفَهُ لَهُ} أما عاصم فقد قرأها بالألف مع تخفيف العين فيصير النطق {فيضَاعِفَهُ} قال ابن الجزري:

يضعفه

معا وثقله وبابه ثوى

(كـ) ـس (د) ن

وحجة من شدد وحذف الألف أنه حمله على الكثير؛ لأن فعلت مشدد العين بابه تكثير الفعل، وحجة من خفف وأثبت الألف أنه حمله على الكثير؛ لأن فعّلت مشدد العين بابه تكثير الفعل، تقول: غلّقتُ الأبواب إذا فعلت ذلك مرة واحدة.

أما من فتح الفاء فإنه حمل الكلام على المعنى فجعله جوابًا للشرط، لأن المعنى: أن يكون قرض تبعه أضعاف، فحمل يضاعفه على المصدر فعطف على القرض، والقرض اسم فأضمر "أن" ليكون مع "فيضاعفه" مصدرًا فتعطف مصدرًا على مصدر. وقد اختلف في حذف الألف وتشديد العين منهما ومن سائر الباب وجملته عشرة مواضع: موضعي البقرة، و {مضاعفة} بآل عمران، و {يضعفها} بالنساء، و {يضاعف لهم} بهود، و {يضاعف} بالفرقان، و {يضاعف لها} بالأحزاب، و {فيضاعفه له} و {يضاعف لهم} بالحديد، و {يضاعفه} بالتغابن، فإن ابن كثير وابن عامر وأبا جعفر ويعقوب يقرأون بالتشديد مع حذف الألف في جميعها. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 301، شرح طيبة النشر 4/ 107، الغاية ص 115، حجة القراءات ص 139).

(3)

وهو كل مضارع بني للفاعل أو المفعول عري عن الضمير أو اتصل به بأي إعراب كان، واسم المفعول، فيصير النطق {فيضعَفُهُ لَهُ} (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 301، شرح طيبة النشر 4/ 107، الغاية ص 115، حجة القراءات ص 139).

(4)

وحجة من خفف وأثبت الألف: أن أبا عمرو حكى أن ضاعفت أكثر من ضعّف؛ لأن ضعّف معناه مرتان، وحكى أن العرب تقول ضعفت درهمك؛ أي جعلته درهمين، وتقول: ضاعفته؛ أي جعلته أكثر من درهمين (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 300، إتحاف فضلاء البشر ص 159، 160، السبعة ص 185).

ص: 175

قوله تعالى: {وَيَبْسُطُ} [245] قرأ الدوري - عن أبي عمرو - وخلف - عن حمزة وعن نفسه - وهشام، ورويس بالسين

(1)

. وأما قنبل، والسوسي، وابن ذكوان، وحفص، وخلّاد: فروى عنهم بالسين والصاد

(2)

. والباقون بالصّاد الخالصة، موافقًا للرسم

(3)

.

قوله تعالى: {مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [246] قرأ أبو جعفر بتسهيل الهمزة مع المد والقصر

(4)

. وقرأ ورش بمد الهمزة قبل الياء، بخلاف

(1)

ووجه قراءة من قرأ بالسين أنه الأصل؛ إذ لو كانت الصاد أصلًا لتعينت (شرح طيبة النشر 4/ 112، النشر 2/ 228، المبسوط ص 148، الإقناع 2/ 609).

(2)

أما قنبل فروى ابن مجاهد عنه السين، وروى ابن شنبوذ عنه الصاد، وأما السوسي فروى ابن حبش عن ابن جرير عنه بالصاد في {يبسط} و {بسطة} وكذا روى ابن جمهور عن السوسي وهي رواية ابن اليزيدي وأبي حمدون وأبي أيوب من طريق مدين ويروي سائر الناس عنه السين فيهما. وأما ابن ذكوان: فروى المطوعي عن الصوري والشذائي عن الداجوني عنه عن ابن ذكوان السين فيهما وهي رواية هبة الله وعلي بن السفر عن الأخفش، وروى زيد والقباب عن الداجوني وسائر أصحاب الأخفش عنه الصاد فيهما؛ إلا أن النقاش روى عنه السين هنا والصاد في الأعراف. وبهذا قرأ الداني على عبد العزيز، وبالصاد فيهما قرأ على سائر شيوخه في رواية ابن ذكوان.

وأما حفص: فروى الولي عن الفيل وزرعان كلاهما عن عمرو عن حفص بالصاد فيهما، وروى عبيد عنه والحضيني عن عمرو عنه بالسين فيهما وهي رواية أكثر المغاربة والمشارقة، وبالوجهين نص له المهدوي وابن شريح. وأما خلاد: فروى ابن الهيثم من طريق ابن ثابت عن خلاد الصاد فيهما وهي رواية الوزان وغيره عن خلاد، وبذلك قرأ الداني على أبي الفتح وعليه أكثر المشارقة، وروى القاسم بن نصر عن ابن الهيثم والنقاش عن ابن شاذان عن خلاد بالسين فيهما، وهي قراءة الداني على أبي الحسين وهو الذي في الكافي والهداية والعنوان وسائر كتب المغاربة، قال الناظم:

ويبصط سينة ....... (فتى)(حـ) وي

(لـ) ـي (غـ) ـث وخلف عن قوي (ز) ن من يصر

(شرح طيبة النشر 4/ 108 - 111، النشر 2/ 229).

(3)

ووجه قراءة الصاد: مشاكلة الطاء إطباقًا واستعلاء أو تفخيمًا، وهو يشارك السين في المخرج والصفير، ورسما صادًا تنبيهًا على البدل فلا تناقض السين، وأن السين حرف مستقل غير مطبق، فلما وقعت بعده الطاء وهي مطبقة مستعلية؛ صعب أن يخرج اللافظ من تسفّل إلى تصعّد. قال أبو حاتم: هما لغتان فكيف قرأت فأنت مصيب (شرح طيبة النشر 4/ 112، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 202).

(4)

فيصير النطق {إسْرايِيلَ} بتسهيل الهمزة مع المد والقصر لتغير السبب، وإذا قرئ له بالإشباع على طريق العراقيين كان له ثلاثة أوجه، قال ابن الجزري:

والمد أولى إن تغير السبب

وبقي الأثر أو فاقصر أحب

واعلم أن كل حرف مد واقع قبل همز مغير يجوز فيه المد والقصر؛ فالمد لعدم الاعتداد بالعارض وهو التسهيل، والقصر اعتدادًا بالعارض (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 134).

ص: 176

عنه

(1)

. وقرأ الباقون بتحقيق الهمزة قبل الياء التحتيّة مقصورة، وهم على مراتبهم في المد

(2)

. وإذا وقف حمزة سهّل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ياءً خالصة مع المد والقصر

(3)

.

قوله تعالى: {لِنَبِيٍّ لَهُمُ} [246]، {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ} [247] قرأ نافع بالهمزة

(4)

.

وقرأ الباقون بالياء التحتية المشددة.

قوله تعالى: {هَلْ عَسَيْتُمْ} [246] قرأ نافع بكسر السين

(5)

.

والباقون بالفتح

(6)

.

قوله تعالى: {عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ} [246] قرأ أبو عمرو في الوصل بكسر الهاء والميم

(7)

، وقرأ حمزة والكسائي، وخلف، ويعقوب بضم الهاء

(1)

هذا الوجه لورش من طريق الأزرق، وقد اختلف في مد الياء فيها كنظائره للأزرق فنص بعضهم على مدها واستثناها الشاطبي والوجهان في الطيبة. قال ابن الجزري:

........................

وأزرق إن بعد همز حرف مد

مد له واقصر ووسط كنأى

فالآن أوتوا إى ءآمنتم رأى

لا عن منون ولا السكن صح

بكلمة أو همز وصل في الأصح

وامنع يؤاخذ وبعادًا الأولى

خلف وآلان وإسرائيلا

(انظر: شرح طيبة النشر 2/ 176، الإتحاف ص: 134).

(2)

سبق قريبًا.

(3)

سبق قريبًا.

(4)

سبق قريبًا (وانظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص:73، والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص:98.

(5)

قال ابن الجزري:

عسيتم اكسر سينه معًا (أ) لا

ووجه الكسر: أنه لمجانسته لحرف الياء مع ثقل الجمود، والكسر لغة في عسى إذا اتصل بمضمر خاصة، وقد حكي في اسم الفاعل {عَسِي} فهذا يدل على كسر السين في الماضي (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 303، شرح طيبة النشر 4/ 113).

(6)

ووجه الفتح: أنه هو الأصل وهو اللغة الفاشية وعليه أجمع القراء ونافع معهم، إذا لم يتصل الفعل بمضمر.

(الكشف عن وجوه القراءات 1/ 303، شرح طيبة النشر 4/ 113، زاد المسير 1/ 292، النشر 2/ 230).

(7)

فتصير قراءته {عَلَيهِمِ القتل} وإنما كسر الهاء لمجاورة الياء والكسرة (انظر تفصيل ذلك في سورة الفاتحة وانظر: التيسير ص: 19، والنشر 1/ 272، والسبعة لابن مجاهد ص: 108، والتبصرة ص: 251). =

ص: 177

والميم

(1)

. والباقون بكسر الهاء وضم الميم. وأما في الوقف: فحمزة، ويعقوب بضم الهاء. والباقون بكسر الهاء.

قوله تعالى: {بَسْطَةً} [247] لا خلاف في الرسم، والقراءة بالسين

(2)

.

قوله تعالى: {مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً} [249] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر بفتح الياء

(3)

. والباقون بالإسكان، وهم على مراتبهم في المد. وفتح الغَيْنَ من {غرفة}: نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر

(4)

. وقرأ الباقون بضمها

(5)

.

قوله تعالى: {بِيَدِهِ فَشَرِبُوا} [249] قرأ رويس باختلاس الكسرة

(6)

والباقون بالكسرة الكاملة.

(1)

فيصير النطق {عَلَيْهُمُ الْقَتْل} قال ابن مجاهد في السبعة ص: 108: وإنما خص هذا الحرف بضم لأنه إذا وليه ظاهر صارت ياؤه ألفًا ولا يجوز كسر الهاء إذا كان قبله ألف فعامل الهاء مع المكني معاملة الظاهر إذا كان ما قبل الهاء، إذا صار ألفًا لم يجز كسر الهاء، ولو كان مكان الهاء والميم كاف وميم لم يجز كسرهما إلا في لغة قليلة لا تدخل في القراءة لبعد الكاف من الياء.

(2)

ما ذكره المؤلف من أن القراءة بالسين للقراء العشرة غير صحيح لأن قنبلًا يقرأ هذا اللفظ بالسين والصاد معًا ودليله قول ابن الجزري:

كبسطة الخلق وخلف لمعلم زر

(3)

فيصير النطق {منّيَ} .

(4)

فيصير النطق {غَرْفَةً} ووجه من فتح أنها مصدر للمرة، قال أبو عمرو: الغرفة بالفتح المصدر، وبالضم الاسم، وهو ملان، فجعله في الاشتقاق دون اللفظ كأنبتكم نباتًا، وقياسها اغترافة وإنباتًا، ونصبها على المفعول المطلق، والمفعول به محذوف؛ أي اغترف ماءً غرفة واحدة (شرح طيبة النشر 4/ 113، والنشر 2/ 230، وإتحاف فضلاء البشر ص 161).

(5)

فيصير النطق {غُرْفَةً} قال ابن الجزري:

غرفة اضمم (ظل) كنز

ووجه الضم أنه اسم للمغترف باليد وغيرها، وقيد بها للتقليل، وقيل: إنه جعله اسم الماء المغترف، فعدّى الفعل إليه لأنه مفعول به؛ كأنه قال: إلا من اغترف ماء على قدر مثل ملء اليد، (شرح طيبة النشر 4/ 113، والكشف عن وجوه القراءات 1/ 304، زاد المسير 1/ 298).

(6)

قرأ رويس باختلاس كسرة الهاء في أربعة مواضع هي: {بيده} موضعي {بيده عقدة النكاح - بيده فشربوا منه} البقرة الآية 237 - 249، وموضع {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ} المؤمنين الآية 88 وموضع {الَّذِي بِيَدِهِ} يس الآية 83 (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 52).

ص: 178

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} [249] قرأ أبو عمرو، ويعقوب بإدغام الهاء في الهاء، وإدغام الواو في الواو. بخلاف عنهما

(1)

.

والباقون بالإظهار فيهما.

قوله تعالى: {فِئَةٍ قَلِيلَةٍ

فِئَةً كَثِيرَةً} [249] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياء وقفًا ووصلًا

(2)

؛ وكذا يفعل حمزة في الوقف دون الوصل

(3)

. والباقون بالهمزة وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ} [249] قرأ أبو جعفر بإخفاء التنوين عند الغين المعجمة. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ} [251] قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الدال في الجيم، بخلاف عنهما

(4)

. وقرأ الباقون بالإظهار.

(1)

قال ابن مهران في المبسوط في القراءات العشر (ص: 91): كان أبو عمرو يدغم كل حرفين يلتقيان من جنس واحد أو مخرج واحد أو قريبي المخرج، سواء كان الحرف المدغم ساكنًا أو متحركًا إلا أن يكون مضاعفًا، أو منقوصًا، أو مفتوحًا قبله ساكن غير متين. وبذا يكون النطق {فِيْهدَى للمتقين} (الحجة لابن خالويه (1/ 120) النشر (1/ 274)، السبعة لابن مجاهد (ص: 116) إتحاف فضلاء البشر (ص: 126).

(2)

وهذه قاعدة عند أبي جعفر أنه إذا جاء الهمز مفتوحًا بعد كسر؛ فإنه يبدل الهمزة ياء عند الوقف والوصل، نحو {فِئَة} و {مِائَة} و {خَاطِئَة} و {رِئَاء الناس} و {يُبَطِئَن} و {شَانِئَكَ} و {قرِئ} وكل هذا عنه باتفاق، واختلف عنه في {مَوْطِئًا} فقطع له بالإبدال أبو العلاء من رواية ابن وردان وكذلك الهذلي من روايتي ابن وردان وابن جماز ولم يذكر الهمز فيهما إلا من طريق النهرواني عن أصحابه عن ابن وردان، وقطع أبو العز من الروايتين وكذلك ابن سوار وهما صحيحان واتفق الأصبهاني وأبو جعفر على إبدال {خاسيًا} ، قال ابن الجزري:

باب مائة فئة وخاطئه رئا يبطئن ثب

(شرح طيبة النشر 2/ 285، 286).

(3)

وهذه قاعدة عند حمزة عند الوقف، وهي أنه إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد كسرة أو ضمة نحو {مِئة} و {ناشِئَة} و {مُلِئَت} و {يُؤَذّنُ} و {الفُؤَاد} فيصير {مِيَهْ، نَاشِيَه، مُلِيَت، يُوَذّنُ، الفُواد} ، قال ابن الجزري:

وبعد كسرة وضمّ أبدلا

إن فتحت ياء وواوًا مسجلا

(4)

فيصير النطق {دَاوُجَّالوت} ووجه الإدغام: تجانسهما في الجهر والشدة والانفتاح والاستفال والقلقلة، وروي إدغام هذا الحرف من طريق ابن مجاهد، وعن السوسي من طريق الخزاعي، والصحيح أن الخلاف =

ص: 179

قوله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ} [251] قرأ نافع، وأبو جعفر، ويعقوب بكسر الدال وفتح الفاء، وألف بعد الفاء

(1)

.

والباقون بفتح الدال من غير ألف وسكون الفاء

(2)

.

قوله تعالى: {بِرُوحِ الْقُدُسِ} [253] قرأ ابن كثير بإسكان الدال

(3)

.

والباقون بالرفع

(4)

.

قوله تعالى: {لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ} [254] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب بنصب العين والتاء في الحرفين من غير تنوين

(5)

وقرأ الباقون

= في ذلك في الإخفاء والإدغام لكون الساكن قبله ساكنًا صحيحًا، إذ لا فرق بينه وبين غيره، وهذا مذهب المحققين وله كان يأخذ ابن شنبوذ وغيره من المتقدمين، ومن بعدهم من المتأخرين وبه قرأ الداني (شرح طيبة النشر 2/ 93).

(1)

قال الناظم:

وكلا دفع دفاع واكسر إذ قوى

وحجة من قرأ بالألف أنه جعله مصدرًا لفاعل، كالقتال، والمفاعلة قد تأتي من واحد كعاقبت اللص، ويجوز أن يكون مصدرًا لفعل كآب إيابًا، ولقيته لقاءً، (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 304، 305، النشر 2/ 230، المبسوط ص 150، الغاية ص 117، زاد المسير 1/ 300، شرح شعلة ص 293).

(2)

حجة من قرأ بغير ألف: أن المفاعلة التي من اثنين لا معنى لها في هذا الموضع؛ لأن الله هو الدافع عن المؤمنين وغيرهم ما يضرهم (الكشف عن وجوه القراءات ص 305، حجة القراءات ص 140، شرح طيبة النشر 4/ 116، السبعة ص 118، إتحاف فضلاء البشر ص 161).

(3)

فيصير النطق {القُدْسِ} وهي قاعدة مطردة عند ابن كثير فهو يقرأ بإسكان الدال في جميع القرآن؛ كأنه استثقل الضمتين واحتج بقول الشاعر:

وجبريل رسول الله فينا

وروح القُدْسِ ليس له كفاء

قال ابن الجزري:

والقدس نكر (دُ) م

(حجة القراءات ص 105، وإتحاف فضلاء البشر ص 141).

(4)

واحتج من قرأ بالضم {القُدُسِ} بأنه الأصل وهو الاختيار وعليه إجماع القراء، ولأن حروف الكلمة قليلة وخفيفة (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 253، والنشر 2/ 208، وزاد المسير 1/ 112).

(5)

قرأ المدنيان وابن عامر والكوفيون {لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ} بالبقرة، و {لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ} بإبراهيم، و {لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ} بالطور، بالرفع والتنوين في الكلمات السبع، ووجه قراءتهم: أنها على أن لا نافية للجنس تعمل عمل إن، قال ابن الجزري: =

ص: 180

بالرفع والتنوين في الثلاثة.

قوله تعالى: {إِلَّا بِمَا شَاءَ} و [255] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الشين

(1)

.

والباقون: بالفتح. وإذا وقف حمزة وهشام على "شاء" أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسّط والقصر

(2)

.

قوله تعالى: {وَلَا يَئُودُهُ} [255] قرأ ورش على أصله في الهمزة من المد والتوسّط والقصر

(3)

.

قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [255] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر بإسكان الهاء

(4)

. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ} .... {إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ} .... {قَالَ إِبْرَاهِيمُ} [258]، {إِذْ قَالَ

= شفاعة لا بيع لا خلال لا

تأثيم لا لغو (مدا)(كنز)

انظر: المبسوط ص: 129، وشرح طيبة النشر 4/ 20، والنشر 2/ 211، وإتحاف فضلاء البشر ص: 136، الحجة لابن خالويه 2/ 99).

(1)

واختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جاء} و {زاد} {خاب} في طه 61 فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

(2)

قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحو {شركاؤنا} {جاءوا} .. فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة منه ومكسورها مما رسم فيه صورة الهمزة واوًا وياءً الإبدال بهما محضين مع المد والقصر وهو شاذ لا أصل له في العربية (شرح طيبة النشر 2/ 391، 392).

(3)

هي رواية الأزرق عن ورش فقط.

(4)

قرأها هؤلاء بسكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن {وَهْوَ، فَهْوَ، وَهْيَ فَهْيَ، لَهْيَ} وزاد الكسائي {ثُمَّ هْيَ} (انظر المبسوط ص: 128 وعلة من اسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وهو} وكسرتان وضمة في {هي} فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132 الكشف عن وجوه القراءات 1/ 239، التيسير ص: 72 النشر 2/ 202 حجة القراءات ص:93). =

ص: 181

إِبْرَاهِيمُ} [260] قرأ هشام بالألف بعد الهاء .... وفتح الهاء

(1)

. وقرأ ابن ذكوان بالألف والياء

(2)

. والباقون بالياء وكسر الهاء

(3)

.

قوله تعالى: {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي} [258] قرأ حمزة - في الوصل - بإسكان الياء من "ربي"، وإذا سكّنها تسقط في الوصل

(4)

لفظًا فقط وأما في حالة الوقف عليها فهي ثابتة لجميع القراء. والباقون في الوصل بفتحها.

قوله تعالى: {أَنَا أُحْيِي} [258] قرأ نافع، وأبو جعفر بإثبات الألف بعد النون وقفًا ووصلًا، اتباعًا للمرسوم

(5)

. وأثبتها الباقون وقفًا لا وصلًا

(6)

.

(1)

فيصير النطق {إبراهام} .

(2)

أي أن له خلاف فيه فقرأ بالألف كهام وبالياء الجماعة. قال ابن الجزري:

ويقرأ إبراهام ذي مع سورته

والنجم والحديد ماذا يحذف لا

ولفظ {إبراهيم} قرأه ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان في ثلاثة وثلاثين موضعًا بالألف مكان الياء.

(3)

فيصير النطق {إبراهيم} .

(4)

إذا جاء بعد الياء همزة الوصل المصاحبة للام - والواقع منها اثنان وثلاثون - فإن حمزة يسكنها كلها همزة على أصله، وسكن ابن عامر موافقة لحمزة {عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ} الأعراف الآية 146، وسكن حفص كذلك {عَهْدِي الظَّالِمِينَ} بالبقرة الآية 12 وسكن ابن عامر وحمزة والكسائي وكذا روح كذلك {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ} بإبراهيم الآية 31، وسكن أَبُو عمرو وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف كذلك {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ} بالعنكبوت الآية 56 والزمر الآية 5 قال ابن الجزري:

وعند لام العرف أربع عشرت

ربي الذي حرم ربي مسني

الآخران آتان مع أهلكني

وفي الندا (حما)(شفا) عهدي (عـ) ـسي

(فـ) وز وآياتي اسكنن (فـ) ـي (كـ) سا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 148).

(5)

قرأ نافع وأبو جعفر {أنا} بالألف في الوصل إذا تلاه همزة قطع مضمومة، وهو موضعان بالبقرة {أنا أحيي} ويوسف {أنا أنبئكم} أو مفتوحة وهو في عشرة مواضع، واختلف عن قالون فيما قبل كسر وهو ثلاثة مواضع. ووجهت هذه القراءة بأن الاقتصار على الضمير أو حذف الألف تخفيفًا كالكل مع الهمز، قال ابن الجزري:

................................... امددا

أنا بضم الهمز أو فتح (مدا)

(شرح طيبة النشر 4/ 117)

(6)

ووجه الاتفاق على الألف وقفًا: زيادتها محافظة على حركة النون مراعاة للأصالة، ولهذا لم تدغم، أو لأنَّهُ الأصل من خلف هاء السكت، قصد النص على لغته (شرح طيبة النشر 4/ 117، المبسوط ص 150).

ص: 182

قوله تعالى: {وَهِيَ خَاوِيَةٌ} [259] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر بإسكان الهاء

(1)

. والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ} [259] قرأ حمزة والكسائي وخلف بالإمالة محضة

(2)

.

وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(3)

.

وقرأ الدوري - عن أبي عمرو - بالإمالة بين بين. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ

قَالَ بَلْ لَبِثْتَ} [259] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر بإدغام الثاء المثلّثة في التاء المثناة

(4)

. وقرأ الباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ} [259] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب بحذف الهاء في الوصل، وأثبتوها في الوقف

(5)

، وقرأ الباقون بإثبات الهاء وقفًا

(1)

سبق قريبًا (وانظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132 الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 7 النشر 2/ 202 حجة القراءات ص: 93).

(2)

وهي في ثمانية وعشرين موضعًا للاستفهام، وضابطها أن يقع بعدها حرف من خمسة أحرف تجمعها (شليت)(إتحاف فضلاء البشر ص 157).

(3)

وذلك من رواية الأزرق عن ورش فقط.

(4)

فيصير النطق {كم لبت} فإذا جاءت الثاء المثلثة قبل التاء المثناة في القرآن الكريم سواء وردت مفردة أو جمعًا نحو {فلبثت سنين} أو {لبثتم} فإن القراء المشار إليهم يدغمون الثاء في التاء، ووجه الإدغام الاشتراك في بعض المخرج والتجانس في الانفتاح والاستفال والهمس، قال ابن الجزري:

لبثت كيف جا .....

(حـ) ـط (كـ) ـم (ثـ) ـــنا (رضي)

(شرح طيبة النشر 3/ 27، 28 إتحاف فضلاء البشر ص 162)

(5)

قال ابن الجزري:

اقتده (شفا)(ظبا) ويتسن

عنهم

وحجة من حذف الهاء في الوصل: أن الهاء إنما جيء بها للوقف؛ لبيان حركة ما قبلها، ولذلك سميت هاء السكت، فلما كانت إنما يؤتى بها في الوقف لبيان الحركة التي هي في ياء الإضافة، استغني عنها في الوصل؛ لأن الحركة في الياء ثابتة؛ فهي مثل ألف الوصل التي جيء بها للابتداء فإذا لم يبتدأ بها استغني عنها. (النشر 2/ 141، شرح طيبة النشر 3/ 238 الغاية ص 118 المبسوط ص 150، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 307، 308). =

ص: 183

ووصلًا

(1)

.

قوله تعالى: {وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ} [259] قرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي - وابن ذكوان - بخلاف عنه - بإمالة الألف محضة

(2)

. وقرا ورش بإمالة بين بين

(3)

، واختلف في ذلك عن قالون وحمزة: بين الفتح والإمالة بين بين

(4)

. وقرأ الباقون بالفتح.

قوله تعالى: {كَيْفَ نُنْشِزُهَا} [259] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بالزّاي المنقوطة

(5)

. وقرأ الباقون بالراء المهملة

(6)

.

قوله تعالى: {قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ} [259] قرأ حمزة، والكسائي بهمزة وصل قبل العين

(1)

احتج من أثبتها بأنه وصل الكلام ونيته الوقف عليها لكنه لم يسترح بالوقف عليها بل وصل ونيته الوقف كما يفعل ذلك في الوافي؛ يوصل البيت بما بعده من الأبيات ولا تحذف الصلة التي للوقف فيقول:

أقلي اللوم عاذل والعتابا

وقولي إن أصبت لقد أصابا

أو لأن الهاء فيه أصلية وسكونها للجزم فلابد من إثباتها في الوصل ولا يجوز حذفها على هذا (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 308، شرح شعلة ص 290، المبسوط ص 150، المهذب 1/ 101).

(2)

اختلف عن الأخفش فرواه عنه الجمهور من طريق ابن الأخرم بالإمالة، ورواها آخرون من طريق النقاش وقطع بها ابن ذكوان بكماله صاحب المبهج وصاحب التجريد من قراءته على الفارسي، وصاحب التيسير وقال: إنه قرأ به على عبد العزيز وهو طريق التيسير، قال ابن الجزري:

والألفات قبل كسر راء طرف

كالدار حرف تفز منه اختلف

(شرح طيبة النشر 3/ 108).

(3)

هو ورش من طريق الأزرق فقط.

(4)

ليس هناك أي خلاف والصواب أنه ليس لهما في هذا اللفظ سوى الفتح فقط.

(5)

قال ابن الجزري:

ورا في ننشز (سما)

والنشر بالإعجام هو الارتفاع، وبالراء المهملة: الإحياء، ووجه قراءة {ننشزها} أنه من النشز؛ أي يرفع بعضها على بعض للتركيب؛ أي وانظر إلى العظام كيف نرفع بعضها على بعض في التركيب للإحياء؛ لأن النشز الارتفاع ومنه قوله تعالى:{وإذا قيل انشزوا} أي ارتفعوا، (شرح طيبة النشر 4/ 119، النشر 2/ 231، المبسوط ص 151، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 310، تفسير غريب القرآن ص 95، إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس 1/ 285).

(6)

ووجه من قرأ بالراء المهملة أنه من أنشره أي أحياه، ومنه قوله تعالى:{ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} والمعنى: وانظر إلى عظام حمارك التي قد ابيضت من مرور الزمان عليها كيف نحييها (شرح طيبة النشر 4/ 119، الغاية ص 118 التبصرة ص 445، النشر 2/ 231، الإقناع 2/ 611، حجة القراءات ص 144).

ص: 184

وإسكان الميم، على الأمر، وإذا ابتدئ، كسر همزة الوصل

(1)

.

وقرأ الباقون بقطع الهمزة مفتوحة ورفع الميم، على الخبر

(2)

.

قوله تعالى: {رَبِّ أَرِنِي} [260] قرأ ابن كثير، ويعقوب، وأبو عمرو - بخلاف عنه - بإسكان الراء

(3)

. وروي عن الدوري، عنه: اختلاس كسر الراء

(4)

. والباقون بالكسرة الكاملة.

وروي عن عيسى بن وردان، عن أبي جعفر: بتسهيل همزة {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [260] بخلاف عنه

(5)

. والباقون بالتحقيق، وإذا وقف حمزة سهّلها.

قوله تعالى: {فَصُرْهُنَّ} [260] قرأ حمزة، وخلف، وأبو جعفر، ورويس: بكسر الصاد

(6)

.

والباقون: بالضم

(7)

.

(1)

قال ابن الجزري:

ووصل اعلم يجزم (فنـ) ـن (ر) زوا

ووجه من قرأ بإسكان الميم: أنه فعل أمر للمواجهة من الثلاثي مفتوح العين في المضارع؛ فلزم تصديره بهمزة وصل مكسورة، وضمير {قال} للمولى سبحانه وتعالى؛ أي ارتقي من علم اليقين إلى عين اليقين، شرح طيبة النشر 4/ 119، إتحاف فضلاء البشر ص 162، ابن القاصح ص 165، المبسوط ص 151).

(2)

ووجه الرفع أنه مضارع علم، وهمزة المضارعة همزة قطع، وهو خبر عزيز على نفسه، ومعناه التعبد بالإقرار (شرح طيبة النشر 4/ 119، النشر 2/ 231، المهذب ص 101، حجة القراءات ص 144، 145).

(3)

فيصير النطق {رَبِّي أَرِنِي} قال ابن الجزري:

........................

أرنا أرني اختلف

مختلسًا (حـ) ـز وسكون الكسر (حق)

(4)

هذا هو الوجه الثاني لأبي عمرو وهو الاختلاس وكلاهما ثابت عنه من روايتيه كما في النشر، قال: وبعضهم روى الاختلاس عن الدوري والإسكان عن السوسي (إتحاف فضلاء البشر ص 162).

(5)

إذا جاءت الهمزة المتوسطة مكسورة بعد فتح؛ فقد انفرد الهذلي عن هبة الله بتسهيلها من {تطمئن} و {بئس} حيث وقع، وليس من شرط الكتاب، قال ابن الجزري:

ومتكًا تطوا يطوا خاطين ول

(شرح طيبة النشر 2/ 291).

(6)

فيلزمه من ذلك ترقيق الراء، وقيل: الكسر بمعنى القطع، والضم بمعنى الإمالة، وهي لغة معروفة، قال ابن الجزري:

صرهن كسر الضم (غـ) ـث (فتي)(ثـ) ــــما

(الكشف عن وجوه القراءات 1/ 313، شرح طيبة النشر 4/ 120، إتحاف فضلاء البشر ص 163).

(7)

قال ابن عَبَّاس {فصُرهُنّ} بالضم: قطعهن، مقلوب صري: قطع، وقال أبو عبيدة: أملهن، ولهذا قال أبو علي: الضم =

ص: 185

قوله تعالى: {مِنْهُنَّ جُزْءًا} [260] قرأ شعبة بضم الزاي

(1)

. والباقون بالإسكان، إلا أن أبا جعفر شدّد الزاي

(2)

.

قوله تعالى: {أَنْبَتَتْ سَبْعَ} [261] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام التاء في السين

(3)

، واختلف عن هشام؛ فقرا بالإدغام والإظهار

(4)

. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {مِائَةُ حَبَّةٍ} [261] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياء وقفًا ووصلًا

(5)

، وحمزة في الوقف دون الوصل

(6)

.

= والكسر يحتمل الأمرين. (شرح طيبة النشر 4/ 120، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 312، شرح شعلة ص 296).

(1)

فيصير النطق {جُزْءًا} .

(2)

مع عدم الهمز (جُزِّ - جُزّا) وقد وجهت تلك القراءة بأنه لما حذف الهمزة بعد نقل حركتها إلى الزاي تخفيفًا وقف على الزاي، ثم ضعفها ثم أجرى الوصل مجرى الوقف (إتحاف فضلاء البشر ص 163).

(3)

فيصير النطق {أَنْبَتَسّبْعَ} وقد اختلف في تاء التأنيث عند ستة احرف وهي: الجيم والظاء المعجمتان، والثاء المثلثة وحروف الصفير الثلاثة، أما التاء مع السين فنحو {أنبتت سبع} و {أقلت سحابًا} و {مضت سنة} و {وجاءت سكرة} و {جاءت سيارة} و {أنزلت سورة} اثنان بالتوبة واثنان بمحمد و {قد خلت سنة} و {كانت سرابًا} قال ابن الجزري:

مع أنبتت لا وجبت وإن نقل

(شرح طيبة النشر 3/ 11، 12).

(4)

اختلف عن هشام في تاء التأنيث مع السين والجيم والزاي؛ فروى الإدغام فيها الداجوني عن شيخه عن ابن نفيس، ومن طريق الطرسوسي كلاهما عن السامري عنه، وبه قطع لهشام وحده في العنوان والتجريد، وأظهرها عن الحلواني من جميع طرقه إلا من طريق أبي العز (شرح طيبة النشر 2/ 12).

(5)

وهذه قاعدة عند أبي جعفر أنه إذا جاء الهمز مفتوحًا بعد كسر؛ فإنه يبدل الهمزة ياء عند الوقف والوصل، نحو {فِئَة) و {مِائَة} و {خَاطِئَة} و {رِئَا الناس} و {يُبَطِئَن} و {شَانِئَكَ} و {قرِيَ} وكل هذا عنه باتفاق، واختلف عنه في {مَؤْطِئًا} فقطع له بالإبدال أبو العلاء من رواية ابن وردان وكذلك الهذلي من روايتي ابن وردان وابن جاز ولم يذكر الهمز فيهما إلا من طريق النهرواني عن أصحابه عن ابن وردان، وقطع أَبُو العز من الروايتين وكذلك ابن سوار وهما صحيحان واتفق الأصبهاني وأبو جعفر على إبدال {خاسيًا} ، قال ابن الجزري:

باب مِائَة فئة وخاطئه رئا يبطئن ثب

(شرح طيبة النشر 2/ 285، 286).

(6)

وهذه قاعدة عند حمزة عند الوقف، وهي أنه إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد كسرة أو ضمة نحو {مئة} و {ناشِئَة} و {مُلِئت} و {يُؤذّنُ} و {الفُؤاد} فيصير {ميِهْ، نَاشِيَه، مُلِيَت، يُؤذّنُ، الفُواد} ، قال ابن الجزري: =

ص: 186

قوله تعالى: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ} [261] قرأ ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب بغير ألف بعد الضّاد وتشديد العين

(1)

.

والباقون بالألف وخفض العين

(2)

.

قوله تعالى: {وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} [262] قرأ حمزة بضم الهاء، وإسكان الميم

(3)

.

وقرأ يعقوب بفتح الفاء

(4)

، وضم الهاء

(5)

.

والباقون بكسر الهاء، وإسكان الميم

(6)

.

= وبعد كسرة وضمّ أبدلا .. إن فتحت باء وواوًا مسجلا

(1)

وحجة من شدد وحذف الألف أنه حمله على الكثير؛ لأن فعلت مشدد العين بابه تكثير الفعل، وحجة من خفف وأثبت الألف أنه حمله على الكثير؛ لأن فعلت مشدد العين بابه تكثير الفعل، تقول: غلّقتُ الأبواب إذا فعلت ذلك مرة واحدة.

أما من فتح الفاء فإنه حمل الكلام على المعنى فجعله جوابًا للشرط، لأن المعني: أن يكون قرض تبعه أضعاف، فحمل يضاعفه على المصدر فعطف على القرض، والقرض اسم فاضمر "أن" ليكون مع "فيضاعفه" مصدرًا فتعطف مصدرًا على مصدر. وقد اختلف في حذف الألف وتشديد العين منهما ومن سائر الباب وجملته عشرة مواضع: موضعي البقرة، {مُضَاعَفَةً} ، بآل عمران، و {يُضَاعِفْهَا} بالنساء، {يُضَاعَفُ لَهُمُ} بهود، و {يُضَاعِفْ} بالفرقان، {يُضَاعِفُ لَهَا} بالأحزاب، {فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} و {يُضَاعفُ لَهُمْ} بالحديد، و {يُضَاعِفْهُ} بالتغابن، فإن ابن كثير وابن عامر وأبا جعفر ويعقوب يقرأون بالتشديد مع حذف الألف في جميعها. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 301، شرح طيبة النشر 4/ 107، الغاية ص 115 حجة القراءات ص 139).

(2)

وحجة من خفف وأثبت الألف: أن أبا عمرو حكي أن ضاعفت أكثر من ضعَّف؛ لأن ضعَّف معناه مرتان، وحكي أن العرب تقول ضعفت درهمك؛ أي جعلته درهمين، وتقول: ضاعفته؛ أي جعلته أكثر من درهمين (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 300، إتحاف فضلاء البشر ص 159، 160، السبعة ص 185).

(3)

فيصير النطق {وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} (انظر المبسوط ص:88).

(4)

(لا خوفَ) على أنها اسم لا النافية.

(5)

قرأ يعقوب وحمزة {عَلَيْهُمْ} و {إِلَيهُم} بضم كسر الهاء في الثلاث حال وصله ووقفه، ويفهمان من إطلاقه إذا كانت لجمع مذكر ولم يتلها ساكن علم مما بعد، قال ابن الجزري:

عليهمو إليهمو لديهمو .. بضم كسر الهاء (ظـ) ـــبي (فَـ) ـهم

(شرح طيبة النشر 2/ 52).

(6)

فيصير النطق {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمُو} وأبو جعفر وابن كثير يضمان كل ميم جمع في جميع القرآن نحو {عَليهمُو} و {إليهمُو} و {آنذرتهُمُو} وأشباه ذلك، ونافع بخير في ذلك برواية إسماعيل وقالون =

ص: 187

قوله تعالى: {رِئَاءَ النَّاسِ} [264] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياء وقفًا ووصلًا

(1)

، وحمزة وقفًا لا وصلًا، وإذا وقف حمزة بعد إبدال الهمزة ياء، أبدل الهمزة الثانية ألفًا مع المد والتوسّط والقصر

(2)

.

قوله تعالى: {الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [264] قرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي - ورويس: بالإمالة محضة. واختلف عن ابن ذكوان بين الفتح والإمالة

(3)

. وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(4)

والباقون بالفتح

(5)

.

قوله تعالى: {ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ} [265] قرأ الكسائي بالإمالة

(6)

.

= (المبسوط ص 88، الإقناع 2/ 5959، التبصرة ص 251، النشر 1/ 272 السبعة ص 108).

(1)

فيصير النطق {رياء الناس} ، قال ابن الجزري:

باب مئة فئة وخاطئه رئا

(شرح طيبة النشر 2/ 286).

(2)

فيصير النطق {رِيَاا} وهذا لا يؤخذ إلا بالتلقِّي وهذه قاعدة عند حمزة أنه يسهل الهمزة المتوسطة المتحركة مطلقًا الواقعة بعد ألف زائدة، ويبدل المتطرفة الواقعة بعد الألف حرف مد من جنس حركة سابقة أو جنس ما قبلها وهو الألف، قال ابن الجزري:

إلا موسطا أتى بعد ألف

سهل ومثله فأبدل في الطرف

(شرح طيبة النشر 2/ 249).

(3)

اختلف عن ابن ذكوان في إمالة والكافرين فأمالها الصوري عنه، وفتحها الأخفش، وأمالها عن يعقوب في النمل خاصة وهو {من قوم كافرين} ، قال ابن الجزري:

وكيف كافرين (جـ) ــاد وأمل

(ت) ــب (حـ) ز (مـ) ـنا خلف .. (غـ) ـلا وروح قل اختلف

ووجه الإمالة المحضة: التناسب بين الألف وبين ترقيق الراء، وتنبيهًا على أن الكسرة تؤثر على غير الراء مع مجاورة أخرى ولزومها وكثرة الدور، ولهذا لم يطرد في الكافر وكافر والذاكرين (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 130، وابن مهران الأصبهاني في المبسوط ص: 112).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

قال ابن الجزري في النشر (2/ 62): واختلف عن ابن ذكوان فأماله الصوري عنه وفتحه الأخفش، وأماله بين بين ورش من طريق الأزرق وفتحه الباقون، وانفرد بذلك صاحب العنوان عن الأزرق عن ورش فخالف سائر الناس عنه.

(6)

انفرد الكسائي بإمالة {مرضات} و {مَرْضَاتِي} حيث وقع. قال ابن الجزري: =

ص: 188

والباقون بالفتح

(1)

.

قوله تعالى: {بِرَبْوَةٍ} [265] قرأ ابن عامر، وعاصم بفتح الراء. والباقون بالضم

(2)

.

قوله تعالى: {أُكُلَهَا} [260] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو بإسكان الكاف

(3)

.

والباقون بالرفع

(4)

.

قوله تعالى: {وَلَا تَيَمَّمُوا} [267] قرأ البزيّ في الوصل بتشديد التاء الفوقية

(5)

والباقون بالتخفيف.

= تقاته مرضاة كيف جا طحا

(شرح طيبة النشر 2/ 66).

(1)

ويقف الكسائي بالهاء في "مرضات" فيصير النطق عند الوقف {مَرْضَاه} واحتج لذلك بأنه أتى به على الأصل في كل هاء تأنيث، ولأنه إذا وقف بالهاء على تاء التأنيث لم يكن فرق بين التاء الأصلية التي لا تدل على تأنيث ولا يوقف عليها إلا بالتاء نحو: صوت وحوت وبين التاء الزائدة التي للتأنيث (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 288، النشر 2/ 127، إيضاح الوقف والابتدا ص 288 المقنع ص 81).

(2)

قال ابن الجزري:

ربوة الضم معًا (شفا)(سما)

واعلم أن الضم والفتح لغتان والضم لغة قريش، (شرح طيبة النشر 4/ 120، النشر 2/ 232 التيسير ص 83 حجة القراءات ص 146، زاد المسير 1/ 319، السبعة ص 190، المبسوط ص 151، الإقناع 2/ 611).

(3)

فيصير النطق {أكْلَهَا} وقد سكن الكاف من {الأكُلُ، وأُكُلٍ} المجرد من الإضافة حيث وقع نافع وابن كثير، وأسكن من {أكلُها} المضاف لضمير المؤنث الغائب، والغين من {شُغل} نافع وابن كثير وأبو عمرو، قال ابن الجزري:

والأكل أكل (إذ (د) نا وأكلها

وحجة من سكن الكاف أنهم استثقلوا الضمات في اسم واحد فأسكنوا الحرف الثاني، (النشر 2/ 216، شرح طيبة النشر 4/ 33، شرح شعلة ص 297، المبسوط ص 151، الغاية ص 119، السبعة ص 190).

(4)

وقالوا لا ضرورة تدعو إلى إسكان حرف يستحق الرفع وحجتهم إجماعهم على قوله (هذا نزلهم) وقد اجتمعت في كلمة ثلاث ضمات (حجة القراءات ص 146).

(5)

اختلف في تشديد تاء الفعل والتفعل الواقعة في أوائل الأفعال المستقبلة إذا حسن معها تاء أخرى ولم ترسم خطأ وذلك في إحدى وثلاثين تاء أولها هنا في قوله {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ} فقرأ البزي من طريقيه بتشديد التاء من هذه المواضع كلها حال الوصل مع المد المشبع لالتقاء الساكنين إلا الفحام والطبري والحمامي؛ فإن الثلاثة رووا عن أبي ربيعة عن البزي تخفيفها في المواضع كلها، واتفق أبو جعفر مع البزي في تشديد تاء {لا تناصرون} بالصافات واتفق رويس مع البزي في تشديد {نَارَا تلظى} ، قال ابن الجزري: =

ص: 189

قوله تعالى: {وَيَأْمُرُكُمْ} [268] قرأ أبو عمرو بإسكان الرّاء، وَرُوِيَ عن الدّوري، عنه اختلاس الضمة في الراء

(1)

. والباقون بالضم

(2)

.

قوله تعالى: {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ} [269] قرأ يعقوب بكسر التاء الفوقية

(3)

، وإذا وقف عليها يقف بالياء التحتية بعد التاء الفوقيّة

(4)

.

= في الوصل تا تيمموا اشدد

تلقف تَلَة لا تنازعوا تعارفوا

تفرقوا تعاونوا تنابزوا

وهل تربصون مع تميزوا

تبرج إذ تلقوا التجسسا

وفتّفرق توفّى في النسا

تنزّل الأربع أن تبدلا

تخيرون مع تلولوا بعد لا

مع هود والنور ولامتحان لا

تكلم البزي تلظى (هـ) ـب (عـ) ـلا

تناصروا (ثـ) ـق (هـ) ــــند وفي الكل اختلف

له وبعد كنتم ظلتم وصف

وعلة من شدد: أنه أحال على الأصل لأن الأصل في جميعها تاءان، فلم يحسن له أن يظهرهما فيخالف الخط في جميعها؛ إذا ليس في الخط إلا تاء واحدة، فلما حاول الأصل وامتنع عليه الإظهار، أدغم إحدى التائين في الأخرى، وحسن له ذلك، وجاز اتصال المدغم بما قبله، فإن ابتدا بالتاء لم يزد شيئًا، وخفف كالجماعة؛ لئلا يخالف الخط، ولم يمكنه الإدغام في الابتداء؛ لأنَّهُ لا يبتدأ بمدغم؛ لأن أوله ساكن والساكن لا يبتدأ به، فكان يلزمه إدخال ألف وصل للابتداء (شرح طيبة النشر 4/ 121، 122 الكشف عن وجوه القراءات 1/ 314، النشر 2/ 232 التيسير ص 83 التبصرة ص 446، المبسوط ص 152).

(1)

قرأ أبو عمرو {يأمركم، بارئكم، يأمرهم، تأمرهم، ينصركرم، يشعركم} حيث وقعت بإسكان الهمزة والراء وروى جماعة من أهل الأداء عن الدوري اختلاس الحركة فيهما. قال ابن الجزري:

بارئكمُ يأمُركمُ ينصركم

يأمرهُم تأمرهُمُ يشعركم

سكِن أو اختلس حلا والخلف طب

قال النويري في شرح طيبة النشر 4/ 25): وروى أكثرهم الاختلاس من رواية الدوري، والإسكان من رواية السوسي، وبه قرأ الداني على أبي الحسن وغيره، وهو المنصوص عليه في الكافي والهداية والتبصرة والتلخيص، وروى بعضهم الإشباع عن الدوري خاصة نص عليه أَبُو العز من طريق ابن مجاهد عن أبي الزعراء، ومن طريق الوراق عن ابن فرج كلاهما عن الدوري.

(2)

فيصير النطق {يأمركم} .

(3)

فيصير النطق {وَمَنْ يُؤْتِ الْحِكْمَةَ} مبنيّ للفاعل والفاعل ضمير الله تعالى و {من} مفعول مقدم والحكمة مفعول ثان (إتحاف فضلاء البشر ص 164).

(4)

فيصير النطق {ومن يُؤتِي} قال ابن الجزري في النشر 2/ 235: ويعقوب على أصله في الوقف على الياء كما نص عليه غير واحد، وذلك يقتضي أن تكون {من} عنده موصولة؛ أي والذي يؤتيه الله الحكمة، ولو كانت شرطية لوقف بالحذف كما يقف على {ومن تق السيئات} وقد وقف يعقوب على الياء في الوقف في سبعة عشر موضعًا لـ {يُرِدْني، يؤتي، يقضي، تغني، الوادِي، صَالِي، الجواري، ينادِي} حيث وردت، قال =

ص: 190

قوله تعالى: {مِنْ أَنْصَارٍ} [270] قرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي - بالإمالة محضة

(1)

.

وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(2)

. واختلف في ذلك عن قالون، وحمزة، وابن ذكوان بين الفتح والإمالة بين بين.

قوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ} [271] قرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف بفتح النون

(3)

.

والباقون بالكسر

(4)

.

وأما العين: فقرأ أبو جعفر بإسكانها، واختلف في ذلك بين أبي عمرو، وقالون، وشعبة بين إسكان العين واختلاس كسرتها

(5)

.

والباقون بالكسرة الكاملة.

= ابن الجزري:

يردن يؤت يقض الواد صال الجوار اخشون ننج هاد

وقال:

من يوت كسر التاء ظبي بالياء قف

(شرح طيبة النشر 2/ 251).

(1)

قال ابن الجزري:

والألفات قبل كسر را طرفٍ

كالدار نارٍ (حـ) ـــــــُز (تـ) ــــــــفُز منه اختُلِف

(2)

هو ورش من طريق الأزرق فقط.

(3)

فيصير النطق {فَنِعِمَّا} وحجتهم أن أصل الكلمة نعم فأتوا بالكلمة على أصلها وهي أحسن لأنه لا يكون فيها الجمع بين ساكنين (النشر 2/ 235، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 316، الغاية ص 120، التيسير ص 84، زاد المسير 1/ 1/ 325).

(4)

وحجتهم قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص: "نعما بالمال الصالح للرجل الصالح" وأصل الكلمة نعما بفتح النون وكسر العين فكسروا النون لكسرة العين ثم سكنوا العين هربًا من الاستثقال (حجة القراءات ص 147، شرح طيبة النشر 4/ 128، النشر 2/ 235، المبسوط ص 153، السبعة ص 190).

(5)

اختلف عن أبى عمرو وقالون وشعبة فروى عنهم المغاربة إخفاء كسرة العين يريدون الاختلاس فرارًا من الجمع بين الساكنين، وروى عنهم الإسكان أكثر أهل الأداء (وهو صحيح رواية ولغة، وقد اختاره أبو عبيدة أحد أئمة اللغة، وحكى ذلك سيبويه في الشعر، وروي الوجهان عن أبى عمرو الداني، قال ابن الجزري:

معًا نِعمّا افتح (نـ) ــــــــما (شفا) وفى

إخفاء كسر العين (حـ) ــــــز (بـ) ــــــها (صـ) ــــــفى

ص: 191

قوله تعالى: {فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [271] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر، وقالون بإسكان الهاء

(1)

. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ} [271] قرأ ابن عامر، وحفص بالياء التحتيَّة

(2)

.

والباقون بالنون

(3)

.

وقرأ نافع، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، [وخلف] بجزم الراء

(4)

. والباقون بالرفع.

قوله تعالى: {* لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} [272] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(5)

. وقرأ نافع بالفتح والإمالة بين بين

(6)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {يَحْسَبُهُمُ} [273] قرأ ابن عامر، وحمزة، وعاصم، وأبو جعفر بفتح السين

(7)

.

(1)

سبق قريبًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف من وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93).

(2)

قال ابن الجزري:

ويا يكفر شامهم وحفضنا

وجزمه مدّا شفا

ووجه قراءة الياء: إسناده إلى ضمير الجلالة من قوله تعالى {فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ} ، (شرح طيبة النشر 4/ 131).

(3)

ووجه قراءة النون: إسناده إلى الله تعالى على وجه التعظيم.

(4)

فيصير النطق {وَيُكَفِّر} ووجهه أنه عطف على محل الفاء؛ لأنه جواب الشرط، وأنه بدل من موضع {فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} (النشر 2/ 236، شرح طيبة النشر 4/ 131، المبسوط ص 154، الإقناع 2/ 615).

(5)

فيصير النطق {هْدِيهِمْ} وهو لا يؤخذ إلا بالتلقِّي (إتحاف فضلاء البشر ص 165).

(6)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(7)

فقرأ المشار إليهم لفظ {يَحْسَبُ} بفتح السين إذا كان مضارعًا خاليًا من الزوائد البنائية خبرًا كان أو استفهامًا، تجرد من الضمير أو اتصل به، مرفوع أو منصوب، وذلك نحو:{يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ} {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ} {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ} فخرج بالمضارع الماضي، وبالخالي من الزوائد ذو الزوائد نحو {يَحْتَسِبُونَ} وقيدت بالبنائية؛ أي التي ينتقل الوزن بها إلى وزن آخر لئلا يخرج ذو همزة الاستفهام، قال ابن الجزري:

ويحسب مستقبلًا بفتح سين (كـ) ــــــتبوا (فـ) ــــــي (نـ) ــــــص (ثـ) ـــــبت

ووجه الفتح القياس وهي لغة تميم (شرح طيبة النشر 4/ 132، النشر 2/ 236، المبسوط ص 154، زاد المسير 1/ 328).

ص: 192

والباقون بالكسر

(1)

.

قوله تعالى: {بِسِيمَاهُمْ} [273] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة.

وقرأ نافع بالإمالة بين بين، وبالفتح

(2)

. وقرأ أبو عمرو بين بين

(3)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {الرِّبَا} [275] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة، وهي من ذوات الواو. وقرأ الباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فَأْذَنُوا} [279] قرأ حمزة، وشعبة بفتح الهمزة ممدودة وكسر الذَّال

(4)

.

وقرأ الباقون بإسكان الهمزة، وفتح الذال

(5)

. وأبدل الهمزة: أبو جعفر، وورش، وأبو عمرو، بخلاف عنه. وإذا وقف حمزة سهّل الهمزة

(6)

.

قوله تعالى: {ذُو عُسْرَةٍ} [البقرة: 280] قرأ أبو جعفر برفع السين

(7)

، والباقون بالإسكان.

(1)

حسِب وحسَب لغتان: حسب يحسب وحسب يحسب وقال قوم يحسب بكسر السين من حسب وقالوا وقد جاءت كلمات على فعل يفعل مثل حسب يحسب ونعم ينعم ويئس ييئس (حجة القراءات ص 148، وشرح طيبة النشر 4/ 133).

(2)

يميل حمزة والكسائي وخلف كل ألف تأنيث جاءت من (فعلى) مفتوح الفاء أو مضمومها أو مكسورها (النشر 2/ 36).

(3)

وأراد المؤلف من قوله: وأمال أبو عمرو بين بين التقليل وهو الإمالة الصغرى وقد يعبر عنها بلفظ بين بين، أو بين اللفظين، وكثيرًا ما يذكر المؤلف هذه العبارة عند ذكره للتقليل عن الأزرق أو أبي عمرو مما يوهم القارئ أن المراد بقوله بين بين شيء والمراد بقوله بين اللفظين شيء آخر، وليس الأمر كذلك بل هي ألفاظ مترادفة كلها بمعنى واحد.

(4)

فيصير النطق {فَأْذَنُوا} وعلم أن المد زيادة حرف المد وأنه ألف وأنه بعد همزة من الإجماع على {آذَنْتُكُمْ} وعلم معناه من أن المخاطبين بترك الربا أمروا أن يخاطبوا غيرهم من المقيمين عليه بمحاربة الله ورسوله، قال ابن الجزري:

أذنوا امدد واكسرا ...... (فـ) ـــــى (صـ) فا

(النشر 2/ 236، المبسوط ص 154، الغاية ص 121، الإقناع 2/ 615).

(5)

ووجه القصر: أنه أمر من أذن، عُلِمَ لملازمة الربا، معناه: كونوا على يقين من مخالفتكم، ومعناه التهديد (شرح طيبة النشر 4/ 133، 134، إتحاف فضلاء البشر ص 165).

(6)

والمراد به الإبدال.

(7)

فيصير النطق {عُسْرَةٍ} اختلف في السين من اليسر والعسر وبابهما فأسكنها كل القراء إلا أبا جعفر فضمها واختلف عن ابن وردان عنه في {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا} في الذاريات الآية 3 فأسكنها عنه النهرواني وضمها غيره، =

ص: 193

قوله تعالى: {إِلَى مَيْسَرَةٍ} [280] قرأ نافع بضم السين

(1)

. والباقون بفتحها.

قوله تعالى: {وَأَنْ تَصَدَّقُوا} [280] قرأ عاصم بتخفيف الصّاد. والباقون بالتشديد

(2)

.

قوله تعالى: {تُرْجَعُونَ فِيهِ} [281] قرأ يعقوب، وأبو عمرو بفتح التاء وكسر الجيم

(3)

والباقون بضم التاء وفتح الجيم.

قوله تعالى: {أَنْ يُمِلَّ هُوَ} [282] قرأ أبو جعفر، وقالون بإسكان الهاء وصلًا، بخلاف عنهما

(4)

. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ} [282] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو

= قال ابن الجزري:

وكيف عسر اليسر (ثـ) ـــــــق وخلف (خـ) ــــــط

بالذرو

(شرح طيبة النشر 4/ 37، 38، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 185)(المبسوط ص 143).

(1)

فيصير النطق {مَيْسَرَةٍ} وهي لغة غير مشهورة، قال ابن الجزري:

ميسرة الضم (ا) نصر

(شرح طيبة النشر 4/ 134، النشر 2/ 236، التيسير ص 85، زاد المسير 1/ 334، مشكل إعراب القرآن لابن قتيبة ص 60).

(2)

أصل تصدقوا: تتصدقوا بتائين للمضارعة والتفعل. (شرح طيبة النشر 4/ 135، النشر 2/ 236، المبسوط ص 155، الغاية ص 121، السبعة ص 192، شرح شعلة ص 304).

(3)

وقراءة يعقوب هذه في جميع القرآن بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم، من رجع اللازم سواء كان من رجوع الآخرة نحو {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} و {يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ} وسواء كان غيبًا أو خطابًا وكذلك {تُرْجَعُ الْأُمُور} و {يُرْجَعُ الْأَمْرُ} وقد وافقه أبو عمرو في قوله تعالى:{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة: 281] وإليه أشار ابن الجزري بقوله:

وترجع الضم افتحا واكسر ظما

إن كان للأخرى وذو يومًا حما

(انظر: المبسوط ص:127، شرح طيبة النشر 4/ 10، والنشر 2/ 208، والغاية في القراءات العشر ص: 99) وإذا وقف يعقوب ألحق النون بهاء السكت.

(4)

وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وَهُوَ} وكسرتان وضمة في {هِيَ} فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93).

ص: 194

جعفر، ورويس بإبدال الهمزة الثانية المفتوحة عنده ياءً خالصة في الوصل بعد تحقيق الأولى المكسورة

(1)

.

وقرأ الباقون بتحقيقهما

(2)

. وقرأ حمزة بكسر الهمزة الثانية

(3)

. والباقون بفتحها

(4)

. وإذا وقف حمزة وهشام على الهمزة الأولى، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسّط والقصر، ولهما - أيضًا - تسهيلها مع المد والقصر والرّوْم

(5)

.

قوله تعالى: {فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [282] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو،

ويعقوب بإسكان الذال وتخفيف الكاف

(6)

. والباقون بفتح الذال وتشديد الكاف

(7)

وقرأ حمزة برفع الرّاء

(8)

. والباقون .........................

(1)

فيصير النطق {الشُّهَدَاءُ يَنْ} ولا يؤخذ هذا إلا من أفواه المشايخ. وقد احتج من أبدل الهمزة الثانية بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي ساكنة نحو {كاس} فتقلب الهمزة ألفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فأن تخفف ومعها مثلها أولى (انظر إتحاف فضلاء البشر ص:129، وشرح طيبة النشر للنويري 2/ 341).

(2)

التحقيق هو توفية كل حرف حقه من حركته ونصيبه من الإعراب؛ إذ كانت الهمزة حرفًا من حروف المعجم فيلزمها من الحركة ما يلزم سائر الحروف، لذا جاءوا بكل همزتين مجتمعتين على هيئتها إرادة للتبيين والنطق بكل حرف من كتاب الله على جهته من غير إبدال ولا تغيير (انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص: 91، وشرح طيبة النشر للنويري 4/ 9، والمبسوط في القراءات العشر ص: 126).

(3)

ووجه كسر إن جعلها شرطية، وتضل جزم به، وفتحت اللام لإمكان الإدغام (شرح طيبة النشر 4/ 135).

(4)

ووجه فتحها جعلها ناصبة، ففتحة {تَضِلَّ} إعراب والعامل فيه {وَاسْتَشْهِدُوا} المقدر (شرح طيبة النشر 4/ 136).

(5)

ويجوز رومها بالتسهيل مع المد والقصر فتصير خمسة، وكذا كل همزة متطرفة مضمومة أو مكسورة لم ترسم لها صورة. إتحاف فضلاء البشر (ص:129).

(6)

فيصير النطق {فَتُذَكِّر} على أنه مضارع أذكره معدى بالتضعيف، وهو من الذكر المقابل للنسيان (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 321، شرح طيبة النشر 4/ 136، المبسوط ص 155، النشر 2/ 236، 237).

(7)

يشدد على أنه عدّى الفعل إلى مفعولين بالتشديد؛ فالأول {الْأُخْرَى} والثاني محذوف تقديره: فتذكّر إحداهما الأخرى الشهادة (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 321، النشر 2/ 237، السبعة ص 194، المهذب ص 109).

(8)

قال ابن الجزري:

تذكر (حقا) خففا والرفع (فـ) ـــــد

وحجة الرفع أنه جاء بعد فاء جواب الشرط؛ فيرتفع بالمعنوي على حد {وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ} وبذا =

ص: 195

بالنصب

(1)

.

قوله تعالى: {الشُّهَدَاءُ إِذَا} [282] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الهمزة الثانية كالياء، ولهم - أيضًا - إبدالها واوًا خالصة مكسورة

(2)

. والباقون بتحقيقها.

وإذا وقف حمزة وهشام على الهمزة الأولى أبدلاها ألفًا مع المد والتوسّط والقصر، ولهما - أيضًا - تسهيلها مع المد والتوسّط

(3)

والقصر والروم، ولهما الإشمام

(4)

مع المد والتوسّط والقصر

(5)

.

قوله تعالى: {تِجَارَةً حَاضِرَةً} [282] قرأ عاصم بنصب التاء فيهما

(6)

والباقون بالرفع

(7)

.

= تكون قراءة حمزة {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} بكسر همزة إن الشرطية {وَتَضِلَّ} مجزوم بها وهي فعل الشرط وفتحت اللام للإدغام، و {فَتُذَكِّرَ} فعل مضارع لم يدخل عليه ناصب أو جازم، (شرح طيبة النشر 4/ 136، المبسوط ص 155، النشر 2/ 236.

(1)

ووجه النصب هو أنه معطوف على {أَنْ تَضِلَّ} المنصوب بأن (شرح طيبة النشر 4/ 136، إتحاف فضلاء البشر ص 166).

(2)

هي التسهيل بين بين وقد احتج من أبدل الهمزة الثانية بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي ساكنة نحو {كَأْسٍ} فتقلب الهمزة ألفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فأن تخفف ومعها مثلها أولى (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 129، وشرح طيبة النشر للنويري 2/ 341).

(3)

ليس هناك سوى المد والقصر مع الروم وليس فيه توسط كما ذكر المؤلف لقوله:

والمد أولى إن تغير السبب

وبقي الأثر أو فاقصر أحب

(4)

وهذا خطأ وقع فيه المؤلف حيث لا يدخل الإشمام إلا فيما كانت حركته مرفوعة والوقف على الكلمة ليس فيها حركة لأن الهمز مبدل لا يدخله روم ولا إشمام لقوله:

وأشممن روم بعد المبدل مدًا

(5)

ويجوز رومها بالتسهيل مع المد والقصر فتصير خمسة، وكذا كل همزة متطرفة مضمومة أو مكسورة لم ترسم لها صورة. قال ابن الجزري:

ومثله فأبدل في الطرف

(إتحاف فضلاء البشر ص: 129، شرح شعلة ص 305).

(6)

ووجه النصب أنه جعل كان ناقصة واسمها ضمير مستتر تقديره: إلا أن تكون الأموال أموال تجارة فحذف المضاف من الخبر وأقيم المضاف إليه مقامه، (شرح طيبة النشر 4/ 136، 137، المبسوط ص 155، النشر 2/ 237، إعراب القرآن 1/ 300، السبعة ص 193).

(7)

قال ابن الجزري:

تجارةً حاضرة لنصب رفع (نـ) ــــــل =

ص: 196

قوله تعالى: {وَلَا يُضَارّ} [282] قرأ أبو جعفر بإسكان الراء مخفّفة، بخلاف عنه

(1)

.

والباقون بالنصب والتشديد

(2)

.

قوله تعالى: {فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ} [283] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو بضم الراء والهاء

(3)

.

والباقون بكسر الراء وفتح الهاء وبعدها ألفًا

(4)

.

قوله تعالى: {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ} [283] قرأ ورش، وأبو جعفر بإبدال الهمزة المفتوحة بعد الياء المضمومة واوًا وقفًا ووصلًا

(5)

. والباقون بالهمزة.

وأما الهمزة الساكنة من {اؤْتُمِنَ} فأبدلها وصلًا: ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو. بخلاف عنه. ياءً؛ لأن قبلها كسرة

(6)

، وحققها الباقون في الوصل، وإذا وقف على {الَّذِي} ، وابتدئ {اؤْتُمِنَ} فكل القرّاء أبدلوا الهمزة واوًا؛ لأن همزة الوصل يبتدئونها

= ووجه الرفع اعتبار أن كان ناقصة أو تامة، {فَتُدِيرُونَهَا} خبر على الأول، صفة على الثاني، و {حَاضِرَةً} صفة على القراءتين، (شرح طيبة النشر 4/ 136، إتحاف فضلاء البشر ص 166، النشر 2/ 237، المبسوط ص 155، الغاية ص 121، الإقناع 2/ 616).

(1)

على أنه مضارع ضار يضير، ولا ناهية، والفعل مجزوم بها، وسكنت الراء إجراء للوصل مجرى الوقف، قال ابن الجزري:

وسكنن خفف الخلف (ثـ) ــــــــدق

مع لا يضار

(المهذب ص 110).

(2)

هذا هو الوجه الثاني لأبي جعفر، فلا هنا لا ناهية، والفعل مجزوم بها، ثم تحركت الراء الأخيرة تخلصًا من التقاء الساكنين على غير قياس، وكانت فتحة لخفتها (المهذب ص 110).

(3)

وهو بهذا يستدعي حذف الألف، فيصير النطق {فَرِهَانٌ} ، قال ابن الجزري:

رِهانُ كسرةُ

وفتحة ضمًا وقصر (حـ) ـــــــــز (د) وا

والرّهُن: جمع، كسقف وسُقُف، وإنما حكم به مع قلته؛ مراعاة لقول سيبويه: لا يقدم على جمع الجمع إلا سماع، وقال الكسائي والفراء: ورُهُن جمع رِهَان، أي أنه جمع الجمع (شرح طيبة النشر 4/ 138، النشر 2/ 237، المبسوط ص 156، التيسير ص 85، السبعة ص 194).

(4)

وحجة من قرأ بالألف: أن ذلك الأقيس في العربية أن يجمع (فَعْل) على (فِعَال) مثل: بحر وبحار وعبد وعباد (حجة القراءات ص 152، شرح طيبة النشر 4/ 138).

(5)

فيصير النطق {فَلْيُؤَدّ} .

(6)

فيصير النطق {الَّذِي اؤْتُمِنَ} ولا يؤخذ هذا إلا من أفواه المشايخ.

ص: 197

بالضم؛ لأن الثالث مضموم

(1)

.

قوله تعالى: {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} [284] قرأ ابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب برفع الراء والباء الموحّدة

(2)

. والباقون بجزمهما

(3)

. وأدغم الراء في اللام أبو عمرو، بخلاف عنه

(4)

. والباقون بالإظهار. وأدغم الباء في الميم: أبو عمرو، والكسائي، وخلف، واختلف في ذلك عن ابن كثير، وحمزة. وقالون بين الإظهار والإدغام

(5)

، فبقي ممن يقرأ بالجزم ورش - وحده - فيظهر الباء الموحدة عند الميم.

قوله تعالى: {وَكُتُبِهِ} [285] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف {وكتابه} على التوحيد

(6)

. وقرأ الباقون {وَكُتُبِهِ} على ...........................

(1)

فحينئذ يجب الابتداء لكل القراء بهمزة مضمومة وهي همزة الوصل، والثانية ساكنة وهي فاء الكلمة، فيجب إبدال الثانية حرف مد من جنس حركة ما قبلها، قال ابن الجزري:

........................

والكل مبدل كآس أوتيا

وإذا ابتدأ الأزرق بـ {اؤْتُمِنَ} فله القصر والتوسط والمد بالخلاف، قال ابن الجزري:

أو همز وصل في الأصح

(إتحاف فضلاء البشر ص 167، المهذب ص 111).

(2)

ووجه الرفع أنه على الاستئناف، إما بتقديره مبتدأ؛ فتكون اسمية أو بلا تقدير فتكون فعلية (شرح طيبة النشر 4/ 138، إتحاف فضلاء البشر ص 167).

(3)

ووجه الجزم العطف على {يُحَاسِبْكُمْ} الذي هو جواب الشرط فهو أقرب للمشاكلة بين أول الكلام وآخره قال ابن الجزري:

يغفر يعذب رفع جزم (كـ) ـــــــم (ثوى (نـ) ـــــــص

(شرح طيبة النشر 4/ 138، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 323، زاد المسير 1/ 344، النشر 2/ 237، المبسوط ص 156).

(4)

فيصير النطق {فَيَغْفِلِمَنْ} .

(5)

فيصير النطق {وَيُعَذِّ مّنْ يَشَاءُ} ولا يؤخذ هذا إلا من أفواه المشايخ، وقد اختلف عن ابن كثير وحمزة وقالون، فأما ابن كثير فقطع له في التبصرة والكافي والعنوان والتذكرة بالإدغام بلا خلاف، وقطع لقنبل بالإدغام وجهًا واحدًا في الإرشاد والمستنير والكامل، وقطع به للبزي وجهًا واحدًا في الهداية والهادي، وقطع به له من طريق أبي ربيعة، وقطع به لقنبل من طريق ابن مجاهد: أبو العز وسبط الخياط في مبهجه وهو طريق ابن الحباب وهو عليه الجمهور عن ابن كثير، وقطع بالإظهار للبزي. (انظر النشر 2/ 10، 11).

(6)

ووجه التوحيد هنا وفي التحريم: إرادة الواحد وهو القرآن هنا، والإنجيل في التحريم، قال ابن الجزري:

كتابه بتوحيد (شفا)

(شرح طيبة النشر 4/ 139، إتحاف فضلاء البشر ص 167، الغاية ص 122، النشر 2/ 237، الإقناع=

ص: 198

الجمع

(1)

، فمن قرأ بالتوحيد، كسر الكاف، وفتح التاء وبعدها ألف، ومن قرأ بالجمع ضم الكاف والتاء.

قوله تعالى: {لَا نُفَرِّقُ} [285] قرأ يعقوب بالياء

(2)

.

والباقون بالنون

(3)

.

قوله تعالى: {أَوْ أَخْطَأْنَا} [286] قرأ ورش وأبو جعفر بإبدال الهمزة واوًا وقفًا ووصلًا

(4)

، وأبدلها حمزة في الوقف دون الوصل.

قوله تعالى: {أَوْ أَخْطَأْنَا} [286] قرأ بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا: أبو جعفر، والأصبهاني، وأبو عمرو - بخلاف عنه - وقفًا ووصلًا

(5)

، وأبدل حمزة وقفًا لا وصلًا، وقرأ بنقل حركة الهمزة إلى الواو: ورش، وأبو جعفر - بخلاف عنه - وقفًا ووصلًا من رواية ابن جمّاز

(6)

، ونقل حمزة في الوقف، بخلاف عنه.

* * *

= 2/ 616).

(1)

ووجه الجمع فيهما: إرادة جميع الكتب المنزلة، أما من قرأ {وَكُتُبِهِ} في البقرة بالجمع، ووحد في التحريم، فقد جعله في الأول منسوبًا للمؤمنين ومؤمنو كل ملة لها كتاب فتعدد، وفي الثاني إلى مريم وكتاب ملتها واحد فتوحد (شرح طيبة النشر 4/ 139، زاد المسير 1/ 345).

(2)

فيصير النطق {لَا نُفَرِّقُ} على أن الفعل لكل، والجملة إما في محل نصب على الحال، وإما في محل رفع، خبرًا ثانيًا، قال ابن الجزري:

لا نفرق بياء (ظُ)(ظُـ) ـــــرفا

(شرح طيبة النشر 4/ 139، النشر 2/ 237، إتحاف فضلاء البشر ص 167، المبسوط ص 156).

(3)

ووجه قراءة النون أن الجملة محلها نصب بقول محذوف تقديره: يقولون: لا نفرق، وحاصله أنه يجوز مراعاة لفظ كل ومعناها، فمن راعى اللفظ قدره يقول، وهذا القول المقدر محله نصب على الحال، أو الخبر بعد خبر (شرح طيبة النشر 4/ 140).

(4)

فيصير النطق {لَا تُواخِذْنَا} .

(5)

فيصير النطق {أَوْ اخْطَأْنَا} .

(6)

ولم يرد عن أبي جعفر من روايته النقل في هذا الموضع ولا في غيره. إلا ما جاء في لفظ (الآن) فقد ورد منه النقل عن أبي حجاز وكذا اللفظ (ملء الأرض) بخلف عنه - وكذا ورد عنه النقل من روايته في لفظ (ردًا) في سورة القصص.

ص: 199

‌الأوجه التي بين البقرة وآل عمران

من قوله تعالى: {وَاغْفِرْ لَنَا} [البقرة: 286] إلى قوله: {الْقَيُّومُ} [آل عمران: 2] خمسة آلاف، ومائتا وجه، وتسعة وعشرون وجهًا

(1)

. بيان ذلك:

قالون: أربعمائة وجه، وثمانية وأربعون وجهًا.

ورش: خمسمائة وجه وستون وجهًا.

ابن كثير: مائتان وأربعة وعشرون وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.

الدّوري: ألف وجه، ومائة وعشرون وجهًا.

السّوسيّ: مائتان وثمانون وجهًا، وهي مندرجة مع الدوري.

ابن عامر: مائتان وثمانون وجهًا.

عاصم: مائتان وأربعة وعشرون وجهًا.

حمزة: أربعة عشر وجهًا.

أبو الحارث: مائتان وأربعة وعشرون وجهًا، وهي مندرجة مع ابن عامر.

الدوري - عن الكسائي -: مائتان وأربعة وعشرون وجهًا.

أبو جعفر: مائة واثنا عشر وجهًا.

رويس: ألف وجه ومائتان وأربعون وجهًا.

روح: ألف وجه ومائتان وأربعون وجهًا.

خلف: سبعة أوجه.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 200

(سورة آل عمران)

(1)

قوله تعالى: {الم} [آل عمران: 1]{اللهُ} [2] قرأ أبو جعفر: "ألف. لام. ميم" يسكت على الألف وعلى اللام وعلى الميم

(2)

، ويقطع الهمزة قبل الجلالة

(3)

، وباقي القراء بغير سكت، ويوصل همزة الجلالة مع المد على الميم والتوسّط

(4)

، وقيل: بالقصر أيضًا

(5)

.

قوله تعالى: {وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ} [3] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وخلف، وابن ذكوان

(1)

هي سورة مدنية إلا خمس آيات فمكية، وهي مئتا آية.

(2)

يسكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواردة في فوائح السور جميعًا نحو {الم} {الر} {كهيعص} {طه} {طسم} ويلزم من سكته إظهار المدغم فيها والمخفي وقطع همزة الوصل بعدها. ووجه السكت: أنه يبين به أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست مؤتلفة. وفي كل منها سر من أسرار الله تعالى (انظر شرح طيبة النشر للنويري 2/ 335).

(3)

فيصير النطق {أَلِفْ} {لامْ} {مِيمْ} {الله} ويلزم من سكته إظهار المدغم منها والمخفي، وقطع همزة الوصل بعدها ليبين بهذا السكت أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال، بل هي مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست بمؤتلفة، قال ابن الجزري:

........................... وفي

هجا الفواتح كطه (ثـ) ـقِّف

ويترتب على السكت لزوم المد الطويل في ميم وعدم جواز القصر فيه لأن سبب القصر وهو تحريك ميم قد زال بالسكت، (إاتحاف فضلاء البشر ص 170، السبعة لابن مجاهد ص 200، المبسوط ص 160، النشر 1/ 424، شرح طيبة النشر 2/ 335).

(4)

ما ذكره المؤلف لم يرد عن أحد من القراء فالمد بالأصل والقصر على الاعتداد بالعارض عملًا وليس لأحد من القراء العشرة التوسط في هذا الموضع.

(5)

وكذلك بتحريك الميم بالفتح للساكنين مراعاة لتفخيم الجلالة؛ إذ لو كسرت الميم لرققت ويجوز لكل من القراء في ميم المد والقصر لتغير سبب المد، فيجوز الامتداد بالعارض وعدمه، الشاهد قول الناظم:

والمد أولى إن تغير السبب

وبقي الأثر أو فاقصر أحب

(إتحاف فضلاء البشر ص 170).

ولم يذكر المؤلف القراءة في قوله {لا إله إلا هو} فيجوز لكل من قرأ بقصر المد المنفصل التوسط في {لا} للتعظيم، قال ابن الجزري:

والبعض للتعظيم عن ذي القصر مد

(شرح طيبة النشر 2/ 174).

ص: 201

بالإمالة محضة

(1)

، واختلف عن ورش: فأماله من طريق الأصبهاني محضة، وأماله من طريق الأزرق بين بين

(2)

؛ وكذا اختلف عن حمزة: فأماله العراقيون عنه محضة، وأماله عنه المغاربة بين بين

(3)

؛ وكذلك اختلف فيه عن قالون بين الفتح والإمالة بين بين؛ فرواه عنه جمهور المغاربة بين بين، ورواه عنه العراقيون بالفتح

(4)

. وقرأ الباقون بالفتح.

قوله تعالى: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ} [11] قرأ أبو جعفر والأصبهاني، وأبو عمرو - بخلاف عنه - بإبدال الهمزة ألفًا وقفًا ووصلًا

(5)

، وحمزة وقفًا لا وصلًا. وورش

(6)

على أصله بالمد والتوسّط والقصر في "آل".

قوله تعالى: {سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ} [12] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالياء التحتية فيهما

(7)

. والباقون بالتاء الفوقية ...........................

(1)

أمال هولاء المشار إليهم لفظ {التوراة} حيث وقع وهو أحد وعشرون حرفًا فيصير النطق {التّوْرِية} ، قال ابن الجزري:

توراة (مـ) ـن (شفا)(حـ) ـكيمًا ميلا

(النشر 2/ 60، 61، شرح طيبة النشر 3/ 135، إتحاف فضلاء البشر ص 170).

(2)

لم يمل أحد للأصبهاني عن ورش حرفًا من الحروف إلا التوراة؛ فإنه أمالها محضة، وقال ابن الجزري:

وغيرها للأصبهاني لم يمل

(3)

الإمالة المحضة رويت عنه في المستنير والجامع، وبه قرأ الداني عن شيخه أبي الفتح، أما الإمالة بين اللفظين فهي التي في التذكرة والتيسير وبها قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون وغيره (النشر 2/ 62).

(4)

أما الإمالة بين اللفظين فقد نقلها عنه صاحب الكامل وبها قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون وأبي الفتح وهو ظاهر التيسير، أما قراءة الفتح قرأ الداني على أبي الفتح أيضًا من طريق أبي نشيط، وهي الطريق التي في التيسير وقد ذكر الوجهين جميعًا الشاطبي، قال الناظم:

توراة جد والخلف فضل بجلا

(النشر 2/ 61).

(5)

فيصير النطق {كَدَابْ} عند الوقف فقط.

(6)

هي رواية ورش من طريق الأزرق.

(7)

فيصير النطق {سَيَغْلِبُونَ ويُحْشَرُونَ} قال ابن الجزري:

سيغلبون يحشرون (ر) د (فـ) ـتى

وحجة من قرأ بالياء أنه أتى به على لفظ الغيبة؛ لأنهم غُيّب حين أمر الله نبيه بالقول لهم وهم اليهود، وقيل المشركون وكلاهما غائب، والمعنى: قل يا محمد لليهود سيغلب المشركون ببدر ويحشرون إلى جهنم، ويقوي ذلك إجماعهم على الياء في قوله تعالى {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ} ، (الكشف عن =

ص: 202

فيهما

(1)

.

قوله تعالى: {وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [12] قرأ أبو جعفر، وورش، وأبو عمرو - بخلاف عنه - بإبدال الهمزة ياءً وقفًا ووصلًا

(2)

، وحمزة وقفًا لا وصلًا. والباقون بالهمز وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {فِي فِئَتَيْنِ} {فِئَةٌ} [13] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياء وقفًا ووصلًا

(3)

، وحمزة يفعل ذلك وقفًا لا وصلًا

(4)

. والباقون: بالهمز وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {يَرَوْنَهُمْ} [13] قرأ نافع، وأبو جعفر، ويعقوب بتاء الخطاب

(5)

.

والباقون بياء الغيبة

(6)

.

= وجوه القراءات 1/ 335، زاد المسير 1/ 355).

(1)

ووجه الخطاب أن معناه: قل لهم في خطابك وضمير {كفروا} ، وتاليه للمشركين وغلبهم يوم بدر (شرح طيبة النشر 4/ 146، حجة القراءات ص 153، الحجة لابن زنجلة 173، المبسوط ص 161، الإقناع 2/ 618، التبصرة ص 456).

(2)

فيصير النطق {بِيْسَ} (انطر إتحاف فضلاء البشر ص 143، والمهذب ص 64).

(3)

وهذه قاعدة عند أبي جعفر أنه إذا جاء الهمز مفتوحًا بعد كسر؛ فإنه يبدل الهمزة ياء عند الوقف والوصل، نحو {فِئَة} و {مِائَة} و {خَاطِئة} و {وَرِئَاءَ النَّاسِ} و {يُبَطِّئَنَّ} و {شَانِئَكَ} و {قرِيَ} وكل هذا عنه باتفاق، واختلف منه في {مَؤطِئًا} فقطع له بالإبدال أبو العلاء من رواية ابن وردان وكذلك الهذلي من روايتي ابن وردان وابن جماز ولم يذكر الهمز فيهما إلا من طريق النهرواني عن أصحابه عن ابن وردان، وقطع أبو العز من الروايتين وكذلك ابن سوار وهما صحيحان واتفق الأصبهاني وأبو جعفر على إبدال {خاسيا} ، قال ابن الجزري:

باب مائة فئة وخاطئه رئا

يبطئن ثب

(شرح طيبة النشر 2/ 285، 286).

(4)

وهذه قاعدة عند حمزة عند الوقف، وهي أنه إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد كسرة أو ضمة نحو {مِئة} و {نَاشِئَةَ} {مُلِئَتْ} فيصير {مِيَهْ، نَاشِيَه، مُلِيَت، يُوَذّنُ، الفُواد} ، قال ابن الجزري:

وبعد كسرة وضمّ أبدلا

إن فتحت ياء وواوًا مسجلا

(5)

ووجه قراءة التاء: توجيهه إلى اليهود مناسب لقوله: {قَدْ كَانَ لَكُمْ} أو إلى المسلمين المنزل عليهم.

وتقديرهما: ترونهم لو رأيتموهم (النشر 2/ 238، المبسوط ص 161، الغاية ص 123، الإقناع 2/ 618).

(6)

قال ابن الجزري:

يرونهم خاطب (ثـ) ـنا (ظـ) ـل (أ) تي

ووجه القراءة بالغيب: توجيهه للمسلمين المقاتلين ببدر والمعنى: أي يرى المسلمون المشركين مثلي عدد المسلمين وأن مثله لفظ غيبة، فحمل آخر الكلام على أوله، وهو قوله تعالى:{فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ} فالرؤية للفئة المقاتلة في سبيل الله والمرئية الفئة الكافرة، والهاء والميم في {مثليهم} =

ص: 203

قوله تعالى: {يُؤَيِّدُ} [13] قرأ ورش، وأبو جعفر - بخلاف عن ابن وردان - بإبدال الهمزة واوًا وقفًا ووصلًا

(1)

، وحمزة وقفًا لا وصلًا

(2)

. والباقون بالهمز.

قوله تعالى: {مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ} [13] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة كالياء

(3)

، وعنهم - أيضًا - إبدالها واوًا خالصة مكسورة، كل هذا مع تحقيق الأولى

(4)

.

والباقون بتحقيقها

(5)

.

وإذا وقف حمزة، وهشام على الهمزة الأولى المضمومة، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسّط والقصر، وعنهما - أيضًا - تسهيلها مع المد والقصر مع الرّوْم

(6)

.

= للفئة المقاتلة في سبيل الله، والمعنى: يُري الفئة المقاتلة في سبيل الله للفئة الكافرة مثلي الفئة المؤمنة (شرح طيبة النشر 4/ 147، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 337، حجة القراءات ص 154، 155).

(1)

فيصير النطق {يُوَيّد} والهمزة المفتوحة إذا انضم ما قبلها أو انكسر فإنها تبدل منها مع الضم واوًا مفتوحة نحو {يُوَاخِذ} ومع الكسر ياء، وذلك عند القراء المشار إليهم، وعلة ذلك أنها لما لم يمكن إلقاء حركتها على ما قبلها؛ إذ هو متحرك، ولا تلقى حركة على حركة، ولم يمكن فيها أن تجعل بين بين لأنها بذلك ستكون بين الهمزة والألف، والألف لا يكون قبلها ضم ولا كسر فامتنع ذلك أيضًا فيها ولو جعلت بين الهمزة المفتوحة والواو لكانت بين الهمزة وبين حرف ليس هو من حركتها، وأيضًا فإن التي قبلها ضمة لو جعلت بين الهمزة والياء الساكنة لم يتمكن ذلك، إذ ليس في كلام العرب ياء ساكنة قبلها ضمة، فلم يكن بد من البدل على حكم حركة ما قبلها (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 104، 105، النشر 1/ 437، التيسير ص 40).

(2)

وقد اختص حمزة بذلك في الوقف من حيث إن قراءته اشتملت على شدة التحقيق والترتيل والمد والسكت، فناسب التسهيل في الوقف (النشر 1/ 430).

(3)

ولا يؤخذ هذا إلا من أفواه المشايخ. وقد احتج من أبدل الهمزة الثانية بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي ساكنة نحو {كاس} فتقلب الهمزة ألفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فأن تخفف ومعها مثلها أولى (انظر لإتحاف فضلاء البشر ص: 129، وشرح طيبة النشر للنويري 2/ 341).

(4)

فيصير النطق {يَشَاءُونْ} ولا يؤخذ هذا إلا من أفواه المشايخ أيضًا.

(5)

والتحقيق هو توفية كل حرف حقه من حركته ونصيبه من الإعراب؛ إذ كانت الهمزة حرفًا من حروف المعجم فيلزمها من الحركة ما يلزم سائر الحروف، لذا جاءوا بكل همزتين مجتمعتين على هيئتها إرادة للتبيين والنطق بكل حرف من كتاب الله على جهته من غير إبدال ولا تغيير (انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص: 91، وشرح طيبة النشر للنويري 4/ 9، والمبسوط في القراءات العشر ص: 126).

(6)

ويجوز رومها بالتسهيل مع المد والقصر فتصير خمسة، وكذا كل همزة متطرفة مضمومة أو مكسورة لم ترسم لها صورة. قال ابن الجزري: =

ص: 204

قوله تعالى: {وَالْحَرْثِ ذَلِكَ} [14] أدغم أبو عمرو، ويعقوب الثاء المثلثة في الذال، بخلاف عنهما

(1)

. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ} [15] فيها ثلاث همزات.

الأولى: مفتوحة بعد ساكن صحيح منفصل، وهو اللام.

الثانية: متوسّطة بزائد، وهي مضمومة بعد فتح.

الثالثة: مضمومة بعد كسر.

قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية.

وأدخل بين الهمزة الأولى والثانية ألفًا: قالون، وأبو جعفر، وأبو عمرو، بخلاف عنه

(2)

.

وأما ورش، وابن كثير، ورويس: فبغير إدخال. وأما هشام: فله الإدخال مع

= إلا موسطا أتى بعد ألف

سهل ومثله فأبدل في الطرف

وقال:

وأشممن وم بغير المد مدا

وآخر بروم سهل

إتحاف فضلاء البشر (ص:129).

(1)

فيصير النطق {الحَرْذّلِكَ} ولا يؤخذ هذا إلا من أفواه المشايخ.

(2)

لقد اختلف عن أبي عمرو وقالون في الهمزة قبل الضم، فأما أبو عمرو فروى عنه الفصل بينهما بألف الداني في جامع البيان وقرأه بالقياس وبنصوص الرواة عنه، ونص عليه الدوري من طريق ابن فرح والصفراوي، وللسوسي من طريق ابن حبش وابن سوار، وروى القصر عن أبي عمرو وجمهور أهل الأداء المهدوي والشاطبي والصفراوي.

وأما قالون فمروي عنه المد من طريق أبي نشيط والحلواني وأبي عمرو الداني في جامعه من قراءته على أبي الحسن وعن أبي نشيط، وقطع له في التيسير والشاطبية والتبصرة وغيرهما. ورواه من الطريقين عنه ابن مهران وابن سوار والحلواني والجمهور على الفصل من الطريقين. وروى عنه القصر من الطريقين ابن الفحام من قراءته على عبد الباقي ورواه من طريق أبي نشيط: سبط الخياط ومن طريق الحلواني أبو عمرو الداني في جامعه. وأما هشام، قال ابن الجزري:

والمد قبل الفتح والكسر حجر (بـ) ـن (ثـ) ـق

(لـ) ـه الخلف وقبل الضم (ثـ) ـر

(شرح طيبة النشر 2/ 246، 247، النشر 1/ 375).

ص: 205

التحقيق، وعدم الإدخال مع التحقيق

(1)

والباقون بالتحقيق مع عدم الإدخال، هذا كله حال الوصل.

فإذا وقف حمزة عليها: قال الأستاذ شيخ الشيوخ شمس الدين الجزري رحمه الله:

يجوز فيها عشرة أوجه:

الأول: السكت مع تحقيق الثانية المضمومة، مع تسهيل الثالثة بين بين.

الثاني: مثله مع إبدال الثالثة ياءً مضمومة.

الثالث: عدم السكت على اللام مع تحقيق الهمزة الأولى والثانية، وتسهيل الثالثة بين بين.

الرابع: مثله مع إبدال الثالثة ياءً.

الخامس: السكت على اللام، مع تسهيل الهمزة الثانية والثالثة بين بين.

السادس: مثله مع إبدال الثالثة ياءً.

السابع: عدم السكت، مع تسهيل الثانية والثالثة بين بين.

الثامن: مثله مع إبدال الثالثة ياءً.

التاسع: النقل مع تسهيل الثانية والثالثة بين بين.

العاشر: مثله مع إبدال الثالثة ياءً.

وقد أجاز الجعبري

(2)

، وغيره من المتأخرين فيها سبعة وعشرين وجهًا باعتبار

(1)

والخلاف عن هشام على ثلاثة أوجه: الأول: التحقيق مع المد في الثلاثة وهو أحد وجهي التيسير، وبه قرأ الداني على فارس من طريق ابن عبدان على الحلواني، وقطع به ابن سوار وأبو العلاء للحلواني عنه.

الثاني: التحقيق مع القصر في الثلاثة وهو الذي قطع به الجمهور له من طريق الداجوني عن أصحابه،

الثالث: التفصيل، وهو الثاني في التيسير وبه قرأ الداني على أبي الحسن وبه قطع في التذكرة والهداية والهادي والتبصرة. والأوجه الثلاثة في الشاطبية (النشر 1/ 375، شرح طيبة النشر 2/ 247، 248).

(2)

هو إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الجعبري الإمام العالم الفاضل برهان الدين، عالم القراءات والفقه توفي سنة (732 هـ)(انظر ترجمته في معرفة القراء الكبار 2/ 743).

ص: 206

الضرب

(1)

، فقالوا في الأولى: النقل والسكت وعدمه؛ هذه ثلاثة، وفي الثانية: التحقيق وبين بين والواو اتّباعًا للرسم؛ وهذه ثلاثة، وفي الثالثة: التسهيل كالواو، وإبدالها ياءً، أو تسهيلها كالياء. كما ذكر من مذهب الأخفش. فتضرب الثلاثة الأولى في الثلاثة الثانية بتسعة، والتسعة في الثلاثة الأخرى بسبعة وعشرين؛ فقد ذكر ذلك أبو العباس أحمد بن يوسف النحوي، المعروف بالسمين

(2)

، في شرحه على الشاطبية، ونقله عن صاحبه الشيخ أبي علي الحسن بن أم قاسم

(3)

، حيث نظمه؛ فقال رحمه الله:[من البسيط]

سبع وعشرون وجهًا قل لحمزة في

قل أؤنبئكم يا صاح إن وقفا

فالنقل والسكت في الأولى وتركهما

وأعط ثانية حكمًا لها ألفًا

واوًا وكالواو أو حقق وثالثة

ياءُ وكالياء واوًا ليس فيه خفا

واضرب بين لك ما قد قلت متضحًا

وبالإشارة أستغني وقد عرفا

انتهى.

ولا يصح منها سوى العشرة المتقدمة؛ فإن التسعة التي مع تسهيل الأخيرة كالياء، وهو الوجه المعضل - لا يصح؛ كما قدمنا، وإبدال الثانية واوًا محضة - على ما ذكر من اتباع الرسم في الستة - لا يجوز، والنقل في الأولى مع تحقيق الثانية بالوجهين لا يوافق. ثم قال أبو شامة: نص ابن مهران فيها على ثلاثة أوجه:

أحدها: أن تخفف الأولى بالنقل، والثانية والثالثة بين بين.

والثاني: تخفيف الثالثة فقط، وذلك على رأي من لا يرى تخفيف المبتدأ، ولا يعتد بالزائد.

الثالث: تخفيف الأخيرتين فقط؛ اعتدادًا بالزائد، وإعراضًا عن المبتدأة.

(1)

والأفضل عدم التوسع في مثل هذه الأوجه لأنها أمور محدثة لم تكن على عهد أئمة القراءة.

(2)

هو أحمد بن يوسف بن عبد الدايم، أبو العباس، صاحب الإعراب المشهور المسمّى (الدر المصون)، قال ابن حجر: كان ماهرًا في النحو لازم أبا حيان إلى أن فاق أقرانه. وله تفسير وإعراب للقرآن الكريم (انظر ترجمته في طبقات المفسرين 1/ 287).

(3)

هو الحسن بن قاسم بن عبد الله المرادي، المعروف بابن قاسم، عالم بالقراءات والتفسير (انظر ترجمته في غاية النهاية 1/ 227).

ص: 207

قال: وكان يحتمل وجهًا رابعًا: وهو تخفيف الأولى والأخيرة دون الثانية؛ لولا أنّ من حقق الأولى يلزمه أن يحقق الثانية بطريق الأولى؛ لأنها متوسطة صورة؛ فهي أحرى بذلك من المبتدأة - انتهى - وهو الذي أردنا بقولنا: والنقل في الأولى مع تحقيق الثانية لا يوافق. والله أعلم

(1)

.

قوله تعالى: {جَنَّاتٌ} [15] هذه مرفوعة منوّنة.

قوله تعالى: {وَرِضْوَانٌ} [15] قرأ شعبة بضم الراء

(2)

. والباقون بكسرها.

قوله تعالى: {بِالْأَسْحَارِ} [17] قرأ أبو عمرو، والدّوري - عن الكسائي - بالإمالة محضة

(3)

.

وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(4)

، واختلف عن قالون، وحمزة

(5)

بين الفتح، والإمالة بين بين

(6)

.

(1)

انظر نص كلام ابن مهران في: المبسوط (ص 123).

(2)

قرأ شعبة لفظ {رِضوان} حيث وقع بضم الراء اتفاقًا إلا في المائدة في قوله تعالى {من اتبع رضوانه} فكسر راءه من طريق العليمي، واختلف فيه عن يحيى بن آدم عنه فروى أبو عون عن شعيب ضمه عنه، وروى الكسر فيه عن يحيى الوكيعي والرفاعي وهي رواية العليمي، وهذه قاعدة مطردة أن شعبة عن عاصم قرأ كل لفظ {رضوان} في جميع القرآن بضم الراء حيث أتى، وله وجهان: الكسر والضم في {رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} المائدة: 16، قال ابن الجزري:

رضوان ضم الكسر (صـ) ـف وذو السبل

خلف

(شرح طيبة النشر 4/ 149، النشر 2/ 238، المبسوط ص 161، 162، السبعة ص 202).

(3)

ووافقهم ابن ذكوان بخلف عنه في إمالة كل ألف بعده راء مجرورة في الأسماء سواء كانت الألف أصلية أم زائدة ووجه الإمالة مناسبة الكسرة، واعتبرت الكسرة على الراء لمناسبة الإمالة والترقيق والتدقيق، واشترط تطرف الراء للقرب، قال ابن الجزري:

والألفات قبل كسر را طرف

كالدار نار (حـ) ـز (تـ) ـفز (مـ) ـنه اختلف

(شرح طيبة النشر 3/ 100، التيسير ص 51، النشر 2/ 54، الغاية ص 90).

(4)

روي ذلك من طريق الأزرق عن ورش في جميع الباب بين بين (انظر النشر 2/ 55، الإقناع 1/ 273).

(5)

انفرد بذلك صاحب العنوان عن حمزة، ولذلك رواه عن أبي الحارث وليست من طرقنا ولا على شرطنا (انظر النشر 2/ 55، الإقناع 1/ 273).

(6)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم.

ص: 208

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ} [19] قرأ الكسائي بفتح الهمزة

(1)

.

وقرأ الباقون بالكسر

(2)

.

قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ} [19] قرأ حمزة، وابن ذكوان، [وخلف]

(3)

بإمالة الألف بعد الجيم

(4)

. وقرأ الباقون بالفتح.

وإذا وقف حمزة، سهّل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر

(5)

.

قوله تعالى: {وَجْهِيَ لِلَّهِ} [20] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر، وحفص بفتح الياء في الوصل، وأسكنها الباقون

(6)

.

(1)

قال ابن الجزري:

وإن الدين فافتحه (رجل)

ووجه فتح {أنّ الدّينَ} أنه بدل كل من {أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} أو بدل اشتمال؛ لأنّ الإسلام يشتمل على التوحيد، أو عطف نسق على أنه بمقدر؛ أي: شهد الله بأنه وبأن الدين، والموضع نصب أو جر على خلاف الأولى، (شرح طيبة النشر 4/ 149، 150، والنشر 2/ 238، التيسير ص 87، السبعة ص 202، المبسوط ص 160، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 338، معاني القرآن 1/ 144).

(2)

ووجه كسر {إنّ} أنها على الاستئناف، والوقف على ما قيل أنه غير تام على الفتح مطلقًا ولأن الكلام قد تم عند قوله {الحكيم} ثم استأنف وابتدأ بخبر آخر فكسر {إنّ} لذلك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 338، شرح طيبة النشر 4/ 150، زاد المسير 1/ 362، إيضاح الوقف والابتدا ص 572، التبصرة ص 456، المبسوط ص 161).

(3)

ذكرت العبارات في الأصل "بياء أو باء" وهو خطأ ربما كان من الناسخ والصحيح ما أثبتنا.

(4)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر (2/ 60): واختلف عن هشام في {شَاء} و {جاء} و {زاد} {خاب} في طه 61 فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني. قال ابن الجزري:

وزاد خاب كم خلف فنا

وشاء جا لي خلفه فتى منى

(5)

قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحو {شُرَكَاؤُنَا} {جاءوا} .. فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة منه ومكسورها مما رسم فيه صورة الهمزة وواوًا وياءً الإبدال بهما محضين مع المد والقصر وهو شاذ لا أصل له في العربية (شرح طيبة النشر 2/ 391، 392).

(6)

فيصير النطق {وَجْهِيَ لِلَّهِ} قال ابن الجزري:

وجهي (عـ) ـلا (عـ) ـم =

ص: 209

قوله تعالى: {وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ} [20] أثبت الياء بعد النون في الوصل: نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر

(1)

، وحذَفُوها في الوقف، وأثبتها يعقوب وقفًا ووصلًا، وحذفها الباقون وقفًا ووصلًا

(2)

.

قوله تعالى: {أَأَسْلَمْتُمْ} [20] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتحقيق همزة الاستفهام الأولى، وتسهيل الثانية، وأدخل بينهما ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر

(3)

.

وروي عن ورش إبدال الثانية ألفًا

(4)

.

وقرأ هشام بتسهيل الثانية وتحقيقها، مع إدخال ألف بينهما في الوجهين

(5)

.

وقرأ الباقون بتحقيقهما

(6)

، وعد الإدخال بينهما؛ هذا كله حال الوصل.

= (شرح طيبة النشر 3/ 286).

(1)

فيصير النطق {وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَقُل} (انظر: التيسير 1/ 93، وإتحاف فضلاء البشر 1/ 221).

(2)

قال ابن مجاهد في السبعة 1/ 223، واختلفوا في قوله:{وَمَنِ اتَّبَعَنِ} فوصلها بياء ووقف بغير ياء أبو عمرو، واختلف عن نافع فروى عنه إسماعيل ويعقوب ابنا جعفر وابن جماز وقالون وورش والمسيبي وإسماعيل بن أبي أويس ويعقوب بن أبي إبراهيم بن سعيد أنه وصل بياء ووقف بغير ياء، وروى عنه أبو قرة {ومن اتبعن} لا يمد الياء ووصل ابن كثير وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي اتبعن بغير ياء ووقفوا بغير ياء.

(3)

وحجة من أدخل بين الهمزتين ألفًا أن الاستثقال مع التخفيف باق، إذ المخففة بزنتها محققة (انظر الكشف عن وجوه القراءات السبع 1/ 73. وحجة من سهل بدون إدخال الألف ممن خفف الهمزة الثانية هو استثقال الهمزة المفردة فتكريرها أعظم استثقالًا وعليه أكثر العرب. وأيضًا لما رأى أن العرب وكل القراء قد خففوا الهمزة الثانية إذا كانت ثانية استثقالًا كان تخفيفها إذا كانت متحركة أولى، لأن المتحرك أقوى من الساكن وأوثق فيصير النطق {أانذرتهم} (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 73، والنشر 1/ 359).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(5)

ولهشام ثلاثة أوجه الأول: تسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال، الثاني: تحقيقها مع الإدخال، الثالث: تحقيقها مع عدم الإدخال - أما تسهيلها مع عدم الإدخال فلم يقرأ به ولا يجوز لهشام.

(6)

حجة من حقق الهمزتين في كلمة: أنه لما رأى الأولى في تقدير الانفصال من الثانية ورآها داخلة على الثانية قبل أن لم تكن حقق كما يحقق ما هو من كلمتين وحسن ذلك عنده لأنه الأصل، وزاده قوة أن أكثر هذا النوع بعد الهمزة الثانية فيه سكن فلو خفف الثانية التي قبل الساكن لقرب ذلك من اجتماع ساكنين لا سيما على مذهب من يبدل الثانية ألفًا، فلما خاف اجتماع الساكنين حقق ليسلم من ذلك (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 73، والنشر ص: 32).

ص: 210

فإن وُقِفَ عليها: فحمزة في الوقف يسهّل الثانية ويحققها؛ لأنه متوسّط بزائد، وله - أيضًا - إبدال الثانية ألفًا

(1)

.

والباقون في الوقف كالوصل.

قوله تعالى: {وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ} [21] قرأ نافع بالهمز

(2)

.

والباقون بالياء المشددة

(3)

.

وورش على أصله في الهمزة بالمد والتوسّط والقصر

(4)

.

قوله تعالى: {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ} [21] قرأ حمزة: "وَيُقَاتِلُونَ" بضم الياء، وفتح القاف وألف بعدها، وكسر التاء المثناة بعد الألف

(5)

.

وقرأ الباقون بفتح الياء وإسكان القاف وضم التاء المثناة بعدها

(6)

.

(1)

ليس له فيها سوى التحقيق والتسهيل من قوله وغير هذا بين وبين ومن قول الشاطبي:

وما فيه يلغى واسطا بزوائد

دخلن عليه فيه وجهان اعملا

(2)

فيصير النطق {النَّبِيِّينَ} وقد احتج من همز بأنه أتى به على الأصل؛ لأنه من النبأ الذي هو الخبر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مخبِرٌ عن الله، فهي تبنى على فعيل بمعنى فاعل؛ أي منبيء عن الله؛ أي مخبر عنه بالوحي (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص: 73، والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص: 98) و (النبيئين) هنا بمعنى المخبرين.

(3)

ومعنى {النبيين} مأخوذ من نبا ينبو إذا ارتفع، فيكون فعيلًا من الرفعة، والنبوة: الارتفاع، وإنما قيل للنبي نبي لارتفاع منزلته وشرفه تشبيهًا له بالمكان المرتفع. وحجة من قرأ ذلك بدون همز: أن كل ما في القرآن من جميع ذلك على أفعلاء نحو: {أنبياء الله} (انظر حجة القراءات ص: 99، النشر 1/ 400).

(4)

يقصد المؤلف هنا ورش من طريق الأزرق وهو خطأ يقع فيه المؤلف على طول الكتاب.

(5)

فيصير النطق {ويقُاتِلُونَ الذين} ووجه المد: أنه من المقاتلة، والسياق دل على القتل وهو يوافق {قاتلوا} قال ابن الجزري:

يقاتلون الثان (فـ) ـــز في يقتلوا

(شرح طيبة النشر 4/ 151، النشر 2/ 238، المبسوط ص 161، التيسير ص 87، ابن القاصح ص 177، الغاية ص 124، السبعة ص 203).

(6)

فيصير النطق {وَيَقْتُلُونَ} وحجة من قصر: أنه من القتل وأنه معطوف على قوله {ويقتلون النبيين} فقد أخبر عنهم بقتلهم للأنبياء، فقتل من هم دون الأنبياء أسهل عليهم؛ فحمل آخر الكلام على أوله (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 338، 339، شرح طيبة النشر 4/ 151، النشر 2/ 231، التيسير ص 87، زاد المسير 1/ 365).

ص: 211

قوله تعالى: {لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ} [23] قرأ أبو جعفر بضم الباء بعد اللام، وفتح الكاف

(1)

، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الكاف

(2)

.

وأخفى الميم عند الباء الموحّدة: أبو عمرو، ويعقوب، بخلاف عنهما.

قوله تعالى: {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} [27] قرأ نافع، وحمزة، والكسائي، وخلف، وأبو جعفر، وحفص، ويعقوب بتشديد الياء التحتية

(3)

.

وقرأ الباقون بالتخفيف

(4)

.

قوله تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ} [28] قرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي - ورويس بالإمالة محضة، واختلف عن ابن ذكوان بين الفتح، والإمالة

(5)

.

(1)

قرأها أبو جعفر هنا وفي البقرة وموضعي النور بضم الياء وفتح الكاف في الأربع على البناء للمفعول، قال ابن الجزري:

ليحكم اضمم وافتح الضم ثنا

ووجه قراءته أنه مبني للمفعول حذف عاطفه لإرادة صوم الحكم من كل حاكم (شرح طيبة النشر 4/ 97، النشر 2/ 227، المبسوط ص 146، الغاية ص 113).

(2)

ووجه قراءة هؤلاء هو إسناد الحكم إلى كل نبي يحكم كل نبي، وحتى ترد عاطفة بعضًا على كل، وجارة لآخر حرف، ويقع المضارع بعد هذه فيرتفع الحال تحقيقًا أو حكاية وينتصب المستقبل تحقيقًا بالنظر للفعل السابق (شرح طيبة النشر 4/ 97، إتحاف فضلاء البشر ص 156).

(3)

قال ابن الجزري:

والميتة اشدد ثب ..... إلى أن قال:

وثب (أ) وي

(صحب) بميت بلد والميت هم والحضرمي

فالحجة لمن شدد أن الأصل فيه عند الفراء مويت وعند سيبويه ميوت فلما اجتمعت الواو والياء والسابق منهما ساكن قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء فالتشديد لأجل ذلك، ومثله: صيب وسيد وهين ولين، والحجة لمن خفف أنه كره الجمع بين ياءين والتشديد ثقيل فخفف باختزال إحدى الياءين إذ كان اختزالها لا يخل بلفظ الاسم ولا يحيل معناه، (إتحاف فضلاء البشر ص: 130، والحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 107).

(4)

فيصير النطق {مِنَ الْمَيِّتِ} (إتحاف فضلاء البشر ص: 130، والسبعة 1/ 203، التيسير 1/ 105، الحجة لابن زنجلة 1/ 159).

(5)

فأمالها الصوري عنه، وفتحها الأخفش، قال ابن الجزري:

......................

وكيف كافرين (جـ) ــــاد وأمل

(ث) ـــب (حـ) ز (مـ) ـــنا خلف

(غـ) ــــــــــلا=

ص: 212

وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(1)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ} [28] قرأ أبو الحارث بإدغام اللام الساكنة في الذال

(2)

. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {تُقَاةً} [28] قرأ يعقوب بفتح التاء الفوقية، وكسر القاف، وتشديد الياء التحتية المفتوحة بعد القاف

(3)

. وقرأ الباقون بضم التاء وفتح القاف، وبعد القاف ألف منقلبة.

وأمالها محضة: حمزة، والكسائي وخلف. واختلف عن نافع بين الفتح والإمالة بين بين

(4)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَاللَّهُ رَءُوفٌ} [30] قرأ أبو عمرو، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب بقصر الهمزة

(5)

.

= ووجه الإمالة المحضة هو التناسب بين الألف وبين ترقيق الراء، وتنبيهًا على أن الكسرة تؤثر على غير الراء مع مجاورة أخرى ولزومها وكثرة الدور، ولهذا لم يطرد في الكافر وكافر والذكرين (انظر إتحاف فضلاء البشر (ص: 130، وابن مهران الأصبهاني في المبسوط ص: 112).

(1)

والصواب ورش من طريق الأزرق وحده دون الأصبهاني.

(2)

فيصير النطق {يَفْعَذَّلِكَ} ولا يؤخذ هذا إلا من أفواه المشايخ، وقد أدغم أبو الحارث عن الكسائي اللام المجزومة من {يفعل} وذال {ذلك} وهو {ومن يفعل ذلك} في ستة مواضع في القرآن في البقرة وآل عمران وفي النساء موضعان وفي سورة المنافقين والفرقان فإن لم يكن الفعل مجزومًا لم يدغم نحو {فما جزاء من يفعل ذلك منكم} (إتحاف فضلاء البشر ص: 130، والتيسير ص 42، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 1/ ص 196).

(3)

فيصير النطق {تَقِية} ووجه تقية وتقاة أن كلّا منهما مصدر؛ يقال: اتقى يتقي اتقاء وتقوى وتقاة وتقيّة، والتاء في جميع هذه الألفاظ بدل من الواو، وأصله "وَقْيةً"، قال ابن الجزري:

تقية قل في تقاة ظلل

(النشر 2/ 239، شرح طيبة النشر 4/ 151، السبعة ص 204، إبراز المعاني 1/ 212، المبسوط ص 162، إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس 1/ 365، التبيان في إعراب القرآن 1/ 251).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(5)

فيصير النطق {لرّءُفٌ} وهذه قاعدة مطردة في جميع القرآن، قال ابن الجزري: =

ص: 213

والباقون بالمد. وورش على أصله بالمد والتوسّط والقصر

(1)

. وإذا وقف حمزة سهّل الهمزة

(2)

.

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى} [33] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة.

وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(3)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَآلَ عِمْرَانَ} [33] قرأ ابن ذكوان بالإمالة

(4)

.

والباقون بالفتح. ولم يرقق ورش الراء من "عمران"؛ لأنه اسم أعجمي

(5)

.

قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ} [35] رُسِمَتْ هذه التاء مجرورة؛ فوقف عليها بالهاء: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب

(6)

. والباقون بالتاء.

= و (صحبة)(حـ) ـما رؤف فاقصر جميعا

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(2)

بين بين لا غير.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

أمال ابن ذكوان لفظ {عمران} حيث جاء من طريق هبة الله عن الأخفش وفتحه وروى سائر أهل الأداء عن ابن ذكوان الفتح وكلاهما صحيح عن الأخفش وعن ابن ذكوان أيضًا وذكرهما الشاطبي والصفراوي، قال ابن الجزري:

فتى (مـ) ـنا ....

إلى أنا قال:

وخلفه الإكرام شاربينا

إكراههن والحوارين

عمران والمحراب غير ما يجر

فهو وأولى لا خلف استقر

(شرح طيبة النشر 3/ 116، إتحاف فضلاء البشر ص 173).

(5)

فمن شروط ترقيق الراء ألا تكون أعجمية وهو: {إبراهيم} و {عمران} و {إسرائيل} فقط ولا خلاف في تفخيمه، قال ابن الجزري: والأعجمي فخم مع المكرر (شرح طيبة النشر 3/ 163).

(6)

الوقف على المرسوم متفق عليه ومختلف فيه والمختلف فيه انحصر في خمسة أقسام:

أولها: الإبدال وهو إبدال حرف بآخر فوقف ابن كثير وأبو عمرو والكسائى وكذا يعقوب بالهاء على هاء التأنيث المكتوبة بالتاء وهي لغة قريش وقد وقعت في مواضع:

أولها: {رحمت} في المواضع السبعة بالبقرة والأعراف وهود وأول مريم وفي الروم والزخرف معًا.

ثانيها: {نعمت} في أحد عشر موضعًا الآية 231 ثاني البقرة وفي المائدة الآية 11 وآل عمران الآية 103 وثاني إبراهيم الآية 28، 34 وثالثها وثاني النحل الآية 53، 71، 72، 83 وثالثها ورابعها وفي لقمان الآية 31 وفاطر الآية 3 والطور الآية 29. =

ص: 214

قوله تعالى: {فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ} [35] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر في الوصل بفتح الياء

(1)

. والباقون بإسكانها، وهم على مراتبهم في المد.

قوله تعالى: {بِمَا وَضَعَتْ} [36] قرأ ابن عامر، ويعقوب، وشعبة بإسكان العين وضم التاء

(2)

. وقرأ الباقون بفتح العين وإسكان

= وثالثها: {سُنَّتُ} في خمسة بالأنفال الآية 38 وغافر الآية 85 وثلاثة بفاطر الآية 43.

ورابعها: {امْرَأَتُ} سبع بآل عمران الآية 35 واحد واثنان بيوسف الآية 30، 51 وفي القصص الآية 9 واحد وثلاثة بالتحريم الآية 110.

خامسها: {بَقِيَّتُ اللَّهِ} الآية 86 بهود.

سادسها: {قُرَّتُ عَيْنٍ} بالقصص الآية 9.

سابعها: {فِطْرَتَ اللَّهِ} بالروم الآية 30.

ثامنها: {شَجَرَتَ الزَّقُّومِ} بالدخان الآية 43.

تاسعها: {لَعْنَتَ} موضعان بآل عمران الآية 61 وبالنور الآية 7.

عاشرها: {وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} بالواقعة الآية 89.

حادي عاشرها: {ابْنَتَ عِمْرَانَ} بالتحريم الآية 12.

ثاني عاشرها: {وَمَعْصِيَتِ} موضعي المجادلة الآية 8 و 9.

ثالث عاشرها: {كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى} بالأعراف الآية 137.

ووقف الباقون بالتاء موافقة لصريح الرسم وهي لغة طيئ، والأصل اتباع الرسم لكل القراء إلا أنه اختلف عنهم في أصل مطرد وكلمات مخصوصة فالأصل المطرد: كل هاء رسمت تاء نحوًا {رحمت - نعمت - شجرت} فوقف عليها خلافًا للرسم القراء المشار إليهم، قال ابن الجزري:

وقف لكل باتباع ما رسم

حذف ثبوتا اتصالا في الكلم

لكن حروف عنهمو فيها اختلف

كهاء أنثى كتبت تاء فقف

بالها (ر) جا (حق) وذات بهجه

واللات مع مرضات ولات (ر) جه

(التيسير ص 60، شرح طيبة النشر 3/ 225، 226، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 137).

(1)

فيصير النطق عند الوصل {مِنّيَ} .

(2)

فيصير النطق {بِمَا وضَعْتُ} قال ابن الجزري:

واسكن وضم

سكون تا وضعت (ص) ن (ظ) هرا (كـ) ـــرم

وحجة من قرأ بالضم أنهم جعلوها من كلام أم مريم وحجتهم أنها {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} كانت كأنها أخبرت الله بأمر هو أعلم به منها فتداركت ذلك بقولها {والله أعلم بما وضعتُ} كما قال عز وجل {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا} قال الله جل وعز {قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} وهي مع ذلك إذا قرئت بالضم لم يكن فيها تقديم وتأخير (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 160 الكشف عن =

ص: 215

التاء

(1)

.

قوله تعالى: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ} [36] قرأ نافع، وأبو جعفر في الوصل بفتح الياء

(2)

.

والباقون بالإسكان

(3)

.

قوله تعالى: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} [37] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بتشديد الفاء

(4)

.

وقرأ الباقون بتخفيفها

(5)

.

= وجوه القراءات 1/ 340، التيسير ص 87، النشر 2/ 239، السبعة ص 204 المبسوط ص 162).

(1)

وحجتهم أنها {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} فكيف تقول بعدها {والله أعلم بما وضعتُ} أنا والمعنى الواضح هو أنها {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} فقال الله جل وعز {والله أعلم بما وضعتْ} هي منها وفي القراءة تقديم وتأخير معناها قالت: رب إني وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى فقال الله جل وعز {والله أعلم بما وضعتْ} ، وحجة أخرى لو كان كله كلامها لكانت رب إني وضعتها أنثى وأنت أعلم بما وضعت (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 160، المبسوط ص 162، الغاية ص 124، شرح طيبة النشر 4/ 152، النشر 2/ 239، زاد المسير 1/ 377، البيان في إعراب القرآن 1/ 254).

(2)

قال الداني في التيسير في القراءات السبع (1/ 66): كل ياء بعدها همزة مضمومة نحو قوله عز وجل {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ} و {أني أمرت} وشبهه فنافع وأبو جعفر يفتحانها حيث وقعت، ويستثنى من ذلك {آتوني أفرغ عليه} {بعهدي أوف بعهدكم} واختلف عن أبي جعفر وحده في قوله تعالى {أَنِّي أُوفِي} والباقون يسكنونها، قال ابن الجزري:

وعند ضم الهمز عشر فافتحن

(مدًا) وأني أوف بالخلف (ثـ) ــمن

ووجه فتح الياء هو الاستمرار على أصولهما، وعادل زيادة الثقل قلة الحروف (شرح طيبة النشر 3/ 276).

(3)

ووجه الإسكان ثقل الضم (شرح طيبة النشر 3/ 277).

(4)

فيصير النطق {وكفّلها} ، قال ابن الجزري:

كفلها الثقل (كفى)

وحجتهم أن الكلام تقدم بإسناد الأفعال إلى الله وهو قوله قبلها: {فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتًا حسنًا} فكذلك أيضًا {وكفلها} ليكون معطوفًا على ما تقدمه من أفعال الله (شرح طيبة النشر 4/ 151، المبسوط ص 162، النشر 2/ 239، الإقناع 2/ 619، حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 161).

(5)

قال أبو عبيد: {كفلها} أي ضمنها ومعناه في هذا ضمن القيام بأمرها، وحجتهم قوله {إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم} ولم يقل يكفل فالكفالة مسندة إليهم وكذلك في هذا الموضع (النشر 2/ 239، الغاية ص 124، التبصرة ص 458، حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 161، شرح شعلة ص 311، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 341).

ص: 216

وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص:"زكريا" بغير همز

(1)

.

وقرأ الباقون بالمد والهمز

(2)

.

وقرأ شعبة: "وكفلها زكرياء" بالنصب

(3)

.

وقرأ الباقون بالرفع، وإنما نصب شعبة "زكرياء" بعد "كفلها" لأنه في قراءته مفعول ثان لـ"كفلها".

قوله تعالى: {الْمِحْرَابَ} [37] قرأ ابن ذكوان - بخلاف عنه - بالإمالة

(4)

.

وقرأ الباقون بالفتح، ورقق ورش الراء على أصله

(5)

.

(1)

فيصير النطق {زَكَرِيَّا} ، قال ابن الجزري:

وحذف همز زكريا مطلقا

(صحب)

وزكريا اسم أعجمي قال الفراء: فيه ثلاث لغات: الهمز وحذفه ولا ينصرفان، وزكري وألفه للتأنيث، قال أبو علي: لا يخلو إما أن تكون همزته زائدة للتأنيث أو للإلحاق، أو منقلبة عن أصلي أو زائد (النشر 3/ 239، شرح طيبة النشر 4/ 153، المبسوط ص 162، السبعة 1/ 204).

(2)

قال العكبري في التبيان في إعراب القرآن (1/ 255) وهمزة زكرياء للتأنيث إذ ليست منقلبة ولا زائدة للتكثير ولا للإلحاق وفيه أربع لغات هذه إحداها والثانية القصر والثالثة زكري بياء مشددة من غير ألف والرابعة زكر بغير ياء.

(3)

قالا ابن الجزري:

ورفع الأول انصب (صـ) ـدّقا

ونصب على أنه مفعول لكفلها؛ لأنه لا يشدد (النشر 2/ 239، شرح طيبة النشر 4/ 153، إتحاف فضلاء البشر ص 173).

(4)

أما المحراب المجرور وهو في موضعين {يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ} هنا بآل عمران الآية 39، و {مِنَ الْمِحْرَابِ} الآية 11 بمريم فقرأه بالإمالة فيهما ابن ذكوان من جميع طرقه، واختلف عنه في المنصوب وهو في موضعين أيضا {زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ} هنا بآل عمران الآية 37، و {إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} الآية 21 بص فأمالهما النقاش عن الأخفش عنه وفتحهما ابن الأخرم من الأخفش والصوري ونص على الوجهين لابن ذكوان في الشاطبية كأصلها والإعلان، قال ابن الجزري:

(مـ) ـــنا

إلى أن قال

عمران والمحراب غير ما

يجر عطفا رمز الميم في منى

(التيسير ص 52، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر في الدمياطي ج 1/ ص 119).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

ص: 217

قوله تعالى: {دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ} [38] لم يُمِلْ أحد "دعا"؛ لأنه واوي.

وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص:"زكريا" بالقصر من غير همز

(1)

. وقرأ الباقون بالمد والهمز

(2)

.

قوله تعالى: {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ} [39] قرأ حمزة والكسائي، وخلف:"فناداه" بألف ممالة محضة بعد الدال

(3)

. وقرأ الباقون بعد الدال بتاء ساكنة

(4)

.

وإذا وقف حمزة على "الملائكة" سهّل الهمزة مع المد، والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ياء مع المد والقصر

(5)

.

قوله تعالى: {وَهُوَ قَائِمٌ} [39] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر، وقالون بإسكان الهاء

(6)

. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {فِي الْمِحْرَابِ} [39] قرأ ابن ذكوان بالإمالة محضة

(7)

.

(1)

فيصير النطق {زكريا} .

(2)

فيصير النطق {زَكَرِياءُ} .

(3)

قال ابن الجزري:

نادته ناداه (شفا)

والحجة لمن قرأ بالألف أن الفعل مقدم فأثبت بالألف كما أقول رماه القوم وعاداه الرجال ومع ذلك فالملائكة هاهنا جبريل فذكر الفعل للمعنى (شرح طيبة النشر 4/ 154، النشر 2/ 239، المبسوط ص 163 الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 108، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 342).

(4)

وحجتهم إجماع الجميع على قوله {تحمله الملائكة} قال عباس: سألت أبا عمرو فقرأ: {وإذ قالت الملائكة} بالتاء ولم يقل وإذ قال الملائكة فأنث فعل الملائكة ها هنا بلا خلاف الواجب أن يرد ما هم مختلفون فيه إلى ما هم عليه مجمعون. قال الزجاج: الوجهان جميعًا جائزان، لأن الجماعة يلحقها اسم التأنيث لأن معناها معنى جماعة ويجوز أن يعبر عنها بلفظ التذكير كما يقال جمع الملائكة قال ويجوز أن يقول نادته الملائكة وإنما ناداه جبريل وحده، لأن معناه أتاه النداء من هذا الجنس كما تقول ركب فلان في السفن وإنما ركب سفينة واحدة تريد بذلك جعل ركوبه في هذا الجنس (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 162، شرح طيبة النشر 4/ 154، النشر 2/ 239).

(5)

ليس له الإبدال ياء كما ذكر المصنف فهو وجه شاذ.

(6)

سبق نظيره كثير.

(7)

سبق قبل قليل.

ص: 218

وقرأ الباقون بالفتح، ورقق ورش الراء على أصله

(1)

.

قوله تعالى: {أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى} [39] قرأ ابن عامر، وحمزة بكسر الهمزة من "إِنّ"

(2)

.

وقرأ الباقون بالفتح

(3)

.

قوله تعالى: {يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى} [39]، {يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ} [45] قرأ حمزة، والكسائي بفتح الياء التحتية، وإسكان الباء الموحدة، وضم الشين مخففة

(4)

.

وقرأ الباقون ضم الياء وفتح الموحدة، وكسر الشين المشدّدة

(5)

.

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق.

(2)

قال ابن الجزري:

وكسر أن الله (فـ) ــي (كـ) ـــم

وحجة الفتح أنه قدر حرف الجر محذوفًا، فـ {أنّ} في موضع نصب بحذف حرف الجر، ومذهب الخليل أنها في موضع جر على إعمال حرف الجر عَمِل محدوفًا لكثرة حذفه مع {أنّ} (شرح طيبة النشر 4/ 154، النشر 2/ 239، إتحاف فضلاء البشر ص 173، المبسوط ص 163، التبصرة ص 458، السبعة ص 205، شرح شعلة 312).

(3)

ووجه وكسر {إنّ} ، تضمين {ناداه} معنى القول أو إضماره بعده، والهاء مفعوله الأول، وثانيهما مقدر؛ أي يا زكريا، ومن ثم تعين كسر {إنّ} لئلا يعمل نادى في ثلاثة (شرح طيبة النشر 4/ 155).

(4)

قال ابن الجزري:

كالاسرى الكهف والعكس رضى

يبشر اضمم شددن كسرا

و {يبشُرُك} و {يُبشّرك} لغتان فصيحتان والتشديد أكثر والتخفيف حسن مستعمل، فإن قيل: لم خالف أبو عمرو أصله فخفف قوله: {ذلك الذي يبشر الله عباده} نقل: إن أبا عمرو فرق بين البشارة والنضارة فما صحبته الباء شدد فيه لأنه من البشرى وما سقطت منه الباء خففه لأنه من الحسن والنضرة وهذا من أدل الدليل على معرفته بتصاريف الكلام غير أن التخفيف لا يقع إلا فيما سر والتشديد يقع فيما سر وضر فإن قيل فما وجه قوله تعالى: {وأبشروا بالجنة} فقل كل فعل جاز فيه فعل وفعل اعترض بينهما أفعل (شرح طيبة النشر 4/ 155، النشر 2/ 239، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 109).

(5)

يبشرك بالتشديد أي يخبرك يقال: بشرته أبشره أي أخبرته بما أظهر في بشرة وجهه من السرور وحجتهم قوله {فبشرناها بإسحاق} وقوله {وبشر المحسنين} قال الكسائي وأبو عبيدة هما لغتان (شرح طيبة النشر 4/ 155، النشر 2/ 239، التبصرة ص 459، حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 163، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 344، شرح شعلة ص 3/ 31).

وقد أغفل المصنف ذكر الإمالة في لفظ {يحيى} وهي معلومة حيث يميلها إمالة كبرى حمزة والكسائي =

ص: 219

قوله تعالى: {وَنَبِيًّا} [39] قرأ نافع بالهمز

(1)

. والباقون بالياء المشدّدة.

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً} [41] قرأ أبو عمرو، ويعقوب بإدغام اللام في الراء، بخلاف عنهما

(2)

.

وقرأ نافع، وأبو جعفر، وأبو عمرو بفتح الياء: من "لي آية" في الوصل

(3)

. والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ} [44] قرأ حمزة ويعقوب بضم الهاء

(4)

والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى} [47] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر،

= وخلف وصغرى ورش من طريق الأزرق وأبو عمرو بخلف عنهما.

(1)

سبق بيان القراءة قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا.

(2)

فيصير النطق {قارّبّكَ} ولا يؤخد هذا إلا من أفواه المشايخ، وقد أدغم أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما كل حرفين من جنس واحد أو قريبى المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوصًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله ساكن غير متين إلا قوله {قَالَ رَبِّ} و {كَادَ يَزِيغُ} و {الصَّلَاةَ طَرَفَيِ} و {بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} فإنه يدغمها، قال ابن الجزري:

إذا التقى خطًا محركان

مثلان جنسان مقاربان

أدغم بخلف الدوري والسوسي معًا

لكن بوجه الهمز والمد امنعًا

وقال أيضًا:

وقيل عن يعقوب ما لابن العلا

(الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61.

(3)

قرأ نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بفتح سبع ياءات من ذلك وهي {مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ} بالكهف الآية 102 و {إِنِّي أَرَانِي} الأولان بيوسف الآية 36 و {يَأْذَنَ لِي أَبِي} بيوسف، و {اجْعَلْ لِي آيَةً} بآل عمران الآية 41، ومريم الآية 10، و {ضَيْفِي أَلَيْسَ} بهود الآية 78، قال ابن الجزري:

واجعل لي ضيفي دوني يسر لي

ولي يوسف إني أولاها (حـ) لل (مدا)

(شرح طيبة النشر 3/ 264، إبراز المعانى 1/ 264، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 145).

(4)

وقد قرأ حمزة {عليهُم} و {إليهُم} و {لديهُم} بضم الهاء في هذه الأحرف الثلاثة فقط في القرآن الكريم كله، أما يعقوب فقد قرأها بمشتقاتها مثل:{عليهُما} ، و {إِليهُما} و {عليهُن} و {فيهُن} و {فيهُم} وكل ما أشبه ذلك من هاء قبلها ياء ساكنة في جميع القرآن بضم الهاء (انظر: المبسوط في القراءات العشر ص 87).

ص: 220

ورويس بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة كالياء

(1)

، ولهم أيضًا إبدالها واوًا مكسورة، بعد تحقيق الأولى المضمومة

(2)

. والباقون بتحقيقهما

(3)

.

قوله تعالى: {كُنْ فَيَكُونُ} [47]، {وَيُعَلِّمُهُ} [48] قرأ ابن عامر بنصب النون

(4)

. والباقون بالرفع.

وقرأ نافع، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب:"ويعلمه" بالياء

(5)

. والباقون بالنون

(6)

.

قوله تعالى: {وَالتَّوْرَاةَ} [48] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وخلف، وابن ذكوان بالإمالة محضة

(7)

، واختلف عن ورش؛ فأماله من طريق الأصبهاني محضة، وأماله من

(1)

وقد احتج من أبدل الهمزة الثانية بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي ساكنة نحو (كاس) فتقلب الهمزة ألفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فأن تخفف ومعها مثلها أولى (انظر إتحاف فضلاء البشر ص:129، وشرح طيبة النشر للنويري 2/ 341).

(2)

قال ابن الجزري:

وعند الاختلاف الاخرى سهلن

حرم حوى غنا ومثل السوء إن

تشاء أنتَ فالابداال وعوا

(3)

سبق بيان معنى التحقيق بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين (انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص: 91، وشرح طيبة النشر للنويري 94، والمبسوط في القراءات العشر ص: 126).

(4)

قال ابن الجزري:

كن فيكون فانصبا

رفعًا سوى الحق وقوله كبا

(5)

وحجة من قرأ بالياء أنه إخبار عن الله أنه يعلمه الكتاب وحجتهما قوله قبلها {قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ} (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 163، السبعة لابن مجاهد ص 206، والتبيان في إعراب القرآن 1/ 261).

(6)

قال ابن الجزري:

نعلم الباء إذ ثوى نل

وحجة من قرأ بالنون أي نحن نعلمه وحجتهم قوله قبلها (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إلك)(حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 163، السبعة لابن مجاهد ص 206، والتبيان في إعراب القرآن 1/ 261).

(7)

أمال هؤلاء المشار إليهم لفظ (التوراة) حيت وقع وهو أحد وعشرون حرفًا فيصير النطق (التوْرِية)، قال ابن الجزري:

توراة (مـ) ـن (شفا)(حـ) ـكيمًا ميلا

(النشر 2/ 60، 61، شرح طيبة النشر 3/ 135، إتحاف فضلاء البشر ص 170).

ص: 221

طريق الأزرق بين بين

(1)

، وكذلك اختلف عن حمزة؛ فأماله العراقيّون عنه محضة، وأماله عنه المغاربة بين بين

(2)

؛ وكذلك اختلف فيه عن قالون بين الفتح، والإمالة بين بين؛ فرواه عنه جمهور المغاربة بين بين، ورواه عنه جمهور العراقيين بالفتح

(3)

. وقرأ الباقون بالفتح.

قوله تعالى: {أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ} [49] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار الدال عند الجيم

(4)

. والباقون بالإدغام.

قوله تعالى: {أَنِّي أَخْلُقُ} [49] قرأ نافع، وأبو جعفر بكسر همزة "إني"

(5)

. والباقون بالفتح، وفتح الياء: نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر في الوصل.

(1)

لم يمل أحد للأصبهاني عن روش حرفًا من الحروف إلا التوراة؛ فإنه أمالها محضة، وقال ابن الجزري:

وغيرها للأصبهاني لم يمل

(النشر 2/ 61، 62، شرح طيبة النشر 3/ 136).

(2)

أما الإمالة المحضة فقد رويت عنه في المستنير والجامع لابن فارس والمبهج والكامل والتجريد، وبه قرأ الداني عن شيخه أبي الفتح، أما الإمالة بين اللفظين فهي التي في التذكرة والتيسير والعنوان والشاطبية وبها قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون وعلى أبي الفتح أيضًا (النشر 2/ 62).

(3)

أما الإمالة بين اللفظين فقد نقلها عنه صاحب الكامل والتبصرة والتذكرة والتلخيصين ولها قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون وقرأ بها أيضًا على شيخه أبي الفتح عن قراءته على السامري من طريق الحلواني وهو ظاهر التيسير، أما قراءة الفتح فقد نقلها عنه صاحب الإرشاد والغاية والمستير والجامع والتجريد، وبها قرأ الداني على أبي الفتح أيضًا من طريق أبي نشيط، وهي الطريق التي في التيسير وفد ذكر الوجهين جميعًا الشاطبي، قال ابن الجزرى:

توراة جد والخلف فضل بجلا

(النشر 2/ 61).

(4)

قال ابن الجزري:

بالجيم والصفير والذال ادغم

قد وبضاد الشين والظا تنعجم

حكما شفا لفظًا

وهذه قاعدة وهي أن دال قد قرأها بالإدغام قولًا واحدًا في الجيم وحروف الصفير وهي الصاد والزاي والسين وكذلك حرف الضاد والشين والظا أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف البزار وهشام بخلف عن هشام في "لقد ظلمك" بسورة ص، وقرأها الباقون بالإظهار.

(5)

قال ابن الجزري:

واكسر وأني أخلق اتل ثب

والحجة أنها على الاستئناف، أو على إضمار القول؛ أي قائلًا: إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير (حجة القراءات ص 163، الهادي 2/ 112).

ص: 222

والباقون بالإسكان

(1)

.

قوله تعالى: {كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ} [49] قرأ ورش بالمد، والتوسط على الياء قبل الهمزة

(2)

.

واختلف عن أبي جعفر في إدغام الياء، وترك الإدغام

(3)

.

وَرُوِيَ عن ابن وردان

(4)

بالمد والتوسّط كقراءة ورش. وإذا وقف حمزة أبدل الهمزة ياءً، وأدغم الياء في الياء. والباقون بالهمز.

وقرأ أبو جعفر: "الطائر" بألف بعد الطاء، وبعد الألف همزة مكسورة

(5)

والباقون بياء

(1)

وفتح ياء الإضافة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر على أنها بدل من قوله تعالى {أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} . قال ابن الجزري:

وباقي الباب حرم حملا

(2)

اختلف القراء في حرفي اللين إذا وقع بعدهما همز متصل نحو (شيء) كيف وقع في القرآن مرفوعًا أو منصوبًا أو مجرورًا، ونحو (كهيئة) فالقراء في ذلك على مذهبين، الأول: القصر لجميع القراء عدا الأزرق، أي عدم المد مطلقًا؛ وذلك لعدم إلحاقهما بحروف المد، وقد ورد عن بعض علماء القراءات التوسط بالخلاف في لفظ (شيء) عن حمزة، والثاني له هو السكت. أما المذهب الثاني: فهو التوسط والإشباع للأزرق، إلحاقًا لهما بحروف المد لما فيهما من خفاء، واستثني من ذلك كلمتان هما:(موئلا) و (الموؤدة) فليس فيهما سوى القصر كباقي القراء؛ وذلك لعروض سكونهما؛ لأنهما من وأل ووأد، واختلف أيضًا عن الأزرق في واو (سوءاتهما) و (سوءاتكم)؛ حيث قال ابن الجزري في النشر (1/ 347: فإني لا أعلم أحدًا روى الإشباع في هذا الباب إلا وهو يستثني (سوءات) فعلى هذا يكون الخلاف دائرًا بين التوسط والقصر؛ أي عدم المد مطلقًا. قال ابن الجزري في باب المد والقصر:

وحرفي اللين قبيل همزة عنه امددن

ووسطن بكلمة لا موئلا موؤدة

(3)

قال ابن الجزري في باب الهمز المفرد:

هيئة ادغم مع بري مري هني خلف ثنا

(4)

ما ذكره المؤلف من المد والتوسط كورش فغير صحيح ولا مقروء به.

(5)

قرأ أبو جعفر (الطائر) المعرف، و (طائرًا) المنكر بألف بعد الطاء وهمزة مكسورة بعدها مكان الياء، وذلك على الإفراد؛ قال ابن الجزري في سورة آل عمران:

والطائر في الطير كالعقود خير ذاكر

وحجته أن الله أخبر عنه أنه كان يخلق واحدًا ثم واحدًا (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 164، إتحاف فضلاء البشر ص 81).

ص: 223

ساكنة بعد الطاء

(1)

.

قوله تعالى: {فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ} [49] قرأ نافع، وأبو جعفر، ويعقوب:(طائرًا) بألف بعد الطاء، وبعدها همزة مكسورة

(2)

. والباقون بياء ساكنة بعد الطاء.

قوله تعالى: {فِي بُيُوتِكُمْ} [49] قرأ ورش، وأبو عمرو، وحفص، وأبو جعفر، ويعقوب بضم الباء الموحدة

(3)

. والباقون بالكسر

(4)

.

قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} [50]"وأطيعون" أثبتها في الحالتين يعقوب

(5)

.

قوله تعالى: {هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} [51] قرأ قنبل، ورويس بالسين

(6)

.

(1)

وحجتهم أن الله جل وعز إنما أذن له أن يخلق طيرًا كثيرة ولم يكن يخلق واحدًا فقط (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 164).

(2)

وافق نافع ويعقوب وأبا جعفر في قراءة (طائرًا) المنكر بالألف، أما غير المنكر فقد قرآه من غير ألف، وبياء سكنة بعد الطاء، على أن المراد به اسم الجنس أي جنس الطير. قال ابن الجزري:

وطائرًا معًا بطيرًا إذ ثنا ظبى

(3)

احتج من ضم بأن ذلك هو الأصل في الجمع كقلب وقلوب، ولذلك لم يسأل عن الياء وضمتها وباب "فَعْل" في الجمع الكثير "فُعُول" ولما كان هذا النوع لا يجوز في إلا الضم إذا لم يكن الثاني ياء نحو: كعوب ودهور، أجرى ما ثانيه ياء على ذلك؛ لأنه أصله، ولئلا يختلف (شرح طيبة النشر 4/ 94، النشر 2/ 226، المبسوط ص 143، الغاية ص 112، الإقناع 1/ 607، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 284، شرح شعلة ص 286).

(4)

وهذه قاعدة مطردة أن ابن كثير وابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي وخلف البزار وقالون يقرأون بكسر ضم الباء والباقون بالضم، قال ابن الجزري في فرش سورة البقرة:

بيوت كيف جا

بكسر الضم كم دن صحبة بلى

ووجَّه هولاء قراءتهم بأنهم أتوا بالكسرة مناسبة للياء استثقالًا لضم الياء بعد ضمة وهي لغة معروفة ثابتة ومروية (شرح طيبة النشر 4/ 94، المبسوط ص 143، السبعة ص 177، النشر 2/ 226، التيسير ص 80، كتاب سيبويه 2/ 305، تفسير ابن كثير 1/ 277).

(5)

قرأ يعقوب بإثبات الياء في الحالين من الياءات المحذوفة رسمًا في رؤوس الآي في جميع القرآن. قال ابن الجزري في باب ياءات الزوائد:

وكل رؤوس الآيّ ظل

(6)

الصراط والسراط: بمعنى واحد ولكلّ ممن قرأ بالسين أو الصاد حجته، فمن قرأ بالسين قال: إن السين هي أصل الكلمة أما من قرأ بالصاد فقال: إنها أخف على اللسان؛ لأن الصاد حرف مطبق كالطاء فيتقاربان وتحسنان في السمع، والسين حرف مهموس؛ فهو أبعد من الطاء (انظر: شرح النويري على طيبة النشر=

ص: 224

وقرأ خلف عن حمزة بالإشمام، أي: بين الصاد والزاي

(1)

. والباقون بالصّاد.

قوله تعالى: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} [52] قرأ نافع، وأبو جعفر في الوصل بفتح الياء

(2)

.

والباقون بالإسكان، وأمال الألف بعد الصاد محضة: الدوري عن الكسائي

(3)

.

= 2/ 47، 48، الحجة لابن خالويه 1/ 36، 37، حجة القراءات لابن زنجلة ص 80).

(1)

أي أن خلف عن حمزة قرأ بالصاد المشمة صوت الزاي حيث وقع، وحجته في ذلك أنه لما رأى الصاد فيها مخالفة للطاء في الجهر؛ لأن الصاد حرف مهموس والطاء مجهور أشم الصاد لفظ الزاي للجهر الذي فيها؛ فصار قبل الطاء حرف يشابهها في الإطباق وفي الجهر (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 34). وهنا لابد من فائدة تذكر وهي: أنه اختلف عن خلاد على أربعة طرق:

الأول: الإشمام في الأول من الفاتحة فقط.

الثاني: المعرف في جميع القرآن.

الثالث: اللفظ الثاني في الفاتحة.

الرابع: عدم الإشمام في الجميع.

(2)

اتفق نافع وأبو جعفر على فتح خمس ياءات وهي:

1 -

(بعباديَ إنكم)(سورة الشعراء آية 52).

2 -

(لعنتيَ إلى يوم الدين)(سورة ص آية 78).

3 -

(ستجدنيَ إن شاء الله)(سورة الكهف آية 69).

وقوله تعالى: (وما أريد أن أشق عليك ستجدنيَ إن شاء الله من الصالحين)(سورة القصص آية 27). وقوله تعالى: (يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنيَ إن شاء الله من الصابرين)(سورة الصافات آية 102).

4 -

(بناتيَ إن كنتم)(سورة الحجر آية 71).

وقوله تعالى: (أنصاريَ إلى الله)(سورة آل عمران آية 52)، وقوله تعالى:(كما قال عيسى ابن مريم للحوارين من أنصاريَ إلى الله)(سورة الصف آية 114).

قال ابن الجزري في باب ياءات الإضافة:

بنات أنصاري معًا للمدني

(3)

قال ابن الجزري في النشر: وأما الألف التي بعد الصاد من (النصارى، ومن أنصاري) فاختلف فيها عن الدوري عن الكسائي. فأمالها أبو عثمان اتباعًا لإمالة ألف التأنيث وما قبلها من الألفاظ الخمسة (النصارى، وأسارى، وسكارى، وكسالى، واليتامى) قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة:

مثواي توي

إلى:

مشكاة جبارين مع أنصاري =

ص: 225

قوله تعالى: {فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ} [57] قرأ حفص، ورويس بالباء التحتية قبل الواو

(1)

.

وقرأ الباقون بالنون

(2)

.

وقرأ رويس بضم الهاء

(3)

. والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {كُنْ فَيَكُونُ} [59]، {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} [60] لا خلاف في هذه النون في الضم؛ لأن معناه: كن فكان

(4)

.

قوله تعالى: {فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ} [61] هذه التاء مجرورة، وقف عليها بالهاء: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب

(5)

. ووقف الباقون بالتاء؛ اتّباعًا للرسم.

قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ} [62] قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر، والكسائي، وقالون بإسكان الهاء

(6)

. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ} [66]"ها أنتم" مد منفصل، و "هؤلاء" مد منفصل ومد متصل، فقرأ نافع، وأبو جعفر، وأبو عمرو بتسهيل الهمزة من "ها أنتم"

(7)

؛ فيكون عند

= (انظر النشر 2/ 66، والتيسير ص: 150).

(1)

قال ابن الجزري:

نوفيهم بياء عن غنا

فالحجة لمن قرأ بالياء قوله بعد ذلك (والله لا يحب الظالمين)(الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 110، التيسير ص 1/ 88، إتحاف فضلاء البشر ص 248، السبعة ص 206).

(2)

فالحجة لمن قرأ بالنون أنه رده على قوله (فأعذبهم)(الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 110، التيسير ص 881، إتحاف فضلاء البشر ص 248، السبعة ص 256).

(3)

فيصير النطق {فَيُوَفِّيهِمْ} .

(4)

قال ابن الجزري:

رفعًا سوى الحق وقوله كبا

أي اللفظ الذي بعده الحق فلا خلاف في نصبه بين القراء.

(5)

سبق بيان حكم الوقف على المرسوم في الآية 35 من هذه السورة (انظر التيسير ص 60، شرح طيبة النشر 3/ 225، 226، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 137).

(6)

سبق قريبًا.

(7)

كان أبو عمرو يذهب في (هانتم) إلى أن الهاء بدل من همزة (أأنتم) بهمزتين ثم أدخل بين الهمزتين ألفًا =

ص: 226

قالون وأبي عمرو حرف مد قبل همز مغير، فقالون وأبو عمرو لهما مدهما، أي: المنفصلين، وقصرهما، وقصر الأول مع مد الثاني؛ لأن الأول وهو "هاأنتم" سبب المد فيه ضعيف بالتسهيل، وسبب المد في "هؤلاء" باق على حكمه، ويدخل معهما أبو جعفر في وجه قصرهما.

وأما ورش: فروي عنه من طريق الأزرق، ومن طريق الأصبهاني حذف الأول وإثباتها، وروي عنه من طريق الأزرق. أيضًا. إبدال الهمزة ألفًا، فيصير عن ورش ثلاثة أوجه، وهي: تسهيل الهمزة مع إثبات الألف وحذفها، وإبدال الهمزة حرف مد.

وأما ابن كثير والبزي بإثبات الألف قبل الهمز؛ فيصير على وزن "فاعلتم"، والبزي وقنبل بحذف الألف قبل الهمز؛ فيصير على وزن "فعلتم"

(1)

.

= فقال: (أاأنتم) ثم قلب الهمزة الأولى هاء فقال: (ها أنتم) ثم خفف الهمزة من أنتم فصار (هانتم) والهمزة تقلب هاء كثيرًا لقربها من الهاء كما قيل هرقت الماء وأرقته وإياك وهياك وأهل وآل فإنما ذهب أبو عمرو إلى أن الهاء بدل من الهمزة وليست للتنبيه لأن العرب تقول ها أنا ذا ولا تقول ها أنا هذا فتجمع بين حرفين للتنبيه وكذلك في قوله "ها أنتم أولاء" لا يكون جمع بين حرفين للتنبيه ها للتنبيه وهؤلاء للتنبيه.

وقرأ ابن كثير في رواية القواس "هانتم" مقصورًا على وزن هعنتم والأصل عنده أيضًا أأنتم بهمزتين فأبدل من الهمزة هاء ولم يدخل بينهما ألفًا فصار هانتم على وزن هعنتم (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 165، التيسير ص 1/ 88، إتحاف فضلاء البشر ص 224، السبعة ص 224).

(1)

القراء في لفظ "هأنتم" على أربع مراتب:

الأولى: لقالون وأبي عمرو بألف بعد الهاء وهمزة مسهلة بين بين مع المد والقصر وكذا قرأ أبو جعفر إلا أنه مع القصر قولًا واحدًا لأنه لا يمد المنفصل.

الثانية: للأزرق بهمزة مسهلة كذلك من غير ألف بوزن هعنتم وله وجه آخر وهو إبدال الهمزة ألفًا بعد الهاء مع المد للساكنين ويوافقنا في هذين الشاطبي وللأزرق ثالث من طرق الكتاب وهو إثبات الألف كقالون إلا أنه مع المد المشبع وله القصر في هذا الوجه لتغير الهمزة بالتسهيل، وأما الأصبهاني فله وجهان الأول مثل: هعنتم كالأول للأزرق، والثاني إثبات الألف كقالون مع المد والقصر والكل مع التسهيل.

الثالثة: تحقيق الهمزة مع حذف الألف على وزن فعلتم لقنبل من طريق ابن مجاهد.

الرابعة: بهمزة محققة وألف بعد الهاء لقنبل من طريق ابن شنبوذ والبزي وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وهم على مراتبهم في المنفصل مع المد والقصر وهذا الوجه لقنبل ليس من طريق الشاطبية ويتحصل من جمع هأنتم هولاء لقالون ومن معه ثلاثة أوجه: قصرهما، ثم قصر هأنتم مع مد هؤلاء لتغير الهمزة في الأول، ثم مدهما على إجراء المسهلة مجرى المحققة.

واعلم أن ما ذكر هو المقروء به فقط من طرق هذا الكتاب كالنشر ومن جملة طرقهما طرق الشاطبية، وأما ما =

ص: 227

والباقون بإثبات الألف قبل الهمز؛ وهم على مراتبهم في المد من منفصل ومتصل، ومد وقصر

(1)

.

وإذا وقف حمزة على "هؤلاء"، فله خمسة وعشرون وجهًا: فله في الأول: تسهيل الهمزة مع المد والقصر، وإبدال الهمزة واوًا؛ لاتباع المرسوم مع المد والقصر، وله: تحقيق الهمز مع المد؛ فهذه خمسة. وله في الثانية المتطرفة: خمسة أوجه، وهي: إبدال الهمزة ألفًا، مع المد والتوسط والقصر.

وله تسهيلها مع المد والقصر مع الروم؛ فهذه خمسة.

فتضرب الخمسة الأولى في الخمسة الثانية؛ فتصير خمسة وعشرين

(2)

.

وأما هشام: فله في الهمزة المتطرفة الخمسة المذكورة لا غير.

= زاده الشاطبي رحمه الله تعالى بناء على احتمال أن الهاء مبدلة من همزة لابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي من جواز القصر لأن الألف حينئذ للفصل فيصير عنده في (هأنتم هولاء) لمن ذكر القصر في هأنتم مع المد على مراتبهم في هولاء ثم المد فيهما كذلك فتعقبه في النشر بأنه مصادم للأصول مخالف للأداء ويوقف لحمزة على (هأنتم) بالتحقيق والتسهيل بين بين مع المد والقصر؛ لأنه متوسط بزائد وهي هنا مبتدأ و (هؤلاء) خبره وجملة (حاججتم) مستأنفة مبينة للجملة قبلها أي أنتم هولاء الحمقى وبيان حماقتكم أنكم الخ ووقف البزي ويعقوب بخلف عنهما على فلم بهاء السكت. والحجة لمن قصر وهمز أنه أراد أأنتم بهمزتين فقلب الأولى هاء كراهية للجمع بينهما ولقي همزة أنتم بحالها والحجة لمن مد من غير همز أنه أراد آنتم بهمزة ومدة فقلب الهمزة هاء وبقي المد قال ابن الجزري في الطيبة في باب الهمز المفرد:

أريت كلّا رم وسهلها مدًا

ها أنتم حاز مدًا أبدل جدا

بالخلف فيهما ويحلف الألف

ورش وقنبل وعنهما اختلف

(الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 110، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي 1/ 225).

(1)

فالحجة لمن مد وهمز أنه جعل ها تنيهًا ثم أتى بعدها بقوله أنتم على طريق الإخبار من غير استفهام ومد حرفًا لحرف أو يكون أراد الاستفهام والتفرقة بين الهمزتين بمدة ثم قلب من الهمزة الأولى هاء كما قالوا هياك أردت وبقي الكلام على ما كان عليه (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 110).

(2)

هذه الأوجه يجوز ذكرها من باب التعليم لا من باب القراءة على وجه التخيير.

ص: 228

قوله تعالى: {أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ} [73] قرأ ابن كثير {أَأنْ} بهمزتين: الأولي محققة، والثانية مسهلة؛ على الاستفهام

(1)

.

وقرأ الباقون بهمزة واحدة على الخبر

(2)

.

قوله تعالى: {بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} ، {بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} [75] فأما "قنطار" و "دينار": فقرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي - بالإمالة محضة

(3)

.

واختلف عن ابن ذكوان بين الفتح والإمالة.

وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(4)

.

واختلف عن حمزة، وقالون بين الفتح والإمالة بين بين

(5)

. والباقون بالفتح.

وأما {يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} ، و {لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ}: فقرأ أبو عمرو، وحمزة، وشعبة - في حال الوصل - بإسكان الهاء

(6)

.

(1)

اختلف القراء في القراءة بالاستفهام والخبر في (أن يؤتى)(سورة آل عمران آية 73)، فقرأ جميع القراء عدا ابن كثير بهمزة واحدة على الخبر، وقرأ ابن كثير (أأن يؤتى) بهمزتين على الاستفهام، وهو على أصله في تسهيل الهمزة الثانية بين بين. وحجته في ذلك: أنه يمد الألف على الاستفهام على وجه الإنكار أي لا يعطى أحد مثل ما أعطيتم وهو متصل بقوله (ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم - أن يؤتى أحد) ويكون قوله: (إن الهدى هدى الله) خبرًا اعترض في وسط الكلام ولم يغير من المعنى شيئًا وإذا حمل الكلام على هذا كان قوله (أن يؤتى) بعد من الحكاية عن اليهود يقول لا تصدقوا أن يعطى أحد مثل ما أعطيتم. قال ابن الجزري في باب الهمزتين من كلمة:

وغير الملك أن يؤتى أحد يخبر

(الإتحاف 1/ 255، وحجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 166، السبعة ص 207).

(2)

وتأويله ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم (الإتحاف 1/ 255، وحجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 166).

(3)

سبق توضيح إمالة أبي عمرو والكسائي من طريق الدوري وابن ذكوان قريبًا بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين (وانظر: شرح طيبة النشر 3/ 100، التيسير ص 51، النشر 2/ 54، الغاية ص 90).

(4)

روي ذلك من طريق الأزرق عن ورش جميع الباب بين بين (انظر النشر 2/ 55، الإقناع 1/ 273).

(5)

انفرد بذلك صاحب العنوان عن حمزة؛ ولذلك رواه عن أبي الحارث وهي ليست من طرقنا ولا على شرطنا.

(6)

قال ابن الجزري في باب هاء الكناية: =

ص: 229

وقرأ قالون، ويعقوب باختلاس كسرة الهاء، ويعبر عنه بالقصر، وأبو جعفر له وجهان، وهما: الإسكان، والقصر، ولابن ذكوان وجهان، وهما: القصر، والإشباع، ولهشام ثلاثة أوجه، وهي: الإسكان، والقصر، والإشباع

(1)

.

والباقون بالإشباع، وهم على مراتبهم في المد والقصر

(2)

.

قوله تعالى: {بَلَى مَنْ .... وَاتَّقَى} [76] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة

= سكن يؤده نصله نؤته نول

صف لي ثنا خلفهما فناه حل

وهم وحفص اقصرهن كم

خلف طبًى بن ثق

وحجتهم أن من العرب من يجزم الهاء إذا تحرك ما قبلها فيقول: ضربته ضربًا شديدًا فينزلون الهاء إذا سكنوها وأصلها الرفع بمنزلة أنتم ورأيتهم إذا سكنوا الميم فيها وأصلها الرفع ولم يصلوها بواو فلذلك أجريت الهاء مجرى الميم في أنتم أنشد الفراء فيصلح اليوم ويفسده غدًا، (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 166).

(1)

اختلفوا في الهاء المتصلة بالفعل المجزوم في مثل قوله (يؤده) 75 و {وَنُصْلِهِ} النساء 115 في وقفها وإشمامها الكسر والضم وصلتها ياء أو واو وذلك في ستة عشر موضعًا: في آل عمران أربعة مواضع قوله: {يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ - لَا يُؤَدِّهِ} 75، {نُؤْتِهِ مِنْهَا} 145 مكررة في الآية، وفي سورة النساء {نُوَلِّهِ - وَنُصْلِهِ} 115، وفي سورة النور {وَيَخْشَ اللَّهَ} 52 وفي سورة النمل {فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ} 28 وفي سورة الزمر {يَرْضَهُ لَكُمْ} 7، وفي عسق {نُؤْتِهِ مِنْهَا} 20 وفي الزلزلة {خَيْرًا يَرَهُ - شَرًّا يَرَهُ} وفي سورة البلد {أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} وفي سورة طه {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا} 75 وفي الأعراف والشعراء {أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} 36، 111 هذان مهموزان وغير مهموزين، قال ابن الجزرى في باب هاء الكناية:

سكن يؤده نصله نؤته نول

صف لي ثنا خلفهما فناه حل

وهم وحفص اقصرهن كلم

خلف طبىً بن ثق

(حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 166، السبعة 1/ 208).

(2)

فيصير النطق: (يؤدهي إليك) و (لا يؤدهى إليك) يصلون بياء في اللفظ وحجتهم أن الياء بدل من الواو وأصلها يؤدهو إليك (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 166، وهنا لابد من ملاحظة لم يذكرها المؤلف، وهي أن أبا جعفر وورشًا من طريقيه يبدلان الهمز المفتوح بعد ضم واوًا في حالي الوصل والوقف، وكذا حمزة عند الوقف، قال ابن الجزري:

وعنه تسهيل كخط المصحف

وهذه قاعدة مطردة في باب الهمز المفرد أن كل همز متحرك بالفتح وكان قبله مضموم ووقع فاء من الفعل من جنس حركة ما قبله، يبدله واوًا هؤلاء، قال ابن الجزري:

والفاء من نحو يؤده أبدلوا (جـ) ـد (ثـ) ـق

(شرح طيبة النشر 2/ 284، إتحاف فضلاء البشر ص 256).

ص: 230

محضة، وقرأ نافع بالفتح والإمالة بين بين

(1)

. وقرأ الباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ} [77] قرأ حمزة، ويعقوب بضم الهاء من "إِلَيْهُمْ"

(2)

. وقرأ يعقوب - وحده - بضم الهاء من "وَلا يُزَكّيهُمْ".

قوله تعالى: {لِتَحْسَبُوهُ} [78] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر بفتح السين

(3)

.

والباقون بالكسر

(4)

.

قوله تعالى: {بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ} [79] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بضم التاء، وفتح العين، وكسر اللام مشددة

(5)

.

وقرأ الباقون بفتح التاء، وإسكان العين، وفتح اللام مخففة

(6)

.

قوله تعالى: {وَلَا يَأْمُرَكُمْ} [80] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وخلف، ويعقوب بنصب الراء

(7)

.

(1)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق فقط وليس كما ذكر المؤلف، وأمالها بلى أيضًا شعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه، وبالفتح والتقليل أبو عمرو وصححهما عنه في النشر من روايتيه لكن قصر الخلاف على الدوري في طيبته (إتحاف فضلاء البشر ص 155).

(2)

سبق بيان القراءة قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين (وانظر: المبسوط في القراءات العشر ص 87).

(3)

سبق قريبًا.

(4)

سبق قريبًا.

(5)

وحجة من فتح العين وكسر اللام مشددة، على أنه مضارع علم مضعف العين؛ فينصب مفعولين أولهما محذوف تقديره الناس، والثاني: الكتاب. قال ابن الجزري في سورة آل عمران:

وتعلمون ضم حرك واكسرا وشد كنزًا

(الهادى 2/ 114).

(6)

وحجة من فح التاء وأسكن العين وفتح اللام مخففة على أنه مضارع علم نحو فهم مخفف العين وهو ينصب واحدًا وهو الكتاب.

(7)

وحجة من قرأ بنصب الراء؛ وذلك على أنه معطوف على قوله تعالى قبل {ثم يقول للناس} والتقدير: ليس للنبي أن يقول للناس كونوا عبادًا لي من دون الله، ولا أن يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابًا. قال ابن الجزرى: =

ص: 231

وقرأ الباقون بالرفع.

وقرأ أبو عمرو بإسكان الراء وباختلاس الضمة

(1)

.

وأبدل الهمزة ألفًا: ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - وصلًا ووقفًا

(2)

، وحمزة وقفًا لا وصلًا.

قوله تعالى: {لَمَا آتَيْتُكُمْ} [81] قرأ حمزة بكسر اللام

(3)

.

والباقون بالفتح

(4)

.

= وارفعوا لا يأمرا حرم حلا رحبًا

(الهادي 1/ 114).

(1)

وقد قرأ أبو عمرو {يَأمُرْكُمْ، بَارِئْكُمْ، يَأْمُرْهُمْ، تَأْمُرْهُمْ، يَنْصُرْكُمْ، يُشْعِرْكُمْ} حيث وقعت بإسكان الهمزة والراء وروى جماعة من أهل الأداء عن الدوري اختلاس الحركة فيهما. قال ابن الجزري:

سكّنْ أو اختلِسْ حُلًا والخلف طب

يأمرهُمُ تأمرهُمُ يُشْعِرْكُم بارئكمُ يأمركُمُ ينصُركُمُ

قال النويري في شرح طيبة النشر 4/ 25)، وروى أكثرهم الاختلاس من رواية الدوري، والإسكان من رواية السوسي، وبه قرأ الداني على أبى الحسن وغيره، وهو المنصوص عليه في الكافي والهداية والتبصرة والتلخيص، وروى بعضهم الإشباع عن الدوري خاصة نص عليه أبو العز من طريق ابن مجاهد عن أبي الزعراء، ومن طريق الوراق عن ابن فرج كلاهما عن الدوري.

(2)

فيصير النطق {يامُرْكُمْ} .

(3)

على أنها لام الجر متعلقة (بأخذ) وما مصدرية؛ أي لأجل إيتائي إياكم بعض الكتاب والحكمة ثم مجيء رسول، فالحجة لمن كسر أنه جعلها خافضة وجعل (ما) بمعنى الذي والمعنى للذى أتيتكم، قال الزجاج: ما ها هنا على ضربين يصلح أن تكون للشرط والجزاء وهو أجود الوجهن؛ لأن الشرط يوجب أن كل ما وقع من أمر الرسل فهذه طريقته واللام دخلت في ما كما تدخل في إن الجزاء إذا كان في جوابها القسم قال الله {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} وقال {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ} فاللام في (إن) دخلت مؤكدة موطئة للام القسم ولام القسم هي اللام التي لليمين؛ لأن قولك: والله لئن جئتنى لأكرمنك إنما حلفك على فعلك إلا أن الشرط معلق به فلذلك دخلت اللام على الشرط، فإذا كانت ما في معنى الجزاء موضعها نصب بقوله آتيتكم وتقدير الكلام أي شيء آتيتكم فتكون اللام الأولى على ما فسره دخلت للتوكيد أي توكيد الجزاء واللام الثانية في قوله: لتومنن به لام القسم قال: ويجوز أن تكون ما في معنى الذي ويكون موضعها الرفع المعنى: أخذ الله ميثاقهم أي استحلفهم للذي آتيتيكم، المعنى آتيتكموه لتؤمنن به، وحذف الهاء من قوله آتيتكموه لطول الاسم.

قال ابن الجزري: لما فاكسر فدا

(4)

وحجة من فتح على أنها لام الابتداء ويحتمل أن تكون للقسم؛ لأن أخذ الميثاق في معنى الاستحلاف وما =

ص: 232

قوله تعالى: {ءَاتَيْتُكُم} [81] قرأ نافع، وأبو جعفر بالنون بعد الياء التحتية، وبعد النون ألف

(1)

.

والباقون بالتاء الفوقية المضمومة بعد الياء التحتية

(2)

.

قوله تعالى: {ءَأَقرَرْتُمْ} [81] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الهمزة الثانية بعد تحقيق همزة الاستفهام

(3)

.

وأدخل بين الهمزتين ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر

(4)

.

والباقون ممن يسهّل الثانية بغير إدخال.

وَرُوِيَ عن ورش

(5)

- أيضًا - إبدالها حرف مد.

وأما هشام: فعنه الإدخال بينهما مع التحقيق والتسهيل

(6)

.

= شرطية منصوبة بآتيتكم وهو ومعطوفة بثم جزم بها على ما اختاره سيبويه والحجة لمن فتح أنه جعلها لام التأكيد وجعل ما فاصلة كقوله: {فبما رحمة من الله} أو تكون لام اليمين (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي 1/ 226، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 111).

(1)

والحجة لمن قرأ بالنون: أن الله تعالى أخبر عن نفسه بنون الملكوت على ما قدمناه، قال ابن الجزري:

ءاتيتكم يقرأ ءاتينا مدًا

(2)

والحجة لمن قرأ بالتاء أنه أتى بالكلام على ما يوجبه الإخبار عن المتكلم إذا أخبر بفعله عن نفسه ومثله في الحج {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا} {وأهلكلناها} والخبران باللفظين عن الله عز وجل (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر للدمياطي 1/ 226، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 111، السبعة ص 213، إملاء ما من به الرحمن 1/ 141).

(3)

وحجة ذلك أن الاستثقال مع التخفيف باق، إذ المخففة بزنتها محققة.

(4)

فحجة هؤلاء ممن خفف الهمزة الثانية هو استثقال الهمزة المفردة فتكريرها أعظم استثقالًا وعليه كثر العرب. وأيضا لما رأى أن العرب وكل القراء قد خففوا الهمزة الثانية إذا كانت ثانية استقالًا كان تخفيفها إذا كانت متحركة أولى، لأن المتحرك أقوى من الساكن (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 73 والنشر 1/ 359).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(6)

ولهشام ثلاثة أوجه: الأول: تسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال، الثاني: تحقيقها مع الإدخال، الثالث: تحقيقها مع عدم الإدخال - أما تسهيلها مع عدم الإدخال فلم أقرأ به ولا يجوز لهشام.

ص: 233

والباقون بتحقيقهما

(1)

.

وإذا وقف حمزة عليها، حقق الثانية، وسقلها أيضًا؛ لأنه متوسط بزائد. وعنه - أيضًا - إبدال الثانية حرف مد

(2)

.

قوله تعالى: {وَأَخَذْتُم} [81] قرأ ابن كثير، وحفص، ورويس - بخلاف عنه - بإظهار الذال عند التاء.

والباقون بالإدغام

(3)

.

قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ} [83] قرأ أبو عمرو، ويعقوب، وحفص بالياء التحتية على الغيبة

(4)

.

(1)

حجة من حقق الهمزتين في كلمة: أنه لما رأى الأولى في تقدير الانفصال من الثانية ورآها داخلة على الثانية قبل أن لم تكن حقق كما يحقق ما هو من كلمتين وحسن ذلك عند لأنه الأصل، وزاده قوة أن أكثر هذا النوع بعد الهمزة الثانية فيه ساكن فلو خفف الثانية التي قبل الساكن لقرب ذلك من اجتماع ساكنين لاسيما على مذهب من يبدل الثانية ألفًا، فلما خاف اجتماع الساكنين حقق ليسلم من ذلك (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 73، والتيسير ص: 32).

(2)

وهذا الوجه شاذ لا نقرأ به.

(3)

اختلف القراء في إدغام سبعة عشر حرفًا إذا أتى بعدها حروف تقاربها، ومن هذه المواضع الذال عند التاء من {اتخدتم} {وأخذتم} وما جاء من لفظه فأظهر الذال ابن كثير وحفص واختلف عن رويس فروى الجمهور عن النخاس الإظهار وروى أبو الطيب وابن مقسم الإدغام وروى الجوهري إظهار حرف الكهف فقط، وهو {لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ} الكهف الآية 77 وإدغام الباقي وكذا روى الكارزيني عن النخاس والباقون بالإدغام، قال العكبري في إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات (1/ 36): ويجوز إدغام الذال في التاء لقرب مخرجيهما ويجوز الإظهار على الأصل (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة مصر - الدمياطي ج 1/ ص 44).

(4)

والحجة لمن قرأ بالياء أنه إخبار من الكفار كأن الله عز وجل عجب نبيه عليه السلام منهم فقال الله {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ} مع علمهم أنهم إليه يرجعون. (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 112)، وحجته أيضًا أن الخطاب قد انقضى بالفصل بينه وبين ذلك بقوله {فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} 82 ثم قال: أفغير دين الله يبغي الفاسقون، فيكون الكلام نسقًا واحدًا. قال ابن الجزري:

يبغون عن حما

(حجة القراءات لابن زنجلة ص 170، إتحاف فضلاء البشر ص 218).

ص: 234

والباقون بالتاء على الخطاب

(1)

.

قوله تعالى: {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [83] قرأ يعقوب، وحفص بالياء على الغيبة.

والباقون بالتاء على الخطاب

(2)

. ويعقوب بفتح الياء، وكسر الجيم، والحاق هاء السكت بعد النون

(3)

.

والباقون بضم التاء، وفتح الجيم

(4)

.

قوله تعالى: {مِلْءُ الْأَرْضِ} [91] قرأ ابن وردان، والأصبهاني - عن ورش - بنقل حركة الهمزة إلى اللام

(5)

.

قوله تعالى: {لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} [93] قرأ أبو جعفر بتسهيل الهمزة مع المد والقصر

(6)

.

(1)

والحجة لمن قرأهم بالتاء أنه أراد قل لهم يا محمد مخاطبًا أفغير دين الله تبغون أي تطلبون وأنتم عالمون أنكم إليه ترجعون، وحجتهم أيضًا: قوله قبلها {أأقررتم وأخذتم} فيكون نسقوا مخاطبة على مخاطبة وقال تقوم: يجوز أن يكون ابتدأ خطابًا مجددًا على تأويل قل لهم يا محمد: أفغير دين الله تبغون أيها المخاطبون فكان خطابًا عامًا لليهود وغيرهم من الناس (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 170).

(2)

والحجة لمن قرأ الأول بالياء والثاني بالتاء أنه فرق بين المعنيين فجعل الأول للكفار وأشرك المؤمنين في الرجوع معهم وهذا حذق بالقراءة ومعرفة بمعانيها، وحجة من قرأ بالياء: جعله خبرًا عن اليهود {وإليه يرجعون} بالياء أيضًا يعني اليهود، وحجة من قرأ بالتاء أي أنتم وهم، قال ابن الجزري:

ويرجعون عن ظبى (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 170، إتحاف فضلاء البشر ص 218).

(3)

إلحاق الهاء بالفعل المضارع كما ذكر المصنف رأي ضعيف ولا يقرأ له به كما نص على ذلك ابن الجزري في النشر وقال في الطيبة في باب الوقف على مرسوم الخط:

وهي وهو

ظل وفي شدد اسم خلفه

نحو إلي هنّ والبعض نقل

بنحو عالمين موفون وقل

(4)

فيصير النطق "ترجعون" بالتاء على الخطاب (التبيان في إعراب القرآن - العكبري ج 1/ ص 277).

(5)

والوجهان من النقل وعدمه صحيحان عن كل منهما كما في النشر، قال ابن الجزري في باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها:

وملء الاصبهاني مع عيسى اختلف

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 85).

(6)

وإذا قرئ له بالإشباع على طريق العراقيين كان له ثلاثة أوجه (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 134) واعلم أن كل حرف مد واقع قبل همز مغير يجوز فيه المد والقصر؛ فالمد لعدم الاعتداد بالعارض وهو التسهيل، والقصر اعتدادًا بالعارض، قال ابن الجزري: =

ص: 235

وقرأ ورش بالمد بعد الهمز، وبالقصر أيضًا

(1)

.

قوله تعالى: {أَن تُنَزّلَ} [93] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب بإسكان النون، وتخفيف الزاي

(2)

. والباقون بفتح النون، وتشديد الزاي

(3)

.

قوله تعالى: {التَّوْرَاةُ} [93] أمالها محضة: أبو عمرو، والكسائي، وخلف، وابن ذكوان

(4)

. واختلف عن ورش: فأماله - من طريق الأصبهاني - محضة، وأماله - من طريق

= وفي كائن واسرائيل ثم دم

عطف على قوله: وعنه سهل اطمأن

(1)

هذا الوجه لورش من طريق الأزرق، وقد اختلف في مد الياء فيها كنظائره للأزرق فنص بعضهم على مدها واستثناها الشاطبي والوجهان في الطيبة قال ابن الجزري:

........................

وأزرق إن بعد همز حرف مد

مد له واقصر ووسط كنأى

فالآن أوتوا إى ءآمنتم رأى

لا عن منون ولا السكن صح

بكلمة أو همز وصل في الأصح

وامنع يؤاخذ وبعادًا الأولى

خلف وآلان وإسرائيلا

(انظر: شرح طيبة النشر 2/ 176، الإتحاف ص: 134).

(2)

خفف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب زاي {تنزل} بعد إسكان نون المضارع بغير الهمز المضموم الأول المبني للفاعل أو المفعول حيث جاء في القرآن الكريم إلا ما خص مفصلًا نحو: {أن ينزّلَ الله} أو {أن تُنَزّلَ عليهم} و {نُنَزّلُ عليهم من السماء} فخرج بالمضارع الماضي نحو {ما نزّل الله} وبغير الهمز نحو: {سَأُنْزِلُ} وبالمضموم الأول نحو {وما ينزل من السماء} وأجمعوا على التشديد في قوله (وما نُنَزّلُهُ إلا بقدر معلوم) وانفرد ابن كثير بتخفيف الزاي في {يُنْزِلَ آية} وقرأ يعقوب {والله أعلم بما يُنَزّلُ} بالنحل مشددًا، وقرأ ابن كثير {يُنزِلُ} و {نُنْزِل} و {نُنْزِلُ} بالتخيف في جميع القرآن إلا في سورة الإسراء 82 {ونُنزّلُ من القرآن} والإسراء 93 {حتى تُنَزّلَ عَلَينا} فإنه يشددهما قال ابن الجزري:

ينزل كلًّا خف (حق)

لا الحجر والأنعام أن ينزل (د) ق

(انظر: المبسوط ص 132، 133، الغاية ص 104).

(3)

احتج من قرأ بالتشديد بأن {نَزّلَ} و {أَنْزَلَ} لغتان وأن التشديد يدل على تكرير الفعل وقد ورد في القرآن الكريم في قوله {لولا نُزّلَتْ سورة - فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورةٌ} (حجة القراءات ص 106، وشرح طيبة النشر 4/ 47، النشر 2/ 218، المهذب ص 64، التبصرة ص 425، زاد المسير 1/ 114).

(4)

أمال هولاء المشار إليهم لفظًا {التوراة} حيث وقع وهو أحد وعشرون حرفًا فيصير النطق {التّوْرِية} ، قال ابن الجزري:

توراة (مـ) ـــــــن (شفا)(حـ) ـــــكيمًا ميلا

(النشر 2/ 60، 61، شرح طيبة النشر 3/ 135، إتحاف فضلاء البشر ص 170).

ص: 236

الأزرق - بين بين

(1)

. وكذا اختلف عن حمزة: فأماله العراقيون عنه محضة، وأماله عنه المغاربة بين بين

(2)

. واختلف عن قالون: فرواه جمهور المغاربة بين بين، ورواه عنه جمهور العراقيين بالفتح

(3)

. وقرأ الباقون بالفتح.

قوله تعالى: {حِجُّ الْبَيْتِ} [97] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص، وأبو جعفر بكسر الحاء

(4)

.

والباقون بفتحها

(5)

.

قوله تعالى: {بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} [100] قرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي - ورويس، وابن ذكوان - بخلاف عنه - بالإمالة محضة

(6)

.

(1)

لم يمل أحد للأصبهاني عن ورش حرفًا من الحروف إلا التوراة؛ فإنه أمالها محضة، وقال ابن الجزري:

وغيرها للأصبهاني لم يمل

(النشر 2/ 61، 62، شرح طيبة النشر 3/ 136).

(2)

أما الإمالة المحضة فقد رويت عنه في المستنير والجامع لابن فارس والمبهج والكامل والتجريد، وبه قرأ الداني عن شيخه أبي الفتح، أما الإمالة بين اللفظين فهي التي في التذكرة والتيسير والعنوان والشاطبية وبها قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون وعلى أبي الفتح أيضًا (النشر 2/ 62).

(3)

أما الإمالة بين اللفظين فقد نقلها عنه صاحب الكامل والتبصرة والتذكرة والتلخيصين وبها قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون، وقرأ بها أيضًا على شيخه أبي الفتح عن قراءته على السامري من طريق الحلواني وهو ظاهر التيسير، أما قراءة الفتح فقد نقلها عنه صاحب الإرشاد والغاية والمستنير والجامع والتجريد، وبها قرأ الداني على أبي الفتح أيضًا من طريق أبي نشيط، وهي الطريق التي في التيسير وقد ذكر الوجهين جميعًا الشاطبي، قال ابن الجزرى:(توراة جد والخلف فضل بجلا)(النشر 2/ 61).

(4)

اختلفوا في نصب الحاء وكسرها من قوله {حج البيت} فقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم {حِجّ البيت} بكسر الحاء، وقال حفص عن عاصم: الحَجّ الاسم والحجّ الفعل، قال أبو بكر: وهذا غلط إنما الحَجّ بالفتح الفعل، والحجّ الاسم بالكسر، فالحجة لمن كسر أنه أراد الاسم، قال ابن الجزري:

وكسر حج عن (شفا)(ثـ) ــــــمن

(5)

والحجة لمن فتح أنه أراد المصدر ومعناهما في اللغة القصد (السبعة في القراءات لابن مجاهد البغدادي ج 1/ ص 214، والتيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 90، وإتحاف فضلاء البشر ص 227، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 112).

(6)

سبق قريبًا.

ص: 237

وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(1)

. والباقون بالفتح

(2)

.

قوله تعالى: {حَقَّ تُقَاتِهِ} [102] قرأ الكسائي بالإمالة محضة

(3)

. والباقون بالفتح.

(1)

والصواب ورش من طريق الأزرق وحده دون الأصبهاني.

(2)

قال ابن الجزري في النشر (2/ 62) واختلف عن ابن ذكوان فأماله الصوري عنه وفتحه الأخفش، وأماله بين بين ورش من طريق الأزرق وفتحه الباقون.

(3)

اختص الكسائي بإمالة كلمات دون كل من حمزة وخلف العاشر والكلمات هي:

1 -

"أحيا" حيثما وقع في القرآن إذا لم يكن مسبوقًا، أو كان مسبوقًا بغير الواو مثال ذلك قوله تعالى:{ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا} (سورة المائدة آية 32). وقوله تعالى: {فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} (سورة البقرة آية 164) أما إذا كان لفظ "أحيا" مسبوقًا بالواو، فإنه في هذه الحالة يميله حمزة والكسائي وخلف العاشر وفقًا للقواعد المتقدمة، مثال ذلك قوله تعالى:{وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} (سورة النجم آية 44).

2 -

{مَّحْيَاهُمْ) (سورة الجاثية آية 21).

3 -

{تَلَاهَا} (سورة الشمس آية 2).

4 -

{خطايا} كيف وقع نحو قوله تعالى: {نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} (سورة البقرة آية 58). وقوله تعالى: {إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا} (سورة طه آية 73). والمراد إمالة الألف الثانية، أما الألف الأولى فسيأتي الكلام على إمالتها بالخلاف لدوري الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير.

5 -

{دَحَاهَا} (سورة النازعات آية 30).

6 -

{تُقَاتِهِ} (سورة آل عمران آية 102).

7 -

{مَرْضَاتِ} حيث وقع وكيف جاء نحو قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} (سورة البقرة آية 207).

8 -

{طَحَاهَا} (سورة الشمس آية 6).

9 -

{سَجَى} (سورة الضحى آية 2).

10 -

{أَنسَانِيهُ} (سورة الكهف آية 63).

11 -

{وَمَنْ عَصَانِى} (سورة إبراهيم آية 36).

12 -

{ءَاتَانِىَ اللَّهُ) (سورة النمل آية 36)، و (سورة مريم آية 30)، {وَءَاتَانِى} (سورة هود آية 28)، وقوله تعالى:{وَءَاتَانِى مِنْهُ رَحْمَةً} (آية 63) فإنه ممال لحمزة والكسائي وخلف العاشر.

13 -

{وَقَدْ هَدَانِ} (سورة الأنعام آية 80).

14 -

{وَأَوْصَانِى} (سورة مريم آية 31).

15 -

{رُئيَاي} المضاف إلى ياء المتكلم وهو حرفان في سورة يوسف وهما: قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ} (الآية 43)، وقوله تعالى:{وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ} (الآية 100).

وقد أمال {رُئيَاي} في الموضعين إدريس بخلف عنه، وقد أشار ألى ذلك ابن الجزري بقوله:

وخلف إدريس برؤيا لا بأل =

ص: 238

قوله تعالى: {وَلَا تَفَرَّقُوا} [103] قرأ البزيّ في الوصل بتشديد التاء

(1)

. والباقون بالتخفيف.

قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ} [103] رسمت هذه التاء مجرورة؛ فوقف عليها: أبو عمرو، وابن كثير، والكسائي، ويعقوب بالهاء

(2)

.

والباقون بالتاء، وإذا وقف الكسائي أمالها على أصله. ولم يُملْ أحدًا "على شفا"؛ لأنه من ذوات الواو.

قوله تعالى: {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [109] قرأ ابن عامر، وحمزة، وخلف، والكسائي، ويعقوب بفتح التاء، وكسر الجيم

(3)

.

وقرأ الباقون بضم التاء، وفتح الجيم

(4)

.

قوله تعالى: {عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} [112] قرأ أبو عمرو - في الوصل - بكسر الهاء والميم

(5)

،

= أما {رُءْيَاكَ} (سورة يوسف الآية 5) فيميله الدوري عن الكسائى قولًا واحدًا وإدريس بخلف عنه. قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة:

وعلى أحيا بلا واو وعنه ميل

تقاته مرضات كيف جا طحا

(1)

سبق قريبًا في سورة البقرة.

(2)

سبق قريبًا.

(3)

فيصير النطق {تَرْجِعُ الأمُورُ} وهي قاعدة مطردة عند هؤلاء القراء فهم قرأوا بفتح التاء وكسر الجيم في جميع القرآن، وحجتهم أنهم بنوا الفعل للفاعل لأنه المقصود، ويقوي ذلك إجماعهم على {ألا إلى الله تصير الأمور} وقوله {إلى الله مرجعكم} فبنى الفعل للفاعل فحمل على ذلك. قال ابن الجزري:

وترجع الضم افتحًا واكسر (ظ) ـــــــما

إلى قوله:

والمؤمنون ظلهم شفا وفا

الأمور هم والشام

(النشر 2/ 227، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 289، المبسوط ص 145، شرح شعلة ص 288 السبعة ص 181، الغاية ص 113).

(4)

احتج هؤلاء بأنهم بنوا الفعل للمفعول، فبني الفعل للمفعول وهو إجماع، فالحق هذا به، لأنه مثله، والقراءتان حسنتان بمعنى (النشر 2/ 227، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 289، التبصرة ص 439، إتحاف فضلاء البشر ص 156، الإقناع 2/ 608)،

(5)

سبق بيان القراءة قريبًا بما أغنى عن إعادتها هنا لقرب الموضعين (وانظر: التيسير ص: 19، والنشر =

ص: 239

وحمزة، والكسائي

(1)

بضم الهاء والميم. والباقون بكسر الهاء، وضم الميم.

قوله تعالى: {عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ} [112] قرأ أبو عمرو - في الوصل - بكسر الهاء والميم

(2)

، وحمزة، والكسائي

(3)

بضم الهاء والميم. والباقون بكسر الهاء، وضم الميم.

وأما في الوقف: لحمزة ضم الهاء.

قوله تعالى: {وَيُسَارِعُونَ} [114] قرأ الدوري - عن الكسائي - بالإمالة

(4)

. وقرأ الباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ} [115] قرأ حمزة، وحفص، والكسائي، وخلف بالياء التحتية على الغيبة فيهما

(5)

. وقرأ الباقون بالتاء الفوقية على الخطاب

(6)

.

وابن كثير على أصله بوصل الهاء في الوصل بالواو

(7)

.

= 1/ 272، والسبعة لابن مجاهد ص: 108، والتبصرة ص: 251).

(1)

وكذا يعقوب.

(2)

مثل {عليهم الذلة} .

(3)

وكذا يعقوب.

(4)

وروى أبو عمر الدوري عن الكسائى قوله: {وسارعوا} و {يسارعون} و {نسارع لهم} المؤمنون 56 بالإمالة وروى غيره عن الكسائى بغير إمالة (السبعة في القراءات لابن مجاهد البغدادي ج 1/ ص 216، إتحاف فضلاء البشر ص 232).

(5)

وكذا الدوري عن أبي عمرو بخلفه وقد أغفله المصنف، وحجة من قرأ بالياء وجه الخطاب إلى الغيب وأدخل الحاضرن في الجملة ولهذا المعنى كان أبو عمرو يخير بينهما، وحجتهم قوله قبلها {من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون. يؤمنون بالله واليوم الآخر} ، وكذلك {وما يفعلوا من خير} أي هولاء المذكورون وسائر الخلق داخل معهم، قال ابن الجزري:

ما يفعلو لن يكفرو اصحب طلا خلفا

(6)

وحجتهم قوله قبلها {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} {وما يفعلوا من خير فلن يكفروه} أيها المخاطبون بهذا الخطاب، قال ابن مجاهد في السبعة في القراءات ص 215: وكان أبو عمرو لا يبالي كيف قرأهما بالياء أو بالتاء، وقال علي بن نصر عن هارون عن أبي عمرو بالياء ولم يذكر التاء، وكان حمزة والكسائى وحفص عن عاصم يقرءونهما بالياء (إتحاف فضلاء البشر 1/ ص 216 وحجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 171).

(7)

ولا يؤخذ هذا إلا من أفواه المشايخ.

ص: 240

قوله تعالى: {عَنِتُّمْ} [118] رسمها بالتاء بعد النون.

قوله تعالى: {هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ} [119] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر بتسهيل الهمزة مع المد والقصر

(1)

، وروي عن ورش إسقاط الألف، ويُرْوَى عنه - أيضًا - إبدال الهمزة حرف مد

(2)

، وأسقط قنبل الألف، وأثبتها الباقون مع التحقيق، وهم على أصولهم في مراتب المد

(3)

.

قوله تعالى: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} [120] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة واوًا، وقفًا ووصلًا

(4)

، وأبدلها حمزة وقفًا لا وصلًا. والباقون بالهمز وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {لَا يَضُرُّكُمْ} [120] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وخلف بضم الضاد، ورفع الراء مشددة

(5)

.

(1)

سبق قريبًا توضيح القراءة بما أغنى عن إعادته هنا (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 165، التيسير ص 881، إتحاف فضلاء البشر ص 224، السبعة ص 224).

(2)

فالحجة لمن مد وهمز أنه جعل ها تنبيهًا ثم أتى بعدها بقوله: أنتم على طريق الإخبار من غير استفهام ومد حرفًا لحرف أو يكون أراد الاستفهام والتفرقة بين الهمزتين بمدة ثم قلب من الهمزة الأولى هاء كما قالوا هياك أردت وبقي الكلام على ما كان عليه (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 110).

(3)

قال ابن الجزري في الطيبة في باب الهمز المفرد:

أريت كلًا رم وسهلها مدًا

ها أنتم حاز مدًا أبدل جدا

بالخلف فيهما ويحذف الألف

ورش وقنبل وعنهما اختلف

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر للدمياطي 1/ 225، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 110).

(4)

فيصير النطق {تسوهم} ، وهذه قاعدة مطردة لأبي جعفر أن كل همز ساكن وقع فاء أو عينًا أو لامًا للكلمة فإنه يبدله من جنس حركة ما قبله، سوى كلمتي {أنبئهم - نبئهم} ، أما {نبئنا} فله فيها الوجهان، قال ابن الجزري:

والكل (ثـ) ـق

(5)

وحجة من ضم الضاد وشدد الراء: أن ضر في القرآن كثر من ضار واستعمال العرب ضر أكثر من ضار من ذلك {ضرّا ولا نفعًا} و {نفعًا ولا ضرّا} وهو كثير في القرآن فلا يصرف عن شيء كثر في القرآن، وأما ضم الراء ففيه وجهان عند الكسائي أحدهما: أن يكون الفعل عنده مجزومًا بجواب الجزاء وتكون الضمة في الراء تابعة لضمة الضاد كقولهم مد ومده فأتبعوا الضم الضم في المجزوم وكانت في الأصل لا يضرركم ولكن كثيرًا من القراء والعرب يدغم في موضع الجزم، فلما أرادوا الإدغام سكنوا الراء ونقلوا الضمة التي كانت على الضاد فصارت لا يضرركم ثم أدغموا الراء في الراء وحركوها بحركة الضاد فصارت لا يضركم =

ص: 241

والباقون بكسر الضاد، وجزم الراء مخففة

(1)

.

قوله تعالى: {إِذْ تَقُولُ} [124] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار الذال عند التاء. والباقون بالإدغام

(2)

.

قوله تعالى: {مُنْزَلِينَ} [124] قرأ ابن عامر بفتح النون، وتشديد الزاي

(3)

.

وقرأ الباقون بإسكان النون، وتخفيف الزاي

(4)

.

= فهذه الضمة ضمة اتباع، وأهل الحجاز يظهرون التضعيف وفي هذه الآية جاءت فيها اللغتان جميعًا فقوله {إن تمسسكم حسنة} على لغة أهل الحجاز و {لا يضركم} على لغة غيرهم من العرب. والوجه الآخر: أن يكون الفعل مرفوعًا فتصير لا على مذهب ليس وتضمر في الكلام فاء كأنه قال فليس يضركم والفاء المضمرة تكون جواب الجزاء واستشهد الكسائي على إضمار الفاء ها هنا بقوله {وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون} معناه فإذا هم، وكذلك قوله:{وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} أي فإنكم لمشركون (إتحاف فضلاء البشر 1/ 225 وحجة القراءات ابن زنجلة ص 172، التيسير ص 90، السبعة ص 215).

(1)

قال ابن الجزري:

يضركم أكسر اجزم أوصلا

حقا وضم اشدد لباق

وحجتهم قوله {لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون} وكانت في الأصل لا يضيركم مثل يضربكم فاستثقلت الكسرة على الياء فنقلت كسرة الياء إلى الضاد فصارت لا يضيركم ودخل الجزم على الراء فالتقى ساكنان الياء والراء فطرحت الباء فصارت {لا يضركم} (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 171، التيسير ص 90، السبعة ص 215).

(2)

فيصير النطق {إتّقول} قال ابن الجزري:

إذ في الصفير وتجد أدغم (حـ) ـلا

لي وبغير الجيم قاض رتلا

والخلف في الدال مصيب وفتى

قد وصل الإدغام في دال وتا

وهذه قاعدة مطردة: أن ذال إذ تدغم في التاء قولًا واحدًا لأبي عمرو وهشام وحمزة وخلف البزار والكسائي، وقراها الباقون بالإظهار (إتحاف فضلاء البشر ص 129)(باب ذال إذ).

(3)

وحجته قوله {لنزلنا عليهم من السماء ملكًا} وهما لغتان نزل وأنزل مثل كرم وأكرم. قال ابن الجزري:

واشددوا منزلين منزلون كبدوا

(إتحاف فضلاء البشر 2261، والتيسير ص 90، السبعة ص 215، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 172).

(4)

اختلف في {مُنْزَلِينَ} في آل عمران و {مُنْزِلُونَ} بالعنكبوت الآية 34 فابن عامر بتشديد الزاي مع فتح النون والباقون بالتخفيف مع سكون النون وهما لغتان أو الأول من نزل والثاني من أنزل ولا خلاف في فتح الزاي هنا وكسرها في العنكبوت (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 228).

ص: 242

قوله تعالى: {مُسَوِّمِينَ} [125] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، ويعقوب بكسر الواو

(1)

.

والباقون بالفتح

(2)

.

قوله تعالى: {إِلَّا بُشْرَى} قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(3)

.

وقرأ ورش بالإمالة بين بين - من طريق الأزرق - وفتحه - من طريق الأصبهاني - واختلف عن ابن ذكوان فيه: بين الفتح والإمالة محضة. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَلِتَطْمَئِنَّ} [126] قرأ ابن وردان - بخلاف عنه - بتسهيل الهمزة

(4)

.

والباقون بالتحقيق

(5)

.

قوله تعالى: {لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا} [130] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة، وهي من ذوات الواو

(6)

. والباقون بالفتح.

(1)

وحجة من كسر: أنه جعل التسويم للخيل والملائكة مسومة لها، قال ابن الجزري:

مسومين نم حق اكسر الواو

(الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 113، التيسير ص 90).

(2)

والحجة لمن فتح أنه جعل التسويم للملائكة والله عز وجل فاعل بها والتسويم الإعلام فهو في الخيل صوف أحمر، وقيل: أبيض في أذنابها وآذانها وفي الملائكة بعمائم صفر، ولذلك أعلم حمزة في ذلك اليوم بريشة (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 228).

(3)

سبق قريبًا.

(4)

سبق قريبًا.

(5)

سبق بيان معنى التحقيق قريبًا (وانظر حجة القراءات لابن زنجلة ص: 91، وشرح طيبة النشر للنويري 4/ 9، والمبسوط في القراءات العشر ص: 126).

(6)

وإنما أميل ما أميل من الواوي لكونه رأس آية وقد ألحق بعضهم الربا وكلاهما بنظائرهما من القوى والضحى فقالوا: هما وهو صريح العنوان وظاهر جامع البيان لكن في النشر أن الفتح هو الذي عليه العمل ولا يوجد نص بخلافه (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 109).

ص: 243

قوله تعالى: {مُضَاعَفَةً} [130] قرأ ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب بتشديد العين

(1)

.

والباقون بتخفيف العين، وقبلها ألف

(2)

.

قوله تعالى: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [131] قرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي - ورويس بالإمالة محضة، واختلف عن ابن ذكوان: فأماله الصّوريّ، وفتحه الأخفش

(3)

، وأماله ورش بين بين، من طريق الأزرق. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَسَارِعُوا} [133] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر بغير واوٍ قبل السين

(4)

.

(1)

اتفق الثلاثة على فتح الفاء ولكن ابن عامر ويعقوب قرآ بحذف الألف وتضعيف العين فيصير النطق {فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} أما عاصم فقد قرأها بالألف مع تخفيف العين فيصير النطق {فَيُضَاعِفَهُ} قال ابن الجزري:

وارفع شفا حرم جلا يضعفه

معا وثقله وبابه ثوى

(كـ) ـس (د) ن

وحجة من شدد وحذف الألف أنه حمله على الكثير لأن فعّلت مشدد العين بابه تكثير الفعل، وحجة من خفف وأثبت الألف أنه حمله على الكثير؛ لأن فعّلت مشدد العين بابه تكثير الفعل، تقول: غلّقتُ الأبواب إذا فعلت ذلك مرة واحدة.

أما من فتح الفاء فإنه حمل الكلام على المعنى فجعله جوابًا للشرط، لأن المعنى: أن يكون قرض تبعه أضعاف، فحمل يضاعفه على المصدر فعطف على القرض، والقرض اسم فأضمر "أن" ليكون مع "فيضاعفه" مصدرًا فتعطف مصدرًا على مصدر. وقد اختلف في حذف الألف وتشديد العين منهما ومن سائر الباب وجملته عشرة مواضع: موضعان في سورة البقرة، و {مُضَاعَفَةً} بآل عمران، و {يُضَاعِفْهَا} بالنساء، و {يُضَاعَفُ لَهُمُ} بهود، {ويضاعف} بالفرقان، و {يُضَاعَفْ لَهَا} بالأحزاب، و {يُضَاعَفْ لَهُ} و {يُضَاعَفُ لَهُمْ} بالحديد، و {يُضَاعِفْهُ} بالتغابن، فإن ابن كثير وابن عامر وأبا جعفر ويعقوب يقرأون بالتشديد مع حذف الألف في جميعها. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 301، شرح طيبة النشر 4/ 107، الغاية ص 115، حجة القراءات ص 139).

(2)

وحجة من خفف وأثبت الألف: أن أبا عمرو حكى أن ضاعفت أكثر من ضعّفت؛ لأن ضعَّف معناه مرتان، وحكى أن العرب تقول ضعفت درهمك؛ أي جعلته درهمين، وتقول: ضاعفته؛ أي جعلته أكثر من درهمين (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 300، إتحاف فضلاء البشر ص 159، 160، السبعة ص 185).

(3)

سبق بيان ذلك قريبًا (وانظر إتحاف فضلاء البشر (ص: 130) وابن مهران الأصبهاني في المبسوط (ص: 112).

(4)

احتج من قرأ بحذف الواو بأن ذلك قصة مستأنفة غير متعلقة بما قبلها كما قال {وإذ قال موسى لقومه .. } ثم قال: {قالوا أتتخذنا هزوًا} قال ابن الجزري: =

ص: 244

والباقون بالواو قبل السين، وأمال الدوري - عن الكسائي - الألف بعد السين

(1)

.

قوله تعالى: {وَجَنَّاتٌ} [136] هذه مرفوعة منوّنةٌ؛ بلا خلاف.

قوله تعالى: {قَرْحٌ} [140] في الموضعين: قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة بضم القاف

(2)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ} [143] قرأ البزيّ - في الوصل - بتشديد التاء، بخلاف عنه

(3)

. والباقون بغير تشديد.

قوله تعالى: {كِتَابًا مُؤَجَّلًا} [145] قرأ ورش، وأبو جعفر بإبدال الهمزة واوًا، وقفًا ووصلًا

(4)

، وحمزة وقفًا لا وصلًا

(5)

. والباقون بالهمزة.

= وحذف الواو عم

من قبل سارعوا

(إتحاف فضلاء البشر ص 228، شرح طيبة النشر 4/ 58، النشر 2/ 220، الغاية ص 106، الحجة لابن خالويه 2/ 88، السبعة ص 169، حجة القراءات ص 110).

(1)

وكذا {يسارعون} و {نسارع لهم} في سورة المؤمنون 56 بالإمالة وروى غيره عن الكسائي بغير إمالة، قال ابن الجزري:

مثواي توي

إلى قوله: وباب سارعوا وخلف الباري

(السبعة في القراءات لابن مجاهد البغدادي ج 1/ ص 216، إتحاف فضلاء البشر ص 232).

(2)

قال الفراء: كأن القُرح بالضم ألم الجراحات، وكأن القَرح الجراح بأعيانها. وقال الكسائي: هما لغتان مثل الضَّعف والضُّعف والفَقر والفُقر، وأولى القولين بالصواب قول الفراء لتصييرهما لمعنيين، والدليل على ذلك قول الله جلّ وعز حين أسَّاهم بهم في موضع آخر بما دل على أنه أراد الألم فقال {ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تالمون} فدل ذلك على أنه أراد إن يمسسكم ألم من أيدي القوم فإن بهم من ذلك مثل ما بكم، قال ابن الجزري:

وقرح القرح ضم (صحبة)

(حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 174، إتحاف فضلاء البشر ص 228، السبعة ص 216).

(3)

سبق توضيح الاختلاف في تشديد تاء الفعل والتفعل الواقعة في أوائل الأفعال المستقبلة قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين (وانظر: شرح طيبة النشر 4/ 121، 122، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 314، النشر 2/ 232، التيسير ص 83، 84، التبصرة ص 446، المبسوط ص 152).

(4)

فيصير النطق {مُؤَجَّلًا} وهذه قاعدة مطردة في القرآن كله: أن ورشًا وأبا جعفر يقرآن بإبدال كل همزة وقعت فاءَ من الفعل وكانت مفتوحة وقبلها مضموم مثل {مؤجلًا} و {مؤذن} ، قال ابن الجزري:

والفاء من نحو يؤده أبدلوا (جـ) ـد (ثـ) ـق

(5)

وقد اختص حمزة بذلك في الوقف من حيث إن قراءته اشتملت على شدة التحقيق والترتيل والمد. =

ص: 245

قوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ} [145] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائى، وخلف بإدغام الدال في الثاء المثلثة

(1)

. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {نُؤْتِهِ مِنْهَا} [145] قرأ أبو عمرو، وحمزة، وأبو بكر بإسكان الهاء في الوصل

(2)

.

وقرأ هشام بالإسكان والقصر والإشباع.

وقرأ قالون، ويعقوب باختلاس الكسرة، ويعبّر عنه بالقصر.

وقرأ ابن ذكوان بالفصر والإشباع.

وقرأ أبو جعفر بالإسكان والقصر

(3)

.

وقرأ الباقون بالإشباع، ويعبّر عنه بالمد.

قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ} [146] قرأ ابن كثير، وأبو جعفر بالألف بعد الكاف، وبعد الألف همزة مكسورة، فأبو جعفر يسهّل الهمزة وقفًا ووصلًا، وابن كثير بتحقيقها

(4)

. والباقون بالهمز مفتوحة بعد الكاف، وبعد الهمزة ياءً مشدّدة؛ هذا في حال الوصل.

وإذا وقفت عليها، فوقف أبو عمرو، ويعقوب على الياء

(5)

.

= والسكت، فناسب التسهيل في الوقف (النشر 1/ 430).

(1)

فيصير النطق {يُرِثَّوابَ} (إتحاف فضلاء البشر ص 42).

(2)

سبق بيانه في الآية 75 من هذه السورة قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين (وانظر: حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 166).

(3)

سبق بيان قراءة الهاء المتصلة بالفعل المجزوم بما أغنى عن إعادته قريبًا (انظر: حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 166، السبعة 1/ 208).

(4)

قال ابن الجزري:

كائن في كأين (ثـ) ـل (د) م

عطفًا على قول ابن الجزري سابقًا:

وعنه سهل فهو معطوف على التسهيل

(5)

فيصير النطق عند النطق {وكأي} .

ص: 246

ووقف الباقون على النون، وإذا وقف حمزة سهّل الهمزة

(1)

. والباقون بالتحقيق.

وقرأ نافع: "مِنْ نَبِيء" بالهمز

(2)

، وقرأ الباقون بالياء المشدّدة.

وقرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب:"قُتِلَ" بضم القاف، وكسر التاء، من غير ألف قبلها

(3)

.

وقرأ الباقون بفتح القاف، وأَلِفٍ بعدها، وفتح التاء

(4)

.

قوله تعالى: {الرُّعْبَ} [151] قرأ ابن عامر، والكسائي، وأبو جعفر، ويعقوب بضم العين

(5)

. والباقون بالإسكان

(6)

.

قوله تعالى: {مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ} [151] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب بإسكان النون، وتخفيف الزاي

(7)

.

(1)

ويعرف هذا بالتلقي من أفواه المشايخ.

(2)

سبق الكلام على القراءة قريبًا (وانظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص:73، والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص:98).

(3)

قال ابن الجزري:

قاتل ضم اكسر بقصر أو جفا (حقّا)

فالحجة لمن أثبت الألف أنه جعل الفعل للربيين فرفعهم به لأنه حديث عنهم والحجة لمن ضم القاف أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله وأخبر به عن النبي ورفع الربيون بالابتداء والخبر معه ودليله قوله {أفإن مات أو قتل} ، وحجتهم أيضا قوله:{فما وهنوا} قالوا: لأنهم لو قتلوا لم يكن لقوله {فما وهنوا} وجه معروف؛ لأنه يستحيل أن يوصفوا بأنهم لم يهنوا بعدما قتلوا، (النشر 2/ 218، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 114، التيسير ص 90، والسبعة ص 217).

(4)

فعلى هذا يجوز أن يكون الفاعل مضمرًا وما بعده حال وأن يكون الفاعل ربيون (التبيان في إعراب القرآن 1/ 299).

(5)

قال ابن الجزري:

واعكسا

رعب الرعب (ر) م (كـ) ـم (ثـ) ـوى

والحجة لمن ضم: أن الأصل عنده الإسكان فأتبع الضم الضم ليكون اللفظ في موضع واحد كما قرأ عيسى بن عمر {تبارك الذي بيده المُلُك} بضمتين وكيف كان الأصل فهما لغتان.

(6)

والحجة لمن أسكن أن الأصل الضم فثقل عليه الجمع بين ضمتين متواليتين فأسكن (النشر 2/ 218، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 114، والتيسير ص 90، السبعة ص 217).

(7)

وقد ذكرنا ذلك قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا (وانظر: المبسوط ص 132، 133، النشر=

ص: 247

وقرأ الباقون بفتح النون، وتشديد الزاي.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ} [152] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار الدال عند الصاد؛ وكذا الذال عند التاء

(1)

.

والباقون بالإدغام، وكذا

(2)

{إِذْ تُصْعِدُونَ} [153].

قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ} [152]، {فِي أُخْرَاكُمْ} [153] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة، واختلف عن ابن ذكوان.

وقرأ ورش بالإمالة بين بين، من طريق الأزرق

(3)

.

قوله تعالى: {لِكَيْلَا تَحْزَنُوا} [153] رسمت {لكيلا} هنا موصولة؛ فوقف عليها موافقًا للرسم

(4)

.

قوله تعالى: {يَغْشَى طَائِفَةً} [154] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالتاء الفوقية

(5)

.

= 2/ 218، الغاية ص 104، شرح طيبة النشر 4/ 47).

(1)

فيصير النطق {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ} ، وعلة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهدا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(2)

سبق توضح القراءة قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا (وانظر: إتحاف فضلاء البشر ص 129)(باب ذال إذ).

(3)

قال ابن الجزري:

وقلل الراء وررؤس الآي (جـ) ـف

وما به هاء غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

وكيف فعلى مع رءوس الآي (حـ) ـد

(4)

اتفق على وصل {لكيلا تحزنوا} كالحج والأحزاب والحديد وما عداها مقطوع نحو {كي لا يكون دولة} (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي 1/ 235).

(5)

قال ابن الجزري:

يغشى شفا أنث

وحجة ذلك: إسنادًا إلى ضمير أمنة؛ وذلك على أن الفاعل ضمير يعود على {أمنة} (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 230، الكافي 2/ 122).

ص: 248

وقرأ الباقون بالياء التحتية

(1)

.

وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(2)

.

وقرأ نافع بالفتح والإمالة بين بين

(3)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {كُلَّهُ لِلَّهِ} [154] قرأ أبو عمرو، ويعقوب برفع اللام بعد الكاف

(4)

.

والباقون بالنصب

(5)

.

قوله تعالى: {مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}

(6)

[154] قرأ ورش بالمد والتوسّط على "شَيْء" وقفًا ووصلًا

(7)

. وروي عن حمزة - أيضًا - المد

(8)

.

فإذا وقف حمزة، وهشام عليها فلهما ستة أوجه:

الأول: الوقف على ياء ساكنة.

(1)

وقراءة التذكير إسنادًا إلى ضمير النعاس؛ وذلك على أن الفاعل ضمير يعود على {نعاسًا} وهو تبعًا للفاعل (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 230، الكافي 2/ 122).

(2)

سبق قريبًا.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

قال ابن الجزري:

وكله (حـ) ـما

وحجة من رفع اللام على أنها مبتدأ ومتعلق {لله} خبر والجملة من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر إن فأبو عمرو وكذا يعقوب بالرفع على الابتداء ومتعلق لله خبره، والجملة خبر أن نحو: إن مالك كله عندي. والباقون بالنصب تأكيدًا لاسم إن، (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 230، التيسير ص 91، الهادي 2/ 121).

(5)

وحجة من نصب اللام على أنها توكيد لكلمة {الأمر} التي هي اسم إن ومتعلق {لله} خبر إن (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 115، التيسير ص 91، الهادي 2/ 121).

(6)

فيه نقل حركة الهمز إلى الساكن قبله لورش وكذا حمزة عند الوقف وكذا السكت لحمزة وصلًا ووقفًا ووافقه ابن ذكر وحفص وإدريس.

(7)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق فقط.

(8)

من قول ابن الجزري:

وبعض خص مد

شيء له مع حمزة

والمراد بالمد هنا التوسط لا الطول.

ص: 249

الثاني: الإشمام بعد سكون الياء، وهو إطباق الشفاه من غير صوت.

الثالث: الوقف على ياء مكسورة

(1)

كسرة خفيفة.

الرابع: الوقف على ياء مشدّدة سكنة.

الخامس: الإشمام بعد السكون المشدّد.

السادس: الوقف على ياء مشدّدة مكسورة

(2)

.

ووقف الباقون بالمد والتوسط، وعنهم - أيضًا - القصر.

قوله تعالى: {بُيُوتِكُمْ} [154] قرأ أبو عمرو، وورش، وحفص، وأبو جعفر بضم الباء

(3)

.

والباقون بالكسر

(4)

.

قوله تعالى: {عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ} [154] قرأ أبو عمرو في الوصل بكسر الهاء والميم

(5)

،

(1)

أخطأ المؤلف في ذكره الكسر بدلًا من الرفع والصواب معلق على كلام المؤلف ياء مرفوع.

(2)

وهذا خطأ آخر من المصنف لأن لفظ شيء مرفوع والمرفوع يدخله الروم والإشمام، وقد ذكر المصنف الإشمام ولم يتعرض للرَّوم ولعله خانته العبارة فبدلًا من أن يذكر الروم عبر عنه بالكسر خطأ.

(3)

وهي قراءة يعقوب أيضًا وقد تركها المؤلف في كل المواضع في القرآن الكريم، احتج من ضم بأن ذلك هو الأصل في الجمع كقلب وقلوب، ولذلك لم يسأل عن الياء وضمتها وباب "فَعْل" في الجمع الكثير "فُعُول" ولما كان هذا النوع لا يجوز فيه إلا الضم إذا لم يكن الثاني ياء نحو: كعوب ودهور، أجرى ما ثانيه ياء على ذلك؛ لأنه أصله، ولئلا يختلف (النشر 2/ 226، الغاية ص 112، الإقناع 1/ 607، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 284، شرح شعلة ص 286).

(4)

وهذه قاعدة مطردة أن ابن كثير وابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي وخلف البزار وقالون يقرأون بكسر ضم الباء والباقون بالضم، قال ابن الجزري في فرش سورة البقرة:

بيوت كيف جاء بكسر الضم

كم دن صحبة بلى

ووجه هؤلاء قراءتهم بأنهم أتوا بالكسرة مناسبة للياء استثقالًا لضم الياء بعد ضمة وهي لغة معروفة ثابتة ومروية (شرح طيبة النشر 4/ 94، المبسوط ص 143، السبعة ص 177، النشر 2/ 226، التيسير ص 80، كتاب سيبويه 2/ 305، تفسير ابن كثير 1/ 277).

(5)

فتصير قراءته {عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ} وإنما كسر الهاء لمجاورة الياء والكسرة (انظر تفصيل ذلك في سورة الفاتحة وانظر: التيسير ص: 19، والنشر 1/ 272، والسبعة لابن مجاهد ص: 108، والتبصرة ص: 251).

ص: 250

وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب بضم الهاء والميم

(1)

. والباقون بكسر الهاء، وضم الميم.

وضم الهاء - في الوقف -: حمزة ويعقوب، وكسرها الباقون.

قوله تعالى: {أَوْ كَانُوا غُزًّى} [156] إذا وُقِفَ عليها، أمالها حمزة، والكسائي، وخلف محضة، وورش بالفتح، وبين اللفظين

(2)

. والباقون بالفتح، ولا إمالة في الوصل

(3)

.

قوله تعالى: {بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [156] قرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وخلف بالياء التحتية

(4)

. وقرأ الباقون بالتاء الفوقية

(5)

.

قوله تعالى: {أَوْ مُتُّمْ} [157]، {وَلَئِنْ مُتُّمْ} [158] قرأ نافع، وحمزة، والكسائي، وخلف بكسر الميم

(6)

.

(1)

قال ابن مجاهد في السبعة ص: 108: وإنما خص هذا الحرف بضم لأنه إذا وليه ظاهر صارت ياؤه ألفًا ولا يجوز كسر الهاء إذا كان قبله ألف فعامل الهاء مع المكني معاملة الظاهر إذا كان ما قبل الهاء، إذا صار ألفًا لم يجز كسر الهاء، ولو كان مكان الهاء والميم كاف وميم لم يجز كسرهما إلا في لغة قليلة لا تدخل في القراءة لبعد الكاف من الياء.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(3)

كانوا غزى بتخفيف الزاي قيل أصله غزاة كقضاة حذفت التاء للاستغناء عنها لأن نفس الصيغة دالة على الجمع والجمهور على التشديد جمع غاز وقياسه غزاة ككرام ورماة ولكنهم حملوا المعتل على الصحيح في نحو ضارب وضرب وصائم وصوم.

(4)

قال ابن الجزري:

ويعملون (د) م (شفا)

وحجتهم أن الكلام أتى عقب الأخبار عن الذين قالوا: لو كان إخواننا عندنا ما ماتوا وما قتلوا فأخبر الله المؤمنين أنه جعل ذلك القول حسرة منهم في قلوبهم إذ قالوه ثم أتبع ذلك أنه بما يعملون من الأعمال بصير، (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 177، إتحاف فضلاء البشر ص 230، التيسير ص 217، الهادي 2/ 122).

(5)

وحجتهم أن الكلام في أول الآية وبعد الآية جرى بلفظ مخاطبة المؤمنين فقال {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا} إلى قوله تعالى {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 177، إتحاف فضلاء البشر ص 230، التيسير ص 217، الهادي 2/ 122).

(6)

وهذه قاعدة مطردة: أن لفظ {متم} في آل عمران قرأه بالكسر هنا: نافع وحمزة والكسائي وخلف البزار، =

ص: 251

وقرأ الباقون بالضم

(1)

.

قوله تعالى: {لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ} [158] رسمت هنا بالألف بعد اللام ألف.

قوله تعالى: {مِمَّا يَجْمَعُونَ} [157] قرأ حفص بياء الغيبة

(2)

...........

= والباقون بالضم، وما عدا سورة آل عمران فقرأه رمز (صحب) وهم حفص وحمزة والكسائي وخلف بالضم وغيرهم بالكسر، وحجة من قرأ {متم} بالكسر له حجتان إحداهما ذكرها الخليل قال يقال مت تموت ودمت تدوم فعل يفعل مثل فضل يفضل قال الشاعر:

وما مر من عيشي ذكرت وما فضل

قال ابن الجزري:

اكسر ضمًا هنا

في متم (شفا)(أ) رى وحيث جا

صحب (أ) تى

وحجة من قرأ كذلك أن الأصل عنده موت على وزن فعل ثم استثقل الكسرة على الواو فنقلت إلى الميم فصارت موت ثم حذفت الواو لما اتصلت بها تاء المتكلّم لاجتماع الساكنين فصارت مت فهذا في المعتل وفضل يفضل في الصحيح والثانية، قال الفراء: مت مأخوذة في يمات على فعل يفعل مثل: سمع يسمع، وكان الأصل يموت، ثم نقلوا فتحة الواو إلى الميم وقلبوا الواو ألفًا لانفتاح ما قبلها فصارت يمات إلا أنه لم يجئ يمات في المستقبل والعرب قد تستعمل الكلمة بلفظ ما ولا تقيس ما تصرف منها على ذلك القياس من ذلك قولهم: رأيت همزته في الماضي ثم أجمعوا على ترك الهمزة في المستقبل فقالوا: ترى ونرى بغير همز فخالفوا بين لفظ الماضي والمستقبل فكذلك خالفوا بين لفظ مت وتموت ولم يقولوا تمات (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 178، إتحاف فضلاء البشر ص 230، الهادي 2/ 122).

(1)

وحجتهم أنها من مات يموت فعل يفعل مثل دام يدوم وقال يقول وكان يكون، ولا يقال: كنت ولا قلت، وحجة أخرى وهو قوله {وَفِيهَا تَمُوتُونَ - وَيَوْمَ أَمُوتُ} ولو كانت على اللغة الأخرى لكانت تماتون ويوم أمات؛ لأن من مت تمات يجيء فحل يفعل ومن فعل يفعل يجيء قال يقول وقد ذكرنا، وأصل الكلمة عند أهل البصرة موت على وزن فعل مثل قول ثم ضموا الواو فصارت موت وإنما ضموا الواو؛ لأنهم أرادوا أن ينقلوا الحركة التي كانت على الواو إلى الميم وهي الفتحة ولو نقلوها إلى الميم لم تكن هناك علامة تدل على الحركة المنقولة إلى الميم؛ لأن الميم كانت مفتوحة في الأصل ويقع اللبس بين الحركة الأصلية وبين المنقولة وأيضًا لم تكن هناك علامة تدل على الواو المحذوفة فضموا الواو لهذه العلة ثم نقلوا ضمة الواو إلى الميم فصار موت واتصل بها اسم المتكلم فسكنت التاء فاجتمع ساكنان الواو والتاء فحذفت الواو وأدغمت التاء في التاء فصارت متم وكذلك الكلام في قلت (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 178، السبعة ص 217، الهادي 2/ 122، إتحاف فضلاء البشر ص 230).

(2)

قال ابن الجزري:

وبجمعون (عـ) ـالم

والحجة لمن قرأه بالياء أنه رده على قوله {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} فجاء بالياء على وجه واحد.

ص: 252

وقرأ الباقون بتاء الخطاب

(1)

.

قوله تعالى: {فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ} [160] قرأ أبو عمرو بإسكان الراء، وروى الدوري - عنه - باختلاس ضمة الراء

(2)

. الباقون بضم الراء.

ولا خلاف في: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ} [160] بإسكان الراء للجميع

(3)

.

قوله تعالى: {أَنْ يَغُلَّ} [161] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم بفتح الياء، وضم الغين

(4)

. وقرأ الباقون بضم الياء، وفتح الغين

(5)

.

قوله تعالى: {رِضْوَانَ اللَّهِ} [162] قرأ شعبة بضم الراء

(6)

. والباقون بالكسر.

(1)

والحجة لمن قرأه بالتاء أنه أراد بها مواجهة الخطاب للصحابة، واحتج بأنه قد قرئ فلتفرحوا بالتاء وهو ضعيف في العربية؛ لأن العرب لم تستعمل الأمر باللام للحاضر إلا فيما لم يسم فاعله كقولهم: لتعن بحاجتي ومعنى فبذلك إشارة إلى القرآن لقوله {قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} يعنى به القرآن لقوله هو خير مما يجمع الكفرة (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 182، التيسير ص 91، السبعة ص 218).

(2)

سبق بيان حكم قراءة أبي عمرو قريبًا بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين.

(3)

حيث إن الخلاف قد ورد في المرفوع دون المجزوم.

(4)

يقرأ بفتح الياء وضم الغين على نسبة الفعل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أي ذلك غير جائز عليه ويدل على ذلك قول {يَأْتِ بِمَا غَلَّ} ومفعول يغل محذوف أي يغل الغنيمة أو المال. قال ابن الجزري:

وفتح ضم يغل والضم (حـ) لا

(نـ) صر (د) عم

(5)

وحجة من يقرأ بضم الياء وفتح الغين على ما لم يسم فاعله وفي المعنى ثلاثة أوجه أحدها: أن يكون ماضيه أغللته أي نسبته إلى الغلول كما تقول أكذبته إذا نسبته إلى الكذب أي لا يقال عنه أنه يغل أي يخون. الثاني: هو من أغللته إذا وجدته غالّا كقولك أحمدت الرجل إذا أصبته محمودًا. والثالث: معناه أن يغله غيره أي ما كان لنبي أن يخان {وَمَنْ يَغْلُلْ} مستأنفة ويجوز أن تكون حالًا ويكون التقدير في حال علم الغال بعقوبة الغلول (إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات - العكبري ج 1/ ص 156، التيسير ص 91، الهادي 2/ 124، الحجة لابن زنجلة ص 115، السبعة ص 218).

(6)

قرأ شعبة لفظًا {رضوان} حيث وقع بضم الراء اتفاقًا إلا في المائدة في قوله تعالى {مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ} فكسر راءه من طريق العليمي، واختلف فيه عن يحيى بن آدم عنه فروى أبو عون عن شعيب ضمه عنه، وهي رواية الكسائي والأعمش وابن أبي حماد كلهم عن شعبة، وروى الكسر فيه عن يحيى الوكيعي والرفاعي وهي رواية العليمي، وهذه قاعدة مطردة أن شعبة عن عاصم قرأ كل لفظ {رضوان} في جميع القرآن بضم الراء حيث أتى، وله وجهان: الكسر والضم في {رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} [المائدة: 16] قال ابن الجزري:

رضوان ضم الكسر (صـ) ـف وذو السبل

خلف =

ص: 253

قوله تعالى: {وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [162] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة. وقرأ نافع

(1)

بالفتح، وبين اللفظين. والباقون بالفتح.

وأبدل الهمزة من {وَمَأْوَاهُ} : أبو جعفر، وأبو عمرو. بخلاف عنه. وأبدل الهمزة من "بئْس" ياءً: ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو، بخلاف عنه. وإن وقف حمزة أبدل

(2)

.

قوله تعالى: {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ} [164] قرأ يعقوب بضم الهاء من "عَلَيْهُمْ"، و"يُزَكّيهُمْ"، ووافقه حمزة في "عَلَيهُمْ"

(3)

. والباقون بالكسر فيهما.

قوله تعالى: {أَنَّى هَذَا} [165] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(4)

.

وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(5)

.

وقرأ الدوري - عن أي عمرو - بالإمالة بين بين

(6)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَقِيلَ لَهُمْ} [167] قرأ هشام، والكسائي، ورويس بضم القاف، وهو المعبّر عنه بالإشمام

(7)

. وقرأ الباقون بالكسر.

= (شرح طيبة النشر 4/ 149، النشر 2/ 238، المبسوط ص 161، 162، السبعة ص 202).

(1)

هي رواية ورش عن طريق الأزرق عنه فعنه.

(2)

كالمذكورين.

(3)

سبق بيانه قريبًا (وانظر: المبسوط في القراءات العشر ص 87).

(4)

وهي في ثمانية وعشرين موضعًا للاستفهام، وضابطها أن يقع بعدها حرف من خمسة أحرف تجمعها (شليت)(إتحاف فضلاء البشر ص 157).

(5)

هي رواية ورش عن طريق الأزرق فقط.

(6)

قال ابن الجزري:

وأني ويلتى يا حسرتى الخلف (طـ) ـوى

(7)

والمراد به الإشمام، فالضم لابد وهو عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {جيئ} و {حيل} و {سيق} و {سيئ} ، ولابد أن يكون إشمام الضم كسر أوله وكيفية ذلك: أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر، قال ابن الجزري:

وقيل غيض جي أشم

في كسرها الضم رجا غنى لزم

(انظر: النشر 2/ 208، الغاية في القراءات العشر ص: 98، والتيسير ص: 72، والكشف عن وجوه العلل 1/ 230، المبسوط ص: 127، والغاية ص: 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص: 129).

ص: 254

وأدغم اللام في اللام: أبو عمرو، ويعقوب، بخلاف عنهما

(1)

. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} [168] قرأ هشام بتشديد التاء بخلاف عنه

(2)

وقرأ الباقون بالتخفيف.

قوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ} [169] قرأ هشام - بخلاف عنه -: "وَلا يَحْسَبَنّ الذِينَ" بياء الغيبة

(3)

. والباقون بتاء الخطاب

(4)

. وفتح السين: ابن عامر وحمزة، وعاصم، وأبو جعفر

(5)

. والباقون بالكسر.

(1)

فيصير النطق {قِيْلَّهُمْ} ولا يؤخذ هذا إلا من أفواه المشايخ، وقد سبق بيان القراءة قريبًا (وانظر: الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

(2)

اختلف في {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} هنا في سورة آل عمران الآية 168 وبعده {قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} الآية 169 وآخر السورة {وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا} الآية 195، وفي الأنعام الآية 140 {قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ} وفي الحج الآية 58 {ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا} فهشام من طريق الداجوني شدد التاء من الأول واختلف عنه فيه من طريق الحلواني فالتشديد طريق المغاربة عنه والتخفيف طريق المشارقة عنه وبه قرأ الباقون، وأما الحرف الثاني وحرف الحج فشدد التاء فيهما ابن عامر، وأما آخر السورة وحرف الأنعام فشددهما ابن كثير وابن عامر، والباقون بالتخفيف على الأصل وأما التشديد فللتكثير، ولا خلاف في تخفيف الأول هنا وهو {مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا} واختلف في {تَحْسَبَنَّ} الآية 169 فهشام من طريق الداجوني بالغيب. قال ابن الجزري:

....................... ما قتلوا

شدد (لـ) ـدى خلف وبعد كفلوا

كالحج والآخر والأنعام

(د) م (كـ) ـم ......

(التيسير ص 91، إبراز المعاني ص 401، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 231، الهادي 2/ 125).

(3)

فاعله {الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} وهم الشهداء و {أَمْوَاتًا} مفعول ثان، والمفعول الأول محذوف، والتقدير: ولا يحسبن الشهداء أنفسهم أمواتًا، قال ابن الجزري:

وخلف يحسبن لاموا

(4)

{وَلَا تَحْسَبَنَّ} بتاء الخطاب، وهو الوجه الثاني لهشام {الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} مفعول أول، و {أَمْوَاتًا} مفعول ثان، والتقدير: ولا تحسبن يا محمد، أو ياء مخاطب الشهداء أمواتًا.

(5)

سبق بيان القراءة قريبًا بما أغنى عن إعادته لقرب الموضعين (وانظر: شرح طيبة النشر 4/ 132، النشر 2/ 236، المبسوط ص 154، زاد المسير 1/ 328).

ص: 255

قوله تعالى: {قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [169]، قرأ ابن عامر بتشديد التاء

(1)

. والباقون بالتخفيف.

قوله تعالى: {مِنْ خَلْفِهِمْ} [170] أخفى أبو جعفر النون الساكنة عند الخاء

(2)

والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ} [171] قرأ الكسائي بكسر الهمزة

(3)

. والباقون بالفتح

(4)

.

قوله تعالى: {الْقَرْحُ} [172] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة بضم القاف

(5)

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {قَدْ جَمَعُوا} [173] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو

(1)

سبق في (الآية 168).

(2)

قرأه أبو جعفر بإخفاء النون الساكنة عند الخاء وهذه قاعدة مطردة لأبي جعفر في كل القرآن أنه يخفي النون الساكنة والتنوين عند حرفين من حروف الإظهار الحلقي وهما الغين والخاء، قال ابن الجزري في باب أحكام النون الساكنة والتنوين:

وفي غين وخا أخفى ثمن

لا منخنق ينغض يكن بعض أبى

وقد منع بعض أهل الأداء منع الإخفاء في هذه الكلمات الثلاث.

(3)

قال ابن الجزري في الطيبة:

واكسر وإن الله رم

والحجة لمن كسر أنه جعلها مبتدأة ودليله قراءة عبد {والله لا يضيع} بغير إن، والحجة لمن فتح أنه عطف على قوله {يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله} يريد وبأن الله، قوله تعالى {ولا يحزنك} يقرأ بفتح الياء وضم الزاي وبضم الياء وكسر الزاي، فالحجة لمن فتح الياء أنه أخذه من حزن يحزن حزنًا.

(4)

والحجة لمن ضم الياء أنه أخذه من أحزن يحزن حزنًا ولم يسمع إحزانًا وإن كان القياس يوجبه، وقال الخليل: جاء عنهم ضم الحاء في موضع الرفع والخفض كقوله {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ} وجاء عنهم الفتح في موضع النصب كقوله {أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 232، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 116، التيسير ص 91، السبعة ص 219).

(5)

سبق بيان القراءة قريبًا (وانظر: حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 174، إتحاف فضلاء البشر ص 228، السبعة ص 216).

ص: 256

جعفر، ويعقوب بإظهار الدال عند الجيم. والباقون بالإدغام

(1)

.

قوله تعالى: {فَزَادَهُمْ} [173] قرأ حمزة، وابن ذكوان - بخلاف عنه - بالإمالة محضة والباقون بالفتح

(2)

.

قوله تعالى: {لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} [174] إذا وقف حمزة، وهشام عليه، فلهما فيه ثمانية أوجه:

الأول: نقل الحركة إلى الواو - ثم تسكن للوقف - ورومها وإشمامها.

وأيضًا: الإبدال، والإدغام، والروم، والإشمام.

وأيضًا: بحذف الهمزة؛ اتباعًا للرسم، مع المد والقصر

(3)

.

(1)

فيصير النطق {قجَّمعوا} ولا يؤخذ هذا إلا من أفواه المشايخ، قال ابن الجزري:

بالجيم والصفير والذال ادغم

قد وبضاد الشين والظا تنعجم

حكم شفا لفظا وخلف ظلمك

له وورش الظاء والضاد ملك

والضاد والظا الذال فيها وافقا

ماض وخلفه بزاي وثقا

وهذه قاعدة وهي أن دال قد قرأها بالإدغام قولًا واحدًا في الجيم وحروف الصفير وهي الصاد والزاي والسين وكذلك حرف الضاد والشين والظا أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف البزار وهشام بخلف عن هشام في {لقد ظلمك} بسورة ص، وقرأها الباقون بالإظهار. وعلة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(2)

وقد أمال هشام {زاد} من طريق الداجوني، وفتحها الحلواني، إلا أن ابن ذكوان يقرأ هنا بالخلاف واختلف عن الداجوني في (خاب) فأمالها عنه صاحب التجريد والروضة والمبهج وابن فارس وجماعة وفتحها ابن سوار وأبو العز وآخرون. قال ابن الجزري:

وزاد خاب كم خلف فنا

وشاء جا لي خلفه فتى منى

واحتج من أمال بأن فاء الفعل منها مكسورة إذا ردها المتكلم إلى نفسه (انظر حجة القراءات ص: 88).

(3)

إذا وقعت الهمزة متحركة بأي حركة سواه كانت فتحة، أم كسرة، أم ضمة، وكان الحرف الذي قبلها ساكنًا، سواء كان صحيحًا، أم واوًا أصلية، أم ياءً أصلية، فإن حمزة يخفف هذا النوع بنقل حركة الهمزة إلى الساكن الذي قبلها، ويحذف الهمزة. ويشمل هذا النوع الهمزة المتوسطة بأي نوع كان، والهمزة المتطرفة، مثال ذلك:

1 -

{الْقُرْآنُ} (سورة الأعراف آية 204).

2 -

{اللُّؤْلُؤُ} (سورة الرحمن آية 22).

3 -

{مَسْئُولًا} (سورة الإسراء آية 34). =

ص: 257

قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ} [174] قرأ أبو بكر شعبة بضم الراء

(1)

. والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [175] أثبتها - في الوصل - أبو عمرو، وأبو جعفر، وأئبتها في الحالتين يعقوب؛ وكذا روى ابن شنبوذ عن قنبل

(2)

. والباقون بالحذف في الحالتين

(3)

.

= 4 - {الْخَبْءَ} (سورة النمل آية 25).

5 -

{شَيْءٍ} (سورة البقرة آية 20).

6 -

{السُّوءُ} (سورة التوبة آية 98).

7 -

{يُضِيءُ} (سورة النور آية 35).

قال ابن الجزري:

فإن يسكن بالذي قبل ابدل

وقال:

والواو والياء إن يزاد أدغما

والبعض في الأصلي أيضا أدغما

وقال

وعنه تسهيل كخط المصحف

(1)

سبق قريبًا.

(2)

بعد تحقيق المسألة ثبت أن ما ذكره المؤلف عن قنبل غير صحيح. وقد قرأ أبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب بإثبات ثمان ياءات وهي {واتقونى يا أولي} بالبقرة الآية 197 و {وخافوني إن} بآل عمران الآية 175 و {واخشوني ولا} بالمائدة الآية 44 و {وقد هداني} بالأنعام الآية 80 و {ثم كيدوني} بالأعراف الآية 195 و {ولا تخزوني} بهود الآية 78 {بما أشركتموني} بإبراهيم الآية 22 و {واتبعونى هذا} بالزخرف، ووافقهم هشام في {كيدوني} بالأعراف بخلف عنه فقطع له الجمهور بالياء في الحالين وهو الذي في طرق التيسير، فلا ينبغي أن يقرأ له من التيسير بسواه وذكره الخلاف فيه على سبيل الحكاية كما نبه عليه في النشر وروى الآخرون عنه الإثبات في الوصل دون الوقف وهو الذي لم يذكر عنه ابن فارس في الجامع سواه وله قطع في المستنير والكفاية عن الداجوني وهو الظاهر من عبارة الداني في المفردات وعلى هذا ينبغي أن يحمل الخلاف المذكور في التيسير إن أخذ به وبمقتضى هذا يكون الوجه الثاني في الشاطبية، قال ابن الجزري في الطيبة:

تثبت في الحالين لي ظل دما

وتثبت في الوصل رضا حفظٍ مدًا

وقال:

واتبعون زخرف ثوى حلا

خافون إن اشركتمون قد هدان عنهم

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 154).

(3)

حيث إنهم اتفقوا على حذف الياء الواحدة المتطرفة بعد كسرة اجتزاء بالكسرة قبلها لامًا وضميرًا لمتكلم =

ص: 258

قول تعالى: {وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ} [176] قرأ نافع بضم الياء، وكسر الزاي

(1)

. وقرأ الباقون بفتح الياء، وضم الزاي.

وأمال الألف من {يُسَارِعُونَ} : الدوري - عن الكسائي

(2)

- وفتحه الباقون.

قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [178]{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ} [180] قرأ حمزة بتاء الخطاب فيهما

(3)

. وقرأ الباقون بياء

= فاصلة وغيرها في الفعل الماضي والمضارع والأمر والنهي والاسم العاري من التنوين والنداء والمنقوص المنون المرفوع والمجرور والمنادى المضاف إلى ياء المتكلم.

فالأول: مائة وثلاثة وثلاثون نحو {ولا تكفرون - فارهبون - فاتقون - خافون - أن يؤتين - يشفين - يحيين - وأكرمن} .

والثاني: وهو والمنقوص نحو {غواش - هار} .

والثالث: نحو {يا عباد لا خوف - يا قيوم - يا رب} .

قال في المقنع: حدثنا أحمد حدثني ابن الأنباري قال: كل اسم منادى أضافه المتكلم إلى نفسه فياؤه ساقطة ثم قال: إلا حرفين أثبتوا ياءهما في العنكبوت {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا} العنكبوت الآية 56 {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} الزمر الآية 53 واختلف في حرف بالزخرف {يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ} الزخرف الآية 68 ففي مصاحف المدينة بياء وفي مصاحفنا بغير ياء أي مصاحف العراق لأن ابن الأنباري من العراق. قال ابن الجزري:

واتبعون زخرفًا ثوى حلا

خافون إن اشركتمون قد هدان عنهم

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 19).

(1)

وهذه قاعدة مطردة أن نافعًا يقرأ لفظ يحزن في كل القرآن بضم الياء وكسر الزاي ما عدا سورة الأنبياء فلا يقرأ في سورة الأنبياء إلا أبو جعفر، قال ابن الجزري:

يحزن في الكل اضمما

مع كسر ضم أم الأنبياء ثما

وحجة نافع قول العرب: هذا أمر محزن (الهادي 2/ 129، حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 181).

(2)

وروى أبو عمر الدوري عن الكسائي قوله: {وسارعوا} و {يسارعون} و {نسارع لهم} المؤمنون 56 بالإمالة وروى غيره عن الكسائي بغير إمالة (السبعة في القراءات لابن مجاهد البغدادي ج 1/ ص 216، إتحاف فضلاء البشر ص 232).

(3)

قال ابن الجزري: وخاطبن ذا الكفر والبخل فننِ

وتوجيه القراءة على أنه خطاب للنبي صلى الله عليه وموضع الذين نصب المفعول الأول من {تحسبن} و {كفروا} صلته، و {إنما} مع ما بعدها في موضع المفعول الثاني لأن حسب يتعدى إلى مفعولين تقول: حسبت زيدًا منطلقًا، ولا يجوز: حسبت زيدًا، وإنما فتحت {إنما} لأن الفعل واقع عليها. قال الزجاج: قوله {أنما نملي} يجوز على البدل من الدين، المعنى: لا تحسبن إملاءنا للذين كفروا خيرًا لهم، {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} 178، {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ} .

ص: 259

الغيبة

(1)

.

وفتح السين: ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر

(2)

. وكسرها الباقون.

قوله تعالى: {حَتَّى يَمِيزَ} [179] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب بضم الياء وفتح الميم وتشديد الياء بعد الميم

(3)

وقرأ الباقون بفتح الياء وكسر الميم، وتخفيف الياء بعد الميم

(4)

.

قوله تعالى: {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [180] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب بياء الغيبة

(5)

.

وقرأ الباقون بتاء الخطاب

(6)

.

قوله تعالى: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ} [181] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم،

(1)

وحجة من قرأ بالياء: إخبار عن الذين كفروا فموضع الذين رفع بفعلهم والمحسبة واقعة على إنما ونابت عن الاسم والخبر تقول: حسبت أن زيدًا منطلق فاسم إن وخبرها سد مسد المفعولين وتقدير الكلام: لا يحسبن الذين كفروا إملاءنا خيرًا لهم (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 182).

(2)

سبق قريبًا (وانظر: شرح طيبة النشر 4/ 132، النشر 2/ 236، المبسوط ص 154، زاد المسير 1/ 328).

(3)

قال ابن الجزري:

يميز ضم افتح وشدده ظعن

شفا معًا

والتشديد إنما يدخل في الكلام للتكثير قال أبو عمرو: لا يكون يميز بالتشديد إلا كثيرًا من كثير فأما واحد من واحد فيميز على معنى يعزل، وحجة الشديد أن العرب للمشد أكثر استعمالًا وذلك أنهم وضعوا مصدر هذا الفعل على معنى التشديد قالوا فيه التميز ولم يقولوا الميز، فدل استعمالهم المصدر على بنية التشديد فتأويل الكلام حتى يميز جنس الخبيث من جنس الطيب (النشر 2/ 237 وحجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 183، التيسير ص 91، السبعة ص 219).

(4)

وحجتهم قوله: {الخبيث من الطيب} (النشر 2/ 238 وحجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 182).

(5)

قال ابن الجزري:

يعملو حق

وحجة من قرأ بالياء أنه إخبار عن الكفرة ويدل عليه قوله {سيطوقون ما بخلوا به} ، (النشر 2/ 238 وحجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 184، التيسير ص 91، السبعة ص 121).

(6)

وحجتهم قوله قبلها {وما كان الله ليطلعكم على الغيب} (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 184، التيسير ص 91).

ص: 260

وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار الدال عند السين

(1)

. والباقون بالإدغام

(2)

.

قوله تعالى: {سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ} [181] قرأ حمزة بعد السين بياء مضمومة، وفتح التاء بعد الكاف، ورفع اللام من "قَتْلَهُمُ"، وبالياء التحتية في "ونقول"

(3)

. وقرأ الباقون بالنون بعد السين مفتوحة، وضم التاء بعد الكاف. وبالنون في {وَنَقُولُ}

(4)

.

قوله تعالى: {قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ} [183] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار الدال عند الجيم.

وقرأ الباقون بالإدغام

(5)

، وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(6)

.

(1)

سبق قريبًا.

(2)

يقرأ بإدغام الدال في السين وإظهارها وكان الكسائي يقول: إدغامها أكثر وأفصح وأشهر وإظهارها لكنة ولحن، قال ابن الجزري في باب فصل دال قد:

بالجيم والصفير والذال ادغم

قد وبالضاد الشين والظا تنعجم

حكمًا شفا لفظًا

(الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 117).

(3)

وحجة من قرأ بالياء جعله فعل ما لم يسم فاعله فيكون حينئذ ما وما عطف عليها في موضع رفع (التيسير ص 91، إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات - العكبري ج 1/ ص 160).

(4)

قال ابن الجزري:

يكتب يا وجهلن

قتل ارفعوا نقول يا فز

وحجة من قرأ بالنون جعله إخبارًا من الله تعالى عن نفسه وهو الفاعل لذلك وما في موضع نصب يتعدى الفعل إليها وهي وصلتها بمعنى المصدر وقتلهم عطف عليه، وحجته أيضًا: أنه منصوب {وقتلهم} معطوف عليه وما مصدرية أو بمعنى الذي ويقرأ بالياء وتسمية الفاعل، (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 117، إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات - العكبري ج 1/ ص 160).

(5)

فيصير النطق {وَلقَجَّاءكُمْ} وعلة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(6)

واختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاء} و {جاء} و {زاد} {خاب} فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

ص: 261

وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر

(1)

.

قوله تعالى: {وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ} [184] قرأ ابن عامر "وبِالزّبُر" بزيادة باء موحدة.

وقرأ هشام - بخلاف عنه -: "وَبِالكِتَابِ" بزيادة الباء الموحدة

(2)

وقرأ الباقون بغير باء موحدة فيهما

(3)

.

قوله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ} [185] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما - بإدغام الحاء في العين هنا فقط، ولا يقاس عليه نظيره

(4)

.

قوله تعالى: {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [187] قرأ أبو عمرو، وابن كثير، وشعبة بياء الغيبة فيهما

(5)

.

(1)

قال النويري: ومن المتوسط السكن إن كان ألفًا نحو {شركاؤنا} {جاءوا} . فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة منه ومكسورها مما رسم فيه صورة الهمزة واوًا وياءً الإبدال بهما محصين مع المد والقصر وهو شاذ لا أصل له في العربية (شرح طيبة النشر 2/ 391، 392).

(2)

اختلف في {والزبر والكتاب} فابن عامر في والزبر بزيادة باء موحدة بعد الواو كرسمه في الشامية وهشام بخلف عنه بزيادتها أيضًا في {وبالكتاب} والباء ثابتة في مصحف المدينة في الأولى محذوفة في الثانية والحذف عن هشام من جميع طرق الداجوني إلا من شذ والإثبات عنه من جميع طرق الحلواني إلا من شذ وهو الأصح عن هشام كما في النشر، قال ابن الجزري:

وفي الزبر بالبا كمّلوا

وبالكتاب الخلف لذ

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 233، حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 185).

(3)

يقرأ بغير باء اكتفاء بحرف العطف (التبيان في إعراب القرآن - العكبري ج 1/ ص 317).

(4)

وهذه الكلمة الوحيدة التي يدغم فيها أبو عمرو ويعقوب الحاء في العين دون سائر المواضع في القرآن، قال ابن الجزري في باب الإدغام الكبير من قوله:

والخلف في الزكاة

إلى قوله: ولحا زحزح في

(5)

قال ابن الجزري:

يبينن ويكتمون حبر صف

وحجتهم قوله {فنبذوه} ولم يقل فنبذتموه وبهذا كان يحتج أبو عمرو ولقول الكلام أتى عقيبه بلفظ الخبر، (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 233، السبعة ص 221، حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 185).

ص: 262

وقرأ الباقون بتاء الخطاب فيهما

(1)

.

قوله تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ} [188] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب بتاء الخطاب

(2)

. وقرأ الباقون بياء الغيبة

(3)

.

وفتح السين: ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر

(4)

. وكسرها الباقون. قوله تعالى: {فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ} [188] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو بالياء التحتية قبل الحاء، وضم الباء الموحدة بعد السين

(5)

.

وقرأ الباقون بالتاء الفوقية، وفتح الباء الموحدة، وتقدم من فتح السين قُبيل.

قوله تعالى: {مَعَ الْأَبْرَارِ} [193]{خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} [198] قرأ أبو عمرو، والكسائي،

(1)

وحجتهم أنه يحكي اللفظ الذي خوطبوا به في وقت أخذ الميثاق عليهم والميثاق الذي أخذ عليهم هو بيان أمر النبي صلى الله عليه وسلم (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 186).

(2)

وحجة من قرأ بالتاء: أن هؤلاء قوم من اليهود أظهروا لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم معهم ليحمدوا وأضمروا خلاف ما أظهروا فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} ثم كرر عليه لطول القصة فقال: {فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ} ؛ أي بمنجاة من النار فأعلمه الله أمرهم وأعلمهم أنهم ليسوا بمفازة من العذاب (إتحاف فضلاء البشر 1/ 233 وحجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 186).

(3)

إن قيل أين مفعول {لا يحسبن} الجواب عنه من وجهين، أحدهما: أن {الذين} في موضع نصب على قراءة من قرأ {تحسبن} بالتاء ولم يذكر المفعول الثاني لأنه ذكره في قوله: {فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ} ، وإنما لم يذكر المفعول الثاني في قوله {تحسبن الذين} لأنه كرر الفعل وتكرير الفعل ينوي به التوكيد للنهي كأنه قال لا تحسبن لا تحسبنهم كما تقول لا تقومن لا تقومن إلى ذلك (شرح طيبة النشر 4/ 176، شرح شعلة ص 329).

(4)

سبق بيان القراءة قريبًا بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين (انظر: شرح طيبة النشر 4/ 132، النشر 2/ 236، المبسوط ص 154، زاد المسير 1/ 328).

(5)

على أن فاعل الأول {الذين يفرحون} وأما مفعولاه فمحذوفان اكتفاء بمفعولي {تحسبنهم} لأن الفاعل فيهما واحد فالفعل الثاني تكرير للأول وحسن لما طال الكلام المتصل بالأول والفاء زائدة إذ ليست للعطف ولا للجواب، أي فلا يحسب الكفار أنفسهم بمفازة من العذاب وإنما أعيد يحسبنهم ثانية؛ لأن معها الاسم والخبر وليس مع الفعل الأول الاسم والخبر فاجتزئ بالثاني عن الأول، قال ابن الجزري:

ويحسبن غيب وضم الباء حبر

(التبيان في إعراب القرآن - العكبري ج 1/ ص 319، السبعة ص 220، حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 187).

ص: 263

وخلف، وابن ذكوان - من طريق الصوري - بالإمالة محضة

(1)

.

وروي عن ابن ذكوان من طريق "العنوان" بين بين، وروي عن ورش بين بين - من طريق الأزرق - واختلف عن حمزة: فقرأ بالإمالة المحضة، وبالإمالة بين بين، وانفرد صاحب "المبهج" بالإمالة عن هشام، وانفرد أبو علي العطار بالإمالة عن ابن وردان

(2)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا} [195] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بتقديم {وَقُتِلُوا} على {وَقَاتَلُوا}

(3)

.

وقرأ الباقون بتقدم {وَقَاتَلُوا} على {وَقُتِلُوا}

(4)

.

وقرأ ابن كثير، وابن عامر بتشديد التاء من {قُتِلُوا}

(5)

. وقرأ الباقون بالتخفيف.

قوله تعالى: {لَا يَغُرَّنَّكَ} [196] قرأ رويس بإسكان النون بعد الراء

(6)

.....

(1)

قال ابن الجزري في باب الفتح:

وإن تكرر (حـ) ـط (روى)

والخلف من (فـ) ـوز وتقليل (جـ) ـوى للباب

(شرح طيبة النشر 3/ 100، التيسير ص 51، النشر 2/ 54، الغاية ص 90).

(2)

ما ذكره المؤلف من الإمالة لهشام وابن وردان هي انفرادة لا يقرأ بها.

(3)

يبدأون بالمفعولين قبل الفاعلين، فإن سأل سائل فقال: فإذا قتلوا كيف يقاتلون فالجواب: أن العرب تقول: قتل بنو تميم بني أسد إذا قتل بعضهم فكأنه يقتل بعضهم فيقتل الباقون الباقين، قال أحمد بن يحيى: هذه القراءة أبلغ في المدح لأنهم يقاتلون بعد أن يقتل منهم، قال ابن الجزري:

قتلوا قدم وفي التوبة آخر يقتلوا شفا

(حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 187، إتحاف فضلاء البشر ص 231).

(4)

وحجتهم أن الله بدأ بوصفهم بأنهم قاتلوا أحياء ثم قتلوا بمد أن قاتلوا وإذا أخبر عنهم بأنهم قتلوا فمحال أن يقاتلوا بعد هلاكهم فهدا يوجبه ظاهر الكلام (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 187، السبعة ص 221).

(5)

سبق قريبًا عند قوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ} .

(6)

اختلف في {لَا يَغُرَّنَّكَ} هنا في سورة آل عمران الآية 196، و {يَحْطِمَنَّكُمْ} بالنمل الآية 18 و {يَسْتَخِفَّنَّكَ} بالروم الآية 60 {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ} الزخرف 41، 42؛ فقرأ رويس بتخفيف النون مع سكونها في الخمسة واتفق على الوقف له على {نذهبن} بالألف بعد الباء على أصل نون التأكيد الخفيفة. قال ابن الجزري:

يغرنك الخفيف يحطمن

أو نرين ويستخفن نذهبن

وقف بذا بألف غص

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 234).

ص: 264

والباقون بفتحها مشددة.

قوله تعالى: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ} [198] قرأ أبو جعفر بتشديد النون مفتوحة

(1)

.

وقرأ الباقون بتخفيفها مكسورة.

* * *

(1)

اختلف في {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا} هنا في سورة آل عمران الآية 198، وفي الزمر الآية 20 فأبو جعفر بتشديد النون فيهما فالموصول محله نصب، قال ابن الجزري:

وثمر شدد لكن الذين كالزمر

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 234، السبعة ص 221).

ص: 265

‌الأوجه التي بين آل عمران والنساء

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا} [آل عمران: من الآية 200] إلى قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ} [النساء: من الآية 1] ألف وجه، وثمانمائة وجه، وستة عشر وجهًا

(1)

، بيان ذلك:

قالون: أربعمائة وجه، وثمانية وأربعون وجهًا.

ورش: أربعمائة وجه، وعشرون وجهًا.

ابن كثير: مائة وجه واثنا عشر وجهًا، وهي مندرجة في قصر قالون.

أبو عمرو: مائتان وثمانون وجهًا، منها مع البسملة: مائتان وأربعة وعشرون، وهي مندرجة مع قالون.

ابن عامر: مائة وأربعون وجهًا.

عاصم: مائة واثنا عشر وجهًا.

حمزة: سبعة أوجه.

الكسائي: مائة واثنا عشر وجهًا، مندرجة مع ابن عامر.

أبو جعفر: مائة واثنا عشر وجهًا، مندرجة مع قصر قالون.

يعقوب: خمسمائة وستون وجهًا، منها مائتان وثمانون مندرجة مع أبي عمرو.

خلف: سبعة أوجه، مندرجة مع ابن عامر.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 266

(سُورَةُ النِّسَاءِ)

(1)

قوله تعالى: {وَنِسَاءً} [1] إذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر

(2)

، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر، وهو ضعيف

(3)

.

قوله تعالى: {تَسَاءَلُونَ} [1] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بتخفيف السين

(4)

. وقرأ الباقون بالتشديد

(5)

.

(1)

هي سورة مدنية آياتها مائة وخمس وسبعون آية في المدني، ومائة وست وثمانون في الكوفي.

(2)

إذا وقف حمزة فله وجهان فقط هما التسهيل مع المد والقصر، والهمز المتحرك يكون قبله ساكن ومتحرك وكل منهما ينقسم إلى متطرف ومتوسط فأما المتطرف الساكن ما قبله فلا يخلو ذلك الساكن من أن يكون ألفًا أو ياء أو واوًا زائدتين أو غير ذلك والمراد بالزائد هنا ما زاد على الفاء والعين واللام، فإن كان ألفًا نحو {جاء} و {السفهاء} و {نساء} ومنه {الماء} و {على سواء} فيسكن للوقف ثم يبدل ألفًا من جنس ما قبله فيجتمع ألفان فيجوز حلف إحداهما للساكنين فإن قدر المحذوف الأولى وهو القياس قصر؛ لأن الألف حينئذ تكون مبدلة من همزة ساكنة فلا مد كألف {تأمر} وإن قدر الثانية جاز المد والقصر؛ لأنها حرف مد قبل همز مغير بالبدل ثم الحذف، ويجوز إبقاؤهما للوقف فيمد لذلك مدًا طويلًا ليفصل بين الألفين، ويجوز التوسط كما نص عليه أبو شامة وغيره من أجل التقاء الساكنين قياسًا على سكون الوقف، قال ابن الجزري في باب وقف حمزة وهشام على الهمز:

إلا موسطًا أتى بعد ألف

سهل

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 90).

(3)

قال هو قول شاذ لا يقرأ به ولا يتعبد بتلاوته.

(4)

قال ابن الجزري:

تساءلون الخف كوف

فالحجة لمن خفف أنه أراد تتساءلون فأسقط إحدى التاءين تخفيفًا. (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 118، النشر 2/ 247، السبعة ص 226).

(5)

والأصل تتساءلون فأبدلت التاء الثانية سينًا فرارًا من تكرير المثل، والتاء تشبه السين في الهمس (إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات 1/ 165، النشر 2/ 247، التيسير ص 93، الغاية ص 132، زاد المسير 2/ 2، السبعة ص 226).

ص: 267

وإذا وقف حمزة سهّل الهمزة مع المد والقصر، (وهو ضعيف)

(1)

، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر.

قوله تعالى: {وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ} [1] قرأ حمزة بخفض الميم

(2)

. وقرأ الباقون بالنصب

(3)

.

قوله تعالى: {مَا طَابَ لَكُمْ} [3] قرأ حمزة بالإمالة

(4)

. والباقون بالفتح.

وقرأ أبو جعفر {فَإِنْ خِفْتُمْ} [3] بإخفاء النون عند الخاء. والباقون بالإظهار.

(1)

وقول المصنف وإذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر (وهو ضعيف) خطأ بل هو الصحيح وعين الصواب وهو المعمول به عند جمهور القراء. بل الضعيف إبدالها ألفًا لا كما ذكر المصنف.

(2)

قال ابن الجزري:

واجررا الأرحام فق

والوجه أنه معطوف على الضمير المجرور في به على مذهب الكوفيين أو أعيد الجار وحذف للعلم به وجر على القسم تعظيمًا للأرحام حثًّا على صلتها رجوا به الله، ومن قرأ {والأرحام} فالمعنى تساءلون به وبالأرحام، وقال أهل التفسير: وهو قوله أسألك بالله والرحم وقد أنكر بعض العلماء هذا وليس بمنكر لأن الأئمة أسندوا قراءتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم. (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي 1/ ص 236، النشر ص 247، الغاية ص 132، إعراب القرآن 1/ 390، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 190).

(3)

والحجة لمن نصب أنه عطفه على الله تعالى وأراد واتقوا الأرحام لا تقطعوها فهذا وجه القراءة عند البصريين لأنهم أنكروا الخفض ولحَّنوا القارئ به وأبطلوه من وجوه أحدها أنه لا يعطف بالظاهر على مضمر المخفوض إلا بإعادة الخافض لأنه معه كشيء واحد لا ينفرد منه، ولا يحال بينه وبينة، ولا يعطف عليه إلا بإعادة الخافض، والعلة في ذلك: أنه لما كان العطف على المضمر المرفوع قبيحًا حتى يؤكد لم يكن بعد القبح إلا الامتناع، وأيضًا فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن نحلف بغير الله فكيف ننهى عن شيء ويؤتى به، وإنما يجوز مثل ذلك بن نظام الشعر ووزنه اضطرارًا كما قال الشاعر:

فاليومَ قد بِتَّ تهجونا وتشتُمُنا

فاذهبْ فما بِكَ والأيامُ مِنْ عَجَبِ

(الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 119).

(4)

وقد تفرد حمزة بإمالة عشرة أفعال وهي {جاء - شاء - زاد - ران - خاف - طاب - خاب حاق - ضاق - زاغ} في والنجم و {زاغوا} في الصف لا غير، وسواء اتصلت هذه الأفعال بضمير أو لم تتصل إذا كانت ثلاثية ماضية، وتابعه الكسائي وأبو بكر على الإمالة في {بل ران} لا غير، وتابعه ابن ذكوان على إمالة {جاء - شاء} حيث وقعا، قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة:

والثلاثي فضلا

في خاف طاب ضاق حاق زاغ لا زاغت

(شرح الطيبة، التيسير في القراءات السبع 1/ ص 50).

ص: 268

قوله تعالى: {فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ} [3] قرأ أبو جعفر بالرفع

(1)

. والباقون بالنصب

(2)

.

قوله تعالى: {هَنِيئًا مَرِيئًا} [4] قرأ أبو جعفر - باختلاف عنه - بالإدغام فيهما بعد البدل

وقفًا ووصلًا، وحمزة كذلك وقفًا لا وصلًا

(3)

.

قوله تعالى: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [5] قرأ أبو عمرو، وقالون، والبزي بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر

(4)

.

وقرأ ورش، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس، بتحقيق الأولى، وتسهيل الثانية، وعن ورش

(5)

، وقنبل - أيضًا - إبدالها حرف مد، وهم على مراتبهم في المد.

وقرأ الباقون بتحقيقهما، وهم على مراتبهم في المد

(6)

. وإذا وقف حمزة وهشام على الأولى، أبدلاها مع المد والتوسُّط والقصر.

(1)

قال ابن الجزري:

واحدة رفع (ثـ) ـرا

والحجة لمن قرأ بالرفع؛ أنه على الابتداء والمسوغ اعتمادها على فاء الجزاء والخبر محذوف أي كافية أو خبر محذوف أي فالمقنع واحدة أو فاعل بمحذوف أي فيكفي واحدة.

(2)

والحجة لمن قرأ بالنصب؛ على أنه مفعول به؛ أي فاختاروا أو انكحوا. (شرح طيبة النشر 4/ 189، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 237).

(3)

بالإبدال ياء مع الإدغام لزيادة الياء (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 237).

(4)

فيصير النطق {السفها أموالكم} وإذا اتفقت الهمزتان بالفتح نحو {جاء أجلهم} و {شاء أنشره} و {السفهاء أموالكم} وشبهه، فورش وقنبل يجعلان الثانية كالمدة وقالون والبزي وأبو عمرو يسقطون الأولى والباقون يحققون الهمزتين معًا، قال ابن الجزري في باب الهمزتين من كلمتين:

أسقط الأولى في اتفاق زن غدا

خلفهما حز وبفتح بن هدى

وسهلا في الكسر والضم وفي

بالسوء والنبئ الادغام اصطفى

وسهل الأخرى رويس قنبل

ورش وثامن وقيل تبدل

(مدًا)(ز) كا (جـ) ـودا

(شرح طيبة النشر 4/ 191).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(6)

والتحقيق هو توفية كل حرف حقه من حركته ونصيبه من الإعراب.

ص: 269

قوله تعالى: {قِيَامًا} [5] قرأ نافع، وابن عامر بغير ألف قبل الميم

(1)

. والباقون بالألف

(2)

.

قوله تعالى: {ضِعَافًا} [9] قرأ حمزة - بخلاف عن خلاد - بالإمالة محضة

(3)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {خَافُوا عَلَيْهِمْ} [9] قرأ حمزة بالإمالة. والباقون بالنصب.

قوله تعالى: {وَسَيَصْلَوْنَ} [10] قرأ ابن عامر، وشعبة بضم الياء التحتية بعد السين

(4)

. والباقون بالنصب

(5)

.

(1)

قال ابن الجزري:

واقصر قيامًا كن أبا

ووجه القراءة: على أن {قيامًا} مصدر كالقيام وليس مقصورًا منه.

(2)

القراءة بالألف وطرحها لغتان، والحجة لمن أثبت الألف أن الله تعالى جعل الأموال قيامًا لأمور عباده، (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 119، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 237، التيسير ص 100، الغاية ص 132، شرح طيبة النشر 4/ 193، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 376، زاد المسير 2/ 13).

(3)

فقطع له بالفتح العراقيون وجمهور أهل الأداء وقطع له بالإمالة ابن بليمة وأطلق الوجهين له في الشاطبية كأصلها وبهما قرأ الداني على أبي الحسن، قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة:

وفي ضعافًا قام بالخلف ضمر

وحجة الإمالة لأجل الكسرة، وجاز ذلك مع حرف الاستعلاء لأنه مكسور مقدم ففيه انحدار (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر للدمياطي ج 1/ ص 119، التيسير ص 51، السبعة ص 227، إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات 1/ 168، السبعة ص 227).

(4)

قال ابن الجزري:

يصلون ضم (كـ) ـم (صـ) ـبا

والحجة لمن ضم أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله.

(5)

والأصوب بفتح الياء، وماضيه صلى النار يصلاها ومنه قوله {لا يصلاها إلا الأشقى} ودليله أيضًا قوله تعالى:{إلا من هو صال الجحيم} وقال بعض اللغويين: صليته النار شويته بها، وأصليته النار أحرقته فيها إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات 1/ 169، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 120، النشر 2/ 247، السبعة ص 227، التيسير ص 94، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 378، زاد المسير 2/ 24).

ص: 270

قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً} [11] قرأ نافع، وأبو جعفر بالرفع

(1)

.

والباقون بالنَّصب

(2)

.

قوله تعالى: {فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ} - {فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ} [النساء: 11] قرأ حمزة، والكسائي في الوصل بكسر الهمزة

(3)

. والباقون بالضم

(4)

.

(1)

قال ابن الجزري:

واحدة رفع ثرا الأخرى مدا

وحجة من رفع أنه جعل "كان" تامة بمعنى: حدث ووقع، ويقوي ذلك أنه لما كان القضاء في إرث الواحدة لافي نفسها، وجب أن يكون التقدير: فإن وقع أو حدث إرث واحدة، أو حكم واحدة، ونحوه، وقد كان يلزم الرفع في "نساء" في قوله:{فإن كن نساء} إلا أنه جمع بين المذهبين والمعنيين، فأضمر الاسم مع "نساء" وترك الإضمار مع واحدة، والقياس واحد.

(2)

وحجة من نُصِبَ أنه جعل "كان" هي الناقصة التي تحتاج إلى خبر الداخلة على الابتداء والخبر، فأضمر اسمها فيها، ونصب "واحدة" على الخبر، ووفق في ذلك بين آخر الكلام وأوله، ألا ترى أن أوله {فإن كن نساء} فنصب، وأضمر في "كان" اسمها، فلما أجمع على النصب في {نساء} أجرى {واحدة} على ذلك، لأن الآخر قسيم الأول، فجرى على لفظه وحكمه، لأنَّهُ تعالى ذكر جماعة البنات وحكمهن في ميراثهن، ثم ذكر حكم الواحدة في ميراثها، فجرت الواحدة في الإعراب مجرى الجماعة، لأن قبل كل واحد منهما "كان"، والتَّقديرُ: فإن كان المتروكات نساء، وإن كانت المتروكة واحدة. وإن أضمرت الوارثاث والوارثة فالمعنى واحد، والنصب الاختيار، ليتألف آخر الكلام بأوله، وعليه جماعة القراء (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 378، زاد المسير 2/ 26، تفسير ابن كثير 1/ 458، وتفسير النسفي 1/ 210).

(3)

قال ابن الجزري:

لأمه في أم أمها كسر

ضمًا لدى الوصل رضى كذا الزمر

والنحل نور النجم والميم تبع

فاش

وحجة من كسر الهمزة: أنه اسم كثر استعماله، والهمزة حرف مستثقل بدلالة ما أجازوا فيها من البدل والتخفيف والحذف ونقل الحركة، دون غيرها من سائر الحروف. فلما وقع أول هذا الاسم، وهو "أم" حرف مستثقل، وكثر استعماله، وثقل الخروج من كسر، أو ياء الى ضم همزة، وليس في الكلام "فعل" فلما اجتمع هذا الثقل أرادوا تخفيفه، فلم يمكن فيه الحذف؛ لأنَّهُ إجحاف بالكلمة، ولا أمكن تخفيفه، ولا بدله؛ لأنَّهُ أول، فغيروه بأن أتبعوا حركته حركة ما تبله، ليعمل اللسان عملًا واحدًا، والياء كالكسرة، فإذا ابتدأوا ردوه الى الضم، الذي هو أصله؛ إذ ليس قبله في الابتداء ما يستثقل. وقد فعلوا ذلك في الهاء في {عليهم} و {بهم} فأتبعوا حركته حركة ما قبلها، وأصلها الضم، والإتباع في كلام الحرب يستعمل كثيرًا. (إتحاف فضلاء البشر 1/ 236 والكشف عن وجوه القراءات 1/ 379).

(4)

وحجة من كسر الميم مع الهمزة في الجمع أنه أتبع حركة الميم حركة الهمزة، كما قالوا "عليهي" وكسروا =

ص: 271

فلو ابتدئ، ابتدئ بالضم، ولا يمكن هنا، لوصله رسمًا.

قوله تعالى: {يُوصِي بِهَا} [النساء: 11]{يُوصِينَ بِهَا} [النساء: 12] قرأ ابن كثير، وابن عامر، وأبو بكر بفتح الصاد فيهما. وافقهم حفص في الثاني

(1)

. والباقون بالكسر فيهما

(2)

.

قوله تعالى: {يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ} [النساء: 13]{يُدْخِلْهُ نَارًا} [النساء: 14] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر فيهما بالنون

(3)

. والباقون بالياء التحتية

(4)

.

= الهاء للباء، وأتبعوا حركة الميم حركة الهاء. فمن قال، "عليهمي" بكسر الهاء والميم، هو بمنزلة من كسر الهمزة والميم في قوله:{بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} (النحل آية 78)، ومن كسر الهاء وضم الميم في "عليهمو" هو بمنزلة من كسر الهمزة وفتح الميم، في قوله:{بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} ، ومن ضم الهمزة وفتح الميم في {بطون أُمَهاتكم} وهو الأصل بمنزلة من قال "عَلَيهُمُو" بضم الهاء والميم، فهو الأصل، إلا أن تغيير الهاء، مع الكسرة والياء، أقوى وأكثر وأشهر من تغيير الهمزة مع الياء والكسرة، وذلك لخفاء الهاء وجلادة الهمزة.

(1)

قال ابن الجزري:

يوصى بفتح الصاد صف كفلًا درا

ومعهم حفص في الأخرى قد قرا

وحجة من فتح أَنَّهُ لما كان هذا الحكم ليس يراد به واحد بعينه، إنما هو شائع في جميع الخلق، أجراه على ما لم يسم فاعله، فأخبر به عن غير معين، فأما قراءة حفص فإنه جمع بين اللغتين، واتبع ما قرأ به على إمامه. (شرح طيبة النشر 4/ 19، السبعة ص 228، إتحاف فضلاء البشر 1/ 236).

(2)

وحجة من كسر أنه لما تقدم ذكر "الميت"، والمفروض في تركته أضاف الفعل إليه، لأنَّهُ هو الموعى، كأنه قال: من بعد وصية يوص الميت بها. ففيه تخصيص للمذكور الميت.

(3)

قال ابن الجزري:

ويدخله مع الطلاق مع

فوق يكفر ويعلب معه في

إنا فتحنا نونها (عم)

وحجة من قرأ بالنون: أَنَّهُ أخرج الكلام على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه، بعد لفظ الغيبة، وذلك بستعمل كثيرًا، قال الله جل ذكره:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ} (سورة العنكبوت 23) فجرى الكلام على لفظ الغيبة ثم قال: {أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي} فرجع بالكلام إلى الإخبار من الله عن نفسه، فكذلك هذا. وقال تعالى ذكره:{بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} (آل عمران 150) فأتى الكلام على لفظ الغيبة، ثم قال:{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ} (151) فرجع الكلام إلى الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه.

(النشر 2/ 247، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 380).

(4)

وحجة من قرأ بالياء أنه رد آخر الكلام على أوله، فلما أتى أوله بلفظ الغيبة في قوله: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ

وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} قال: {يعذبه، ويدخله، ويكفر} بلفظ الغيبة، ليأتلف الكلام على نظام واحد. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 381، المختار في معاني قراءات أهل الأمصار 1/ 24، وزاد المسير 2/ 33).

ص: 272

قوله تعالى: {عَلَيْهِنَّ} [النساء: 15] قرأ يعقوب بضم الهاء، وإذا وقف عليها، ألحق النون بهاء السكت

(1)

. والباقون بكسر الهاء

(2)

، ولا إلحاق في الوقف.

قوله تعالى: {وَاللَّذَانِ} [النساء: 16] قرأ ابن كثير بالمد قبل النون وتشديدها

(3)

. والباقون بالتخفيف

(4)

.

قوله تعالى: {إِنِّي تُبْتُ الْآنَ} [النساء: 18] قرأ ورش، وأبو جعفر - بخلاف عنه - بالنقل، وورش على أصله بالمد والتوسط والقصر، وحمزة على أصله بالسكت

(5)

.

(1)

وكذا ألحق هاء السكت بجمع المذكر السالم وما ألحق به، قال الناظم:

وفي شدد اسم خلفه

نحو إليَّ هنَّ والبعض نقل

بنحو عالمين موفون وقل

(2)

قرأ الباقون بكسر الهاء في جميع القرآن لمجانسة الكسر لفظ الياء أو الكسر وهي لغة قيس وتميم وبني سعد.

(3)

قال ابن الجزري:

وفي لذان ذان ولذين تين شد

مك

وحجة من شدد النون أن في ذلك ثلاثة أقوال: الأول: أنه شدد النون، ليكون التشديد عوضًا من الحذف، الذي دخل هذه الأسماء المبهمة في التثنية، لأنه قد حذف ألف منها، لالتقاء السَّاكِنَيْن، وهما الألف التي كانت في آخر الواحد، وألف التثنية، فجعل التشديد في النون عوضًا من المحذوف. الثاني: أن التشديد وجب لهذه النون، للفرق بين النون، التي هي عوض من تنوين ملفوظ به في الواحد، نحو: زيد وعمرو، وبين النون التي لا تنوين في الواحد ملفوظ به، تكون النون عوضًا منه. والثالث: أن النون شددت للفرق بين النون، التي تحذف للإضافة، وبين النون التي لا تحذف للإضافة، لأن المهم معرفة، فهو لا يضاف البتة. وقد قيل: إن التشديد في {فَذَانِكَ} وجب على إدغام اللَّام في النون، وذلك أن أصله ذلك، ثم دخلت نون التثنية قبل اللَّام. فصار "ذانك" فادغمت اللَّام في النون، على طريق إدغام الثاني في الأول. فوقع التشديد لذلك. ويجوز أن تكون النون، التي للتثنية، وقعت بعد اللَّام، ثم أدغمت اللَّام في النون، على إدغام الأول في الثاني، فوقع التشديد لذلك.

(4)

وحجة من خفف أنه أجرى المبهم مجرى سائر الأسماء، فخفف النون، كما تخفف في كل الأسماء، وهو الاختيار، وعليه أتى كلام العرب، وهو المستعمل، وعليه أكثر القراء. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 381، شرح طيبة النشر 4/ 197، شرح شعلة ص 335).

(5)

نقل حركة همز {آلآن} ورش من طريقيه وابن وردان بخلف عنه. قال ابن الجزري:

وانقل إلى الآخَر غير حرف مد

لورش إلا ها كتابيه أسد

وافق من استبرق غر واختلف في الآن (خـ) ـذ

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 239).

ص: 273

قوله تعالى: {كَرْهًا} [النساء: 19] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بضم الكاف

(1)

.

والباقون بفتحها

(2)

.

قوله تعالى: {مُبَيِّنَةٍ} [النساء: 19] قرأ ابن كثير، وشعبة بفتح الياء التحتية

(3)

.

وقرأ الباقون بالكسر

(4)

.

قوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ} [النساء: 24]{مُحْصَنَاتٍ} [النساء: 25] قرأ الكسائي - حيث وقع - بكسر الصاد، سوى الأول من هذه، وهي {المُحْصَنَات مِنَ النساء}

(5)

.......

(1)

هي بمشقة، جعل ابن عباس الكره فعل الإنسان والكره ما أكره عليه صاحبه، تقول: كرهت الشيء كرهًا وأكرهت على الشيء كرهًا، قال أبو عمرو: والكره ما كرهته، والكره ما استكرهت عليه، ويحتج في ذلك بقول الله جل وعز {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} قال ابن الجزري:

كرهًا معًا ضم (شفا)

(النشر 2/ 248 الغاية ص 133، حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 195، التيسير ص 95، النشر 2/ 248).

(2)

الفتح والضم لغتان مشهورتان كالفَقْر والفُقْر والضَّعْف والضُّعْف والشّهْد والشُّهْد. وقال الأخفش: هما لغتان، بمعنى المشقة والإجبار. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 382، شرح طيبة النشر 4/ 198، إعراب القرآن 1/ 130).

(3)

قال ابن الجزري:

وصف دما بفتح يا مبينه

وحجة من قرأ بكسر الباء أنه أضاف الفعل إلى الفاحشة، لأنّها تبين عن نفسها أنها فاحشة يقبح فعلها، وتبين الآيات عن نفسها أنها آيات لإعجازه. و"الفاحشة" الزنا في قول الحسن والشعبي، أي: إن زنت المرأة بزنى أخرجت للحد، وصلُح الخَلْع. قال عطاء الخراساني: هو منسوخ، كان الرجل إذا تزوج المرأة فأتت بفاحشة كان له أن يأخذ منها كل ما ساق إليها، فنسخ ذلك بالحدود. وقال الضحاك وقتادة: الفاحشة النشوز: إذا نشزت عنه، كان له أن يأخذ منها الفدية ويدعها. وقيل: المعنى: "إلا أن يزنين" فيحبسن في البيوت. فهذا كان قبل النسخ بالحدود، وقيل: الفاحشة البذاء باللسان. وقل: هي خروجهن من بيوتهم في العدة.

(4)

وحجة من فتح الياء أنه أجراه على ما لم يسم فاعله، أي يبين، أي يبينها مَن يقوم فيها وينكرها، ويبين الآيات أنها آيات، أى يبينها الله أنها آيات. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 383، شرح طيبة النشر 4/ 198، السبعة ص 229).

(5)

قال ابن الجزري:

ومحصنة

في الجمع كسر الصاد لا الأولى رما =

ص: 274

والباقون بالفتح

(1)

.

قوله تعالى: {مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} [النساء: 22]{مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 24] قرأ قالون، والبزي بتسهيل الهمزة الأولى من المكسورتين مع المد والقصر، وقرأ أبو عمرو بإسقاط الأولى، مع المد والقصر، وقرأ ورش، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس، بتحقيق الأولى، وتسهيل الثانية، وعن ورش، وقنبل - أيضًا - إبدال الثانية حرف مد

(2)

.

= ذهب الكسائي إلى أن المحصنات المسلمات العفائف هن أحصن أنفسهن بالإسلام والعفاف، والعرب تقول: أحصنت المرأة فهي محصنة وذلك إذا حفظت نفسها وفرجها، وحجته في فتح الحرف الأول وكسر ما عداه أن المعنى فيه غير موجود فيما عداه، وذلك أن المحصنات ها هنا هن ذوات الأزواج اللاتي أحصنهن أزواجهن سوى ملك اليمين اللاتي كان لهن الأزواج فكن محصنات بهم فأحلهن بعد استبرائهن بالحيض فأما ما سوى هذا الحرف فإنه روي، عن الحسن في قوله {والمحصنات من النساء} قال: ذوات الأزواج، فقال الفرزدق قد قلت فيه شعرًا، قال الحسن: ما قلت يا أبا فراس قال: قلت:

وذاتُ حليلِ أنكحتها رماحنا

حلال لمن يبني بها لم تطلّقِ

(حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 196، الهادي 2/ 147 - 148 التيسير ص 95، النشر 2/ 249، السبعة ص 230، زاد المسير 2/ 41).

(1)

وحجة من فتح الصاد: أنه جعله بمعنى: متزوجات أحصنهن أزواجهن والأزواج محصنون والنساء محصنات. قال أبو عمرو: الزوج يحصن المرأة والإسلام، وكذلك {فإذا أحصن} أي أحصنهن الأزواج والإسلام (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 197، الهادي 2/ 147 - 148، التيسير ص 95، النشر 2/ 249، السبعة ص 230، زاد المسير 2/ 41).

(2)

سهل الهمزة الأخيرة من الهمزتين المتففتين مطلقًا رويس من غير طريق أبي الطيب، وكذلك قنبل من طريق ابن مجاهد، وهذا مذهب الجمهور منه، ولم يذكر عنه العراقيون وصاحب التيسير غيره، وكذا ذكره ابن سوار عنه من طريق ابن شنبوذ، وروى عنه عامة المصريين والمغاربة إبدالها حرف مد خالص فتبدل في حالة الكسر ياء، وفي حالة الضم واوًا ساكنة، وهي الذي قطع به فى الهادي والهداية والتجريد وهما في التبصرة والكافي والشاطبية وروى عنه ابن شنبوذ إسقاط الأولى مطلقًا كما ذكره، وأما ورش فلا خلاف منه من طريق الأصبهاني في تسهيلها بين بين، واختلف عن الأزرق فروي عنه إبدال الثانية حرف مد جمهور المصريين ومن أخذ عنهم من المغاربة وهو الذي قطع به غير واحد منهم، كابن سفيان والمهدوي وابن الفحام، وكذا في التبصرة والكافي وروى عنه تسهيلها مطلقًا بين بين كثير منهم كأبي الحسن بن غلبون وابن بليمة وصاحب العنوان ولم يذكر في التيسير غيره، واختلفوا عنه في حرفين {هؤلاء إن} {والبغاء إن} فروى عنه كثير من رواة التسهيل جعل الثانية فيها ياء مكسورة وقال في التيسير: وقرأت به على ابن خاقان قال: وروى عنه ابن شيطا إجراؤهما لنظائرهما، وقد قرأت بذلك أيضًا على أبي الفتح، وأكثر مشيخة المصريين على الأول. قال ابن الجزري: =

ص: 275

والباقون بتحقيقهما؛ هذا في حال الوصل.

فلو وقف على الأولى، أبدل حمزة وهشام الهمزة ألفًا، مع المد والتوسط والقصر، ولهما - أيضًا - التسهيل

(1)

مع المد والقصر. والباقون بتحقيقهما.

وأظهر الدَّال عند السين: نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب

(2)

، وأدغمها الباقون

(3)

.

قوله تعالى: {وَأُحِلَّ لَكُمْ} [النساء: 24] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وأبو جعفر، وحفص بضم الهمزة، وكسر الحاء

(4)

.

وقرأ الباقون بفتحهما

(5)

.

= أسقط الأولى في اتفاق زن غدًا

خلفهما حز وبفتح بن هدى

وسهلا في الكسر والضم

الخ

................

ووجه قلبها: المبالغة في التخفيف وهو سماعي، ووجه الاختلاس: مراعاة لأصلها، ووجه التحقيق: الأصل (انظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص: 42، 43).

(1)

المقصود التسهيل بالروم مع المد والقصر.

(2)

سبق نظيره. قال ابن الجزري:

بالجيم والصغير والذال ادغم

قد وبضاد الشين والظا تنعجم

حكم (شفا)(لـ) ـفظا وخلف ظلمك

له وورش الظاء والضاد ملك

والضاد والظا الذال فيها وافقا

(مـ) ـاض

(التيسبر في القراءات السبع - الدني ج 1/ ص 42، إتحاف فضلاء البشر 1/ 42).

(3)

فيصير النطق {قَسّلف} ولا يؤخذ هذا إلا من أفواه المشايخ. (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 117).

(4)

قال ابن الجزري:

أحل (ثـ) ـب (صحبـ) ـًا

وحجة من ضم الهمزة: أنه بنى الفعل لما لم يسم فاعله على ما جرى من الكلام في أول الآية في قوله: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ} (23) على ما لم يسم فاعله، فطابق بين أول الكلام وآخره، فكأنه حرَّم عليكم كذا وأحلَّ لكم كذا، فهذا أليق بتجانس الكلام وارتباط بعضه ببعض. والاختيار فتح الهمزة، لقرب اسم الله جل ذكره منه، وبعد "حرمت" منه، ولأن عليه أهل الحرمين وأكثر القراء.

(5)

وحجة من فتح: أنه بنى الفعل للفاعل، وهو الله، لا إله إلا هو، وعطفه على ما قبله، مما أُضيف الفعل فيه إلى الله جل ذكره في قوله:{كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} (سورة النساء آية 24) أي: كتب الله ذلك عليكم، وأحل لكم =

ص: 276

قوله تعالى: {أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ

مُحْصَنَاتٍ .... الْمُحْصَنَاتِ} [النساء: 25] قرأ الكسائي بكسر الصاد؛ وكذا ما بعد (هذه الحروف) في جميع القرآن، ولا خلاف في الحرف (الأول)، وهو {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء: 24]: أنه بفتح الصاد للجميع

(1)

.

قوله تعالى: {فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 25]"من" مقطوعة من "ما" في الرسم

(2)

.

قوله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ} [النساء: 25] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة بفتح الهمزة والصاد

(3)

.

وقرأ الباقون بضم الهمزة، وكسر الصاد

(4)

.

قوله تعالى: {تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ} [النساء: 29] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بنصب التاء الأخيرة

(5)

.

= ما وراء ذلك. فـ"ـما" في موضع نُصِبَ. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 385، النشر 2/ 249، الهادي 2/ 149).

(1)

قال ابن الجزرى:

ومحصنة

في الجمع كسر الصاد لا الأولى رما

(حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 196، الهادي 2/ 147 - 148، التيسير ص 95، النشر 2/ 249، السبعة ص 230، زاد المسير 2/ 41).

(2)

اتفق على قطع {أَم مَّن} في {أَمْ مَنْ يَكُونُ} بالنساء 109 وفي التوبة الآية 239 والصافات الآية 267 وفصلت الآية 380 وعلى قطع {من} في قوله تعالى {فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} بالنساء، و {من ما ملكت} بالروم، واختلف في المنافقين (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 249).

(3)

قال ابن الجزري:

أحصن ضم اكسر على كهف (سما)

وحجة من فتح الألف: أي أسلمن ويقال: عففن كذا جاء في التفسير يسندون الإحصان إليهن وإذا قرئ ذلك على ما لم يسم فاعله كان وجوب الحد في ظاهر اللفظ على المملوكة ذات الزوج دون الأيم وفي إجماع الجميع على وجوب الحد على المملوكة غير ذات الزوج دليل على صحة فتحة الألف.

(4)

وحجة من ضم الألف: أي الأزواج جعلوهن مفعولات بإحصان أزواجهن إياهن فتأويله فإذا أحصنهن أزواجهن ثم رد إلى ما لم يسم فاعله نظير قوله {محصنات} بمعنى أنهن مفعولات وهذا مذهب ابن عباس قال: لا تجلد إذا زنت حتَّى تتزوج، وكان ابن مسعود يقول: إذا أسلمت وزنت جلدت وإن لم تتزوج (حجة القراءات ص 196، النشر 2/ 248، الهادي 2/ 148، السبعة ص 230).

(5)

وحجة من نصب أنه أضمر في "كان" اسمها، ونصب "تجارة" على خبر كان، على تقدير: إلا أن تكون =

ص: 277

وقرأ الباقون بالرفع

(1)

.

قوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ} [النساء: 30] قرأ أبو الحارث بإدغام اللَّام في الذال

(2)

.

وقرأ الباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} [النساء: 31] قرأ نافع، وأبو جعفر بفتح الميم

(3)

.

وقرأ الباقون بالرفع

(4)

.

= الأموال تجارة، فأضمر الأموال، لتقدم ذكرها. وكان ذلك أولى لينتظم بعض الكلام ببعض، وفيه على هذا حلف مضاف تقديره: إلا أن تكون الأموال أموال تجارة، ليكون الخبر هو الاسم. وقيل التقدير: إلا أن تكون التجارة تجارة. فهذا التَّقديرُ حذف فيه، لأن الأول هو الثاني.

(1)

قال ابن الجزري:

تجارة عدا كوف

وحجة من رفع أنه جعل "كان" تامة، بمعنى: وقع وحدث، فرفع بها، واستغني عن الخبر، على معنى: إلا أن تحدث تجارة، أو تقع تجارة. والعرب تقول: كان أمر، أي حدث أمر. ولولا إجماع الحرميين على الرفع وغيرهم لكان الاختيار النصب، لمطابقة آخر الكلام مع أوله. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 386، شرح طيبة النشر 4/ 203، السبعة ص 231).

(2)

فيصير النطق {يَفْعَذَّلِكَ} ولا يؤخذ هذا إلا من أفواه المشايخ، وقد أدغم أبو الحارث عن الكسائى اللَّام المجزومة {من يفعل ذلك} وهو {ومن يفعل ذلك} في ستة مواضع في القرآن في البقرة وآل عمران وفي النساء موضعان وفي سورة المنافقين والفرقان فإن لم يكن يفعل مجزومًا لم يدغم نحو {فما جزاء من يفعل ذلك منكم} (التيسير ص 44، إبراز المعاني من حرز الأمانى في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 1/ ص 197).

(3)

قال ابن الجزري:

وفتح ضم مدخلا مدا

كالحج

وحجة من ضم الميم على أنه مصدر من أدخل يدخل إدخالًا وحجتهم قوله {وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} وفي التنزيل {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ} .

(4)

وحجة من نصب الميم جعله مصدرًا من دخل يدخل مدخلًا فإن سأل سائل فقال: قد تقدم ما يدل على أنه من أدخل فالجواب في ذلك أن المدخل مصدر صدر عن غير لفظه كأنه قال: ويدخلكم فتدخلون مدخلًا وكذلك قوله {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} ولم يقل إنباتًا، قال الخَلِيْلُ: تقدير. فنبتم نباتًا ويجوز أن يكون المدخل اسمًا للمكان فكأنه قال: وندخلكم موضع دخولكم قال الزجاج: قاله مدخلًا يعني به ها هنا الجنة (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 200، النشر 2/ 249، الغاية ص 134).

ص: 278

قوله تعالى: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ} [النساء: 32] قرأ ابن كثير، والكسائي، وخلف بفتح السين، ولا همزة بعدها

(1)

.

والباقون بإسكان السين، وبعدهما همزة مفتوحة

(2)

.

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ} [النساء: 33] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بغير ألف بعد العين

(3)

. والباقون بالألف

(4)

.

(1)

في الفعل المُواجَه به خاصة، مع الواو والفاء على تخفيف الهمز، أَلقيَا حركة الهمزة على السين الساكنة قلها. فحَرَّكا الين. وحذفا الهمزة، على أصل تخفيف الهمز. وخصّا هذا بالتخفيف لكثرة استعماله، وتصرفه في الكلام، وثقل الهمزة، وذلك في الأمر المُواجه به إذا كان قبله واو أو فاء، وحسن ذلك لإجماعهم على طرح الهمزة في قوله:{سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} (البقرة: 211)، وفي قوله {سَلْهُمْ أَيُّهُمْ} (القلم: 40) وإنما خص المُواجه به بطرح الهمزة دون غيره، كما فعلت العرب بطرح لام الأمر في المواجهة، وإثباتها في غير المواجهة، فيقولون:"قم، خذ". فإن كان غير مُواجَه به لم تطرح اللَّام، نحو: ليقم زيد، ليخرج عمرو، فكذلك هذا، وإنما فُعل ذلك مع الواو والفاء، لأنهما يوصل بهما الى اللفظ بالسين، لأن أصلها السكون، وحركة الهمزة عليها عارضة، لا يعتد بها، فقامت الواو والفاء مقام ألف الوصل، التي للابتداء يؤتى بها. وقرأ الباقون بالهمزة على الأصل، وهما لغتان، والهمز أحب إليَّ، لأنَّهُ الأصل، ولأن عليه أكثر القراء، ولإجماعهم على الهمز في غير المُواجَه به، نحو:"وليسألوا". (الكشف عن وجوه القراءات 387 - 388).

(2)

وحجتهم في ذلك أن العرب لا تهمز سل فإذا أدخلوا الواو والفاء وثم همزوا، فإن سأل سائل فقال: إذا أدخلوا الواو والفاء لم همزوا؟ هلا تركوها السين فالجواب عن ذلك: أن أصل سل اسأل فاستثقلوا الهمزتين فنقلوا فتحة الهمزة الى السين فلما تحركت السين استغنوا عن ألف الوصل فإذا تقدمه واو أو فاء ردوا الكلمة إلى الأصل وأصله واسألوا لأنهم إنما حذفوا لاجتماع الهمزتين فلما زالت العلة ردوها الى الأصل.

(3)

وحجتهم أن الأيمان عقدت بينهم لأن في قوله {أيمانكم} حجة على أن أيمان الطائفتين هي عقدت ما بينهما وفي إسناد الفعل إلى الأيمان كفاية من الحجة (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 201، شرح طيبة النشر 4/ 203، السبعة ص 232، شرح شعلة ص 339، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 388).

(4)

قال ابن الجزري:

عاقدت لكوف قصرا

والحجة لمن أثبت الألف أنه جعله من المعاقدة وهي المحالفة في الجاهلية أنه يواليه ويرثه ويقوم بثأره فأمروا بالوفاء لهم ثم نسخ ذلك بآية المواريث فحسنت الألف ها هنا لأنّها تجيء في بناء فعل الاثنين (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 123، شرح طيبة النشر 4/ 203، السبعة ص 232، شرح شعلة ص 339، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 388).

ص: 279

قوله تعالى: {بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [النساء: 34] قرأ أبو جعفر بنصب الهاء

(1)

.

وقرأ الباقون بالرفع

(2)

.

وقرأ الباقون برفعها فـ"ما" على قراءة أبي جعفر - موصولة، وفي "حفظ" ضمير يعود عليه مرفوع، أي: بالبر الذى حفظ حق الله من التعفيف وغيره، وقيل: بما حفظ دين الله، وتقدير المضاف متعين؛ لأن الذات المقدسة لا ينسب حفظها الى أحد.

قوله تعالى: {وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى} [النساء: 36] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة. وقرأ نافع بالفتح، وبين اللفظين

(3)

. وقرأ أبو عمرو بإمالة {الْقُرْبَى} بين بين

(4)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَالْجَارِ} [النساء: 36] قرأ الدوري - عن الكسائي - بالإمالة محضة

(5)

وفرأ ورش بالفتح، وبين اللفظين

(6)

.

(1)

و {ما} على هذه القراءة بمعنى الذي، أو نكرة والمضاف محذوف، والتقدير: بما حفظ أمر الله أو دين الله، وقال قوم: هي مصدرية، والتقدير: بحفظهن الله وهذا خطأ لأنَّهُ إذا كان كذلك خلا الفعل عن ضمير الفاعل لأن الفاعل هنا جمع المؤنث وذلك يظهر ضميره فكان يجب أن يكون بما حفظهن الله وقد صوب هذا القول وجعل الفاعل فيه للجنس وهو مفرد مذكر فلا يظهر له ضمير. قال ابن الجزري:

ونصب رفع حفظ الله ثرا

(النشر 2/ 249، الغاية ص 134).

(2)

حجة من قرأ بالرفع أنه جعل ما مصدرية؛ أي بحفظ الله إياهن، وحينئذ يكون من إضافة المصدر إلى فاعله (الهادي 2/ 151).

(3)

رواية ورض من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

يميل أبو عمرو بين بين ما كان على (فعلَى وفِعْلًى وفُعْلَا) مثل: قُربى، ذِكرى، بُشرى، أَسرى .. إلخ بين الفتح والكسر (الغاية في القراءات العشر ص 93).

(5)

أغفل المصنف الدوري عن أبي عمرو فقد أمال {الجار} الدوري عن الكسائي وعن أبي عمرو من طريق ابن فرح، قال ابن الجزري:

والجار تلا (طـ) ـب خلف

(التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 49، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 241).

(6)

روى ذلك من طريق الأزرق عن ورش جميع الباب بين بين (نظر النشر 2/ 55، الإقناع 1/ 273).

ص: 280

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} [6] قرأ أبو عمرو، ويعقوب -بخلاف عنهما- بإدغام الباء في الباء

(1)

.

قوله تعالى: {بِالْبُخْلِ} [37] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بفتح الباء الموحدة، والخاء

(2)

.

وقرأ الباقون بضم الباء الموحدة، وإسكان الخاء

(3)

.

قوله تعالى: {رِئَاءَ النَّاسِ} [38] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياءً، وقفًا ووصلًا

(4)

وحمزة وقفًا لا وصلًا

(5)

.

(1)

يقع المثلان من كلمتين في سبعة عشر حرفًا وهي: الباء، والتاء، والثاء، والحاء، والراء، والسين، والعين، والغين، والفاء، والقاف، والكاف، واللام، والميم، والنون، والهاء، والواو، والياء، فإذا كان المثلان من كلمتين فإن أبا عمرو ويعقوب يعممان الإدغام فيهما ويدغمانهما بالخلاف مالم يمنع مانع، وقد ذكرت هذه الموانع في قول ابن الجزري:

وكلمتين عمما

ما لم بنون أو يكن تا مضمر

ولا مشدد وفي الجزم انظر

فإن تماثلا ففيه خلف

وإن تقاربا ففيه ضعف

وقال:

وبا والصاحب بك تمار ظن

(الهادي 1/ 132).

(2)

قال ابن الجزري:

والبخل ضم اسكن معا كم نل سما

(3)

البُخل والبَخَلَ لغتان مشهورتان، وفيه لغة ثالثة وهي فتح الباء وإسكان الخاء، وكلها مصادر مسموعة. فمن قال:"البَخَل" جعله كـ"الفَقَر"، ومن قال "البُخْل" جعله كـ"الفُقر"، ومن قال "البَخَل" جعله كـ"الكَرَم"، حكى سيبويه: بَخَل بَخْلا (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 389، شرح طيبة النشر 4/ 206، شرح شعلة ص 339، العنوان ص 84).

(4)

فيصير النطق {رِئَاءَ النَّاسِ} ، قال ابن الجزري:

باب مئة فئة وخاطئه رئا يبطئن (ثـ) ـب

(شرح طيبة النشر 2/ 286).

(5)

وإذا وقف حمزة بعد إبدال الهمزة ياء، أبدل الهمزة الثانية ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر فيصير النطق {رِيَاا} وهذه قاعدة عند حمزة أنه يسهل الهمزة المتوسطة المتحركة مطلقًا الواقعة بعد الف زائدة، ويبدل =

ص: 281

قوله تعالى: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} [40] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو جعفر برفع "حَسَنَة"

(1)

. وقرأ الباقون بالنصب

(2)

.

وقرأ ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب بحذف الألف بعد الضاد، وتشديد العين

(3)

.

وقرأ الباقون بالألف، وتخفيف العين

(4)

.

= المتطرفة الواقعة بعد الألف حرف مد من جنس حركة سابقة أو جنس ما قبلها وهو الألف، قال ابن الجزري:

إلا موسطا أتى بعد ألف

سهل ومثله فأبدل في الطرف

(شرح طيبة النشر 2/ 249).

(1)

قال ابن الجزري:

حسنة حرم

وحجة من قرأ بالرفع: على أنها اسم كان و {لَا} خبر لها وهي ها هنا في مذهب التمام، والمعنى: وان تحدث حسنة أو تقع حسنة يضاعفها، كما قال {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} أى وقع ذو عسرة.

(2)

وحجة من قرأ بالنصب: أنه جعله خبر كان والاسم مضمر فمعناه: إن تك زنة الذرة حسنة يضاعفها (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 203، الهادى 2/ 152، السبعة ص 233).

(3)

قال ابن الجزري:

وارفع شفا

حلا يضعفه

معا ونقله وبابه ثوى

وحجة (كـ) ـس (د) ن

وحجة من شدد وحذف الألف أنه حمله على التكثير؛ لأن فعلت مشدد العين بابه تكثير الفعل، وحجة من خفف وأثبث الألف أنه حمله على الكثير؛ لأن فعّلت مشدد العين بابه تكثير الفعل، تقول: غلّقتُ الأبواب إذا فعلت ذلك مرة واحدة. أما من فتح الفاء فإنه حمل الكلام على المعنى فجعله جوابًا للشرط، لأن المعنى: أن يكون قرض تبعه أضعاف، فحمل يضاعفه على المصدر فعطف على القرض، والقرض اسم فأضمر "أن" ليكون مع "فيضاعفه" مصدرًا فتعطف مصدرًا على مصدر. وقد اختلف في حذف ألف وتشديد العين منهما ومن سائر الباب وجملته عشرة مواضع: موضعي البقرة، و {مُضَاعَفَةً} بآل عمران، و {يُضَاعِفْهَا} بالنساء، و {يُضَاعَفُ لَهُمُ} بهود، ويضاعف بالفرقان، و {يُضَاعَفْ لَهَا} بالأحزاب، و {فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} و {يُضَاعَفُ لَهُمْ} بالحديد، و {يُضَاعِفْهُ} بالتغابن، فإن ابن كئير وابن عامر وأبا جعفر ويعقوب يقرأون بالتشديد مع حذف الألف في جميعها (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 301، شرح طيبة النشر 4/ 107، الغاية ص 115، حجة القراءات ص 139).

(4)

وحجة من خفف وأثبت الألف: أن أبا عمرو حكى أن ضاعفت أكثر من ضعف؛ لأن ضعف معناه مرتان، وحكى أن العرب تقول ضعفت درهمك؛ أي جعلته درهمين، وتقول: ضاعفته؛ أي جعلته أكثر من درهمين (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 300، إتحاف فضلاء البشر ص 159، 160، السبعة ص 185).

ص: 282

قوله تعالى: {لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ} [42] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بفتح التاء، وتخفيف السّين

(1)

.

وقرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر بفتح التاء، وتشديد السين

(2)

.

وقرأ الباقون بضم التاء، وتخفيف السين

(3)

، وأمال {تُسَوَّى} محضة حمزة، والكسائي، وخلف

(4)

.

وقرأ نافع بالفتح، وبين اللفظين

(5)

. والباقون بالفتح.

وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف في الوصل بضم الهاء والميم

(6)

.

(1)

وحجة من فتح التاء، وخفف السين أنه حذف إحدى التائين استخفافًا، كما فعل في "تساءلون وتظاهرون"، وقد تقدم الكلام على علة ذلك. وحسُن حذف التاء، وترك الإدغام، لئلا يتوالى مشددان: وهما السين والواو، وفي ذلك ثقل، فأما الإمالة فيه والفتح فقد تقدمت علة ذلك.

(2)

وحجة من فتح التاء، وشدد السين أنه بنى الفعل على "يتفعل" فأسنده إلى {الْأَرْضِ} ، فارتفعت بفعلها، وأصله "تتسوي" ثم أدغم التاء، وهي الثانية، في السين، فهو في العلة والحجة مثل {تَسَاءَلُونَ بِهِ} ومثل {تَظَاهَرُونَ} ، وقد مضى تفسيره. وفي الكلام اتساع، وذلك أنه جعل "الأرض تتسوى بهم"، وليس لها فعل، والمراد به المخبر عنهم، وهم الذين كفروا، يودون: لو يصيرون يتسوون بالأرض، وهو مثل: ألقم فاهُ الحجرَ، وأدخل زيد القبر، ونحوه، لما علم المعنى اتسع في، فأقيم الذي ليس له المعنى مقام الفاعل إذ لا يُشكل.

(3)

قال ابن الجزري:

.............. تسوى اضمم نما

حق وعم الثقل

وحجة من قرأ بضم التاء أنه جعله فعلًا لم يسم فاعله، من التسوية، مثل قوله:{عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} (سورة القيامة آية 4) وأقام "الأرض" مقام الفاعل، على معنى: لو يُجعلون والأرض سواء أي ترابًا، كما فعل بالبهائم، ودليله قوله:{وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} (سورة النبأ آية 40). (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 390، شرح طيبة النشر 4/ 207).

(4)

سبق الكلام على مثل هذه الإمالة قريبًا بما أغنى عن إعادته هنا (وانظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(5)

كلام المصنف على إطلاقه؛ إنما من قرأ بالفتح قولًا واحدًا: قالون والأصبهاني، ومن ثرأ بالفتح والتقليل فهو الأزرق، قال ابن الجزري:

وقلل الراء ورروس الآي (جـ) ف

وما به ها غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

(6)

قال ابن مجاهد في السبعة ص:108: وإنما خص هذا الحرف بضم لأنه إذا وليه ظاهر صارت ياؤه ألفًا ولايجوز كسر الهاء إذا كان قبله ألف فعامل الهاء مع المكني معاملة الظاهر إذا كان ما قبل الهاء، إذا صار =

ص: 283

وقرأ أبو عمرو، ويعقوب بكسر الهاء والميم

(1)

.

وقرأ الباقون بكسر الهاء، وضم الميم، ونقل ورش "الأرض" على أصله وقفًا ووصلًا، ونقل حمزة في الوقف، بخلاف عنه.

قوله تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ} [43] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الجيم

(2)

.

والباقون بالفتح، وأسقط إحدى الهمزتين -وهي الأولى من الهمزتين المفتوحتين-: أبو عمرو، والبزي، وقالون، وسهّل الثانية: ورش، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس، وعن ورش

(3)

، وقنبل -أيضًا- إبدال الثانية حرف مد

(4)

.

والباقون بتحقيقهما

(5)

.

واذا وقف حمزة، وهشام على "جاء" أبدلا الهمزة ألفًا، مع المد والتوسط والقصر.

والباقون بالمد لا غير.

= ألفًا لم يجز كسر الهاء، ولو كان مكان الهاء والميم كاف وميم لم يجز كسرهما إلا في لغة قليلة لا تدخل في القراءة لبعد الكاف من الياء.

(1)

وإنما كسر الهاء لمجاورة الباء والكسرة (انظر تفصيل ذلك لي سورة الفاتحة وانظر: التيسير ص: 19، والنشر 1/ 272، والسبعة لابن مجاهد ص: 108، والتبصرة ص: 251).

(2)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {زَادَ} {خَابَ} في طه 61 فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(4)

قرأ {جَاءَ أَحَدٌ} بإسقاط الأولى مع المد والقمر قالون والبزي وأبو عمرو ورويس بخلفه، وقرأ ورش من طريقيه وأبو جعفر ورويس في ثانيه بتسهيل الثانية بين بين وللأزرق أيضًا إبدالها ألفًا بلا مد مشبع لعدم الساكن بعد ولقنبل ثلاثة أوجه إسقاط الأولى كالبزي وتسهيل الثانية وإبدالها ألفًا كالأزرق فيهما (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 242).

(5)

والتحقيق هو توفية كل حرف حقه من حركته ونصيبه من الإعراب، إذ كانت الهمزة حرفًا من حروف المعجم فيلزمها من الحركة ما يلزم سائر الحروف، لذا جاءوا بكل همزين مجتمعين على هيئتها إرادة للتييين والنطق بكل حرف من كتاب الله على جهته من غير إبدال ولا تغيير (انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص: 91، وشرح طيبة النشر للنويري 4/ 9، والمبسوط في القراءات العشر ص: 126).

ص: 284

قوله تعالى: {أَوْ لَامَسْتُمُ} [43] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بغير ألف بين اللام والميم

(1)

. والباقون بالألف

(2)

.

قوله تعالى: {عَفُوًّا غَفُورًا} [43] قرأ أبو جعفر بإخفاء التنوين عند الغين. وقرأ الباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {فَتِيلًا (49) انْظُرْ} [49 - 50] قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب بكسر التنوين في الوصل. وقرأ ابن ذكوان بالضم والكسر. وقرأ الباقون بالضم

(3)

.

وإذا وقف على {فَتِيلًا} ؛ فالجميع في الابتداء {انْظُرْ} بضم الهمزة.

قوله تعالى: {هَؤُلَاءِ أَهْدَى} قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس في الوصل بإبدال الهمزة الثانية المفتوحة ياءً

(4)

.

(1)

قال ابن الجزري:

........ لامستم قصر معا شفا

وحجة من حذف الألف: أنهم جعلوا الفعل للرجال دون النساء؛ إذ إن اللمس ما دون الجماع كالقبلة والغمزة عن ابن عمر: اللمس ما دون الجماع؛ أراد اللمس باليد، وهذا مذهب ابن مسعود وسعيد بن جبير وإبراهيم والزهري (شرح طيبة النشر 4/ 207، السبعة ص 234، الهادي 2/ 153، شرح شعلة ص 340، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 205).

(2)

وحجة من أثبت الألف أي جامعتم، والملامسة لا تكون إلا من اثنين الرجل يلامس المرأة والمرأة تلامس الرجل، وحجتهم ما روي في التفسير قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله {لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} أي جامعتم ولكن الله يكني، وعن ابن عباس أو لامستم قال: هو الغشيان والجماع، وقال: إن الله كريم يكني عن الرفث والملامسة والمباشرة والتغشي والإفضاء وهو الجماع (شرح طيبة النشر 4/ 207، السبعة ص 234، الهادي 2/ 153، شرح شعلة ص 340، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 205).

(3)

قال ابن الجزري:

والساكن الأول ضم

لضم همز الوصل واكسره (نـ) ما

(فـ) ـز غير قل (حـ) ـلا وغير أو (حـ) ـما

والخلف في التنوين مز وإن يجر

(ز) ن خلفه

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر- الدمياطي ج 1/ ص 198.

(4)

وقد احتج من أبدل الهمزة الثانية بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي ساكنة نحو {كَأْس} فتقلب الهمزة ألفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فأن تخفف ومعها مثلها أولى (انظر إتحاف =

ص: 285

والباقون بتحقيقهما، وأمال {أَهْدَى} محضة: حمزة، والكسائي، وخلف

(1)

وقرأ نافع بالفتح والإمالة بين بين

(2)

والباقون بالفتح.

وإذا وقف حمزة على {هَؤُلَاءِ} فله في الهمزة الأولى التّسْهيل، مع المد والقصر، وإبدالها واوًا مع المد والقصر

(3)

، وتحقيقها مع المد؛ فهذه خمسة.

وفي الثانية: إبدالها ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر، وتسهيلها مع المد والقصر.

فهذه خمسة؛ فتضرب الخمسة الأولى في الخمسة الثانية بخمسة وعشرين.

وأما هشام: فله في الهمزة الثانية المتطرّفة الخمسة الثانية لا غير، وهم على مراتبهم في المد المنفصل والمتصل

(4)

.

قوله تعالى: {نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ} [56] قرأ أبو عمرو، وخلف، وحمزة، والكسائي بإدغام التاء في الجيم. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {يَأْمُرُكُمْ} [58] قرأ أبو عمرو بإسكان الراء، وروي -أيضًا- عنه:

= فضلاء البشر ص:129، وشرح طيبة النشر للنويرى 2/ 341).

(1)

هناك قاعدة مطردة؛ وهي أن حمزة والكسائي وخلف البزار أمالوا جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث، وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزرى بقوله:

وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه

وفتحهُ وما بياء رسمه

ويندرج تحت قوله "وما بياء رسمه" موسى وعيسى ويحيى، كما أمال الثلاثة كل ألف منقلبة عن باء حيث وقعت في القرآن الكريم سواء كانت في الرسم أو فعل كموسى وعيسى ويحيى والأشقى والهدى، وأتى، وسعى إلخ وتعرف ذوات الياء من الأسماء بالتثنية، ومن الأفعال برد الفعل. (النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(3)

ما ذكره المصنف من إبدال الهمزة الأولى واوًا مع المد والقصر غير مقروء به، وكذا يمتنع تسهيل الأولى مع المد مع قصر الثانية، وكذا قصر الأولى مع مد الثانية لتصادم المذهبين (المحقق).

(4)

سبق بيانه في سورة البقرة.

ص: 286

اختلاس الضمّة

(1)

. وقرأ الباقون بالضم. وأبدل الهمزة ألفًا ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو -بخلاف عنه- وإذا وقف حمزة أبدل.

قوله تعالى: {نِعِمَّا} [58] قرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف بفتح النون

(2)

.

والباقون بالكسر

(3)

.

وأخفى كسرة العين: قالون، وأبو عمرو، وشعبة

(4)

.

وسكّن العين: أبو جعفر؛ وكذا روي عن أبي عمرو، وقالون، وشعبة.

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ} [61] قرأ هشام، والكسائي، ورويس بضم القاف

(5)

.

والباقون بالكسر.

(1)

قال النويري في شرح طيبة النشر 4/ 25: وروى أكثرهم الاختلاس من رواية الدوري، والإسكان من رواية السوسي، وبه قرأ الداني على أبي الحسن وغيره، وهو المنصوص عليه في الكافي والهداية والتبصرة والتلخيص، وروى بعضهم الإشباع عن الدوري خاصة نص عليه أبو العز من طريق ابن مجاهد عن أي الزعراء، ومن طريق الوراق عن ابن فرج كلاهما عن الدوري. قال ابن الجزري:

بارئكمُ يأمركُمُ ينصُرْكُمُ

يأمرهُمُ تأمرهُمُ يُشعرْكُم

سكّنْ أو اختلِسْ حُلّا والخلف طب

(2)

وحجتهم أن أصل الكلمة نعم فأتوا بالكلمة على أصلها وهي أحسن لأنه لا يكون فيها الجمع بين ساكنين (النشر 2/ 235، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 316، الغاية ص 120، التيسير ص 84 زاد المسير 1/ 1/ 325).

(3)

وحجتهم قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص: "نعما بالمال الصالح للرجل الصالح" وأصل الكلمة نعما بفتح النون وكسر العين فكسروا النون لكسرة العين ثم سكنوا العين هربًا من الاستثقال (حجة القراءات ص 147، شرح طيبة النشر 4/ 128، النشر 2/ 235، المبسوط ص 153، السبعة ص 190).

(4)

اختلف عن أبي عمرو وقالون وشعبة فروى عنهم المغاربة إخفاء كسرة العين يريدون الاختلاس فرارًا من الجمع بين الساكنين، وروى عنهم الإسكان أكثر أهل الأداء وهو صحيح رواية ولغة، وقد اختاره أبو عيدة أحد أئمة اللغة، وحكى ذلك سيبويه في الشعر، وروي الوجهان عن أبي عمر والداني، قال ابن الجزري:

معّا نِعمّا افتح (كـ) ـما (شفا) وفى

إخفاء كسر العين (حـ) ـز (بـ) ـها (صـ) ـفى

وعن أبي جعفر معهم سكنا

(5)

والمراد به الإشمام وكيفية ذلك: أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكئر (انظر: النشر 2/ 208، الغاية في القراءات العشر ص:98، والتيسير ص: 72، والكشف عن وجوه العلل 1/ 230، إتحاف فضلاء البشر ص 157).

ص: 287

وأدغم اللام في اللام: أبو عمرو، ويعقوب، بخلاف عنهما

(1)

.

قوله تعالى: {ثُمَّ جَاءُوكَ} [62] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الجيم

(2)

.

والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة سهّل الهمزة مع المد والقصر، وعنه -أيضًا- إبدالها واوًا، مع المد والقصر، وورش على أصله بالمد والتوسط والقصر

(3)

.

قوله نعالى: {إِذْ ظَلَمُوا} [64] لا خلاف في إدغام الذال في الظاء.

قولى تعالى: {أَنِ اقْتُلُوا .... أَوِ اخْرُجُوا} [66] قرأ عاصم، وحمزة، وأبو عمرو، ويعقوب بكسر النون في الوصل

(4)

.

(1)

فيصير النطق {قِيْلّهُمْ} وهذا لا يؤخذ إلا من أفواه المشايخ، وقد أدغم أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوضًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله سكن غير منين إلا قوله {قَالَ رَبِّ} و {كَادَ يَزِيغُ} و {الصَّلَاةَ طَرَفَيِ} و {بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} فإنه يدغمها، قال ابن الجزري:

إذا التقى خطًا محركان

مثلان جنسان مقاربان

أدغم بخلف الدوري والسوسي معًا

لكن بوجه الهمز والمد امنعًا

وقال أيضا:

وقيل عن يعقوب ما لابن العلا

(الغابة في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61)

(2)

سبق قريبًا.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق.

(4)

الساكن الأول لا يخلو من أن يكون أحد هذه الأحرف الستة اللام والواو والتاء والنون والتنوين والدال، قال ابن الفحام: يجمعهن من غير التنوين لتنود وإنما ذكر هذه القاعده في هذه السورة لأجل قوله تعالى {فَمَنِ اضْطُرَّ} ولم يتفق له التمثيل به وأغنى عنه قوله {أَنِ اعْبُدُوا} ومثله {وَلَكِنِ انْظُرْ} الساكن في الجميع نون ولو قال {مَنِ اضْطُرَّ - أَو انْقُصْ - قَالَتِ اخْرُجْ - قُلِ انْظُرُوا} لحصلت النصوصية ملى موضع السورة التي هو فيها ولايضر وصل همزة أو إسكان راء اضطر فإن لكليهما نظائر جائزة في اللغة ومثل {قُلِ ادْعُوا - {قُلِ انْظُرُوا} في يونس لا غير، ومثل {أَوِ انْقُصْ - أَوِ اخْرُجُوا - {أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} لا غير ومثل {أَنِ اعْبُدُوا - أَنِ اقْتُلُوا} وأن {وَأَنِ اعْبُدُونِي - أَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ - أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ - أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ} ومثال التنوين اثنا عشر موضعًا (إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبعة أبو شامة الدمشقي ج 1/ ص 353).

ص: 288

وقرأ الباقون بالضم

(1)

، وقرأ عاصم، وحمزة في الوصل بكسر الواو.

والباقون بالضم

(2)

.

قوله تعالى: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} [66] قرأ ابن عامر "قَلِيلًا" بالنصب

(3)

.

وقرأ الباقون بالرفع

(4)

.

قوله تعالى: {صِرَاطًا} [68] قرأ قنبل، ورويس بالسين

(5)

.

(1)

قال ابن الجزري:

والساكن الأول ضم

لضم همز الوصل واكسره نما

فز غير قل حلا وغير أو مما

(2)

يقرأ بكسر الواو على أصل التقاء الساكنين وبالضم اتباعًا لضمة الراء ولأن الواو من جنس الضمة (إملاء ما من به الرحمن من وجوه الأعراب والقراءات العكبري ج 1/ ص 186، التيسير ص 96، السبعة ص 234).

(3)

وحجة من قرأ بالنصب أنه استئني قليلًا منهم والعرب تنصب في النفي والإيجاب فتقول في الإيجاب سرت بالقوم إلا زيدًا ومررت بالقوم إلا زيدًا ورأيت القوم إلا زيدًا وتقول في النفى: ما جاءني أحد إلا زيد فنرفع على البدل من أحد كأنه يصح وضعه مكانه أن تقول ما جاءني إلا زيد، وقد يجوز أن تقول ما جاءني أحد إلا زيدًا أو ما قام القوم إلا زيدًا فلا تجعله بدلًا ولكن تجعله استثناء منقطعًا أي أستثني زيدًا فعلى هذا قوله إلا قليلًا أى أستئني قليلًا أو إلا قليل البدل من الواو المعنى ما فعله إلا قليل منهم، واعلم أن الاختيار في الاستثناء إذا كان منفيًا وكان ما بعد إلا من جنس ما قبلها فالرفع أولى على البدل كقولك ما في الدار أحد الا زيد والنصب جائز فتقول: ما في الدار أحد إلا زيدًا وإذا كان ما بعد إلا ليس من جنس ما قبله فالنصب أولى كقولك: ما فى الدار أحد إلا حمارًا وماله ابن إلا بنتًا فنصبه على الاستثناء لأن الحمار لا يكون من جنس الإنسان والرفع جائز على البدل قال الشاعر:

ويلدةٌ ليسَ بها أنيسُ

إلا اليعافيرُ وإلا العيسُ

وجائز أن يكون جعل أنيس ذلك البلد اليعافير والعيس، قال ابن الجزري:

إلا قليلا نصب كر

(4)

وحجة من قرأ بالرفع على أنه بدل من الضمير المرفوع لي فعلوه، ويقوي ذلك تولك: ما جاءني إلا زيد، فلما كان هذا لا يكون فيه إلا الرفع؛ وجب أن يكون {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} مثله؛ إذ هو بمعناه (شرح الهداية للمهدوي 2/ 254).

(5)

الصراط والسراط: بمعنى واحد ولكل ممن قرأ بالسين أو الصاد حجته، فمن قرأ بالسين قال: إن السين هي أصل الكلمة، أما من قرأ بالصاد فقال: إنها أف على اللسان؛ لأن الصاد حرف مطبق كالطاء فيتقاربان وتحسنان في السمع، والسين حرف مهموس؛ فهو أبعد من الطاء (انظر: رح النويرى على طيبة النشر 472، 48، الحجة لابن خالويه 1/ 36، 37، حجة القراءات لابن زنجلة ص 80).

ص: 289

وقرأ خلف -عن حمزة- بالإشمام، أي: بين الصاد والزاي

(1)

. والباقون بالصاد.

قوله تعالى: {مِنَ النَّبِيِّينَ} [69] قرأ نافع بالهمزة

(2)

.

والباقون بالياء

(3)

، وورش على أصله بالمد والتوسّط والقصر

(4)

.

قوله تعالى: {لَيُبَطِّئَنَّ} [72] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياءً، وففًا ووصلًا، وحمزة وقفًا لا وصلًا

(5)

.

(1)

أي أن خلف عن حمزة قرأ بالصاد المشمة صوت الزاي حيث وقعا، وحجته في ذلك أنه لما رأى الصاد فيها مخالفة للطاء في الجهر؛ لأن الصاد حرف مهموس والطاء مجهور أشم الصاد لفظ الزاي للجهر الذي فيها؛ فصار قبل الطاء حرف يشابهها في الإطباق وفي الجهر. وهنا فائدة لابد من ذكرها وهي: أنه اختلف عن خلاد على أربعة طرق: الأول: الإشمام في الأول من الفاتحة فقط. الثاني: الإشمام في حرفي الفاتحة فقط. الثالث: الإشمام في المعرف باللام في الفاتحة وجميع القرآن. الرابع: عدم الإشمام في الجميع. (شرح طيبة النشر 2/ 49، وانظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 34).

(2)

فيصير النطق {النَّبِيِّينَ} وقد احتج من همز بأنه أتى به على الأصل؛ لأنه من النبأ الذي هو الخبر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مخبِرٌ عن الله، فهي تبنى على فعيل بمعنى فاعل؛ أي منبىُ عن الله؛ أي مخبر عنه بالوحي (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص: 73، والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص: 98) و {النَّبِيِّينَ} هنا بمعنى المخبرين.

(3)

ومعنى {النَّبِيِّينَ} مأخوذ من نبا ينبو إذا ارتفع، فيكرن فعيلًا من الرفعة، والنبوة: الارتفاع، وإنما قيل للنبي نبي لارتفاع منزلته وشرفه تشبيهًا له بالمكان المرتفع (انظر حجة الفراءات ص: 99، النشر 1/ 400).

(4)

يقصد المصنف هنا ورش من طريق الأزرق وهو خطأ يقع فيه المصنف على طول الكتاب.

(5)

إذا وقعت الهمزة مفتوحة بعد مكسور فقرأها أبو جعفر بالإبدال ياء في {رِئَاءَ النَّاسِ} البقرة 264 والنساء 38 والأنفال 47 وفي {خَاسِئًا} بالملك الآية 4 وفي {نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} بالمزمل 6 وفي {شَانِئَكَ} بالكوثر 3 وفي {اسْتُهْزِئَ} بالأنعام 10 والرعد 32 والأنبياء 41 وفي {قُرِئَ} بالأعراف 204 والانشقاق 21 و {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} بالنحل 26 والعنكبوت 58 و {لَيُبَطِّئَنَّ} بالنساء 72 و {مُلِئَتْ} بالجن الآية 8 و {خَاطِئَةٍ} و {بِالْخَاطِئَةِ} و {مِائَةَ - فئة} وتثنيتهما واختلف عنه في {مَوْطِئًا} من روايتيه جميعًا كما يفهم من النشر ووافقه الأصبهاني عن ورش في {خَاسِة} و {نَاشِئَةَ} و {مُلِئَتْ} وزاد {فَبِأَيِّ} واختلف عنه فيما تجرد عن الفاء نحو {بِأَيِّ أَرْضٍ {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} ، قال ابن الجزري:

وشانئك قري نبوي استهزيا

باب مائة فئة وخاطئة رِئا

يبطئن ثب وخلاف موطيا

ص: 290

2 قوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ تَكُنْ} [النساء: 73] قرأ ابن كثير، وحفص، ورويس بالتاء على التأنيث

(1)

.

والباقون بالياء على التذكير

(2)

.

قوله تعالى: {أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ} [النساء: 74] قرأ بإدغام الباء الموحدة في الفاء: أبو عمرو، والكسائي، واختلف عن هشام وخلّاد

(3)

. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} [النساء: 77]{أَيْنَمَا} [النساء: 78] قرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وخلف بالغيب

(4)

.

(1)

حمل على ظاهر اللفظ فأنث الفعل لتأنيث لفظ المودة. وقرأ الباقون بالياء، إذ المودة والوُد بمعنى، فحُمل على المعنى، ولأن تأنيث المودة غير حقيقي، ولأنه قد فرق بين المؤنث وفعله بقوله:{بينكم وبينهم} ، والتفريق يقوم مقام التأنيث. وقد مضى الكلام على هذا في قوله تعالى:{ولا يقبل منها شفاعة} (البقرة 48)، قال ابن الجزري:

تأنيث تكن (د) ن (عـ) ـن (غـ) ـفا

(الكشف عن وجوه القراءات 1/ 392).

(2)

وحجة من قرأ بالتذكير أن تأنيث {مودة} مجازي يجوز في فعله التذكير والتأنيث (الهادي 2/ 155).

(3)

فيصير النطق {يَغلِفَّسوف} ولا يؤخذ هذا إلا من أفواه المشايخ، وقد وقعت الباء الساكنة عند الفاء في خمسة مواضع هنا في سورة النساء {يغلب فسوف} {تعجب فعجب} {اذهب فمن} {فاذهب فإن} {يتب فأولئك} فأدغمها في الخمسة المذكورة أبو عمرو وهشام وخلاد والكسائي إلا أنه اختلف عن هشام وخلاد، فأما هشام فالإدغام له من جميع طرقه رواه الهذلي ورواه القلانسي من طريق الحلواني وابن سوار من طريق المفسر عن الداجوني عنه والإظهار في الشاطبية كأصلها كالجمهور وعليه جميع المغاربة وأما خلاد فالإدغام عنه ذكره الهذلي ومكي والمهدي كالجمهور وعليه جميع المغاربة والإظهار عليه جميع العراقيين وخص بعض المدغمين الخلاف عن خلاد بقوله تعالى {يَتُبْ فَأُولَئِكَ} بالحجرات 11 كالشاطبي والداني وفي العنوان إظهاره فقط، قال ابن الجزري:

إدغام باء الجزم في الفا (لـ) ي (قـ) ـلا

خلفهما (ر) م (حـ) ز

ووجه الإدغام: اشتراكهما في بعض المخرج، وتجانسهما في الانفتاح والاستفال (النشر 2/ 8 - 10، شرح طيبة النشر 3/ 21، 22، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 42، التيسير ص 44، السبعة ص 121).

(4)

قال ابن الجزري:

لا يظلموا دم ثق شذا الخلف شفا

وحجة من يقرأ بالتاء أن التاء جامعة للخطاب والغيبة يريد بذلك أنتم وهم والياء لمعنى الغيبة فقط، وقيل في =

ص: 291

والباقون بالخطاب

(1)

، وقد اختلف بين الغيب والخطاب عن هشام، وابن ذكوان، وروح

(2)

.

{أَيْنَمَا} [النساء: 78] كتبت في بعض المصاحف مقطوعة، وفي بعضها موصولة.

قوله تعالى: {فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ} [النساء: 78] اللام هنا مقطوعة من "هؤلاء"؛ فوقف على الألف دون اللام: أبو عمرو، واختلف عن الكسائي ويعقوب، ووقف الباقون على اللام

(3)

. قال الأستاذ شمس الدين الجزري في كتابه: "النّشْر" و"التقريب": والأصح جواز الوقف على "ما" للجميع؛ لأنها كلمة برأسها؛ ولأن كثيرًا من الأئمة والمؤلفين لم ينصوا

= الفتيل: هو ما كان فى شق النواة، وقيل: ما فتلته بين أصابعك من الوسخ. والنقير نقطة في ظهرها، والقطمير غشاوتها وقيل قمعها، (الحجة فى القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 125، الهادي 2/ 155، التيسير ص 96، حجة القراءات ص 208).

(1)

وهذا هو الوجه الثاني لروح، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، وهو ضرب من ضروب البلاغة، أو لمناسبة قوله تعالى {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ} أي قل لهم يا محمد متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا (الهادي 2/ 155).

(2)

ما ذكره المصنف كلام غير صحيح؛ لأن روح له الوجهان، أما هشام وابن ذكوان فليس لهما إلا وجه واحد كحفص ومن معه، قال ابن الجزري:

لا يظلموا (د) م (ثـ) ـق (شـ) ـذا الخلف (شفا)

(3)

كتبت لام الجر مفصولة في المشهورة {مال هذا الرسول - مال هذا الكتاب - فمال هؤلاء القوم - فمال الذين كفروا} هذه المواضع الأربعة تنبيهًا على انفصالها من مجرورها فى المعنى فوقف أبو عمرو على {ما} لأن حرف الجر من الكلمة الآتية ووقف باقي القراء على اللام اتباعًا للرسم واختلف عن الكسائي ويعقوب، فروى عنه مثل أبي عمرو ومثل الجماعة، قال ابن الجزري:

ومال سال الكهف فرقان النسا

قبل على ما حسب حفظه رسا

قال ابن الجزري: وهذه الكلمات قد كتبت لام الجر فيها مفصولة مما بعدها فيحتمل عند هؤلاء الوقف عليها كما كتبت لجميع القراء اتباعًا للرسم حيث لم يأت فيها نص وهو الأظهر قياسًا، ويحتمل أن لا يوقف عليها من أجل كونها لام جر، ولام الجر لا تقطع مما بعدها. أما الوقف على "ما" عند هؤلاء فيجوز بلا نظر عندهم بمذاهبهم والأقيس على أصولهم، وهو الذي أختاره أيضًا وآخذ به فإنه لم يأت عن أحد منهم في ذلك نص يخالف ما ذكرنا ا. هـ.

تنبيه: اعلم أنه لا يجوز الوقف على {ما} أو "اللام" إلا اختبارًا بالباء الموحدة، أو اضطرارًا فقط. فإذا وقف القارئ على {ما} أو "اللام" في حالة الاختبار، أو الاضطرار؛ فلا يجوز الابتداء بـ "اللام" أو بـ {هؤلاء} لما في ذلك من فصل الخبر عن المبتدأ، أو المجرور عن الجار (الهادي 1/ 378، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع ج 1/ ص 277، التيسير ص 61، الهادي 1/ 377).

ص: 292

فيها عن أحد بشيء؛ فكانت كسائر المفصولات، وتقدم الكلام على الوقف على "هؤلاء" قريبًا

(1)

.

قوله تعالى: {بَيَّتَ طَائِفَةٌ} [النساء: 81] قرأ أبو عمرو، وحمزة بإسكان التاء، وإدغامها في الطاء

(2)

. والباقون بفتح التاء، وإظهارها عند الطاء

(3)

.

قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ} [النساء: 83] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الجيم

(4)

. والباقون بالفتح.

وإذا وقف حمزة، سهّل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر

(5)

.

قوله تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ} [النساء: 87] قرأ حمزة، والكسائي، ورويس - بخلاف عنه - بإشمام الصاد كالزاي

(6)

.

(1)

النشر (2/ 146).

(2)

قال ابن الجزري:

بيت (حـ) ـز (فـ) ـز

وحجة من أدغم أن التاء لما كانت من مخرج الطاء حسُن فيها الإدغام، إذ كانا من مخرج واحد فأشبها المثلين، وقوى ذلك أنك تنقل التاء بالإدغام إلى حرف قوي، أقوى من التاء بكثير، ففي الإدغام زيادة قوة في الدغم، وذلك مما يُحسن جواز الإدغام ويقويه.

(3)

وحجة من أظهر أن التاء لما كانت متحركة منفصلة، لأنها لام الفعل، مفتوحة في الفعل الماضي، وليست بتاء تأنيث قويت بالحركة، فبعُد الإدغام فيها، لأنك تحتاج، إذا أدغمت، أن تسكن التاء، ثم تدغمها، فتغيرها مرة بعد مرة، وذلك تغيير بعد تغيير، بخلاف {وقالت طائفة} (سورة آل عمران آية 72) التي الإدغام فيها عليه العمل، والإظهار بعيد لسكونها، ولذلك فتح التاء مَن أظهر، لأنه فعل ماض آخر مبني على الفتح، والإظهار أحب إليَّ، لأنه الأصل، وعليه الجماعة. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 393).

(4)

سبق بيان الخلاف عن هشام في {شَاء} و {جاء} و {زاد} {خاب} قبل صفحات قليلة.

(5)

قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحو {شركاؤنا} {جاءوا} فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة منه ومكسورها مما رسم فيه صورة الهمزة واوًا وياءً الإبدال بهما محضين مع المد والقصر وهو شاذ لا أصل له في العربية (شرح طيبة النشر 2/ 391، 392).

(6)

وكذلك خلف البزار فقد أغفله المصنف، وقد اختلف في أصدق الآية وبابه وهو كل صاد ساكنة بعدها دال وهو في اثني عشر موضعًا {وَمَنْ أَصْدَقُ} 87، 122 معا في النساء، و {هم يصدفون - الذين يصدفون - كانوا يصدفون} بالأنعام، و {تصدية} بالأنفال، و {لكن تصديق} بيونس، ويوسف، و {فاصدع} =

ص: 293

قوله تعالى: {فِئَتَيْنِ} [النساء: 88] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياءً، وقفًا ووصلاً

(1)

، وحمزة وقفًا لا وصلًا

(2)

.

قوله تعالى: {حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} [النساء: 90] قرأ يعقوب بنصب التاء منوّنة في الوصل

(3)

.

وقرأ الباقون بإسكانها

(4)

.

= بالحجر، و {قصد السبيل} بالنحل 9، و {يصدر الرعاء} بالقصص، و {يصدر الناس} بالزلزلة 6، فحمزة والكسائي وخلف ورويس بخلف عنه بإشمام الصاد الزاي للمجانسة والخفة ولا خلاف عن رويس في إشمام بصدر معًا والباقون بالصاد الخالصة على الأصل وهي رواية أبي الطيب وابن مقسم عن رويس والإشمام طريق الجوهري والنخاس عنه، قال ابن الجزري:

وباب أصدق (شفا)

(النشر 2/ 242، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 244، التيسير ص 97، إبراز المعاني ص 419).

(1)

وهذه قاعدة عند أبي جعفر أنه إذا جاء الهمز مفتوحًا بعد كسر؛ فإنه يبدل الهمزة ياء عند الوقف والوصل، نحو {فِئَة} و {مِائَةَ} و {خَطِئَة} و {رِئَاء الناس} و {يُبَطِئَن} و {شَانِئَكَ} و {قرِئ} وكل هذا عنه باتفاق، واختلف عنه في {مَؤطِئًا} فقطع له بالإبدال أبو العلاء من رواية ابن وردان وكذلك الهذلي من روايتي ابن وردان وابن جماز ولم يذكر الهمز فيهما إلا من طريق النهرواني عن أصحابه عن ابن وردان، وقطع أبو العز من الروايتين وكذلك ابن سوار وهما صحيحان واتفق الأصبهاني وأبو جعفر على إبدال {خاسيًا} ، قال ابن الجزري:

..........................

باب مائة فئة وخاطئه رئا

يبطئن ثب وخلاف موطبا

والأصبهاني وهو قالا خاسيا

(شرح طيبة النشر 2/ 285، 286).

(2)

وهذه قاعدة عند حمزة عند الوقف، وهي أنه إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد كسرة أو ضمة نحو {مئِة} و {ناشِئَة} و {مُلِئَت} و {يُؤْذَنُ} و {الفُؤاد} فيصير {مِيَهْ، نَاشِيَه، مُلِيَت، يُوَذّنُ، الفُواد} ، قال ابن الجزري:

وبعد كسرة وضمٍّ أبدلا

إن فتحت ياء وواوًا مسجلا

(3)

قال ابن الجزري:

وحصرت حرك ونون ظلما

ووجه قراءة من نصب: أن النصب على الحال، ومعنى {حصرةً} ضيقة، وحينئذ يكون المعنى: أو جاءوكم حالة كون صدورهم ضيقة من الجبن مبغصين قتالكم ولا يهون عليهم أيضًا قتال قومهم معكم، إذًا فهم لا لكم ولا عليكم، والحجة لمن أدغم مقاربة التاء من الصاد لأن السكون في تاء التأنيث بنية فلما كان السكون لها لازمًا كان إدغامها واجبًا.

(4)

وحجة من أسكن أنها فعل ماض والجملة في موضع نصب على الحال، والحجة لمن أظهر أنه أتى بالكلام =

ص: 294

وأدغم التاء في الصاد: أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف، وأظهرها الباقون.

ويعقوب على أصله المتقدم، وإذا وقف يعقوب، وقف بالهاء ووقف الباقون بالتاء

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ} [النساء: 90] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بالإمالة

(2)

، وإذا وقف حمزة وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.

قوله تعالى: {فَتَبَيَّنُوا} [النساء: 94] في الموضعين: قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالثاء المثلثة موضع الباء الموحّدة، وبالباء الموحّدة موضع الياء التحتية، وبالتاء المثناة موضع النون؛ من التثبّت

(3)

.

وقرأ الباقون بالباء الموحّدة بعد التاء المثنّاة، وبعدها ياء تحتية، وبعد التحتية نون؛ من البيان

(4)

.

= على ما يجب في الأصل من البيان (الهادي 2/ 156، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 125).

(1)

بالتاء لكلهم وسكت آخرون عنه وقال في المبهج: والوقف بالتاء إجماع لأنه كذلك في المصحف قال: ويجوز الوقف عليه بالهاء في قراءة يعقوب (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 138، التيسير ص 42، السبعة ص 120).

(2)

سبق الكلام قريبًا عن الخلف عن هشام في الإمالة (وانظر: النشر 2/ 60).

(3)

اختلف في {فتبينوا} في الموضعين هنا وفي الحجرات فحمزة والكسائي وخلف قرأوها بثاء مثلثة بعدها باء موحدة بعدها تاء مثناة فوقية من الثبت أو التثبت، أي فتأنوا وتوقفوا حتى تتيقنوا صحة الخبر، قال ابن الجزري:

تثبتوا شفا من الثبت معا

مع حجرات ومن البيان عن

سواهم

(إتحاف فضلاء البشر 1/ 244، حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 209، شرح طيبة النشر 4/ 211، شرح شعلة ص 342، إعراب القراءات 1/ 136).

(4)

وحجة من قرأ بالياء والنون؛ أي فافحصوا واكشفوا. وحجتهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إن التبين من الله والعجلة من الشيطان فتبينوا"، وحجة من قرأ بالياء، من البيان، أنه لما كان معنى الآية: افحصوا عن أمر من لقيتموه، واكشفوا عن حاله قبل أن تبطشوا بقتله، حتى تتبين لكم حقيقة ما هو عليه من الدين حمل على التبين، لأنه به يظهر الأمر، وأيضًا فإن التبين يعم التثبت، لأن كل من تبين أمرًا فليس يتبينه، إلا بعد تثبت، ظهر له ذلك الأمر أو لم يظهر له، لابد من التثبت مع التبين، ففي التبين معنى التثبت، وليس كل من تثبت في أمر تبينه. قد يتثبت ولا يتبين له الأمر، فالتبين أعم من التثبت في المعنى لاشتماله على التثبت، وقد جاء =

ص: 295

قوله تعالى: {لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ} [النساء: 94] قرأ نافع، وابن عامر، وحمزة، وأبو جعفر - بخلاف عنه

(1)

- بغير ألف بعد اللام

(2)

. والباقون بالألف

(3)

.

قوله تعالى: {لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94] قرأ أبو جعفر - بخلاف عنه - بفتح الميم التي بعد الواو، وهو على أصله من إبدال الهمزة واوًا

(4)

.

والباقون بكسر الميم

(5)

.

وأبدل الهمزة واوًا: ورش، وأبو عمرو - بخلاف عنه - وقفًا ووصلاً، وحمزة وقفًا لا وصلًا.

= عن النبي عليه السلام أنه قال: "التبين من الله والعجلة من الشيطان، فتبينوا"(الكشف عن وجوه القراءات 1/ 394 - 395، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 209، شرح طيبة النشر 4/ 211، شرح شعلة ص 342، إعراب القراءات 1/ 136).

(1)

هذا خطأ فليس لأبي جعفر خلاف.

(2)

قال ابن الجزري:

اللام لست فاقصرن

عم فتى ..

فالمعنى: لا تقولوا لمن استسلم إليكم وانقاد لست مسلمًا فتقتلوه حتى تتبينوا أمره. وقرأ الباقون "السلام" بألف، على معنى السلام، الذي هو تحية الإسلام، وعلى معنى: لا تقولوا لمن حياكم تحية الإسلام لست مؤمنًا، لتأخذوه سلبه، ويجوز أن يكون المعنى: لا تقولوا لمن كف يده عنكم واعتزلكم لست مؤمنًا. حكى الأخفش أنه يقال: أنا سلام، أي معتزل عنكم، لا نخالطكم. وبالألف قرأ ابن عباس وابن جبير وابن هرمز وقتادة والجحدري وابن سيرين.

(3)

وحجتهم في ذلك: أن المقتول قال لهم السلام عليكم فقتلوه وأخذوا سلبه فأعلم الله أن حق من ألقى السلام أن يتبين أمره (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 209، شرح طيبة النشر 4/ 211، شرح شعلة ص 342، إتحاف فضلاء البشر 1/ 244).

(4)

اختلف في {لست مؤمنًا} فأبو جعفر بخلف عنه من روايتيه بفتح الميم الثانية اسم مفعول. قال ابن الجزري:

.................. وبعد مؤمنا فتح

ثالثه بالخلف ثابتا وضح

(5)

وحجة من قرأ بكسر الميم يعني أي لا نؤمنك فى نفسك والباقون بكسرها اسم فاعل أي إنما فعلت ذلك متعوذا (إتحاف فضلاء البشر فى القراءات الأربعة عشر 1/ 245، التيسير ص 97، شرح طيبة النشر 4/ 213، شرح شعلة ص 343، السبعة ص 236).

ص: 296

قوله تعالى: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95] قرأ نافع، وابن عامر، والكسائي، وخلف، وأبو جعفر بنصب الراء

(1)

. والباقون بالرفع

(2)

.

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ} [النساء: 97] قرأ البزي - في الوصل - بتشديد التاء

(3)

.

والباقون بالتخفيف. وقرأ بالإمالة محضة: حمزة، والكسائي، وخلف. وقرأ نافع بالفتح والإمالة بين بين

(4)

.

قوله تعالى: {قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ} [النساء: 97] وقف يعقوب، والبزي:"فيمه" بالهاء، بخلاف عنه

(5)

. ووقف الباقون على الميم.

قوله تعالى: {عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء: 99] قرأ أبو جعفر بإخفاء التنوين عند الغين. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ} [النساء: 102] قرأ أبو عمرو، ويعقوب بإدغام التاء في الطاء،

(1)

قال ابن الجزري:

غير ارفعوا في حق نل

وحجة من قرأ بالنصب: أنه على الاستثناء من القاعدين، لأنه ثبت أنه نزل بعد نزول {لا يستوي القاعدون} عُلم أنه استثناء، إذ لو كان صفة لنزل مع القاعدين في وقت. وقد ثبت أنهما نزلا في وقتين. (شرح طيبة النشر 4/ 215 والكشف عن وجوه القراءات 1/ 396).

(2)

وقرأ الباقون بالرفع على أن "غير" صفة لـ "القاعدين"، كما قال:{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 7] فأتت غير صفة لـ "الذين"، إذ لا يُقصد بهم قصد أشخاص بأعيانهم، فاللفظ لفظ المعرفة، والمعنى معنى النكرة، وكذلك "القاعدون"، فلذلك وُصفوا بـ "غير"، وهي لا تكون إلا صفة النكرة (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 396).

(3)

سبق قريبًا الكلام عن تشديد تاء التفعل والتفاعل في الفعل المضارع المرسوم بتاء واحدة وهي في أحد وثلاثين موضعًا بما أغنى عن ذكره هنا لقرب الموضعين (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 210).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

يقف البزي ويعقوب على خمس كلمات هي {فيم - لم - عم - بم - مم} يقفان عليها بهاء السكت بخلف عنهما، قال ابن الجزري:

فيمه لمه عمه بمه

ممه خلاف (هـ) ـب (ظبى)

(الهادي 1/ 372).

ص: 297

بخلاف عنهما

(1)

. وأبدل الهمزة ألفًا: أبو جعفر، وورش، وأبو عمرو، بخلاف عنه.

والباقون بالهمزة؛ وكذا "اطْمَأْنَنْتُمْ" عن أبي جعفر، وأبي عمرو

(2)

.

قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَهُمْ} [النساء: 108] قرأ أبو عمرو، وقالون، والكسائي، وأبو جعفر بإسكان الهاء

(3)

.

والباقون بالضم.

قوله تعالى: {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ} [النساء: 109] قرأ نافع، وأبو جعفر، وأبو عمرو بتسهيل همزة "هَأَنْتُمْ"

(4)

.

(1)

اختلف في {ولتأت طائفة} لمانع الجزم لكن قوي الإدغام هنا للتجانس وقوة الكسر والطاء ورواه الداني والأكثرون بالوجهين وأما {بيت طائفة} النساء الآية 81 فأدغمه أبو عمرو وجهًا واحدًا ووافقه يعقوب (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 34، التيسير ص 25، إبراز المعاني ص 90).

(2)

وقرأها الأصبهاني بتسهيل الهمز وقد أغفل المصنف ذلك، قال ابن الجزري:

وعنه سهل اطمأن وكأن

أخرى فأنت فأمن لأملأن

(شرح طيبه النشر 2/ 287).

(3)

قرأ بإسكان الهاء من {هُوَ} إذا كان قبلها واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن {وَهْوَ، فَهْوَ، وَهْيَ، فَهْىَ، لَهْيَ} وزاد الكسائي {ثُمّ هْيَ} (انظر المبسوط ص: 128) وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وهو} وكسرتان وضمة في {هي} فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص:93).

(4)

مذهب أبي عمرو الداني في {هانتم} أن الهاء بدل من همزة أأنتم بهمزتين ثم أدخل بين الهمزتين ألفًا فقال: {أاأنتم} ، ثم قلب الهمزة الأولى هاء فقال: ها أنتم، ثم خفف الهمزة من أنتم فصار هانتم والهمزة تقلب هاء كثيرًا لقربها من الهاء كما قيل هرقت الماء وأرقته وإياك وهياك وأهل وآل فإنما ذهب أبو عمرو إلى أن الهاء بدل من الهمزة وليست للتنبيه لأن العرب تقول: ها أنا ذا، ولا تقول ها أنا هذا فتجمع بين حرفين للتنبيه وكذلك في قوله {ها أنتم أولاء) لا يكون جمع بين حرفين للتنبيه ها للتنبيه وهؤلاء للتنبيه، وقرأ ابن كثير في رواية القواس {هأنتم} مقصورًا على وزن هعنتم والأصل عنده أيضًا أأنتم بهمزتين فأبدل من الهمزة هاء ولم يدخل بينهما ألفًا فصار هأنتم على وزن هعنتم. (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 165، التيسير ص 1/ 88، إتحاف فضلاء البشر ص 224، السبعة ص 224).

ص: 298

والباقون بالتحقيق: فقالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر بقصر "هَأَنتمْ" و"هَؤُلَاءِ" ومدّهما وقصر الأول، ومد الثاني؛ لأن الأول سبب المد فيه الضعف بالتسهيل، والثاني باقٍ على حاله: فقالون يعمل ذلك مع الصلة ومع عدم الصلة، وورش بغير ألف في "هَأَنْتُمْ" على وزن "فَعَلْتُمْ"، وله - أيضًا - إبدال الهمزة المسهّلة عنده حرف مد

(1)

. والبَزّيّ يحقق الهمزة مع إثبات ألف قبلها على وزن "فَاعَلْتُمْ"، وقنبل مثله، إلا أنه يحذف الألف على وزن "فَعَلْتُمْ"

(2)

.

(1)

القراء في لفظ {هأنتم} على أربع مرات:

الأولى: لقالون وأبي عمرو بألف بعد الهاء وهمزة مسهلة بين بين مع المد والقصر وكذا قرأ أبو جعفر إلا أنه مع القصر قولاً واحدًا لأنه لا يمد المنفصل.

الثانية: للأزرق بهمزة مسهلة كذلك من غير ألف بوزن هعنتم، وله وجه آخر وهو إبدال الهمزة ألفًا بعد الهاء مع المد للساكنين ويوافقنا في هذين الشاطبي، وللأزرق ثالث من طرق الكتاب وهو إثبات الألف كقالون إلا أنه مع المد المشبع وله القصر في هذا الوجه لتغير الهمزة بالتسهيل، وأما الأصبهاني فله وجهان: الأول مثل هعنتم كالأول للأزرق، والثاني: إثبات الألف كقالون مع المد والقصر والكل مع التسهيل.

الثالثة: تحقيق الهمزة مع حذف الألف على وزن فعلتم لقنبل من طريق ابن مجاهد.

الرابعة: بهمزة محققة وألف بعد الهاء لقنبل من طريق ابن شنبوذ والبزي وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وهم على مراتبهم في المنفصل مع المد والقصر، وهذا الوجه لقنبل ليس من طريق الشاطبية.

ويتحصل من جمع هأنتم مع هؤلاء لقالون ومن معه ثلاثة أوجه: قصرهما، ثم قصر هأنتم مع مد هؤلاء لتغير الهمزة في الأول، ثم مدهما على إجراء المسهلة مجرى المحققة، واعلم أن ما ذكر هو المقروء به فقط من طرق هذا الكتاب كالنشر ومن جملة طرقهما طرق الشاطبية، وأما ما زاده الشاطبي رحمه الله تعالى بناء على احتمال أن الهاء مبدلة من همزة لابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي من جواز القصر لأن الألف حينئذ للفصل فيصير عنده في هأنتم هؤلاء لمن ذكر القصر في هأنتم مع المد على مراتبهم في هؤلاء ثم المد فيهما كذلك فتعقبه في النشر بأنه مصادم للأصول مخالف للأداء ويوقف لحمزة على هأنتم بالتحقيق والتسهيل بين بين مع المد والقصر لأنه متوسط بزائد. قال ابن الجزري في الطيبة في باب الهمز المفرد:

أريت كلّا رم وسهلها مدًا

ها أنتم حاز مدًا أبدل جدا

بالخلف فيهما ويحذف الألف

ورش وقنبل وعنهما اختلف

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي 1/ 225، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 110).

(2)

فالحجة لمن مد وهمز أنه جعل {ها} تنبيهًا ثم أتى بعدها بقوله {أنتم} على طريق الإخبار من غير استفهام ومد حرفًا لحرف، أو يكون أراد الاستفهام والتفرقة بين الهمزتين بمدة ثم قلب من الهمزة الأولى هاء كما =

ص: 299

وقرأ الباقون بالتحقيق، وهم على مراتبهم في المد والقصر.

وإذا وقف حمزة على "هَؤُلَاء" فله (في الوقف) خمسة وعشرون وجهًا؛ ففي الأولى: المد والقصر مع التسهيل، والمد والقصر مع البدل واوًا، والمد مع التحقيق. فهذه خمسة.

وله في الثانية المتطرّفة: المد والتوسّط والقصر مع البدل ألفًا، والمد والقصر مع التسهيل والرّوْم؛ فهذه خمسة؛ فتضرب خمسة في خمسة، بخمسة وعشرين.

وهشام له في الثانية المتطرفة الخمسة المذكورة لا غير.

قوله تعالى: {أَمْ مَنْ يَكُونُ} [النساء: 109]"أَمْ" هنا مفصولة من "مَنْ".

قوله تعالى: {خَطِيئَةً} [النساء: 112] قرأ أبو جعفر - بخلاف عنه - بإبدال الهمزة ياءً، وإدغام الياء في الياء؛ وكذا يفعل حمزة في الوقف. والباقون بالهمزة.

قوله تعالى: {بَرِيئًا} [النساء: 112] مثل "خطيئة"

(1)

.

قوله تعالى: {مِنْ نَجْوَاهُمْ} [النساء: 114] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة، ونافع بالفتح، وبين اللفظين، وأبو عمرو بين بين

(2)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ} [النساء: 114] قرأ أبو الحارث بإدغام اللام في الذّال

(3)

والباقون بالإظهار.

= قالوا هياك أردت وبقي الكلام على ما كان عليه (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 110).

يقف حمزة على {خطيئة} بإبدال همزته ياء من جنس الزائدة قبلها وإدغامها فيها وجهًا واحدًا، فيصير النطق {خطيَّة} قال ابن الجزري:

والواو واليا إن يزادا أدغما

والبعض في الأصلي أيضًا أدغما

ووجه البدل تعذر النقل وضعف التسهيل لقصور الحرفين في المد عن الألف فتعين البدل، وأبدلت من جنس ما قبلها لقصد الإدغام، (إتحاف فضلاء البشر ص 141، شرح طيبة النشر 2/ 351).

(1)

قال ابن الجزري:

هيئة أدغم مع برى مرى هنى

خلف ثنا

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

فيصير النطق {يَفْعَذَّلِكَ} ولا يؤخذ هذا إلا من أفواه المشايخ، وقد أدغم أبو الحارث عن الكسائي اللام المجزومة من {يفعل} وذال {ذلك} وهو في ستة مواضع في القرآن في البقرة وآل عمران وفي النساء موضعان وفي سورة المنافقين والفرقان فإن لم يكن يفعل مجزومًا لم يدغم نحو {فما جزاء من يفعل ذلك =

ص: 300

قوله تعالى: {ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} [114] قرأ الكسائي بالإمالة

(1)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [114]{وَمَنْ} [115] قرأ أبو عمرو، وحمزة، وخلف بالياء التحتية

(2)

. وقرأ الباقون بالنون.

قوله تعالى: {نُوَلِّهِ .... وَنُصْلِهِ} [115] قرأ أبو عمرو، وحمزة، وشعبة بإسكان الهاء في الوصل.

وقرأ قالون ويعقوب باختلاس الكسرة. وعن هشام الإسكان، والقصر، والمد، وعن ابن ذكوان القصر والمد. وعن أبي جعفر الإسكان والقصر. والباقون بالمد.

وأما الوقف على كل منهما: فبالإسكان، بلا خلاف

(3)

.

قوله تعالى: {فَقَدْ ضَلَّ} [116] قرأ قالون، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار الدالة عند الضاد.

= مِنْكُمْ} (التيسير ص 42، إبراز المعانى من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 1/ ص 196).

(1)

انفرد الكسائي بإمالة {مَرْضَاتِ} {مَرْضَاتِي} حيث وقع. قال ابن الجزري:

وعلى أحيا بلا واو وعنه ميل

إلى أن قال:

تقاته مرضاة كيف جا طحا

(شرح طيبة النشر 2/ 66).

(2)

قال ابن الجزري:

.................... نؤتيه يا

فتى حلا

وحجة من قرأ بالياء أنه رده على لفظ الغيبة الذي قبله، وهو قوله:{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ} [114] أي: يؤتيه الله أجرًا عظيمًا. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 397).

(3)

اختلف القراء في هاء الكناية الواقعة في الكلمات الآتية: {يؤده} معًا في آل عمران، و {نُصله} في النساء، و {نؤته} في ثلاث مواضع، موضعان في آل عمران، وموضع في الشورى، و {نوله} في سورة النساء، و {فألقه} في سورة النمل: أما {يؤده، نُصله، نُؤته، نُوَله} : فقد قرأهن أبو عمرو وشعبة وحمزة بإسكان الهاء وصلًا ووقفًا. وقرأهن قالون ويعقوب بقصر الهاء أي بكسرها من غير صلة. وقرأهن ابن ذكوان بالقصر، والإشباع. وقرأهن أبو جعفر بالإسكان، والقصر. وقرأهن هشام بالإسكان، والقصر، والإشباع. قال ابن الجزري: =

ص: 301

والباقون بالإدغام

(1)

.

قوله تعالى: {أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ} [121] قرأ أبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - بإبدال الهمزة ألفًا وقفًا ووصلًا

(2)

. والباقون بالهمزة، وحمزة يبدل وقفًا لا وصلًا، وورش لايبدل.

وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة، ونافع بالفتح والإمالة بين بين.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ} [122] قرأ أبو عمرو، ويعقوب -

= سكن يؤده نصله نؤته نول

صف لي ثنا خلفهما فناه حل

وهم وحفص ألقه اقصرهن كم

خلف ظبى بن ثق

وحجة من قرأ بالنون أنه أجراه على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه بمنزلة قوله {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} (سورة آل عمران آية 151). وجه القراءة بالإشباع: أنه الأصل في هاء الضمير. ووجه الإسكان: التخفيف، وهو لهجة "أزد السراة". ووجه القصر، أو الاختلاس، أنه لهجة "عقيل، وكلاب".

(شرح طيبة النشر 4/ 218، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 397، الهادي 1/ 161 - 162).

(1)

اختلف في إدغام دال قد في ثمانية أحرف الأول: الجيم نحو [لقد جعلنا] الثاني: الذال {ولقد ذرأنا} ليس غيره. الثالث: الزاي {ولقد زينا} الرابع: السين {قد سألها} الخامس: الشين {قد شغفها} فقط. السادس: الصاد {ولقد صرفنا} السابع: الضاد {فقد ضل} الثامن: الظاء {لقد ظلمك} فأدغمها فيهن أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وكذا خلف لكن اختلف عن هشام في {لقد ظلمك} فالإظهار له في الشاطبية كأصلها وفاقًا لجمهور المغاربة وكثير من العراقيين وهو في المبهج وغيره عنه من طريقيه والإدغام له في المستنير وغيره وفاقًا لجمهور العراقيين وبعض المغاربة وأدغمها ورش في الضاد والظاء المعجمتين وأظهرها عند الستة وأدغمها ابن ذكوان في الذال والضاد والظاء المعجمات فقط واختلف عنه في الزاي فالإظهار رواية الجمهور عن الأخفش عنه والإدغام راوية الصوري عنه وبعض المغاربة عن الأخفش والباقون بالإظهار وهم ابن كثير وعاصم وقالون وكذا أبو جعفر ويعقوب، قال ابن الجزري:

بالجيم والصفير والذال أدغم

قد وبضاد الشين والظا تنعجم

حكم شفا لفظا وخلف ظلمك

له وورش الظاء والضاد ملك

والضاد والظا الذال فيها وافقا

ماض وخلفه بزاي وثقا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي 1/ 40، التيسير ص 45، البشر 2/ 5).

(2)

ويبدلها كذلك الأصبهاني؛ لأن جملة المأوى خاصة بالأزرق، قال ابن الجزري:

ولفا

فعل سوى الإيواء الازرق اقتفى

والاصبهاني مطلقا

ص: 302

بخلاف عنهما - بإدغام التاء في السين

(1)

. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ} [122] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ورويس - بخلاف عنه - بإشمام الصاد، أي: كالزاي

(2)

.

قوله تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ} [123] قرأ أبو جعفر بتخفيف الياء

(3)

.

والباقون بالتّشديد فيهما.

قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} [124] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وأبو بكر، وروح بضم الياء، وفتح الخاء

(4)

.

(1)

تدغم التاء في العشرة الأحرف التي تدغم فيها الدال وفي الطاء أيضًا، فيصبح للتاء أحد عشر حرفًا، إلا أن إدغام التاء في التاء من باب المثلين، وليس من باب المتجانسين، أو المتقاربين، فإذا أسقطنا من جملة العدد التاء أصبحت الحروف التي تدغم التاء فيها عشرة أحرف، وهي: السين، والذال، والضاد، والشين، والثاء، والظاء، والزاي، والصاد، والجيم، والطاء. ووجه الإدغام من أجل التقارب الذي بين الحرفين وقوة الكسرة، قال ابن الجزري:

والتاء في العشر وفي الطا ثبتا

(الهادي 1/ 142).

(2)

سبق بيان حكم القراءة ووجهها قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين (وانظر: (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 244، التيسير ص 97، إبراز المعاني ص 419).

(3)

يقرأ أبو جعفر باب الأماني وهو {إِلَّا أَمَانِيَّ} و {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ} {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ} و {فِي أُمْنِيَّتِهِ} بتخفيف الياء فيهن مع إسكان الياء المرفوعة والمجرورة من ذلك بقاء المنصوبة على إعرابها قبل التخفيف وهو على كسر الهاء من {أمانهم} لكونها بعد ياء ساكنة. والأماني جمع أمنية، وهي أفعولة أصلها "أمنوية" اجتمعت ياء وواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء، وهي من منى إذا قدر، لأن المتمني يقدر في نفسه التشديد؛ لأن الياء الأولى في الجمع هي الواو التي كانت في المفرد التي أقلبت فيه ياء، فوجه القراءة التخفيف، جمعه على أفاعل ولم يعتد بحرف المد الذي في المفرد، قال ابن الجزري:

أمنية والرفع والجر اسكنا باب الأماني خففا

(ثـ) ـبت خطيئاته جمع (إ) ذـ (ثـ) ـنا

(المبسوط ص 131، الغاية ص 103، شرح طيبة النشر 4/ 42، البشر 2/ 217، إتحاف فضلاء البشر ص 139).

(4)

اختلف القراء في {يَدْخُلُونَ} في خمسة مواضع وهي: سورة النساء 124، وسورة مريم 60، والموضع الأول والثاني في غافر 60، وسورة فاطر 33؛ فقرأ ابن كثير وأبو جعفر {يَدْخُلُونَ} في سورة النساء،=

ص: 303

وقرا الباقون بفتح الياء، وضم الخاء

(1)

.

= ومريم، وموضعي غافر، بضم الياء، وفتح الخاء على البناء للمفعول، والواو نائب فاعل. أما موضع "فاطر" فقد قرأه بفتح الياء، وضم الخاء، على البناء للفاعل، والواو هي الفاعل. وقرأ أبو عمرو "يدخلون" في سورة النساء، ومريم، وأول غافر، وكذا {يدخلونها} ، في فاطر بضم الياء، وفتح الخاء على البناء للمفعول. وقرأ {يدخلونها} الموضع الثاني من غافر بفتح الياء، وضم الخاء، على البناء للفاعل. وقرا شعبة {يدخلونها} في النساء، ومريم، وأول غافر، بضم الياء، وفتح الخاء، على البناء للمفعول. أما الموضع الثاني من غافر فقد قرأه بوجهين: بالبناء للفاعل، وبالبناء للمفعول. وقرأ {يدخلونه} في فاطر بالبناء للفاعل قولًا واحدًا. وقرأ روح {يدخلونها} في النساء، ومريم، وأول غافر، بالبناء للمفعول. أما الموضع الثاني من غافر وكذا {يدخلونها} في فاطر فقد قرأهما بالبناء للفاعل. وقرأ رويس {يدخلونها} في مريم، وأول غافر بالبناء للمفعول، واختلف عنه في الموضع الثاني من غافر فقرأه بوجهين: بالبناء للمفعول، وبالبناء للفاعل. أما {يدخلونها} في فاطر فقد قرأه بالبناء للفاعل قولًا واحدًا. وقرأ الباقون وهم: نافع، وابن عامر، وحفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر {يدخلونها} في المواضع الخمسة بالبناء للفاعل. وقد اتفق القراء العشرة على قراءة {يدخلون - يدخلونها} في غير المواضع التي سبق الحديث عنها بالبناء للفاعل، مثل قوله تعالى:{وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف 40]. وقوله تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ} [الرعد 23]. وقوله تعالى: {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} [النصر: 2]. وقوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ} [الرعد 23]. وقوله تعالى: {جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [النحل 31]. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن القراءة سنة متبعة، ولا مجال للرأي فيها. قال ابن الجزري:

..........................

ويدخلون ضم يا

وفتح ضم صف ثنا حبر شفى

وكاف أولى الطول ثب حق صفى

والثان دع ثطا صبا خلفا غدا

وفاطر حز

والحجة لمن ضم أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله طابق بذلك بين لفظي الفعلين وقوله تعالى {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} (شرح طيبة النشر 5/ 212، شرح شعلة ص 343، الهادي 2/ 159 - 161، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه 1/ 127، حجة القراءات - ابن زنجلة 1/ 445، الهادي 2/ 159 - 161).

(1)

وحجة من قرأ بفتح الياء وضم الخاء قوله {ادخلوها بسلام آمنين} {ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون} فكان أمر الله إياهم أن يدخلوها دليلًا على إسناد الفعل إليهم اعلم أن المعنيين متداخلان لأنهم إذا أدخلوا دخلوا وإذا دخلوا فبإدخال الله إياهم يدخلون (شرح طيبة النشر 2/ 215، شرح شعلة ص 343، حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 445.

ص: 304

قوله تعالى: {وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [125] قرأ هشام بالألف فيهما، وفتح الهاء

(1)

.

وقرأ الباقون بالياء فيهما وكسر الهاء.

قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} [127] قرأ يعقوب بضم الهاء.

والباقون بالكسر.

وألحق يعقوب النون بهاء السّكْت - بخلاف عنه - في الوقف، وكذا ألحق النون بهاء السّكْت في الوقف من {تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} [127]

(2)

.

قوله تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ} [128] قرأ أبو جعفر بإخفاء التنوين عند الخاء.

والباقون بالإظهار.

وأمال الألف من "خَافَتْ": حمزة.

والباقون بالفتح

(3)

.

(1)

اختلف القراء في كلمة "إبراهيم" في ثلاثة وثلاثين موضعًا: من ذلك خمسة عشر موضعًا فقرأ ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان الألفاظ الثلاثة والثلاثين بفتح الهاء، وألف بعدها. قال ابن الجزري:

ويقرأ إبراهام ذي مع سورته

إلى قوله:

والنجم والحديد

ماز الخلف لا

وقرأ الباقون "إبراهيم" بكسر الهاء، وياء بعدها، وهو الوجه الثاني لابن ذكوان وهما لغتان بمعنى واحد. وقد كتبت هذه المواضع الثلاثة والثلاثون في المصحف الشامي بحذف الياء ليوافق خط المصحف قراءة ابن عامر. وكتبت في بقية المصاحف بإثبات الياء، موافقة لقراءة باقي القراء بعد ابن عامر. أما ما عدا هذه المواضع التي فيها الخلاف فقد اتفق القراء العشرة على قراءة لفظ "إبراهيم" بالياء، وقد اتفقت جميع المصاحف على رسمها بالبناء، ليوافق خط المصحف القراءة (الهادي 2/ 52 - 54).

(2)

ما ذكره المصنف من إلحاق هاء السكت بالفعلين تؤتونهن وتنكحوهن فهو ضعيف لا يقرأ له به. (إتحاف فضلاء البشر ص 164).

(3)

إذا أتى اللفظ الذي على ثلاثة أحرف من: {زاد - راغ - جاء - شاء - طاب - خاف - خاب - ضاق - حاق} فإن حمزة يميلها بشرط أن تكون أفعالًا ماضية معتلة العين والإمالة واقعة في وسطها، وسواء اتصلت هذه مع الأفعال بضمير أو لم تتصل، وقد أفرد الإمام ابن الجزري فصلًا في إمالة الألف التي هي عين الفعل الثلاثي المعتل، قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة: =

ص: 305

قوله تعالى: {أَنْ يُصْلِحَا} [128] غلّظ ورش هذه اللام، بخلاف عنه

(1)

.

وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بضم الياء التحتيّة وإسكان الصاد، وكسر اللام بعدها

(2)

.

وقرأ الباقون بفتح الياء التحتية، وبتشديد الضاد مفتوحة، وبعدها ألف، وفتح اللام

(3)

.

قوله تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ} [130] الوقف على "يُغْنِ" بغير ياء، وكذا في الوصل؛ لحذفها في المرسوم

(4)

.

قوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ} [133] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ألفًا وقفًا

= ............... والثلاثي فضلا

في خاف طاب ضاق حاق زاغ

(البشر 2/ 59، التيسير ص 50، التبصرة ص 373، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 1/ ص 230، الغاية ص 95).

(1)

هو ورش من طريق الأزرق فقط، وقاعدته: هي أن كل لام مفتوحة وقبلها حرف الطاء أو الظاء أو الصاد؛ فورش من طريق الأزرق يغلظ هذه اللام بشرط فتح هذه الحروف أو سكونها. وذلك لمناسبة حروف الاستعلاء.

(انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 127، والمهذب ص: 46).

(2)

وحجتهم في ذلك أن العرب إذا جاءت مع الصلح ببين قالت: أصلح القوم بينهم وأصلح الرجلان بينهما قال الله جلّ وعز {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} وإذا لم تأت ببين قالوا: تصالح القوم وتصالح الرجلان ففي مجيء {بَيْنَهُمَا} مع قوله {أَنْ يُصْلِحَا} دليل واضح على صحة ما قلنا وأخرى لو كان الصواب يصالحا لجاء المصدر على لفظ الفعل فقيل تصالحًا لا صلحًا فلما جيء بالمصدر على عشر بناء الفعل دل ذلك على أنه صدر على غير هذا الله.

(3)

قال ابن الجزري:

يصلحا كوف لدا

يصالحا

وحجة من قرأ بضم الياء أنهم جعلوه مستقبل "أصلح" لأن الإصلاح من المصلح بين المتنازعين مستعمل، قال الله:{فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} (الحجرات 10)، وقال:{وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} (الأنفال 19)، وقال:{أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} (النساء 114) وقال: {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} (البقرة 182)، وإتيان {صلح} بعده ليس على المصدر، إنما هو اسم كالعطاء، فهو نصب بـ {يصلحا} نصب المفعول، كما تقول: أصلحت ثوبًا، ويجوز أن تنصب على مصدر فعل ثلاثي مضمر، على تقدير: أن {يصلحا} فيصلح ما بينهما صلحًا (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 398).

(4)

وذلك لأن الفعل محذوف النون.

ص: 306

ووصلًا، وحمزة وقفًا لا وصلًا، ولا يبدلها أبو عمرو

(1)

.

قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا} [124] قرأ أبو عمرو، ويعقوب بإدغام الدال في الثاء، بخلاف عنهما

(2)

.

والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {أَنْ تَلْوُوا} [135] قرأ ابن عامر، وحمزة بضم اللام، وواوٍ ساكنة بعد اللام

(3)

.

وقرأ الباقون بإسكان اللام، وبعد اللام واوان: الأولى مضمومة، والأخيرة ساكنة

(4)

.

(1)

لأنه من المستثنى لأن سكونه للجزم، قال ابن الجزري:

وكل همز ساكن أبدل حذا

خلف سوى ذي الجزم والأمر كذا

مؤصدة رئيا وتؤوي

وقد ذكر الإمام الشاطبي المستثنى للسوسي في الحرز مفصلًا بقوله:

ويبدل للسوسي كل مسكن

من الهمز مدا غير مجزوم أهملا

تسووا نشأ ست وعشر يشأ

ومع يهيء وننساها ينبأ تكملا

وهيئ وأنبئهم ونبئ بأربع

وأرجئ معا واقرأ ثلاثا فحصلا

(2)

فيصير النطق {يُرِ ثَّوابَ} ولا يؤخذ هذا إلا من أفواه المشايخ، وتدغم الدال في عشرة أحرف، وهي الأوائل من العشر كلمات التي ذكرها ابن الجزري والشاطبي وهي: السين، والذال، والضاد، والتاء، والشين، والثاء، والظاء، والزاي، والصاد، والجيم (الهادي 1/ 140 - 142، إتحاف فضلاء البشر ص 42، التيسير ص 24).

(3)

قال ابن الجزري:

....................

تلووا تلوا فضل كلا

فمن قرأ بواو واحدة ففيه وجهان أحدهما: أن يكون أصله تلووا فأبدل من الواو المضمومة همزة فصار تلؤوا بإسكان اللام ثم طرحت الهمزة وطرحت حركتها على اللام فصار تلوا، ويجوز أن يكون عن الولاية من قولك: وليت الحكم والقضاء بين الرجلين أي إن قمتم بالأمر أو أعرضتم فإن الله كان بما تعملون خبيرًا والأصل توليوا فحذفت الواو كما حذفنا من يعد فصار تليوا ثم حذفنا الياء ونقلنا الضمة إلى اللام فصار تلوا (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 216، شرح طيبة النشر 4/ 219، العنوان ص 85، السبعة ص 238، شرح شعلة ص 345).

(4)

وحجة من قرأ بإسكان اللام أنه جعله من "لوى يلوي" إذا أعرض، وأصله "تلويوا" ثم ألقيت حركة الياء على الواو الأولى، وحُذفت الياء لسكونها وسكون الواو الأخيرة بعدها، أو لسكونها وسكون الواو قبلها، لأن حركتها عارضة. وقد قال ابن عباس: هو لَيّ القاضي وإعراضه، وأيضًا فإن قوله:{فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا} والعدل هو أن تلي الشيء بالحق، وضده الإعراض عن الحق، فقد فُهم في هذا أيضًا معنى القراءة =

ص: 307

قوله تعالى: {وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ} [136] ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر بضم النون من "نزل"، وضم الهمزة من "أَنزلَ" وكسر الزاي فيها

(1)

.

وقرأ الباقون بفتح النون من "نزَلَ" والزاي، وفتح الهمزة والزاي من "أَنزلَ"

(2)

.

قوله تعالى: {فَقَدْ ضَلَّ} قرأ قالون، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار الدال عند الضاد.

وقرأ الباقون بالإدغام

(3)

.

قوله تعالى {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ} [140] قرأ عاصم، ويعقوب بفتح النون والزاي

(4)

.

وقرأ الباقون بضم النون، وكسر الزاي

(5)

.

قوله تعالى: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ} [141] قرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي - ورويس، وابن ذكوان - بخلاف عنه - بالإمالة محضة

(6)

وقرأ ورش بين بين،

= بواو واحدة من: ولي، فكلا القراءتين فيه "أو تعرضوا" بمعنى ما قبله، فكرر للتأكيد ولاختلاف اللفظ. وقد ذكرنا أنه يحتمل أن تكون القراءتان بمعنى واحد من اللّي. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 400).

(1)

قال ابن الجزري:

........................

نزل أنزل اضمم اكسر كم حلا

دم واعكس الأخرى ظبى نل

وذلك على بنائهما للمفعول، ونائب الفاعل ضمير يعود على الكتاب، (شرح طيبة النشر 4/ 219، التيسير ص 98، السبعة ص 239، الغاية ص 137).

(2)

وحجة من فتح رده إلى اسم الله جلّ ذكره الذي قبله، وهو قوله:{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} . ففي "نزل وأنزل" ضمير اسم الله جل ذكره كما قال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} (سورة الحجر آية 9) فأضاف الإنزال إلى نفسه، فجرى هذا على ذلك. وفي الفعلين، على القراءة بالضم، ضمر الكتاب.

(3)

سبق بيان حكم دال قد قريبًا بما أغنى عن إعادئه هنا لقرب الموضعين.

(4)

على البناء للفاعل والفاعل ضمير يعود على الله تعالى و {أن} وما بعدها في محل نصب مفعول {نَزْلنَ} (شرح طيبة النشر 4/ 220، الهادي 2/ 163، التيسير ص 98، حجة القراءات ص 216).

(5)

وحجة من ضم وكسر: أنه على البناء للمفعول، و {إن} وما بعدها في محل رفع نائب فاعل، والتقدير: وقد نزل عليكم المنع من مجالسة المنافقين والكافرين عند سماع الكفر بآيات والاستهزاء بها.

(6)

فأمالها الصوري عنه، وفتحها الأخفش، وأمالها عن يعقوب في النمل خاصة وهو {من قوم كافرين} ووجه الإمالة المحضة التناسب بين الألف وبين ترقيق الراء، وتنبيهًا على أن الكسرة تؤثر على غير الراء مع مجاورة =

ص: 308

من طريق الأزرق.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {قَامُوا كُسَالَى} [142] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(1)

. ونافع بالفتح، وبين اللفظين

(2)

. وأمال الدوري عن الكسائي الألف بعد السين، بخلاف عنه

(3)

.

والباقون بالفتح

(4)

.

قوله تعالى: {فِي الدَّرْكِ} [145] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بإسكان الراء

(5)

. والباقون بفتحها

(6)

.

= أخرى ولزومها وكثرة الدور، ولهذا لم يطرد في الكافر وكافر والذاكرين، قال ابن الجزري:

......................

وكيف كافرين (جـ) ـاد وأمل

(ت) ـب (حـ) ز (مـ) ـنا خلف

(غـ) ـلا وروح قل معهم بنمل

(انظر إتحاف فضلاء البشر (ص: 130) وابن مهران الأصبهاني في المبسوط (ص: 112).

(1)

سبق بيان حكم الإمالة لمثل هذا الحرف قريبًا.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

أمال الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير عين فعالى بفتح الفاء وضمها، وذلك من أجل إمالة الألف بعدها؛ فهي إمالة لإمالة، مثال ذلك:{كسالى، اليتامى - النصارى - أسرى - سكرى} . قال ابن الجزري:

........................

عين يتامى عنه الاتباع وقع

ومن كسالى ومن النصارى .... كذا أسارى وكذا سكارى

وحجة من قرأ ذلك أنه لما أمال الألف التي بعد اللام أمال الألف التي قبل اللام بإمالة اللام فتبعتها السين وكذلك حجته في {سكارى} و {يتامى} و {النصارى} و {أسارى} (التيسير ص 46، الهادي 1/ 303، إتحاف فضلاء البشر ص 247).

(4)

وحجة من فتح السين أن الفتح باب السين لمجيء الألف بعدها (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 217).

(5)

فالحجة لمن حرك أنه أتى بالكلام على أصله لأن التحريك فيه أيسر وأشهر (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1 ص 127، التيسير ص 98، شرح طيبة النشر 4/ 220، السبعة ص 239، الغاية ص 137).

(6)

{الدَّرْك، والدَّرَك} وهما لغتان كالسَّمْع والسَّمَع، والقَصْ والقَصَص والقَدْر والقَدَر وفتح الراء أكثر في اللغات وفي الاستعمال. وقد رُوي عن عاصم أنه قال: لو كان "الدَّرَك" بفتح الراء لكانت "السفلى" يعني لو كانت بفتح الراء لكانت جمع دَرَكة، كبَقَرة وبَقَر، فيجب على هذا أن يوصف بالسّفلى، ولا يوصف بالأسفل. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 401).

ص: 309

قوله تعالى: {وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ} [146] رسمت هذه التاء بغير ياء بعدها؛ فوقف عليها موافقًا للرسم، إلا عن يعقوب؛ فإنه يقف بالياء

(1)

.

قوله تعالى: {أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ} [152] قرأ حفص بالياء

(2)

.

والباقون بالنون

(3)

. وقرأ يعقوب بضم الهاء. والباقون بالكسر. وأبدل الهمزة واوًا: ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - وحمزة في الوف دون الوصل.

قوله تعالى: {أَنْ تُنَزِّلَ} [153] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب بإسكان النون، وتخفيف الزاي

(4)

.

(1)

فيصير النطق {يُؤْتِي} قال ابن الجزري في البشر 2/ 235: ويعقوب على أصله في الوقف على الياء كما نص عليه غير واحد، وقد وقف يعقوب الياء في الوقف في سبعة عشر موضعًا {يُرِدْني، يؤتِي، يقضي، تغني، الوادِي، صَالِي، الجوارِي، ينادِي} حيث وردت، قال ابن الجزري:

يردن يؤت يقض يغن الواد

صال الجوار اخشون ننج هاد

(شرح طيبة النشر 2/ 251).

(2)

قال ابن الجزري:

نؤتيهم الياء عرك

وحجة من قرأ بالياء: أي فسوف يؤتيه الله، وحجتهما أنه قرب من ذكر الله وهو قوله {مَرْضَاتِ اللَّهِ} فجعلا الفعل بعده على لفظ ما تقدمه ليأتلف نظام الكلام على سياق واحد، (شرح طيبة النشر 4/ 221، السبعة ص 240).

(3)

وحجتهم في ذلك قوله {وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} فردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 212).

(4)

خفف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب زاي {تنزل} بعد إسكان نون المضارع بغير الهمز المضموم الأول المبني للفاعل أو المفعول حيث جاء في القرآن الكريم إلا ما خص مفصلًا نحو: {أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ} أو {أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ} و {نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ} فخرج بالمضارع الماضي نحو {ما نزَّل الله} وبغير الهمز نحو: {سَأُنْزِلُ} وبالمضموم الأول نحو {وما ينزل من السماء} وأجمعوا على التشديد في قوله {وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} وانفرد ابن كثير بتخفيف الزاى في {يُنَزِّلَ آيَةً} وقرأ يعقوب {والله أعلم بما يُنَزِّلُ} بالنحل مشددًا، وقرأ ابن كثير {يُنزِلُ} و {تُنْزِلُ} و {نُنْزِلُ} بالتخفيف في جميع القرآن إلا في سورة الإسراء 82 {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ} والإسراء 93 {حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا} فإنه يشددهما قال ابن الجزري:

ينزل كلّا خف (حق)

لا الحجر والأنعام أن ينزل دق

(انظر: المبسوط ص 132، 133، النشر 2/ 218، الغاية ص 104، شرح طيبة النشر 4/ 47).

ص: 310

والباقون بفتح النون، وتشديد الزاي

(1)

.

قوله تعالى: {فَقَدْ سَأَلُوا} [153] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام الدال في السين

(2)

.

والباقون بالإظهار

(3)

.

قوله تعالى: {أَرِنَا} [153] قرأ ابن كثير، ويعقوب، وأبو عمرو - بخلاف عنه - بإسكان الراء، ورُوِيَ عن الدوري - أيضًا - اختلاس الكسرة

(4)

.

وقرأ الباقون بالكسرة الكاملة.

قوله تعالى: {جَاءَتْهُمُ} [153] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الجيم

(5)

. والباقون بالفتح.

وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة مع المد والقصر، وعنه - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر، وهو ضعيف

(6)

.

(1)

احتج من قرأ بالتشديد بأن {نَزَّلَ} و {أَنْزَلَ} لغتان والتشديد يدل على تكرير الفعل وقد ورد في القرآن الكريم في قوله {لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} (حجة القراءات ص 106، وشرح طيبة النشر 4/ 47، البشر 2/ 218، المهذب ص 64، التبصرة ص 425، زاد المسير 1/ 114).

(2)

يقرأ بإدغام الدالا في السين وإظهارها وكان الكسائي يقول إدغامها أكثر وأفصح وأشهر وإظهارها لكنة ولحن (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 117).

(3)

سبق الحديث عند حكم دال قد قريبًا بما أغنى عن إعادته هنا.

(4)

اختلف في راء {أرنا} و {أرني} حيث وقعا فابن كثير ويعقوب وأبو عمرو بخلف عنه بإسكانها للتخفيف. والوجه الثاني لأبي عمرو من روايتيه هو الاختلاس جمعًا بين التخفيف والدلالة، قال في البشر: وكلاهما ثابت من كل من الروايتين، وبعضهم روى الاختلاس عن الدوري والإسكان عن السوسي كالشاطبي. قال ابن الجزري:

أرنا أرني اختلف

مختلسًا (حـ) ـز وسكون الكسر (حق)

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 193).

(5)

سبق بيانه قريبًا.

(6)

بل هو شاذ لا يقرأ به.

ص: 311

قوله تعالى: {لَا تَعْدُوا} قرأ أبو جعفر بإسكان العين وتشديد الدال

(1)

.

وقرأ قالون بتشديد الدال واختلف عنه في إسكان العين، واختلاس فتحتها

(2)

.

وقرأ ورش بفتح العين، وتشديد الدال.

وقرأ الباقون بإسكان العين، وتخفيف الدال

(3)

.

قوله تعالى: {وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ} [155] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - في الوصل - بكسر الهاء والميم

(4)

. وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف بضم الهاء والميم. وقرأ الباقون بكسر الهاء، وضم الميم. وأما الوقف: فالجميع بكسر الهاء، وإسكان الميم.

(1)

قال ابن الجزري:

تعدوا فحرك جد وقالون اختلس

بالخلف واشددن له ثم أنس

فالحجة لمن فتح وشدد أنه أراد تعتدوا فنقل حركة التاء إلى العين وأدغم التاء في الدال فالتشديد لذلك وأصله تفتعلوا من الاعتداء ومثله تخطف وتهدي (البشر في القراءات العشر 2/ 253 والحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 128).

(2)

وقرئ باختلاس حركة العين، لأنها حركة عارضة عليها، لأن أصلها "تعتدوا"، فأصلها السكون، ثم أدغمت التاء في الدال، بعد أن ألقيت حركها على العين، فاختلس حركة العين، ليخبر أنها حركة غير لازمة، ولم يمكنه أن يسكن العين، لئلا يلتقي ساكنان: العين، وأول المدغم. وكره تمكين الحركة، إذ ليس بأصل فيها، وحسن ذلك للتشديد الذي في الكلمة، ولطولها، وقد قيل: أنه إنما أخفى الحركة، إذ هي غير أصلية، وأتى هذا في هذه الكلمة سماعًا، وليس بأصل يقاس عليه في كل ما كان قد ألقى عليه حركة ما بعده. وقد رُوي عنه إسكان العين، وقرأ كذلك ورش بفتح العين، والتشديد على الأصل، وأصله "تعتدوا" في قراءاته، ثم ألقى حركة التاء على العين، وأدغمها في الدال، وقرأ الباقون بإسكان العين والتخفيف، على أنه على وزن "تفعلوا"، وأصله "تعتدووا" بواوين، لأنه عدا يعدو، ثم أعل فصار "تعدو"، مثل قولك: لا تدعوا ولا تعدوا، إذا نهيت الجماعة، وشاهده قوله:{إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} (الأعراف 163) وقال: {فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} (المؤمنون 7)، وقال:{غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ} (البقرة 173)، فكل هذا من: عدا يعدو، فهو شاهد للإسكان في الآية، وهو الاختيار لأن الأكثر عليه. (البشر في القراءات العشر 2/ 253 والكشف عن وجوه القراءات 1/ 402).

(3)

والحجة لمن أسكن وخفف أنه أراد لا تفعلوا من العدوان (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 128، التيسير ص 98، البشر 2/ 6203 السبعة ص 240).

(4)

سبق نظيره.

ص: 312

وقرأ نافع "الأنبِئَاء" بالهمزة

(1)

. والباقون بالياء

(2)

.

قوله تعالى: {بَلْ طَبَعَ} [155] قرأ هشام، والكسائي، وحمزة - بخلاف عن خلاد - بإدغام اللام في الطاء

(3)

. وقرأ الباقون بالإظهار.

(1)

فيصير النطق {الأَنبِئَاء} وقد احتج من همز بأنه أتى به على الأصل؛ لأنه من النبأ الذي هو الخبر؛ لأن النبي مخبِرٌ عن الله، فهي تبنى على فعيل بمعنى فاعل، أي منبئ عن الله؛ أي مخبر عنه بالوحي (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص: 73، والنشر 1/ 450، وحجة القراءات ص: 98 و {الأنبئاء} هنا بمعنى المخبرين.

(2)

قال ابن الجزري:

باب النبيء والنبوءة الهدى

ومعنى الكلمة {الأنبياء} مأخوذ من نبا ينبو إذا ارتفع، فيكون فعيلًا من الرفعة، والنبوة الارتفاع، وإنما قبل للنبي نبي لارتفاع منزلته وشرفه تشبيهًا له بالمكان المرتفع. وحجة من قرأ ذلك بدون همز: أن كل ما في القرآن من جميع ذلك على أفعلاء نحو: {أنبياء الله} (انظر حجة القراءات ص:99، البشر 1/ 400).

(3)

اختلف في إدغام بل وهل في ثمانية أحرف أولها: التاء نحو {هل تنقمون} {بل تأتيهم} ثانيها: الثاء {هل ثوب} فقط. ثالثها: الزاي {بل زين} {بل زعمتم} فقط. رابعها: السين {بل سولت} معا فقط. خامسها: الضاد {بل ضلوا} فقط. سادسها: الطاء {بل طبع} سابعها: الظاء {بل ظنتم} فقط. ثامنها: النون {بل نحن} {بل نقذف} فاشترك هل وبل في التاء والنون واختصت هل بالثاء الثلثة وبل بالخمسة الباقية فقرأ بإدغام اللام في الأحرف الثمانية الكسائي وقرأ حمزة بالإدغام في التاء والثاء والسين، واختلف عنه في {بل طبع} فأدغمه خلف من طريق المطوعي وكذا رواه ابن مجاهد عن أصحابه عنه وأدغمه خلاد أيضًا من طريق فارس بن أحمد وكذا في التجريد من قراءته على الفارسي وخص في الشاطبية الخلاف بخلاد والمشهورة عن حمزة الإظهار من الروايتين وقرأ هشام بالإظهار عند الضاد والنون، واختلف عنه في الستة الباقية، وصوب في البشر الإدغام عنه فيها وقال: إنه الذي عليه الجمهور وتقتضيه أصول هشام واستثنى أكثر رواة الإدغام عن هشام {هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} بالرعد 16 فأظهروها وهو الذي في الشاطبية وغيرها ولم يستثنها في الكفاية واستثناها في الكامل للحلواني دون الداجوني ونص في المبهج على الوجهين من طريق الحلواني عنه، والباقون بالإظهار في الثمانية إلا أن أبا عمرو أدغم لام هل في تاء {تَرَى} بالملك الآية 3 والحاقة الآية 8 فقط وافقه الحسن واليزيدي، قال ابن الجزري:

وبل وهل في تا وثا السين ادغم

وزاي طا ظا النون والضاد رسم

والسين مع تاء وثا قد واختلف

بالطاء عنه هل ترى الإدغام حف

وعن هشام غير نص يدغم

عن جلهم لا حرف رعد في الأتم

(البشر 2/ 7، شرح ابن القاصح ص 97، التيسير ص 43، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 41، الهادي 1/ 271، السبعة ص 127، الغاية ص 81).

ص: 313

قوله تعالى: {سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا} [162] قرأ حمزة وخلف بالياء التحتية

(1)

. وقرأ الباقون بالنون

(2)

.

قوله تعالى: {إِلَى إِبْرَاهِيمَ} [163] قرأ هشام "إِبرَاهَام" بالألف مع فتح الهاء

(3)

.

والباقون بالياء مع كسر الهاء.

قوله تعالى: {دَاوُودَ زَبُورًا} [163] قرأ حمزة، وخلف بضم الزاي

(4)

. والباقون بالنصب

(5)

.

قوله تعالى: {لِئَلَّا} [165] قرأ ورش

(6)

- من طريق الأزرق - بإبدال الهمزة ياءً. والباقون بالهمزة.

(1)

قال ابن الجزري:

ويا سيؤتيهم فتى

(الغاية ص 137، السبعة ص 137، البشر 2/ 253، إملاء ما من به الرحمن ج 1/ ص 202).

(2)

حجة من قرأ بنون العظمة على الالتفات من الغيبة إلى التكلم والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره نحن يعود على الله تعالى (الهادي 2/ 165).

(3)

سبق بيانه قبل صفحات (الهادي 2/ 52 - 54).

(4)

قال ابن الجزري:

............ فتى وعنهما

زاي زبورا كيف جاء فاضمما

وحجة من ضم أنه جعله جمع "زَبْر" دهر ودهور، وزبر يراد به المزبور كقولك هو نسج اليمن، أي منسوج، و "زبر" مصدر، وإنما جاز جمعه لوقوعه موقع الاسم، وقيل "زبورًا" بالضم جمع "زَبور" بالفتح، على تقدير حذف الزائد، وهو الواو، كما قالوا: ظريف وظروف، كأنه جمع "ظرف"، ومنه قولهم: كِرْوان وكَرْوان، ووِرْشان وورَرْشان، كله جمع، على تقدير حذف الزائد، كأنه في التقدير: وآتينا داود كتبًا وصحفًا، كما قال:{صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} [الأعلى: 19] وكما قال: {فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ} [عبس: 13] فمعناه: كتب مزبورة، يقال: زَبرتُ الكتاب جمعته (البشر 2/ 253، الغاية ص 137، السبعة ص 240، شرح طيبة البشر 4/ 223، شرح شعلة ص 347، إعراب القراءات 1/ 140).

(5)

وحجة من قرأ بالفتح أن المعروف أن داود عليه السلام أوتي كتابًا اسمه الزبور، كالتوراة والإنجيل والقرآن، فهو كتاب واحد لكل نبي. فالفتح أولى به، لأنه اسم لكتاب واحد، وهو الاختيار، لصحة معناه، ولأن عليه الجماعة. لم يختلف فيها في ياء إضافة ولا زائدة. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 403).

(6)

اختص الأزرق عن ورش بإبدال الهمزة ياء مفتوحة في {لئلا} بالبقرة والنساء والحديد، قال ابن الجزري:

وأزرق ليلا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي 1/ 78).

ص: 314

قوله تعالى: {قَدْ ضَلُّوا} [167] قرأ ورش، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام الدال في الضاد

(1)

. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمُ} [170] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار الدال عند الجيم

(2)

. والباقون بالإدغام

(3)

. وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(4)

. والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر.

قوله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ} [174] تقدم قبيل.

قوله تعالى: {صِرَاطًا} [175] قرأ قنبل ورويس بالسين

(5)

. وقرأ خلف عن حمزة بالإشمام كالزاي والباقون بالصاد

(6)

.

(1)

سبق بيان القراءة في إدغام دال قد قبل صفحات قلائل مما أغنى عن ذكرها هنا (انظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 40، التيسير ص 45، البشر 2/ 5).

(2)

انظر سابقه.

(3)

فيصير النطق {وَلَقَجَّاءكُمْ} ولا يؤخذ هذا إلا بالتلقي. وعلة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(4)

سبق بيان خلف هشام في الإمالة (وانظر: البشر 2/ 60).

(5)

الصراط والسراط: بمعنى واحد ولكلِّ ممن قرأ بالسين أو الصاد حجته، فمن قرأ بالسين قال: إن السين هي أصل الكلمة، أما من قرأ بالصاد فقال: إنها أخف على اللسان؛ لأن الصاد حرف مطبق كالطاء فيتقاربان وتحسنان في السمع، والسين حرف مهموس؛ فهو أبعد من الطاء (انظر: شرح النويري على طيبة البشر 2/ 47، 48، الحجة لابن خالويه 1/ 36، 37، حجة القراءات لابن زنجلة ص 80).

(6)

أي أن خلف عن حمزة قرأ بالصاد المشمة صوت الزاي حيث وقعا، وحجته في ذلك أنه لما رأى الصاد فيها مخالفة للطاء في الجهر؛ لأن الصاد حرف مهموس والطاء مجهور أشم الصاد لفظ الزاي للجهر الذي فيها؛ فصار قبل الطاء حرف يشابهها في الإطباق وفي الجهر، وهنا لابد من فائدة تذكر وهي: أنه اختلف عن خلاد على أربعة طرق:

الأول: الإشمام في الأول من الفاتحة فقط.

الثاني: الإشمام في حرفي الفاتحة فقط.

الثالث: الإشمام في المعرف باللام في الفاتحة وجميع القرآن.

الرابع: عدم الإشمام في الجميع.

ص: 315

قوله تعالى: {وَهُوَ يَرِثُهَا} [176] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر، وقالون بإسكان الهاء

(1)

. والباقون بالضم.

* * *

(1)

سبق قريبًا بيان حكم هو وهي (وانظر المبسوط ص: 128، إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، البشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93).

ص: 316

‌الأوجه التي بين النساء والمائدة

وبين النساء والمائدة، من قوله تعالى:{وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [176] إلى قوله تعالى: {بِالْعُقُودِ} [المائدة: 1] ألف وجه ومائة وجه وتسعون وجهًا

(1)

، وبيان ذلك:

قالون: مائة وجه وثمانية وثمانون وجهًا.

ورش: ألف وجه وستة وخمسون وجهًا.

وابن كثير: مائة وجه وأربعة وأربعون وجهًا، وهي مندرجة في قصر قالون.

أبو عمرو: ثلاثمائة وجه واثنان وخمسون وجهًا، منها مائتا وجه وثمانية وثمانون وجهًا (مع البسملة)، وهي مندرجة مع قالون.

ابن عامر: مائة وجه وستة وسبعون وجهًا.

عاصم: مائة وجه وأربعة وأربعون وجهًا.

خلاد: ثمانية أوجه.

الكسائي: مائة وجه وأربعة وأربعون وجهًا، وهي مندرجة مع ابن عامر.

أبو جعفر: أربعة وتسعون وجهًا مندرجة في قصر قالون.

يعقوب: ثلاثمائة وجه، واثنان وخمسون وجهًا، وهي مندرجة مع قالون، ومع أبي عمرو.

خلف: أربعة أوجه، وهي مندرجة مع ابن عامر.

* * *

(1)

ما يذكره المصنف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 317

(سورة المائدة)

(1)

قوله تعالى: {وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} [2] ليس لورش - هنا - غير وجه واحد لأجل السبب الثاني، وهو السكون

(2)

.

(1)

هي سورة مدنية إلا قوله {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] وآياتها مائة وعشرون آية بالكوفي، ومائة واثنتان وعشرون بالشامي، ومائة وثلاث وعشرون بالبصري (انظر شرح طيبة النشر 4/ 225).

(2)

إذا اجتمع سببان قوي وضعيف عمل بالقوى وألغي الضعيف إجماعًا، وقد نظم بعض علماء القراءات مراتب المدود فقال:

أقوى المدود لازم فما اتصل

فعارض فذو انفصال فبدل

وإذا كان الهمز قبل حرف المد واتصلا فأجمعوا على قصره لأنه إنما مد في العكس ليتمكن من لفظ الهمزة كما تقدم وهنا قد لفظ بها قبل المد فاستغنى عنه إلا ورشًا من طريق الأزرق فإنه اختص بمده على اختلاف بين أهل الأداء في ذلك على ثلاثة أوجه: المد والوسط والقصر، سواء كانت الهمزة في ذلك محققة {كآتي - نأي - لئلا - دعائي - المستهزئين - وأتوا - رؤوف - متكئون} أو مغيرة بالتسهيل بين بين كـ {أأمَنُتم} الأعراف 123 في الثلاثة، و {أَآلِهَتُنَا} بالزخرف 58 و {جاء آل لوط} بالحجر 59 والقمر 34، أو بالبدل نحو {هؤلاء آلهة} {من السماء آية} أو بالنقل نحو {الآخرة - الإيمان - آلْآن - من آمن - ابني آدم - ألفوا آباءهم - قل أي - قد أويت} فروى ابن سفيان ومكي والمهدي وابن شريح والهذلي والخزاعي وابن بليمة والأهوازي والحصري وغيرهم زيادة المد في ذلك كله ثم اختلفوا في قدرها فذهب جمهور من ذكر إلى التسوية بينه وبين ما تقدم على الهمز.

وذهب الداني والأهوازي وابن بليمة وغلام الهراس إلى التوسط، وذهب إلى القصر طاهر بن غلبون وبه قرأ الداني عليه وهو في تلخيص ابن بليمة. واختاره الشاطبي والجعبري والثلاثة جميعًا في إعلان الصفراوي والشاطبية. وما ذكر عن جمهور القائلين بالمد من التسوية بينه وبين ما تقدم فيه حرف المد يعارض قول الجعبري المد هنا دود المتقدم والمصير إلى قولهم أولى. ثم أن محل جواز الثلاثة المذكورة ما لم يجتمع مع السبب المذكور سبب أقوى منه كالهمز المتأخر عن حرف المد والسكون اللازم نحو:{رأى أيديهم} {وجاءوا أباهم} وصلًا ونحو {آمِّينَ الْبَيْتَ} المائدة 2 فيجب المد وجهًا واحدًا مشبعًا عملًا بأقوى السببين وهو معنى قول ابن الجزري في الطيبة:

وأقوى السببين يستقل

فإن وقف على نحو {جاءوا} جازت له الثلاثة وخرج بفيد اتصال الهمز لحرف المد نحو {أولياء أولئك - جاء أجلهم - في السماء إله - ءأمنتم من} حالة إبدال الهمزة الثانية حرف مد فلا يجوز المد بل يتعين إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 55).

ص: 318

قوله تعالى: {وَرِضْوَانًا} [2] قرأ شعبة بضم الراء

(1)

.

والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {شَنَآنُ} [2] في الموضعين؛ قرأ ابن عامر، وأبو بكر - شعبة - وأبو جعفر - بخلاف عن ابن جماز - بإسكان النون

(2)

.

والباقون بفتح النون

(3)

.

وورش على أصله بالمد والتوسط والقصر

(4)

. وإذا وقف حمزة سهل الهمزة.

قوله تعالى: {أَنْ صَدُّوكُمْ} [2] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو بكسر الهمزة

(5)

..

(1)

وهذه قاعدة مطردة أن شعبة عن عاصم قرأ كل لفظ {رضوان} في جميع القرآن بضم الراء حيث أتى، وله وجهان: الكسر والضم في {رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} المائدة 16، قال ابن الجزري:

رضوان ضم الكسر (صـ) ـف وذو السبل

خلف

(شرح طيبة النشر 4/ 149، البشر 2/ 238، المبسوط ص 161، 162، السبعة ص 202).

(2)

قرأ المذكورون {شَنْآن} في الموضعين بإسكان النون على أنه صفة مثل عطشان وسكران، وقيل: مصدر شنأ والتسكين للتخفيف نظرًا لتوالي الحركات، قال ابن الجزري:

سكن معًا شنآن كم صح خفا

ذا الخلف

(البشر 2/ 253، الغاية ص 138، السبعة ص 242، التيسير ص 98، ومعاني القرآن للنحاس 2/ 254).

(3)

حكى سيبويه: لويته ليَانًا، فلَيان مصدر على "فَعلان"، والأشهر أن يكون صفة اسمًا، إذا أُسكنت، والأكثر، في فتح النون في كلام العرب، أن يكون مصدرًا نحو النزَوان والغَلَيان والغَشَيان، فمعنى الآية: لا يكسبنكم بغض قوم الاعتداء. وقد حكى أبو زيد: رجل شَنآن وامرأة شَنآن، غضبان وغضبى، وحكاه أيضًا بالهاء والصرف فيهما، فهذا يدل على اسم صفة، فيكون معنى الآية على هذا: لا يكسبنكم بغض القوم الاعتداء. وكذلك تحتمل القراءة؛ بفتح النون، أن يكون اسمًا كالورسان، وكونه مصدرًا أحسن، لأن التفسير أتى على معنى بغض القوم. وقال أبو عبيدة معناه: لا يكسبنكم بغضًا قوم، فهو مصدر أيضًا، ولم يجز أبو حاتم إسكان النون، ورآه غلطًا، لأن المصادر لا تأتي على "فَعْلان" بالإسكان، إنما يأتي بالإسكان الصفات، وعلى ذلك تجوز القراءة بالإسكان، على أنه صفة لا مصدر، عند أكثر الناس، إلا ما ذكرنا عن سيبويه في حكاية "فعْلان" بالإسكان في المصادر؛ وهو قليل، فحملُه على الاسم أَولى، وبكون صفة بمعنى: بغيض قوم. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 404).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(5)

وحجة من قرأ {أن صدوكم} بكسر همزة إن: أنه على أن شرطية وأنه جعله أمرًا منتظرًا، تقديره: إن وقع صدٌّ فيما يستقبل فلا يكسبنكم الاعتداء، فـ "إن" للشرط، والصد منتظر وقوعه. وفي حرف ابن مسعود "أن صدوكم" فهذا يدل على انتظار صد، ويجوز أن يكون الصد قد مضى، مع كسر "إن"، على معنى: لا =

ص: 319

والباقون بالفتح

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَا تَعَاوَنُوا} [2] قرأ البزي في الوصل بتشديد التاء

(2)

.

قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ} [3] قرأ أبو جعفر بتشديد الياء التحتية.

والباقون بإسكانها.

قوله تعالى: {وَالْمُنْخَنِقَةُ} [3] قرأ أبو جعفر - بخلاف عنه - بإخفاء النون عند الخاء

(3)

.

= يكسبنكم بغضُ قوم الاعتداء إن صدوكم، كما جرى فيما مضى من الصد، فتحقيقه:"أن عادوا إلى الصد الذي أكسبكم البغض لهم" فيكون الشرط مسقبلًا على "بأن"، وهو قال لأمر قد مضى، لأن معناه: إن وقع مثل الصد الذي مضى فلا يكسبنكم بغض قوم الاعتداء. والتفسير والإخبار على أنه أمر قد كان، وصد قد وقع، فالكسرة في "إن" أولى، على أنه قال لما مضى. وعلى هذا أنشد سيبويه قول الفرزدق:

أتغضبُ إن أُذُنا قُتيبةَ حُزّتا

جِهارًا ولم تغضب لقتل ابن خازِمِ

أنشده بكسر "إن"، والذي بعدها أمر قد كان ووقع، لكنه على معنى المثال، على معنى: أتغضب أن وقع مثل حَزّ أُذني قتيبة. (شرح طيبة النشر 4/ 225، السبعة ص 242، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 405).

(1)

وحجة من فتح "أن" أنه هو الظاهر في التلاوة، وعليه أتى التفسير، لأن المشركين صدوا النبي عليه السلام والمسلمين عن البيت، ومنعوهم دخول مكة، فهو أمر قد مضى، قال الله جلّ ذكره: لا يكسبنكم بغض قوم من أجل أن صدوكم عن المسجد الحرام الاعتداء. والفتح الاختيار، لأن عليه أتى التفسير أنه أمر قد مضى، وهو ظاهر اللفظ، ولأن أكثر القراء عليه. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 405).

(2)

سبق بيان حكم قراءة تا التفعل قريبًا بما أغنى عن ذكره هنا لقرب الموضعين.

(3)

قيد العلماء النون بالسكون لتخرج المتحركة وترك ذلك في التنوين لأن وضعه السكون وأكثرهم قسم أحكام الباب إلى أربعة إظهار وإدغام وقلب وإخفاء قيل والتحقيق أنها ثلاثة إظهار وإدغام محض وغير محض وإخفاء مع قلب وبدونه ودليل الحصر استقرائي لأن الحرف الواقع بعدهما إما أن يقرب من مخرجهما جدًّا أو لا، الأول: واجب الإدغام، والثاني: إما أن يبعد جدًّا أو لا، الأول: واجب الإظهار، والثاني: واجب الإحفاء فالإخفاء حينئذ حال بين الإدغام والإظهار وقيل بل خمسة والخلف لفظي: الأول الإظهار وهو عند حروف الحلق الستة وهي الهمزة نحو {وينأون} فقط {من آمن عاد إذ} والهاء {عنهم - من هاد - امرؤ هلك} والعين {أنعمت - من علم - حقيق على} والحاء {وانحر - من حكيم حميد) والغين {فسينغضون - من غل - ماء غير} والخاء {المنخنقة - إن خفتم - يومئذ خاشعة} فاتفق القراء على إظهار النون الساكنة والتنوين عند الستة لبعد المخرجين إلا أن أبا جعفر قرأ بإخفائهما عند الأخيرين الغين والخاء المعجمتين كيف وقعا لكن استثنى بعض أهل الأداء له {فَسَيُنْغِضُونَ} الإسراء 51 {يَكُنْ غَنِيًّا} النساء 135 {وَالْمُنْخَنِقَةُ} المائدة الآية 3 فأظهر فيها كالجمهور وفي البشر الاستثناء أشهر وعدمه أقيس. قال ابن الجزري: =

ص: 320

والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ} [3] قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب بكسر النون في الوصل

(1)

.

والباقون بالضم

(2)

.

وإذا وقف على "فَمَن" الكل ابتدؤوا بالضم، أي: بضم همزة الوصل.

وقرأ أبو جعفر "اضُطِر" بكسر الطاء

(3)

.

= (ثـ) ـمن

لا منخنق ينغض يكن بغض أبى

واقلبهما مع غنة ميما ببا

(شرح طيبة النشر 3/ 36، 37، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 46).

(1)

اختلف في {فمن اضطر} وبابه مما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة ويبدأ الفعل الذي يلي الساكن الأول بالضم وأول الساكنين أحد حروف (لتنود) والتنوين فاللام نحو {قل آدعو} والتاء نحو: {قالت اخرج} والنون نحو {فمن اضطر - أن اغدو} والواو {أو ادعوا} والدال {ولقد استهزئ} والتنوين {فتيلًا انظر} فأبو عمرو بكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التقاء للساكنين.

قال ابن الجزري:

والساكن الأول ضم

لضم همز الوصل واكسره (نـ) ـما

(فـ) ـز غير قل (حـ) ـلا وغير أو (حـ) ـما

والخلف في التنوين وإن يجر

(ز) ن خلفه (مـ) ـز

(التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 198، السبعة ص 174).

(2)

قال ابن الجزري:

والساكن الأول ضم

لضم همز الوصل واكسره نما

فز غير قل حلا وغير أو حما

والحجة لمن ضم أنه لما احتاج إلى حركة هذه الحروف كره الخروج من كسر إلى ضم فأتبع الضم الضم ليأتي باللفظ من موضع واحد، فإن قيل: فلم وافقهم أبو عمرو على الكسر إلا في الواو واللام وحدهما؟ فقل: لما احتاج إلى حركة الواو حركها بحركة هي منها لأن الضم فيها أسهل من الكسر ودليله قوله: {اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى} فإن قيل: فما حجة ابن عامر في ضم التنوين؟ فقل: الحجة له أن التنوين حركة لا تثبت خطًّا ولا يوقف عليه فكانت الحركة بما بعده أولى من الكسر، (التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 198، السبعة ص 174، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 92).

(3)

حيث وقعت لأن الأصل اضطررًا بكسر الراء الأولى فلما أدغمت الراء انتقلت حركتها إلى الطاء بعد سلبها =

ص: 321

قوله تعالى: {فِي مَخْمَصَةٍ غَيْر} [3] قرأ أبو جعفر بإخفاء التنوين عند الغين

(1)

.

والباقون بالإظهار

(2)

.

قوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ} [5] قرأ الكسائي بكسر الصاد فيهما

(3)

.

والباقون بالفتح

(4)

.

قوله تعالى: {وَهُوَ} [5] قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر، والكسائي، وقالون بإسكان الهاء

(5)

. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {وَأَرْجُلَكُمْ} [6] قرأ نافع، وابن عامر، والكسائي، ويعقوب،

= حركتها واختلف عن ابن وردان في {إلا ما اضطررتم إليه} (التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 198).

(1)

أظهر التنوين والنون الساكنة عند حروف الحلق الستة وهي الهمزة والهاء ثم العين والحاء ثم الغين والخاء عن القراء العشرة إلا أبا جعفر؛ فإنه أخفاهما عند الغين والخاء؛ نحو {والمنخنقة، وإن خفتم، يومئذ خاشعة} قال ابن الجزري:

أظهرهما عند حروف الحلق عن

كل وفي غين وخا أخفى (ثـ) ـمن

وحجته في ذلك: أن قربهما متمكن بحيث يوجب الإظهار أولا فيوجب الإخفاء (شرح طيبة النشر 3/ 36).

(2)

وحجة من أظهر غاية بعد المخرج مع تنوعها (شرح طيبة النشر 3/ 36).

(3)

أي هنَّ أحصنَّ أنفسهنَّ بالإسلام والعفاف، فذهب الكسائي إلى أنّ المحصنات المسلمات العفائف هن أحصن أنفسهن بالإسلام والعفاف والعرب تقول: أحصنت المرأة فهي محصنة وذلك إذا حفظت نفسها وفرجها، وحجته في فتح الحرف الأول وكسر ما عداه أن المعنى فيه غير موجود فيما عداه وذلك أن المحصنات ها هنا هن ذوات الأزواج اللاتي أحصنهن أزواجهن سوى ملك اليمين اللاتي كان لهن الأزواج فكن محصنات بهم فأحلهن بعد استبرائهن بالحيض فأما ما سوى هذا الحرف فإن المراد فيه ما ذكرنا من الإسلام والعفة. قال ابن الجزري:

والجمع حرم صن حمًا ومحصنه

في الجمع كسر الصاد لا الأولى رما

(4)

وحجة من فتح الصاد أي متزوجات أحصنهن أزواجهن والأزواج محصنون والنساء محصنات. قال أبو عمرو: الزوج يحصن المرأة والإسلام وكذلك {فإذا أحصن} أي أحصنهن الأزواج والإسلام قال: ولا تقول العرب هذا قاذف محصنة لا محصنات إلا محصنة ومحصنات، فتأويل المحصنات أزواجهن أعفوهن أو إسلامهن أحصنهن فهن محصنات بذلك (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 197، الهادي 2/ 147 - 148، التيسير ص 95، البشر 2/ 249، السبعة ص 230، زاد المسير 2/ 41).

(5)

سبق قريبًا.

ص: 322

وحفص بنصب اللام

(1)

. والباقون بالخفض

(2)

.

قوله تعالى: {مَرْضَى أَوْ} [6] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة. وقرأ نافع بالفتح، وبين اللفظين

(3)

.

وقرأ أبو عمرو بين بين

(4)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ} [6] قرأ أبو عمرو، وقالون، والبزي بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر

(5)

.

وقرأ ورش، وقنبل، ورويس، وأبو جعفر بتسهيل الثانية

(6)

. وعن ورش

(7)

، وقنبل - أيضًا - إبدال الثانية حرف مد.

والباقون بتحقيقهما، وهم على مراتبهم في المد.

(1)

ووجه النصب: أنها معطوفة على الوجوه والأيدي فأوجبوا الغسل عليهما، وعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر قال: كنت أقرأ أنا والحسن والحسين قريبًا من علي رضي الله عنه وعنده ناس قد شغلوه فقرأنا {وأرجلَكم} فقال رجل {وأرجلِكم} بالكسر فسمع ذلك علي عليه السلام فقال: ليس كما قلت ثم تلا {فاغسلوا وجوهكم

وامسحوا برؤوسكم وأرجُلكم

} هذا من المقدم والمؤخر في الكلام قلت: وفي القرآن من هذا التقديم والتأخير كثير قال الله {أحل لكم الطيبات

} ثم قال {والمحصنات من المؤمنات .. } وعطف بالمحصنات على الطيبات وقال {ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما} ثم قال {وأجل مسمى} فعطف الأجل على الكلمة وبينهما كلام فكذلك ذلك في قوله {وأرجلكم} عطف بها على الوجوه والأيدي على التقديم والتأخير، (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 221، البشر 2/ 254، المبسوط ص 184، السبعة ص 242، شرح طيبة النشر 4/ 226).

(2)

ووجه الخفض العطف على محل {رؤوسكم} قال سيبويه والأخفش وأبو عبيدة: منصوب لكنه كسر للمجاورة ورد بالواو، وأجيب بنحو:{وحور} والحق أن ما ثبت على غير قياس لا يتعدى، والمسموع من المجاورة كله بلا واو (شرح طيبة النشر 4/ 227).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

والمراد من قول المصنف: وأمال أبو عمرو بين بين التقليل وهو الإمالة الصغرى وقد يعبر عنها بلفظ بين بين، أو بين اللفظين، وكثيرًا ما يذكر المؤلف هذه العبارة عند ذكره للتقليل عن الأزرق أو أبي عمرو مما يوهم القارئ أن المراد بقوله بين بين شيء والمراد بقوله بين اللفظين شيء آخر، وليس الأمر كذلك بل هي ألفاظ مترادفة كلها بمعنى واحد.

(5)

سبق بيان حكم القراءة لمثل هذا الحرف قريبًا.

(6)

سبق بيانه (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 242).

(7)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

ص: 323

قوله تعالى: {لَامَسْتُمُ} قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بغير ألف بين اللام والميم

(1)

. والباقون بالألف

(2)

.

قوله تعالى: {اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ} [11] رسمت "نِعْمَت" هذه مجرورة؛ وقف عليها بالهاء: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب

(3)

. ووقف الباقون بالتاء.

وإذا وقف الكسائي، أمال الهاء على أصله

(4)

.

قوله تعالى: {مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [12] قرأ أبو جعفر بتسهيل الهمزة مع المد والقصر

(5)

.

(1)

قال ابن الجزري:

لامستم قصر معا شفا

وحجة من حذف الألف أنهم جعلوا الفعل للرجال دون النساء، والمراد باللمس ما دون الجماع كالقبلة والغمزة عن ابن عمر اللمس ما دون الجماع أراد اللمس باليد وهذا مذهب ابن مسعود وسعيد بن جبير وإبراهيم والزهري (شرح طيبة النشر 4/ 207، السبعة ص 234، الهادي 2/ 153، شرح شعلة ص 340، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 205).

(2)

وحجة من أثبت الألف: أي جامعتم والملامسة لا تكون إلا من اثنين الرجل بلامس المرأة والمرأة تلامس الرجل، ويؤيد ذلك: ما روي في التفسير قال علي بن أبي طالب: قوله {لامستم النساء} أي جامعتم ولكن الله يكني، وعن ابن عباس {أو لامستم} قال: هو الغشيان والجماع وقال: أن الله كريم يكني عن الرفث والملامسة والمباشرة والتغشي والإفضاء وهو الجماع (شرح طيبة النشر 4/ 207، السبعة ص 234، الهادي 2/ 153، شرح شعلة ص 340، حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 255).

(3)

الأصل اتباع الرسم لكل القراء، إلا أنه اختلف عنهم في أصل مطرد وكلمات مخصوصة فالأصل المطرد كل هاء تأنيث رسمت تاء نحو {رَحْمَت} و {نِعْمَتَ} و {شَجَرَتَ} فوقف عليها بالهاء خلافًا للرسم الكسائي وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، قال ابن الجزري:

وقف لكل باتباع ما رسم

حذفا ثبوتا اتصالا في الكلم

لكن حروف عنهمو فيها اختلف

كهاء أنثى كتبت تاء فقف

بالها (ر) جا (حق) وذات بهجه

(البشر 2/ 129، إتحاف فضلاء البشر ص 157).

(4)

فيصير النطق {نِعْمَهْ} .

(5)

وكيفية التسهيل لا تضبط إلا عن طريق التلقي، وإذا قرئ له بالإشباع على طريق العراقيين كان له ثلاثة أوجه، واعلم أن كل حرف مد واقع قبل همز مغير يجوز فيه المد والقصر؛ فالمد لعدم الاعتداد بالعارض=

ص: 324

وقرأ ورش بقصر الهمزة والمد

(1)

وقرأ الباقون بقصر الهمزة، وهم على مراتبهم في المد والقصر.

قوله تعالى: {فَقَدْ ضَلَّ} [12] قرأ ابن كثير، وقالون، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار الدال عند الضاد. والباقون بالإدغام

(2)

.

قوله تعالى: {قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} [13] قرأ حمزة، والكسائي بتشديد الياء، ولا ألف بين القاف والسين

(3)

. والباقون بألف بين القاف والسين، وتخفيف الياء

(4)

.

= وهو التسهيل، والقصر اعتدادًا بالعارض، قال ابن الجزري:

وفي كائن وإسرائيل ثبت

عطفًا على قوله:

وعنه سهل

(1)

المراد بقصر الهمزة: هي همزة البدل الواقعة قبل الباء، وهذا الوجه لورش من طريق الأزرق، وقد اختلف في مد الياء فيها كنظائره للأزرق فنص بعضهم على مدها واستثناها الشاطبي والوجهان في الطيبة. قال ابن الجزري:

......................

وأزرق إن بعد همز حرف مد

مد له واقصر ووسط كنأى

فالآن أوتوا إى ءآمنتم رأى

لا عن منون ولا الساكن صح

بكلمة أو همز وصل في الأصح

وامنع يؤاخذ وبعادًا الأولى

خلف وآلان وإسرائيلا

(انظر: شرح طيبة النشر 2/ 176، الإتحاف ص: 134، الهادي 1/ 176).

(2)

سبق بيان حكم دال قد، قبل صفحات قليلة مما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين.

(3)

قال ابن الجزري:

واقصر اشدد يا قسية رضى

والحجة لمن شدد أنه قال: أصلها قسيوة فلما اجتمعت الياء والواو والسابق ساكن قلبوا الواو ياء وأدغموها فالتشديد لذلك، وقال بعض اللغويين: معنى قاسية شديدة ومعنى قسية رديئة من قولهم: درهم قسي أي بهرج وقيل: معناهما لا يرق بالرحمة (شرح طيبة النشر 2/ 176، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 129، التيسير ص 99، زاد المسير 2/ 313).

(4)

وحجة من قرأ بألف أنه بناه على "فاعلة" قياسًا على قوله: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ} (سورة البقرة آية 74) وقوله: {فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ} (سورة الحديد آية 16) وقوله: {لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ} (سورة الزمر آية 22) و "فَعَل" إنما يأتي اسم الفاعل منه على "فاعلا" في أكثر كلام العرب، وأيضًا فإن "فعيلًا" و"فاعلًا" أخوان، نحو: رحيم وراحم، وعليم وعالم، لكن في "فعيل" معنى التكرير والمبالغة، و"فاعل" أكثر في الكلام من "فعيل". ومعنى "قاسية" غليظة بائنة عن الإيمان، قد نزعت منها الرحمة والرأفة. والقراءتان متقاربتان. (الكشف عن =

ص: 325

قوله تعالى: {نَصَارَى أَخَذْنَا} [14] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(1)

.

وقرأ ورش بين بين

(2)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَالْبَغْضَاءَ إِلَى} [14] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الهمزة الثانية بعد تحقيق الأولى

(3)

. والباقون بتحقيقهما، وهم على مراتبهم في المد.

قوله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ} [15] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام الدال في الجيم

(4)

. والباقون بالإظهار. وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(5)

.

وإذا وقف حمزة سهّل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر

(6)

.

قوله تعالى: {مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ} [16] اتفقوا على كسر هذه الراء؛ فلم يضمّها شعبة، فهي مستثناة دون غيرها، إلا ما رُوِيَ عن شعيب عنه، كسائر نظائره

(7)

.

= وجوه القراءات 1/ 408، شرح طيبة النشر 2/ 176).

(1)

قال ابن الجزري في النشر: وأما الألف التي بعد الصاد من {النصارى، ومن أنصاري} فاختلف فيها عن الدوري عن الكسائي. فأمالها أبو عثمان إتباعًا لإمالة ألف التأنيث وما قبلها من الألفاظ الخمسة {النصارى، وأسارى، وسكارى، وكسالى، واليتامى} (انظر البشر 2/ 66، والتيسير ص: 150).

(2)

هو ورش من طريق الأزرق.

(3)

سبق قريبًا. قال ابن الجزري:

وعند الاختلاف الأخرى سهلن

حرم حوى غنا

الخ

(انظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، البشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (3821)، المبسوط (ص: 42، 43).

(4)

سبق بيان حكمها قريبًا (وانظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(5)

سبق قبل قليل.

(6)

هذا الوجه ضعيف وغير مقروء به.

(7)

وقد أشار ابن الجزري إلى هذا الخلاف في قوله:

رضوان ضم الكسر (صـ) ـلف وذو السبل

خلف

ص: 326

قوله تعالى: {إِلَى صِرَاطٍ} [16] قرأ قنبل، ورويس بالسين

(1)

. وقرأ خلف - عن حمزة - بالإشمام، كالزاي

(2)

. والباقون بالصاد.

قوله تعالى: {قُلْ فَلِمَ} [18] قرأ يعقوب، والبزي - بخلاف عنه - بإلحاق هاء السّكْت في الوقف

(3)

. والباقون بغيرها. وفي الوصل: الجميع بغير هاء.

قوله تعالى: {إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ} [20] قرأ أبو عمرو، وهشام بإدغام ذال "إذْ" في الجيم. وقرأ الباقون بالإظهار

(4)

.

قوله تعالى: {أَنْبِيَاءَ} [20] قرأ نافع بالهمزة

(5)

. والباقون بالياء، وهم على مراتبهم في المد.

قوله تعالى: {وَآتَاكُمْ} [20] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(6)

.

وقرأ نافع بالفتح، وبين اللفظين

(7)

. والباقون بالفتح.

(1)

سبق بيان حكم قراءة الصراط والسراط: قبل صفحات قليلة (وانظر: شرح النويري على طيبة البشر 2/ 47، 48، الحجة لابن خالويه 1/ 36، 37، حجة القراءات لابن زنجلة ص 85).

(2)

أي أن خلف عن حمزة قرأ بالصاد المشمة صوت الزاي حيث وقعا، وحجته في ذلك أنه لما رأى الصاد فيها مخالفة للطاء في الجهر؛ لأن الصاد حرف مهموس والطاء مجهور أشم الصاد لفظ الزاي للجهر الذي فيها؛ فصار قبل الطاء حرف يشابهها في الإطباق وفي الجهر (انظر الكشف من وجوه القراءات 1/ 34).

(3)

يقف البزي ويعقوب على خمس كلمات هي {فيم - لم - عم - بم - مم} يقفان عليها بهاء السكت بخلف عنهما، قال ابن الجزري:

فيمه لمه عمه بمه

ممه خلاف هب ظبى

(الهادي 1/ 372).

(4)

وهذه قاعدة مطردة في القرآن الكريم لأبي عمرو وهشام؛ فهما يقرآن بإدغام ذال إذ في الجيم قولًا واحدًا، وأن الباقين يقرأون بإظهارها، قال ابن الجزري:

إذ في الصفير وتجد أدغم (حـ) ـلا (لـ) ـي

ووجه الإظهار أنه الأصل، ووجه الإدغام التشارك في بعض المخرج ووجه الإظهار بعد المخرج، ووجه التفرقة الجمع بين اللغات (شرح طيبة النشر 3/ 3، 4).

(5)

سبق قريبًا بيان القراءة وتوجيهها بما أغنى عن إعادته لقرب الموضعين.

(6)

سبق بيان حكم الإمالة قريبًا.

(7)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

ص: 327

قوله تعالى: {قَوْمًا جَبَّارِينَ} [22] قرأ الدوري - عن الكسائي - بالإمالة بحضة

(1)

.

وقرأ ورش بالفتح، وبين اللفظين

(2)

. وقرأ الباقون بالفتح.

قوله تعالى: {عَلَيْهِمُ الْبَابَ} [23] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب - في الوصل - بضم الهاء والميم

(3)

. وقرأ أبو عمرو بكسر الهاء والميم. والباقون بكسر الهاء، وضم الميم. وفي الوقف: قرأ حمزة، ويعقوب بضم الهاء. والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {قَالُوا يَامُوسَى} [24] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(4)

.

وقرأ نافع بالفتح، وبين اللفظين

(5)

، وأبو عمرو بين بين. والباقون بالفتح.

(1)

اختص الدوري من الكسائي بإمالة الكلمات الآتية: 1 - {هُدَايَ} (البقرة 38)، و (طه 123. 2 - {مَثْوَايَ} (يوسف 23). 3 - {وَمَحْيَايَ} (الأنعام 162). 4 - {آذَانِنَا} حيث وقع. 5 - {آذَانِهِمْ} حيث وقع. 6 - {الْجَوَارِ} وهو في ثلاثة مواضع وهي: الشورى 32، الرحمن 24، التكوير 16، 7 - {بَارِئِكُمْ} (البقرة 54)، 8 - {طُغْيَانِهِمْ} حيث وقع. 9 - {كَمِشْكَاةٍ} (النور 35). 10 - {جَبَّارِينَ} المائدة 22، الشعراء 130). 11 - {أَنْصَارِي} (آل عمران 52، الصف 14). 12 - {وَسَارِعُوا} وبابه أي كل ما جاء منه. قال ابن الجزري:

رؤياك مع هداي مثواي توى

محياي مع آذاننا آذانهم

جوار مع بارئكم طغيانهم

مشكاة جبارين مع أنصاري

وباب سارعوا

(الهادي 1/ 302).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق.

(3)

سبق نظيره قريبًا.

(4)

أمال حمزة والكسائي وخلف ألفات التأنيث كلها وهي كل ألف زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:

وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه

وفتحهُ ومابيباء رسمه

ويندرج تحت قوله "وما بياء رسمه" موسى وعيسى ويحيى كما أمال الثلاثة كل ألف منقلبة من ياء حيث وقعت في القرآن الكريم سواء كانت في الاسم أو الفعل كموسى وعيسى ويحيى والأشقى والهدى، وأتى، وسعى إلخ وتعرف ذوات الياء من الأسماء بالتثنية، ومن الأفعال برد الفعل (البشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة البشر 3/ 55، 56).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط وهو الذي رواه عنه الداني في التيسير والمفردات وغيرهما (البشر 2/ 50).

ص: 328

قوله تعالى: {فَلَا تَأْسَ} [26] قرأ أبو جعفر، وورش، وأبو عمرو - بخلاف عنه - بإبدال الهمزة ألفًا وقفًا ووصلًا، وحمزة وقفًا لا وصلًا. والباقون بالهمزة

(1)

.

قوله تعالى: {نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ} [27] قرأ ورش بنقل حركة همزة "آدَم" إلى الياء من "ابنَي" فتصير الياء مفتوحة، وله في الهمزة المنقولة حركتها - المد والتوسط والقصر

(2)

.

وسكت خلف عن حمزة على الياء قبل الهمزة في الوصل، بخلاف عنه

(3)

.

والباقون بإسكان الياء، وتحقيق همزة آدم.

فإن قيل: الياء ليس بساكن صحيح، فكيف ينقل ورش، ويسكت خلف؟

قيل: لما تغيّرت الحركة قبل الياء من الكسر إلى الفتح، ألحق بالصحيح.

قوله تعالى: {بَسَطْتَ} [28] هنا تدغم الطاء في التاء، وتبقى صفة الطاء.

قوله تعالى: {يَدِيَ إِلَيْكَ} [28] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وحفص بفتح الياء. والباقون بالسكون.

(1)

ألف تأسا بدل من واو لأنه من الأسى الذي هو الحزن وتثنيته أسوان ولا حجة في أسيت عليه لانكسار السين ويقال: رجل أسوان بالواو وقيل: هي من الياء يقال: رجل أسيان أيضًا (إملاء ما منَّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات 1/ 213).

(2)

وقرأ ورش عن نافع أنه كان يلقي حركة الهمزة على اللام التي قبلها مثل: {الأرض} و {الآخرة} و {الأسماء} بلا همزة في ذلك كله ويسقط الهمزة، وكذلك إذا كان الساكن آخر كلمة والهمزة أول أخرى ألقى حركتها على الساكن وأسقطها مثل {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} و {مَنْ إِلَهٌ} [القصص 71] وما أشبه ذلك؛ إلا أن يكون الساكن الذي قبلها واوًا قبلها ضمة {قَالُوا أَنْصِتُوا} الأحقاف 29 أو ياء قبلها كسرة مثل {فِي أَنْفُسِكُمْ} البقرة 235؛ فإنه لا يدع الهمز ههنا ولم يكن يلقي عليها حركة الهمزة، فإذا انفتح ما قبل الواو والياء وهي ساكنة ولقيتها همزة ألقى عليها حركة الهمزة وأسقط الهمزة مثل {خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} البقرة 14 و {نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ} المائدة 27 وما كان مثله من الإضافة، قال ابن الجزري:

وانقل إلى الآخر غير حرف

مد لورش إلا ها كتابيه أسد

(التيسير ص 36، إتحاف فضلاء البشر ص 83، السبعة في القراءات لابن مجاهد البغدادي ج 1/ ص 148، البشر 1/ 409).

(3)

وكذا السكت عن خلاد.

ص: 329

وإذا وقف حمزة على قوله تعالى: {لِأَقْتُلَكَ} [28] فله التحقيق

(1)

، وإبدال الهمزة ياءً؛ لأنه متوسط بزائد. وقيل: إن البدل - هنا - يغيّر المعنى، ولا يعوّلُ على ذلك؛ (لئلا تنخرم) القاعدة.

قوله تعالى: {إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ} [28] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر بفتح الياء في الوصل. والباقون بالإسكان

(2)

.

قوله تعالى: {إِنِّي أُرِيدُ} [29] قرأ نافع، وأبو جعفر بفتح الياء في الوصل

(3)

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ

فَأُوَارِيَ} [31] قرأ الدوري عن الكسائي بالإمالة محضة فيهما

(4)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {سَوْءَةَ} [31] قرأ ورش بالمد والتوسّط على الواو

(5)

. والباقون بالقصر.

(1)

سبق بيان معنى التحقيق قريبًا (انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص: 91، وشرح طيبة النشر للنويري 4/ 9، والمبسوط في القراءات العشر ص: 126).

(2)

سبق بيان حكم مثل هذه الياء قريبًا.

(3)

قال الداني في التيسير في القراءات السبع (1/ 66): كل ياء بعدها همزة مضمومة نحو قوله عز وجل {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ} و {إِنِّي أُمِرْتُ} وشبهه فنافع وأبو جعفر يفتحانها حيث وقعت، ويستثنى من ذلك {آتوني أفرغ عليه} {بعهدي أوف بعهدكم} واختلف عن أبي جعفر وحده في قوله تعالى {وأني أوف} والباقون يسكنونها ووجه فتح الياء هو الاستمرار على أصولهما، وعادل زيادة الثقل قلة الحروف، قال ابن الجزري:

وعند ضم الهمز عشر فافتحن

(مدًا) وأني أوف بالخلف (ثـ) ـمن

(شرح طيبة النشر 3/ 276).

(4)

أمال يواري وفأواري الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير وفتحه من طريق جعفر التي هي طريق الشاطبية كأصلها فحكاية الشاطبي للإمالة تعقبها في البشر بأنها ليست من طرقه ومثله {يواري} بالأعراف و {تمار} بالكهف، قال ابن الجزري:

تمار مع يواري مع توار مع

عين يتامى عنه الاتباع وقع

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر الدمياطي ج 1/ ص 252).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط، وقد اختلف عن الأزرق في واو {سوءاتهما} و {سوءاتكم}؛ حيث قال ابن الجزري في البشر (1/ 347): فإني لا أعلم أحدًا روى الإشباع في هذا الباب إلا وهو يستثني {سوءات} فعلى هذا يكون الخلاف دائرًا بين التوسط والقصر؛ أي عدم المد مطلقًا. قال ابن الجزري في باب المد والقصر: =

ص: 330

وإذا وقف حمزة، نقل حركة الهمزة إلى الواو. وقيل:(إنه - أيضًا - يشدد) الواو؛ على قول من يجري الأصل مجرى الزائد؛ وهو ضعيف

(1)

.

قوله تعالى: {قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ} [31] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة، ونافع بالفتح، وبين اللفظين، والدوري - عن أبي عمرو - بالإمالة بين بين

(2)

.

والباقون بالفتح

(3)

وإذا وقف رويس على" وَيْلَتَى"، ألحق الألف بهاء السكت، بخلاف عنه

(4)

.

قوله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ} [32] قرأ أبو جعفر بكسر الهمزة، ونقل حركتها إلى نون "مِنْ"

(5)

. والباقون بإسكان النون وقطع الهمزة بالفتح، وورش على أصله من النقل؛ وكذا حمزة على أصله في السكت وتركه، والنقل - بخلاف عنه - في الوقف

(6)

.

= وحرفي اللين قبيل همزة عنه امددن

ووسطن بكلمة لا موئلا موؤدة

(1)

ما ذكره المؤلف كلام غير صحيح، فهو ليس بضعيف، وإنما لحمزة في الواو والياء الأصليين، وكذا الزائدتين النقل والإدغام لقول ابن الجزري:

والواو واليا إن يزادا أدغما

والبعض في الأصلي أيضا أدغما

(2)

والحجة لمن أماله أنه أوقع الإمالة على الألف فأماله لميل الألف (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي 1/ 112، السبعة ص 464).

(3)

والحجة لمن فتح أنه أتى به على الأصل وأراد فيه الندبة فأسقط الهاء وبقي الألف على فتحها (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 265).

(4)

قال ابن الجزري:

وويلتي وحسرتي وأسفي وثم (غـ) ـر

(5)

الكسر والفتح في همزة {أجل} لغتان إلا أن معنى {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ} أي من جناية ذلك وجريرته، أما معنى {من أجل} بالفتح بمعنى جر وسبب، وهما متقاربان في المعنى. قال ابن الجزري:

من أجل كسر الهمز والنقل ثنا

(شرح طيبة النشر، الهادي 2/ 171).

(6)

أجمع القراء على إسكان النون وتحقيق الهمزة إلا ما رواه أبو جعفر من كسر الهمزة ونقل حركتها إلى النون، وما رواه ورش عن نافع من فتح النون وحذف الهمزة وطرح حركتها على النون، والحجة له أنه استثقل الهمزة محققة فلما وقع قبلها ساكن استروح إلى نقل حركتها إليه وإلقائها لأنه قد صار عليها دليل من حركة الساكن ومثله في قراءته {قد أفلح} ومعنى من أجل ذلك من أجل قتل ابن آدم أخاه (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 253، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 130). =

ص: 331

قوله تعالى: {بَنِي إِسْرَائِيلَ} [32] قرأ أبو جعفر بتسهيل الهمزة مع المد والقصر

(1)

، وورش

(2)

بالمد والقصر على الهمزة

(3)

.

وهم على مراتبهم في المد والقصر

(4)

.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا} [32] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام الدال في الجيم

(5)

. والباقون بالإظهار.

وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(6)

.

وإذا وقف حمزة سهّل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - البدل مع المد والقصر

(7)

، وسكن السين من "رُسْلُنَا" أبو عمرو

(8)

. والباقون بالضم

(9)

.

(1)

سبق قريبًا توضيح معنى التسهيل.

(2)

من طريق الأزرق فقط.

(3)

المراد همز البدل.

(4)

هذا الوجه لورش من طريق الأزرق، وقد اختلف في مد الياء فيها كنظائره للأزرق فنص بعضهم على مدها واستثناها الشاطبي والوجهان في الطيبة. قال ابن الجزري:

........................

وأزرق إن بعد همز حرف مد

مد له واقصر ووسط كنأى

فالآن أوتوا إى أأمنتم رأى

لا عن منون ولا الساكن صح

بكلمة أو همز وصل في الأصح

وامنع يؤاخذ وبعادًا الأولى

خلف وآلان وإسرائيلا

(انظر: شرح طيبة النشر 2/ 176، الإتحاف ص: 134).

(5)

وعلة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(6)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزرى في البشر 2/ 60: واختلف عن هشام {شَاء} و {جاء} و {زاد} {خاب} في طه 61 فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

(7)

هو وجه شاذ لا يقرأ به.

(8)

يقرأ أبو عمرو {رسلنا} و {رسلكم} و {رسلهم} و {سبلنا} إذا كان بعد اللام حرفان بإسكان السين والباء حيث وقع وكذلك مذهبه في {سبلنا} فإذا كان بعد اللام حرف ضم السين مثل {رسله} وحجته أنه استثقل حركة بعد ضمتين لطول الكلمة وكثرة الحركات فأسكن السين والباء فإذا قصرت الكلمة لم يسكن السين (التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 485 حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 225).

(9)

وحجتهم أن بناء فعول وفعيل على فعل بضم العين في كلام العرب ولم تدع ضرورة إلى إسكان الحرف =

ص: 332

قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ} [39] قرأ أبو عمرو، ويعقوب بإدغام الدال في الظاء، بخلاف عنهما

(1)

.

قوله تعالى: {لَا يَحْزُنْكَ} [41] قرأ نافع بضم الياء، وكسر الزاي

(2)

والباقون بفتح الياء، وضم الزاي.

قوله تعالى: {يُسَارِعُونَ} [41] قرأ الدوري - عن الكسائي - بالإمالة محضة

(3)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} [42]، {وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ} [62] قرأ بإسكان الحاء: نافع، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، وخلف. والباقون بالضم

(4)

.

قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ} [43] قرأ أبو عمرو، وابن ذكوان، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(5)

، وورش - من طريق الأصبهاني، ومن طريق الأزرق - بين

= فتركوا الكلمة على حق بنيتها (التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 85، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 225).

(1)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا، وقد سبق توضيح ذلك مرارًا، (وانظر: الهادي 1/ 140 - 142، إتحاف فضلاء البشر ص 42، التيسير ص 24).

(2)

وهذه قاعدة مطردة أن نافعًا يقرأ لفظ {يحزن} في كل القرآن بضم الياء وكسر الزاي ما عدا سورة الأنبياء فلا يقرأ في سورة الأنبياء إلا أبو جعفر، وحجة نافع قول العرب هذا أمر محزن، قال ابن الجزري:

يحزن في الكل اضمما

مع كسر ضم أم الأنبياء ثما

(الهادي 2/ 129، حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 181).

(3)

وروى أبو عمر الدوري عن الكسائي قوله: {وسارعوا} و {يسارعون} و {نسارع لهم} بالإمالة وروى غيره عن الكسائي بغير إمالة (السبعة في القراءات لابن مجاهد البغدادي ج 1/ ص 216، إتحاف فضلاء البشر ص 232).

(4)

وهما لغتان يراد بهما اسم الشئ المسحوت، وليسا بمصدرين، يقال: سحَتَه الله إذا استأصله، فكأنه يسحت بدين آكله أي يذهبه. ويقال: سحته إذا ذهب به قليلًا، وأصله أكل الرُّشا في الأحكام (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 408).

(5)

أمال المشار إليهم لفظ {التوراة} حيث وقع وهو أحد وعشرون حرفا فيصير النطق {التّوْرِية} ، قال ابن الجزري:

توراة (مـ) ـن (شفا)(حـ) ـكيمًا ميلا

(النشر 2/ 60، 61، شرح طيبة النشر 3/ 135، إتحاف فضلاء البشر ص 170).

ص: 333

بين

(1)

، وعن حمزة - من طريق العراقيين - محضة، ومن طريق المغاربة بين بين

(2)

، واختلف - أيضًا - عن قالون: فروى جمهور المغاربة عن قالون بين بين، وروى عنه الفتح جمهور العراقيين

(3)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَاخْشَوْنِ وَلَا} [44] قرأ يعقوب بإثبات الياء بعد النون وقفًا ووصلًا.

وقرأ أبو عمرو، وأبو جعفر بإثبات الياء وصلًا لا وقفًا

(4)

.

وقرأ الباقون بحذف الياء وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ} [45] لا خلاف في أن "النّفْس" بالنصب للجميع، وإنما الخلاف

(1)

لم يمل أحد للأصبهاني عن ورش حرفًا من الحروف إلا التوراة، فإنه أمالها محضة، وقال ابن الجزري:

وغيرها للأصباني لم يمل

(البشر 2/ 61، 62، شرح طيبة النشر 3/ 136).

(2)

أما الإمالة المحضة فقد رويت عنه في المستنير والجامع لابن فارس والمبهج والكامل والتجريد، وبه قرأ الداني عن شيخه أبي الفتح، أما الإمالة بين اللفظين فهي التي في التذكرة والتيسير والعنوان والشاطبية وبها قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون وعلى أبي الفتح أيضًا (النشر 2/ 62).

(3)

أما الإمالة بين اللفظين فقد نقلها عنه صاحب الكامل والتبصرة والتذكرة والتلخيصين وبها قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون وقرأ بها أيضا على شيخه أبي الفتح عن قراءته على السامري من طريق الحلواني وهو ظاهر التيسير، أما قراءة الفتح فقد نقلها عنه صاحب الإرشاد والغاية والمستنير والجامع والتجريد، وبها قرأ الداني على أبي الفتح أيضًا من طريق أبي نشيط، وهي الطريق التي في التيسير وقد ذكر الوجهين جميعًا الشاطبي (البشر 2/ 61).

(4)

قرأ أبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب بإثبات ثمان ياءات وهي {واتقوني يا أولي} بالبقرة 197 و {وخافوني إن} بآل عمران 175 و {واخشوني ولا} بالمائدة 44 و {وقد هداني} بالأنعام 80 و {ثم كيدوني} بالأعراف 195 و {ولا تخزوني} بهود 78 {بما أشركتموني} بإبراهيم 22 و {وأتبعوني هذا} بالزخرف 61 وكل على أصله ووافقهم هشام في {كيدوني} بالأعراف بخلف عنه، قال ابن الجزري:

تخزون في اتقون يا اخشون ولا

وتبعون زخرف ثوى حلا

خافون أن أشركتمون قد هذا .... ن عنهم

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 154، التيسير ص 101، السبعة ص 130، الهادي 1/ 417).

ص: 334

بين القرّاء من "العين" إلى "الجروح". فقرأ الكسائي من "العين" إلى "الجروح" بالرفع في الخمسة

(1)

.

وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر من "العين" إلى "السن" بالنصب، و"الجروح" بالرفع

(2)

.

وقرأ الباقون، وهم: نافع، وعاصم، وحمزة، ويعقوب، وخلف بالنصب في الجميع

(3)

. وسكّن ذال "الأذن" و"الأذن": ............................

(1)

قال ابن الجزري:

والعين والعطف ارفع الخمس رنا

وفي الجروح ثعبُ حَبرٍ كم ركا

ووجه القراءة أنه على الاستئناف، والواو لعطف جملة اسمية على أخرى، على تقدير أن "أن" وما في حيزها من قوله تعالى:{أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} في محل رفع باعتبار المعنى، وحينئذ يكون المعنى: وكتبنا على بني إسرائيل في التوراة: النفس تقتل بالنفس، والعين تفقأ بالعين، والأنف يجدع بالأنف، والأذن تقطع بالأذن، والسن تقلع بالسن، والجروح قصاص، أي يقتص فيها إذا أمكن كاليد، والرجل، ونحو ذلك. (الهادي 2/ 171).

(2)

عطفًا على اسم {أنّ} ورفع {والجروحُ} قطعًا لها عما قبلها، على أنها مبتدأ، و {قصاص} خبر. وحجة من رفع أنه عطفه على موضع {النفس} ، لأن "إن" دخلت على الابتداء، فلما تمت بخبرها، وهو {بالنفس} ، عطف {والعين} على موضع الجملة. وموضعها الابتداء والخبر، فهو عطف جملة على جملة، وعطف ما بعد العين عليها. ويجوز أن يكون عطف على معنى الكلام، لأن معنى الكلام: وكتبنا عليهم فيها، قلنا لهم: النفس بالنفس، فعطف على المعنى على الابتداء والخبر، ويجوز أن يكون عطف {والعين} على المضمر المرفوع، الذي في {النفس} ، وحسُن ذلك، وإن لم يؤكده، كما قال تعالى:{مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا} (سورة الأنعام آية 145 ولا تكون "لا" عِوضًا من التأكيد، لأنها بعد حرف العطف، ولو كانت قبل الحرف لحسُن أن تكون عِوضًا. وقد روى أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بالرفع في "العين" وما بعد ذلك إلى "قصاص". (الهادي 2/ 171، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 409).

(3)

وحجة من نصب أنه عطفه على لفظ "النفس" فهو ظاهر التلاوة. وأعمل {أن} في {النفس} وفيما عطف على {النفس} ولم يقطع بعض الكلام من بعض، وجعل {قصاصًا} هو خبر {أن} ، إذا نصب {الجروح} فإن رفعت {الجروح} ، فعلى الابتداء و {قصاص} خبره، وخبر {أن} في المجرور في قوله:{بالنفس} و"بالعين وبالأنف وبالأذن" كل مخفوض خبر لما قبله. وحجة من رفع" الجروح" أنه عطف على ما قبله، أن كان يقرأ برفع ما قبله، وإن كان يقرأ بنصب ما قبله، فإنما رفعه على الابتداء، والقطع مما قبله، و"قصاص" خبره، فيكون إذا قطعته مما قبله ليس مما كتب عليهم في التوراة، إنما هو استئناف شريعة لأمة محمد، وقد أجمعوا على الرفع، على القطع، في قوله:{وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} (سورة آل=

ص: 335

نافع

(1)

، ورفع الباقون.

وورش على أصله في النقل في "الأنف" و"الأذن"؛ وكذا الخلاف عن أبي جعفر، وعن حمزة في الوقف؛ وكذا السكت عن حمزة في الوصل.

قوله تعالى: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ} [47] قرأ حمزة بكسر اللام، ونصب الميم

(2)

.

والباقون بالجزم فيهما

(3)

.

قوله تعالى: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ} [47] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الجيم

(4)

. والباقون بالفتح.

= عمران آية 68) وعلى قوله: {وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} (سورة الجاثية آية 19) فكذلك "الجروح" وقيل: إنما رفع لأنه عطفه على موضع "النفس" وقيل: عطفه على المضمر المرفوع، الذي في {بالنفس} ، والاختيار الرفع، للعلل التي ذكرنا، ولأنه مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأن خبره مخالف لخبر ما قبله من الجمل، ولمخالفة إعراب ما بعده إعراب خبر ما قبله، فالرفع في {الجروح} قوي من جهة الإعراب، والنصب قوي من جهة المعنى، واتصال بعض الكلام ببعض، فهو أيضًا قوي مختار، وإذا عطفته على ما قبله، فنصبته فهو مما كتب عليهم في التوراة. وبالنصب في "العين" وما بعد ذلك قرأ أبي بن كعب. فأما ضم الذال من "أذن" وإسكانها فلغتان، كالسّحْت والسّحُت. والاختيار في ذلك كله ما عليه الجماعة، لأنه محمول في النصب على اتصال بعض الكلام ببعض، غير منقطع بعضه عن بعض، ومحمول على أنه كله مكتوب في التوراة.

(الكشف عن وجوه القراءات 1/ 409).

(1)

قال الناظم:

هزءا سكن ضم (فتى) كفؤا (فتى)(ظـ) ـن

الأذن أذن (ا) تل

(2)

قال ابن الجزري:

وليحكم أكسر وانصبن محركا

وحجة من كسر اللام أنه جعلها لام "كي"، فنصب الفعل بها، على معنى: آتيناه الإنجيل لكي يحكم أهل الإنجيل، يعني عيسى، لأن إنزال الإنجيل كان بعد حدوث عيسى فلا يبتدأ به (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 410).

(3)

وحجة من أسكن اللام أنه جعلها لام الأمر، فهو الزام مستأنف يبتدأ به، أمَرَ الله أهل الإنجيل بالحكم بما أنزل في الإنجيل، كما أمر النبي عليه السلام بالحكم بما أنزل عليه، فقال:{وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} (سورة المائدة آية 49) وهو الاختيار، لأن الجماعة عليه، ولأن ما أتى بعده، عن الوعيد والتهديد. يدل على أنه أمر لازم، إلزام عن الله لأهل الإنجيل. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 411).

(4)

سبق توضيح الخلاف عن هشام في {شَاء} و {جاء} و {زاد} {خاب} قبل صفحات قليلة.

ص: 336

وإذا وقف حمزة، سهّل الهمزة مع المد والقصر، وله أيضًا إبدالها مع المد والقصر

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ} [48] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الشين

(2)

. والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة، وهشام على "شاء"، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسّط والقصر.

قوله تعالى: {فِي مَا آتَاكُمْ} [48]"في" هنا مقطوعة من "ما"

(3)

.

قوله تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ} [49] قرأ - في الوصل - أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب بكسر النون. والباقون بالضم

(4)

.

قوله تعالى: {يَبْغُونَ} [50] قرأ ابن عامر بتاء الخطاب

(5)

. والباقون بياء الغيبة

(6)

.

(1)

قال ابن الجزري:

إذا اعتمدت الوقف خفف همزة

توسط أو طرفا لحمزة

فإن يسكن بالذي قبل أبدل

وإن يحرك عن سكون فانقل

إلا موسطا أتى بعد ألف سهل

وقوله:

والمد أولى وإن تغير السبب

وبقي الأثر أو فاقصر أحب

(2)

سبق بيان خلاف هشام في {شَاء} و {جاء} و {زاد} {خاب} .

(3)

اختلفوا في قطع في عن ما في قوله تعالى {لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ} وهو ثاني المواضع العشرة المختلف فيها (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 259).

(4)

في أن وجهان: أحدهما: أنها مصدرية والأمر صلة لها، وفي موضعها ثلاثة أوجه: أحدها: نصب عطفًا على الكتاب في قوله {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ} أي وأنزلنا إليك بالحق الحكم. والثاني: جر عطفًا على الحق؛ أي أنزلنا إليك وبالحكم، ويجوز على هذا الوجه أن يكون نصبًا لما حذف الجار. والثالث: أن يكون في موضع رفع تقديره وأن أحكم بينهم بما نزل الله أمرنا أو قولنا (التيسير ص 78، إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات 1/ 217).

(5)

والحجة لمن قرأ بالتاء أن معناه والله أعلم قل يا محمد للكفرة إذا كنتم لا تحكمون بما في كتب الله عز وجل أفتبغون حكم الجاهلية، والحجة لمن قرأه بالياء أنه إخبار من الله تعالى عنهم في حال الغيبة فدل بالياء على ذلك.

(6)

قال ابن الجزري:

يبغون عن حما

والحجة لمن قرأ بالياء أي أيطلب هؤلاء اليهود حكم عبدة الأوثان وحجتهم ما تقدم وهو قوله قبلها {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ} ، وحجته أيضًا أن الخطاب قد انقضى بالفصل بينه وبين =

ص: 337

قوله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ} [52] قرأ السُّوسِيّ - في الوصل - بالإمالة، بخلاف عنه

(1)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {يُسَارِعُونَ} [52] قرأ الدوري (عن الكسائي) بالإمالة

(2)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا} [53] قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر بغير واو قبل "يقول"

(3)

والباقون بالواو

(4)

. ونَصَبَ اللام: أبو عمرو، ويعقوب

(5)

.

= ذلك بقوله {فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (حجة القراءات لابن زنجلة ص 228، إتحاف فضلاء البشر ص 218، السبعة ص 244).

(1)

وقوله {فترى الذين} يجوز أن يكون من رؤية العين فيكون {وَيُسَارِعُونَ} في موضع الحال، ويجوز أن يكون بمعنى تعرف فيكون {يُسَارِعُونَ} حالًا أيضًا، ويجوز أن يكون من رؤية القلب المتعدية إلى مفعولين فيكون {يُسَارِعُونَ} المفعول الثاني (إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات 1/ 218، إتحاف فضلاء البشر ص 254).

(2)

قرأ أبو عمر الدوري عن الكسائي قوله: {وَسَارِعُوا} و {وَيُسَارِعُونَ} و {نُسَارِعُ لَهُمْ} بالإمالة وروى غيره عن الكسائي بغير إمالة (السبعة في القراءات لابن مجاهد البغدادي ج 1/ ص 216، إتحاف فضلاء البشر ص 232).

(3)

وحجتهم ما روي عن مجاهد في تفسيره {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ} فتح مكة {أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا} أي حينئذ {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} أي ليس كما قالوا، ووجه حذف الواو أنه جواب على سؤال مقدر تقديره: ماذا يقول المؤمنون حين ترى الذين في قلوبهم يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 229، النشر 2/ 254، الغاية ص 140).

(4)

قال ابن الجزري:

........................ وقبلا

يقول واوه كفى (حـ) ـز (ظـ) ـلا

وحجة القراءة: أنه على الانقطاع من الكلام المتقدم فابتدأ الخبر عن قول الذين آمنوا، وقد يجوز أن تكون مردودة على قوله {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا} أي وترى الذين آمنوا يقولون {أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ} . (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 230، الهادي 2/ 173).

(5)

والحجة لمن نصب أنه رده على قوله أن يأتي وأن يقول، وقيل: وجه النصب: أنه معطوف على قوله تعالى قبل {فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} لأن {فَيُصْبِحُوا} منصوب المحل بأن مضمرة بعد فاء السببية (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 132، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 229، الغاية ص 140).

ص: 338

والباقون بالرفع

(1)

.

قوله تعالى: {مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ} [54] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر بدالين: الأولى مكسورة، والثانية ساكنة

(2)

.

وقرأ الباقون بدال واحدة مشدّدة مفتوحة

(3)

.

قوله تعالى: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ} [54] هذه الياء ثابتة في الرسم، فيوقف عليها بالياء، وهي في الوصل محذوفة؛ لالتقاء الساكنين

(4)

.

قوله تعالى: {هُزُوًا} [57] قرأ حفص بالواو وقفًا ووصلًا

(5)

. وقرأ حمزة بالواو وقفًا

(1)

قال ابن الجزري:

وارفع سوى البصري

فالحجة لمن رفع أنه ابتدأ بالفعل فأعربه بما وجب له بلفظ المضارعة، (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1 / ص 131، الهادي 3/ 173).

(2)

فيصير النطق {يَرْتَدِدْ} بدالين الأولى مكسورة، والثانية ساكنة مع فك الإدغام، وذلك لأن حكم الفعل مضعف الثلاثي إذا دخل عليه جازم جاز فيه الإدغام وفكه، نحو: لم يرد، ولم يردد، قال ابن الجزري:

وعم يرتدد

والحجة لمن أظهر أنه أتى بالكلام على الأصل ورغب مع موافقة اللغة في الثواب إذ كان له بكل حرف عشر حسنات، والإدغام لتميم والإظهار لأهل الحجاز وقد جاء التنزيل بالأمرين {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} {وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ} (النشر 2/ 255، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه 1/ 133، السبعة ص 245، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع 2/ ص 431).

(3)

والحجة لمن أدغم أنه لغة أهل الحجاز لأنهم يدغمون الأفعال لثقلها كقوله تعالى {إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا} ويظهرون الأسماء لخفتها كقوله {عَدَدَ سِنِينَ} ليفرقوا بذلك بين الاسم والفعل، قال الأصفهاني في المفردات في غريب القرآن (1/ 192): والارتداد والردة الرجوع في الطريق الذي جاء منه لكن الردة تختص بالكفر والارتداد يستعمل فيه وفي غيره قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ} وقال {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ} وهو الرجوع من الإسلام إلى الكفر، وقال عز وجل {فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} وقوله تعالى {وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ} أي إذا تحققتم أمرًا وعرفتم خيرًا فلا ترجعوا عنه، ويقال: راده في كلامه، وقيل في الخبر: البيعان يترادان؛ أي يرد كل واحد منهما ما أخذ وردة الإبل أن تتردد إلى الماء، وقد أردت الناقة واسترد المتاع استرجعه (المفردات في غريب القرآن 1/ ص 193، حجة القراءات ص 230، البشر 2/ 355، السبعة ص 245).

(4)

فيصير النطق عند الوقف {يأتي} .

(5)

وعلة حفص أنه أراد التخفيف لأنها همزة مفتوحة قبلها ضمة، فهى تجري على البدل كقوله {السفهاء يلا} =

ص: 339

لا وصلًا، وله أيضًا حذف الواو في الوف، وكلاهما عن حمزة مع إسكان الزاي، إلا أنه إذا وقف، يحذف الواو، وينقل حركة الهمزة إلى الزاي، فيقف على زاي مفتوحة بعدها ألف

(1)

.

وقرأ الباقون بضم الزاي والهمزة

(2)

.

قوله تعالى: {وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ} [57] قرأ أبو عمرو، والكسائي ويعقوب بخفض الراء

(3)

.

والباقون بالنصب

(4)

وأمال الألف قبل الراء: أبو عمرو على أصله؛ وكذا الدوري، عن الكسائي. والباقون بالفتح.

= في قراءة الحرميين وأبي عمرو (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 247، البشر 1/ 389، المبسوط ص: 130، ابن القاصح ص: 152، التبصرة ص: 423).

(1)

فقرأ "هُزَا" فيقف على زاي مفتوحة. وكذا هزوا بالهمز على الأصل مع اسكان الزاي وصلًا فقط، قال ابن الجزري:

وأبدلا

عد هزؤا مع كفؤا هزؤا سكن

ضم فتى كفؤا فتى ظن

(النشر 1/ 389، المبسوط ص: 130، ابن القاصح ص: 152، التبصرة ص: 423).

(2)

ووجه هذه القراءة: أنه جاء على الأصل. (انظر شرح طيبة النشر 4/ 33، 34، والنشر 2/ 215، وإتحاف فضلاء البشر ص: 138، والإقناع 2/ 598).

(3)

قال ابن الجزري:

وخفض والكفار (ر) م (حـ) ـما

والحجة لمن خفض أنه عطفه على قوله {وَمِنَ الَّذِينَ} لفظًا يريد ومن الكفار لأنه كذلك في حرف عبد الله وأبي، والحض لمن أماله كسر الراء في آخره، والحجة لمن فخمه أنه جمع والجمع يستثقل فيه ما يستخف في الواحد، (النشر 2/ 255، إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس 1/ 506، الغاية ص 140).

(4)

والحجة لمن نصب أنه رده على قوله {لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ} لأن معنى الألف واللام في {وَالْكُفَّارَ} بمعنى الذي، ويجوز أن يكون معطوفًا على موضع {من} في قوله {وَمِنَ الَّذِينَ} لأن موضعه نصب، فيكون كقول الشاعر:

معاويَ إنّنا بشر فأسجعْ

فلسنا بالجبالِ ولا الحديد

فعطف الحديد على موضع الباء والجبال لأن موضعهما نصب بخبر ليس (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 132، التيسير ص 100، الهادي 2/ 175).

ص: 340

قوله تعالى: {هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا} [59] قرأ حمزة، والكسائي، وهشام بإدغام لام "هَلْ" في التاء. وقرأ الباقون بالإظهار

(1)

.

قوله تعالى: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} [60] قرأ حمزة بضم الباء الموحّدة، وخفض التاء من "الطاغوت"

(2)

. وقرأ الباقون بنصْب الباء الموحدة والتاء معًا

(3)

.

قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءُوكُمْ} [61] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الجيم

(4)

. والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة، سهّل الهمزة، مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها واوًا مع المد والقصر

(5)

. والباقون بالهمزة.

قوله تعالى: {وَقَدْ دَخَلُوا} [61] لا خلاف بين القُرّاء في إدغام هذه الدال في الدال التي بعدها.

قوله تعالى: {وَتَرَى كَثِيرًا} [62] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة

(1)

تقدم الكلام عن إدغام بل وهل قريبًا بما أغنى عن إعادته هنا (وانظر: البشر 2/ 7، شرح ابن القاصح ص 97، التيسير ص 43، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 41، الهادي 1/ 271، السبعة ص 127، الغاية ص 81).

(2)

قال ابن الجزري:

عبد

بضم بائه وطاغوت اجرر

فوزا

والحجة لمن ضم الباء: أنه جعله جمع عبد وأضافه إلى الطاغوت، وعبد يجمع على ثمانية أوجه هذا أقلها، وقال الفراء: ويجوز أن يكون عبد ها هنا واحدًا ضمت الباء منه دلالة على المبالغة كما قالوا حذر ويقظ ومعناه وخدم الطاغوت، والطاغوت يكون واحدًا وجمعًا ومذكرًا ومؤنثًا وشاهد ذلك في القرآن موجود.

(3)

ومن قرأ بذلك له حجتان: إحداهما: النسق على قوله {مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ} و {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} والطاغوت هو الشيطان أي أطاعه فيما سول له وأغواه به. والثانية: أن ابن مسعود وأبيًّا قرأ {وعبدوا الطاغوت} حملا الفعل على معنى من لأن من واحد في اللفظ وجمع في المعنى فقراءة العامة على اللفظ وقراءتهما على المعنى كما قال ومنهم من يستمعون إليك على المعنى ثم قال {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ} على اللفظ (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 133، النشر 2/ 255، التيسير ص 100، السبعة ص 246، الغاية ص 140).

(4)

سبق قبل صفحات قليلة.

(5)

هذا كلام خطأ وهو كما قال النويري في شرح طيبة النشر 2/ 392، وجه شاذ غير مقروء به.

ص: 341

محضة. وقرأ ورش بين اللفظين

(1)

. والباقون بالفتح.

وأمال الدوري - عن الكسائي - الألف من "يُسَارِعُونَ"

(2)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {السُّحْتَ} [62] قرأ نافع، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، وخلف بإسكان الحاء. والباقون بالضم

(3)

.

قوله تعالى: {قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ} [63] قرأ أبو عمرو ويعقوب - في الوصل - بكسر الهاء والميم. وقرأ حمزة والكسائي وخلف بضمهما. وقرأ الباقون بكسر الهاء وضم الميم. وسكّن حاء "السّحت": نافع، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، وخلف. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {وَالْبَغْضَاءَ إِلَى} [64] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة كالياء

(4)

. والباقون بتحقيقهما، وهم على مراتبهم في المد. وإذا وقف حمزة، وهشام على الهمزة الأولى المفتوحة، أبدلاها حرف مد مع المد والتوسّط والقصر. والباقون بالهمزة.

قوله تعالى: {فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [67] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب، وشعبة بالألف بعد اللام، وكسر التاء؛ على الجمع

(5)

. والباقون بغير ألف بعد

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط وقد أغفل المصنف ابن ذكوان حيث يقرأه بالإمالة بخلف عنه.

(2)

وروى أبو عمر الدوري عن الكسائي قوله: {وسارعوا} و {يسارعون} و {نسارع لهم} بالإمالة وروى غيره عن الكسائي بغير إمالة (السبعة في القراءات لابن مجاهد البغدادي ج 1/ ص 216، إتحاف فضلاء البشر ص 232).

(3)

هما لغتان يراد بهما اسم الشيء المسحوت، وليسا بمصدرين، يقال: سحَتَه الله إذا استأصله، فكأنه يسحت بدين آكله أي يذهبه. ويقال: سحته إذا ذهب به قليلًا، وأصله أكل الرُّشا في الأحكام. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 408).

(4)

وقد احتج من أبدل الهمزة الثانية بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي ساكنة نحو {كاس} فتقلب الهمزة ألفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فأن تخفف ومعها مثلها أولى (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 129، وشرح طيبة النشر للنويري 2/ 341).

(5)

قال ابن الجزري:

.....................

رسالاته فاجمع واكسر

(عـ) ـم (صـ) ـرا (ظـ) ـلم =

ص: 342

اللام، وفتح التاء؛ على الإفراد

(1)

.

قوله تعالى: {الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [67] قرأ أبو عمرو والدوري - عن الكسائي - ورويس، وابن ذكوان - بخلاف عنه - بالإمالة محضة

(2)

. وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(3)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَالصَّابِئُونَ} [67] قرأ نافع، وأبو جعفر بنقل حركة الهمزة إلى الباء الموحّدة في الوقف والوصل

(4)

.

وقرأ الباقون بالهمز

(5)

، إلا حمزة في الوقف، فله ثلاثة أوجه: النقل كأبي جعفر، وله إبدالها ياءً خالصة مضمومة، وله تسهيلها كالواو.

= والحجة لمن جمع أنه جعل كل وحي رسالة، فالاختيار في قوله {حيث يجعل رسالاته} الجمع لقوله {مثل ما أوتي رسل الله} وذلك أنه لما كان الرسل عليهم الصلاة والسلام يأتي كل واحد منهم بضروب مختلفة من الشرائع المرسلة من الله تعالى حسن الجمع ليدل على ذلك، (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 133، الهادي 2/ 176، السبعة ص 246).

(1)

والحجة لمن وحد أنه جعل الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قرأ ابن كثير وحفص {رسالته} في الأنعام بغير ألف بعد اللام ونصب التاء على الإفراد، وقرأ الباقون {رسالاته} بإثبات الألف وكسر التاء على الجمع، وقرأ نافع وابن كثير وأبو جعفر وروح {برسالتي} في الأعراف: بحذف الألف التي بعد اللام على التوحيد، والمراد به المصدر؛ أي بإرسالي إياك، وقرأ الباقون {برسالاتي} والمراد أسفاره من التوراة (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 133، الهادي 2/ 176، السبعة ص 246).

(2)

سبق قريبًا.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(4)

فيصير النطق {والصَّابُونَ} : وعلة عدم الهمز إما أن تكون للتخفيف على البدل، فأبدل منها ياء مضمومة أو واوًا مضمومة في الرفع، فلما انضمت الياء إلى الواو ألقى الحركة على الياء استثقالًا للضم على حرف علة فاجتمع حرفان ساكنان فحذف الأول لالتقاء الساكنين، وكذلك أبدل منها ياء في النصب مكسورة ثم حذفت الكسرة لاجتماع يائين الأولى مكسورة فاجتمع له ياءان ساكنتان فحذفت إحداهما لالتقاء الساكنين فقال:{الصّابِينَ} والبدل في هذا للهمزة في التخفيف مذهب الأخفش وأبي زيد، فأما سيبويه فلا يجيز البدل في المتحركة البتة (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 246، التيسير ص: 74، وشرح النويري على طيبة النشر 4/ 33).

(5)

احتج من همز {والصابئون} بأنه بمعنى الخارجين من دين إلى دين؛ يقال: "صبأ فلان" إذا خرج من دينه "يصبأ"، ويقال:"صبأت النجوم" إذا ظهرت (انظر: النشر 1/ 391، وححة القراءات ص: 100، والمهذب ص: 59).

ص: 343

قوله تعالى: {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} [69] قرأ يعقوب بنصب الفاء من غير تنوين

(1)

.

والباقون برفع الفاء مع التنوين.

وضم الهاء من "عَلَيْهمْ": حمزة، ويعقوب

(2)

. وكسرها الباقون.

قوله تعالى: {بَنِي إِسْرَائِيلَ} [70] قرأ أبو جعفر - في الوصل والوفف - بتسهيل الهمزة مع المد والقصر

(3)

، وحمزة في الوقف بالتسهيل مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ياء مع المد والقصر

(4)

، وعن ورش في الهمزة: المد والقصر

(5)

، وهم على مراتبهم في المد والقصر.

قوله تعالى: {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ} [71] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف برفع النون

(6)

.

(1)

على أن لا نافية للجنس تعمل عمل إن وهذه قراءة يعقوب في جميع القرآن، قال ابن الحزري:

لا خوف نون رافعا لا الحضرمي

(انظر: المبسوط ص: 129، وشرح طيبة النشر 4/ 20، والنشر 2/ 211، وإتحاف فضلاء البشر ص: 134).

(2)

سبق بيان قراءة يعقوب وحمزة {عَلَيهُم} و {إلَيهُم} و {لَدَيهُم} ، قال ابن الجزري:

عليهمو إليهمو لدمهمو

بضم كسر الهاء (ظ) ـبي (فـ) ـهم

(شرح طيبة النشر 2/ 52).

(3)

تقدم قريبًا توضيح القراءة بما أغنى من ذكرها هنا لقرب الموضعين.

(4)

وهو وجه شاذ لا يقرأ.

(5)

هذا الوجه لورش من طريق الأزرق، وقد اختلف في مد الياء فيها كنظائره للأزرق فنص بعضهم على مدها واستثناها الشاطبي والوجهان في الطيبة. قال ابن الجزري:

......................

وأزرق أن بعد همز حرف مد

مد له واقصر ووسط كنأى .... بكلمة فالآن أوتوا إى أآمنتم رأى

لا عن منون ولا الساكن صح

أو همز وصل في الأصح

وامنع يؤاخد وبعادًا الأولى

خلف وآلان وإسرائيلا

(انظر: شرح طيبة النشر 2/ 176، الإتحاف ص: 134).

(6)

قال ابن الجزري:

تكون ارفع (حـ) ـما (فـ) ـتى (ر) سا

والحجة لمن رفع أنه جعل لا بمعنى ليس لأنها يبعد بها كما يجحد بلا فحالت بين أن وبين النصب، وقال البصريون: إن هذه مخففة من المشددة وليست أن التي وضعت الفعل فلا تدخل عليه إلا بفاصلة إما بلا أو بالسين ليكون ذلك عوضًا من التشديد وفاصلة بينها وبين غيرها ومنه قوله تعالى {علم أن سيكون منكم مرضى - أفلا يرون ألا يرجع} لم يختلف القراء في رفعه ولا النحويون على أنها مخففة من الشديدة وأن =

ص: 344

والباقون بالنصب

(1)

.

قوله تعالى: {قَدْ ضَلُّوا} [77] قرأ قالون، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار الدال عند الضاد. والباقون بالإدغام

(2)

.

قوله تعالى: {لَبِئْسَ مَا} [79]{لَبِئْسَ مَا} [80] كلاهما مقطوع في الرّسْم؛ فيوقف "لَبِئْس"، ثم يُبْتَدَأ "لَبِئْسَ مَا"

(3)

.

وأبدل الهمزة ياء: أبو جعفر، وورش، وأبو عمرو، بخلاف عنه. والباقون بالهمزة.

قوله تعالى: {نَصَارَى} [82]{تَرَى} [83] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(4)

، وورش بالإمالة بين بين

(5)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَمَا جَاءَنَا} [84] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بالإمالة

(6)

. والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة، سهّل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر

(7)

.

قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ} [89] قرأ ورش، وأبو جعفر بإبدال الهمزة واوًا وقفًا

= الأصل فيه أنه لا يرجع وأنه سيكون (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 133).

(1)

والحجة لمن نصب أنه جعل أن الناصبة للفعل ولم يحل بلا بينها وبين الفعل كما قال {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ} و {أَلَّا تَسْجُدَ} .

(2)

اختلف في إدغام دال قد قبل قليل بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين (انظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 40، التيسير ص 45، النشر 2/ 5).

(3)

هي ترسم بئس بمفردها وما بمفردها.

(4)

قال ابن الجزري في النشر: وأما الألف التي بعد الصاد من {النصارى، ومن أنصاري} فاختلف فيها عن الدوري عن الكسائي. فأمالها أبو عثمان إتباعًا لإمالة ألف التأنيث وما قبلها من الألفاظ الخمسة {النصارى، وأسارى، وسكارى، وكسالى، واليتامى} قال ابن الجزري:

......................

عين يتامى عنه الاتباع

ومن كسالى ومن النصارى

كذا أسارى وكذا سكارى

(انظر النشر 2/ 66، والتيسير ص: 150).

(5)

هو ورش من طريق الأزرق.

(6)

سبق ذكر بيان القراءة قريبًا.

(7)

وجه شاذ لا يقرأ به وقد ذكرنا ذلك مرارًا.

ص: 345

ووصلًا

(1)

.

وحمزة وقفًا لا وصلًا

(2)

. والباقون بالهمز وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {عَقَّدْتُمُ} [89] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وأبو بكر بتخفيف القاف مع القصر

(3)

. وقرأ ابن ذكوان بتخفيف القاف، إلا أنه أدخل بين العين والقاف ألفًا

(4)

. والباقون بتشديد القاف. وأدغم أبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - الدال في التاء من

(5)

{الصَّيْدِ تَنَالُهُ} [94].

قوله تعالى: {فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ} [95] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف،

(1)

الهمز المتحرك قسمان قبله متحرك، وساكن: فالأول: اختلفوا في تخفيف الهمز فيه في سبعة مواضع: الأول: أن تكون مفتوحة مضمومًا ما قبلها فقرأ هذه الكلمات ورش من طريق الأزرق وأبو جعفر كل همزة متحركة وقعت فاء من الكلمة نحو {يؤده - يؤاخذ - مؤجلًا - مؤذن} واختلف عن ابن وردان في {يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ} بآل عمران، فروى ابن شبيب من طريق ابن العلاف وغيره من طريق الشطوي وغيره كلاهما عن الفضل بن شاذان تحقيق الهمزة فيه، وكذا روى الرهاوي عن أصحابه عن الفضل، وروى سائرهم عنه الإبدال طردًا للباب، قال ابن الجزري:

والفاء من نحو يؤده أبدلوا (جـ) ـد (ثـ) ـق

(شرح طيبة النشر 2/ 284، إتحاف فضلاء البشر ص 256).

(2)

وقد اختص حمزة بذلك في الوقف من حيث إن قراءته اشتملت على شدة التحقيق والترتيل والمد والسكت، فناسب التسهيل في الوقف، قال ابن الجزري:

فإن يحرك بالذي قبل أبدل

(النشر 1/ 430).

(3)

قال ابن الجزري:

عقدتم المد (مـ) ـنا وخففا

من (صحبة)

والحجة لمن شدد أنه أراد أكدتم وقد ذكر في النساء بأبين من هذا وكذلك قيمًا وقيامًا أيضًا (شرح طيبة البشر 4/ 236، المهذب ص 195).

(4)

الحجة لمن أثبتها أنه فعل من اثنين فما زاد والحجة لمن خفف أنه أراد فعلتم ذلك من العقد (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 134).

(5)

هذا خطأ من المؤلف فليس لأبي جعفر إدغام، وإنما الإدغام لأبي عمرو ويعقوب، بخلاف عنهما. قال ابن الجزري:

وقيل عن يعقوب ما لابن العلا

ص: 346

ويعقوب: {فَجَزَاءٌ} بالتنوين، ورفع لام {مِثْلُ}

(1)

. والباقون بغير تنوين، وخفض لام {مِثْلُ}

(2)

.

قوله تعالى: {أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ} [95] قرأ ناقع، وابن عامر، وأبو جعفر بالرّفْع من غير تنوين في "كَفّارَةُ". و"طَعَامِ" بالخَفْض؛ على الإضافة

(3)

.

والباقون بالرّفْع والتّنْوين، ورفع "طَعَام"

(4)

، ولا خلاف في "مساكين" هنا أنّهُ بالجمع؛ لأنه لا يُطْعَمُ في قتل الصيد مسكين واحد؛ بل جماعة مساكين؛ وإنما الخلاف في الذي في سورة البقرة؛ لأن التوحيد يراد به عن كل يوم، والجمع يراد به عن أيام كثيرة.

قوله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} [97] قرأ ابن عامر بغير ألف بعد الياء التحتية

(5)

. والباقون بألف بعد ........................

(1)

قال ابن الجزري:

جزاء تنوين كفي

ظهرا ومثل رفع خفضهم وسم

والحجة لمن نون أنه جعل قوله {فجزاء} مبتدأ وجعل قوله {مثل} الخبر أو برفعه بإضمار يريد فعليه جزاء ويكون مثل بدلًا من جزاء، ووجه تنوين {فجزاء} أنه منصرف بلا لام ولا إضافة ورفع {مثل} صفة {جزاء} أي فعليه جزاء مماثل لما قتل (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 134، السبعة لابن مجاهد ص 1247.

(2)

والحجة لمن أضاف أنه رفعه بالابتداء والخبر قوله من النعم وما ها هنا على وجهين أحدهما: أن يكون بمعنى مثل الذي قبل، والثاني: أن يكون بمعنى مثل المقتول، ووجه حذف التنوين من {فجزاء} إضافته إلى {مثل} لأنه مفعوله، وجره بها إضافة لفظية؛ أي فعليه أن يجزي المقتول مثله (شرح طيبة النشر 4/ 235).

(3)

ووجه حذف التنوين والجر إضافتها إلى جنسها للبيان على حد: خاتم فضة.

(4)

قال ابن الجزري:

والعكس في كفارة طعام عم

فالحجة لمن رفع الطعام أنه جعله بدلًا من الكفارة لأن هي في المعنى وهذا بدل الشيء من الشيء وهو هو وفيه أنه بدل معرفة من نكرة، ووجه تنوين كفارة قطعها عن الإضافة، ورفع طعام أنه بدل منها، أو عطف بيان أو خبر هي (شرح طيبة النشر 4/ 235، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 134).

(5)

قال ابن الجزري:

واقصر قيامًا كن أبا وتحت كم

ووجه ذلك أنه جعله على أن {قيما} مصدر كالقيام وليس مقصورًا منه.

ص: 347

الياء

(1)

.

قوله تعالى: {وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ} [97] قرأ أبو عمرو، ويعقوب بإدغام الدال المهملة في الذال المعجمة، بخلاف عنهما

(2)

.

قوله تعالى: {عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [101] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة كالياء

(3)

. والباقون بتحقيقهما.

وإذا وقف حمزة وهشام على الهمزة الأولى المفتوحة، أبدلاها ألفًا، مع المد والتوسّط والقصر

(4)

.

(1)

وهما لغتان وأصل الياء فيهما واو وقلبت ياء لكسرة ما قبلها كما قالوا: ميعاد وميزان، فالحجة لمن أثبت الألف أن الله تعالى جعل الأموال قيامًا لأمور عباده (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 119، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 237، التيسير ص 100، الغاية ص 132، شرح طيبة النشر 4/ 193، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 376، زاد المسير 2/ 13).

(2)

فأدغما كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوصًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله ساكن غير متين إلا قوله {قال رب} و {كاد يزيغ} ، و {الصلاة طرفي} و {بعد توكيدها} ، فإنه يدغمها، قال ابن الحزري:

إذا التقى خطّا محركان

مثلان جنسان مقاربان

أدغم بخلف الدوري والسوسي معًا

لكن بوجه الهمز والمد امنعًا

وقال أيضًا:

وقيل عن بعقوب ما لابن العلا

(الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

(3)

هذه قاعدة مطردة وهي أن نافعًا وابن كثير وأبا عمرو وأبا جعفر ورويسًا عن يعقوب يقرؤون بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة بينها وبين الياء قولًا واحدًا، وذلك إذا كانت الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، قال ابن الجزري:

وعند الاختلاف الأخرى سهلن

حرم حوى غنا

(انظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص: 42، 43).

(4)

قال الناظم:

إلا موسطا أتى بعد ألف سهل

ومثله فأبدل في الطرف

وقال: ومثله خلف هشام في الطرف.

ص: 348

قوله تعالى: {تَسُؤْكُمْ} [101] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة واوًا وقفًا ووصلًا

(1)

، وحمزة وقفًا لا وصلًا

(2)

. والباقون بالهمزة وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ} [101] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب بسكون النون، وتخفيف الزاي

(3)

. والباقون بفتح النون وتشديد الزاي

(4)

.

قوله تعالى: {قَدْ سَأَلَهَا} [102] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار الدال عند السين

(5)

. والباقون بالإدغام

(6)

.

(1)

وهذه قاعدة مطردة لأبي جعفر في أن كل همز سكن وقع فاء أو عينًا أو لامًا للكلمة فإنه يبدله من جنس حركة ما قبله، سوى كلمتي {أنبئهم - نبئهم} ، أما {نبئنا} فله فيها الوجهان، قال ابن الجزري:

والكل (ثـ) ـق

(2)

قال ابن الجزري:

فإن يسكن بالذي قبل ابدل

(3)

خفف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب زاي {ينزل} بعد إسكان نون المضارع بغير الهمز المضموم الأول المبني للفاعل أو المفعول حيث جاء في القرآن الكريم إلا ما خص مفصلًا نحو: {أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ} أو {أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ} و {نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ} فخرج بالمضارع الماضي نحو {ما نزَّل الله} وبغير الهمز نحو: {سَأُنْزِلُ} وبالمضموم الأول نحو {وما ينزل من السماء} وأجمعوا على التشديد في قوله {وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} وانفرد ابن كثير بتخفيف الزاي في {يُنَزِّلَ آيَةً} وقرأ يعقوب {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ} بالنحل مشددًا، وقرأ ابن كثير {يُنزِلُ} و {تُنْزِلُ} و {نُنْزِلُ} بالتخفيف في جميع القرآن إلا في سورة الإسراء 82 {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ} والإسراء 93 {حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا} فإنه يشددهما. قال ابن الجزري:

ينزل كلّا خف (حق)

لا الحجر والأنعام أن ينزل د (ق)

(انظر: المبسوط ص 132، 133، البشر 2/ 218، الغاية ص 104، شرح طيبة النشر 4/ 47).

(4)

احتج من قرأ بالتشديد بأن {نَزَّلَ} و {أَنْزَلَ} لغتان وأن التشديد يدل على تكرير الفعل وقد ورد في القرآن الكريم في قوله {لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} (حجة القراءات ص 106، وشرح طيبة النشر 4/ 47، البشر 2/ 218، المهذب ص 64، التبصرة ص 425، زاد المسير 1/ 114).

(5)

قال ابن الجزري:

بالجيم والصفير والذال أدغم

قد وبضاد الشين والظا تنعجم

حكم شفا لفظا

(التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 42).

(6)

قال الكسائي: إدغامها أكثر وأفصح وأشهر (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 117).

ص: 349

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ} [104] قرأ هشام، والكسائي، ورويس بضم القاف

(1)

.

والباقون بالكسر. وأدغم اللام في اللام: أبو عمرو، ويعقوب، بخلاف عنهما

(2)

.

قوله تعالى: {الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا} [106] قرأ أبو عمرو، ويعقوب بإدغام التاء في التاء، بخلاف عنهما

(3)

.

قوله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ} [107] قرأ حفص بفتح التاء والحاء، وإذا ابتدأ، كسر همزة الوصل

(4)

. وقرأ الباقون بضم التاء وكسر الحاء

(5)

. وإذا ابتدأوا، ضمّوا الهمزة.

وقوله تعالى: {الْأَوْلَيَانِ} [107] قرأ حمزة، وخلف، ويعقوب، وشعبة بتشديد الواو وكسر اللام بعدها، وسكون الياء وفتح النون؛ على الجمع

(6)

.

(1)

والمراد به الإشمام فيصير النطق {قِيلَ لَهُمْ} وهو عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {جيئ} و {حبل} و {سيق] و {سيئ} ولابد أن يكون إشمام الضم كسر أوله وكيفية ذلك: أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر. قال ابن الجزري:

وقيل غيض جي أشم فيكسرها الضم رجا غنى لزم

(انظر: البشر 8/ 202، الغاية في القراءات العشر ص: 98، والتيسير ص: 72، والكشف عن وجوه العلل 1/ 230، المبسوط ص: 127، والغاية ص: 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص: 129).

(2)

سبق قبل صفحات قليلة ذكر حكم مثل هذا الحرف بما أغنى عن ذكره هنا لقرب الموضعين (وانظر الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

(3)

سبق بيانه قبل صفحات.

(4)

ووجه قراءة حفص بناؤه للفاعل.

(5)

قال ابن الجزري:

ضم استحق افتح وكسره (عـ) ـلا

ووجه الضم بناؤه للمفعول، وأنه جعله فعل ما لم يسم فاعله (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 135، شرح طيبة النشر 4/ 237، التيسير ص 100، إبراز المعاني 2/ 435).

(6)

قال ابن الجزري:

والأوليان الأولين ظللا

صفو فتى

الأوليان تثنية الأولى؛ أي الأحق فاعله ومفعوله لا كمحذوف؛ أي: فرجلان آخران من الورثة الذين استحق =

ص: 350

وقرأ الباقون بإسكان الواو وفتح اللام بعدها، وفتح الياء، وكسر النون؛ على التثنية

(1)

.

قوله تعالى: {الْغُيُوبِ} [109] قرأ حمزة، وشعبة بكسر الغين

(2)

. والباقون بالرّفع.

قوله تعالى: {بِرُوحِ الْقُدُسِ} [110]، قرأ ابن كثير بإسكان الدال

(3)

.

والباقون بالرّفْع

(4)

.

قوله تعالى: {وَالتَّوْرَاةَ} [110]، قرأ أبو عمرو، والكسائي، وابن ذكوان، وخلف، وورش - من طريق الأصبهاني - وحمزة - بخلاف عنه - بالإمالة محضة. وعن ورش بالإمالة بين بين. وعن حمزة: بالفتح، وبين بين. وعن قالون: الفتح، وبين بين

(5)

= الأوليان عليهم أن يقيموها للشهادة المسقطة للجانبين. قال الفراء: كان ابن عباس أيضًا يقرأ (الأولين) يجعله نعتًا للذين وحجته ها قاله ابن عباس قال: أرأيت إن كان الأوليان صغيرين كيف يقومان مقامهما (حجة القراءات - ابن زنجلة 1/ 238، شرح طيبة النشر 4/ 237، التيسير ص 100.

(1)

ووجه القراءة أنه بنى (الأوليان) للمفعول نائب على حذف المضاف؛ أي استحق إقامة الأوليين، أو النائب ضمير الاسم؛ أي استحق الإثم عليهم، أو خصومهم، أو الإيصاء، أو الجار والمجرور، فالأوليان رفع بدل من آخران، أو من ضمير يقومان، أو مبتدأ مؤخر خبره آخران (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 135، شرح طيبة النشر 4/ 237، التيسير ص 100، إبراز المعاني 2/ 435).

(2)

هذه قاعدة مطردة في كل القرآن الكريم، وهي: أن شعبة وحمزة قرأا بكسر غين {الغيوب} حيث وقع، قال ابن الجزري:

غيوب (صـ) ون (فـ) م

(شرح طيبة النشر 4/ 93، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 200، التيسير ص 101).

(3)

فيصير النطق {القُدْسِ} وهي قاعدة مطردة عند ابن كثير فهو يقرأ بإسكان الدال في جميع القرآن؛ كأنه استثقل الضمتين واحتج بقول الشاعر:

وجبريلٌ رسولُ اللهِ فينا

وروحُ القُدْسِ ليس له كفاءُ

قال ابن الجزري:

والقدس نكر (دُ) م

(حجة القراءات ص 105، وإتحاف فضلاء البشر ص 141).

(4)

كان الأولى للمؤلف أن يقول "والباقون بالضم لا بالرفع" كما فعل في نفس اللفظ في الآية (116) من نفس السورة. واحتج من قرأ بالضم "القُدُسِ" بأنه الأصل وهو الاختيار وعليه إجماع القراء، ولأن حروف الكلمة قليلة وخفيفة (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 253، والنشر 2/ 208، وزاد المسير 1/ 112).

(5)

أما الإمالة بين اللفظين فقد نقلها عنه صاحب الكامل والتبصرة والتذكرة والتلخيصين وبها قرأ الداني على =

ص: 351

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَإِذْ تَخْلُقُ} [110] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وهشام، وحمزة، وخلف بإدغام ذال "إِذْا" في التاء

(1)

. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {كَهَيْئَةِ} [110] قرأ ورش

(2)

بالمد والتوسّط على الياء، وأبدل أبو جعفر الهمزة ياء، وأدغمها في الياء

(3)

، وكذا يفعل حمزة في الوقف. والباقون بالهمزة.

قوله تعالى: {الطَّيْرِ

فَتَكُونُ طَيْرًا} [110] قرأ أبو جعفر بالألف بعد الطاء، بعدها همزة مكسورة فيهما، ووافقه نافع ويعقوب في "طائِرًا"

(4)

. وقرأ الباقون بياءٍ ساكنة

= أبي الحسن بن غلبون وقرأ بها أيضًا على شيخه أبي الفتح عن قراءته على السامري من طريق الحلواني وهو ظاهر التيسير، أما قراءة الفتح فقد نقلها عنه صاحب الإرشاد والغاية والمستنير والجامع والتجريد، وبها قرأ الداني على أبي الفتح أيضًا من طريق أبي نشيط، وهي الطريق التي في التيسير وقد ذكر الوجهين جميعًا الشاطبي، قال الناظم:

توراة جد والخلف فضل بجلا

(1)

هذه قاعدة مطردة: أن ذال إذ تدغم في التاء قولًا واحدًا لأبي عمرو وهشام وحمزة وخلف البزار والكسائي، وقرأها الباقون بالإظهار. قال ابن الجزري:

إذ في الصفير وتجد أدغم (ح) ـلا

لي وبغير الجيم قاض رتلا

والخلف في الدال مصيب وفتى

قد وصل الإدغام في دال وتا

(إتحاف فضلاء البشر ص 129 (باب ذال إذ).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(3)

اختلف القراء في حرفي اللين إذا وقع بعدهما همز متصل نحو "شيء" كيف وقع في القرآن مرفوعًا أو منصوبًا أو مجرورًا، ونحو "كهيئة" فالقراء في ذلك على مذهبين، الأول: القصر لجميع القراء عدا الأزرق، أي عدم المد مطلقًا، وذلك لعدم إلحاقهما بحروف المد وقد ورد عن بعض علماء القراءات التوسط بالخلاف في لفظ شيء عن حمزة، والثاني له هو السكت. أما المذهب الثاني: فهو التوسط والإشباع للأزرق؛ إلحاقًا لهما بحروف المد لما فيهما من خفاء، واستثني من ذلك كلمتان هما:"موئلًا" و"الموؤدة" فليس فيهما سوى القصر كباقي القراء؛ وذلك لعروض سكونهما؛ لأنهما من وأل ووأد، واختلف أيضًا عن الأزرق في واو "سوءاتهما" و "سوءاتكم"؛ حيث قال ابن الجزري في النشر (1/ 347): فإني لا أعلم أحدًا روى الإشباع في هذا الباب إلا وهو يستثني "سوءات" فعلى هذا يكون الخلاف دائرًا بين التوسط والقصر، أي عدم المد مطلقًا. قال ابن الجزري في باب المد والقصر:

وحرفي اللين قبيل همزة

عنه امددن ووسطن بكلمة

لا موئلا موؤدة

(4)

قال ابن الجزري في سورة آل عمران: =

ص: 352

بَعْدَ الطاء فيهما

(1)

.

قوله تعالى: {إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} [110] قرأ أبو عمرو، وهشام بإدغام ذال "إذ" في الجيم. والباقون بالإظهار

(2)

.

قوله تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ} [110] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بفتح السين وألف بعدها، وكسر الحاء

(3)

.

والباقون بكسر السين وإسكان الحاء

(4)

.

قوله تعالى: {إِلَى الْحَوَارِيِّينَ} [111] قرأ ابن ذكوان - بخلاف عنه - بالإمالة

(5)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ} [112] قرأ الكسائي بتاء الخطاب، وأدغم لام "هَلْ".

= والطائر في الطير كالعقود خير ذاكر

وطائرا معا بطير إذ (ثـ) ـنا

وحجته أن الله أخبر عنه أنه كان يخلق واحدًا ثم واحدًا (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 164، إتحاف فضلاء البشر ص 81).

(1)

وحجتهم أن الله جل وعز إنما أذن له أن يخلق طيرًا كثرة ولم يكن يخلق واحدًا فقط (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 164).

(2)

سبق بيان حكم ذال إذ قبل صفحات قليلة.

(3)

قرأ المشار إليهم لفظ "سحر" هنا وفي سورة هود وسورة الصف بفتح السين وألف بعدها وكسر الحاء، ووافقهم ابن كثير وعاصم في سورة يونس من قوله تعالى {إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ} وحجتهم إجماع الجميع على قوله {فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} ، واحتجوا أيضًا بأن من قرأ ساحر بألف فهذا إشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بغير حذف ويحتمل أن يكون إشارة إلى الإنجيل فيكون اسم الفاعل في موضع مصدر كما قالوا عائذًا بالله من شرها يريدون عياذًا بالله (شرح طيبة النشر 4/ 238، مشكل إعراب القرآن للقيسي 1/ 244).

(4)

والحجة لمن حذفها أنه أراد المصدر، وإن بمعنى ما وهذا إشارة إلى ما جاء به عيسى عليه السلام ويجوز أن يكون هذا إشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم على تقدير حذف مضاف تقديره إن هذا إلا ذو سحر (مشكل إعراب القرآن 1/ 244، التيسير ص 100، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 135، إتحاف فضلاء البشر ص 257).

(5)

أما {لِلْحَوَارِيِّينَ} في المائدة والصف الآية 14 فقرأه ابن ذكوان بالإمالة فيهما من طريق الصوري على الصحيح خلافًا لمن خصها بالصف وفتحهما الأخفش عنه. قال ابن الجزري:

وخلفه الإكرام شاربينا

إكراههن والحواريينا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 119).

ص: 353

فيها. ورَبّكَ بنصب الباء الموحّدة

(1)

. وقرأ الباقون بياء الغيبة، ورفع الباء الموحدة

(2)

.

قوله تعالى: {أَنْ يُنَزِّلَ} [112] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب بإسكان النون وتخفيف الزاي. والباقون بفتح النون، وتشديد الزاي

(3)

.

قوله تعالى: {أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا} [113] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام الدال في الصاد. وقرأ الباقون بالإظهار

(4)

.

قوله تعالى: {إِنِّي مُنَزِّلُهَا} [115] قرأ نافع، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر بفتح النون وتشديد الزاي. والباقون بإسكان النون وتخفيف الزاي

(5)

.

قوله تعالى: {فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ} [115] قرأ نافع، وأبو جعفر بفتح الياء في الوصل

(6)

.

(1)

فيصير النطق "هَتَّستطيع ربَّك" ولا يضبط هذا إلا بالتلقي من أفواه المشايخ، ووجه الخطاب أن: توجيه الحوار يبين ذلك لعيسى عليه السلام فاعله ضميره، و "ربك" مفعول؛ أي هل تستطيع مسألة ربك، أو هل تطلب طاعة ربك، فحذف المضاف، (شرح طيبة النشر 4/ 239، النشر 2/ 256، التبصرة ص 489، السبعة ص 249، شرح شعلة ص 356).

(2)

قال ابن الجزري:

ويستطيع ربك سوى

والحجة لمن قرأ بالرفع أنه جعل الفعل لله تعالى فرفعه به وهم في هذا السؤال عالمون أنه يستطيع ذلك فلفظه لفظ الاستفهام ومعناه معنى الطلب والسؤال (شرح طيبة النشر 4/ 239، النشر 2/ 256، التبصرة ص 489، السبعة ص 249، شرح شعلة ص 356 الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 135).

(3)

سبق توضيح فرش هذه الكلمة قبل صفحات قلائل بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين.

(4)

اختلف القراء في حكم دال قد عند الأحرف الثمانية الجيم والذال والضاد والشين والزاي والسين والصاد فأدغمها في حروفها أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام بخلف عنه في حرف واحد وهو "لقد ظلمك" في ص فروى جمهور المغاربة وكثير من العراقيين عنه الإظهار وهو الذي في الكتابين والهداية وروى جمهور العراقيين وبعض المغاربة عنه الإدغام. قال ابن الجزري:

بالجيم والصفير والذال ادغم

قد وبضاد الشين والظا تنعجم

حكم شفا لفظا

(النشر 1/ 3، شرح طيبة النشر 6/ 3، الهادي 1/ 267).

(5)

سبق بيانه قريبًا.

(6)

هذه قاعدة مطردة وهي أن نافعًا وأبا جعفر يقرآن كل ياء إضافة أتى بعدها همز مضموم بفتح الياء، وعدد هذه الياءات عشر ياءات في القرآن الكريم، قال ابن الجزري:

وعند ضم الهمز عشر فافتحن (مدا)

ص: 354

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {أَأَنْتَ} [116] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس، وهشام - بخلاف عنه - بتسهيل الهمزة الثانية بعد تحقيق همزة الاستفهام

(1)

، وعن ورش - أيضًا - إبدالها ألفًا

(2)

. وأدخل ألفًا بينهما: قالون، وأبو عمرو، وهشام، بخلاف عنه

(3)

. والباقون بتحقيقهما

(4)

. وإذا وقف حمزة، سهّل الهمزة الثانية، وحقّقها؛ لأنه متوسّط بزائد، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا

(5)

.

قوله تعالى: {وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ} [116] قرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر، وحفص بفتح الياء في الوصل

(6)

. والباقون بالإسكان.

(1)

قال ابن الجزري:

ثانيهما سهل غنى حرم حلا

وخلف ذي الفتح لوى أبدل جلا

خلفًا

وحجة ذلك أن الاستثقال مع التخفيف باق، إذ المخففة بزنتها محققة، وحجتهم أيضًا: استثقال الهمزة المفردة فتكريرها أعظم استثقالًا وعليه أكثر العرب. وأيضًا لما رأى أن العرب وكل القراء قد خففوا الهمزة الثانية إذا كانت ثانية استثقالًا كان تخفيفها إذا كانت متحركة أولى، لأن المتحرك أقوى من الساكن وأثقل فيصير النطق "أانذرتهم"(انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 73، والنشر 1/ 359).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(3)

ولهشام ثلاثة أوجه: الأول: تسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال، الثاني: تحقيقها مع الإدخال، الثالث: تحقيقها مع عدم الإدخال.

(4)

حجة من حقق الهمزتين في كلمة: أنه لما رأى الأولى في تقدير الانفصال من الثانية ورآها داخلة على الثانية قبل أن لم تكن حقق كما يحقق ما هو من كلمتين وحسن ذلك عنده لأنه الأصل، وزاده قوة أن أكثر هذا النوع بعد الهمزة الثانية فيه ساكن فلو خفف الثانية التي قبل الساكن لقرب ذلك من اجتماع ساكنين لاسيما على مذهب من يبدل الثانية ألفًا، فلما خاف اجتماع الساكنين حقق ليسلم من ذلك (انظر كشف وجوه القراءات 1/ 73، والتيسير ص: 32).

(5)

هذا الكلام غير صحيح فلم يقرأ به حمزة من الطرق الصحيحة التي وردت إلينا من أئمة القراءة.

(6)

وقعت ياء الإضافة قبل همزة القطع المكسورة في أحد وستين موضعًا بالقرآن الكريم اختلف منها في اثنتين وخمسين ياء فقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وكذا أبو جعفر وحفص بفتح {وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ} هنا بالمائدة الآية 116، قال ابن الجزري:

أمي وأجري كم علا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 147).

ص: 355

قوله تعالى: {مَا يَكُونُ لِي أَنْ} [116] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر بفتح الياء في الوصل، والباقون بالإسكان

(1)

.

قوله تعالى: {عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [116] قرأ حمزة، وشعبة بكسر الغيب

(2)

. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ} [117] قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب - في الوصل - بكسر النون الساكنة. والباقون بالضم

(3)

.

قوله تعالى: {عَلَيْهِمْ} [117] قرأ حمزة، ويعقوب بضم الهاء

(4)

. والباقون بالكسر.

(1)

قاعدة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو فتح جميع ياءات الإضافة، وقاعدة الباقين إسكانها ووجه فتح الكل مع الهمز أنه أحد الأصلين مع قصد ثبوته الخفي عند القوي وليتمكن من كمال لفظ الهمز. ووجه الإسكان مع أنه أحدهما قصد التقوية محصلان بزيادة المدة، وزعم الكسائي أن العرب تستحب نصب الياء مع كل ألف مهموزة سوى الألف واللام، يعنى أن بعض العرب ترك فتح الياء مع همزة القطع لاجتماع الثقلين، وقد وقع من ياءات الإضافة تسع وتسعون ياء بعدها همزة مفتوحة لهولاء القراء، وقد ذكرها ابن الجزري بقوله:

ليت بلام الفعل يا المضاف

بل هي في الوضع كها وكاف

تسع وتسعون بهمز انفتح

ذرون الاصبهاني مع مكي فتح

(انظر شرح النووي على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص: 63، الإقناع 1/ 537).

(2)

هناك قاعدة مطردة في كل القرآن الكريم، وهي: أن شعبة وحمزة قرآ بكسر غين (الغيوب) حيث وقع، قال ابن الجزري:

غيوب (صـ) ون (فـ) م

(شرح طيبة النشر 4/ 93، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 200، التيسير ص 101).

(3)

اختلف فيما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة ويبدأ الفعل الذي يلي الساكن الأول بالضم وأول الساكنين أحد حروف (لتنود) والتنوين فاللام نحو "قل ادعوا" والتاء نحو "قالت اخرج" والنون نحو "فمن اضطر - أن اغدوا" والواو "أو ادعوا" والدال "ولقد استهزئ" والتنوين نحو "فتيلًا انظر" فأبو عمرو يكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التقاء الساكنين، قال ابن الجزري:

والساكن الأول ضم

لضم همز الوصل واكسره (نـ) ـما

(فـ) ـز غير قل (حـ) ـلا وفي رأو (حـ) ـما

والخلف في التنوين مز وإن يجر

(ز) ن خلفه

(التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1 ص 198، السبعة ص 174).

(4)

سبق بيان قراءة حمزة قريبًا (وانظر: المبسوط في القراءات العشر ص 87).

ص: 356

قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ} [119] قرأ نافع بنصب الميم

(1)

. والباقون بالرفع

(2)

.

{لَهُمْ جَنَّاتٌ} بالرفع والتنوين.

* * *

(1)

ووجه نصب "يوم" أنه وقع مفعولًا فيه وهذا إشارة لقول الله تعالى لعيسى {أَأَنْتَ قُلْتَ} مبتدأ تقدير القول واقع منهم يوم ينفع، فهو معمول الخبر، وهذا نصب مفعول قال، و"يوم" ظرفه، والفتحة إعراب وللكوفيين بني لإضافته لغير متمكن.

(2)

ووجه رفع "يوم" أنه خبر المبتدأ حقيقة وهو هذا؛ أي هذا يوم ينفع (شرح طيبة النشر 4/ 240، المهذب ص 200).

ص: 357

‌الأوجه التي بين المائدة والأنعام

وبين المائدة والأنعام من قوله تعالى: {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة: 125] إلى قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} [الأنعام: 1]- ألف وجه، واثنان وثلاثون وجهًا

(1)

، بيان ذلك:

قالون: مائة وجه وأربعة وأربعون وجهًا.

ورش: ثلاثمائة وجه واثنان وخمسون وجهًا.

ابن كثير: مائةُ وجه وأربعة وأربعون وجهًا.

أبو عمرو: مائةُ وجه وستة وسبعون وجهًا.

ابن عامر: مائة وجه وستة وسبعون وجهًا، منها: مائة وأربعة وأربعون وجهًا مندرجة مع ابن كثير.

عاصم: مائة وأربعة وأربعون وجهًا، مندرجة مع ابن كثير.

خلف: أربعة أوجه.

خلّاد: ثمانية أوجه، منها: أربعة أوجه مندرجة مع خلف.

الكسائي: مائة وجه وأربعة وأربعون وجهًا، مندرجة مع قالون.

أبو جعفر: مائة وأربعة وأربعون وجهًا، مندرجة مع قالون.

يعقوب: مائة وستة وسبعون وجهًا، منها: مائة وأربعة وأربعون وجهًا مندرجة مع ابن كثير.

خلف: أربعة أوجه، مندرجة مع ابن عامر.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس له عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 358

(سُورةُ الأنعَام)

(1)

قوله تعالى: {ثُمَّ قَضَى أَجَلًا} [2] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة، ونافع بالفتح وبين اللفظين

(2)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ} [3] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر بإسكان الهاء

(3)

.

والباقون بالضم.

قوله تعالى: {لَمَّا جَاءَهُمْ} [5] قرأ حمزة، والكسائي، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الجيم

(4)

.

والباقون بالفتح.

(1)

هي سورة مكية إلا ثلاث آيات؛ هي قوله تعالى {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} والتاليتان لها، وهي مائة وستون وخمس كوفي، وست شامي وبصري، وسبع حرمي.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

قرأها هؤلاء بسكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن "وَهْوَ، فَهْوَ، وَهْيَ، فَهْيَ، لَهْيَ" وزاد الكسائي "ثُمّ هْيَ"(انظر المبسوط ص: 128) وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة، فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في "وهو" وكسرتان وضمة في "هي" فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص:93).

(4)

وكذا هشام بخلف عنه: قال الناظم:

وشاء جا (لـ) ـي خلفه فتى منى

ص: 359

وإذا وقف حمزة على {جَاءَهُم} ، سهّل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر.

قوله تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ} [10] قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب - في الوصل - بكسر الدال

(1)

.

والباقون بالضم

(2)

.

وأبدل أبو جعفر الهمزة - في الوصل والوقف - ياءً

(3)

.

وإذا وقف حمزة، أبدلها ياء مسهّلة، وله - أيضًا - إسكانها.

قوله تعالى: {يَسْتَهْزِئُونَ} [10] قرأ أبو جعفر بنقل حركة الهمزة إلى الزاي، وحذف الهمزة وقفًا ووصلًا

(4)

.

والباقون بكسر الزاي وضم الهمزة وقفًا ووصلًا، إلا حمزة في الوقف.

وإذا وقف حمزة، أبدل الهمزة ياء مضمومة

(5)

، وله - أيضًا - تسهيلها كالواو

(6)

، وله -

(1)

وحجة الكسر أن الساكنين إذا اجتمعا يحرك أحدهما إلى الكسر كقوله: "وقل الحق من ربكم" وذكر اليزيدي من أبي عمرو قال: وإنما كسرت النون لأنني رأيت النون حرف إعراب في حال النصب والرفع تذهب إلى الكسر مثل قوله: "غفورًا رحيمًا النبي" وقوله: "والله عزيز حكيم" الطلاق قال فإذا كانت النون نفسها فهو أحق أن يذهب بها إلى الكسر قال: والتاء والدال بمنزلة النون وهما أختا النون إذ كانت لام التعريف تندغم فيها كإدغامها في التاء والدال فتقول هي التاء والدال والنون فترى اللام فيهن مدغمة.

(2)

وقرأ الباقون جميع ذلك بالرفع وحجتهم أنهم كرهوا الضم بعد الكسر لأنه يثقل على اللسان فضموا ليتبع الضم الضم، على أنه أتبع حركتها حركة التاء لضعف الحاجز بينهما (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 122، إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات 1/ ص 236).

(3)

سبق قريبًا.

(4)

قال النويري في شرح طيبة النشر (2/ 290) اختص أبو جعفر بحذف كل همز مضموم قبل كسر وبعدها واو نحو "المتكئين، الصابئين، المستهزئين" قال ابن الجزري:

خلفا ومتكئين مستهزين (ثـ) ـل

(5)

فيصير النطق "يسْتَهْزِي بِهِمْ". وإذا وقف عليها بالسكون أبدلت من جنس حركة ما قبلها (شرح طيبة النشر 2/ 354).

(6)

ووجه التسهيل أنه قياس المتحركة بعد الحركة (شرح طيبة النشر 2/ 354).

ص: 360

أيضًا - نقل حركة الهمزة إلى الزاي؛ كأبي جعفر

(1)

.

قوله تعالى: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [13]{وَهُوَ يُطْعِمُ} [14] {وَهُوَ الْقَاهِرُ

وَهُوَ الْحَكِيمُ} [18] قرأ أبو عمرو، وقالون، والكسائي، وأبو جعفر بإسكان الهاء

(2)

.

والباقون بالضم.

قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ} [14] قرأ نافع، وأبو جعفر بفتح الياء، في الوصل

(3)

.

والباقون بالإسكان

(4)

.

قوله تعالى: {إِنِّي أَخَافُ} [15] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر بفتح الياء في الوصل

(5)

.

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {مَنْ يُصْرَفْ} [16] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب، وشعبة بفتح الياء وكسر الراء

(6)

.

(1)

وإذا وقف عليها مضمومة عليه أن يسكنها ويقف عليها بالسكون (شرح طيبة النشر 2/ 354).

(2)

سبق قريبًا.

(3)

قال الداني في التيسير في القراءات السبع (1/ 66): كل ياء بعدها همزة مضمومة نحو قوله عز وجل: (وإنى أعيذها بك) و (إنى أمرت) وشبهه فنافع وأبو جعفر يفتحانها حيث وقعت، ويستثنى من ذلك (آتوني أفرغ عليه) (بعهدي أوف بعهدكم) واختلف عن أبي جعفر وحده في قوله تعالى:(وأني أوف) والباقون يسكنونها ووجه فتح الياء هو الاستمرار على أصولهما، وعادل زيادة الثقل قلة الحروف، قال ابن الجزري:

وعند ضم الهمز عشر فافتحن

(مدًا) وأني أوف بالخلف (ثـ) ـمن

(شرح طيبة النشر 3/ 276).

(4)

ووجه الإسكان ثقل الضم (شرح طيبة النشر 3/ 277).

(5)

سبق بيان حكمها قبل صفحات قليلة.

(6)

ووجه الضم بناؤه للمفعول، وإسناده إليه على حد (ليس مصروفًا عنهم) و (من) رفع بالابتداء، وسد فعل الشرط مسد الخبر، وحجتهم أن هذا الوجه أقل إضمارًا لأنه إذا قال:(من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه) أي فقد رحمه الله لأنه تقدمه: (إن عصيت ربي) وفي (يصرف) ذكر العذاب وإذا قال من يصرف أضمر ذكر العذاب وفي قراءتهم ذكر العذاب في يصرف فحسب. قال ابن الجزري:

يصرف بفتح الضم واكسر (صحبة)

(ظ) ـمن

(شرح طيبة النشر 2/ 242، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 243 التيسير ص 101، السبعة ص 254).

ص: 361

والباقون بضم الياء، وفتح الراء

(1)

.

قوله تعالى: {هَذَا الْقُرْآنُ} [19] قرأ ابن كثير بنقل حركة الهمزة إلى الراء الساكنة، وحذف الهمزة وقفًا ووصلًا، وحمزة وقفًا لا وصلًا

(2)

.

قوله تعالى: {أَئِنَّكُمْ} [19] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الهمزة الثانية كالياء

(3)

. والباقون بتحقيقهما.

وأدخل بين الهمزتين ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وهشام، بخلاف عنه

(4)

.

والباقون بغير إدخال.

قوله تعالى: {آلِهَةً أُخْرَى} [19] و {افْتَرَى} [21] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(5)

وورش بين ............................

(1)

ووجه الفتح بناؤه للفاعل، وإسناده إلى ضمير الله تعالى والمفعول محذوف ضمير العذاب؛ أي من يصرف ربي العذاب عنه. وحجتهم قوله قبلها:(قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله) فكذلك: (من يصرف عنه) وأخرى أنه ختم الكلام بمثل معنى يصرف فقال: (فقد رحمه) ولم يقل فقد رحم فيكون على نظيره مما لم يسم فاعله فكان التوفيق بين أوله وآخره أولى من أن يخالف بينهما فجعل آخره مثل الأول ملحقًا به (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 243، شرح طيبة النشر 2/ 242).

(2)

فيصير النطق (هذا القُرَآنُ) وقد نقل ابن كثير حركة الهمزة من القرآن معرفًا ومنكرًا إلى الساكن قبلها مع حذفها وصلًا ووقفًا، ووجه عدم همز القرآن أنه نقل الهمزة تخفيفًا وهو منقول من مصدر قرأ قرآنًا سمى به المنزل على نبينا صلى الله عليه وسلم، قال ابن الجزري:

كف جا القرآن (د) ف

(3)

هناك قاعدة مطردة، وهي أن القراء المشار إليهم يقرأون بتسهيل الهمزة الثانية إذا كانت مكسورة، والهمزة المكسورة تأتي متفق عليها بالاستفهام ومختلف فبها، فالمتفق عليه سبعة كلم في ثلاثة عشر موضعًا (أئنكم) هنا في الأنعام الآية 19 والنمل الآية 55 وفصلت الآية 9 أئن لنا بالشعراء الآية 41 (ءأله) بالنمل الآية 60، 64 خمسة (ائنا لتاركوا - ائنك لمن - ائفكا) الصافات الآية 36، 52، 86 (أئذا متنا) بقاف. قال ابن الجزري: ثانيهما سهل غنى حرم حلا

(شرح طيبة النشر 4/ 224، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 67).

(4)

فمن قرأ بالإدخال وهو إدخال ألف بين الهمزتين وهم: قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام بخلف عنه، قال ابن الجزري:

والمد قبل الفتح والكسر حجر

(ب) ـن (ث) ـق له الخلف وقبل الضم ثر

(5)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، قال ابن الجزري: =

ص: 362

بين

(1)

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ} [22] قرأ يعقوب بالياء التحتيّة فيهما

(2)

.

والباقون بالنون

(3)

.

قوله تعالى: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ} [23] قرأ حمزة، والكسائي، ويعقوب وخلف

(4)

، والعليمي - عن شعبة - بالياء التحتية على التذكير

(5)

.

= أمل ذوات الياء في الكل شفا

وقال:

وفيما بعد راء حط ملا

خلف

(انظر إتحاف فضلاء البشر ص 144).

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ـف

وما به ها غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

(2)

والحجة لمن قرأه بالياء أنه أراد يا محمد ويوم يحشرهم الله، قال ابن الجزري:

ويحشر يا يقول (ظ) ـنه

(3)

والحجة لمن قرأ بالنون أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه تعظيمًا وتحصيصًا (النشر 2/ 257، شرح طيبة النشر 4/ 243، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 137).

(4)

ما ذكره المؤلف عن خلف ليس صحيحًا ولا يقرأ به، وإنما قراءة خلف مثل قراءة الباقين، قال ابن الجزري:

يكن (رضا)

(ص) ـف خلف (ظ) ـام

(5)

والحجة لمن قرأ بالياء: أنه نصب الفتنة بالخبر وجعل (إلا أن قالوا) الاسم وهو الوجه لأن الفتنة قد تكون نكرة فهي بالخبر أولى وقوله (إلا أن قالوا) لا يكون إلا معرفة ومن فرط كان وأخواتها إذا اجتمع فيهن معرفة ونكرة كانت المعرفة أولى بالاسم والنكرة أولى بالجر إلا في ضرورة شاعر، ولذلك أجمع القراء على قوله:(فما كان جواب قومه إلا أن قالوا) وكانت الياء أولى لأن الفعل للفول لا للفتنة، فأما من قرأ بالتاء والنصب فالحجة له أن الفول فتنة والفتنة قول فجاز أن يحل أحدهما محل الآخر وأيضًا فإن هذا المصدر قد يمكن أن يؤنث على معنى المقالة ويذكر على معنى القول (إلا أن قالوا) الاسم وهو الوجه لأن الفتنة قد تكون نكرة فهي بالخبر أولى وقوله:(إلا أن قالوا) لا يكون إلا معرفة ومن فرط كان وأخواتها إذا اجتمع فيهن معرفة ونكرة كانت المعرفة أولى بالاسم والنكرة أولى بالخبر إلا في ضرورة شاعر، ولذلك أجمع القراء على قوله:(فما كان جواب قومه إلا أن قالوا) وكانت الياء أولى لأن الفعل للقول لا للفتنة.

ص: 363

والباقون بالتاء على التأنيث

(1)

.

قوله تعالى: {فِتْنَتُهُمْ} [23] قرأ ابن كثير، وابن عامر، وحفص برفع التاء الفوقية بعد النون

(2)

. والباقون بالنصب

(3)

.

قوله تعالى: {وَاللَّهِ رَبِّنَا} [23] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بنصب الباء الموحدة

(4)

.

والباقون بالخفض

(5)

.

قوله تعالى: {وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ} [27] قرأ حمزة، ويعقوب، وحفص بنصب الباء الموحدة من {نُكَذِّبَ}

(6)

والنون من {تَكُونَ} . وافقهم ابن عامر في نصب

(1)

والحجة لمن قرأ بالتاء أنه أراد تأنيث لفظ الفتنة ورفع الفتنة باسم كان والخبر إلا أن قالوا لأن معناه إلا قولهم، (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 136، شرح طيبة النشر 4/ 243، النشر 2/ 257، التبصرة ص 492).

(2)

ورفع الفتنة على أنها اسم كان و {أن قالوا} الخبر، فالفتنة اسم كان والخبر (إلا أن قالوا) لأن أن مع الفعل في تقدير المصدر المعنى ثم لم تكن فتنتهم إلا قولهم، قال ابن الجزري:

فتة ارفع (ك) ـم (عـ) ـضا (د) م

(إملاء ما منَّ به الرحمن من وجوه الإعراب القراءات 1/ ص 238، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 243، النشر 2/ 257، شرح طيبة (النشر 4/ 244).

(3)

ووجه نصب (فتنتهم) أنهم جعلوا الفتنة خبرًا والاسم (إلا أن قالوا) وتقدير الكلام: ثم لم تكن فتنتهم إلا قولهم، يقال: لم أنث تكن والاسم مذكر؟. الجواب: إنما أنث لأن الفعل لما جاء ملاصقًا للفتنة أنث لتأنيثها وإنما جاز ذلك لأن الفتنة من القول والقول هو الفتنة فجاز أن يحل محله (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 243، النشر 2/ 257، شرح طيبة النشر 4/ 244).

(4)

والمعنى أنه نصب على النداء، أي يا ربنا، والحجة أن الآية ابتدئت بمخاطبة الله إياهم إذ قال للذين أشركوا (أين شركاؤكم) فجرى جوابهم إياه على نحو سؤاله لمخاطبتهم اياه فقالوا:(والله ربنا) بمعنى والله يا ربنا ما كنا مشركين فأجابوه مخاطبين له كما سألهم مخاطبين، قال ابن الجزري:

ربنا النصب (شفا)

(5)

والمعنى أنه خفض على النعت والثناء، وحجتهم في ذلك أنك إذا قلت: أحلف بالله ربي كان أحسن من أن تقول: أحلف بالله يا رب (شرح طيبة النشر 4/ 247، النشر 2/ 257، السبعة ص 254).

(6)

وحجة هؤلاء أنهم جعلاه جواب التمني لأن الجواب بالواو ينصب كما ينصب بالفاء قال الشاعر:

لا تَنْهَ عَن خُلُقٍ وتأتي مثلَه

عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيمُ

وكما تقول: ليتك تصير إلينا ونكرمك، والمعنى: ليت مصيرك يقع وإكرامنا، ويكون المعنى: ليت ردنا =

ص: 364

النون من "نكُونَ"

(1)

.

والباقون بالرفع فيهما

(2)

.

ولم يمل أحد {بَدَا} [28]؛ لأنه واويّ.

قوله تعالى: {وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ} [32] قرأ ابن عامر بلام واحدة، وتخفيف الدال

(3)

، وخفض التاء من "الآخرة" على الإضافة، وقرأ الباقون بلامين مع تشديد الدال، و"الآخرة" بالرفع

(4)

.

قوله تعالى: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [32] قرأ نافع، وابن عامر، ويعقوب، وأبو جعفر، وحفص بالتاء على الخطاب

(5)

.

= وقع ولا نكذب أي إن رددنا لم نكذب، قال ابن الجزري:

نكذب بنصب رفع (فـ) وز (ظ) لم (عـ) جبوا

كذا نكون معهم (شام)

(حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 245، شرح طيبة النشر 4/ 247، النشر 2/ 257، السبعة ص 254).

(1)

جعل الأول نسقًا والثاني جوابًا كأنه قال: ونحن لا نكذب. ثم رد الجواب إلى يا ليتنا المعنى يا ليتنا نرد فنكون من المؤمنين؛ وحجته قوله: (لو أن لي كرة نكون من المحسنين)(حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 245، شرح طيبة النشر 4/ 247، النشر 2/ 257).

(2)

جعلوا الكلام منقطعًا عن الأول قال الزجاج: المعنى أنهم ضمنوا الرد وضمنوا أنهم لا يكذبون، المعنى: يا ليتنا نرد ونحن لا نكذب بآيات ربنا رددنا أم لم نرد ونكون من المؤمنين أي عانينا وشاهدنا ما لا نكذب معه أبدًا قال: ويجوز الرفع على وجه آخر على معى يا ليتنا نرد ويا ليتنا لا نكذب بآبات ربنا كأنهم تمنوا الرد والتوفيق للتصديق (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 245، النشر 2/ 257).

(3)

ووجه حذف اللام تجريدها من التعريف للإضافة، ولذا وجب جر الآخرة، ومنه (ولدار الآخرة) بيوسف، وأضيفت الدار لها؛ لأنها صفة المضاف إليه؛ أي لدار الحياة أو الساعة الآخرة، قال ابن الجزري:

....... ........ وخف

للدار الآخرة وخفض الرفع (كـ) ف

(شرح طيبة النشر 4/ 247 النشر 2/ 257).

(4)

ووجه إثباتها: تحريفها بها للإسناد، ورفع الآخرة صفتها، ومنه (وإن الدار الآخرة) وهي صفة في الأصل، وغلب استعمالها اسمًا كالدنيا، وهو المختار؛ لأن تحريف اللام أقوى من الإضافة وعليه بقية الرسوم (شرح طيبة النشر 4/ 247 النشر 2/ 257).

(5)

يقرأ بالتاء والياء في خمسة مواضع ها هنا وفي الأعراف ويوسف والقصص ويس، فالحجة لمن قرأهن بالتاء أنه جعلهم مخاطبين على لسان نبيه، قال ابن الجزرى:

لا يعقلون خاطبوا وتحت (عم)

(عـ) ن (ظ) فر يوسف شعبة وهم =

ص: 365

والباقون بالياء على الغيبة

(1)

.

قوله تعالى: {لَيَحْزُنُكَ} [33] قرأ نافع بضم الياء، وكسر الزاي

(2)

.

والباقون بنصب الياء؛ وضم الزاي.

قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ} [33] قرأ نافع، والكسائي بإسكان الكاف، وتخفيف الذال

(3)

.

والباقون بفتح الكاف، وتشديد الذال

(4)

.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكَ} [34] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام الدال في الجيم

(5)

.

والباقون بالإظهار.

وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان

(6)

، وخلف.

= يس (ك) م خلف (مدا)(ظ) ل

(1)

والحجة لمن قرأهن بالياء أنه جعلهم غيبًا مبلغين عن الله عز وجل (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 138، شرح طيبة النشر 4/ 248، النشر 2/ 257).

(2)

وهذه قاعدة مطردة أن نافعًا يقرأ لفظ يحزن في كل القرآن بضم الياء وكسر الزاي ما عدا سورة الأنبياء فلا يقرأ في سورة الأنبياء إلا أبو جعفر، وحجة نافع قول العرب هذا أمر محزن. قال ابن الجزري:

يحزن في الكل اضمما

مع كسر ضم أم الأنبيا ثما

(الهادي 2/ 129، حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 181).

(3)

ووجه التخفيف أنه من أكذبه على حد أدخله؛ فهمزه للمصادفة؛ أي لا يلفونك كاذبًا، أو للنسبة إلى الكذب أي لا ينسبونك إلى الكلب اعتقادًا، أو للتعدية؛ أي لا يقولون أنت كاذب بل رويت الكذب، وهو معنى قول أبي جهل: إنا لا نكذبك، ولكنا نكذب الذي جئت به، قال ابن الجزري:

وخف يكذب (ا) تل (ر) م

(4)

ووجه التشديد أن التضعيف للتعدية أي لا يكذبونك بحجة، قال الكسائي تقول العرب: أكذبت الرجل إذا قلت له جئت بالكذب، واكذبته إذا قلت له كذبت، أو لا يكذبونك إلا عنادًا لا حقيقة (شرح طيبة النشر 4/ 249، النشر 2/ 257).

(5)

سبق بيان حكم القراءة ووجهها قريبًا.

(6)

وكذا هشام بخلف عنه قال الناظم:

وشاء جا لي خلفه فتى منى

ص: 366

والباقون بالفتح.

وإذا وقف حمزة على "جَاءَكَ"، سهّل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ} [35] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بالإمالة

(2)

.

والباقون بالفتح.

وإذا وقف حمزة وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد، والتوسّط، والقصر

(3)

.

قوله تعالى: {عَلَى الْهُدَى} [35] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(4)

، ونافع بالفتح وبين اللفظين

(5)

.

والباقون بالفتح.

(1)

هذا وجه شاذ لا يقرأ به.

(2)

سبق توضيحه كثيرًا وفي مواضع قريبة.

(3)

قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحو (شركاؤنا)(جاءوا) .. فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة عنه ومكسورها مما رسم فيه صورة الهمزة واوًا وياءً الإبدال بهما محضين مع المد والقصر وهو شاذ لا أصل له في العربية (شرح طيبة النشر 2/ 391، 392).

(4)

هناك قاعدة مطردة، وهي أن حمزة والكسائي وخلف البزار أمالوا جميع الألفات المنقلبة من ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هولاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيفي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:

وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه

وفتحهُ وما بياء رسمه

ويندرج تحت قوله "وما بياء رسمه" موسى وعيسى ويحيى كما أمال الثلاثة كل ألف منقلبة عن ياء حيث وقعت في القرآن الكريم سواء كانت في الرسم أو فعل كموسى وعيسى ويحيى والأشقى والهدى، وأتى، وسعى إلخ وتعرف ذوات الياء من الأسماء بالتثنية، ومن الأفعال برد الفعل، وقد شاركهم أبو عمرو فيما كان على وزن فعلى مثلثة الفاء فأمالها إمالة صغرى بين بين، قال ابن الجزري:

وكيف فعلى مع رؤوس الآي (ح) د

خلف .........

(النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف

وما به هاء غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

ص: 367

قوله تعالى: {عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً} [37] قرأ ابن كثير بإسكان النون وتخفيف الزاي.

والباقون بفتح النون وتشديد الزاي

(1)

.

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ} [40]{قُلْ أَرَأَيْتُمْ} [46] قرأ نافع، وأبو جعفر بتسهيل الهمزة بعد الراء

(2)

وعن ورش - أيضًا - إبدالها ألفًا. وأسقطها الكسائي

(3)

.

والباقون بالتحقيق

(4)

.

ونقل ورش، وأبو جعفر - بخلاف عنه

(5)

- حركة الهمزة الأولى إلى لام "قل" وحمزة ينقل في الوقف - بخلاف عنه - ويسهّل في الوقف، وله - أيضًا - في الوصل السّكْت على اللام، بخلاف عنه

(6)

.

قوله تعالى: {إِذْ جَاءَهُمْ} [43] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الجيم

(7)

.

(1)

سبق بيان حكمه في سورة المائدة (وانظر: المبسوط ص 132، 133، النشر 2/ 218، الغاية ص 104، شرح طيبة النشر 4/ 47).

(2)

إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد فتح فقرأه قالون وورش من طريق الأصبهاني وكذا أبو جعفر بالتسهيل بين بين في أرأيت حيث وقع بعد همزة الاستفهام نحو (أرأيتم - رأيتكم - أرأيت - أفرأيت)(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 79).

(3)

واختلف عن ورش من طريق الأزرق فأبدلها بعضهم عنه ألفًا خالصة مع إشباع المد للساكنين وهو أحد الوجهين في الشاطبية والأشهر عنه التسهيل كالأصبهاني وعليه الجمهور وهو الأقيس، وقرأ الكسائي بحذف الهمز في ذلك كله (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 79).

(4)

والتحقيق هو توفية كل حرف حقه من حركته ونصيبه من الإعراب؛ إذ كانت الهمزة حرفًا من حروف المعجم فيلزمها من الحركة ما يلزم سائر الحروف، لذا جاءوا بكل همزتين مجتمعتين على هيئتها إرادة للتبيين والنطق بكل حرف من كتاب الله على جهته من غير إبدال ولا تغيير (انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص: 91، وشرح طيبة النشر للنويري 4/ 9، والمبسوط في القراءات العشر ص: 126).

(5)

ما ذكره المؤلف عن أبي جعفر ليس صحيحًا ولا يقرأ به، فليس لأبي جعفر نقل مطلقًا.

(6)

وافقه ابن ذكوان وحفص وإدريس، قال الناظم:

والسكت عن حمزة في شي وأل

إلى أن قالا:

والخلف عن إدريس غير المد

اطلق واخصصن وقيل حفص وابن ذكوان.

(7)

سبق بيان قراءة (شَاء) و (جاء) و (زاد)(خاب).

ص: 368

والباقون بالفتح.

وأدغم الذال في الجيم: أبو عمرو، وهشام

(1)

.

والباقون بالإظهار، وإذا وقف حمزة، سفل الهمزة، مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر

(2)

.

قوله تعالى: {فَتَحْنَا} [44] قرأ ابن عامر، وابن وردان، وروش، وابن جمّاز - بخلاف عنهما - بتشديد التاء

(3)

.

والباقون بالتخفيف

(4)

.

قوله تعالى: {بِهِ انْظُرْ} [46] قرأ ورش - من طريق الأصبهاني - في الوصل: بضم الهاء

(5)

.

والباقون بالكسر

(6)

.

قوله تعالى: {يَصْدِفُونَ} [46] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ورويس - بخلاف

(1)

سبق بيان حكم الذال قريبًا.

(2)

هذا رأي شاذ لا يقرأ به.

(3)

اختلف في "لَفَتَحنا" الآية 44 هنا والأعراف الآية 96 والقمر الآية 11"فُتِحَت" بالأنبياء الآية 96 فابن عامر وابن وردان بتشديد التاء في الأربعة للتكثير ووافقهما ابن جماز وروح في القمر والأنبياء ورويس في الأنبياء فقط واختلف عنه في الثلاثة الباقية، فروى النحاس عنه تشديدها، وروى أبو الطيب التخفيف، واختلف من ابن جماز هنا والأعراف فروى الأشناني من الهاشمي عن إسماعيل تشديدهما، ومعنى "فتحنا عليهم" بالتشديد أي مرة بعد مرة، وحجته قوله "أبواب كل شيء" الأبواب فذكر الأبواب ومع الأبواب تشدد كما قال مفتحة لهم الأبواب وكذلك قرأ في الأعراف والأنبياء والقمر بالتشديد، قال ابن الجزري:

فتحنا اشدد (ك) لف خده

(4)

وحجتهم أن التخفيف يصلح للقليل وللكثير (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 251، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 263، التيسير ص 102، السبعة ص 257).

(5)

ووجه الضم أنه هاء الضمير والأصل فيه الضم، وقال ابن الجوزي في زاد المسير (3/ 42): من ضم فعلى قول من قال: فخسفنا بهو وبدارهو الأرض فحذف الواو، قال ابن الجزري:

والأصبهاني به انظر جودا

(شرح طيبة النشر 2/ 147، إتحاف فضلاء البشر ص 251، السبعة ص 257).

(6)

ووجه الكسر فيها مجاورة الهاء للكسرة، أو الياء الساكنة (شرح طيبة النشر 2/ 147).

ص: 369

عنهما

(1)

- بإشمام الصاد كالزاي

(2)

. والباقون بالصاد.

قوله تعالى: {بِالْغَدَاةِ} [52] قرأ ابن عامر بضم الغين، وإسكان الدال، وبعد الدال واوًا مفتوحة

(3)

.

وقرأ الباقون بفتح الغين والدال، وبعدها ألف

(4)

.

قوله تعالى: {أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ .... فَأَنَّهُ غَفُورٌ} قرأ ابن عامر، وعاصم، ويعقوب بفتح الهمزة فيهما

(5)

. وافقهم نافع، وأبو جعفر في الأول فقط.

والباقون بالكسر فيهما

(6)

.

(1)

الصواب بخلف عنه أي عن رويس فقطى لقوله ابن الجزري:

وباب أصدق شفا والخلف غر

(2)

اختلف في أصدق وبابه وهو كل صاد ساكنة بعدها دال وهو في اثني عشر موضعًا فحمزة والكسائي وخلف ورويس بخلف عنه بإشمام الصاد الزاى للمجانسة والخفة ولا خلاف عن رويس في إشمام يصدر معًا والباقون بالصاد الخالصة على الأصل وهي رواية أبي الطيب وابن مقسم عن رويس والإشمام طريق الجوهري والنحاس عنه (النشر 2/ 242، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 244، التيسير ص 97، إبراز المعاني ص 419).

(3)

وحجته في ذلك أنه وجده في المصحف بالواو فقرأ ذلك اتباعًا للخط، فإن قيل: لم أدخل الألف واللام على المعرفة فالجواب: أن العرب تدخل الألف واللام على المعرفة إذا جاورتها فيه الألف واللام ليزدوج الكلام كما قال الشاعر:

رأيتُ الوليدَ بنَ اليزيدِ مباركًا

شديدًا بأحناءِ الخلافةِ كاهلُهُ

فأدخل الألف واللام في اليزيد لما جاور الوليد فكذلك أدخل الألف واللام في (الغدوة) لما جاور والعشي، قال ابن الجزري:

غدوة في غداة كالكهف (ك) تم

(4)

وهذا هو الوجه لأن غداة نكرة وغدوة معرفة ولا تستعمل بالأل واللام ودخلت على غداة لأنها نكرة، والمعنى والله أعلم: ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي أي غداة كل يوم (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 251، شرح طيبة النشر 4/ 251، النشر 8/ 25، والسبعة ص 258).

(5)

ووجه فتحهما: أن الأولى بدل من الرحمة، فهى في موضع المفرد، أو مفعول له بتقدير اللام، وفتح الثانية عطف عليها، ولسيبويه بدل من الأولى، وللمبرد توكيد علل بحد (أيعدكم أنكم)، قال ابن الجزري:

وإنه افتح (عم)(ظـ) ـلا (نـ) ـل فإن

(نـ) ل (كـ) ـم (ظ) بى

(شرح طيبة النشر 4/ 253، المبسوط ص 195، النشر 2/ 258).

(6)

والحجة لمن كسرهما أنه جعل تمام الكلام في قوله: (كتب ربكم على نفسه الرحمة) ثم ابتدأ بقوله (إنه) =

ص: 370

قوله تعالى: {وَلِتَسْتَبِينَ} [55] قرأ حَمْزة، والكسائي، وخلف، وشعبة بالياء التحتية بعد اللام

(1)

.

والباقون بالتاء الفوقية

(2)

.

قوله تعالى: {سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [55] قرأ نافع، وأبو جعفر بنصب اللام من "سَبِيلُ"

(3)

.

والباقون بالرفع.

= وعطف الثانية عليها، ويجوز أن يحكي ما كتب كما يحكي ما قال ولا يعمل كتب في ذلك كما قال الشاعر:

وجدنا في كتابِ بني تميمٍ

أحقَّ الخيلِ بالركضِ المُعَارُ

فحكى ما وجد ولم يعمل الفعل في ذلك، ففي الكسر وجهان أحدهما: هي مستأنفة والكلام تام قبلها، والثاني: أنه حمل (كتب) على (قال) فكسرت إن بعده، وأما الفتح ففيه وجهان أحدهما وهو يدل من الرحمة أي كتب أنه من عمل، والثاني: أنه مبتدأ وخبره محذوف أي عليه أنه من عمل ودل على ذلك ما قبله والهاء ضمير الشأن و (من) بمعنى الذي أو شرط وموضعها مبتدأ و (منكم) في موضع الحال من ضمير الفاعل و {بجهالة} حال أيضًا أي جاهلًا ويجوز أن يكون مفعولًا به أي بسبب الجهل والهاء في بعده تعود على العمل أو على السوء فإنه يقرأ بالكسر وهو معطوف على أن الأولى أو تكرير للأولى عند قوم وعلى هذا خبر من محذوف دل عليه الكلام ويجوز أن يكون العائد محذوفًا أي فإنه غفور له، وإذا جعلت من شرطًا فالأمر كذلك (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 139، إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات 1/ ص 244، النشر 2/ 258).

(1)

ووجه القراءة بالياء، أنه من استبنت الشيء المتعدي أي ولتستوضح يا محمد و (سبيل) مفعوله، قال ابن الجزري:

ويستبين (صـ) ـون (فـ) ن (ر) وى

(2)

وحجة من قرأ بالتاء أنه جعل الفعل لازمًا من استبان الصبح ظهر وأسند إلى السبيل على لغة تأنيثه على حد (هذه سبيلي) والثالثة كذلك لكن على لغة تذكيره على حد (سبيل الرشد لا يتخذوه)(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 264، شرح طيبة النشر 4/ 254، النشر 2/ 258، والمبسوط ص 195).

(3)

وحجة من قرأ ذلك؛ ولتستبين أنت يا محمد سبيل المجرمين فإن قال قائل: أفلم يكن النبي صلى الله عليه وآله مستبينًا سبيل المجرمين؟. فالجواب في هذا: إن جميع ما يخاطب به المؤمنون يخاطب به النبي صلى الله عليه فكأنه فيل ولتستبينوا سبيل المجرمين أي لتزدادوا استبانة لها ولم يحتج إلى أن يقول ولتستبين سبيل المؤمنين مع ذكر سبيل المجرمين لأن سبيل المجرمين إذا بانت فقد بان معها سبيل المؤمنين. قال ابن الجزري:

سبيل لا المديني

(حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 253، شرح طيبة النشر 4/ 254، النشر 2/ 258، والمبسوط ص 195).=

ص: 371

قوله تعالى: {قَدْ ضَلَلْتُ} [56] قرأ ابن كثير، وعاصم، وقالون، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار الدال عند الضاد. والباقون بالإدغام

(1)

.

قوله تعالى: {يَقُصُّ الْحَقَّ} [57] قرأ نافع، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، بضم القاف، وبعدها صاد مهملة مشددة مع الضم

(2)

.

وقرأ الباقون بإسكان القاف، وبعدها ضاد معجمة مخففة مع الكسر

(3)

.

وإذا وقف يعقوب، أثبت بعد الضاد الياء على أصله

(4)

.

قوله تعالى: {وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} [57]، {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ} [60]، {وَهُوَ الْقَاهِرُ} [61]، {وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} [62]{وَهُوَ الْحَقُّ} [66]، {وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ} [72]، {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ .... وَهُوَ الْحَكِيمُ} [73] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر، وقالون بإسكان الهاء

(5)

.

والباقون بالضم.

(1)

سبق توضيح القراءة في دال قد قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا.

(2)

والحجة لمن قرأه بالصاد أنه قال: لو كان ذلك من القضاء لثبت في الفعل الياء علامة للرفع واستدل على أنها بالصاد بقوله تعالى {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} ، وبقوله {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ} يريد به القرآن فكذلك الحق يريد به القرآن، فأما احتجاجه بحذف الياء فلا وجه له، لأنه قد حذف من السواد ياءات وواوات هن علامات الرفع لالتفاء الساكنين لأنهن لما ذهبن لفظًا سقطن خطًا. قال ابن الجزري:

................ ويقص

في يقض أهملن وشدد (حـ) رم (نـ) ص

(الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 141، المبسوط ص 195، شرح طيبة النشر 4/ 255، النشر 2/ 258، إتحاف فضلاء البشر ص 264).

(3)

الحجة لمن قرأ بالضاد أنه استدل بقوله تعالى عند تمام الكلام {وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} والفصل لا يكون إلا في الحجة ومنه قوله تعالى {وَفَصْلَ الْخِطَابِ} ووجه تخفيف الضاد أنه مضارع قضى معتل اللام، حذفت ياؤه رسمًا على لفظ الوصل، ويتعدى باللام نحو {يَقْضِي بِالْحَقِّ} فنصب الحق، لما حذفت، أو ضمِّن معنى صنع أو الحق صفة مصدر؛ أي القضاء الحق (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 141، المبسوط ص 195، شرح طيبة النشر 4/ 255، النشر 2/ 258، إتحاف فضلاء البشر ص 264).

(4)

قال ابن الجزري:

والياء أن تحذف لساكن ظما

يردن يؤت يقض يغن الواد

(5)

سبق قريبًا.

ص: 372

وورش

(1)

يرقق الراء في الوصل على أصله.

قوله تعالى: {جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} [61] قرأ أبو عمرو، وقالون، والبَزّيّ بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر

(2)

، وسهّل الهمزة الثانية ورش، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس. وعن ورش، وقنبل - أيضًا - إبدال الثانية حرف مد.

والباقون بالتحقيق.

وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(3)

.

والباقون بالفتح.

وإذا وقف حمزة وهشام على الأولى، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسّط والقصر.

قوله تعالى: {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا} [61] قرأ حمزة بعد الفاء بألف ممالة

(4)

.

(1)

من طريق الأزرق.

(2)

إذا اتفقت الهمزتان بالفتح نحو (جاء أجلهم) و (شاء أنشره) و (السفهاء أموالكم) وشبهه فورش وقنبل يجعلان الثانية كالمدة وقالون والبزي وأبو عمرو يسقطون الأولى مع المد والقصر وهو أولى لزوال الأثر، وقرأ ورش من طريقيه وأبو جعفر ورويس في ثانيه بتسهيل الثانية بين بين وللأزرق أيضًا إبدالها ألفًا بلا مد مشبع لعدم الساكن بعد ولقنبل ثلاثة أوجه إسقاط الأولى كالبزي وتسهيل الثانية وإبدالها ألفًا كالأزرق فيهما، قال ابن الجزري في باب الهمزتين من كلمتين:

أسقط الأولى في اتفاق زن غدا

خلفهما حز وبفتح بن هدى

وسهلًا في الكسر والضم وفي

بالسوء والنبيء الادغام اصطفي

وسهل الأخرى رويس قنبل

ورش وثامن وقيل تبدل

مدًا زكا جودا

(التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 33، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 242).

(3)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في (شَاء) و (جاء) و (زاد)(خاب) في طه 61 فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

(4)

فيصير النطق (توفيه رسلنا) بألف ممالة قبل الهاء على التذكير بتأويل الجمع على حد (وقال نسوة) وهي يائية فأمالها، وهو إما فعل مضارع فأصله نتوفاه حذفت إحدى التاءين كتنزل وبابه وإما ماض وهو الأظهر وحذفت منه تاء التأنيث لكونه مجازيًا أو للفصل بالمفعول وافقه، قال ابن الجزري:

وذكر استهوى توفى مضجعا

(ف) ـصل

ص: 373

والباقون بتاء فوقية ساكنة

(1)

.

وسكّن أبو عمرو السين

(2)

.

والباقون بالضم

(3)

.

قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ} [63] قرأ يعقوب بإسكان النون، وتخفيف الجيم

(4)

.

= (شرح طيبة النشر 4/ 256، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 265، حجة القراءات لابن زنجلة ص 254، السبعة ص 259).

(1)

وذلك على اعتبار الجماعة (شرح طيبة النشر 4/ 256، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 265، السبعة ص 259).

(2)

سبق توضيح قراءة أبي عمرو في (رسلنا) و (رسلكم) و (رسلهم) و (سبلنا) قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا (التيسير في القراءات السبع - الداني ج/ 1 ص 85، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 225).

(3)

وحجتهم أن بناء فعول وفعيل على فعل بضم العين في كلام العرب ولم تدع ضرورة إلى إسكان الحرف فتركوا الكلمة على حق بنيتها (التيسير في القراءات السبع - الداني ج/ 1 ص 85، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 225).

(4)

قرأ يعقوب باب ننجي كيف وقع سواء كان اسمًا أو فعلًا اتصل به ضمير أم بدي بنون أو ياء وهو أحد عشر موضعًا هي: (قل من ينجيكم - قل الله ينجيكم) هنا في سورة الأنعام الآية 63 والآية 64 بعدها، وفي يونس الآية 192، {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ} و {نُنَجِّي رُسُلَنَا} و {نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ} [103] وفي الحجر الآية 59 {إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ} وفي مريم الآية 172 {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} وفي العنكبوت الآية 32، 33 (لننجينه - إنا منجوك)، وفي الزمر الآية 61 {وَيُنَجِّي اللَّهُ} وفي الصف الآية 10 {تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ} ؛ فقرأها كلها بتخفيف الكل إلا الزمر عن رويس، ووافقه بعض على بعض، فقرأ بتخفيف (قل الله ينجيكم) نافع، وابن ذكوان، والبصريان وابن كثير، وقرأ بتخفيف مريم يعقوب، والكسائي، وبتخفيف الزمر روح، والحجر وأول العنكبوت يعقوب وحمزة والكسائي وخلف، وثاني العنكبوت حمزة والكسائي وخلف وشعبة ويعقوب وابن كثير، وآخر يونس حفص ويعقوب والكسائي، وثقل الصف ابن عامر، وخففها الباقون، وحجتهم قوله:(لئن أنجيتنا من هذه) ولم يقل نجيتنا. قال ابن الجزري:

وننجي الخف كيف وقعا

(ظ) ل وفي الثاني (ا) تل (مـ) ن (حق) وفي

كاف (ظـ) بى (ر) ض تحت صاد (شـ) رف

والحجر أولى العنكبا (ظـ) ـلم (شفا)

والثان (صحبة)(ظ) ـهير (د) لفا

ويونس الأخرى (عـ) ـلا (ظ) بى (ر) عا

وثقل (ص) ـف (ك) ـم

(شرح طيبة النشر 4/ 256، النشر 2/ 258، المبسوط ص 195، إتحاف فضلاء البشر ص 265، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 255).

ص: 374

والباقون بفتح النون، وتشديد الجيم

(1)

.

قوله تعالى: {وَخُفْيَةً} [63] قرأ شعبة بكسر الخاء.

والباقون بالضم

(2)

.

قوله تعالى: {لَئِنْ أَنْجَانَا} [63] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف "أَنْجَانَا" بألف بعد الجيم

(3)

.

وأمالها محضة: حمزة، والكسائي، وخلف. وفتحها عاصم.

والباقون بياء تحتيّة بعد الجيم ساكنة، وبعد الياء تاء فوقية مفتوحة

(4)

.

قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ} [64] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب، وابن ذكوان، وهشام - بخلاف عنه - بإسكان النون وتشديد الجيم

(5)

.

قوله تعالى: {بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ} [65] أبدل الهمزة ألفًا: أبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - وكذا حمزة في الوقف

(6)

.

(1)

وحجتهم إجماعهم على تشديد قوله قبلها: (قل من ينجيكم من ظلمات) فكان إلحاق نظير لفظه به أولى من المخالفة بين اللفظين (شرح طيبة النشر 4/ 256، النشر 2/ 258، المبسوط ص 195، إتحاف فضلاء البشر ص 265، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 255).

(2)

(خِفية) و (خُفية) لغتان مثل رِشوة ورُشوة من أخفيت الشيء إذا سترته والتي في خاتمة الأعراف (تضرعًا وخيفة) وهو من الخوف فتقلب الواو ياء للكسرة التي في الخاء، قال ابن الجزري:

وخفية معا

بكسر ضم (صـ) ـف

(شرح طيبة النشر 4/ 258، النشر 2/ 259، المبسوط ص 196، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 255).

(3)

والحجة لمن قرأ بالألف أنه أخبر عن الله عز وجل على طريق الغيبة لأنه عز وجل غائب عن الأبصار وإن كان شاهدًا للجهر والأسرار، قال ابن الجزري:

أنجيتنا الغير وينسى (ك) يفا

(4)

والحجة لمن قرأ بالتاء أنه أتى بدليل الخطاب سائلًا لله عز وجل ضارعًا إليه (النشر 2/ 259، شرح طيبة النشر 4/ 259، المبسوط ص 196، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 142).

(5)

سبق بيان القراءة في الصفحة السابقة.

(6)

سبق بيان هذه القراءة.

ص: 375

والباقون بالهمزة.

وقرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، وابن ذكوان، ويعقوب - في الوصل - بكسر التنوين.

والباقون بالضم

(1)

.

قوله تعالى: {وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ} [68] قرأ ابن عامر بفتح النون قبل السين وتشديد السين

(2)

.

والباقون بإسكان النون، وتخفيف السين

(3)

.

قوله تعالى: {الذِّكْرَى} [68]{ذِكْرَى} [69]{أَرَاكَ} [74] قرأ أبو

(1)

اختلف فيما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة ويبدأ الفعل الذي يلي الساكن الأول بالضم وأول الساكنين أحد حروف (لتنود) والتنوين، فاللام نحو (قل ادعوا) والتاء نحو (قالت اخرج) والنون نحو (فمن اضطر) (أن اغدوا) والواو (أو ادعوا) والدال (ولقد استهزئ) والتنوين (فتيلًا انظر) فأبو عمرو بكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التقاء الساكنين. قال ابن الجزري:

والساكن الأول ضم

ينزل كلا خف (حق)

لا الحجر والأنعام أن ينزل (د) ق

لضم همز لموصل واكسره (ن) ما

(ف) ز غير قل (ح) لا وغير أو (حـ) ـما

والخلف في التنوين مز وإن يجر

(ز) ن خلفه (م) ز

(التيسير ص 72، إتحاف فضلاء النشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 98، السبعة ص 174 إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 198).

(2)

فيصير النطق {يُنْسِيَنَّكَ} والحجة لمن شدد أنه فرق بين نسي الرجل ونساه غيره واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم "إنما أُنَسَّى لأسنَّ لكم" فشدد لأن غيره نساه، قال ابن الجزري: وينسي (ك) ـيفا - عطفا على قول ابن الجزري: وثقل صف خف. فهو معطوف على التخفيف.

(الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 142، التيسير ص 103، شرح طيبة النشر 4/ 259، النشر 2/ 259، السبعة ص 206).

(3)

والحجة لمن خفف أنه قال: هما لغتان تستحمل إحداهما مكان الأخرى واستدل بقوله تعالى: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} يريد والله أعلم تركوا الله من الطاعة فتركهم من الثواب لأن أصل النسيان الترك وقيل في قوله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} يريد إذا عصيت (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 142، التيسير ص 103، شرح طيبة النشر 4/ 259، النشر 2/ 259، السبعة ص 206).

ص: 376

عمرو، وحمزة والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(1)

.

وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(2)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {اسْتَهْوَتْهُ} [71] قرأ حمزة بألف ممالة بعد الواو

(3)

.

والباقون بتاء فوقية ساكنة.

قوله تعالى: {حَيْرَانَ} [71] قرأ ورش بترقيق الراء، وتفخيمها

(4)

.

والباقون بالتفخيم.

(1)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد ذكرنا حكم الإمالة تي صفحات قليلة بما أغنى عن ذكرها هنا لقرب الموضعين (انظر: شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، إتحاف فضلاء البشر ص 144).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(3)

انظر توفيه.

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط، واعلم أن الراء تكون متحركة وساكنة فالمتحركة مفتوحة ومضمومة ومكسورة وكل من الثلاثة مبتدأة ومتوسطة ومتطرفة فأما المفتوحة في أحوالها الثلاثة فيكون قبلها متحرك وساكن ويكون الساكن ياء وغيرها فالمتحرك نحو (ورزقكم - وقال ربكم - برسولهم - لحكم ربك) ونحو (رسل ربنا) ونحو (فراشًا) و (كرامًا) ونحو (فرقنا) ونحو (غرابًا) و (فرادى) ونحو (سفرًا) و (بشرًا) و (مختصرًا) ونحو (البقر) و (القمر) ونحو (شاكرًا) و (منتصرًا) ونحو (بصائر) و (ليغفر) ونحو (نشرًا) و (نذرًا) ونحو (كبر) و (ليفجر) والساكن نحو (في ريب) ونحو (بل ران)(على رجعه) ونحو (حيران) و (الخيرات) ونحو (أغرينا) و (أجرموا) ونحو (الإكرام) و (مدرارًا) ونحو (خيرًا) ونحو (قديرًا) و (خبيرًا) ونحو (الخير) و (الطير) ونحو (الفقير) و (الكثير) ونحو (أجرًا) و (بدارًا) ونحو (فار) و (اختار) ونحو (ذكرًا) و (سترًا) ونحو (عذرًا) و (غفورًا) ونحو (فمن اضطر) ونحو (الذكر) و (السحر) و (ذكرك) فهذه أقسام المفتوحة بجميع أنواعها، وأجمع القراء على تفخيم الراء في ذلك كله إلا إذا كانت متطرفة أو متوسطة وقبلها ياء ساكنة أو كسرة متصلة لازمة فقرأ الأزرق عن ورش بترقيقها إلا أن يكون بعد المتوسطة حرف استعلاء ووقع ذلك في كلمتين (صراط) حيث جاء و (فراق) في الكهف، قال ابن الجزري:

والراء عن سكون ياء رقق

أو كسرة من كلمة للأزرق

إلى أن قال:

وخلف حيران وذكرك (أ) رم

ووجه الترقيق: التناسب للياء والكسر، وسمعت من العرب مفخمة ومرققة ورسمها واحد (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 125).

ص: 377

واتفقوا على رفع النون من معناه الإخبار عن القيامة، وهو كائن لا محالة.

قوله تعالى: {آزَرَ} [74] قرأ يعقوب برفع الراء

(1)

.

والباقون بالنصب

(2)

، وورش على أصله بالمد والتوسُّط والقصر على الهمزة.

قوله تعالى: {رَأَى كَوْكَبًا} [76] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وأبو بكر شعبة، وابن ذكوان بإمالة الراء والهمزة معًا محضة.

وقرأ أبو عمرو بإمالة الهمزة، واختلف عن السوسي - عنه - في الراء.

وقرأ ورش

(3)

بإمالة الهمزة والراء معًا بين بين، وهو على أصله في المد والتوسّط والقصر

(4)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {رَأَى الْقَمَرَ} [77]{رَأَى الشَّمْسَ} [78] قرأ حمزة

(5)

بإمالة الراء وبفتح الهمزة في الوصل.

وقرأ أبو شعيب السوسيّ، وشعبة بإمالة الراء والهمزة، وفتحهما أيضًا.

(1)

وحجته في ذلك أنه جعله على النداء كأنه جعل آزر لقبًا له تأويله يا معوج الدين أتتخذ أصنامًا آلهة، قال ابن الجزري:

ثقلا وآزر ارفعوا (ظ) ـلما

(شرح طيبة النشر 4/ 259، النشر 2/ 259، مشكل إعراب القرآن - القيسي ج 1/ ص 258).

(2)

وحجته في ذلك أنه عطف بيان أو بدل، أو في موضع خفض بدلًا من الأب كأنه اسم له (شرح طيبة النشر 4/ 259، النشر 2/ 259، مشكل إعراب القرآن - القيسي ج 1/ ص 258).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(4)

سبق قريبًا. قال ابن الجزري:

حرفي رأى (مـ) ن (صحبة)(لـ) ـنا اختلف

وغير الأولى الخلف (صـ) ـف والهمز (حـ) ـف

وذو الضمير فيه أو همز ورا

خلف (مـ) ـنى قللهما كلا (ج) ـرى

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 117).

(5)

وافقه شعبة وخلف؛ لقول ابن الجزري:

وقبل ساكن أمل للرا صفا

في

وما ذكره المؤلف من إمالة الهمزة والراء للسوسي وشعبة فليس من طريق الشاطبية أو النشر.

ص: 378

وقرأ الباقون بفتحهما؛ هذا كله في الوصل.

وأما في الوقف مثل: "رَأَى كَوْكَبًا"

(1)

.

قوله تعالى: {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي} [79] فتح الياء في الوصل: نافع، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر. والباقون بالسكون

(2)

.

قوله تعالى: {أَتُحَاجُّونِّي} [80] قرأ نافع، وأبو جعفر، وابن عامر - بخلاف عن هشام - بتخفيف النون

(3)

. الباقون بالتشديد

(4)

.

(1)

إذا وقعت (رأى) فعلًا ماضيًا وكان بعده ساكن وهو في ستة مواضع (رأى القمر - رأى الشمس) بالأنعام الآية 77، 78 {رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} بالنحل الآية 85 وفيها {رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا} الآية 86، وبالكهف {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ} الآية 53، وبالأحزاب {رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ} الآية 22 فقرأ بإمالة الراء من ذلك وفتح الهمزة أبو بكر وحمزة وكذا خلف والباقون بالفتح فيهما وحكى الشاطبي رحمه الله تعالى الخلاف في إمالة الهمزة عن أبي بكر وفي إمالة الراء والهمزة معًا عن السوسي تعقبها في النشر بأن ذلك لم يصح عن أبي بكر ولا عن السوسي من طرق الشاطبية كأصلها بل ولا من طرق النشر، قال: وبعض أصحابنا ممن يعمل بظاهر الشاطبية يأخذ للسوسي في ذلك بأربعة أوجه فتحهما وإمالتهما وفتح الراء وإمالة الهمزة وعكسه ولا يصح منها سوى الأول والله أعلم هذا حكم الوصل، أما الوقف فكل من القراء يعود إلى أصله في الذي بعده متحرك غير مضمر من الفتح والإمالة والتقليل، قال ابن الجزري:

وقبل ساكن أمل للرا (صفا)

(فـ) ـي وكغيره الجميع وقفا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 117، التيسير ص 103، السبعة ص 260).

(2)

فيصير النطق (وَجْهِيْ للذي)، قال ابن الجزري:

وجهي (عـ) لا (عـ) ـم

(شرح طيبة النشر 3/ 286).

(3)

الحجة لمن خفف أنه لما اجتمعت نونان تنوب إحداهما عن لفظ الأخرى خفف الكلمة بإسقاط إحداهما كراهية لاجتماعهما كما قال الشاعر:

رأتْهُ كالثَّغَامِ يعلُّ مِسْكًا

يسوءُ الفالياتِ إذا فليني

أراد فلينني فحذف إحدى النونين ومثله (فبم تبشرون) بنون واحدة يذكر في موضع. قال ابن الجزري:

................ وخف

نون تحاجون (مدًا)(مـ) ـن (لي) اختلف

(الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 143، إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات 1/ ص 249، شرح طيبة النشر 4/ 260، النشر 2/ 259، التيسير ص 104، المبسوط ص 197).

(4)

يقرأ بتشديد النون على إدغام نون الرفع في نون الوقاية والأصل: تحاجونني، ويقرأ بالتخفيف على حذف إحدى النونين وفي المحذوفة وجهان أحدهما: هي نون الوقاية لأنها الزائدة التي حصل بها الاستثقال وقد جاء ذلك في الشعر، والثاني: المحذوفة نون الرفع لأن الحاجة دعت إلى نون مكسورة من أجل الياء ونون=

ص: 379

وروي ذلك عن الأزرق، عن ورش

(1)

.

قوله تعالى: {وَقَدْ هَدَانِ وَلَا} [80] قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر بإثبات الياء في الوصل

(2)

وقرأ يعقوب بإثبات الياء وقفًا ووصلًا، وقد روي ذلك - أيضًا - عن قنبل. والباقون بالحذف وقفًا ووصلًا. وأمال الألف بعد الدال: الكسائي. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مَا لَمْ يُنَزِّلْ} [81] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب بإسكان النون، وتخفيف الزاي.

والباقون بفتح النون، وتشديد الزاي

(3)

.

قوله تعالى: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ} [83] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب بتنوين "دَرَجَاتٍ"

(4)

. والباقون بغير تنوين

(5)

.

وقرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة؛ كالياء. ولهم - أيضًا - إبدالها واوًا خالصة مكسورة، وهذا مع تحقيق الأولى

= الرفع لا تكسر وقد جاء ذلك في الشعر كثيرًا قال الشاعر:

كلٌّ لَهُ نيةٌ في بَغْضِ صاحبِهِ

بنعمةِ الله نقليكُم وتقلونَا

(إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات 1/ ص 249، شرح طيبة النشر 4/ 260، النشر 2/ 259، التيسير ص 104، المبسوط ص 197).

(1)

ما ذكره المؤلف من هذا الوجه عن الأزرق غير مقروء به.

(2)

سبق بيان ذلك قريبًا (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1 ص/ 154).

(3)

سبق الكلام على ذلك في سورة المائدة (انظر: المبسوط ص 132، 133 النشر 2/ 218، الغاية ص 104، شرح طيبة النشر 4/ 47).

(4)

قال ابن الجزري:

ودرجات نونوا (كفى) معا

يعقوب معهم هنا

وحجتهم في ذلك أن (من) منصوب مفعول (نرفع) على حد (رفع بعضهم) ودرجات منصوب به بعد إسقاط إلى أو حال؛ أي ذوي درجات، أو تمييز، وحذفه لأنه مفعول به، (شرح طيبة النشر 4/ 261، النشر 2/ 259، المبسوط ص 198، التيسير ص 104، السبعة ص 261، إبراز المعاني 2/ 449).

(5)

والحجة لمن أضاف أنه أوقع الفعل على درجات فنصبها وأضافها إلى من فخفضه بالإضافة وخزل التنوين للإضافة ونشاء صلة لمن (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 144، شرح طيبة النشر 4/ 261، النشر 2/ 259، المبسوط ص 198، التيسير ص 104، السبعة ص 261، إبراز المعاني 2/ 449).

ص: 380

المضمومة

(1)

. والباقون بتحقيقهما.

وإذا وقف حمزة، وهشام على الأولى المضمومة، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسط، والقصر. ولهما - أيضًا - تسهيلها مع المد والقصر. ولهما - أيضًا - مع ثلاثة البدل: الإشمام، فيصير لهما ثمانية أوجه.

قوله تعالى: {وَزَكَرِيَّا} [85] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص بغير همزة وقفًا ووصلا

(2)

. والباقون بالهمزة، وهم على مراتبهم في المد

(3)

.

قوله تعالى: {وَالْيَسَعَ} [86] قرأ حمزة والكسائي، وخلف بتشديد اللام وإسكان الياء

(4)

. والباقون بإسكان اللام، وفتح الياء

(5)

.

(1)

هذه قاعدة مطردة وهي أن نافعًا وابن كثير وأبا عمرو وأبا جعفر ورويسًا يقرؤون بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة بينها وبين الياء قولًا واحدًا، وذلك إذا كانت الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، قال ابن الجزري:

وعند الاختلاف الاخرى سهلن

حرم حوى غنا

(انظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص: 42، 43).

(2)

فيصير النطق {وَزَكَرِيَّا} وزكريا اسم أعجمي قال القراء: فيه ثلاث لغات: الهمز وحذفه ولا ينصرفان، وزكري وألفه للتأنيث، قال أبو علي: لا يخلو إما أن تكون همزته زائدة للتأنيث أو للإلحاق، أو منقلبة عن أصلي أو زائد، قال ابن الجزري:

وحذف همز زكريا مطلقا

(صحب)

(النشر 3/ 239، شرح طيبة النشر 4/ 153، المبسوط ص 162، السبعة 1/ 204).

(3)

قال العكبري في التبيان في إعراب القرآن (1/ 255) وهمزة زكرياء للتأنيث إذ ليست منقلبة ولا زائدة للتكثير ولا للإلحاق وفيه أربع لغات هذه إحداها، والثانية القصر، والثالثة زكري بياء مشددة من غير ألف، والرابعة زكر بغير ياء.

(4)

قال ابن الجزري:

............ والليسعا

شدد وحرك سكنن معا (شفا)

وحجتهم في ذلك أن الليسع أشبه بالأسماء الأعجمية ودخول الألف واللام في اليسع قبيح لأنك لا تقول اليزيد ولا اليحيى وتشديد اللام أشبه بالأسماء العجمية (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 259، النشر 2/ 260، المبسوط ص 190، إعراب القراءات السبع 1/ 163، السبعة ص 261، التيسير ص 104).

(5)

وحجتهم ذكرها اليزيدي عن أبي عمرو فقال: هو مثل اليسر وإنما هو يسر ويسع فردت الألف واللام فقال اليسع مثل اليحمد قبيلة من العرب، واليرمع الحجارة، والأصل يسع مثل يزيد وإنما تدخل الألف واللام=

ص: 381

قوله تعالى: {إِلَى صِرَاطٍ} [87] قرأ قنبل، ورويس بالسين

(1)

. وقرأ خلف - عن حمزة - بالإشمام كالزاي

(2)

. والباقون بالصاد.

قوله تعالى: {وَالنُّبُوَّةَ} [89] قرأ نافع بالهمزة

(3)

. والباقون بغير همزة

(4)

.

قوله تعالى: {بِكَافِرِينَ} [89] قرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي - ورويس بالإمالة محضة

(5)

، واختلف فيه عن ابن ذكوان

(6)

. وقرأ ورش - من طريق الأزرق -

= عند القراء للمدح فإن كان عربيًّا فوزنه يفعل والأصل يوسع مثل يصنع وإن كان أعجميًّا لا اشتقاق له فوزنه فعل تجعل الياء أصلية، قال الأصمعي: كان الكسائي يقرأ الليسع ويقول لا يكون اليفعل كما لا يكون اليحيى، قال: فقلت له: اليرمع واليحمد حي من اليمن فسكت، ومن قرأ بلامين وزنه فيعل اللام أصلية مثل صيرف ثم أدخلت الألف واللام للتعريف فقلت الليسع مثل الصيرف والله أعلم (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 259، البسوط ص 190، إعراب القراءات السبع 1/ 163، السبعة ص 261، التيسير ص 104).

(1)

الصراط والسراط: بمعنى واحد ولكلٍّ ممن قرأ بالسين أو الصاد حجته، فمن قرأ بالسين قال: إن السين هي أصل الكلمة أما من قرأ بالصاد فقال: إنها أخف على اللسان؛ لأن الصاد حرف مطبق كالطاء فيتقاربان وتحسنان في السمع، والسين حرف مهموس؛ فهو أبعد من الطاء (انظر: شرح النويري على طيبة النشر 2/ 47، 48، الحجة لابن خالويه 1/ 36، 37، حجة القراءات لابن زنجلة ص 80).

(2)

ومنه إشمام حرف بحرف كمثالنا. وإشمام حركة بحركة كإشمام حركة الكسر بالفم في (قيل)(غيض) وكقوله (يصدفون) و (أصدق) وبابه. أي أن خلف عن حمزة قرأ بالصاد المشمة صوت الزاي حيث وقع، وحجته في ذلك أنه لما رأى الصاد فيها مخالفة للطاء في الجهر؛ لأن الصاد حرف مهموس والطاء مجهور أشم الصاد لفظ الزاي للجهر التي فيها، فصار قبل الطاء حرف يشابهها في الإطباق وفي الجهر (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 34). وهنا لابد من فائدة تذكر وهي: أنه اختلف عن خلاد على أربعة طرق:

الأول: الإشمام في الأول من الفاتحة فقط. الثاني: الإشمام في حرفي الفاتحة فقط. الثالث: الإشمام في المعرف باللام في الفاتحة وجميع القرآن. الرابع: عدم الإشمام في الجميع.

(3)

وقد احتج من همز بأنه أتى به على الأصل؛ لأنه من النبأ الذي هو الخبر؛ لأن النبي مخبِرٌ عن الله، فهي تبنى على فعيل بمعى فاعل؛ أي منبئ عن الله؛ أي مخبر عنه بالوحي (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص: 73، والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص: 98).

(4)

ومعنى الكلمة مأخوذ من نبا ينبو إذا ارتفع، فيكون فعيلًا من الرفعة، والنبوة: الارتفاع، وإنما قيل للنبي نبي لارتفاع منزلته وشرفه تشبيهًا له بالمكان المرتفع. وحجة من قرأ ذلك بدون همز: أن كل ما في القرآن من جميع ذلك على أفعلاء نحو: (أنبياء الله)(انظر حجة القراءات ص:99، النشر 1/ 400، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص: 73، والنشر م 4001، وحجة القراءات ص: 98).

(5)

سبق بيانه مرارًا.

(6)

قال ابن الجزري في النشر (2/ 62) واختلف عن ابن ذكوان فأماله الصوري عنه وفتحه الأخفش، وأماله بين =

ص: 382

بالإمالة بين بين. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {اقْتَدِهْ} [90] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب - في الوصل - بحذف الهاء

(1)

. وقرأ الباقون بإثباتها

(2)

. وكسرها مع القصر في الوصل: هشام.

واختلف عن ابن ذكوان في إشباع الكسرة وقصرها. والباقون ممن يثبتها وصلًا: بالإسكان. واتفقوا في الوقف على إثباتها

(3)

.

قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى} [90]، {أُمَّ الْقُرَى} [92]{افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى} [93]، {وَمَا نَرَى} [94] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(4)

. وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(5)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا} [91] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو بالياء التحتية في الثلاثة

(6)

. وقرأ الباقون بتاء فوقية في

= بين ورش من طريق الأزرق وفتحه الباقون.

(1)

وحجتهم في ذلك أن الهاء إنما دخلت للوقف ولبيان الحركة في حال الوقف فإذا وصل القارئ قراءته اتصلت الدال بما بعدها فاستغنى عن الهاء لزوال السبب الذي أدخلها من أجله فطرحها (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 260، التيسير ص 105، إتحاف فضلاء البشر ص 269).

(2)

وحجتهم في ذلك أنها مثبتة في المصحف فكرهوا إسقاط حرف من المصاحف (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 260، التيسير ص 105، إتحاف فضلاء البشر ص 269).

(3)

واتفقوا على إثبات هاء السكت في (اقْتَدِه)، الآية 99 وقفًا على الأصل سواء قلنا أنها للسكت أو للضمير، واختلفوا في إثباتها وصلًا فأثبتها فيه ساكنة نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وكذا أبو جعفر وافقهم، وأثبتها مكسورة مقصورة هشام، وأشبع الكسرة ابن ذكوان لخلف والإشباع رواية الجمهور عنه والاختلاس رواية زيد عن الرملي عن الصوري عنه كلما في النشر، قال فيه: وقد رواها الشاطبي رحمه الله تعالى عنه ولا أعلمها وردت عه من طريقه ولا شك في صحتها عنه لكنها عزيزة من طرق كتابنا انتهى ووجه الكسر أنها ضمير الاقتداء المفهوم من اقتده أو ضمير الهدى وقرأ بحذف الهاء وصلًا حمزة والكسائي وخلف ويعقوب على أنها للسكت فمحلها الوقف (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ع 269).

(4)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق بيانها قبل عدة صفحات (وانظر: شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، إتحاف فضلاء البشر ص 144).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(6)

قال ابن الجزري: =

ص: 383

الثلاثة

(1)

.

قوله تعالى: {وَلِتُنْذِرَ} [92] قرأ شعبة بياء الغيبة

(2)

.

والباقون بتاء الخطاب

(3)

.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا} [94] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار الدال عند الجيم. والباقون بإدغامها

(4)

. وأبدل الهمزة الساكنة بعد الجيم: أبو جعفر، وأبو عمرو، بخلاف عنه. والباقون بالهمزة. وإذا وقف حمزة، أبدلها ياء

(5)

.

قوله تعالى: {لَقَدْ تَقَطَّعَ} [94] لا خلاف في إدغام دال قد في التاء.

قوله تعالى: {بَيْنَكُمْ} [94] قرأ نافع، والكسائي، وأبو جعفر، وحفص بنصب

= ويجعلوا يبدو ويخفو (د) ع (حـ) ـفا

ووجه غيب الثلاثة: إسناده للكفار مناسبة لقوله (وما قد روا الله) وقوله (وعلمتم ما لم تعلموا) التفات إليه أو للمسلمين، اعترض بين قل أولًا وثانيًا، قال أبو عمرو: يعي أهل الكتاب (وعلمتم ما لم تعلموا) يعني المسلمين لأن العرب لم يكن لها قبل ذلك كتاب وحجته قوله (جاء به موسى نورًا وهدى للناس) أي يجعله الناس قراطيس يعني اليهود فلما قرب الفعل منهم جعل الفعل لهم.

(1)

ووجه خطاب الثلاثة: أنه مسند إليه باعتبار الأمر؛ أي قل لهم ذلك، قال أبو عبيد: التاء تختار للمخاطبة قبلها ويعدها فالتي قبل قوله: (قل من أنزل الكتاب) والتي بعدما قوله: (وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم) يعني وعلمتم فيما أنزله عليكم في الكتاب ما لم تعلموا فكان قراءتهم ما توسط بين الخطابين من الكلام على لفظ ما قبله وما بعده ليأتلف نظام الكلام على سياق واحد أولى (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 261، شرح طيبة النشر 4/ 260، النشر 2/ 260، المبسوط ص 198، السبعة ص 262، التيسير ص 105).

(2)

قال ابن الجزري:

ينذر (صـ) ـف

وحجة من قرأه بالياء أنه جعله للغيبة والضمير للقرآن أو للرسول للعلم به عليه الصلاة والسلام (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 269، شرح طيبة النشر 4/ 263، النشر 2/ 260، المبسوط ص 199 السبعة ص 263).

(3)

والحجة لمن قرأه بالتاء أنه أراد به النبي صلى الله عليه وسلم ودليله إنما أنت منذر وأم القرى مكة.

(4)

سبق قريبًا بيان حكم دال قد بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين.

(5)

فيصير النطق عند الوقف (جيتمونا) ولا يؤخذ هذا إلا بالتلقي من أفواه المشايخ.

ص: 384

النون

(1)

. والباقون بالرفع

(2)

.

قوله تعالى: {وَالنَّوَى} [95] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(3)

، ونافع بالفتح وبين اللفظين

(4)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ} [95] قرأ نافع، وحمزة، والكسائي، وخلف، وأبو جعفر، وحفص، ويعقوب بتشديد الياء التحتية

(5)

. والباقون بالتخفيف

(6)

.

قوله تعالى: {وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا} [96] قرأ حمزة، والكسائي، وعاصم، وخلف بنصب العين، ولا ألف بينها وبين الجيم، ونصب اللام بعد العين، و"الليل" بنصب اللام الأخيرة

(7)

. والباقون بألف بعد الجيم وكسر العين، ورفع اللام بعد العين، وكسر لام

(1)

والحجة لمن قرأ بالفتح أنه جعله ظرفًا ومعناه الفضاء بين الغايتين ودليله قراءة عبد الله (لقد تقطع ما بينكم) ومن الأسماء ما يكون ظرفًا واسمًا كقولك: زيد دونك، وزيد دون من الرجال وزيد وسط الدار، وهذا وسطه.

(2)

قال ابن الجزري:

........ بينكم ارفع (فـ) ـي (كـ) ـلا

(حق)(صفا)

ووجه رفع (بينكم) أنه اسم غير ظرف ويقويه قوله تعالى {فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} وهو مشترك بين الوصل والتفرق؛ فهو فاعل معناه: يقطع وصلكم أو يفرق جمعكم، (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 145، شرح طيبة النشر 4/ 264، النشر 2/ 260، المبسوط ص 199، السبعة ص 263).

(3)

سبق توضيح ما في هذه الإمالة قريبًا (وانظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 553، 56).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(5)

والحجة لمن شدد أن الأصل فيه عند الفراء مويت وعند سيبويه ميوت فلما اجتمعت الواو والياء والسابق منهما ساكن قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء فالتشديد لأجل ذلك ومثله صيب وسيد وهين ولين، والحجة لمن خفف أنه كره الجمع بين ياءين والتشديد ثقيل فخفف باختزال إحدى الياءين إذ كان اختزالها لا يخل بلفظ الاسم ولا يحيل معناه (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 107).

(6)

فيصير النطق (مِنَ المَيتِ)، (السبعة 1/ 203، التيسير 1/ 105، الحجة لابن زنحلة 1/ 159).

(7)

والحجة لمن حذفها ونصب أنه جعله فعلًا ماضيًا وعطفه على فاعل معنى لا لفظًا كما عطفت الحرب اسم الفاعل على الماضي لأنه بمعناه قال الراجز:

يا ليتني علقت غير خارج

أم صبي قد حبا أو دارج

وأن الأفعال التي عطفت عليه جاءت بلفظ الماضي وهو قوله بعدها وهو الذي جعل لكم النجوم وهو الذي أنشأكم وهو الذي أنزل فلأن تكون معطوفة على شبهها ويكون ما تقدمها جرى بلفظها أولى (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 146، النشر 2/ 260، المبسوط ص 199، التيسير ص 105، شرح طيبة النشر 4/ 263).

ص: 385

"الليل" الأخير

(1)

.

قوله تعالى: {فَمُسْتَقَرٌّ} [98] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وروح بكسر القاف

(2)

. والباقون بنصبها

(3)

.

قوله تعالى: {وَمُسْتَوْدَعٌ} [98] اتفقوا على نصب الدال من "مُسْتَوْدَع".

قوله تعالى: {وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ} [99] لا خلاف في "جَنّاتٍ" - هنا - على الكسر والتنوين.

قوله تعالى: {مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ} [99]{انْظُرُوا} قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة،

(1)

قال ابن الجزري:

وجاعل أقرأ جعلا

والليل نصب الكوف

ووجه المد: جعله اسم فاعل، وجر الليل، بإضافته إليه مناسبة للسابق، وهو قوله تعالى:{فَالِقُ الْإِصْبَاحِ} فأجروا {وَجَعَلَ اللَّيْلَ} على لفظ ما تقدمه إذ أتى في سياقه ونصبوا والشمس والقمر على تأويل وجعل الشمس والقمر حسبانًا قال الزجاج: لأن في جاعل معنى جعل وبه نصب سكنًا قال أبو عمرو: ونصب {الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} على الإتباع لما قلت سكنًا أتبعت النصب النصب، (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 146، النشر 2/ 260، المبسوط ص 199، التيسير ص 105، شرح طيبة النشر 4/ 263).

(2)

أي فمنكم مستقر ومنكم مستودع تقول: قر الشيء يقر واستقر يستقر بمعنى واحد. قال ابن الجزري:

............ قاف مستقر

فاكسر (شـ) ذا (حبر)

وحجة من قرأ كذلك ذكرها اليزيدي فقال: فمستقر في الرحم يعني الولد ومستودع في أصلاب الرجال كما تقول هذا ولد مستقر في رحم أمه وأنا مسقر في مكان كذا، وعن الحسن البصري قال: مستقر في القبر ومستودع في الدنيا يوشك أن يلحق بصاحبه، قال الزجاج: وجائز أن يكون فمستقر أي فمنكم مستقر في الأحياء ومنكم مستودع في الثرى فجعل أبو عمرو المستقر فاعلًا والمستودع مفعرلًا، (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 263، شرح طيبة النشر 4/ 266، النشر 2/ 260، المبسوط ص 199).

(3)

وحجتهم إجماع القراء على فتح الدال في مستودع على معنى أن الله استودعه فكذلك مستقر موجه إلى أن الله استقره في مقره فهو مستقر كما هو مستودع في مستودعه وقوله ويعلم مستقرها ومستودعها يشهد للفتح، والوجهان يتداخلان لأن الله إذا أقره استقر ولا شك أنه لا يستقر حتى يقره فهو مفعول وفاعل، قال الزجاج: أما رفع فمستقر ومستودع فعلى معنى لكم مستقر ولكم مستودع أي فلكم في الأرحام مستقر ولكم في الأصلاب مستودع وجائز أن يكون مستقر في الدنيا ومستودع في الأصلاب لم يخلق بعد (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 263، شرح طيبة النشر 4/ 266، النشر 2/ 260، المبسوط ص 199).

ص: 386

ويعقوب - في الوصل - بكسر التنوين. والباقون بالرفع

(1)

.

قوله تعالى: {إِلَى ثَمَرِهِ} [99] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بضم الثاء والميم

(2)

. والباقون بالفتح فيهما

(3)

.

قوله تعالى: {وَخَرَقُوا لَهُ} [100] قرأ نافع، وأبو جعفر بتشديد الراء

(4)

. والباقون بالتخفيف

(5)

.

قوله تعالى: {أَنَّى يَكُونُ} [101] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(6)

.

ونافع بالفتح، وبين اللفظين

(7)

، والدوري - عن أبي عمرو - بين بين. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ} [104] قرأ نافع، وابن ذكوان، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار دال "قَدْ" عند الجيم

(8)

. والباقون بالإدغام.

وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(9)

. والباقون بالفتح. وإذا وقف

(1)

سبق بيانه (التيسير ص 72 إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 198، السبعة ص 174).

(2)

قال ابن الجزري:

وفي ضمي ثمر كيس (شفا) كيس

ووجه الضم: أنه أراد جمع الجمع تقول: ثمرة وثمار وثمر كما تقول أكمة وإكام وأكم.

(3)

وجه الفتح: على أنه جمع ثمرة مثل بقر وبقرة وشجر وشجرة (شرح طيبة النشر 4/ 267، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 264، النشر 2/ 260، المبسوط ص 199، السبعة ص 263، التيسير ص 103).

(4)

قال ابن الجزري:

وخرقوا اشدد مدا

ووجه التشديد: أي مرة بعد مرة مثل قتل وقتل.

(5)

وحجة من قرأ بالتخفيف: أنه جعله بمعنى الاختلاق يقال: خلق الإفك وخرقه واختلقه وافتراه وافتعله بمعنى كذب (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 270، شرح طيبة النشر 4/ 267، النشر 4/ 260).

(6)

وهي في ثمانية وعشرين موضعًا للاستفهام، وضابطها أن يقع بعدها حرف من خمسة أحرف تجمعها (شليت)(إتحاف فضلاء النشر 1/ ص 270).

(7)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(8)

علة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(9)

سبق قريبًا ذكر القراءة في "شَاء" و "جاء" و "زاد""خاب".

ص: 387

حمزة، سهل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر.

قوله تعالى: {دَرَسْتَ} [105] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو بألف بعد الدال، وإسكان السين وفتح التاء بعدها

(1)

. وقرأ ابن عامر، ويعقوب بغير ألف بعد الدال، وفتح السين وإسكان التاء

(2)

. وقرأ الباقون بغير ألف بعد الدال، وإسكان السين وفتح التاء بعدها

(3)

.

قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ} [107] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الشين

(4)

. والباقون بالفتح. وإذا وف حمزة وهشام على "شاء" أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.

قوله تعالى: {فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا} [108] قرأ يعقوب بضم العين والدال وتشديد الواو.

والباقون بفتح العين، وإسكان الدال، وتخفيف الواو

(5)

.

قوله تعالى: {لَئِنْ جَاءَتْهُمْ} [109] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الجيم

(6)

. والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا -

(1)

قال ابن الجزري:

ودارست لحبر فامدد

وحرك اسكن كـ (ظـ) ـبى

الحجة لمن أثبت الألف أنه أراد قارأت وذكرت غيرك فاستفدت، وأنه فاعل للمشاركة أي دارست قارأت أهل الكتاب وقارؤك؛ فحذف المفعول:(الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 147، النشر 2/ 261، المبسوط ص 200، شرح طيبة النشر 4/ 267، التيسير ص 106، السبعة ص 264).

(2)

ووجه القراءة: أنه أسنده للنبي؛ أي قرأت كتب الأولين.

(3)

وقرأ أهل المدينة وأهل الكوفة (درست) بسكون السين وفتح التاء أي قرأت أنت وتعلمت أي درست أنت يا محمد كتب الأولين وتعلمت من اليهود والنصارى، وحجتهم قراءة عبد الله (وليقولوا درس) دل على أن الفعل له وحده (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 147، النشر 2/ 261، المبسوط ص 200، شرح طيبة النشر 4/ 267، التيسير ص 106، السبعة ص 264).

(4)

سبق بيانه.

(5)

قال ابن الجزري:

والحضرمي عدوا عدوّا كعلوّا فاعلم

ووجه القراءتين أنهما مصدران لعدا؛ إما مثل مشى مشيًا، أو رمى رميًا، أو مثل غدا غدوًا، (شرح طيبة النشر 4/ 267، النشر 2/ 261).

(6)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا انظر الكلام عن شاء.

ص: 388

إبدالها ألفًا مع المد والقصر.

قوله تعالى: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} [109] قرأ عمرو بإسكان الراء، وروي عنه - أيضًا - اختلاف ضمة الراء، والباقون بالضمة الكاملة.

قوله تعالى: {أَنَّهَا إِذَا} [109] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب، وخلف بكسر الهمزة من "إِنّهَا"، وعن شعبة: الكسر والفتح

(1)

. والباقون بالفتح

(2)

.

قوله تعالى: {لَا يُؤْمِنُونَ} [109] قرأ أبو عمرو وابن عامر، وحمزة بتاء الخطاب

(3)

.

(1)

قال ابن الجزري:

وإنها افتح (عـ) ـن (رضى) عم (صـ) ـدا خلف

قال اليزيدي: الخبر متناه عند قوله: (وما يشعركم) أي ما يدريكم، ثم ابتدأ الخبر عنهم إنهم لا يؤمنون إذا جاءتهم وكسروا الألف على الاستئناف قال سيبويه: سألت الخليل عن قوله: (وما يشعركم أنها إذا جاءت) ما منعها أن تكون كقولك: وما يدريك أنه لا يفعل فقال: لا يحسن ذلك في هذا الموضع إنما قال: (وما يشعركم) ثم ابتدأ فأوجب فقال: (أنها إذا جاءت لا يؤمنون) لو قال: وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون كان غذرًا لهم وحجتهم قوله بعدها: (ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة) إلى قوله (ما كانوا ليؤمنوا) فأوجب لهم الكفر وقالا: (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة) أي إن الآية إن جاءتهم لم يؤمنوا، (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 265، شرح طيبة النشر 4/ 268).

(2)

قال الخليل: إن معناها لعلها إذا جاءت لا يؤمنون قال: وهذا كقولهم إيت السوق أنك تشتري لنا شيئًا أي لعلك أنشد أبو عبيدة:

أريني جوادًا ماتَ هُزْلًا لأنَّنِي

أرى ما ترينَ أو بخيلًا مخلَّدا

يريد لعلني أرى ما ترين، يروى في التفسير أنهم اقترحوا الآيات {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} إلى قوله {حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ} فأنزل {قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ} أي لعلها إذا جاءت لا يؤمنون على رجاء المؤمنين، وقال آخرون: بل المعنى وما يشعركم أنها إذا جاءت يؤمنون فتكون لا مؤكدة للجحد كما قال (وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون) بمعنى وحرام عليهم أن يرجعوا قال القراء: سأل الكفار رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بالآية التي نزلت في الشعراء (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) وقال المؤمنون: يا رسول الله سل ربك أن ينزلها حتى يؤمنوا فأنزل الله (وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون) أي إذا جاءت يؤمنون ولا صلة كقوله (ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك) أي أن تسجد (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 267، النشر 2/ 261، شرح طيبة النشر 4/ 269، المبسوط ص 200، السبعة ص 265).

(3)

قال ابن الجزري:

ويؤمنون خاطب (فـ) ـي (كـ) ـذا

ووجه الخطاب: مناسبة (وما يشعركم) على أن الخاطبين للمشركين.

ص: 389

والباقون بياء الغيبة

(1)

.

قوله تعالى: {فِي طُغْيَانِهِمْ} [110] قرأ الدوري - عن الكسائي - بالإمالة

(2)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ} [111] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب - في الوصل - بضم الهاء والميم

(3)

.

وقرأ أبو عمرو بكسر الهاء والميم

(4)

. والباقون بكسر الهاء وضم الميم. وفي الوقف حمزة، ويعقوب بضم الهاء. والباقون بكسرها. واتفقوا على إسكان الميم في الوقف.

قوله تعالى: {كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا} [111] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر بكسر القاف وفتح الباء الموحدة

(5)

. والباقون بضمها

(6)

.

(1)

ووجه الغيب: توجيه الكاف إلى المؤمنين، والياء إلى المشركين (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 271، النشر 2/ 261، شرح طيبة النشر 4/ 269، المبسوط ص 200، السبعة ص 265).

(2)

قال ابن الجزري:

رؤياك مع هداي مثواي توى

محياي مع آذاننا آذانهم

جوار مع بارئكم طغيانهم

مشكاة جبارين مع أنصاري

وباب سارعوا

والإمالة لغة تميم وقيس وأسد، والفتح لغة أهل الحجاز (انظر طيبة النشر 4/ 9، إتحاف فضلاء البشر ص:130).

(3)

قال ابن مجاهد في السبعة ص:108: وإنما خص هذا الحرف بضم لأنه إذا وليه ظاهر صارت ياؤه ألفًا ولا يجوز كسر الهاء إذا كان قبله ألف فعامل الهاء مع المكني معاملة الظاهر إذا كان ما قبل الهاء، إذا صار ألفًا لم يجز كسر الهاء، ولو كان مكان الهاء والميم كاف وميم لم يجز كسرهما إلا في لغة قليلة لا تدخل في القراءة لبعد الكاف من الياء.

(4)

وإنما كسر الهاء لمجاورة الياء والكسرة (انظر تفصيل ذلك في سورة الفاتحة وانظر: التيسير ص:19، والنشر 1/ 272، والسبعة لابن مجاهد ص: 108، والتبصرة ص: 251).

(5)

ومعنى مقابلة أي معاينة ونصب على الحال وقيل: بمعنى ناحية وجهة فنصب على الظرف نحو في قبل زيد دين، والحجة لمن كسر أنه أراد مقابلة وعيانًا (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 272، النشر 2/ 261، شرح طيبة النشر 4/ 270، المبسوط ص 200).

(6)

قال ابن الحزري:

وقبلا كسرا وفتحا ضم (حق)

وقُبلًا بضم القاف والباء جمع قبيل بمعنى كقبيل كرغيف ورغف ونصبه على الحال أيضًا وقيل: بمعنى =

ص: 390

قوله تعالى: {لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا} [112] قرأ نافع بالهمزة

(1)

. والباقون بالياء.

قوله تعالى: {وَلِتَصْغَى} [113] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة. وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(2)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} [114] غلظ ورش اللام بعد الصاد وصلًا

(3)

، وفي والوقف بالترقيق والتفخيم. والباقون بالترقيق في الحالتين.

قوله تعالى: {مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ} [114] قرأ ابن عامر، وحفص بفتح النون وتشديد الزاي

(4)

. والباقون بإسكان النون وتخفيف الزاي

(5)

.

قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ} [115] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب بغير ألف بعد الميم؛ على التوحيد

(6)

.

والباقون بالألف؛ على الجمع

(7)

.

= جماعة جماعة وصنفًا صنفًا أي حشرنا عليهم كل شيء فوجًا فوجًا ونوعًا نوعًا من سائر المخلوقات، قال الزجاج: ويجوز أن يكون قبلًا جمع قبيل ومعناه الكفيل ليكون المعنى لو حشرنا عليهم كل شيء فتكفل لهم بصحة ما يقول ما كانوا ليؤمنوا. وقال القراء: ويجوز أن يكون قبلًا من قبل وجوههم أي ما يقابلهم والمعنى لو حشرنا عليهم كل شيء فقابلهم، (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 272، النشر 2/ 261، شرح طيبة النشر 4/ 270، المبسوط ص 200، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 268).

(1)

سبق توضيح حكم القراءة لكلمة النبي ومشتقاتها قبل قليل مما أغنى عن ذكرها هنا لقرب الموضعين.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(3)

هو ورش من طريق الأزرق فقط، وقاعدته: هي أن كل لام مفتوحة وقبلها حرف الطاء أو الظاء أو الصاد؛ فورش من طريق الأزرق يغلظ هذه اللام بشرط فتح هذه الحروف أو سكونها.

(4)

الحجة لمن شدد أنه أخذه من نزل فهو منزل.

(5)

الحجة لمن خفف أنه أخذه من أنزل فهو منزل والملائكة منزلون إلا أن التشديد لتكرير الفعل ومداومته (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 113، التيسير ص 106).

(6)

ووجه التوحيد: إرادة الجنس وما تكلم به تعالى على حد (وتمت كلمة ربك الحسنى) وحجتهم: إجماع الجميع على التوحيد في قوله (وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل)(وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم) فردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه.

(7)

قال ابن الجزري:

وكلمات اقصر (كفا)(ظـ) ـلا وفى

يونس والطول (شفا)(حقـ) ـا (نـ) ـفي

وحجتهم في ذلك أنها مكتوبة بالتاء فدل ذلك على الجمع وعلى أن الألف التي قبل التاء اختصرت في=

ص: 391

قوله تعالى: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ} [119] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر بضم الفاء وكسر الصاد

(1)

. والباقون بفتح الفاء والصاد

(2)

.

قوله تعالى: {مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ} [119] قرأ نافع، وأبو جعفر، ويعقوب، وحفص بفتح الحاء والراء

(3)

، والباقون بضم الحاء وكسر الراء.

قوله تعالى: {إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ} [119] قرأ أبو جعفر - بخلاف عن ابن وردان - بكسر الطاء

(4)

، والباقون بالضم.

قوله تعالى: {وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ} [119] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بضم

= المصحف وأخرى أن الكلمات جاءت بعدها بلفظ الجمع قال: (لا مبدل لكلماته) وفيها إجماع فكان الجمع في الأول أشبه بالصواب للتوفيق بينهما إذ كانا بمعنى واحد (شرح طيبة النشر 4/ 270، النشر 2/ 262، المبسوط ص 201، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 268).

(1)

قال ابن الجزري:

فصل فتح الضم والكسر (أ) وى

(ثـ) ـوى (كفى)

الحجة لمن ضم: أنه دل بالضم على بناء ما لم يسم فاعله وكانت ما في موضع رفع (شرح طيبة النشر 4/ 272، النشر 2/ 262، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 148).

(2)

الحجة لمن فتح أنه جعلهما فعلًا لله تعالى لتقدم اسمه في أول الكلام وكانت ما في موضع نصب (شرح طيبة النشر 4/ 272، النشر 2/ 262، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 148).

(3)

قال ابن الجزري:

وحرم (ا) تل (عـ) ـن (ثوى)

ووجه قراءة (ما حرم) بترك تسمية الفاعل بدلالة ما جاء في القرآن من التحريم بترك تسمية الفاعل في قوله: (حرمت عليكم الميتة والدم) و (وحرم عليكم صيد البر) جرى الكلام فيها بترك تسمية الفاعل فأجروا ما اختلفوا فيه من ذلك بلفظ ما اتفقوا عليه وأخرى أن الكلام أتى عقيبه بترك تسمية الفاعل وهو قوله: (إلا ما اضطررتم إليه) فألحق قول (حرم) ليكون لفظا المستثنى والمستثنى منه، (شرح طيبة النشر 4/ 272، النشر 2/ 262، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 148).

(4)

قرأ أبو جفر (اضطر) بكسر طائها حيث وقعت لأن الأصل اضطررا بكسر الراء الأولى فلما أدغمت الراء انتقلت حركتها إلى الطاء بحد سلبها حركتها واختلف عن ابن وردان في إلا ما اضطررتم إليه، قال ابن الجزري:

وما اضطرر

خلف خلا

(التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 198).

ص: 392

الياء

(1)

، والباقون بالفتح

(2)

.

قوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا} [122] قرأ نافع، وأبو جعفر، ويعقوب، بتشديد الياء مع الكسر

(3)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [124] قرأ ابن كثير، وحفص بغير ألف بعد

(1)

قال ابن الجزري:

واضمم يضلوا مع يونس معا (كفى)

والحجة لمن ضم أنه جعل الفعل متعديًا منهم إلى غيرهم فدل بالضم على أن ماضي الفعل على أربعة أحرف.

(2)

وحجتهم في وصفهم بالإضلال أن الذين أخبر الله عنهم بذلك قد ثبت لهم أنهم ضالون بما تقدم من وصفه جل وعز إياهم بالكفر به قبل أن يصفهم بالإضلال، فلا معنى إذًا لوصفهم بالضلال وقد تقدم أنهم ضالون فكان وصفهم بأنهم يضلون الناس يأتي بفائدة غير ما تقدم من وصفهم في الكلام الأول فهم الآن ضالون بشركهم ويضلون غيرهم بما جاءوا به، جاء في التفسير أنها نزلت في قوم من المشركين قالوا للمسلمين تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتل الله، قالوا: فإذا قرئ (ليضلون) بفتح الباء لم يكن في الكلام فائدة غير أنهم ضالون فقط وقد علم ضلالتهم بما تقدم من وصفهم فكأنه كرر كلامين ومعناه واحد (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 270، شرح طيبة النشر 4/ 273، النشر 2/ 262، المبسوط ص 252، السبعة ص 267، التيسير ص 106).

(3)

قرأ أبو جعفر (ميتة) و (الميتة) حيث وقع يالتشديد، وكذلك (ميتًا) المنكر المنصوب حيث وقع، ووافقه يعقوب ونافع في (ميتًا) بالأنعام، ورويس والمدنيان، في الحجرات، ووافقه بعض على تشديد بعض فاتفق نافع وأبو جعفر على تشديد (الأرض الميّتة) بيس، ووافقه نافع وحمزة والكسائي وخلف وحفص في (ميت) المنكر المجرور، ووافقهم يعقوب الحضرمي في (الميت) المحلى بالألف واللام المنصوب وهو ثلاثة، والمجرور وهو خمسة، وقد قيد (الميت) ببلد العاري من الهاء فخرج المتصل بها نحو (بلدة ميتًا) وقيد (الميتة) بالأرض؛ ليخرج (الميتة) بالنحل والمائدة، قال ابن الجزري:

............. وميتة

والميتة اشدد (ثـ) ـب والارض الميتة

(مدا) وميتا (ثـ) ـق والانعام (ثـ) وى

إذ حجرات (غـ) ـث (مدا) و (ثـ) ـب (أ) وى

(صحب بميت بلد والميت هم

والحضرمي والساكن الأول ضم

والميت صفة الحيوان الزاهق الروح، والميتة المؤنثة حقيقة، ويوصف به ما لا تحله حياة من الجماد مجازًا، قال البصريون أصله مَيوَت بوزن فيعل، وقلبت الواو ياء لاجتماعها، وسبق أحدهما بالسكون، وأدغمت الأولى للتماثل وهو بالسكون وتخفيف المشدد لغة فصيحة لاسيما في القليل المكسور، (شرح طيبة النشر 4/ 81 - 84).

ص: 393

اللام، ونصب التاء؛ على التوحيد

(1)

. والباقون بألف بعد اللام وكسر التاء؛ على الجمع.

قوله تعالى: {صَدْرَهُ ضَيِّقًا} [125] قرأ ابن كثير بإسكان الياء التحتية بعد الضاد

(2)

.

والباقون بكسرها مع التشديد

(3)

.

قوله تعالى: {حَرَجًا} [125] قرأ نافع، وأبو جعفر، وشعبة بكسر الراء

(4)

. والباقون بفتحها

(5)

.

قوله تعالى: {يَصَّعَّدُ} [125] قرأ ابن كثير بإسكان الصاد، وتخفيف العين

(6)

. وقرأ أبو بكر بفتح الصاد مشددة، وألف بعدها، وتخفيف العين

(7)

. وقرأ الباقون بتشديد الصاد

(1)

سبق بيان حكم هذه القراءة وما فيها في سورة المائدة، بما أغنى عن ذكره هنا لقرب الموضعين (وانظر: ج 1/ ص 133، الهادى 2/ 176، السبعة ص 246).

(2)

قال ابن الجزري:

ضيقا معا في ضيقا مك وفي

الحجة لمن خفف: أنه استثقل الكسرة على الياء مع التشديد فخفف وأسكن كما قالوا هين وهين.

(3)

الحجة لمن شدد هو المبالغة في الضيق، ودليله قوله تعالى:(مكانًا ضيقًا) فكأنه سبق بعد ضيق (النشر 2/ 262، شرح طيبة النشر 4/ 273، المبسوط ص 202، إتحاف فضلاء البشر ص 272).

(4)

قال ابن الجزري:

را حرجا بالكسر (صـ) ـن (مدا)

ووجه كسر الراء: أنه صفة كاشفة، وهو أبلغ من ضيق فلهذا تبعه.

(5)

ورجه الفتح: أنه مصدر وصف به مبالغة، أو على تقدير يحرج (النشر 2/ 262، شرح طيبة النشر 4/ 273، المبسوط ص 202، السبعة ص 267، (إتحاف فضلاء البشر ص 272).

(6)

قال ابن الجزري:

........... وخف

ساكن بصعد (د) نا والمد (صـ) ـف

والحجة لمن خفف أنه أخذه من قولهم صعد يصعد وذلك كله إن كان لفظه من الارتقاء فالمراد به المشقة والتكلف من قولهم: عقبة صعود إذا كانت لا ترتقى إلا بمشقة، والمعنى: أن الكافر لو قدر لضيق صدره أن يرتقي في السماء لفعل.

(7)

قال ابن الجزري:

والعين خفف (صـ) ـن (د) ما

والحجة في إثبات الألف مع التشديد أنه أراد يتصعد فأسكن التاء وأدغمها في الصاد تخفيفًا شدد لذلك (النشر 2/ 262، شرح طيبة النشر 4/ 273، المبسوط ص 202، السبعة ص 267، إتحاف فضلاء البشر ص 272).

ص: 394

والعين مع الفتح، ولا ألف بعد الصاد

(1)

.

قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا} [128] قرأ حفص، وروح بالياء التحتية

(2)

.

والباقون بالنون

(3)

.

قوله تعالى: {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [128] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الشين

(4)

. والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة، وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط، والقصر.

قوله تعالى: {عَمَّا يَعْمَلُونَ} [132] قرأ ابن عامر بالتاء الفوقية

(5)

وقرأ الباقون بالياء التحتية

(6)

.

قوله تعالى: {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ} [134]"إن" هنا مقطوعة عن "ما" في الرسم

(7)

.

(1)

الأصل يتصعد فأدغموا التاء في الصاد ومعنى يصعد ويصاعد ويصعد كله واحد (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 271، النشر 2/ 262، شرح طيبة النشر 4/ 274، المبسوط ص 202، السبعة ص 267، إتحاف فضلاء البشر ص 272).

(2)

قال ابن الجزري:

............. يحشر يا

حفص وروح ثان يونس (عـ) ـيا

ووجه الياء: إسناده إلى ضمير اسم الله تعالى لمقدمه في قوله (لهم دار السلام)؛ أي ويوم يحشرهم الله (شرح طيبة النشر 4/ 275، النشر 2/ 262، إتحاف فضلاء البشر ص 272).

(3)

ووجه قراءة النون: إسناده إلى اسم الله تعالى على وجه العظمة؛ أي نحشرهم نحن (شرح طيبة النشر 4/ 275، النشر 2/ 262، إتحاف فضلاء البشر ص 272).

(4)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في (شاء) و (جاء) و (زاد)(خاب) في طه 61 فأمالها الداجونى وفتحها الحلواني.

(5)

قال ابن الجزري:

خطاب عما يعملوا (كـ) ـم هود مع

نمل (ا) ذ (ثوى)(عـ) ـد (كـ) ـس

ووجه الخطاب: إسناده إلى المخاطبين مناسبة لتاليه (وإن يشأ يذهبكم) و (من بعدكم).

(6)

ووجه الغيب: إسناده إلى الغائبين مناسبة لسابقه (ولكل درجات مما عملوا) و (قل للذين)(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 273، النشر 2/ 262، شرح طيبة النشر 4/ 276، السبعة ص 269، التيسير ص 107).

(7)

اعلم أن الموصول في الوجود توصل كلماته في الخط كما توصل حروف الكلمة الواحدة، والمفصول معنى=

ص: 395

قوله تعالى: {عَلَى مَكَانَتِكُمْ} [135] قرأ شعبة بالألف بعد النون

(1)

. والباقون بغير ألف بعد النون

(2)

.

قوله تعالى: {مَنْ تَكُونُ لَهُ} [135] قرأ حمزة والكسائي وخلف بالياء التحتية

(3)

.

والباقون بالتاء الفوقية

(4)

.

قوله تعالى: {بِزَعْمِهِمْ} [136] في الموضعين في السورة: قرأ الكسائي بضم الزاي.

والباقون بفتحها

(5)

.

= في الوجود يفصل في الخط كما تفصل كلمة عن كلمة، فمنه (إنما) بالكسر كله موصول إلا واحدًا (إن ما توعدون لآت) لأن حرف (ما) هنا وقع على مفصل، فمنه خير موعود به لأهل الخير، ومنه شر موعود به لأهل الشر، فمعنى ما مفصول في الوجود والعلم، ومنه أنما بالفتح كله موصول إلا حرفان (وأن ما يدعون من دونه هو الباطل - وإن ما يدعون من دون الباطل) وقع الفصل عن حرف التوكيد إذ ليس لدعوى غير الله وصل في الوجود إنما وصلها في العدم والنفي بدليل قوله تعالى عن المؤمن (أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة) فوصل (أنما) في النفي وضل في الإثبات لا لانفصاله عن دعوة الحق (البرهان في علوم القرآن - الزركشي ج 1/ ص 417).

(1)

قال ابن الجزري:

مكانات جمع

في الكل (صـ) ـف

والحجة لمن قرأه بالجمع أنه جعل لكل واحد منهم مكانة يحمل عليها فجمع على هذا المعنى ويحتمل أن يكون أراد بالجمع الواحد كقوله تعالى: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات) والمخاطب بذلك محمد صلى الله عليه وسلم، فإن قيل: فكيف أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يثبتوا على عمل الكفر وقد دعاهم إلى الإيمان؟ فقل: إن هذا أمر معناه التهديد والوعيد قوله: اعملوا ما شئتم توعدًا لهم بذلك، (شرح طيبة النشر 4/ 277، النشر 2/ 263، المبسوط ص 203).

(2)

والحجة لمن قرأ بالإفراد: أنه أراد على تمكينكم وأمركم وحالكم ومنه قولهم: لفلان عندي مكان ومكانة أي تمكن محبة وقيل وزنها مفعلة من الكون فالميم فيها زائدة والألف منقلبة من واو وقيل وزنه فعال مثل ذهاب من المكنة ودليل ذلك جمعه أمكنة على وزن أفعلة فالميم ها هنا أصل والألف زائدة (شرح طيبة النشر 4/ 277، النشر 2/ 263، المبسوط ص 203).

(3)

ووجه تذكير (يكون) أن تأنيث فاعله مجازي؛ لأنه مصدر وقد فصل بينهما، قال ابن الجزري:

ومن يكون كالقصص (شفا)

(4)

ووجه التأنيث: أنه مسند إلى مؤنث لفظًا (النشر 2/ 263، شرح طيبة النشر 4/ 276، المبسوط ص 203).

(5)

ووجه الزعم أن الفتح لغة الحجاز، والضم لغة أسد، وقيل: الفتح مصدر زعم: شك، والضم اسم (شرح =

ص: 396

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ} [137] قرأ ابن عامر بضم الزاي وكسر الياء التحتية بعدها ورفع لام "قتل" ونصب دال "أولادهم" وكسر همزة "شركاؤهم" والهاء مع رسمها ياءً

(1)

.

= طيبة النشر 4/ 278، النشر 2/ 263، التبيان 1/ 540، إعراب القراءات 1/ 171.

(1)

اختلف في (وكذلك زين لكثير مِن المشركين قتل أولادهم شركاؤهم) الآية 137 فقرأ ابن عامر (زُيِّنَ) بضم الزاي وكسر الياء بالبناء للمفعول (قتلُ) برفع اللام على النيابة عن الفاعل (أولادهم) بالنصب على المفعول بالمصدر (شركائِهِم) بالخفض على إضافة المصدر إليه فاعلًا وهي قراءة متواترة صحيحة وقارئها ابن عامر أعلى القراء السبعة سندًا وأقدمهم هجرة من كبار التابعين الذين أخذوا عن الصحابة كعثمان بن عفان وأبي الدرداء ومعاوية وفَضالة بن عبيد وهو مع ذلك عربي صريح من صميم العرب وكلامه حجة وقوله دليل لأنه كان في أن يوجد اللحن، فكيف وقد قرأ بما تلقى وتلقن وسمع ورأى إذ هي كذلك في المصحف الشامي وقد قال بعض الحفاظ: إنه كان في حلقته بدمشق أربعمائة عريف يقومون عليه بالقراءة قال: ولم يبلغنا عن أحد من السلف أنه أنكر شيئًا على ابن عامر من قراءته ولا طعن فيها، وحاصل كلام الطاعنين كالزمخشري أنه لا يفصل بين المتضايفين إلا بالظرف في الشعر لأنهما كالكلمة الواحدة أو أشبها الجار والمجرور ولا يفصل بين حروف الكلمة ولا بين الجار ومجروره انتهى، وهو كلام غير معول عليه وإن صدر عن أئمة أكابر، لأنه طعن في المتواتر، وقد انتصر لهذه القراءة من يقابلهم وأوردوا من لسان العرب ما يشهد لصحتها نثرًا ونظمًا بل نقل بعض الأئمة الفصل بالجملة فضلًا عن المفرد في قولهم: غلام إن شاء الله أخيك، وصح قوله: فهل أنتم تاركو إلي صاحبي، ففصل بالجار والمجرور وقال في التسهيل: ويفصل في السعة بالقسم مطلقًا وبالمفعول إن كان المضاف مصدرًا نحو أعجبني دق الثوب القصار وقال صاحب المغرب يجوز فصل المصدر المضاف إلى فاعله بمفعوله لتقدير التأخير وأما في الشعر فكثير بالظرف وغيره منها قوله:

فسقناهم سوق البَغال الأداجل

وقوله:

سقاها الحجى سقي الرياض السحائب

وقوله

لله در اليوم من لامها

وقوله:

فزججتها بمزجة

زج القلوص أبي مزادة

وقد علم بذلك خطأ من قال أن ذلك قبيح أو خطأ أو نحوه وأما من زعم أنه لم يقع في الكلام المنثور مثله فلا يعول عليه لأنه ناف ومن أسند هذه القراءة مثبت وهو مقدم على النفي اتفاقًا ولو نقل إلى هذا الزاعم عن بعض العرب ولو أمة أو راعيًا أنه استعمله في النشر لرجع إليه، فكيف وفيمن أثبت تابعي عن الصحابة عمن لا ينطق عن الهوى فقد بطل قولهم وثبتت قراءته سالمة من المعارض ولله الحمد، قال ابن الجزري:

زين ضم اكسر وقتل الرفع (كـ) ـر

أولاد نصب شركائهم يجر =

ص: 397

وقرأ الباقون بنصب الزاي والياء بعدها، ونصب لام (قتل) وكسر دال "أولادهم" ورفع همزة "شركاؤهم" والهاء، مع رسمها واوًا

(1)

.

قوله تعالى: {حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا} [138] قرأ قالون، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر ويعقوب بإظهار تاء التأنيث عند الظاء. والباقون بالإدغام

(2)

.

قوله تعالى: {وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً} [139] قرأ جعفر، وابن عامر - بخلاف عنه - وهشام، وشعبة بالتاء الفوقية؛ على التأنيث. والباقون بالياء التحتية.

= رفع (كـ) ـدا

(1)

وجه قراءة الجماعة: أن (زين) ماض مبني للفاعل و (شركاؤهم) فاعله، و (قتل) مفعوله وهو مصدر مقدر بالفعل فيعمل، و (أولادهم) مفعوله جر بإضافته إليه بعد حذف فاعله؛ أي قتلهم كقوله تعالى (من دعاء الخير) والأصل (زين) مبني للمفعول ونائبه (قتل) و (أولادهم) مفعول المصدر، و (شركاؤهم) فاعله جر بإضافته إليه؛ ففيه حذف فاعل الفعل، والفصل بين المضافين بالمفعول إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 274، النشر 2/ 263، شرح طيبة النشر 4/ 278، إعراب القراءات 1/ 171).

(2)

فيصير النطق (حر مظُهورها) ولا يؤخذ هذا إلا من أفواه المشايخ. وقد اختلف في تاء التأنيث عند ستة أحرف وهي: الجيم والظاء المعجمتان، والثاء المثلثة وحروف الصغير الثلاثة، أما التاء مع الجيم مثل (نضجت جلودهم)، و (وجبت جنوبها)، وأما التاء مع الظاء مثل (حملت ظهورهما) و (حرمت ظهورهما) و (كانت ظالمة)، وأما التاء مع الثاء فمثل:(بعدت ثمود) و (كذبت ثمود)، و (رحبت ثم)، وأما التاء مع الزاى مثل (خبت زدناهم)، وأما التاء مع الصاد فمثل:(حصرت صدورهم) و (لهدمت صوامع)، وأما التاء مع السين فنحو (أنبتت سبع) و (أقلت سحابًا) و (مضت سنة) و (وجاءت سكرة) و (وجاءت سيارة) و (أنزلت سورة) اثنان بالتوبة واثنان بمحمد و (قد خلت سنة) و (فكانت سرابًا)، فأدغم هذه الستة حمزة والكسائي وأبو عمرو وورش من طريق الأزرق فقط، وخلف البزار فيها جميعًا عدا الثاء، اختلف عن هشام في تاء التأنيث مع السين والجيم والزاي؛ فروى الإدغام فيها الداجوني عن شيخه عن ابن نفيس، ومن طريق الطرسوسي كلاهما عن السامري عنه، وله قطع لهشام وحده في العنوان والتجريد، وأظهرها عن الحلواني من جميع طرقه إلا من طريق أبي العز، قال ابن الجزري:

وتاء تأنيث بجيم الظا وثا

مع الصفير ادغم (رضى)(حـ) ـز و (جـ) ـثا

بالظا وبزار بغير الثا و (كـ) ـم

بالصاد والظا وسجز خلف (لـ) زم

كهدمت والثا (لـ) ـنا والخلف (مـ) ـل

مع أنبتت لا وجبت وإن نقل

(شرح طيبة النشر 3/ 11، 12).

ص: 398

وقرأ ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر "ميتة" برفع التاء

(1)

. والباقون بالنصب. وأبو جعفر - على أصله - بتشديد الياء من "ميتة".

قوله تعالى: {سَيَجْزِيهِمْ} [139] قرأ يعقوب بضم الهاء. والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ} [140] قرأ ابن كثير، وابن عامر بتشديد التاء

(2)

. والباقون بالتخفيف.

قوله تعالى: {قَدْ ضَلُّوا} [140] قرأ قالون، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار دال "قد" عند الضاد. والباقون بالإدغام

(3)

.

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي} [141] قرأ أبو عمرو، وقالون، والكسائي، وأبو جعفر بإسكان الهاء

(4)

. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ} [141] قرأ نافع، وابن كثير بإسكان الكاف

(5)

. والباقون بالضم

(6)

.

(1)

سبق توضيح حكم القراءة قبل صفحات قليلة.

(2)

سبق ذكر فرش الكلمة قبل بضع صفحات، قال ابن الجزري:

.......... ما قتلوا

شد (لـ) ـدى خلف وبعد كفلوا

كالحج والآخر والأنعام

(د) م (كـ) ـم ............

(التيسير ص 91، إبراز المعاني ص 401، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 23، الهادي 2/ 125).

(3)

سبق بيان حكم دال قد.

(4)

سبق بيان ما في هذا الحرف من فرش (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202) حجة القراءات ص:93).

(5)

فيصير النطق (أكْلُهَا) وقد سكن الكاف من (الأكُلُ، وأُكُلٍ) المجرد من الإضافة حيث وقع نافع وابن كثير، وأسكن من (أكلْها) المضاف لضمير المؤنث الغائب، والغين من (شُغل) نافع وابن كثير وأبو عمرو، قال ابن الجزري:

والأكل أكل (إ) ذ

(د) نا

وحجة من سكن الكاف أنهم استثقلوا الضمات في اسم واحد فأسكنوا الحرف الثاني (النشر 2/ 216، شرح طيبة النشر 4/ 33، شرح شعلة ص 297، المبسوط ص 151، الغاية ص 119، السبعة ص 190).

(6)

وقالوا: لا ضرورة تدعو إلى إسكان حرف يستحق الرفع وحجتهم إجماعهم على قوله: (هذا نزلهم) وقد اجتمعت في كلمة ثلاث ضمات (حجة القراءات ص 146).

ص: 399

قوله تعالى: {كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ} [141] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بضم الثاء والميم

(1)

. والباقون بفتحها.

قوله تعالى: {يَوْمَ حَصَادِهِ} [141] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، ويعقوب بفتح الحاء. والباقون بالكسر

(2)

.

قوله تعالى: {خُطُوَاتِ} [142] قرأ نافع، وأبو عمرو، وحمزة وبعقوب، وخلف، وشعبة بإسكان الطاء

(3)

. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {وَمِنَ الْمَعْزِ} [143] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب، وابن عامر - بخلاف عن هشام - بفتح العين

(4)

والباقون بإسكان العين.

(1)

سبق توضيحه قبل عدة صفحات.

(2)

قال ابن الجزري:

.............. حصاد افتح (كـ) ـلا

(حما)(نـ) ـما

الفتح والكسر لغتان مثل الصرام والصرام قال الفراء: بالكسر حجازية وأهل نجد وتميم بالفتح، وقال سيبويه: الأصل الكسر والفتح تخفيفًا، (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 275، شرح طيبة النشر 4/ 187، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).

(3)

فيصير النطق (خُطْوَاتِ) وهي لغة تميم وأسد. قال ابن البزري:

خطوات (إ) ذ (هـ) ـد خلف (صـ) ـفِ (فتى)(حـ) ـفَا

(المهذب ص 88).

(4)

قال النويري: قرأ المذكورون بإسكان العين، واختلف عن هشام فروى الداجوني عنه غيره الفتح. و (المعز) بفتح العين وسكونها وهما لغتان، والأصل تسكين العين لأنه جمع ماعز مثل تاجر وتجر وصاحب وصحب. قال ابن الجزري:

والمعز حرك (حق)(لـ) ـا

خلف (مـ) ـنى

وحجتهم إجماع الجميع على تسكين الهمزة في الضأن وهو جمع ضائن كماعز والهمزة والعين من حروف الحلق فردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه، واعلم أنه إنما جاز فيهما الفتح وإن كان الأصل الإسكان لأن فيها حرفًا من حروف الحلق والعرب تفتح إذا كان فيها حرف من حروف الحلق وذلك نحو: النّهْر والنّهَر والزهْر والزهَر والظعْن والظعَن وإنما جاز فتحها لأن الحركات ثلاث ضمة وفتحة وكسرة فالفتحة من الألف فهي من حيز حروف الحلق هذا قول سيبويه فإن قال قائل: هلا فتحت الهمزة من الضأن إذ كانت من حروف الحلق كما فتحت العين من المعز؟ الجواب: أن الهمزة أثقل من العين لأنها تخرج من أقصى الحلق وتحريكها أثقل من تحريك العين وكذلك فرق بينهما، (شرح طيبة النشر 4/ 286، المبسوط ص 204، حجة القراءات لابن زنجلة ص 275). =

ص: 400

قوله تعالى: {قُلْ آلذَّكَرَيْنِ} [144](اتفق القراء) على أن همزة الوصل - هنا - فيها البدل مع المد والتسهيل مع القصر. والمراد بهمزة الوصل: هي التي بين همزة الاسنفهام ولام التعريف

(1)

.

قوله تعالى: {شُهَدَاءَ إِذْ} [144] قرأ نافع، وأبو عمرو، وابن كثير، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة كالياء؛ وذلك بعد تحقيق الأولى

(2)

. والباقون بتحقيقهما. وإذا وقف حمزة، وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.

قوله تعالى: {فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ} [145]"في"هنا مقطوعة من "ما".

قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً} [145] قرأ ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، وحمزة بالتاء؛ على التأنيث. وقرأ الباقون بالياء، على التذكير، واختلف عن هشام. وقرأ ابن عامر وأبو جعفر "ميتة" بالرفع. والباقون بالنصب، وأبو جعفر على أصله من تشديد الياء

(3)

.

(1)

همزة الوصل الواقعة بعد همزة الاستفهام تأتي على قسمين: مفتوحة ومكسورة فالمفتوحة ضربان: ضرب اتفقوا على قراءته بالاستفهام، وضرب اختلفوا فيه. فالمتفق عليه ثلات كلمات في ستة مواضع:{آلذَّكَرَيْنِ} موضعي الأنعام الآية 143 - 144 {الآن} معًا بيونس الآية 51 - 91 {آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ} بها يونس الآية 59 {آلله خير} بالنمل الآية 59 فاتفقوا على إثباتها وتسهيلها لكنهم اختلفوا في كيفية التسهيل فذهب كثير إلى إبدالها ألفًا خالصة مع المد للساكنين وجعلوه لازمًا، ومنهم من رآه جائزًا وهو في التبصرة والهادي والكافي وغيرها وعليه جملة المغاربة والمشارقة وأرجح الوجهين في الحرز وهو المشهور في الأداء القوي عند أهل التصريف كما قاله الجعبري، ووجه البدل بأن حذفها يؤدي إلى التباس الاستفهام بالخبر وتحقيقها يؤدي إلى إثبات همزة الوصل وصلًا وهو لحن والتسهيل فيه شيء من لفظ المحققة فتعين البدل وكان ألفًا لأنها مفتوحة، وذهب آخرون إلى تسهيلها بين بين قياسًا على سائر الهمزات المتحركات بالفتح إذا وليها همزة الاستفهام وهو مذهب صاحب العنوان وغيره، والوجهان في الحرز وأصله ولم يفصلوا بينهما بألف لضعفها عن همزة القطع (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 70).

(2)

سبق بيان ذلك قريبًا (وانظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382، المبسوط (ص: 42، 43).

(3)

سبق قريبًا، قال ابن الجزري:

.............. وميتة

والميتة اشدد (ثـ) ــب والارض الميتة

(مدا) وميتا (ثـ) ــــق والأنعام (ثـ) وى .... إذ حجرات (غـ) ـــث (مدا) و (ثـ) ــب (أ) وى

(صحب) بميت بلد والميت هم .... والحضرمي والساكن الأول ضم=

ص: 401

قوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ} [145] قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب بكسر النون في الوصل. والباقون بالضم

(1)

، وقرأ أبو جعفر - بخلاف عن عيسى بن وردان - بكسر الطاء

(2)

. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا} [146] قرأ قالون، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار تاء التأنيث عند الظاء. والباقون بالإدغام

(3)

.

قوله تعالى: {أَوِ الْحَوَايَا} [146] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة، ونافع بالفتح وبين اللفظين

(4)

. والباقون بالفتح.

وكذلك {لَهَدَاكُمْ} [149]{وَصَّاكُمْ} [151، 152، 153] في الثلاثة.

قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [152] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص بتخفيف الذال

(5)

. وقرأ الباقون بالتشديد

(6)

.

قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا} [153] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بكسر الهمزة

(7)

.

= (شرح طيبة النشر 4/ 81 - 84).

(1)

سبق بيانه قبل صفحات قليلة.

(2)

قرأ أبو جعفر اضطر بكسر طائها حيث وقعت لأن الأصل اضطرر بكسر الراء الأولى فلما أدغمت الراء انتقلت حركتها إلى الطاء بعد سلبها حركتها واختلف عن ابن وردان في إلا ما اضطررتم إليه (التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 198).

(3)

سبق بيانه قبل صفحات قليلة.

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

قرأ المشار إليهم بتخفيف لفظ {تذكرون} المضارع المرسوم بتاء واحدة حيث وقع، قال ابن الجزري:

تذكرون (صحب) خففا

(6)

ووجه التشديد: أن أصله تتذكرون بتاء المضارعة وتاء التفعيل، ومعناه هنا حصول الفعل بالتراخي والتكرار فخفف بإدغام التاء (شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).

(7)

على الاستئناف و {مُسْتَقِيمًا} حال والعامل فيه {هذا} ، ووجه كسر إن وتشديدها أنها على الاستئناف، والأصل: و {هذا} نصب اسمها، و {صراطي} خبرها، وفاء {فاتبعوه} عاطفة للجمل. (شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 263، المبسوط ص 205، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 457، إعراب القراءات 1/ 173، إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات 1/ ص 265).

ص: 402

والباقون بفتحها. وخفف ابن عامر، ويعقوب النون

(1)

.

والباقون بالتشديد

(2)

.

قوله تعالى: {صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا} [153] قرأ قنبل، ورويس بالسين

(3)

.

والباقون - غير حمزة - بالصاد. وحمزة بالإشمام بين الصاد والزاي. وفتح الياء بعد الطاء - في الوصل -: ابن عامر، وسكنها الباقون.

قوله تعالى: {فَتَفَرَّقَ بِكُمْ} {153} قرأ البزي بتشديد التاء

(4)

. والباقون بالتخفيف.

(1)

قال ابن الجزري:

خففا

كلا وأن (كـ) ــــــم (ظـ) ــــن واكسرها (شفا)

ووجه التخفيف: أنها خففت على اللغة القليلة (شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 263، المبسوط ص 205، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 457، إعراب القراءات 1/ 173).

(2)

سبق كثيرًا.

(3)

سبق في الآية 87 من هذه السورة (وانظر: شرح النويري على طيبة النشر 2/ 47، 48، الحجة لابن خالويه 1/ 36، 37، حجة القراءات لابن زنجلة ص 80).

(4)

اختلف في تشديد تاء الفعل والتفعل الواقعة في أوائل الأفعال المستقبلة إذا حسن معها تاء أخوى ولم ترسم خطًّا وذلك في إحدى وثلاثين تاء أولها في قوله {ولا تيمموا الخبيث} فقرأ البزي من طريقيه بتشديد التاء من هذه المواضع كلها حال الوصل إلا الفحام والطبري والحمامي؛ فإن الثلاثة رووا عن أبي ربيعة عن البزي تخفيفها في المواضع كلها، واتفق أبو جعفر مع البزي في تشديد تاء {لا تناصرون} بالصافات واتفق رويس مع البزي في تشديد {نارًا تلظى} ، قال ابن الجزري:

في الوصل تا تيمموا اشدد تلقف

تلَةَّ لا تنازعوا تعارفوا

تفرقوا تعاونوا تنابزوا

وهل تربصون مع تميزوا

تبرج إذ تلقوا التجسسا

وفتفرَّق توفَّى في النسا

تنزَّل الأربع أن تبدلا

تخيرون مع تولوا بعد لا

مع هود والنور والامتحان

تكلَّم البزي تلظى (هـ) ـــب (ء) ــــلا

تناصروا (ثـ) ـــق (هـ) ـــد وفي الكل اختلف

له وبعد كنتم ظلتم وصف

وعلة من شدد: أنه أحال على الأصل لأن الأصل في جميعها تاءات، فلم يحسن له أن يظهرهما فيخالف الخط في جميعها؛ إذا ليس في الخط إلا تاء واحدة، فلما حاول الأصل وامتنع عليه الإظهار، أدغم إحدى التائين في الأخرى، وحسن له ذلك، وجاز اتصال المدغم بما قبله، فإن ابتدأ بالتاء لم يزد شيئًا، وخفف كالجماعة؛ لئلا يخالف الخط، ولم يمكنه الإدغام في الابتداء؛ لأنه لا يبتدأ بمدغم؛ لأن أوله ساكن والساكن لا يبتدأ به، فكان يلزمه إدخال ألف وصل للابتداء (شرح طيبية النشر 4/ 121، 122، النشر 2/ 232، التيسير ص 83، 84، التبصرة ص 446، المبسوط ص 152).

ص: 403

قوله تعالى: {فَقَدْ جَاءَكُمْ} [157] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار دال "قد" عند الجيم

(1)

، وقرأ الباقون بالإدغام.

وأمال حمزة، وابن ذكوان، وخلف الألف بعد الجيم

(2)

. والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر.

قوله تعالى: {يَصْدِفُونَ} [157] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ورويس بإشمام الصاد كالزاي. والباقون بالصاد

(3)

.

قوله تعالى: {أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ} [158] قرأ حمزة والكسائي، وخلف بالياء التحتية

(4)

. والباقون بالتاء الفوقية

(5)

. وأبدل الهمزة ألفًا: ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو، بخلاف عنه

(6)

.

والباقون بالهمزة، وحمزة يبدل في الوقف دون الوصل.

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا} [159] قرأ حمزة، والكسائي بألف بعد الفاء، وتخفيف الراء

(7)

. والباقون بغير ألف وتشديد ....

(1)

علة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(2)

سبق بيانه.

(3)

سبق بيانه في أول السورة (وانظر: النشر 2/ 242، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 244، التيسير ص 97، إبراز المعاني ص 419).

(4)

قال ابن الجزري:

يأتيهم كالنحل عنهم وصف

ووجه تذكير {يأتيهم} أن فاعله مذكر، (شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 205).

(5)

ووجه تأنيث {يأتيهم} أن لفظه مؤنث كما تقدم في {فنادته الملائكة} وحجتهم قوله: {تحمله الملائكة} وقوله: {وإذ قالت الملائكة} واعلم أن فعل الجموع إذا تقدم يذكر ويؤنث تذكره إذا قدرت الجمع، وتؤنثه إذا أردت الجماعة (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 278، شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 205).

(6)

فيصير النطق {يَأْتِيهِم} ، ولا يؤخذ هذا إلا بالتلقي على المشايخ.

(7)

قال ابن الجزري:

وفرقوا امده وخففه معا (رضى)

ص: 404

الراء

(1)

.

قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ} [160] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الجيم

(2)

. والباقون بالفئح، وإذا وقف حمزة وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسّط والقصر.

قوله تعالى: {فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [160] قرأ يعقوب بتنوين الراء مرفوعة ورفع لام "أَمْثَالِهَا"

(3)

.

وقرأ الباقون بغير تنوين، وخفض لام "أَمْثَالِهَا"

(4)

.

قوله تعالى: {رَبِّي إِلَى} [161] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر بفتح ياء {رَبِّي} في الوصل. والباقون بالإسكان

(5)

.

= و {فارقوا} أي زايلوا وقد روي أن رجلًا قرأ عند علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: {إن الذين فرقوا دينهم} فقال علي: لا والله ما فرقوه ولكن فارقوه ثم قرأ {إن الذين فارقوا دينهم} أي تركوا دينهم الحق الذي أمرهم الله باتباعه ودعاهم إليه، وهي من المفارقة؛ أي تركوا دينهم، (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 278، شرح طيبة النشر 4/ 288، النشر 2/ 266، المبسوط ص 205، إبراز المعاني 2/ 469).

(1)

وهي من التفريق والتجزئة؛ أي آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه، وحجتهم قوله بعد {وكانوا شيعًا} أي صاروا أحزابًا وفرقًا قال عبد الوارث: وتصديقها قوله: {كل حزب بما لديهم فرحون} يدلك على أنهم صاروا أحزابًا وفرقًا والمعنيان متقاربان لأنهم إذا فرقوا الدين فقد فارقوه.

(2)

سبق بيانه.

(3)

قال ابن الجزري:

وعشر نونن بعد ارفعا

خفضا ليعقوب

فالحجة لمن نون أنه جعله مبتدأ وجعل قوله {أمثالها} الخبر أو برفعه بإضمار بريد فعليه جزاء ويكون {عشر} بدلًا من {أمثالها} ، ووجه تنوين {عشر}: أنه منصرف بلا لام ولا إضافة ورفع مثل صفة {عشر} أي فعشر أمثالها مماثل لما فعل، ويقرأ بالرفع والتنوين على تقدير فله حسنات عشر أمثالها، وحذف التاء من عشر لأن الأمثال في المعنى مؤنثة لأن مثل الحسنة حسنة وقيل أنث لأنه إضافة إلى المؤنث (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 134، إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات 1/ ص 267، السبعة لابن مجاهد ص 247).

(4)

ووجه حذف التنوين والجر إضافتها إلى جنسها للبيان على حد: خاتم فضة.

(5)

وقعت ياء الإضافة قبل همزة القطع المكسورة في أحد وستين موضعًا بالقرآن الكريم اختلف منها في اثنتين وخمسين ياء نحو {مني إلا} {أنصاري إلى الله} وفتح هذا النوع نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر والباقون=

ص: 405

قوله تعالى: {دِينًا قِيَمًا} [161] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بكسر القاف وفتح الياء مخففة

(1)

. وقرأ الباقون بفتح القاف، وكسر الياء مع التشديد

(2)

.

قوله تعالى: {مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [161] قرأ هشام "إِبْراهَامَ" بالألف وفتح الهاء قبلها

(3)

.

والباقون بالياء التحتية، وكسر الهاء قبلها.

قوله تعالى: {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ} [162] قرأ نافع بإسكان ياء "مَحْيَايْ". بخلاف عن ورش، وفتح ياء "مَمَاتِيَ" في الوصل. وقرأ أبو جعفر بفتح ياء "مَحْيَايَ" و "مَمَاتيَ" معًا

(4)

.

= بالسكون (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 147).

(1)

ووجه تخفيف {قيمًا} أنه مصدر قام دام وصف به فاعل لفعله إعلالًا مقيسًا، قال الزجاج: قيم مصدر كالصغر والكبر إلا أنه لم يقل قومًا مثل {لا يبغون عنها حولًا} لأن {قيمًا} من قولك: قام قيامًا، والأصل قوم فقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار قام فلما اعتل الفعل اعتل المصدر فقيل قيم (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 279، النشر 2/ 267، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 459، شرح طيبة النشر 4/ 288).

(2)

وحجتهم قوله: {وذلك دين القيمة} و {فيها كتب قيمة} قال الفراء: في هذه الكلمة لغات فالحرب تقول: هذا قيام أهله وقوام أهله وقيم أهله.

(3)

يقرأ لفظ {إبراهام} ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان في ثلاثة وثلاثين موضعًا بالألف مكان الياء.

(4)

اختلف في {محياي) فأسكنها قالون وأبو جعفر باتفاقهما والأصبهاني داخل مع قالون، واختلف فيها عن ورش من طريق الأزرق، فقطع له فيها بالخلاف صاحب التيسير والتبصرة والشاطبية والكافي وغيرهم، وقطع له بالإسكان صاحب العنوان وابن غلبون والمهدوي وغيرهم وله قرأ الداني على الخاقانى، قال الداني: وعليه عامة أهل الأداء وهو رواية ورش عن نافع أداء وسماعًا، قال الداني: والفتح اختيار من ورش لقوته في العربية، وبالفتح أيضًا قرأ صاحب التجريد عن أصحابه عن الأزرق وهما صحيحان عن ورش من طريق الأزرق إلا أن روايته الإسكان، واختياره لنفسه الفتح كما نص عليه غير واحد، قال ابن الجزري:

ومحياي (بـ) ــــه (ثـ) ــــبت (جـ) ـــنع خلف

ووجه الإسكان عدم الهمز وهو أحد الأصلين والخلاص من الساكنين زيادة المد، وتمسك بعضهم بقول النحاة: ياء المتكلم مفتوحة مع المعتل فتفتح مع الألف ولا دليل فيه؛ لأن الذي يخافون منه التقاء الساكنين وزبادة المد فأصله بينهما؛ فالمد على تقدير زيادة المد، أو معناه: أن الفتح هو القياس لأجل خفاء المد، فما خالفه غير مقيس، ثم إن سمع ولم يكثر فجائز، أو اشتهر ففصيح كاستحوذ وهنا تنبيهان:

الأول: خلاف الباب كله، وهو مخصوص بالوصل، فإذا سكنت الياء أجريت مع همزة القطع مجرى المد المنفصل، فإن سكنت مع همزة الوصل حذفت وصل الساكنين.=

ص: 406

وقرأ الباقون بفتح ياء "مَحْيَايَ"

(1)

، وإسكان ياء "مَمَاتيْ لله".

قوله تعالى: {وَأَنَا أَوَّلُ} [163] قرأ نافع، وأبو جعفر بإثبات الألف بعد النون في الوصل، وهم على مراتبهم في المد

(2)

. والباقون بإسقاط الألف. واتفقوا على إثبات الألف في الوقف؛ موافقة للرسم

(3)

.

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي} [165] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر بإسكان الهاء

(4)

. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {فِي مَا آتَاكُمْ} [165]"في" مقطوعة من "ما"، قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة. ونافع بالفتح وبين اللفظين

(5)

. والباقون بالفتح.

* * *

= الثاني: إذا سكنت الياء من {محياي} وصلًا تشيع مد الألف للساكنين وكذا إذا وقف، وأما من فتح فله في الوقف ثلاثة أوجه: القصر والتوسط والمد لعروض السكون؛ لأن الأصل في مثل هذه الياء الحركة للساكنين، وإن كان الأصل في ياء الإضافة الإسكان فإن حركة الياء أصل ثان، وهذا نظير (حيث، وكيف) فإن الأصل في المبني السكون، ثم صارت الحركة أصلًا آخر، ولذلك جازت فيه الثلاثة وففًا (شرح طيبة النشر 3/ 290).

(1)

ووجه فتح: {ومحيايَ} يؤيد الأصل بالفرار من الساكنين وهذا مقيس لا أقيس كما توهم.

(2)

قرأ نافع وأبو جعفر {أنا} بالألف في الوصل إذا تلاه همزة قطع مضمومة، وهو موضعان بالبقرة {أنا أحيي} ويوسف {أنا أنبئكم} أو مفتوحة وهو في عشرة مواضع، واختلف عن قالون فيما قبل كسر وهو ثلاثة مواضع. قال ابن الجزري:

امددا

أنا بضم الهمز أو فتح (مدا)

ووجهت هذه القراءة بأن الاقتصار على الضمير أو حذف الألف تخفيفًا كالكل مع الهمز.

(3)

ووجه الاتفاق على الألف وقفًا: زيادتها محافظة على حركة النون مراعاة للأصالة، ولهذا لم تدغم، أو لأنه الأصل من خلف هاء السكت، قصد النص على لغته (شرح طيبة النشر 4/ 117، المبسوط ص 150).

(4)

سبق بيانه (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص:93).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

ص: 407

‌الأوجه التي بين الأنعام والأعراف

وبين الأنعام والأعراف من قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [165] إلى قوله تعالى: {كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ} [الأعراف: 2]- غير الأوجه المندرجة - ثلاثمائة وجه وخمسة وسبعون وجهًا

(1)

. بيان ذلك:

قالون: مائة وجه وثمانية أوجه.

ورش: مائة واثنان وثلاثون وجهًا.

ابن كثير: مائة وثمانية أوجه، وهي مندرجة مع قالون.

أبو عمرو: مائة واثنان وثلاثون وجهًا منها - مع البسملة - مائة وجه، وثمانية أوجه مندرجة مع قالون.

ابن عامر: مائة واثنان وثلاثون وجهًا، منها - مع البسملة - مائة وثمانية أوجه مندرجة مع قالون، ومع عدم البسملة أربعة وعشرون وجهًا مندرجة مع أبي عمرو.

عاصم: مائة وثمانية أوجه مندرجة مع قالون.

خلف: ستة أوجه، منها ثلاثة مندرجة مع أبي عمرو.

خلاد: ثلاثة أوجه مندرجة مع أبي عمرو.

الكسائي: مائة وثمانية أوجه مندرجة مع قالون.

أبو جعفر: مائة وثمانية أوجه.

يعقوب: مائة واثنان وثلاثون وجهًا، منها مائة وثمانية أوجه مندرجة مع قالون، وأربعة وعشرون مندرجة مع أبي عمرو.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس له عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 408

‌سورة الأعراف

(1)

قوله تعالى: {المص} [1] قرأ أبو جعفر بالسكت على الألف واللام والميم والصاد

(2)

. والباقون بغير سكت.

قوله تعالى: {وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [2] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة، وقرأ ورش بين بين

(3)

. والباقون بالفتح. وأبدل الهمزة واوًا في الوصل والوقف: ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - وحمزة في الوقف فقط

(4)

والباقون بالهمز.

(1)

هي سورة مكية آياتها مائتان وست للجميع، ومائتان وخمس للبصري والشامي (شرح طيبة النشر 4/ 290).

(2)

يسكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواردة في فواتح السور جميعًا نحو {آلم} {آلر} {كهيعص} {طهْ} {طسم} ويلزم من سكته إظهار المدغم فيها والمخفي وقطع همزة الوصل بعدها. قال ابن الجزري:

وفي هجا الفواتح كطه (ثـ) ــــقف

عطفًا على قول الناظم أول الباب:

والسكت عن حمزة

ووجه السكت: أنه يبين به أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست مؤتلفة. وفي كل منها سر من أسرار الله تعالى (انظر شرح طيبة النشر للنويري 2/ 335).

(3)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد قرأ هؤلاء بإمالة كل ألف يائية أو مؤنثة أو للإلحاق متطرفة لفظًا أو تقديرًا، قبلها راء مباشرة، لفظًا عينًا كانت أو فاء نحو {أسرى - حتى - أراكم - افترى - اشترى - أرى - نرى - تراهم - يراك - تتمارى - يتوارى - يفترى - الثرى - الفرى - مفترى - أسرى - أخراكم - الكبرى - ذكرى - الشعرى - سكارى - النصارى} ، واختلف عن أبي عمرو وأبي بكر في {يا بشرى} بيوسف الآية 19 فالفتح عن أبي عمرو رواية عامة أهل الأداء وبه قطع في التيسير، قال ابن الجزري:

أمل ذوات الباء في الكل شفا

وقال:

وفيما بعد راء حط ملا خلف

(شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، التيسير ص 46، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 107).

(4)

قال ابن الجزري: =

ص: 409

قوله تعالى: {قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [3] قرأ ابن عامر بياء تحتية مفتوحة قبل التاء الفوقية، وتخفيف الذال، وقرأ الباقون بغير ياء. وخفف الذال حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص

(1)

.

والباقون بالتشديد

(2)

.

قوله تعالى: {فَجَاءَهَا بَأْسُنَا} [4] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الجيم

(3)

. والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة، سهّل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر

(4)

. وأبدل الهمزة الساكنة ألفًا: أبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - وحمزة يبدلها في الوقف فقط.

قوله تعالى: {إِذْ جَاءَهُمْ} [5] قرأ أبو عمرو، وهشام بإدغام ذال "إِذْ" في الجيم. والباقون بالإظهار

(5)

.

= وكل همز ساكن أبدل مدا خلف الباب

واحتج من أبدل الهمزة واوًا بأن ذلك بسبب ثقل الهمزة وبعد مخرجها وما فيها من المشقة فطلب من تخفيفها ما لم يطلب من تخفيف ما سواها. وورش يترك الهمزة المتحركة أيضًا مثل: {لا يُواخذكُم} وأبو عمرو يهمز، وحجته أن الهمزة الساكنة أثقل من المتحركة (انظر حجة القرءات ص: 84).

(1)

قرأ المشار إليهم بتخفيف لفظ {تذكرون} المضارع المرسوم بتاء واحدة حيث وقع، قال ابن الجزري:

تذكرون (صحب) خففا كلا

(2)

ووجه التشديد: أن أصله تتذكرون بتاء المضارعة وتاء التفعيل، ومعناه هنا حصول الفعل بالتراخي والتكرار فخفف بإدغام التاء (شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).

(3)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شاء} و {جاء} و {زاد} {خاب} في طه 61 فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

(4)

قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحو {شركاؤنا) {جاءوا} .. فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة منه ومكسورها مما رسم فيه صورة الهمزة واوًا وياءً الإبدال بهما محضين مع المد والقصر وهو شاذ لا أصل له في العربية (شرح طيبة النشر 2/ 391، 392).

(5)

وهذه قاعدة مطردة في القرآن الكريم؛ أن أبا عمرو وهشامًا يقرآن بإدغام ذال إذ في الجيم قولًا واحدًا، وأن الباقين يقرأون بإظهارها، قال ابن الجزري:

إذ في الصفير وتجد أدغم (حـ) ــــلا (لـ) ـــي

ووجه الإظهار أنه الأصل، ووجه الإدغام التشارك في بعض المخرج ووجه الإظهار بعد المخرج، ووجه التفرقة الجمع بين اللغات (شرح طيبة النشر 3/ 3، 4).

ص: 410

قوله تعالى: {مَعَايِشَ} [10] خلاف في "مَعَايشِ": أنها بالياء من غير همز.

قوله تعالى: {لأَمْلأَنَّ} [18] قرأ الأصبهاني بتسهيل الهمزة الثانية، بخلاف عنه

(1)

.

وإذا وقف حمزة، فله في الهمزة الأولى التحقيق والتسهيل، وله في الثانية التسهيل، والباقون بالتحقيق.

قوله تعالى: {مِنْ سَوْآتِهِمَا} [20] قرأ ورش

(2)

في الواو بالمد والتوسط والقصر، وفي الهمزة بالمد والتوسّط والقصر

(3)

؛ فنضرب ثلاثة في ثلاثة بتسعة، ولم يختر الأستاذ شمس الدين الجزري من التسعة إلا أربعة أوجه، وهي أن يقصر الواو ويثلث الهمزة، ثم يوسّط الواو والهمزة، وقد قال - رحمه الله تعالى - في ذلك:[من الطويل]

وَسَوْءَات قَصْرُ الوَاوِ وَالْهَمْزَ ثَلّثَا

وَوَسِّطْهُمَا فَالْكُلُّ أَرْبَعَةٌ فَادْرِ

وإذا وقف حمزة، نقل

(1)

إذا جاءت الهمزة مفتوحة وقبلها مفتوح في كلمة فإن الأصبهاني يسهل الهمزة في مواضع مخصوصة، وهي:{لأملأن} بالأعراف وهود والسجدة، وص، و {اطمأنوا بها} بيونس، و {اطمئن به} بالحج، و {كأن لم} و {كأنهن} و {ويكأن الله} و {كأن لم تكن} و {كأن لم يلبثوا} ، {أفأنت تكره} و {أفأنتم له منكرون} و {أفأمن الذين مكروا} ، قال ابن الجزري:

وعنه سهل اطمأن وكأن

أخرى فأنت فأمن لأملأن

عطفًا على قوله:

والأصبهاني وهو قال خاسيا

شرح طيبة النشر (2/ 287).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

قال البنا: واختلف في واو {سوآتهما} و {سوآتكم} هنا في الأعراف الآية 22 وطه الآية 121 فلم يستثنها الداني في شيء من كتبه ولا الأهوازي في كتابه الكبير، واستثناها صاحب الهداية والهادي والكافي والتبصرة والجمهور، ووقع للجعبري فيها حكاية ثلاثة أوجه في الواو تضرب في ثلاثة الهمز فتبلغ تسعة وتعقبه في النشر بأنه لم يجد أحدًا روى إشباع اللين إلا وهو يستثني {سوآت} قال: فعلى هذا يكون الخلاف دائرًا بين التوسط والقصر، قال: وأيضًا من وسطها مذهبه في الهمز المتقدم التوسط فيكون فيها أربعة أوجه فقط قصر الواو مع ثلاثة الهمزة والتوسط فيهما ونظمها رحمه الله تعالى في بيت فقال:

وسوآت قصر الواو والهمز ثلثا

ووسطهما فالكل أربعة فادر

وذهب آخرون إلى زيادة المد عن الأزرق في شيء فقط كيف أتى مرفوعًا ومنصوبًا ومخفوضًا وقصر باقي الباب كهيئة وسوأة وسوء كطاهر بن غلبون وصاحب العنوان والطرسوسي وابن بليمة والخزاعي وغيرهم واختلف هؤلاء في قدر هذا المد فابن بليمة والخزاعي وابن غلبون يرونه التوسط وبه قرأ الداني عليه والطرسوسي وصاحب العنوان يريانه الإشباع. (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 60).

ص: 411

حركة الهمزة إلى الراو.

قوله تعالى: {وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ} [25] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب، وابن ذكوان بفتح التاء، وضم الراء

(1)

.

والباقون بضم التاء وفتح الراء

(2)

.

قوله تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى} [26] قرأ نافع، وابن عامر، والكسائي، وأبو جعفر بنصب السين

(3)

. والباقون بالرّفع

(4)

.

قوله تعالى: {بِالْفَحْشَاءِ} [28] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بإبدال الهمزة الثانية ياء خالصة في الوصل

(5)

. والباقون بالتحقيق. وإذا وقف حمزة وهشام على الأولى المكسورة، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسّط والقصر، ولهما - أيضًا - تسهيلها مع المد والقصر والرَّوْم

(6)

.

(1)

قال ابن الجزري:

وتخرجون ضم فافتح وضم الرا (شفا) ظلا ملا

وزخرف (مـ) ــــن (شفا) وأولا

روم (شفا)(مـ) ــــن خلفه الجاثية

(شفا) ..............................

ووجه الفتح بناء الفعل للفاعل على حد {إذ أنتم تخرجون} (شرح طيبة النشر 4/ 291، النشر 2/ 267، المبسوط ص 207).

(2)

ووجه الضم بناؤه للمفعول وإسناده في الأصل إلى الله تعالى على حد {ويخرجكم إخراجًا} .

(3)

والحجة لمن نصب أنه عطفه على ما تقدم بالواو فأعربه بمثل إعرابه، فإن قيل: كيف يزل اللباس والريش؟ قيل: لما كان الريش واللباس ينبتان بالمطر والمطر ينزل جعل ما هو المسبب بمنزلة السبب ويقرأ بالرفع على الابتداء.

(4)

قال الزجاج: ورفعه على ضربين أحده ولباس التقوى المشار إليه خير، ويجوز أن يكون ولباس التقوى مرفوعًا بإضمار هو المعنى وهو لباس التقوى أي وستر العورة لباس المتقين، وحجتهم ما جاء في التفسير، قيل: ولباس التقوى أفضل من الأثاث والكسوة وجاء أيضًا ولباس التقوى الحياء (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 280، إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات - العكبري ج 1/ ص 271، شرح طيبة النشر 4/ 293، النشر 2/ 267، إعراب القراءات (1/ 178، السبعة ص 280).

(5)

وقد احتج من أبدل الهمزة الثانية بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي ساكنة نحو {كاس} فتقلب الهمزة ألفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فأن تخفف ومعها مثلها أولى (انظر إتحاف فضلاء البشر ص:129، وشرح طيبة النشر للنويري 2/ 341).

(6)

ويجوز رومها بالتسهيل مع المد والقصر فتصير خمسة، وكذا كل همزة متطرفة مضمومة أو مكسورة لم ترسم =

ص: 412

قوله تعالى: {عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} [30] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب - في الوصل - بضم الهاء والميم، وقرأ أبو عمرو بكسر الهاء والميم، وقرأ الباقون بكسر الهاء، وضم الميم

(1)

.

قوله تعالى: {وَيَحْسَبُونَ} [30] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر بفتح السين

(2)

. والباقون بالكسر

(3)

.

= لها صورة. قال ابن الجزري:

إذا اعتمدت الوقف خفف همزة

توسطا أو طرفا لحمزة

إلى أن قال:

إلا موسطا أتى بعد ألف

سهل ومثله فأبدل في الطرف

وقال: ومثله خلف هشام في الطرف (إتحاف فضلاء البشر ص: 129).

(1)

اعلم أن الأصل في عليهم بضم الهاء والميم والواو التي بعد الميم والدليل على ذلك أن هذه الهاء للمذكر تضم وتشبع ضمتها فيتولد منها الواو نحو: ضربته، وإذا تحت كانت للمؤنث نحو: رأيتها وهذه أيضًا وإن فتحت فأصلها الضم بدلالة قولك للاثنين رأيتهما وللجماعة رأيتهن، وعلامة الجمع في المذكر إلى هذه الهاء هي الميم المضمومة التي بعدها واو كما هي في قولكم: ضربتكم وأصله ضربتكمو يتبين لك ذلك إذا اتصل به مضمر آخر ترد معه الواو نحو ضربتكموه ولا تقول ضربتكمه ومنه قول الله عز وجل: {أنلزمكموها} فهذا مما يبين لك أن الأصل عليهمو بضمتين وواو، وحجة من قرأ عليهم بضم الهاء وسكون الميم أن أصلها الضم فأجري على أصل حركتها وطلب الخفة بحذف الواو والضمة فأتى بأصل هو ضم الهاء وترك أصلًا هو إثبات الواو وضم الميم، وأما من قرأ عليهم فإنه استثقل ضمة الهاء بعد الياء فكسر الهاء لتكون الهاء محمولة على الياء التي قبلها والميم مضمومة للواو التي بعدها فحمل كل حرف على ما يليه وهو أقرب إليه، وحجة الباقين أن الهاء إذا وقعت بعد ياء أو كسرة كسرت نحو به وإليه وعليه وإنما اختير الكسر على الضم الذي هو الأصل لاستثقال الضمة بعد الكسرة (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 81).

(2)

إذا كان مضارعًا خاليًا من الزوائد البنائية خبرًا كان أو استفهامًا، تجرد عن الضمير أو اتصل به، مرفوع أو منصوب، وذلك نحو:{يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ} و {أيحْسَبُ الإنسان} {يحْسَبُ أن ماله} فخرج بالمضارع الماضي، وبالخالي من الزوائد ذو الزوائد نحو {يحتسِبون} وقيدت بالبنائية؛ أي التي ينتقل الوزن بها إلى وزن آخر لئلا يخرج ذو همزة الاستفهام، قال ابن الجزري:

ويحسب مستقبلًا بفتح سين (كـ) ـــتبوا

(فـ) ـــــي (نـ) ص (ثـ) بت

ووجه الفتح القياس وهي لغة تميم (شرح طيبة الشر 4/ 132، النشر 2/ 236، المبسوط ص 154، زاد المسير 1/ 328).

(3)

حسِب، وحسَب لغتان حسب يحسب وحسب يحسب وقال قوم يحسب بكسر السين من حسب وقالوا وقد جاءت كلمات على فعل يفعل مثل حسب يحسب ونعم ينعم ويئس ييئس (حجة القراءات ص 148، وشرح=

ص: 413

قوله تعالى: {خَالِصَةً} [32] قرأ نافع بالرفع

(1)

. والباقون بالنصب

(2)

.

توله نعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ} [33] قرأ حمزة - في الوصل - بإسكان الياء

(3)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مَا لَمْ يُنَزِّلْ} [33] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب بإسكان النون وتخفيف الزاي. والباقون بفتح النون وتشديد الزاي

(4)

.

= طيبة النشر 4/ 133).

(1)

قال ابن الجزري:

خالصة (إ)

أي هي خالصة للذين آمنوا قال الزجاج: قوله {خالصة} خبر بعد خبر كما تقول: زيد عاقل لبيب، فالمعنى قل هي ثابتة للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة.

(2)

ووجه النصب: أنها حال من فاعل {للذين} خبر المبتدأ؛ أي الزينة خالصة يوم القيامة للمؤمنين في الدنيا، أو هي ثابتة في الدنيا للمؤمنين وهي خالصة لهم يوم القيامة (شرح طيبة النشر 4/ 294، النشر 2/ 268، شرح شعلة ص 388، إعراب القراءات 1/ 180، المبسوط ص 208).

(3)

إذا جاء بعد الياء همزة الوصل المصاحبة للام - والواقع منها اثنان وثلاثون - فإن حمزة يسكنها كلها على أصله، وسكن ابن عامر موافقة لحمزة {عن آياتي الذين} بنفس السورة 146، وسكن حفص كذلك {عهدي الظالمين} بالبقرة الآية 124، وسكن ابن عامر وحمزة والكسائي وكذا روح كذلك {قل لعبادي الذين} بإبراهيم الآية 31، وسكن أبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف كذلك {يا عبادي الذين} بالعنكبوت الآية 56 والزمر الآية 53، قال ابن الجزري:

وعند لام العرف أربع عشرت

ربي الذي حرم ربي مسني

الآخران آتان مع أهلكلني

وفي الندا (حما)(شفا) عهدي (عـ) سى

(فـ) ـــوز وآياتي اسكنن (فـ) ـــي (كـ) سا

حتى قوله: سبأ (فـ) ـــز (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 148).

(4)

بعد إسكان نون المضارع بغير الهمز المضموم الأول المبنى للفاعل أو المفعول حيث جاء في القرآن الكريم إلا ما خص مفصلًا نحو: {أن ينزِّلَ الله} أو {أن تُنزِّلَ عليهم} و {نُنَزِّلُ عليهم من السماء} فخرج بالمضارع الماضي نحو {ما نزّل الله) وبغير الهمز نحو: {سَأُنْزِلُ} وبالمضموم الأول نحو {وما ينزل من السماء} وأجمعوا على التشديد في قوله {وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} وانفرد ابن كثير بتخفيف الزاي في {يُنْزِلَ آية} وقرأ يعقوب {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ} بالنحل مشددًا، وقرأ ابن كثير {يُنزِلُ} و {تُنْزِلُ} و {نُنْزِلُ} بالتخفيف في جميع القرآن إلا في سورة الإسراء 82 {ونُنزْلُ من القرآن} والإسراء 93 {حتى تُنَزْلَ عَلَينا} فإنه يشددهما. قال ابن الجزري:

ينزل كلًّا خف (حق)

لا الحجر والأنعام أن ينزل (د) ق=

ص: 414

قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ} [34] قرأ أبو عمرو، وقالون، والبزي بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر، وقرأ ورش، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الثانية وعن ورش وقنبل - أيضًا -: إبدال الثانية حرف مد

(1)

. والباقون بتحقيقهما. وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(2)

. والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة وهشام على الأولى، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسّط والقصر.

قوله تعالى: {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} [35] قرأ يعقوب بنصب الفاء بعد الواو من غير تنوين

(3)

. والباقون برفعها مع التنوين. وضم الهاء من "عَلَيْهُم" حمزة، ويعقوب

(4)

والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى} [37] قرأ ورش بتغليظ اللام مع نقل حركة الهمزة إلى النون الساكنة

(5)

. والباقون بالترقيق، وحمزة في الوقف بالنقل - بخلاف عنه وكذا أبو

= واحتج من قرأ بالتشديد بأن {نَزْلَ} و {أَنْزَلَ} لغتان، التشديد يدل على تكرير الفعل وقد ورد في القرآن الكريم في قوله {لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} (حجة القراءات ص 116، وشرح طيبة النشر 4/ 47، النشر 2/ 218، المهذب ص 64، التبصرة ص 425، زاد المسير 1/ 114).

(1)

سبق قريبًا. قال ابن الجزري:

أسقط الأولى في اتفاق زن غدا

خلفهما حز وبفتح بن هدى

وسهلًا في الكسر والضم وفي

بالسوء والنبيء الادغام اصطفي

وسل الأخرى رويس قنبل

ورش وثامن وقيل تبدل

مدًا زكا جودا

(انظر: شرح طيبة النشر 2/ 264 - 266، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين 1/ 382، المبسوط (ص: 42، 43).

(2)

سبق بيانه قبل صفحات قليلة.

(3)

على أن لا نافية للجنس تعمل عمل إن وهذه قراءة يعقوب في جميع القرآن (انظر: المبسوط ص:129، وشرح طيبة النشر 4/ 20، والنشر 2/ 211، وإتحاف فضلاء البشر ص: 134).

(4)

سبق ذكر قراءة يعقوب وحمزة لـ {عَلَيهُم} و {إلَيهُم} و {لَدَيهُم} قبل صفحات قليلة بما أغنى عن ذكره هنا وحتى نهاية السورة (وانظر: شرح طيبة النشر 2/ 52).

(5)

وصوابه أن تغليظ اللام عن ورش من طريق الأزرق اللام إذا جاء قبلها ظاء مثل: {ومن أظلم، وإذا أظلم، ولا يظلمون، فيظللن} (انظر النشر 2/ 113، وشرح النويري على طيبة النشر 3/ 197، 198).

ص: 415

جعفر

(1)

. والباقون بغير نقل. وقرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(2)

، وورش بالإمالة بين بين

(3)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا} قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الجيم

(4)

. والباقون بالفتح. وقرأ أبو عمرو بإسكان سين "رُسْلنا"

(5)

.

والباقون بالضم

(6)

.

قوله تعالى: {أَيْنَ مَا} [37]"أين" مقطوعة من "ما" هنا.

قوله تعالى: {هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا} [38] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بإبدال الهمزة الثانية المفتوحة - ياء بعد تحقيق الأولى

(7)

. والباقون بتحقيقهما.

وإذا وقف حمزة على "هَؤُلاء"، فله في الهمزة الأولى خمسة أوجه: المد والقصر مع التسهيل، والمد والقصر مع إبدالها واوًا، والنحقيق مع المد؛ لأنه متوسط بزائد. وفي الثانية المتطرفة: المد والتوسُّط والقصر مع البدل، والمد والقصر مع التسهيل مع الروم، فهذه خمسة في خمسة بخمسة وعشرين.

وهشام له في المتطرفة الخمسة المذكورة لا غير.

(1)

ما ذكره المؤلف من النقل عن أبي جعفر فغير صحيح ولا يقرأ به.

(2)

سبق قبل صفحتين.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

سبق قبل صفحات.

(5)

يقرأ أبو عمرو {رسلنا} و {رسلكم} و {رسلهم} و {سبلنا} إذا كان بعد اللام حرفان بإسكان السين والباء حيث وقع وكذلك مذهبه في سبلنا فإذا كان بعد اللام حرف ضم السين مثل رسله وحجته أنه استثقل حركة بعد ضمتين لطول الكلمة وكثرة الحركات فأسكن السين والباء فإذا قصرت الكلمة لم يسكن السين.

(6)

وحجتهم أن بناء فعول وفعيل على فعل بضم العين في كلام العرب ولم تدع ضرورة إلى إسكان الحرف فتركوا الكلمة على حق بنيتها (التيسير في القراءات السبع 1/ ص 85، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 225).

(7)

سبق بيانه.

ص: 416

قوله تعالى: {وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ} [38] قرأ شعبة بياء الغيبة

(1)

.

والباقون بتاء الخطاب

(2)

.

قوله تعالى: {أُولَاهُمْ} [39] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(3)

.

ونافع بالفتح وبين اللفظين

(4)

. وأبو عمرو بين بين. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {لِأُخْرَاهُمْ} [39] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(5)

. وقرأ ورش من طريق الأزرق بالإمالة بين بين. وقالون بالفتح وبين اللفظين

(6)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ} [40] قرأ أبو عمرو بتاء التأنيث والتخفيف

(7)

. وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف بياء الغيبة والتخفيف

(8)

.

(1)

ووجه غيب {يعلمون} حمله على لفظ كل فريق، قال ابن الجزري:

يعلموا الرابع (صـ) ف

(النشر 2/ 268، المبسوط ص 208، التيسير ص 109، شرح طيبة النشر 4/ 295، السبعة ص 279).

(2)

أي ولكن لا تعلمون أيها المخاطبون ما لكل فريق منكم من العذاب، ويجوز والله أعلم ولكن لا تعلمون يا أهل الدنيا مقدار ذلك، ووجه الخطاب: حمله على السائل؛ أي لكل منكم (النشر 2/ 268، المبسوط ص 208، التيسير ص 109، شرح طيبة النشر 4/ 295، السبعة ص 279، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 281).

(3)

سبق بيانه قبل صفحات قليلة.

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

ينطبق عليها ما قيل في {أولاهم} .

(6)

ما ذكره المؤلف عن قالون غير صحيح ولا يقرأ له به من النشر.

(7)

ووجه تأنيث يفتح: تأويل الجمع والجماعة، وتخفيفه على الأصل، وحجة التاء قوله:{وفتحت أبوابها} ذهبوا إلى جماعة الأبواب (النشر 2/ 268، المبسوط ص 208، التيسير ص 109، شرح طيبة النشر 4/ 295، السبعة ص 279، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 281).

(8)

قال ابن الجزري:

يفتح في (ر) وى و (حـ) ز (شفا) يخف

واو

ووجه قراءة الياء: أنه لما فصل بين المؤنث وبين فعله بفاصل صار الفاصل كالعوض من التأنيث والتذكير والتأنيث في هذا النوع قد جاء بهما التنزيل فمن الأول قوله {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها} ومن التأنيت=

ص: 417

والباقون بالتاء الفوقية والتشديد

(1)

. ومن خفف سكن الفاء، ومن شدد فتح الفاء.

قوله تعالى: {مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ} [43] قرأ أبو عمرو

(2)

بكسر الهاء والميم. وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف بضمهما. والباقون بكسر الهاء وضم الميم؛ هذا في حال الوصل. وأما في الوقف: فالجميع بكسر الهاء، وإسكان الميم

(3)

.

قوله تعالى: {هَدَانَا} [43] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(4)

ونافع بالفتح وبين اللفظين

(5)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ} [43] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة، ونافع بالفتح وبين اللفظين

(6)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ} {43} قرأ ابن عامر بغير واو قبل "ما"

(7)

. والباقون

= قوله {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} ولو ذكر أما وأنث فعل اللحوم كان جائزا حسنًا (حجة القراءات لابن زنجلة 1 ص 282، النشر 2/ 268، المبسوط ص 208، التيسير 109، شرح طيبة النشر 4/ 295، السبعة ص 279).

(1)

فأما التشديد فإنه من التفتيح مرة بعد مرة أخرى، وهذا هو المختار، لأنها جماعة وحجتهم قوله:{مفتحة لهم الأبواب} ولم يقل مفتوحة وقال: {وغلقت الأبواب} ومن خفف دل على المرة الواحدة، ومعنى قوله: {لا تفتح لهم أبواب السماء) أي لا يستجاب لهم دعاؤهم ففتح لهم أبواب السماء وقد ذكرت في تفسير القرآن (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 282، النشر 2/ 268، المبسوط ص 208، التيسير ص 109، شرح طيبة النشر 4/ 295، السبعة ص 279).

(2)

وكذا يعقوب، وقد أغفله المؤلف.

(3)

سبق بيانها في {عليهم} .

(4)

هناك قاعدة مطردة؛ وهي أن حمزة والكسائي وخلف البزار أمالوا جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، وقد ذكرنا ذلك قبل قليل (النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(6)

هي رواية ورش من طريق الأزرق منه فعنه.

(7)

قال ابن الجزري:

واو وما احذف (كـ) ــم

والحجة لمن طرحها أنه ابتدأ الكلام فلم تحتج إليها وكذلك هي في مصاحف أهل الشام بغير واو.

ص: 418

بالواو

(1)

.

قوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَتْ} [43] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار دال "قَدْ" عند الجيم

(2)

. والباقون بالإدغام.

وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(3)

. والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة، سهّل الهمزة مع المد والقصر.

قوله تعالى: {أُورِثْتُمُوهَا} [43] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وابن عامر - بخلاف عن ابن ذكوان - بإدغام الثاء المثلثة في التاء المثناة

(4)

. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {وَنَادَى} [44] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(5)

ونافع بالفتح وبين اللفظين

(6)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {قَالُوا نَعَمْ} [44] قرأ الكسائي بكسر العين

(7)

. والباقون بالفتح.

(1)

الحجة لمن أثبتها أنه رد بها بعض الكلام على بعض (شرح طيبة النشر 4/ 295، النشر 2/ 297، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 156، السبعة ص 280، التيسير ص 110).

(2)

علة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(3)

سبق قريبًا.

(4)

ووجه الإدغام الاشتراك في بعض المخرج والتجانس في الانفتاح والاستفال والهمس، قال ابن الجزري:

أورثتموني (لـ) جا

(حـ) ــــز مثل خلف

(شرح طيبة النشر 3/ 27، 28، إتحاف فضلاء البشر ص 44).

(5)

سبق الكلام على الإمالة في الآية السابقة.

(6)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤس الآي (جـ) ف

وما به ها غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

(7)

وهي لغة كنانة وهذيل، قال ابن الجزري:

نعم كلا كسر

عينا (ز) جا

وحجته ما روي في الحديث أن رجلًا لقي النبي صلى الله عليه وسلم وآله بمنى فقال: أنت الذي يزعم أنه نبي؟ فقال: "نعم"، بكسر العين. وروي أيضًا أن عمر سأل رجلًا شيئًا فقال: نِعم، فقال: قل نعَم، إنما النِّعم الإبل (شرح طيبة النشر 4/ 295، النشر 2/ 269، المبسوط ص 209، التيسير ص 186، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 283).

ص: 419

قوله تعالى: {مُؤَذِّنٌ} [44] قرأ أبو جعفر، وورش - من طريق الأزرق - بإبدال الهمزة واوًا. وهمز من طريق الأصبهاني

(1)

. والباقون بالهمزة، وحمزة يبدل في الوقف

(2)

.

قوله تعالى: {أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ} [44] قرأ نافع، وأبو عمرو، ويعقوب، وعاصم، وقنبل بخلاف عنه بإسكان النون، ورفع "لعنة"

(3)

. والباقون بتشديد النون، ونصب "لَعْنَة".

قوله تعالى: {تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّار} [47] قرأ أبو عمرو، والبزي، وقالون بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر

(4)

.

(1)

الهمز المتحرك قسمان قبله متحرك، وسكن: فالأول: اختلفوا في تخفيف الهمز فيه في سبعة مواضع: الأول: أن تكون مفتوحة مضمومًا ما قبلها فقرأ هذه الكلمات ورش من طريق الأزرق وأبو جعفر كل همزة متحركة وقعت فاء من الكلمة نحو {يؤده - يؤاخذ - مؤجلا - مؤذن)، قال ابن الجزري:

والفاء من نحو يؤده أبدلوا (جـ) ـــد (ثـ) ــق

(شرح طيبة النشر 2/ 284، إتحاف فضلاء البشر ص 256).

(2)

حيث إن قراءته اشتملت على شدة التحقيق والترتيل والمد والسكت، فناسب التسهيل في الوقف (النشر 1/ 430).

(3)

قال ابن الجزري:

أن خف (نـ) ـــل (حما)(ز) هر

خلف (ا) تل

وحجة من خفف فله مذهبان:

أحدهما: أنه أراد أن الخفيفة.

والثاني: أنه بمعنى أي التي هي تفسير كأنها تفسر لما أذنوا به أراد فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله وهذا حكاه الخليل، حجة التخفيف قوله:{ونودوا أن تلكم الجنة} و {أن سلام عليكم} ولم يقرأ أحد أن تلكم ولا أن سلامًا (شرح طيبة النشر 4/ 297، النشر 2/ 269، المبسوط ص 209، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 283).

(4)

إذا اتفقت الهمزتان بالفتح نحو {جاء أجلهم} و {شاء أنشره} و {السفهاء أموالكم} وشبهه فورش وقنبل يجعلان الثانية كالمدة وقالون والبزي وأبو عمرو يسقطون الأولى والباقون يحققون الهمزتين معًا، قال ابن الجزري في باب الهمزتين من كلمتين:

أسقط الاولى في اتفاق زن غدا

خلفهما حز وبفتح بن هدى

وسهلًا في الكسر والضم وفي

بالسوء والنبيء الادغام اصطفي

وسهل الأخرى رويس قنبل

ورش وثامن وقيل تبدل

مدًا زكا جودا

(التيسير في القراءات السبع 1/ ص 33).

ص: 420

وقرأ ورش

(1)

، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الثانية، وعن ورش وعن قنبل - أيضا - إبدالها ألفًا. والباقون بتحقيقهما.

وإذا وقف حمزة وهشام على الأولى، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسّط والقصر.

قوله تعالى: {بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا} [49] قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، وابن ذكوان - بخلاف عنه - في الوصل بكسر التنوين.

والباقون بالضم

(2)

.

قوله تعالى: {لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ} [49] قرأ يعقوب بنصب الفاء من غير تنوين

(3)

. وقرأ الباقون برفع الفاء مع التنوين.

قوله تعالى: {مِنَ الْمَاءِ أَوْ} [50] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بإبدال الهمزة الثانية المفتوحة ياء في الوصل

(4)

. والباقون بتحقيقهما. وإذا وقف حمزة وهشام على الهمزة الأولى المكسورة، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسّط والقصر، ولهما - أيضًا - تسهيلها مع المد والقصر مع الروم.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ} [52] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(2)

اختلف فيما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة ويبدأ الفعل الذي يلي الساكن الأول بالضم وأول الساكنين أحد حروف (لتنود) والتنوين فاللام نحو {قل ادعوا} والتاء نحو {قالت اخرج} والنون نحو {فمن اضطر - أن اغدوا} والواو {أو ادعوا} والدال {ولقد استهزئ} والتنوين {فتيلًا * انظر} فأبو عمرو بكسر النون والتاء والدال والتنوين ملى أصل التقاء الساكنين. قال ابن الجزري:

والساكن الأول ضم

لضم همز الوصل واكسره (نـ) ما

(فـ) ـــز غير قل (حـ) ــــلا وغير أو (حـ) ــــما

والخلف في التنوين مز وإن يجر

(ز) ن خلفه (مـ) ـــــز

(التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 198، السبعة ص 174).

(3)

على أن لا نافية للجنس تعمل عمل إن وهذه قراءة يعقوب في جميع القرآن (انظر: المبسوط ص:129، وشرح طيبة النشر 4/ 20، والنشر 2/ 211، وإتحاف فضلاء البشر ص: 134).

(4)

وقد احتج من أبدل الهمزة الثانية بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي ساكنة نحو {كاس} فتقلب الهمزة ألفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فأن تخفف ومعها مثلها أولى.

ص: 421

جعفر، ويعقوب بإظهار دال "قد" عند الجيم، وأدغمها الباقون

(1)

.

وكذا {قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا} [53] وأبدل الهمزة ياء. قرأ أبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - وقفًا ووصلًا، وحمزة في الوقف فقط.

قوله تعالى: {يُغْشِي اللَّيْلَ} [54] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة بفتح الغين. وتشديد الشين

(2)

. والباقون بإسكان الغين وتخفيف الشين

(3)

.

قوله تعالى: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ} [54] قرأ ابن عامر برفع السين والراء والميم والتاء

(4)

. وقرأ الباقون بالنصب في الأربعة

(5)

. ومن قرأ بالنصب كسر التاء؛ لأنَّه جمع مؤنث سالم ينصب بالكسرة.

قوله تعالى: {وَخُفْيَةً} [55] قرأ شعبة بكسر الخاء. والباقون بالضم

(6)

.

(1)

سبق بيان حكم دال قد قبل ذلك قريبًا (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 40، التيسير ص 45، النشر 2/ 5).

(2)

وكذا قرأ يعقوب، وقد أغفله المؤلف، وهو من غشى يغشى أي يغشي الله الليل النهار، وحجتهم أن هذا فعل يتردد ويتكرر وذلك أن كل يوم وكل ليلة غير اليوم الآخر وغير الليلة الأخرى، فالتغشية مكررة مردودة لمجيئها يومًا بعد يوم وليلة بعد ليلة وفي التنزيل فغشاها ما غشى، قال ابن الجزري:

يغشي معا

شدد (ظ) ــــما (صحبة)

(شرح طيبة النشر 4/ 297، النشر 2/ 269، المبسوط ص 209، إبراز المعاني 2/ 485، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 284).

(3)

وحجتهم قوله: {فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} ، وقوله:{كأنما أغشيت وجوههم قطعًا} ولم يقل غشيت (شرح طيبة النشر 4/ 297، النشر 2/ 269، المبسوط ص 209، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 284، السبعة ص 282).

(4)

قرأ ابن عامر برفع الأسماء الأربعة في الأعراف وأولى النحل، وقرأ حفص بنصب الأربعة في الأعراف وأولى النحل ورفع أخيريها، والحجة لمن رفع أنه جعل الواو حالًا لا عاطفة فأستأنف بها فرفع كما تقول: لقيت زيدًا وأبوه قائم تريد وهذه حال أبيه، قال ابن الجزري:

والشمس ارفعا

كالنحل مع عطف الثلاث (كـ) ـــم (ثـ) ـــم

معه في الآخرين (عـ) ــــد

(الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 157، شرح طيبة النشر 4/ 297، النشر 2/ 269).

(5)

والحجة لمن نصب أنه عطفه على قوله {يغشى} فأضمر فعلًا في معنى يغشى ليشاكل بالعطف بين الفعلين (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 157، شرح طيبة النشر 4/ 297، النشر 2/ 269).

(6)

قال ابن الجزري:=

ص: 422

قوله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّه} [56]. "رَحْمَت" - هنا - بالتاء المجرورة في المرسوم، وقف عليها بالهاء: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب. ووقف الباقون بالتاء؛ موافقة للمرسوم

(1)

.

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي} [57]. قرأ أبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر، وقالون بإسكان الهاء

(2)

. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {يُرْسِلُ الرِّيَاحَ} [57]. قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وابن كثير بإسكان الياء التحتية، ولا ألف بعدها؛ على التوحيد

(3)

والباقون بفتح الياء، وألف بعدها؛

= وخفية معا

بكسر ضم (صـ) ـــف

و {خِفية} و {خُفية} لغتان مثل رِشوة ورُشوة من أخفيت الشيء إذا سترته والتي في خاتمة الأعراف {تضرعًا وخيفة} وهو من الخوف فتقلب الواو ياء للكسرة التي في الخاء (شرح طيبة النشر 4/ 258، النشر 2/ 259، المبسوط ص 196، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 255).

(1)

الأصل اتباع الرسم لكل القراء؛ إلا أنه اختلف عنهم في أصل مطرد وكلمات مخصوصة فالأصل المطرد كل هاء تأنيث رسمت تاء نحو {رَحْمَت} و {نِعْمَتَ} و {شَجَرَتَ} فوقف عليها بالهاء خلافًا للرسم الكسائي وابن كثير وأبو عمرو، والوقف على المرسوم متفق عليه ومختلف فيه والمختلف فيه انحصر في خمسة أقسام: أولها الإبدال وهو إبدال حرف بآخر فوقف ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وكذا يعقوب بالهاء على هاء التأنيث المكتوبة بالتاء وهي لغة قريش وقعت في مواضع منها: {رحمت} في المواضع السبعة بالبقرة والأعراف وهود وأول مريم وفي الروم والزخرف معا. ووقف الباقون بالتاء موافقة لصريح الرسم وهي لغة طيئ، قال ابن الجزري:

وقف لكل باتباع ما رسم

حذفا ثبوتا اتصالا في الكلم

لكن حروف عنهمو فيها اختلف

كهاء أنثى كتبت تاء فقف بالها (ر) جا

(حق)

(التيسير ص 60، شرح طيبة النشر 3/ 225، 226، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 137).

(2)

سبق بيانه (وانظر: إتحاف فضلاء البشر ص:132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص:93).

(3)

سبق في سورة البقرة. قال ابن الجزري:

شفا .... والريح هم

كالكهف مع جاثية توحيدهم

حجر (فتى) الأعراف ثاني الروم مع

فاطر نمل (د) م (شفا) الفرقان (د) ع

واجمع بإبراهيم شورى (إ) ذ (ثـ) ـــنا

وصاد الاسرى سبا (ثـ) ــــنا=

ص: 423

على الجمع.

قوله تعالى: {بُشْرًا} [57] قرأ عاصم بالباء الموحدة مضمومة وإسكان الشين، وقرأ ابن عامر بالنون مضمومة، وإسكان الشين، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالنون مفتوحة وإسكان الشين.

وقرأ الباقون بالنون مضمومة وضم الشين

(1)

.

قوله تعالى: {أَقَلَّتْ سَحَابًا} [57]. قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار تاء التأنيث عند السين. والباقون بالإدغام

(2)

.

قوله تعالى: {لِبَلَدٍ مَيِّتٍ} [57] قرأ نافع، وأبو جعفر، وحمزة، والكسائي، وخلف، وحفص بتشديد الياء التحتية

(3)

. والباقون بالتخفيف.

قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [57] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص بتخفيف الذال

(4)

.

= (شرح طيبة النشر 4/ 76، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 118، السبعة ص 173).

(1)

قال ابن الجزري:

نشرا بضم

فافتح (شفا) كلا وساكنا (سما)

ضم وبا (نـ) ـــل .........

ووجه ضمي {نشرًا} جهله جمع ناشر أي حي أو محيي، أو جمع نشور كقبور بمعنى ناشر أو منشور كركوب؛ أي مبسوط، ووجه الضم والإسكان: أنه مخفف من الأول كرسل، ووجه فتح النون: أنه مصدر ملاق معنى يرسل بدليل {والناشرات} ، ووجه الباء: جعله جمع بشور أو بشير كقلب وقليب ثم خفف على حد مبشرات، (شرح طيبة النشر 4/ 299، 300، النشر 2/ 269، 270، إعراب القراءات 1/ 186، المبسوط ص 210، السبعة ص 283).

(2)

سبق توضيح حكم تاء التأنيث قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين (وانظر: شرح طيبة النشر 3/ 11، 12).

(3)

سبق بيانها قبل قليل، قال ابن الجزري:

.............. وميته

والميتة اشدد (ثـ) ـــب والارض الميتة

(مدا) وميتا (ثـ) ـــق والانعام (ثـ) وى

إذ حجرات (غـ) ـــث (مدا) و (ثـ) ـــب (أ) وى

(صحب) بميت بلد والميت هم

والحضرمي والساكن الأول ضم

(شرح طيبة النشر 4/ 81 - 84).

(4)

قرأ المشار إليهم بتخفيف لفظ {تذكرون} المضارع المرسوم بتاء واحدة حيث وقع، قال ابن الجزري:=

ص: 424

والباقون بالتشديد

(1)

.

قوله تعالى: {لَا يَخْرُجُ} [58] قرأ ابن وردان - بخلاف عنه - بضم الياء التحتية وكسر الراء

(2)

. والباقون بفتح الياء، وضم الراء.

قوله تعالى: {إِلَّا نَكِدًا} [58] قرأ أبو جعفر بفتح الكاف

(3)

. والباقون بالكسر

(4)

.

قوله تعالى: {مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [59] قرأ الكسائي، وأبو جعفر بكسر الراء والهاء

(5)

. والباقون بضمهما

(6)

.

قوله تعالى: {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ} [59] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر بفتح الياء قبل الهمزة في الوصل

(7)

. والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {أُبَلِّغُكُمْ} [62] قرأ أبو عمرو بإسكان الباء الموحدة، وتخفيف

= تذكرون (صحب) خففا

(1)

ووجه التشديد: أن أصله تتذكرون بتاء المضارعة وتاء التفعيل، ومعناه هنا حصول الفعل بالتراخي والتكرار فخفف بإدغام التاء (شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).

(2)

هذه انفرادة انفرد بها الشطوي عن ابن هارون عن الفضل عن أصحابه عن ابن وردان، ولذلك أهملها ابن الجزري في الطيبة.

(3)

قال ابن الجزري:

نكدًا فتح (ثـ) ـــما

ووجه الفتح أنه مصدر خرج.

(4)

ووجه الكسر أنه واقع اسم فاعل أو صفة مشبهة (شرح طيبة النشر 4/ 300، النشر 2/ 270، المبسوط ص 210).

(5)

قال ابن الجزرى:

ورا من إله غيره اخفض حيث جا

رفعا (ثـ) نا ............

ووجه الجر: أنه صفة إله، أو بدل على اللفظ وصلة الهاء بعد الكسرة ياء (التيسير ص 110، شرح طيبة النشر 4/ 300، النشر 2/ 270، المبسوط ص 210).

(6)

والحجة لمن قرأه بالرفع أنه جعله حرف استثناء فأعربه بما كان الاسم يعرب به بعد إلا كقوله تعالى: {لو كان فيهما آلهة إلا الله} ، ويجوز الرفع في (غير) على الوصف لإله قبل دخول (من) عليه كقوله تعالى:{هل من خالق غير الله} (شرح طيبة النشر 4/ 300، النشر 2/ 270، المبسوط ص 210، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 157).

(7)

سبق توضيح ياءات الإضافة المماثلة قبل صفحات قليلة.

ص: 425

اللام

(1)

. والباقون بفتح الباء الموحدة، وتشديد اللام

(2)

.

قوله تعالى: {أَنْ جَاءَكُمْ} [63] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الجيم

(3)

. والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة، سهّل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر.

قوله تعالى: {مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [65] قرأ الكسائي، وأبو جعفر بكسر الراء، والهاء

(4)

والباقون بضمهما

(5)

.

قوله تعالى: {إِذْ جَعَلَكُمْ} [69] قرأ أبو عمرو، وهشام بإدغام ذال "إِذْ" في الجيم. والباقون بالإظهار

(6)

.

قوله تعالى: {وَزَادَكُمْ} [69] قرأ حمزة، وابن ذكوان - بخلاف عنه - بالإمالة محضة

(7)

. والباقون بالفتح.

(1)

قال ابن الجزري:

أبلغ الخف (حـ) ــجا

والحجة لمن خفف أنه أخذه من أبلغ ودليله قوله تعالى: {لقد أبلغتكم رسالة ربي} .

(2)

الحجة لمن شدد أنه أراد تكرير الفعل ومداومته ودليله قوله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك} (شرح طيبة النشر 4/ 301، النشر 2/ 270، المبسوط ص 210، التيسير ص 110، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 158).

(3)

سبق بيان مثل هذه القراءة.

(4)

قال ابن الجزري:

ورا من إله غيره اخفض حيث جا

رفعا (ثـ) ـــنا

ووجه الجر: أنه صفة إله، أو بدل على اللفظ وصلة الهاء بعد الكسرة ياء (التيسير ص 110، شرح طيبة النشر 4/ 300، النشر 2/ 270، المبسوط ص 210).

(5)

سبق قبل سطور.

(6)

سبق بيانها في أول السورة.

(7)

إذا أتى اللفظ الذي على ثلاثة أحرف من الأفعال العشرة وهي: {زاد - زاغ - جاء - شاء - طاب - خاف - خاب - ضاق - حاق} فإن حمزة يميلها بشرط أن تكون أفعالًا ماضية معتلة العين والإمالة واقعة في وسطها، وسواء اتصلت هذه مع الأفعال بضمير أو لم تتصل، واختلف عن ابن عامر في {زاد - خاب} عن كل من راوييه، فأما هشام فروى عنه إمالة {زاد} الداجوني وفتحها الحلواني، واختلف عن الداجوني في {خاب} ، فأمالها عنه صاحب التجريد والروضة والمبهج وابن فارس وجماعة، وفتحها ابن سوار وأبو العز=

ص: 426

قوله تعالى: {فِي الْخَلْقِ بَسْطَة} [69] رسم "بصطة" هنا بالصاد، قرأ خلف - في اختياره - وعن حمزة، والدوري - عن أبي عمرو - وهشام، ورويس: بالسين

(1)

. واختلف عن قنبل، والسّوسيّ، وابن ذكوان، وحفص، وخلاد: قرأوا بالصاد والسين

(2)

. والباقون

= وآخرون، وأما ابن ذكوان؛ فروى عنه إمالة {خاب} الصوري وروى فتحها الأخفش، وأما {زاد} فلا

خلاف عنه في إمالة الأول {فزادهم الله مرضًا} واختلف في غير الأولى فروى فيه الفتح وجهًا واحدًا

صاحب العنوان وابن شريح والمهدوي ومكي وصاحب التذكرة وبه قرأ الداني على ابن غلبون، وروى

الإمالة أبو العز في كتابيه، وصاحب التجريد والمستنير والمبهج والعراقيين وهي طريق الصوري والنقاش

عن الأخفش وطريق التيسير وقد أفرد الإمام ابن الجزري فصلًا في إمالة الألف التي هي عين الفعل، قال ابن

الجزري في باب الفتح والإمالة:

........ والثلاثي (فـ) ضلا

في خاف طاب ضاق حاق زاغ لا

زاغت وزاد خاب (كـ) ــم خلف (فـ) ــنا

وشاء جا (لـ) ـــي خلفه (فتى)(مـ) ــنا

ووجه الإمالة: الدلالة على أصل الياءات، وحركة الواوي، ولما يؤول إليه عند البناء للمفعول، وإشعارًا بكسر الفاء مع الضمير، (النشر 2/ 59، التيسير ص 50، التبصرة ص 373، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع 1 ص 230، الغاية ص 95).

(1)

ووجه قراءة من قرأ بالسين أنه الأصل، اذ لو كانت الصاد أصلًا لتعينت (شرح طيبة النشر 4/ 112، النشر 2/ 228، المبسوط ص 148، الإقناع 2/ 609).

(2)

أما قنبل فروى ابن مجاهد عنه السين، وروى ابن شنبوذ عنه الصاد، وأما السوسي فروى ابن حبش عن ابن

جرير عنه بالصاد في {يبسط} و {بسطة} وكدا روى ابن جمهور عن السوسي وهي رواية ابن اليزيدي وأبي

حمدون وأبي أيوب من طريق مدين ويروي سائر الناس عنه السين فيهما. وأما ابن ذكوان: فروى المطوعي

عن الصوري والشذائي من الداجوني عنه عن ابن ذكوان السين فيهما وهي رواية هبة الله وعلي بن السفر عن

الأخفش، وروى زيد والقباب عن الداجرني وسائر أصحاب الأخفش عنه الصاد فيهما؛ إلا أن النقاش فإنه

روى عنه السين هنا والصاد في الأعراف. وبهذا قرأ الداني على عبد العزيز، وبالصاد فيهما قرأ على سائر

شيوخه في رواية ابن ذكوان.

وأما حفص: فروى الولي عن الفيل وزرعان كلاهما عن عمرو عن حفص بالصاد فيهما، وروى عبيد عنه والحضيني عن عمرو وعنه بالسين فيهما وهي رواية أكثر المغاربة والمشارقة، وبالوجهين نص له المهدوي وابن شريح.

وأما خلاد: فروى ابن الهيثم من طريق ابن ثابت عن خلاد الصاد فيهما وهي رواية الوزان وغيره عن خلاد، وبذلك قرأ الداني على أبي الفتح وعليه أكثر المشارقة، وروى القاسم بن نصر عن ابن الهيثم والنقاش عن ابن شاذان عن خلاد بالسين منهما، وهي قراءة الداني على أبي الحسين وهو الذي في الكافي والهداية والعنوان وسائر كتب المغاربة (شرح طيبة النشر 4/ 108 - 111، النشر 2/ 229).

ص: 427

بالصاد الخالصة

(1)

.

قوله تعالى: {قَدْ جَاءَتْكُمْ} [73] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار دال "قَدْ" عند الجيم

(2)

. والباقون بالإدغام. وأمال الألف بعد الجيم محضة: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(3)

. وإذا وقف حمزة عليها، سهّل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر.

قوله تعالى: {بُيُوتًا} [74] قرأ أبو عمرو، وورش، وحفص، وأبو جعفر بضم الباء الموحدة، وقرأ الباقون بالكسر

(4)

.

قوله تعالى: {وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [74]، {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا} [75] في قصة صالح عليه السلام قرأ ابن عامر بعد "مُفْسِدِينَ": وَقَالَ بزيادة "واو" قبل "قَالَ"

(5)

. والباقون بغير واو

(6)

.

(1)

ووجه قراءة الصاد: مشاكلة الطاء إطباقًا واستعلاء أو تفخيمًا، وهو يشارك السين في المخرج والصفير، ورسما صادًا تنبيهًا على البدل فلا تناقض السين، وأن السين حرف مستقل غير مطبق، فلما وقعت بعده الطاء وهي مطبقة مستعلية؛ صعب أن يخرج اللافظ عن تسفُّل إلى تصعُّد. قال أبو حاتم: هما لغتان فكيف قرأت فأنت مصيب.

(2)

علة عن أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما عن حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(3)

سبق بيان الخلاف عن هشام في {شاء} و {جاء} و {زاد} {خاب} في أول السورة.

(4)

وهي قراءة يعقوب أيضًا وقد تركها المؤلف في كل المواضع في القرآن الكريم؛ قال ابن الجزري:

بيوت كيف جا بكسر الضم (كـ) ــم

(د) ن (صحبة)(تـ) ـــــلا

ووجه هؤلاء قراءتهم بأنهم أتوا بالكسرة مناسبة للياء استثقالًا لضم الياء بعد ضمة وهي لغة معروفة ثابتة ومروية (شرح طيبة النشر 4/ 94، المبسوط ص 143، السبعة ص 177، النشر 2/ 226، التيسير ص 80، كتاب سيبويه 2/ 305، تفسير ابن كثير 1/ 277).

(5)

رسمت الواو في مصحف الشام دون غيره فقرأها ابن عامر كذلك وحذفها الباقون كما أنه حذف واو {وما كنا لنهتدي} وأثبتها الباقون، قال ابن الجزرى:

كلا وبعد مفسدين الواو (كـ) ـــم

(إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع 2/ ص 478، شرح طيبة النشر 4/ 302، النشر 2/ 270، المبسوط ص 210).

(6)

ووجه الحذف: أنها على الاستئناف تنبيهًا على التراخي (شرح طيبة النشر 4/ 302، النشر 2/ 270،=

ص: 428

قوله تعالى: {يَاصَالِحُ ائْتِنَا} [77] قرأ ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - بإبدال الهمزة في الوصل واوًا

(1)

. والباقون بالهمز، وإذا وقف القارئ على {يَاصَالح} ابتدئ للكل بهمزة الوصل مكسورة، وإبدال الهمزة ياء.

قوله تعالى: {لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ} [81] قرأ نافع، وأبو جعفر، وحفص بإسقاط همزة الاستفهام، والابتداء بهمزة مكسورة على الخبر. والباقون بالاستفهام بهمزة مفتوحة بعدها همزة مكسورة، فسهّل الثانية: ابن كثير، وأبو عمرو، ورويس

(2)

. والباقون بتحقيقهما. وفصل بين الهمزتين بألف: أبو عمرو، وهشام، بخلاف عنه. والباقون بغير ألف بينهما.

قوله تعالى: {وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} [87] قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر، والكسائي، وقالون بإسكان الهاء

(3)

. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا} [89] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(4)

، ونافع بالفتح وبين اللفظين

(5)

.

= المبسوط ص 210).

(1)

وتقرأ هكذا {يا صالِحُوتِنا} ولا يؤخذ هذا إلا بالتلقي من أفواه المشايخ.

(2)

المختلف فيه من الهمزة المكسورة بين الاستفهام والخبر نوعان: مفرد ومكرر، فالمفرد في خمسة مواضع {أئنكم لتأتون الرجال - أئن لنا لأجرًا} كلاهما بالأعراف الآية 81 - 113 {أئنك لأنت يوسف} يوسف الآية 90 {أئذا ما مت} بمريم الآية 66 {أئنا لمبعوثون} بالواقعة الآية 66، فأما الأول {أئنكم لتأتون الرجال} فقرأه نافع وحفص وكذا أبو جعفر بهمزة واحدة على الخبر والباقون بهمزتين على الاستفهام وهم على أصولهم المتقدمة تحقيقًا وتسهيلًا (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 68).

(3)

سبق بيانها (وانظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 2341، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص:93).

(4)

سبق بيان قاعدة حمزة والكسائي وخلف البزار في الإمالة (انظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56.

(5)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم وهي {التوراة} فله فيها الفتح والتقليل، قال ابن الجزري:

توراة (جـ) ــد والخلف فضل بجلا=

ص: 429

والباقون بالفتح. وكذا: {فَتَوَلَّى عَنْهُم .... آسَى} [93].

قوله تعالى: {مِنْ نَبِيٍّ} [94] قرأ نافع بالهمزة

(1)

. والباقون بالياء مشددة.

قوله تعالى: {لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ} [96] قرأ ابن عامر، وابن وردان، وابن جمّاز، ورويس - بخلاف عنهما - بتشديد التاء المثناة فوق

(2)

. والباقون بالتخفيف

(3)

.

قوله تعالى: {أَوَأَمِنَ} [98] قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر بإسكان الواو

(4)

.

والباقون بفتحها

(5)

. وورش، وابن جمّاز على أصلهما من إلقاء الحركة على

= وله الإمالة والفتح في لفظ {هار} ، قال ابن الجزري:

هار (صـ) ف (حـ) لا (ر) م (بـ) ن (مـ) لا خلفهما

وله الفتح والتقليل في الياء من (يس) قال ابن الجزري:

وبين بين (فـ) ــي (أ) سف خلفهم ا

وكذلك الهاء والياء أول مريم {كهيعص} قال ابن الجزري:

و (إ) ذ ها يا اختلف

(1)

سبق قريبًا.

(2)

ومعنى {فتَّحنا عليهم} بالتشديد أي مرة بعد مرة وحجته قوله {لها سبعة أبواب} فذكر الأبواب ومع الأبواب تشدد كما قال: {مفتحة لهم الأبواب} وكذلك قرأ في الأعراف والأنبياء والقمر بالتشديد، قال ابن الجزري:

ينزل كلًا خف (حق)

كالأعراف وخلفا ذق غدا

لا الحجر والأنعام أن ينزل (د) ق

فتحنا اشدد (كـ) لف خذه

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 263، التيسير ص 102، السبعة ص 257، شرح طيبة النشر 4/ 248، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 250).

(3)

وحجتهم أن التخفيف يصلح للقليل وللكثير (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 251، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 263؛ التيسير ص 102، السبعة ص 257).

(4)

اختلف في {أوأمن} الآية 98 فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر بسكون الواو على أن أو حرف عطف للتقسيم أي أفأمنوا إحدى العقوبتين، قال ابن الجزري:

أوأمن الإسكان (كـ) ــم (حرم) وسم

(5)

وجه فتحها للمسكن ما تقدم ثم نقلت حركة الهمزة إليها، ووجه فتحها للمحرك: جعل العاطف الواو دخلت عليها همزة الإنكار؛ أي أمنوا مجموع العقوبتين (شرح طيبة النشر 4/ 302، النشر 2/ 270، المبسوط ص 210، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 286).

ص: 430

الواو

(1)

.

قوله تعالى: {أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ} [100] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بإبدال الهمزة الثانية في الوصل واوًا

(2)

. والباقون بتحقيقهما.

وإذا وقف حمزة وهشام على الهمزة الأولى، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسّط والقصر، ولهما - أيضًا - تسهيلها مع المد والقصر والرّوْم معهما.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ} [101]، {قَدْ جِئْتُكُمْ} [105] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار دال "قَدْ" عند الجيم. والباقون بالإدغام

(3)

. وأمال الألف بعد الجيم محضة: حمزة، وابن ذكوان، وخلف. والباقون بالفتح. وسكن سين "رُسْلهم" أبو عمرو

(4)

، وضمّها الباقون.

قوله تعالى: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ} [105] قرأ نافع بتشديد الياء من "عَلَيَّ"، وفتحها؛ فهي - عنده - ياءُ إضافة

(5)

. وقرأ الباقون بإسكان الياء؛ فهي - عندهم - حرف جر

(6)

و"أَن لا" مقطوعة في الرسم.

(1)

ما ذكره المؤلف من النقل عن ابن جماز؛ فليس من طرقنا ولم نقرأ به.

(2)

سبق الكلام على مثيلاتها قبل صفحات قليلة (انظر إتحاف فضلاء البشر ص:129، شرح طيبة النشر 2/ 266 - 264، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين 1/ 382، المبسوط ص: 42).

(3)

سبق ذكر ما في القراءة قبل قليل (وانظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(4)

سبق الكلام على هذا الحرف قبل صفحات قليلة.

(5)

قال ابن الجزري:

وسم على علي (أ) تل

والحجة لمن شدد أنه أضاف الحرف إلى نفسه فاجتمع فيه ياءان الأولى من أصل الكلمة والثانية ياء الإضافة فأدغمت الأولى في الثانية وفتحت لالتقاء الساكنين كما قالوا لديَّ وإليَّ ويكون ألا أقول في موضع رفع بخبر الابتداء (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 159، شرح طيبة النشر 4/ 303، النشر 2/ 270، المبسوط ص 211، شرح شعلة ص 393، العنوان ص 96، السبعة ص 287).

(6)

متعلقة برسول و {حقيق} صفته أي أني رسول على هذه الصفة وهي أني لا أقول إلا الحق وحقيق بمعنى حق أي أنا رسول حقيقة ورسالتي موصوفة بقول الحق، قال ابن مقسم:{حقيق} من نعت الرسول أي رسول حقيق من رب العالمين أرسلت على أن لا أقول على الله إلا الحق، وهذا معنى صحيح واضح، وغفل أكثر المفسرين من أرباب اللغة عن تعلق حرف على برسول ولم يخطر لهم تعلقه إلا بقوله {حقيق} فقال الأخفش والفراء: على بمعنى الباء أي حقيق بأن لا أقول إلا الحق كما جاءت الباء بمعنى على في {ولا=

ص: 431

قوله تعالى: {فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [105] قرأ حفص بفتح الياء

(1)

. والباقون بالسكون. وإذا وقف حمزة على "إسْرَائيل" فعلى أصله بالمد والقصر مع التسهيل؛ وكذا مع إبدالها ياء

(2)

.

قوله تعالى: {قَالُوا أَرْجِهْ} [111] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، ويعقوب بهمزة ساكنة بعد الجيم

(3)

. والباقون بغير همز

(4)

.

=تقعدوا بكل صراط}. وتبعهما الأكثرون على ذلك وذكر الزمخشري أوجهًا أخر: أحدها أن يكون من المقلوب لا من الإلباس كقوله: وتشقى الرماح بالضياطرة الحمر، ومعناه وتشقى الضياطرة بالرماح يعني فتكون بمعنى قراءة نافع، أي قول الحق حقيق علي فقلب اللفظ فصار أنا حقيق علي قول الحق قال: والثاني: أن ما لزمك فقد لزمته فلما كان قول الحق حقيقًا عليه كان هو حقيقًا على قول الحق أي لازمًا له. والثالث: أن تضمن حقيق معنى حريص كما ضمن هيجني معنى ذكرني في بيت الكتاب يعني قوله:

إذا تغنّى الحمامُ الورقُ هيجني

ولو تغرّبت عنها أمُّ عمّارِ

(إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع 2/ ص 479، شرح طيبة النشر 4/ 303، النشر 2/ 270، المبسوط ص 211، شرح شعلة ص 393، العنوان ص 96، السبعة ص 287).

(1)

ورد لفظ {معي} في ثمانية مواضع {معيَ بني إسرائيل} في الأعراف، {معيَ عدوًا} في التوبة {معيَ صبرًا} ثلاثة في الكهف {ذكر من معيَ} في الأنبياء {إن معيَ ربي} في الشعراء {معيَ ردءًا} في القصص فتح الجميع حفص، وتابعه ورش على الثاني في سورة الظلة وهي سورة الشعراء لأن فيها {عذاب يوم الظلة} يريد قوله تعالى في قصة نوح {ومن معيَ من المؤمنين} وافق حفص وابن عامر على فتح ياء {لن تخرجوا معيَ أبدًا} و {من معيَ أو رحمنا} قال ابن الجزري:

وافق في معي (عـ) ـــلا (كـ) ـــفؤ

(شرح طيبة النشر 4/ 268، إتحاف فضلاء البشر ص 305، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع 1/ ص 302).

(2)

سبق بيان ما في الكلمة من قراءات قبل صفحات قليلة.

(3)

واختلفوا في الهاء المتصلة بالفعل المجزوم في مثل قوله {يؤده} 75 و {ونصله} النساء 115 في وقفها وإشمامها الكسر والضم وصلتها بياء أو واو وذلك في ستة عشر موضعًا منها {أرجه وأخاه} 111، وقد سبق.

(4)

قال ابن الجزري:

وهمز أرجئه (كـ) ـــسا (حق) ـــا وها

فاقصر (حما)(بـ) ــــن (مـ) ـــل وخلف (خـ) ذ (لـ) ـــها

وأسكنن (فـ) ـــز (نـ) ـــل وضم الكسر (لـ) ــــي

(حق) وعن شعبة كالبصر انقل

وهما لغتان يقال: أرجأت وأرجبته أي أخرته كتوضأت وتوضيت، (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 52، السبعة في القراءات 1/ ص 208).

ص: 432

وقرأ أبو عمرو، ويعقوب بضم الهاء من غير صلة، واختلف عن هشام، فقرأ بضم الهاء مع الصلة ومع عدم الصلة. وقرأ ابن كثير بضمها مع الصلة.

وقرأ عاصم، وحمزة بإسكان الهاء. وقرأ الباقون بكسر الهاء. واختلس الكسرة: قالون، وابن وردان، بخلاف عنه.

وكذا اختلف عن ابن ذكوان في الإشباع والاختلاس. والباقون بالإشباع، وهم: ورش، والكسائي، وخلف، وابن جماز

(1)

.

قوله تعالى: {يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِر} [112] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالحاء مشددة مع الفتح بعد السين، وبعد الحاء ألف على وزن "فَعّالِ"

(2)

، وقرأ الباقون بألف بعد السين وكسر الحاء مخففة على وزن "فاعل"

(3)

.

(1)

والحاصل من اختلافهم في الهمز وهاء الكناية فيها ست قراءات متواترة: ثلاثة مع الهمز، وثلاثة مع تركه. فأما التي مع تركه: فأولها: قراءة قالون وابن وردان من طريق ابن هارون وهبة الله أرجه بكسر الهاء مختلسة بلا همز. ثانيها: قراءة ورش والكسائي وابن جماز وابن وردان من طريق ابن شبيب وخلف في اختياره أرجهي بإشباع كسرة الهاء بلا همز. ثالثها: قراءة عاصم من غير طريق نفطويه وأبي حمدون عن أبي بكر وحمزة أرجه بسكون الهاء بلا همز، وأما الثلاثة التي مع الهمز فأولها: قراءة ابن كثير وهشام من طريق الحلواني ارجئهو بضم الهاء مع الإشباع والهمز، الثانية: قراءة أي عمرو وهشام من طريق الداجوني وأبي بكر من طريق أبي حمدون ونفطويه ويعقوب أرجئه باختلاس ضمة الهاء مع الهمز، الثالثة: قراءة ابن ذكوان أرجئه بالهمز واختلاس كسرة الهاء فلهشام وجهان: اختلاس ضمة الهاء وإشباعها كلاهما مع الهمز ولأبي بكر وجهان أيضًا: ترك الهمز مع إسكان الهاء والهمز مع اختلاس ضمتها ولابن وردان وجهان: ترك الهمز مع اختلاس كسرة الهاء ومع إشباعها وقد طعن في قراءة ابن ذكوان بأن الهاء لا تكسر إلا بعد كسر أو ياء ساكنة وأجيب بأن الفاصل بينها وبين الكسرة الهمزة الساكنة وهو حاجز غير حصين واعتراض أبي شامة رحمه الله تعالى على هذا الجواب متعقب (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 287).

(2)

يقرأ المذكورون بإثبات الألف والتخفيف وبطرحها والتشديد في كل القرآن إلا في الشعراء فإنه بالتشديد بالإجماع. قال ابن الجزري:

وسحار (شفا)

مع يونس في ساحر

فالحجة لمن شدد أنه أراد تكرير الفعل والإبلاغ في العمل والدلالة على أن ذلك ثابت لهم فيما مضى من الزمان كقولهم هو دخال خراج إذا كثر ذلك منه وعرف به.

(3)

والحجة لمن أثبت الألف وخفف أنه جعله اسمًا للفاعل مأخوذًا عن الفعل وكل ما أتى بعده عليم فهو ساحر إلا التي في الشعراء فإنها في السواد قبل الألف فلم يختلف فيها أنها سحار وما كان بعده مبين فهو سحر=

ص: 433

قوله تعالى: {إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا} [113] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو جعفر، وحفص بهمزة مكسورة على الخبر

(1)

. والباقون بهمزتين: الأولى همزة الاستفهام مفتوحة، والثانية مكسورة، فسهّل الثانية: أبو عمرو، وأدخل بينهما ألفًا، وقرأ هشام بالمد مع تحقيقهما

(2)

. والباقون بتحقيقهما مع عدم الإدخال بينهما.

قوله تعالى: {قَالَ نَعَمْ} [114] قرأ الكسائي بكسر العين

(3)

. والباقون بفتحها.

قوله تعالى: {فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ} [117] قرأ البزي - في الوصل - بتشديد التاء قبل اللام

(4)

. وقرأ الباقون بالتخفيف.

وقرأ حفص بإسكان اللام، وتخفيف القاف

(5)

. والباقون بفتح اللام وتشديد القاف

(6)

.

= (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 160، شرح طيبة النشر 4/ 303، النشر 2/ 271، إعراب القرآن 1/ 197، العنوان ص 96).

(1)

الحجة لمن طرح الهمزة الاولى أنه أخبر بإن ولم يستفهم فأثبت همزة إن وأزال همزة الاستفهام (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 161).

(2)

سبق قريبًا.

(3)

قال ابن الجزري:

نعم كلا كسر عينا (ز) جا

وهي لغة كنانة وهذيل، وحجته ما روي في الحديث أن رجلًا لقي النبي صلى الله عليه وسلم وآله بمنى فقال: أنت الذي يزعم أنه نبي فقال: "نعم" بكسر العين. وروي أيضًا أن عمر سأل رجلًا شيئًا فقال: نِعم، فقال: قل نَعم إنَّما النِّعم الإبل (شرح طيبة النشر 4/ 295، النشر 2/ 269، المبسوط ص 209، التيسير ص 186، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 283).

(4)

سبق بيان تشديد تاء الفعل والتفعل الواقعة في أوائل الأفعال المستقبلة إذا حسن معها تاء أخرى ولم ترسم خطّا وأنَّه في إحدى وثلاثين تاء (وانظر: شرح طيبة النشر 4/ 121، 122، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 314، النشر 2/ 232، التيسير ص 83، 84، التبصرة ص 446، المبسوط ص 152).

(5)

قال ابن الجزري:

تلقف (كـ) ـــلا (عـ) ـــد

وحجة من قرأ ذلك: على أنه مضارع لقف؛ أي بلع (شرح طيبة النشر 4/ 304، النشر 2/ 702، المبسوط ص 211، السبعة ص 288، شرح شعلة ص 394).

(6)

والتشديد على أنه مضارع {تلقف} وحذفت إحدى تائبه، والتشديد من تلقف يتلقف على وزن تعلم يتعلم والأصل تتلقف فحذفوا إحدى التاءين مثل تذكرون ويوم يأت لا تكلم أي لا تتكلم (شرح طيبة النشر 4/ 304، النشر 2/ 702، المبسوط ص 211، السبعة ص 288، شرح شعلة ص 394).

ص: 434

قوله تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ} [123] هنا ثلاث همزات مفتوحة اتفق القُرّاء على إبدال الثالثة ألفًا، واختلفوا في الثانية والأولى: فحقق الثانية: حمزة، والكسائي، وخلف، وأبو بكر، وروح، وهشام - بخلاف عنه - وسهّل الباقون بين بين. وأما الأولى: فأسقطها حفص، ورويس، والأصبهاني - عن ورش - واختلف عن قنبل فيها: فقرأ بإسقاطها، وقرأ في الوصل بإبدالها واوًا

(1)

. والباقون بإثباتها، ولم يدخل أحد بين الأولى والثانية ممن يحقق أو من يسهل ألفًا، والرسم بألف واحدة.

قوله تعالى: {سَنُقَتِّلُ} [127] فرأ نافع، وابن كثير، وأبو جعفر بفتح النون، وإسكان

(1)

اختلف القراء في {ءامنتم} هنا في الأعراف وطه والشعراء فالقراء فيها على أربع مراتب:

الأولى: قراءة قالون والأزرق والبزي وأبى عمرو وابن ذكوان وهشام من طريق الحلواني والداجوني من طريق زيد وأبي جعفر بهمزة محققة وأخرى مسهلة وألف بعدها في الثلاث وللأزرق فيها ثلاثة البدل وإن تغير الهمز كما مر ولم يبدل أحد عنه الثانية: ألفًا؛ فقول الجعبري: وورش على بدله بهمزة محققة وألف بدل عن الثانية وألف أخرى عن الثالثة ثم تحذف إحداهما للساكنين تعقبه في النشر، ثم قال: ولعل ذلك وهم من بعضهم حيث رأى بعض الرواة عن ورش يقرؤها بالخبر فظن أن ذلك على وجه البدل وليس كذلك بل هي رواية الأصبهاني ورواية أحمد بن صالح ويونس وأبي الأزهر كلهم عن ورش يقرؤنها بهمزة كحفص فمن كان من هؤلاء يرى المد لما بعد الهمز عد ذلك فيكون مثل آمنوا إلا أنه بالاستفهام وأبدل وحذف انتهى ونقله في الأصل وأقره على عادته قال فظهر أن من يقرأ عن ورش بهمزة واحدة إنما يقرأ بالخبر.

المرتبة الثانية: لورش من طريق الأصبهاني وحفص ورويس بهمزة محققة بعدها ألف في الثلاث وهي تحتمل الخبر المحض والاستفهام وحنف الهمزة اعتمادًا على قرينة التوبيخ.

المرتبة الثالثة: لقنبل وهو يفرق بين السور الثلاث فهنا أبدل همزتها الأولى واوًا خالصة حالة الوصل واختلف عنه في الهمزة الثانية فسهلها عنه ابن مجاهد وحققها مفتوحة ابن شنبوذ وأما إذا ابتدأ فبهمزتين ثانيتهما مسهلة كرفيقه البزي وأما طه والشعراء فسبق ويأتي الحكم فيهما إن شاء الله تعالى.

المرتبة الرابعة: لهشام فيما رواه عنه الداجوني من طريق الشذائي وأبي بكر وحمزة والكسائي وروح وخلف بهمزتين محققتين وألف بعدهما من غير إدخال ألف بينهما في الثلاث ولم يختلفوا في إبدال الثالثة ألفًا لأنها فاء الكلمة أبدلت لسكونها بعد فتح وذلك أن أصل هذه الكلمة أآمنتم بثلاث همزات الأولى للاستفهام الإنكاري والثانية همزة أفعل والثالثة فاء الكلمة فالثالثة يجب قلبها ألفًا على القاعدة والأولى محققة ليس إلا، غير أن حمزة إذا وقف يسهلها بين بين في وجه لكونها حينئذ من المتوسط بغيره المنفصل وأما الثانية ففيها الخلاف ولم يدخل أحد من القراء ألفًا بين الهمزتين في هذه الكلمة لئلا يجتمع أريع متشابهات (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 287).

ص: 435

القاف، وتخفيف التاء الفوقية

(1)

والباقون بضم النون، وفتح القاف، وكسر التاء الفوقية مع التشديد

(2)

.

قوله تعالى: {عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ} [133]{عَنْهُمُ الرِّجْز} [134] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب في الوصل بضم الهاء والميم. وقرأ أبو عمرو بكسر الهاء والميم. والباقون بكسر الهاء وضم الميم

(3)

.

قوله تعالى: {كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى} [137] رسمت "كلِمَت" بالتاء المجرورة، ولم يقرأ أحد بالجمع، واتفقوا على قراءتها بالإفراد، وإنما اختلفوا في الوقف عليها، فوقف ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب بالهاء. والباقون بالتاء؛ اتّباعًا للرّسْم

(4)

.

قوله تعالى: {يَعْرِشُونَ} [137] قرأ ابن عامر، وشعبة بضم الراء. والباقون بالكسر

(5)

.

قوله تعالى: {يَعْكُفُونَ} [138] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف - بخلاف عن إدريس -

(1)

قال ابن الجزري:

واشدده واكسر ضمه (كنز)(حما)

سنقتل اضمما ............

الحجة لمن خفف أنه أراد فعل القتل مرة واحدة ودليله قوله تعالى {واقتلوهم حيث ثقفتموهم} ، (التيسير ص 112، شرح طيبة النشر 4/ 304، النشر 2/ 271، المبسوط ص 213، إعراب القرآن 1/ 201، شرح شعلة ص 395).

(2)

الحجة لمن شدد أنه أراد تكرير القتل بأبناء بعد أبناء ودليله قوله {وقتلوا تقتيلًا} (التيسير ص 112، شرح طيبة النشر 4/ 304، النشر 2/ 271، المبسوط ص 213، إعراب القرآن 1/ 201، شرح شعلة ص 395).

(3)

سبق الكلام على {عليهُمُ} بضم الهاء والميم والواو التي بعد الميم قبل قليل بما أغنى عن إعادته هنا.

(4)

سبق بيان ذلك في الآية 54 من هذه السورة (وانظر: التيسير ص 60، شرح طيبة النشر 3/ 225، 226، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 137).

(5)

قال ابن الجزري:

يعرشوا

معا بضم الكسر (صـ) ـــاف (كـ) ـــمشوا

وهما لغتان والحجة لذلك أن كل فعل انفتحت عين ماضيه جاز كسرها وضمها في المضارع قياسًا إلا أن يمنع السماع من ذلك وما كانت عن ماضيه مضمومة لزمت الضمة عين مضارعه إلا أن يشذ شيء من الباب فلا حكم للشاذ فالأصل ما ذكرته (التيسير ص 112، شرح طيبة النشر 4/ 305، النشر 2/ 271، المبسوط ص 213، إعراب القرآن 1/ 201، شرح شعلة ص 395).

ص: 436

بكسر الكاف

(1)

. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ} [141] قرأ ابن عامر "أَنْجَاكُمْ" بغير ياء تحتية وبغير نون

(2)

. وقرأ الباقون بالياء الساكنة بعد الجيم، وبعدها نون مفتوحة، والألف موجودة في القراءتين، فهي في قراءة الحذف بعد الجيم، وفي قراءة الإثبات بعد النون

(3)

.

قوله تعالى: {يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ} [141] قرأ نافع بفتح الياء التحتية قبل القاف، وإسكان القاف، وضم التاء الفوقية مخففة

(4)

. وقرأ الباقون بضم الياء التحتية، وفتح القاف، وكسر التاء مشددة

(5)

.

قوله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى} [142] قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب بغير

(1)

اختلف في لفظ {يعكفون} عن إدريس؛ فروى المطوعي وابن مقسم والقطيعي بكسر الكاف، وروى عنه الشطي ضمها، ويعكفون بكسر الكاف وقرأ الباقون بالضم وهما لغتان تقول عكف يعكف ويعكف وكذلك عرش يعرض ويعرش، قال ابن الجزري:

ويعكفوا اكسر ضمه (شفا) وعن .... إدريس خلفه

(التيسير ص 112، شرح طيبة النشر 4/ 305، النشر 2/ 271، المبسوط ص 213، إعراب القرآن 1/ 201، شرح شعلة ص 395، حجة القراءات لابن زنجلة ص 292).

(2)

قال ابن الجزري:

وأنجانا احذفن

ياء ونون تا (كـ) ــــم

الحجة لمن حذف أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه بنون الملكوت وعليها جاء قوله: {رب ارجعون} ، (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 163، التيسير ص 112، شرح طيبة النشر 4/ 305، النشر 2/ 271، المبسوط ص 213، إعراب القرآن 1/ 201، شرح شعلة ص 395).

(3)

والحجة: أنهم جعلوه مسندًا إلى المعظم، قال في النشر: والعجب أن ابن مجاهد لم يذكر هذا الحرف في كتابه السبعة (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 289، التيسير ص 112، شرح طيبة النشر 4/ 305، النشر 2/ 271، المبسوط ص 213 إعراب القرآن 201/ 1، شرح شعلة ص 395).

(4)

قال ابن الجزري:

عد سنقتل اضمما ويقتلون عكسه انقل

واشدد وأكسر ضمه (كنز)(حما)

الحجة لمن خفف أنه أراد فعل القتل مرة واحدة ودليله قوله تعالى {واقتلوهم حيث ثقفتموهم} (التيسير ص 113، إتحاف فضلاء البشر ص 289، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 162).

(5)

الحجة لمن شدد أنه أراد تكرير القتل بأبناء بعد أبناء ودليله قوله: {وقتلوا تقتيلًا} (الحجة في القراءات السبع 1/ 162).

ص: 437

ألف قبل العين

(1)

. والباقون بالألف

(2)

.

قوله تعالى: {رَبِّ أَرِنِي} [143] قرأ ابن كثير، ويعقوب بإسكان الراء، واختلف عن أبي عمرو: بين السكون واختلاس الكسرة

(3)

. وقرأ الباقون بكسر الراء.

قوله تعالى: {لَنْ تَرَانِي .... فَسَوْفَ تَرَانِي} [143] رسمت بالياء التحتية بعد النون، فكل القراء يقف بالياء، ويصل بالياء، لإثباتها في المرسوم.

قوله تعالى: {وَلَكِنِ انْظُرْ} [143] قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، وابن ذكوان - في الوصل - بكسر النون بعد الكاف.

والباقون بالضم

(4)

.

قوله تعالى: {جَعَلَهُ دَكًّا} [143] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالمد على الألف، وهمزة مفتوحة من غير تنوين

(5)

.

(1)

فيصير النطق {وَعَدْنَا} بقصر الألف من الوعد. قال ابن الجزري في النشر (2/ 212): واتفقوا على قراءة {أفمن وعدناه} في القصص بغير ألف لأنَّه غير صالح لهما، وكذا في حرف الزخرف. واحتج من قرأ بغير ألف بأن المواعدة إنما تكون بين الآدميين وأما الله عز وجل فإنه المتفرد بالوعد والوعيد ويقوي هذا قوله تعالى:{إن الله وعدكم وعد الحق} قال ابن الجزري:

واعدنا اقصرا

مع طه الاعراف (حـ) ــلا (ظ) ــــلم (ثـ) ـــرا

(2)

واحتجَّ من قرأ بالألف بأن المواعدة كانت من الله ومن موسى، فكانت من الله: أنه واعد موسى لقاءه على الطور ليكلمه ويكرمه بمناجاته، وواعد موسى ربه المصير إلى الطور لما أمره به (انظر: شرح طيبة النشر 4/ 25، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 240، زاد المسير 1/ 79، المستنير ص: 129).

(3)

اختلف في راء {أرنا} و {أرني} حيث وقعا فابن كثير وأبو عمرو بخلف عنه وكذا يعقوب بإسكانها للتخفيف. والوجه الثاني لأبي عمرو من روايتيه هو الاختلاس جمعًا بين التخفيف والدلالة، قال في النشر: وكلاهما ثابت من كل من الروايتين، وبعضهم روى الاختلاس عن الدوري والإسكان عن السوسي كالشاطبي. وقرأ ابن ذكوان وهشام من غير طريق الداجوني وأبو بكر بإسكانها في فصلت وبالكسر الكامل في غيرهما. وبه قرأ الباقون في الكل وتقدم ضم هاء {فيهُم} و {يزكيهُم) ليعقوب و {عليهُم} لحمزة وكذا إمالة الدنيا. قال ابن الجزري:

أرنا أرني اختلف

مختلسًا (حـ) ــــز وسكون الكسر (حق)

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 193).

(4)

سبق بيانه (التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 198، السبعة ص 174).

(5)

قال ابن الجزري:=

ص: 438

والباقون بالتنوين بعد الكاف من غير همز

(1)

، والمرسوم بالألف على القراءتين.

قوله تعالى: {وَأَنَا أَوَّلُ} [143] قرأ نافع، وأبو جعفر بالمد على الألف بعد النون في الوصل

(2)

.

والباقون في الوصل بغير ألف

(3)

. واتفقوا في الوقف على إثبات الألف.

قوله تعالى: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ} [144] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو بفتح الياء في الوصل

(4)

والباقون بالإسكان. والهمزة بعد الياء همزة وصل؛ فهي محذوفة في الوصل

= ودكاء (شفا)

في دكا المد وفي الكهف (كفى)

ووجه مد {دكاء} : أنه جعل اسمًا للرابية، وهي ما ارتفع من الأرض دون الجبل، أو للأرض المستوية؛ أي جعل الجبل والبيداء أرضًا، فالدكاء بالمد الرابية الناشرة من الأرض كالدكة أي جعله كذلك يعنى الجبل هاهنا والسد في الكهف أو جعله أرضًا مستوية ومنه ناقة دكاء للمستوية السنام و {دكًا} بالقصر والتنوين في قراءة الجماعة مصدر بمعنى مدكوكًا أو مندكًا أي مندقًا (النشر 2/ 272، السبعة ص 293، شرح طيبة النشر 4/ 306، إعراب القراءات 1/ 205، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع 2/ ص 481).

(1)

ووجه القصر جعله مصدر دكه ودقه ملاق في المعنى فمفعول مطلق، أو ذا دق، أو بمعنى مدكوك فمفعول به، فمن قرأ {دكًا} جعله مصدرًا بمعنى المدكوك وقيل تقديره ذا دك ومن قرأ بالمد جعله مثل أرض دكاء أو ناقة دكاء وهي التي لا سنام لها (إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات - العكبري ج 1/ ص 284، التيسير ص 113، النشر 2/ 272، السبعة ص 293، شرح طيبة النشر 4/ 306، إعراب القراءات 1/ 205، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع 2/ ص 481).

(2)

وذلك إذا تلاه همزة قطع مضمومة، وهو موضعان بالبقرة {أنا أحيي} ويوسف {أنا أنبئكم} أو مفتوحة وهو في عشرة مواضع، واختلف عن قالون فيما قبل كسر وهو ثلاثة مواضع. ووجهت هذه القراءة بأن الاقتصار على الضمير أو حذف الألف تخفيفًا كالكل مع الهمز، قال ابن الجزري:

امددا

أنا بضم الهمز أو فتح (مدا)

(شرح طيبة النشر 4/ 117).

(3)

ووجه الاتفاق على الألف وفقًا: زيادتها محافظة على حركة النون مراعاة للأصالة، ولهذا لم تدغم، أو لأنَّه الأصل من خلف هاء السكت، قصد النص على لغته (شرح طيبة النشر 4/ 117، المبسوط ص 150).

(4)

همزة الوصل العارية عن اللام ووقعت في سبعة مواضع إلا عند ابن عامر ومن معه فستة؛ لقطعه همزة {أخي اشدد} وهي {إني اصطفيتك} {أخي أشدد} {لنفسي اذهب} {ذكري اذهبا} {يا ليتني اتخذت} {قومى اتخذوا} {من بعدي اسمه أحمد} فقرأهن أبو عمرو بالفتح في السبعة، وقرأ ابن كثير كذلك في {إنى اصطفيتك} و {أخي أشدد} ، وقرأ نافع وابن كثير وكذا أبو جعفر {لنفسي اذهب} و {ذكري اذهبا} بالفتح أيضًا، وقرأ نافع والبزي وكذا أبو جعفر وروح {إن قومي اتخذوا} بالفتح، وفرأ نافع وابن كثير وأبو بكر وكذا أبو جعفر ويعقوب {بعدي اسمه} بالفتح، ولم يأت في هذا النوع ياء أجمع على فتحها أو=

ص: 439

على كلا القراءتين.

قوله تعالى: {بِرِسَالَاتِي} [144] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو جعفر، وروح بغير ألف بعد اللام؛ على التوحيد

(1)

. والباقون بالألف؛ على الجمع

(2)

.

قوله تعالى: {عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ} [146] قرأ حمزة، وابن عامر - في الوصل - بإسكان الياء

(3)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {سَبِيلَ الرُّشْدِ} [146] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بفتح الراء والشين

(4)

.

= إسكانها، قال ابن الجزري:

وعند همز الوصل سبع ليتني

فافتح (حـ) ـــلا قومي (مدا)(حـ) ــــز (شـ) ـــم (هـ) ـــني

(شرح طيبة النشر 3/ 282، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 149).

(1)

سبق الكلام على مثل هذا الحرف قبل صفحات قليلة (وانظر: الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 133، الهادي 2/ 176، السبعة ص 246).

(2)

قال ابن الجزري:

رسالتي اجمع (غـ) ــيث (كنز)(حـ) جفا

والحجة لمن جمع أنه جعل كل وحي رسالة فالاختيار في قوله: {حيث يجعل رسالته} الجمع لقوله: {مثل ما أوتي رسل الله} وذلك أنه لما كان الرسل عليهم الصلاة والسلام يأتي كل واحد منهم بضروب مختلفة من الشرائع المرسلة من الله تعالى حسن الجمع ليدل على ذلك (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 133، الهادي 2/ 176، السبعة ص 246).

(3)

إذا جاء بعد الياء همزة الوصل المصاحبة للام - والواقع منها اثنان وثلاثون - فإن حمزة يسكنها كلها على أصله، وسكن ابن عامر موافقة لحمزة {عن آياتي الذين} بالأعراف الآية 146، وسكن حفص كذلك {عهدي الظالمين} بالبقرة الآية 124، وسكن ابن عامر وحمزة والكسائي وكذا روح كذلك {قل لعبادي الذين} بإبراهيم الآية 31، وسكن أبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف كذلك {يا عبادي الذين} بالعنكبوت الآية 56 والزمر الآية 53، قال ابن الجزري:

وعند لام العرف أربع عشرت

ربي الذي حرم ربي مسني

الآخران آتان مع أهلكني

وفي الندا (حما)(شفا) عهدي (عـ) سى

(فـ) ـــوز وآياتي اسكنن (فـ) ـــي (كـ) سا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 148).

(4)

قال ابن الجزري:=

ص: 440

والباقون بضم الراء، وإسكان الشين

(1)

.

قوله تعالى: {مِنْ حُلِيِّهِمْ} [148] قرأ حمزة، والكسائي بكسر الحاء واللام، وتشديد الياء

(2)

.

وقرأ يعقوب بفتح الحاء، وإسكان اللام، وتخفيف الياء

(3)

. وَرُوِىَ عن رويس - أيضًا - ضم الحاء

(4)

.

والباقون بضم الحاء وكسر اللام وتشديد الياء

(5)

.

قوله تعالى: {قَدْ ضَلُّوا} [149] قرأ أبو عمرو، وورش، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام دال "قد" في الضاد.

=والرشد حرك وافتح الضم (شفا)

وآخر الكهف (حما)

والحجة لمن فتح أنه أراد به الصلاح في الدين ودليله قوله تعالى {وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} أي صلاحًا وقيل هما لغتان كقولهم السقم والسقم، (شرح طيبة النشر 4/ 307، النشر 2/ 272، السبعة ص 293، إعراب القراءات 1/ 205، المبسوط ص 214، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 164).

(1)

الحجة لمن ضم أنه أراد به الهدى التي هي ضد الضلال ودليله قوله تعالى {قد تبين الرشد من الغي} والغي ها هنا الضلال.

(2)

قال ابن الجزري:

واكسر (رضى)

والحجة لمن كسر أنه استثقل الخروج من ضم إلى كسر فكسر الحاء ليقرب بها بعض اللفظ من بعض طلبًا للتخفيف، (شرح طيبة النشر 9/ 309، النشر 2/ 272، السبعة ص 293، إعراب القراءات 1/ 205، المبسوط ص 214، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 164).

(3)

قال ابن الجزري:

وحليهم مع الفتح (ظـ) ـــهر

وحجة ذلك أنه مفرد على إرادة الجنس.

(4)

ما ذكره المؤلف عن رويس في ضم الحاء هو انفرادة لا يقرأ بها.

(5)

وجه الضم: أنه في الأصل حلوى اجتمعا سبق أحدهما بالسكون فقلبت ياء وأدغم في الباء على حد ثدي، ثم كسرت اللام اتباعًا للياء (شرح طيبة النشر 4/ 309، النشر 2/ 272، السبعة ص 293، إعراب القراءات 1/ 205، المبسوط ص 214، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 164).

ص: 441

والباقون بالإظهار

(1)

.

قوله تعالى: {لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا} [149] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بتاء الخطاب فيهما ونصب الباء من "رَبّنَا"

(2)

.

والباقون بالياء التحتية فيهما ورفع الباء

(3)

.

قوله تعالى: {بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي} [150] رسمت "بئسما" هنا موصولة بلا خلاف؛ فيوقف عليها كما رسمت.

قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ} [150] فتح الياء في الوصل: نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر

(4)

. وسكنَّها الباقون. والهمزة من بعدها همزة قطع في القراءتين.

قوله تعالى: {قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ} [150] قرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف، وأبو بكر شعبة بكسر الميم

(5)

. والباقون ....

(1)

سبق حكم الدال من قد قبل قليل (انظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي 1/ 40، التيسير ص 45، النشر 2/ 5).

(2)

قال ابن الجزري:

يرحم ويغفر ربنا الرفع انصبوا

(شفا)

وحجة من قرأ على الخطاب أنه جعل الخطاب عائدًا على الله تعالى، وفيه معنى الاستغاثة والتضرع والابتهال في السؤال والدعاء، وينصب {ربنا} على النداء، وهو أيضًا أبلغ في الدعاء والخضوع.

(3)

وحجة من قرأ على الغيبة أنه جعله أن الخبر عن غائب، وفيه معنى الإقرار بالعبودية، وقرأوا {ربنا} بالرفع لأنَّه الفاعل، (النشر 2/ 272، الغابة ص 158، شرح طيبة النشر 4/ 306، المبسوط ص 214، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 477، زاد المسير 2/ 263).

(4)

سبق بيانها في أول السورة.

(5)

قال ابن الجزري:

وأم ميمه كسر

(كـ) ــم (صحبة)

قراءة الفتح فيها وجهان أحدهما: أن الألف محذوفة وأصل الألف الياء وفتحت الميم قبلها فانقلبت ألفًا وبقيت الفتحة تدل عليها كما قالوا: يا بنت عما، والوجه الثاني: أن يكون جعل ابن والأم بمنزلة خمسة عشر وبناهما على الفتح، فقد جعلوا الاسمين اسما واحدًا نحو خمسة عشر ففتحوا ابن أم وابن عم لكثرة استعمالهم هذا الاسم، واعلم أن النداء كلام محتمل الحذف فجعلوا ابن وأم شيئًا واحدًا وقال آخرون: إنهم أرادوا الندبة بابن أماه قالوا: والعرب تقول: يا بن عماه والأصل يا بن أمي ثم قلبت الياء ألفًا فصارت يا بن=

ص: 442

بفتحها

(1)

.

ورسمت - هنا - "ابن" مقطوعة من "أُمّ" بخلاف التي في "طه"[94].

قوله تعالى: {مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ} [155] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس - في الوصل - بإبدال الهمزة الثانية المفتوحة بعد المضمومة واوًا

(2)

.

والباقون بتحقيقهما. وإذا وقف حمزة وهشام على الهمزة الأولى المضمومة، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسّط والقصر، ولهما - أيضًا - تسهيلها مع المد والقصر والروم معها، وروي - أيضًا - الإشمام مع أوجه البدل.

قوله تعالى: {عَذَابِي أُصِيبُ} [156] قرأ نافع، وأبو جعفر بفتح الياء - في الوصل. والباقون بالإسكان

(3)

.

قوله تعالى: {الرَّسُولَ النَّبِيَّ} [157] قرأ نافع بالهمزة

(4)

. والباقون بالياء

(5)

.

= أما ثم حذفت الألف لأن الفتحة تنوب عنها (النشر 2/ 272، شرح طيبة النشر 4/ 309، الغاية ص 158، إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات - العكبري ج 1 ص 28 معاني القرآن 1/ 394، زاد المسير 3/ 264).

(1)

وحجة من كسر: أنه لما لم يدخل الكلام تغيير قبل حذف الياء، استخف حذف الياء لدلالة الكسرة عليها ولكثرة الاستعمال؛ فهو نداء مضاف بمنزلة قولك: يا غلام غلام (النشر 2/ 272، شرح طيبة النشر 3094، الغابة ص 158، معاني القرآن 1/ 394، زاد المسير 3/ 264).

(2)

سبق بيان ذلك (وانظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص: 42).

(3)

قال الداني في التيسير في القراءات السبع (1/ 66): كل ياء بعدها همزة مضمومة نحو قوله عز وجل {وإني أعيذها بك} و {إني أمرت} وشبهه فنافع وأبو جعفر يفتحانها حيث وقعت، ويستثنى من ذلك {آتوني أفرغ عليه} {بعهدي أوف بعهدكم} واختلف عن أبي جعفر وحده في قوله تعالى {وأني اوف} والباقون يسكنونها ووجه فتح الياء هو الاستمرار على أصولهما، وعادل زيادة الثقل قلة الحروف، قال ابن الجزري:

وعند ضم الهمز عشر فافتحن

(مدًا) وأني أوف بالخلف (ثـ) ــمن

(شرح طيبة النشر 3/ 276).

(4)

احتج من همز بأنه أتى به على الأصل؛ لأنَّه من النبأ الذي هو الخبر؛ لأن النبي مخبِرٌ عن الله، فهي تبنى على فعيل بمعنى فاعل؛ أي منبئ عن الله؛ أي مخبر عه بالوحي (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص: 73، والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص: 98).

(5)

ومعنى الكلمة النبي مأخوذ من نبا ينبو إذا ارتفع، فيكون فعيلًا من الرفعة، والنبوة: الارتفاع، وإنما قيل =

ص: 443

قوله تعالى: {يَأْمُرُهُم} [157] قرأ أبو عمرو بإسكان الراء. وعن الدوري - أيضًا - عنه -: اختلاس ضمة الراء

(1)

. والباقون بضم الراء

(2)

.

قوله تعالى: {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [157] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب - في الوصل - بضم الهاء والميم، وقرأ أبو عمرو بكسر الهاء والميم. وقرأ الباقون بكسر الهاء وضم الميم

(3)

. وفي الوقف حمزة، ويعقوب بضم الهاء. والباقون بكسرها. والميم ساكنة - في الوقف - للجميع؛ وكذا {عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ

عَلَيْهِمُ الْمَنَّ} [160].

قوله تعالى: {إِصْرَهُمْ} [157] قرأ ابن عامر بفتح الهمزة ممدودة، وفتح الصاد، وبعدها ألف؛ على الجمع

(4)

.

= للنبي نبي لارتفاع منزلته وشرفه تشبيهًا له بالمكان المرتفع. وحجة من قرأ ذلك بدون همز: أن كل ما في القرآن من جميع ذلك على أفعلاء نحو: {أَنْبِيَاءَ اللَّهِ} (انظر حجة القراءات ص: 99، النشر 1/ 400).

(1)

وقد قرأ أبو عمرو {يَأْمُرُكُمْ، بَارِئكُمْ، يَأْمُرْهُمْ، تأْمُرْهُمْ، ينْصُرْكُمْ، يُشْعِرْكُمْ" حيت وقعت، بإسكان الهمزة والراء وروى جماعة من أهل الأداء عن الدوري اختلاس الحركة فيها. قال ابن الجزري:

بارئكمُ يأمركُمُ ينصُرْكُمُ

يأمرهُمُ تأمرهُمُ يُشعِركُم

سكّنْ أو اختلِسْ حُلًا والخلف طب

قال النويري في شرح طيبة النشر 4/ 25 وروى أكثرهم الاختلاس من رواية الدوري، والإسكان من رواية السوسي، وبه قرأ الداني على أبي الحسن وغيره، وهو المنصوص عليه في الكافي والهداية والتبصرة والتلخيص، وروى بعضهم الإشباع عن الدوري خاصة نص عليه أبو العز من طريق ابن مجاهد عن أبي الزعراء، ومن طريق الوراق عن ابن فرج كلاهما عن الدوري.

(2)

فيصير النطق {يأمُرْكُمْ} .

(3)

سبق الكلام على {عليهم} في غير موضع قريبًا بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين.

(4)

قال ابن الجزري:

وآصار اجمع

واعكس خطيئات (كـ) ــما الكسر ارفع

(عم)(ظبى)

ووجه القراءة أنها على الجمع أي أثقالهم، تقول: إصر وآصار مثل جذع وأجذاع وفي قراءته همزتان الأولى ألف الجمع والثانية أصلية فلما اجتمعت همزتان لينوا الثانية والأصل أأصارهم، وحجته أنه لم يختلف في جمع الأغلال وهي نسق على الإصر وكذلك آصارهم لقوله:{والأغلال التي كانت عليهم} قيل: إن الآصار هي العهود، وهو في المعنى والجمع بمنزلة قوله تعالى:{وليحملن أثقالهم وأنقالًا مع أثقالهم} فجمع لاختلاف أنواع الآثام، وهو جمع ثقل، وهو مصدر، (النشر 2/ 272، شرح طيبة النشر 4/ 309، الغاية ص 158، معاني القرآن 1/ 394، زاد المسير 3/ 264).

ص: 444

والباقون بكسر الهمزة، وإسكان الصاد؛ على الإفراد

(1)

.

قوله تعالى: {وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ} [161] قرأ هشام، والكسائي، ورويس بضم القاف

(2)

.

والباقون بكسرها.

وأدغم اللام في اللام: أبو عمرو، ويعقوب، بخلاف عنهما

(3)

.

قوله تعالى: {نَغْفِرْ لَكُمْ} [161] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب بالتاء الفوقية مضمومة، وفتح الفاء

(4)

. والباقون بالنون مفتوحة، وكسر

(1)

وحجتهم قوله تعالى: {ربنا ولا تحمل علينا إصرًا} وقوله: {وأخذتم على ذلكم إصري} فردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه عن سعيد بن جبير {ويضع عنهم إصرهم} قال: شدة العبادة (حجة القراءات لابن زنجلة 1 ص 298، النشر 2/ 272، شرح طيبة النشر 4/ 309، الغاية ص 158، معاني القرآن 1/ 394، زاد المسير 3/ 264، التيسير ص 113، السبعة ص 295).

(2)

والمراد به الإشمام فالضم لابد وهو عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {جيئ} و {حيل} و {سيق} و {سيئ} ولابد أن يكون إشمام الضم كسر أوله وكيفية ذلك: أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر. قال ابن الجزري:

وقيل غيض جي أشم .... فيكسرها الضم رجا غنى لزم

(انظر: النشر 2/ 208، الغاية في القراءات العشر ص: 98، والتيسير ص: 72، والكشف عن وجوه العلل 1/ 230، المبسوط ص: 127، والغاية ص: 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص: 129).

(3)

كما أدغما كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو

منقوصًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله ساكن غير متين إلا قوله {قال رب} و {كاد يزيغ} و {الصلاة

طرفي} و {بعد توكيدها} فإنه يدغمها، قال ابن الجزري:

إذا التقى خطًّا محركان

مثلان جنسان مقاربان

أدغم بخلف الدوري والسوسي معًا

لكن بوجه الهمز والمد امنعًا

وقال أيضًا:

وقيل عن يعقوب ما لابن العلا

(الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

(4)

ووجه القراءة بالتاء أنه أنث لتأنيث لفظ الخطايا؛ لأنها جمع خطية على التكسير على أن الفعل مبني للمجهول، وضم التاء على ما لم يسم فاعله وهي جمع سلامة كما تقول صحيفة وصحائف والحجة أن أول الآية {واذ قيل لهم} على ما لم يسم فاعله فكذلك {تغفر} على ما لم يسم فاعله والتاء في قوله {تغفر} فعل جماعة تقدم (انظر: شرح طيبة النشر 4/ 32، حجة القراءات ص:98، وابن القاصح ص: 151، =

ص: 445

الفاء

(1)

.

قوله تعالى: {خَطِيئَاتِكُمْ} [161] فرأ نافع، وأبو جعفر، ويعقوب بكسر الطاء، وبعدها ياء ساكنة، وبعد الياء همزة ممدودة مفتوحة. وبعد الهمزة تاء مضمومة على الجمع

(2)

.

وقرأ ابن عامر كذلك إلا أنه يقصر الهمزة، على الإفراد

(3)

، وقرأ أبو عمرو بفتح الطاء، وبعدها ألف، وبعد الألف ياء مفتوحة بعدها ألف على وزن {قَضَايَا}

(4)

. والباقون بكسر الطاء، وبعدها ياء ساكنة، وبعد الياء همزة مفتوحة ممدودة، وبعدها تاء فوقية

= والسبعة ص: 157، والتيسير ص:73.

(1)

واحتج هؤلاء بأن {يغفر} بين خبرين من أخبار عن نفسه قد أخرجا بالتلاقي وذلك قوله {وإذا قلنا ادخلوا هذه القرية} وهو مردود ملى ما قبله، فالتقدير {وقلنا ادخلوا الباب سجدًا نغفر لكم} (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 243، وشرح طيبة النشر 324، المبسوط ص: 130، إتحاف فضلاء البشر ص:137).

(2)

قال ابن الجزري:

الكسر ارفع (عـ) ـــم (ظ) ــبى

ووجه الجمع: النص على الإفراد، ووجه التصحيح: المحافظة على صيغة الواحد، ووضعه للقلة إلى العشرة؛ لكنه استعمل للكثرة كالمسلمين والمسلمات، ويوافق الرسم تقديرًا، (شرح طيبة النشر 4/ 312، المبسوط ص: 215، النشر 2/ 272، التيسير ص 114).

(3)

قال ابن الجزري:

واعكس خطيئات (كـ) ــما

ووجه التوحيد: إرادة الجنس، وهو على صريح الرسم (شرح طيبة النشر 4/ 312، المبسوط ص: 215، النشر 2/ 272، التيسير ص 114).

(4)

قال ابن الجزري:

وقل خطايا (حـ) ــصره

وحجته: بالجمع جمع تكسير كما تقول رعية ورعايا ويرية ويرايا وضحية وضحايا. قال سيبويه: الأصل في خطايا خطائي مثل خطائع فيجب أن يبدل من هذه الياء همزة فيصير خطائتي مثل: خطايع وإنما همز ليكون فرقًا بين الأصلية وغير الأصلية مثل معيشة فتجتمع همزتان فنقلب الثانية ياء فتصبر خطائي مثل: خطاعي ثم يجب أن تقلب الياء والكسرة إلى الفتحة والألف فتصير خطاءا مثل: خطاءا فيجب أن تبدل الهمزة ياء لوقوعها بين ألفين فتصير خطايا وإنما أبدلت الهمزة حين وقعت بين ألفين لأن الهمزة مجانسة للألفات فاجتمعت ثلاثة أحرف من جنس واحد (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 299، شرح طيبة النشر 4/ 312، المبسوط ص: 215، النشر 2/ 272، التيسير ص 114).

ص: 446

مكسورة

(1)

.

قوله تعالى: {وَاسْأَلْهُمْ} [163] قرأ ابن كثير، والكسائي، وخلف بفتح السين، ولا همز بعدها

(2)

. والباقون بإسكان السين، وبعدها همزة مفتوحة.

قوله تعالى: {إِذْ تَأْتِيهِمْ} [163] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار ذال "إذ" عند التاء. والباقون بالإدغام

(3)

. وضم الهاء بعد الياء الساكنة من "تأتيهم": يعقوب

(4)

. وكسرها الباقون.

قوله تعالى: {قَالُوا مَعْذِرَةً} [164] قرأ حفص بالنصب

(5)

. والباقون

(1)

وحجتهم: أنهم عدوا الفعل إلى {خطيئاتكم} فهو منصوب، والتاء مكسورة في حال النصب؛ لأنها جمع مسلم؛ فهو على الأصول (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 299، شرح طيبة النشر 4/ 312، المبسوط ص: 215، النشر 2/ 272، التيسير ص 114، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 480، زاد المسير 3/ 276).

(2)

سبق بيانه.

(3)

سبق بيانها في أول السورة.

(4)

وكذلك قرأ يعقوب كل هاء وقعت بعد ياء ساكنة بضم الكسر سواء كانت في الثلاثة أو في غيرها في ضمير تثنية أو جمع مذكر أو مؤنث نحو: {عليهُما - صياصيهُم - تأتيهُم - ترميهُم - عليهُن} إلا أن أفرد الضمير نحو {عليه - إليه} وهذا كله إن كانت الياء موجودة، فإن زالت لعلة جزم أو بناء نحو {يأتهم - يخزهم - فاستفتهم - فآتهم} فإن رويسًا ينفرد بضم ذلك كله، عدا {يلههم - يغنهم - قهم} فاختلف عنه فيها؛ فروى كسر الأربعة: القاضي عن النخاس، والثلاثة الأول: الهذلي عن الحمامي، وكدا نص الأهوازي، وكذا أخذ علينا في التلاوة، زاد ابن خيرون عنه كسر الرابعة. وضم الأربعة الجمهور عن رويس، واتفق عنه على كسر {ومن يولهم} ووجه ضم الجميع ما تقدم، ووجه الكسر: الاعتداد بالعارض؛ وهو زوال الياء مراعاة صورة اللفظ، ووجه الاتفاق في {يولهم} تغليب العارض، قال ابن الجزري:

وبعد ياء سكنت لا مفردا

(ظـ) ـــاهر وإن تزل كيخزهم (غـ) ــدا

وخلف يلههم قهم ويغنهم

عنه ولا يضم من يولهم

(شرح طيبة النشر 2/ 53، 54).

(5)

قال ابن الجزري:

مع نوح وارفع نصب حفص معذرة

وحجته: أنه على المصدر؛ كأنهم لما قيل لهم {لم تعظون} قالوا نعتذر من فعلهم اعتذارًا إلى ربكم؛ فكأنه خبر مستأنف وقوعه منهم، ويجوز أن يكون قد وقع ذلك منهم على معنى: اعتذرنا اعتذارًا، وقال سيبويه بعد قوله:

فقالت حنان ما أتى بك هاهنا=

ص: 447

بالرفع

(1)

.

قوله تعالى: {بِعَذَابٍ بَئِيسٍ} [165] قرأ نافع، وأبو جعفر، وهشام - بخلاف عنه - بكسر الباء الموحدة وياء تحتية - بعدها - ساكنة من غير همز

(2)

. وقرأ ابن عامر - بخلاف عن هشام - بكسر الباء الموحدة، وهمزة سكنة بعدها

(3)

. وقرأ شعبة بفتح الباء الموحدة، وبعدها ياء تحتية ساكنة، وبعدها همزة مفتوحة. وله - أيضًا - بعد الباء المفتوحة: همزة مكسورة، وبعد الهمزة المكسورة: باء تحتية ساكنة، وهي قراءة الباقين

(4)

.

= ومثله في أنه على الابتداء وليس على فعل قوله تعالى {قالوا معذرة إلى ربكم} لم يريدوا أن يعتذروا اعتذارًا مستأنفًا من أمر ليسوا مليه ولكنهم قيل لهم {لم تعظون قومًا} فقالوا {معذرة} أي موعظتنا معذرة إلى ربكم، قال: ولو قال رجل لرجل معذرة إلى الله وإليك من كذا وكذا لنصب (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1 ص 166، شرح طيبة النشر 4/ 313، معاني القرآن 1/ 398، تفسير الطبري 13/ 185).

(1)

هو بالرفع خبر مبتدأ محذوف وبالنصب مصدر أو مفعول له، فالحجة لمن قرأه بالرفع أنه أراد أحد وجهين من العربية إما أن يكون أراد قالوا موعظتنا إياهم معذرة فتكون خبر ابتداء محذوف أو يضمر قبل ذلك ما يرفعه كقوله {سورة أنزلناها} يريد هذه سورة (إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع 2/ ص 483، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 166، شرح طيبة النشر 4/ 313، معاني القرآن 1/ 398، تفسير الطبري 13/ 185).

(2)

قال ابن الجزري:

بيس بياء (لـ) ــاح بالخلف (مدا)

وحجة من قرأ بكسر الباء: أنه كسرها لحرف الحلق بعدها، وهو الهمزة، وأصلها الفتح في قولك: بَئس الرجل، ثم يقولون: بيئس الرجل كما قالوا في: شَهِد شِهِد، وحجة القراءة بغير همز: أن أصله فعل ماض نقل إلى التسمية، فوصف به العذاب، فأصله أن يكون بهمزة مكسورة؛ لأنَّه منقول من (بيس) لكن أسكنت الهمزة استخفافًا كما قالوا في عَلِم، وعَلمَ، وكانت الهمزة الأولى بالإسكان لثقلها وصعوبة النطق بها مع كسرها وكسر ما قبلها، فلما سكنت خففت بالبدل لسكونها وانكسار ما قبلها.

(3)

قال ابن الجزري:

والهمز (كـ) ــم

وحجة من قرأ بالهمزة ساكنة: أنه أتى بها على الأصل بعد نقلها من الكسر؛ فكأنه كره أن يغيرها بالتخفيف والبدل، وقد غيرت عن الحركة إلى السكون.

(4)

اختلف عن شعبة في قراءة {بئيس} فروى عنه الثقات قوله: كان حفظي عن عاصم {بَيئَسِ} بوزن فيعل ثم جاءني منه شك فتركت رواية عاصم وأخذتها عن الأعمش مثل حمزة، وقد روى عنه مثل فيعل: أبو حمدون عن يحيى ونفطويه وهي رواية الأعمش والبرجمي وغيرهما عن أبي بكر، وروى عنه فعيل: العليمي والأصم عن الصريفيني والحربي عن ابن عون عن الصريفيني، وروى عنه الوجهين القافلاني عن الصريفيني=

ص: 448

قوله تعالى: {عَنْ مَا نُهُوا} [166]"عن" مقطوعة من "ما".

قوله تعالى: {قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [166] قرأ ابن وردان - بخلاف عنه - بحذف الهمزة

(1)

. والباقون بالهمز. وإذا وقف حمزة، سهّل الهمزة.

قوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ} [167] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام ذال "إِذْ" في التاء

(2)

. والباقون بالإظهار، وسهّل الهمزة من "تَأَذّن": الأصبهاني في الوقف والوصل، وحمزة في الوقف فقط.

قوله تعالى: {أَنْ لَا يَقُولُوا} [169]"أَنْ" - هنا - مقطوعة عن "لا".

قوله تعالى: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [169] قرأ نافع، وابن عامر، ويعقوب، وأبو جعفر، وحفص بتاء الخطاب

(3)

. والباقون بياء الغيبة

(4)

.

قوله تعالى: {يُمَسِّكُونَ} [170] قرأ شعبة بإسكان الميم، وتخفيف السين

(5)

.

= عن يحيى، وكذلك روى خلف عن يحيى، قال ابن الجزري:

وبيئس خلف (صـ) ــدا

(شرح طيبة النشر 4/ 314، الغاية ص 159، النشر 2/ 272، السبعة ص 296، معاني القرآن 1/ 398، زاد المسير 3/ 278 الكشف عن وجوه القراءات 1/ 481).

(1)

ذكر إن الهذلي انفرد عن النهرواني عن ابن وردان بالحذف في خاسئين وهو غير معول عليه ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل بين بين وبحذف الهمزة على اتباع الرسم وحكى الإبدال ياء وضعف (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 181).

(2)

سبق بيانها في أول السورة.

(3)

قال ابن الجزري:

لا يعقلون خاطبوا وتحت (عم)

(عـ) ن (ظ) فر .....

(4)

والحجة لمن قرأهن بالياء أنه جعلهم غيبًا مبلغين عن الله عز وجل (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 138، شرح طيبة النشر 4/ 248، النشر 2/ 257.

(5)

قال ابن الجزري:

و (صـ) ـــف يمسك خف

ووجه التخفيف: أنه بمعنى يأخذون بما فيه من حلاله وحرامه وحجته قوله: {فكلوا مما أمسكن عليكم} وقوله: {أمسك عليك زوجك} ، وقوله:{مما أمسكن عليكم} و {فأمسكوهن في البيوت} ، فكله من أمسك، والجواب عن قراءة أبي بكر أن العرب تزيد الباء وفي كتاب الله عينًا يشرب بها عباد الله أي يشربها=

ص: 449

والباقون بفتح الميم، وتشديد السين

(1)

.

قوله تعالى: {ذُرِّيَّاتَهُمْ} [172] قرأ ابن كثير، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بغير ألف بعد الياء التحتية، ونصب التاء الفوقية؛ على التوحيد

(2)

. وقرأ الباقون بألف بعد الياء التحتية، وكسر التاء الفوقية

(3)

.

قوله تعالى: {أَنْ تَقُولُوا} [172]{أَوْ تَقُولُوا} [173] قرأ أبو عمرو بالياء التحتية فيهما

(4)

.

= والباء زائدة فكذلك تقول أمسكت بالشيء معناه أمسكت الشيء (الغاية ص 159 شرح طيبة النشر 4/ 248، النشر 2/ 257، السبعة ص 297، المبسوط ص 216، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 482، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 301).

(1)

على التكثير والتكرير للتمسك بكتاب الله ودينه، وفيه معنى التأكيد وهو من مسك الأمر؛ أي لزمه، فالتمسك بكتاب الله والدين يحتاج إلى الملازمة والتكرير لفعل ذلك؛ فالتشديد يدل عليه، اما أمسك الذي لا يدل على تكرير ولا تأكيد فإنما وقع في غير الدين في إمساك المراة وإمساك الصيد (الغاية ص 159 شرح طيبة النشر 4/ 248، النشر 2/ 257، السبعة ص 297، المبسوط ص 216، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 482).

(2)

قال ابن الجزري:

ذرية اقصر وافتح التاء (د) نف

(كفى) كثان الطور ياسين لهم

وحجتهم أن الذرية لما في الحجور وما يتناسل بعد، والدلالة على ذلك قوله تعالى:{أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم} فلا شيء أكثر من ذرية آدم والذين لم يرهم آدم من ذريته أكثر من الذين رآهم وقد أجمعوا هنا على ذرية بلا خلاف بين الأمة فكان رد ما اختلفوا إلى ما أجمعوا عليه أولى بالصواب وقوله عقيب ذلك: {وكنا ذرية من بعدهم} بلفظ واحد أدل دليل على صحة التوحيد إذ كانوا هم الذين أخبر عنهم وقد أجمعوا على التوحيد، (إبراز المعاني 2/ 484، شرح طيبة النشر 4/ 315، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 301، النشر 2/ 273، الغاية ص 159، زاد المسير 3/ 284).

(3)

وحجتهم أن الذريات الأعقاب المتناسلة وأنها إذا كانت كذلك كانت أكثر من الذرية واحتج أبو عمرو في ذلك عند قوله: {هب لنا من أزوجنا وذريتنا قرة أعين} أن الذرية ما كان في حجورهم وأن الذريات ما تناسل بعدهم وأحال أن تكون ذريات بقد قوله قرة أعين وقال لأن الإنسان لا تقر عينه بما كان بعده (شرح طيبة النشر 4/ 315، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 301، النشر 2/ 273، الغاية ص 159، زاد المسير 3/ 284).

(4)

قرئ بالغيب فيهما جريًا على ما تقدم أي أشهدهم لئلا يعتذروا يقولوا ما شعرنا أو الذنب لأسلافنا، ووجه الغيب: أنه إخبار عن الذرية مفعول له و {شهدنا} معرض أي أشهدهم كراهة، قال ابن الجزري:=

ص: 450

والباقون بالتاء الفوقية فيهما

(1)

.

قوله تعالى: {يَلْهَثْ ذَلِكَ} [176] قرأ نافع، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، وهشام بإظهار الثاء المثلثة عند الذال، بخلاف عنهم. والباقون بالإدغام

(2)

.

قوله تعالى: {فَهُوَ الْمُهْتَدِي} [178] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر، وقالون لإسكان الهاء

(3)

. والباقون بالضم. واتفقوا على إثبات الياء في "المُهْتَدِي" وقفًا ووصلًا؛ لإثباتها في المرسوم.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا} [179] قرأ نافع، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار دال "قَدْ" عند الذال. والباقون بالإدغام

(4)

.

قوله تعالى: {يُلْحِدُونَ} [180] قرأ حمزة بفتح الياء والحاء

(5)

.

= وابن العلا كلا يقول الغيب (حـ) ـم

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 293، النشر 2/ 273، التيسير ص 114، معاني القرآن 1/ 297، الغاية ص 159).

(1)

ووجه الخطاب: الالتفات نحو {ألست بربكم} فيتحدان أو تم كلام الذرية إلى بلى، ثم خاطبتهم الملائكة فقالت: شهدنا عليكم لئلا تقولوا (شرح طيبة النشر 4/ 315، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 301، النشر 2/ 273، الغاية ص 159، زاد المسير 3/ 284).

(2)

قال ابن الجزري:

يلهث أظهر حرم لهم نال خلافهم ورى

قال ابن الجزري: وهو المختار عندي للجميع للتجانس وحكى الإجماع عليه للجميع ابن مهران (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 44).

(3)

سبق بيانها في أول السورة (وانظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص:93).

(4)

سبق قبل صفحات بيان حكم دال قد (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 40، التيسير ص 45، النشر 2/ 5).

(5)

قال ابن الجزري:

وضم يلحدون والكسر انفتح

كفصلت (فـ) ـشا وفي النحل (ر) جح

(فتى)

وحجته أنه جعله من لحد إذا مال ثلاثيًّا، نقل الفراء: لحد: مال، وألحد: أعرض، وقال الأصمعي: لحد مال، وألحد: جادل، أو هما بمعنى مال، ومنه لحد العين، (شرح طيبة النشر 4/ 317، النشر 2/ 273، الغاية ص 159، المبسوط ص 217).

ص: 451

وقرأ الباقون بضم الياء وكسر الحاء

(1)

.

قوله تعالى: {وَيَذَرُهُمْ} [186] قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر بالنون

(2)

. والباقون بالياء التحتية

(3)

. وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف بجزم الراء

(4)

. والباقون برفعها.

قوله تعالى: {فِي طُغْيَانِهِمْ} [186] قرأ الدوري - عن الكسائي - بالإمالة محضة

(5)

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {أَيَّانَ مُرْسَاهَا} [187] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(6)

ونافع بالفتح وبين اللفظين

(7)

. والباقون بالفتح.

(1)

وحجتهم أنهم جعلوه من ألحد إذا مال، وهو أكثر في الاستعمال؛ فهو رباعي، وهما لغتان يقال: لحد، وألحد إذا عدل عن الاستقامة، ودليل ضم الياء: إجماعهم على قوله: {ومن يرد فيه بإلحاد} ، وإجماعهم على استعمال الملحد دون اللاحد، والإلحاد: الميل عن الاستقامة، ومنه قيل اللحد؛ لأنَّه إذا حفر يمال به إلى جات القبر (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 485، شرح طيبة النشر 4/ 317، النشر 2/ 273، الغاية ص 159، المبسوط ص 217).

(2)

قال ابن الجزري:

. . . . يذرهم اجزموا (شفا) ويا (كفى)(حما)

وقراءة النون والرفع على الاستئناف أي نحن نذرهم أخبر عن نفسه، وهو خروج من لفظ الغيبة إلى لفظ إخبار كما قال تعالى:{والذين كفروا بآيات الله ولقائه} ثم قال: {أولئك يئسوا من رحمتي} ولو حمله على لفظ الغيبة قبله لقال: من رحمته (شرح طيبة النشر 4/ 317، النشر 2/ 273، الغاية ص 159، المبسوط ص 217، معاني القرآن 1/ 269، زاد المسير 3/ 296).

(3)

وحجتهم أنهم حملوه على لفظ الغيبة قبله فيقوله {من يضلل} فذلك حسن للمشاكلة واتصال بعض الكلام ببعض.

(4)

وكلهم قرأ بالرفع في {يذرهم} على القطع والاستئناف، على معنى: ولكن نذرهم.

(5)

الإمالة لغة تميم وقيس وأمد، والفتح لغة أهل الحجاز. قال ابن الجزري:

رؤياك مع هداي مثواي توى

محياي مع آذاننا آذانهم

جوار مع بارئكم طغيانهم

مشكاة جبارين مع أنصاري

وباب سارعوا. . . .

(انظر طيبة النشر (4/ 9) وإتحاف فضلاء البشر (ص: 130).

(6)

سبق ذكر الإمالة عن القراء المذكورين في بداية السورة.

(7)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري: =

ص: 452

قوله تعالى: {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [188] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بالإمالة محضة

(1)

. والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة وهشام على "شاء"، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.

قوله تعالى: {وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا} [188] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة كالياء، ولهم - أيضًا - إبدالها واوًا خالصة مكسورة

(2)

. والباقون بتحقيقهما. وإذا وقف حمزة وهشام على الهمزة الأولى أبدلاها واوًا ساكنة، ولهما - أيضًا - التسهيل مع المد والقصر، والروم معهما، ولهما - أيضًا - الإدغام

(3)

. والباقون على الهمز على مراتبهم في المد: واختلف عن قالون في إثبات الألف من "أَنَا" في الوصل، واتفقوا على الوقف بالألف.

قوله تعالى: {جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ} [190] قرأ نافع، وأبو جعفر، وأبو بكر شعبة بكسر

= وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف

وما به ها غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

(1)

سبق في أول السورة.

(2)

وكيفية التسهيل: أن تجعل في القسم الأول الثاني بين بين وإليه أشار ابن الجزري بقوله:

سهلن (د) ـرم

وقد اختلف في المكسور بعد ضم فقيل تبدل الهمزة واوًا خالصة وهو مذهب جمهور القراء قديمًا وهو الذي في الإرشاد والكفاية لأبي العز، قال الداني: وكذا حكى أبو طاهر بن أبي هشام أنه قرأ على ابن مجاهد، فال: وكذا قرأ الشذائي على غير ابن مجاهد، وذهب بعضهم إلى أنها تجعل بين بين؛ أي بين الهمزة والياء وهو مذهب أئمة النحو كالخليل وسيبويه ومذهب جمهور المتأخرين، وحكاه ابن مجاهد نصًّا عن اليزيدي عن أبي عمرو، وبه قرأ الداني على فارس. قال الداني: وهو أوجه في القياس، وآثر في النقل. قال ابن الجزري:

وعند الاختلاف الأخرى سهلن

(حرم)(حـ) ـوى (غـ) ـنا ومثل السوء إن

فالواو أو كاليا وكالسما أو

تشأ أنت فباللإبدال وعوا

(شرح طيبة النشر 2/ 269، 270).

(3)

قال ابن الجزري:

. . . . امددا

أنا بضم الهمز أو فتح مدا

والكسر بن خلفا

ص: 453

الشين، وإسكان الراء والتنوين بعد الكاف من غير مد ولا همز

(1)

والباقون بضم الشين، وفتح الراء، وألف بعد الكاف، بعدها همزة مفتوحة

(2)

.

قوله تعالى: {لَا يَتَّبِعُوكُمْ} [193] قرأ نافع بإسكان التاء الفوقية، وفتح الباء الموحدة

(3)

. والباقون بفتح التاء الفوقية مشددة وبكسر الباء الموحدة

(4)

.

قوله تعالى: {يَبْطِشُونَ} [195] قرأ أبو جعفر بضم الطاء

(5)

. والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا} [195] قرأ عاصم، وحمزة، ويعقوب - في الوصل - بكسر

(1)

وحجة من كسر الشين: أنه جمله مصدرًا، وقدر حذف مضاف تقديره: جعلا له ذا شرك؛ فيرجع ذلك إلى

معنى أنهم جعلوا لله شركاء؛ فإن لم تقدر في هذه القراءة حذف مضاف من وسط الكلام قدرته في أوله على

تقدير: جعلا لغيره شركًا، فإن يقدر حذف مضاف ألبتة آل الأمر إلى المدح؛ لأنهما إذا جعلا لله شركًا فيما

آتاهما؛ فقد شركاه على ما آتاهما؛ فهما ممدوحان، والمراد بالآية الذم بدلالة قوله تعالى: {فتعالى الله عما

يشركون} وما بعده؛ فالمراد به الدم: أنهما جعلا لله فيما آتاهما شركًا في النعمة عليهما وهو أعظم الذم،

قال الزجاج من قرأ {شركًا} فهو مصدر شركت الرجل أشركه شركًا قال بعضهم: ينبغي أن يكون عن قراءة

من قرأ شركًا جعلا لغيره شركًا يقول لأنهما لا ينكران أن يكون الأصل له جل وعز فالشرك يجعل لغيره وهذا

على معنى جعلا له ذا شرك فحذف ذا مثل وصل القرية، قال ابن الجزري:

شركا (مـ) ـداه (صـ) ـليا

في شركاء

(شرح طيبة النشر 4/ 318، النشر 2/ 273، المبسوط ص 217، إعراب القراءات 1/ 219، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 486، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 304).

(2)

على فعلاء جمع شريك، وحجتهم في ذلك أن آدم وحواء كانا يدينان بأن ولدهما من رزق الله وعطيته ثم سمياه عبد الحارث فجعلا لإبليس فيه شركاء بالاسم ولو كانت القراءة شركا وجب أن يكون الكلام جعلا لغيره فيه شركا وفي نزول وحي الله جل وعز بقوله {جعلا له} ما يوضح أن الصحيح من القراءة شركاء بضم الشين على ما بيناه (شرح طيبة النشر 4/ 318، النشر 2/ 273، المبسوط ص 217، إعراب القراءات 1/ 219، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 486 حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 304).

(3)

قال ابن الجزري:

. . . . يتبعوا كالظلة

بالخف والفتح (ا) تل

(4)

وحجتهم أنه مضارع، اتبع على حد قوله:{فمن اتبع هداي} (شرح طيبة النشر 4/ 319، النشر 2/ 274، المبسوط ص 217، إعراب القراءات 1/ 219، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 486، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 304).

(5)

وقيد الضم لأجل المفهوم، والبطش الأخذ بالقوة والماضي بطش بالفتح فيهما كخرج يخرج وضرب يضرب (شرح طيبة النشر 4/ 319، النشر 2/ 274، المبسوط ص 217، الغاية ص 160).

ص: 454

اللام من "قُل". والباقون بالضم

(1)

.

قوله تعالى: {ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا} [195] قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل - بإثبات الياء، واختلف عن هشام، فَرُوِيَ عنه حذفها وقفًا ووصلًا، وَرُوِيَ عنه إثباتها وقفًا ووصلًا. وأثبتها يعقوب وقفًا ووصلًا

(2)

.

قوله تعالى: {فَلَا تُنْظِرُونِ} [195] قرأ يعقوب بإثبات الياء بعد النون وقفًا ووصلًا

(3)

. والباقون بخذفها وقفًا ووصلًا. واختلف عن أبي عمرو في {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ} [196]؛ فَرُوِيَ عنه حذف الياء، وإبقاء ياء واحدة مفتوحة مشددة، وروي عنه بياءين كالجماعة

(4)

.

(1)

سبق بيانه في الآية (43) من هذه السورة (وانظر: التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 198، السبعة ص 174).

(2)

قرأ أبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب بإثبات ثمان ياءات منها: {ثم كيدوني} بالأعراف الآية 195، و {ولا تخزوني} بهود الآية 78، و {بما أشركتموني} بإبراهيم الآية 22، و {واتبعوني هذا} بالزخرف الآية 61، وكل على أصله ووافقهم هشام في {كيدوني} بالأعراف بخلف عنه فقطع له الجمهور بالياء في الحالين وهو الذي في طرق التيسير، فلا ينبغي أن يقرأ له من التيسير بسواه وذكره الخلاف فيه على سبيل الحكاية كما نبه عليه في النشر، وروى الآخرون عنه الإثبات في الوصل دون الوقف وهو الذي لم يذكر عنه ابن فارس في الجامع سواه، وبه قطع في المستنير والكفاية عن الداجوني وهو الظاهر من عبارة الداني في المفردات وعلى هذا ينبغي أن يحمل الخلاف المذكور في التيسير إن أخذ به (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 154).

(3)

سبق قريبًا.

(4)

اختلف في {إن وليي الله} فابن حبش عن السوسي بياء واحدة مفتوحة مشددة وكذا روى أبو نصر الشذائي عن ابن جمهور عن السوسي، وشجاع عن أبي عمرو، وأبو خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو نصًّا، وعبد الوارث عن أبي عمرو أداء، ووجهت على أن ياء فعيل مدغمة في ياء المتكلم والياء التي هي لام الكلمة محذوفة وهذا أحسن ما قيل في تخريجها، أو أن {وليي} اسم نكرة غير مضاف والأصل إن وليا لله؛ فوليا اسم إن والله خبرها ثم حذف التنوين لالتقاء الساكنين ولم يبق إلا كون اسمها نكرة والخبر معرفة وهو وارد ومنه:

وإن حراما أن أسب مجاشعا

قال في النشر: وبعضهم يعبر بالإدغام وهو خطأ إذ المشدد لا يدغم في المخفف، وروى الشنبوذي عن ابن جمهور عن السوسي كسر الياء المشددة بعد الحذف وهي قراءة عاصم والجحدري وغيره، ويلزم منه ترقيق الجلالة ووجه في النشر ذلك بأن المحذوف ياء المتكلم لملاقاتها ساكنًا كما تحذف آيات الإضافة لذلك قال فقيل على هذا إنما يكون هذا الحذف حالة الوصل فإذا وقف أعادها وليس كذلك. قال ابن الجزري:

ولي احذف

بالخلف وافتحه أو اكسره (بـ) ـفي=

ص: 455

قوله تعالى: {إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ} [201] قرأ أبو عمرو، وابن كثير، والكسائي، ويعقوب بياء تحتية ساكنة بعد الطاء

(1)

.

والباقون بألف بعد الطاء، وبعد الألف همزة مكسورة، وهم على مراتبهم في المد

(2)

.

قوله تعالى: {يَمُدُّونَهُمْ} [202] قرأ نافع، وأبو جعفر بضم الياء التحتية وكسر الميم

(3)

. والباقون بفتح الياء وضم الميم

(4)

.

قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ} [204] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة المفتوحة بعد الراء ياء وقفًا ووصلًا

(5)

. والباقون بالهمز، إلا أن حمزة - في الوقف - أبدلها وسكّنها

(6)

.

= ووجه كسر الياء: أن المحذوف ياء المتكلم لملاقاتها ساكنًا كما تحذف ياءات الإضافة عند لقيها لساكن إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 294).

(1)

قال ابن الجزري: وطائف طيف (ر) عى (حقـ) ا وضم

وحجة من قرأ بغير ألف: أنه جعله مصدر طاف الخيال يطيف طيفًا، مثل كال يكيل؛ إذا ألم في المنام، قال أبو عبيدة: طيف من الشيطان يلم به ويقال: طاف الخيال يطوف، مثل قال يقول؛ فيكون طيف مخففًا من طيف كميت وميّت.

(2)

وحجة من قرأه كذلك أنه جعله من طاف به إذا دار حوله فهو طايف كذا قال الكسائي، وقال غيره: هو من طاف به من وسوسة الشيطان (حجة القراءات لابن زنجلة 1 ص 305، شرح طيبة النشر 4/ 321، المبسوط ص 217، الغاية ص 160، إعراب القراءات 1/ 217، السبعة ص 301).

(3)

قال ابن الجزري:

واكسر يمدون لضم (ثـ) ـدي (أ) م

وحجة من قرأها كذلك: أنه جعلها من أمد يمد وهو من قولك: أمددت الجيش إذا زدنه بمدد، قال الله تعالى {وأمددناكم بأموال وبنين} فمعنى يمدونهم يزيدونهم غيًّا وكأنه قال يمدونهم من الغي (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 306، النشر 2/ 274، شرح طيبة النشر 4/ 321، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 487، الغاية ص 160).

(4)

وحجة من قرأها كذلك: أنه جعلها من مد يمد إذا جر فقوله {يمدونهم} أي يجرونهم في الغي وقال قوم: يمدونهم يتركونهم في الغي تقول العرب لأمدنك في باطلك أي لأتركنك فيه ولا أخرجك منه (حجة القراءات 1 ص 306، النشر 2/ 274، شرح طيبة النشر 4/ 321، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 487، الغاية ص 160، المبسوط ص 218، إعراب القرآن 1/ 219، السبعة ص 301).

(5)

سبق بيان ما في مثله قبل صفحات قليلة (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 78).

(6)

وهذه قاعدة عند حمزة عند الوقف، وهي أنه إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد ضمة أو كسرة نحو {مِئة} و {نَاشِئَةَ} و {مُلِئَتْ} و {يُؤْذّنُ} و {الفُؤاد} فيصبر {مِيَهْ، نَاشِيَه، مُلِيَت، يُوَذّنُ، الفُواد} ، قال ابن=

ص: 456

ونقل ابن كثير حركة الهمزة إلى الراء وقفًا ووصلًا، وحمزة وقفًا لا وصلًا

(1)

والباقون بالهمز.

= الجزري:

وبعد كسرة وضمّ أبدلا

إن فتحت ياء وواوًا مسجِلا

(1)

فيصير النطق {فِيهِ القُرَانُ} وقد نقل ابن كثير حركة الهمزة من القرآن معرفًا ومنكرًا إلى الساكن قبلها مع حذفها وصلًا ووقفًا ووجه عدم همز القرآن أنه نقل الهمزة تخفيفًا وهو منقول من مصدر قرأ قرآنًا سمى به المنزل على نبينا، قال ابن الجزري:

كيف جا القرآن (د) ف

ص: 457

‌الأوجه التي بين الأعراف والأنفال

وبين الأعراف والأنفال من قوله تعالى: {وَلَهُ يَسْجُدُونَ} [206] إلى قوله تعالى: {عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأنفال: 1]- غير الأوجه المندرجة - مائتا وجه وأربعون وجهًا، بيان ذلك

(1)

:

قالون: أربعة وستون وجهًا.

ورش: ثمانون وجهًا.

ابن كثير: أربعة وستون وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.

أبو عمرو: ثمانون وجهًا، منها أربعة وستون وجهًا مندرجة مع قالون.

ابن عامر: ثمانون وجهًا، منها أربعة وستون (وجهًا) مندرجة مع قالون، وستة عشر وجهًا مندرجة مع أبي عمرو.

عاصم: أربعة وستون وجهًا مندرجة مع قالون.

خلف: ثمانية أوجه، منها أربعة مندرجة مع ورش.

خلاد: اثنا عشر وجهًا، منها (أربعة مندرجة مع ورش، وأربعة مندرجة مع خلف، وأربعة مندرجة مع أبي عمرو).

الكسائي: أربعة وستون وجهًا، مندرجة مع قالون.

أبو جعفر: أربعة وستون وجهًا، مندرجة مع قالون.

يعقوب: مائة وستون وجهًا، منها أربعة وستون مندرجة مع قالون، وستة عشر مندرجة مع أبي عمرو.

خلف أربعة أوجه، مندرجة مع أبي عمرو.

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 458