المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌(سُورَةِ الأنفَالِ) (1) قوله تعالى: {زَادَتْهُمْ} [2] قرأ حمزة، وابن ذكوان - - البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة - النشار - جـ ٢

[أبو حفص النشار]

فهرس الكتاب

(سُورَةِ الأنفَالِ)

(1)

قوله تعالى: {زَادَتْهُمْ} [2] قرأ حمزة، وابن ذكوان - بخلاف عنه - بإمالة الألف بعد الزاي

(2)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ} [9] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام ذال "إَذْ" في التاء

(3)

.

والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {مُرْدِفِينَ} [9] قرأ نافع، وأبو جعفر بفتح الدال

(4)

. وروي كذا عن قنبل، وهو ضعيف عنه جدًّا

(5)

. وقرأ الباقون - وقنبل معهم - بكسر الدال.

قوله تعالى: {إِلَّا بُشْرَى} [10] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة

(1)

قيل هي أول المدني، وهي خمس وسبعون آية بالكوفي، وست وسبعون بالحجازي والبصري، وسبع وسبعون بالشامي.

(2)

سبق في سورة الأعراف في قوله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} .

(3)

سبق بيان حكم ذال إذ قبل صفحات قليلة إتحاف فضلاء البشر ص 129) (باب ذال إذ).

(4)

وكذا يعقوب وقد أغفله المصنف، قال ابن الجزري:

ومردفي افتح داله (مدا)(ظـ) ـمى. . . .

والحجة لمن فتح الدال أنه جعل الفعل لله عز وجل فأتى باسم المفعول به من أردف والعرب تقول: أردفت الرجل أركبته على قطاة دابتي خلفي، وردفته إذا ركبت خلفه، فهو بناه على ما لم يسم فاعله؛ لأن الناس الذين قاتلوا يوم بدر أردفوا بألف من الملائكة؛ أي أنزلوا إليهم لمعونتهم على الكفار، فمردفين بفتح الدال نعت لألف، وقيل: هو حال من الضمير المنصوب في {مُمِدُّكُمْ} أي ممدكم في حال إردافكم بألف من الملائكة (النشر 2/ 275، شرح طيبة النشر 4/ 323).

(5)

ما ذكره المؤلف هنا هو قول خطأ لا يعرف عن جمهور القراء.

ص: 5

محضة

(1)

، وقرأ ورش بين اللفظين

(2)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ} [11] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، بفتح الياء التحتية وسكون الغين وفتح الشين مخففة، وبعدها ألف. و"النُّعاسُ" برفع السين

(3)

.

وقرأ نافع، وأبو جعفر بضم الياء، وإسكان الغين وكسر الشين مخففة وبعدها ياء تحتية. و"النُّعَاسَ"

(4)

.

قوله تعالى: {وَيُنَزِّلُ} [11] قرأ أبو عمرو، وابن كثير، ويعقوب بإسكان النون، وتخفيف الزاي.

والباقون بفتح النون وتشديد الزاي

(5)

.

قوله تعالى: {الرُّعْبَ} [12] قرأ ابن عامر، والكسائي، وأبو جعفر، ويعقوب بضم

(1)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق الكلام عن الإمالة في مثل هذا الحرف قريبًا بما أغنى عن إعادته (وانظر: شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، التيسير ص 46، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 107).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(3)

قال ابن الجزري:

. . . . . . . . . . . . . . . .

رفع النعاس (حبر) يغشى فاضمم

واكسر لباق. . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . . . . .

والحجة لمن قرأه بالألف والرفع أنه جعل الفعل للنعاس فرفعه وأخذه من غشي يغشى والكاف والميم في موضع نصب.

(4)

الحجة لمن ضم الياء الأولى ونصب النعاس وخفف أنه جعل الفعل لله عز وجل وعداه إلى المفعولين، وأخذه من أغشى يغشي، ومن شدد أخذه من غشى يغشي، والمعنى: أن المسلمين أصبحوا يوم بدر جنبًا على غير ماء، وعدوهم على الماء، فوسوس لهم الشيطان، فأرسل الله عليهم مطرًا فطهرهم به (شرح طيبة النشر 4/ 323، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 170، النشر 2/ 276، وابن القاصح ص 233، والمبسوط ص 220، التيسير ص 116).

(5)

سبق توضيح الكلام على هذه الكلمة قريبًا (وانظر: المبسوط ص 132، 133، النشر 2/ 218، الغاية ص 104، شرح طيبة النشر 4/ 47).

ص: 6

العين

(1)

. والباقون بالإسكان

(2)

،

قوله تعالى: {لِلْكَافِرِينَ} [14] قرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي - ورويس بالإمالة محضة، واختلف عن ابن ذكوان

(3)

، وقرأ ورش - من طريق الأزرق - بالإمالة بين بين. والباقون بالفتح

(4)

.

قوله تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ. . . . وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [17] قرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف بكسر النون مخففة في الوصل، ورفع الجلالة

(5)

. والباقون بنصب النون مشددة، ونصب الجلالة

(6)

.

(1)

قال ابن الجزري:

واعكسا

رعب الرعب (ر) م (كـ) ـم (ثـ) ـوى

والحجة لمن ضم أن الأصل عنده الإسكان فاتبع الضم الضم ليكون اللفظ في موضع واحد كما قرأ عيسى بن عمر {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} بضمتين وكيف كان الأصل فهما لغتان.

(2)

والحجة لمن أسكن أن الأصل الضم فثقل عليه الجمع بين ضمتين متواليتين فأسكن (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 114).

(3)

وقد اختلف عن ابن ذكوان في إمالة {الْكَافِرِينَ} فأمالها الصوري عنه، وفتحها الأخفش، وأمالها عن يعقوب في النمل خاصة وهو {مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ} ، قال ابن الجزري:

وكيف كافرين (جـ) ـاد وأمل

(تـ) ـب (حـ) ز (مـ) ـنا خلف (غـ) ـلا وروح قل

معهم بنمل. . . . . . . .

. . . . . . . . . . . .

ووجه الإمالة المحضة التناسب بين الألف وبين ترقيق الراء، وتنبيهًا على أن الكسرة تؤثر على غير الراء مع مجاورة أخرى ولزومها وكثرة الدور، ولهذا لم يطرد في الكافر وكافر والذاكرين (انظر إتحاف فضلاء البشر (ص: 130) وابن مهران الأصبهاني في المبسوط (ص: 112).

(4)

قال ابن الجزري في النشر (2/ 62): واختلف عن ابن ذكوان فأماله الصوري عنه وفتحه الأخفش، وأماله بين بين ورش من طريق الأزرق وفتحه الباقون، وانفرد بذلك صاحب العنوان عن الأزرق عن ورش فخالف سائر الناس عنه.

(5)

وذلك على أن المخففة هي كلمة استدراك بعد نفي تقول: ما جاء عمرو ولكن زيد خرج، وقد احتج هؤلاء بأن العرب تجعل إعراب ما بعد لكن كإعراب ما قبلها إلا لجحد؛ فتقول: ما قام عمرو ولكن أخوك (حجة القراءات ص 108، شرح طيبة النشر 4/ 53، السبعة ص 168، المبسوط ص 134، النشر 2/ 219، التبصرة ص 427، الإقناع 2/ 601).

(6)

احتج من شدد النون بأن دخول الواو في {وَلَكِنَّ} يؤذن باستئناف الخبر بعدها، وأن العرب تؤثر تشديدها ونصب الأسماء وبعدها، ولكن المشددة هي كلمة تحقيق. (حجة القراءات ص 109، إتحاف فضلاء=

ص: 7

قوله تعالى: {رَمَى} [17] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة - بخلاف عنه - بالإمالة محضة

(1)

، وعن نافع الفتح وبين اللفظين

(2)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} [18] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر بفتح الواو، وتشديد الهاء، وتنوين النون، و "كَيْدِ" بنصب الدال

(3)

.

وقرأ حفص بإسكان الواو، وتخفيف الهاء، ورفع النون من غير تنوين، وخفض دال "كَيْدِ" على الإضافة

(4)

. وقرأ الباقون بإسكان الواو، وتخفيف الهاء، ورفع النون

= البشر ص 144، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 257).

(1)

هناك قاعدة مطردة؛ وبر أن حمزة والكسائي وخلف البزار أمالوا جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:

وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه

وفتحه وما بياء رسمه

(النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(3)

قال ابن الجزري:

. . .. . .. . .. . . اشددن مع موهن

خفف (ظـ) ـبى (كنز)

وحجة هذه القراءة: أنها على أنه اسم فاعل من أوهن كأكرم معدى بالهمزة والتنوين على الأصل في اسم الفاعل و {كيدَ] بالنصب على المفعولية به، وحجتهم في ذلك أن التشديد إنما وقع لتكرر الفعل، وذلك ما ذكره الله من تثبيت أقدام المؤمنين بالغيث، وربطه على قلوبهم، وتقليله إياهم في أعينهم عند القتال، فذلك منه شيء بعد شيء، وحال بعد حال، في وقت بعد وقت، فكان الأولى بالفعل أن يشدد، لتردد هذه الأفعال، فكأنه أوقع الوهن بكيد الكافرين مرة بعد مرة، فوجب أن يقال موهّن لهذه الملة (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 297، شرح طيبة النشر 4/ 324، البشر 2/ 276، المبسوط ص 221، إعراب القرآن 1/ 271، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 309).

(4)

علم سكون واو {مُوهِنُ} من لفظه، قال ابن الجزري:

. . .. . .. . .. . . . .... . .. . .. .. .. . .. . .. . .. . .. . .. .

ولا ينون

مع خفض كيد (عـ) ـد. . .. . .. . .. . .. . .. . .. .....................

ووجه قراءة {مُوهِنُ} أنه اسم الفاعل من أوهن، أو وهن معدى بالهمزة أو التضعيف (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 297، شرح طيبة النشر 4/ 324، النشر 2/ 276، المبسوط ص 221، إعراب القرآن 1/ 271، حجة القراءات ج 1/ ص 309).

ص: 8

منوَّنة، ونصب دال "كَيْدِ"

(1)

.

قوله تعالى: {فَقَدْ جَاءَكُمُ} [19] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار دال "قَدْ" عند الجيم. والباقون بالإدغام

(2)

.

وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(3)

، وإذا وقف حمزة سهَّل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر.

قوله تعالى: {فِئَتُكُمْ} [19] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياءً وقفًا ووصلًا

(4)

، وحمزة يبدلها وقفًا لا وصلًا

(5)

. والباقون بالهمز.

(1)

ووجه القراءة أنها من: أوهن يوهن فهو موهن مثل: أيقن يوقن فهو موقن، وهما لغتان مثل: كرم وأكرم وكلهم ينصبون {كيدَ} وينونون {موهنٌ} إلا حفصًا عن عاصم فإنه أضافه فقرأ {مُوهِنُ كَيْدِ} {بَالِغُ أَمْرِهِ} فمن نون أراد الحال والاستقبال كقولك: الأمير خارجٌ الآنَ أو غدًا، ومن لم ينون جاز أن يريد الماضي والاستقبال (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 310، (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 297، شرح طيبة النشر 4/ 324، النشر 2/ 276، المبسوط ص 221، أعراب القرآن 1/ 271).

(2)

علة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما، وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران، وأنهما شديدان، فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(3)

سبق بيان حكم {شاء} و {جاء} و {زاد} و {خاب] قريبًا.

(4)

وهذه قاعدة عند أبي جعفر أنه إذا جاء الهمز مفتوحًا بعد كسر؛ فإنه يبدل الهمزة ياء عند الوقف والوصل، نحو {فيه} و {مِاية} و {خَاطية} و {رِياء الناس} و {يُبَطِّئَنَّ} و {شَانِئَكَ} و {قرِئ} وكل هذا عنه باتفاق، واختلف عنه في {مَوْطِئا} فقطع له بالإبدال أبو العلاء من رواية ابن وردان وكذلك الهذلي من روايتي ابن وردان وابن جماز ولم يذكر الهمز فيهما إلا من طريق النهرواني عن أصحابه عن ابن وردان، وقطع أبو العز من الروايتين وكذلك ابن سوار وهما صحيحان واتفق الأصبهاني وأبو جعفر على إبدال {خاسيًّا} ، قال ابن الجزري:

.... .... .... ..... باب مائه فئه وخاطئه رئا

يبطئن ثب وخلاف موطيا

والأصبهاني وهو قالا خاسيا

(شرح طيبة النشر 2/ 286، 285).

(5)

وهذه قاعدة عند حمزة لدى الوقف، وهي أنه إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد كسرة أو ضمة؛ فإنه يبدلها نحو {مِئة} و {ناشِئَة} و {مُلِئَت} و {يُؤِذِّنُ} و {الفُؤَاد} فيصير {مِيَهْ، نَاشِيَه، مُلِيَت، يُوَذّنُ، الفُواد} ، قال ابن الجزري:

وبعد كسرة وضمٍّ أبدلا

إن فتحت ياء وواوًا مسجلا

ص: 9

قوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} [19] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر، وحفص بفتح الهمزة

(1)

.

والباقون بكسرها

(2)

. وأبدل همزة " المُؤمِنِينَ " واوًا أبو جعفر، وورش، وأبو عمرو، - بخلاف عنه -. وأما حمزة: فيبدل في الوقف فقط.

قوله تعالى: {وَلَا تَوَلَّوْا} [20]، {وَلَا تَنَازَعُوا} [46] قرأ البزي بتشديد التاء في الوصل فيهما

(3)

. والباقون بالتخفيف.

قوله تعالى: {بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [24] لكل من القراء في "المَرْء" ترقيق الراء

(4)

، وتفخيمها، والتفخيم أقوى.

قوله تعالى: {قَدْ سَمِعْنَا} [31]، {مَا قَدْ سَلَفَ} [38] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار دال "قَدْ" عند السين. والباقون بالإدغام

(5)

.

(1)

قال ابن الجزري:

وبعد افتح وأن

(عـ) ـم (عـ) ـلا

ووجه الفتح: أنهم جعلوا التقدير للجار المعلل؛ أي لبطلانها، ولأن الله تعالى مع المؤمنين (شرح طيبة النشر 4/ 326، النشر 2/ 276، الغاية ص 161، التيسير ص 116، زاد المسير 3/ 361).

(2)

وحجة من قرأ بالكسر: أنه جعله على الابتداء والاستئناف، وفيه معنى التوكيد لنصرة الله المؤمنين؛ لأن "أن" إنما تكسر في الابتداء لتوكيد ما بعدما من الخبر، فقولك: إن زيدًا منطلق آكد في كونه وحدوثه من قولك: زيد منطلق؛ لأن "إن" المكسورة تصلح لجواب القسم، والقسم يؤكد ما يأتي بعده من المقسم عليه (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 491، شرح طيبة النشر 4/ 326، النشر 2/ 276، الغاية ص 161، اليبسير ص 116، زاد المسير 3/ 361).

(3)

سبق الكلام على تشديد تاء الفعل والتفعل الواقعة في أوائل الأفعال المستقبلة قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا (وانظر: شرح طيبة النشر 4/ 121، 122، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 314، النشر 2/ 232، التيسير ص 83، 84) التبصرة ص 446، المبسوط ص 152).

(4)

ما ذكره المؤلف من وجه الترقيق ليس صحيحًا ولم يقرأ به عن مشايخنا.

(5)

اختُلِفَ في إدغام دال "قد" في ثمانية أحرف الأول: الجيم نحو {لقد جاءكم} الثاني: الذال {ولقد ذرأنا} ليس غيره. الثالث: الزاي {ولقد زينا} الرابع: السين {قد سألها} الخامس: الشين {قد شغفها} فقط. السادس: الصاد {ولقد صرفنا} السابع: الضاد {قد ضلوا} الثامن: الظاء {لقد ظلمك} فأدغمها فيهن=

ص: 10

قوله تعالى: {مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا} [32] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بإبدال الهمزة الثانية المفتوحة بعد المكسورة ياءً خالصة في الوصل

(1)

. والباقون بتحقيقهما.

وإذا وقف حمزة وهشام على الأولى المكسورة أبدلاها ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر، ولهما - أيضًا - تسهيلها مع المد والقصر والرُّوْم معهما. وأبدل الهمزة الساكنة في الوصل ياءً: ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو، بخلاف عنه.

وإذا وقف على "أو" فكل القرَّاء يبتدئون بهمزة الوصل مكسورة، وتبدل بعدها الهمزة الساكنة ياءً.

قوله تعالى: {إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ} [34] إذا وقف حمزة عليها، قال الشيخ بدر الدين بن أم قاسم: في همزته الأولى ثلاثة أوجه:

التحقيق مع السكت، والتحقيق بغير سكت؛ من قوله:

........... وعنده

روى خلف في الوقف سكتًا مقللا

ونقل حركتها إلى الساكن؛ من قوله: (من الطويل).

= أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وكذا خلف، لكن اختُلِفَ عن هشام في {لقد ظلمك} فالإظهار له في الشاطبي كأصلها وفاقًا لجمهور المغاربة، وكثير من العراقيين، وهو في المبهج وغيره عنه من طريقيه، والإدغام له في المستنير وغيره وفاقًا لجمهور العراقيين وبعض المغاربة. وأدغمها ورش في الضاد والظاء المعجمتين، وأظهرها عند الستة وأدغمها ابن ذكوان في الذال والضاد والظاء المعجمات فقط، واختلف عنه في الزاي، فالإظهار رواية الجمهور عن الأخفش عنه، والإدغام راوية الصوري عنه وبعض المغاربة عن الأخفش، قال ابن الجزري:

بالجيم والصفير والذال ادغم

قد وبضاد الشين والظا تنعجم

حكم شفا لفظا وخلف ظلمك

له وورش الظاء والضاد ملك

والضاد والظا الذال فيها وافقا

ماض وخلفه بزاي وثقا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 40، التيسير ص 45، البشر 2/ 5).

(1)

وقد احتج من أبدل الهمزة الثانية بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي سكنة نحو {كاس} فتقلب الهمزة ألفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فأن تخفف ومعها مثلها أولى (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 129، وشرح طيبة النشر للنويري 2/ 341).

ص: 11

وَعَنْ حَمْزَةِ فِي الوَقْفِ خُلْفٌ ........ ...................

وأما همزته الثانية، فعلى القياس تسهَّل كالواو، ويجوز في الألفِ المدُّ والقصرُ؛ لأنَّه حرف مد قبل همز مغير، وعلى الرسم تبدل الهمزة واوًا؛ لأنها مرسومة بالواو في الأكثر، ويجوز في الألف قبلها المد والقصر؛ فهذه أربعة أوجه؛ في الهمزة الثانية وجهان على القياس، ووجهان على الرسم، فإذا ضربت أوجه الهمزة الأولى الثلاثة في أوجه الثانية الأربعة، صارت اثني عشر وجهًا، ويجوز في الهاء: الرُّوْم والإشمام عند من يجيز ذلك في هاء الكناية، فإذا ضربت وجوه الاثني عشر في ثلاثة الوقف - أعني: الإسكان، والرَّوْم، والإشمام -: صارت ستة وثلاثين وجهًا.

وأما أن فرغنا أن الهمزة لا صورة لها - كما قيل - فإن الهمزة تحذف، ويجوز في الألف قبلها المد، والقصر، والتوسُّط من باب من الطويل.

........................ وعندَ سكونِ الوقفِ وجهانِ أصلا

هذا إذا وقفنا بالإسكان، أو بالإشمام، فإن وقفنا بالروم، جاز المد والقصر، وامتنع التوسُّط: أما القصر: فظاهر، وأما المد: فإنه حرف مد قبل همز مغير؛ وذلك أن لمدها مقتفين: سكون الوقف، والهمز المحذوف، فلما فقد سكون الوقف بالروم على الهمز، بقي الهمز المغير، وهو أحد سبَبَي المد.

فهذه ثمانية أوجه إذا ضربت أوجه الهمزة الأولى في هذه الثمانية، صارت أربعة وعشرين وجهًا مضمومة إلى ستة وثلاثين وجهًا؛ فالمجموع: ستون، وقلت في ذلك:

(من البسيط)

إِنْ أَوْلِيَاؤُه لِحَمْزَة إِنْ تَقِفْ

وُجُوهٌ فَخُذْ نَظْمًا لَهَا سَهُلَا

فَالنَّقْلُ وَالسَّكْتُ فِي الأُولَى وَتَرْكُهُمَا

وَأَغطِ أُخْرَاهُمَا التَّسْهِيلَ وَالبَدَلَا

وَمَعْهُمَا امْدُدْ أَوِ اقْصُرْ فَهْيَ أَرْبَعَة

تِلْكَ الثَّلاثَةُ فِيهَا اضْرِبْ وَلَا خَلَلا

وَكُلُّهَا فِي ثَلاثِ الوَقْفِ أنْ ضُرِبَت

تَصِرْ ثَلاثينَ تَتْلُو سِتَّةَ بِوَلا

وَبَعْضُهُمْ قَالَ لَمْ تُرْسَمْ لِهَمْزَتِهِ

فِي الرَّسْمِ مِنْ صُورَةٍ فَاحْذِفْ لِمَا نَقَلا

ص: 12

وَالْمَدُّ وَالقَصْرُ وَالتَّوْسِيطُ إنْ حُذِفَتْ

مَعَ السُّكُونِ وَالإشْمَام قَدْ قُبِلا

وامْنَعْ مَعَ الرُّوْمِ تَوْسِيطًا فَقَدْ كَمُلَتْ

سِتُّونَ وَجْهًا فَفَكّرْ لَا تَكُنْ عَجِلا

(انتهى كلام الشيخ بدر الدين بن أم قاسم).

قوله تعالى: {وَتَصْدِيَةً} [35] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ورويس بإشمام الصاد كالزاي. والباقون بالصاد

(1)

.

قوله تعالى: {لِيَمِيزَ} [37] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب بضم الياء، وفتح الميم، وتشديد الياء مكسورة

(2)

.

والباقون بفتح الياء وكسر الميم، وإسكان الياء

(3)

.

قوله تعالى: {مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ} [38] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام التاء في السين.

والباقون بالإظهار، و"سُنَّت" - هنا - مجرورة؛ فوقف عليها بالهاء: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب. والباقون بالتاء

(4)

.

(1)

الخالصة على الأصل ولرويس بخلف عنه من طريق الطيبة، فهي رواية أبي الطيب وابن مقسم عنه والإشمام طريق الجوهري والنحاس عنه، قال ابن الجزري:

والصاد كالزاي (ضـ) ـفا الأول (قـ) ـف

وفيه والثان وذي اللام اختلف

وباب أصدق (شفا) والخلف (غـ) ـر

(النشر 2/ 242، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 244، التيسير ص 97، إبراز المعاني ص 419).

(2)

قال ابن الجزري:

يميز ضم افتح وشدده ظعن

شفا معًا

والتشديد إنما يدخل في الكلام للتكثير قال أبو عمرو: لا يكون يميز بالشديد إلا كثيرًا من كثير، فأما واحد من واحد فيميز على معنى يعزل، وحجة التشديد أن العرب للمشدد أكثر استعمالًا، وذلك أنهم وضعوا مصدر هذا الفعل على معنى التشديد فقالوا فيه التمييز، ولم يقولوا الميز، فدل استعمالهم المصدر على بنية التشديد فتأويل الكلام حتى يميز جنس الخبيث من جنس الطيب (النشر 2/ 276، وحجّة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 183، التيسير ص 91، السبعة ص 219).

(3)

وحجتهم قول {الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} (النشر 2/ 276، وحجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 182).

(4)

الأصل اتباع الرسم لكل القراء؛ إلا أنه اختلف عنهم في أصل مطرد، وكلمات مخصوصة، فالأصل المطرد=

ص: 13

قوله تعالى: {بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [39] قرأ رويس: "يَعْمَلُونَ" بتاء الخطاب

(1)

.

والباقون بياء

(2)

.

قوله تعالى: {وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى} [41] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(3)

. ونافع بالفتح والإمالة بين بين

(4)

. وأمال أبو عمرو "القُرْبَى" بين بين. والباقون بفتحها.

قوله تعالى: {بِالْعُدْوَةِ} [42] في الموضوعين: قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب بكسر العين فيهما. والباقون بالضم

(5)

.

قوله تعالى: {مَنْ حَيَّ} [42] قرأ نافع، وابن كثير - بخلاف عن قنبل - وأبو جعفر، ويعقوب، وخلف، وشعبة بياءين: الأولى مكسورة، والثانية مفتوحة

(6)

.

= كل هاء تأنيث رسمت ناء نحو {رَحْمَت} و {نِعْمَتَ} و {شَجَرَتَ} و {سنت} فوف عليها بالهاء - خلافًا للرسم - الكسائيُّ وابنُ كثير وأبو عمرو، والوقف على المرسوم: متفق عليه، ومختلف فيه، والمختلف فيه انحصر في خمسة أقسام سبق بيانها قريبًا في سورة الأعراف.

(1)

قال ابن الجزري:

ويعملوا الخطاب (غـ) ـن

وحجة من قرأ بالخطاب: أنه جعله للتناسب مع قوله تعالى {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} مع قوله تعالى {فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ} .

(2)

وحجة من قرأ بالغيب: أنه جعله لمناسبة قوله تعالى {فإن انتهوا} (شرح طيبة النشر 4/ 326، الهادي 2/ 266، النشر 2/ 276، المبسوط ص 221).

(3)

سبق الكلام عن مثل هذه الإمالة قبل صفحات قليلة.

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

قال ابن الجزري:

بالعدوة اكسر ضمه (حقا) معا ...........................

والحجة لمن ضم أو كسر أنهما لغتان معناهما جانب الوادي والدنيا القريبة والقصوى البعيدة وهما من ذوات الواو، فالكسر لغة قيس، والضم لغة قريش، (شرح طيبة النشر 4/ 327، التيسير ص 116، المبسوط ص 221، الهادي 2/ 266، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 170، النشر 2/ 276).

(6)

قرأ المذكورون {من حييَ عن بينة} بإظهار الياء الأولى وكسرها، واختلف عن قنبل فروى عنه ابن شنبوذ والزيني بالإظهار، وابن مجاهد بالإدغام نص على ذلك في كنابه السبعة، قال ابن الجزري:

وحيي اكسر مظهرًا (صفا)(ز) عا خلف

(ثوى)(إ) ذ (هـ) ـب=

ص: 14

والباقون بياء واحدة مفتوحة مشددة

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَوْ أَرَاكَهُمْ} [43] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وأبو عمرو بالإمالة محضة

(2)

.

وقرأ ورش بالفتح، وبين اللفظين

(3)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [44] قرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف،

= وحجة من قرأ بيائين: أنه أتى بالفعل على أصله، واستثقل الإدغام والتشديد في الياء، وأيضًا فإنه شبهها بياء {يحيى} التي لا يحسن فيها الإدغام في حال نصب ولا رفع، وإنما أشبهتها لأنها فد تتغير بالسكون إذا اتصل بها المضمر المرفوع كما تتغير ياء يحيى في النصب ولا تدغم فيها؛ لأن تغيرها عارض (شرح طيبة النشر 4/ 327، التيسير ص 116، المبسوط ص 221، الهادي 2/ 266، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 170، النشر 2/ 276، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 492)

(1)

الحجة لمن أدغم أنه استثقل اجتماع ياءين متحركتين، فأسكن الأولى، وأدغمها في الثانية، (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 171، شرح طيبة النشر 4/ 327، التيسير ص 116، المبسوط ص 221، الهادي 2/ 266، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 170، البشر 2/ 276، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 492).

(2)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد قرأ هؤلاء، بإمالة كل ألف يائية أو مؤنثة أو للإلحاق متطرفة لفظًا أو تقديرًا، قبلها راء مباشرة، لفظا عينًا كانت أو فاء نحو {أسرى - أراكم - افترى - اشترى - أرى - نرى - تراهم - يراك - تتمارى - يتوارى - يفترى - الثرى - القرى - مفترى - أسرى - حتى - أخراكم} ، قال ابن الجزري:

أمل ذوات الياء في الكل شفا .........................

وقال:

وفيما بعد راء حط ملا خلف

(شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، إتحاف فضلاء البشر ص 144).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط، ولم يقرأ الأزرق بوجهين من الرائي إلا هذه وبالأول قطع له صاحب العنوان، وبالثاني صاحب التيسير، وأطلق الشاطبي الوجهين في الحرز وهما صحيحان، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف

وما به ها غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 298).

ص: 15

ويعقوب بفتح التاء الفوقية، وكسر الجيم

(1)

.

والباقون بضم التاء، وفتح الجيم

(2)

.

قوله تعالى: {إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً} [45]، {الْفِئَتَانِ} [48] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياءً وقفًا، ووصلًا

(3)

، وحمزة في الوقف فقط

(4)

.

قوله تعالى: {وَرِئَاءَ النَّاسِ} [47] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياءً وقفًا، ووصلًا

(5)

، وحمزة في الوقف.

وأبدل الهمزة الثانية المتطرفة هو وهشام ألفًا مع المد والتوسط والقصر

(6)

.

(1)

قال ابن الجزري:

وترجع الضم افتحًا واكسر (ظ) ما

إلى قوله: الأمور هم والشام

وحجتهم أنهم بنوا الفعل للفاعل لأنَّه المقصود، ويقوي ذلك إجماعهم على {أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} وقوله {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ} فبنى الفعل للفاعل فحمل على ذلك (النشر 2/ 227، شرح شعلة ص 288، السبعة ص 181، الغاية ص 113).

(2)

احتج هؤلاء بأنهم بنوا الفعل للمفعول، ويقوي ذلك إجماعهم على قوله {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ} و {وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي} فبنى الفعل للمفعول، وهو إجماع، فألحق هذا به؛ لأنَّه مثله، والقراءتان حسنتان بمعنى (النشر 2/ 227، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 289، التبصرة ص 439، الإقناع 2/ 608).

(3)

وهذه قاعدة عند أبي جعفر، وقد سبق الكلام عليها في أول السورة، قال ابن الجزري:

............ باب ماءه فئه وخاطئه رئا

يبطئن ثب وخلاف موطيا

والأصبهاني وهو قالا خاسيا

(شرح طيبة النشر 2/ 286، 285).

(4)

سبق بيان مثل هذه القراءة في الآية 19 من هذه السورة.

(5)

فيصير النطق {وَرِئَاءَ النَّاسِ} قال ابن الجزري:

باب مئة فئة وخاطئه رئا

(شرح طيبة النشر 2/ 286).

(6)

فيصير النطق {وَرِئَاءَ} وهذه قاعدة عد حمزة أنه يسهِّل الهمزة المتوسطة المتحركة مطلقًا الواقعة بعد ألف زائدة، ويبدل المتطرفة الواقعة بعد الألف حرف مد من جنس حركة سابقة أو جنس ما قبلها وهو الألف، قال ابن الجزري:

إلا موسطا أتى بعد ألف

سهل ومثله فأبدل في الطرف

(شرح طيبة النشر 2/ 249).

ص: 16

وأمال الألف من "النَّاس" محضة أبو عمرو، بخلاف عنه

(1)

.

قوله تعالى: {وَإِذْ زَيَّنَ} [48] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار ذال "إِذْ" عند الزاي

(2)

. والباقون بالإدغام.

قوله تعالى: {إِنِّي أَرَى .... إِنِّي أَخَافُ} [48] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر بفتح الياء من "إِنّي"

(3)

، وسكنها الباقون.

وأمال "أرى" محضة: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف.

وأمال ورش بين بين

(4)

.

قوله تعالى: {إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ} [50] قرأ ابن عامر بالتاء الفوقية

(5)

. وأدغم هشام ذال "إذ" في التاء على أصله. وقرأ الباقون بالياء التحتية

(6)

.

قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ} [59] قرأ حمزة، وابن عامر، وأبو جعفر، وحفص،

(1)

أطلق الشاطبي الإمالة لأبي عمرو، لكن الرواية قيدت ذلك برواية الدوري فقط عنه، وروى ابن الجزري عنه الخلاف؛ فقالا:

الناس بجر

طيب خلف

(2)

سبق الكلام على إدغام ذال قبل عدة صفحات بما أغنى عن إعادته هنا، قال ابن الجزري:

إذ في الصفير وتجد أدغم (حـ) ـلا

لي وبغير الجيم قاض رتلا

والخلف في الدال مصيب وفتى

قد وصل الإدغام في دال وتا

(شرح طيبة النشر 3/ 3 - 5، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 40).

(3)

سبق توضيح حكم ياءات الإضافة قبل صفحات قليلة (انظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص: 63، الإقناع 1/ 537).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(5)

قال ابن الجزري:

..................... ويتوفى أنث أنهم فتح

(كـ) ـفل ....................... ..........................

وجه تأنيث {تتوفَّى} أنه مسند إلى الملائكة، ولفظها مؤنث (شرح طيبة النشر 4/ 330، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 493، المبسوط ص 221، الغاية ص 162).

(6)

وحجة من ذكر: لأن الملائكة لفظها مؤنث غير حقيقي، أو أن معناه مذكر جمع ملك، أو بتأويل جمع أو مسند لضمير الله تعالى {الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ} اسمية حالية (شرح طيبة النشر 4/ 330، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 493، المبسوط ص 221، الغاية ص 162).

ص: 17

وإدريس، عن خلف - بخلاف عنه - بالياء التحتية

(1)

.

والباقون بالتاء الفوقية

(2)

.

وفتح السين: ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر

(3)

.

والباقون بالكسر

(4)

.

قوله تعالى: {إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ} [59] قرأ ابن عامر بفتح الهمزة

(5)

.

(1)

اختلف القراء في لفظ {يَحْسَبَنَّ} هذا في الأنفال والنور؛ فقرأ حمزة، وابن عامر، وأبو جعفر، وحفص، وإدريس، عن خلف - بخلاف عنه - بالياء التحتية هنا، وقرأ حمزة وابن عامر بياء الغيب في سورة النور، واختلف في لفظ {يَحْسَبَنَّ} في السورتين عن إدريس عن خلف؛ فروى الشطي عنه بالغيب، ورواهما عنه المطوعي وابن مقسم والقطيعي بتاء الخطاب، قال ابن الجزري:

.................. ويحسبن (فـ) ـي

(عـ) ـن (كـ) ـم (ثـ) ـنا والنور فاشيه (كـ) ـفي

وفيهما خلاف إدريس اتضح .............................

وحجة من قرأ بالغيب: أنه جعله عطفًا على قوله تعالى {الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} وقوله {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} فرد {يَحْسَبَنَّ} في الغيب على هذه الألفاظ المتكررة من لفظ الغيبة وهم الفاعلون، والمفعول الأول ليحسبن مضمر، و {سَبَقُوا} المفعول الثاني، والتقدير: ولا يحسبن الذين كفروا أنفسهم سبقوا، (شرح طيبة النشر 4/ 329، النشر 2/ 277، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 493).

(2)

{وَلَا تَحْسَبَنَّ} بتاء الخطاب، وهو الوجه الثاني لهشام و {الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} مفعول أول، و {أَمْوَاتًا} مفعول ثان، والتقدير: ولا تحسبن يا "محمد" أو ياء مخاطب الشهداء أمواتًا.

(3)

إذا كان مضارعًا خاليًا من الزوائد البنائية خبرًا كان أو استفهامًا، تجرد عن الضمير أو اتصل به، مرفوعًا أو منصوبًا، وذلك نحو:{يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ} و {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ} {يَحْسَبُ أَنَّ} فخرج بالمضارع الماض، وبالخالي من الزوائد ذو الزوائد نحو {يَحْتَسِبُونَ} وقيدت بالبنائة؛ أي التي ينتقل الوزن بها إلى وزن آخر لئلا يخرج ذو همزة الاستفهام، ووجه الفتح القياس وهي لغة تميم، قال ابن الجزري:

ويحسب مستقبلًا بفتح سين (كـ) ـتبوا

(فـ) ـي (نـ) ـص (ثـ) ـبت

(شرح طيبة النشر 4/ 132، النشر 2/ 236، المبسوط ص 154، زاد المسير 1/ 328).

(4)

حسِب، وحسَب لغتان حسب يحسب وحسب يحسب وقال قوم: يحسب بكسر السين من حسب، وقالوا: قد جاءت كلمات على فعل يفعل مثل حسب يحسب ونعم ينعم ويئس ييئس.

(5)

قال ابن الجزري:

.............................

ويتوفى أنهم فتح

(كـ) ـفل .....................

..........................

ووجه فتح "أنهم": تقدير اللام؛ أي إيقاع يحسبن عليه، أي سبقوا لأنهم لا يعجزون، والمعنى لا يحسبن الكفّارُ أنفسَهم فأتوا؛ لأنهم لا يعجزون؛ أي لا يفوتون، فأن في موضع نصب لحذف اللام، أو في=

ص: 18

والباقون بالكسر

(1)

.

قوله تعالى: {تُرْهِبُونَ} [60] قرأ إدريس

(2)

بفتح الراء، وتشديد الهاء

(3)

.

والباقون بإسكان الراء، وتخفيف الهاء

(4)

.

قوله تعالى: {لِلسَّلْمِ} [61] قرأ شعبة بكسر السين

(5)

.

والباقون بالفتح

(6)

.

= موضع خفض على إعمال اللام، لكثرة حذفها مع أن، وهو مروي عن الخليل والكسائي (النشر 2/ 277، شرح طيبة النشر 4/ 331، المبسوط ص 222، الغاية ص 162، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 494).

(1)

ووجه الكسر: أنه على الاستئناف والقطع (النشر 2/ 277، شرح طيبة النشر 4/ 331، المبسوط ص 222، الغاية ص 162، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 494).

(2)

هذا خطأ من الناسخ أو المؤلف فهي قراءة رويس عن يعقوب، وليست قراءة إدريس.

(3)

قال ابن الجزري:

وترهبون ثقله (غـ) ـفا

..........................

ووجه القراءة: أنه مضارع يرهب المشدد، وأرهب الرباعي، (النشر 2/ 277، شرح طيبة النشر 4/ 331، المبسوط ص 222، الغاية ص 162، الهادي 2/ 269)،

(4)

وحجتهم: أنه مضارع أرهب الرباعي (الموضح في وجوه القراءات وعللها للشيرازي المعروف بابن أبي مريم 2/ 583، النشر 2/ 277، شرح طيبة النشر 4/ 331، المبسوط ص 222، الغاية ص 162، الهادي 2/ 269، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 201).

(5)

قال ابن الجزري:

وفتح السلم (حرم)(ر) شفا

عكس القتال (فـ) ـي (صفا) الأنفال (صـ) ـر

و {السِّلم - والسَّلم} قيل: هما بمعنى وهو الصلح وقيل بالكسر الإسلام وبالفتح الصلح (شرح طيبة النشر 4/ 969).

(6)

وقراءة الفتح لغة في السَّلمِ الذي هو الإسلام، ويجوز أن يكون {السَّلم} بالفتح اسمًا بمعنى المصدر الذي هو الإسلام كالعطاء والنبات بمعنى الإعطاء والإنبات، ويجوز أن يكون بمعنى الصلح، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأها بالفتح في البقرة والأنفال ومحمد (شرح طيبة النشر 4/ 96، المبسوط ص 145، النشر 2/ 227، السبعة ص 181، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 287 شرح شعلة ص 288، تفسير الطبري 4/ 252، الغاية ص 113).

ص: 19

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ} [65] قرأ نافع بالهمز

(1)

.

والباقون بالياء.

قوله تعالى: {مِائَتَيْنِ

مِائَةٌ} [65] قرأ أبو جعفر بالياء فيهما

(2)

.

والباقون بالهمز، إلا أن حمزة إذا وقف على إحداهما أبدل.

قوله تعالى: {وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ} [65] قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر بالتاء الفوقية

(3)

. والباقون بالياء التحتية

(4)

.

قوله تعالى: {أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا} [66] قرأ عاصم، وحمزة، وخلف بفتح الضاد.

والباقون بالضم، إلا أن أبا جعفر فتح العين ومد بعدها الفاء وهمزة مفتوحة

(5)

.

(1)

سبق توضيح الكلام على كلمة النبي ومثيلاتها قريبًا بما أغنى عن إعادته (وانظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص: 73، والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص: 98) و {النبيء} هنا بمعنى المخبر.

(2)

سبق قبل صفحات قليلة.

(3)

وحجة من قرأ بالتاء لاعتبار لفظ التاء والفرق بينها وبين {تكون له أسرى} تأكيد التأنيث.

(4)

قال ابن الجزري:

.............................

ثاني يكن (حما)(كفى) بعد (كفى)

وحجة تذكير الأول: أنهم ذكروا لفظ الفعل للتفريق بين المؤنث وفعله بمنكم، ولأن المخاطبين مذكرون، فردوه على المعنى، فذكروا كما قال:{يَغْلِبُوا} ولم يقل: يغلبن، وهذا ضد قوله {فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} فأنت العدد والأمثال مذكر وكان حقه عشرة أمثالها، وحجة تذكير الثانية: أنه قد فرق بـ {مِنْكُمْ} (شرح طيبة النشر 4/ 330، المبسوط ص 222، النشر 2/ 277، الغاية ص 162، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 494، 495).

(5)

اختلف القراء في لفظ {ضَعْفًا} من قوله تعالى {وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا} هنا، و {ضَعْفٍ} من قوله تعالى {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً} [الروم: 54] فقرأ عاصم وحمزة وخلف العاشر هذا الموضع {ضَعفًا} بفتح الضاد، وقرأ الباقون بضم الضاد إلا أبا جعفر؛ فإنه قرأ بضم الضاد وفتح العين والفاء ممدودة بعدها همزة مفتوحة، فيصير النطق {ضُعَفَاءُ} على وزن شركاء، فيصير المد مدًّا متصلًا، وأما موضع الروم فقد قرأه شعبة وحمزة بفتح الضاد في المواضع الثلاثة، وقرأه حفص بخلف عنه بالفتح والضم، وقرأ الباقون بضم الضاد، قال ابن الجزري:

ضعفا فحرك لا تنون مد (ثـ) ـب

والضم فافتح (نـ) ـل (فتى) والروم (صـ) ـب

(عـ) ـن خلف (نـ) ـوز ..........

...........................

(شرح طيبة النشر 4/ 331، الهادي 2/ 271، النشر 2/ 277، التيسير ص 175، زاد المسير 3/ 378).

ص: 20

والباقون بعد الفاء بألفِ منونة.

قوله تعالى: {فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ} [66] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بالياء التحتية.

والباقون بالتاء الفوقية

(1)

.

قوله تعالى: {أَنْ يَكُونَ لَهُ} [67] قرأ أبو عمرو، ويعقوب، وأبو جعفر بالتاء؛ على التأنيث

(2)

.

والباقون بالياء؛ على التذكير

(3)

.

قوله تعالى: {لَهُ أَسْرَى}

(4)

[67]، {مِنَ الْأَسْرَى} [70] قرأ أبو جعفر بضم الهمزة فيهما، وبالألف بعد السين، وافقه أبو عمرو في "مِنَ الأُسَارَى" إلا أن أبا عمرو أمالها محضة، وقرأ الباقون بفتح الهمزة، وإسكان السين، إلا أن حمزة، والكسائي، وخلف

(1)

سبق قبل قليل.

(2)

قال ابن الجزري:

............ أن يكون (أ) نثا

(ثـ) ـبت (حما) ..............

وحجة من قرأ بالتاء: أنه أراد جماعة أسرى فجرى مجرى قوله {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ} ونظائر ذلك.

(3)

وحجة من قرأ بالياء أراد جمع أسرى، قال أهل البصرة: لما فصل بين الاسم والفعل بفاصل ذكر الفعل، لأن الفاصل صار كالعوض (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 313، النشر 2/ 277، شرح طيبة النشر 4/ 231).

(4)

اختلف في قوله: {لَهُ أَسْرَى} الآية 67 و {مِنَ الْأَسْرَى} الآية 70 فأبو عمرو بفتح الهمزة وسكون السين في الأول وضم الهمزة وفتح السين وبالألف بعدما في الثاني مع الإمالة فيهما، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بغير ألف مع الإمالة فيهما، وقرأ أبو جعفر بضم الهمزة فيهما وفتح السين على وزن فعالى بلا إمالة، والباقون بفتح الهمزة وسكون السين بلا ألف على وزن فعلى وهو قياس فعيل بمعنى مفعول لكن قللهما الأزرق، قال ابن الجزري:

............................

................ أسرى أسارى ثلثا

من الأسارى (حـ) ـز (ثـ) ـنا

..........................

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 300).

ص: 21

أمالوها محضة

(1)

، وورش بين بين

(2)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فِيمَا أَخَذْتُمْ} [68] قرأ ابن كثير، وحفص، ورويس - بخلاف عنه - بإظهار الذال عند التاء.

والباقون بالإدغام

(3)

.

قوله تعالى: {مِنْ وَلَايَتِهِمْ} [72] قرأ حمزة بكسر الواو

(4)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} [75] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة، ونافع بالفتح، وبين اللفظين

(5)

. والباقون بالفتح.

* * *

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(2)

اختلف القراء في إدغام سبعة عشر حرفًا إذا أتى بعدما حروف تقاربها، ومن هذه المواضع الذال عند التاء من {اتَّخَذْتُمُ} {وَأَخَذْتُمْ} وما جاء من لفظه، فأظهر الذال ابن كثير وحفص، واختلف عن رويس: فروى الجمهور عن النحاس الإظهار، وروى أبو الطيب وابن مقسم الإدغام، وروى الجوهري إظهار حرف الكهف فقط وهو {لاتخذت عليه} الكهف الآية 77 وإدغام الباقي وكذا روى الكارزيني عن النخاس والباقون بالإدغام قال العكبري في إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات (1/ 36): ويجوز ادغام الذال في التاء لقرب مخرجيهما ويجوز الإظهار على الأصل، والقاعدة: أن كل ذال ساكنة يقع بعدها تاء متحركة يدغمها جميع القراء ويظهرها القراء المشار إليهم بأعلاه وهي قاعدة مطردة في جميع القرآن الكريم، قال ابن الجزري:

وفي أخذت واتخذت (عـ) ن (د) رى

والخلف (غـ) ـث .................

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 44).

(3)

قال ابن الجزري:

.......................... ولاية

فاكسر (فـ) ـشا .................

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(5)

ما ذكره المؤلف خطأ، وإنما هو رواية ورش من طريق الأزرق.

ص: 22

(الأوجه التي بين الأنفال والتوبة)

وبين الأنفال وبراءة من قوله تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ} (الأنفال: 75) إلى قوله تعالى: {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (التوبة: 1) - غير الأوجه المندرجة: مائتان وسبعة وتسعون وجهًا؛ بيان ذلك

(1)

:

قالون: ستة وتسعون وجهًا.

ورش: ستة وتسعون وجهًا.

ابن كثير: أربعة وعشرون وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.

أبو عمرو: ثمانية وأربعون وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.

ابن عامر: أربعة وعشرون وجهًا.

عاصم: أربعة وعشرون وجهًا.

خلف: ستة أوجه.

خلاد: ستة أوجه، منها ثلاثة مندرجة مع خلف.

الكسائي: أربعة وعشرون وجهًا.

أبو جعفر: أربعة وعشرون وجهًا، منها ثمانية وأربعون وجهًا مندرجة مع قالون.

خلف: ثلاثة أوجه، مندرجة مع الكسائي.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 23

(سورة التوبة)

(1)

قوله تعالى: {فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [3] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر، وقالون بإسكان الهاء

(1)

.

والباقون بالضم.

قوله تعالى: {مَأْمَنَهُ} [6] قر أ أبو جعفر، وورش، وأبو عمرو - بخلاف عنه - بإبدال الهمزة ألفًا، وحمزة يفعل ذلك في الوقف

(2)

.

قوله تعالى: {وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ} [8] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(3)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(4)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {أَئِمَّةَ} [12] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس

(1)

قرأها هؤلاء بسكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن {وَهْوَ، فَهْوَ، وَهْيَ، فَهْيَ، لَهْيَ} وزاد الكسائي {ثُمَّ هْو يوم القيامة} بالقصص، واختلف أيضًا في إسكان الهاء من قوله تعالى:{أن يمل هو} آخر البقرة، وكذا {ثم هو} عن أي جعفر وقالون (انظر المبسوط ص: 128) وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُدَ وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وهو} وكسرتان وضمة في {هي} فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93).

(2)

باب الهمز المفرد. وكل همز ساكن أبدل.

(3)

سبق شرح وتوضيح قاعدة حمزة والكسائى وخلف البزار في الإمالة (وانظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

ص: 24

بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة، وروى عنهم - أيضًا - إبدالها ياءً

(1)

.

وقرأ الباقون بتحقيقهما.

وأدخل هشام بين الهمزئين الأولى المفتوحة، والثانية المكسورة: ألفًا، بخلاف عنه.

قوله تعالى: {لَا أَيْمَانَ لَهُمْ} [12] قرأ ابن عامر بكسر الهمزة

(2)

.

والباقون بالفتح

(3)

.

(1)

إذا كانت الأولى لغير استفهام فإن الثانية تكون متحركة وساكنة فالمتحركة لا تكون إلا بالكسر وهي في كلمة في خمسة مواضع وهي {أئمة} هنا بالتوبة الآية 12 والأنبياء الآية 73 وموضعي القصص الآية 5، 41 وموضع السجدة الآية 24 فقرأها قالون وورش من طريق الأزرق وابن كثير وأبو عمرو وكذا رويس بالتسهيل والقصر، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني بالتسهيل كذلك والمد في ثاني القصص وفي السجدة كما نص عليه الأصبهاني في كتابه وهو المأخوذ به من جميع طرقه وفي الثلاثة الباقية بالقصر كالأزرق وقرأ أبو جعفر بالتسهيل مع الفصل في الخمسة بلا خلف واختلف عنهم في كيفية التسهيل فذهب الجمهور من أهل الأداء إلى أنه بين بين وهو في الحرز كأصله وذهب آخرون إلى أنه الإبدال ياء خالصة وفي الشاطبية كالجامع وغيره أنه مذهب النحاة وليس المراد أن كل القراء سهلوا وكل النجاة أبدلوا بل الأكثر من كل على ما ذكر ولا يجوز الفصل بينهما عن أحد حالة الإبدال كما نص عليه في النشر كغيره وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بالتحقيق مع القصر في الخمسة، لكن اختلف عن هشام في المد والقصر فالمد له من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني عند أبي العز وقطع به لهشام من طرقه أبو العلا وروى له القصر المهدوي وغيره وفاقا لجمهور المغاربة وأصل الكلمة أئمة على وزن أفعلة جمع إمام نقلت كسرة الميم الأولى إلى الهمزة قبلها ليسكن أول المثلين فيدغم وكان القياس إبدال الهمزة ألفًا لسكونها بعد فتح لكن لو قالوا أمة لالتبس بجمع أم بمعنى قاصد فأبدلوها باعتبار أصلها وكان ياء لانكسارها فطعن الزمخشري في قراءة الإبدال مع صحتها مبالغة منه كما في النشر قال فيه والصحيح ثبوت كل من الوجوه الثلاثة أعني التحقيق وبين بين والياء المحضة عن العرب وصحته في الرواية (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 71).

(2)

قوله: {أيمان لهم} بالفتح جمع يمين والكسر بمعنى الإسلام أو بمعنى الأمان أي لا تؤمنهم من القتل وتقدير البيت ويكسر عند ابن عامر - لا إيمان، قال ابن الجزري:

وكسر لا أيمان (كـ) ـم

(النشر 2/ 278، الغاية ص 164، التيسير ص 118، زاد المسير 3/ 407، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 2/ ص 497).

(3)

والحجة لمن كسر أنه أراد مصدر آمن يؤمن إيمانا وإنما فتحت همزة الجمع لثقله وكسرت همزة المصدر لخفته والفتح ها هنا أولى لأنها بمعنى اليمين والعهد أليق منها بمعنى الإيمان (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 174، النشر 2/ 278، الغاية ص 164، التيسير ص 118، زاد المسير 3/ 407).

ص: 25

قوله تعالى: {وَيَتُوبُ اللَّهُ} [15] روى عن رويس أنه قرأ بنصب الباء، بخلاف عنه

(1)

.

والباقون بالرفع.

قوله تعالى: {أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ} [17] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب بإسكان السين؛ على الإفراد

(2)

.

والباقون بفتح السين وألفٍ بعدها؛ على الجمع

(3)

.

ولا خلاف في الثاني، وهو {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ} [18]: أنه بالجمع؛ لأنه يريد به جميع المساجد.

قوله تعالى: {سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ} [19] روى عن أبي جعفر - بخلاف عن كل من ابن وردان، وابن جماز

(4)

-: "سُقَاةَ الحَاجِّ وعمرة" بضم السين وحذف الياء التحتية بين الألف

(1)

هذه انفرادة: عن رويس لا يقرأ بها، قال ابن الجزري في النشر 2/ 278: وانفرد ابن العلاف عن النخاس عن رويس في {ويتوب عنه} بنصب الباء على أنه جواب الأمر من حيث إنه داخل فيه من جهة المعنى، قال ابن عطية: يعني أن قتل الكفار والجهاد في سبيل الله توبة لكم أيها المؤمنون، وقال غيره: يحتمل أن يكون ذلك بالنسبة إلى الكفار؛ لأن قتال الكفار وغلبة المسلمين عليهم ينشأ عنها إسلام كثير من الناس وهي رواية روح بن قرة وفهد بن الصقر كلاهما عن يعقوب، وهي قراءة غير مشهورة وغير مقروء بها.

(2)

قال ابن الجزري:

................... مسجد (حق)

الأول وحد

الحجة لمن وحد أنه أراد به المسجد الحرام ودليله قوله تعالى فلا يقربوا المسجد الحرام، والحجة قوله {إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام} قال أبو عمرو: وتصديقها قول {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام} قال: والثانية {إنما يعمر مساجد الله} على الجمع في كل مكان {من آمن بالله} على هذا المعنى، (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 174، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 316، شرح طيبة النشر 4/ 335، النشر 2/ 278، المبسوط ص 223، الغاية ص 164، التيسير ص 118).

(3)

وحجتهم إجماع الجميع على قوله إنما يعمر مساجد الله على الجمع فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه وأخرى وهي أنه إذا قرى على الجمع دخل المسجد الحرام فيه وغير المسجد الحرام وإذا قرى على التوحيد لم يدخل فيه غير المسجد الحرام وإنما عني به المسجد الحرام فحسب (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 174، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 316، شرح طيبة النشر 4/ 335، النشر 2/ 278، المبسوط ص 223، الغاية ص 164، التيسير ص 118).

(4)

لم يرد خلاف لابن جماز في هذين اللفظين بل يقرؤهما كالجماعة، وما ذكره المؤلف انفرادة.

ص: 26

والتاء الفوقية، وفتح العين وحذف الألف بعد الميم

(1)

، وقرأ الباقون، وأبو جعفر - أيضًا - بكسر السين، وبالياء مفتوحة بعد الألف، وكسر العين وألفٍ بعد الميم.

قوله تعالى: {يُبَشِّرُهُمْ} [21] قرأ حمزة بفتح الياء التحتية وسكون الباء الموحدة، وضم الشين مخففة

(2)

.

والباقون بضم الباء، وفتح الباء الموحدة، وكسر الشين مشددة

(3)

.

قوله تعالى: {وَرِضْوَانٍ} [21] قرأ شعبة بضم الراء

(4)

.

(1)

هذه القراءة من الانفرادات التي ذكرها ابن الحزري في الدرة ولم يذكرها في الطيبة كعادته في الانفرادات؛ فهو يهملها، وقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 278: وانفرد الشطوي عن ابن هارون في رواية ابن وردان في: {سقاية الحاج وعمارة المسجد} سقاة بضم السين وحذف الياء بعد الألف جمع ساق، كرام ورماة، و {عمرة} بفتح العين وحذف الألف جمع عامر، مثل صانع وصنعة، وهي رواية ميمونة والقورسي عن أبي جعفر، وكذا روى أحمد بن جبير الأنطاكي عن ابن جماز؛ ولكن ابن الجزري: أشار في الدرة إلى وجه الخلاف الوارد عن ابن وردان بقوله:

الخلاف (بـ) ـن

فلم يتعرض أو لم يذكر لابن جماز خلافا، وهذا ما أشارت إليه الدرة، وهي قراءة عبد الله بن الزبير، وقد رأيتهما في المصاحف القديمة محذوفتي الآلف كقيامة وجمالة، ثم رأيتهما كذلك في مصحف المدينة الشريفة ولم أعلم أحدا نص على إثبات الألف فيهما ولا في إحداهما، وهذه الرواية تدل على حذفها منهما؛ إذ هي محتملة الرسم .. انتهى من النشر.

(2)

قال ابن الجزري:

يبشر اضمم شددن

كسرا كالاسرى الكهف والعكس (رضى)

وكاف أولى الحجر توبة (فـ) ـضا

وحجة من قرأ بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين مخففة من البشر، وهو البشارة (شرح طيبة النشر 4/ 155، النشر 2/ 239، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 109).

(3)

وحجة من قرأ بضم الياء وفتح الباء وكسر الشين مشددة من بشَّر المضعف، وهي لغة الحجاز، والتشديد والتخفيف لغتان مشهورتان (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 344 إتحاف فضلاء البشر 1/ 477).

(4)

قرأ شعبة لفظ {رِضوان} حيث وقع بضم الراء اتفاقًا إلا في المائدة في قوله تعالى: {من اتبع رضوانه} فكسر راءه من طريق العليمي، واختلف فيه عن يحيى بن آدم عنه فروى أبو عون عن شعيب ضمه عنه، وهي رواية الكسائي والأعشى وابن أبي حماد كلهم عن شعبة، وروى الكسر فيه عن يحيى الوكيعي والرفاعي وهي رواية العليمي، وهذه قاعدة مطردة أن شعبة عن عاصم قرأ كل لفظ {رضوان} في جميع القرآن بضم الراء حيث أتى، وله وجهان: الكسر والضم في {رضوانه سبل السلام} المائدة 16، قال ابن الجزري:

رضوان ضم الكسر (صـ) ـف وذو السبل

خلف=

ص: 27

والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {أَوْلِيَاءَ إِنِ} [23] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة بعد تحقيق الأولى المفتوحة.

وقرأ الباقون بتحقيقها.

وإذا وقف حمزة، وهشام، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسط والقصر.

قوله تعالى: {وَعَشِيرَتُكُمْ} [24] قرأ شعبة بالألف بعد الراء وضم التاء؛ على الجمع

(1)

.

والباقون بغير ألف بعد الراء وضم التاء؛ على الأفراد

(2)

.

قوله تعالى: {وَضَاقَتْ} [25] قرأ حمزة بالإمالة بعد الضاد

(3)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ} [25] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي،

= (شرح طيبة النشر 4/ 149، النشر 2/ 238، المبسوط ص 161، 162، السبعة ص 202).

(1)

قرأها شعبة بالجمع في موضعي التوبة والمجادلة، قال ابن الجزري:

........ وعشيرات (صـ) دق

جمعا

ووجه الجمع: تعددها باعتبار كل واحد وتوحيدها بتقدير عشيرة كل منكم، (النشر 2/ 278، شرح طيبة النشر 4/ 335، الغاية ص 164، المهذب 1/ 275).

(2)

وحجة من قرأ بالتوحيد أنه جعل الجماعة عليه واقعة على الجمع، فاستغنى بدلك لخفته، وقد حكى الأحفش أن العرب لا تجمع عشيرة إلا على عشائر، ولا تجمع بالألف سماعا، والقياس لا يمنع من جمعها بألف وتاء (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 500، النشر 2/ 278، شرح طيبة النشر 4/ 335، الغاية ص 164، المهذب 1/ 275).

(3)

سبق ذكره في سورة الأنفال، قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة:

والثلاثي (فـ) ـضلا

في خاف طاب ضاق حاق زاغ لا

زاغت وزاد خاب (كـ) ـم خلف (فـ) ـنا

وشاء جا (لـ) ـي خلفه (فتى)(مـ) ـنا

(النشر 2/ 59، التيسير ص 50، التبصرة ص 373، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 1/ ص 230، الغاية ص 95).

ص: 28

وخلف بإدغام التاء المثناة في الثاء المثلثة

(1)

.

والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ} [28] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الثانية المكسورة بعد تحقيق الأولى المفتوحة

(2)

.

والباقون بتحقيقها.

وأمال الألف بعد الشين: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(3)

.

(1)

اختلف في تاء الثأنيث عند ستة أحرف وهي: الجيم والظاء المعجمتان، والثاء المثلثة وحروف الصفير الثلاثة، أما التاء مع الجيم مثل {نضجت جلودهم} ، و {وجبت جنوبها} ، وأما التاء مع الظاء مثل {حملت ظهورهما} و {حرمت ظهورهما} و {كانت ظالمة} ، وأما التاء مع الثاء فمثل:{بعدت ثمود} و {كذبت ثمود} ، و {رحبت ثم} وأما التاء مع الزاي مثل {خبت زدناهم} ، وأما التاء مع الصاد فمثل:{حصرت صدورهم} و {لهدمت صوامع} ، وأما التاء مع السين فنحو {أنبتت سبع} و {أقلت سحابًا} و {مضت سنة} و {وجاءت سكرة} و {وجاءت سيارة} و {أنزلت سورة} اثنان بالتوبة واثنان بمحمد و {قد خلت سنة} و {فكانت سرابًا} ، فأدغم هذه الستة حمزة والكسائي وأبو عمرو وورش من طريق الأزرق فقط، وخلف البزار فيها جميعا عدا الثاء، اختلف عن هشام في تاء التأنيث مع السين والجيم والزاي، فروى الإدغام فيها الداجوني عن شيخه عن ابن نفيس، ومن طريق الطرسوسي كلاهما عن السامري عنه، وبه قطع لهشام وحده في العنوان والتجريد، وأظهرها عن الحلواني من جميع طرقه إلا من طريق أبي العز، قال ابن الجزري:

وتاء تأنيث بجيم الظا وثا

مع الصفير ادغم (رضى)(حـ) ـزو (جـ) ـثا

بالظا وبزار بغير الثا و (كـ) ـم

بالصاد والظا وسجز خلف (لـ) زم

كهدمت والثا (لـ) ـنا والخلف (مـ) ـل

مع أنبتت لا وجبت وإن نقل

(شرح طيبة النشر 3/ 11، 12).

(2)

سبق بيان قاعدة نافع وابن كثير وأبي عمرو وأبي جعفر ورويس في تسهيل الهمزة قبل عدة صفحات بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين (انظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص: 42).

(3)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاء} و {جاء} و {زاد} {خاب} في طه 61 فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

قال ابن الجزري:

........ عزير نونوا (ر) م (نـ) ـل (ظـ) ـبى

وحجة من قرأ بالتنوين على أن عزيرا مبتدأ وابن خبره ولم يحذف التنوين إيذانا بأن الأول مبتدأ وأن ما بعده =

ص: 29

والباقون بالفتح.

وإذا وقف حمزة وهشام على الأولى المفتوحة، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسط والقصر.

قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} [30] قرأ عاصم، والكسائي، ويعقوب بتنوين "عَزَيْر" - في الوصل - وكسر التنوين، ولا يجوز ضمه في مذهب الكسائي؛ لأن الضمة في "ابْنُ" ضمة إعراب

(1)

.

والباقون بغير تنوين

(2)

.

قوله تعالى: {وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ} [30] قرأ السومي - في الوصل - بالإمالة والفتح أيضًا.

والباقون بالفتح فقط.

أما في الوقف: فقرأ بالإمالة محضة: حمزة، وأبو عمرو، والكسائي، وخلف.

وقرأ ورش - من طريق الأزرق - بالإمالة بين بين.

والباقون بالفتح.

= خبر وليس بصفة، (النشر 2/ 278، شرح طيبة النشر 4/ 335، المبسوط ص 226، الغاية ص 164، إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات - العكبري ج 2/ ص 13).

(1)

وحجة من قرأ بحذف التنون؛ على أن في ثلاثة أوجه أحدها أنه مبتدأ وخبر أيضا وفي حذف التنوين وجهان أحدهما أنه حذف لالتقاء السكنين والثاني أنه لا ينصرف للعجمة والتعريف وهذا ضعيف لأن الاسم عربي عند أكثر الناس ولأن مكبره ينصرف لسكون أوسطه فصرفه في التصغير أولى والوجه الثاني أن عزيرا خبر مبتدأ محذوف تقديره نبينا أو صاحبنا أو معبودنا وابن صفة أو يكون عزيرا مبتدأ وابن صفة والخبر محذوف أي عزيرا ابن الله صاحبنا والثالث أن ابنا بدل من عزير أو عطف بيان وعزير على ما ذكرنا من الوجهين وحذف التنوين في الصفة لأنها مع الموصوف كشيء واحد (النشر 2/ 278، شرح طيبة النشر 4/ 335، المبسوط ص 226، الغاية ص 164، إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات - العكبري ج 2/ ص 13، كتاب سيبويه 1/ 330، زاد المسير 3/ 423).

(2)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد بينا حكم الإمالة قبل عدة صفحات.

ص: 30

قوله تعالى: {يُضَاهِئُونَ} [30] قرأ عاصم بكسر الهاء وبعدها همزة مضمومة

(1)

.

والباقون بضم الهاء، ولا همز بعدها

(2)

.

قوله تعالى: {أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [30] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة.

وقرأ نافع بالفتح، والإمالة بين بين

(3)

. وقرأ الدوري - عن أبي عمرو - بالإمالة بين بين، وبالفتح.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {أَنْ يُطْفِئُوا} [32] قرأ أبو جعفر بضم الفاء، وحذف الهمزة، وإذا وقف حمزة، أبدل الهمزة ياءً، أو سهلها، أو نقل

(4)

؛ كأبي جعفر

(5)

.

(1)

ضهأ وضاهأ الرجل وغيره: رفق به هذه رواية أبي عبيد عن الأموي في المصنف والمضاهأة المشاكلة وقال صاحب العين ضاهأت الرجل وضاهيته أي شابهته يهمز ولا يهمز وقرئ بهما قوله عز وجل {يضاهئون قول الذين كفروا} (إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات - العكبري ج 2/ ص 14، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 502، زاد المسير 1/ 502).

قال ابن الجزري:

واهمز يضاهون ندى

أما {يضاهون} فالجمهور على ضم الهاء من غير همز والأصل ضاهى والألف منقلبة عن ياء وحذفت من أجل الواو، والأشبه أن يكون لغة في ضاهى وليس مشتقا من قولهم امرأة ضهياء لأن الياء أصل والهمزة زائدة ولا يجوز أن تكون الياء زائدة إذ ليس في الكلام فعيل بفتح الفاء، (املاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات - العكبري ج 2/ ص 14، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 502، زاد المسير 1/ 502).

(2)

وهي في ثمانية وعشرين موضعًا للاستفهام، وضابطها أن يقع بعدها حرف من خمسة أحرف تجمعها (شليت)(إتحاف فضلاء البشر ص 157).

(3)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق فقط.

(4)

الأولى أن يعبر بالحذف مع الضم إتباعًا لرسم المصحف، لأن النقل لا يكون إلا لساكن قبله، وأما هنا فما قبل الهمز متحرك.

(5)

قال ابن الجزري:

واحذت كمتكون استهزءوا يطفوا

(ثـ) ـمد

وبعد كسرة وضم أبدلا

إن فتحت ياء وواوا مسجلا

وغير هذا بين بين ونقل

ياء كيطفئوا وواوا كسئل

ص: 31

قوله تعالى: {اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا} [36] قرأ أبو جعفر بإسكان العين، ولابد من مد الألف قبلها؛ لالتقاء الساكنين

(1)

. والباقون بفتح العين.

قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي} [37] قرأ أبو جعفر، وورش - بخلاف عن الأصبهاني - بإبدال الهمزة ياءً مشددة

(2)

. والباقون بهمزة مضمومة.

قوله تعالى: {يُضَلُّ بِهِ} [37] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص بضم الياء، وفتح الضاد

(3)

. وقرأ يعقوب بضم الياء، وكسر

= (شرح طيبة النشر 2/ 352، 353).

(1)

ويمد مدًّ مشبعا من قبيل اللازم، وقد سكن أبو جعفر عين عشر حيث وجدت وهو {أحد عشر - اثنا عشر - تسعة عشر} وحينئذ لا بد من مد ألف اثنا للساكنين؛ قاله الداني وغيره، وانفرد النهرواني عن زيد في رواية ابن مروان بحذف الألف وهو لغة ولا يقرأ به على شرط الكتاب، ووجه التخفيف قصد الخفة، قال ابن الجزري:

عين عشر في الكل سكن (ثـ) ـغبا

(النشر 2/ 278، شرح طيبة النشر 4/ 335، 336، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 502).

(2)

{النسيء} من الكلمات المبدلة عن ورش خارج قاعدته؛ حيث لا يبدل إلا الهمز السكن أو الإلحاق فاء الكلمة من طريق الأزرق، وما كان فاء أو عينا أو لاما من طريق الأصبهاني، وليس للأصبهاني خلاف فيها كما ذكر المولف؛ حيث قال ابن الجزري:

النسيء ثمره جنى

فلم يشر إلى أي خلاف. والقاعدة: أنه إذا كان الساكن قبل الهمز ياء أو واوا زائدتين ولم يأت منه إلا النسيء وبريء وقروء ولا رابع لها إلا درئ في قراءة حمزة فتخفيفه بالبدل من جنس الزائد فيبدل ياء بعد الياء وواوا بعد الواو ثم يدغم أول المثلين في الآخر، وإن كان الساكن غير ذلك من سائر الحروف فإما أن يكون صحيحا ووقع في سبعة مواضع أربعة الهمزة فيهما مضمومة وهي دفء وملء وينظر المرء ولكل باب منهم جزء واثنان الهمزة فيهما مكسورة وهما بين المرء وزوجه والمرء وقلبه وواحد الهمزة فيه مفتوحة وهو {يخرج الخبء} وإما أن يكون السكن الواو والياء المديتين الأصليتين نحو {المسيء - لتنوء} أو اللينتين الأصليتين فالياء في شيء لا غير نحو {شيء عظيم - على كل شيء} والواو في نحو {مثل السوء} فتخفف الهمزة في ذلك كله بنقل حركتها إلى ذلك الساكن فيحرك بها ثم تحذف هي ليخف اللفظ وقد أجرى بعض النحاة الأصلين مجرى الزائدتين فأبدل وأدغم وجاء منصوصا عن حمزة وهو أحد الوجهين في الشاطبية كأصلها وقرأ به الداني على أبي الفتح فارس وذكره أبو محمد في التبصرة وابن شريح (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 91).

(3)

قال ابن الجزري:

يضل فتح الضاد (صحب) ضم يا (سحب)(ظـ) ـبى =

ص: 32

الضاد

(1)

.

والباقون بفتح الياء، وكسر الضاد

(2)

.

قوله تعالى: {لِيُوَاطِئُوا} [37] قرأ أبو جعفر بضم الطاء، وحذف الهمزة بعدها

(3)

.

والباقون بكسر الطاء، وبعدها همزة مضمومة ممدودة.

قوله تعالى: {سُوءُ أَعْمَالِهِمْ} [37] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بإبدال الهمزة الثانية واوًا؛ وهذا بعد تحقيق الهمزة الأولى المضمومة

(4)

.

والباقون بتحقيقها.

وإذا وقف حمزة، وهشام على الهمزة الأولى، ففيه نقل لحركة الهمزة إلى الواو، ثم تسكين الواو؛ للوقف.

ويجوز الروم، والإشمام، ويجوز البدل، والإدغام.

ويجوز حذف الهمزة؛ اتباعًا للمرسوم مع المد والقصر؛ فتصير ثمانية أوجه

(5)

.

= والحجة لمن ضم الياء وفتح الضاد أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله والذين في موضع رفع وكفروا صلة الذين (شرح طيبة النشر 4/ 337، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 175، المبسوط ص 226، الغاية ص 165).

(1)

وحجته أنه جعله مبنيا للفاعل من أضل، وفاعل يضل ضمير الباري تعالى أو الذين كفروا والمفعول حينئذ محذوف أي أتباعهم.

(2)

والحجة لمن كسر الضاد مع ضم الباء أنه جعله فعلا لفاعل مستتر في الفعل وهو مأخوذ من أضل يضل (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 175، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 303، شرح طيبة النشر 4/ 337، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 175، المبسوط ص 226، الغاية ص 165).

(3)

فيصير النطق {ليواطو} ، وسبق قريبًا مثله.

(4)

سبق قريبًا. قال ابن الجزري:

اسقط الأولى في اتفاق زن غدا

(انظر: شرح طيبة النشر 2/ 264 - 266، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين 1/ 382، المبسوط ص: 42، 43).

(5)

وقد وقف عليها حمزة وهشام بخلف عنه لأن الواو زائدة، فإذا كانت الواو أو الياء زائدتين مثل {قُروء} و {بريء} فإن حمزة وهشام يبدلان الهمز الوافع بعدهما واوًا بعد الواو وياء بعد الياء، ويدغم الواو في =

ص: 33

قوله تعالى: {إِذَا قِيلَ لَكُمُ} [38] قرأ هشام، والكسائي، ورويس بضم القاف

(1)

.

والباقون بالكسر.

وأدغم اللام في اللام: أبو عمرو، ويعقوب، بخلاف عنهما

(2)

.

قوله تعالى: {كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا} [40] حمزة، والكسائي، وخلف "السُّفْلَى"، و"الُعْلْيَا" بالإمالة محضة فيهما

(3)

.

وقرأ نافع بالفتح، وبين اللفظين

(4)

. وقرأ أبو عمرو بالإمالة بين بين.

والباقون بالفتح فيهما.

وقرأ يعقوب بنصب "كلمة الله"

(5)

.

= الواو المبدلة، والياء في الياء المبدلة، ووجه البدل: تعذر النقل وصعف التسهيل لقصور الحرفين في المد عن الألف فتعين البدل، وأبدلت من جنس ما قبلها لقصد الإدغام. فإن قلت لم خرج المد هنا عن حكم {قالوا وهم} و {في يوم} فساغ إدغامه؟ فالجواب: إنما أبدل لإدغام فلا يكون السبب مانعًا، فالمد في {قالوا وهم} و {في يوم} سابق على الإدغام مقارن فافترقا قال ابن الجزري:

والواو واليا إن يزادا أدغما

والبعض في الأصلي أيضا أدغما

(شرح طيبة النشر 2/ 351).

(1)

سبق بيانها قبل عدة صفحات (وانظر: النشر 2/ 208، الغاية في القراءات العشر ص: 98، والتيسير ص: 72، والكشف عن وجوه العلل 1/ 230، إتحاف فضلاء البشر ص 157).

(2)

فيصير النطق {قِيْلَّكُمْ} ولا يؤخد هذا إلا من أفواه المشايخ، وهكذا فإنهما يدغما بخلاف عنهما كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوصًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله سكن غير متين إلا قوله {قال رب} و {كاد يزيغ} و {الصلاة طرفي} و {بعد توكيدها} فإنه يدغمها، قال ابن الجزري:

إذا التقى خطا محركان

مثلان جنسان مقاربان

أدغم بخلف الدوري والسوسي معا

لكن بوجه الهمز والمد امنعا

وقال أيضا:

وقيل عن بعقوب ما لابن العلا

(الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

(3)

سبق حكم الإمالة قبل صفحات قليلة (النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

قال ابن الجزري: =

ص: 34

والباقون بالرفع

(1)

.

قوله تعالى: {عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ} [42] قرأ أبو عمرو - في الوصل - بكسر الهاء والميم

(2)

.

وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب بضم الهاء والميم.

والباقون بكسر الهاء وضم الميم

(3)

.

قوله تعالى: {مَا زَادُوكُمْ} [47] قرأ حمزة بالإمالة، واختلف عن ابن ذكوان في الفتح والإمالة

(4)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَلأَوْضَعُوا} [47] رسمت - هنا - بزيادة ألف قبل الواو.

قوله تعالى: {حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ} [48] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بالإمالة

(5)

.

والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة، وهشام على "جاء" أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.

قوله تعالى: {تَسُؤْهُمْ} [50] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة واوًا؛ وكذا يفعل حمزة في الوقف

(6)

.

= كلمة انصب ثانيا

رفعًا ومدخلا مع الفتح لضم

يلمز ضم الكسر في الكل (ظ) ـلم

وقيد النصب لمخالفته، واستغنى بلفظ قراءة يعقوب عن قيدها، ولما لم يفهم من اللفظ الضم صرح به فقالا: مع الفتح لضم. وحجتهم أنهم جعلوها عطفًا على كلمة {الذين كفروا} .

(1)

وحجة من رفع: أنه جعله على الابتداء وهو أبلغ كما في البيضاوي لما فيه من الإشعار بأن كلمة الله عالية في نفسها وإن فاق غيرها فلا ثبات لتفوقه ولا اعتبار ولذا وسط الفصل (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 304، شرح طيبة النشر 4/ 337، النشر 2/ 279، المبسوط ص 227، إعراب القرآن 2/ 19).

(2)

وإنما كسر الهاء لمجاورة الياء والكسرة (انظر تفصيل ذلك في سورة الفاتحة وانظر: التيسير ص: 19، والنشر 1/ 272، والسبعة لابن مجاهد ص: 108، والتبصرة ص: 251).

(3)

سبق بيان حكم {عليهم} .

(4)

سبق قبل صفحات قليلة.

(5)

سبق قريبا.

(6)

فيصير النطق {تسوهم} ، وهذه قاعدة مطردة لأبي جعفر أن كل همز ساكن وقع فاء أو عينا أو لامًا للكلمة فإنه يبدله من جنس حركة ما قبله، سوى كلمتي {أنبئهم - نبئهم} ، أما {نبئنا} فله فيها الوجهان، قال ابن =

ص: 35

قوله تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ} [52] قرأ البزي بتشديد التاء - في الوصل - مع سكون لام "هل"

(1)

.

وأدغم لام "هل" في التاء الفوقية: هشام، وحمزة، والكسائي

(2)

. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {أَوْ كَرْهًا} [53] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بضم الكاف

(3)

.

= الجزري:

والكل (ثـ) ـق.

(1)

سبق بيان تشديد تاء الفعل والتفعل الواقعة في أوائل الأفعال المستقبلة قبل صفحات قليلة (وانظر: شرح طيبة النشر 4/ 121، النشر 2/ 232، التيسير ص 83، 84، التبصرة ص 446، المبسوط ص 152).

(2)

اختلف في إدغام بل وهل في ثمانية أحرف أولها التاء نحو {هل تنقمون} {بل تأتيهم} ثانيها الثاء {هل ثوب} فقط. ثالثها الزاي {بل زين} {بل زعمتم} فقط. رابعها السين {بل سولت} معا فقط. خامسها الضاد {بل ضلوا} فقط. سادسها الطاء {بل طبع} سابعها الظاء {بل ظننتم} فقط. ثامنها النون {بل نحن} {بل نقذف} فاشترك هل وبل في التاء والنون واختص هل بالثاء المثلثة وبل بالخمسة الباقية فقرأ بإدغام اللام في الأحرف الثمانية الكسائي وافقه ابن محيصن بخلف عنه في لام هل في النون وقرأ حمزة بالإدغام في التاء والثاء والسين واختلف عنه في {بل طبع} فأدغمه خلف من طريق المطوعي وكذا رواه ابن مجاهد من أصحابه عنه وأدغمه خلاد أيضا من طريق فارس بن أحمد وكذا في التجريد من قراءته على الفارسي وخص في الشاطبية الخلاف بخلاد والشهورة عن حمزة الإظهار من الروايتين وقرأ هشام بالإظهار عند الضاد والنون واختلف عنه في الستة الباقية وصوب في النشر الإدغام عنه فيها وقال إنه الذي عليه الجمهور وتقتضيه أصول هشام واستثنى أكثر رواة الإدغام عن هشام {هل تستوي الظلمات} بالرعد الآية 16 فأظهروها وهو الذي في الشاطبية وغيرها ولم يستثنها في الكفاية واستثناها في الكامل للحلواني دون الداجوني ونص في المبهج على الوجهين من طريق الحلواني عنه والباقون بالإظهار في الثمانية إلا أن أبا عمرو أدغم لام هل في تاء {ترى} بالملك الآية 3 والحاقة الآية 8 فقط، قال ابن الجزري:

وبل وهل في تا وثا السين ادغم

وزاي طا ظا النون والضاد رسم

والسين مع تاء وثا قد واختلف

بالطاء عنه هل ترى الإدغام حف

وعن هشام غير نضٍّ بدغم

عن جلهم لا حرف رعد في الأتم

(النشر 2/ 7، شرح ابن القاصح ص 97، التيسير ص 43، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 41، الهادي 1/ 271، السبعة ص 127، الغاية ص 81).

(3)

قال ابن الجزري:

كرهًا معًا ضم شفا

ووجه القراءة بالضم علة أنها بمعنى المشقة، جعل ابن عباس الكره فعل الإنسان والكره ما أكره عليه صاحبه تقول كرهت الشيء كرها وأكرهت على الشيء كرها قال أبو عمرو والكره ما كرهته والكره ما استكرهت =

ص: 36

والباقون بالفتح

(1)

.

قوله تعالى: {أَنْ تُقْبَلَ} [54] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالياء التحتية

(2)

.

والباقون بالتاء الفوقية

(3)

.

قوله تعالى: {كُسَالَى} [54] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(4)

.

وقرأ نافع بالفتح، والإمالة بين بين

(5)

.

والباقون بالفتح.

وأمال الدوري - عن الكسائي - الألف بعد السين، بخلاف عنه

(6)

.

= عليه ويحتج في ذلك بقول الله جل وعز {كتب عليكم القتال وهو كره لكم} (النشر 2/ 248، الغاية ص 133، حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 195، التيسير ص 95، النشر 2/ 248).

(1)

الفتح والضم لغتان مشهورتان كالفَقْر والفُقْر والضَعْف والضُعْف والشَهْد والشُهْد. وقد قيل إن الكُره، بالضم، المشقة، والكَره بالفتح الإجبار، وقيل الكُره، بالضم، ما كرهته بقلبك، وبالفتح الإجبار، وقيل: الكُره، بالضم، ما عملته وأنت كاره له من غير أن تجبر عليه، والكَره، بالفتح، ما أجبرت عليه. وقال أبو عمرو: الكُره بالضم، كل شيء يكره فعله، والكَره، بالفتح، ما استكره عليه. وقال الأخفش: هما لغتان، بمعنى المشقة والاجبار. (الكشف من وجوه القراءات 1/ 382).

(2)

قال ابن الجزري:

يقبل (ر) د (فتى)

وحجة من قرأ بالياء: على التذكير؛ لأن النفقات تأنيثها غير حقيقي، ولأنه قد فرق بينها وبين الفعل بـ {منهم} ولأن النفقات أموال؛ فكأنه قال: إن قبل منهم أموالهم؛ فحمل على المعنى فذكر، (النشر 2/ 279، شرح طيبة النشر 4/ 338، المبسوط ص 227، الغاية ص 165، السبعة ص 315، التيسير ص 118).

(3)

وحجة من قرأ بالتاء: أنه جعله لتأنيث النفقات؛ إذ قد أسند الفعل إليها وهو الاختيار؛ لأنه ظاهر اللفظ ولأن عليه الجماعة (النشر 2/ 279، شرح طيبة النشر 4/ 238، المبسوط ص 227، الغاية ص 165، السبعة ص 315، التيسير ص 118).

(4)

سبق قبل صفحات.

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(6)

رواه الكسائي من طريق الضرير عنه فعنه، قال ابن الجزري:

مع عين يتامى عنه الاتباع وقع

إلى أن قال:

ومن كسالى ومن النصارى

وكذا أسارى

ص: 37

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {أَوْ مُدَّخَلًا} [57] قرأ يعقوب بفتح الميم وإسكان الدال

(1)

.

والباقون بضم الميم، وفتح الدال مشددة.

(2)

.

قوله تعالى: {مَنْ يَلْمِزُكَ} [58] قرأ يعقوب بضم الميم، قبل الزاي

(3)

.

والباقون بالكسر

(4)

.

قوله تعالى: {وَالْمُؤَلَّفَةِ} [60] قرأ أبو جعفر، وورش بإبدال الهمزة واوًا

(5)

. وحمزة يفعل ذلك في الوقف فقط.

قوله تعالى: {يُؤْذُونَ النَّبِيَّ} [61] قرأ نافع بالهمز

(6)

.

والباقون بالياء.

(1)

وحجة من نصب الميم جعله مصدرًا من دخل يدخل مدخلًا فإن سأل سائل فقال قد تقدم ما يدل على أنه من أدخل فالجواب في ذلك أن المدخل مصدر صدر عن غير لفظه كأنه قال ويدخلكم فتدخلون مدخلًا وكذلك قوله {والله أنبتكم من الأرض نباتا} ولم يقل إنباتًا، قال الخليل تقديره فنبتم نباتا ويجوز أن يكون المدخل اسمًا للمكان فكأنه قال وندخلكم موضع دخولكم قال الزجاج قاله مدخلًا يعني به ها هنا الجنة (المبسوط ص 227).

(2)

قال ابن الجزري:

ومدخلا مع الفتح لضم

بلمز ضم الكسر في الكل (ظـ) ـلم

وحجة من ضم الميم على أنه مصدر من أدخل يدخل إدخالا وحجتهم قوله {وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق} (النشر 2/ 279، المبسوط ص 227، الغاية ص 165، المهذب 1/ 279).

(3)

بفتح حرف المضارعة وضم الميم، قال ابن الجزري:

يلمز ضم الكسر في الكل (ظـ) ـلم

(البشر 2/ 279، المبسوط ص 227، الغاية ص 165، المهذب 1/ 279، السبعة ص 315، إعراب القراءات 1/ 249).

(4)

فتح حرف المضارعة وضم الميم وكسرها هما لغتان في المضارع (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 304).

(5)

سبق بيان حكم القراءة قبل صفحات قليلة.

(6)

سبق قريبًا (وانظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص: 73، والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص: 98).

ص: 38

قوله تعالى: {هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ} [61] قرأ نافع بإسكان الذال

(1)

.

والباقون بالضم

(2)

.

قوله تعالى: {وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ} [61] قرأ حمزة بالخفض

(3)

.

والباقون بالرفع.

قوله تعالى: {أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ} [64] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب بإسكان النون، وتخفيف الزاي

(4)

.

والباقون بفتح النون، وتشديد الزاي.

وضم الهاء: حمزة، ويعقوب

(5)

.

والباقون بالكسر

(6)

.

قوله تعالى: {قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ} [64] إذا وقف ورش على "اسْتَهْزِئُوا" مد ووسط

(1)

ووجه القراءة: أنه على التخفيف؛ لاجتماع ضمتين لازمتين كطُنُب وطُنب، وعُنُق وعُنق (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 503) زاد المسير 3/ 461).

(2)

ووجه القراءة: أنهم جعلوها على الأصل (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 503.

(3)

قال ابن الجزري:

........ ورحمة رفع

فاخفض (فـ) ـشا

وحجة من رفع: أنه عطفه على {أذن} فالمعنى: قل محمد أذن خير لكم ورحمة؛ أي هو رحمة؛ أي هو مستمع خير وهو رحمة؛ فجعل النبي الرحمة، لكثرة وقوعها به وعلى يديه كما قال تعالى:{وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} ويجوز أن يكون الرفع على إضمار مضاف محذوف تقديره: قل هو أذن خير لكم وهو ذو رحمة، (النشر 2/ 279، المبسوط 4/ 338، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 503، 504، الغاية ص 166، إعراب القرآن 2/ 27).

(4)

سبق قريبًا (وانظر: المبسوط ص 132، 133، البشر 8/ 212، الغاية ص 104، شرح طيبة النشر 4/ 47).

(5)

قرأ يعقوب وحمزة {عَلَيهُم} و {إلَيهُم} و {لَدَيهُم} بضم كسر الهاء في الثلاث حال وصله ووقفه، ويفهمان من إطلاقه إذا كانت لجمع مذكر ولم يتلها سكن علم مما يعد، قال ابن الجزري:

عليهمو إليهمو لديهمو

بضم كسر الهاء (ظ) ـبي (فـ) ـهم

(شرح طيبة النشر 2/ 52).

(6)

من طريق الأزرق.

ص: 39

وقصر، وإذا وصل بـ "أن" فله المد لا غير

(1)

.

وقرأ أبو جعفر بنقل حركة الهمزة إلى الزاي، وحذف الهمزة

(2)

.

والباقون بالهمز، وكسر الزاي.

قوله تعالى: {تَسْتَهْزِئُونَ} [65] قرأ ورش في الوصل الوقف بالمد والتوسط والقصر.

والباقون في الوصل بالقصر لا غير. وقرأ أبو جعفر بضم الزاي، وحذف الهمزة، وإذا وقف حمزة سهل الهمزة، أو أبدلها ياءً، أو نقل؛ كأبي جعفر.

قوله تعالى: {إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً} [66] قرأ عاصم، ويعقوب

(3)

: "نَعْف" بنون مفتوحة وضم الفاء. "نُعَذبْ" بنون مضمومة وكسر الذال. "طَائِفَةً" بالنصب

(4)

. والباقون "يعْف" بياء تحتية مضمومة، ونصب الفاء."تُعذبْ" بتاء فوقية مضمومة ونصب الذال. "طَائِفَةٌ" بالرفع

(5)

.

قوله تعالى: {أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ} [70] قرأ أبو عمرو بإسكان السين

(6)

.

(1)

وذلك عملا بالقاعدة التي تقول: أنه إذا اجتمع مدان قوي وضعيف عمل بالقوي، ألغي الضعيف، قال ابن الجزري:

وأقوى السببين يستقل

(2)

سبق قريبًا (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 78).

(3)

ما ذكره المؤلف خطأ فقراءة يعقوب كالجماعة وهو لا يوافق عاصما هنا.

(4)

قال ابن الجزري:

............... يعف بنون سم مع

نون (-) ـدى أنثى تعذب مثله

وبعد نصب الرفع (نـ) ـل

الحجة لمن قرأه بالنون فيهما أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه بنون الملكوت فكان الفاعل في الفعل عز وجل وطائفة منصوبة بوقوع الفعل عليها، فأما فتح النون الأولى فلأن ماضيها ثلاثي وأما ضم الثانية فلأنها من فعل ماضيه.

(5)

الحجة لمن قرأه بالياء والتاء والضم أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله فرفع الطائفة لذلك (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 176، البشر 2/ 2/ 279، شرح طيبة النشر 4/ 339، الغاية ص 166، أعراب القرآن 2/ 30، السبعة ص 316).

(6)

يقرأ أبو عمرو {رسلنا} و {رسلكم} و {رسلهم} و {سبلنا} إذا كان بعد اللام حرفان بإسكان السين =

ص: 40

والباقون بالرفع

(1)

.

قوله تعالى: {وَرِضْوَانٌ} [72] قرأ شعبة بضم الراء

(2)

.

والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [78] قرأ حمزة، وشعبة بكسر العين

(3)

. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ} [79] قرأ يعقوب بضم الميم

(4)

.

والباقون بالكسر

(5)

.

قوله تعالى: {مَعِيَ عَدُوًّا} [83] قرأ حفص بفتح الياء في الوصل

(6)

. والباقون

= والباء حيث وقع وكذلك مذهبه في سبلنا فإذا كان بعد اللام حرف ضم السين مثل رسله وحجته أنه استثقل حركة بعد ضمتين لطول الكلمة وكثرة الحركات فأسكن السين والباء فإذا قصرت الكلمة لم يسكن السين (التيسير في القراءات السبع 1/ ص 85، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 225).

(1)

وحجتهم أن بناء فعول وفعيل على فعل بضم العين في كلام العرب ولم تدع ضرورة إلى إسكان الحرف فتركوا الكلمة على حق بنيتها (التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 85، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 225).

(2)

سبق في أول السورة.

(3)

هناك قاعدة مطردة في كل القرآن الكريم، وهي: أن شعبة وحمزة قرآ بكسر غين {الغيوب} حيث وقع، قال ابن الجزري:

غيوب (صـ) ون (فـ) م

(شرح طيبة النشر 4/ 93، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 200، التيسير ص 101).

(4)

بفتح حرف المضارعة وضم الميم قال ابن الجزري:

يلمز ضم الكسر في الكل (ظـ) ـلم

(النشر 2/ 279، المبسوط ص 227، الغاية ص 165، المهذب 1/ 279، السبعة ص 315، إعراب القرآن 1/ 249).

(5)

فتح حرف المضارعة وضم الميم وكسرها هما لغتان في المضارع (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 304).

(6)

ورد لفظ معي في ثمانية مواضع {مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} في الأعراف، {مَعِيَ أَبَدًا} في التوبة {مَعِيَ صَبْرًا} ثلاثة في الكهف {ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ} في الأنبياء {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي} في الشعراء {مَعِيَ رِدْءًا} في القصص فتح =

ص: 41

بالإسكان.

قوله تعالى: {وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} [86] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام التاء في السين

(1)

. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ} [90] قرأ يعقوب بتخفيف الذال بعد سكون العين

(2)

.

والباقون بالتشديد

(3)

.

وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(4)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَهُمْ أَغْنِيَاءُ} [93] إذا وقف حمزة، وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد، والتوسط، والقصر، ولهما - أيضًا - تسهيلها مع المد والقصر والروم.

= الجميع حفص، وتابعه ورش على الثاني في سورة الظلة وهي سورة الشعراء لأن فيها {عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} يريد قوله تعالى في قصة نوح {وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} وافق حفص وابن عامر على فتح ياء {لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا} و {وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا} قال ابن الجزري:

وافق في معي (عـ) ـلا (كـ) ـفؤ

(شرح طيبة النشر 4/ 268، إتحاف فضلاء البشر 305، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 1/ ص 302).

(1)

سبق بيان تاء التأنيث في أول السورة.

(2)

والمراد بهم الذين أعذروا وجاءوا بعدر وكان ابن عباس يقرؤها كذلك ويقول هم أهل العذر أي جاؤوا معذرين ولهم عذر والمعذر الذي قد بلغ أقصى العذر والعرب تقول أعذر من أنذر أي بالغ في العذر.

(3)

قال ابن الجزري:

وظلة المعذرون الخف

ومعنى القراءة أي المعتذرون إلا أن التاء أدغمت في الذال لقرب المخرجين قال الزجاج ومعنى المعتذرين الذين يعتذرون كان لهم عذر أو لم يكن لهم عذر وهو ها هنا أشبه بأن يكون لهم عذر وأنشدوا إلى الحول ثم اسم السلام عليكما، ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر يريد أعذر وقد يكون لا عذر له قال الله تعالى يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم ثم قال لا تعتذروا أي لا عذر لكم وكان ابن عباس يقول رحم الله المعذرين ولعن الله المعذرين ذهب إلى من يعتذر بغير عذر وقال آخرون المعذرون المقصرون أي الذين يوهمون أن لهم عذرا ولا عذر لهم، (شرح طيبة النشر 4/ 340، الغاية ص 166، النشر 2/ 280، إعراب القرآن 2/ 30، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 321).

(4)

سبق قبل عدة أسطر.

ص: 42

قوله تعالى: {وَسَيَرَى اللَّهُ} [94] قرأ أبو شعيب - هو صالح السوسي - في الوصل بالإمالة

(1)

، والفتح، وإذا فتح فخم الراء، وإذا أمال رقق، وله - أيضًا - التفخيم مع الإمالة؛ هذا كله في حال الوصل.

وأما في الوقف عليها: فقرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(2)

. وقرأ ورش - من طريق الأزرق - بالإمالة بين بين. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {دَائِرَةُ السَّوْءِ} [98] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو بضم السين

(3)

.

والباقون بالفتح

(4)

.

وورش - من طريق الأزرق - على أصله بالمد، والقصر.

وإذا وقف حمزة وهشام، أبدلا الهمزة واوًا ساكنة، ولهما - أيضًا - الروم: الإدغام مع السكون، وأيضًا: الروم مع الإدغام

(5)

.

(1)

هناك قاعدة مطردة تخص السوسي في هذه المسألة، وهي أنه يقرأ كالجماعة وقفًا، وأما وصلًا فله الوجهان: الفتح والإمالة، قال ابن الجزري:

بل قبل ساكن بما أصل قف

وخلف كالقرى التي وصلا يصف

(2)

سبق بيان قاعدة حمزة والكسائي وخلف البزار في الإمالة قبل صفحات (وانظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(3)

قال ابن الجزري:

.... والسوء اضمما

كثان فتح (حبر)

وخرج بقوله (الفتح) نحو {لا يحب الله الجهر بالسوء} و {مطر السوء} و {ظننتم ظن السوء} ، والمقصود بالفتح وهو الضرر وهو مصدر في الحقيقة يقال سؤته سوءا ومساءة ومسائية.

(4)

والحجة لمن فتح أنه أراد المصدر من قولك ساءني الأمر سوءا ومساءة ومساية، والمعنى عليهم دائرة الفساد، وأكثر ما يقال: هو رجل سوء بالفتح (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 177، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 505، شرح طيبة النشر 4/ 340، إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات - العكبري ج 2/ ص 20، المبسوط ص 228، الغاية ص 166، إعراب القرآن 2/ 36، معاني القرآن للفراء 1/ 449، التيسير ص 119).

(5)

سبق نظيره.

ص: 43

قوله تعالى: {قُرْبَةٌ لَهُمْ} [99] قرأ ورش بضم الراء

(1)

.

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} [100] قرأ يعقوب، والأنصار برفع الراء

(2)

. والباقون بخفضها

(3)

.

قوله تعالى: {وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا} [100] قرأ ابن كثير: "مِنْ تَحْتهَا" بزيادة "مِنْ"، وخفض التاء

(4)

. والباقون بغير "من"، ونصب التاء

(5)

.

قوله تعالى: {إِنَّ صَلَاتَكَ} [103] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص "صَلاتَكَ" بالتوحيد، ونصب التاء

(6)

.

(1)

قرأ ورش من طريقيه ألا إنها قربة برفع الراء مثل الرعب والسحت، قال ابن الجزري:

قربة (جـ) ـــد

(حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 322، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 505، المصاحف ص 47، زاد المسير 3/ 491، المهذب 1/ 284، التيسير ص 119).

(2)

قال ابن الجزري:

.... الأنصار (ظـ) ـــما

وجه رفع الأنصار: أنه مبتدأ وخبره {رضي الله عنهم} .

(3)

ووجه الخفض: العطف. (شرح طيبة النشر 4/ 340، المبسوط ص 228، الغاية ص 166، إعراب القرآن 2/ 36، معاني القرآن للفراء 1/ 449، التيسير ص 119).

(4)

قال ابن الجزري:

برفع خفض تحتها اخفض وزد من (د) م

ووجه زيادة {مِنَ} أنها لابتداء الغاية متعلقة بـ {تَجْرِي} وعليه الرسم المكي، (النشر 2/ 280، المبسوط ص 228، الغاية ص 166، التيسير ص 119، شرح طيبة النشر 4/ 341).

(5)

ووجه عدم الزيادة: أنه ذهب بها مذهب الظرف، وانتصب تحتها على المفعول فيه، وعامله {تَجْرِي} وعليه بقية الرسوم.

(6)

قال ابن الجزري:

..... صلاتك لـ (صحب) وحد

مع هود وافتح تاءه هنا

وحجة من وحد: أن الصلاة بمعنى الدعاء، والدعاء صنف واحد وهي مصدر، والمصدر يقع للقليل والكثير بلفظه، وقد أجمعوا على التوحيد في قوله {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ} ومثله الاختلاف والحجة في هود في قوله {أَصَلَاتُكَ} ومثله في الحجة قوله {عَلَى صَلَوَاتِهِمْ} في المؤمنون إلا أن حمزة والكسائي قرآه =

ص: 44

والباقون بالجمع، وكسر التاء

(1)

.

قوله تعالى: {فَسَيَرَى اللَّهُ} [105] تقدم - قريبًا - ما للسوسي

(2)

في الوصل، وما للقراء في الوقف من فتح، وإمالة.

قوله تعالى: {مُرْجَوْنَ} [106] قرأ نافع، والكسائي، وخلف، وحمزة، وأبو جعفر، وحفص بغير همزة، (بل) بعد الجيم بواو ساكنة

(3)

.

وقرأ الباقون بعد الجيم بهمزة مضمومة وبعدها واو

(4)

.

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا} [107] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر بغير واو قبل "الذِين"

(5)

.

= بالتوحيد.

(1)

وحجة من قرأ بالجمع إجماع الجميع على الجمع في قوله قبلها وصلوات الرسول فلا فرق في شيء من ذلك في وجه من الوجوه (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 323، شرح طيبة النشر 4/ 341، النشر 2/ 280، الغاية ص 166، زاد المسير 3/ 496).

(2)

وخلف أيضا.

(3)

قال ابن الجزرى:

واهمز يضاهون (ثـ) ـــدى

إلى أن قال:

....... مرجون ترجي (حق)(صـ)(كـ) سا

وحجة من لم يهمز أنه جعله من أرجت الأمر بمعنى أخرته، وهي لغة قريش، ووأصله مرجيون، فلما انضمت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا وبعدها واو ساكنة، فحذفت الألف لالتقاء الساكنين وبقيت فتحة الجيم تدل على الألف المحذوفة، فهو مثل قوله تعالى {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} فاعتلالهما واحد، وقد يجوز أن يكون أصله الهمز لكن سهلت الهمزة فأبد منها ياء مضمومة ثم أعل، (شرح طيبة النشر 2/ 302، الغاية ص 167، النشر 1/ 406، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 506).

(4)

حجة من همز: أنها لغة تميم، ومعناه التأخير مثل الأولى، وقد قال المبرد: أن من لم يهمز جعله من رجا يرجو، وهو قول شاذ ومثله الحجة في همز {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ} (الغاية ص 167، النشر 1/ 406، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 506، زاد المسير 3/ 497).

(5)

اختلف في والذين اتخذوا الآية 107 فنافع وابن عامر وأبو جعفر بغير واو قبل {الذين} كلمصاحفهم، فـ {الذين} مبتدأ خبره محذوف أي وفيمن وصفنا، وقال الداني: خبره لا يزال بنيانهم وقيل لا تقم فيه أبدا (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 306، ووجه عدم وجود الواو: أنه=

ص: 45

وقرأ الباقون بالواو قبل "الذِينَ"

(1)

.

قوله تعالى: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ

أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ} [109] قرأ نافع، وابن عامر بضم الهمزة من "أُسَّس" وكسر السين، ورفع النون قبل الهاء

(2)

.

وقوله تعالى: {عَلَى شَفَا} [109] لم يمل أحدًا "شَفا"؛ لأنه واويٌّ.

قوله تعالى: {جُرُفٍ} [109] قرأ حمزة، وخلف، وشعبة، وابن عامر - بخلاف عن هشام - بإسكان الراء

(3)

. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {هَارٍ} [109] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وشعبة بالإمالة محضة، واختُلِفَ فيه عن قالون، وابن ذكوان، وقرأ ورش - من طريق الأزرق - بالإمالة بين بين

(4)

.

= على استئناف قصة بعض المنافقين المضارين وعليه الرسم المدني قال ابن الجزري:

........ ودع واو الذين (عم)

(شرح طيبة النشر 4/ 341، النشر 2/ 280، الغاية ص 166، زاد المسير 3/ 496).

(1)

وحجتهم: أنه معطوف على قوله {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ} أي منهم من عاهد الله ومنهم من يلمزك، ومنهم الذين يؤذون النبي، ومنهم آخرون مرجون، ومنهم الذين اتخذوا مسجدا (شرح طيبة النشر 4/ 341، النشر 2/ 281، الغاية ص 166، زاد المسير 3/ 498، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 507).

(2)

قال ابن الجزري:

بنيان ارتفع

مع أسس أضمم واكسر (ا) علم (كـ) ـــم معا

ووجه هذه القراءة أنها على ما لم يسم فاعله، وحجتهما: قوله قبلها {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى} قالوا وإنما كان يحسن تسمية الفاعل لو كان للفاعل ذكر فأما إذا لم يكن للفاعل ذكر وقد تقدمه لمسجد أسس على التقوى على ترك تسمية الفاعل فترك التسمية أيضا في هذا أقرب وأولى على أن المسجد الذي أسس على التقوى هو المسجد الذي بنيانه على تقوى من الله وهو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، (النشر 2/ 281، شرح طيبة النشر 4/ 342، الغاية ص 167، التيسير ص 119، زاد المسير 3/ 501).

(3)

قال ابن الجزري:

جرف (لـ) ـــي) الخلف (صـ) ـــف (فتى)(مـ) ـــنى

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 184، شرح طيبة النشر 4/ 35).

(4)

أمال هار قالون وابن ذكوان بخلفه عنهما وأبو عمرو وأبو بكر والكسائي وقلله الأزرق والوجهان صحيحان عن قالون من طريقيه كما في النشر والإمالة لابن ذكوان من طريق الصوري وابن الأخرم عن الأخفش، واختلف عن الأخفش فرواه عنه الجمهور من طريق ابن الأخرم بالإمالة، ورواها آخرون من طريق النقاش=

ص: 46

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ} [110] قرأ يعقوب "إلَى" بتخفيف اللام على أنه حرف جر

(1)

. والباقون بالتشديد على أنه حرف استثناء

(2)

.

وقرأ ابن عامر، وحمزة، وأبو جعفر، ويعقوب، وحفص بفتح التاء الفوقية

(3)

.

والباقون بالضم

(4)

.

قوله تعالى: {فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} [111] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف:

= وقطع بها ابن ذكوان بكماله صاحب المبهج وصاحب التجريد من قراءته على الفارسي، وصاحب التيسير وقال: إنه قرأ به على عبد العزيز وهو طريق التيسير، قال ابن الجزري:

هار (صـ) ـــف (حـ) ـــلا (ر)(بـ) من (مـ) ـــلا خلفهما

(شرح طيبة النشر 3/ 108، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 307).

(1)

قال ابن الجزري:

.........................

إلا إلى أن (ظـ) ـــفر

ووجه {إِلَى أَنْ} أنه جعلها غاية والتخصيص على هذا حاصل لكن بالغاية، وأنه جعله حرف جر، (النشر 2/ 281، الغاية ص 167، المبسوط ص 230، السبعة ص 319).

(2)

ووجه القراءة: على أنها حرف استثناء والمستثنى منه محذوف أي لا يزال بنيانهم ريبة في كل وقت إلا وقت تقطيع قلوبهم أو في كل حال إلا حال تقطيعها بحيث لا يبقى لها قابلية الإدراك والإضمار (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 307، (النشر 2/ 281، الغاية ص 167، المبسوط ص 230، السبعة ص 319).

(3)

أي إلا أن تتقطع قلوبهم ندما وأسفا على تفريطهم والقلوب رفع بفعلها، قال ابن الجزري:

تقطعا

ضم (ا) تل (صـ) ـــف (حبر)(روى)

وحجة من فتح التاء: أنه جعله فعلا لـ {قلوبهم} فرفعها به؛ لأنها هي المتقطعة كالبلاء؛ فهو محمول على معنى: تبلى قلوبهم فتتقطع، وبني الفعل على تتفعل لكن حذف إحدى التائين؛ لاجتماع المثلين بحركة واحدة (النشر 2/ 281، الغاية ص 167، المبسوط ص 230، السبعة ص 319، شرح طيبة النشر 4/ 342).

(4)

وحجتهم: أنهم بنوا الفعل للمفعول، فرفع {قلوبهم} لمقامها مقام الفاعل والفعل في الأصل مضاف إلى المقطع لها المبلي لها، فلما حذف من اللفظ ولم يسم قامت {قلوبهم} مقامه فارتفعت بالفعل، فالمعنى: إلا أن تقطع قلوبهم بالموت والبلاء (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 509، النشر 2/ 281، الغاية ص 167، المبسوط ص 230، السبعة ص 319، شرح طيبة النشر 4/ 342، زاد المسير 3/ 503).

ص: 47

"فَيُقْتَلُونَ" بضم الياء التحتية، وفتح التاء الفوقية في الأول، وفي الثاني بفتح الياء التحتية، وضم التاء الفوقية

(1)

. والباقون بعكس ذلك؛ بتقديم القاتلين وتأخير المقتولين

(2)

.

قوله تعالى: {فِي التَّوْرَاةِ} [111] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وخلف، وابن ذكوان، وورش - من طريق الأصبهاني - وحمزة - من طريق العراقيين - بالإمالة المحضة

(3)

. وقرأ ورش - من طريق الأزرق - بين بين، وحمزة - من طريق المغاربة - بين بين. واختلف - أيضًا - عن قالون في الفتح، والإمالة بين بين: فقرأ - من طريق المغاربة - بين بين، ومن طريق العراقيين بالفتح

(4)

. والباقون بالفتح.

(1)

قال ابن الجزري:

قتلوا قدم وفي التوبة آخر يقتلوا (شفا)

ووجه القراءة الأولى أنها على بناء الأول للمفعول والثانى للفاعل، يبدآن بالمفعولين قبل الفاعلين، فإن سأل سائل فقال فإذا قتلوا كيف يقاتلون فالجواب أن العرب تقول قتل بنو تميم بني أسد إذا قتل بعضهم فكأنه يقتل بعضهم فيقتل الباقون الباقين قال أحمد بن يحيى هذه القراءة أبلغ في المدح لأنهم يقاتلون بعد أن يقتل منهم، (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 187، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 307).

(2)

ووجه قراءة الجمهور: أنها ببناء الأول للفاعل والثاني للمفعول، وحجتهم أن بدأ بوصفهم بأنهم قاتلوا أحياء ثم قتلوا بعد أن قاتلوا وإذا أخبر عنهم بأنهم قتلوا فمحال أن يقاتلوا بعد هلاكهم فهذا يوجبه ظاهر الكلام (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 187، السبعة ص 221، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 307).

(3)

قال ابن الجزري:

توراة (مـ) ــن (شفا)(حـ) ــكيمًا ميلا

ولم يمل أحد للأصبهاني عن ورش حرفًا من الحروف إلا التوراة؛ فإنه أمالها محضة، وقال ابن الجزري: وغيرها للأصبهاني لم يمل أما الإمالة المحضة فقد رويت عنه في المستنير والجامع لابن فارس والمبهج والكامل والتجريد، وبه قرأ الداني عن شيخه أبي الفتح، أما الإمالة بين اللفظين فهي التي في التذكرة والتيسير والعنوان والشاطبية وبها قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون وعلى أبي الفتح أيضًا (النشر 2/ 61، 62، شرح طيبة النشر 3/ 136).

(4)

أما الإمالة بين اللفظين فقد نقلها عنه صاحب الكامل والتبصرة والتذكرة والتلخيصين وبها قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون وقرأ بها أيضًا على شيخه أبي الفتح عن قراءته على السامري من طريق الحلواني وهو ظاهر التيسير، أما قراءة الفتح فقد نقلها عنه صاحب الإرشاد والغاية والمستنير والجامع والتجريد، وبها قرأ الداني على أبي الفتح أيضًا من طريق أبي نشيط، وهي الطريق التي في التيسير وقد ذكر الوجهين جميعًا=

ص: 48

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ .... إِنَّ إِبْرَاهِيمَ} [114] قرأ هشام فيهما بالألف

(1)

.

والباقون بالياء. فمن قرأ بالألف فتح الهاء، ومن قرأ بالياء وكسر الهاء.

قوله تعالى: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ} [117] لا خلاف في إدغام دال "قد" في التاء.

قوله تعالى: {فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} [117] قرأ أبو جعفر بضم السين

(2)

. والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ} [117] قرأ حمزة، وحفص بالياء التحتية

(3)

.

والباقون بالتاء الفوقية

(4)

. وأدغم الدال في التاء: أبو عمرو، ويعقوب، بخلاف عنهما

(5)

.

قوله تعالى: {رَءُوفٌ} [117] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وشعبة، وخلف، ويعقوب بقصر الهمزة

(6)

.

= الشاطبي (النشر 2/ 61).

(1)

لفظ {إبراهيم} قرأه ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان في ثلاثة وثلاثين موضعًا بالألف مكان الياء.

(2)

اختلف في السين من اليسر والعسر الآية 185 وبابهما فأسكنها كل القراء إلا أبا جعفر فضمها واختلف عن ابن وردان منه في فالجاريات يسرا في الذاريات الآية 3 فأسكنها عنه النهرواني وضمها غيره، قال ابن الجزري:

وكيف عسر اليسر (ثـ) ـــق وخلف (خـ) ـــط

بالذرو

(شرح طيبة النشر 4/ 37، 38، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 185).

(3)

قال ابن الجزري:

....... يزيغ (عـ) ـــن

(فـ) ــــوز

والحجة لمن قرأه بالياء أنه حمله على تذكير كاد أو لأنه جمع ليس لتأنيثه حقيقة.

(4)

والحجة لمن قرأه بالتاء أنه أراد تقديم القلوب قبل الفعل فدل بالتاء على التأنيث لأنه جمع (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 178، النشر 2/ 281، الغاية ص 167، المبسوط ص 230، شرح طيبة النشر 4/ 344، السبعة ص 319).

(5)

والحجة لمن أدغم مقاربة الحرفين ولمن أظهر الإتيان به على الأصل (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 178، النشر 2/ 281، الغاية ص 167، المبسوط ص 230، شرح طيبة النشر 4/ 344، التيسير ص 120).

(6)

فيصير النطق {لَرَءُفٌ} وهذه قاعدة مطردة في جميع القرآن، قال ابن الجزري: =

ص: 49

والباقون بالمد.

قوله تعالى: {ضَاقَتْ} [118] قرأ حمزة بالإمالة محضة

(1)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {أَنْ لَا مَلْجَأَ} [118] هذه "أنْ لا" هنا مقطوعة.

قوله تعالى: {يَطَئُونَ} [120] قرأ أبو جعفر بغير همز

(2)

.

والباقون بالهمز.

قوله تعالى: {مَوْطِئًا} [120] قرأ أبو جعفر - بخلاف عنه - بالياء

(3)

.

والباقون بالهمز.

قوله تعالى: {مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} [124] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام التاء في السين

(4)

. والباقون بالإظهار.

= و (صحبة)(حـ) ـــما رؤف فاقصر جميعا

وإذا وقف حمزة على هذا اللفظ فليس له إلا التسهيل قولا واحدًا.

(1)

سبق قبل صفحات قليلة (وانظر: النشر 2/ 59، التيسير ص 50، التبصرة ص 373، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 1/ ص 230، الغاية ص 95).

(2)

سبق الكلام على مثل هذا الحكم قريبا.

(3)

وكذا حمزة عند الوقف، فإذا وقعت الهمزة مفتوحة بعد مكسور فقرأها أبو جعفر بالإبدال ياء في {رئاء الناس} البقرة الآية 264 والنساء الآية 38 والأنفال الآية 47 وفي {خاسئا} بالملك الآية 4 وفي {ناشئة الليل} بالمزمل الآية 6 وفي {شانئك} بالكوثر الآية 3 وفي {استهزى} بالأنعام الآية 10 والرعد الآية 32 والأنبياء الآية 41 وفي {قُرِئَ} بالأعراف الآية 204 والانشقاق الآية 21 {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} بالنحل الآية 26 والعنكبوت الآية 58 و {ليبطئن} بالنساء الآية 72 و {ملئت} بالجن الآية 8 و {خاطئة} و {بالخاطئة} و {مائة وفئة} وتثنيتهما واختلف عنه في {موطئا} من روايتيه جميعا كما يفهم من النشر ووافقه الأصبهاني عن ورش في {خاسئة} و {ناشئة} و {ملئت} وزاد {فبأي} واختلف عنه فيما تجرد عن الفاء نحو {بأي أرض} {بأيكم المفتون} ، قال ابن الجزري:

وشانئك قري نبوي استهزيا

باب مائة فئة وخاطئة ريا

يبطئن ثب وخلاق موطيا

(4)

ولهشام بخلف عنه، وقد سبق بيان تاء التأنيث في أول السورة.

ص: 50

قوله تعالى: {زَادَتْهُ} [124] قرأ حمزة، وابن ذكوان - بخلاف عنه - بالإمالة

(1)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {أَوَلَا يَرَوْنَ} [126]، قرأ حمزة، ويعقوب بتاء الخطاب

(2)

. والباقون بياء الغيبة

(3)

.

قوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ} [128] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام دال "قَدْ" في الجيم

(4)

. والباقون بالإظهار.

وأمال الألف بعد الجيم حمزة وابن ذكوان، وخلف.

والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة سهَّل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر

(5)

.

* * *

(1)

سبق قريبًا.

(2)

قال ابن الجزري:

يرون خاطب (فـ) ــيه (ظـ) ــعن

ووجه خطاب يرون: إسناده للمؤمنين على جهة التعجب؛ أي أفلا ترون أيها المؤمنون تكرر افتتانهم وغفلتهم عن التوبة والاعتبار.

(3)

وحجة من قرأ بالياء: أنه جعله على الإخبار عن المنافقين لتقدم ذكرهم، وفي الكلام معنى التوبيخ لهم والتقريع على تماديهم على نفاقهم مع ما يرون من الفتن والمحن في أنفسهم فلا يتوبون من نفاقهم، ويكون يرى من رؤية العين، أو من رؤية القلب، وتسد أن مسد المفعولين، وكونه من رؤية العين أحسن؛ لأنه علم لا يدخله ريب؛ فذلك أقوى عليهم في الحجة (شرح طيبة النشر 4/ 343، النشر 2/ 281، الغاية ص 168، المبسوط ص 230، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 509، زاد المسير 3/ 519).

(4)

ولهشام بخلف عنه، سبق بيانه قبل قليل.

(5)

قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحوًا {شركاؤنا} {جاءوا} .. فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة منه ومكسورها مما رسم فيه صورة الهمزة وواوًا وياءً الإبدال بهما محضين مع المد والقصر وهو شاذ لا أصل له في العربية (شرح طيبة النشر 2/ 391، 392).

ص: 51

(الأوجه التي بين براءة ويونس)

وبين براءة، ويونس من قوله تعالى:{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ} [التوبة: 129]، إلى قوله تعالى:{الْحَكِيمِ} [يونس: 1] ألف وجه، وخمسمائة وجه، وثمانية أوجه، غير الأوجه المندرجة. بيان ذلك

(1)

.

قالون: مائة وجه، وثمانية وستون وجهًا.

ورش: ثلاثمائة وجه، واثنا عشر وجهًا.

ابن كثير: أربعة وثمانون وجهًا.

أبو عمرو: مائتان وثمانية أوجه.

ابن عامر: مائة وأربعة أوجه.

شعبة: أربعة وثمانون وجهًا.

حفص: أربعة وثمانون وجهًا.

حمزة: أربعة أوجه.

الكسائي: أربعة وثمانون وجهًا.

أبو جعفر: مائة واثنان وثلاثون وجهًا.

يعقوب: مائتان وثمانية أوجه.

خلف: أربعة أوجه، مندرجة مع ابن عامر.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أجد مثل صنيعه.

ص: 52

(سُورَةُ يُونسَ)

(1)

قوله تعالى: {الر} [1] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف، وأبو بكر بالإمالة محضة

(2)

، وقرأ ورش - من طريق الأزرق - بالإمالة بين بين. وقد روي ذلك - أيضًا - عن ابن عامر

(3)

، وعن قالون، وعن شعبة

(4)

.

والباقون بالفتح.

وقرأ أبو جعفر بالسكت على الألف، وعلى اللام، وعلى الراء؛ من غير تنفس

(5)

.

(1)

هي سورة مكية، آياتها مائة وتسع آيات، ومائة وعشر آيات بالشامي.

(2)

وعلة الإمالة: أن الألف التي من هجاء (را) في تقدير ما أصله الياء؛ لأنها أسماء ما يكتب به، ففرق بينهما وبين الحروف التي لا تجوز إمالتها نحو: ما، ولا، وإلا، وهذا هو مذهب سيبويه في إجازة الإمالة (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 186، الكتاب لسيبويه 2/ 34، إيضاح الوقف والابتدا ص 479).

(3)

ما ذكره المؤلف من الإمالة بين بين عن ابن عامر غير صحيح، وكذلك شعبة؛ فليس لهما الإمالة المحضة لقوله في الطيبة:

ورا الفواتح أمل (صحبة)(كـ) ـف (حـ) ـلا

(4)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم وهي {التَّوْرَاةَ} فله فيها الفتح والتقليل، قال ابن الجزري:

توراة (جـ) د والخلف فضل بجلا

وله الإمالة والفتح في لفظ {هار} ، قال ابن الجزري:

هار (صـ) ف (حـ) ـلا (ر) م

(بـ) ن (مـ) لا خلفهما

وله الفتح والتقليل في الياء من {يس} قال ابن الجزري:

وبين بين (فـ) ـي (أسف) خلفهما

وكذلك الهاء والياء أول مريم {كهيعص} قال ابن الجزري:

و (إ) ذ ها يا اختلف

(5)

سكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواردة في فواتح السور جميعًا نحو {الم} {الر} {كهيعص} {طه} {طسم} ويلزم من سكته إظهار المدغم فيها والمخفي، وقطع همزة الوصل بعدها. ووجه السكت: أنه يبين به أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست =

ص: 53

قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ} [2] قرأ ابن كثير، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بفتح السين، وألف بعدها، وكسر الحاء

(1)

. والباقون بكسر السين، وإسكان الحاء

(2)

.

قوله تعالى: {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [3] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص بتخفيف الذال

(3)

. والباقون بالتشديد

(4)

.

قوله تعالى: {وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ} [4] قرأ أبو جعفر بفتح الهمزة

(5)

. والباقون بالكسر

(6)

.

= مؤتلفة. وفي كل منها سر من أسرار الله تعالى (انظر شرح طيبة النشر للنويري 2/ 335).

(1)

قال ابن الجزري:

وسحر ساحر (شفا)

كالصف هود ويونس (د) فا

(كفى)

وحجتهم إجماع الجميع على قوله {فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} ، واحتجوا أيضًا بأن من قرأ {سَاحِرٌ} بألف فهذا إشارة إلى النبي عليه السلام بغير حذف، ويحتمل أن يكون إشارة إلى الإنجيل، فيكون اسم الفاعل في موضع مصدر كما قالوا: عائذًا بالله من شرها يريدون عياذًا بالله، والحجة لمن أثبت الألف وخفف أنه جعله اسمًا للفاعل مأخوذًا من الفعل، وكل ما أتى بعده "عليم" فهو "ساحر" إلا التي في الشعراء، فإنها في السواد قبل الألف فلم يختلف فيها أنها {سحار} وما كان بعده "مبين" فهو "سحر"(شرح طيبة النشر 4/ 238، مشكل إعراب القرآن - القيسي ج 1/ ص 244).

(2)

والحجة لمن حذفها أنه أراد المصدر، و"إن" بمعنى ما، وهذا إشارة إلى ما جاء به عيسى عليه السلام، ويجوز أن يكون هذا إشارة إلى النبي عليه السلام على تقدير حذف مضاف تقديره إن هذا إلا ذو سحر (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 135، إتحاف فضلاء البشر ص 257).

(3)

في كل المضارع المرسوم بتاء واحدة حيث وقع، قال ابن الجزري:

تذكرون (صحب) خففا

(4)

ووجه التشديد: أن أصله تتذكرون بتاء المضارعة وتاء التفعيل، ومعناه هنا حصول الفعل بالتراخي والتكرار فخفف بإدغام التاء (شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).

(5)

قال ابن الجزري:

وإنه افتح (ثـ) ـق

ووجه فتح الهمزة أنه: أنه على تقدير اللام؛ أي حقًّا لأنه.

(6)

ووجه كسر إنه: أنها على الاستئناف (شرح طيبة النشر 4/ 345، النشر 2/ 282، المبسوط ص 231، إعراب القرآن 2/ 49، الغاية ص 169).

ص: 54

قوله تعالى: {ضِيَاءً} [5] قرأ قنبل بهمزة مفتوحة ممدودة بعد الضاد، وبعدها همزة آخر الكلمة

(1)

. والباقون بياء تحتية بعد الضاد قبل الهمزة الأخيرة

(2)

.

قوله تعالى: {يُفَصِّلُ الْآيَاتِ} [5] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب، وحفص بالياء التحتية

(3)

.

والباقون بالنون

(4)

.

قوله تعالى: {وَاطْمَأَنُّوا بِهَا} [7] قرأ ورش - من طريق الأصبهاني - بتسهيل الهمزة

(5)

؛

(1)

قرأ قنبل {ضِيَاءً} الآية 5 يونس والأنبياء الآية 48 والقصص الآية 71 بقلب الياء همزة وأولت على أنه مقلوب قدمت لامه التي هي همزة إلى موضع عينه، وأخرت عينه التي هي واو إلى موضع اللام، فوقعت الياء طرفًا بعد ألف زائدة فقلبت همزةً على حد رداء، قال ابن الجزري:

ضياء (ز) ن

وحجته قوله تعالى {وَرِئَاءَ النَّاسِ} و {ضئاء} جمع ضوء مثل بحر وبحار والأصل ضواء فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، فصارت ضياء، كما تقول ميزان وميقات، وجائز أن يكون الضياء مصدرًا مثل الصوم والصيام، والأصل صوام، فقلبت الواو ياء، تقول: ضاء القمر يضوء ضوءًا وضياء كما تقول: قام يقوم قيامًا (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 328، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 309، السبعة ص 323، والتيسير ص 120).

(2)

وحجة من لم يهمز وترك الياء قبل الألف على حالها: أنه أتى بالاسم على أصله، ولم يقلب من حروفه شيئًا في موضع شيء، والياء بدل من واو {ضوء} لانكسار ما قبلها (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 512).

(3)

قال ابن الجزري:

............ ويا يفصل

(حق)(عـ) ـلا

ووجه ياء يفصل: إسناده إلى ضمير اسم الله تعالى في قوله {مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ} على جهة الغيبة لمناسبة قوله {لِيَدَّبَّرُوا} وما بعده.

(4)

ووجه قراءة النون: أن إسناده إلى المتكلم المعظم مناسبة لقوله {أَنْ أَوْحَيْنَا} على جهة الالتفات (شرح طيبة النشر 4/ 345، النشر 2/ 282، المبسوط ص 231، التيسير ص 121، زاد المسير 4/ 9).

(5)

إذا جاءت الهمزة مفتوحة وقبلها مفتوح في كلمة فإن الأصبهاني يسهِّل الهمزة خاصة همز {لأَمْلأَنَّ} بالأعراف وهود والسجدة، وص، و {وَاطْمَأَنُّوا بِهَا} بيونس، و {اطمئن به} بالحج، و {كأن لم} و {كأنهن} و {ويكأن الله} و {ان لم تكن} و {كأن لم يلبثوا} ، {أفأنت تكره} و {أفأنتم له منكرون} و {أفأمن الذين مكروا} ، قال ابن الجزري:

وعنه سهل اطمأن وكأن

أخرى فأنث فأمن لأملان

(شرح طيبة النشر 2/ 287).

ص: 55

وكذا يفعل حمزة في الوقف. والباقون بتحقيق الهمزة.

قوله تعالى: {مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ} [9] قرأ أبو عمرو، ويعقوب في الوصل بكسر الهاء والميم. وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف بضمهما. والباقون بكسر الهاء، وضم الميم

(1)

.

قوله تعالى: {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} [11] قرأ ابن عامر، ويعقوب بفتح القاف والضاد، وبعد الضاد ألف، ونصب اللام من "أَجَلَهُم"

(2)

.

وقرأ الباقون بضم القاف، وكسر الضاد، وبعد الضاد ياء تحتية مفتوحة، ورفع لام "أَجَلُهُمْ".

قوله تعالى: {فِي طُغْيَانِهِمْ} [11] قرأ الدوري - عن الكسائي - بالإمالة

(3)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {دَعَانَا} [12] لم يمل أحدٌ "دَعَا"؛ لأنه واوي.

قوله تعالى: {وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ} [13] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الجيم

(4)

.

(1)

اعلم أن الأصل في {تحتهم} بضم الهاء والميم والواو التي بعد الميم، والدليل على ذلك أن هذه الهاء للمذكر تضم وتشبع ضمتها فيتولد منها الواو، قد سبق الكلام على ذلك قبل عدة صفحات.

(2)

أي لقضى الله إليهم أجلهم، قال ابن الجزري:

قضى سمى أجل

في رفعه انصب (كـ) ـم (ظـ) ـبى

وحجته قوله {* وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ} فجاء الفعل مضافًا إلى الله فيها جميعًا، ودليله قوله {ثُمَّ قَضَى أَجَلًا} فأضاف القضاء إلى الله (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 328، شرح طيبة النشر 4/ 345، النشر 2/ 2182، المبسوط ص 232، إعراب القراءات 2/ 52، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 515).

(3)

الإمالة لغة تميم وقيس وأسد، والفتح لغة أهل الحجاز، قال ابن الجزري:

................

رؤياك مع هداي مثواي توى

محياي مع آذاننا آذانهم

جوار مع بارئكم طغيانهم

مشكاة جبارين مع أنصاري

وباب سارعوا

(انظر طيبة النشر (4/ 9) وإتحاف فضلاء البشر (ص: 130).

(4)

سبق بيان خلاف هشام في {شَاء} و {جاء} و {زاد} و {خاب} .

ص: 56

والباقون بالفتح.

وقرأ أبو عمرو بإسكان السين

(1)

.

والباقون بالرفع

(2)

.

قوله تعالى: {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ} [15] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر بفتح الياء في الوصل

(3)

. والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ} [15] رسمت "تِلْقَائي" هنا بزيادة ياء. قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر بفتح الياء من "نَفْسِيَ" في الوصل. والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {إِنِّي أَخَافُ} [15] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر بفتح الياء في الوصل

(4)

. والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {وَلَا أَدْرَاكُمْ} [16] قرأ ابن كثير - بخلاف عن البَزِّيِّ - بحذف الألف بعد اللام

(5)

.

(1)

يقرأ أبو عمرو {رسلنا} و {رسلكم} و {رسلهم} و {سبلنا} إذا كان بعد اللام حرفان بإسكان السين والباء حيث وقع، وكذلك مذهبه في {سُبُلَنَا} فإذا كان بعد اللام حرف ضم السين مثل رسله، وحجته أنه استثقل حركة بعد ضمتين لطول الكلمة، وكثرة الحركات، فأسكن السين والباء، فإذا قصرت الكلمة لم يسكن السين (إتحاف فضلاء البشر 1/ 200، والتيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 85، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 225).

(2)

وحجتهم أن بناء فعول وفعيل على فعل بضم العين في كلام العرب، ولم تدعُ ضرورةٌ إلى إسكان الحرف، فتركوا الكلمة على حق بنيتها (إتحاف فضلاء البشر 1/ 200، والتيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 85، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 225).

(3)

سبق بيان حكم الياءات قبل صفحات قليلة.

(4)

سبق في {نَفْسِي إِنْ} .

(5)

اختلف في {وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ} هنا و {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} الآية [1] فابن كثير من غير طريق ابن الحباب عن البزي بحذف الألف التي بعد اللام جعلها لام ابتداء فتصير لام توكيد؛ أي لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا علمكم به على لسان غيري، وبذلك قرأ الداني عن ابن غلبون وفارس، ووجه قصر {لَا أُقْسِمُ} جعل اللام جواب مقدر، ودخلت على مبتدأ محذوف؛ أي لأنا أقسم، وإذا كان الجواب جملة اسمية أكد باللام، وإن كان خبرها مضارعًا وجاز أن يكون الجواب {لَا أُقْسِمُ} المراد به الحال، قال ابن الجزري:

............ واقصر ولا

أدرى ولا أقسم الأولى (ز) ن (هـ) ـلا

خلف =

ص: 57

والباقون بإثبات الألف بعد اللام

(1)

.

وقرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف، وابن ذكوان - بخلاف عنه، وعن شعبة - بالإمالة محضة

(2)

. وقرأ ورش - من طريق الأزرق - بالإمالة بين بين. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَلَا أَدْرَاكُمْ} [16] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر بإدغام الثاء المثلثة في التاء المثناة

(3)

. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {عَمَّا يُشْرِكُونَ} [18] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالخطاب

(4)

.

والباقون بالياء التحتية على الغيبة

(5)

.

= (شرح طيبة النشر 4/ 93، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 200، التيسير ص 101، الغاية ص 170، النشر 2/ 282).

(1)

ووجه المد: أنه جعلها نافية لكلام مقدر {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ} في الإخبار عن البعث؛ فرد عليهم بلا، والمعنى: أقسم باليوم لا النفس، وقيل: نفي القسم بمعنى أن الأمر أعظم أو لا زائدة على حد لئلا يعلم (شرح طيبة النشر 4/ 93، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 200، التيسير ص 101، الغاية ص 170، النشر 2/ 282، زاد المسير 4/ 15).

(2)

وقرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد شرحنا ذلك قبل صفحات قليلة، قال ابن الجزري:

أمل ذوات الياء في الكل شفا

وقال:

وفيما بعد راء حط ملا

خلفو أدري أولا

صل وسواها مع يا بشرى اختلف

(شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، التيسير ص 46، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 107).

(3)

سبق بيان حكم دال قد قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين (انظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 40، التيسير ص 45، النشر 2/ 5، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(4)

على جهة التقريع، قال ابن الجزري:

..... وعما يشركوا كالنحل مع روم (سما)

(نـ) ـل (كـ) ـم

(5)

ووجه الغيب إسناده إليهم على جهة الغيب، وتم خطابهم بقوله {فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ} واستؤنف التنزيه أو وجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم (النشر 2/ 282، المبسوط ص 232، شرح طيبة النشر 4/ 349، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 515).

ص: 58

قوله تعالى: {إِنَّ رُسُلَنَا} [21] قرأ أبو عمرو بإسكان السين

(1)

. والباقون بضمها.

قوله تعالى: {مَا تَمْكُرُونَ} [21] قرأ روح بياء تحتية على الغيبة

(2)

. والباقون بتاء فوقية على الخطاب

(3)

.

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ} [22] قرأ ابن عامر، وأبو جعفر بفتح الياء التحتية، وبعدها نون ساكنة، وبعد النون شين معجمة مضمومة مخففة، وبعد الشين راء مضمومة

(4)

.

وقرأ الباقون بضم الياء التحتية، وبعدها سين مهملة مفتوحة، وبعد السين ياء تحتية مشددة مع الكسر

(5)

.

قوله تعالى: {جَاءَتْهَا

وَجَاءَهُمُ} [22] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الجيم

(6)

.

والباقون بالفتح.

وإذا وقف حمزة، سهَّل الهمزة مع المد والقصر.

(1)

سبق بيان قراءة أبي عمرو في أول السورة.

(2)

قال ابن الجزري:

ويمكرون (شـ) ـفع

ووجه غيب {يَمْكُرُونَ} ما تقدمها من قوله {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ} و {مَسَّتْهُمُ} و {لَهُمْ} .

(3)

ووجه الخطاب: أنه مما أمر من قوله {لهم} (النشر 2/ 282، المبسوط ص 232، شرح طيبة النشر 4/ 349، الغاية ص 170، المبسوط ص 323).

(4)

فيصير النطق {ينشركم} أي يبثكم وهو من النشر وحجته قوله تعالى {فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} وقرأ الباقون {يُسَيِّرُكُمْ} من التسيير، أي يحملكم في البر والبحر، وعن ابن عباس: يحفظكم إذا سافرتم، قال ابن الجزري:

و (كـ) ـم (ثـ) ـنا ينشر في يسير

(النشر 2/ 282، المبسوط ص 232، شرح طيبة النشر 4/ 349، الغاية ص 170، المبسوط ص 323، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 329).

(5)

وهو من السير؛ أي المشي، كما قال تعالى:{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ} أي امشوا فيها (النشر 2/ 282، المبسوط ص 232، شرح طيبة النشر 4/ 349، الغاية ص 170، المبسوط ص 323).

(6)

سبق بيانه قبل صفحات قليلة.

ص: 59

قوله تعالى: {مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [23] قرأ حفص بنصب العين

(1)

.

والباقون بالرفع

(2)

.

قوله تعالى: {مَنْ يَشَاءُ إِلَى} [25] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة؛ كالياء، ولهم - أيضًا - إبدالها واوًا مكسورة؛ وهذا بعد تحقيق الأولى. وإذا وقف حمزة، وهشام على الأولى، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر، ولهما - أيضًا - تسهيلها مع المد والقصر والروم معهما

(3)

.

(1)

قال ابن الجزري:

متاع لا حفص

والحجة لمن نصب أنه أراد الحال، ونوى بالإضافة الانفصال أو القطع من تمام الكلام، (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 181، النشر 2/ 282، المبسوط ص 232، شرح طيبة النشر 4/ 349، الغاية ص 170، المبسوط ص 323).

(2)

الرفع من وجهين أحدهما: أن يكون {مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} خبرًا لقوله تعالى {بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} والوجه الثاني: أن يتم الوقف على قوله {بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} ثم يبتدأ {مَتَاعَ الْحَيَاةِ} على تقدير هو متاع، فيكون خبرَ الابتداء، قال الزجاج: ومعنى الكلام أن ما تنالونه لهذا الفساد والبغي تتمتعون به في الدنيا (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 330.

(3)

إذا جاءت الهمزتان في كلمتين، وكانت الأولى مضمومة والثانية مكسورة؛ فإن ذلك على قسمين: متفق عليه، ويقع في اثنين وعشرين موضعًا؛ هي:{مَنْ يَشَاءُ إِلَى} بالبقرة ويونس والنور، و {الشُّهَدَاءُ إِذَا} بالبقرة، و {يَشَاءُ إِذَا} بآل عمران، و {يَشَاءُ إِنَّ} بآل عمران والنور وفاطر، و {نَشَاءُ إِنَّ} بالأنعام، و {السُّوءُ إِنْ} بالأعراف، و {نَشَاءُ إِنَّكَ} بهود، و {يَشَاءُ إِنَّهُ} بيوسف وموضعي الشورى، و {نَشَاءُ إِلَى} بالحج، و {شُهَدَاءُ إِلَّا} بالنور، و {الْمَلأُ إِنِّي} بالنمل، و {الْفُقَرَاءُ إِلَى} و {الْعُلَمَاءُ إِنَّ} و {السيء إلا} ثلاثتها بفاطر، و {يَشَاءُ إِنَاثًا} بالشورى، ومختلف فيه، وهو في ستة مواضع:{يَازَكَرِيَّا إِنَّا} بمريم الآية [7] في قراءة من همز {يَازَكَرِيَّا} و {النَّبِيُّ إِنَّا} معًا بالأحزاب و {النَّبِيُّ إِذَا} بالممتحنة الآية [12] و {النَّبِيُّ إِذَا} بالطلاق الآية [1] و {أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى} بالتحريم الآية [3] على قراءة نافع في الخمسة.

وقد اتفقوا على تحقيق الأولى في جميع المواضع، واختلفوا في الثانية، فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ورويس بتسهيلها، واختلف عنهم في كيفية التسهيل؛ فقال جمهور المتقدمين: تبدل واوًا خالصة مكسورة فدبروها بحركة ما قبلها، قال الداني: وهو مذهب أكثر أهل الأداء، وقال جمهور المتأخرين: تسهَّل بين الهمزة والياء فدبروها بحركتها فقط، وهذا هو الوجه في القياس. والأول آثر في النقل كما في "النشر" ص الداني، وأما من سهلها كالواو فدبرها بحركة ما قبلها على رأي الأخفش، فتعقبه في "النشر" بعدم صحته نقلًا، وعدم إمكانه لفظًا؛ فإنه لا يتمكن منه إلا بعد تحويل كسرة الهمزة ضمة أو تكلف إشمامها الضمّ، وكلاهما لا يجوز ولا يصح، قال ابن الجزري: =

ص: 60

قوله تعالى: {قِطَعًا} [27] قرأ ابن كثير، والكسائي، ويعقوب بإسكان الطاء

(1)

.

والباقون بالنصب

(2)

.

قوله تعالى: {أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ} [28] إذا وقف حمزة سهَّل الهمزة، مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها واوًا مع المد والقصر.

قوله تعالى: {هُنَالِكَ تَبْلُو} [30] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بتاءين فوقيتين؛ من "التِّلاوَة"

(3)

.

والباقون بالباء الموحدة بعد التاء الفوقية؛ من "البَلْوَى"

(4)

.

= وعند الاختلاف الاخرى سهلن (حرم)

(حـ) ـوى (غـ) ـنا ومثل السوء إن

كالواو أو كاليا

(شرح طيبة النشر 2/ 268، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 74).

(1)

قال ابن الجزري:

.......................

..... وقطعا (ظـ) ـفر

(ر) م (د) ن سكونا

وحجة من أسكن أنه أجراه على التوحيد، على أنه بعض الليل؛ فيكون {مُظْلِمًا} صفة لـ {قِطَعًا} أو حالًا من الضمير في {مِنَ اللَّيْلِ} (النشر 2/ 283، المبسوط ص/ 233، الغاية ص 170، السبعة ص 325، شرح طيبة النشر 4/ 350، زاد المسير 4/ 26، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 517).

(2)

وحجة من فتح: أنه جعله جمع قطعة كدمنة ودمن، ففيه معنى المبالغة في سواد وجوه الكفار، ويكون {مُظْلِمًا} حال من {اللَّيْلِ} ولا يكون حالًا من {قِطَعًا} ولا من الضمير في الليل؛ لأن ذلك جمع، و {مُظْلِمًا} واحد (النشر 2/ 283، المبسوط ص/ 233، الغاية ص 170، السبعة ص 325، شرح طيبة النشر 4/ 350، زاد المسير 4/ 26، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 517).

(3)

قال ابن الجزري:

................ باء تبلو التا (شفا)

والحجة لمن قرأه بالتاء أنه أراد به التلاوة من القراءة، ومعناه تقرؤه في صحيفتها ودليله {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ} ، قال الأخفش: تتلو من التلاوة، أي تقرأ كل نفس ما أسلفت، وحجته قوله {اقْرَأْ كِتَابَكَ} وقال آخرون: تتلو: أي تتبع كل نفس ما أسلفت (النشر 2/ 283، المبسوط ص 233، شرح طيبة النشر 4/ 350، الغاية ص 171، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 331).

(4)

أي تخبر وتعاين ومعنى تخبر تعلم كل نفس ما قدمت من حسنة أو سيئة، وحجتهم: أنه أراد تختبر ودليله قوله {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 181، النشر 2/ 283، المبسوط ص 233، شرح طيبة النشر 4/ 350، الغاية ص 171، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 331).

ص: 61

قوله تعالى: {مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ} [31] قرأ نافع، وحمزة، والكسائي، وخلف، وحفص بكسر الياء التحتية مشددة

(1)

. والباقون بإسكانها

(2)

.

قوله تعالى: {حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ} [33] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر بألف بعد الميم على الجمع

(3)

. وقرأ الباقون بغير ألف؛ على التوحيد. والرسم بالتاء المجرورة

(4)

.

قوله تعالى: {أَمَّنْ لَا يَهِدِّي} [35] قرأ ابن كثير وابن عامر، وورش بفتح الياء والهاء، وتشديد الدال.

وقرأ أبو جعفر بفتح الياء، وإسكان الهاء مع تشديد الدال.

وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف بفتح الياء، وإسكان الهاء، وتخفيف الدال.

وقرأ حفص، ويعقوب بفتح الياء، وكسر الهاء، وتشديد الدال. وقرأ أبو بكر كذلك؛ إلا أنه كسر الياء. واختلف في الهاء عن أبي عمرو، وقالون، وابن جمَّاز: بين الاختلاس

(1)

والحجة لمن شدد أن الأصل فيه عند الفراء مويت، وعند سيبويه ميوت، فلما اجتمعت الواو والياء والسابق منهما ساكن قلبت الواو ياء، وأدغمت في الياء، فالتشديد لأجل ذلك، ومثله صيب وسيد وهين ولين، والحجة لمن خفف أنه كره الجمع بين ياءين، والتشديد ثقيل، فخفف باختزال إحدى الياءين إذ كان اختزالها لا يخل بلفظ الاسم ولا يحيل معناه (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 107).

(2)

فيصير النطق {مِنَ الْمَيِّتِ} (إتحاف فضلاء البشر 1/ 202، والسبعة 1/ 203، التيسير 1/ 105، الحجة لابن زنجلة 1/ 159).

(3)

قال ابن الجزري:

وكلمات اقصر (كفا)(ظـ) ـلا وفى

يونس والطول (شفا)(حقـ) ـا (نـ) ـفي

وحجتهم في ذلك أنها مكتوبة بالتاء فدل ذلك على الجمع، وعلى أن الألف التي قبل التاء اختصرت في المصحف. وأخرى أن الكلمات جاءت بعدها بلفظ الجمع فقال {لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} وفيها إجماع، فكان الجمع في الأول أشبه بالصواب للتوفيق بينهما إذ كانا بمعنى واحد (شرح طيبة النشر 4/ 270، النشر 2/ 262، المبسوط ص 201، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 268).

(4)

ووجه التوحيد: إرادة الجنس وما تكلم به تعالى على حد {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى} وحجتهم: إجماع الجميع على التوحيد في قوله {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ} فردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه (شرح طيبة النشر 4/ 270، النشر 2/ 262، المبسوط ص 201، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 268).

ص: 62

والإسكان مع اتفافهم على تشديد الدال. وقرأ الباقون بفتح الياء (والهاء)، وتشديد الدال

(1)

.

(1)

اختلف في {أَمَّنْ لَا يَهِدِّي} في سورة يونس: فأبو بكر بكسر الياء والهاء، وقرأ حفص ويعقوب بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد الدال، قرأ ابن كثير وابن عامر وورش بفتح الياء والهاء وتشديد الدال وافقهم الحسن، وقرأ أبو جعفر كذلك، إلا أنه بإسكان الهاء بخلف عن ابن جماز في الهاء، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بفتح الياء وإسكان الهاء وتخفيف الدال، وافقهم الأعمش، وقرأ قالون وأبو عمرو بفتح الياء وتشديد الدال، واختلف في الهاء عنهما وعن ابن جماز فأما أبو عمرو: فروى المغاربةُ قاطبةً وكثيرٌ من العراقيين عنه اختلاس فتحة الهاء، وعبر عنه بالإخفاء وبالإشمام وبالإشارة وبتضعيف الصوت، وهو عسير في النطق جدًّا، وهو الذي لم يقرأ الداني على شيوخه بسواه، ولم يأخذ إلا به، وروى عنه أكثر العراقيين إتمام فتحة الهاء كابن كثير ومن معه، وأما قالون: فروى عنه أكثر المغاربة وبعض المصريين الاختلاس كأبي عمرو سواء وهو اختيار الداني الذي لم يأخذ بسواه، مع نصه عنه بالإسكان، وروى العراقيون قاطبة وبعض المغاربة والمصريين عنه الإسكان وهو المنصوص عنه وعن أكثر رواة نافع. وأما ابن جماز: فأكثر أهل الأداء عنه على الإسكان كرفيقه ابن وردان، وروى كثير منهم له الاختلاس، ولم يذكر الهذلي عنه سواه، فخلافه كقالون دائر بين الإسكان والاختلاس، وخلاف أبي عمرو دائر بين الفتح الكامل وبين الاختلاس، ووافقه اليزيدي عليه فقط، وعنه الإسكان وما ذكره في الأصل من الإسكان لأبي عمرو فانفرادةٌ لصاحب العنوان، ولذا لم يعرج عليه في الطيبة، واستشكلت قراءة سكون الهاء مع تشديد الدال من حيث الجمع بين الساكنين قال النحاس: لا يقدر أحد أن ينطق به، وقال المبرد: من رام هذا لا بد أن يحرك حركة خفيفة، وأجاب عنه القاضي بأن المدغم في حكم المتحرك، وقال السمين: لا بعد فيه فقد قرئ به في نعما وتعدوا. ووجه كسر الهاء التخلص من الساكنين لأن أصله يهتدي، فلما سكنت التاء لأجل الإدغام والهاء قبلها ساكة فكسرت للساكنين، ومن فتحها نقل فتحة التاء إليها ثم قلبت التاء دالًا وأدغمت في الدال، وأبو بكر أتبع الياء للهاء في الكسر، ليعمل اللسان عملًا واحدًا وكلهم كسر الدال، {أَمَّنْ لَا يَهِدِّي} الآية [35] حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه. ونخلص من ذلك إلى أن القراء على سبعة مرات:

1 -

حمزة والكسائي وخلف، ويقرأون {يَهِدِّي} بفتح الياء، وإسكان الهاء، وتخفيف الدال.

2 -

شعبة، ويقرأ {يَهِدِّي} بكسر الياء والهاء، وتشديد الدال.

3 -

حفص ويعقوب، ويقرأون {يَهِدِّي} بفتح الياء، وكسر الهاء، وتشديد الدال.

4 -

ابن وردان، ويقرأ {يَهِدِّي} بفتح الياء، وتشديد الدال.

5 -

ورش وابن كثير وابن عامر، ويقرأون {يَهِدِّي} بفتح الياء والهاء، وتشديد الدال.

6 -

قالون وابن جماز، ويقرآن {يَهِدِّي} بفتح الياء، وتشديد الدال، ولهما في الهاء الإسكانُ واختلاسُ الفتحة.

7 -

أبو عمرو، ويقرأ {يَهِدِّي} بفتح الياء، وتشديد الدال، وله في الهاء الفتحُ والاختلاسُ.

قال ابن الجزري:

لا يهد خفهم ويا اكسر (صـ) رفا

والهاء (نـ) ل (ظـ) ـلما وأسكن (ذ) ا

(بـ) ـدا خلفهما (شفا)(خـ) ذ الإخفا

(حـ) ـدا =

ص: 63

قوله تعالى: {وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي} [37] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف ورويس بإشمام الصاد؛ كالزاي

(1)

.

قوله تعالى: {لَا رَيْبَ فِيهِ} [37] قرأ حمزة - بخلاف عنه - بالمد على {لَا رَيْبَ فِيهِ}

(2)

.

قوله تعالى: {وَلَكِنَّ النَّاسَ} [44] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بكسر النون من "ولَكِن" في الوصل، و"النَّاسُ" برفع السين

(3)

.

والباقون بفتح النون مشددة، ونصب السين من "النَّاسَ"

(4)

.

= (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 31، شرح طيبة النشر 4/ 351 - 354، النشر.

(1)

اختلف في {أَصْدَقُ} وبابه وهو كل صاد ساكنة بعدما دال، وهو في اثني عشر موضعًا فحمزة والكسائي وخلف ورويس بخلف عنه بإشمام الصاد الزاي للمجانسة والخفة، ولا خلاف عن رويس في إشمام يصدرا معًا، والباقون بالصاد الخالصة على الأصل، وهي رواية أبي الطيب وابن مقسم عن رويس والإشمام طريق الجوهري والنخاس عنه، وأبدل أبو جعفر همز {فِئَتَيْنِ} ياء مفتوحة كوقف حمزة، قال ابن الجزري:

والصاد كالزاي (ضـ) فا الأول (قـ) ف

وفيه والثان وذي اللام اختلف

وباب أصدق (شفا) والخلف (غـ) ـر

(النشر 2/ 242، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 244، التيسير ص 97، إبراز المعاني ص 419).

(2)

يمد حمزة بخلف عنه {لَا} النافية لكنه لا يبلغ بهذا المد حدَّ الإشباع، بل يقتصر فيه على التوسط، قال ابن الجزري:

والبعض مد

لحمزة في نفي لا كلا مرد

(انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 126).

(3)

قال ابن الجزري:

ولكن الناس (شفا)

ولكن المخففة هي كلمة استدراك بعد نفي تقول: ما جاء عمرو ولكن زيد خرج، وقد احتج هؤلاء بأن العرب تجعل إعراب ما بعد لكن كإعراب ما قبلها الالجحد؛ فتقول: ما قام عمرو ولكن أخوك.

(4)

احتج من شدد النون بأن دخول الواو في {وَلَكِنَّ} ، يؤذن باستئناف الخبر بعدها، وأن العرب تؤثر تشديدها ونصب الأسماء وبعدها، ولكنَّ المشددة هي كلمة تحقيق.

ص: 64

قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ} [45] قرأ حفص بالياء التحتية

(1)

.

والباقون بالنون

(2)

. وقرأ الأصبهاني: "كَأنْ لَمْ" بتسهيل الهمزة بين بين

(3)

.

قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ} [49] قرأ قالون، والبزي، وأبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر

(4)

. وقرأ ورش

(5)

، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الثانية. وعن ورش، وقنبل - أيضًا - إبدالها حرف مد

(6)

. والباقون بتحقيقهما.

وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(7)

.

(1)

اختلف في {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ} الآية 127 في سورة الأنعام، وفي الآية (96) من سورة يونس {يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ} فحفص يقرأ بالياء فيهما مسندًا إلى ضمير الله تعالى، وقرأ روح بالياء هنا فقط، والباقون بالنون فيهما إسنادًا إلى اسم الله تعالى على وجه العظمة وخرج أول يونس {نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا} المتفق عليه بالنون لأجل فزيلنا، قال ابن الجزري:

........ يحشر يا .... حفص وروح ثان يونس (عـ) يا

ووجه الياء: إسناده إلى ضمير اسم الله تعالى لتقدمه في قوله {لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ} ؛ أي ويوم يحشرهم الله، (شرح طيبة النشر 4/ 275، النشر 2/ 262، إتحاف فضلاء البشر ص 272).

(2)

ووجه قراءة النون: إسناده إلى اسم الله تعالى على وجه العظمة؛ أي نحشرهم نحن (شرح طيبة النشر 4/ 275، النشر 2/ 262، إتحاف فضلاء البشر ص 272).

(3)

سبق قريبًا قال ابن الجزري:

وعنه سهل اطمأن وكأن

أخرى فأنث فأمن لأملأن

(4)

إذا اتفقت الهمزتان بالفتح نحو {جَاءَ أَجَلُهُمْ} و {شَاءَ أَنْشَرَهُ} و {السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} وشبهه فورش وقنبل يجعلان الثانية كالمدة، وقالون والبزي وأبو عمرو يسقطون الأولى، والباقون يحققون الهمزتين معًا، قال ابن الجزري في باب الهمزتين من كلمتين:

أسقط الأولى في اتفاق زن غدا

خلفهما حز وبفتح بن هدى

وسهلًا في الكسر والضم وفي

بالسوء والنبيء الادغام اصطفى

وسهل الأخرى رويس قنبل

ورش وثامن وقبل تبدل

مدًا زكا جودا

(التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 33).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(6)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(7)

سبق قبل عدة صفحات.

ص: 65

والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة وهشام على الأولى، أبدلاها حرف مد مع المد والتوسُّط والقصر.

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ} [50] قرأ نافع، وأبو جعفر، بتسهيل الهمزة بعد الراء. وعن ورش - أيضًا - إبدالها ألفًا، وأسقطها الكسائي

(1)

.

والباقون بالتحقيق

(2)

.

وورش على أصله في النقل، وحمزة على أصله من السكت وعدمه، والنقل في الوقف مع تسهيل الهمزة.

قوله تعالى: {آلْآنَ} [51] اتفق القرَّاء على همزة الوصل التي بين همزة الاستفهام وبين لام التعريف في البدل وفي التسهيل

(3)

ونقل نافع، وأبو جعفر - بخلاف عنه - حركة

(1)

إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد فتح فقرأه قالون وورش من طريق الأصبهاني، وكذا أبو جعفر بالتسهيل بين بين في {أَرَأَيْتُ} حيث وقع بعد همزة الاستفهام نحو {أَرَأَيْتُمْ - أَرَأَيْتَكُمْ - أَرَأَيْتَ - أَفَرَأَيْتَ} واختلف عن ورش من طريق الأزرق فأبدلها بعضهم عنه ألفًا خالصة مع إشباع المد للساكنين، وهو أحد الوجهين في الشاطبية، والأشهر عنه التسهيل كالأصبهاني وعليه الجمهور، وهو الأقيس، وقرأ الكسائي يحذف الهمز في ذلك كله والباقون بالتحقيق، وإذا وقف للأزرق في وجه البدل عليه وعلى نحو {أَرَأَيْتُ} وكذا {أَأَنْتَ} تعين التسهيل بين بين لئلا يجتمع ثلاث سواكن ظواهر، ولا وجود له في كلام عربي، وليس ذلك كالوقف على المشدد في نحو {صَوَافَّ} الآية 36 لوجود الإدغام، قال ابن الجزري:

أريت كلا (ر) م وسهلها (مدا)

ها أنتم (جـ) از (مدا) أبدل (حـ) دا

بالخلف فيهما

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 79، شرح طيبة النشر 4/ 287).

(2)

والتحقيق هو توفية كل حرف حقه من حركته ونصيبه من الإعراب؛ إذ كانت الهمزة حرفًا من حروف المعجم فيلزمها من الحركة ما يلزم سائر الحروف، لذا جاءوا بكل همزتين مجتمعتين على هيئتها إرادة للتبيين والنطق بكل حرف من كتاب الله على جهته من غير إبدال ولا تغيير (انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص: 91، وشرح طيبة النشر للنويري 4/ 9، والمبسوط في القراءات العشر ص: 126).

(3)

همزة الوصل الواقعة بعد همزة الاستفهام تأتي على قسمين مفتوحة ومكسورة، فالمفتوحة ضربان: ضرب اتفقوا على قراءته بالاستفهام، وضرب اختلفوا فيه. فالمتفق عليه ثلاث كلمات في ستة مواضع:{آلذَّكَرَيْنِ} موضعي الأنعام الآية 143 - 144 {آلْآنَ} معًا بيونس الآية 51 - 91 {آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ} بها يونس الآية 59 {آللَّهُ خَيْرٌ} بالنمل الآية 59 فاتفقوا على إثباتها وتسهيلها لكنهم اختلفوا في كيفية التسهيل، فذهب كثير إلى إبدالها ألفًا خالصة مع المد للساكنين وجعلوه لازمًا، وعنهم من رآه جائزًا وهو في =

ص: 66

الهمزة إلى لام التعريف

(1)

. وعن ورش في "آلآن" على وجه البدل تسعة أوجه، وهي: تثليث همزة الاستفهام، وتثليث الهمزة - بعد لام التعريف، مع النقل - أي: المد والتوسُّط والقصر - فتضرب الثلاثة الأولى في الثلاثة الثانية بتسعة.

وله على وجه التسهيل ثلاثة في الثانية

(2)

.

وعن حمزة في الوقف: السكت، وعدمه، والنقل.

واختصر الشيخ شمس الدين الجزري التسعة الأولى إلى ستة أوجه، ونظمها في بيتين، فقال:(من الطويل)

لِلأزْرَقِ فِي "آلآنَ" سِتَّةُ أَوْجُهٍ

علَى وَجْهِ إِبْدَالٍ لَدَى وَصْلِهِ تَجْرِي

فَمُدَّ وَثَلِّثْ ثَانِيًا ثُمَّ وَسِّطنْ

بِهِ وبِقَصْرِ ثُمَّ بِالقَصْرِ مَعْ قَصْرِ

قوله تعالى: {ثُمَّ قِيلَ} [52] قرأ هشام، والكسائي، ورويس بضم القاف

(3)

.

والباقون بالكسر.

= التبصرة والهادي والكافي وغيرها، وعليه جملة المغاربة والمشارقة، وأرجح الوجهين في الحرز، وهو المشهور في الأداء القوي عند أهل التصريف كما قاله الجعبري، ووجه البدل بأن حذفها يؤدي إلى التباس الاستفهام بالخبر، وتحقيقها يؤدي إلى إثبات همزة الوصل وصلًا وهو لحن، والتسهيل فيه شيء من لفظ المحققة فتعين البدل وكان ألفًا لأنها مفتوحة انتهى. وذهب آخرون إلى تسهيلها بين بين قياسًا على سائر الهمزات المتحركات بالفتح إذا وليها همزة الاستفهام، وهو مذهب صاحب العنوان وغيره الوجهان في الحرز وأصله ولم يفصلوا بينهما بألف لضعفها عن همزة القطع (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 70).

(1)

النقل الوارد هنا في يونس عن نافع وابن وردان وحده، وليس لأبي جعفر كما ذكر المؤلف، قال ابن الجزري:

وانقل إلى الآخر غير حرف مد لورش

واختلف في الآن خذ ويونس به خطف

(2)

ما ذكره المؤلف من هذه الأوجه هي على وجه الاختيار، ولا أرى أن يقرأ القارئ بعددها في عرضه للرواية، ولم يرد أن قرأها عثمان بن أبي سعيد على شيخه بهذا العدد المذكور، وإنما هي مأخوذة من عملية افتراض وجود هذه الأوجه وجوازها في الرواية وضرب بعضها ببعض، فيصير هذا العدد.

(3)

أي بالإشمام وهو عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {جْبَى} {وَحِيلَ} ، و {وَسِيقَ} و {سِيءَ} انظر: المبسوط ص: 127، والغاية ص: 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 1/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص: 129). =

ص: 67

قوله تعالى: {هَلْ تُجْزَوْنَ} [52] قرأ هشام، وحمزة، والكسائي بإدغام لام "هَلْ" في التاء

(1)

.

والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {* وَيَسْتَنْبِئُونَكَ} [35] قرأ أبو جعفر بحذف الهمزة، وإلقاء حركتها على الباء الموحدة. وإذا وقف حمزة، أبدل الهمزة ياء، أو سهلها، أو نقل حركتها إلى الباء

(2)

.

(1)

اختُلِفَ في إدغام "بل" و "هل" في ثمانية أحرف، وقد ذكرنا حكمها بالتفصيل قبل ذلك، قال ابن الجزرى:

وبل وهل في تا وثا السين ادغم

وزاي طا ظا النون والضاد رسم

والسين مع تاء وثا قد واختلف

بالطاء عنه هل ترى الإدغام حف

وعن هشام غير نض يدغم عن

جلهم لا حرف رعد في الأتم

(النشر 2/ 7، شرح ابن القاصح ص 97، التيسير ص 43، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 41، الهادي 1/ 271، السبعة ص 127، الغاية ص 81).

(2)

اعلم أن أقسام الهمز المتحرك بعد متحرك تسعة؛ لأنّه يكون مفتوحًا ومكسورًا ومضمومًا وقبله كذلك، ويكون أيضًا متوسطًا ومتطرفًا أما غير المفتوحة بعد كسر وبعد ضم؛ فإنها تسهّل بين بين، أي بينها وبين حركتها، كما هو مذهب سيبويه، ودخل في هذا سبع صور: المضمومة مطلقًا، والمفتوحة بعد فتح، ومثالها في المتوسط {رؤوس - رؤوف - لِيُطْفِئُوا - سأل بارئكم - يَطْمَئِنّ - سْأَلُهُمْ} أما المتطرفة: فإن وقف عليها بالروم سهلت كذلك، أو بالسكون أبدلت من جنس حركة ما قبلها نحو {بْدَأُ} {لَا مَلْجَأَ - إِنِ امْرُؤٌ - تفتوا - يُبْدِئُ - الْبَارِئُ - شَاطِئِ - لُؤْلُؤًا - نَبَأَ} ووجه التسهيل أنه قياس المتحركة بعد الحركة، ولما كان أحد مذهبي حمزة إتباع القانون التصريفي اقتضى ذلك أن التصريفيين إذا اختلفوا في شيء حسن ذكره تتميمًا للفائدة، وقد أشار ابن الجزري في طيبته إلى أن الأخفش خالفَ سيبويه في نوعين: أحدهما: الهمزة المضمومة بعد الكسر، والمكسورة بعد الضم نحو {سَنُقْرِئُكَ - يَسْتَنْبِئُونَكَ} فسيبويه يسهلها من جنس حركة ما قبلها؛ فيبدلها ياء بعد الكسرة، وواوًا بعد الضمة، قال الداني في جامعه: وهذا مذهب الأخفش الذي لا يجوز عنده غيره، وأجاز هذا الإبدال لحمزة أبو العز القلانسي وغيره، وهو ظاهر كلام الشاطبي، وحكى أبو حيان عن الأخفش الإبدال في النوعين، ثم قال: وعنه في المكسورة المضموم ما قبلها من كلمة أخرى التسهيل بين بين، ثم قال: فنص له على الوجهين في المنفصل، والذي عليه جمهور القراء إلغاء مذهب الأخفش والأخذ بمذهب سببوبه وهو التسهيل بين الهمزة وحركتها، وفي مسألتي الناظم أيضًا مذهب معضل وهو تسهيل المكسورة بين الهمزة والواو، وتسهيل المضمومة بين الهمزة والياء، ونسب للأخفش، وإليه أشار الشاطبي بقوله:

....................

من حكى فيهما كالياء والواو معضلا

ووجه تدبيرها بحركها: أنها أولى بها من غيرها، ووجه تدبيرها بحركة ما قبلها قلبًا وتسهيلًا: أنهما لو دبرا =

ص: 68

قوله تعالى: {قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ} [53] قرأ ورش: "قُلِ إي" بالمد والتوسُّط والقصر مع النقل. وعن خلف - عن حمزة -: السكت وتركه على "قُلْ". وقرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر بفتح الياء في الوصل

(1)

. والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [65] قرأ يعقوب بفتح التاء، وكسر الجيم، وإذا وقف ألحق النون بهاء السكت، بخلاف عنه

(2)

والباقون بضم التاء، وفتح الجيم.

قوله تعالى: {قَدْ جَاءَتْكُمْ} [57] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام دال "قَدْ" في الجيم

(3)

. والباقون بالإظهار. وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(4)

. والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة، سهَّل الهمزة مع المد والقصر، وعنه - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر.

قوله تعالى: {فَلْيَفْرَحُوا} [58] قرأ رويس بتاء الخطاب

(5)

.

= بحركتيهما أدى إلى شبه أصل مرفوض، وهو واو ساكنة قبلها كسرة وياء ساكنة قبلها ضمة فقلبها إلى مجانس سابقهما. ووجه تسهيلهما: أن القلب أيضا أدى إلى أصل مرفوض، وهو ياء مضمومة بعد كسرة، وواو مكسورة بعد ضمة، قال ابن الجزري:

وبعد كسرة وضم أبدلا

إن فتحت ياء وواوا مسجلا

وغير هذا بين بين ونقل

ياء كيطفئوا وواوا كسئل

(شرح طيبة النشر 2/ 352، 353).

(1)

سبق قريبًا، قال ابن الجزري:

واثنان مع خمسين مع كسر عني

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 147).

(2)

هذا خطأ وقع فيه المؤلف؛ فيعقوب يلحق هاء السكت بجمع المذكر السالم وما يلحقه وما يصر عليه المصنف من تعرضه لإلحاق هاء السكت بالأفعال ليس متواترًا، لأنها لا تلحق إلا بجمع المذكر وما يلحقه، علمًا بأنه لم يتعرَّض لذلك إلا في كلمات معدودة، ولا يلحق هاء السكت بالأفعال وقد نص ابن الجزري على أن إلحاق هاء السكت بالفعل انفرادة لا يقرأ بها.

(3)

علة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما، وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان، فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(4)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {زَادَ} {خَابَ} ، في طه 61 فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

(5)

قال ابن الجزري: =

ص: 69

والباقون بياء الغيبة

(1)

.

قوله تعالى: {مِمَّا يَجْمَعُونَ} [58] قرأ ابن عامر، وأبو جعفر، ورويس بناء الخطاب

(2)

.

والباقون بياء الغيبة.

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ} [58] تقدم قريبًا.

قوله تعالى: {قُلْ آللَّهُ} [59] اتفق القرَّاء على إبدال همزة الوصل بين همزة الاستفهام واللام الساكنة من اسم الجليل، وأيضًا على تسهيلها. وورش على أصله من النقل.

وحمزة على أصله من السكت وعدمه

(3)

.

قوله تعالى: {إِذْ تُفِيضُونَ} [59] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام ذال "إِذْ" في التاء

(4)

.

= تفرحوا (غـ) ـث خاطبوا

وهي قراءة أبي وأنس رضي الله تعالى عنهما ورفعها في النشر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهي لغة قليلة، لأن الأمر باللام إنما يكثر في الغائب كقراءة الباقين والمخاطب المبني للمفعول نحو: لتعن بحاجتي يازيد، ويضعف الأمر باللام للمتكلم نحو: لأقم ولنقم ومنه قوله: قوموا فلأصلِّ لكم (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 316، النشر 4/ 354، النشر 2/ 283، الغاية ص 171، المبسوط ص 234، حجة القراءات ابن زنجلة ج 1/ ص 334).

(1)

وقراءة الياء على أمر الغائب أي ليفرح المؤمنون بفضل الله أي: الإسلام، وبرحمته: أي القرآن خير مما يجمعه الكافرون في الدنيا.

(2)

قال ابن الجزري:

خاطبوا

وتجمعوا (ثـ) ـب (كـ) ـم (غـ) ـوى

وقراءة الخطاب على الالتفات وتوافق قراءة رويس (شرح طيبة النشر 4/ 355، النشر 2/ 285، الغاية ص 171، السبعة ص 327).

(3)

سبق قبل صفحات قليلة.

(4)

وهذه قاعدة مطردة: أن ذال إذ تدغم في التاء قولًا واحدًا لأبي عمرو وهشام وحمزة وخلف البزار والكسائي، وقرأها الباقون بالإظهار قال ابن الجزري:

إذ في الصفير وتجد أدغم (حـ) ـلا لي

وبغير الجيم قاض رتلا =

ص: 70

والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {وَمَا يَعْزُبُ} [61] قرأ الكسائي بكسر الزاي.

والباقون بضمها

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا} [61] قرأ حمزة، ويعقوب، وخلف برفع الراء فيهما

(2)

.

والباقون بالنصب

(3)

.

قوله تعالى: {وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ} [65] قرأ نافع بضم الياء التحتية، وكسر الزاي

(4)

.

= والخلف في الدال مصيب وفتى

قد وصل الإدغام في دال وتا

(إتحاف فضلاء البشر ص 129).

(1)

قال ابن الجزري:

اكسر يعزب

ضما معا (ر) م

الكسر والضم لغتان، ومعنى يعزب يبعد ويغيب ومنه قولهم: المال عازب في المرعى (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 182، النشر 2/ 285، الغاية ص 172، المبسوط ص 334، شرح طيبة النشر 4/ 356، السبعة ص 328).

(2)

قال ابن الجزري:

........ أصغر ارفع أكبرا

(ظـ) ـل (فتى)

الحجة لمن قرأه بالرفع أنه رده على قوله {مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} قبل دخول من عليها فرد اللفظ على المعنى لأن من ها هنا زائدة.

(3)

والحجة لمن نصبهما أنهما في موضع خفض بالرد على قوله {وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ} ولم يخفضا لأنهما على وزن أفعل منك وما كان على هذا الوزن لم ينصرف في معرفة ولا نكرة (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 182، التيسير ص 122، النشر 2/ 285، الغاية ص 172، المبسوط ص 334، شرح طيبة النشر 4/ 356، السبعة ص 328).

(4)

وهذه قاعدة مطردة أن نافعًا يقرأ لفظ يحزن في كل القرآن بضم الياء وكسر الزاي ما عدا سورة الأنبياء فلا يقرأ في سورة الأنبياء إلا أبو جعفر، قال ابن الجزري:

يحزن في الكل اضمما

كسر ضم أم الأنبيا ثما

وحجة قراءة نافع قول العرب: هذا أمر محزن (الهادي 2/ 129، حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 181).

ص: 71

والباقون بنصب الياء وضم الزاي.

قوله تعالى: {شُرَكَاءَ إِنْ} [66] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وروش بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة بعد المفتوحة.

والباقون بتحقيقهما. وإذا وقف حمزة، وهشام على الأولى، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر

(1)

.

قوله تعالى: {فَأَجْمِعُوا} [71] قرأ رويس - بخلاف عنه -: "فَاجْمَعُوا" بهمزة وصل بعد الفاء، مع فتح الميم

(2)

. والباقون بهمزة قطع مفتوحة، وكسر الميم

(3)

.

قوله تعالى: {وَشُرَكَاءَكُمْ} [71] قرأ يعقوب برفع الهمزة بعد الكاف

(4)

.

(1)

هذه قاعدة مطردة وهي أن نافعًا وابن كثير وأبا عمرو وأبا جعفر ورويسًا يقرؤون بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة بينها وبين الياء قولا واحدًا، وذلك إذا كانت الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، قال ابن الجزري:

وعند الاختلاف الاخرى سهلن

حرم حوى غنا

وقد احتج من أبدل الهمزة الثانية بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي ساكنة نحو {كَأْسٍ} فتقلب الهمزة ألفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فإن تخفف ومعها مثلها أولى (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 129، (انظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص: 42).

(2)

اختلف عن رويس في قراة {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ} رويس من طريق أبي الطيب والقاضي أبي العلا من النخاس بالمعجمة كلاهما من التمارِ عنه بوصل الهمزة وفتح الميم، من جمع ضد فوق، وقيل جمع وأجمع بمعنى، وقرأ بقطع الهمزة مفتوحة وكسر الميم من باقي طرقه من أجمع يقال أجمع في المعاني في وجمع في الأعيان كأجمعت أمري وجمعت الجيش، قال ابن الجزري:

صل فاجمعوا وافتح (غـ) ـرا

خلفا

وحجة من قطع أنه أخذه من قولهم أجمعت على الأمر إذا أحكمته وعزمت عليه وأنشد:

يا ليت شعري والمنى لا تنفع

هل أغدون يومًا وأمري مجمع

(3)

والحجة لمن وصل أنه أخذه من قولهم جمعت ودليله قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ} فهنا من جمعت لا من أجمعت (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 183، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 316).

(4)

ووجه القراءة: أنه جعله عطفًا على ضمير فاجمعوا، وحسَّنه الفصل بالمفعول، ويحتمل الابتدائية؛ أي وشركاؤكم كذلك، قال ابن الجزري: =

ص: 72

والباقون بالنصب

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَا تُنْظِرُونِ} [71] قرأ يعقوب بإثبات الياء

(2)

.

قوله تعالى: {إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا} [72] قرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر بفتح الياء

(3)

.

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: (وَتَكوُنَ لَكُمَا} [78] قرأ شعبة - بخلاف عنه -: "وَيَكُونَ" بالياء التحتية

(4)

.

= .... و (ظـ) ــــــن شركاؤكم

(النشر 2/ 286 المهذب 1/ 306 شرح طيبة النشر 4/ 457، الغاية ص 172، إعراب القرآن 2/ 69).

(1)

وحجتهم: أنه عطف على {أَمّرَكُمْ} بتقدير مضاف، فالجمهور على النصب، وفيه أوجه أحدها: هو معطوف على أمركم، تقديره وأمر شركائكم، فأقام المضاف إليه مقام المضاف، والثاني: هو مفعول معه تقديره مع شركائكم. والثالث: هو منصوب بفعل محذوف، أي وأجمعوا شركاءكم وقيل: التقدير وادعوا شركاءكم (إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات - العكبري ج 2/ ص 31، النشر 2/ 286، المهذب 1/ 306، شرح طيبة النشر 4/ 457، الغاية ص 172، إعراب القرآن 2/ 69).

(2)

سبق مرارًا.

(3)

وقع من ياءات الإضافة تسع وتسعون ياء بعد ما همزة مفتوحة لهؤلاء القراء، وقد ذكرها ابن الجزري بقوله:

تسع وتسعون بهمزٍ انفتح

ذرون الاصبهاني مع مكٍّ فتح

التي أن قال:

وباقي الباب (حرم) حملا

وقاعدة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو فتح الكل وقاعدة البائين إسكانُها، ووجه فتح الكل مع الهمز أنه أحد الأصلين مع قصد ثبوته الخفي عند القوى وليتمكن من كمال لفظ الهمز. ووجه الإسكان مع أنه أحدهما وقصد التقوية محصلان بزيادة المدة، وزعم الكسائي أن العرب تستجنب نصب الياء مع كل ألف مهموزة سوى الألف واللام، يعني أن بعض العرب ترك فتح الياء مع همزة القطع لاجتماع الثقلين، وقال الفراء: لم أر هذا عند العرب؛ بل ينقلون الحركة في نحو: "عِندِي أبوك"(انظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص: 63، الإقناع 1/ 537).

(4)

اختلف عن أبي بكر في {وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ} فروى عنه العليمي بالياء على التذكير، وهي طريق ابن عصام عن الأصم عن شعيب، وكذا روى الهذلي عن أصحاب أبي بكر بتاء التأنيث، لأن اسم كان مؤنث مجازي، قال ابن الجزري:

يكون (صـ) ـــــــف خلفا

ص: 73

والباقون بالتاء الفوقية

(1)

.

قوله تعالى: {بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ} [79] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف:"سَحَّارٍ" بفتح الحاء مشددة بعد السين، والألف بعدها

(2)

.

والباقون بالألف بعد السين، والحاء بعد الألف مكسورة مخففة

(3)

.

قوله تعالى: {مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ} [81] قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر بعد الهاء من "بِهِ" بهمزة استفهام، وبعدها همزة وصل: مبدلة ممدودة، أو مسهَّلة مقصورة

(4)

.

(1)

وحجة من قرأ بذلك أنه قرأ بالتأنيث نظرًا للفظ (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 317، شرح طيبة النشر 4/ 359، المبسوط ص 236، الغاية ص 172، إعراب القرآن 2/ 69).

(2)

قرأ بإثبات الألف والتخفيف وبطرحها والتشديد في كل القرآن إلا في الشعراء، فإنه بالتشديد إجماعًا، قال ابن الجزري:

وسحار (شفا)

مع يونس في ساحر وخففا

فالحجة لمن شدد أنه أراد تكرير الفعل، والإبلاغ في العمل، والدلالة على أن ذلك ثابت لهم فيما مضى من الزمان كقولهم: هو دخّال خرّاج، إذا كثر ذلك منه وعرف به (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 160، شرح طيبة النشر 4/ 303، النشر 2/ 271، إعراب القرآن 1/ 197، العنوان ص 96).

(3)

والحجة لمن أثبت الألف وخفف أنه جعله اسمًا للفاعل مأخوذًا من الفعل وكل ما أتى بعده عليم فهو ساحر إلا التي في الشعراء فإنها في السواد قبل الألف فلم يختلف فيها أنها سحار وما كان بعده مبين فهو سحر (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 160، شرح طيبة النشر 4/ 303، النشر 2/ 271، إعراب القرآن 1/ 197، العنوان ص 96).

(4)

علي ذلك يجوز لكل منهما الوجهان من البدل مع إشباع المد والتسهيل بلا فصل بألف، فـ {مَا} استفهامية مبتدأ {جِئتُم بِهِ} خبره {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ} خبر مبتدأ محذوف أي: أي شيء أتيتم به؟ أهو السحر؟ أو السحر بدل من "ما" وفي موضعها وجهان: أحدهما: نصبٌ بفعل محذوف موضعه بعد "ما" تقديره أي شيء أتيتم به، وجئتم به، يفسر المحذوف فعلى هذا في قوله {السِّحْرُ} وجهان أحدهما: هو خبر مبتدأ محذوف أي هو السحر، والثاني: أن يكون الخبر محذوفًا أي السحر هو والثاني: موضعها رفع بالابتداء و {جِئْتُمْ بِهِ} الخبر و {السِّحْرُ} فيه وجهان أحدهما: ما تقدم من الوجهين، والثاني: هو بدل من موضع "ما" كما تقول ما عندك أدينار أم درهم (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 317، شرح طيبة النشر 4/ 359، النشر 1/ 287، السبعة ص 328، الغاية ص 172، إعراب القرآن 2/ 70، المبسوط ص 335، إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات - العكبري ج 2/ ص 32).

ص: 74

والباقون بهمزة وصل بعد الهاء من "بِهِ"

(1)

.

قوله تعالى: {أَنْ تَبَوَّءَا} [87] اختلف عن حفص في الوقف عليها بالياء

(2)

. وحمزة يقف بتسهيل الهمزة.

قوله تعالى: {بُيُوتًا

بُيُوتَكُمْ} [87]، قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر، وورش، وحفص بضم الباء الموحدة

(3)

.

والباقون بالكسر

(4)

.

قوله تعالى: {لِيُضِلُّوا} [88] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بضم الياء

(5)

.

(1)

وحجتهم: أنه يقرأ على لفظ الخبر وفيه وجهان أحدهما: استفهام أيضًا في المعنى وحذفت الهمزة للعلم بها. والثاني: هو خبر في المعنى.

(2)

ما ذكره المؤلف هنا من الوقف لحفص على {أن تبوءا} بالياء خطأ؛ لأن مذهبه تحقيق الهمز في الحالين (المحقق).

(3)

احتج من ضم بأن ذلك هو الأصل في الجمع كقلب وقلوب، ولذلك لم يسأل عن الياء وضمتها وباب {فَعْل} في الجمع الكثير "فعول" ولما كان هذا النوع لا يجوز فيه إلا الضم إذا لم يكن الثاني ياء نحو: كعوب ودهور، أجرى ما ثانيه ياءً على ذلك؛ لأنه أصله، ولئلا يختلف (شرح طيبة النشر 4/ 94، النشر 2/ 226، المبسوط ص 143، الغاية ص 112، الإقناع 1/ 607، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 284، شرح شعلة ص 286).

(4)

وهذه قاعدة مطردة أن ابن كثير وابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي وخلف البزار وقالون يقرأون بكسر ضم الباء والباقون بالضم، قال ابن الجزري في فرش سورة البقرة:

بيوت كيف جاء بكسر الضم (كـ) ــــــــم

(د) ن (صحبة) بلى

ووجه هولاء قراءتهم بأنهم أتوا بالكسرة مناسبة للياء استثقالًا لضم الياء بعد ضمة وهي لغة معروفة ثابتة ومروية (شرح طيبة النشر 4/ 94، المبسوط ص 143، السبعة ص 177، النشر 2/ 226، التيسير ص 80، كتاب سيبويه 2/ 305، تفسير ابن كثير 1/ 277).

(5)

قال ابن الجزري:

واضمم يضلوا مع يونس معًا (كفى)

والحجة لمن ضم أنه جعل الفعل متعديًا منهم إلى غيرهم فدل بالضم على أن ماضي الفعل على أربعة أحرف (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 148، شرح طيبة النشر 4/ 273، النشر 2/ 262، المبسوط ص 202، السبعة ص 267، التيسير ص 106).

ص: 75

والباقون بالفتح

(1)

.

قوله تعالى: {قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا} [89] اتفق القرَّاء على إدغام تاء التأنيث في الدال

(2)

.

قوله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعَانِّ} [89] قرأ ابن عامر - بخلاف عن هشام - بتخفيف النون

(3)

،

(1)

وحجتهم في وصفهم بالإضلال أن الذين أخبر الله عنهم بذلك قد ثبت لهم أنهم ضالون بما تقدم من وصفه جلّ وعزّ إياهم بالكفر به قبل أن يصفهم بالإضلال فلا معنى إذًا لوصفهم بالضلال، وقد تقدم أنهم ضالون، فكان وصفهم بأنهم يضلون الناس يأتي بفائدة غير ما تقدم من وصفهم في الكلام الأول، فهم الآن ضالون بشركهم، ويضلون غيرهم بما جاءوا به، جاء في التفسير أنها نزلت في قوم من المشيركين قالوا للمسلمين: تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتل الله قالوا: فإذا قريء {ليضلوا} بفتح الياء لم يكن في الكلام فائدة غير أنهم ضالون فقط، وقد علمت ضلالتهم بما تقدم من وصفهم فكأنه كرر كلامين ومعناه واحد (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1 / ص 270).

(2)

سبق قريبًا بيان حكم تاء التأنيث، قال ابن الجزري:

وتاء تأنيث بجيم الظا وثا

مع الصفير ادغم (رضى)(حـ) ــــــزو (جـ) ـــــــثا

بالظا وبزار بغير الثا و (كـ) ـــــم

بالصاد والظا وسجز خلف (لـ) زم

كهدمت والثا (لـ) ــــــنا والخلف (مـ) ـــــــل

أنبتت لا وجبت وإن نقل

(شرح طيبة النشر 3/ 11، 12).

(3)

اختلف عن ابن عامر في {وَلَا تَتَّبِعَانِّ} فروى ابن ذكوان والداجوني عن أصحابه عن هشام بفتح التاء وتشديدها وكسر الباء وتخفيف النون على أن لا نافية ومعناه النهي نحو {لا تضار} أو يجعل حالًا من {فَاسْتَقِيمَا} أي فاستقيما غير متبعين وقيل: نون التوكيد الثقيلة خففت وقيل: أكد بالخفيفة على مذهب يونس والفراء، وانفرد ابن مجاهد عن ابن ذكوان بتخفيف التاء الثانية وإسكانها وفتح الباء مع تشديد النون ورواه سلامة بن هارون أداء عن الأخفش عن ابن ذكوان والوجهان في الشاطبية، لكن في "النشر" نقلًا عن الداني أنه غلط من أصحاب ابن مجاهد سلامة لأن جميع الشاميين رووا عن ابن ذكوان بتخفيف النون وتشديد التاء، ثم ذكر أنها صحت من طرق أخرى وبيّنها ثم قال: وذلك كله ليس من طرقنا، ولذا لم يعرج عليها في الطيبة على عادته في الانفرادات، وروى الحلواني عن هشام بتشديد التاء الثانية وفتحها وكسر الباء وتشديد النون وبه قرأ الباقون، فتكون لا للنهي، ولذا أكد بالنون لأن تأكيد النفي ضعيف، قال ابن الجزري:

............... وخف

تتبعان النون من له اختلف

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 317، شرح طيبة النشر 4/ 358، النشر 2/ 286، السبعة 329، المبسوط ص 335، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 522).

ص: 76

وروى - أيضًا - عن ابن ذكوان بإسكان التاء، وفتح الباء الموحدة، وهو ضعيف جدًّا

(1)

.

قوله تعالى: {قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ} [90] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف:"إِنَّهُ" بكسر الهمزة

(2)

.

والباقون بالفتح

(3)

.

قوله تعالى: {بَنُو إِسْرَائِيلَ} [90] قرأ أبو جعفر بتسهيل الهمزة من "إسْرَائيل"، مع المد والقصر

(4)

. وعن ورش في الهمزة المد والقصر

(5)

.

قوله تعالى: {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ} [91] اتفق القراء على همزة الوصل التي بين همزة الاستفهام وبين لام التعريف في البدل وفي التسهيل. ونقل نافع، وأبو جعفر - بخلاف

(1)

قوله ضعيف هو كلام خطأ، فهدا الوجه لا يعتد به، ولا تجوز القراءة به.

(2)

قال ابن الجزري:

.............. وأنه (شفا) فاكسر

الحجة لمن كسر أنه جعل تمام الكلام عند قوله تعالى آمنت ثم ابتدأ "إن" فكسرها، والحجة لمن فتح أنه وصل آخر الكلام بأوله، وهو يريد آمنت بأنه فلمّا أسقط الباء وصل الفعل إلى "أن" فعمل فيها (النشر 2/ 287، الغاية ص 173، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 522، المبسوط ص 335، المهذب 1/ 309، شرح طيبة النشر 4/ 360، إعراب القرآن 1/ 463، إيضاح الوقف والابتدا ص 708، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 184).

(3)

والحجة لمن فتح أنه وصل آخر الكلام بأوله وهو يريد آمنت بأنه فلما أسقط الباء وصل الفعل إلى "أن" فعمل فيها.

(4)

مع المد والقصر لتغير السبب، وإذا قرئ له بالإشباع على طريق العراقيين كان له ثلاثة أوجه، واعلم أن كل حرف مد واقع قبل همز مغير يجوز فيه المد والقصر؛ فالمد لعدم الاعتداد بالعارض وهو التسهيل، والقصر اعتدادًا بالعارض، قال ابن الجزري:

والمد أولى إن تغير السبب

وبقي الأثر أو فاقصر أحب

(5)

هذا الوجه لورش من طريق الأزرق، وقد اختلف في مد الياء فيها كنظائره للأزرق فنص بعضهم على مدها واستثناها الشاطبي والوجهان في الطيبة قال ابن الجزري:

........................

وأزرق إن بعد همز حرف مد

مد له واقصر ووسط كنأى

فالآن أوتوا إى ءآمنتم رأى

لا عن منون ولا الساكن صح

بكلمة أو همز وصل في الأصح

وامنع يؤاخذ وبعادًا الأُولى

خلف وآلان وإسرائيلا

(انظر: شرح طيبة النشر 2/ 176، الإتحاف ص: 134).

ص: 77

عنه - حركة الهمزة إلى لام التعريف. وعن ورش في "آلآن" على وجه البدل تسعة أوجه، وهي: تثليث همزة الاستفهام، وتثليث الهمزة بعد لام التعريف مع النقل؛ فتضرب الثلاثة الأولى في الثلاثة الثانية بتسعة، وله على وجه التسهيل ثلاثة في الثانية. واختصر الشيخ شمس الدين الجزري التسعة الأولى إلى ستة وقد نظمها في بيتين، وقد تقدم ذكر البيتين عند قوله تعالى:{آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ} [91].

قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ} [92] قرأ يعقوب بإسكان النون الثانية، وتخفيف الجيم

(1)

.

والباقون بفتح النون الثانية وتشديد الجيم

(2)

.

قوله تعالى: {لِمَنْ خَلْفَكَ} [92] قرأ أبو جعفر بإخفاء النون الساكنة عند الخاء.

والباقون بالإظهار.

(1)

قرأ يعقوب بابًا {نُنَجِّي} كيف وقع سواء كان اسمًا أو فعلًا اتصل به ضمير أم بدل بنون أو باء وهو أحد عشر موضعًا منها {فاليوم ننجيك} و {ننجي رسلنا} و {ننجي المؤمنين} في يونس، وفي الحجر الآية 59 {إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ} وفي مريم الآية 72 {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} وفي العنكبوت الآية 32، 33 لننجيه، وإنا {إنا منجوك} منجوك} وفي الزمر الآية 61 {وينجي} وفي الصف الآية 10 {ننجيكم من عذاب} ؛ فقرأها كلها بتخفيف الكل إلا الزمر عن رويس، ووافقه بعض على بعض، فقرأ بتخفيف {قل الله ينجيكم} نافع، وابن ذكوان، والبصريان، وابن كثير، وقرأ بتخفيف مريم يعقوب، والكسائي، وبتخفيف الزمر روح، والحجر وأول العنكبوت يعقوب وحمزة والكسائي وخلف، وثاني العنكبوت حمزة والكسائي وخلف وشعبة ويعقوب وابن كثير، وآخر يونس حفص ويعقوب والكسائي، وثقل الصف ابن عامر، وخففها الباقون، وحجتهم قوله {لئن أنجيتنا من هذه} ولم يقل نجيتنا. قال ابن الجزرى:

وننجي الخف كيف وقعا

(ظـ) ل وفي الثاني (ا) تل (مـ) ـــــن (حق) وفي

كاف (ظـ) ــــبى (ر) ض تحت صاد (شـ) رف

والحجر أولى العنكبا (ظـ) ـــــلم (شفا)

والثان (صحبة)(ظـ) ــــــهير (د) لفا

ويونس الأخرى (عـ) ــــــــلا (ظـ) ـــــــبى (ر)

عا وثقل (صـ) ــــــــحف (كـ) ـــــــــــــم

(2)

وحجتهم إجماعهم على تشديد قوله قبلها {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ} فكان إلحاق نظير لفظه به أولى من المخالفة بين اللفطين (شرح طيبة النشر 4/ 256، النشر 2/ 258، المبسوط ص 195، إتحاف فضلاء البشر ص 265، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 255).

ص: 78

قوله تعالى: {فَسْئَلِ الَّذِينَ} [94] قرأ ابن كثير، والكسائي، وخلف بنقل حركة الهمزة إلى السين

(1)

.

والباقون بإسكان السين، وهمزة مفتوحة

(2)

. وإذا وقف حمزة، نقل.

قوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكَ} [94]، {قَدْ جَاءَكُمُ} [108] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار دال "قَدْ" عند الجيم.

والباقون بالإدغام

(3)

.

وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف.

والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا -

(1)

هكذا (سل) بغير همز في الفعل المُواجَه به خاصة، مع الواو والفاء على تخفيف الهمز، أَلقيَا حركة الهمزة على السين الساكنة قبلها. فحَرَّكا السين، وحذفا الهمزة، على أصل تخفيف الهمز. وخصا هذا بالتخفيف لكثرة استعماله، وتصرفه في الكلام، وثقل الهمزة، وذلك في الأمر المُواجه به إذا كان قبله واو أو فاء، وحسن ذلك لإجماعهم على طرح الهمزة في قوله:{سَلْ بَنِي إِسْرَاءِيلَ} (سورة البقرة آية 211)، وفي قوله:{سَلْهُمْ أَيُّهُمْ} (سورة القلم آية 40) قال ابن الجزري:

وسل (ر) وى (د) م

وإنما خص المُواجه به بطرح الهمزة دون غيره، كما فعلت العرب بطرح لام الأمر في المواجهة، وإثباتها في غير المواجهة، فيقولون:"قم، خذ". فإن كان غير مُواجَه به لم تطرح اللام نحو: ليقم زيد، ليخرج عمرو، فكذلك هذا، وإنما فُعل ذلك مع الواو والفاء، لأنهما يوصل بهما إلى اللفظ بالسين، لأن أصلها السكون، وحركة الهمزة عليها عارضة، لا يعتد بها، فقامت الواو والفاء مقام ألف الوصل، التي للابتداء يؤتى بها. وقرأ الباقون بالهمزة على الأصل، وهما لغتان، والهمز أحب إليَّ، لأنه الأصل، ولأن عليه أكثر القراء، ولإجماعهم على الهمز في غير المُواجَه به، نحو:"وليسألوا"(الكشف عن وجوه القراءات 387 - 388).

(2)

وحجتهم في ذلك أن العرب لا تهمز سل فإذا أدخلوا الواو والفاء وثم همزوا، فإن سأل سائل فقال إذا أدخلوا الواو والفاء لم همزوا هلا تركوها فالجواب في ذلك أن أصل سل اسأل فاستثقلوا الهمزتين فنقلوا فتحة الهمزة إلى السين فلما تحركت السين استغنوا عن ألف الوصل فإذا تقدمه واو أو فاء ردوا الكلمة إلى الأصل وأصله "واسألوا" لأنهم إنما حذفوا لاجتماع الهمزتين، فلما زالت العلة ردوها إلى الأصل (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 201).

(3)

سبق قبل صفحات قليلة.

ص: 79

البدل مع المد والقصر

(1)

.

قوله تعالى: {كَلِمَتُ} [96] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر بالألف بعد الميم؛ على الجمع

(2)

.

والباقون بغير ألف؛ على الإفراد

(3)

.

قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ} [99] قرأ حمزة وابن ذكوان

(4)

وخلف بالإمالة. والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة وهشام أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر

(5)

.

قرأ الأصبهاني بتسهيل الهمزة وقفًا ووصلًا، وحمزة وقفًا لا وصلًا.

قوله تعالى {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ} [100] قرأ شعبة بالنون

(6)

.

(1)

ما ذكره المؤلف من البدل لحمزة في {جاءك - جاءكم} مع المد والقصر خطأ؛ لأنه ليس له في نحو ذلك إلا التسهيل مع المد والقصر فقط؛ لأن الهمز هنا متوسط بالضمير، وذلك لقول ابن الجزري:

إلا موسطًا أتى بعد ألف

(2)

قال ابن الجزري:

وكلمات اقصر (كفا)(ظـ) ــــــلا وفى

يونس وزالطول (شفا)(حقـ) ــــــا (نـ) ــــفى

وحجتهم في ذلك أنها مكتوبة بالتاء فدل ذلك على الجمع وعلى أن الألف التي قبل التاء اختصرت في المصحف وأخرى أن الكلمات جاءت بعدها بلفظ الجمع فقال {لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} وفيها إجماع فكان الجمع في الأول أشبه بالصواب للتوفيق بينهما إذ كانا بمعنى واحد (شرح طيبة النشر 4/ 270، النشر 2/ 262، المبسوط ص 201، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 268).

(3)

ووجه التوحيد: إرادة الجنس وما تكلم به تعالى على حد {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى} وحجتهم: إجماع الجميع على التوحيد في قوله {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ} فردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه (شرح طيبة النشر 4/ 270، النشر 2/ 262، المبسوط ص 201، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 268).

(4)

كذا قرأه هشام بخلف عنه.

(5)

سبق بيانه في {جاء} .

(6)

قال ابن الجزري:

......... ويجعل بنون (صـ) ــــــرفا

ووجه القراءة: أنه جعله مسندًا للمتكلم المعظم، مناسبة لقوله {كَشَفْنَا عَنْهُمُ} و {وَمَتَّعْنَاهُمْ} (شرح طيبة النشر 4/ 360، الغاية ص 173، النشر 2/ 287، المبسوط ص 236).

ص: 80

والباقون بالياء

(1)

.

قوله تعالى: {قُلِ انْظُرُوا} [101] قرأ عاصم، وحمزة، ويعقوب - في الوصل - بكسر اللام

(2)

.

والباقون بالضم

(3)

. وأما في الابتداء: فالجميع بضم الهمزة.

(1)

ووجه قراءتهم: أنهم جعلوه مسندًا لضمير اسم الله تعالى في قوله تعالى {بِإِذْنِ اللَّهِ} (شرح طيبة النشر 4/ 360، الغاية ص 173، النشر 2/ 287، المبسوط ص 236، السبعة 330، المهذب 1/ 310).

(2)

اختلف فيما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة ويبدأ الفعل الذي يلي الساكن الأول بالضم وأول الساكنين أحد حروف لتنود والتنوين فاللام نحو {قل أدعوا} والتاء نحو {وَقَالَتِ اخْرُجْ} والنون نحو {فَمَنِ اضْطُرَّ} - {أَنِ اغْدُوا} والواو {أَوِ ادْعُوا} والدال {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ} والتنوين {فتيلًا انظر} فأبو عمرو بكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التقاء الساكنين، لا في واو {أو أخرجوا - أو ادعوا - أو انقص} ولام قل نحو {قل أدعوا - قل انظروا} فبالضم فيهما لثقل الكسرة على الواو لضم القاف، وقرأ عاصم وحمزة بالكسر في الستة على الأصل، وقرأ يعقوب بالكسر أيضًا فيها كلها إلا في الواو فقط فضم، وقرأ الباقون بالضم في الستة اتباعًا لضم الثالث إلا أنه اختلف عن قنبل في التنوين، إذا كان عن جر نحو:{خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ} {عيون أدخلوها} فكسره ابن شنبوذ، وضمه ابن مجاهد كباقي أقسام التنوين، واختلف أيضًا عن ابن ذكوان في التنوين فروى النقاش عن الأخفش كسره مطلقًا، وكذا نص أبو العلاء عن الرملي عن الصوري، وكذا روى عن ابن الأخرم عن الأخفش، واستثنى كثير عن ابن الأخرم {برحمة ادخلوا الجنة} بالأعراف و {خَبِيثَةٍ اجتُثَّتّ} بإبراهيم، وروى الصوري من طريقيه الضم مطلقًا، والوجهان صحيحان عن ابن ذكوان من طريقيه كما في النشر، وخرج بقيد الكلمتين ما فصل بينهما بأخرى نحو {إن الحُكْمُ} {قُلِ الرُّوحُ} {غُلِبَتِ الرُّومُ} فإنه وإن صدق عليه أن الثالث مضموم ضمًّا لازمًا لكن أل المعرفة فصلت بينهما وبقيد الضمة اللازمة نحو {أن امشيوا) إذ أصله امشيوا و {إن امرؤ} لأن الضمة منقولة؛ أي تابعة لحركة الإعراب، ومن {أن اتقوا} إذ أصله اتقيوا، و {غلام اسمه} لأنها حركة إعراب، قال ابن الجزري:

والساكن الأول ضم

لضم همز الوصل واكسره (نـ) ما

(فـ) ـــــز غير قل (حـ) ــــــلا وغير أو (حـ) ــــــما

والخلف في التنوين (مـ) ــــــز وإن يجر (ز) ن خلفه

(التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 198، السبعة ص 174).

(3)

قال ابن الجزرى:

فز غير قل حلا وغير

والحجة لمن ضم أنه لما احتاج إلى حركة هذه الحروف كره الخروج من كسر إلى ضم، فأتبع الضم الضم =

ص: 81

قوله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي} [103] قرأ يعقوب بإسكان النون الثانية، وتخفيف الجيم

(1)

.

والباقون بفتح النون، وتشديد الجيم.

قوله تعالى: {رُسُلَنَا} [103] قرأ أبو عمرو بإسكان السين

(2)

.

والباقون بالرفع.

قوله تعالى: {حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ} [103] قرأ بعقوب، والكسائي، وحفص بإسكان النون الثانية، وتخفيف الجيم

(3)

.

والباقون بفتح النون الثانية، وتشديد الجيم.

والوقف عليها للجميع بغير ياء.

قوله تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [107]، {وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} [109]، قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر، والكسائي، وقالون بإسكان الهاء

(4)

.

= ليأتي باللفظ من موضع واحد، فإن قيل: فلم وافقهم أبو عمرو على الكسر إلا في الواو واللام وحدهم فقل: لما احتاج إلى حركة الواو حركها بحركة هي منها لأن الضم فيها أسهل من الكسر ودليله قوله {اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى} . فإن قيل: فما حجة ابن عامر في ضم التنوين؟ فقل: الحجة له أن التنوين حركة لا تثبت خطًّا ولا يوقف عليه فكانت الحركة بما بعده أولى من الكسر (التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 198، السبعة ص 174، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 92).

(1)

سبق ذكره في الآية (92) من هذه السورة وانظر النشر 2/ 258، المبسوط ص 195، إتحاف فضلاء البشر ص 265، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 255).

(2)

سبق بيانه في أول السورة بما أغنى عن إعادته هنا.

(3)

سبق بيانه في {ننج} أعلاه.

(4)

قرأها المذكورون بسكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن {وَهْوَ، فَهْوَ، وَهْيَ، فَهْيَ، لَهْيَ} وزاد الكسائي {ثُمَّ هْيَ} ، وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة، فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لمَّا توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلات ضمات في {وهو} وكسرتان وضمة في {هي} فأسكن =

ص: 82

والباقون بالرفع

(1)

.

* * *

= الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93).

(1)

الصواب أن يقال بضم الهاء لا كما ذكر المؤلف.

ص: 83

(الأوجه التي بين يونس وهود)

وبين يونس وهود من قوله تعالى: {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ} [يونس: 109] إلى قوله تعالى: {حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود: 1] ألف وجه، وخمسمائة وجه، وأربعة وستون وجهًا

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: مائة وجه واثنا عشر وجهًا.

ورش: أربعمائة وجه وثمانون وجهًا.

ابن كثير: أربعة وستون وجهًا.

أبو عمرو: مائة وستون وجهًا.

ابن عامر: ثمانون وجهًا.

شعبة: أربعة وستون وجهًا.

حفص: أربعة وستون وجهًا.

خلف: ثمانية أوجه.

خلاد: أربعة أوجه مندرجة مع خلف.

الكسائي: أربعة وستون وجهًا.

أبو جعفر: مائة وجه واثنا عشر وجهًا.

يعقوب: ثلاثمائة وعشرون وجهًا.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 84

(سُورَةُ هُودٍ)

(1)

قوله تعالى: {الر} [1] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة بالإمالة محضة

(1)

. وقرأ نافع - بخلاف عن قالون - بين بين

(2)

. وقرأ الباقون - وقالون معهم - بالفنح. وقرأ أبو جعفر بسكتة لطيفة على الألف، وعلى اللام، وعلى الراء.

والباقون بغير سكت.

قوله تعالى: {وَإِنْ تَوَلَّوْا} [3] قرأ البزي في الوصل بتشديد التاء

(3)

.

(1)

قال ابن الجزري:

ورا الفواتح أمل (صحبة)

(كـ) ـــف (مـ) ـــلا

وعلة الإمالة: أن الألف التي من هجاء (را) في تقدير ما أصله الياء؛ لأنها أسماء ما يكتب به، ففرق بينهما وبين الحروف التي لا تجوز إمالتها نحو: ما، ولا، وإلا، وهذا هو مذهب سيبويه في إجازة الإمالة (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 186، الكتاب لسيبويه 2/ 34، إيضاح الوقف والابتدا ص 479).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، وليس لقالون سوى الفتح فقط.

(3)

اختلف في تشديد تاء الفعل والتفعل الواقعة في أوائل الأفعال المستقبلة إذا حسن معها تاء أخرى ولم ترسم خطًّا وذلك في إحدى وثلاثين تاء أولها في قوله {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ} فقرأ البزي من طريقيه بتشديد التاء من هذه المواضع كلها حال الوصل إلا الفحام والطبري والحمامي؛ فإن الثلاثة رووا عن أبي ربيعة عن البزي تخفيفها في المواضع كلها، واتفق أبو جعفر مع البزي في تشديد تاء {لَا تَنَاصَرُونَ} بالصافات واتفق رويس مع البزي في تشديد {نَارًا تَلَظَّى} ، قال ابن الجزري:

في الوصل تا تيمموا اشدد تلقف

تَلهَ لا تنازعوا تعارفوا

تفرقوا تعاونوا تنابزوا

وهل تربصون مع تميزوا

تبرج إذ تلقوا التجسسا

وفتَّفرق توفَّى في النسا

تنزَّل الأربع أن تبدلا

تخيرون مع تولوا بعد لا

مع هود والنور والامتحان لا

تكلَّم البزي تلظى (هـ) ـــب (مـ) ـــلا

تناصروا (ثـ) ـــق (هـ) ـــد وفي الكل اختلف

له وبعد كنتم ظلتم وصف

وعلة من شدد: أنه أحال على الأصل، لأن الأصل في جميعها تاءان، فلم يحسن له أن يظهرهما فيخالف الخط في جميعها؛ إذ ليس في الخط إلا تاء واحدة، فلما حاول الأصل وامتنع عليه الإظهار، أدغم إحدى =

ص: 85

والباقون بغير تشديد.

قوله تعالى: {فَإِنِّي أَخَافُ} [3] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر في الوصل بفتح الباء

(1)

. والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {وَهُوَ عَلَى} [4]، {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ} [7] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر، وقالون بإسكان الهاء

(2)

. والباقون بالرفع.

قوله تعالى: {إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} [7] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف:"سَاحِر" بفتح السين، وألف بعدها، وكسر الحاء

(3)

.

والباقون بكسر السين، وإسكان الحاء

(4)

.

قوله تعالى: {وَحَاقَ} [8] قرأ حمزة بالإمالة

(5)

.

= التائين في الأخرى، وحسن له ذلك، وجاز اتصال المدغم بما قبله، فإن ابتدأ بالتاء لم يزد شيئًا، وخفف كالجماعة؛ لئلا يخالف الخط، ولم يمكنه الإدغام في الابتداء؛ لأنه لا يبتدأ بمدغم؛ لأن أوله سكن والساكن لا يبتدأ به، فكان يلزمه إدخال ألف وصل للابتداء (شرح طيبة النشر 4/ 121، 122، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 314، النشر 2/ 232، التيسير ص 83، 84، التبصرة ص 446، المبسوط ص 152).

(1)

سبق قريبًا توضيح وشرح ياءات الإضافة وقاعدتها عند نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو (انظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص: 63، الإقناع 1/ 537).

(2)

سبق قريبًا.

(3)

قال ابن الجزري:

وسحر ساحر (شفا)

كالصف هود وبيونس (د) فا

(كفى)

حجتهم إجماع الجميع على قوله {فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} ، واحتجوا أيضًا بأن من قرأ {سَاحِرٌ} بألف فهذا إشارة إلى النبي عليه السلام بغير حذف ويحتمل أن يكون إشارة إلى الإنجيل فيكون اسم الفاعل في موضع مصدر كما قالوا: عائذًا بالله من شرها يريدون عياذًا بالله (شرح طيبة النشر 4/ 238، مشكل إعراب القرآن - القيسي ج 1/ ص 244).

(4)

والحجة لمن حذفها أنه أراد المصدر "وإن" بمعنى ما، وهذا إشارة إلى ما جاء به عيسى عليه السلام، ويجوز أن يكون هذا إشارة إلى النبي عليه السلام على تقدير حذف مضاف تقديره إن هذا إلا ذو سحر (التيسير ص 100، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 135، إتحاف فضلاء البشر ص 257).

(5)

سبق بيان ما في مثل هذه الكلمة من قراءة قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين =

ص: 86

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [8] قرأ أبو جعفر بنقل حركة الهمزة إلى الزاي، وحذفه

(1)

. وكذا يفعل حمزة في الوقف، وله - أيضًا - إبدالها ياء، وله - أيضًا - تسهيلها.

والباقون بالهمز. وورش على أصله في الهمز وصلًا ووقفًا

(2)

.

قوله تعالى: {عَنِّي إِنَّهُ} [10] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر بفتح الياء في الوصل

(3)

.

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} [13]، {مِمَّنِ افْتَرَى} [18]، {وَمَا نَرَى} [27] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(4)

. وقرأ نافع - بخلاف عن قالون - بالإمالة بين بين

(5)

.

والباقون بالفتح.

= (وانظر: النشر 2/ 59، التيسير ص 50، التبصرة ص 373، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 1/ ص 230، الغاية ص 95).

(1)

قال النويري في شرح طيبة النشر (2/ 290) اختص أبو جعفر بحذف كل همز مضموم قبل كسر وبعدها واو نحو {مُتَّكِئُونَ - مُسْتَهْزِئُونَ} ، قال ابن الجزري:

.... .... ..... .... ....

واحذف

كمتكون استهزئوا يطفوا (ثـ) ـــمد

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(3)

وقعت ياء الإضافة قبل همزة القطع المكسورة في واحد وستين موضعًا بالقرآن الكريم اختلف منها في اثنتين وخمسين ياء نحو {عَنِّي إِنَّهُ} {أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} وفتح هذا النوع نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر والباقون بالسكون قال ابن الجزري:

واثنان مع خمسين مع كسر عني

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 147).

(4)

سبق بيان ما في مثل هذه الكلمة من إمالة.

(5)

سبق بيان حكم ما في هذا الحرف قبل عدة صفحات بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين.

ص: 87

قوله تعالى: {فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ} [14]"فَإِلَّمْ" هنا موصولة، أي: بغير نون بين الهمزة واللام.

قوله تعالى: {وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [14]"أَنْ لا" هنا مقطوعة، أي: بالنون بين الهمزة واللام ألف.

قوله تعالى: {يُضَاعَفُ لَهُمُ} [20] قرأ ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب بغير ألف بعد الضاد، وبتشديد العين

(1)

.

والباقون بألف بين الضاد والعين، وتخفيف العين

(2)

.

قوله تعالى: {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [24] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص:"تَذَكَّرُونَ" بتخفيف الذال

(3)

.

والباقون بالتشديد

(4)

.

قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ} [25] قرأ نافع، وابن عامر، وعاصم، وحمزة بكسر الهمزة.

والباقون بالفتح

(5)

.

(1)

في كل مضارع بني للفاعل أو المفعول عرى عن الضمير أو اتصل به بأي إعراب كان، واسم المفعول، فيصير النطق {فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 301، شرح طيبة النشر 4/ 107، الغاية ص 115، حجة القراءات ص 139).

(2)

وحجة من خفف وأثبت الألف: أن أبا عمرو حكى أن (ضاعف) أكثر من (ضعَّف)، لأن ضعف معناه مرتان، وحكى أن العرب تقول: ضعفت درهمك؛ أي جعلته درهمين، وتقول: ضاعفته؛ أي جعلته أكثر من درهمين (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 300، إتحاف فضلاء البشر ص 159، 160، السبعة ص 185).

(3)

قرأ المذكورون بتخفيف لفظًا {تَذَكَّرُونَ} المضارع المرسوم بتاء واحدة حيث وقع، قال ابن الجزري:

تذكرون (صحب) خففا

(4)

ووجه التشديد: أن أصله تتذكرون بتاء المضارعة وتاء التفعيل، ومعناه هنا حصول الفعل بالتراخي والتكرار فخفف بإدغام التاء (شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).

(5)

المعنى قال لهم: إني لكم نذير وحجتهم قوله {قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ} لما أظهر القول ها هنا كان إضماره هناك أولى لأن القصة واحدة، وحذف القول كثير مستعمل في القرآن والكلام كما قال =

ص: 88

قوله تعالى: {أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ} [26]"أَنْ لا" هنا مقطوعة.

قوله تعالى: {إِنِّي أَخَافُ} [26] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل - بفتح الياء

(1)

. والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {بَادِيَ الرَّأْيِ} [27] قرأ أبو عمرو بهمزة مفتوحة بعد الدال

(2)

. والباقون بياء تحتية مفتوحة

(3)

.

وأبدل الهمزة من "الرَّأي" ألفًا: أبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - وكذا حمزة في الوقف.

= تعالى {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} أي يقولون سلام عليكم (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 337، شرح طيبة النشر 4/ 361، النشر 2/ 288، المبسوط ص 238، الغاية ص 174، التيسير ص 124، زاد المسير 4/ 95).

(1)

سبق بيان حكم الإمالة قبل صفحات قليلة (وانظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص: 63، الإقناع 1/ 537).

(2)

قال الإمام ابن الجزري في النشر 1/ 407: الهمزة المتطرفة المتحركة في الوصل نحو: {إِنْشَاءً} {يَسْتَهْزِئ} و {لِكُلِّ امْرِئٍ} إذا سكنت في الوقف فهي محققة في مذهب من يبدل الهمزة الساكنة، وهذا مما لا خلاف فيه، قال الحافظ في جامعه: وقد كان بعض شيوخنا يرى ترك الهمز في الوقف على {بَادِيَ} لأن الهمز في ذلك تسكن في الوقف، قال: وذلك خطأ في مذهب أبي عمرو من جهتين: إحداهما: إيقاع الإشكال بما لا يهمز؛ إذ هو عنده من الابتداء الذي أصله الهمز لا من الظهور الذي لا أصل له في ذلك. والثانية: أن ذلك كان يلزم في نحو {قُرِئَ} و {اسْتُهْزِئَ} وشبههما بعينه وذلك غير معروف من مذهبه فيه، وهذا يؤيد ويصحح ما ذكرناه من عدم إبدال همزة {بَارِئِكُمْ} حالة إسكانها تخفيفًا. وحجة من همز: أنه جعله من الابتداء تقديره: أنهم قالوا لنوح: ما نراك اتبعك إلا الذين هم الأراذل في أول الأمر؛ أي ما نراك في أول الأمر؛ كأنه رأي ظهر لهم لم يتعقبوه بنظر وتفكر، ونصب {بَادِيَ} على الظرف، وحسن ذلك في فاعل لإضافته إلى {الرَّأْيِ} كما نصبوا المصدر على الظرف؛ لإضافته إلى الرأي في قولهم: إما جهر رأي فإنك منطلق (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 526، إتحاف فضلاء البشر 1/ 320).

(3)

وحجة من قرأه بغير همز: أنه جعله من بدا يبدو إذا ظهر، ويكون التفسير على نوعين في هذه القراءة أحدهما: أن يكون اتبعوك في الظاهر، وباطنهم على خلاف ذلك، أي أنهم أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، ويجوز أن يكون اتبعوك في ظاهر الرأي ولم يتدبروا ما قلت ولم يفكروا فيه (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 338، إتحاف فضلاء البشر 1/ 320، النشر 7/ 401، السبعة ص 332).

ص: 89

والباقون بالهمز.

قوله تعالى: {بَلْ نَظُنُّكُمْ} [27] قرأ الكسائي بإدغام اللام في النون

(1)

.

قوله تعالى: {أَرَأَيْتُمْ} [28] قرأ نافع، وأبو جعفر بتسهيل الهمزة بعد الراء، وعن ورش - أيضًا - إبدالها ألفًا، وأسقطها الكسائي

(2)

. والباقون بالتحقيق. وإذا وقف حمزة، سهَّلها.

قوله تعالى: {فَعُمِّيَتْ} [28] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص بضم

(1)

اختلف في إدغام "بل" و"هل" في ثمانية أحرف أولها: التاء نحو {هَلْ تَنْقِمُونَ} {بَلْ تَأْتِيهِمْ} ثانيها: الثاء {هَلْ ثُوِّبَ} فقط. ثالثها: الزاي {بَلْ زُيِّنَ} {بَلْ زَعَمْتُمْ} فقط. رابعها: السين {بَلْ سَوَّلَتْ} معا فقط. خامسها: الضاد {بَلْ ضَلُّوا} فقط. سادسها: الطاء {بَلْ طَبَعَ} سابعها: الظاء {بَلْ ظَنَنْتُمْ} فقط. ثامنها: النون {بَلْ نَظُنُّكُمْ} {بَلْ نَقْذِفُ} فاشتركت هل وبل في التاء والنون، واختص هل بالثاء المثلثة وبل بالخمسة الباقية فقرأ بإدغام اللام في الأحرف الثمانية الكسائي، وافقه ابن محيصن بخلف عنه في لام هل في النون، وقرأ حمزة بالإدغام في التاء والثاء والسين واختلف عنه في {بَلْ طَبَعَ} فأدغمه خلف من طريق المطوعي، وكذا رواه ابن مجاهد عن أصحابه عنه، وأدغمه خلاد أيضًا من طريق فارس بن أحمد، وكذا في التجريد من قراءته على الفارسي، وخص في الشاطبية الخلاف بخلاد، والمشهورة عن حمزة الإظهار من الروايتين، وقرأ هشام بالإظهار عند الضاد والنون، واختلف عنه في الستة الباقية، وصوب في النشر الإدغام عنه فيها وقال: إنه الذي عليه الجمهور وتقتضيه أصول هشام، واستثنى أكثر الرواة الإدغام عن هشام {هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ} بالرعد الآية 16 فأظهروها، وهو الذي في الشاطبية وغيرها، ولم يستثنها في الكفاية واستثناها في الكامل للحلواني دون الداجوني، ونص في المبهج على الوجهين من طريق الحلواني عنه، والباقون بالإظهار في الثمانية إلا أن أبا عمرو أدغم لام هل في تاء {تَرَى} بالملك الآية 3 والحاقة الآية 8 فقط وافقه الحسن واليزيدي، قال ابن الجزري:

وبل وهل في تا وثا السين ادغم

وزاي طا ظا النون والضاد رسم

والسين مع تاء وثا (فـ) ـــد واختلف

بالطاء عنه هل ترى الإدغام (حـ) ـــف

وعن هشام غير نض يدغم

عن جلهم لا حرف رعد في الأتم

(النشر 2/ 7، شرح ابن القاصح ص 97، التسير ص 43، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 41، الهادي 1/ 271، السبعة ص 127، الغاية ص 81).

(2)

واختلف عن ورش من طريق الأزرق في {أَرَأَيْتَ} فأبدلها بعضهم عنه ألفًا خالصة مع إشباع المد للساكنين وهو أحد الوجهين في الشاطبية والأشهر عنه التسهيل كالأصبهاني وعليه الجمهور وهو الأقيس وقرأ الكسائي بحذف الهمز في ذلك كله (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 79).

ص: 90

العين، وتشديد الميم

(1)

. والباقون بفتح العين، وتخفيف الميم

(2)

.

قوله تعالى: {إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا} [29] قرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر - في الوصل - بفتح الياء

(3)

.

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا} [29] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، والبزي - في الوصل - بفتح الياء

(4)

. والباقون بالإسكان.

(1)

أي أخفيت كما يقال عميت عليه الأمر حتى لا يبصره وحجتهم في حرف عبد الله: فعماها عليكم، وقيل: إن في مصحف أبي (فعماها عليكم) فبان بما في حرف مصحف أبي أن الفعل مسند إلى الله وأنه هو الذي عماها فردت في قراءتنا إلى ما لم يسم فاعله والمعنى واحد والعرب تقول: عُمِّيَ عليَّ الخبر وهي مع ذلك ليس الفعل لها في الحفيقة، وإنما استجازوها على مجاز كلام العرب فإذا ضممت العين كانت مفعولًا بها غير مسمى فاعلها فاستوى حينئذ الكلام، فلم يحتج إلى مجاز كلام العرب وترك المجاز إذا أمكن تركه أحسن وأولى وأحرى وهي أن ذلك أتى عقيب قوله {وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ} وذلك خبر من نوح أن الله تعالى خصه بالرحمة التي آتاها إياه فكذلك قوله فعميت خبر عن الله أنه هو الذي خذل من كفر به، قال ابن الجزري:

....................

عميت اضمم شدَّ (صحب)

(2)

أي فعميت البينة عليكم، وحجتهم أن التي في القصص لم يختلف فيها مفتوحة العين قال الله تعالى {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ} فهذه مثلها فكما يقال خفي علينا الخبر يقال عمي علي الأمر، وهذا مما حولت العرب الفعل إليه وهو لغيره كقولهم: دخل الخاتم في إصبعي والخف في رجلي؛ ولا شكَّ أن الرجل هي التي تدخل في الخف والإصبع في الخاتم (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 338، النشر 2/ 288، شرح طيبة النشر 4/ 361، المبسوط ص 238، زاد المسير 4/ 97، الغاية ص 174).

(3)

وقعت ياء الإضافة قبل همزة القطع المكسورة في واحد وستين موضعًا بالقرآن الكريم اختلف منها في اثنتين وخمسين ياء نحو {مِنِّي إِلَّا} {أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} وفتح هذا النوع نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر، والباقون بالسكون، إلا أنه وقع الخلاف على غير هذا الوجه في خمس وعشرين ياء منها؛ فقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وكذا أبو جعفر بفتح {أجري إلا} بيونس الآية 72 وموضعي هود الآية 29 وخمسة في الشعراء الآية 109، 127، 145، 164، 180 وموضع بسبأ الآية 47 الجملة تسع، قال ابن الجزري:

واثنان مع خمسين مع كسر عني

إلى قوله:

وباقي الباب إلى ثنا حلى

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 147).

(4)

سبق قبل قليل.

ص: 91

قوله تعالى: {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [30] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص بتخفيف الذال

(1)

. والباقون بالتشديد

(2)

.

قوله تعالى: {إِنِّي إِذً} [31] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل - بفتح الياء

(3)

. والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {قَدْ جَادَلْتَنَا} [32] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار دال "قَد" عند الجيم. والباقون بالإدغام

(4)

.

قوله تعالى: {إِنْ شَاءَ} [33] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بالإمالة

(5)

. والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر.

قوله تعالى: {نُصْحِي إِنْ} [34] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل - بفتح الياء

(6)

. والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {جَاءَ أَمْرُنَا} [40] قرأ أبو عمرو، والبزي، وقالون بإسقاط الهمزة الأولى من المتفقتين بالفتح مع المد والقصر

(7)

. وقرأ ورش، وقنبل، وأبو جعفر،

(1)

قرأ المذكورون بتخفيف لفظًا {أفلا تذكرون} المضارع المرسوم بتاء واحدة حيث وقع، قال ابن الجزري:

تذكرون (صحب) خففا

(شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).

(2)

ووجه التشديد: أن أصله تتذكرون بتاء المضارعة وتاء التفعيل، ومعناه هنا حصول الفعل بالتراخي والتكرار فخفف بإدغام التاء (شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).

(3)

سبق في {أَجْرِيَ إِلَّا} .

(4)

سبق توضيح حكم إدغام دال "قد" قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 40، التيسير ص 45، النشر 2/ 5، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(5)

سبق قبل قليل.

(6)

سبق في {أَجْرِيَ إِلَّا} .

(7)

إذا اتفقت الهمزتان بالفتح نحو {جَاءَ أَمْرُنَا} ، و {شَاءَ أَنْشَرَهُ} و {السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} وشبهه فورش وقنبل يجعلان الثانية كالمدة وقالون والبزي وأبو عمرو يسقطون الأولى والباقون يحققون الهمزتين معًا، قال ابن الجزري في باب الهمزتين من كلمتين:

أسقط الأولى في اتفاق زن غدا

خلفهما حز وبفتح بن هدى =

ص: 92

ورويس بتسهيل الثانية. وعن ورش، وقنبل - أيضًا - إبدالها ألفًا.

والباقون بتحقيقهما. وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(1)

.

والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة، وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر.

قوله تعالى: {مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ} [40] روى حفص في الوصل بتنوين "كُلٍّ"

(2)

.

والباقون بغير تنوين

(3)

.

قوله تعالى: {مَجْرَاهَا} [41] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص بفتح الميم

(4)

.

والباقون بالضم

(5)

.

= وسهلًا في الكسر والضم وفي

بالسوء والنبيء الإدغام اصطفي

وسهل الأخرى رويس قنبل

ورش وثامن وقيل تبدل

مدًا زكا جودا

(التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 33).

(1)

سبق قبل قليل.

(2)

قال ابن الجزري:

منونا

من كل فيهما (عـ) ـلا

وحجة من قرأه منونًا: أنه أراد من كل شيء فحذف كما حذف من قوله {وَكُلٌّ أَتَوْهُ} و {زَوْجَيْنِ} مفعول به و {اثْنَيْنِ} وصف له وتقدير الكلام اسلك فيها زوجين اثنين من كلٍّ، أي من كل جنس ومن كل الحيوان كما قال:{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ} أي ولكل إنسان قبلة لأن كلًّا وبعضًا يقتضيان مضافًا إليهما (النشر 2/ 288، شرح طيبة النشر 4/ 363، المبسوط ص 239، السبعة ص 333، زاد المسير 4/ 106).

(3)

وحجة من أضاف: أنهم عدوا الفعل إلى {اثْنَيْنِ} وخفض {زَوْجَيْنِ} لإضافة {كُلٍّ} إليهما، والتَّقديرُ: احمل فيها اثنين من كل زوجين؛ أي من كل صنفين (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 528).

(4)

من جرت السفينة جريًّا ومجرى وقالوا: إن معنى ذلك بسم الله حين تجري وحجتهم قوله بعدها {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ} ولم يقل وهي تجري فهذا أول دليل على صحة معنى مجراها بفتح الميم وإسناد إلى السفينة في اللفظ والمعنى، قال ابن الجزري:

....... مجرى اضمما

(صـ) ـف (كـ) ـم (سما)

(النشر 2/ 288، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 528، شرح طيبة النشر 4/ 363، المبسوط ص 239، الغاية ص 174، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 340).

(5)

والمعنى: أي بالله إجراؤها وبالله إرساؤها يقال: أجريته مجرى وإجراء في معنى واحد وهما مصدران، =

ص: 93

وأمال الألف بعد الراء محضة: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف، وحفص. ولم يمل حفص في القرآن غيره

(1)

. وقرأ نافع - بخلاف عن قالون - بين بين

(2)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَمُرْسَاهَا} [41] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(3)

.

وقرأ نافع بالفتح، وبين اللفظين

(4)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَهِيَ} [42] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر، وقالون بإسكان الهاء

(5)

.

= وحجتهم إجماع الجميع على ضم الميم في مرساها فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه (النشر 2/ 288، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 528، شرح طيبة النشر 4/ 363، المبسوط ص 239، الغاية ص 174، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 340).

(1)

قرأ أبو عمرو كحمزة والكسائي وخلف بإمالة كل ألف بعد راء في فعل كـ {اشترى} و {ترى} و {أرى} {فأراه} {يفترى} {تتمارى} {يتوارى} أو اسم للتأنيث كـ {بشرى} و {ذكرى} و {أسرى} و {القرى} و {النصارى} و {سكارى} و {أسارى} إمالة كبرى. واختلف عن أبي عمرو وأبي بكر في {يَا بُشْرَى} بيوسف الآية 19 فالفتح عن أبي عمرو رواية عامة أهل الأداء، وبه قطع في التيسير، ورواه عن أبي بكر يحيى بن آدم من أكثر طرقه، والإمالة المحضة عن أبي عمرو، ورواها عنه جماعة منهم ابن مهران والهذلي، ورواها عن أبي بكر العليمي من أكثر طرقه، وقلله عن أبي عمرو بعضهم، وهو أحد الوجهين له في التذكرة والتبصرة، والثلاثة لأبي عمرو في الشاطبية كالطيبة، وفي النشر الفتح أصح رواية، والإمالة أقيس على أصله، وافقه اليزيدي على الثلاثة. واختلف عن ابن ذكوان في هذا الباب - أعني الراء - فأماله عنه الصوري، وفتحه عنه الأخفش. واختلف عن الأخفش عن ابن ذكوان في {أَدْرَاكَ} و {أَدْرَاكُمْ} حيث وقع فأماله عنه ابن الأخرم، وهو الذي في الهداية وغيرها، وفتحه عنه النقاش، وهو الذي في التجريد وغيره. وقرأ أبو بكر بإمالة {أَدْرَاكُمْ} بيونس الآية 16 فقط، واختلف عنه في غيره، فروى عنه العراقيون الفتح، وروى عنه جمغ المغاربة الإمالة، ووافقهم حفص على إمالة {مَجْرَاهَا} بهود الآية 41 ولم يمل في القرآن العظيم غيره للأثر (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 107).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، وليس لقالون سوى الفتح فقط.

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

سبق ذكرها في أول السورة (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132 الكشف عن وجوه القراءات =

ص: 94

والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا} [42] قرأ عاصم بفتح الياء في الوصل

(1)

.

والباقون بالكسر، وكلاهما مع التشديد

(2)

.

وأدغم الباء في الميم: أبو عمرو، والكسائي، ويعقوب، واختلف عن ابن كثير وعاصم، وقالون، وخلاد

(3)

، وروي الإظهار عن يعقوب. والصواب تقييده من غير

= 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93).

(1)

فتح عاصم لفظًا {يَابُنَيَّ} بفتح الياء والتشديد في هود فقط، وأما في يوسف والمواضع الثلاثة في لقمان، حيث جاء مضموم الأول؛ فحفص وحده، واتفق على فتح آخر لقمان البزي، وسكنها مخففة قنبل، وسكن ابن كثير أول لقمان، وكسر وسطها على أصله، والثلاثة الباقية عنده كالباقين في الستة، وهي {يَابُنَيَّ ارْكَبْ} و {يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ} بيوسف، و {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ} و {يَابُنَيَّ إِنَّهَا} و {يَابُنَيَّ أَقِمِ} كلاهما بلقمان، و {يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى} بالصافات، فصار حفص بفتح الستة، وشعبة بفتح الأول وكسر الخمسة، والبزي بإسكان أول لقمان وفتح آخرها وكسر الأربعة والباقون بكسر الكل، وقد خرج بتخصيص المذكور {يَابُنَيَّ لَا} و {يَابَنِيَّ اذْهَبُوا} ، فالقراء متفقون فيها على الفتح، قال ابن الجزري:

ويا بني افتح (نـ) ـما

وحيث جا حفص وفي لقمانا

الأخرى (هـ) ـدى (عـ) ـلم وسكن (ز) انا

وأولا (د) ن

وحجة من شدد وفتح الياء: أنه لما أتى بالكلمة على أصلها بثلاث ياءات استثقل اجتماع الياءات والكسرات، فأبدل من الكسرة التي قبل ياء الإضافة فتحة، فانقلبت ياء الإضافة ألفًا ثم حذفت الألف كما تحذف الياء في النداء، وبقيت الفتحة تدل على الألف المحذوفة، وقد أجاز المازني: يا زيدا تعال؛ يريد يا زيدي، ثم أبدل من كسرة الدَّال فتحة ومن الياء ألفًا، قال المازني: وضع الألف مكان الياء مطرد، وعلى هذا قرأ ابن عامر {يَاأَبَتِ} بفتح التاء؛ أراد يا أبتي، ثم قلب وحذف الألف لدلالة الفتحة عليها.

(2)

الحجة لمن كسر الياء أنه أضاف إلى نفسه فاجتمع في الاسم ثلاث ياءات ياء التصغير وياء الأصل وياء الإضافة فحذفت ياء الإضافة اجتزاء بالكسرة التي قبلها لأن النداء مختص بالحذف لكثرة استعماله (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 187، شرح طيبة النشر 4/ 363، النشر 2/ 289، المبسوط ص 239، السبعة ص 334، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 529).

(3)

قال ابن مهران في المبسوط في القراءات العشر (ص: 91): كان أبو عمرو يدغم كل حرفين يلتقيان من جنس واحد أو مخرج واحد أو قريبي المخرج، سواء كان الحرف المدغم سكنًا أو متحركًا إلا أن يكون مضاعفًا، أو منقوصًا، أو مفتوحًا قبله ساكن غير مثلين. وقد وافقه هنا في هذا اللفظ الكسائي وأبو عمرو ويعقوب بلا خلاف، وابن كثير وقالون وعاصم وخلاد بخلف منه، فأما ابن كثير: فقطع له بالإدغام وجهًا واحدًا جماعة، وبالإظهار كذلك، وأطلق صاحب التيسير والشاطبية وغيرهما الخلاف عن البزي، وخص =

ص: 95

روايتي رويس، وروح

(1)

. وانفرد صاحب "المُنهِج" بالإدغام عن ورش، من طريق الأصبهاني

(2)

. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ} [42] قرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي - ورويس بالإمالة ورويس بالإمالة محضة. واختلف عن ابن ذكوان

(3)

. وأماله ورش - من طريق الأزرق - بين بين، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي} [44] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس - في الوصل - بإبدال الهمزة الثانية المفتوحة بعد المضمومة واوًا بعد تحقيق الأولى.

والباقون بتحقيقهما. وإذا وقف حمزة، وهشام على الأولى، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر، ولهما - أيضًا - تسهيلها مع المد والقصر والروم معهما.

قوله تعالى: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [46] قرأ الكسائي، ويعقوب بكسر الميم، وفتح

= الأكثرون قنبلًا بالإظهار من طريق ابن شنبوذ، والإدغام من طريق ابن مجاهد، وأما قالون: فقطع له بالإدغام صاحب التبصرة والهداية وغيرهما، وله قرأ الداني على أبي الحسن، وبالإظهار: صاحب الإرشاد وغيره، والأكثرون على تخصيص الإدغام بأبي نشيط والإظهار بالحلواني، وأما عاصم: فقطع له بالإظهار جماعة، والأكثرون بالإدغام، وأما خلاد فالأكثرون على الإظهار له وهو الذي في الكافي وغيره، قال ابن الجزري:

.... وفي اركب (ر) ض (حما) والخلف (د) ن (بـ) ـي (نـ) ـل قوى

ووجه الإدغام: اشتراكهما في بعض المخرج وتجانسهما في الانفتاح والاستفال (شرح طيبة النشر 3/ 24، الحجة لابن خالويه (1/ 120) النشر (1/ 274)، السبعة لابن مجاهد (ص: 116)، إتحاف فضلاء البشر (ص: 126).

(1)

وعلى هذا فلا يقرأ بالإظهار ليعقوب؛ لأنَّهُ ليس من طريق النشر.

(2)

لا يقرأ للأصبهاني بهذا الوجه؛ لأنَّهُ انفرادة.

(3)

قال ابن الجزري:

....................

وكيف كافرين (جـ) ـاد وأمل

(تـ) ـب (حـ) ـز (مـ) ـنا خلف

(غـ) ـلا وروح قل اختلف

ووجه الإمالة المحضة التناسب بين الألف وبين ترقيق الراء، وتنبيهًا على أن الكسرة تؤثر على غير الراء مع جاورة أخرى ولزومها وكثرة الدور، ولهذا لم يطرد في الكافر وكافر والذاكرين (انظر إتحاف فضلاء البشر (ص: 130) وابن مهران الأصبهاني في المبسوط (ص: 112).

ص: 96

اللَّام من غير تنوين، ونصب الراء من "غير"

(1)

.

والباقون بنصب الميم، ورفع اللَّام مع التنوين، ورفع راء "غير"

(2)

.

قوله تعالى: {فَلَا تَسْأَلْنِ مَا} [46] قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر بفتح اللَّام، وتشديد النون. وفتح النون: ابن كثير. واختلف عن هشام: فقرأ بالفتح والكسر. والباقون بالكسر.

وأثبت الياء بعد النون في الوصل: أبو عمرو، وأبو جعفر، وورش

(3)

. وأثبتها يعقوب وقفًا ووصلًا، وحذفها الباقون وقفًا ووصلًا

(4)

.

(1)

وحجة من قرأ برفع {عمل} و {غير} أنه جعل الكلام متصلًا من قول الله تعالى لنوح، وجعل الضمير في {أنه} راجعًا إلى السؤال فجعل {عمل} خبر {إن} لأنَّهُ هو السؤال، وجعل {غير} صفة لـ {عمل} والتَّقديرُ: إن سؤالك أن أنجي كافرًا عمل منك غير صالح، قال ابن الجزري:

........ عمل كعلما

غير انصب الرفع (ظـ) ـهيرا (ر) سما

(النشر 2/ 289، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 530، شرح طيبة النشر 4/ 365، المبسوط ص 239، إعراب القراءات السبع 1/ 283).

(2)

وحجة من قرأ بالرفع: ما روي في التفسير جاء في قوله {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} أي إن سؤالك إياي أن أنجي كافرًا عمل غير صالح لأن نوحا قال {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} فقال الله تعالى {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} الذين وعدتك أن أنجيهم، إن سؤالك إياي عمل غير صالح وقيل {لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} أي من أهل دينك فالهاء في قراءتهم كناية عن السوال، ولم يجر له ذكر ظاهر، وذلك جائز فيما قد عرف موضعه أن يكنى عنه أو جرى ما يدلُّ عليه كقوله جل وعز {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا} فكنى عن البخل، لأنَّهُ ذكر الذين يبخلون اكتفاء به من ذكر البخل وكنى عنه وقال {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} يعني الشمس وهذه أعلام لا يُجْهَلُ موضعُها قال الشاعر:

إذا نهى السفيه جرى إليه

وخالف والسفيه إلى خلاف

فقال: جرى إليه ولم يجر ذكر السفه ولكن لما ذكر السفيه دل على السفه، وكذلك السؤال في قصة نوح لم يجر له ذكر ولكنه لما ذكر {إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} دل على السؤال. وقال آخرون منهم الزجاج: الهاء كناية عن ابن نوح أي إنه ذو عمل غير صالح كما قال الشاعر:

ترتع ما رتعت حتَّى إذا ادكرت

فإنما هي إقبال وإدبار

أي ذات إقبال وإدبار (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 341، النشر 2/ 289، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 530، شرح طيبة النشر 4/ 365، المبسوط ص 239، إعراب القراءات السبع 1/ 283).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط عنه فعنه.

(4)

للقراء في لفظ {فَلَا تَسْأَلْنِ} سبع مراتب: =

ص: 97

قوله تعالى: {إِنِّي أَعِظُكَ} [46]، {إِنِّي أَعُوذُ بِكَ} [47] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر بفتح الياء، في الوصل

(1)

.

والباقون بالإسكان فيهما.

قوله تعالى: {وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ} [47] اتفقوا على إسكان الياء وقفًا ووصلًا.

= الأولى: قراءة قالون والأصبهاني وابن ذكوان {تَسألنِ} بكسر النون المشددة وحذف الياء في الحالين وفتح اللَّام.

الثانية: قراءة الأزرق وأبي جعفر {تَسْأَلْنِ} بكسر النون مشددة، وإثبات الياء وصلًا لا وقفًا مع فتح اللَّام. الأصل فلا تسألنني فاجتمعت ثلاث نونات مثل ما اجتمعت في إنني وكأنني ثم حذفوا النون التي زيدت مع الياء فقيل: إني وكذلك حذفت النون في قوله فلا تسألني.

الثالثة: قراءة ابن كثير {تَسْأَلْنِ} بفتح النون مشددة وحذف الياء في الحالين مع فتح اللَّام. والأصل فلا تسأل جزمًا على النهي، ثم دخلت نون التوكيد، ففتحت اللَّام لالتقاء الساكنين كما تقول لا تضربن ولا تشتمن أحدًا الأصل لا تضرب، ثم دخلت نون التوكيد، فبني الكلام على الفتح لاجتماع الساكنين.

الرابعة: قراءة أبي عمرو {تَسْأَلْنِ} بكسر النون مخففة وإثبات الياء وصلًا ووقفًا مع إسكان اللَّام.

{تَسْأَلْنِ} بفتح النون وأنا أقرأ {فَلَا تَسْأَلْنِ} لقول الله تعالى {رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ} قال: أن أسألك يدلُّ على أنه نهاه أن يسأله.

الخامسة: قراءة يعقوب {تَسْأَلْنِي} بكسر النون مخففة وإثبات الياء في الحالين مع إسكان اللَّام.

السادس: قراءة هشام {تَسْأَلْنِ} بكسر النون مخففة وحذف الياء في الحالين مع إسكان اللَّام. وإنما حذفوا الياء اختصارًا لأن الكسرة تدل على الياء.

السابعة: هي قراءة الباقين التي أشار إليها المؤلف.

قال ابن الجزري:

تسألن فتح النون (د) م (لـ) ـي الخلف

واشدد (كـ) ـما (حرم) و (عـ) ـم

(النشر 2/ 289، شرح طيبة النشر 4/ 366، الغاية ص 175، المبسوط ص 240، التيسير ص 125، إيضاح الوقف والابتدا ص 263، زاد المسير 2/ 114).

(1)

قال ابن الجزري:

تسع وتسعون بهمزٍ انفتح

ذرون الأصبهاني مع مكيّ فتح

ووجه فتح الكل مع الهمز أنه أحد الأصلين مع قصد ثبوته الخفي عند القوي وليتمكن من كمال لفظ الهمز. ووجه الإسكان مع أنه أحدهما وقصد التقوية محصَّلان بزيادة المدة، وزعم الكسائي أن العرب تستجنب نُصِبَ الياء مع كل ألف مهموزة سوى الألف واللام، (انظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص: 63، الإقناع 1/ 537).

ص: 98

قوله تعالى: {قِيلَ يَانُوحُ} [48] قرأ الكسائي، وهشام، ورويس بضم القاف

(1)

.

والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ} [48] هنا ثمان ميمات، منها: خمسة مرسومة، والثلاثة لفظيَّة.

قوله تعالى: {مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [50] قرأ الكسائي، وأبو جعفر بكسر الراء والهاء

(2)

.

والباقون برفعهما

(3)

. وأخفى التنوين عند الغين: أبو جعفر. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا} [51] قرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر، وحفص بفتح الياء، في الوصل

(4)

. والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {فَطَرَنِي أَفَلَا} [51] قرأ نافع، وأبو جعفر، والبزي - في الوصل - بفتح

(1)

أي بالإشمام وهو عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {جيى} و {حيل} و {سيق} و {سيى} (انظر: المبسوط ص: 127، والغاية ص: 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص: 129).

(2)

قال ابن الجزري:

ورا من إله غيره اخفض حيث جا

رفعا (ثـ) ـنا

ووجه الجر: أنه صفة إله، أو بدل على اللفظ وصلة الهاء بعد الكسرة ياء (التيسير ص 110، شرح طيبة النشر 4/ 300، النشر 2/ 270، المبسوط ص 210).

(3)

فالحجة لمن قرأه بالرفع أنه جعله حرف استثناء، فأعربه بما كان الاسم يعرب به بعد إلا كقوله تعالى:{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ} ويجوز الرفع في غير على الوصف لإله قبل دخول من عليه كقوله تعالى: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} (شرح طيبة النشر 4/ 300، النشر 2/ 270، المبسوط ص 210، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 157).

(4)

وقعت ياء الإضافة قبل همزة القطع المكسورة في واحد وستين موضعًا بالقرآن الكريم اختلف منها في اثنتين وخمسين ياء نحو {مِنِّي إِلَّا} {أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} وفتح هذا النوع نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر. والباقون بالسكون إلا أنه وقع الخلاف على غير هذا الوجه في خمس وعشرين ياء منها؛ فقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وكذا أبو جعفر بفتح {أَجْرِيَ إِلَّا} بيونس الآية 72 وموضعي هود الآية 29 وخمسة في الشعراء الآية 109، 127، 145، 164، 180، وموضع بسبأ الآية 47 الجملة تسع، قال ابن الجزري:

............................

واثنان مع خمسين مع كسر عني

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 147).

ص: 99

الياء

(1)

. والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {إِلَّا اعْتَرَاكَ} [54] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(2)

، وقرأ نافع

(3)

- بخلاف عن قالون - بين بين

(4)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ} [54] قرأ نافع، وأبو جعفر - في الوصل - بفتح الياء

(5)

.

والباقون بالإسكان

(6)

.

قوله تعالى: {فَكِيدُونِي} [55] هذه الياء ثابتة وقفًا ووصلًا؛ لثبوتها في الرسم.

قوله تعالى: {ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ} [55] قرأ يعقوب بإثبات الياء بعد النون وقفًا ووصلًا

(7)

.

(1)

ياءات الإضافة هي ياء زائدة آخر الكلمة فليست بلام الفعل وتتصل بالاسم وتكون مجرورة المحل نحو {نفسي - ذكري} وبالفعل منصوبة المحل نحو {فطرني - ليحزنني} وبالحرف منصوبته ومجرورته نحو: {إني - لي} فإطلاق هذه التسمية عليها تجوز حيث جاءت منصوبة المحل كما ترى، ويصح أن تحذف وأن يكون مكانها هاء الغائب وكانت المخاطب فتقول في نفسي وفطرني نفس وفطر ونفسه وفطره ونفسك وفطرك وقد خرج عن ذلك نحو {الداعي - أتهتدي - وإن أدري - ألقي إلي - قل أوحي إلي} ثم إن الفتح والإسكان فيها لغتان فاشيتان في القرآن وكلام العرب والإسكان فيها هو الأصل الأول لأنَّها مبنية، والأصل في البناء السكون، والفتح أصل ثان، لأنَّه اسم على حرف غير مرفوع فقوي بالحركة وكانت فتحة للتخفيف. (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 144).

(2)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد ذكرناها قريبًا.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم ذكرناها مرارًا.

(5)

كل ياء بعدما همزة مضومة نحو قوله عز وجل {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ} و {إِنِّي أُشْهِدُ} وشبهه فنافع وأبو جعفر يفتحانها حيث وقعت، ويستثنى من ذلك {آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ} {بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} واختلف عن أبي جعفر وحده في قوله تعالى {أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} والباقون يسكنونها. ووجه فح الياء هو الاستمرار على أصولهما، وعادل زيادة الثقل قلة الحروف، قال ابن الجزري:

وعند ضم الهمز عشر فافتحن

(مدًا) وأني أوف بالخلف (ثـ) ـمن

(6)

ووجه الإسكان ثقل الضم (شرح طيبة النشر 3/ 277).

(7)

الياء الزائدة غير الأصلية هي ياء المتكلم الزائدة، وقد وقعت في واحد وثمانين موضعًا، نحو {فارهبون - فاتقون - لا تكفرون - فلا تنظرون - ثم لا تنظرون - فأرسلون - ولا تقربون - أن تفندون} . =

ص: 100

والباقون بحذفها وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {عَلَى صِرَاطٍ} [56] قرأ قنبل، ورويس بالسين

(1)

. وقرأ خلف - عن حمزة - بإشمامها كالزاي

(2)

.

والباقون بالصاد.

قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا} [57] قرأ البزي بتشديد التاء في الوصل

(3)

. والباقون بالتخفيف.

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا} [58] قرأ أبو عمرو، والبزي، وقالون بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر

(4)

. وورش، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الثانية بعد تحقيق الأولى، وعن ورش

(5)

، وقنبل - أيضًا - إبدال الثانية ألفًا. والباقون بتحقيقهما.

قوله تعالى: {مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [61] ذكر قريبًا في قصة هود، عليه السلام.

قوله تعالى: {أَتَنْهَانَا} [62] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(6)

.

(1)

الصراط والسراط: بمعنى واحد ولكلٍّ ممن قرأ بالسين أو الصاد حجته، فمن قرأ بالسين قال: إن السين هي أصل الكلمة أما من قرأ بالصاد فقال: إنها أخف على اللسان؛ لأن الصاد حرف مطبق كالطاء فيتقاربان وتحسنان في السمع، والسين حرف مهموس؛ فهو أبعد من الطاء (انظر: شرح النويري على طيبة النشر 2/ 47، 48، الحجة لابن خالويه 1/ 36، 37، حجة القراءات لابن زنجلة ص 80).

(2)

ومنه إشمام حرف بحرف كمثالنا. ومنع إشمام حركة بحركة كإشمام حركة الكسر بالفم في {قِيلَ} {وَغِيضَ} ، وكقوله {يَصْدِفُونَ} و {أَصْدَقُ} وبابه. أي أن خلف عن حمزة قرأ بالصاد المشمة صوت الزاي حيث وقعا، وحجته في ذلك أنه لما رأى الصاد فيها مخالفة للطاء في الجهر؛ لأن الصاد حرف مهموس والطاء مجهور أشم الصاد لفظ الزاي للجهر الذي فيها؛ فصار قبل الطاء حرف يشابهها في الإطباق، وفي الجهر (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 34). وهنا لابد من ذكر فائدة وهي: أنه اختلف عن خلاد على أربعة طرق: الأول: الإشمام في الأول من الفاتحة فقط. الثاني: الإشمام في حرفي الفاتحة فقط. الثالث: الإشمام في المعرف باللام في الفاتحة وجميع القرآن. الرابع: عدم الإشمام في الجميع.

(3)

سبق ذكر تشديد تاء الفعل والتفعل الواقعة في أوائل الأفعال المستقبلة في أول السورة (وانظر: شرح طيبة النشر 4/ 121، 122، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 314، النشر 2/ 232، التيسير ص 83، 84، التبصرة ص 446، المبسوط ص 152).

(4)

سبق بيانه قريبًا.

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(6)

الإمالة لحمزة والكسائي وخلف البزار سبق بيانها في أول السورة (وانظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة =

ص: 101

وقرأ نافع بالفتح

(1)

، والإمالة بين بين

(2)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {أَرَأَيْتُمْ} [63] قرأ نافع، وأبو جعفر بتسهيل الهمزة بعد الراء؛ وكذا يفعل حمزة في الوقف. وعن ورش - أيضًا - إبدالها ألفًا. وقرأ الكسائي بإسقاطها

(3)

.

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا} [66] ذكر قبيل.

قوله تعالى: {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ} [66] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما - بإدغام الياء في الياء. والباقون بالإظهار. وقرأ نافع، والكسائي، وأبو جعفر بفتح الميم

(4)

.

والباقون بالكسر

(5)

.

قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا} [68] قرأ حمزة، ويعقوب، وحفص - في

= النشر 3/ 55، 56).

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(2)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات.

(3)

اختلف عن ورش من طريق الأزرق فأبدلها بعضهم عنه ألفًا خالصة مع إشباع المد للساكنين وهو أحد الوجهين في الشاطبية والأشهر عنه التسهيل كالأصبهاني وعليه الجمهور وهو الأقيس وقرأ الكسائي بحذف الهمز في ذلك كله (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 79).

(4)

جعلا {يَوْمِ} و {إذ} بمنزلة اسمين جعلا اسمًا واحدًا كقولك خمسة عشر وقيل: إنما فتح لأن الإضافة لا تصح إلى الحروف ولا إلى الأفعال فلما كانت إضافة يوم إلى إذ غير محضة فتح وبني، قال ابن الجزري:

يومئذ مع سأل فافتح (إ) ذ (ر) فا

(ثـ) ـق نمل

وحجة من فتح: أنه بناه عل الفتح؛ لإضافته إلى غير متمكن، وهو {إذ} وعامل اللفظ ولم يعامل تقدير الانفصال.

(5)

وحجة من كسر: أنهم أجروا الإضافة إلى يوم مجراها إلى سائر الأسماء فكسروا اليوم على الإضافة كما يكسر المضاف إليه من سائر الأسماء وعلامة الإضافة سقوط التنوين من خزي (النشر 2/ 289، شرح طيبة النشر 4/ 368، المبسوط ص 240، زاد المسير 4/ 126، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 344).

ص: 102

الوصل - بغير تنوين

(1)

. والباقون بالتنوين

(2)

.

ومن نون، وقف بالألف، ومن لم ينون، وقف بغير ألف

(3)

.

قوله تعالى: {أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ} [68] قرأ الكسائي - في الوصل - بكسر الدال مع التنوين في "ثَمُود"

(4)

.

والباقون بفتح الدال من غير تنوين.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَتْ} [69] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، (ويعقوب) بإظهار دال "قَدْ" عند الجيم. والباقون بالإدغام

(5)

.

(1)

قرأ المذكورون لفظ {ثمودًا} بترك التنوين في هود، وكذلك في الفرقان والعنكبوت والنجم، ودخل معهما أبو بكر في النجم، فمن ترك التنوين جعله اسمًا لقبيلة. قال ابن الجزري:

واعسوا ثمود هاهنا

والعنكبا الفرقان (عـ) ـج (ظـ) ـبي (فـ) ـنا

والنجم (نـ) ـل (فـ) ـي (ظـ) نها

وحجة ترك التنوين أنه اجتمعت علتان التعريف والتأنيث فامتنع من الصرف ومن نون جعله اسمًا مذكر لحي أو رئيس، وحجتهم في ذلك المصحف لأنهن مكتوبات في المصحف بالألف وزاد الكسائي عليهم حرفًا خامسًا وهو قوله {أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ} منونًا وقال: إنما أجريت الثاني لقربه من الأول لأنه استقبح أن ينون اسمًا واحدًا ويدع التنوين في آية واحدة ويخالف بين اللفظين، فإن سأل سائل فقال قوله:{وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ} من موضع نصب فهلا نون كما نون سائر المنصوبات. فالجواب: أن هذا الحرف كتب في المصحف بغير ألف والاسم المنون إذا استقبله ألف ولام جاز ترك التنوين كقوله {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ} .

(2)

ومن نون جعله اسمًا مذكرًا لحي أو رئيس وحجتهم في ذلك المصحف، لأنهن مكتوبات في المصحف بالألف، وزاد الكسائي عليهم حرفًا خامسًا وهو قوله {أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ} منونًا وقال: إنما أجريت الثاني لقربه من الأول؛ لأنه استقبح أن ينون اسمًا واحدًا ويدع التنوين في آية واحدة ويخالف بين اللفظين (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 345، شرح طيبة النشر 4/ 369، النشر 2/ 290، الغاية ص 175، معاني القرآن 2/ 20، إيضاح الوقف والابتدا ص 362).

(3)

قال النويري في شرح طيبة النشر (4/ 369): كل من وقف بألف ومن لم ينون وقف بغير ألف، وإن كانت مرسومة؛ فبذلك جاء النص عنهم باتفاق؛ إلا ما انفرد به أبو الربيع عن حفص عن عاصم أنه كان إذا وقف عليه وقف بالألف.

(4)

قال ابن الجزري:

كسر نون

(ر) د لثمود

(المبسوط ص 241، النشر 2/ 290، الغاية ص 176، السبعة ص 336).

(5)

علة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان =

ص: 103

وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(1)

. وإذا وقف حمزة، سهَّل الهمزة مع المد والقصر. وعنه - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر

(2)

.

والباقون بالتحقيق. وقرأ أبو عمرو بإسكان السين

(3)

.

والباقون بالضم

(4)

.

قوله تعالى: {قَالُوا سَلَامًا} [69] قرأ حمزة، والكسائي بكسر السين، وإسكان اللام

(5)

.

= فحسن الإدغام لهنا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(1)

سبق بيانه.

(2)

ما ذكره المؤلف هنا من وجه إبدال ألف {جاءت} مع المد والقصر خطأ لاتصالها بالتاء، ولكن يجوز ذلك إذا كانت مجردة {جاء} فقط، ووقعت الهمزة فيه طرفًا.

(3)

يقرأ أبو عمرو {رسلنا} و {رسلكم} و {رسلكم} و {سبلنا} إذا كان بعد اللام حرفان بإسكان السين والباء حيث وقع وكذلك مذهبه في {سبلنا} فإذا كان بعد اللام حرف ضم السين مثل رسله، وحجته أنه استثقل حركة بعد ضمتين لطول الكلمة وكثرة الحركلات فأسكن السين والباء فإذا قصرت الكلمة لم يسكن السين (التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 85، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 225).

(4)

وحجة من قرأ بالضم: أن بناء فعول وفعيل على فعل بضم العين في كلام العرب، ولم تدعُ ضرورة إلى إسكان الحرف، فتركوا الكلمة على حق بنيتها (التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 85، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 225).

(5)

قرأ الأخوان {سِلم} بكسر السين في هود وفي الذاريات مثله جعلاه من السلم وهو الملح أي أمري سلم لست مريدًا غير السلامة والصلح قال الفراء: المعنى نحن سلم لأن التسليم لا يكون من عدو، وكأن الفراء ذهب إلى أن الملائكة لما سلموا عليه كان ذلك دليلًا على براءتهم مما وقع في نفسه من أنهم عدو فقال لهم حينئذ: نحن متسالمون آمنون إذ سلمتم علينا ويكون معنى قوله في الذاريات {قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} أي غير معروفين في بلدنا، وإن التسليم منكم منكر، لأنه لا يعهده إلا ممن هو على دينه ولم يتقرر عنده أنهم منهم، قالوا: والدليل على أن الثاني بخلاف معنى الأول أن إعرابهما مختلف فلو كانت الثانية مخرجها مخرج الأولى نصبت كما نصبت الأولى وقال قوم: يجوز أن يكون معنى قوله {سلم} في معنى سلام كما قالوا: حل وحلال وحرم وحرام، قالوا: والدليل على صحة ذلك أن التفسير ورد بأنهم سلموا عليه فرد عليهم، قال ابن الجزري:

قال سلم سكن

واكسره واقصر مع (ذ) رو (فـ) ـي (ر) با

ص: 104

والباقون بفتح السين واللام، وبعد اللام ألف

(1)

.

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى} [70] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وابن ذكوان، وشعبة بإمالة الراء والهمزة محضة. وقرأ أبو عمرو بإمالة الهمزة محضة. واختلف عن السوسي في الراء. وأمال ورش الراء، والهمزة بين بين، وهو على مذهبه في مد الهمزة والتوسُّط والقصر إن وقف، فإن وصل فوجه واحد: وهو المد

(2)

.

(1)

وحجتهم في ذلك أنهم مجمعون على الأول أنه بألف وهو تسليم الملائكة فردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه، الأول: نصب على المصدر على معنى سلمنا سلامًا، والثاني: رفع على إضمار عليكم سلام ومن قرأ سلم أي أمري سلم (المبسوط ص 241، النشر 2/ 290، الغاية ص 176، السبعة ص 336، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 346).

(2)

إذا وقعت {رَأَى} فعلًا ماضيًا وكان بعده متحرك فهو إما أن يكون ظاهرًا أو مضمرًا، فالظاهر سبعة مواضع:{رَأَى كَوْكَبًا} الآية 76 بالأنعام {رَأَى أَيْدِيَهُمْ} الآية 70 بهود {رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} {رَأَى قَمِيصَهُ} الآية 24 - 28 بيوسف {رَأَى نَارًا} الآية 10 بطه {مَا رَأَى} {لَقَدْ رَأَى} الآية 11 - 18 بالنجم. والمضمر ثلاث كلمات في تسعة مواضع {رَءَاكَ الَّذِينَ كَفَرُوَا} الآية 36 الأنبياء {رَآهَا تَهْتَزُّ} بالنمل الآية 10 والقصص الآية 31 {رَآهُ} معًا بالنمل الآية 40 وبفاطر الآية 8 والصافات الآية 55 والنجم الآية 13 والتكوير الآية 23 والعلق الآية 7؛ فقرأ ورش من طريق الأزرق بالتقليل في الراء والهمزة معًا في الكل بعده ظاهرًا أو مضمرًا، وقرأ أبو عمرو بالإمالة المحضة في الهمزة فقط مع فتح الراء في الجميع، وذكر الشاطبي رحمه الله تعالى الخلاف في إمالة الراء عن السوسي، تعقبه في النشر بأنه ليس من طرقه ولا من طرق النشر لأن رواية ذلك عن السوسي من طريق أبي بكر القرشي وليس من طرق هذا الكتاب، ولذا لم يعرج عليه هنا في الطيبة، وإن حكاه بقيل آخر الباب، ولكن الداني في التيسير (ص: 104) قد أشار إلى صحة هذا الوجه بعد ذكره بقوله: وكل صحيح معمول به، وقرأ ابن ذكوان بإمالة الراء والهمزة معًا في السبعة التي مع الظاهر واختلف عنه فيما بعده مضمر قالهما معًا عنه جميع المغاربة وجمهور المصريين ولم يذكر في التيسير عن الأخفش من طريق النقاش سواء وفتحهما عن ابن ذكوان جمهور العراقيين وهو طريق ابن الأخرم عن الأخفش وفتح الراء وأمال الهمزة الجمهور عن الصوري، واختلف عن هشام في القسمين معًا فروى الجمهور عن الحلواني عنه الفتح في الراء والهمزة معًا في الكل وهو الأصح عنه وكذا روى الصقلي وغيره عن الداجوني عنه، وروى الأكثرون عنه إمالتها والوجهان صحيحان عن هشام كما في النشر، واختلف عن أبي بكر فيما عدا الأولى وهي {رَأَى كَوْكَبًا} بالأنعام الآية 76، فلا خلاف عنه في إمالة حرفيهما معا، أما الستة الباقية التي مع الظاهر: فأمال الراء والهمزة معا يحيى بن آدم وفتحهما العليمي، وأما فتحهما في السبعة وفتح الراء وإمالة الهمزة في السبعة فانفرادتان لا يقرأ بهما ولذا تركهما في الطيبة، وأما التسعة مع المضمر ففتح الراء والهمزة معًا في الجميع العليمي عنه وأمالهما يحيى بن آدم على ما تقدم، وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف بإمالة الراء والهمزة معًا في الجميع وافقهم الأعمش والباقون، قال ابن الجزري:

حرفي رأى (مـ) ن (صحبة)(لـ) نا اختلف

وغير الأولى الخلف (صـ) ـف والهمز (حـ) ـف =

ص: 105

والباقون بالفتح فيهما.

قوله تعالى: {وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ} [71] قرأ قالون، والبزي بتسهيل الهمزة الأولى من المكسورتين مع المد والقصر. وقرأ أبو عمرو بإسقاط الأولى مع المد والقصر. وقرأ قنبل، وورش، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الهمزة الثانية، وعن ورش، وقنبل - أيضًا - إبدالها حرف مد

(1)

.

والباقون بتحقيقهما.

قوله تعالى: {يَعْقُوبَ} [71]، {قَالَتْ} [72] قرأ ابن عامر، وحمزة، وحفص

= وذو الضمير فيه أو همز ورا

خلف (مـ) ـنى قللهما كلا (جـ) ـرى

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 117).

(1)

سهل الهمزة الأخيرة من الهمزتين المتفقتين مطلقًا رويس يعني من غير طريق أبي الطيب، وكذلك قنبل من طريق ابن مجاهد وهذا مذهب الجمهور عنه ولم يذكر عنه العراقيون وصاحب التيسير غيره، وكذا ذكره ابن سوار عنه من طريق ابن شنبوذ، وروى عنه عامة المصريين والمغاربة إبدالها حرف مد خالص فتبدل في حالة الكسر باءً وفي حالة الضم واوًا ساكنة وهو الذي قطع به في الهادي والهداية والتجريد وهما في التبصرة والكافي والشاطبية وروى عنه ابن شنبوذ إسقاط الأولى مطلقًا كما ذكره، وأما ورش فلا خلاف عنه من طريق الأصبهاني في تسهيلها بين بين، واختلف عن الأزرق فروى عنه إبدال الثانية حرف مد جمهور المصريين ومن أخذ عنهم من المغاربة، وهو الذي قطع به غير واحد منهم، كابن سفيان والمهدوي وابن الفحام، وكذا في التبصرة والكافي وروى عنه تسهيلها مطلقًا بين بين كثير منهم كأبي الحسن بن غلبون وابن بليمة وصاحب العنوان ولم يذكر في التيسير غيره، واختلفوا عنه في حرفين {هَؤُلَاءِ إِنْ} و {الْبِغَاءِ إِنْ} فروى عنه كثير من رواة التسهيل جعل الثانية فيها ياء مكسورة وقال في التيسير: وقرأت به على ابن خاقان قال وروى عنه ابن شيطا إجراؤهما لنظائرهما، وقد قرأت بذلك أيضًا على أبي الفتح، وأكثر مشيخة المصريين على الأول. وقرأ الباقون وهم ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وروح بتحقيق الهمزتين مطلقًا، وجه تخفيف الثانية أنها سبب زيادة [الثقل] فخصت وطردًا للباقين وجمعًا وهو مذهب الخليل وحكاه عن أبي عمرو، ووجه قلبها المبالغة في التخفيف وهو سماعي، ووجه الاختلاس مراعاة لأصلها، ووجه التحقيق الأصل. قال ابن الجزري:

.... وقبل تبدل

مدّ (ز) كا (جـ) ودًا وعنه هؤلا

إن والبغا إن كسر ياء أبدلا

(انظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص: 42، 43).

ص: 106

بنصب الباء الموحدة

(1)

. والباقون بالرفع

(2)

.

قوله تعالى: {يَاوَيْلَتَى أَأَلِدُ} [72] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بإمالة "وَيْلَتَى" محضة

(3)

. وقرأ نافع بالفتح

(4)

، وبين اللفظين

(5)

. وقرأ الدوري - عن أبي عمرو - بالإمالة بين بين. والباقون بالفتح.

وأما "ءألدُ": فقرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وابن كثير، ورويس بتسهيل الثانية من المفتوحتين بعد تحقيق الأولى

(6)

. وأدخل بينهما ألفًا: قالون، وأبو

(1)

قال الزجاج: فأما من قرأ {وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} في موضع نصب فمحمول على المعنى، والمعنى وهبنا لها إسحاق ووهبنا لها يعقوب، ومن قرأ يعقوب فرفعه على ضربين أحدهما: ابتداء مؤخر معناه التقديم والمعنى ويعقوب يحدث لها من وراء إسحاق، ويجوز أن يكون مرفوعًا بالفعل الذي يعمل في قوله {وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} كأنه قال: ويثبت لها من وراء إسحاق يعقوب. قال ابن الجزري:

يعقوب نصب الرفع (عـ) ـن

(فـ) ـوز (كـ) ـبا

(حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 347، شرح طيبة النشر 4/ 370، النشر 2/ 290، معاني القرآن 2/ 22، إيضاح الوقف والابتدا ص 715، إعراب القرآن 2/ 101).

(2)

وحجة من رفع: أنه جعل {يعقوب} مبتدأ، والظرف المقدم خبره، وهو {ومن وراء إسحق} ويحتمل رفعه بالظرف الذي قبله.

(3)

أمال المذكورون جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:

وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه

وفتحهُ وما بياء رسمه

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

ما ذكره المؤلف من قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.

(6)

الهمزتان المجتمعتان في كلمة تأتي الأولى منهما للاستفهام، ولا تكون إلا مفتوحة ولغير الاستفهام، والثانية متحركة وساكنة. فالمتحركة همزة قطع وهمزة وصل فهمزة القطع بعد همزة الاستفهام تقع مفتوحة ومكسورة ومضمومة، فالمفتوحة على ضربين: ضرب: اتفق القراء العشرة على قراءته بالاستفهام، وضرب: اختلفوا فيه، فالمتفق عليه بعده ساكن صحيح وحرف بتسهيل الثانية وإدخال ألف قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام من طريق الحلواني غير الجمال، وقرأ ورش وابن كثير ورويس بتسهيلها بلا ألف وللأزرق وجه ثان وهو إبدالها ألفًا مع القصر فقط لعروض حرف المد بالإبدال وضعف السبب بتقدمه، وقرأ الجمال عن الحلواني عن هشام بالتحقيق مع الإدخال، والوجه الثالث له: التحقيق بلا إدخال من مشهور طرق الداجوني وبه قرأ الباقون وعن المطوعي {شيخ} بالرفع خبر بعد خبر، والجمهور على الحال من فاعل أألد، أي كيف =

ص: 107

عمرو

(1)

. وروي عن ورش

(2)

- أيضًا - إبدالها ألفًا. وعن هشام في الثانية التحقيق والتسهيل مع إدخال ألف بينهما

(3)

.

والباقون بتحقيقهما، وعدم الإدخال بينهما

(4)

.

قوله تعالى: {رَحْمَتُ اللَّهِ} [73] رسمت هذه التاء مجرورة، ووقف عليها بالهاء - مخالفًا للرسم -: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب. ووقف الباقون بالتاء موافقًا للرسم

(5)

.

قوله تعالى: {قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ} [76] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار دال "قَدْ" عند الجيم.

= تقع الولادة في هاتين الحالتين، أو العامل فيه معنى الإشارة (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 324).

وحجة ذلك أن الاستثقال مع التخفيف باق، إذ المخففة بزنتها محققة (انظر كشف وجوه القراءات السبع 1/ 73).

(1)

وكذا أبو جعفر.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(3)

لهشام ثلاثة أوجه: الأول: تسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال، الثاني: تحقيقها مع الإدخال، الثالث: تحقيقها مع عدم الإدخال - أما تسهيلها مع عدم الإدخال فلم أقرأ به، ولا يجوز لهشام. قال ابن الجزري:

والمد في الفتح والكسر حجر

(بـ) ـن (ثـ) ـق الخلف وقيل الضم (ثـ) ـر

والخلف (حـ) ـز

(بـ) ـي (لـ) ـذ وعنه أولا

(4)

حجة من حقق الهمزتين في كلمة: أنه لمَّا رأى الأولى في تقدير الانفصال من الثانية ورآها داخلة على الثانية قبل أن لم تكن حقق كما يحقق ما هو من كلمتين، وحسن ذلك عنده لأنه الأصل، وزاده قوة أن أكثر هذا النوع بعد الهمزة الثانية فيه ساكن، فلو خفف الثانية التي قبل الساكن لقرب ذلك من اجتماع ساكنين لا سيما على مذهب من يبدل الثانية ألفًا، فلما خاف اجتماع الساكنين حقق ليسلم من ذلك (انظر كشف وجوه القراءات 1/ 73، والتيسير ص: 32).

(5)

سبق بيان القراءة قبل صفحات قليلة، قال ابن الجزري:

قف بالها (ر) جا (حق)

(التيسير ص 60، شرح طيبة النشر 3/ 225، 226، (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 137).

ص: 108

والباقون بالإدغام

(1)

.

وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف.

والباقون بالفتح.

وأسقط الهمزة الأولى من المفتوحتين في الوصل: أبو عمرو، وقالون، والبزي مع المد والقصر. وسهل الثانية بعد تحقيق الأولى: ورش، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس، وعن ورش، وقنبل - أيضًا - إبدالها ألفًا.

والباقون بتحقيقهما.

وأدغم الراء في الراء: أبو عمرو، ويعقوب، بخلاف عنهما. وإذا وقف حمزة وهشام على الهمزة الأولى، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر.

قوله تعالى: {رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ} [77] قرأ أبو عمرو بإسكان السين

(2)

.

والباقون بالضم

(3)

. وقرأ نافع، وابن عامر، والكسائي، ورويس:"سيء" بضم السين.

والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {وَضَاقَ} [77] قرأ حمزة بإمالة الألف بعد الضاد

(4)

.

والباقون بالفتح.

(1)

سبق قريبًا.

(2)

سبق قبل صفحات قليلة.

(3)

وحجتهم أن بناء فعول وفعيل على فعُل بضم العين في كلام العرب، ولم تدع ضرورة إلى إسكان الحرف فتركوا الكلمة على حق بنيتها (التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 85، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 225).

(4)

سبق ذكره في أول السورة. قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة:

والثلاثي (فـ) ضلا

في خاف طاب ضاق حاق زاغ لا

زاغت وزاد خاب (كـ) ـم خلف (فـ) ـنا

وشاء جا (الـ) ـي خلفه (فتى)(مـ) ـنا

(النشر 2/ 59، التيسير ص 50، التبصرة ص 373، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 1/ ص 230، الغاية ص 95).

ص: 109

قوله تعالى: {وَلَا تُخْزُونِ فِي} [78] قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل - بإثبات الياء بعد النون، وبحذفها في الوقف. وقرأ يعقوب في الوقف والوصل بإثبات الياء بعد النون

(1)

.

والباقون بحذفها وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ} [78] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل - بفتح الياء

(2)

.

والباقون بالإسكان.

(1)

قرأ أبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب إثبات ثمان ياءات وهي {واتقوني يا أولي} بالبقرة الآية 197 و {وخافوني إن} بآل عمران الآية 175 و {واخشون ولا} بالمائدة الآية 44 و {وقد هداني} بالأنعام الآية 80 و {ثم كيدوني} بالأعراف الآية 195 و {ولا تخزوني} بهود الآية 78 {بما أشركتموني} بإبراهيم الآية 22، و {واتبعوني هذا} بالزخرف الآية 61 وكل على أصله، ووافقهم هشام في {كيدوني} بالأعراف بخلف عنه فقطع له الجمهور بالياء في الحالين، وهو الذي في طرق التيسير فلا ينبغي أن يقرأ له من التيسير بسواه وذكره الخلاف فيه على سبيل الحكاية كما نبه عليه في النشر، وروى الآخرون عنه الإثبات في الوصل دون الوقف، وهو الذي لم يذكر عنه ابن فارس في الجامع سواه، وبه قطع في المستنير والكفاية عن الداجوني وهو الظاهر من عبارة الداني في المفردات وعلى هذا ينبغي أن يحمل الخلاف المذكور في التيسير إن أُخِذَ به، وبمقتضى هذا يكون الوجه الثاني في الشاطبية هو هذا، على أن إثبات الخلاف من طريق الشاطبية في غاية البعد، وكأنه تبع فيه ظاهر التيسير فقط كذا في النشر، ثم قال: قلت: وكلا الوجهين صحيحٌ نصًّا وأداء حالة الوقف، وأما حالة الوصل فلا آخذ بغير الإثبات من طرق كتابنا انتهى، وأما رواية بعضهم الحذف عنه في الحالين فقال في النشر: لا أعلمه نصًّا من طرق كتابنا لأحد من أئمتنا، ولكنه ظاهر التجريد من قراءاته على عبد الباقي يعني من طريق الحلواني، وعن الحلواني قال: رحلت إلى هشام بعد وفاة ابن ذكوان ثلاث مرات ثم رجعت إلى حلوان فورد علي كتابه أني أخذت عليك {ثم كيدوني} بالأعراف بياء في الوصل وهي بياء في الحالين (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 154).

(2)

اختلف القراء في خمسة وثلاثين موضعًا؛ فقرأ نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بفتح سبع ياءات من ذلك وهي {من دوني أولياء} بالكهف الآية 102 و {إني أراني} الأولان بيوسف الآية 36 و {يأذن لي أبي} فيها و {اجعل لي آية} بآل عمران الآية 41 ومريم الآية 10 و {ضيفي أليس} بهود الآية 78، قال ابن الجزري:

واجعل ضيفي دوني ويسر لي ولي

يوسف إني أولاها (حـ) لل

(مدا)

(شرح طيبة النشر 3/ 264 - 271، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 145).

ص: 110

قوله تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} [81] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو جعفر بوصل الهمزة بعد الفاء

(1)

.

والباقون بقطعها

(2)

، أي: من وصل أسقط الهمزة بعد الفاء، ومن قطع فتح الهمزة.

قوله تعالى: {إِلَّا امْرَأَتَكَ} [81] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو برفع التاء الفوقية

(3)

واختلف عن ابن جمَّاز؛ فقرأ بالرفع والنصب

(4)

.

والباقون بنصبها

(5)

.

قول تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا} [82] ذكر قريبًا.

قوله تعالى: {مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [84] قرأ الكسائي، وأبو جعفر بكسر الراء، والهاء

(6)

.

والباقون برفعهما

(7)

.

(1)

على أنه من سرى الثلاثي مثل: {فَاقْضِ} فحذف الياء علامة البناء، وتحذف الهمزة إذا خلفها متحرك، قال ابن الجزري:

......... أن اسر فاسر صل (حرم)

(النشر 2/ 290، المبسوط ص 241، شرح طيبة النشر 4/ 371، إعراب القراءات السبع 1/ 291، زاد المسير 4/ 141).

(2)

وحجة من قطع: أنهم جعلوه فعل أمر من أسرى الرباعي مثل: {أَنْ أَلْقِ} وهما لغتان مشهورتان.

(3)

وحجة من قرأ بذلك: أنه جعله بدلًا من {أحد} على الفصحى بناء على أنه لم ينه عن الإسراء بها؛ فالاستثناء من حكم الالتفات، أو على البدل من {أحد} لأنه نهي، والنهي نفي، والبدل في النفي وجه الكلام؛ لأنه بمعنى: ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك، قال ابن الجزري:

وامرأتك (حبر)

(الكشف عن وجوه القراءات 1/ 536، شرح طيبة النشر 4/ 371، النشر 2/ 290، المبسوط ص 241، إعراب القراءات السبع 1/ 291، زاد المسير 4/ 142، المهذب 1/ 224).

(4)

هذه الوجه غير مقروء به، قال ابن الجزري في النشر: وانفرد محمد بن جعفر الأشناني عن الهاشمي عن إسماعيل عن ابن جماز بالرفع كذلك.

(5)

ووجه النصب: أنهم جعلوا الكلام على الاستثناء من الإيجاب في قوله {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} ويجوز أن يكون على الاستثناء من النهي؛ لأن الكلام قد تم قبله (النشر 2/ 290 شرح طيبة النشر 4/ 371، الحجة في القراءات لابن زنجلة 1/ 165).

(6)

سبق ذكره في الآية 50 من هذه السورة.

(7)

والحجة لمن قرأه بالرفع أنه جعله حرف استثناء فأعربه بما كان الاسم يعرب به بعد إلا كقوله تعالى: {لَوْ =

ص: 111

قوله تعالى: {وَإِنِّي أَخَافُ} [84] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، والبزي - في الوصل - بفتح الياء

(1)

. والباقون بالإسكان.

وأمال الألف بعد الراء محضة: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف. وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(2)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَإِنِّي أَخَافُ} [84] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل - بفتح الياء

(3)

.

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {بَقِيَّتُ اللَّهِ} [86] رسمت هذه التاء مجرورة؛ وقف عليها بالهاء - مخالفًا للرسم -: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب. ووقف الباقون بالتاء؛ اتباعًا للرَّسْم

(4)

.

= كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ} ويجوز الرفع في غير على الوصف لإله قبل دخول من عليه كقوله تعالى {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} (شرح طيبة النشر 4/ 300، النشر 2/ 270، المبسوط ص 210، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 157).

(1)

اختلف القراء في خمسة وثلاثين موضعًا؛ فقرأ نافع والبزي وأبو عمرو وكذا أبو جعفر {إني أريكم} بهود الآية 84، و {ولكني أريكم} بهود الآية 29 والأحقاف الآية 23 بالفتح، قال ابن الجزري:

واجعل ضيفي دوني يسر لي ولي

يوسف إني أولاها (حـ) لل

(مدا) وهم والبز لكني أرى

تحتي مع أني أراكم

(شرح طيبة النشر 3/ 264 - 271، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 145).

(2)

هي قراءة ورسم من طريق الأزرق فقط عنه فعنه.

(3)

سبق قريبًا.

(4)

الأصل اتباع الرسم لكل القراء؛ إلا أنه اختلف عنهم في أصل مطرد وكلمات مخصوصة فالأصل المطرد كل هاء تأنيث رسمت تاء نحو {رَحْمَت} و {نِعْمَتَ} و {شَجَرَتَ} فوقف عليها بالهاء خلافًا للرسم الكسائي وابن كثير وأبو عمرو، والوقف على الرسوم متفق عليه، ومختلف فيه، والمختلف فيه انحصر في خمسة أقسام:

أولها: الإبدال وهو إبدال حرف بآخر فوقف ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وكذا يعقوب بالهاء على هاء التأنيث المكتوبة بالتاء وهي لغة قريش وقعت في مواضع، منها {بَقِيَّتُ اللَّهِ} الآية 86 بهود قال ابن الجزري:

بالها (ر) جا (حق) =

ص: 112

قوله تعالى: {أَصَلَاتُكَ} [87] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص بحذف الواو، وألف بعدها

(1)

.

والباقون يحذفون الألف بعد اللام، ويثبتون الواو بعد اللام، بعدها ألف

(2)

.

قوله تعالى: {مَا نَشَاءُ إِنَّكَ} [87] رسم "نشاء" هنا بالواو. وقرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بإبدال الهمزة الثانية المكسورة بعد المضمومة واوًا، وعنهم - أيضًا - تسهيلها كالياء

(3)

.

والباقون بتحقيقهما. وإذا وقف حمزة، وهشام على "نشاء"، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر، ولهما - أيضًا - تسهيلها مع المد والقصر والرَّوْم معهما

(4)

.

قوله تعالى: {أَرَأَيْتُمْ} [88] قرأ نافع، وأبو جعفر بتسهيل الهمزة بعد الراء.

= (التيسير ص 60، شرح طيبة النشر 3/ 225، 226، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 137).

(1)

وحجة من وحد: أن الصلاة بمعنى الدعاء، والدعاء صنف واحد وهي مصدر، والمصدر يقع للقليل والكثير بلفظه، وقد أجمعوا على التوحيد في قوله {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ} ومثله الاختلاف والحجة في هود في قوله {أصلواتك} ومثله في الحجة قوله {على صلواتهم} في المؤمنون، إلا أن حمزة والكسائي قرآه بالتوحيد، قال ابن الجزري:

صلاتك لـ (صحب) وحد

مع هود

(شرح طيبة النشر 4/ 341، النشر 2/ 280، الغاية ص 166، زاد المسير 3/ 496).

(2)

وحجتهم إجماع الجميع على الجمع في قوله قبلها {وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ} فلا فرق في شيء من ذلك في وجه من الوجوه (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 323، زاد المسير 3/ 496).

(3)

هذه قاعدة مطردة وهي أن نافعًا وابن كثير وأبا عمرو وأبا جعفر ورويسًا يقرؤون بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة بينها وبين الياء قولًا واحدًا، وذلك إذا كانت الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، قال ابن الجزري:

وعند الاختلاف الاخرى سهلن

(حرم)(حـ) ـوى (غـ) ـنا

وقد احتج من أبدل الهمزة الثانية بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي ساكنة نحو {كاس} فتقلب الهمزة ألفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فأن تخفف ومعها مثلها أولى (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 129، (انظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص: 42).

(4)

سبق منذ قليل في {جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ} .

ص: 113

وعن ورش - أيضًا - إبدالها ألفًا. وأسقطها الكسائي

(1)

.

والباقون بتحقيقهما، وإذا وقف حمزة سهَّلها كأبي جعفر.

قوله تعالى: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ} [88] قرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر - في الوصل - بفتح الياء. والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {شِقَاقِي أَنْ} [89] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل - بفتح الياء

(2)

. والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {أَرَهْطِي أَعَزُّ} [92] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وابن ذكوان - في الوصل - بفتح الياء

(3)

.

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {وَاتَّخَذْتُمُوهُ} [92] قرأ ابن كثير، وحفص، ورويس - بخلاف عنه - بإظهار الذال عند التاء

(4)

. والباقون بالإدغام.

قوله تعالى: {عَلَى مَكَانَتِكُمْ} [93] قرأ شعبة بألف بعد النون

(5)

.

(1)

واختلف عن ورش من طريق الأزرق فأبدلها بعضهم عنه ألفًا خالصة مع إشباع المد للساكنين وهو أحد الوجهين في الشاطبية والأشهر عنه التسهيل كالأصبهاني وعليه الجمهور وهو الأقيس وقرأ الكسائي بحذف الهمز في ذلك كله (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 79).

(2)

سبق ذكره قبل صفحات قليلة.

(3)

وكذا هشام بخلف عنه انظر سابقه.

(4)

كل ذال ساكنة يقع بعدها تاء متحركة يدغمها جميع القراء، ويظهرها القراء المذكورون بأعلاه، وهي قاعدة مطردة في جميع القرآن الكريم، قال ابن الجزري:

وفي أخذت واتخذت (عـ) ن (د) رى

والخلف (غـ) ـث

(5)

قرأ شعبة لفظ {مكاناتكم} بألف بعد النون على الجمع حيث وقع، قال ابن الجزري:

مكانات جمع

في الكل (صـ) ـف

وحجته أن النص على الأفراد، والتنبيه على الأنواع، والحجة لمن قراه بالجمع أنه جعل لكل واحد منهم مكانة يعمل عليها فجمع على هذا المعنى، ويحتمل أن يكون أراد بالجمع الواحد كقوله تعالى {يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ} والمخاطب بذلك محمد صلى الله عليه وسلم، فإن قيل: فكيف أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يثبتوا على عمل الكفر وقد دعاهم إلى الإيمان؟ فقل: إن هذا أمر معناه التهديد والوعيد كقوله: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} توعدًا =

ص: 114

والباقون بغير ألف

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا} [94] قرأ قالون، وأبو عمرو، والبزي - في الوصل - بإسقاط الهمزة الأولى من المفتوحتين مع المد والقصر

(2)

. وقرأ ورش، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الثانية بعد تحقيق الأولى، وعن ورش

(3)

وقنبل - أيضًا - إبدال الثانية ألفًا.

والباقون بتحقيقهما.

وأمال الألف بعد الجيم: حمزة وابن ذكوان، وخلف

(4)

.

والباقون بالفتح.

وإذا وقف حمزة، وهشام على الهمزة الأولى، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر.

قوله تعالى: {كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ} [95] قرأ نافع، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار التاء الفوقية المثناة عند المثلثة.

والباقون بالإدغام

(5)

.

= لهم بذلك (شرح طيبة النشر 4/ 277، النشر 2/ 263، المبسوط ص 203).

(1)

والحجة لمن قرأ بالإفراد: أنه أراد على تمكينكم وأمركم وحالكم ومنه قولهم: لفلان عندي مكان ومكانة أي تمكن محبة وقيل: وزنها مفعلة من الكون فالميم فيها زائدة والألف منقلبة من واو وقيل: وزنه فعال مثل ذهاب من المكنة ودليل ذلك جمعه أمكنة على وزن أفعلة فالميم ها هنا أصل والألف زائدة.

(2)

سبق قبل عدة صفحات.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(4)

سبق بيان خلف هشام قبل عدة صفحات.

(5)

اختلف في تاء التأنيث عند ستة أحرف وهي: الجيم والظاء المعجمتان، والثاء المثلثة وحروف الصفير الثلاثة، أما التاء مع الجيم مثل {نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ} ، و {وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} ، وأما التاء مع الظاء مثل {حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا} و {حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا} و {كَانَتْ ظَالِمَةً} ، وأما التاء مع الثاء فمثل:{بَعِدَتْ ثَمُودُ} و {كَذَّبَتْ ثَمُودُ} ، و {رَحُبَتْ ثُمَّ} ، وأما التاء مع الزاي مثل {خَبَتْ زِدْنَاهُمْ} ، وأما التاء مع الصاد فمثل:{حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} و {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ} ، وأما التاء مع السين فنحو {أَنْبَتَتْ سَبْعَ} و {أَقَلَّتْ سَحَابًا} و {مَضَتْ سُنَّتُ} و {وَحَاءَتْ سَكْرَةُ} و {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ} و {أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} اثنان بالتوبة واثنان بمحمد {وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ} =

ص: 115

قوله تعالى: {وَمَا زَادُوهُمْ} [101] قرأ حمزة، وابن ذكوان بخلاف عنه

(1)

بالإمالة

(2)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ} [102] قرأ أبو عمرو، وحمزة،

= و {فَكَانَتْ سَرَابًا} ، فأدغم هذه الستة حمزة والكسائي وأبو عمرو وورش من طريق الأزرق عنه فعنه، وخلف البزار فيها جميعًا عدا الثاء، اختلف عن هشام في تاء التأنيث مع السين والجيم والزاي؛ فروى الإدغام فيها الداجوني عن شيخه عن ابن نفيس، ومن طريق الطرسوسي كلاهما عن السامري عنه، وبه قطع لهشام وحده في العنوان والتجريد، وأظهرها عن الحلواني من جميع طرقه إلا من طريق أبي العز، قال ابن الجزري:

وتاء تأنيث بجيم الظا وثا

مع الصفير ادغم (رضى)(حـ) ـزو (جـ) ـثا

بالظا وبزار بغير الثا و (كـ) ـم

بالصاد والظا وسجز خلف (لـ) زم

كهدمت والثا (لـ) ـنا والخلف (مـ) ـل

مع أنبتت لا وجبت وإن نقل

(شرح طيبة النشر 3/ 11، 12).

(1)

وكذا هشام بخلف عنه.

(2)

إذا أتى اللفظ الذي على ثلاثة أحرف من الأفعال العشرة وهي: {زاد - زاغ - جاء - ثاء - طاب - خاف - خاب - ضاق - حاق} فإن حمزة يميلها بشرط أن تكون أفعالًا ماضية معتلة العين والإمالة واقعة في وسطها، وسواء اتصلت هذه مع الأفعال بضمير أو لم تتصل، واختلف عن ابن عامر في {زاد - خاب} عن كل من راوييه، فأما هشام فروى منه إمالة {زاد} الداجوني وفتحها الحلواني، واختلف عن الداجوني في {خاب} ، فأمالها عنه صاحب التجريد والروضة والمبهج وابن فارس وجماعة، وفتحها ابن سوار وأبو العز وآخرون، وأما ابن ذكوان؛ فروى عنه إمالة {خاب} الصوري وروى فتحها الأخفش، وأما {زاد} فلا خلاف عنه في إمالة الأولى {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} واختلف في غير الأولى فروى فيه الفتح وجهًا واحدًا صاحب العنوان وابن شريح والمهدوي ومكي وصاحب التذكرة وبه قرأ الداني على ابن غلبون، وروى الإمالة أبو العز في كتابيه، وصاحب التجريد والمستنير والمبهج والعراقيون وهي طريق الصوري والنقاش عن الأخفش وطريق التيسير وقد أفرد الإمام ابن الجزري فصلًا في إمالة الألف التي هي عين الفعل، ووجه الإمالة: الدلالة على أصل الياءات، وحركة الواوي، ولما يؤول إليه عند البناء للمفعول، وإشعارًا بكسر الفاء مع الضمير. قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة:

والثلاثي (فـ) ضلا

في خاف طاب ضاق حاق زاغ لا

زاغت وزاد خاب (كـ) ـم خلف (فـ) ـنا

وشاء جا (لـ) ـي خلفه (فتى)(مـ) ـنا

(النشر 2/ 59، التيسير ص 50، التبصرة ص 373، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 1/ ص 230، الغاية ص 95).

ص: 116

والكسائي، وخلف بإمالة الألف المنقلبة بعد الراء محضة

(1)

.

وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(2)

. والباقون بالفتح.

وسكن الهاء من "وَهيَ": أبو عمرو، والكسائي، وقالون، وأبو جعفر

(3)

.

وإذا وقف الكسائي على "ظَالِمَة" وقف بالإمالة. وعن حمزة في الوقف خلاف بالإمالة والفتح.

قوله تعالى: {لِمَنْ خَافَ} [103] قرأ حمزة بإمالة الألف بعد الخاء

(4)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَمَا نُؤَخِّرُهُ} [104] قرأ ورش، وأبو جعفر بإبدال الهمزة واوًا؛ وكذا يفعل حمزة في الوقف. ورقق ورش الراء بعد الخاء

(5)

.

(1)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق بيان ما في هذه الإمالة من قراءة قبل صفحات قليلة، قال ابن الجزري:

أمل ذوات الياء في الكل شفا

وقال:

وفيما بعد راء حط ملا خلف

(شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، التيسير ص 46، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 107).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

وما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به وسبق التنبيه على ذلك مرارًا.

(3)

سبق بيانه (وانظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93).

(4)

سبق الكلام على مثل هذا الحرف قريبًا.

(5)

إذا كانت الهمزة مفتوحة مضموم ما قبلها وشرع فيها فقد اتفق ورش من طريق الأزرق وأبو جعفر على إبدال كل همزة متحركة وقعت فاء من الكلمة وهي مفتوحة وقبلها ضمة بواو أو نحو {يؤده} و {يؤاخِذ} وتبدل فاء الكلمة للأصبهاني أيضًا كالأزرق إلا أنه استثنى كلمة واحدة وهي {مؤذن} قال ابن الجزري:

والفاء من نحو يؤده أبدلوا

(جـ) ـد (ثـ) ـق يؤيد خلف (ذ) ـد ويبدل

للأصبهاني مع فؤاد إلا

مؤذن وأزرق ليلا =

ص: 117

قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ} [105] قرأ نافع، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر بإثبات الياء بعد التاء في الوصل. وأثبتها وقفًا ووصلًا: ابن كثير، ويعقوب. وحذفها الباقون وقفًا ووصلًا

(1)

. وقرأ البزي - في الوصل - بتشديد التاء فبل الكاف

(2)

.

قوله تعالى: {إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [107] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الشين

(3)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا} [108] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص بضم السين

(4)

. والباقون بفتحها

(5)

.

= (انظر شرح طيبة النشر 2/ 284). وليس للأزرق في بدله سوى القصر لأنه من المستثنيات، قال ابن الجزري:

وامنع يؤاخد

(المهذب ص 92).

(1)

قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب بإثبات الياء في عشر {يأتي} بهود الآية 105 و {أخرتني} إسراء 62 و {يهديني - نبغي - تعلمني - يؤتيني} الأربعة بالكهف الآية 24، 64، 66، 40، و {ألا تتبعنّيَ} بطه الآية 93 و {الجواري} بالثورى الآية 32 و {المنادي} بقاف الآية 41 و {إلى الداعي} بالقمر الآية 8، ولذلك قرأ الكسائي في {يأتي} بهود و {نبغي} بالكهف محافظة على حرف الإعراب وكل على أصله السابق فابن كثير وكذا يعقوب بإثباتها في الحالين، ونافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بإثباتها وصلًا فقط إلا أن أبا جعفر فتح ياء {ألا تتبعنّيَ} بطه وصلًا وأثبتها وقفًا ساكنة وخرج بتقييد {نبغ} بالكهف {مَا نَبْغِي هَذِهِ} بيوسف الآية 65 و {يأت} بهود أخرج نحو {يأتي بالشمس} و {إلى الداع} أخرج {الداعي إلى} بالقمر أيضًا (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 152).

(2)

سبق بيان حكم تشديد تاء الفعل والتفعل الواقعة في أوائل الأفعال المستقبلة في أول السورة (وانظر: شرح طيبة النشر 4/ 121، 122، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 314، النشر 2/ 232، التيسير ص 83، لا 84، التبصرة ص 446، المبسوط ص 152).

(3)

سبق توضيح الخلاف عن هشام في الإمالة في {شَاء} و {جاء} و {زاد} و {خاب} .

(4)

قال ابن الجزري:

........ وضم سعدوا (شفا)(عـ) ـدل

وحجة من فتح: أنهم جعلوا {سعدوا} فعل لا يتعدى، وإذا لم يتعد إلى مفعول لم يرد إلى ما لم يسم فاعله؛ إذ لا مفعول في الكلام يقوم مقام الفاعل؛ فهو وجه الكلام والاختيار، وقد قال:{فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا} ولم يقل أشقوا، ويقال: سعد فلان، لازم، ثم يعدى بالهمزة: أسعده، وهذيل تعديه بنفسه فقول: سعده ونظره.

(5)

وحجة من ضم السين: أنه حمله على لغة حكيت عن الحرب، وأنه مبني للمفعول من الثلاثي المتعدي =

ص: 118

قوله تعالى: {عَطَاءً غَيْرَ} [108] قرأ أبو جعفر بإخفاء التنوين عند الغين. والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {وَإِنَّ كُلًّا} [111] قرأ نافع، وابن كثير، وشعبة بإسكان النون مخففة

(1)

.

والباقون بتشديدها مفتوحة

(2)

.

قوله تعالى: {لَمَّا} [111] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر بتشديد الميم

(3)

. والباقون بتخفيفها.

= بنفسه (شرح طيبة النشر 4/ 371، النشر 2/ 290، المبسوط ص 242، التيسير ص 126، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 536).

(1)

قال ابن الجزري:

إن كلا الخف (د) نا (ا) تل (صـ) ـن

وحجة من خفف: أنه استثقل التضعيف؛ فخفف وحذف النون الثانية، وأعمل إن مخففة عملها مثقلة، كما أعمل {يك} محذوفًا عمله غير محذوف،، والمراد من التخفيف: أن تخفيف {إن} مع تخفيف {لما} أن {إن} مخففة من الثقيلة وفيها لغتان الإعمال كهذه، والإلغاء كالآخر واللم مع العمل على جوازها، ويجب مع الإلغاء لتميزها عن النافية ولام لما هي المؤكدة؛ فكان حقها الدخول على الخبر، أو موطئة {لَئِنْ أَشْرَكْتَ} ولام {ليوفينهم} جواب قسم مقدر سد مسد الخبر، فزيدت ما فاصلة بين اللامين. (شرح طيبة النشر 4/ 374، النشر 2/ 291، المبسوط ص 342، السبعة ص 339، التيسير ص 126).

(2)

وحجة من شدد {إن} أنه أتى بها على أصلها وأعملها في كل ولما وما بعد الخبر (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 537).

(3)

قال ابن الجزري:

............... وشد

لما كطارق (نـ) هي (كـ) ـن (فـ) ـي (ثـ) ـمد

الحجة لمن شدد إنه أراد لمن ما فقلب لفظ النون ميمًا ثم أدغمها في الميم بعد أن أسقط إحدى الميمات تخفيفًا واختصارًا لأنهن ثلاث في الأصل، قال الكسائي: من شدد إن ولما فالله أعلم بذلك وليس لي به علم وقال الفراء: أما الذين شددوا فإنه والله أعلم لمما ثعلب يروي بكسر الميم لمن أراد لمن ما ليوفينهم فلما اجتمعت الميمات حذفت واحدة فبقيت ثنتان أدغمت واحدة في الأخرى كما قال الشاعر:

وإني لمما أصدر الأمر وجهه

إذا هو أعيا بالسبيل مصادره

وقال آخرون معنى ذلك وإن كلا لما بالتشديد أراد لما بالتنوين ولكن حذف منه التنوين كما حذف من قوله {أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى} . =

ص: 119

قوله تعالى: {وَزُلَفًا} [114] قرأ أبو جعفر بضم اللام

(1)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {أُولُو بَقِيَّةٍ} [116] روى ابن جماز بكسر الباء الموحدة، وإسكان القاف، وتخفيف الياء التحتية

(2)

والباقون بفتح الموحدة، وكسر القاف، وتشديد التحتية.

قوله تعالى: {لأَمْلأَنَّ} [119] قرأ الأصبهاني بتسهيل الهمزة قبل النون؛ وكذا يفعل حمزة في الوقف

(3)

.

= قال الفراء: وحدثت أن الزهري قرأ {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا} بالتنوين يجعل اللم شديدًا كقوله {أكلا لما} أي شديدًا فيكون المعنى وإن كلًا شديدًا وحقًّا ليوفينهم أعمالهم بمنزلة قولك في الكلام وإن كلًا حقًّا ليوفينهم. وقال آخرون منهم المازني: إن أصلها لمما ثم شددت الميمين زيادة للتوكيد وكيلا يحذفها الإنسان ويشبهها بقوله {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ} فيقول: وإن كلا ليوفينهم، فيجتمع لامان، فلهذا شددت. قال الفراء: وأما من جعل لما بمنزلة إلا فإنه وجه لا نعرفه، كما لا يحسن إن زيدًا إلا منطلق فكذلك لا يحسن وإن كلًا إلا ليوفينهم. شرح هذا أن إن إثبات للشيء وتحقيق له إلا تحقيق أيضًا وإيجاب وإنما تدخل نقضًا لجحد قد تقدمها كقولك ما زيد إلا منطلق (النشر 2/ 291،/ شرح طيبة النشر 4/ 373، الحجة في القراءات السبع ج 1/ ص 191، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 351، إعراب القراءات السبع 1/ 293، زاد المسير 4/ 164).

(1)

{وَزُلَفًا} يقرأ بفتح اللام جمع زلفة مثل ظلمة وظلم ويقرأ بضمها وفيه وجهان أحدهما: أنه جمع زلفة أيضًا وكانت اللام ساكنة مثل بسرة وبسر ولكنه أتبع الضم الضم، والثاني: هو جمع زلف وقد نطق به ويقرأ بسكون اللام وهو جمع زلفة على الأصل نحو بسرة وبسر أو هو مخفف من جمع زليف، قال ابن الجزري:

..... لام زلف ضم (ثـ) ـنا

(إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات - العكبرى ج 2/ ص 47، شرح طيبة النشر 4/ 373، النشر 2/ 291، المبسوط ص 242، الغاية ص 173، إعراب القرآن 2/ 117).

(2)

قال ابن الجزري:

............ بقية (ذ) ق كسر وخف

وحجتهم في ذلك: أنهم جعلوه مصدر بقي يبقى بقية كلقيته لقية فيجوز أن يكون على بابه ويجوز أن يكون مصدرًا بمعنى فعيل وهو بمعنى فاعل (المبسوط ص 234، النشر 292، شرح طيبة النشر 4/ 373، إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات - العكبري ج 2/ ص 47).

(3)

إذا جاءت الهمزة مفتوحة وقبلها مفتوح في كلمة فإن الأصبهاني يسهل الهمزة خاصة همز {لأَمْلأَنَّ} بالأعراف وهود والسجدة، وص، و {وَاطْمَأَنُّوا بِهَا} بيونس، و {اطْمَأَنَّ بِهِ} بالحج، و {كأن لم} و {كأنهن} و {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} و {كَأَنْ لَمْ تَكُنْ} و {كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا} ، {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ} و {أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} و {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا} ، قال ابن الجزري: =

ص: 120

قوله تعالى: {فُؤَادَكَ} [120] قرأ الأصبهاني بتسهيل الهمزة بعد الفاء، أي: يبدلها واوًا. والباقون بالهمزة

(1)

؛ وكذا يفعل حمزة في الوقف. وورش على أصله بالمد والتوسُّط والقصر.

قوله تعالى: {عَلَى مَكَانَتِكُمْ} [121] قرأ شعبة بألف بعد النون

(2)

. والباقون بغير ألف

(3)

.

قوله تعالى: {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ} [123] قرأ نافع، وحفص بضم الياء التحتية، وفتح الجيم

(4)

. والباقون بفتح الياء، وكسر الجيم

(5)

.

قوله تعالى: {عَمَّا تَعْمَلُونَ} [123] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر، وحفص

= وعنه سهل اطمأن وكأن

أخرى فأتت فأمن لأملان

(شرح طيبة النشر 2/ 287).

(1)

الهمزة المفتوحة إذا انضم ما قبلها أو انكسر فإنها تبدل منها مع الضم واوًا مفتوحة نحوًا {يُوَاخِذ} ومع الكسر ياء، وعلة ذلك أنها لما لم يمكن إلقاء حركتها على ما قبلها، إذ هو متحرك، ولا تلقى حركة على حركة، ولم يمكن فيها أن تجعل بين بين لأنها بذلك ستكون بين الهمزة والألف، والألف لا يكون قبلها ضم ولا كسر فامتنع ذلك أيضًا فيها ولو جعلت بين الهمزة المفتوحة والواو لكانت بين الهمزة وبين حرف ليس هو من حركتها، وأيضًا فإن التي قبلها ضمة لو جعلت بين الهمزة والياء الساكنة لم يتمكن ذلك؛ إذ ليس في كلام العرب ياء ساكنة قبلها ضمة، فلم يكن بد من البدل على حكم حركة ما قبلها، وقد اختص حمزة بذلك في الوقف من حيث إن قراءته اشتملت على شدة التحقيق والترتيل والمد والسكت، فناسب التسهيل في الوقف (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 104، 105، البشر 1/ 437، التيسير ص 40).

(2)

سبق ذكر قراءة شعبة قبل صفحات قلائل.

(3)

والحجة لمن قرأ بالإفراد: أنه أراد على تمكينكم وأمركم وحالكم ومنه قولهم لفلان عندي مكان ومكانة أي تمكن محبة وقبل وزنها مفعلة من الكون فالميم فيها زائدة والألف منقلبة من واو وقيل وزنه فعال مثل ذهاب من المكنة ودليل ذلك جمعه أمكنة على وزن أفعلة فالميم ها هنا أصل والألف زائدة (شرح طيبة النشر 4/ 277، البشر 2/ 263، المبسوط ص 203).

(4)

وحجة من ضم: أنه حمل الفعل على ما لم يسم فاعله، فأقام الأمر مقام الفاعل، كما قال:{ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ} وقال {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ} (الغاية ص 173، المبسوط ص 242، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 538).

(5)

ووجه الفتح: أنه أضاف الفعل إلى الأمر فرفعه بفعله كما قال {وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ} (الكشف عن وجوه القراءات، البشر 2/ 292، زاد المسير 4/ 175، المبسوط ص 242).

ص: 121

بالتاء الفوقية؛ على الخطاب

(1)

.

والباقون بالياء التحتية؛ على الغيبة

(2)

.

* * *

(1)

قال ابن الجزري:

خطاب عما يعملوا (كـ) ـم هود مع

نمل (إ) ذ (ثوى)(عـ) ـد (كـ) ـس

ووجه الخطاب: إسناده إلى المخاطبين مناسبة لتاليه، {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ} ، و {مِنْ بَعْدِكُمْ} و {أَنْشَأَكُمْ} .

(2)

ووجه الغيب: إسناده إلى الغائبين مناسبة لسابقه {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ} و {وَقُلْ لِلَّذِينَ} {فَمَنِ اهْتَدَى} (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 273، البشر 2/ 262، شرح طيبة النشر 4/ 276، السبعة ص 269، التيسير ص 107).

ص: 122

(الأوجه التي بين هود ويوسف)

وبين هود، ويوسف من قوله تعالى {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [123] إلى قوله تعالى:{الْكِتَابِ الْمُبِينِ} [يوسف:1] سبعمائة وجه، وستة وخمسون وجهًا، غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: أربعة وستون وجهًا.

ورش: مائتان وأربعون وجهًا، منها مع البسملة: مائة واثنان وتسعون وجهًا، ومع عدمها: ثمانية وأربعون وجهًا.

ابن كثير: أربعة وستون وجهًا.

أبو عمرو: ثمانون وجهًا، منها مع البسملة: أربعة وستون وجهًا، ومع عدمها: ستة عشر وجهًا.

ابن عامر: ثمانون وجهًا، منها مع البسملة: أربعة وستون وجهًا، ومع عدمها: ستة عشر وجهًا.

شعبة: أربعة وستون وجهًا، مندرجة مع أبي عمرو.

حفص: أربعة وستون وجهًا، مندرجة مع قالون.

خلف: أربعة أوجه، مندرجة مع أبي عمرو.

خلاد: ثمانية أوجه، منها أربعة مندرجة مع أبي عمرو، وأربعة مندرجة مع خلف.

الكسائي: أربعة وستون وجهًا، مندرجة مع أبي عمرو.

أبو جعفر: أربعة وستون وجهًا.

يعقوب: مائة وستون وجهًا.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 123

(سورة يوسف)

(1)

قوله تعالى: {الم} [1] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة بالإمالة محضة

(2)

. وقرأ نافع - بخلاف عن قالون - بالإمالة بين بين، والفتح

(3)

.

وقرأ الباقون بالفتح. وسكت أبو جعفر على الألف، وعلى اللام، وعلى الراء سكتة لطيفة

(4)

.

قوله تعالى: {قُرْآنًا} [2]، {هَذَا الْقُرْآنَ} [3] قرأ ابن كثير بنقل حركة الهمزة إلى الراء

(5)

.

وكذا يفعل حمزة في الوقف

(6)

.

(1)

هي سورة مكية. آياتها مائة وإحدى عشر آية اتفاقًا.

(2)

قال ابن الجزري: ورا الفواتح أمل صحبة كف حاز

وعلة الإمالة: أن الألف التي من هجاء (را) في تقدير ما أصله الياء؛ لأنها أسماء ما يكتب به، ففرق بينهما وبين الحروف التي لا تجوز إمالتها نحو: ما، ولا، وإلا، وهذا هو مذهب سيبويه في إجازة الإمالة، (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 186، الكتاب لسيبويه 2/ 34، إيضاح الوقف والابتدا ص 479).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، وما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.

(4)

سكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواردة في فواتح السور جميعًا نحو {الم} {كهيعص} {طه} {طسم} ويلزم من سكنه إظهار المدغم فيها والمخفي وقطع همزة الوصل بعدها. ووجه السكت: أنه يبين به أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست مؤتلفة. وفي كل منها سر من أسرار الله تعالى، قال ابن الجزري:

وفي ها الفواتح كطه ثقف

(انظر شرح طيبة النشر للنويري 2/ 335).

(5)

وقد نقل ابن كثير حركة الهمزة من القرآن معرفًا ومنكرًا إلى الساكن قبلها مع حذفها وصلًا ووقفًا ووجه عدم همز القرآن أنه نقل الهمزة تخفيفًا وهو منقول من مصدر قرأ قرآنًا سمى به المنزل على نبينا صلى الله عليه وسلم، قال ابن الجزري:

كيف جا القرآن (د) ف

(6)

إذا وقعت الهمزة متحركة بأي حركة سواء كانت فتحة، أم كسرة، أم ضمة، وكان الحرف الذي قبلها ساكنًا، سواء كان صحيحًا، أم واوًا أصلية، أم ياءً أصلية، فإن حمزة يخفف هذا النوع بنقل حركة الهمزة إلى الساكن الذي قبلها، ويحذف الهمزة. ويشمل هذا النوع الهمزة المتوسطة بأي نوع كان، والهمزة المتطرفة، مثال ذلك: =

ص: 124

والباقون بالهمزة

(1)

.

قوله تعالى: {يَاأَبَتِ} [4] قرأ ابن عامر، وأبو جعفر - في الوصل - بفتح التاء الفوقية

(2)

.

والباقون بالكسر.

وأما الوقف: فوقف بالهاء: ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب

(3)

، ووقف الباقون بالتاء. والرسم بالتاء المجرورة.

قوله تعالى: {إِنِّي رَأَيْتُ

رَأَيْتُهُمْ} [4] قرأ الأصبهاني بتسهيل الهمزة في الوصل والوقف؛ وكذا يفعل حمزة في الوقف

(4)

. والباقون بالهمزة.

= 1 - {الْقُرْآنَ} (سورة الأعراف آية 204).

2 -

{اللُّؤْلُؤُ} سورة الرحمن آية 22).

3 -

{مَسْئُولًا} (سورة الإسراء آية 34).

4 -

{الْخَبْءَ} (سورة النمل آية 25).

5 -

{شَيْءٍ} (سورة البقرة آية 20).

6 -

{السُّوءَ} (سورة التوبة آية 98).

7 -

{يُضِيءُ} (سورة النور آية 35).

قال ابن الجزري:

وإن يحرك عن سكون فانقل

(1)

أي بتحقيق الهمزتين.

(2)

اختلف في {يَاأَبَتِ} الآية 4 هنا ومريم الآية 42، 43، 44، 45، والقصص الآية 26 والصافات الآية 102 فابن عامر وأبو جعفر بفتح التاء في السور الأربعة والباقون بالكسر فيهن وأصله يا أبي فعوض عن الياء تاء التأنيث فالكسر ليدل على الياء والفتح لأنها حركة أصلها، قال ابن الجزري:

يا أبت افتح حيث جا (كـ) ـم (ثـ) طعا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 328، المبسوط ص 244، النبشر 2/ 293، شرح طيبة النشر 4/ 277 إعراب القرآن 2/ 120، معاني القرآن 2/ 32).

(3)

قال النويري في شرح طيبة النشر: علمت الهاء في {يَاأَبَتِ} للمذكورين من عطفها على الهاء لا من اللفظ؛ لعدم كسفها، ووجه هاء ابن كثير ويعقوب وتاء الباقين، إلا أبا عمرو والكسائي: الاستمرار على أصولهم، قال ابن الجزري:

........ يا أبه

(د) م (كـ) ـم (ث) ـوى

ووجه مخالفة ابن عامر أصله: النص على أن الفتحة للتخفيف لا لتدل على الألف، ووجه مخالفة أبي عامر والكسائي أصلهما: شبهة العوض، ومن ثم لم يجعل حرف إعراب.

(4)

اختص الأصبهاني عن ورش بتسهيل همزة {يَاأَبَتِ} وهي في ستة مواضع اثنان في يوسف، وموضع =

ص: 125

قوله تعالى: {أَحَدَ عَشَر} [4] قرأ أبو جعفر بإسكان العين

(1)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ} [5] قرأ حفص - في الوصل - بالفتح

(2)

.

والباقون بالكسر

(3)

.

قوله تعالى: {رُؤْيَاكَ} [5] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياءً وإدغامها في الياء بعدها.

وأبدلها أبو عمرو واوًا، بخلاف عنه

(4)

.

والباقون بالهمزة.

= بالنمل، وآخر بالقصص، وموضع بالمنافقين، وانفرد فيما حكاه أبو العز وابن سوار بالتحقيق في {رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ} في النمل، {رَآهَا تَهْتَزُّ} في القصص، {رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ} في المنافقين، وانفرد السبط في المبهج بالوجهين في هذه الثلاثة وفي {رَأَيْتُهُمْ لِي} ، في يوسف، و {رَآهُ مُسْتَقِرًّا} وانفرد الهذلي عنه بإطلاق تسهيل {رَأَتْهُ} و {رَآهَا} وما يشبهه فلم يخص شيئًا، ومقضى ذلك تسهيل {رَأَتْهُ} و {رَآهَا} جاء من ذلك، قال ابن الجزري:

وعنه سهل اطمأن إلى أن قاله: رأيتهم رآها بالقصص لما رأته ورأها النمل خص

رأبتهم تعجب رأيت يوسفا

(شرح طيبة النشر 2/ 287، البشر 1/ 398).

(1)

سكن أبو جعفر عين عشر حيث وجدت وهو {أحد عشر - اثنا عشر - تسعة عشر} وحينئذ لا بد من مد ألف اثنا للساكين؛ قاله الداني وغيره، وانفرد النهرواني عن زيد في رواية ابن مروان بحذف الألف وهو لغة ولا يقرأ به على شرط الكتاب، ووجه التخفيف قصد الخفة، قال ابن الجزري:

عين عشر في الكل سكن (ثـ) ـغبا

(النشر 2/ 278، شرح طيبة النشر 4/ 335، 336، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 502).

(2)

سبق بيان مذاهب القراء واختلافهم في هذا اللفظ في سورة هود عند قوله تعالى: {يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا} قال ابن الجزري:

ويا بني افتح (نـ) ـما

وحيث جا حفص وفي لقمانا

الاخرى (هـ) ـدى (عـ) ـلم وسكن (ز) انا

(3)

الحجة لمن كسر الياء أنه أضاف إلى نفسه فاجتمع في الاسم ثلاث ياءات ياء التصغير وياء الأصل وياء الإضافة فحذفت ياء الإضافة اجتزاء بالكسرة التي قبلها لأن النداء مختص بالحذف لكثرة استعماله (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 187، شرح طيبة النشر 4/ 363، النشر 2/ 289، لمبسوط ص 239، السبعة ص 334، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 529).

(4)

أبدل همز {رُؤْيَاكَ} ، الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه وكذا أبو جعفر لكنه إذا أبدل قلب الواو المبدلة ياء وأدغمها في الياء بعدها وأمالها الدوري عن الكسائي وإدريس من طريق الشطي عن خلف قال في الطببة:

وخلف إدريس برؤيا لا بأل

(إتحاف فضلاء البشر في القراءت الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 328).

ص: 126

وأمالها محضة الدوري، عن الكسائي، واختلف عن إدريس في إمالتها وفتحها. وقرأ أبو عمرو

(1)

، وورش بالإمالة بين بين

(2)

. وعن قالون خلاف بين الفتح والإمالة بين بين

(3)

.

قوله تعالى: {آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} [7] قرأ ابن كثير بغير ألف بعد الياء؛ على التوحيد

(4)

.

والباقون بالألف؛ على الجمع

(5)

.

قوله تعالى: {مُبِينٍ (8) اقْتُلُوا} [8 - 9] قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب، وابن ذكوان - في الوصل - بكسر التنوين

(6)

. والباقون بالضم.

(1)

الإمالة لغة تميم وقيس وأسد، والفتح لغة أهل الحجاز. قال ابن الجزري:

.... .... .... .... رؤياك مع هداي مثواي توى

محياي مع آذاننا آذانهم

جوار مع بارئكم طغيانهم

مشكاة جبارين مع أنصاري

وباب سارعوا

(انظر طيبة البشر (4/ 9) وإتحاف فضلاء البشر (ص: 130).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف

وما به هاء غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

(3)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم.

(4)

فيصير النطق {آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} فالحجة لمن وحد أنه جعل أمر يوسف عليه السلام كله عبرة وآية ودليله قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ} ، قال ابن الجزري:

................ آيات افرد (د) ن

(النشر 2/ 293، شرح طيبة النشر 4/ 377، الكشف عن وجوه القراءات 5/ 2، السبعة ص 344، المبسوط ص 244).

(5)

والحجة لمن جمع أنه جعل كل فعل من أفعاله آية فجمع لذلك وسهله عليه كتبها في السواد بالتاء. ووزن آية عند الفراء فعلة أية وعند الكسائي فاعلة آبية وعند سيبويه فعلَّة أبية (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 193، النشر 2/ 293، شرح طيبة النشر 4/ 377، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 5، السبعة ص 344، المبسوط ص 244).

(6)

اختلف فيما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة ويبدأ الفعل الذي يلي الساكن الأول بالضم وأول الساكنين أحد حروف (لتنود) والتنوين، فاللام نحو {قُلِ ادْعُوا} والنون نحو {مبين انظروا} {أن اغدوا} والواو {أو ادعوا} والدال {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ} والتنوين {فتيلًا انظر} فأبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وابن ذكوان بخلف عنه، وليس على إطلاقه كما ذكر المؤلف، بكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التقاء الساكنين. قال ابن الجزري:

والساكن الأول ضم

لضم همز الوصل واكسره (نـ) ما (فـ) ـز غير قل

(حـ) ـلا وغير أو (حـ) ـما =

ص: 127

قوله تعالى: {فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ} [10] في الموضعين، قرأ نافع، وأبو جعفر: بالألف بعد الموحدة، على الجمع

(1)

.

والباقون بغير ألف؛ على التوحيد

(2)

.

قوله تعالى: {مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا} [11] أجمع القرَّاء العشرة على إدغامه، ولكن اختلفوا في اللفظ به: فقرأ أبو جعفر بإدغامه إدغامًا محضًا من غير إشارة، وقرأ الباقون بالإشارة، وهي الرَّوْم والإشمام.

وقرأ قالون فيه بالإدغام المحض؛ كأبي جعفر، وقد انفرد به ابن مهران

(3)

.

قوله تعالى: {يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} [12] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر بالنون فيهما

(4)

.

والباقون بالياء التحتية فيهما

(5)

.

= والخلف في التنوين مز وإن يجر (ز) ن خلفه

(التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 198، السبعة ص 174).

(1)

فصير النطق {غَيَابَتِ} ، قال ابن الجزري:

...... غيابات معا

فاجمع (مدا)

والحجة لمن وحد أنه أراد موضع وقوعه فيه وما غيبه منه لأنه جسم واحد شغل مكانًا واحدًا والحجة لمن جمع أنه أراد ظلم البئر ونواحيه فجعل كل مكان في غيابة (شرح طيبة النشر 4/ 378، النشر 2/ 293، المبسوط ص 244، الغاية ص 178، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 193).

(2)

وحجتهم أنهم ألقوه في بئر واحدة في مكان واحد لا في أمكنة (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 355، شرح طيبة النشر 4/ 378، النشر 2/ 293، المبسوط ص 244، الغاية ص 178).

(3)

وهي انفرادة لا يقرأ بها لقالون وليست من طرقنا، قال في المبسوط ص 244: قرأ أبو جعفر {قَالُوا يَاأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ} مشددة النون من غير إشمام.

(4)

قال ابن الجزري:

........ يرتع ويلعب نون (د) ا .... (حـ) ـز (كـ) ـيف

وحجتهم ذكرها الزيدي قال: وتصديقها قوله بعدها {إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ} فكان اليزيدي ذهب إلى أنهم أسندوا جميع ذلك إلى جماعتهم إذ أسندوا الاستباق قيل لأبي عمرو: فكيف يلعبون وهم أنبياء الله فقال: إذ ذاك لم يكونوا أنبياء الله (شرح طيبة النشر 4/ 379، الغاية ص 1178، البشر 2/ 293، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 356).

(5)

وقراءة الياء إخبار عن يوسف وبذلك جاء تأويل أهل التأويل في ذلك قال ابن عباس {يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} أي يلهو وينشط ويسعى، وحجتهم في ذلك: أن القوم إنما كان قولهم ذلك ليعقوب اختداعًا منهم إياه عن =

ص: 128

وكسر العين من "يرْتعِ" في الوصل: نافع، وابن كثير، وأبو جعفر.

والباقون بالإسكان

(1)

.

وأثبت قنبل بعد العين ياء وقفًا ووصلًا، بخلاف عنه

(2)

.

قوله تعالى: {لَيَحْزُنُنِي أَنْ} [13] قرأ نافع بضم الياء التحتية بعد اللام، وكسر الزاي

(3)

. والباقون بفتح الياء، وضم الزاي.

وفتح الياء بعد النون في الوصل: نافع، وابن كثير، وأبو جعفر

(4)

. وسكنها الباقون.

قوله تعالى: {الذِّئْبُ} قرأ أبو جعفر، وورش، والكسائي، وأبو عمرو - بخلاف عنه - بإبدال الهمزة ياء؛ وكذا يفعل حمزة في الوقف

(5)

. والباقون بالهمز.

= يوسف إذ سألوه أن يرسله معهم لينشط يوسف لخروجه إلى الصحراء ويلعب هناك لا أنهم أرادوا إعلامه بما لهم من الرفق والفائدة لخروجه.

(1)

قال ابن الجزري:

.......... يرتع كسر جزم (د) م (مدا)

وحجة من يجزم العين أي يأكل يقال: رتعت الإبل وأنا أرتعتها إذا تركتها ترعى كيف شاءت قال الشاعر:

ترتع ما رتعت حتى إذا ادكرت

فإنما هي إقبال وإدبار

وكذلك الإنسان يقال: رتع يرتع رتعًا فهو راتع، وعلامة الجزم سكون العين في هذه القراءة وإنما انجزم لأنه جواب الأمر. المعنى أرسله أن ترسله يرتع ويلعب.

(2)

فيصير النطق {يرتعي} قال ابن الجزري:

تؤتون (ثـ) ـب (حقا)

ويرتع يتقي يوسف (ز) ن خلفا

(النشر 2/ 293، شرح طيبة النشر 4/ 379، السبعة ص 345).

(3)

وهذه قاعدة مطردة أن نافعًا يقرأ لفظ "يحزن" في كل القرآن بضم الياء وكسر الزاي ما عدا سورة الأنبياء فلا يقرأ في سورة الأنبياء إلا أبو جعفر، قال ابن الجزري:

يحزن في الكل اضمما

كسر ضم أم الأنبيا ثما

(الهادي 2/ 129، حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 181).

(4)

اختلف القراء في خمسة وثلاثين موضعًا؛ فقرأ نافع وابن كثير وكذا أبو جعفر بفتح {لَيَحْزُنُنِي أَنْ} بيوسف الآية 13 {حَشَرْتَنِي أَعْمَى} بطه الآية 125 {تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ} بالزمر الآية 164 {أَتَعِدَانِنِي أَنْ} بالأحقاف الآية، 17، قال ابن الجزري:

ثم المدني

والمك قل حشرتني ويحززنني

مع تأمروني تعدانني

(شرح طيبة النشر 3/ 264 - 271، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 145).

(5)

هناك حروف وافق بعض القراء فيها المبدلين وهي سبعة ألفاظ أحدها: {الذِّئْبُ} ثلاث بيوسف الآية 83، 14، 17 فقرأها ورش من طريقيه والكسائي وكذا خلف بالإبدال، ثانيها:{يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ} بالكهف الآية 94=

ص: 129

قوله تعالى: {غَيَابَتِ الْجُبِّ} [15] ذكر قبيل.

قوله تعالى: {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ} [16] إذا وقف ورش على "جَاءُوا" مد على الواو، ووسَّط وقصر

(1)

. وإذا وصلها بـ "أَباهُمْ"، فله المد لا غير. وإذا وقف حمزة على "جَاءُوا"، سهَّل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها واوًا مع المد والقصر

(2)

.

وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(3)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {بَلْ سَوَّلَتْ} [18] قرأ حمزة، والكسائي، وهشام بإدغام لام "بَلْ" في السين.

والباقون بالإظهار

(4)

.

= والأنبياء الآية 96 فقرأها بالهمز عاصم وافقه الأعمش والباقون بغير همز: ثالثها: اللؤلؤ ولؤلؤ قرأه بالإبدال أبو بكر كأبي عمرو وأبي جعفر. رابعها: {وَالْمُؤْتَفِكَةَ} و {وَالْمُؤْتَفِكَاتِ} قرأه بالإبدال فيهما قالون من طريق أبي نشيط عند ابن سوار وصاحب الكفاية وأبي العلاء وغيرهم وهو الصحيح عن الحلواني ورواه الجمهور عن قالون بالهمز والوجهان صحيحان عنه كما في البشر. خامسها: {ضِيزَى} بالنجم الآية 22 قرأه ابن كثير بالهمز على أنه مصدر كذكرى وصف به. والباقون بالإبدال على أنه صفة على وزن فعلى بضم الفاء كسرت لتصح الياء كما قاله أبو حيان، أي لأن الصفات إنما جاءت بالضم أو الفتح والكسر قليل، ثم قال: ويجوز أن تكون مصدرًا أيضًا وصف به، والضيزى الحائزة. سادسها:{رئيا} بمريم الآية 74 قرأه بتشديد الياء من غير همز قالون وابن ذكوان وكذا أبو جعفر والباقون بالهمز. سابعها: {مُؤْصَدَةٌ} معًا فرأهما بالهمز أبو عمرو وحفص وحمزة وكذا يعقوب وخلف والباقون بالإبدال (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 77).

(1)

من طرق الأزرق.

(2)

وجه ضعيف.

(3)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاء} و {جاء} و {زاد} {خاب} في طه 61 فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

(4)

اختلف في إدغام "بل" و "هل" في ثمانية أحرف أولها: التاء نحو {هَلْ تَنْقِمُونَ} {بَلْ تَأْتِيهِمْ} ثانيها: الثاء {هَلْ ثُوِّبَ} فقط. ثالثها: الزاي {بَلْ زُيِّنَ} {بَلْ زَعَمْتُمْ} فقط. رابعها: السين {بَلْ سَوَّلَتْ} معًا فقط. خامسها: الضاد {بَلْ صَلُّوا} فقط. سادسها: الطاء {بَلْ طَبَعَ} سابعها: الظاء {بَلْ ظَنَنتُمْ} فقط. ثامنها: النون {بَلْ نَحْنُ} {بَلْ نَقْذِفُ} فاشترك "هل" و "بل" في التاء والنون، واختص "هل" بالثاء المثلثة و "بل" بالخمسة الباقية، فقرأ بإدغام اللام في الأحرف الثمانية الكسائي، وقرأ حمزة بالإدغام في (التاء، والثاء، والسين) واختلف عنه في {بَلْ طَبَعَ} فأدغمه خلف من طريق المطوعي وكذا رواه ابن مجاهد عن أصحابه عنه وأدغمه خلاد أيضًا من طريق فارس بن أحمد وكذا في التجريد من قراءته على الفارسي وخص في الشاطبية الخلاف بخلاد والمشهور عن حمزة الإظهار من الروايتين، وقرأ هشام بالإظهار عند الضاد والنون واختلف عنه في الستة الباقية وصوب في البشر الإدغام عنه فيها وقال: إنه الذي عليه الجمهور وتقتضيه =

ص: 130

قوله تعالى: {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ} [19] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام تاء التأنيث في السين

(1)

.

والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {يَابُشْرَى هَذَا} [19] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بغير ياء بعد الألف

(2)

.

والباقون بياء مفتوحة بعد الألف

(3)

.

وأمال الألف بعد الراء محضة: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف.

وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(4)

. وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(5)

. وعن أبي عمرو - أيضًا - الإمالة بين بين، وعنه - أيضًا - الفتح، وهو الأفضل عنه.

والباقون بالفتح.

= أصول هشام، واستثنى أكثر رواة الإدغام عن هشام {هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ} بالرعد الآية 16 فأظهروها وهو الذي في الشاطبية وغيرها ولم يستثنها في الكفاية واستثناها في الكامل للحلواني دون الداجوني ونص في المبهج على الوجهين من طريق الحلواني عنه والباقون بالإظهار في الثمانية إلا أن أبا عمرو أدغم لام هل في تاء {هَلْ تَرَى} بالملك الآية 3 والحاقة الآية 8 فقط، قال ابن الجزري:

وبل وهل في تا وثا السين ادغم

وزاي طا ظا النون والضاد (رسـ) ـــــــم

والسين مع تاء وثا (فـ) ـــد واختلف

بالطاء عنه هل ترى الإدغام (حـ) ـــــــف

وعن هشام غير نض يدغم

عن جلهم لا حرف رعد في الأتم

(النشر 2/ 7، شرح ابن القاصح ص 97، التيسير ص 43، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 41، الهادي 1/ 271، السبعة ص 127، الغاية ص 81).

(1)

سبق توضيح الاختلاف في تاء التأنيث قبل عدة صفحات (وانظر: شرح طيبة النشر 3/ 11، 12).

(2)

ترك الإضافة فيها وجهان أحدهما: أنهم جعلوه اسم رجل فيكون دعا إنسانا اسمه بشرى، وحجتهم ما قد روى عن جماعة من المفسرين أنهم قالوا: كان اسمه بشرى فدعاه المستقي باسمه كما يقال يا زيد فيكون بشرى في موضع رفع بالنداء والوجه الآخر: أن يكون أضاف البشرى إلى نفسه ثم حذف الياء وهو يريدها كما تقول يا غلام لا تفعل يكون مفردًا بمعنى الإضافة، قال ابن الجزري:

بشراي حذف اليا (كفى)

(3)

وحجة من قرأ بإثبات ياء الإضافة وفتحها أضاف البشرى إلى نفسه وإنما فتحوا الياء على أصلها لئلا يلتقي ساكنان فجرت مجرى {عَصَاىَ) و {بشراي} في موضع نصب كما تقول: يا غلام زيد (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 357 الغاية ص 179 النشر، 293، شرح طيبة النشر 4/ 380، المبسوط ص 345، السبعة ص 347، إعراب القراءات 1/ 303).

(4)

من طريق الأزرق.

(5)

ليس له سوى الفتح.

ص: 131

قوله تعالى: {هَيْتَ لَكَ} [23] قرأ نافع، وأبو جعفر، وابن ذكوان بكسر الهاء، وفتح التاء الفوقية من غير همز. وقرأ هشام بكسر الهاء، واختلف عنه في الهمز، فقرأ بالهمز وبعدمه، واختلف عنه - أيضًا - في ضم التاء وفتحها. وقرأ ابن كثير بفتح الهاء، وضم التاء من غير همز. وقرأ الباقون بفتح الهاء، وسكون الياء، وفتح التاء

(1)

.

قوله تعالى: {رَبِّي أَحْسَنَ} [23]، فتح الياء المدنيان، وابن كثير، وأبو جعفر، وأبو عمرو

(2)

. وسكنها الباقون.

وأمال "مَثْوَايَ": الدوري، عن الكسائي

(3)

.

قوله تعالى: {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [24]، {رَءَا قَمِيصَهُ} [28] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وابن ذكوان، وشعبة بإمالة الراء والهمزة. وقرأ ورش بإمالة الراء والهمزة بين بين، وله في الهمز المد والتوسُّط والقصر.

(1)

اختلف في {هَيْتَ} الآية 23 فنافع وابن ذكوان وأبو جعفر بكسر الهاء وياء ساكنة وتاء مفتوحة ففتح الهاء وكسرها لغتان ومن فتح التاء بناها عليه نحو: كيف وأين، ولهشام فيها خلف فالحلواني من جميع طرقه عنه بكسر الهاء وفتح التاء كنافع إلا أنه همز وهي قراءة صحيحة كما في النشر وغيره خلافًا لمن وهَّم الحلواني ومعناها تهيأ لي أمرك وأحسنت هيئتك ولك متعلق بمحذوف على سبيل البدل كأنها قالت القول لك، وروى الداجوني كسر الهاء مع الهمز وضم التاء قال الداني: وهذا هو الصواب وجمع الشاطبي بين الوجهين ليجري على الصواب وإن خرج بذلك عن طرقه، وقرأ ابن كثير بفتح الهاء وياء ساكنة وضم التاء تشبيهًا بحيث والباقون بفتح الهاء وسكون الياء وفح التاء والجمهور على أنها عربية اسم فعل كلمة حث وإقبال بمعنى هلم وفيها لغات فتح الهاء بالياء مع تثليث حركة التاء كحيث وكسر الهاء وفتح التاء مع الياء والهمز والكسر والضم معه وعليها جاءت القراءات الأربع ولام لك متعلق بمقدر أي أقول أو الخطاب لك، قال في النشر: وليست فعلًا ولا التاء فيها ضمير متكلم ولا مخاطب. قال ابن الجزري:

.... .... هيت اكسرا

(عـ) ـــــم وضم التا (لـ) ــــدى الخلف (د) رى

واهمز (لـ) ــــــــــــنا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 30، شرح طيبة النشر 4/ 381، النشر 2/ 293، 294، إعراب القرآن 2/ 133، معاني القرآن 2/ 40)،

(2)

قال ابن الجزري:

تسع وتسعون بهمزٍ انفتح

ذرون الاصبهاني مع مكٍّ فتح

ووجه فتح الكل مع الهمز أنه أحد الأصلين مع قصد ثبوته الخفي عند القوي وليتمكن من كمال لفظ الهمز. ووجه الإسكان مع أنه أحدهما وقصد القوية محصلان بزيادة المدة (انظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص: 63، الإقناع 1/ 537).

(3)

قال ابن الجزري:

مثواي (تـ) ــــــــوى

ص: 132

وقرأ أبو عمرو بإمالة الهمزة دون الراء. واختلف عن السوسي في إمالة الراء، وفتحها

(1)

.

والباقون بفتحها. ورسم "رَءَا" بغير ياء بعد الهمزة.

قوله تعالى: {السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ} [24] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الهمزة المكسورة بعد تحقيق الأولى المفتوحة

(2)

.

والباقون بتحقيقها.

قوله تعالى: {الْمُخْلَصِينَ} [24] قرأ نافع وعاصم، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وخلف بفتح اللام، إذا كان في أوله ألف ولام

(3)

.

والباقون بالكسر

(4)

.

قوله تعالى: {مِنَ الْخَاطِئِينَ} [29] قرأ أبو جعفر بحذف الهمز

(5)

.

(1)

سبق بيان حكمه في الآية 70 بهود، قال ابن الجزري:

حرفي رأى (مـ) ن (صحبة)(لـ) ـــــنا اختلف

وغير الأولى الخلف (صـ) ـــــف والهمز (حـ) ــــــف

وذو الضمير فيه أو همز ورا

خلف (مـ) ـــــــنى قللهما كلا (جـ) ـــــــــرى

(وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 117).

(2)

سبق بيان ذلك قبل صفحات قليلة (وانظر إتحاف فضلاء البشر ص: 129، شرح طيبة النشر 2/ 264 - 266، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين 1/ 382، المبسوط ص: 42).

(3)

بفتح اللام أي الله أخلصهم من الأسواء والفواحش فصاروا مخلصين وحجتهم قوله تعالى {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} فصاروا مخلصين بإخلاص الله إياهم (شرح طيبة النشر 4/ 382، النشر 2/ 395، المبسوط ص 246، الغاية ص 179، التيسير ص 128، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 358).

(4)

قال ابن الجزري:

..... .... والمخلصين الكسر (كأ) م

(حق) ومخلصا بكاف (حق)(عم)

وحجتهم قوله {وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ} وقوله {مُخْلِصًا لَهُ دِينِي} فإذا أخلصوا فهم مخلصون تقول: رجل مخلص مؤمن فترى الفعل في اللفظ له، وعلم من تخصيص الواحد بمريم والجمع باللام أن نحو {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا} و {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} متفق على كسره (شرح طيبة النشر 4/ 382، النشر 2/ 395، المبسوط ص 246، الغاية ص 179، التيسير ص 128، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 358).

(5)

إذا جاءت الهمزة مكسورة بعد كسر بعدها باء، فإن أبا جعفر يحذف الهمزة في {متكين، والصابين، والخاطين، وخاطين، والمستهزين} حيث وقعت، ووافقه نافع في {والصابين} وعلة عدم الهمز إما أن تكون للتخفيف على البدل، فأبدل منها ياء مضمومة أو واوًا مضمومة في الرفع، فلما انضمت الياء إلى الواو ألقى الحركة على الياء استثقالًا للضم على حرف علة فاجتمع حرفان ساكنان فحذف الأول لالتقاء الساكنين، وكذلك أبدل منها ياء في النصب مكسورة ثم حذفت الكسرة لاجتماع يائين الأولى مكسورة فاجتمع له ياءان ساكنتان فحذفت إحداهما لالتقاء الساكنين فقال:{الصَابِينَ} والبدل في هذا للهمزة في =

ص: 133

والباقون بالهمز. وإذا وقف حمزة سهَّل الهمزة. وورش على أصله من المد، والتوسط، والقصر

(1)

.

قوله تعالى: {امْرَأَتُ الْعَزِيزِ} [30] رسمت هذه التاء مجرورة؛ وقف عليها بالهاء: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب.

والباقون بالتاء؛ اتِّباعًا للرسم

(2)

.

قوله تعالى: {فَتَاهَا} [35] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(3)

.

وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(4)

.

والباقون بالفتح. والرسم بالياء.

قوله تعالى: {قَدْ شَغَفَهَا} [30] قرأ نافع، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب، وابن ذكوان بإظهار دال "قد" عند الشين.

والباقون بالإدغام

(5)

.

= التخفيف مذهب الأخفش وأبي زيد، فأما سيبويه فلا يجيز البدل في المتحركة البتة، قال ابن الجزري:

خلفًا ومتكين مستهزين (ثـ) ـــــــــل

(الكشف عن وجوه القراءات 1/ 246، التيسير ص: 74، وشرح النويري على طيبة النشر 4/ 33).

(1)

من طريق الأزرق.

(2)

الأصل اتباع الرسم لكل القراء؛ إلا أنه اختلف عنهم في أصل مطرد وكلمات مخصوصة فالأصل المطرد كل هاء تأنيث رسمت تاء نحو {رَحْمَت} و {نِعْمَتَ} و {شَجَرَتَ} فوقف عليها بالهاء خلافًا للرسم الكسائي وابن غير وأبو عمرو، والوقف على المرسوم متفق عليه ومختلف فيه والمختلف فيه انحصر في خمسة أقسام:

أولها: الإبدال، وهو إبدال حرف بآخر فوقف ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وكذا يعقوب بالهاء على هاء التأنيث المكتوبة بالتاء وهي لغة قريش وقعت في مواضع، ومنها:{امْرَأَتُ} سبع بآل عمران الآية 35 واحد واثنان بيوسف الآية 30، 51 وفي القصص الآية واحد وثلاثة بالتحريم الآية 10، 11. قال ابن الجزري:

وقف لكل باتباع ما رسم

إلى أن قال: بالها (ر) جا (حق)

التيسير ص 60، شرح طيبة النشر 3/ 225، 226، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 137).

(3)

سبق ذكر حكم الإمالة أكثر من مرة.

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

ما ذكره المؤلف من قالون من أن له الإمالة بين اللفطين غير صحح ولا يقرأ به.

(5)

سبق بيان إدغام دال قد قبل صفحات قليلة (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 40، التيسير ص 45، النشر 2/ 5، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8) =

ص: 134

قوله تعالى: {مُتَّكَئًا} [31] قرأ أبو جعفر بحذف الهمزة

(1)

.

والباقون بالهمز، وإذا وقف حمزة سهَّل الهمزة، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر

(2)

.

قوله تعالى: {وَقَالَتِ أخْرُجْ} [31] قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب - في الوصل - بكسر التاء الفوقية

(3)

.

والباقون بالضم.

قوله تعالى: {عَلَيْهِنَّ} [31] قرأ يعقوب بضم الهاء، وألحق النون بعدها في الوقف بهاء السكت، بخلاف عنه

(4)

.

والباقون بكسر الهاء، ولا إلحاق في الوقف.

قوله تعالى: {وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ} [31]، في الموضعبن، قرأ أبو عمرو - في الوصل - بألف بعد الشين

(5)

.

والباقون بغير ألف.

وأما في الوقف: فالجميع وقفوا بغير ألف؛ اتباعًا للرسم.

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ} [33] قرأ يعقوب بفتح السين

(6)

.

(1)

حذف أبو جعفر كل همز مضموم بعد فتح، والواقع منه {ولا يطون - لم تطوهم - أن تطوهم - متكا} قال ابن الجزري:

واحذف كمتكون استهزئوا يطفوا (ثـ) ــــــمد

صابون صابين (مـ) ـــــدًا منشون (خـ) ـــــــد

خلفًا ومتكين مستهزين (ثـ) ـــــــل

ومتكًا تطوا يطوا خاطين ول

(شرح طيبة النشر 2/ 291).

(2)

ليس له فيها سوى التسهيل، وليس كما ذكر المؤلف؛ لأنه غير مبدل من همز حتى يوجد المد.

(3)

قال ابن الجزرى:

والساكن الأول ضم

همز الوصل واكسره نما

(4)

المعروف أن يعقوب يقرأ بإلحاق هاء السكت في كلمات معدودة كما بينها ابن الجزري في درته وزاد عليها في الطيبة جمع المذكر السالم وما يلحقه، وقد أغفل المؤلف هذه المسألة ولم يشر إليها في أول الكتاب مع وجودها في كثير من المواضع التي سبق ذكرها.

(5)

قال ابن الجزرى:

حاشا معًا (صـ) ـــــــل (حز)

(النشر 2/ 295، المبسوط ص 246، إعراب القرآن 2/ 359، السبعة ص 348، التيسير ص 128).

(6)

قال ابن الجزري:

وسجن أولا افتح (ظـ) بى =

ص: 135

والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا

أَرَانِي أَحْمِلُ} [36] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة فيهما

(1)

. وقرأ ورش - من طريق الأزرق - بالإمالة بين بين. واختلف عن قالون بين الفتح والإمالة بين بين

(2)

.

والباقون بالفتح فيهما. وقرأ نافع، وأبر عمرو، وأبو جعفر بفتح الأربع ياءات في الوصل

(3)

.

وقرأ ابن كثير بإسكان الياء من "إِني" في الموضعين، وفتح الياء من "أَرَانِيَ" في الموضوعين. وقرأ الباقون بالإسكان في الأربعة.

قوله تعالى: {نَبِّئْنَا} [36]، لم تبدل هذه الهمزة لأحد من القراء، إلا إذا وقف عليها حمزة. واختلف عن أبي جعفر في إبدالها

(4)

.

قوله تعالى: {تُرْزَقَانِهِ} [37] رُوِيَ عن قالون، وعن ابن وردان قصر الهاء في الوصل

(5)

، ورُوِيَ عنهما - أيضًا - الإشباع.

والباقون بالإشباع.

= وحجتهم أنه اسم لا مصدر، واتفقوا على كسر غيره لعدم صحة إرادة المصدر، ولهذا قالوا: فرق يعقوب بين المصدر والاسم، (شرح طيبة النشر 4/ 383، النشر 2/ 295).

(1)

سبق قبل صفحات قليلة إمالة حمزة والكسائي وخلف البزار.

(2)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.

(3)

سبق ذكره قبل عدة صفحات.

(4)

إذا أتت الهمزة ساكنة في كلمة فإن أبا جعفر يقرأ هذا الضرب بالإبدال ولم يستثن من ذلك كله إلا كلمتين {أَنْبِئْهُم) بالبقرة، {وَنَبِّئْهُمْ} بالحجر، واختلف عنه في {نَبِّئْنَا} هنا في يوسف، وأطلق الخلاف عنه من الروايتين ابن مهران واتفق الرواة عنه على قلب الواو المبدلة من همز رؤيا والرؤيا وما جاء منه ياء وإدغامها في الياء التي بعدها وإذا أبدل تؤوي وتؤويه جمع بين الواوين مظهرًا (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 76).

(5)

يقصد الاختلاس، قال ابن الجزري:

ترزقانه اختلف (بـ) ــــــن (خـ) ـــــــد

وقال في الدرة:

وفي يده اقصر ظل وين ترزقانه

ولكن ابن وردان من طريق الدرة ليس له خلاف كما رأيت.

ص: 136

قوله تعالى: {رَبِّي إِنِّي} [37] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل - بفتح الياء

(1)

.

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {ءَابَآءِي إِبْرَاهِيمَ} [38] سكَّنها الكوفيُّون.

قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى} [43]، قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو بفتح الياء

(2)

.

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا} [47] روى حفص بفتح الهمزة

(3)

.

والباقون بالإسكان.

وأبدل الهمزة: أبو جعفر

(4)

، وأبو عمرو - بخلاف عنه - وكذا يفعل حمزة في الوقف.

والباقون بالهمز.

قوله تعالى: {وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} [49] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالتاء الفوقية؛ على الخطاب

(5)

.

(1)

وقعت ياء الإضافة قبل همزة القطع المكسورة في واحد وستين موضعًا بالقرآن الكريم وقد سبق أن وضحناها في مواضع قريبة من هذا الموضع.

(2)

سبق ذكره قبل عدة صفحات (وانظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص: 63، الإقناع 1/ 537).

(3)

فتح الهمزة، وإسكانها لغتان مثل: النَّهْر والنَّهَر والسَّمْع والسَّمَع، والإسكان أولى به للإجماع عليه لأنَّه أخف، قال ابن الجزري:

....

ودأبا حرك (عـ) ـــــــــــلا

(شرح طيبة النشر 4/ 384، النشر 2/ 395، الغاية ص 179، التيسير ص 129 معاني القرآن 2/ 47، إعراب القرآن 2/ 144، وزاد المسير 4/ 232، وتفسير غريب القرآن 218، وتفسير النسفي 2/ 22).

(4)

وكذا الأصبهاني عن ورش.

(5)

قال ابن الجزري:

ويعصرون خاطب (شفا)

ووجه: أنهم ردوه على المخاطبة في قوله: (تزرعون - تأكلون)، إذ هو كله جواب للمُستفتِين عن عبارة الرؤيا، فجرى الكلام على جوابهم ومخاطبتهم، (النشر 2/ 295، المبسوط ص 246، شرح طيبة النشر 4/ 384، زاد المسير 4/ 245، وتفسير النسفي 2/ 228).

ص: 137

والباقون بالياء التحتية؛ على الغيبة

(1)

.

قوله تعالى: {فَسْئَلْهُ} [50] قرأ ابن كثير، والكسائي، وخلف بفتح السين، ولا همز بعدها؛ وكذا يفعل حمزة في الوقف

(2)

.

والباقون بإسكان السين، وهمزة مفتوحة بعد السين

(3)

.

قوله تعالى: {حَاشَ

امْرَأَتُ العَزِيزِ} [51] ذكر قبيل.

قوله تعالى: {نَفْسِي إِنَّ .... رَبِّي إِنَّ} [53] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل - بفتح الياء

(4)

.

والباقون بالإسكان فيهما.

قوله تعالى: {بِالسُّوءِ إِلَّا} [53] قرأ أبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى من المكسورتين، مع المد والقصر. وقرأ قالون، والبزي بتسهيل الأولى مع المد والقصر، وعنهما - أيضًا - إبدالها واوًا، وإدغام الواو الأولى في الثانية.

وقرأ، ورش

(5)

، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الثانية بعد تحقيق الأولى، وعن ورش، وقنبل - أيضًا - إبدالها حرف مد. والباقون بتحقيقهما.

(1)

ووجه القراءة: أنهم ردّوه على لفظ الناس، لأنهم غُيَّب، وهو أقرب إليه من لفظ الخطاب، فصل على الأقرب. وهو الاختيار، لأنّ الأكثر عليه. وقد ذكرنا الأصل في تسهيل الهمزة في (بالسوء إلا) "53" وأنه يجوز فيها وجهان: إلقاء الحركة، ولم يُروَ عن أحد، ويجوز الإبدال والإدغام، وبه قرأنا لقالون والبزي. وقد رُوي عنهما غير ذلك مِمّا هو غيرُ جارٍ على الأصول والإبدال (الكشف عن وجوه القراءات 2/ 9، زاد المسير 4/ 245).

(2)

بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها؛ وذلك إذا كانت الكلمة فعل أمر وقبل السين واو أو فاء، قال ابن الجزري:

وسل (روى)(د) كيف جا

والحجة لمن ترك الهمز أنه لما اتفقت القراء والخط على حذف الألف من قوله {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} وكان أصله {وَسْئَلِ} في الأمر فنقلوا فتحة الهمزة إلى السين فغنوا عن ألف الوصل لحركتها وسقطت الهمزة المنقولة الحركة لكونها بالتليين وسكون لام الفعل فلما تقدمت الواو بقي الكلام على ما كان عليه قبل دخولها.

(3)

والحجة لمن همز أن الهمزة إنما تسقط فيما كثر استعماله من الأفعال في الأمر فإذا تقدمت الواو عادت الهمزة التي أصلها ودليله قوله تعالى {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ} فاتفاقهم على همز ذلك يدل على ثبات الهمز في هذا وما ماثله (النشر 1/ 414، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 123).

(4)

سبق قبل صفحة واحدة.

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

ص: 138

قوله تعالى: {حَيْثُ يَشَاءُ} [56] قرأ ابن كثير بالنون

(1)

.

والباقون بالياء التحتية

(2)

.

وإذا وقف حمزة، وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر، وعنهما - أيضًا - تسهيلها مع المد والقصر، والروم معهما.

قوله تعالى: {وَجَاءَ إخوَةُ يُوسُفَ} [58] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة بعد تحقيق الأولى المفتوحة

(3)

.

والباقون بتحقيقهما.

قوله تعالى: {أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ} [59] قرأ نافع

(4)

- في الوصل - بفتح الياء من "أَنّيَ" قبل الهمزة المضمومة، والياء من "أُوفِيَ" ثابتة في الرسم فيوفف بإثبات الياء، وأما في الوصل: فتسقط؛ لالتقاء الساكنين.

قوله تعالى: {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ} [62] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص بألف بعد الياء التحتية، وبعد الألف نون مكسورة

(5)

.

(1)

قال ابن الجزري:

.... .... حيث يشا

نون (د) نا

ووجه القراءة: أنهم ردوه على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه، لقوله قبل ذلك (كذلك مكنَّاه)، فأخبر عن نفسه بالتمكين، إذ كل شيء بمشيئته يكونُ، وقوّى ذلك أن بعده (نُصيب برحمتنا مَن نّشاء ولا نضيع أجر) فجرى كله على الإخبار، فحملُ "نشاء" على الإخبار من الله جلَّ ذكره عن نفسه أَولى لتطابق الكلام، (شرح طيبة النشر 4/ 385، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 11/ الغاية ص 180، المبسوط ص 246، إتحاف فضلاء البشر 2/ 194، إعراب القراءات 1/ 312، النشر 2/ 296).

(2)

ووجه القراءة: أنهم ردُّوه على لفظ "يوسف"[لأنه أقرب إليه] من لفظ الإخبار، ولفظه غائب ودلَّ على ذلك قوله (يَتَبوّأ منها) فأتى بلفظ الغائب.

(3)

سبق ذكره قبل عدة صفحات بما أغنى عن ذكره في هذا الموضع (وانظر إتحاف فضلاء البشر ص: 129، شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص: 42).

(4)

وجاء من طريق الطيبة عن أبى جعفر الخلاف بين الفتح والإسكان حيث قال ابن الجزري:

وعند ضم الهمز عشر فافتحن

(مدا) وأني أوف بالخلف (ثـ) ــــــمن

(5)

قال ابن الجزري:

.... فتيان في

فتية (حـ) ـــــفظًا حافظًا (صحب)(و) في

وهي على وزنا "فعلان" جعلوه جمع فتى في أكثر العدد ويقوِّي ذلك قوله: (في رحالهم) فأتى بجمع لأكثر العدد، فأخبر بكثرة الخدمة ليوسف، وإن كان الذين تولوا جعل البضاعة في الرجال بعضهم. (شرح طيبة النشر 4/ 385، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 11 الغاية ص 180، المبسوط ص 246، إتحاف =

ص: 139

والباقون بعد الياء التحتية بتاء فوقية مكسورة، ولا ألف قبلها

(1)

.

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا} [63] قرأ يعقوب بضم الهاء.

والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {أَخَانَا نَكْتَلْ} [63] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالياء التحتية

(2)

.

والباقون بالنون

(3)

.

قوله تعالى: {خَيْرٌ حَافِظًا} [64] قرأ حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف بفتح الحاء، وألف بعدها، وكسر الفاء

(4)

.

= فضلاء البشر 2/ 149، التيسير ص 129، إعراب القرآن 2/ 46).

(1)

على وزن "فِعلة" جعلوه جمع فتى في أقل العدد، لأن الذين تولوا جعل البضاعة في رحالَهم يكفى منهم أقلُهم. وقد قال:{إِذْ أَوَى الفِتْيَةُ إِلىَ الْكَهْفِ} "الكهف 10" وقال: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ} "الكهف 13" وقد قال: "بأوعِيتِهم"، فأتى بجمع لأقل العدد.

(2)

قال ابن الجزري:

....... وياء نكتل (شفا)

ووجه قراءتهم: أنهم جعلوه على الإخبار عن الأخ أنه إن أرسله معهم يكتل لنفسه زيادة بعير، على ما يكتالون هم لأنفسهم، لقولهم:(ونزدادُ كيل بعير)(المبسوط ص 247).

(3)

وحجة من قرأ بالنون: أنه جعله على الإخبار عنهم كلهم بالاكتيال، ويقوِّي ذلك أن الأخ داخلٌ معهم إذا قريء بالنون، وليس يدخلون هم معه إذا قُريء بالياء، فالنون أعمُّ وأيضًا فإن بعدها {وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ} ، فكله أخبروا به عن أنفسهم، فحملُ "نكتل" على ذلك [أَولى] لتطابق الكلام، وأيضًا فإن قبله {مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ} ، فأخبروا عن أنفسهم أنهم منعوا الكيل لغيبة أخيهم، فكذلك يجب أن يخبروا عن أنفسهم بإباحة الكيل لهم إذا حضر معهم أخوهم (النشر 2/ 296 شرح طيبة النشر 4/ 386، السبعة ص 349، حجة القراءات لابن خالويه 2/ 361، إعراب القراءات 1/ 312).

(4)

وحجة من قرأه على "فاعل" أنه أتى به على المبالغة على تقدير: فالله خير الحافظين، فاكتفى بالواحد عن الجمع، فنصبه على التفسير، ويقوّي ذلك أنها في مصحف ابن مسعود "خير الحافظين" وأيضًا فإنهم لمَّا قالوا:{وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} قيل لهم: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا} ، وأيضًا فإن {خَيْرٌ حَافِظًا} مطابق لقوله:{أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} في الإضافة، لأنك تقول: الله خير حافطًا والله أرحم راحم. ولو قلت: الله خير حفظ، لم يحسن، فمطابقة {خَيْرٌ حَافِظًا} مع {أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} أبين من مطابقة "خير حفظا" مع "أرحم الراحمين" لأن الله جلّ ذكره هو الحافظ وليس هو الحفظ، إنما الحفظ فعل من أفعاله [وكذلك هو الراحم وليس هو الرحمة إنما الرحمة فعل من أفعاله]، وصفة من صفاته، وقد تقدم ذكر "درجات" في الأنعام والحجة فبها. وكذلك ذكر "يعقلون" في الأنعام أيضًا (المبسوط ص 247، شرح طيبة النشر 4/ 386، السبعة =

ص: 140

والباقون بكسر الحاء، وإسكان الفاء بعدها

(1)

.

قوله تعالى: {رُدَّتْ إِلَيْهِمْ} [65] قرأ حمزة، ويعقوب بضم الهاء

(2)

.

والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا} [66]، قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر بإثبات الياء بعد النون وصلًا لا وقفًا.

وأثبتها وصلًا ووقفًا: ابن كثير، ويعقوب

(3)

.

والباقون بحذفها وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {إِنِّي أَنَا أَخُوكَ} [69] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر بفتح الياء في الوصل

(4)

.

= ص (350)، حجة القراءات لابن خالويه (2/ 361)، إعراب القراءات 1/ 312، المحرر الوجيز 3/ 2601).

(1)

وحجة من قرأ على وزن "فعل" أن أخوة يوسف لما نسبوا الحفظ إلى أنفسهم، في قوله:{وَنَحْفَظُ أَخَانَا} قال لهم أبوهم: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا} ، أي: خير مِن حفظكم الذي نسبتموه إلى أنفسكم، وقيل: تقديره: فالله خير منكم حفظًا. فأتى بالمصدر الدّال على الفعل، ونصبه على التفسير. قال ابن الجزري:

........... حفظا حافظا (صحب)

(الحجة لابن زنجلة ص 438).

(2)

وقد قرأ حمزة {عليهُم} و {إليهُم} و {لديهُم} يضم الهاء في هذه الأحرف الثلاثة فقط في القرآن الكريم كله، أما يعقوب فقد قرأها بمشتقاتها مثل:{عليهُما} و {إليهُما} و {عليهُن} و {فيهُن} و {فيهُم} وكل ما أشبه ذلك من هاء قبلها ياء ساكنة في جميع القرآن بضم الهاء. قال ابن الجزري في سورة فاتحة الكتاب:

عليهمو إليهمو لديهمو

بضم كسر الهاء ظبى فِهمُ

وبعد ياء سكنت لا مفردًا

ظاهر

(انظر: المبسوط في القراءات العشر ص 87).

(3)

اختلف القراء في إثبات ياء الإضافة وحذفها ولهم في ذلك أصول، فنافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا أبو جعفر يثبتون ما أثبتوه منها في الوصل دون الوقف مراعاة للأصل والرسم، وابن كثير وهشام بخلف ويعقوب يثبتون في الحالين على الأصل وهي لغة الحجازين ويوافق الرسم تقديرًا إذ ما حذف لعارض كالموجود كألف الرحمن، وابن ذكوان وعاصم وكذا خلف يحذفون في الحالين تخفيفًا وهي لغة هذيل، قال الكسائي: العرب تقول: الوال والوالي والقاض والقاضي، وقد قرأ ابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب {تُؤْتُونِ مَوْثِقًا} بـ يوسف الآية 66 بإثبات الياء وكل على أصله (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 154).

(4)

قاعدة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو سبق ذكرها قبل صفحات قليلة (وانظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص: 63، الإقناع 1/ 537).

ص: 141

والباقون بالإسكان.

وأثبت الألف بعد النون من "أَنَا" في الوصل: نافع، وأبو جعفر وحذفها

(1)

، الباقون، واتفقوا -أي: الجميع- على إثباتها وقفًا

(2)

.

قوله تعالى: {مُؤَذْنٌ} [70] قرأ ورش -من طريق الأزرق- وأبو جعفر بإبدال الهمزة واوًا، وحققه ورش، من طريق الأصبهاني

(3)

.

والباقون بالتحقيق.

قوله تعالى: {قَبْلَ وِعَآءِ أَخِيهِ} [76] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بإبدال الهمزة الثانية المفتوحة بعد المكسورة ياء، بعد تحقيق الأولى

(4)

.

والباقون بتحقيقهما في الموضعين

(5)

.

قوله تعالى: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّنْ نَّشَآءُ} [76] قرأ يعقوب بالياء التحتية فيهما.

وقرأ الباقون بالنون فيهما.

وقرأ بالتنوين في "دَرَجَات": عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف

(6)

.

(1)

سبق قريبًا. قال ابن الجزري:

أمددا

أنا بضم الهمز أو فتح (مدا)

(2)

ووجه الاتفاق على الألف وقفًا: زيادتها محافظة على حركة النون مراعاة للأصالة، ولهذا لم تدغم، أو لأنه الأصل من خلف هاء السكت، قصد النص على لغته (شرح طيبة النشر 4/ 117، المبسوط ص 15).

(3)

الهمزة المفتوحة إذا انضم ما قبلها أو انكسر فإنها تبدل منها مع الضم واوًا مفتوحة نحو {يُوَاخِذ} ومع الكسر ياء، وذلك عند القراء المذكورين، وعلة ذلك أنها لما لم يمكن إلقاء حركتها على ما قبلها؛ إذ هو متحرك، ولا تلقى حركة على حركة، ولم يمكن فيها أن تجعل بين بين لأنها بذلك ستكون بين الهمزة والألف، والألف لا يكون قبلها ضم ولا كسر فامتنع ذلك أيضًا فيها ولو جعلت بين الهمزة المفتوحة والواو لكانت بين الهمزة وبين حرف ليس هو من حركتها، وأيضًا فإن التى قبلها ضمة لو جعلت بين الهمزة والياء الساكنة لم يمكن ذلك؛ إذ ليس في كلام العرب ياء ساكنة قبلها ضمة، فلم يكن بد من البدل على حكم حركة ما قبلها (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 104، 105، النشر 1/ 437، التيسير ص 40).

(4)

وقد احتج من أبدل الهمزة الثانية بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي ساكنة نحو {كاس} فتقلب الهمزة ألفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فأن تخفف ومعها مثلها أولى.

(5)

التحقيق هو توفية كل حرف حقه من حركته ونصيبه من الإعراب؛ إذ كانت الهمزة حرفًا من حروف المعجم فيلزمها من الحركة ما يلزم سائر الحروف، لذا جاءوا بكل همزتين مجتمعتين على هيئتها إرادة للتبيين والنطق بكل حرف من كتاب الله على جهته من غير إبدال ولا تغيير (انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص: 91، وشرح طيبة النشر للنويري 4/ 9، والمبسوط في القراءات العشر ص: 126).

(6)

قال ابن الجزري: =

ص: 142

والباقون بغير تنوين

(1)

.

قوله تعالى: {فَقَدْ سَرَقَ} [77] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام دال "قَدْ" في السين

(2)

.

والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا} [80] قرأ البزي، وابن وردان

(3)

-بخلاف عنهما- بألف بعد التاء الفوقية، وبعد الألف ياء تحتية مفتوحة. والوجه الآخر عنهما بياء ساكنة بعد الفوقية، وبعد الياء همزة مفتوحة، وهي قراءة الباقين.

قوله تعالى: {حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي} [80] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر -في الوصل- بفتح الياء من "لِيَ"

(4)

.

والباقون بالإسكان.

= ودرجات نونوا (كفى)

وحجتهم في ذلك أن {من} منصوب مفعول {نرفع} على حد {رفع بعضهم} ودرجات منصوب به بعد إسقاط إلى أو حال؛ أي ذوي درجات، أو تمييز، وحذفه لأنه مفعول به (شرح طيبة النشر 4/ 261، النشر 2/ 259، المبسوط ص 198، التيسير ص 104، السبعة ص 261، إبراز المعاني 2/ 449).

(1)

والحجة لمن أضاف أنه أوقع الفعل على درجات فنصبها وأضافها إلى من فخفضه بالإضافة وخزل التنوين للإضافة ونشاء صلة لمن (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 144).

(2)

سبق ذكر بيان القراءة وحكم إدغام دال قد (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 40، التيسير ص 45، النشر 2/ 5).

(3)

ما ذكره المؤلف عن ابن وردان في موافقته للبزي غير صحيح ولم يرد عنه ذلك من الكتب المعتمدة والتي قرأناها من طرقها، قال ابن الجزري في طيبته:

وباب ييأس اقلب ابدل خلف (هـ) ـب

(4)

اختلف القراء في خمسة وثلاثين موضعًا؛ فقرأ نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بفتح سبع ياءات من ذلك وهي {من دونيَ أولياء} بالكهف الآية 102 و {إنيَ أراني} الأولان بـ يوسف الآية 36 و {يأذن ليَ أبي} فيها و {اجعل ليَ آية} بآل عمران الآية 41 ومريم الآية 10 و {ضيفيَ أليس} بهود الآية 78، قال ابن الجزري:

واجعل ضيفي دوني يسر لي ولي

يوسف إني أولاها (حـ) لل

(مدا)

(شرح طيبة النشر 3/ 264 - 271، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي (ج 1/ ص 145).

ص: 143

قوله تعالى: {أَبِي أَوْ} [80] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر -في الوصل- بفتح الياء

(1)

.

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ} [82] قرأ ابن كثير، والكسائي، وخلف بفتح السين ولا همز بعدها

(2)

.

والباقون بإسكان السين، وهمزة مفتوحة بعدها

(3)

.

قوله تعالى: {بَلْ سَوَّلَتْ} [83] قرأ الكسائي، وهشام، وحمزة بإدغام اللام من "بَلْ" في السين

(4)

.

قوله تعالى: {يَاأَسَفَى} [84] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(5)

.

(1)

سبق ذكره قبل صفحات قليلة.

(2)

قال ابن الجزري:

وسل روى دم

والحجة في ذلك أنه يكون في الفعل المُواجَه به خاصة، مع الواو والفاء على تخفيف الهمز، أَلقيَا حركة الهمزة على السين الساكنة قبلها. فحَرَّكا السين، وحذفا الهمزة، على أصل تخفيف الهمز. وخصَّا هذا بالتخفيف لكثرة استعماله، وتصرفه في الكلام، وثقل الهمزة، وذلك في الأمر المُواجه به إذا كان قبله واو أو فاء، وحسن ذلك لإجماعهم على طرح الهمزة في قوله:{سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} (سورة البقرة آية 211)، وفي قوله:{سَلْهُمْ أَيُّهُمْ} (سورة القلم آية 40) وإنما خص المُواجه به بطرح الهمزة دون غيره، كما فعلت العرب بطرح لام الأمر في المواجهة، وإثباتها في غير المواجهة، فيقولون:"قم، خذ" فإن كان غير مُواجَه به لم تطرح اللام نحو: ليقم زيد، ليخرج عمرو، فكذلك هذا، وإنما فُعل ذلك مع الواو والفاء، لأنهما يوصل بهما إلى اللفظ بالسين، لأن أصلها السكون، وحركة الهمزة عليها عارضة، لا يعتد بها، فقامت الواو والفاء مقام ألف الوصل، التي للابتداء يؤتى بها (إتحاف فضلاء البشر 1/ 337، الكشف عن وجوه القراءات 387 - 388).

(3)

وحجتهم في ذلك أن العرب لا تهمز سل فإذا أدخلوا الواو والفاء وثم همزوا، فإن سأل سائل فقال: إذا أدخلوا الواو والفاء لم همزوا هلا تركوها؟ فالجواب في ذلك: أن أصل سل اسأل فاستثقلوا الهمزتين فنقلوا فتحة الهمزة إلى السين فلما تحركت السين استغنوا عن ألف الوصل فإذا تقدمه واو أو فاء ردوا الكلمة إلى الأصل وأصله واسألوا لأنهم إنما حذفوا لاجتماع الهمزتين فلما زالت العلة ردوها إلى الأصل.

(4)

سبق بيان حكم إدغام بل وهل قبل صفحات قليلة (وانظر: النشر 2/ 7، شرح ابن القاصح ص 97، التيسير ص 43، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 41، الهادي 1/ 271، السبعة ص 127، الغاية ص 81).

(5)

القاعدة أن حمزة والكسائي وخلف البزار أمالوا جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى =

ص: 144

وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(1)

.

وروي عن الدوري -عن أبى عمرو- إمالتها بين بين. وقد ذكر خلاف عن أبي عمرو في فتحها وإمالتها بين بين

(2)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} [86] قرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر -في الوصل- بفتح الياء

(3)

.

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {وَلَا تَيْأَسُوا

إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ} [87]، مثل {اسْتَيْأَسُوا} [80]، وقد ذكر قبيل.

قوله تعالى: {فَأَوْفِ} [88] رسمت بغير ياء بعد الفاء.

قوله تعالى: {قَالُواْ أَإِنَّكَ} [90] قرأ ابن كثير، وأبو جعفر بهمزة مكسورة على الخبر

(4)

.

وقرأ الباقون بهمزتين: الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة

(5)

. وأدخل بين الهمزتين

= قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:

وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه

وفتحهُ وما بياء رسمه

(النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه. ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.

(2)

ما ذكره المؤلف عن أبي عمرو من روايتيه فغير صحيح، وإنما الخلاف وارد عن الدوري فقط، قال في الشاطبية:

ويا ويلتى ويا حسرتى طووا

وعن غيرها قسها ويا أسفى العلا

وقال ابن الجزري:

وأني ويلتي يا حسرتى الخلف طوى

(3)

سبق بيانه في الآية 88 من سورة هود (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 147).

(4)

وحجة من قرأه على الخبر أنهم لمَّا عرفوا يوسف، وتيَقنوا أنه هو، أتوا بـ "إن" التي لتأكيد ما بعدها، واستغنوا عن الاستخبار، لأنه شيء قد ثبت عندهم، فلا معنى للاستخبار عنه (إتحاف فضلاء البشر ص 267، السبعة ص 351، إعراب القراءات 1/ 316).

(5)

وحجة من استفهم أنه أتى بلفظ الاستفهام الذي معناه الإلزام والإثبات، لم يستخبروا عن أمر جهلوه، إنما أتوا بلفظ يُحقّقون به ما صحّ عندهم، من أنه هو يوسف، كما قال فرعون للسَّحرة بعد أن صحَّ عنده إيمانهم وعاينه {ءَامَنتُمْ لَهُ} "طه 71" على طريق التوبيخ لهم بما فعلوه، وكما قال لوط لقومه: {أَتَأْتُونَ =

ص: 145

ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وهشام، بخلاف عنه. وسهَّل الثانية نافع، وأبو عمرو.

والباقون بتحقيقهما.

قوله تعالى: {مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ} [90] قرأ قنبل -بخلاف عنه- بإثبات الياء بعد القاف وقفًا ووصلًا

(1)

.

والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا. وقنبل معهم في الوجه الثاني.

قوله تعالى: {لَخَاطِئِينَ} [91]{كُنَّا خَاطِئِينَ} [97] قرأ أبو جعفر بغير همز، وإذا وقف حمزة سهل الهمزة

(2)

.

والباقون بالهمز.

قوله تعالى: {وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [92] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر، وقالون بإسكان الهاء

(3)

.

والباقون بالضم.

= الْفَاحِشَةَ} "الأعراف 80"، {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ} "الأعراف 81" بلفظ الاستفهام، الذي معناه الإلزام، والإثبات، لِما فعلوا، لم يستخبرهم عن ذلك، لأنه أمر قد عَلِمه وتَيقُّنه من فعلهم (إتحاف فضلاء البشر ص 267، السبعة ص 351، إعراب القراءات 1/ 316 الكشف عن وجوه القراءات 2/ 14).

(1)

قراءة الياء فيها ثلاثة أوجه أحدها: أنه أشبع كسرة القاف فنشأت الياء. والثاني: أنه قدر الحركة على الياء وحذفها بالجزم وجعل حرف العلة كالصحيح في ذلك. والثالث: أنه جعل {من} بمعنى الذي فالفعل على هذا مرفوع، قال ابن الجزري:

ويرتع يتقي يوسف (ز) ن خلفا

والحجة فى إثبات الياء في (يتق) أن تكون "مَن" بمعنى "الذي" فيرتفع الفعل بعدها، لأنه في الصلة وفي الكلام معنى الشرط، لأن الفاء تدخل في خبر "الذي" للإبهام الذي فيها، والإبهام مضارع للشرط، فتجزم ويصير حملًا على معنى الشرط، ويجوز أن تقدَّر الضمة في الياء، ثم تحذفها للشرط، فتكون "من" للشرط وأكثر ما يأتي هذا في الشعر (إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات - العكبري ج 2/ ص 58، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 19).

(2)

سبق بيان حكم الهمزة في مثل هذا الموضع قبل صفحات قليلة مما أغنى عن إعادته هنا (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 246، التيسير ص: 74، وشرح النويري على طيبة النشر 4/ 33).

(3)

سبق توضيح حكم سكون الهاء في هو وهي في أول السورة (وانظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93).

ص: 146

قوله تعالى: {إِنِّي أَعْلَمُ} [96] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر -في الوصل- بفتح الياء

(1)

.

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {رَبِّي إِنَّهُ} [98] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر -في الوصل- بفتح الياء.

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {آوَى إِلَيْهِ} [99] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(2)

. وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(3)

.

والباقون بالفتح.

وورش

(4)

على أصله بالمد والتوسط والقصر في الهمز.

قوله تعالى: {وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا} [100] قرأ ابن عامر، وأبو جعفر -في الوصل- بفتح التاء

(5)

.

والباقون بالكسر

(6)

.

(1)

سبق ذكر مثل هذه الإمالات قبل ذلك بصفحات قليلة.

(2)

سبق بيان قاعدة حمزة والكسائي وخلف البزار في الإمالة (وانظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر (3/ 55، 56).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

من طريق الأزرق.

(5)

قال ابن الجزري:

يا أبت افتح حيث جا (كـ) ـم (ثـ) ـطعا

وحجة من فتح التاء أنه قدّر إثبات ياء الإضافة في النداء، وهي لغة مستعملة في القرآن والكلام، قال تعالى ذكره:{قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} "الزمر 53" و {يَاعِبَادِىَ الَّذِينَ ءَامَنُوآ} "العنكبوت 56" فلما أثبت الياء في المُنادى أبدل الكسرة التي قبل الياء فتحة فانقلبت الياء ألفًا، ثم حُذفت الألف لدلالة الفتحة عليها. وهذا عند المازني أصل مطّرد حسن ويجوز أن تكون فتحة التاء في "يا أبتِ" بمنزلة فتحة التاء في "يا طلحةَ" ووجه ذلك أن أكثر ما يُدعى ما فيه تاء التأنيث بالترخيم، فرُدت التاء المحذوفة للترخيم، وتُرك الآخر من الاسم يجري في الحركة، على ما كان عليه. والتاء محذوفة فلم يُعتدّ برد التاء، وأقحمها، فاستعملت مفتوحة، كما أن ما قبلها كان مفتوحًا عند حذف الهاء للترخيم، كذلك فعل في "يا أبتِ" والوجه الأول أقوى.

(6)

وحجة من كسر أنه أبقى الكسرة تدلُّ على الياء المحذوفة في النداء، وأصله "يا أبتي" كما تقول: يا غلام أقبل.

ص: 147

ووقف بالهاء: ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب

(1)

، ووقف الباقون بالتاء، والرسم بالتاء

(2)

.

قوله تعالى: {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ} [100] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياءً، وإدغامها في التي بعدها، وأبدلها أبو عمرو -بخلاف عنه- واوًا؛ وكذا حمزة في الوقف

(3)

.

والباقون بالهمز.

وأمالها محضة: الكسائي، وأبو عمرو بين بين، ونافع بالفتح

(4)

وبين اللفظين.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {قَدْ جَعَلَهَا} [100] قرأ نافع، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب، وابن ذكوان بإظهار دال "قد" عند الجيم.

والباقون بالإدغام

(5)

.

(1)

وحجة من وقف بالهاء أنه جعلها بمنزلة تاء رحمة ونعمة، فغيَّرها في الوقف، كما فعل بـ "رحمة ونعمة"، ولم يتعدَّ بالياء لأنها غير ملفوظ بها، ولأن الكسرة التي تدلُّ على الياء تسقط في الوقف، وقد قال سيبويه: لو رَخَّمت رجلًا اسمه خمسة عشرة لقلت: يا خمسه، فأبدلت مِن التاء هاء في الوقف، ولم تبق التاء، لأن الاسم الثاني قد انفصل، وزال الترخيم، فكذلك يجب أن تقف بالهاء على "يا أبتي" لأن التاء قد زالت وانفصلت من الاتصال بالياء، وزالت الحركة الدالة على الياء أيضًا. فأما من قرأ بفتح التاء، وقدَّره أنه مثل "يا طلحة أقبل" فجعل حركة التاء كحركة ما قبلها، فإنه يجب أن يقف بالهاء، لأنه لا شيء محذوف من آخر الكلام يقدّر اتصاله بالتاء، فإن فتحت التاء في "يا أبت" على تقدير حذف ألف، هي بدل من الياء حسن فيه الوجهان، إن قدَّرت الألف، وقدَّرت الياء، وقفتَ بالتاء، لأن التاء تصير كالهاء متوسطة في التقدير، لأن الذي بعدها مَنويٌّ مُقدَّر، وإن لم تعتدَّ بالألف ولا بالياء، لِزوالِهما من اللفظ، وقفت بالهاء، على ما ذكرنا أولًا في كسر التاء.

(2)

وحجة من وقف بالتاء أن الياء مقَّدرة منوية، فكما أنه لو وقف بالياء لم يكن بدٌّ من التاء كذلك حكمُ الهاء مع عدم الياء من اللفظ،، لأن الياء مرادة مقدرة، وأيضًا فإنه اتّبع خط المصحف في ذلك، فهي بالتاء في المصحف وهو الاختيار، لأن الأكثر عليه، ولمتابعة خط المصحف الإمام في ذلك.

(3)

أمال الكسائي وكذا إدريس من طريق الشطي {رؤياي} المضاف إلى ياء المتكلم وهو موضعان بيوسف، وأمال الدوري عن الكسائي وكذا إدريس من طريق الشطي {رؤياك} ، المضاف للكاف وهو أول يوسف وخرج ذو اللام فخلف إدريس خاص بالمجرد من أل وإليه الإشارة بقول الطيبة:

وخلف إدريس برؤيا لا بأل

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 106).

(4)

رواية ورش من طريق الأزرق.

(5)

وهذه قاعدة وهي أن دال قد قرأها بالإدغام قولًا واحدًا في الجيم وحروف الصفير وهي الصاد والزاي والسين وكذلك حرف الضاد والشين والظا أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف البزار وهشام بخلف عن =

ص: 148

قوله تعالى: {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ} [100] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر -في الوصل- بفتح الياء

(1)

.

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {وَجَآءَ بِكُمْ} [100] قرأ حمزة، وخلف، وابن ذكوان بإمالة الألف بعد الجيم

(2)

. والباقون بالفتح.

وإذا وقف حمزة، وهشام على "جاء" أبدلاها ألفًا مع المد والتوسط والقصر.

قوله تعالى: {وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ} [100] فتحها أبو جعفر، والأزرق -عن ورش-

(3)

وانفرد أبو علي العطار -عن النهرواني عن الأصبهاني، عن هبة الله بن جعفر، عن قالون: بفتحها

(4)

.

قوله تعالى: {لِّمَا يَشَآءُ إِنَّهُ} [100] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بإبدال الثانية المكسورة واوًا بعد تحقيق الأولى المضمومة، وعنهم أيضًا- تسهيلها كالياء

(5)

.

= هشام في {لقد ظلمك} بسورة ص، وقرأها الباقون بالإظهار. وعلة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(1)

سبق قريبًا.

(2)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاء} و {جاء} و {زاد} {خاب} في طه 61 فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

(3)

وقعت ياء الإضافة قبل همزة القطع المكسورة في واحد وستين موضعًا بالقرآن الكريم اختلف منها في اثنتين وخمسين ياء نحو {مِنِّي إِلَّا} {أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ} وفتح هذا النوع نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر والباقون بالسكون إلا أنه وقع الخلاف على غير هذا الوجه في خمس وعشرين ياء منها؛ فقرأ ورش من طريق الأزرق وكذا أبو جعفر بفتح {إِخْوَتِي إِنَّ} بـ يوسف الآية 100، قال ابن الجزري:

واثنان مع خمسين مع كسر عني

إلى أن قال:

وإخوتي ثق (جـ) ـد و (عم) رسلي

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 147).

(4)

لم يرد عن قالون خلاف إلا في موضع فصلت بين الفتح والإسكان، وما عداه فليس له خلاف في جميع المواضع المذكورة من طرقنا التي رويناها وقرأنا بها وما ذكره المصنف فهي انفرادة.

(5)

احتج من أبدل الهمزة الثانية بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي ساكنة نحو {كأس} فتقلب الهمزة ألفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فأن تخفف ومعها مثلها أولى، قال ابن الجزري: =

ص: 149

والباقون بتحقيقهما.

وإذا وقف حمزة وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر، وعنهما -أيضًا- تسهيلها مع المد والقصر، والروم معهما.

قوله تعالى: {وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ} [102] قرأ حمزة، ويعقوب بضم الهاء

(1)

.

والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {وَكَأَيِّن} [105] قرأ ابن كثير، وأبو جعفر بألفٍ بعد الكاف بعدها همزة مكسورة، إلا أن أبا جعفر سهل الهمزة، وابن كثير حققها.

والباقون بهمزة مفتوحة بعد الكاف، وبعد الكاف ياء تحتية مكسورة. ووقف عليها على الياء: أبو عمرو، ويعقوب. ووقف الباقون على النون. وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة

(2)

.

= وعند الاختلاف الاخرى سهلن

حرم حوى غنا

(انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 129، شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص: 42).

(1)

سبق قريبًا. قال ابن الجزري:

عليهمو إليهمو لديهمو

بضم كسر الهاء ظبى فهِمُ

وبعد ياء سكنت لا مفردًا

ظاهر

(انظر: المبسوط في القراءات العشر ص 87).

(2)

اتفقوا على رسم {وَكَأَيِّن} بنون حيث وقعت نحو {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِىٍ} {وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ} ، والحجة في ذلك قول الشاعر:

وكائن بالأباطح من صديق

يراني لو أصبت هو المصابا

وكان أبو عمرو يقف على {وكأي} على الياء في قول عبيد الله بن محمد عن أخيه وعمه عن اليزيدي عن أبي عمرو وقال بعض علمائنا: كأنهم ذهبوا إلى أنها كانت في الأصل أي مشددة زيدت عليها كاف والباقون يقفون {وكأين} بالنون وحجتهم أن النون أثبتت في المصاحف للتنوين الذي في أي ونون التنوين لم يثبت في القرآن إلا في هذا الحرف، قال ابن الجزري:

كائن في كأين (ثـ) ـل (د) م

وقال في الوقف عليها:

كذا ويكأن وويكأن

وقيل بالكاف (حـ) ـوى والياء (د) ن

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 22، حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 175).

ص: 150

قوله تعالى: {سَبِيلِي أَدْعُواْ} [108] قرأ نافع، وأبو جعفر -في الوصل- بفتح الياء

(1)

.

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [108] الياء ثابتة؛ فيوقف عليها بالياء، وتوصل بالياء.

قوله تعالى: {نُّوحِي إِلَيْهِمْ} [109] روى حفص بنون مضمومة، وكسر الحاء

(2)

. وقرأ الباقون بياء تحتية مضمومة وفتح الحاء

(3)

.

وضم الهاء من "إِلَيْهم": حمزة، ويعقوب

(4)

.

والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [109] قرأ نافع، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر بتاء الخطاب

(5)

.

والباقون بياء الغيبة

(6)

.

(1)

قال ابن الجزري:

و (مدا) يبلوني سبيلي (1)

تل (ثـ) ق (هـ) ـدى

(شرح طيبة النشر 3/ 264 - 271، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر- الدمياطي ج 1/ ص 145).

(2)

قال ابن الجزري:

يوحي إليه النون والحاء اكسرا

(صحب) ومع إليهم الكل (عـ) ـرا

والحجة في ذلك: أنهم ردُّوه في هذه السورة على قوله: (وما أَرسلنا)، فجرى الفعلان على الإخبار من الله جلَّ ذكره عن نفسه بذلك، كما قال:{إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ} "النساء 163".

(3)

قرأ الباقون بالياء وفتح الحاء، في الأربعة المواضع، ردُّوه على لفظ "رجال" فأقيموا مقام الفاعل على ما لم يسمَّ فاعله، كما قال:{وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ} "هود 36" وقال: {وَأُوحِيَ إِلَىَّ} "الأنعام 19"(النشر 2/ 196، شرح طيبة النشر 4/ 387، المبسوط ص 248، السبعة ص 351، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 18، إعراب القراءات 1/ 315، التيسير ص 131، غيث النفع ص 260، زاد المسير 4/ 295، وتفسير النسفي 2/ 240).

(4)

سبق في {لَدَيْهِمْ} .

(5)

قال ابن الجزري:

لا يعقلون خاطبوا وتحت (عم)

(عـ) ن (ظ) فر يوسف شعبة

فالحجة لمن قرأهن بالتاء أنه جعلهم مخاطبين على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم.

(6)

والحجة لمن قرأهن بالياء أنه جعلهم غيبًا مبلغين عن الله عز وجل (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 138، شرح طيبة النشر 4/ 248، النشر 2/ 257).

ص: 151

قوله تعالى: {اسْتَيْأَسَ} [110] ذكر قبيل في السورة.

قوله تعالى: {قَدْ كُذِبُوا} [110] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، وأبو جعفر بتخفيف الذال

(1)

.

والباقون بالتشديد

(2)

.

(1)

قال ابن الجزري:

وكذبوا الخف (ثـ) ـنا (شفا)(نـ) وى

وحجة من خفّف أنه حمله على معنى أن المرسل إليهم ظنوا أنهم قد كذبوا فيما أتتهم به الرسل، فالظن بمعنى الشك أو بمعنى اليقين، وفي "ظنوا" ضمير المرسل إليهم، والهاء والميم في "أنهم" للمرسل إليهم، أي: وظن المرسل إليهم أنهم لم يصدقوا فيما قيل لهم، وما توعدوا به من إتيان العذاب على كفرهم. أي: ظنوا أنهم لم يصدقهم الرسل فيما أتوهم به من عند الله جلَّ ذكره من إتيان العذاب إليهم، أو مِن الأمر بالإيمان والتوحيد جاءهم نصرنا، أي: جاء الرسل نصر الله على قومهم، وهو العذاب، ومعنى ذلك أن المرسل إليهم لمَّا رأوا إمهال الله لهم بما توعَّدهم به الرسل، إن لم يؤمنوا، شكُّوا في صدق الرسل، وحسُن أن يكون الضمير في "ظنوا"، وفي "أنهم"، للمرسل إليهم، ولم يجر لهم ذكر، لأن ذكر الرسل يدلَّ على أن ثمَّ مرسلًا إليهم. وقوله:{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} "110" يدلّ على إياسهم من إتيان المرسل إليهم. ويجوز في هذه القراءة أن يكون الضمير في "ظنوا" وفي "أنهم" للرسل مثل القراءة الأولى. والظن بمعنى اليقين، على معنى: فأيقن الرسل أنهم لم يصدقهم قومهم في وعدهم بقبول ما أتوهم به. وقد رُوي عن ابن عباس أنه قال: دخل الرسل الشك لمَّا أبطأ عنها العذاب لقومها. وعنه أنه قال: ظن الرسل أنهم أخلفوا والظن بمعنى الشك في هذين القولين. دخل الرسلَ ما يدخلُ البشرَ، واستشهد ابن عباس على ذلك بقول إبراهيم:{وَلَكِن لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} "البقرة 260" وبقول نوح: {إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ} "هود 45" قال ابن عباس: كانوا بشرًا، يعتريهم ما يعتري البشر من الشك. وقد قال عُزَير {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا} "البقرة 259" فاستبعد إحياء الله لبيت المقدس بعد خرابها. وقد رُوي عن عائشة أنها أنكرت القراءة بالتخفيف. وقالت: معاذ الله، لم تكن الرسل لتظن ذلك بربِّها، تريد: أن الرسل لا تشك في وعد الله ووعيده. وقالت: هم أتباع الرسل، طال عليهم البلاء، واستأخر عنهم النصر حتى ظن الرسل أن أتباعهم قد كذبوهم. فالظن بمعنى الشك.

(2)

وحجة من شدَّد أنه حمله على معنى أن الرسل تلقّاهم قومهم بالتكذيب، فالظن بمعنى اليقين، وفي "ظنوا" ضمير الرسل، فالهاء والميم في "أنهم" للرسل. فعطفوه على "استيأس الرسل"، والتقدير: وأيقن الرسل أن قومهم قد كذبوهم فيما جاءوا هُم به من عند الله جلّ ذكره، ودليله قوله تعالى:{وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ} "الأنعام 34" وقوله: {فَكَذَّبُوا رُسُلِي} "سبأ 45" وقوله: {إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ} "ص 14". وقد رُوي عن عائشة رضي الله عنها في هذه القراءة معنى غير ما ذكرناه، أنها قالت: لحق الرسل البلاءُ والضرر حتى ظنُّوا أن المؤمنين بهم قد كذّبوهم لِما لحق المؤمنين من الفتن على الإيمان فيكون الظن على هذا بمعنى الشك. والتقدير: وظن الرسل أن مَن آمن بهم قد كذّبوهم لِما لحقهم من البلاء من الكفار. (النشر 2/ 296، المبسوط ص 248، الغاية ص 181، شرح طيية النشر 4/ 388، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 19، الحجة في القراءات السبع 174، وزاد المسير 4/ 596، وتفسير ابن كثير 2/ 497).

ص: 152

قوله تعالى: {فَنُجِّيَ مَنْ نَّشَآءُ} [110] قرأ ابن عامر، وعاصم، ويعقوب بنون واحدة، وتشديد الجيم، وفتح الياء

(1)

.

والباقون بنونين: الأولى مضمومة، والثانية ساكنة، وتخفيف الجيم، وإسكان الياء، والرسم بنون واحدة

(2)

.

وإذا وقف حمزة، وهشام على "نَشَاءُ" أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر، ولهما -أيضًا- تسهيلها مع المد والقصر، والروم معهما.

قوله تعالى: {وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي} [111] قرأ حمزة، والكسائي، ورويس بإشمام الصاد كالزاي

(3)

.

* * *

(1)

قال ابن الجزري:

ننجي فقل نجي (نـ) ـل (ظـ) ل (كـ) وى

وحجة من قرأ بنون واحدة أنه جعل الفعل ماضيًا، لأن القصة قد مضت، فطابق بين اللفظ والمعنى، وبين الفعل للمفعول، و "من" تقوم مقام الفاعل، ويقوي ذلك أنه قد عطف عليه فعل بني للمفعول أيضًا. وهو قوله:(ولا يُردّ)، وأيضًا فإنها في أكثر المصاحف بنون واحدة. (النشر 2/ 296، المحرر الوجيز 3/ 288، إعراب القراءات 1/ 317).

(2)

وحجة من قرأ بنونين أنه جعل الفعل حكاية عن حال يكون فيما بعد، وجعله من "أنجى" وبناه على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه، ردّا على قوله:{جَآءَهُمْ نَصْرُنَا} فأخبر عن نفسه بالنصر، كذلك أخبر عن نفسه بالإنجاء. وأيضًا فإن بعده إخبارًا أيضًا وهو قوله:{مَن نَّشَآءُ} ، وقوله:{بَأْسُنَا} ، فحمل "ننجي" على ما قبله وما بعده، فذلك أحسن في المطابقة واتصال بعض الكلام ببعض، واختار أبو عبيد "فنُجّي" بنون واحدة، على ما لم يسمّ فاعله، وتعقّب عليه ابن قتيبة، فاختار بنونين كقراءة الجماعة. وقال: إنما كُتبت في المصحف بنون واحدة لأن الثانية خَفيت عند الجيم، لأنك تقول: إذا أتانا مال قبضناه فنصل به من نشاء، ولا تقول: فوصل به من نشاء.

(3)

وكذا خلف العاشر وقد أهمله المؤلف، وقد اختلف في أصدق الآية وبابه وهو كل صاد ساكنة بعدها دال وهو في اثني عشر موضعا موضعان بالنساء وموضعان بالأنعام وموضعان بالأنفال ويونس وهنا بيوسف.

- والباقون بالصاد الخالصة على الأصل وهي رواية أبي الطيب وابن مقسم عن رويس والإشمام طريق الجوهري والنخاس عنه وأبدل أبو جعفر همز فئتين ياء مفتوحة كوقف حمزة، قال ابن الجزري:

والصاد كالزاي (ضـ) فا الأول (قـ) ف

وفيه والثان وذي اللام اختلف

وباب أصدق (شفا) والخلف (غـ) ـر

(النشر 2/ 242، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 244، التيسير ص 97، إبراز المعاني ص 419).

ص: 153

(الأوجه التي بين يوسف والرعد)

وبين يوسف والرعد من قوله تعالى: {وَهُدًى وَرَحْمَةً} [يوسف: 111] إلى قوله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ} [الرعد: 1] غير الأوجه المندرجة ستمائة وجه وثمانية وستون وجهًا

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: أربعة وستون وجهًا.

ورش: مائتان وأربعون وجهًا.

ابن كثير: أربعة وستون وجهًا، مندرجة مع قالون.

الدوري: ثمانون وجهًا.

السوسي: ثمانون وجهًا.

ابن عامر: ثمانون وجهًا، مندرجة مع الدوري.

شعبة: أربعة وستون وجهًا، مندرجة مع الدوري.

حفص: أربعة وستون وجهًا، مندرجة مع قالون.

حمزة: أربعة أوجه، مندرجة مع الدوري.

الكسائي: أربعة وستون وجهًا، مندرجة مع الدوري.

أبو جعفر: أربعة وستون وجهًا.

يعقوب مائة وستون وجهًا.

خلف: أربعة أوجه، مندرجة مع الدوري.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 154

(سُورَةُ الرَّعْدِ)

(1)

قوله تعالى: {آلمر} [1] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(2)

. وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(3)

. وعن قالون خلاف بين الفتح وبين اللفظين

(4)

. والباقون بالفتح. وسكت أبو جعفر على الألف، وعلى اللام، وعلى الميم، وعلى الراء، سكتة لطيفة دون تنفس

(5)

.

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي} [3] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر، وقالون بإسكان الهاء

(6)

. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {يُغْشِي اللَّيلَ} .

قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب، وشعبة بفتح الغين، وتشديد الشين

(7)

. وقرأ الباقون بإسكان الغين، وتخفيف

(1)

هي سورة مكية عدد آياتها أربعون وثلاث آيات في الكوفي، وأربع أربعون في المدني، وخمس وأربعون في البصري، واختلفوا في ثلاث آيات؛ فعد الكوفي والبصري {مِّن كُلِّ بَابٍ} وعد البصري والمدنيان {الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} وعدوا {لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} (المبسوط ص 251).

(2)

وعلة الإمالة: أن الألف التي من هجاء (را) في تقدير ما أصله الياء؛ لأنها أسماء ما يكتب به، ففرق بينهما وبين الحروف التي لا تجوز إمالتها نحو: ما، ولا، وإلا، وهذا هو مذهب سيبويه في إجازة الإمالة (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 186، الكتاب لسيبويه 2/ 34، إيضاح الوقف والابتدا ص 479).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(4)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم.

(5)

سكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواردة في فواتح السور جميعًا نحو {آلم} {آلر} {كهيعص} {طه} {طسم} ويلزم من سكته إظهار المدغم فيها والمخفى وقطع همزة الوصل بعدها. ووجه السكت: أنه يبين به أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست مؤتلفة. وفي كل منها سر من أسرار الله تعالى (انظر شرح طيبة النشر للنويري 2/ 335).

(6)

سبق قريبًا.

(7)

قال ابن الجزري:

يغشي معا

شدد (ظـ) ـما (صحبة)

وحجة من قرأ بالتشديد: أنه جعله من غشى يغشي أي يغشي الله الليل النهار، وحجتهم أن هذا فعل يتردد ويتكرر وذلك أن كل يوم وكل ليلة غير اليوم الآخر وغير الليلة الأخرى فالتغشية مكررة مردودة لمجيئها يومًا =

ص: 155

الشين

(1)

.

قوله تعالى: {وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ} [4]"جَنَّات" هذه مرفوعة منونة باتفاق.

قوله تعالى: {وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ} [4] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب، وحفص برفع العين، واللام، والنون، والراء

(2)

.

وقرأ الباقون بالخفض في الأربعة

(3)

.

قوله تعالى: {يُسْقَى} [4] قرأ ابن عامر، وعاصم، ويعقوب بالياء التحتية

(4)

.

والباقون بالتاء الفوقية

(5)

.

قوله تعالى: {وَنُفَضِّلُ} [4] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالياء التحتية

(6)

.

= بعد يوم وليلة بعد ليلة وفي التنزيل {فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى} .

(1)

وحجتهم قوله {فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} وقال {كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا} ولم يقل غشيت (شرح طيبة النشر 4/ 297، النشر 2/ 269، المبسرط ص 209، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 284، السبعة ص 282).

(2)

قرأ المذكورون برفع الأربعة عطفًا لزرع على {وجناتٌ} أو {قطعٌ} أي وفيها زرع ونخيل عطف على زرع، وصنوان صفته، و {غير} عطف عليه، قال ابن الجزري:

زرع وبعده الثلاث الخفض (عـ) ـن

(حـ) ـق ارفعوا

(النشر 2/ 297، شرح طيبة النشر 4/ 391، المبسوط ص 251، السبعة ص 356، التيسير ص 110، إتحاف فضلاء البشر 1/ 337 إعراب القراءات 1/ 320، حجة القراءات ص 369).

(3)

وحجتهم: أنهم عطفوها على "أعناب"، فهو أقرب إليه من "قطع"، و "صنوان" نعت لـ "نخيل"، و "غير" عطف عليه (إتحاف فضلاء البشر 1/ 337).

(4)

ووجه قراءة الياء، أنهم جعلوه على تذكير ما ذكّر المضمر، أي يسقى ما ذكرنا بماء واحد. قال ابن الجزري:

يسقى (كا) ما (نـ) ـصر (ظـ) ـعن

(النشر 2/ 297، شرح طيبة النشر 4/ 391، المبسوط ص 251، السبعة ص 356، التيسير ص 110، إتحاف فضلاء البشر 1/ 337).

(5)

وحجة من قرأ بالتاء: أنهم أنّثوا حملًا على الأشياء التي ذُكرت، فهي مؤنثة، فأنّث لذلك، ويقوَّي ذلك أن بعده "بعضها" على التأنيث ولم يقل بعضه.

(6)

قال ابن الجزري:

يفضل الياء (شفا)

وحجة من قرأ بالياء: أنه جعله على الإخبار عن الله جل ذكره بذلك على لفظ الغائب، لأنه هو فاعل الأفاعيل كلها، وأيضًا فإن قبله في أول السورة:(وهو الذي مدَّ الأرض) وفَعلَ وفَعلَ، فأتى بلفظ الغائب في "ويفصل" على ما قبله في الغيبة.

ص: 156

والباقون بالضم

(1)

.

قوله تعالى: {تَعْجَبْ فَعَجَبٌ} [5] قرأ أبو عمرو، والكسائي بإدغام الباء الموحدة في الفاء بعدها، واختلف عن هشام وخلاد بين الإظهار والإدغام

(2)

.

والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا} [5] قرأ نافع، والكسائي، ويعقوب بالاستفهام في الأول، والإخبار في الثاني. وقرأ ابن عامر، وأبو جعفر بالخبر في الأول، والاستفهام في الثاني. وقرأ الباقون بالاستفهام فيهما

(3)

.

(1)

وقالوا لا ضرورة تدعو إلى إسكان حرف يستحق الرفع، وحجتهم إجماعهم على قوله {هَذَا نُزُلُهُمْ} وقد اجتمعت في كلمة ثلاث ضمات (حجة القراءات ص 146).

(2)

تقع الباء الساكنة عند الفاء في خمسة مواضع في القرآن الكريم، وهي:{يَغْلِبْ فَسَوْفَ} و {تَعْجَبْ فَعَجَبٌ} و {اذْهَبْ فَمَن} و {فَاذْهَبْ فَإِنَّ} و {يَتُبْ فَأُولَئِكَ} فأدغمها في الخمسة المذكورة أبو عمرو وهشام وخلاد والكسائي وافقهم الأربعة إلا أنه اختلف عن هشام وخلاد فأما هشام فالإدغام له من جميع طرقه رواه الهذلي ورواه القلانسي من طريق الحلواني وابن سوار من طريق المفسر عن الداجوني عنه والإظهار في الشاطبية كأصلها كالجمهور وعليه جميع المغاربة، وأما خلاد فالإدغام عنه ذكره الهذلي ومكي والمهدي كالجمهور وعليه جميع المغاربة والإظهار عليه جميع العراقيين وخص بعض المدغمين الخلاف عن خلاد بقوله تعالى {يَتُبْ فَأُولَئِكَ} بالحجرات الآية 11 كالشاطبي والداني وفي العنوان إظهاره فقط، قال ابن الجزري:

إدغام باء الجزم في الفا (لـ) ي (قـ) ـلا

خلفهما (ر) م (حـ) ز

ووجه الإدغام: اشتراكهما في بعض المخرج، وتجانسهما في الانفتاح والاستفال (النشر 2/ 8 - 10، شرح طيبة النشر 3/ 21، 22، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 42).

(3)

اختلف القراء في اجتماع الاستفهامين في أحد عشر موضعًا في القرآن، فقرأ نافع والكسائي في جميع ذلك بالاستفهام في الأول، والإخبار في الثاني، وخالفا أصلهما في موضعين في النّمل والعنكبوت فقرأهما نافع بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني. وقرأ الكسائي في العنكبوت بالاستفهام في الأول والثاني، وقرأ في النّمل على أصله، ويستفهم بالأول، ويُخبر في الثاني، غير أنه يزيد نونًا في الثاني "إننا". وقرأ ابن عامر في جميع ذلك بالخبر في الأول، وبالاستفهام في الثاني. وخالف أصله في ثلاثة مواضع في النمل والواقعة والنازعات، فقرأ في النمل، يستفهم بالأول، ويُخبر في الثاني، ويزيد نونًا في "إننا" كالكسائي، وقرأ في الواقعة بالاستفهام في الأول والثاني، وقرأ في والنازعات مثل نافع والكسائي، يَستفهم بالأول، ويُخبر بالثاني. وقرأ الباقون ذلك كله بالاستفهام في الأول والثاني، وخالف ابنُ كثير وحفص أصلَهما في العنكبوت، فقرآه بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني، كنافع وابن عامر، واختلفوا في الجمع بين الهمزتين، والتخفيف للثانية إذا استفهموا، فكان الحرميان وأبو عمرو إذا استفهموا حقّقوا الأولى وخفّفوا الثانية بين الهمزة والياء، غير أن أبا عمرو وقالون يدخلان بين الهمزتين ألفًا فيمدّان. وقرأ الباقون بالتحقيق للهمزتين في ذلك كله، قال ابن الجزري:

.... .... وأخبرا

بنحو أئذا أئنا كرر =

ص: 157

أما قراءة نافع: فقرأ في الأول بهمزتين: الأولى مفتوحة محققة، والثانية مكسورة مسهلة، لكن أدخل قالون بينهما ألفًا، ولم يدخل ورش بينهما ألفًا. وفي الثاني بهمزة واحدة مكسورة.

وأما قراءة يعقوب: فقرأ رويس بهمزتين: الأولى مفتوحة محققة، والثانية مكسورة مسهلة، ولم يدخل بينهما ألفًا، وفي الثاني: بهمزة واحدة مكسورة. وروح: الأول بهمزتين محققتين بغير إدخال (ألف) بينهما، والثاني بهمزة مكسورة: والكسائي كقراءة روح.

وأما قراءة ابن عامر: فقرأ في الأول بهمزة واحدة مكسورة، وفي الثاني بهمزتين محققتين: الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة.

وأدخل هشام بينهما -بخلاف عنه- ولم يدخل ابن ذكوان.

وأما قراءة أبي جعفر: فهو في الأول كابن عامر بالاستفهام في الأول.

وفي الثاني: بتحقيق الأولى، وتسهيل الثانية، والإدخال بينهما.

وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو بالاستفهام في الأول. والثاني: بتحقيق الأولى، وتسهيل الثانية؛ فأبو عمرو يدخل بينهما، وابن كثير لم يدخل.

وباقي القراء -وهم: عاصم، وحمزة، وخلف- بالاستفهام في الأول. والثاني بهمزتين محققتين: الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة، من غير إدخال ألف بينهما.

قوله تعالى: {مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ} [6] قرأ أبو عمرو، ويعقوب -في الوصل- بكسر

= (ر) ض (كـ) ـس وأولاها (مـ) دا والساهرة

(ثـ) نا وثانيها (ظـ) بى (إ) ذ (ر) م (كـ) ـره

وأول الأول من ذبح (كـ) وى

ثانيه مع وقعت (ر) د (إ) ذ (ثوى)

والكل أولاها وثاني العنكبا

مستفهم الأول (صحبة)(حـ) با

فأما علة الاستفهام والخبر، فحجة من استفهم في الأول والثاني أنه أتى بالكلام على أصله، في التقرير والإنكار، أو التوبيخ بلفظ الاستفهام، ففيه معنى المبالغة والتوكيد، فأكَّد بالاستفهام هذه المعاني، وزاده توكيدًا بإعادة لفظ الاستفهام في الثاني، فأجراهما مجرى واحدًا. وحجة من أخبر في أحدهما واستفهم في الآخر أنه استغنى بلفظ الاستفهام في أحدهما عن الآخر، إذ دلالة الأول على الثاني كدلالة الثاني على الأول، وأيضًا فإن ما بعد الاستفهام الثاني في أكثر هذه المواضع تفسير للعامل الأول، في "إذا"، التي دخل عليها حرف الاستفهام، فاستغنى عن الاستفهام في الثاني بالأول (شرح طيبة النشر 2/ 236 - 240، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 22).

ص: 158

الهاء والميم

(1)

، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف بضمهما

(2)

.

وقرأ الباقون بكسر الهاء، وضم الميم.

قوله تعالى: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [7] قرأ ابن كثير -في الوقف- بإثبات الياء بعد الدال

(3)

، واختلف عن يعقوب

(4)

.

والباقون بغير ياء في الوقف. وأما في الوصل: فبكسر التنوين للجميع.

قوله تعالى: {وَمَا تَغِيضُ} [8] بالضاد.

قوله تعالى: {الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} [9] قرأ ابن كثير، ويعقوب بإثبات الياء بعد اللام وقفًا ووصلًا

(5)

.

(1)

(انظر تفصيل ذلك في سورة الفاتحة وانظر: التيسير ص: 19، والنشر 1/ 272، والسبعة لابن مجاهد ص: 108، والتبصرة ص: 251).

(2)

قال ابن مجاهد في السبعة ص: 108: وإنما خص هذا الحرف بضم لأنه إذا وليه ظاهر صارت ياؤه ألفًا ولا يجوز كسر الهاء إذا كان قبله ألف فعامل الهاء مع المكني معاملة الظاهر إذا كان ما قبل الهاء، إذا صار ألفًا لم يجز كسر الهاء، ولو كان مكان الهاء والميم كاف وميم لم يجز كسرهما إلا في لغة قليلة لا تدخل في القراءة لبعد الكاف من الياء.

(3)

وافق ابن كثير على إثبات الياء في أربعة أحرف في عشرة مواضع، وهي:{هاد} في الخمسة و {وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} و {واق} في ثلاثة مواضع و {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} ؛ فإن ابن كثير يقف بالياء على الأصل وإنما حذفت في الوصل لاجتماعها مع سكون التنوين فإذا زال التنوين بالوقف رجعت الياء والباقون يحذفونها تبعًا لحالة الوصل وهما لغتان والحذف أكثر وفيه متابعة الرسم ولذلك أجازوا إثبات الياء في النداء في "يا غلامي أقبل" لأنه موضع عُدم فيه التنوين، الذي تحذف الياء لأجله، قال ابن الجزري:

.... .... وقف بهاد باق

باليا لمك مع وال واق

(إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 2/ ص 547، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 20، شرح طيبة النشر 3/ 253).

(4)

هذا خطأ وقع فيه المؤلف؛ فليس ليعقوب أي خلاف فيما ذكر بل هو موافق لما عليه جمهور القراء، ودليل ذلك ما ذكرناه من قول ابن الجزري في طيبته في الهامش السابق.

(5)

ياءات الزوائد وهي كل ياء متطرفة زائدة في التلاوة على رسم المصاحف العثمانية وتكون في الأسماء نحو: {الداع- الجوار} وفي الأفعال نحو {يأت- يسر} وهي في هذا وشبهه لام الكلمة وتكون أيضًا ياء إضافة في موضع الجر والنصب نحو {دعائي - أخرتني} وأصلية وزائدة وكل منهما فاصلة وغير فاصلة، فأما غير الفاصلة فخمس وثلاثون، الأصلية منها ثلاثة عشر نحو {الداع} بالبقرة و {يأت} بهود، وغير الأصلية منها اثنان وعشرون وهي ياء المتكلم الزائدة نحو {إذا دعان - اتقون يا أولي- ومن اتبعن وقل} وأما الفاصلة فست وثمانون الأصلية منها خمس وهي {المتعال} بالرعد و {التلاق- التناد} بغافر، و {يسر- بالواد} بالفجر وغير الأصلية هي ياء المتكلم الزائدة في إحدى وثمانين نحو {فارهبون- فاتقون- لا تكفرون- فلا تنظرون- ثم لا تنظرون- فأرسلون- ولا تقربون- وأن تفندون} فالجملة مائة واحدى وعشرون. فأما =

ص: 159

والباقون بغير ياء في الحالين

(1)

.

قوله تعالى: {مِن وَالٍ} [11] قرأ ابن كثير -في الوقف- بإثبات الياء

(2)

.

والباقون بغير ياء. وأما في الوصل: فالتنوين للجميع.

قوله تعالى: {وَهُوَ شَدِيدُ} [13] قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر، والكسائي، وقالون بإسكان الهاء

(3)

.

والباقون بالضم.

قوله تعالى: {أَفَاتَّخَذْتُمْ} [16] قرأ ابن كثير، وحفص، ورويس -بخلاف عنه- بإظهار الذال عند التاء.

والباقون بالإدغام

(4)

.

قوله تعالى: {أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ} [16] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة بالياء التحتية

(5)

.

= {الْمُتَعَالِ} بالرعد الآية (9) فقرأه ابن كثير وكذا يعقوب بإثبات الياء في الحالين من غير خلف، وحجتهم: أنه الأصل، لأن الألف واللام أذهبا التنوين الذي تُحذف الياء من أجله، فرجعت الياء، وهي لغة للعرب مشهورة، والأكثر عند سيبويه إثبات الياء مع الألف واللام، وحذف الياء مع عدم الألف واللام، ولمَّا ثبتت في الوصل، عندَ مَنْ أثبتها، وجب إثباتها في الوقف. (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر- الدمياطي ج 1/ ص 152).

(1)

وحجة من حذف الياء في الوصل والوقف، أن ذلك لأنهم اتّبعوا الخط، ولا ياءَ في الخط، وأيضًا فإن الكسرة تدلُّ عليها، ولمَّا دلَّت الكسرة عليها، في الوصل فحُذفت، جرى الوقف على ذلك (لتيسير 134، والنشر 2/ 286).

(2)

سبق في {هاد} .

(3)

سبق بيانها في أول السورة.

(4)

كل ذال ساكنة يقع بعدما تاء متحركة يدغمها جميع القراء ويظهرها القراء المذكورون بأعلاه وهي قاعدة مطردة في جميع القرآن الكريم، قال ابن الجزري:

وفي أخذت واتخذت (عـ) ن (د) رى

والخلف (غـ) ث

(انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 139).

(5)

قال ابن الجزري:

.... .... وأم هل يستوي (شفا)

(صـ) ـدوا

وحجة من قرأ بالياء: أنه جعله على التذكير، لأن تأنيث "الظلمات" غير حقيقي، ولأن الجمع بالتاء والألف يُراد به القلة. والعرب تذكِّر [الجمع] إذا قلّ عدده، وأيضًا فإنه يجوز أن يذهب بـ "الظلمات" إلى الإظلام والظلام، فيذكِّر الفعل حملًا على معنى الإظلام والظلام.

ص: 160

والباقون بالتاء الفوقية

(1)

. ولم يدعم هشام هذه اللام في التاء

(2)

.

قوله تعالى: {وَمِمَّا يُوقِدُونَ} [17] قرأ حمزة، والكسائي وخلف، وحفص بالياء التحتية

(3)

.

والباقون بالتاء الفوقية

(4)

.

قوله تعالى: {لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى} [18] قرأ أبو عمرو، ويعقوب -في الوصل- بكسر الهاء والميم

(5)

. وحمزة، والكسائي، وخلف بضمهما.

والباقون بكسر الهاء، وضم الميم.

وأمال "الحُسْنَى" محضة: حمزة، والكسائي، وخلف

(6)

، ونافع بالفتح وبين اللفظين

(7)

. وأبو عمرو بين بين.

والباقون بالفتح.

(1)

وحجة من قرأ بالتاء أنه أنّث على ظاهر تأنيث لفظ "الظلمات"، ولأن الجماعة عليه (شرح طيبة النشر 4/ 292، النشر 2/ 297، الغاية ص 183، المبسوط ص 255، إعراب القراءات 1/ 327، الحجة في القراءات السبع 177، وزاد المسير 4/ 320).

(2)

سبق بيان حكم إدغام بل وهل (وانظر: النشر 2/ 7، شرح ابن القاصح ص 97، التيسير ص 43، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 41، الهادي 1/ 271، السبعة ص 127، الغاية ص 81).

(3)

قال ابن الجزري:

ويوقدوا (صحب)

ووجه من قرأ بالياء: أنهم ردّوه على ذكر الناس بعده، ولمِا قبله من لفظ الغيبة، في قوله:{أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ} "16"، وقوله:{فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ} ، وقوله:{وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ} "13" وقوله: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ} ، فردوه في الغيبة على ما قبله وما بعده.

(4)

وحجة من قرأ بالتاء، حملوه على الخطاب الذي قبله، وهو قوله:{قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ} (شرح طيبة النشر 4/ 292، النشر 2/ 297، الغاية ص 183، المبسوط ص 255، إعراب القراءات 1/ 327، زاد المسير 4/ 321، تفسير النسفي 2/ 246).

(5)

سبق قريبًا.

(6)

سبق بيان قاعدة حمزة والكسائي وخلف البزار في الإمالة قبل صفحات قليلة.

(7)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط، ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم ليست هذه واحدة منهم.

ص: 161

قوله تعالى: {أَعْمَى} [19] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة. ونافع بالفتح وبين اللفظين

(1)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَيَدْرَءُونَ} [22] بالدال المهملة.

قوله تعالى: {مَآبٍ} [29] قرأ يعقوب بإثبات الياء بعد الباء وقفًا ووصلًا

(2)

.

والباقون بغير ياء.

قوله تعالى: {عَلَيْهِمُ الَّذِي} [30] قرأ أبو عمرو -في الوصل- بكسر الهاء والميم. وحمزة والكسائي، وخلف، ويعقوب بضمهما.

والباقون بكسر الهاء، وضم الميم

(3)

.

قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَيْأَسِ} [31] قرأ البزي، وابن وردان -بخلاف عنهما-

(4)

بألف بعد الياء، وبعد الألف ياء مفتوحة

(5)

.

والباقون بياء ساكنة بعد الياء المفتوحة، وبعد الياء الساكنة همزة مفتوحة

(6)

.

قوله تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ} [32] قرأ أبو عمرو، ويعقوب، وعاصم، وحمزة -في الوصل- بكسر الدال.

والباقون بالضم.

وأبدل أبو جعفر الهمزة المفتوحة بعد الكسر ياء خالصة

(7)

.

(1)

انظر الهامشين السابقين.

(2)

وأثبت ياء {مآب} معًا و {عقاب - متاب} في الحالين يعقوب (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر- الدمياطي ج 1/ ص 339).

(3)

سبق بيانه قبل عدة صفحات بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين.

(4)

ما ذكره المؤلف عن ابن وردان غير صحيح ولم يرد هذا الوجه في لفظ بيئس عن غير البزي، قال ابن الجزري:

وباب ييأس اقلب ابدل خلف (هـ) ـب

(5)

سبق مثله في الآية (82) من سورة يوسف (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 81).

(6)

وحجة من قرأ بالهمز أنه أتى به على أصله (الكشف عن وجوه القراءات 2/ 20، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 81).

(7)

إذا وقعت الهمزة مفتوحة بعد مكسور فقرأها أبو جعفر بالإبدال ياء في {رِثَآءَ النَّاسِ} البقرة الآية 264 والنساء =

ص: 162

قوله تعالى: {ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ} [32] قرأ ابن كثير، وحفص، ورويس -بخلاف عنه- بإظهار الذال عند التاء

(1)

.

والباقون بالإدغام.

قوله تعالى: {عِقَابِ} [32] قرأ يعقوب بإثبات الياء وقفًا ووصلًا

(2)

.

والباقون بالحذف.

قوله تعالى: {بَلْ زُيِّنَ} [33] قرأ الكسائي، وهشام بإدغام اللام في الزاي.

والباقون بالإظهار

(3)

.

قوله تعالى: {وَصُدُّوا} [33] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب بضم الصاد

(4)

.

والباقون بالفتح

(5)

.

= الآية 38 والأنفال الآية 47 وفي {خَاسِئًا} بالملك الآية (4) وفي {نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} بالمزمل الآية (6) وفي {شَانِئَكَ} بالكوثر الآية (3) وفي {اسْتُهْزِئَ} بالأنعام الآية (10) والرعد الآية (32) والأنبياء الآية (41) وفي {قُرِئَ} بالأعراف الآية (204) والانشفاق الآية (21) و {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} بالنحل الآية (26) والعنكبوت الآية (58) و {لَيُبَطِّئَنَّ} بالنساء الآية (72) و {مُلِئَتْ} بالجن الآية (8) و {خاطئة} و {بِالْخَاطِئَةِ} و {مائة - فئة} وتثنيتهما، واختلف عنه في {موطئا} من روايتيه جميعًا كما يفهم من النشر ووافقه الأصبهاني عن ورش في {خاسئة -ناشئة -ملئت} وزاد {فبأيّ} واختلف عنه فيما تجرد عن الفاء نحو {بأي أرض - بأيكم المفتون} (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 78).

(1)

كل ذال ساكنة يقع بعدها تاء متحركة يدغمها جميع القراء ويظهرها القراء المذكورون بأعلاه وهي قاعدة مطردة في جميع القرآن الكريم، قال ابن الجزري:

وفي أخذت واتخذت (عـ) ن (د) رى

والخلف (غـ) ـث

(انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 139).

(2)

سبق في {مئاب} .

(3)

سبق قبل صفحات قليلة (النشر (2/ 7، شرح ابن القاصح ص 97، التيسير ص 43، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 41، الهادي 1/ 271، السبعة ص 127، الغاية ص 81).

(4)

قرأ المذكورون لفظ {وَصَدُّوا عَنِ السَّبِيلِ} بالرعد، و {وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ} بغافر بضم الصاد، وحجة مَن ضم الصاد أنه أسند الفعل إلى المفعول، على ما لم يُسم فاعله، فأقيم {الَّذِينَ حُمِّلُوا} على المصدر مقام الفاعل، وفاعل الصد هم أشراف الكفار وكبراؤهم، وفي غافر قبل {وَصُدَّ} {زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ} على ما لم يُسمّ فاعله، فحمل "صد" على ذلك أيضًا. قال ابن الجزري:

.... .... واضمم

صدوا وصد الطول كوف الحضرمي

(5)

وحجة من فتح الصاد أنه بناه على الإخبار عن الصادّين الناس عن سبيل الله، دليله قوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا =

ص: 163

قوله تعالى: {فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [33]، {مِنْ وَاقٍ} [34]{وَلَا وَاقٍ} [37] قرأ ابن كثير -في الوقف- بإثبات الياء بعد الدال والقاف

(1)

.

والباقون بغير ياء

(2)

.

واتفقوا -في الوصل- على التنوين فيهم.

قوله تعالى: {أُكُلَهَا} [35] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو بإسكان الكاف

(3)

، والباقون بالضم

(4)

.

قوله تعالى: {مَأًابِ} [36] قرأ يعقوب بإثبات الياء بعد الباء الموحدة وقفًا ووصلًا.

والباقون بغير ياء

(5)

.

قوله تعالى: {وَيُثْبِتُ} [39] قرأ أبو عمرو، وابن كثير، ويعقوب، وعاصم بتخفيف الباء الموحدة، وسكون المثلثة قبلها

(6)

.

والباقون بفتح المثلثة، وتشديد الموحدة

(7)

.

= وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} "الحج 25" وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} "النساء 167"، وقال:{هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ} "الفتح 25"، فأسند الفعل في جميع ذلك إلى الصَّادين (النشر 2/ 298، المبسوط ص 255، الغاية ص 183، السبعة ص 359، إعراب القراءات 1/ 329، المحرر الوجيز 3/ 314، زاد المسير 4/ 333، وتفسير ابن كثير 2/ 516).

(1)

وحجة من وقف بالياء أنه إنما حذف الياء في الوصل لأجل التنوين، فإذا وقف وزال التنوين رجعت الياء، وهو الأصل، ولذلك أجازوا إثبات الياء في النداء في "يا غلامي أقبل" لأنه موضع عُدم فيه التنوين، الذي تحذف الياء لأجله.

(2)

وحجة من وقف بغير ياء أنه أجرى الوقف مجرى الوصل، إذ حذفُ التنوين عارض في الوقف، ولأنه اتبع الخط في ذلك، ولا ياء في الخط فيها، والحذف والإثبات لغتان للعرب، والحذف أكثر، وهو الاختيار، لأن الأكثر عليه.

(3)

سبق ذكر حكم مثل هذه القراءة في أول السورة.

(4)

وقالوا: لا ضرورة تدعو إلى إسكان حرف يستحق الرفع وحجتهم إجماعهم على قوله: {هذا نُزُلُهُم} وقد اجتمعت في كلمة ثلات ضمات (حجة القراءات ص 146).

(5)

سبقت في أول السورة.

(6)

قال ابن الجزري:

يثبت خفف (نـ) ـص (حق)

وحجة من قرأ بالتخفيف، جعلوه مستقبل "أثبت"، والمفعول محذوف "هاء" من الصلة، أي: ويثبته.

وقوله: {بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} "إبراهيم" يدلُّ على التخفيف، لأنه اسم فاعل من "ثبت"، والتقدير: يمحو الله ما يشاؤه ويثبت ما يشاؤه.

(7)

وحجة من قرأ بالتشديد،: أنهم جعلوه مستقبل "ثبَّت" دليله قوله: {وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} "النساء 66" فـ "تثبيت" =

ص: 164

قوله تعالى: {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ} [40]"إن ما" هنا مقطوعة، أي: رسمت "نون" قبل "ما" ولا نظير لها.

قوله تعالى: {نُرِيَنَّكَ} [40] قرأ بتخفيف النون

(1)

.

قوله تعالى: {وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّار} [42] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر بفتح الكاف، وبألف بعد الكاف، وكسر الفاء

(2)

.

والباقون بضم الكاف، وفتح الفاء بعد الكاف مشددة، ولا ألف بعد الفاء

(3)

.

* * *

= مصدر "ثبَّت" مشدَّدًا، فالقراءتان لغتان، كما أن "ثبت وأثبت" لغتان بمعنى، لكن في التشديد معنى التأكيد والتكرير، وهو الاختيار، لأن أكثر القراء عليه. واختار أبو عبيد "ويثبّت" بالتشديد، على معنى: يقِرُّ ما كتَبه، فلا يمحوه. وتعقّب عليه ابن قتيبة، فاختار التخفيف، لأن المعروف مع المحو الإثبات، فالمعنى: يمحو الله ما يشاء ويكتب ما يشاء. أو على معنى: يمحو الله ما يشاء ويُقرُّ ما يشاء، فلا يمحوه. والتخفيف يحتمل المعنيين اللذين ذكر أهل التأويل في الآية (المبسوط ص 255، النشر 2/ 298، شرح طيبة النشر 4/ 392، الغاية ص 183، السبعة 359، التيسير ص 131، المحرر الوجيز 3/ 317، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 19، زاد المسير 4/ 337، وتفسير النسفي 2/ 252).

(1)

قد اختلف في {لَا يَغُرَّنَّكَ} الآية 196، و {يَحْطِمَنَّكُمْ} بالنمل الآية 18 و {يَسْتَخِفَّنَّكَ} بالروم الآية 60 {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ} {أَوْ نُرِيَنَّكَ} الزخرف (41 - 42) فرويس بتخفيف النون مع سكونها في الخمسة واتفق على الوقف له على {نذهبن} بالألف بعد الباء على أصل نون التأكيد الخفيفة، قال ابن الجزري:

يغرنك الخفيف يحطمن

أو نرين ويستخفن نذهبن

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 234).

(2)

قال ابن الجزري:

والكافر الكفار (شـ) ـد (كنز)(عـ) ـدى

ووجه من قرأ بالجمع، لأن التَّهدُّد في الآية لم يقع لكافر واحد بل لجميع الكفار، فأتوا به على المعنى، فوافق اللفظ المعنى، وفي حرف ابن مسعود:"وسيعلم الكافرون" وفي حرف أبيّ: "وسيعلم الذين كفروا"، فهذا كله شاهد قويّ لِمن قرأه بالجمع (شرح طيبة النشر 4/ 394، النشر 2/ 298، المبسوط ص 255، السبعة ص 359، التيسير ص 134، المحرر الوجيز 3/ 319).

(3)

وحجة من قرأ بالتوحيد أنهم جعلوا الكافر اسمًا للجنس شائعًا، كقوله:{إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} "العصر 2" فهو يدلُّ على الجمع بلفظه، وهو أخصر، وأيضًا فإنه لا ألف في الخط، والألف إنما تُحذف من الخط في فاعل كـ "خالد وصالح" ولا تكاد تحذف في "فُعّال" لئلا يتغير بتاء الجمع، ويشبه صورة المصدر. فحذف الألف من الخط يدلّ على أنه "فاعل" وليس بـ "فعّال". والقراءتان ترجع إلى معنى واحد، لأن الجمع يدلُّ بلفظه على الكثرة، والواحد الذي للجنس يدل بلفظه على الكثرة، فهما سواء (شرح طيبة النشر 4/ 394، النشر 2/ 298، المبسوط ص 255، السبعة ص 359، التيسير ص 134، المحرر الوجيز 3/ 319، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 20).

ص: 165

(الأوجه التي بين الرعد وإبراهيم)

وبين الرعد، وإبراهيم من قوله تعالى:{قُلْ كَفَى} [الرعد: 43] إلى قوله: {أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ} [إبراهيم: 1] خمسمائة وجه وخمسة وخمسون وجهًا، غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: مائة وستة وعشرون وجهًا.

ورش: مائة وستة وعشرون وجهًا.

ابن كثير: ثلاثة وستون وجهًا.

أبو عمرو: ثمانية وسبعون وجهًا.

ابن عامر: ثمانية وسبعون وجهًا، مندرجة مع أبي عمرو.

شعبة: ثلاثة وستون وجهًا، مندرجة مع أبي عمرو.

حفص: ثلاثة وستون وجهًا، مندرجة مع قالون.

خلف: ستة أوجه.

خلاد: ثلاثة أوجه، مندرجة مع خلف.

الكسائي: ثلاثة وستون وجهًا.

أبو جعفر: ثلاثة وستون وجهًا.

يعقوب: ثلاثة وستون وجهًا، مندرجة مع قالون.

خلف: ثلاثة أوجه، مندرجة مع خلاد.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 166

(سُورَةُ إبَراهِيم)

(1)

قوله تعالى: {آلر} [1] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وابن عامر، وشعبة، وخلف بالإمالة محضة

(2)

.

وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(3)

. وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(4)

. والباقون بالفتح.

وسكت أبو جعفر على الألف سكتة لطيفة؛ وكذا على اللام، وكذا على الراء. والباقون بغير سكت

(5)

.

(1)

هي سورة مكية إلا قوله تعالى {ألم تر .. إلى آخر الآيتين} وهي خمسون آية وآية بالبصري، واثنتان وخمسون بالكوفي، وأربع وخمسون بالحرمي والحمصي، وخمس وخمسون بالشامي (انظر شرح طيبة النشر 4/ 395).

(2)

وعلة الإمالة: أن الألف التي من هجاء (را) في تقدير ما أصله الياء؛ لأنها أسماء ما يكتب به، ففرق بينهما وبين الحروف التي لا تجوز إمالتها نحو: ما، ولا، وإلا، وهذا هو مذهب سيبويه في إجازة الإمالة (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 186، الكتاب لسيبويه 2/ 34، إيضاح الوقف والابتدا ص 479).

(3)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم وهي {التوراة} فله فيها الفتح والتقليل، قال ابن الجزري:

توراة (جـ) د والخلف فضل بجلا

وله الإمالة والفتح في لفظ {هار} ، قال ابن الجزري:

هار (صـ) ف (حـ) لا (ر) م (بـ) ن (مـ) لا خلفهما

وله الفتح والتقليل في الياء من {يس} قال ابن الجزري:

وبين بين (فـ) ـي (أ) سف خلفهما

وكذلك الهاء والياء أول مريم {كهيعص} قال ابن الجزري:

و (إ) ذ ها يا اختلف

(5)

سكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواردة في فواتح السور جميعًا نحو {آلم} {آلر} {كهيعص} {طه} {طسم} ويلزم من سكته إظهار المدغم فيها والمخفي وقطع همزة الوصل بعدها. ووجه السكت: أنه يبين به أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست مؤتلفة. وفي كل منها سر من أسرار الله تعالى (انظر شرح طيبة النشر للنويري 2/ 335).

ص: 167

قولة تعالى: {صِرَاطَ} [1] قرأ قنبل، ورويس بالسين

(1)

.

وقرأ خلف -عن حمزة- بإشمام الصاد كالزاي

(2)

.

والباقون بالصاد.

قوله تعالى: {الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي} [1، 2] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر برفع الهاء من الجلالة في الوصل والابتداء.

وقرأ رويس في الوصل بالجر، وفي الابتداء بالرفع

(3)

.

وقرأ الباقون بالجر في الوصل والابتداء

(4)

.

قوله تعالى: {وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ} [2] قرأ أبو عمرو، والدوري -عن الكسائي-

(1)

الصراط والسراط: بمعنى واحد ولكلٌّ ممن قرأ بالسين أو الصاد حجته، فمن قرأ بالسين قال: إن السين هي أصل الكلمة أما من قرأ بالصاد فقال: إنها أخف على اللسان؛ لأن الصاد حرف مطبق كالطاء فيتقاربان وتحسنان في السمع، والسين حرف مهموس؛ فهو أبعد من الطاء (انظر: شرح النويوي على طيبة النشر 2/ 47، 48، الحجة لابن خالويه 1/ 36، 37، حجة القراءات لابن زنجلة ص 80).

(2)

ومنه إشمام حرف بحرف كمثالنا. ومنه إشمام حركة بحركة كإشمام حركة الكسر بالضم في {وَقِيلَ} {وَغِيضَ} وكقوله {يَصْدِفُونَ} و {أَصْدَقُ} وبابه، وحجته في ذلك أنه لما رأى الصاد فيها مخالفة للطاء في الجهر؛ لأن الصاد حرف مهموس والطاء مجهور أشم الصاد لفظ الزاي للجهر الذي فيها؛ فصار قبل الطاء حرف يشابهها في الإطباق، وفي الجهر (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 34).

وهنا لا بد من فائدة تذكر وهي: أنه اختلف عن خلاد على أربعة طرق: الأول: الإشمام في الأول من الفاتحة فقط. الثاني: الإشمام في حرفي الفاتحة فقط. الثالث: الإشمام في المعرف باللام في الفاتحة وجميع القرآن. الرابع: عدم الإشمام في الجميع.

(3)

ووجه قراءتهم: على الاستئناف، فرفعاه بالابتداء، والخبر "الذي"، وما بعدَه، وإن شئت جعلتَ "الذيط وصلته صفة لـ "الله" وأضمرتَ الخبر. قال ابن الجزري:

.... ..... .... ....

و (عم) رفع الخفض في الله الذي

والابتدا (غـ) ـر

(4)

وحجتهم في القراءة بالخفض: أنها على البدل من "العزيز". واختار أبو عبيد الخفض، ليتصل بعض الكلام ببعض، وتعقَّب عليه ابن قتيبة، فاختار الرفع، لأن الآية الأولى قد انقضت، ثم استُؤنف بآية أخرى، فحقُّه الابتداء، لأن الآية الأولى تتابعت بتمامها، وكذلك اختلفا في الاختيار في:{عَالِمُ الْغَيْبِ} سورة المؤمنون "92"، (النشر 2/ 298، المبسوط ص 256، شرح طيبة النشر 4/ 395، 396، الغاية 184، التيسير ص 135، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 20، معاني القرآن 2/ 67، التيسير 134، إيضاح الوقف والابتداء 739، الحجة في القراءات السبع 177، زاد المسير 4/ 344، تفسير القرطبي 9/ 339، تفسير ابن كثير 2/ 522).

ص: 168

ورويس، وابن ذكوان -بخلاف عنه- بالإمالة محضة

(1)

وقرأ ورش من طريق الأزرق بين اللفظين

(2)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ} [7] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار ذال "إِذْ" عند التاء

(3)

.

والباقون بالإدغام.

قوله تعالى: {جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ} [9]، {قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ} [11] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الجيم

(4)

. والباقون بالفتح.

وسكن أبو عمرو السين

(5)

. والباقون بالضم

(6)

.

(1)

اختلف عن ابن ذكوان في إمالة {بِالْكَافِرِينَ} فأمالها الصوري عنه، وفتحها الأخفش، وأمالها عن يعقوب في النمل خاصة وهو {مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ} قال ابن الجزري:

.... .... .... .... ....

وكيف كافرين (جـ) ـاد وأمل

(تـ) ـب (جـ) ز (مـ) ـنا خلف

(غـ) ـلا وروح قل معهم بنمل

ووجه الإمالة المحضة التناسب بين الألف وبين ترقيق الراء، وتنبيهًا على أن الكسرة تؤثر على غير الراء مع مجاورة أخرى ولزومها وكثرة الدور، ولهذا لم يطرد في الكافر وكافر والذاكرين (انظر إتحاف فضلاء البشر (ص: 130) وابن مهران الأصبهاني في المبسوط (ص: 112).

(2)

الصواب ورش من طريق الأزرق وحده دون الأصبهاني.

(3)

قال ابن الجزري:

إذ في الصفير وتجد أدغم (حـ) ـلا

لي وبغير الجيم قاض رتلا

والخلف في الدال مصيب وفتى

قد وصل الإدغام في دال وتا

وهذه قاعدة مطردة: أن ذال إذ تدغم في التاء قولًا واحدًا لأبي عمرو وهشام وحمزة وخلف البزار والكسائي، وقرأها الباقون بالإظهار (إتحاف فضلاء البشر ص 129)(باب ذال إذ).

(4)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاء} و {جاء} و {زاد} {خاب} في طه (61) فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

(5)

يقرأ أبو عمرو {رسلنا} و {رسلكم} و {رسلهم} و {سبلنا} إذا كان بعد اللام حرفان بإسكان السين والباء حيث وقع وكذلك مذهبه في {سبلنا} فإذا كان بعد اللام حرف ضم السين مثل رسله. قال ابن الجزري:

ورسلنا مع هم وكم وسبلنا

وحجة أبي عمرو: أنه استثقل حركة بعد ضمتين لطول الكلمة وكثرة الحركات فأسكن السين والباء فإذا قصرت الكلمة لم يسكن السين.

(6)

وحجتهم أن بناء فعول وفعيل على فعل بضم العين في كلام العرب ولم تدع ضرورة إلى إسكان الحرف =

ص: 169

قوله تعالى: {سُبُلَنَا} [12] قرأ أبو عمرو بإسكان الموحدة

(1)

.

والباقون بالضم

(2)

.

قوله تعالى: {وَخَافَ وَعِيدِ} [14]{وَاسْتَفْتَحُوا} [14، 15] قرأ حمزة بإمالة الألف بعد الخاء

(3)

.

والباقون بالفتح. وقرأ ورش بإثبات الياء بعد الدال وصلًا. وأثبتها يعقوب وصلًا ووقفًا

(4)

.

والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {وَخَابَ} [15] قرأ حمزة بإمالة الألف

(5)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {كُلُّ جَبَّارٍ} [15] قرأ أبو عمرو، والدوري. عن الكسائي. بإمالة الألف محضة

(6)

. وقرأ ورش بالإمالة بين بين. وقرأ

= فتركوا الكلمة على حق بنيتها (التيسر في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 85، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ص 225).

(1)

مثل رسلهم.

(2)

سبق بيانه.

(3)

إذا أتى اللفظ الذي على ثلاثة أحرف من الأفعال العشرة وهي: {زاد - زاغ - جاء - شاء - طاب - خاف - خاب - ضاق - حاق} فإن حمزة يميلها بشرط أن تكون أفعالًا ماضية معتلة العين والإمالة واقعة في وسطها، وسواء اتصلت هذه مع الأفعال بضمير أو لم تتصل، وقد أفرد الإمام ابن الجزري فصلًا في إمالة الألف التي هي عين الفعل، قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة:

والثلاثي فضلا

في خاف طاب ضاق حاق زاغ

(النشر 2/ 59، التيسير ص 50، التبصرة ص 373، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 1/ ص 230، الغاية ص 95).

(4)

قرأ يعقوب بإثباث الياء في الحالين على أصله في سبع عشرة كلمة، ووافقه غيره وهذه الكلمات هي:{دعاء - والتلاق - والتناد - وأكرمن - وأهانن - ويسر- وبالواد - والمتعال - ووعيد - ونذير- ونكير- ويكذبون - ويتقدون - ولتردين - وفاعتزلون - وترجمون - ونذر} .

أما {وعيد} هنا بإبراهيم وموضعي ق الآية. فقرأ ورش بإثبات الياء وصلًا ويعقوب على أصله بإثباتها في الحالين (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 156).

(5)

انظر الهامش السابق.

(6)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد قرأ هؤلاء بإمالة كل ألف يائية أو مؤنثة أو للإلحاق متطرفة =

ص: 170

قالون

(1)

، وحمزة بالفتح وبين اللفظين

(2)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ} [18] قرأ نافع، وأبو جعفر بالألف بعد الياء التحتية؛ على الجمع

(3)

.

والباقون بغير ألف؛ على الإفراد.

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [19] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بألف بعد الخاء، وكسر اللام، ورفع القاف، وخفض "السَّمَاوَاتِ" وَ"لْأَرْضَ"

(4)

.

= لفظًا أو تقديرًا، قبلها راء مباشرة، لفظًا عينًا كانت أو فاء نحو {أسرى- أراكم- افترى- اشترى- أرى- نرى- تراهم- يراك- تتمارى- يتوارى- يفترى- الثرى- القرى- مفترى- أسرى- حتى- أخراكم- الكبرى- ذكراهم- الشعرى- النصارى- سكارى} ، قال ابن الجزري:

أمل ذوات الياء في الكل شفا

وقال:

وفيما بعد راء حط ملا خلف

(شرح طيبة النشر (3/ 88، 89)، إتحاف فضلاء البشر ص (44).

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف

وما به هاء غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

وما ذكره المؤلف عن قالون هو خطأ وقع فيه على طول الكتاب، وقد ذكرناه مرارًا.

(2)

ما ذكره المصنف من التقليل بين بين لحمزة وقالون في {جَبَّارٍ} خطأ؛ فليس لهما فيه إلا الفتح.

(3)

اختلف في قراءة لفظ {الرِّيَاحَ} في القرآن الكريم؛ فقرأ نافع وأبو جعفر {اشتدت به الرياح} هنا في إبراهيم، و كذا {يسكن الرياح} بالشورى بالجمع فيهما، قال ابن الجزري:

واجمع بإبراهيم شورى (إ) ذ (ثـ) ـنا

(شرح طيبة النشر (4/ 76)، حجة القراءات- ابن زنجلة (ج 1/ ص 118، السبعة ص 173).

(4)

قرأ المذكورون لفظ خالق في إبراهيم والنور بألف بعد الخاء، وكسر اللام، والرفع فيهما وجر الأرض في إبراهيم، و {كل} في النور، قال ابن الجزري:

.... .... خالق امدد واكسرا

وارفع كفور كل والأرض اجرر

(شفا)

ووجه قراءة {خالق} : أنهم جعلوها "خالِق" على وزن "فاعل"، و "الأرض" بالخفض عطف على "السموات" لأن كسر التاء في هذه القراءة عَلَمُ الخفض، لإضافة "خالق" إلى ما بعده، وحسن ذلك لأن "فاعلًا" يأتي بمعنى الماضي، كما قال:{فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ} (10) فهو أمر قد كان، فلا يجوز فيه إلا الإضافة، لأنه أمر معهود معروف.

ص: 171

والباقون بفتح اللام، ولا ألف بينها وبين الخاء، ونصب القاف، ونصب "السموات" بالكسرة، ونصب "الأرض"

(1)

.

قوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ} [19] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ألفًا وصلًا ووقفًا، وحمزة وقفًا لا وصلًا

(2)

.

والباقون بهمزة ساكنة وفقًا ووصلًا.

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ} [22] قرأ حفص في الوصل بفتح الياء

(3)

.

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {وَمَآ أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} [22] قرأ حمزة بكسر الياء بعد الخاء

(4)

.

(1)

ووجه قراءة {خلق} على وزن "فعل" ونصبوا {الأرض} عطفًا على {السماوات} لأن كسرة التاء فيه عَلَمُ النصب، فأتوا بلفظ الماضي، لأنه أمرٌ قد كان، وقد فُرغ منه، فالفعل أَولى به من الاسم، لأن الاسم يشترك في لفظه الماضي والمستقبل والحال، وإنما يخلص للماضي بالدلائل، والفعل بلفظه يدل على الماضي. وانتصب الاسمان بعده بالفعل (النشر 2/ 298، شرح طيبة النشر 4/ 396، الكشف عن وجوه القراءات (2/ 25)، المبسوط ص 256، السبعة ص 362، المحرر الوجيز 3/ 332، إيضاح الوقف والابتداء 740، والحجة في القراءات السبع 178، وتفسير النسفي 2/ 258).

(2)

وقد أغفل المصنف الأصبهاني عن ورش، قال ابن الجزري:

والأصبهاني مطلقا لا كاس

ولؤلوا والرأس رثيا باس

تؤوي يجيء من يأت

هيء وجئت وكذا قرأت

أما حمزة فمن قوله:

فإن يسكن بالذي قبل ابدل

وقال ابن الجزري:

وكل همز ساكن أبدل حذا

خلف سوى ذي الجزم والأمر كذا

مؤصدة رئيا وتؤوي

(الهادي 1/ 216).

(3)

سبق قريبًا.

(4)

قال ابن الجزري:

........... ومصرخي كسر اليا (فـ) ـخر

وحجته في كسر الياء، كأنه قدَّر الزيادة على الياءين كما زيدت الياء في الهاء في "به"، وذلك هو الأصل. ولكنه مرفوض غير مستعمل لثقل الياءين، والكسرة قبلهما، والكسرة بينهما، فلمَّا قدَّر الياء مزيدة على الياء التي للإضافة، حذفها استخفافًا، لاجتماع ياءين وكسرتين، إحداهما على ياء الإضافة، فلمّا حذف الياء المزيدة بقيت الكسرة، تدل عليها، كما تحذف الياء في "عليه، وبه"، وتبقى الكسرة تدلُّ عليها، وكما تُحذف الياء في "يا غلامي"، لأن الكسرة تدلُّ عليها، فهذه القراءة جارية على ما كان يجب في الأصل، لكنه أمر لا يستعمل إلا في الشعر، وقد عدَّ هذه القراءة بعض الناس لَحْنًا، وليست بلحن، إنما =

ص: 172

والباقون بفتحها

(1)

.

قوله تعالى: {أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ} [22] قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر بإثبات الياء بعد النون في الوصل. وأثبتها يعقوب وقفًا ووصلًا

(2)

.

والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {تُؤْتِي أُكُلَهَا} [25] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو بإسكان الكاف

(3)

. والباقون بالضم

(4)

.

= هي مستعملة، وقد قال قُطرُب: إنها لغة في بني يَربوع يزيدون على ياء الإضافة ياء، وأنشد هو وغيره شاهدًا على ذلك:

ماضٍ إذا ما همَّ بالمُضيُّ

قال لها هل لَكِ يا تافيِّ

(1)

وحجة من قرأ بفتع الياء: أنه جعله هو الأمر المشهور المستعمل الفاشي في اللغة، لأن الجماعة عليه، ولأنه المعمول به في الكلام. وعلة ذلك أن ياء الجمع أُدغمت في ياء الإضافة وهي مفتوحة، فبقيت على فتحتها، ويجوز أن يكون قد أُدغمت في ياء إضافة، وهي ساكنة، ففتحت لالقتاء الساكنين. وكان الفتح أولى بها، لأنه أصلها، فرُدَّت إلى أصلها عند الحاجة إلى حركتها. وأيضًا فإن الفتح في الياء أخفُّ من الكسر، والضمُّ عليها، وقد تقدِّم ذكر {الرِّيَاحَ} و {لِيُضِلُّوا} ، و {لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ} وشبهه مِمّا أغنى ذلك عن الإعادة (النشر 2/ 298، المبسوط ص 256، شرح طيبة النشر 4/ 396، السبعة ص 362، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 26، معاني القراءات 2/ 75، إعراب القراءات 2/ 183، التيسير ص 134، زاد المسير 4/ 357).

(2)

قرأ أبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب بإثبات ثمان ياءات وهي {واتقوني يأولي} بالبقرة الآية 197 و {خافوني إن} بآل عمران الآية 175 و {واخشوني ولا} بالمائدة الآية 44 {وقد هداني} بالأنعام الآية (80) و {ثم كيدوني} بالأعراف الآية 195 و {ولا تخزوني} بهود الآية 78 {بما أشركتموني} بإبراهيم الآية (22) و {واتبعوني هذا} بالزخرف الآية 61 وكل على أصله، قال ابن الجزري:

تخزون في اتقون يا اخشون ولا

واتبعون زخرف ثوى حلا

خافون إن أشركتمون قد هدان عنهم

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر- الدمياطي ج 1/ ص 154، التيسير ص 101، السبعة ص 130، الهادي 1/ 417).

(3)

فيصير النطق {أُكُلَهَا} وقد سكن الكاف من {الأكْلُ، وأُكْلٍ} المجرد من الإضافة حيث وقع نافع وابن كثير، وأسكن من {أكلُها} المضاف لضمير المؤنث الغائب، قال ابن الجزري:

والأكل أكل (إ) ذ (د) نا وأكلها

شغل (أ) تى (حبر)

وحجة من سكن الكاف أنهم استثقلوا الضمات في اسم واحد فأسكنوا الحرف الثاني، (النشر 2/ 216، شرح طيبة النشر 4/ 33، شرح شعلة ص 297، المبسوط ص 151، الغاية ص 119، السبعة ص 190).

(4)

وقالوا: لا ضرورة تدعو إلى إسكان حرف يستحق الرفع وحجتهم إجماعهم على قوله {هَذَا نُزُلُهُمْ} وقد اجتمعت في كلمة ثلات ضمات (حجة القراءات ص 146).

ص: 173

قوله تعالى: {خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ} [26] قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، وابن ذكوان - بخلاف عنه- بكسر التنوين في الوصل.

والباقون بالضم

(1)

.

قوله تعالى: {مِنْ قَرَارٍ} [26] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وابن ذكوان - بخلاف عنه- بالإمالة محضة

(2)

. وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(3)

، واختلف عن حمزة فيه: بين الإمالة محضة وبين بين، واختلف -أيضًا- عن هشام، وابن وردان

(4)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مَا يَشَآءُ - * أَلَمْ تَرَ} [27 - 28] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس -في الوصل- بإبدال الهمزة الثانية المفتوحة واوًا بعد تحقيق الأولى المضمومة

(5)

.

(1)

اختلف فيما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة، ويبدأ الفعل الذي يلي الساكن الأول بالضم وأول الساكنين أحد حروف لتنود والتنوين فاللام نحو {قُلِ ادْعُوا} والتاء نحو {وَقَالَتِ اخْرُجْ} والنون نحو {فمن اضطر- أن اغدوا} والواو {أَوِ ادْعُوا} والدل {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ} والتنوين {فتيلًا انظر} فأبو عمرو بكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التقاء الساكنين قال ابن الجزري:

والساكن الأول ضم

لضم همز الوصل واكسره (نـ) ما (فـ) ـز

غير قل (حـ) ـلا وغير أو (حـ) ـما

والخلف في التنوين (مـ) ـز وإن يجر

(ز) ن خلفه (مـ) ـز

(التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر- الدمياطي ج 1/ ص 198، السبعة ص 174).

(2)

يميل أبو عمرو والكسائي وخلف كل ألف جاءت بين رائين مثل {الأبرار- الأشرار- قرار} ووافقهم ورش من طريق الأزرق بين بين، واختلف فيه عن حمزة وابن ذكوان، فأما حمزة: فروى جماعة من أهل الأداء الإمالة عنه من روايتيه، وهو الذي في المبهج والعنوان وغيرهما، وبه قرأ الحافظ أبو عمرو على شيخه أبي الفتح فارس بن أحمد في الروايتين جميعًا، ورواه جمهور العراقيين عنه من رواية خلف، وقطعوا لخلاد بالفتح، وروى جمهور المغاربة والمصريين عن حمزة من روايتيه بين بين، وبه قرأ الداني على شيخه أبي الحسن. وأما ابن ذكوان فروى عنه الإمالة الصوري، وروى عنه الفتح الأخفش، قال ابن الجزري:

وإن تكرر (حـ) ـط (روى) والخلف (مـ) ـن

(فـ) ـوز وتقليل (جـ) ـوى

(3/ 102)، النشر (2/ 85).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

هذا كلام غير صحيح ولم يرد لهما أي خلاف في إمالة هذا الباب، وما ذكره المؤلف انفرادة لا يقرأ بها.

(5)

هذه قاعدة مطردة وهي أن نافعًا وابن كثير وأبا عمرو وأبا جعفر ورويسًا عن يعقوب يقرؤون بتسهيل =

ص: 174

والباقون بتحقيقهما.

وإذا وقف حمزة، وهشام على الأولى، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسط والقصر، ولهما -أيضًا- تسهيلها مع المد، والقصر والروم معهما.

وفي الابتداء بالثانية: الجميع بالتحقيق.

{نِعْمَتَ} [28] بالتاء المجرورة، وهم على أصولهم في الوقف

(1)

.

قوله تعالى: {دَارَ الْبَوَارِ} [28] قرأ أبو عمرو، والدوري -عن الكسائي- وابن ذكوان -بخلاف عنه- بالإمالة محضة

(2)

. وقرأ ورش -من طريق الأزرق- بالإمالة بين بين.

= الهمزة الثانية المكسورة بينها وبين الياء قولًا واحدًا، وذلك إذا كانت الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، قال ابن الجزري:

وعند الاختلاف الأخرى سهلن

حرم حوى غنا

وقد احتج من أبدل الهمزة الثانية بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي ساكنة نحو {كاس} فتقلب الهمزة ألفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فأن تخفف ومعها مثلها أولى (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 129، شرح طيبة النشر 2/ 264 - 266، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين 1/ 382، المبسوط ص: 42).

(1)

الأصل اتباع الرسم لكل القراء؛ إلا أنه اختلف عنهم في أصل مطرد وكلمات مخصوصة فالأصل المطرد كل هاء تأنيث رسمت تاء نحو {رَحْمَتَ} و {نِعْمَتَ} و {شَجَرَتَ} فوقف عليها بالهاء خلافًا للرسم الكسائي وابن كثير وأبو عمرو، فالوقف على المرسوم متفق عليه ومختلف فيه والمختلف فيه انحصر في خمسة أقسام منها:

{نعمت} في أحد عشر موضعًا الآية 231 ثاني البقرة وفي المائدة الآية 11 وآل عمران الآية 103 وثاني إبراهيم الآية 28، 34 وثالثها وثاني النحل الآية 53،71،72،83 وثالثها ورابعها وفي لقمان الآية 31 وفاطر الآية 3 والطور الآية 29.

فوقف عليها خلافًا للرسم القراء المشار إليهم، قال ابن الجزري:

بالها (ر) جا (حق) وذات بهجه

(شرح طيبة النشر 3/ 223، النشر 2/ 129، إتحاف فضلاء البشر ص 157، التيسير ص 60).

(2)

وكذا ابن ذكوان يميلون كل ألف بعدها راء مجرورة في الأسماء سواء كانت الألف أصلية أم زائده ووجه الإمالة مناسبة الكسرة، واعتبرت الكسرة على الراء لمناسبة الإمالة والترقيق والتدقيق، واشترط تطرف الراء للقرب، وهذه قاعدة مطردة في جميع القرآن وهي: أن كل ألفٍ قبلَ راءٍ مكسورة متطرفة فإن أبا عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان يقرأ انها بالإمالة المحضة، وورش من طريق الأزرق بالإمالة الصغرى، وباقي القراء يقروونها بالفتح قولًا واحدًا. قال ابن الجزري في الطيبة:

والألفات قبل كسر را طرفٍ

كالدار نارٍ حُز تفُز منه اختُلِف

(شرح طيبة النشر 3/ 98 - 100، التيسير ص (51)، النشر 2/ 54، الغاية ص 90).

ص: 175

واختلف عن قالون وحمزة بين الفتح وبين اللفظين

(1)

، واختلف -أيضًا- فيه عن إدريس، عن خلف، والباقون بالفتح

(2)

.

قوله تعالى: {لِيُضِلُّوا} [30] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ورويس -بخلاف عنه- بفتح الياء التحتية

(3)

، والباقون بالضم

(4)

.

قوله تعالى: {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ} [31] قرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وروح -في الأصل- بإسكان الياء بعد الدال

(5)

، والباقون بالفتح، ومن قرأ بالإسكان، فهي عنده تسقط في الوصل؛ لالتقاء الساكنين.

قوله تعالى: {لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ} [31] قرأ ابن كثير، أبو عمرو، ويعقوب: بنصب العين، واللام من {خِلَالٌ} من غير تنوين، والباقون بالرفع والتنوين

(6)

.

قوله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ} [34] رسمت بالتاء المجرورة

(7)

.

(1)

ما ذكره المؤلف عن قالون هو خطأ يذكره المؤلف دائمًا، وقد نبهنا إليه كثيرًا.

(2)

وهذا خطأ آخر وقع فيه المؤلف؛ فليس لإدريس سوى الفتح.

(3)

وقد ورد عن رويس روايتان: الأولى: ما تقدم، والثانية: وهي رواية التمار من كل طرقه إلا من طريق أبي الطيب، والثانية من طريق أبي الطيب عكس ذلك بفتح الياء في لقمان، وبضم الثلاث، قال ابن الجزري:

.... .... .... يضل فتح الضم كالحج الزمر

(حبر)(غـ) ـنا لقمان (حبر) وأتى

عكس رويس

(شرح طيبة النشر 4/ 400)، النشر 2/ 299، السبعة ص 364).

(4)

ووجه قراءتهم أنها مضارع أضل الرباعي.

(5)

إذا جاء بعد الياء همزة الوصل المصاحبة للام -والواقع منها اثنان وثلاثون- فإن حمزة يسكنها كلها حمزة على أصله، وسكن ابن عامر موافقة لحمزة {عن آياتي الذين} بالأعراف الآية 146، وسكن حفص كذلك {عهدي الظالمين} بالبقرة الآية 124، وسكن ابن عامر وحمزة والكسائي وكذا روح كذلك {قل لعبادي الذين} بإبراهيم الآية 31، وسكن أبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف كذلك {يا عبادي الذين} بالعنكبوت الآية 56 والزمر الآية 53، قال ابن الجزري:

.... .... .... .... .... وعند لام العرف أربع عشرت

ربي الذي حرم ربي مسني

الآخران آتان مع أهلكني أراني

وفي الندا (حما)(شفا) عهدي (ع) سى

(ف) وز وآياتي اسكنن (ف) ي (ك) سا

(إتحاف فضلاء النشر في القراءات الأربعة عشر- الدمياطي (ج 1/ ص 148).

(6)

قال ابن الجزري:

شفاعة لا بيع لاخلال لا

تأثيم لا لغو (مدا)(كنز)

ووجه قراءتهم: أنها على أن لا نافية للجنس تعمل عمل إن (انظر: المبسوط ص: (129)، وشرح طيبة النشر (4/ 20)، والنشر (2/ 211)، وإتحاف فضلاء البشر ص:(134).

(7)

سبق بيان حكم القراءة وما يشابهها قبل صفحات قليلة بما أغنى عن ذكرها هنا (انظر: التيسير ص (60)، =

ص: 176

وقف نافع، وابن عامر، وحمزة، وعاصم، وأبو جعفر، وخلف بالتاء، ووقف الباقون بالهاء.

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ} [35] قرأ هشام بالألف بعد الهاء بعد فتحها

(1)

، والباقون بالياء بعد كسر الهاء.

قوله تعالى: {وَمَنْ عَصَانِي} [36] قرأ الكسائي بالإمالة، والباقون بالفتح

(2)

.

قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ} [37] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر- في الوصل- بفتح الياء

(3)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً} [37] قرأ هشام -بخلاف عنه- بياء ساكنة تحتية بعد الهمزة

(4)

.

= شرح طيبة النشر 3/ 225، 226، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر- الدمياطي (ج 1/ ص 137).

(1)

لفظ {إبراهيم} قرأه ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان في ثلاثة وثلاثين موضعًا بالألف مكان الياء.

(2)

اختص الكسائي دون حمزة وخلف بإمالة {أحياكم- فأحياكم- أحياها} حيث وقع إذا لم يكن مسبوقًا بالواو نحو {فَأَحْيَاكُمْ} ، أما المسبوق بالواو وسواء كان ماضيًا أم مضارعًا؛ فيتفق الثلاثة على إمالته نحو {أَمَاتَ وَأَحْيَا} نسق بالفاء، وإمالة {خطايا} حيت وقع، وبإمالة {حَقَّ تُقَاتِهِ} في آل عمران، و {وَقَدْ هَدَانِ} في الأنعام، و {وَمَنْ عَصَانِي} في إبراهيم و {أَنْسَانِيهُ} في الكهف، و {ءَاتَانِىَ الْكِتَابَ} في مريم، و {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ} فيها، و {ءَاتَانِ اللَّهُ} في النمل، و {مَحْيَاهُمْ} في الجاثية، و {دحاها - طحاها - تلاها} و {سجى} ، قال ابن الجزري:

وعلي

أحيا بلا واو وعنه ميل

محياهمو تلا خطايا ودحا

تفاته مرضاة كيف جا (ط) حا

سجى وأنسانيه من عصاني

(النشر 2/ 37، شرح طيبة النشر 3/ 65، 66).

(3)

وقع من ياءات الإضافة تسع وتسعون ياء بعدها همزة مفتوحة لهؤلاء القراء، وقد ذكرها ابن الجزري بقوله:

تسع وتسعون بهمزٍ الفتح

ذرون الاصبهاني مع ملِّي فتح

وقاعدة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو فتح الكل وقاعدة الباقين إسكانها، ووجه فتح الكل مع الهمز أنه أحد الأصلين مع قصد ثبوته الخفي عند القوي وليتمكن من كمال لفظ الهمز. ووجه الإسكان مع أنه أحدهما وقصد التقوية محصلان بزيادة المدة (انظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264)، التيسير ص: 63، الإقناع 1/ 537).

(4)

فقرأ هشام من جميع طرق الحلواني بياء بعد الهمزة لغرض المبالغة على لغة المشبعين من العرب على حد الدراهم والصياريف وليست ضرورة بل لغة مستعملة معروفة ولم ينفرد بهما الحلواني عن هشام =

ص: 177

والباقون بغير ياء بعد الهمزة.

ولا خلاف في الثاني، وهو {وَأَفْئِدَتُهُمْ} [43] أنه بغير ياء بعد الهمزة.

قوله تعالى: {وَتَقَبَّلْ دُعَآءِ (40) رَبَّنَا} [41،40] قرأ أبو عمرو، وحمزة، وأبو جعفر، وورش: بإثبات الياء بعد الهمزة وصلًا، لا وقفًا، وأثبته وقفًا ووصلًا يعقوب، والبزي، واختلف في ذلك عن قنبل

(1)

. والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ} [42]{فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ} [47] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر: بفتح السين

(2)

، والباقون بالكسر

(3)

.

قوله تعالى: {إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ} [42] قرأ ورش، وأبو جعفر: بإبدال الهمزة واوًا

(4)

،

= ولا هشام عن ابن عامر كما بينه في النشر، فالطعن فيها مردود. وروى الداجوني من أكثر الطرق عن هشام بغير ياء، قال ابن الجزري:

وأشبعن أفئدتا

(لـ) ـي الخلف

(شرح طيبة النشر (2/ 400، النشر 2/ 299، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه (5/ 33، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر- الدمياطي ج 1/ ص 343).

(1)

قرأ يعقوب بإثبات الياء في الحالين على أصله في سبع عشرة كلمة، ووافقه غيره وهذه الكلمات هي:{دعاء- والتلاق- والتناد- وأكرمن- وأهانن- ويسر- وبالواد- والمتعال- ووعيد- ونذير- ونكير- ويكذبون- وينقذون- ولتردين- وفاعتزلون- وترجمون- ونذر} .

أما {دُعَآءً} بإبراهيم الآية (40) فقرأ بإثبات الياء فيها وصلًا فقط ورش وأبو عمرو وحمزة وكذا أبو جعفر، وقرأها بالإثبات في الحالين البزي ويعقوب، واختلف عن قنبل فروى عنه ابن مجاهد الحذف في الحالين وروى عنه ابن شنبوذ الإثبات في الوصل والحذف في الوقف كأبي عمرو ومن معه قال في النشر: وبكل من الحذف والإثبات قرأت عن قنبل وصلًا ووقفًا، وبه آخذ، والباقون بالحذف فيهما (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر- الدمياطي (ج 1/ ص 156).

(2)

وذلك إذا كان الفعل مضارعًا خاليًا من الزوائد البنائية خبرًا كان أو استفهامًا، تجرد عن الضمير أو اتصل به، مرفوعًا أو منصوبًا، وذلك نحو:{يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ} و {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ} {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ} فخرج بالمضارع الماضي، وبالخالي من الزوائد ذو الزوائد نحو {يَحْتَسِبُونَ} وقيدت بالبنائية؛ أي التي ينتقل الوزن بها إلى وزن آخر لئلا يخرج ذو همزة الاستفهام، قال ابن الجزري:

ويحسب مستقبلًا بفتح سين (كـ) ـتبوا

(فـ) ـي (ن) ص (ثـ) ـبت

ووجه الفتح القياس وهي لغة تميم.

(3)

حسِب، وحسَب لغتان حسب يحسب وحسب يحسب وقال قوم: يحسب بكسر السين من حسب وقالوا: وقد جاءت كلمات على فعل يفعل مثل حسب يحسب ونعم ينعم ويئس ييئس (حجة القراءات ص (148، وشرح طيبة النشر 4/ 133).

(4)

الهمز المتحرك قسمان قبله متحرك، وساكن: فالأول: اختلفوا في تخفيف الهمز فيه في سبعة مواضع: الأول: أن تكون مفتوحة مضمومًا ما قبلها فقرأ هذه الكلمات ورش من طريق الأزرق وأبو جعفر كل همزة =

ص: 178

وحمزة يفعل ذلك في الوقف

(1)

، والباقون بالهمزة.

قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ} [44] قرأ أبو عمرو- في الوصل- بكسر الهاء والميم

(2)

، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب: بضمها

(3)

. والباقون بكسر الهاء وضم الميم.

قوله تعالى: {لِتَزُولَ} [46] قرأ الكسائي: بفتح اللام الأولى، ورفع اللام الأخيرة

(4)

.

وقرأ الباقون: بكسر اللام الأولى، ونصب الأخيرة

(5)

.

= متحركة وقعت فاء من الكلمة نحو {يؤوده- يؤاخذ- مؤجلًا- موذن- يؤخركم} واختلف عن ابن وردان في {يؤيد بنصره} بآل عمران، فروى ابن شبيب من طريق ابن العلاف وغيره من طريق الشطوي وغيره كلاهما عن الفضل بن شاذان تحقيق الهمزة فيه، وكذا روى الرهاوي عن أصحابه عن الفضل، وروى سائرهم عنه الإبدال طردًا للباب، قال ابن الجزري:

والفاء من نحو يؤده أبدلوا

(جـ) ـد (ثـ) ـق

(شرح طيبة النشر 2/ 284، إتحاف فضلاء البشر ص 256).

(1)

وقد اختص حمزة بذلك في الوقف من حيث إن قراءته اشتملت على شدة التحقيق والترتيل والمد والسكت، فناسب التسهيل في الوقف (النشر 1/ 430).

(2)

وإنما كسر الهاء لمجاورة الياء والكسرة (انظر تفصيل ذلك في سورة الفاتحة وانظر: التيسير ص: 19، والنشر 1/ 272، والسبعة لابن مجاهد ص: 108، والتبصرة ص: 251).

(3)

قال ابن مجاهد في السبعة ص: 108: وإنما خص هذا الحرف بضم لأنه إذا وليه ظاهر صارت ياؤه ألفًا ولا يجوز كسر الهاء إذ كان قبله ألف، فعامل الهاء مع المكني معاملة الظاهر إذا كان ما قبل الهاء إذا صار ألفًا لم يجز كسر الهاء، ولو كان مكان الهاء والميم كاف وميم لم يجز كسرهما إلا في لغة قليلة لا تدخل في القراءة لبعد الكاف من الياء.

(4)

قال ابن الجزري:

وافتح لتزول ارفع (ر) ما

وحجة من فتح اللام الأولى، وضم الثانية، أنه جعل "إن" في قوله:(وإن كان) مخفَّفة من الثقيلة، وجعل اللام الأولى لام توكيد، دخلت لتوكيد الخبر، كما دخلت (إن) لتوكيد الجملة، والفعل مع لام التوكيد مرفوع على أصله، إذ لا ناصب معه ولا جازم، والهاء مضمرة مع "إن"، تقديره: وإنه كان مكرهم لتزول منه الجبال، ويعني أمر النبي عليه السلام. والتقدير: مثل الجبال في القوة والثبات. فمعنى هذه القراءة أن الله جل ذكره عظَّم مكرهم، كما قال:{وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا} "نوح 22"، وقال:{تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا} (مريم 90 - 91) وفي مصحف أُبيّ ما يدلّ على هذه القراءة، رُوِي أنّ فيه هذه الآية:{وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ} ولولا كلمة الله لزال من مكرهم الجبال. وروي عن عمر وعلي وابن مسعود أنهم قرؤوا: "وإن كادَ مكرهم لتزول منه الجبال" فهذا دليل على تعظبم مكرهم، لأن "كاد" في كلام العرب تكون لمقاربة الفعل، وربما وقعت لوجوبه.

(5)

وحجة من كسر اللام الأولى وفتح الثانية أنه جعل "إن" بمعنى "ما"، وجعل اللام الأولى لام نفي، لوقوعها=

ص: 179

قوله تعالى: {الْقَهَّارُ} [48] قرأ أبو عمرو، والدوري -عن الكسائي -: بالإمالة محضة

(1)

، واختلف عن ابن ذكوان، وقرأ ورش من طريق الأزرق بالإمالة بين بين، واختلف عن قالون، وحمزة في ذلك: بين الفتح وبين بين

(2)

، وكذا اختلف عن إدريس عن خلف

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ} [49] قرأ أبو شعيب في الوصل- بإمالة الألف المنقلبة بعد الراء- بخلاف عنه- والباقون بالفتح، وفي الوقف أماله محضة أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف

(4)

، وأماله ورش بين بين، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(5)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ} [49 - 50] قرأ أبو عمرو، ويعقوب -بخلاف عنهما- بإدغام الدال في السين

(6)

، والباقون بالإظهار.

= بعد نفى، ونصب الفعل بها، والتقدير: وما كان مكرهم لتزول منه الجبال، كما قال تعالى ذكره:{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِين} [آل عمران:179] ومعنى هذه القراءة تصغير مكرهم وتحقيره، أي: لم يكن مكرهم ليزيل الجبال، والجبال يراد بها ما ثبَتَ من الحق والدين والقرآن. أي: لم يكن مكرهم ليذهب به الحق، والضمير في "مكرهم" قيل هو لقريش، وقيل لمن تقدَّم بالعتوِّ والكفر من الجبابرة الماضية، وكسر اللام الاختيار، لأن أبين في المعنى، ولأن الجماعة عليه (الغاية ص 184، المهذب 1/ 359، شرح طيبة النشر 2/ 4/ 402، النشر 2/ 300، المبسوط ص 257، السبعة ص 363، التيسير ص 135، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 28).

(1)

سبق بيان القراءة وما يشابهها قبل صفحات مما أغنى عن إعادت هنا (انظر: شرح طيبة النشر 3/ 98 - 100)، التيسير ص 51، النشر 2/ 54، الغاية ص 90).

(2)

ما ذكره المؤلف عن قالون هو خطأ يذكره المؤلف دائمًا، وقد نبهنا إليه كثيرًا.

(3)

وهذا خطأ آخر يقع فيه المؤلف؛ فليس لإدريس عن خلف سوى الفتح فقط.

(4)

سبق بيان قاعدة مطردة عن حمزة والكسائي وخلف البزار في الإمالة (وانظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم وتقدم بيانها مرارًا.

(6)

ووجه الإدغام من أجل التقارب الذي بين الحرفين وقوة الكسرة، قال ابن الجزري:

والتاء في العشر وفي الطا ثبتا

والخلف في الزكاة والتوراة حل

ولتأت آت

وقوله: وقيل عن يعقوب ما لابن العلا

(الهادي 1/ 142).

ص: 180

قوله تعالى: {وَتَغْشَى} [50] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(1)

وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(2)

، والباقون بالفتح.

* * *

(1)

سبق قريبًا.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

ص: 181

(الأوجه التي بين إبراهيم والحجر)

وبين إبراهيم والحجر- من قوله تعالى: {وَلِيَعْلَمُوا} إلى قوله تعالى: {مُّبِينٍ} [الحجر:1] غير الأوجه المندرجة-: ألف وجه، وأربعمائة وجه، واثنان وثلاثون وجهًا

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: مائة وجه، وثمانية وستون وجهًا.

ورش: ثلاثمائة وجه، واثنا عشر وجهًا.

ابن كثير: أربعة وثمانون وجهًا.

أبو عمرو: مائتا وجه وثمانية أوجه.

ابن عامر: مائة وجه وأربعة أوجه.

شعبة: أربعة وثمانون وجهًا.

حفص: أربعة وثمانون وجهًا.

خلف: أربعة أوجه.

خلاد: ثمانية أوجه.

الكسائي: أربعة وثمانون وجهًا مندرجة مع ابن عامر.

أبو جعفر: مائة وجه وثمانية وستون (وجهًا).

يعقوب: مائتا وجه، وثمانية أوجه.

خلف: أربعة أوجه مندرجة مع ابن عامر.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنعيه.

ص: 182

(سورة الحجر)

(1)

قوله تعالى: {آلر} [1] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف، وابن عامر، وشعبة بلا ألف محضة

(2)

، وقرأ ورش -من طريق الأزرق- بالإمالة بين بين، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(3)

، والباقون بالفتح. وسكت أبو جعفر على الألف سكتة لطيفة من غير تنفس؛ كذا على اللام؛ وكذا على الراء

(4)

. والباقون بغير سكت.

قوله تعالى: {وَقُرْآنٍ} [1]، قرأ ابن كثير بنقل حركة الهمزة إلى الراء، وحذف الهمزة وصلًا ووقفًا؛ وكذا يفعل حمزة في الوقف

(5)

، والباقون بالهمزة.

(1)

هي سورة مكية آياتها تسع وتسعون بلا خلاف (شرح طيبة النشر 4/ 404).

(2)

وعلة الإمالة: أن الألف التي من هجاء (را) في تقدير ما أصله الياء؛ لأنها أسماء ما يكتب به، ففرق بينهما وبين الحروف التي لا تجوز إمالتها نحو: ما، ولا، وإلا، وهذا هو مذهب سيبويه في إجازة الإمالة (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 186، الكتاب لسيبويه 2/ 34، إيضاح الوقف والابتدا ص 479).

(3)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم.

(4)

سكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواردة في فواتح السور جميعًا نحو {آلم} {آلر} {كهيعص} {طه} {طسم} ويلزم من سكته إظهار المدغم فيها والمخفي وقطع همزة الوصل بعدها. ووجه السكت: أنه يبين به أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست مؤتلفة. وفي كل منها سر من أسرار الله تعالى (انظر شرح طيبة النشر للنويري 2/ 335).

(5)

إذا وقعت الهمزة متحركة بأي حركة سواء كانت فتحة، أم كسرة، أم ضمة، وكان الحرف الذي قبلها ساكنًا، سواء كان صحيحًا، أم واوًا أصلية، أم ياءً أصلية، فإن حمزة يخفف هذا النوع بنقل حركة الهمزة إلى الساكن الذي قبلها، ويحذف الهمزة. ويشمل هذا النوع الهمزة المتوسطة بأي نوع كان، والهمزة المتطرفة، مثال ذلك:

1 -

{وقُران} (سورة الحجر آية 1).

2 -

{اللولو} (سورة الرحمن آية 22).

3 -

{مسولا} (سورة الإسراء آية 34).

4 -

{الخب} (سورة النمل آية 25).

5 -

{شي} (سورة البقرة آية 20).

6 -

{السو} (سورة التوبة آية 98).

7 -

{يضي} (سورة النور آية 35). قال ابن الجزري:

وإن يحرك عن سكون فانقل

ص: 183

قوله تعالى: {رُبَمَا يَوَدُّ} [2] قرأ عاصم، وأبو جعفر: بتخفيف الياء الموحدة

(1)

، والباقون بالتشديد

(2)

.

قوله تعالى: {وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ} [3] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ورويس - بخلاف عنه- في الوصل: بضم الهاء والميم

(3)

، وقرأ أبو عمرو بكسرهما، وقرأ الباقون بكسر الهاء وضم الميم.

قوله تعالى: {مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ} [8] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف وحفص بنونين: الأولى مضمومة، والثانية مفتوحة، وكسر الزاي. {الْمَلَائِكَةَ} بالنصب

(4)

.

وقرأ شعبة بتاء مضمومة بعدها نون مفتوحة، وفتح الزاي. و {الملائكةُ} بالرفع

(5)

، وقرأ الباقون كذلك إلا أنهم فتحوا التاء

(6)

.

(1)

قال ابن الجزري:

وربما الخف (مدا)(نـ) ـل

وقراءة التخفيف هي لغة الحجاز وعامة قيس.

(2)

وقراءة التشديد هي لغة أسد وتميم (النشر 2/ 301، شرح طيبة النشر 2/ 4/ 404، المبسوط ص 359، الغاية ص 185، إعراب القرآن 2/ 189).

(3)

اختلف عن رويس في {يلههم - يغنهم - قهم} فاختلف عنه فيها؛ فروي كسر الأربعة: القاضي عن النحاس، والثلاثة الأول: الهذلي عن الحمامي، وكذا نص الأهوازي، وكذا أخذ علينا في التلاوة، زاد ابن خيرون عنه كسر الرابعة. وضم الأربعة الجمهور عن رويس، واتفق عنه على كسر {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ} ووجه ضم الجميع ما تقدم، قال ابن الجزري:

وإن تزل كيخزهم (غـ) ـد

وخلف يلههم قهم ويغنهم

عنه ولا يضم من يولهم

ووجه الكسر: الاعتداد بالعارض؛ وهو زوال الياء مراعاة صورة اللفظ، ووجه الاتفاق في {يُوَلِّهِمْ} تغليب العارض (شرح طيبة النشر 2/ 53، 54).

(4)

قال ابن الجزري:

.......... واضمما

تنزل الكوفي وفي التاالنون مع

زاها اكسرا (صحبا)

وحجة من قرأ بنونين أنه أتى به على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه، وهو الأصل، لأن كل شيء تكون فيه يكونُ، وعن إرادته يتكوَّن، وقد قال:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} (الحجر: (9) وقال: {* وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ} (الأنعام:111). ويقوِّي ذلك أن قبله إخبارًا من الله عن نفسه في قوله: {وَمَا أَهْلَكْنَا} (4) فجرى الإخبار على ذلك (النشر 4/ 301، شرح طيبة النشر 4/ 405، المبسوط ص 259، الغابة ص 185، التيسير ص 135).

(5)

وحجة من قرأ بضمِّ التاء ورفع {الْمَلَائِكَةُ} أنه جعله فعلًا لما لم يُسمّ فاعله، فأقام {الملائكةَ} مقام الفاعل، كما قال:{وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا} "الفرقان 25" لأن {الْمَلَائِكَةُ} لا تَنزِل حتى تُنزّل، والأمر ليس لها في النزول، إنما يُنزِلها غيرُها، وهو الله لا إله إلا هو.

(6)

وحجة من فتح التاء أنه جعله فعلًا مستقبلًا سُمِّي فاعله، وأضاف الفعل إلى (الملائكة)، فرفعها به، وفي =

ص: 184

قوله تعالى: {يَسْتَهْزِئُونَ} [11] قرأ أبو جعفر بضم الزاي وبعدها واو ساكنة؛ وكذا يقرأ حمزة في الوقف، وعنه - أيضًا - في الوقف: تسهيل الهمزة مع كسر الزاي، وعنه - أيضًا - إبدال الهمزة ياء

(1)

، وورش

(2)

على أصله بالمد والتوسط والقصر، والباقون بكسر الزاي وهمزة مضمومة بعدها واو.

قوله تعالى: {وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ} [13] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام التاء في السين

(3)

، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا} [15] قرأ ابن كثير بتخفيف الكاف، والباقون بالتشديد

(4)

.

= الفعل حذف تاء؛ لاجتماع تاءين بحركة واحدة، وأصله {تَتَنَزَّلُ} ويقوّي ذلك قوله:{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} "القدر 4" فهو مثله، وهو إجماع، لأنه تد فُهِم أنها تتنزل بأمر الله لها بالنزول (النشر 4/ 301، شرح طيبة النشر 4/ 405، المبسوط ص 259، الغاية ص 185، التيسير ص 135، الحجة في القراءات السبع 181، وزاد المسير 4/ 383، وتفسير ابن كثير 2/ 547، وتفسير النسفي 2/ 269).

(1)

فتكون قراءة أبي جعفر {مُسْتَهْزِئُونَ} قال النويري في شرح طيبة النشر (2/ 290): اختص أبو جعفر بحذف كل همز مضموم قبل كسر وبعدها واو نحو {متكئون - مستهزئون} ، قال ابن الجزري:

واحذف

كمتكون استهزئوا يطفوا (ثـ) ـمد

ووافقه نافع على حذف همز {صابئون - صابئين} ، واختلف عن (خا خد) في {منشئون} ؛ فروى الهمز ابن العلاف والحنبلي من طريق الكفاية، وبه قطع الأهوازي، وبالحذف قطع ابن مهران والهذلي وغيرهما، واتفق ابن جماز على حذفه.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

اختلف في تاء التأنيث عند ستة أحرف وهي: الجيم والظاء المعجمتان، والثاء المثلثة وحروف الصفير الثلاثة، أما التاء مع السين فنحو {خَلَتْ سُنَّةُ} و {أَقَلَّتْ سَحَابًا} و {مَضَتْ سُنَّتُ} و {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ} {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ} و {أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} اثنان بالتوبة واثنان بمحمد و {وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ} و {فَكَانَتْ سَرَابًا} ، فأدغم حمزة والكسائي وأبو عمرو وورش من طريق الأزرق عنه فعنه، وخلف البزار فيها جميعًا عدا الثاء، اختلف عن هشام في تاء التأنيث مع السين والجيم والزاي؛ فروى الإدغام فيها الداجوني عن شيخه عن ابن نفيس، ومن طريق الطرسوسي كلاهما عن السامري عنه، وبه قطع لهشام وحده فى العنوان والتجريد، وأظهرها عن الحلواني من جميع طرقه إلا من طريق أبي العز، قال ابن الجزري:

وتاء تأنيث بجيم الظا وثا مع الصفير ادغم

(رضى)(حـ) ـزو (جـ) ـثا

بالظا وبزار بغير الثا و (كـ) ـم

بالصاد والظا وسجز خلف (لـ) زم

كهدمت والثا (لـ) ـنا والخلف (مـ) ـل

مع أنبتت لا وجبت وإن نقل

(شرح طيبة النشر (3/ 11، 12).

(4)

قال ابن الجزري:

.... .... وبعدها رفع

وخف سكرت (د) نا

وهما لغتان: سكرت عينه وسكّرتها، أغشيتها إغشاء، لكن في التشديد معنى التكثير والتكرير، وحسن =

ص: 185

قوله تعالى: {بَلْ نَحْنُ} [15] قرأ الكسائي بإدغام لام "بل" في النون، والباقون بالإظهار

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا} [16] قرأ نافع، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب، وابن ذكوان: بإظهار دال (قَدْ) عند الجيم، والباقون بالإدغام

(2)

.

= ذلك، لإضافته إلى جماعة، لكل واحد بصر قد غُشى بغشاوة، و "الأبصار" جماعة فحقه التشديد ليدلّ على التكثير (النشر (2/ 301، شرح طيبة النشر 4/ 406.

(1)

اختلف في إدغام بل وهل في ثمانية أحرف أولها: التاء نحو {هَلْ تَنْقِمُونَ} {بَلْ تَأْتِيهِمْ} ثانيها: الثاء {هَلْ ثُوِّبَ} فقط. ثالثها: الزاي {بَلْ زُيِّنَ} {بَلْ زَعَمْتُمْ} فقط. رابعها: السين {بَلْ سَوَّلَتْ} معًا فقط. خامسها: الضاد {بَلْ ضَلُّوا} فقط. سادسها: الطاء {بَلْ طَبَعَ} . سابعها: الظاء {بَلْ ظَنَنْتُمْ} فقط. ثامنها: النون {بَلْ نَحْنُ} {بَلْ نَقْذِفُ} فاشترك هل وبل في التاء والنون واختص هل بالثاء المثلثة ويل بالخمسة الباقية فقرأ بإدغام اللام في الأحرف الثمانية الكسائي وافقه ابن محيصن بخلف عنه في لام هل في النون وقرأ حمزة بالإدغام في التاء والثاء والسين واختلف عنه في {بَلْ طَبَعَ} فأدغمه خلف من طريق المطوعي وكذا رواه ابن مجاهد عن أصحابه عنه وأدغمه خلاد أيضًا من طريق فارس بن أحمد وكذا في التجريد من قراءته على الفارسي وخص في الشاطبية الخلاف بخلاد والمشهورة عن حمزة الإظهار من الروايتين، وقرأ هشام بالإظهار عند الضاد والنون واختلف عنه في الستة الباقية وصوب في النشر الإدغام عنه فيها وقال: إنه الذي عليه الجمهور وتقتضيه أصول هشام واستثنى أكثر رواة الإدغام عن هشام {هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ} بالرعد الآية 16 فأظهروها وهو الذي في الشاطبية وغيرها ولم يستثنها في الكفاية واستثناها في الكامل للحلوانى دون الداجوني ونص في المبهج على الوجهين من طريق الحلواني عنه، والباقون بالإظهار في الثمانية إلا أن أبا عمرو أدغم لام هل في تاء {تَرَى} بالملك الآية 3 والحاقة الآية 8 فقط وافقه الحسن واليزيدي، قال ابن الجزري:

وبل وهل في تا وثا السين ادغم

وزاي طا ظا النون والضاد رسم

والسين مع تاء وثا فد واختلف

بالطاء عنه هل ترى الإدغام حف

وعن هشام غير نض يدغم

عن جلهم لاحرف رعد في الأتم

(النشر (2/ 7، شرح ابن القاصح ص 97، التيسير ص 43، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر- الدمياطي ج 1/ ص 41، الهادي 1/ 271، السبعة ص 127، الغاية ص 81).

(2)

اختلف في إدغام دال قد في ثمانية أحرف الأول: الجيم نحو {وَلَقَدْ جَعَلْنَا} الثاني: الذال {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا} ليس غيره. الثالث: الزاي {وَلَقَدْ زَيَّنَّا} الرابع: السين {قَدْ سَأَلَهَا} الخامس: الشين {قَدْ شَغَفَهَا} فقط. السادس: الصاد {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا} السابع: الضاد {قَدْ ضَلُّوا} الثامن: {لقد ظلمك} فأدغمها فيهن أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشامٍ وكذا خلف وافقهم الأربعة لكن اختلف عن هشام في {لقد ظلمك} فالإظهار له في الشاطبية كأصلها وفاقًا لجمهور المغاربة وكثير من العراقيين، وهو في المبهج وغيره عنه من طريقيه، والإدغام له في المستنير وغيره وفاقًا لجمهور العراقيين وبعض المغاربة.

وأدغمها ورش في الضاد والظاء المعجمتين، وأظهرها عند الستة وأدغمها ابن ذكوان في الذال والضاد والظاء المعجمات فقط، واختلف عنه في الزاي فالإظهار رواية الجمهور عن الأخفش عنه، والإدغام راويه =

ص: 186

قوله تعالى: {مَعَايِشَ} [20] بالياء بعد الألف بغير همزة، بلا خلاف

(1)

.

قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ} [22] قرأ حمزة، وخلف: بإسكان الياء بعد الراء؛ على التوحيد

(2)

، وقرأ الباقون بفتح التحتية وألف بعدها، على الجمع.

قوله تعالى: {الْمُخْلَصِينَ} [40] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، ويعقوب: بكسر اللام

(3)

.

= الصوري عنه وبعض المغاربة عن الأخفش والباقون بالإظهار وهم ابن كثير وعاصم وقالون وكذا أبو جعفر ويعقوب، قال ابن الجزري:

بالجيم والصفير والذال ادغم

قد ومضاد الشين والظا تنعجم

حكم شفا لفظا وخلف ظلمك

له وورش الظاء والضاد ملك

والضاد والظا الذال فيها وافقا

ماض وخلفه بزاي وثقا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر- الدمياطي 1/ 40، التيسير ص 45، النشر 2/ 5).

(1)

واتفق على قراءة {مَعَايِشَ} بالياء بلا همز لأن ياءها أصلية جمع معيشة من العيش وأصلها معيشة مفعلة متحركة الياء فلا تنقلب في الجمع همزة كما في الصحاح قال: وكذا مكايل ومبايع ونحوهما وما رواه خارجة عن نافع من همزها فغلط فيه إذ لا يهمز إلا ما كانت الياء فيه زائدة نحو صحائف ومدائن (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر- الدمياطي ج 1/ ص 280).

(2)

اختلف في قراءة لفظ {الرِّيَاحَ} في القرآن الكريم؛ فقرأ حمزة وخلف {الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} في الحجر بالتوحيد وقرأ ابن كثير، وحمزة والكسائي وخلف {يُرْسِلُ الرِّيَاحَ} بالأعراف وثاني الروم، والنمل، و {أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} بفاطر بالتوحيد أيضًا، وكذا قرأ ابن كثير لفظ {أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} في الفرقان، وقرأ نافع وأبو جعفر {اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ} في إبراهيم، و {يُسْكِنِ الرِّيحَ} بالشورى بالجمع فيهما، وقرأ أبو جعفر أيضًا {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ} ، و {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ} بالأنبياء، و {قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ} بالأسراء، و {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ} بسبأ واختلف عنه في {أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ} فروى ابن مهران وغيره من طريق ابن شبيب عن الفضل عن ابن وردان بالجمع وكذلك روى الجوهري والمغازلي من طريق الهاشمي عن إسماعيل عن ابن جماز كلاهما عنه بالجمع، واتفق الجميع على قراءة {الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} أول الروم بالجمع، وتوحيد {الرِّيحَ الْعَقِيمَ} بالذاريات، وحجتهم في الجمع: أن الواحد يدل على الجنس فهو أعم كما تقول كثر الدرهم والدينار في أيدي الناس إنما تريد هذا الجنس قال الكسائي: والعرب تقول جاءت الريح من كل مكان فلو كانت ريحًا واحدة جاءت من مكان واحد فقولهم من كل مكان وقد وحدوها تدل على أن بالتوحيد معنى الجمع، قال ابن الجزري

(شفا) والريح هم كالكهف مع جاثية توحيدهم

حجر (فتى) الاعراف ثاني الروم مع

فاطر نمل (د) م (شفا) الفرقان (د) ع

واجمع بإبراهيم شورى (إ) ذ (ث) نا

وصاد الاسرى سبا (ثـ) ـنا

(شرح طيبة النشر (4/ 76)، حجة القراءات- ابن زنجلة ج 1/ ص 118، السبعة ص 173).

(3)

قال ابن الجزري:

والمخلصين الكسر (كـ) ـم

(حق) ومخلصا بكاف (حق)(عم)

وحجتهم قوله {وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ} وقوله {مُخْلِصًا لَهُ دِينِي} فإذا أخلصوا فهم مخلِصون، تقول: رجل=

ص: 187

والباقون بالفتح

(1)

.

قوله تعالى: {صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} [41] قرأ قنبل، ورويس: بالسين

(2)

.

وقرأ خلف -عن حمزة- بالإشمام كالزاي

(3)

.

والباقون بالصاد.

وقرأ يعقوب {عَلِيٌّ} بكسر اللام ورفع الياء التحتية بعدها منونة، والباقون بفتح اللام والياء مع تشديدها.

قوله تعالى: {جُزْءٌ} [44] قرأ أبو جعفر بتشديد الزاي منونة مرفوعة

(4)

، وقرأ شعبة برفع الزاي وبعدها همزة مرفوعة منونة

(5)

، والباقون بإسكان الزاي، وبعدها همزة منونة مرفوعة.

قوله تعالى: {جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ - ادْخُلُوهَا} [45، 46] قرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وشعبة، وابن ذكوان: بكسر العين، والباقون بالضم، وقرأ أبو عمرو، وابن ذكوان، وعاصم، وحمزة، ويعقوب -في الوصل -: بكسر التنوين، والباقون بالضم، وكسر رويس الخاء - بخلاف عنه - والباقون بالضم

(6)

.

= مخلص مؤمن فترى الفعل في اللفظ له، وعلم من تخصيص الواحد بمريم والجمع باللام أن نحو {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا} و {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} متفق على كسره.

(1)

بفتح اللام أي الله أخلصهم من الأسواء والفواحش فصاروا مخلصين وحجتهم قوله تعالى {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} فصاروا مخلصين بإخلاص الله إياهم (شرح طيبة النشر 4/ 382، النشر 2/ 395)، المبسوط ص 246، الغاية ص 179، التيسير ص 128، حجة القراءات- ابن زنجلة ج 1/ ص 358).

(2)

سبق الكلام على ذلك قبل صفحات قليلة بما أغنى من إعادته هنا (انظر: شرح النويرى على طيبة النشر 2/ 47، 48، الحجة لابن خالويه 1/ 36، 37، حجة القراءات لابن زنجلة ص 80).

(3)

ومنه إشمام حرف بحرت كمثالنا. ومنه إشمام حركة بحركة كإشمام حركة الكسر بالضم في {وَقِيلَ} {وَغِيضَ} وكقوله {يَصْدِفُونَ} و {أَصْدَقُ} وبابه. وقد تكلمنا على ذلك منذ صفحات قليلة.

(4)

وقد وجهت تلك القراءة بأنه لما حذف الهمزة بعد نقل حركتها إلى الزاي تخفيفًا وقف على الزاي، ثم ضعفها ثم أجرى الوصل مجرى الوقف هكذا {جزُّ} إتحاف فضلاء البشر ص 163).

(5)

قرأ بضم الزاي أبو بكر وحذف أبو جعفر الهمز وشدد الزاي وكأنه ألقى حركة الهمزة على الزاي ووقف عليها فشددها على حد قولهم خالد بتشديد الدال ثم أجرى الوصل مجرى الوقف ويوقف عليها لحمزة وهشام بخلفه بالنقل مع الإسكان والروم والإشمام فهي ثلاثة كما في النشر (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر- الدمياطي ج 1/ ص 346).

(6)

وقرأ رويس فيما رواه القاضي وابن العلاف والكارزيني ثلاثتهم عن النخاس بالمعجمة وأبو الطيب والشنبوذي عن التمار عنه بضم تنوين {عيون} مبنيَّا للمفعول من أدخل رباعيَّا فالهمزة للقطع نقلت حركتها=

ص: 188

قوله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا} [49] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة من {نَبِّئْ} ياء، والباقون بالهمزة وفتح الياء من {عِبَادِي أَنِّي أَنَا}: نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر

(1)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {وَنَبِّئْهُمْ} [51] لم يبدل هذه الهمزة إلا حمزة في الوقف، وروي عنه كسر الهاء في الوقف مع البدل

(2)

.

قوله تعالى: {إِذْ دَخَلُوا} [52] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي وخلف: بإدغام ذال (إذ) في الدال

(3)

، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {إِنَّا نُبَشِّرُكَ} [53] قرأ حمزة بفتح النون، وإسكان الموحدة، وضم الشين

(4)

.

والباقون بضم النون، وفتح الموحدة، وكسر الشين مشددة

(5)

.

= إلى التنوين ثم حذفت وروى السعيدي والحمامي كلاهما عن التمار عن النخاس وهبة الله كلاهما عن رويس بضم الخاء فعل أمر وكذلك قرأ الباقون ولا خلاف في الابتداء في القراءتين بضم الهمزة، قال ابن الجزري:

همز ادخلوا انقل كسر الضم اختلف

(غـ) ـيث

(شرح طيبة النشر 4/ 407، النشر 2/ 226).

(1)

سبق بيان حكم القراءة قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته (وانظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص 63، الإقناع 1/ 537).

(2)

سبق بيانه في سورة يوسف، قال ابن الجزري:

والكل (ثـ) ـق مع خلف نبئنا

ولن نبدل أنبئهم ونبئهم إذا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر- الدمياطي ج 1/ ص 76، الإقناع 1/ 427).

(3)

سبق بيان حكم إدغام ذال إذ قبل صفحات قليلة (شرح طيبة النشر 3/ 3 - 5، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر- الدمياطي ج 1/ ص 40).

(4)

قال ابن الجزري:

(فـ) ـي (كـ) ـم يبشر اضمم شددن

كسرا كالاسرى الكهف والعكس (رضى)

وكاف أولى الحجر توبة (فـ) ـضا

(شرح طيبة النشر (4/ 155، النشر 2/ 239، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ص 109).

(5)

وحجة من قرأ بالتوحيد أنه جعل الجماعة عليه واقعة على الجمع، فاستغنى بذلك لخفته، وقد حكى الأخفش أن العرب لا تجمع عشيرة إلا على عشائر، ولا تجمع بالألف سماعًا، والقياس لا يمنع من جمعها بألف وتاء (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 500، شرح طيبة النشر 4/ 335، الغابة ص 164، المهذب 1/ 275).

ص: 189

قوله تعالى: {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ - قَالُوا} [55،45] قرأ نافع، وابن كثير: بكسر النون

(1)

.

والباقون بالفتح

(2)

، وشدد النون ابن كثير، والباقون بالتخفيف

(3)

.

قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْنَطُ} [56] قرأ أبو عمرو، ويعقوب والكسائي، وخلف: بكسر النون

(4)

، والباقون بالفتح

(5)

.

قوله تعالى: {إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ} [59] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف ويعقوب: بإسكان النون، وتخفيف الجيم

(6)

.

(1)

قال ابن الجزري:

تبشرون ثقل النون (د) ف

وكسرها (أ) علم (ر) م

وحجة من شدّد وكسر أن أصله أن يكون بنونين، الاُولى عَلَمُ الرفع، والثانية هي النون الحائلة بين الياء والفعل في (ضربني ويضربني)، لأنه عدّى الفعل إلى مفعول، وهر ضمير المتكلم، فاجتمعت نونان، فأدغم الأولى في الثانية، بعد أن أسكنها استثقالًا لاجتماع المثلين، وبقيت الكسرة تدلّ على الياء المحذوفة، وأصله "تبشرونني"(النشر (2/ 302، المبسوط ص 260، الغاية ص 185، السبعة ص 367، التيسير ص 136، إعراب القرآن 2/ 195).

(2)

وحجة من خفّف وفتح النون أنه لم يعدّ الفعل إلى مفعول، فأتى بالنون، التي هي علامة الرفع، مفتوحة على أصلها، كنون يقومون ويخرجون.

(3)

وحجة من خفّف النون وكسرها أنه عدّى الفعل، فصار أصله "تبشرونني" ثم حذف إحدى النونين، وهي الثانية، استخفافًا لاجتماع المثلين، فاتصلت الياء بنون الرفع، فانكسرت، ثم حذف الياء لدلالة الكسرة عليها (النشر 2/ 302، المبسوط ص 260، الغاية ص 185، السبعة ص 367، التيسير ص 136، إعراب القرآن 2/ 195، زاد المسير 4/ 386).

(4)

قال ابن الجزري:

............... كيقنط اجمعا (روى)(حما)

وهي لغة الحجاز وأسد، والحجة لمن كسر النون أن بنية الماضي عنده بفتحها كقولك ضرب يضرب وهذا قياس مطرد في الأفعال، وقالوا: إن الاختيار فيه كسر النون لإجماعهم على الفتح في ماضيه عند قوله تعالى {مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا} .

(5)

والحجة لمن فتح النون أن بنية الماضي عنده بكسرها كقولك علم يعلم، وهي لغة بقية العرب إلا تميمًا وبكرًا فيضمون النون (النشر 2/ 302، الغاية ص 186، شرح طيبة النشر 4/ 409، التيسير ص 136، السبعة ص 367، إعراب القرآن 2/ 195، المحرر الوجيز 3/ 366، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 207).

(6)

قرأ يعقوب باب ننجي كيف وقع سواء كان اسمًا او فعلًا اتصل به ضمير أم بدئ بنون أو ياء وهو أحد عشر موضعًا {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ} {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ} الآية 63 والآية 64 بعدها وفي يونس الآية (92){فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ} و {نَجِّي رُسُلَنَا} و {نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ} الآية 103 في يونس وفي الحجر الآية 59 {إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ} وفي مريم الآية =

ص: 190

والباقون بفتح النون وتشديد الجيم.

قوله تعالى: {قَدَّرْنَا} [60] قرأ شعبة بتخفيف الدال

(1)

.

والباقون بالثشديد

(2)

.

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ (61)} {وَجَاءَ أَهْلُ (67)} قرأ أبو عمرو، والبزي، وقالون: بسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر

(3)

، وقرأ ورش، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، وعن ورش وقنبل - أيضًا - إبدال

=72 {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} وفي العنكبوت الآية 32، 33 {لَنُنَجّيَنَّهُ} و {إِنَّا مُنَجُّوكَ} وفي الزمر الآية 61 {وَيُنَجِّي اللَّهُ} وفي الصف الآية 10 {تُنجِيكُم مِّن عَذَابٍ} ؛ فقرأها كلها بتخفيف الكل إلا الزمر عن رويس، ووافقه بعض على بعض، فقرأ بتخفيف في {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم} نافع، وابن ذكوان، والبصريان وابن كثير، وقرأ بتخفيف مريم يعقوب، والكسائي، وبتخفيف الزمر روح، والحجر وأول العنكبوت يعقوب وحمزة والكسائي وخلف، وثاني العنكبوت حمزة والكسائي وخلف وشعبة ويعقوب وابن كثير، وآخر يونس حفص ويعقوب والكسائي، وثقل الصف ابن عامر، قال ابن الجزري:

وننجي الخف كيف وقعا

(ظـ) ل وفي الثاني (ا) تل (مـ) ـن (حق) وفي

كاف (ظـ) بي (ر) ض تحت صاد (شـ) رف

والحجر أولى العنكبا (ظـ) ـلم (شفا)

والثان (صحبة)(ظـ) ـهير (د) لفا

ويونس الأخرى (عـ) ـلا (ظـ) ـبى (ر) عا

وثقل (صـ) ـف (كـ) ـم

(شرح طيبة النشر 4/ 256، النشر 2/ 258، المبسوط ص 195، إتحاف فضلاء البشر ص 265، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 255).

(1)

فأما من قرأ بالتخفيف فيكون من التقدير والتقتير كقوله في التقدير {فقدرنا فنعم القادرون} وكقوله في التقتير {وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رزْقُه} ، وحجته قوله {قد جعل الله لكل شيء قدرًا} ، قال ابن الجزري:

قدرنا (صـ) ـف معا

(2)

وحجة من قرأ بالتشديد: أنه جعله من قدر يقدر تقديرًا فكان الفعل على لفظ مصدره (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 207، المبسوط ص 260، النشر 2/ 2302، شرح طيبة النشر 4/ 409، السبعة ص 367، التيسير ص 136).

(3)

إذا اتفقت الهمزتان بالفتح نحو {جَاءَ أَجَلُهُمْ} وشبهه فورش وقنبل يجعلان الثانية كالمدة وقالون والبزي وأبو عمرو يسقطون الأولى، قال ابن الجزري في باب الهمزتين من كلمتين:

أسقط الاولى في اتفاق زن غدا

خلفهما حز وبفتح بن هدى

وسهلا في الكسر والضم وفي

بالسوء والنبيء الادغام اصطفي

وسهل الأخرى رويس قنبل

ورش وثامن وقيل تبدل

مدًا زكا جودا

(التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 33). وهي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

ص: 191

الثانية حرف مد والباقون بتحقيقها. وأدغم أبو عمرو ويعقوب اللام في اللام، بخلاف عنهما

(1)

.

قوله تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} [65] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو جعفر: بوصل الهمزة بعد الفاء

(2)

، والباقون بهمزة قطع مفتوحة

(3)

.

قوله تعالى: {فَلَا تَفْضَحُونِ} [68]{وَلَا تَحْزَنُوا} [69] قرأ يعقوب بإثبات الياء فيهما وقفًا ووصلًا.

والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا

(4)

.

قوله تعالى: {بَنَاتِي إِن كُنتُمْ} [71] قرأ نافع، وأبو جعفر: بفتح الياء في الوصل

(5)

.

(1)

وهي قراءة السوسي والدوري أيضا؛ فقد أدغم أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوصًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله ساكن فير متين إلا قوله:{قَالَ رَبِّ} و {كاد يزيغ} و {الصلاةَ طرفي} و {بعد توكيدها} فإنه يدغمها، قال ابن الجزري:

إذا التقى خطًّا محركان

مثلان جنسان مقاربان

أدغم بخلف الدوري والسوسي معًا

لكن بوجه الهمز والمد امنعًا

وقال أيضًا:

وقيل عن يعقوب

ما لابن العلا

(الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

(2)

قال ابن الجزري:

أن اسر فاسر صل (حرم)

وحجة من قرأ بهمز الوصل: أنه جعله على أنه من سرى الثلاثي مثل: {فَاقْضِ} فحذف الياء علامة البناء، وتحذف الهمزة إذا خلفها متحرك (النشر 2/ 290، المبسوط ص 241، إعراب القراءات السبع 1/ 291، زاد المسير 4/ 141).

(3)

وحجة من قرأ بالقطع: أنهم جعلوه فعل أمر من أسرى الرباعي مثل: {أَنْ أَلْقِ} وهما لغتان مشهورتان (النشر 2/ 290، المبسوط ص 241، شرح طيبة النشر 4/ 371، إعراب القراءات السبع 1/ 291، زاد المسير 4/ 141).

(4)

قال ابن الجزري:

وكل رؤووس الآي (ظـ) ـل

(إتحاف فضلاء البشر في القراءت الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 154، التيسير ص 101، السبعة ص 130، الهادي 1/ 417).

(5)

وقعت ياء الإضافة قبل همزة القطع المكسورة في واحد وستين موضعًا بالقرآن الكريم اختلف منها في اثنتين وخمسين ياء نحو {مِنِّي إِلَّا} {أَنْصَارِي إِلَى} وفتح هذا النوع نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر. والباقون بالسكون إلا أنه وقع الخلاف على غير هذا الوجه في خمس وعشرين ياء منها: فقرأ نافع وكذا أبو جعفر=

ص: 192

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {بُيُوتًا} [82] قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر، وورش، وحفص: بضم الباء الموحدة

(1)

، والباقون بالكسر

(2)

.

قوله تعالى: {فَمَا أَغْنَى} [84] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(3)

.

وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(4)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَقُلْ إِنِّي أَنَا} [89] فرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بفتح الياء في الوصل

(5)

.

والباقون بالإسكان.

=بفتح {أَنصَاري إلى} بآل عمران الآية 52، والصف الآية 14 و {بعبادي إنكم} بالشعراء الآية 52 و {ستجدني} بالكهف الآية 69 والقصص الآية 27 والصافات الآية 102، و {وبناتي إن} بالحجر الآية 71 و {لعنتي إلى} بص الآية 78 قال ابن الجزري:

واثنان مع خمسين مع كسر عني

بناتي أنصاري معا للمدني

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 147).

(1)

وهي قراءة يعقوب أيضًا وقد تركها المؤلف في كل المواضع في القرآن الكريم؛ واحتج من ضم بأن ذلك هو الأصل في الجمع كقلب وقلوب، ولذلك لم يسأل عن الياء وضمتها وباب "فَعل" في الجمع الكثير {فعُول} ولما كان هذا النوع لا يجوز فيه إلا الضم إذا لم يكن الثاني ياء نحو: كعوب ودهور، أجرى ما ثانيه ياء على ذلك؛ لأنَّه أصله، ولئلا يختلف (شرح طيبة النشر 4/ 94، النشر 2/ 226، المبسوط ص 143، الغاية ص 112، الإقناع 1/ 607، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 284، شرح شعلة ص 286).

(2)

ووجه هؤلاء قراءتهم بأنهم أتوا بالكسرة مناسبة للياء اسثتقالًا لضم الياء بعد ضمة وهي لغة معروفة ثابتة ومروية قال ابن الجزري:

بيوت كيف جا بكسر الضم (كـ) ـم

(د) ن (صحبة) ـلا

(شرح طيبة النشر 4/ 94، المبسوط ص 143، السبعة ص 177، النشر 2/ 226، التيسير ص 80، كتاب سيبويه 2/ 305، تفسير ابن كثير 1/ 277).

(3)

سبق بيان قاعدة حمزة والكسائي وخلف البزار قبل صفحات قليلة (وانظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

قاعدة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو فتح جميع ياءات الإضافة، وقاعدة الباقين إسكانها، ووجه فتح الكل مع الهمز أنه أحد الأصلين مع قصد ثبوته الخفي عند القوي وليتمكن من كمال لفظ الهمز. ووجه الإسكان مع أنه أحدهما وقصد التقوية محصلان بزيادة المدة، قال ابن الجزري بقوله:

تسع وتسعون بهمز انفتح

ذرون الأصبهاني مع مكٍّ فتح

(انظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص: 63، الإقناع 1/ 537).

ص: 193

قوله تعالى: {فَاصْدَعْ} [94] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف ورويس - بخلاف عنه -: بإشمام الصاد كالزاي

(1)

، والباقون بالصاد.

قوله تعالى: {المُسْتَهْزِءِينَ} [95] قرأ أبو جعفر بإسقاط الهمزة؛ وكذا يفعل حمزة في الوقف، وله - أيضًا - تسهيلها

(2)

.

* * *

(1)

اختلف في {أَصْدَقُ} الآية وبابه وهو كل صاد ساكنة بعدها دال وهو في اثني عشر موضعًا فحمزة والكسائي وخلف ورويس بخلف عنه يإشمام الصاد الزاي للمجانسة والخفة ولا خلاف عن رويس في إشمام يصدر معًا والباقون بالصاد الخالصة على الأصل وهي رواية أبي الطيب وابن مقسم عن رويس والإشمام طريق الجوهري والنخاس عنه وأبدل أبو جعفر همز فئتين ياء مفتوحة كوقف حمزة (النشر 2/ 242، اتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 244، التيسير ص 97، إبراز المعاني ص 419).

(2)

سبق بيان القراءة وما يشبهها قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين.

ص: 194

‌الأوجه التي بين الحجر والنحل

وبين الحجر والنحل - من قوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ} [99] إلى قوله تعالى: {عَمَّا يُشْركِوُن} [النحل:] الأولى غير الأوجه المندرجة -: ألف وجه وثلثمائة وجه، وثلاثة وثمانون وجهًا

(1)

.

بيان ذلك:

قالون مائتا وجه وستة عشر وجهًا.

ورش: مائتا وجه، وأربعة وستون وجهًا.

ابن كثير: مائة وجه، وثمانية أوجه.

الدوري: مائتا وجه، وأربعة وستون وجهًا، منها:(مائتا وجه) وستة عشر وجهًا مندرجة مع قالون.

السوسي: مائة وجه، واثنان وثلاثون وجهًا.

ابن عامر: مائة وجه، واثنان وثلاثون وجهًا.

عاصم: مائة وجه، وثمانية أوجه.

حمزة: ثلاثة أوجه.

الكسائي: مائة وجه، وثمانية أوجه مندرجة مع السوسي.

يعقوب: خمسمائة وجه، وثمانية وعشرون وجهًا، منها: مائتا وجه، وستة عشر وجهًا مندرجة مع قالون، وثمانية وأربعون مندرجة مع الدوري.

خلف ثلاثة أوجه مندرجة مع الكسائي.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 195

(سُورَةُ النَّحْلِ)

(1)

قوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ} [1]{سبحانه وتعالى} قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة فيهما

(2)

. وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين، والباقون بالفتح

(3)

.

قوله تعالى: {عَمَّا يُشرِكُونَ} [2] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالتاء الفوقية في الموضعين

(4)

، والباقون بالياء التحتية

(5)

.

قوله تعالى: {يُنَزِّلُ المَلَائِكَةَ} [2] قرأ روح بتاء فوقية مفتوحة، وبعدها نون مفتوحة، وفتح الزاي مشددة كالتي في القدر، {المَلَائِكَةَ} بالنصب، وخفف الزاي: ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب، والباقون بالتشديد، وفتح النون؛ لأنَّه يلزم من التشديد فتح النون

(6)

.

(1)

هي سورة مكية إلا قوله {وَإِن عَاقَبْتُم} إلى آخرها فمدنية، وقال قتادة من قوله:{لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِن بَعدِ مَا فُتِنُوا} "110" إلى آخر السورة مدني وباقيها مكي. وهي مائة آية وثمان وعشرون آية في المدني والكوفي.

(2)

تقدم بيان الإمالة أكثر من مرة.

(3)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق فقط.

(4)

قرأ المذكورون {عَمَّا يُشركوُنَ} بيونس وموضعي النحل بتاء الخطاب، وموضع الروم بياء الغيب، قال ابن الجزري:

..... وعما يشركوا كالنحل مع روم (سما)

(نـ) ـل (كـ) ـم

ووجه خطاب {تُشْرِكوُنَ} إسناده إلى المشركين المخاطبين في قوله {أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ} و {فَلَا تَستعجلوهُ} و {هَل مِن شركائكم} على جهة التقريع.

(النشر 2/ 282، المبسوط ص 232، شرح طيبة النشر 4/ 349).

(5)

ووجه الغيب إسناده إليهم على جهة الغيب، وتم خطابهم بقوله {فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ} واستؤنف التنزيه أو وجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم (النشر 2/ 282، المبسوط ص 232، شرح طيبة النشر 4/ 349، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 515).

(6)

خفف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب زاي {تنزل} بعد إسكان نون المضارع بغير الهمز المضموم الأول المبني للفاعل أو المفعول حيث جاء في القرآن الكريم إلا ما خص مفصلًا نحو: {أَن ينزل الله} أو {أن تُنزَّلَ} و {ننزل عليهم من السماء} فخرج بالمضارع الماضي نحو: {مَّا نَزَّلَ اللَّهُ} وبغير الهمز نحو: {سَأُنزِلُ} وبالمضموم الأول نحو: {وَما ينزل من السماءِ} وأجمعوا على التشديد في قوله: {وما ننزله إلا بقدر معلوم} وانفرد ابن كثير بتخفيف الزاي في {يُنَزِّلَ ءَايَةً} وقرأ يعقوب: {والله أعلم بما يُنزِّلُ} بالنحل مشددًا،=

ص: 196

قوله تعالى: {فَاتَّقُونِ} [2] قرأ يعقوب بإثبات ياء بعد النون وقفًا ووصلًا. والباقون بغير ياء.

قوله تعالى: {يُشْرِكُونَ} [3] ذكر قبيل.

قوله تعالى: {دِفْءٌ} [5] وقف حمزة على فاء ساكنة من غير همزة، وله - أيضًا - الإشمام. وله -أيضًا- الروم، وفي الوصل بهمزة مضمومة منونة

(1)

؛ وكذا قرأ الباقون في الوصل. وفي الوقف بهمزة ساكنة.

قوله تعالى: {بِشِقِّ الأَنفُسِ} [6] قرأ أبو جعفر بفتح الشين

(2)

، وقرأ الباقون بكسرها.

قوله تعالى: {لَرَءُوفٌ} [7] قرأ أبو عمرو، ويعقوب، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف: بقصر الهمزة

(3)

، والباقون بالمد، وورش على أصله بالمد

=وقرأ ابن كثير {يُنزِلُ} و {تُنزِلُ} و {نُنْزلُ} بالتخفيف في جميع القرآن إلا في سورة الإسراء 182 {وَنُنَزِلُ مِنَ القُرْآنِ} والإسراء 93 {حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا} فإنه يشددهما قال ابن الجزري:

ينزل كلَّما خف (حق)

لا الحجر والأنعام أن ينزل (د) ق

واحتج من قرأ بالتشديد بأن {نَزَّلَ} و {أَنْزَلَ} لغتان التشديد يدل على تكرير الفعل، وقد ورد في القرآن الكريم في قوله {لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} (حجة القراءات ص 106، وشرح طيبة النشر 4/ 47، النشر 2/ 218، المهذب ص 64، التبصرة ص 425، زاد المسير 1/ 114).

(1)

إن كان الساكن قبل الهمز ياء أو واوًا زائدتين ولم يأت منه إلا {النسيء} و {بريء} و {قروء} ولا رابع لها إلا {دريء} في قراءة حمزة فتخفيفه بالبدل من جنس الزائد فيبدل ياء بعد الياء وواوًا بعد الواو ثم يدغم أول المثلين في الآخر، وإن كان الساكن غير ذلك من سائر الحروف فإما أن يكون صحيحًا ووقع في سبعة مواضع أربعة الهمزة فيها مضمومة وهي {دفء - ملء - ينظر المرء - لكل باب منهم جزء} واثنان الهمزة فيهما مكسورة وهما {بين المرء وزوجه - المرء وقلبه} وواحد الهمزة فيه مفتوحة وهو {يخرج الخبء} وإما أن يكون الساكن الواو والياء المديتين الأصليتين نحو {المسيء - لتنوء} أو اللينتين الأصليتين فالياء في شيء لا غير نحو {شيء عظيم - على كل شيء} والواو في نحو مثل {السوء} فتخفف الهمزة في ذلك كله بنقل حركتها إلى ذلك الساكن فيحرك بها ثم تحذف هي ليخف اللفظ وقد أجرى بعض النحاة الأصليين مجرى الزائدتين فأبدل وأدغم وجاء منصوصًا عن حمزة وهو أحد الوجهين في الشاطبية كأصلها وقرأ به الداني على أبي الفتح فارس وذكره أبو محمد في التبصرة وابن شريح (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 91).

(2)

قرأ المذكورون لفظ {بِشِقِّ الأَنفُسِ} بفتح الشين على أنها مصدر، قال ابن الجزري:

............................. بشق فتح شينه (ثـ) ـمن

(شرح طيبة النشر 4/ 411، النشر 2/ 302، الغاية ص 187).

(3)

فيصير النطق {لرءُف} وهذه قاعدة مطردة في جميع القرآن وإذا وقف حمزة على هذا اللفظ فليس له إلا التسهيل قولًا واحدًا، قال ابن الجزري:

و (صحبة)(حـ) ـما رؤف فاقصر

ص: 197

والتوسط والقصر

(1)

والقصر عن ورش ليس كالقصر المتقدم؛ بل قصر ورش بمد الهمزة وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة.

قوله تعالى: {قَصْدُ السَّبِيلِ} [9] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ورويس - بخلاف عنه -: بإشمام الصاد كالزاي

(2)

.

قوله تعالى: {يُنبِتُ} [11] قرأ شعبة بالنون

(3)

.

والباقون بالياء التحتية.

قوله تعالى: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ (12)} قرأ ابن عامر: برفع السين، والراء والميم، والتاء، وافقه حفص في {وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ}

(4)

.

وقرأ الباقون بالنصب في الأربعة

(5)

، إلا أن "مسخرات" منصوبة بالكسر.

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي} [14] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر، وقالون: بإسكان الهاء

(6)

، والباقون بالضم.

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق.

(2)

سبق قريبًا الكلام على باب أصدق.

(3)

وحجة في قرأ بالياء أنه أجرى الكلام على لفظ الغيبة، لتقدّم لفظ الغيبة في قوله:{هُوَ الَّذِىَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} "10"؛ لأن لفظ الغيبة أقرب إليه الأخبار (النشر 2/ 302، المبسوط ص 262، شرح طيبة النشر 4/ 412، التيسير ص 137، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 29، السبعة ص 370، الحجة في القراءات السبع 184، زاد المصير 4/ 433).

(4)

قرأ ابن عامر برفع الأسماء الأربعة، وقرأ حفص بنصب الأربعة في الأعراف وأولى النحل ورفع أخيريها، قال ابن الجزري:

والشمس ارفعا

كالنحل مع عطف الثلات (كـ) ـم

و (ثـ) ـم معه في الآخرين (عـ) ـد

والحجة لمن رفع أنه جعل الواو حالًا لا عاطفة فاستأنف بها فرفع ما تقول لقيت زيدًا وأبوه قائم تريد وهذه حال أبيه.

وحجة من رفع أنه قطعه مما قبله، فرفعه بالابتداء، وعطف بعض الأسماء على بعض، وجعل {مُسَخَّرَاتٍ} خبر الابتداء، وقوي الرفع لأنك إذا نصبت جعلت "مسخرات" حالًا (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 157، شرح طيبة النشر 4/ 297، النشر 2/ 269).

(5)

والحجة لمن نصب أنه عطفه على قوله {يَغْشَى} فأضمر فعلًا في معنى يغش ليشاكل بالعطف بين الفعلين (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 157، شرح طيبة النشر 4/ 297، النشر 2/ 269).

(6)

قرأها هؤلاء بسكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام، في كل القرآن {وَهْوَ، فَهْوَ، وَهْيَ، فَهْيَ، لَهْىَ} وزاد الكسائي {ثُمَّ هْيَ} (انظر المبسوط ص: 128) وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها=

ص: 198

قوله تعالى: {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [17] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص: بتخفيف الذال

(1)

، والباقون بالتشديد

(2)

.

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ} [20] قرأ عاصم، ويعقوب: بالياء التحتية

(3)

.

والباقون بالتاء الفوقية

(4)

.

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ} [24] قرأ هشام، والكسائي، ورويس: بضم القاف

(5)

، والباقون بالكسر، وأدغم اللام في اللام: أبو عمرو ويعقوب

(6)

.

قوله تعالى: {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ} [26] قرأ أبو عمرو - في الوصل - بكسر الهاء

=بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضا فمن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وهو} وكسرتان وضمة في {هي} فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93).

(1)

قرأ المذكورون بتخفيف لفظ {تَذَكَّرُونَ} المضارع المرسوم بتاء واحدة حيث وقع، قال ابن الجزري:

تذكرون (صحب) خففا

(شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).

(2)

ووجه التشديد؛ أن أصله تتذكرون بتاء المضارعة وتاء التفعيل، ومعناه هنا حصول الفعل بالتراخي والتكرار فخفف بإدغام التاء (شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).

(3)

قال ابن الجزري:

............. يدعون (ظـ) ـبا (نـ) ـل

حجة من قرأه بالياء أنه لم يحسن أن يُخاطب بذلك المؤمنون كما خوطبوا بقوله: {تُسِرُّونَ} و {تُعْلِنُونَ} "فهو على هذه القراءة خطاب للمؤمنين، أجراه على الإخبار عن الكفار وهم غُيَّب، والياء للغاب.

(شرح طيبة النشر 4/ 412، النشر 2/ 303، المبسوط ص 263).

(4)

وحجة من قرأه بالتاء أنه جعل {مَا تُسِرُّونَ} - {وَمَا تُعْلِنُونَ} خطابًا للمشركين، فأجرى {تَدْعُونَ} على ذلك، فجعله كله خطابًا للمشركين، وفيه معنى التهديد لهم، ويجوز أن يكون {مَا تُسِرُّونَ} - {وَمَا تُعْلِنُونَ} على هذه القراءة أيضًا خطاب للمؤمنين، و {تَدْعُونَ} خطابًا للكفار، على معنى: قل لهم يا محمد: والذين تدعون من دون الله (شرح طيبة النشر 4/ 412، النشر 2/ 303، المبسوط ص 263، الحجة في القراءات السبع 184 - 185، وزاد المسير 4/ 437، ومعاني القرآن 2/ 98، وإيضاح الوقف والابتداء 747، وتفسير النسفي 2/ 283).

(5)

والمراد به الإشمام وقد سبق بيانه قبل صفحات قليلة (وانظر: النشر 2/ 208، الغاية في القراءات العشر ص: 98، والتيسير ص: 72، والكشف عن وجوه العلل 1/ 230، المبسوط ص: 127، والغاية ص: 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص: 129).

(6)

سبق الكلام على هذه القراءة قريبًا بما أغنى عن إعادته هنا (وانظر: الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

ص: 199

والميم، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب: بضمهما، والباقون بكسر الهاء وضم الميم. وأما الوقف: فحمزة ضم الهاء -على أصله- والباقون بالكسر

(1)

.

قوله تعالى: {يُخْزِيهِم} [27] قرأ يعقوب بضم الهاء

(2)

، والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {أَيْنَ شُرَكَاءِيَ} [27] قرأ أحمد البزي في الوصل - بخلاف عنه -: بغير همز، أي: بياء مفتوحة بعد الألف

(3)

، والباقون بهمزة مكسورة بعد الألف، وبعد الهمزة ياء مفتوحة، والبزي معهم.

قوله تعالى: {تُشَاقُّونَ فِيهِمْ} [27] قرأ نافع -في الوصل-: بكسر النون

(4)

، والباقون بالفتح

(5)

.

(1)

سبق بيان قراءة يعقوب قبل صفحات قليلة.

(2)

اختلف في ضم الهاء وكسرها من {عليهم - إليهم - لديهم - عليهما - إليهما - فيهما - عليهن - إليهن - فيهن - صياصيهم) وما يشبه ذلك من ضمير التنبيه والجمع مذكرًا أو مؤنثًا، فحمزة وكذا يعقوب يقرأون: {عليهُم - إليهُم - لديهُم} الثلاثة فقط حيث أتت بضم الهاء على الأصل لأن الهاء لما كانت ضعيفة لخفائها خصت بأقوى الحركات ولذا تضم مبتدأة، وزاد يعقوب فقرأ جميع ما ذكر وما شابهه مما قبل الهاء ياء ساكنة بضم الهاء أيضًا، وهذا كله إذا كانت الياء موجودة فإن زالت لعلة جزم نحو {وَإن يَأْتِيهِم} {وَيُخْزِهِمْ} {أوَلَمْ يَكْفِهِمْ} أو بناء نحو {فَاسْتَفْتِهِمْ} فرويس وحده يضم الهاء في ذلك كله إلا قوله تعالى:{وَمَن يُوَلِّهمْ يومئذ} بالأنفال، فإنه كسرها من غير خلف، واختلف عنه في {ويلههم الأمل} بالحجر، و {يُغْنِهمُ اللَّهُ} في النور {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ} {وَقِهِم عَذاب الجَحيم} موضعي غافر.

قال ابن الجزري:

وبعد ياء سكنت لا مفردًا ظاهر

(إتحاف فضلاء البشر ص 164).

(3)

هذا وجه غير مقروء به؛ فقد اتفق القراء على القراءة بالهمز، وانفرد الداني عن النفاش من أصحابه عن البزي بحكاية ترك الهمزة فيه، وهو وجه ذكر حكاية لا رواية.

(4)

قال ابن الجزري:

............ تشاقون اكسر النون (أ) با

وحجتهم في ذلك: أنهم قالوا: إن أصله: تشاقونني أي تعادونني فحذف إحدى النونين استثقالًا للجمع بينهما وحذف الباء اجتزاء بالكسرة.

(النشر 2/ 303، شرح طيبة النشر 4/ 413، الغاية ص 189، السبعة ص 371، التيسير ص 137).

(5)

وحجة من قرأ بفتح النون: أنهم لا يجعلونه مضافًا إلى النفس والنون في هذه القراءة علامة الرفع والنون مع الياء المحذوفة في قراءة نافع في موضع النصب (النشر 2/ 303، شرح طيبة النشر 4/ 413، الغاية ص 189، السبعة ص 371، التيسير ص 137). الحجة في القراءات السبع 185، وزاد المسير 4/ 441، وتفسير النسفي 2/ 284).

ص: 200

وقرأ يعقوب بضم الهاء

(1)

، والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {تَتَوَفَّاهُمُ} [28]، قرأ حمزة، وخلف -في الموضعين-: بالياء التحتية قبل الفوقية، والباقون بتائين فوقيتين

(2)

. وأمال الألف المنقلبة بعد الفاء محضة: حمزة، والكسائي، وخلف، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {أَنْ تَأْتِيَهُمْ} [33]، قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالياء التحتية

(4)

، والباقون بالفوقية

(5)

.

قوله تعالى: {وَحَاقَ} [34]، قرأ حمزة بإمالة الألف

(6)

، والباقون بالفتح.

(1)

سبق في إليهم وعليهم.

(2)

قال ابن الجزري:

ويتوفاهم معا (فتى)

قرأ المذكورون لفظ {يتوفاهم} في موضعيه بياء التذكير، وقد تقدمت علة التذكير والتأنيث في هذا وأمثاله، فهو مثل:{فَنَادَتْهُ المَلَائِكَةُ} [آل عمران 39] واختار أبو عبيد الياء لقول ابن مسعود: "ذكّروا الملائكة" وتعقب عليه ابن قتيبة فاختار التاء. لأنها قراءة أهل الحرمين والبصرة وعاصم، قال: والثأنيت إنما هو تأنيث الجماعة وليس يلحق الملائكة في التاء تأنيث، قال: وقد كان يلزم أبا عبيد أن يقرأه "توفاه رُسلنا" لأنهم ملائكة، ولم يفعل.

(شرح طيبة النشر 4/ 413، النشر 2/ 2/ 314، الغاية ص 188).

(3)

هي قراءة ورش عن طريق الأزرق فقط.

(4)

قال ابن الجزري:

يأتيهم كالنحل عنهم وصف

ووجه تذكير {تأتيهم} أن فاعله مذكر.

(شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 205).

(5)

ووجه تأنيث {تَأْتِيَهُمُ} أن لفظه مؤنث كما تقدم في {فنادته الملائكة} وحجتهم قوله {تحمله الملائكة} وقوله {وإذ قالت الملائكة} واعلم أن فعل الجموع إذا تقدم يذكر ويؤنث، تذكره إذا قدرت الجمع، وتؤنثه إذا أردت الجماعة (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 278، فرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 205).

(6)

إذا أتى اللفظ الذي على ثلاثة أحرف من الأفعال العشرة وهي: {زاد - زاغ - جاء - شاء - طاب - خاف - خاب - ضاق - حاق} فمن حمزة يميلها بشرط أن تكون أفعالًا ماضية معتلة العين، والإمالة واقعة في وسطها، وسواء اتصلت هذه مع الأفعال بضمير أو لم تتصل، واختلف عن ابن عامر في {زاد - خاب} عن كل من روايته، فأما هشام فروى عنه إمالة {زاد} الداجوني وفتحها الحلواني، واختلف عن الداجوني في خاب، فأمالها عنه صاحب التجريد والروضة والمبهج وابن فارس وجماعة، وفتحها ابن سوار وأبو العز وآخرون، وأما ابن ذكوان، فروى عنه إمالة {خاب} الصوري وروى فتحها الأخفش، وأما {زاد} فلا خلاف عنه في إمالة الأولى {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} واختلف في غير الأولى فروى فيه الفتح وجهًا واحدًا صاحب العنوان وابن شريح والمهدوي ومكي وصاحب التذكرة وبه قرأ الداني على ابن غلبون، وروى الإمالة أبو العز في كتابيه، وصاحب التجريد والمستنير والمبهج والعراقيون وهي طريق الصوري والنقاش=

ص: 201

قوله تعالى: {يَسْتَهْزِئُونَ} [34]، قرأ أبو جعفر بضم الزاي وترك الهمزة؛ وكذا يفعل حمزة في الوقف، وعنه -أيضًا- في الوقف: إبدال الهمزة ياء، وعنه - أيضًا - تسهيلها كالواو، والباقون بكسر الزاي وهمزة مضمومة بعدها واوًا، وحمزة معهم في الوصل، وورش على أصله بالمد والتوسط والقصر في الوصل

(1)

.

قوله تعالى: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ} [35]، قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الشين

(2)

، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة وهشام أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.

وقوله تعالى: {مِن شَيْءٍ} [35]، قرأ ورش بالمد والتوسط

(3)

، وصلًا، ووقف حمزة وهشام على ياء ساكنة، ولهما -أيضًا- الروم، ولهما -أيضًا- تشديد الياء مع السكون، ولهما - أيضًا - الروم مع التشديد، ووقف الباقون بالمد، ولهم - أيضًا - القصر

(4)

.

قوله تعالى: {لَا يَهْدِي} [37]، قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بفتح الياء التحتية، وكسر الدال

(5)

، والباقون بضم الياء وفتح الدال.

= عن الأخفش وطريق التيسير، وقد أفرد الإمام ابن الجزري فصلًا في إمالة الألف التي هي عين الفعل، قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة:

والثلاثي (فـ) ـضلا

في خاف طاب ضاق حاق زاغ لا

زاغت وزاد خاب (كـ) ـم خلف (فـ) ـنا

وشاء جا (لـ) ـيخلفه (فتى)(مـ) ـنا

ووجه الإمالة: الدلالة على أصل الياءات، وحركة الواوي، ولما يؤول إليه عند البناء للمفعول، وإشعارًا بكسر الفاء مع الضمير.

(النشر 2/ 59، التيسير ص 50، التبصرة ص 373، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع 1/ 230، الغاية ص 95).

(1)

سبق قريبًا.

(2)

سبق بيان الخلاف عن هشام في إمالة {شاء} ، و {جاء} ، و {زاد} ، و {خاب} قبل صفحات قليلة.

(3)

من طريق الأزرق وحده. قال ابن الجزري:

وحرفي اللين قبيل همزة

عنه امددن ووسطن بكلمة

(4)

يقف حمزة على الياء {شيء} على أي حال كان من الإعراب وعلة الوقف على الياء وتركه كالعلة في الوقف على لام التعريف، وقال البنا في إتحاف فضلاء البشر (ص: 131): وجاء التوسط فيه عن حمزة وصلًا بخلفه، وإذا وقف عليه فله مع هشام بخلفه النقل مع الإسكان والروم، وله الإدغام معهما، فتصير أربعة، وقد ذهب ابن غلبون وصاحب العنوان وابن بليمة وغيرهم إلى مده مدًّا متوسطًا كيف وقع عن حمزة. وذهب غيرهم إلى أنه السكت وعليه حمل الداني كلام ابن غلبون (إتحاف فضلاء البشر ص: 131، وشرح طيبة النشر 2/ 192).

(5)

وحجة من فتح الياء وكسر الدال، أضافوا الفعل إلى الله جلّ ذكره، لتقدم ذكره في قوله:{فَإِنَّ اللَّهَ} .=

ص: 202

قوله تعالى: {كُنْ فَيَكُونُ} [40]، {وَالَّذِينَ} [41]، قرأ ابن عامر، والكسائي "فيكون": بنصب النون

(1)

، والباقون بالرفع

(2)

.

قوله تعالى: {لَنبُوِّئَنَّهُم} [41]، قرأ أبو جعفر: بالياء التحتية بدلاً من الهمز

(3)

.

والباقون بالهمز.

وحمزة في الوقف كأبي جعفر

(4)

.

"من" في موضع نصب بـ "يهدي"، ويجوز أن يكون "يهدي" بمعنى "يهتدي" فتكون "من" في موضع رفع بفعلها. لا ضمير في "يهدي"، وكون "يهدي" بمعنى يهتدي في قراءة الكوفيين أحسن، لأن الله قد أضل قومًا، ثم هداهم فلإيمان بعد ضلالهم وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الدال. بنوه للمفعول، و"من" في موضع رفع على المفعول الذي لم يسم فاعله، وهم في المعنى بمنزلة قوله:{مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ} [الأعراف: 186]، ويشهد لهذه القراءة أن في قراءة أبي:"فلا هادي لمن أضل الله" والتقدير: إذا أضل الله عبدًا لا يهديه أحد.

(1)

فتكون القراءة {كُنْ فَيكُونَ وَقَالَ} قال ابن الجزري:

فيكون فانصبًا

رفعًا سوى الحق وقوله كبا

ووجه النصب: أنه اعتبرت صيغة الأمر المجرد حملًا عليه؛ فنصب المضارع بإضمار أن بعد الفاء قياسًا على جوابه.

(شرح طيبة النشر 4/ 59، النشر 2/ 220، إتحاف فضلاء البشر ص 146، السبعة ص 169، حجة القراءات ص 111، المبسوط ص 135).

(2)

قال الزجاج: رفعه من جهتين: إن شئت على العطف على {يقول} وإن شئت على الاستئناف، والمعنى: فهو يكون، واتفق على {يكونُ الحقُّ} لأن معناه فكان، ورفع {فيكونُ قوله الحق} لأن معناه الإخبار عن القيامة وهو كائن لا محالة (شرح طيبة النشر 4/ 59، النشر 2/ 22، الغاية ص 106، الإقناع 2/ 602).

(3)

إذا وقعت الهمزة مفتوحة بعد مكسور فقرأها أبو جعفر بالإبدال ياء في {رِئَاءَ النَّاسِ} [البقرة: 264] والنساء الآية 38 والأنفال الآية 47 وفي {خَاسِئًا} بالملك الآية 4 وفي {ناشئة الليل} بالمزمل الآية 6 وفي {شانئك} بالكوثر الآية 3 وفي {استهزئ} بالأنعام الآية 10 والرعد الآية 32 والأنبياء الآية 41 وفي {قُرِئ} بالأعراف الآية 204 والانشقاق الآية 21 و {ظلموا لنبوئنهم} بالنحل الآية 41 والعنكبوت الآية 58 و {ليبطئن} النساء الآية 72 و {ملئت} بالجن الآية 8 و {خاطئة} و {بالخاطئة} و {مائة} و {فئة} وتثنيتهما. واختلف عنه في {موطئًا} من روايتيه جميعًا كما يفهم من النشر ووافقه الأصبهاني عن ورش في {خاسئة} و {ناشئة} و {ملئت} وزاد {فبأي} واختلف عنه فيما تجرد عن الفاء نحو {بأي أرض - بأيكم المفتون} (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 78).

(4)

وهذه قاعدة عند حمزة عند الوقف، وهي أنه إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد ضمة نحو {مِئة} و {ناشِئَة} و {مُلِئَت} و {يُؤَذِّنُ} و {الفُؤاد} فيصير {مِيَهْ، نَاشِيَة، مُلِيَت، يُوَذّنُ، الفُواد} ، قال ابن الجزري:

وبعد كسرة وضمّ أبدلا

إن فتحت ياء وواوًا مسجلا

ص: 203

قوله تعالى: {فَسْئَلُوا} [43]، قرأ ابن كثير، والكسائي، وخلف: بفتح السين، وترك الهمزة

(1)

.

والباقون بإسكان السين، وبعدها همزة مفتوحة

(2)

.

قوله تعالى: {أَفَأَمِنَ} [45]، قرأ الأصبهاني بتسهيل الهمزة

(3)

، وكذا يفعل حمزة في الوقف، والباقون بتحقيق الهمزة.

قوله تعالى: {بِهِمُ الأَرْضَ} [45] قرأ أبو عمرو، ويعقوب -في الوصل-: بكسر الهاء والميم

(4)

. وحمزة، والكسائي، وخلف: بضمهما، والباقون بكسر الهاء وضم الميم.

قوله تعالى: {لَرَءُوفٌ} [47]، ذُكر قبيل.

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى} [48]، قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بتاء

(1)

قرأ المذكورون بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها؛ وذلك إذا كانت الكلمة فعل أمر وقبل السين واو أو فاء، قال ابن الجزري:

وسل (روى)(د) كيف جا

والحجة لمن ترك الهمز أنه لما اتفقت القراء والخط على حذف الألف من قوله {سل بني إسراءيل} ، وكان أصلها "أسأل" في الأمر، فنقلوا فتحة الهمزة إلى السين فغنوا عن ألف الوصل لحركتها وسقطت الهمزة المنقولة الحركة لسكونها بالتليين وسكون لام الفعل فلما تقدمت الواو بفي الكلإم على ما كان عليه قبل دخولها (النشر 1/ 414، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 123).

(2)

والحجة لمن همز أن الهمزة إنما تسقط فيما كثر استعماله من الأفعال في الأمر فإذا تقدمت الواو عادت الهمزة إلى أصلها ودليله قوله تعالى {وأمر أهلك بالصلاة} ، فاتفاقهم على همز ذلك يدل على ثبات الهمز في هذا وما مائله (النشر 1/ 414، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 123).

(3)

إذا جاءت الهمزة مفتوحة وقبلها مفتوح في كلمة فإن الأصبهاني يسهل الهمزة خاصة همز {لأملأن} بالأعراف وهود والسجدة؛ وص، و {واطمأنوا بها} بيونس، و {اطمأن به} بالحج، و {كأن لم} و {كأنهن} و {ويكأن الله} ، و {إن لم تكن} و {كأن لم يلبثوا} ، {أفأنت تكره} و {أفأنتم له منكرون} و {أفأمن الذين مكروا} ، قال ابن الجزري:

وعنه سهل اطمأن وكأن

أخرى فأنت فأمن لأملأن

(شرح طيبة النشر 2/ 287).

(4)

سبق قريبًا.

ص: 204

الخطاب

(1)

، والباقون بياء الغيبة

(2)

.

قوله تعالى: {يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ (48)} قرأ أبو عمرو، ويعقوب: بالتاء الفوقية

(3)

، والباقون بالياء التحتية

(4)

.

قوله تعالى: {فَارْهَبُونِ} [51]، قرأ يعقوب بإثبات الياء وقفًا ووصلًا.

والباقون بغير ياء

(5)

.

(1)

قال ابن الجزري:

يروا (فـ) ـعم

(ر) وى الخطاب والأخير (كـ) م (ظـ) ـرف

(فتى) تروا كيف (شفا) والخلف (صـ) ـف

قرأ المذكورون يعقوب وحمزة وخلف، لفظ {{أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ} هنا بالنحل، بتاء الخطاب حملًا على {وَالله أَخرجكم} ، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف {أولم يروا كيف يبدئ الله} بالعنكبوت بتاء الخطاب؛ علم من العطف مخاطبة لإبراهيم أو خطاب من الله تعالى. واختلف عن شعبة فروى عنه يحيى بن آدم بالخطاب، وكذا يحيى بن أبي أمية، وروى عنه العليمي بالغيب، وكذا روى الأعشى عنه والبرجمي والكسائي وغيرهم. وحجتهم في القراءة بالتاء: أنهم جعلوه خطابا لجميع الخلق.

(النشر 2/ 304، المبسوط ص 264، شرح طيبة النشر 4/ 414، 415، التيسير ص 137، الغاية ص 188).

(2)

وحجة من قرأ بالياء: أنهم ردّوه على لفظ الغيبة التي قبله، وذلك قوله:(أن يَخسف، أو يَأتيهم، أو يَأخدهم)"45، 46، 47" ثم قال: {أَوَلَمْ يَرَوْا} فجرى الكلام على سنن واحد في الغيبة (النشر 2/ 304، المبسوط ص 264، شرح طيبة النشر 4/ 414، 415، التيسير ص 137، الغاية ص 188، والحجة في القراءات السبع 186، وزاد المسير 4/ 452، وتفسير النسفي 2/ 287).

(3)

قال ابن الجزري:

ويتفيؤ سوى البصري .....

وحجة من قرأ بتائين: أنهم جعلوه على تأنيث لفظ الجمع، وهو "الظلال".

(4)

ووجه من قرأ بياء وتاء، على تذكيره معنى الجمع، أو على الحمل على المعنى، لأن "الظلال" هو و"الظل" سواء، ولأن تأنيث هذا الجمع غير حقيقي، إذ لا ذكر له من لفظه، وقد تقدم لهذا نظائر (شرح طيبة النشر 4/ 415، السبعة ص 3،03 التيسير ص 137، الغاية ص 188، والحجة في القراءات السبع 186).

(5)

أما حذف الياء فاتفقوا على حذف الياء الواحدة المتطرفة بعد كسرة اجتزاء بالكسرة قبلها لامًا وضميرًا لمتكلم فاصلة وغيرها في الفعل الماضي والمضارع والأمر والنهي والاسم العاري من التنوين والنداء والمنقوص المنون المرفوع والمجرور والمنادى المضاف إلى ياء المتكلم.

فالأول مائة وثلاثة وثلاثون نحوًا {ولا تكفرون} و {فارهبون} و {فاتقون} و {خافون} و {أن يؤتين} و {يشفين} و {يحين} و {أكرمن} . والثاني وهو والمنقوص نحو {غواش} و {هار} .

والثالث نحو {يا عباد لا خوف} و {يا قوم} و {يا رب} قال في المقنع: حدثنا أحمد حدثني ابن الأنباري قال: كل اسم منادى أضافه المتكلم إلى نفسه فياؤه ساقطة ثم قال: إلا حرفين أثبتوا ياءهما في العنكبوت=

ص: 205

قوله تعالى: {تَجْئَرُونَ} [53]، إذا وقف حمزة نقل حركة الهمزة إلى الجيم، وحذف الهمزة

(1)

، والباقون بإسكان الجيم وهمزة مفتوحة بعد الجيم.

قوله تعالى: {ظَلَّ وَجْهَهُ} [58] غلظ ورش اللام بعد الظاء

(2)

، والباقون بالترقيق.

قوله تعالى: {يَتَوَارَى} [59] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(3)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(4)

، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(5)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ

يُؤَخِّرُهُمْ} [61] قرأ ورش، وأبو جعفر: بإبدال الهمزة واوًا

(6)

.

وكذا يفعل حمزة في الوقف

(7)

، والباقون بالهمز فيهما.

قوله تعالى: {جَاءَ أَجَلُهُمْ} [61] قرأ أبو عمرو، وقالون، والبزي: بإسقاط الهمزة

= {يا عبادي الذين ءامنوا} العنكبوت الآية 56 {يا عبادي الذين أسرفوا} الزمر الآية 53 واختلف في حرف بالزخرف {يا عباد لا خوف} الزخرف الآية 68 ففي مصاحف المدينة بياء وفي مصاحفنا بغير ياء أي مصاحف العراق لأن ابن الأنباري من العراق (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 19).

(1)

سبق بيان قاعدة حمزة في التسهيل في عدة صفحات.

(2)

غلظ ورش اللام من طريق الأزرق وذلك لمناسبة حروف الاستعلاء، وقاعدته: هي أن كل لام مفتوحة وقبلها حرف الطاء أو الظاء أو الصاد؛ فورش من طريق الأزرق يغلظ هذه اللام بشرط فتح هذه الحروف أو سكونها (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 127، والمهذب ص: 46).

(3)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق أن أوضحنا قاعدة الإمالة في الرائي قبل صفحات قليلة، قال ابن الجزري:

أمل ذوات الياء في الكل شفا

وقال:

وفيما بعد راء حط ملا خلف

(شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، إتحاف فضلاء البشر ص 144).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.

(6)

الهمز المتحرك قسمان قبله متحرك، وساكن: فالأول: اختلفوا في تخفيف الهمز فيه في سبعة مواضع: الأول: أن تكون مفتوحة مضمومًا ما قبلها، فقرأ هذه الكلمات ورش من طريق الأزرق وأبو جعفر كل همزة متحركة وقعت فاء من الكلمة نحو {يؤده - يؤاخذ} قال ابن الجزري:

والفاء من نحو يؤده أبدلوا

(جـ) ـد (ثـ) ـق

(7)

وقد اختص حمزة بذلك في الوقف من حيث إن قراءته اشتملت على شدة التحقيق والترتيل والمد والسكت، فناسب التسهيل في الوقف (النشر 1/ 430).

ص: 206

الأولى مع المد والقصر

(1)

، وقرأ ورش، وقنبل، وأبو جعفر، وروش: بتسهيل الثانية بعد تحقيق الأولى، ولورش، وقنبل - أيضًا -: إبدال الثانية حرف مد، والباقون بتحقيقها.

قوله تعالى: {مُّفرَطُونَ} [62] قرأ نافع، وأبو جعفر: بكسر الراء

(2)

، والباقون بفتحها

(3)

.

وشدد الراء أبو جعفر

(4)

، والباقون بالتخفيف.

قوله تعالى: {فَهُوَ وَلِيُّهُمُ} [63] قرأ أبو عمرو، وقالون، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(5)

، والباقون بالضم.

قوله تعالى: {فَأَحْيَا بهِ الأَرْضَ} [65] قرأ الكسائي بالإمالة محضة

(6)

وقرأ نافع بالفتح

(1)

سبق توضح ذلك قريبا بما أغنى عن إعادته هنا (انظر: التيسير في القراءات السبع - الداني 1/ 33).

(2)

قال ابن الجزري:

..............

ورا مفرطون اكسر (مدا)

وحجة من قرأ بكسر الراء: أنه جعله اسم فاعل من "أفرط" إذا أعجل، فمعناه: وأنهم معجلون إلى النار، أي: سابقون إليها، وقيل: معناه: وأنهم ذوو إفراط إلى النار، أي: ذوو عجل إليها.

(الكشف عن وجوه القراءات 2/ 33، النشر 2/ 304، المبسوط ص 264، الغاية ص 188، شرح طيبة النشر 4/ 415، إتحاف فضلاء البشر 1/ 352).

(3)

وحجة من قرأ بفتح الراء: أنهم جعلوه اسم مفعول من "أفرطوا" فهم "مُفرَطون" أي: أعجلوا فهم معجَلون إلى النار. وقال أبو عبيد في معناه: متركون. وقيل: منسيون (الكشف عن وجوه القراءات 2/ 33، النشر 2/ 304، المبسوط ص 264، الغاية ص 188، شرح طيبة النشر 5/ 414، إتحاف فضلاء البشر 1/ 352، الحجة في القراءات السبع 187، وزاد المسير 4/ 460، وتفسير ابن كثير 2/ 574).

(4)

قال ابن الجزري:

.........................

اشدد (ثـ) ـرا

وحجته: أنه جعلها اسم فاعل من فرطنا بالتشديد.

(النشر 2/ 304، المبسوط ص 264، الغاية ص 188، شرح طيبة النشر 4/ 415، إتحاف فضلاء البشر 1/ 352، الحجة في القراءات السبع 187، وزاد المسير 4/ 460.

(5)

سبق بيان القاعدة في {وَهْوَ، فَهْوَ، وَهْيَ، فَهْيَ، لَهْيَ} (وانظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93).

(6)

سبق بيان قراءة الكسائي دون حمزة وخلف في إمالة {أحياكم - فأحياكم - أحياها} حيث وقع إذا لم يكن مسبوقا بالواو، قال ابن الجزري:

وعلي

أحيا بلا واو وعنه ميل

محيا همو تلا خطايا ودحا

ثقاته مرضاة كيف جا (طـ) ـحا

(النشر 2/ 37، شرح طيبة النشر 3/ 65، 66).

ص: 207

وبين اللفظين

(1)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {نُسْقِيكُم} [66] قرأ أبو جعفر بالتاء الفوقية مفتوحة

(2)

، وقرأ الباقون بالنون

(3)

.

وفتحها: نافع، وابن عامر، ويعقوب، وشعبة

(4)

.

والباقون بالضم

(5)

.

قوله تعالى: {بيُوُتًا} [68] قرأ أبو عمرو، وورش، وحفص، وأبو جعفر: بضم الباء الموحدة.

(1)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(2)

قال ابن الجزري:

ونون نسقيكم معا أنث (ثـ) ـنا

وحجتهم: أنهم أسندوا الفعل للأنعام، ولا ضعف فيها من حيث أنه أنث {نسقيكم} وذكر {بطونه} لأن التذكير والتأنيث باعتبارين قاله أبو حيان.

(شرح طيبة النشر 4/ 416، النشر 2/ 304، المبسوط ص 264، السبعة ص 374، الغاية ص 188، زاد المسير 4/ 462، وتفسير ابن كثير 2/ 572، وتفسير النسفي 2/ 291).

(3)

وحجتهم: أنهم أسندوه للمعظم (شرح طيبة النشر 4/ 416، النشر 2/ 304، المبسوط ص 264، السبعة ص 374، الغاية ص 188).

(4)

وحجة من فتح النون أنه جعله ثلاثيًا، فبناه على "سقيت أسقى" كما قال تعالى ذكره:{وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ} [الإنسان: 21] وقال: {يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ} [الشعراء: 79] وقال: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا} [محمد 15] ومنه: {يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ} [الرعد: 4]{وَيُسْقَى مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ} [إبراهيم: 16] كله من سقى يسقي، (شرح طيبة النشر 4/ 416، النشر 2/ 304، المبسوط ص 264، السبعة ص 374، الغاية ص 188).

(5)

قال ابن الجزري:

..............

وضم (صحب)(حبر)

وحجة من ضم النون أنه بناه على "أسقيت فلانًا" بمعنى: جعلت له شربًا يشربه، فالمعنى في الضم، فجعل لكم شربًا مما في بطون الأنعام، وقد قال تعالى ذكره:{وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا} [المرسلات: 27] أي: جعلنا لكم شربًا، ليس هو من سقي الفم، لرفع "العطش" فالمعنى: جعلنا لكم شربا لا ينقطع كالسُّقيا. وقد قالوا: وأسقيته بمعنى. جعلت له شربًا، فتكون القراءتان بمعنى واحد على هنه اللغة، قال الشاعر:

سقى قومي بني نَجْدٍ وأسَقى

نُمَيرًا والقبائلَ من هِلالِ

فليس يريد بـ "سقى قومي" ما يَروي عطاشهم، لم يدع لهم لأجل عطشٍ بهم، إنما دعا لهم بالخصب والسَّقي، يريد: رزقهم الله سقيا لبلدهم يخصبون منها، ويبعد أن يسأل لقومه ما يروي عطاشهم، ويسأل لغيرهم ما يخصبون منه؛ لأنَّه قال: وأسقى نميرًا، أي: جعل لهم سقيًا وخصبًا.

(شرح طيبة النشر 4/ 416، النشر 2/ 304، المبسوط ص 264، السبعة ص 374، الغاية ص 188).

ص: 208

والباقون بالكسر

(1)

.

قوله تعالى: {يَعْرِشُونَ} [68]، قرأ ابن عامر، وشعبة: بضم الراء، والباقون بالكسر

(2)

.

قوله تعالى: {يَجْحَدُونَ} [71] قرأ شعبة، ورويس: بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيبة

(3)

.

قوله تعالى: {وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} [72] رسمت هذه التاء مجرورة. وقف عليها بالهاء مخالفًا للرسم: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب، ووقف الباقون

(1)

وهي قراءة يعقوب أيضًا وقد تركها المؤلف في كل المواضع في القرآن الكريم؛ قال ابن الجزري:

بيوت كيف جا بكسر الضم (كـ) ــــم

(د) ن (صحبة)(بـ) ــــــلى

احتج من ضم بأن ذلك هو الأصل في الجمع كقلب وقلوب، ولدلك لم يسأل عن الياء وضمتها وباب "فَعْل" في الجمع الكثير {فُعُول} ولما كان هذا النوع لا يجوز فيه إلا الضم إذا لم يكن الثاني ياء نحو: كعوب ودهور، أجرى ما ثانيه ياء ملى ذلك؛ لأنه أصله، ولئلا يختلف (شرح طيبة النشر 4/ 94، النشر 2/ 226، المبسوط ص 143، الغابة ص 112، الإقناع 1/ 607، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 284، شرح شعلة ص 286). ووجه هؤلاء قراءتهم بأنهم أتوا بالكسرة مناسبة للياء استثقالًا لضم الياء بعد ضمة وهي لغة معروفة ثابتة ومروية.

(شرح طيبة النشر 4/ 94، المبسوط ص 143، السبعة ص 177، النشر 2/ 226، التيسير ص 80، كتاب سيبويه 2/ 305، تفسير ابن كثير 1/ 277).

(2)

قال ابن الجزرى:

يعرشو معا بضم الكسر

(صـ) ــــــف (كـ) ــــــمشوا

{يَعْرِشُونَ} بضم عين الفعل وكسرها وهما لغتان والحجة لذلك أن كل فعل انفتحت عين ماضيه جاز كسرها وضمها في المضارع قياسًا إلا أن يمنع السماع من ذلك وما كانت عين ماضيه مضمومة لزمت الضمة عين مضارعه إلا أن يشذ شيء من الباب فلا حكم للشاذ فالأصل ما ذكرته.

(التيسير ص 112، شرح طيبة النشر 4/ 305، النشر 2/ 271، المبسوط ص 213، إعراب القرآن 1/ 201، شرح شعلة ص 395).

(3)

قال ابن الجزرى:

.........................

يجحدوا (غـ) ــــــنا

(صـ) ــــــبا الخطاب

وحجتهم في ذلك: أنهما جعلاه بالتاء، فرداه حملًا على الخطاب الذي قبله، وهو قوله:{وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ} أي: فعل بكم ذلك وتجحدون بنعمة الله، ويجوز أن يكون على معنى: قل لهم يا محمد: أَفبنعمة الله تجحدون. فهو خطاب للكفار. وفيه معنى التوبيخ لهم.

(شرح طيبة النشر 2/ 416، المبسوط ص 265، التيسير 138، السبعة ص 374، الغاية ص 188).

ص: 209

بالتاء، وموافقًا للرسم

(1)

.

قوله تعالى: {فَهُوَ يُنْفِقُ} [75] {وَهُوَ كَلٌّ

وَهُوَ عَلَى} [76] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر، وقالون: بإسكان الهاء

(2)

، والباقون بالضم.

قوله تعالى: {أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ} [76] هذه موصولة في الرسم.

قوله تعالى: {مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} [78] قرأ حمزة، والكسائي -في الوصل-: بكسر الهمزة، والباقون بضمها، وكسر الميم حمزة، وفتحها الباقون؛ هذا كله في حال الوصل، فإن وقف على "بُطُون" ابتدؤوا الجميع: بضم الهمزة وفتح الميم

(3)

.

(1)

الأصل اتباع الرسم لكل القراء؛ إلا انه اختلف عهم في اصل مطرد وكلمك مخصوصة، فالأصل المطرد كل هاء تأنيث رسمت ناء نحو {رَحْمَتَ} ، و {نِعْمَتَ} ، و {شَجَرَتَ} ، وسبق أن بينا ما فيها من قراءة قبل صفحات قليلة (وانظر: شرح طيبة النشر 3/ 223، النشر 2/ 129، إتحاف فضلاء البشر ص 157، التيسير ص 60).

(2)

سبق قريبًا.

(3)

قرأ حمزة والكسائي بكسر الهمزة، في المفرد والجمع، في الوصل خاصة، وقفرد حمزة بكسر الميم مع الهمزة في الجمع وذلك حيث وقع، وذلك إذا كان قبل الهمزة كسرة أو ياء، وقرأ ذلك كله الباقون بضم الهمزة، وكلهم ضم الهمزة في الابتداء. قال ابن الجزري:

لأمه في أم أمها كسر

ضمًّا لدى الوصل رضى كذا الزمر

والنحل نور النجم تبع فاش

وحجة من كسر الهمزة انه اسم كثر استعماله، والهمزة حرف مستثقل بذاته ما أجازوا فيها من البدل والتخفيف والحذف ونقل الحركة، دون غيرها من سائر الحروت. فلما وقع أول هذا الاسم، وهو "أم" حرف مستثقل، وكثر استعماله، وثقل الخروج من كسر، أو ياء إلى ضم همزة، وليس في الكلام "فعل" فلما اجتمع هذا الثقل أرادوا تخفيفه، فلم يمكن فيه الحذف، لأنه إجحاف بالكلمة، ولا أمكن تخفيفه، ولا بدله، لأنه أول، فغيروه بأن أتبعوا حركته حركة ما قبله، ليعمل اللسان عملًا واحدًا، والياء كالكسرة، فإذا ابتدأوا ردوه إلى الضم، الذي هو أصله، إذ ليس قبله في الابتداء ما يستثقل. وقد فعلوا ذلك في الهاء في "عليهم وبهم" اتبعوا حركته حركة ما قبلها، وأصلها الضم، والإتباع في كلام العرب مستعمل كثير.

وحجة من كسر الميم مع الهمزة في الجمع أنه أتبع حركة الميم حركة الهمزة، كما قالوا "عليهي" وكسروا الهاء للياء، وأتبعوا حركة الميم حركة الهاء. فمن قال "عليهمي" بكسر الهاء والميم، هو بمنزلة من كسر الهمزة والميم في قوله:{بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} [النحل: 78]، ومن كسر الهاء وضم الميم في "عليهمو" هو بمنزلة من كسر الهمزة وفتح الميم، في قوله:{بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} ومن ضم الهمزة وفتح الميم في {بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} ، وهو الأصل بمنزلة من قال "عليهمو" بضم الهاء والميم، والأصل، إلا أن تغيير الهاء، مع الكسرة والياء، أقوى وأكثر وأشهر من تغيير الهمزة مع الياء والكسرة، وذلك لخفاء الهاء وجلادة الهمزة. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 379).

ص: 210

قوله تعالى: {وَالْأَفْئِدَةَ} [78] قرأ ورش بنقل حركة الهمزة إلى اللام

(1)

، وإذا وفف حمزة نقل حركة الهمزة المكسورة إلى الفاء، وكذا مع السكت وعدمه؛ وكذا مع النقل إلى اللام.

قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ} قرأ ابن عامر، وحمزة، ويعقوب، وخلف: بتاء الخطاب

(2)

، والباقون بياء الغيبة

(3)

.

قوله تعالى: {يَوْمَ ظَعْنِكُمْ} قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإسكان العين

(4)

، والباقون ............................

(1)

ينقل ورش باتفاق من طريقيه حركة همزة القطع المبتدأة إلى الحرف الذي يليها من آخر الكلمة السابقة ولو مقدرة إن كان ساكنًا غير مد ولا منوي الوقف أصليًّا كان أو زائدًا، رسم أو لم يرسم؛ إن وصله به ثم حذف الهمزة محققة حال تخفيفه اللفظ، فخرج بهمزة القطع ميم الله خلافًا لمدعيه وبالمبتدأة نحوًا {يسل} وبالذي يليها أن النقل لما قبل ذلك لأنه ظرف وهو محل التصرف، ودخل بقوله: ولو كانت السابقة مقدرة: لام التعريف؛ لأنها كلمة؛ إذ هي حرف معنى، وخرج بساكنا نحو:{الْكِتَابَ أَفَلَا} لاشتغال المحل، وبغير حرف مد نحو {يَاأَيُّهَا - قَالُوا آمَنَّا- وَفِي أَنْفُسِكُمْ} لتعذره في الألف وتغليب المد في الواو والياء للأصالة، وكذا نقل في اللين وبلا منوي الوقف {كِتَابِيَهْ} من الاتفاق، ودخل بزائد تاء التأنيث نحو {وَقَالَتِ اخْرُجْ} لأنه بمنزلة الجر والتنوين نحو {يَوْمَئِذٍ} ، لأنه حرف، وإن وصل الهمز بما قبله نص على أن محل الخلاف الوصل؛ ووجه النقل: قصد تخفيف الهمز، وام يسهل؛ لكون السابق غير مد، ولم يحذف رأسًا؛ لعدم الدلالة واجتماع الساكنين غالبًا، قال ابن الجزري:

وانقل إلى الآخر غير حرف مد

لورش إلا ها كتابيه (أ) سد

(شرح طيبة النشر 2/ 309).

(2)

قال ابن الجزري:

يروا فعم

روى الخطاب والأخير كم (ظـ) ـــــرف (فتى)

وحجة من قرأ بالتاء: أنه جعله على الخطاب ردًّا على لفظ الخطاب الذي قبله، وهو قوله:{وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ} [78] وعلى قوله قبل ذلك: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} "74"، وقوله:{وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} ، ثم قال:{أَلَمْ تَرَوْا} فجرى كله على الخطاب.

(3)

وحجة من قرأ بالياء: أنهم ردّوه على لفظ الغيبة في قوله: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا} "73" وقوله: {وَلَا يَسْتَطِيعُونَ} (النشر 2/ 304، السبعة ع 375، تفسير النسفي 2/ 295).

(4)

قال ابن الجزري:

ظعنكم حرك (سما)

وحجتهم إجماع الجميع على تسكين الهمزة والعين من حروف الحلق فردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه، واعلم أنه إنما جاز فيهما الفتح و إن كان الأصل الإسكان لأن فيها حرفًا من حروف الحلق والعرب تفتح إذا كان فيها حرف من حروف الحلق وذلك نحو: النهر والنهر والزهر والزهر والظعن والظعن، وإنما جاز فتحها لأن الحركات ثلاث ضمة وتحة وكسرة فالفتحة من الألف فهي من حيز حروف الحلق هذا قول سيبويه فمن قال قائل: هلا فتحت الهمزة من الضأن إذ كانت من حروف الحلق كما فتحت الحين من المعز=

ص: 211

بفتحها

(1)

.

قوله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ} [83] رسمت هذه بالتاء المجرورة. وقف عليها بالهاء: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائى، ويعقوب، ووقف الباقون بالتاء

(2)

.

قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} [85]{وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا} [86] قرأ حمزة وشعبة، والسوسي -بخلاف عنه- في الوصل: بإمالة الراء، والباقون بفتحها. وأمال الهمزة: شعبة، والسوسي بخلاف عنهما. والباقون بالفتح؛ هذا في حال الوصل، فذا وقف على "رَأَى" فأمال الراء والهمزة -معًا-: حمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة، وابن ذكوان؛ وحمزة يسهل الهمزة على أصله. وأمال الهمزة أبو عمرو، واختلف عن السوسي في الراء. وأمال الراء والهمزة بين بين: ورش -وهو على أصله في الهمزة بالمد والتوسط والقصر في الوفف

(3)

، والباقون بالفتح فيهما.

قوله تعالى: {إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ} [86] قرأ حمزة، والكسائى، وخلف، ويعقوب- في

= فالجواب: أن الهمزة أثقل من العين لأنها تخرج من أقصى الحلق وتحريكها أثقل من تحريك العين وكذلك فرق بينهما.

(المبسوط ص 264، النشر 2/ 304، السبعة ص 357، الغاية ص 189، المهذب 1/ 374).

(1)

الإسكان والفح لغتان كالسّمع والسّمع والنّهر والنّهَر (الكشف عن وجوه القراءات ص 35، المبسوط ص 264، النشر 2/ 304، السبة ص 357، الغاية ص 189، المهذب 1/ 374).

(2)

سبق بيان حكم القراءة وما يشابهها قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا منعًا للتكرار الممل (انظر: التيسير ص 60، شرح طيبة النشر 3/ 225، 226، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 137).

(3)

إذا وقعت {رَأَى} فعلًا ماضيًا، وإن بعده ساكن وهو في ستة مواضع {رَأَى} القمر- {رَأَى الْقَمَرَ} بالأنعام الآية 77، 78 {رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} بالنحل الآية 85 {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا} الآية 86 وبالكهف {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ} الآية 53 وبالأحزاب:{رَأَى الْمُؤْمِنُونَ} الأحزاب الآية 22 فقرأ بإمالة الراء من ذلك وفتح الهمزة أبو بكر وحمزة وكذا خلف وافقهم الأعمش والباقون بالفح فيهما وحكاية الشاطبي رحمه الله تعالى الخلاف في إمالة الهمزة عن أبي بكر وفي إمالة الراء والهمزة معًا عن السوسي تعقبها في النشر بأن ذلك لم يصح عن أبي بكر ولا عن السوسي من طرق الشاطبية كأصلها بل ولا من طرق النشر، قال: وبعض أصحابنا ممن يعمل بظاهر الشاطبية يأخذ للسوسي في ذلك بأربعة أوجه فتحهما وإمالتهما وفتح الراء وإمالة الهمزة وعكسه ولا يصح منها سوى الأول والله أعلم، هذا حكم الرصل. أما الوقف فكل من القراء يعود إلى أصله في الذي بعده متحرك غير مضمر من الفتح والإمالة والتقليل، قال ابن الجزري:

وقبل ساكن أمل للرا (صفا)

(فـ) ــــــــي وكغيره الجميع وقفا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 117، التيسير ص 103، السبعة ص 260).

ص: 212

الوصل-: بضم الهاء والميم، وقرأ أبو عمرو: بكسر الهاء والميم، وقرأ الباقون بكسر الهاء وضم الميم

(1)

.

قوله تعالى: {وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [89] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(2)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(3)

، وقالون بالفتح وبين راللفظين

(4)

، والباقون بالفتح.

(1)

اعلم أن الأصل في: {إِلَيْهِمُ، عَلَيْهِمْ} بضم الهاء والميم والواو التي بعد الميم، والدليل على ذلك أن هذه الهاء للمذكر تضم وتشبع ضمتها فيتولد منها الواو نحو: ضربته، وإذا فتحت كانت للمؤنث نحو: رأيتها وهذه أيضًا وإن فتحت فأصلها الضم بدلالة قولك للاثنين: رأيتهما، وللجماعة رأيتهن، وعلامة الجمع في المذكر إلى هذه الهاء هي الميم المضمومة اقي بعدها واو كما هي في قولكم: ضربتكم وأصله ضربتكمو يتبين لك ذلك إذا اتصل به مضمر آخر ترد معه الواو نحو: ضربتكموه، ولا تقول ضربتكمه، ومنه قول الله عز وجل {أَنُلْزِمُكُمُوهَا} فهذا مما يبين لك أن الأصل عليهمو بضمتين وواو، وحجة من قرأ {عَلَيْهِمُ} بضم الهاء وسكون الميم أن أصلها الضم فأجري على أصل حركتها وطلب الخفة بحدف الواو والضمة فأتى بأصل هو ضم الهاء وترك أصلًا هو إثبات الواو وضم الميم وأما من قرأ {عليهم} فإنه استثقل ضمة الهاء بعد الياء فكسر الهاء لتكون الهاء محمولة على الياء التي قبلها والميم مضمومة للواو التي بعدها فحمل كل حرف على ما يليه وهو أقرب إليه، وحجة الباقين أن الهاء إذا وقعت بعد ياء أو كسرة كسرت نحو: به وإليه وعليه وإنما اختير الكسر على الضم الذي هو الأصل لاستثقال الضمة بعد الكسرة، ألا ترى أنه قد رفض في أصل البناء فلم يجى بناء على فعل مضمومة العين بعد كسر الفاء، وأما حذف الواو فلان الميم استتغي بها عن الواو والواو أيضًا تثقل على ألسنتهم، فإذا لقيت الميم ألف ولام فإنهم مختلفون مثل:{عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} و {بِهِمُ الْأَسْبَابُ} فقرأ أبو عمرو بكسر الهاء والميم، وقرأ حمزة والكسائي بضمهما، وقرأ الباقون بكسر الهاء وضم الميم، وإنما كسروا الهاء لمجاورة الياء والكسرة، وإنما رفعوا الميم لأنهم لما احتاجوا إلى تحريكها من أجل الساكن الذي لقيته رد عليها الحركة التي كانت لها في الأصل وهي الضم لأن أصل الميم الضم وقد بينا فيما تقدم.

وأما أبو عمرو فإنه لما غير الهاء عن أصلها كراهية الثقل فعل ذلك في الميم حين أراد تحريكها للساكن بعدها فأتبع الميم كسر ما قبلها كراهية أن يخرج من كسر إلى ضم فأتبع الكسر الكسر ليؤلف بين الحركات عند حاجته إلى تحريك الميم، وحجة من ضم الهاء والميم هي أن الميم لما احتيج أبى تحريكها من أجل الساكن رد عليها الحركة التي كانت في الأصل وهي الضم، فلما انضمت الميم غلبت على الهاء وأخرجتها في حيز ما قبلها من الكسر فرجعت الهاء إلى أصلها (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 81).

(2)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق توضيح ذلك قريبًا بما أغنى عن إعادته هنا.

(انظر: شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، التيسير ص 46، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 107).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ـــف

وما به هاء غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

(4)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفطن غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن=

ص: 213

قوله تعالى: {وَإِيتَائيِ ذِي الْقُرْبَى} [90] في المرسوم "وَإِيتَائيِ" بزيادة ياء.

قوله تعالى: {ذِي الْقُرْبَى} [90] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة، وأبو عمرو بالإمالة بين بين، ونافع بالفتح وبين اللفظين، والباقون بالفتح

(1)

.

قوله تعالى: {وَيَنْهَى} قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة،

ونافع بالفتح وبين اللفظين، والباقون بالفتح

(2)

.

قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [90] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص: بتخفيف الذال

(3)

، والباقون بالتشديد

(4)

.

قوله تعالى: {بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [91] قرأ أبو عمرو، ويعقوب -بخلاف عنهما-: بإدغام الدال -هنا- في التاء

(5)

، والباقون بالإظهار.

= أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم وهي: "التوراة" فله فيها الفتح والنقليل، قال ابن الجزري:

توراة (جـ) ــــد والخلف فضل بجلا

وله الإمالة والفتح في لفظ {هار} ، قال ابن الجزري:

هار (صـ) ـف ف (حـ) لا (ر) م (بـ) ن (مـ) لا خلفهما

وله الفتح والتقليل في الياء من {يس} قال ابن الجزري:

وبين بين (فـ) ــــي (أسف) خلفهما

وكذلك الهاء والياء أول مريم {كهيعص} قال ابن الجزري:

و (إ) ذ ها يا اختلف

(1)

انظر سابقه.

(2)

سابقه.

(3)

قرأ المذكورون بتخفيف لفظ {تَذَكَّرُونَ} المضارع المرسوم بتاء واحدة حيث وقع، قال ابن الجزري: تذكرون (صحب) خففا

(شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).

(4)

ووجه التشديد: أن أصله تتدكرون بتاء المضارعة وتاء التفعيل، ومعناه هنا حصول الفعل بالتراخي والتكرار

فخفف بإدغام التاء (شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).

(5)

تدغم الدال في عشرة أحرف هي السين والدال والضاد والتاء والشين والثاء والظاء والزاي والصاد والحاء وذلك إذا تحرك ما قبلها بأي حركة تحركت هي أو سكن ما قبلها وانضمت هي أو انكسرت فقط أو انفتحت مع التاء، وأقسام المدغمة بالنسبة لما قبلها ثلاثة أقسام:

الأول: ما لاقته بحد متحرك وسكن وهو أربعة:

التاء: في {المساجد تلك -الصيد تناله- كاد يزيغ- بعد توكيدها- تكاد تميز} وذلك لتشاركهما في المخرج

وتجانسهما في الشدة والانفتاح والاستفال.

الذال: في: {بعد توكيدها- والمرفود ذلك- السجود ذلك- الودود ذو- من بعد ذلك} اثنا عشر موضعا.=

ص: 214

قوله تعالى: {وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ} [91] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار قال "قد" عند الجيم، والباقون بالإدغام

(1)

.

= الصاد: في: {نفقد صواع- مقعد صدق- المهد صبيا- بعد صلاة العشاء} .

السين: في: {عدد سنين- الأصفاد سرابيلهم- كيد ساحر- يكاد سنا} .

الثاني: ما لاقته بعد ساكن فقط، وهو خمسة:

الجيم: في {داود جالوت- الخلد جزاء} لتجانسهما في الجهر والشدة والانفتاح والاستفال والقلقلة، وروي إدغام هذا الحرف عن الدوري من طريق ابن مجاهد وعن السوسي من طريق الخزاعي، والصحيح أن الخلاف في ذلك في الإخفاء والإدغام لكون الساكن قبله ساكنًا صحيحًا.

الضاد: في: {بعد ضراء- بعد ضعف} .

الظاء: في: {يريد ظلمًا- بعد ظلمه} .

الثاء: في: {يريد ثواب- نريد ثم} .

الزاي: في: {تريد زينة- يكاد زيتها} .

الثاك: ما لاقته بعد متحرك فقط وهو الشين خاصة في {وَشَهِدَ شَاهِدٌ} وذلك لوصول تفشيها اليها وتجانسهما في الانفتاح والاستفال.

وأما المظهرة مثل {بعد ذلك- داود ذا الأيد- لداود سليمان- بعد ضراء- بعد ظلمه- بعد ثبوتها- داود زبورًا- أراد شكورًا- داود شكرًا- أراد شيئًا} وأظهرت هنا استغناء بخفائها في السكون الأول، وأدغمت في السبع الباقية لتقارب مخارجها وتجانس الدال والتاء والزاي والسين في الانفتاح والاستفال، وتجانس الطاء والضاد والزاي في الجهر، قال ابن الجزري:

والدال في عشر (سـ) ـــسنا (ذ) ا ضق ترى

(شـ) ـــــد (ثـ) ـــــق (ز) د (صـ) ـــف (جـ) ـــنا

إلا بفتح عن سكون غير تا

(شرح طيبة النشر 2/ 92).

(1)

اختلف في إدغام قال قد في ثمانية أحرف الأول: الجيم نحو {لقد جعلتم} الثاني: الذال {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا} ليس

غيره. الثالث: الزاي {وَلَقَدْ زَيَّنَّا} الرابع: السين {قَدْ سَأَلَهَا} الخامس: الشين {قَدْ شَغَفَهَا} فقط.

الساس: الصاد {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا} السابع: الضاد {قَدْ ضَلُّوا} الثامن: {لَقَدْ ظَلَمَكَ} فأدغمها فيهن أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وكذا خلف وافقهم الأربعة لكن اختلف عن هشام في {لَقَدْ ظَلَمَكَ} فالإظهار له في الشاطبية كأصلها وفاقًا لجمهور المغاربة وكثير من العراقين وهو في المبهج وغيره عنه من طريقيه والإدغام له في المستنير وغيره وفاقًا لجمهور العراقيين وبعض المغاربة وأدغمها ورش في الضاد والظاء المعجمتين وأظهرها عند الستة وأدغمها ابن ذكوان في الذال والضاد والظاء المعجمات فقط واختلف عنه في الزاي فالإظهار رواية الجمهور عن الأخفش عنه والإدغام راويه الصوري عنه وبعض المغاربة عن الأخفش، قال ابن الجزري:

بالجيم والصفير والذال ادغم

قدو بضاد الشين والظا تنعجم

حكم شفا لفظا وخلف ظلمك

له وورش الظاء والضاد ملك

والضاد والظا الذال فيها وافقا

ماض وخلفه بزاي وثقا

وعلة من أدغم الدال هي المؤاخاة التى بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما =

ص: 215

قول تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ} [93] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الشين

(1)

، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر

(2)

، والباقون بالهمزة.

قول تعالى: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [96] وقف ابن كثير بالياء بعد القاف

(3)

، والباقون بغير ياء، واتفقوا في الوصل على التنوين.

قول تعالى: {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ} قرأ ابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، وابن عامر بخلاف عن هشام: بالنون قبل الجيم

(4)

.

= شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك. والباقون بالإظهار وهم ابن كثير وعاصم وقالون وكذا أبو جعفر ويعقوب.

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 40، التيسير ص 45، النشر 2/ 5، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(1)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واخنلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {زَادَ} و {خاب} في طه 61 فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

(2)

قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحو {شُرَكَاؤُنَا} {جَاءُوا} . فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة منه ومكسورها مما رسم فيه سورة الهمزة واوًا وياءً الإبدال بهما محضين مع المد والقصر وهو شاذ لا أصل له في العربية (شرح طيبة النشر 2/ 391، 392).

(3)

وافق ابن كثير على إثبات الياء في أربعة أحرف في عشرة مواضع، وهي:{هَادٍ} في الخمسة و {وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} و {وَاقٍ} في ثلاثة مواضع و {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} ؛ فإن ابن كئير يقف بالياء على الأصل، وانفرد فارس عنه بإثبات الياء في موضعين آخرين وهما {فَانٍ} بالرحمن، و {رَاقٍ} في القيامة كما ذكر الداني في جامعه وخالف فيهما سائر الناس وإنما حذفت في الوصل لاجتماعها مع سكون التنوين فإذا زال التنوين بالوقف رجعت الياء والباقون يحذفونها تبعًا لحالة الوصل وهما لغتان والحذف أكثر وفيه متابعة الرسم. قال ابن الجزري:

.... .... وقف بهاد باق

باليا لمك مع وال واق

وحجة من وقف بالياء أنه إنما حلف الياء في الوصل لأجل التنوين، فإذا وقف وزال التنوين رجعت الياء، وهو الأصل، ولذلك أجازوا إثبات الياء في النداء في "يا غلامي أقبل" لأنه موضع عُدم فيه التنوين، الذي تحذف الياء لأجله.

(إبراز المعانى من حرز الأماني في القراءات السبع 2/ 547، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 20، شرح طيبة النشر 3/ 253).

(4)

قال ابن الجزري:

لبجزين النون (كـ) ـــم خلف (نـ) ــــما

وحجة من قرأ بالنون: أنه جعله على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه بالجزاء الذي أكده بالقسم (160/ ب) وهو خروج من غيبة إلى إخبار، قوله:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ} ، ثم قال:{أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي} "العنكبوت 23".=

ص: 216

والباقون بالياء التحتية

(1)

.

ولا خلاف في (وَلَنَجْزِيَنَّهُمُ) أنها بالنون للجميع لأجل (فَلَنُحْيِيَنَّهُ) قبله.

قوله تعالى: {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ} [97] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر، وقالون: بإسكان الهاء

(2)

، والباقون بالضم.

قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ} [101] قرأ ابن كثير، وأبو جعفر، ويعقوب: بإسكان النون، وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون وتشديد الزاي

(3)

.

قوله تعالى: {رُوحُ الْقُدُسِ} [102] قرأ ابن كثير بإسكان الدال

(4)

، والباقون بالضم

(5)

.

قوله تعالى: {يُلْحِدُونَ} [103] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بفتح الياء التحتية والحاء

(6)

. والباقون بضم الياء وكسر .........................

= (د) م (ثـ) ــــــق

(النشر 2/ 305، شرح طيبة النشر 4/ 417، الغاية ص 189، السبعة ص 375).

(1)

وحجة من قرأ بالياء: أنهم ردّوه على لفظ الغيبة في قوله: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ، (النشر 2/ 305، شرح طيبة النشر 4/ 417، الغاية ص 189، السبعة ص 375، زاد المسير 4/ 488، وتفسير ابن كثير 2/ 585).

(2)

قرأها هولاء بسكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام، في كل القرآن {وَهْوَ، فهْوَ، وَهْيَ، فَهْىَ، لَهْيَ} وزاد الكسائي {ثم هْوَ} بالقصص واختلف عن قالون وأبو جفر في إسكان {يُمِلّ هُوَ} بالبقرة، و {ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} بالقصص. وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وهو} وكسرتان وضمة في {هي} فأسكن الهاء لذلك استخفافا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93).

(3)

خفف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته لقرب الموضعين (وانظر: المبسوط ص 132، 133، النشر 2/ 218، الغاية ص 104، شرح طيبة النشر 4/ 47).

(4)

فيصير النطق {الْقُدُسِ} وهي قاعدة مطردة عند ابن كثير فهو يقرأ بإسكان الدال في جميع القرآن؛ كأنه استثقل الضمتين، قال ابن الجزري:

والقدس نكر (دُ) م

(5)

واحتج من قرأ بالضم {الْقُدُسِ} بأنه الأصل وعليه إجماع القراء، ولأن حروف الكلمة قليلة وخفيفة (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 253، والنشر 2/ 208، وزاد المسير 1/ 112).

(6)

قرأ حمزة لفظًا {يُلْحِدُونَ} في الأعراف والنحل والسجدة بفتح التاء والحاء، ووافقه الكسائي في النحل=

ص: 217

الحاء

(1)

.

قوله تعالى: {لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ} [104] قرأ أبو عمرو بكسر الهاء والميم في الوصل.

وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب: بضمهما.

والباقون بكسر الهاء وضم الميم

(2)

.

قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا} [110] قرأ ابن عامر بفنح الفاء والتاء الفوقية

(3)

، والباقون بضم الفاء وكسر التاء

(4)

.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ} [113]، قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي. وخلف: بإدغام دال "قد" في الجيم

(5)

، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ} [114] رسمت مجرورة، وقف عليها بالهاء:

= خاصة، قال ابن الجزري:

وضم يلحدون والكسر انفتح

كفصلت (فـ) شا وفي النحل (ر) جح

(فتى)

وحجة من قرأ بفتح التاء والحاء: أنهما جعلوه من لحد إذا مالك ثلاثيًا.

(1)

وحجتهم أنهم جعلوه من ألحد إذا مال، وهو أكثر في الاستعمال؛ فهو رباعي، وهما لغتان يقال: لحد، وألحد إذا عدل عن الاستقامة، ودليل ضم الياء: إجماعهم على قوله: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ} ، وإجماعهم على استعمال الملحد دون اللاحد، والإلحاد: الميل عن الاستقامة، ومنه قيل: اللحد؛ لأنه إذا حفر يمال به إلى جانب القبر (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 485، شرح طيبة النشر 4/ 317، النشر 2/ 273، الغاية ص 159، المبسوط ص 217).

(2)

سبق قريبًا.

(3)

قال ابن الجزري:

.............. ضم فتنوا واكسر سوى شام

وحجة من فتح الفاء والتاء: أنه جعله على معنى: من بعد ما فتَنوا غيرَهم، أي عَذَّبوا غيرهم على الدين ليرتدوا عن الإسلام، ثم آمنوا وهاجروا، فالله غفور لفعلهم، ويجوز أن يكون المعنى: فتنوا أنفسهم بإظهار ما أظهروا من الفر لتقيّة (شرح طيبة النشر 4/ 418، النشر 2/ 305، المبسوط ص 266، السبعة ص 376، التيسير ص 138).

(4)

وحجة من قرأ بضم الفاء، وكسر التاء: أنه جعله على ما لم يسم فاعله، أي: عُذبوا في الله وحُمِلوا على الارتداد عن دينهم وقلوبُهم مطمئنة على الإيمان، فأعلمهم الله بالمغفرة لهم لما حُمِلوا عليه وأكرهوا من الارتداد، ودليله قوله:{إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106](نفسير ابن كثير 2/ 588).

(5)

علة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

ص: 218

ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب. ووقف بالتاء الباقون

(1)

.

قوله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ} [115] قرأ ابو جعفر بتشديد الياء التحتية

(2)

.

والباقون بالتخفيف.

قوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ} [115] قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب -في الوصل-: بكسر النون. والباقون بالضم

(3)

، وكسر أبو جعفر الطاء. والباقون بالضم

(4)

.

(1)

سبق بيان حكم القراءة قريبًا (وانظر: التيسير ص 60، شرح طيبة البشر 3/ 225، 226، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 137).

(2)

قرأ أبو جعفر (ميتة) و (الميتة) حيث وقع يالتشديد، وكذلك {ميتًا} المنكر المنصوب حيث وقع، وواففه يعقوب ونافع في {ميتًا} بالأنعام، ورويس والمدنيان، في الحجرات، ووافقه بعض على تشديد بعض فاتفق نافع وأبو جعفر على تشديد {وآية لهم الأرض الميتة} بيس، ووافقه نافع وحمزة والكسائي وخلف وحفص في (ميت) المنكر المجرور، ووافقهم يعقوب الحضرمي في {الميت} المحلى بالألف واللام المنصوب وهو ثلاثة، والمجرور وهو خمسة، وقد قيد {الميت} ببلد العاري من الهاء فخرج المتصل بها نحو {بلدا ميتًا} وقيد {الميتة} بالأرض؛ ليخرج {الميتة} بالنحل والمائدة، قال ابن الجزري:

.... .... .... وميتة

والميتة اشدد (ثـ) ـب والأرض الميتة

(مدا) وميتا (ثـ) ـق والانعام (ث) وى

إذ حجرات (غـ) ـث (مدا) و (ثـ) ـب (أ) وى

(صحب بميت بلد والميت هم

والحضرمي والساكن الأول ضم

والميت صفة الحيوان الزاهق الروح، والميتة المؤنثة حقيقة، ويوصف به ما لا تحله حياة من الجماد مجازًا، قال البصريون: أعمله مَيوَت بوزن فيعل، وقلبت الواو ياء لاجتماعها، وسبق أحدهما بالسكون، وأدغمت الأولى للتماثل وهو بالسكون وتخفيف المشدد لغة فصيحة لاسيما في القليل المكسور. (شرح طيبة البشر 4/ 81 - 84).

(3)

اختلف فيما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة ويبدأ الفعل الذي يلي الساكن الأول بالضم وأول الساكنين أحد حروف لتنود والتنوين فاللام نحو {قل ادعوا} والتاء نحو {وقالت اخرج} والنون نحو {فمن اضطر- أن اغدوا} والواو نحو {أو ادعوا} والدال نحو {ولقد استهزئ} والتنوين نحو {فتيلًا انظر} فأبو عمرو يقرأ بكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التفاء الساكين، قال ابن الجزري:

والساكن الأول ضم

لضم همز الوصل واكسره (نـ) ما (فـ) ـز غير قل

(حـ) ـلا وغيرأو (حـ) ـما

والخلف في التنوين وإن يجر

(ز) ن خلفه (مـ) ـز

(التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 198، السبعة ص 174).

(4)

قرأ أبو جعفر {اضطر} بكسر طائها حيث وقعت لأن الأصل اضطرر بكسر الراء الأولى فلما أدغمت الراء انتقلت حركتها إلى الطاء بعد سلبها حركتها واختلف عن ابن وردان في {إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} التيسر=

ص: 219

قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ} [120]{مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ} [122] قرأ هشام بالألف فيهما

(1)

.

والباقون بالياء بعد الهاء، ومن قرأ بالألف فتح الهاء، ومن قرأبالياء كسر الهاء.

قوله تعالى {اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ} [121] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة.

وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(2)

.

وقرأ الباقون بالفتح

(3)

.

قوله تعالى: {وهُوَ} [125]{لَهُوَ} [126] قرأ أبو عمرو، وقالون، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(4)

.

والباقون بالضم.

قوله تعالى: {فِي ضَيْقٍ} [127] قرأ ابن كثير بكسر الضاد

(5)

، والباقون بفتحها.

* * *

= ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 198).

(1)

جميع لفظ {إبراهيم} قرأه ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان في ثلاثة وثلاثين موضعًا بالألف مكان الياء، وليس كما ذكر المؤلف.

(2)

هي رواية من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

انظر {القربى} .

(4)

سبق بيانه في الآية 97 (إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93).

(5)

قرأ ابن غير {فِي ضَيْقٍ} بكسر الضاد. في النحل ومثله في النمل، قال ابن الجزري:

وضيق كسرها معا (د) وى

والفتح والكسر لغتان في المصدر عند الأخفش يقول: ضاق يضيق ضيقًا. وقال أبو عيدة: ضيق، بالفتح مُخفف من"ضيّق " كـ" مَيْت"، من "مَيّت" ويلزمه أن يكون قد حذف الموصوف، وأن يكون التقدير في أمر "ضَيِّق"، ثم خفف، وحذف الموصوف. قال أبو عبيد: ضيق تخفيف ضيق يقال: أمر ضيق وضيق والأصل ضييق فيعل ثم حذفوا الياء فصار ضيق على وزن فيل مثل هين وهين قال الأخفش الضيق والضيق لغتان وقال أبو عمرو: الضيق بالفتح الغم والضيق بالكسر الشدة وقال قوم: الضيق بالفتح مصدر والضيق اسم ووزنه على هذا القول فعل لم يحذف منه شيء (النشر 5/ 302، المبسوط ص 266، شرح طيبة البشر 4/ 418، السبعة ص 376، حجة القراءات 1/ 396، وزاد المسير 9/ 504، وتفسير غريب القرآن 249).

ص: 220

(الأوجه بين سورة النحل وسورة الإسراء)

وبين النحل والإسراء من قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْاوَ} [128] إلى قوله تعالى: {لَيْلًا} [الإسراء: 1] مائتا وجه، وأحد وأربعون وجهًا غير الأوجه المندرجة

(1)

. بيان ذلك:

قالون: أربعة وستون وجهًا.

ورش عشرون وجهًا.

ابن كثير: ستة عشر وجهًا مندرجة مع قالون.

أبو عمرو: أربعون وجهًا.

ابن عامر: عشرون وجهًا.

عاصم: ستة عشر وجهًا.

حمزة: وجه واحد.

الكسائي: ستة عشر وجهًا.

أبو جعفر: ستة عشر وجهًا مندرجة مع قالون.

يعقوب: ثمانون وجهًا، منها ستة عشر وجهًا (مندرجة) مع قالون.

خلف: وجه مندرج مع الكسائي.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 221

(سورة الإسراء)

(1)

قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى} [1] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(2)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(3)

، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(4)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي} [1] رسم "الأقصى" بالألف بالفتح، وتمال في الوقف محضة لحمزة، والكسائي، وخلف، ونافع بالفتح وبين اللفظين

(5)

، والباقون بالفتح،

قوله تعالى: {لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} [2] قرأ أبو جعفر بالتسهيل مع المد والقصر، وقفًا ووصلًا

(6)

، وورش بالمد على الهمزة بعد الألف والقصر

(7)

.

(1)

وآياتها مائة وعشر آيات في غير الكوفي، وإحدى عشرة فيها (إتحاف فضلاء البشر ص 144).

(2)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق بيان ذلك قريبًا (انظر: شرح طيبة البشر 3/ 88، 89، إتحاف فضلاء البشر ص 144).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ـف .. وما به هاء غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أركهمو ورد

(4)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا كلمتين في القرآن الكريم وهما {التوراة} فله فبها الفتح والتقليل، قال ابن الجزري:

توراة (جـ) د والخلف فضلا بجلا

وله الإمالة والفتح في لفظ {هار} ، قال ابن الجزري:

هار (صـ) ف (حـ) لا

(ر) م (ب) ن (مـ) لا خلفهما

(5)

هي رواية ورش عن طريق الأزرق فقط.

(6)

بتسهيل الهمزة في الحالتين مع المد والقصر لتغير السبب، وإذا قرئ له بالإشباع على طريق العراقيين كان له ثلاثة أوجه، واعلم أن كل حرف مد واقع قبل همز مغير يجوز فيه المد والقصر؛ فالمد لعدم الاعتداد بالعارض وهو التسهيل، والقصر اعتداد، بالعارض، قال ابن الجزري:

والمد أولى إن تغير السبب

وبقي الأثر أو فاقصر أحب

(انظر إتحاف فضلاء البشر 1/ 134).

(7)

هذا الوجه لورش من طريق الأزرق، وقد اختلف في مد الياء فيها كنظائره للأزرق فنص بعضهم على مدها واستئناها الشاطبي والوجهان في الطيبة. قال ابن الجزري: =

ص: 222

وإذا وقف حمزة أبدل الهمزة ياء مع المد والقصر

(1)

، وله -أيضًا- تسهيلها مع المد والقصر، والباقون بالهمز وقفًا ووصلًا، وهم على مراتبهم في المد.

قوله تعالى: {أَلَّا تَتَّخِذُوا} [2] قرأ أبو عمرو بالياء التحتية قبل الفوقية

(2)

، والباقون بتاءين فوقيتين

(3)

.

قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ} قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم

(4)

، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر

(5)

.

قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ} [5] قرأ أبو عمرو، والدوري -عن الكسائي-: بالإمالة محضة

(6)

، وقرأ ورش بين .....................................

=

وأزرق إن بعد همز حرف مد

مد له واقصر ووسط كنأى

فالآن أوتوا إي ءآمنتم رأى

لا عن منرن ولا الساكن صح

بكلمة أوهمز وصل في الأصح

وامنع يؤاخذ وبعادًا الاولى

خلف وآلان وإسرائيلا

(انظر: شرح طيبة البشر 2/ 176، الإتحاف ص: 134).

(1)

ما ذكره المؤلف هنا من إبدال الهمزة ياء من كلمة اسرائيل عند الوقف غير صحيح ولا يقرأ به.

(2)

قال ابن الجزري:

يتخذوا (حـ) ـلا

ووجه قراءة من قرأ بياء وتاء: أنه حمله على لفظ الغيبة، لتقدم ذكرها في قوله:{وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا} ي: لئلا يتخذوا، ويجوز أن يكون بمعنى "أي" فيكون في الكلام معنى النهي (شرح طيبة البشر 4/ 422، البشر 2/ 306، الغاية ص 190، التيسير ص 378، السبعة ص 378).

(3)

وحجة من قرأ بتاءين، أجروه على الانصراف من الغيبة إلى المخاطبة كقوله:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ثم قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} "الفاتحة" وهو كثير، وقد مضى لهذا نظائره، ويجوز في هذه القراءة أيضًا أن يكون "أن" بمعنى "أي" ويكون الكلام نهيًا، فيكون من الانصراف من الخبر إلى النهي، ويجوز في القراءتين أن تكون "أن" زائدة، ويضمر القول على تقدير: وقلنا لهم: لا تتخذا، فيكون نهيًا (تفسير مشثكل إعراب القرآن 1/ 142، ومعاني القرآن 2/ 116، والحجة في القراءات السبع 188، وزاد المسير 5/ 6، وتفسير ابن غير 3/ 24).

(4)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزرى في البشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاء} و {جاء} و {زاد} {خاب} في طه 61 فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

(5)

قال ابن الجزري:

ألا موسطًا أتى بعد ألف

سهل ومثله فأبدل في الطرف

(6)

قال ابن الجزري: واختلف عن ابن ذكوان فأماله الصوري عنه وفتحه الأخفش، وأماله بين بين ورش=

ص: 223

اللفظين

(1)

، وتالون وحمزة بالفتح وبين اللفظين.

قوله تعالى: {لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ} [7] قرأ الكسائي بالنون مفتوحة ونصب الهمزة

(2)

، وقرأ ابن عامر، وحمزة، وخلف، وشعبة -كذلك- إلا أنهم قرؤوا بالياء التحتية مفتوحة موضع النون في قراءة الكسائي

(3)

، والباقون بالياء التحتية- أيضًا- مفتوحة، وضم الهمزة وبعدها واو الجمع

(4)

.

قوله تعالى: {عَسَى رَبُّكُمْ} [8] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(5)

،

= من طريق الأزرق وفتحه الباقون، وانفرد بذلك صاحب العنوان عن الأزرق عن ورش فخالف سائر الناس عنه. (النشر 2/ 62).

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(2)

قال ابن الجزري:

النون (ر) مي

ووجه قراءة النون مع الفتح: إسناده إلى المعظم مناسبة {لبعثنا} و {لنا} و {رددنا} و {أمددناكم} و {عدنا} و {جعلنا} فالفاعل مستكن والفعل نصب بعد لام كي؛ أي كى نسوء نحن.

(النشر 2/ 306، المبسوط ص 267، الغاية ص 190، التبسير ص 139)

(3)

قال ابن الجزري:

يسوء فاضمما

همزا وأشبع (عـ) ـن (سما)

ووجه قراءة من قرأ بالياء، وفتح الهمزة: أنه جعله على معنى: ليسوءَ اللهُ وجوهكم، أو ليسوءَ البعثُ وجوهكم، لتقدم ذكر ذلك ودل "بعثنا" على "البعث" وقرأ الكسائي بالنون وفتح الهمزة، على الأخبار من الله جلّ ذكره من نفسه، لأن قبله إخبارًا، فحمله عليه، وهو قوله:{بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا} "5" و (ردّدْنا) و (أمدَدْناكم) و (جعلناكم) فحمل {ليسؤوا} على هذه الألفاظ المتكررة بالإخبار من لله جلّ ذكره عن نفسه، ليكون اللام في آخره محمولًا على أوله، فذلك أليق في المشاكلة والمطابقة (تفسير النسفى 2/ 308، وتفسير غريب القرآن 251).

(4)

ووجه قراءة من قرأ بالياء وبهمزة مضمومة، بعدما واو على الجمع، رذكره على الجمع الذي قبله، والغيبة التي دل عليها الكلام في قوله:{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ} لأن تقديره: فإذا جاء ومد الآخرة بعثناهم ليسؤوا وجوهكم (البشر 2/ 306، المبسوط ص 267، الغاية ص، 190، التيسير ص 139، زاد المسير 5/ 11، تفسير ابن كثير 3/ 26، تفير النسفي 2/ 308، تفسير غريب القرآن 251).

(5)

هناك قاعدة مطردة؛ وهي أن حمزة والكسائي وخلف البزار أمالوا جمغ الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث لها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي فى الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معني قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي مصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:

وكيف فَعْلى وفُعَالى ضمه

وفتحهُ وما بياء رسمه

ويندرج تحت قوله " وما بياء رسمه"{موسى} و {عيسى} و {يحيى} كما أمال الثلاثة كل ألف منقلبة عن ياء حيث وقعت في القرآن الكريم سواء كانت فى الرسم أو فعل كموسى وعيسى ويحيى والأشقى والهدى،=

ص: 224

وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(1)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ} [9] قرأ حمزة، والكسائي: بالياء التحتية مفتوحة وإسكان الموحدة، وضم الشين مخففة

(2)

، والباقون بضم التحتية، وفتح الموحدة، وكسر الشين مشددة

(3)

.

قوله تعالى: {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ} [11] رسمت بغير واو بعد العين، والوقف عليها بغير واو؛ وكذا في الوصل.

وقوله تعالى: {وَنُخْرِجُ} [13] قرأ أبو جعفر بالياء التحتية مضمومة وفتح الراء، وقرأ يعقوب بالياء التحتية مفتوحة وضم الراء، وقرأ الباقون بالنون مضمومة وكسر الراء، و"كتابًا" منصوب على كل القراءات، والأحسن على قراءة أبي جعفر ويعقوب أن يكون حالًا، أي: ويخرج الطائر كتابًا

(4)

.

= وأتى، وسعى إلخ. وتعرف ذوات الياء من الأسماء بالتثنية، ومن الأفعال برد الفعل، وقد شاركهم أبو عمرو فيما كان على وزن فعلى مثلثة الفاء فأمالها إمالة صغرى بين بين (البشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة البشر 3/ 55، 56).

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه. قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ـف

وما به هاء غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

(2)

قرأ القراء غير حمزة والكسائي {يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى} و {يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ} في آل عمران، و {وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ} بالإسراء والكهف بضم الياء وفتح الباء الموحدة وتشديد الشين، وقرأ بعكس ذلك حمزة والكسائي بفتح الياء وسكون الباء وضم الشين وتخفيفها، وقرأ حمزة {نُبَشِّرُكَ} في سورة مريم، و {لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ} و {إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ} أول الحجر، و {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ} بالتوبة، وعلم كيفية العكس من اللفظ وكلمة الحجر وأول مريم بالنون، واَخرها بالتاء، والبواقي ست بالياء، وصح عطفها باعتبار المضارع، وقيد الحجر بالأول ليخرج {مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} فإنه متفق عليه بالتشديد؛ المناسبة ما قبله وما بعده من الأفعال المجمع على تشديدها، والبشرة: ظاهر الجلد، وبشره بالتشديد للحجاز وغيرهم، وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وأبو عمرو {ذلك الذي يبشر الله} بالثورى بالفتح والتخفيف، قال ابن الجزري:

(فـ) ـي (كـ) ـم يبشر اضمم شددن

كسرا كالاسرى الكهف والعكس (رضى)

وكاف أولى الحجر توبة (فـ) ـضا

(شرح طيبة البشر 4/ 155، البشر 2/ 239، الحجة في القراءاث السبع لابن خالويه 1/ 109).

(3)

وحجة من قرأ بالتوحيد أنه جعل الجماعة عليه واقعة على الجمع، فاستغنى بذلك لخفته، وقد حكى الأخفش أن العرب لا تجمع عشيرة إلا على عشائر، ولا تجمع بالألف سماعًا، والقياس لا يمنع من جمعها بألف وتاء (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 500، البشر 2/ 278، شرح طيبة البشر 4/ 335، الغاية ص 164، المهذب 1/ 275).

(4)

قرأ يعقوب وأبو جعفر {يخرج له} بالياء، ثم اختلفا ففتح يعقوب الياء وضم الراء، وقرأ أبو جعفر بضم الياء وفتح الراء، قال ابن الجزري: =

ص: 225

قوله تعالى: {يَلْقَاهُ} [13] قرأ ابن عامر، وأبو جعفر: بضم الياء التحتية ونصب اللام وتشديد القاف

(1)

.

والباقون بنصب التحتية وإسكان اللام وتخفيف القاف

(2)

.

وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة، ونافع بالفتح وبين اللفظين

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {اقْرَأْ كِتَابَكَ} [14] قرأ أبو جعفر ببدال الهمزة وقفًا ووصلًا

(4)

، وحمزة وقفًا لا وصلًا، والباقون بالهمزة.

قوله تعالى: {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} [16] قرأ يعقوب بمد الهمزة

(5)

، والباقون بالقصر.

قوله تعالى: {يَصْلَاهَا} [18]{وَسَعَى لَهَا} [19] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف:

= ونخرج الياء (ثوى) وفتح ضم

وضم راء (ظـ) ـن فتحها (ثـ) ـكم

وحجة من ضم الياء وفتح الراء أنه على البناء للمفعول ونائب الفاعل {له} أو مصدر، والأولى أن يكون {كتابًا} حالًا؛ أي ويخرج الطائر كتابًا، وكذا وجه نصب {كتابًا} عند يعقوب أيضًا؛ فتتفق القراءتان في التوجيه (شرح طيية النشر 4/ 425، المبسوط ص 267، البشر 306، الغاية ص 190).

(1)

قال ابن الجزري:

يلقاه اضمم اشدد (كـ) ـم (ثـ) ـنا

والحجة لمن قرأ بضم الياء وفتح اللام مشددًّا: أنه بناه للمفعول، وعداه إلى مفعولين: أحدهما مضمر في {يَلْقَاهُ} قام مقام الفاعل، يعود على صاحب الكتاب، والآخر الهاء، {مَنْشُورًا} نعت لـ "الكتاب" والهاء لـ"الكتاب"، ودليل الشديد قوله:{نَضْرَةً وَسُرُورًا} "الإنسان 11"(شرح طيبة البشر 4/ 425، المبسوط ص 267، البشر 306، الغاية ص 190، السبعة ص 378، التيسير ص 139).

(2)

والحجة لمن قرأ بفتح الياء، و إسكان اللام، والتخفيف، عدوه إلى مفعول واحد، وهو الهاء. وفى "يلقاه، ضمير الفاعل، وهو صاحب الكتاب.

(3)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

قال ابن الجزري:

وكل همز ساكن أبد (حـ) ـذا

إلى قوله:

والكل ثق

(5)

قال ابن الجزري:

........................ مد أمر ظـ) ـهر

وحجته في ذلك أنه جعله من باب فاعل الرباعي (النشر 2/ 306، المبسوط ص 268، شرح طيبة البشر 4/ 424، الغاية ص 190، المهذب 1/ 382).

ص: 226

بالإمالة محضة فيهما

(1)

، ونافع بالفتح وبين اللفظين فيهما

(2)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [19] قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر، والكسائي، وقالون: بسكان الهاء

(3)

، والباقون بالضم.

قوله تعالى: {مَحْظُورًا (20) انْظُرْ} [20 - 21] قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، وابن ذكوان، ويعقوب- في الوصل- بكسر التنوين

(4)

، والباثون بالضم.

قوله تعالى: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ} [23] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بألف ممدودة بعد الغين وكسر النون

(5)

، والباقون بغير ألف بعد الغين ونصب النون، والنون مشددة في القراءتين

(6)

.

قوله تعالى: {أَوْ كِلَاهُمَا} [23] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(7)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(8)

، والباقون بالفتح.

(1)

سبق بيان ذلك.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

تقدم بيان ذلك قريبًا في الآية 97 من سورة النحل ص 409.

(4)

سبق بيان حكمه قريبًا بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين (انظر: التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 198، السبعة ص 174، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 92).

(5)

قال ابن الجزري:

وببلغان مد وكسر

(شفا) ........

وحجة من قرأ بألف أنه ثنّي الفعل، لتقدم ذكر الوالدين، وأعاد الضمير في أحدهما على طريق التأكيد، كما قال:{أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ} [النحل: 21]. ويجوز أن يكون وقعت التثنية في هذا الفعل على لغة من رأى ذلك من العرب يُثنّون الفعل، وهو متقدم، كما ثبتت علامة التثنية في الفعل، وهو عتقدم ويجوز أن يكون وتعت التثنية في "يبلغن" لتقدم ذكر الوالدين ثم أبدل أحدهما أو كلاهما من الضمير في "يبلغن"(شرح طيبة البشر 4/ 424، البشر 2/ 306، المبسوط ص 268، الغاية ص 190، السبعة ص 379، التيسير ص 139).

(6)

وحجة من قرأ بغير ألف أنه لما رأى الفعل متقدمًا رفع أحدهما أو كلاهما وحده على الأصول في تقدم الفعل، واستغنى بلفظ التثنية عن ثثنية لفظ الفعل (زاد المسير 5/ 23، وتفسير النسفي 2/ 311).

(7)

سبق قريبًا (انظر: البشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة البشر 3/ 55، 56).

(8)

هي رواية ورش من طريق الأزرق منه فعنه، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف

وما به هاء غير ذي الرا يختلف=

ص: 227

قوله تعالى: {أُفٍّ وَلَا} [24] قرأ نافع، وأبو جعفر، وحفص: بكسر الفاء منونة

(1)

، وقرأ ابن عامر، وابن كثير، ويعقوب: بفتح الفاء من غير تنوين

(2)

، والباقون بكسر الفاء من غير تنوين.

قوله تعالى: {كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} [31] قرأ ابن كثير بكسر الخاء وفتح الطاء، وبعد الطاء ألف

(3)

. وقرأ أبو جعفر وابن ذكوان: بفتح الخاء والطاء. واختلف عن هشام في ذلك

(4)

. والباقون بكسر الخاء وإسكان الطاء، وهشام معهم في أحد وجهيه، ولابد من التنوين بعد الهمزة في جميع القراءات

(5)

.

=مع ذات ياء مع أركهمو ورد

(1)

قرأ المشار اليهم لفظ {أف} في الإسراء، والأنبياء والأحقاف بكسر الفاء والتنوين، قال ابن الجزري:

وحيث أف نون (عـ) ـن (مدا)

(شرح طيبة البشر 4/ 426، انشر 2/ 306، المبسوط ص 386، السبعة ص 379، التيسير ص 139).

(2)

التنوين وعدمه لغات كلها، وأصل "أف" المصدر من قوله: أُفّه وتفه، أي: نتنًا ودَفْرًا، وهو اسم سمي به الفعل، فبني على فتح أو على كسر أو على ضم، منون وغير منون، ذلك جائز فيه لأن فيه لغات مشهورة. فمن نوته قدر فيه التنكير، ومن لم ينونه قدر فيه التعريف، ومعناه: لا يقع منك لهما تكره وتضجر، وموضع "أف" نصب بالقول، كما تقول: لا تقل لهما شتمًا، قال ابن الجزري:

وفتح فائه (د) نا (ظـ) ـل (كـ) ـذا

(شرح طيبة البشر 4/ 426، البشر 2/ 307، المبسوط ص 386، السبعة ص 379، التيسير ص 139، زاد الميسر 5/ 24، وتفسير ابن كثير 3/ 34).

(3)

قال ابن الجزري:

وفتح خطئًا (مـ) ـن (لـ) ـه الخلف (ثـ) ـرا

حرك لهم والمك والمد (د) رى

وحجة من كسر الخاء ومد أنه جعله مصدر "خاطأ خطاء" مثلا "قاتل قالا" وهو قليل في الاستعمال، لم يستعمل "خاطأ" إنما استعمل مطاوعه. وهو"تخاطأ" فإنما أجراه من كسر الخاء، ومد على مصدر ما قد استعمل مطاوعه فن لم يستعمل هو ففيه بعد لهذا.

(4)

وحجة من فتح الخاء والطاء ولم يمد: أنه جعله مصدر "خطى" إذا تعمد. يقال:"خطى فهو خاطى"، إذا تعمد، والمشهور في مصدر خطى الخطء. ويقال: أخطأ يخطى فهو مخطى إذا لم يتعمد. ومنه قوله: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ} [الأحزاب 5]. ألا ترى أن بعده: {وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} . فدل ذلك على أن "أخطأ" يستعمل في غير التعمد إلا أنه قد استعمل "أخطأ" في موضع" خطى" وخطى" في موضع "أخطأ" ومن ذلك قوله تعالى: {إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة 286]، في {أَخْطَأْنَا} في موضع "خطئنا" لأنهم لم يسألوا المغفرة إلا فيما تعمّدوا. فأما ما لم يتعمدوا فهو محمول عنهم، لا يحتاجون أن يسألوا المغفرة منه، لقوله:{وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ} الآية.

(5)

وحجة من كسر الخاء وأسكن الطاء ولم يمد أنه المشهرر المستعمل في مصدر"خطى" إذا تعمد، لأنه الأصل، ولأن الأكثر عليه (شرح طيبة النشر 4/ 426، النشر 2/ 307، المبسوط ص 386، السبعة ص 379، التيسير ص 139، زاد المسير 5/ 24، وزاد المسير 5/ 30، وتفسير النسفي 2/ 313).

ص: 228

قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا} [32] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالأمالة محضة

(1)

، ونافع بالفتح وبين اللفظين

(2)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فَقَدْ جَعَلْنَا} [33] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام دال "قد" في الجيم، والباقون بالإظهار

(3)

.

قوله تعالى: {فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ} [33] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالتاء الفوقية على الخطاب

(4)

. والباقون بالتحتية على الغيبة

(5)

.

قوله تعالى: {مَسْئُولًا} [34] قرأ حمزة- في الوقف-: بنقل حركة الهمزة الى السين وترك الهمزة

(6)

، والباقون بالهمزة وقفاً ووصلًا، ولا يمد ورش على الهمزة

(1)

سبق قريبًا.

(2)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

اختلف القراء في حكم دال قد عند الأحرف الثمانية الجيم والذال والضاد والشين والزاى والسين والصاد، فأدغمها في حروفها أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام بخلف عنه في حرف واحد وهو {لَقَدْ ظَلَمَكَ} في ص فروى جمهور المغاربة وكثير من العراقيين عنه الإظهار وهو الذي في الكتابين والهداية، وروى جمهور العراقيين وبعض المغاربة عنه الإدغام، قال ابن الجزري:

بالجيم والصفير والدال ادغم

قد وبضاد الشين والظا تنعجم

(4)

قال ابن الجزري:

يسرف (شفا) خاطب

ووجه قرِاءة من قرأ بالتاء: أنهم جعلوه خطابًا للقاتل، لا يتعدى فيقتل احدًا ظلمًا، واعلم أن من قتل ظلمًا، فدمه منصور. يُؤخذ له القصاص. ويجوز أن يكون الخطاب للولي. على معنى: لا تقتل أيها الولي غير قاتل وليك. وقيل: معناه: لا تمثل أيها الولي من قتل وليك. بل اقتل مثل قتله وليك. وقيل: المعنى: لا تقتل أيها الولي بعد أخذك الدية من القتل (شرح طيبة النشر 4/ 430، النشر 2/ 307، الغاية ص 191، السبعة ص 380، التيسير ص 140، تفسير غريب القرآن 254. زاد المسير 5/ 32. تفسير ابن كثير 3/ 39).

(5)

ووجه قراءة من قرأ بالياء: أنهم جعلوه نهيًا للولي على المعاني التي ذكرنا. ويجوز أن يكون النهي للقاتل. نهي أن يقتل من لا يجب له قتله. وجاز إضمار القاتل في القراءتين. ولم يجز له ذكر. لأن الكلام دل عليه ذكر القتل، وحسُن إضمار المقتول، لأن القتل دل عليه أيضًا (شرح طيبة النشر 4/ 430، النشر 2/ 307، الغاية ص 191، السبعة ص 380، التيسير ص 140).

(6)

إذا وقعت الهمزة متحركة بأي حركة سواء كانت فتحة، أم كسرة، أم ضمة، وكان الحرف الذي قبلها ساكناً، سواء كان صحيحًا، أم واوًا أصلية، أم ياءً أصلية، فإن حمزة يخفف هذا النوع بنقل حركة الهمزة إلى الساكن الذي قبلها، ويحذف الهمزة. ويشمل هذا النوع الهمزة المتوسطة بأي نوع كان، والهمزة المتطرفة، مثال ذلك:

1 -

{الْقُرْآنُ} [سورة الأعراف آية 204]. =

ص: 229

ولا يوسط؛ لأن قبلها ساكن صحيح وهو السين.

قوله تعالى: {بِالْقِسْطَاسِ} [35] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص: بكسر القاف

(1)

، والباقون بالضم

(2)

.

قوله تعالى: {كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ} [38] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف -بعد الياء التحتية-: بهمزة مضمومة، وبعدها هاء مضمومة، وإلحاقها بواو لفظية

(3)

. والباقون -بعد الياء التحتية-: بهمزة مفتوحة وبعدها تاء تأنيث منصوبة منونة

(4)

.

= 2 - {اللُّؤْلُؤُ} (سورة الرحمن آية 22).

3 -

{مَسْئُولًا} (سورة الأسراء آية 34).

4 -

{الْخَبْءَ} (سورة النمل آية 25).

5 -

{شِئْ} (سورة البقرة آية 20).

6 -

{السَّوْءِ} (سورة التوبة آية 98).

7 -

{يُضِيءُ} (سورة النور آية 35).

قال ابن الجزري

وإن يحرك عن سكون فانقل

(1)

قرأ المذكورون لفظ {الْقِسْطَاسِ} هنا وفي النحل والشعراء بكسر القاف، وهي لغة غير الحجاز، قال ابن الجزري:

وقسطاس أكسر

ضمًا معا (صحب)

(النشر 2/ 307، شرح طيبة النشر 4/ 430، المبسوط 269، السبعة 380، التيسير ص 140).

(2)

الكسر والضم لغتان فصيحتان والضم أكثر لأنه لغة أهل الحجاز ومعناه الميزان وأصله رومي، والعرب إذا عربت اسمًا من غير لغتها اتسعت فيه (النشر 2/ 307، شرح طيبة النشر 4/ 430، المبسوط 269، السبعة 380، التيسير ص 140، وتفسير غريب القرآن 254. وزاد المسير 5/ 32. وتفسير ابن كثير 3/ 39).

(3)

قال ابن الجزري:

وضم ذكر

سيئة ولا تنون (كـ) ـم (فتى)

وحجة من أضاف على مذكر أنه لما تقدمت أمور قبل هذا منها حسن ومنها سيئ، فالحسن قوله:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} "23". والسيئ هو المنهي عنه في الآية، أضاف "سيئًا" إلى "السيئ" خاصة مما تقدم ذكره، ويُقوي ذلك قوله:{مَكْرُوهًا} فذكر لتذكير السيئ، ولو حُمل على لفظ {سَيِّئُهُ} في قراءة من لم يضف لقال "مكروه" ولا يحسن حذف علامة التأنيث إذا تأخرت الصفة أو الفعل، فـ {سَيِّئُهُ} اسم كان و {مَكْرُوهًا} خبرها.

(4)

وحجة من لم يضف أنه لما تم الكلام على "تأويلًا" وابتدأ بقوله: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ} "36" وذكر ما بعده، كان كله سيئًا ليس فيه ما يحسن فعله. قال بعده:{كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ} إذ فعل جميعه سيئ. فمن قرأ بالإضافة رده على البعض مما تقدم ذكره. ومن قرأ بغير إضافة رده على أقرب الكلام منه =

ص: 230

قوله تعالى: {مِمَّا أَوْحَى

فَتُلْقَى} [39]{أَفَأَصْفَاكُمْ} [40] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(1)

، ونافع بالفتح وبين اللفظين

(2)

.

والباقون بالفتح فيهم وسهل الأصبهاني الهمزة من {أَفَأَصْفَاكُمْ} وصلًا ووقفًا، وحمزة في الوقف فقط.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا} [41] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإدغام دال "قد" في الصاد، والباقون بالإظهار

(3)

.

قوله تعالى: {لِيَذَّكَّرُوا} [41] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بإسكان الذال وضم الكاف مخففة

(4)

، والباقون بفتح الذال مشددة، وتشديد الكاف منصوبة

(5)

.

قوله تعالى: {كَمَا يَقُولُونَ} [42] قرأ ابن كثير، وحفص: بياء الغيبة

(6)

.

= خاصة، وهو قوله {سِييءَ} ولو رده على الأقرب منه، وأضاف لأوجب أن فيه حسنًا وفيه سيئًا، وليس هو كذلك (النشر 2/ 307، زاد المسير 5/ 36، شرح طيبة النشر 4/ 431، السبعة 380، التيسير ص 140، تفسير ابن كثير 3/ 40، وتفسير النسفي 2/ 314).

(1)

سبق بيانه قبل صفحات قليلة.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق منه فعنه.

(3)

سبق ذكر حكم دال قد قريبًا عند الكلام على {فَقَدْ جَعَلْنَا} .

(4)

قال ابن الجزري:

ليذكروا اضمم خففن مع (شفا)

وبعد أن (فتى) ومريم (نما)

(إ) ذ (كـ) ـم

قرأ المشار إليهم لفظ {لِيَذَّكَّرُوا} في الأسراء والفرقان بإسكان الذال، ووجه هذه القراءة: أنهم جعلوه من الذكر، كما قرأ عاصم ونافع وابن عامر لفظ {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ} بمريم بالتخفيف.

(النشر 2/ 307، شرح طيبة النشر 4/ 431، الغاية ص 191، السبعة ص 381، التيسير ص 140).

(5)

ووجه قراءة التشديد: أنهم جعلوه من التَّذكُّر وهو التدبر كأنه بمعنى تذكر بعد تذكر وهو أولى بنا من الذكر له بعد النسيان. وقوله: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} "القصص: 51" يدل على التشديد في "ليذكروا". وقد قال تعالى ذكره: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} "ص: 29" فالتشديد لـ "التدبر" والتخفيف لـ الذكر بعد النسيان (النشر 2/ 307، شرح طيبة النشر 4/ 431، الغاية ص 191، السبعة ص 381، التيسير ص 140، زاد المسير 5/ 38، وتفسير النسفي 2/ 315).

(6)

قال ابن الجزري:

يقول (عـ) ـن (د) عا

وحجة من قرأ {كَمَا يَقُولُونَ} بالياء أنه رده على لفظ الغيبة، في قوله {لِيَذَّكَّرُوا} ، وقوله:{وَمَا يَزِيدُهُمْ} فالمعنى: كما يقوله الكافرون. ومثله في الحجة لمن قرأ {عَمَّا يَقُولُونَ} بالياء (شرح طيبة النشر 4/ 432، النشر 2/ 307، المبسوط ص 269).

ص: 231

والباقون بتاء الخطاب

(1)

.

قوله تعالى: {عَمَّا يَقُولُونَ} [43] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ورويس- بخلاف عنه-: بتاء الخطاب

(2)

، والباقون بياء الغيبة.

قوله تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ} [44] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو جعفر، وابن عامر، وأبو بكر، ورويس- بخلاف عنه- بياء الغيبة، والباقون بتاء الخطاب.

قوله تعالى: {وَمَنْ فِيهِنَّ} [44] قرأ يعقوب بضم الهاء، وإذا وقف عليها ألحقها بهاء السكت، بخلاف عنه

(3)

، والباقون بكسر الهاء وقفًا ووصلًا، ولا هاء في الوقف.

قوله تعالى: {وَفِي آذَانِهِمْ} [الإسراء: 46] قرأ الدوري عن الكسائي بالإمالة

(4)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {نَجْوَى} [47] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(5)

، وأبو عمرو بالإمالة بين بين، ونافع بالفتح وبين اللفظين

(6)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مَسْحُورًا} [47]{انْظُرْ} [48] قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، وخلف، ويعقوب، وابن ذكوان -في الوصل- بكسر التنوين، والباقون بالضم

(7)

.

قوله تعالى: {أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا

أَإِنَّا} [49] قرأ ابن عامر، وأبو جعفر: بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني؛ فقرأ في الأول بهمزة واحدة مكسورة، وفي الثاني بهمزتين مختلفتين، الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، وأدخل هشام بينهم ألفًا- بخلاف

(1)

وحجتهم أنه معطوف على {لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ} وقوله قبلها {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ} (شرح طيبة النشر 4/ 432، النشر 2/ 307، المبسوط ص 269، السبعة ص 381، التيسير ص 140).

(2)

قال ابن الجزري:

الثاني (سما)

(نـ) ـل (كـ) ـم

ووجه قراءتهم: أنهم جعلوه إتباعًا لما قبله (شرح طيبة النشر 4/ 432، النشر 2/ 307، الغاية ص 191، المهذب 1/ 384).

(3)

سبق بيانه قبل عدة صفحات بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين (وانظر: إتحاف فضلاء البشر ص 164).

(4)

سبق قريبًا ذكر القراءة وما يشابهها (وانظر: النشر 2/ 37، شرح طيبة النشر 3/ 65، 66).

(5)

سبق قريبًا.

(6)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(7)

سبق بيان ما فيه قبل صفحات قليلة.

ص: 232

عنه- مع تحقيقها، وابن ذكوان: بتحقيقها من غير إدخال، وحقق أبو جعفر الأولى، وسهل الثانية مع إدخال ألف بينهما. وقرأ نافع، والكسائي، ويعقوب: بالاستفهام في الأول، والخبر في الثاني؛ فقرأوا في الثاني: بهمزة واحدة مكسورة، وقرأ الكسائي وروح بهمزتين محققتين، الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة من غير إدخال بينهما، وقرأ نافع ورويس: بتحقيق الأولى، وتسهيل الثانية، وأدخل قالون بينهما ألفًا، وورش ورويس من غير إدخال بينهما، وقرأ الباقون بالاستفهام فيهما، أي: في الأول والثاني: فابن كثير، وأبو عمرو بتحقيق الأولى، وتسهيل الثانية، وأدخل أبو عمرو بينهما، ولم يدخل ابن كثير

(1)

، وقرأ الباقون بهمزتين محققتين، الأولى مفتوحة،

(1)

اختلف القراء في اجتماع الاستفهامين في أحد عشر موضعًا في القرآن، فقرأ نافع والكسائي في جميع ذلك بالاستفهام في الأول، والخبر في الثاني، وخالفا أصلهما في موضعين في النمل والعنكبوت فقرأهما نافع بالخبر في الأول والاستفهام في الثاني. وقرأ الكسائي في العنكبوت بالاستفهام في الأول والثاني، وقرأ في النمل على أصله، يستفهم بالأول، ويُخبر في الثاني، غير أنه يزيد نونًا في الثاني {إننا} . وقرأ ابن عامر في جميع ذلك بالخبر في الأول، وبالاستفهام في الثاني. وخالف أصله في ثلاثة مواضع في النمل والواقعة والنازعات، فقرأ في النمل، يستفهم بالأول، ويُخبر في الثاني، ويزيد نونًا في {إننا} كالكسائي، وقرأ في الواقعة بالاستفهام في الأول والثاني، وقرأ في والنازعات مثل نافع والكسائي، يستفهم بالأول، ويُخبر بالثاني. وقرا الباقون ذلك كله بالاستفهام في الأول والثاني، وخالف ابنُ كثير وحفص أصلَهما في العنكبوت، فقرآه بالخبر في الأول، والاستفهام في الثاني، كنافع وابن عامر، واختلفوا في الجمع بين الهمزنين، والتخفيف للثانية إذا استفهموا، فكان الحرميان وأبو عمرو اذا استفهموا حققوا الأولى وخففوا الثانية بين الهمزة والياء، غير أن أبا عمرو وقالون يدخلان بين الهمزتين ألفًا فيمدان. وقرأ الباقون بالتحقيق للهمزتين في ذلك كله، على ما ذكرنا في اجتماع الهمزتين، غير أن هشامًا يدخل بين الهمزتين ألفًا مع التحقيق. وقد ذكرنا علة التحقيق والتخفيف وادخال الألف بين الهمزتين، وغير ذلك فيما تقدم من الأصول. قال ابن الجزري:

.............. وأخبرا بنحو أئذا أئنا كررا

(ر) ض (كـ) س وأولاها (مـ) دا والساهرة

(ثـ) نا وثانيها (ظـ) بي (إ) ذ (ر) م (كـ) ـره

وأول الأول من ذبح (كـ) وى

ثانيه مع وقعت (ر) د (إ) ذ (ثوى)

والكل أولاها وثاني العنكبا

مستفهم الأول (صحبة)(حـ) با

فأما علة الاستفهام والخبر فحجة من استفهم في الأول والثاني أنه أتى بالكلام على أصله، في التقرير والإنكار، أو التوبيخ بلفظ الاستفهام، ففيه معنى المبالغة والتوكيد، فأكد بالاستفهام هذه المعاني، وزاده توكيدًا بإعادة لفظ الاستفهام في الثاني، فأجراهما مجرى واحدًا. وحجة من أخبر في أحدهما واستفهم في الآخر أنه استغنى بلفظ الاستفهام في أحدهما من الآخر، إذ دلالة الأول على الثاني كدلالة الثاني على الأول، وأيضًا فإن ما بعد الاستفهام الثاني في أكثر هذه المواضع تفسير للعامل الأول، في "إذا"، التي دخل عليها حرف الاستفهام، فاستغنى عن الاستفهام في الثاني بالأول.

(شرح طيبة النشر 2/ 236 - 240، الكشف في وجوه القراءات 2/ 22).

ص: 233

والثانية مكسورة من غير إدخال بينهما.

قوله تعالى: {فَسَيُنْغِضُونَ} [51] قرأ أبو جعفر بإخفاء النون الساكنة عند الغين - بخلاف عنه هنا-

(1)

، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {مَتَى} و {عَسَى} [51] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(2)

، ونافع بالفتح وبين اللفظين

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {إِنْ لَبِثْتُمْ} [الإسراء: 52] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر: بإدغام الثاء المثلثة في التاء المثناة

(4)

، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {دَاوُودَ زَبُورًا} [55] قرأ حمزة، وخلف: بضم الزاي

(5)

، والباقون بالفتح.

(1)

الإظهار يكون عند حروف الحلق الستة وهي الهمزة نحو {وَيَنْأَوْنَ} فقط {مَنْ آمَنَ} {عَادٍ إِذْ} والهاء {عنهم} {مِنْ هَادٍ} {امْرُؤٌ هَلَكَ} والعين {أَنْعَمْتَ} - {من علم} - {حَقِيقٌ عَلَى} والحاء {وَانْحَرْ} - {مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} والغين {فَسَيُنْغِضُونَ} - {مِنْ غِلٍّ} - {مَاءٍ غَيْرِ} الخاء {وَالْمُنْخَنِقَةُ} - {إِنْ خِفْتُمْ} - {يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ} فاتفق القراء على إظهار النون الساكنة والتنوين عند الستة لبعد المخرجين إلا أن أبا جعفر قرأ بإخفائهما عند الأخيرين الغين والخاء المعجمتين كيف وقعا لكن استثنى بعض أهل الأداء له {فَسَيُنْغِضُونَ} ، الإسراء الآية 51 {يَكُنْ غَنِيًّا} النساء الآية 135، و {وَالْمُنْخَنِقَةُ} المائدة الآية 3، فأظهر فيها كالجمهور، وفي النشر الاستثناء أشهر وعدمه أقيس. قال ابن الجزري:

أظهرهما عند حروف الحلق عن

كل وفي غين وخا أخفا ثمن

لامنخنق ينغض يكن بعض أبي

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 46).

(2)

سبق قريبًا.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(4)

إذا جاءت الثاء المثلثة قبل التاء المثناة في القرآن الكريم سواء وردت مفردة أو جمعًا نحو {فَلَبِثْتَ سِنِينَ} {لَبِثْتُمْ} فإن القراء المذكورين يدغمون الثاء في التاء، قال ابن الجزري:

............ ولبثت كيف جا

(حـ) ـط (كـ) ـم (ثـ) ـنا (رضى)

ووجه الإدغام الاشتراك في بعض المخرج والتجانس في الانفتاح والاستفال والهمس.

(شرح طيبة النشر 3/ 27، 28، إتحاف فضلاء البشر ص 162).

(5)

تدغم الدال في عشرة أحرف هي السين والذال والضاد والتاء والشين والثاء والظاء والزاي والصاد والحاء وذلك إذا تحرك ما قبلها بأي حركة تحركت هي أو سكن ما قبلها وانضمت هي أو انكسرت فقط أو انفتحت مع التاء، وأقسام المدغمة بالنسبة لما قبلها ثلاثة أقسام:

الأول: ما لاقته بعد متحرك وساكن وهو أربعة: التاء، والذال، والصاد، والسين.

الئاني: ما لاقته بعد ساكن فقط، وهو خمسة: الجيم، والضاد، والظاء، والثاء، والزاي. =

ص: 234

قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا} [56] قرأ عاصم، وحمزة، ويعقوب -في الوصل-: بكسر اللام، والباقون بالضم

(1)

.

قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} [57] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف -في الوصل-: بضم الهاء والميم، وأبو عمرو، ويعقوب: بكسرهما، والباقون بكسر الهاء وضم الميم

(2)

.

قوله تعالى: {لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا} [61] قرأ أبو جعفر بضم التاء

(3)

، وعن ابن وردان إشمام الضم، والباقون بالكسر

(4)

.

= الثالث: ما لاقته بعد متحرك فقط وهو الشين خاصة في {وَشَهِدَ شَاهِدٌ} وذلك لوصول تفشيها إليها وتجانسهما في الانفتاح والاستفال. وأما المظهرة مثل {بعد ذلك-داود ذا الأيد-لداود سليمان- بعد ضراء -بعد ظلمه- بعد ثبوتها - داود زبورًا- أراد شكورًا - داود شكرًا -أراد شيئًا} وأظهرت هنا استغناء بخفائها في السكون الأول، وأدغمت في السبع الباقية لتقارب مخارجها وتجانس الدال و التاء والزاي والسين في الانفتاح والاستفال، وتجانس الطاء والضاد والزاي في الجهر، قال ابن الجزري:

والدال في عشر (سـ) نا (ذ) ا (ض) ق (ت) رى (شـ) د (ثـ) ـق (ظ) با (صـ) ـف (جـ) ـنا

إلا بفتح عن سكون غير تا

(شرح طيبة النشر 2/ 92).

(1)

سبق توضيح القراءة قريبًا بما أغنى عن إعادته هنا (التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 198، السبعة ص 174).

(2)

سبق بيان ما في مثل هذه الكلمة من قراءة في الآية 86 من سورة النحل بما أغنى عن إعادته (وانظر: حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 81).

(3)

قال ابن مهران في المبسوط (ص: 128): قرأ أبو جعفر وحده {لِلْمَلَائِكَةُ} بضم التاء حيث كان وهو في خمسة مواضع من القرآن، هكذا وصف في ترجمته وأما في القراءة فقيل لنا بين الضم والكسر، وقال أبو جعفر النحاس في إعراب القرآن (1/ 161، 162) عن قراءة أبي جعفر: وهذا لحن لا يجوز، وأحسن ما قيل؛ فيما روي عن محمد بن يزيد قال: أحسب أن أبا جعفر كان يخفض ثم يشم الضمة ليدل على أن الابتداء بالضم، وقد رد ابن الجزري على ذلك وقوى هذه القراءة فقال: إن أبا جعفر إمام كبير أخذ قراءته عن مثل ابن عباس وغيره، وهو لم ينفرد بهذه القراءة؛ بل قد قرأه بها غيره من السلف، وروينا عن قتيبة عن الكسائي من طريق أبي خالد، وقرأ بها أيضًا الأعمش، وقرأنا له بها، ثم قال: وإذا ثبت مثله في لغة العرب فكيف ينكر (النشر 2/ 210، 211).

(4)

روى هبة الله وغيره عن ابن وردان في {الملائكة اسجدوا} إشمام كسرتها ضمًّا، وقد أشار إلى ذلك الإمام ابن الجزري في طيبة النشر حيث قال:

والإشمام خفت خلفًا

ووجه الإشمام الإشارة إلى الضم تنبيهًا على أن همزة الوصل المحذوفة مضمومة حالة الابتداء، ووجه الضم أنهم استثقلوا الانتقال من كسر إلى ضم إجراء الكسرة اللازمة مجرى العارضة وهذه لغة أزد شنوءة، وعللها أبو البقاء بأنه نوى الوقف على التاء فسكنها ثم حركها بالضم اتباعًا لضمة الجيم، وهذا من إجراء =

ص: 235

قوله تعالى: {أَأَسْجُدُ} [61] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية، وعن هشام في الثانية التحقيق والتسهيل، والباقون بتحقيقها، وأدخل بينهما ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وهشام، والباقون بغير إدخال، وإذا وقف حمزة سهل الهمزة الثانية، وحققها- أيضًا- لأنه متوسط بزائد، وله- أيضًا- إبدالها

(1)

.

قوله تعالى: {لِمَنْ خَلَقْتَ} [61] قرأ أبو جعفر: بإخفاء النون الساكنة عند الخاء

(2)

.

وقوله تعالى: {أَرَأَيْتَكَ} [62] قرأ نافع، وأبو جعفر: تسهيل الهمزة بعد الراء، وعن ورش- أيضًا- إبدالها ألفًا، وأسقطها الكسائى، وإذا وقف حمزة، سهلها؛ كنافع، وأبدلها أيضًا

(3)

.

والباقون بالتحقيق

(4)

.

قوله تعالى: {لَئِنْ أَخَّرْتَنِ} [62] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بإثبات الياء بعد النون في الوصل، وقرأ ابن كثير، ويعقوب: بإثباتها وقفًا ووصلًا

(5)

، وقرأ الباقون بحذفها وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {اذْهَبْ فَمَنْ} [63] قرأ أبو عمرو، والكسائي: بإدغام الباء الساكنة في

= الوصل مجرى الوقف (انظر: شرح طيبة النشر للنووي 4/ 16، 17).

(1)

وحجة من أدخل بين الهمزتين ألفًا أن الاستثقال مع التخفيف باق، إذ المخففة بزنتها محققة. وحجة من سهل بدون إدخال الألف ممن خفف الهمزة الثانية هو استثقال الهمزة المفردة فتكريرها أعظم استثقالًا وعليه أكثر العرب. وأيضًا لما رأى أن العرب وكل القراء قد خففوا الهمزة الثانية إذا كانت ثانية استثقالًا كان تخفيفها إذا كانت متحركة أولى، لأن المتحرك أقوى من الساكن وأثقل فيصير النطق {أَأَنْذَرْتَهُمْ} (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 73، والنشر 1/ 359).

(2)

سبق في {فَسَيُنْغِضُونَ} .

(3)

واختلف عن ورش من طريق الأزرق فأبدلها بعضهم عنه ألفًا خالصة مع إشباع المد للساكنين وهو أحد الوجهين في الشاطبية والأشهر عنه التسهيل كالأصبهاني وعليه الجمهور وهو الأقيس وقرأ الكسائي يحذف الهمز في ذلك كله (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 79).

(4)

والتحقيق هو توفية كل حرف حقه من حركته ونصيبه من الأعراب؛ إذ كانت الهمزة حرفًا من حروف المعجم فيلزمها من الحركة ما يلزم سائر الحروف، لذا جاءوا بكل همزتين مجتمعتين على هيئتهما إرادة للتبيين والنطق بكل حرف من كتاب الله على جهته من غير إبدال ولا تغيير (انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص: 91، وشرح طيبة النشر للنويري 4/ 9، والمبسوط في القراءات العشر ص: 126).

(5)

سبق قريبًا.

ص: 236

الفاء، واختلف عن هشام وخلاد

(1)

، وقرأ الباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {وَرَجِلِكَ} [64] قرأ حفص بكسر الجيم

(2)

.

والباقون بإسكانها

(3)

.

قوله تعالى: {أَفَأَمِنْتُمْ} [68] قرأ الأصبهاني بتسهيل الهمزة، والباقون بالهمز

(4)

(1)

فيصير النطق {يَغْلِفَّسَوفَ} وقعت الباء الساكنة عند الفاء في خمسة مواضع {يَغْلِبْ فَسَوْفَ} {تَعْجَبْ فَعَجَبٌ} {اذْهَبْ فَمَنْ} {فَاذْهَبْ فَإِنَّ} {يَتُبْ فَأُولَئِكَ} فأدغمها في الخمسة المذكورة أبو عمرو وهشام وخلاد والكسائي وافقهم الأربعة إلا أنه اختلف عن هشام وخلاد، فأما هشام: فالإدغام له من جميع طرقه رواه الهذلي ورواه القلانسي من طريق الحلواني وابن سوار من طريق المفسر عن الداجوني عنه، والإظهار في الشاطبية كأصلها كالجمهور وعليه جميع المغاربة، وأما خلاد: فالإدغام عنه ذكره الهذلي ومكي والمهدي كالجمهور وعليه جميع المغاربة والإظهار عليه جمبع العراقيين وخص بعض المدغمين الخلاف عن خلاد بقوله تعالى {يَتُبْ فَأُولَئِكَ} بالحجرات الآية 11 كالشاطبي والداني وفي العنوان إظهاره فقط، قال ابن الجزري:

إدغام باء الجزم في الفا (لـ) ي

(قـ) ـلا خلفهما (ر) م (حـ) ز

ووجه الإدغام: اشتراكهما في بعض المخرج، وتجانسهما في الانفتاح والاستفال (النشر 2/ 8 - 10، شرح طيبة النشر 3/ 21، 22، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 42، التيسير ص 44، السبعة ص 121).

(2)

قال ابن الجزري:

ورجلك اكسر ساكنا (عـ) ـد

وحجة من كسر الجيم أنه لغة في "رجل"، يقال: رَجل ورَجِل لِلراجل فيسكنون استخفافًا، ورَجل صفة إذا كان بمعنى راجل، والصفة إذا أتت على "فَعْل" جاز فيها "فعِل"، يقال: نَدْس ونَدِس، حَذْر وحَذِر، فعلى هذا قالوا في "رجل" الذي هو صفة بمعنى "راجل" رجل، كما قالوا: ندِس. فـ "رَجِلك" واحد يراد به الكثرة. (شرح طيبة النشر 4/ 434، النشر 2/ 308، السبعة ص 406، التيسير ص 140).

(3)

وحجة من قرأ بالإسكان أنه جمع "راجلًا" على "رجل" كـ "صاحب وصحب وراكب وركب وتاجر وتجر".

وقد قالوا: رجل ورجال، كما قالوا: صاحب وصحاب، وقالوا راجل ورجلي وراجل ورجال. ويجوز أن تكون قراءة من أسكن مثل قراءة من كسر الجيم، إلا أنه أسكن الكسرة استخفافًا، فتتفق القراءتان (شرح طيبة النشر 4/ 434، النشر 2/ 308، السبعة ص 406، التيسير ص 140، الحجة في القراءات السبع 193، وزاد المسير 5/ 58، وتفسير ابن كثير 3/ 49، وتفسير غريب القرآن 258).

(4)

إذا جاءت الهمزة مفتوحة وقبلها مفتوح في كلمة في الأصبهاني يسهل الهمزة خاصة همزة {لَأَمْلَأَنَّ} بالأعراف وهود والسجدة، وص، و {وَاطْمَأَنُّوا بِهَا} بيونس، و {اطْمَأَنَّ بِهِ} بالحج، و {كَأَنْ لَمْ} و {كَأَنَهُنَّ} و {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} و {إن لم تكن} و {كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا} ، {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ} و {أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} و {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا} ، قال ابن الجزري:

وعنه سهل اطمأن وكأن

أخرى فأنت فأمن لأملأن

شرح طيبة النشر 2/ 287).

ص: 237

، واذا وقف حمزة سهلها.

قوله تعالى: {أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ

أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ} [68] {أَنْ يُعِيدَكُمْ

فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ} [69] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: بالنون في الأربعة

(1)

، والباقون بالياء التحتية.

قوله تعالى: {مِنَ الرِّيحِ} [69] قرأ أبو جعفر بفتح الياء وألف بعدها؛ على الجمع

(2)

، والباقون بإسكان الياء ولا ألف بعدها؛ على التوحيد.

قوله تعالى: {فَيُغْرِقَكُمْ} [69] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: بالنون

(3)

، وقرأ

(1)

قال ابن الجزري:

........ نخسفا

وبعده الأربع نون (حـ) ـز (د) فا

قوله: {أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ} و {يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ} ، {أَنْ يُعِيدَكُمْ} ، {فَيُرْسِلَ} ، {فَيُغْرِقَكُمْ} قرأ المذكورون، بالنون في الخمس الكلمات، على الأخبار من الله جل ذكره عن نفسه، وهو من الخروج من الغيبة إلى الأخبار. وقد مضت نظائره بحجته. وقرأ الباقون بالياء، ردوه على لفظ الغيبة التي قبله، وذلك قوله:{ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} "67" وقوله: {فَلَمَّا نَجَّاكُمْ} ، وقوله:{رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي} "66" وقوله: {مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ} ، ليأتلف الكلام اَخره مع أوله، فذلك أحسن في المطابقة.

(شرح طيبة النشر 4/ 434، النشر 2/ 308، المبسوط ص 270).

(2)

اختلف في قراءة لفظ {الرِّيَاحِ} في القرآن الكريم؛ فقرأ حمزة وخلف {الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} في الحجر بالتوحيد وقرأ ابن كثير، وحمزة والكسائي وخلف {يُرْسِلُ الرِّيَاحَ} بالأعراف وثاني الروم، والنمل، و {أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} بفاطر بالتوحيد أيضًا، وكذا قرأ ابن كثير لفظ {أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} في الفرقان، وقرأ نافع وأبو جعفر {اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ} في إبراهيم، و {يُسْكِنِ الرِّيحَ} بالشورى بالجمع فيهما، وقرأ أبو جعفر أيضًا {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ} بص، و {الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي} بالأنبياء، و {قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ} بالإسراء، و {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ} بسبأ واختلف عنه في {أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ} فروى ابن مهران وغيره من طريق ابن شبيب عن الفضل عن ابن وردان بالجمع وكذلك روى الجوهري والمغازلي من طريق الهاشمي عن إسماعيل عن ابن جماز كلاهما عنه بالجمع، واتفق الجميع على قراءة {الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} أول الروم بالجمع، وتوحيد {الرِّيحَ الْعَقِيمَ} ، قال ابن الجزري:

والريح هم كالكهف مع جاثية توحيدهم

حجر (فتى) الأعراف ثاني الروم مع

فاطر نمل (د) م (شفا) الفرقان (د) ع

واجمع بإبراهيم شورى (إ) ذ (ثـ) ـنا

وصاد الاسرى سبا (ثـ) ـنا

وحجتهم في الجمع: أن الواحد يدل على الجنس فهو أعم كما تقول كثر الدرهم والدينار في أيدي الناس إنما تريد هذا الجنس، قال الكسائي: والعرب تقول جاءت الريح من كل مكان، فلو كانت ريحًا واحدة جاءت من مكان واحد فقولهم {مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} وقد وحدوها تدل على أن بالتوحيد معنى الجمع (شرح طيبة النشر 4/ 76، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 118، السبعة ص 173).

(3)

والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعله من إخبار الله عن نفسه، وذلك للتعظيم على الالتفات ومناسبة لـ {عَلَيْنَا} ، كأنه لما أتى الكلام عقيبه بلفظ الجمع جعل ما قبله على لفظه ليأتلف نظام الكلام على لفظ واحد (شرح طيبة النشر 4/ 76، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 118، السبعة ص 173).

ص: 238

أبو جعفر، ورويس بالتاء الفوقية

(1)

، واختلف عن ابن وردان في فتح الغين وتشديد الراء. والباقون بالياء التحتية

(2)

.

قوله تعالى: {أَعْمَى

فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى} [72] قرأ حمزة، والكسائي، وشعبة، وخلف: بالإمالة محضة في الموضعين

(3)

. وافقهم أبو عمرو، ويعقوب على إمالة الأول دون الثاني، وقرأ نافع فيهما بالفتح وبين اللفظين

(4)

، الباقون بالفتح فيهما.

قوله تعالى: {خِلَافَكَ} [76] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وشعبة، وروح- بخلاف عنه-: بفتح الخاء وإسكان اللام

(5)

، والباقون بكسر الخاء وفتح اللام وألف بعدها. وبالوجهين قرأ روح.

قوله تعالى: {مِنْ رُسُلِنَا} [77] قرأ أبو عمرو بإسكان السين

(6)

، والباقون بضمها

(7)

.

(1)

قال ابن الجزري:

يغرقكم منها فأنت (ثـ) ـق (غـ) ـنا

وحجتهم أن الريح مؤنث. (شرح طيبة النشر 4/ 76، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 118، السبعة ص 173).

(2)

وحجة من قرأ بالياء إخبارًا عن الله، وحجتهم أن الكلام ابتدئ به بالخبر عن الله بلفظ التوحيد فقال {الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ} وقال {ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} فجعلوا ما أتى عقيبه من الكلام جاريًا على معناه لأن القصة واحدة والكلام يتبع بعضه بعضًا ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلًا (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 407، شرح طيبة النشر 4/ 76، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 118، السبعة ص 173).

(3)

سبق بيانه قريبًا (النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(4)

وهي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

قال ابن الجزري:

خلف كفي خلافك (ا) تل

(صـ) ـف (ثـ) ـنا

{خِلافك} بكسر الخاء وبألف بعد اللام. و بغير الألف وفتح الخاء وهما لغتان بمعنى واحد. وحكى الأخفش ان {خلافك} بمعنى {خلفك} ومعنى "خلفك" و"خلافك" بَعْدك، وفي الكلام حذف مضاف تقديره: وإذًا لا يلبثون بعد خروجك إلا قليلًا، وهو بمنزلة قوله:{بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ} "التوبة 81" أي خلف خروج رسول الله، إن جملت "خلافط ظرفًا، وإن جعلته اسمًا لم تُقدر حذفًا، و"المقعد" بمعنى القعود (شرح طيبة النشر 4/ 76، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 118، السبعة ص 173).

(6)

يقرأ أبو عمرو {رُسُلُنَا} و {رُسُلُكُمْ} و {رُسُلُهُمْ} و {سُبُلَنَا} إذا كان بعد اللام حرفان بإسكان السين والباء حيث وقع وكذلك مذهبه في سبلنا فإذا كان بعد اللام حرف ضم السين مثل رسله. وحجته: أنه استثقل حركة بعد ضمتين لطول الكلمة وكثرة الحركات فأسكن السين والباء فإذا قصرت الكلمة لم يسكن السين.

(7)

وحجتهم أن بناء فعول وفعيل على فعل بضم العين في كلام العرب ولم تدع ضرورة إلى إسكان الحرف=

ص: 239

قوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ} [82] قرأ أبو عمرو، ويعقوب: بإسكان النون، وتخفيف الزاي

(1)

، والباقون بفتح النون وتشديد الزاي.

قوله تعالى: {وَنَأَى} [83] قرأ أبو جعفر، وابن ذكوان بألف بعد النون وبعدها همزة

(2)

، وقرأ الباقون بالهمزة قبل الألف

(3)

.

وأمال الألف محضة: حمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة، والسوسي- بخلاف عنه- وقرأ نافع بين اللفظين، والباقون بالفتح، وأمال النون: الكسائي، وخلف عن حمزة، وعن نفسه، واختلف عن شعبة، والباقون بالفتح

(4)

.

= فتركوا الكلمة على حق بنيتها (التيسير في القراءات السبع- الداني 1/ 85، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 225).

(1)

خفف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب زاي {نُنَزِّلُ} بعد إسكان نون المضارع بغير الهمز المضموم الأول المبني للفاعل أو المفعول حيث جاء فى القرآن الكريم إلا ماض مفصلًا نحو: {أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ} أو {أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ} و {نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ} فخرج بالمضارع الماض نحو {مَا نَزَّلَ اللَّهُ} وبغير الهمز نحو:

{سَأُنْزِلُ} وبالمضموم الأول نحو {وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ} وأجمعوا على التشديد في توله {وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} اختص ابن كثير بتخفيف الزاي في {يُنَزِّلَ آيَةً} وقرأ يعقوب {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ} بالنحل شددًا، وقرأ ابن كثير {يُنَزِّلَ} و {تُنَزَّلَ} و {نُنَزِّلُ} بالتخفيف في جميع القرآن إلا في سورة الإسراء 82 {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ} والإسراء 93 {حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا} فإنه يشددهما. قال ابن الجزري:

بنزل كلَّا خف (حق)

لا الحجر والأنعام أن ينزل (د) ق

(2)

قال ابن الجزري عن قراءة أبي جعفر وابن ذكوان:

نأى ناء معا (مـ) ـنه (ثـ) ـبا

وحجة من قرأ بهمزة بعد الألف: أنه جعلها على القلب، قلب الألف المنقلبة عن ياء، وهيِ لام الفعل، في موضع الهمزة، وهي عين الفعل، فكان وزنه قبل القلب "فعَلَ" فصار وزنه بعد القلب "فَلع" وقد قالوا: رأى وراء، وهو مثله في القلب. (النشر 2/ 309، شرح طيبة النشر 4/ 437).

(3)

احتج من قرأ بهمزة قبل الألف، وهو الأصل، لأنه "فعل" من "النأي" وهو البعد (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 361، زاد المسير 5/ 80، وتفسبر غريب القرآن 260، وتفسير النسفي 2/ 325).

(4)

اختلف في {وَنَأَى بِجَانِبِهِ} الآية 83 هنا وفصلت الآية 51 فابن ذكوان وأبو جعفر بتقديم الألف على الهمز على وزن شاء من ناء ينوء نهض. وقرأ الباقون بتقديم الهمزة على حرف العلة على وزن من النأي وهو البعد، وأمال الهمزة والنون في الموضعين الكسائي وخلف عن حمزة وعن نفسه، وأمال الهمزة فقط فيهما خلاد، وبالفتح والتقليل الأزرق في الهمزة فقط في الموضعين مع فتح النون، وأمال شعبة الهمزة فقط في الإسراء فقط هذا هو المشهور منه، واختلف منه في النون من الإسراء فروي منه إمالتها مع الهمزة وروي عنه فتحها وإمالة الهمزة. أما إمالة الهمزة فى السورتين عن شعبة وكذا الفتح له فى السورتين فكل منهما انفرادة ولذا أسقطهما من الطيبة واقتصر على ما تقدم وهو الذي قرأنا به وكذا ما انفرد به فارس بن أحمد في أحد وجهيه عن السوسي من إمالة الهمزة في الموضعين وتبعه أن الشاطبي، قال في النشر: وأجمع الرواة عن=

ص: 240

قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا} [الإسراء: 89] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإدغام دال "قد" في الصاد.

والباقون بالأظهار

(1)

.

قوله تعالى: {حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا} [الإسراء: 90] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب: بفتح التاء الفوقية، هاسكان الفاء، وضم الجيم مخففة

(2)

.

والباقون بضم التاء الفوقية، وفتح الفاء، وكسر الجيم مشددة

(3)

، ولا خلاف في الحرف الثاني في التشديد، وهو:"فَتُفَجِّرَ الأَنهَارَ".

قوله تعالى: {كِسَفًا} [الإسراء: 92] قرأ نافع، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر: بفتح السين

(4)

.

= السوسي من جميع الطرق على الفتح لا نعلم بينهم في ذلك خلافًا ولذا لم يعول عليه في الطيبة في محله وإن حكاه بقيل آخر الباب منها ويوقف عليها لحمزة بوجه واحد وهو بين بين ولا يصح سواه كما في النشر، قال ابن الجزري عن قراءة أبي جعفر وابن ذكوان:

نأى ناء معا (مـ) ـنه (ثـ) ـبا

وقال عن الإمالة:

نأى الإسرا (صـ) ـف مع خلفه وفيهما (ضـ) ـف

(ر) وى

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 361).

(1)

سبق قريبًا.

(2)

قال ابن الجزري:

تفجر في في الأولى كتقتل (ظـ) ـبا

كفى

وحجة من خفف أنه حمله على اللفظ. وذلك أنه لما كان الينبوع الذي سألوه واحدًا خالف قوله: {فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ} لكون الأنهار كثيرة، فوجب تخفيف الأول لما أتى بعد، من التوحيد، وتشديد الثاني لما أتى بعده من الكثرة، تقول: فجرت النهر وفجرت الأنهار. وقد أجمعوا على التخفيف في قوله: {فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} [البقرة: 60] و"انفجر" مطاوع "فجرته"(شرح طيبة النشر 4/ 437، النشر 2/ 309، المبسوط ص 271، التيسير ص 141، السبعة ص 384).

(3)

وحجة من شدّد أنه حمله على المعنى، وذلك أنهم سألوه كثرة الانفجار من الينبوع، كأنه يتفجر مرة بعد مرة، فشدّد ليدل التشديد على تكرير الفعل، وقد أجمعوا على التشديد في قوله:{فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ} "الإسراء 91"(شرح طيبة النشر 4/ 437، النشر 2/ 309، المبسوط ص 271، التيسير ص 141، السبعة ص 384، وزاد المسير 5/ 86، وتفسير النسفي 2/ 327).

(4)

اختلف في {كِسَفًا} الآية 92 في النحل، في الشعراء الآية 187 والروم الآية 48 وسبأ الآية 9 فنافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر بفتح السين هنا خاصة جمع كسفة كقطعة وقطع والباقون بإسكانها جمع كسفة أيضًا =

ص: 241

والباقون بالإسكان

(1)

.

قوله تعالى: {حَتَّى تُنَزِّلَ} [الإسراء: 93] قرأ أبو عمرو، ويعقوب: بإسكان النون، وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون، وتشديد الزاي

(2)

.

قوله تعالى: {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي} [الإسراء: 93] قرأ ابن كثير، وابن عامر: بفتح القاف وألف بعدها، وفتح اللَّام؛ على الخبر

(3)

.

والباقون بضم القاف وإسكان اللَّام؛ على الأمر

(4)

.

قوله تعالى: {إِذْ جَاءَهُمُ} [الإسراء: 94] قرأ أبو عمرو، وهشام: بإدغام ذال "إذ" في الجيم، والباقون بالإظهار

(5)

.

= كسدرة وسدر، واتفقوا على إسكان {يَرَوْا كِسْفًا} بالطور لوصفه بـ {سَاقِطًا} ، قال ابن الجزري:

.... وكسفا حركن (عم)

(نـ) ـفس والشعرا سبا (عـ) ـلا الروم عكس

(مـ) ـن (لـ) ـي بخلف (ثـ) ـق

وحجة من فتح أنه جعله جمع "كِسْفة"، والكسفة القطعة، "والكَسف" بالفتح المصدر، و"الكسْف" الاسم كالطِّحن والطِّحن، فالمعنى: أو تسقط السماء علينا قطعًا، أي قطعة بعد قطعة.

(شرح قطعة النشر 4/ 437، النشر 2/ 309 التيسير ص 141، السبعة ص 384، غيث النفع ص 270).

(1)

وحجة من أسكن أنه جعله اسمًا مفردًا كالطحن اسم الدقيق، فيكون المعنى: أو تسقط السماء علينا قطعة واحدة تُظلّلُنا. ويجوز أن يكون "الكسْف" بالإسكان جمع كسفة، كتمْرة وتمر، فيكون في المعنى كقراءة من فتح بمعنى: قطعا، ونصب {كِسْفًا} على الحال من السماء، إذ لا يتعدى بـ"تسقط". فالمعنى: أو تسقط السماء علينا مقطعة او قطعًا (شرح طيبة النشر 4/ 437 زاد المسير 5/ 87، وتفسير ابن كثير 3/ 64، والنشر 2/ 297، وتفسير غريب القرآن 261، التيسير ص 141، السبعة ص 384، غيث النفع ص 270).

(2)

سبق قبل قليل.

(3)

قال ابن الجزري:

وقل قال (د) نا (كـ) ـم

والحجة لمن قرأه على الأمر أنه أراد ما لفظ به جبريل عليه السلام فكأنه قال قل يا محمد تنزيهًا لله ربي من قولكم، والحجة لمن أتى به على الإخبار أنه أتى به على الحكاية عن الرسول عليه السلام وهي بالألف في مصاحف أهل مكة والشام (شرح طيبة النشر 4/ 437، النشر 2/ 309، المبسوط ص 272، السبعة ص 385، التيسير ص 141، المصاحف 40، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 221).

(4)

وحجة من قرأ بضم الكاف وإسكان اللَّام، أنه للمخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم (شرح طيبة النشر 4/ 437، النشر 2/ 309 المبسوط ص 272، السبعة ص 385، التيسير ص 141، المصاحف 40، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 221).

(5)

وهذه قاعدة مطردة في القرآن الكريم؛ أن أبا عمرو وهشامًا يقرآن بإدغام ذال إذ في الجيم قولًا =

ص: 242

قوله تعالى: {فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ} [الإسراء: 97] قرأ أبو عمرو، والكسائيّ، وقالون، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(1)

، والباقون بالضم. وأثبت الياء بعد الدَّال -في الوصل - نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وقرأ يعقوب بإثباتها وقفًا ووصلًا، والباقون بحذفها وقفًا ووصلًا.

فوله تعالى: {كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ} [الإسراء: 97] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإدغام التاء في الزاي

(2)

، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا} [الإسراء: 98] قرأ نافع، والكسائي، ويعقوب: بالاستفهام في الأول، والخبر في الثاني، وقرأ ابن عامر، وأبو جعفر: بالخبر في الأول، والاستفهام في الثاني، والباقون بالاستفهام فيهما، فنافع، ورويس في الأول: بهمزتين، الأولى محققة والثانية مسهلة، وأدخل بينهما ألفًا قالون، ولم يدخل ورش، ورويس.

والكسائي بهمزتين محققتين، وكذا روح من غير إدخال بينهما، وفي الثاني بهمزة

= واحدًا، وأن الباقين يقرأون بإظهارها، قال ابن الجزري:

إذ في الصفير وتجد أدغم (حـ) ـلا

(لـ) ـي

ووجه الإظهار أنه الأصل، ووجه الإدغام التشارك في بعض المخرج ووجه الإظهار بعد المخرج، ووجه التفرقة الجمع بين اللغات (شرح طيبة النشر 3/ 3، 4).

(1)

سبق بيان ما فيه في آخر سورة النحل (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93).

(2)

اختلف في تاء التأنيث عند ستة أحرف وهي: الجيم والظاء المعجمتان، والثاء المثلثة وحروف الصفير الثلاثة، أما التاء مع الجيم مثل {نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ} ، و {وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} ، وأما التاء مع الظاء مثل {حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا} و {حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا} و {كَانَتْ ظَالِمَةً} ، وأما التاء مع الثاء فمثل:{بَعِدَتْ ثَمُودُ} و {كَذَّبَتْ ثَمُودُ} ، و {رَحُبَتْ ثُمَّ} ، وأما التاء مع الزاي مثل {خَبَتْ زِدْنَاهُمْ} وأما التاء مع الصاد فمثل:{حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} و {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ} ، وأما التاء مع السين فنحو {أَنْبَتَتْ سَبْعَ} و {أَقَلَّتْ سَحَابًا} و {مَضَتْ سُنَّتُ} و {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ} و {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ} و {أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} اثنان بالتوبة واثنان بمحمد و {وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ} و {فَكَانَتْ سَرَابًا} ، فأدغم هذه الستة حمزة والكسائي وأبو عمرو وورش من طريق الأزرق عنه فعنه، وخلف البزار فيها جميعًا عدا الثاء، واختلف عن هشام في تاء التأنيث مع السين والجيم والزاي؛ فروى الإدغام فيها الداجوني عن شيخه عن ابن نفيس، ومن طريق الطرسوسي كلاهما عن السامري عنه، وبه قطع لهشام وحده في العنوان والتجريد، وأظهرها عن الحلواني من جميع طرقه إلا من طريق أبي العز، قال ابن الجزري:

وتاء تأنيث بجيم الظا وثا

مع الصفير ادغم (رضى)(حـ) ـزو (جـ) ـثا

بالظا وبزار بغير الثا و (كـ) ـم

بالصاد والظا وسجز خلف (لـ) زم

كهدمت والثا (لـ) ـنا والخلف (مـ) ـل

مع أنبتت لا وجبت وإن نقل

(شرح طيبة النشر 3/ 11، 12).

ص: 243

واحدة مكسورة، وابن كثير فيهما بهمزتين، الأولى محققة، والثانية مسهلة من غير إدخال بينهما؛ وكذا أبو عمرو، إلا أنه يدخل بينهما ألفًا فيهما، وابن عامر، وأبو جعفر في الأول بهمزة واحدة مكسورة، وفي الثانية بهمزتين الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة، وسهل الثانية أبو جعفر، وأدخل بينهما ألفًا وحققهما ابن عامر، إلا أن هشامًا أدخل بينهما -بخلاف عنه-، وابن ذكوان لم يدخل، والباقون بهمزتين محققتين من غير إدخال بينهما

(1)

.

قوله تعالى: {لَا رَيْبَ فِيهِ} [الإسراء: 99] قرأ حمزة بالمد على .. بخلاف عنه

(2)

والباقون بغبر مد.

قوله تعالى: {رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا} [الإسراء: 100] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر -في الوصل-: بفتح الياء

(3)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الإسراء: 101] قرأ ابن كثير، والكسائي، وخلف: بفتح السين ولا همز بعدها

(4)

. والباقون بإسكان السين وهمزة مفتوحة بعدها

(5)

. وسهل الهمزة

(1)

سبق بيان ما فيه قبل عدة صفحات بما أغنى عن إعادته هنا (وانظر: شرح طيبة النشر 2/ 236 - 240 الكشف في وجوه القراءات 2/ 22).

(2)

يمد حمزة بخلف عنه {لا} النافية لكنه لا يبلغ بهذا المد حدَّ الإشباع بل يقتصر فيه على التوسط (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 126).

(3)

وقعت ياء الإضافة قبل همزة القطع المكسورة في واحد وستين موضعًا بالقرآن الكريم اختلف منها في اثنتين وخمسين ياء نحو {مِنِّي إِلَّا} {أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} وفتح هذا النوع نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر، قال ابن الجزري:

واثنان مع خمسين مع كسر عني

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 147).

(4)

قرأ المذكورون لفظًا و {اسأل} وما جاء من لفظه مثلًا {وَاسْأَلُوا اللَّهَ} - {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} - {فَاسْأَلِ الَّذِينَ} - {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ} - {فَاسْأَلُوهُنَّ} بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها؛ وذلك إذا كانت الكلمة فعل أمر وقبل السين واو أو فاء، قال ابن الجزري:

وسل (روى)(د) م كيف جا

والحجة لمن ترك الهمز أنه لما اتفقت القراء والخط على حذف الألف من قوله {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} وكان أصله (أسأل) في الأمر فنقلوا فتحة الهمزة إلى السين فغنوا عن ألف الوصل لحركتها، وسقطت الهمزة المنقولة الحركة لسكونها بالتليين وسكون لام الفعل فلما تقدمت الواو بقي الكلام على ما كان عليه قبل دخولها (النشر 1/ 414، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 123).

(5)

والحجة لمن همز أن الهمزة إنما تسقط فيما كثر استعماله من الأفعال في الأمر فإذا تقدمت الواو عادت الهمزة إلى أصلها ودليله قوله تعالى {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ} فاتفاقهم على همز ذلك يدل على ثبات الهمز في هذا وما ماثله (النشر 1/ 414، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 123).

ص: 244

من "إسرائيل" بعد الراء: أبو جعفر مع المد والقصر، وقرأ ورش بمد الهمزة بعد الألف وقصرها. والباقون بالتحقيق وقصرها.

قوله تعالى: {إِذْ جَاءَهُمْ} [الإسراء: 101] قرأ أبو عمرو، وهشام: بإدغام ذال "إذ" في الجيم، والباقون بالإظهار

(1)

.

وأمال الألف بعد الجيم: حمزة وابن ذكوان وخلف

(2)

، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر، وله -أيضًا- إبدالها ألفًا مع المد والقصر

(3)

.

قوله تعالى: {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا} [الإسراء: 102] قرأ الكسائي بضم التاء

(4)

. وقرأ الباقون بالفتح

(5)

.

قوله تعالى: {هَؤُلَاءِ إِلَّا} [الإسراء: 102] قرأ قالون، والبزي: بتسهيل الهمزة الأولى من المكسورتين مع المد والقصر، وقرأ ورش، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس: بتسهيل الثانية بعد تحقيق الأولى. وعن ورش

(6)

وقنبل وجه آخر، وهو إبدال الثانية حرف مد، والباقون بتحقيقهما. وإذا وقف حمزة على "هَؤُلاءِ" فله في الهمزة الأولى التسهيل مع المد والقصر، وله -أيضًا- إبدالها واوًا مع المد والقصر، وله -أيضًا- تحقيقهما فهذه خمسة

(1)

تقدم قريبًا في الآية 94. ووجه الإظهار أنه الأصل، ووجه الإدغام التشارك في بعض المخرج ووجه الإظهار بعد المخرج، ووجه التفرفة الجمع بين اللغات (شرح طيبة النشر 3/ 3، 4).

(2)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شاء} و {جاء} و {زاد} {خاب} في طه 61 فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

(3)

قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحو {شُرَكَاؤُنَا} {جَاءُوا} . فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة منه ومكسورها مما رسم فيه صورة الهمزة واوًا وياءً الإبدال بهما محضين مع المد والقصر وهو شاذ لا أصل له في العربية (شرح طيبة النشر 2/ 391، 392).

(4)

قال ابن الجزري:

وعلمت ما بضم التا (ر) نا

وحجة من ضم التاء أن موسى عليه السلام أخبر بذلك عن نفسه بصحة ذلك عنده، وأنه لا شك عنده، في أن الذي أنزل الآيات هو رب السماوات.

(5)

وحجة من فتح التاء أن فرعون، ومن معه، قد علِموا صحة ما أتاهم به موسى، ولكن جحدوا ذلك معاندة وتجبرًا، ودليل ذلك قوله تعالى ذكره:{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} [النمل: 14] أي: كفرًا وتجبرًا. وقال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106] فلذلك قال له موسى: {عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} لعلمه أنهم جحدوا ما علموا على تعمد، ويقوي فتح التاء على الخطاب قوله بعد ذلك:{وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ} ، فأتى بالكاف للخطاب، (شرح طيبة النشر 4/ 437، النشر 2/ 309، التيسير ص 141، السبعة ص 385، غيث النفع ص 276).

(6)

هي رواية ورش من طريق الأزرق.

ص: 245

أوجه، وله في الثانية المتطرفة إبدالها ألفًا مع المد والتوسط والقصر، وله -أيضًا- تسهيلها مع المد والقصر. فالحاصل: أن في الأولى خمسة، وفي الثانية خمسة؛ فتضرب خمسة في خمسة بخمسة وعشرين، ولهشام الخمسة في المتطرفة لا غير، والباقون بتحقيقهما، كما ذكر، وهم على مراتبهم

(1)

في المد

(2)

.

قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ} [الإسراء: 110]، قرأ عاصم، وحمزة -في الوصل-: بكسر اللَّام بعد القاف، والباقون بالضم

(3)

.

(1)

ما ذكره المصنف من إبدال الهمزة الأولى من هؤلاء واوًا لحمزة عند الوقف، قال ابن الجزري: إن ذلك لا يصح. وأما الأوجه المتواترة فيها ثلاثة عشر وجهًا، وهي: تحقيق الأولى: وتسهيلها بين بين مع المد والقصر، وفي الثانية الإبدال مع السكون المجرد وعليه القصر والتوسط والمد، والتسهيل بروم مع المد والقصر؛ فتصير الأوجه خمسة عشر وجهًا يمتنع منها وجهان في وجه بين بين وهما مد الأولى وقصر الثانية، وعكسه لتصادم المذهبين (النشر 1/ 487).

(2)

سهل الهمزة الأخيرة من الهمزتين المتفقتين مطلقًا رويس يعني من غير طريق أبي الطيب، وكذلك قنبل من طريق ابن مجاهد وهذا مذهب الجمهور عنه ولم يذكر عنه العراقيون وصاحب التيسير غيره، وكذا ذكره ابن سوار عنه من طريق ابن شنبوذ، وروى عنه عامة المصريين والمغاربة إبدالها حرف مد خالص فتبدل في حالة الكسر ياءً وفي حالة الضم واوًا ساكنة وهي الذي قطع به في الهادي والهداية والتجريد وهما في التبصرة والكافي والشاطبية وروى عنه ابن شنبوذ إسقاط الأولى مطلقًا كما ذكره، وأما ورش فلا خلاف عنه من طريق الأصبهاني في تسهيلها بين بين، واختلف عن الأزرق فروى عنه إبدال الثانية حرف مد جمهور المصريين ومن أخذ عنهم من المغاربة وهو الذي قطع به غير واحد منهم، كابن سفيان والمهدوي وابن الفحام، وكذا في التبصرة والكافي وروى عنه تسهيلها مطلقًا بين بين كثير منهم كأبي الحسن بن غلبون وابن بليمة وصاحب العنوان ولم يذكر في التيسير غيره، واختلفوا عنه في حرفين {هؤلاء} إن و {البغاء إن} فروى عنه كثير من رواة التسهيل جعل الثانية فيها ياء مكسورة وقال في التيسير: وقرأت به على ابن خاقان. قال وروى عنه ابن شيطا إجراؤهما لنظائرهما، وقد قرأت بذلك أيضًا على أبي الفتح، وأكثر مشيخة المصريين على الأول. وقرأ الباقون وهم ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وروح بتحقيق الهمزتين مطلقًا، قال ابن الجزري:

.... وقيل تبدل

مدًّا (ز) كا (جـ) ودًا وعنه هؤلا

إن والبغا إن كسر ياء أبدلا

وقال:

وسهل الأخرى رويس قنبل

ورش وثامن وقيل تبدل

وجه تخفيف الثانية أنها سبب زيادة الثقل فخصت وطردًا للباقين وجمعًا وهو مذهب الخليل وحكاه عن أبي عمرو، ووجه قلبها المبالغة في التخفيف وهو سماعي، ووجه الاختلاس مراعاة لأصلها، ووجه التحقيق الأصل (انظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص: 42، 43).

(3)

اختلف فيما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة ويبدأ الفعل الذى يلي الساكن الأول بالضم وأول الساكنين أحد حروف لتنود والتنوين فاللام نحو {قُلِ ادْعُوا} ، والتاء نحو {وَقَالَتِ اخْرُجْ} =

ص: 246

قوله تعالى: {أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} [الإسراء: 110] قرأ عاصم، وحمزة، ويعقوب -في الوصل-: بكسر الواو قبل همزة الوصل قبل الدَّال، والباقون بالضم

(1)

.

قوله تعالى: {الْحُسْنَى} [الإسراء: 110] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(2)

، وقرأ نافع بالإمالة بين بين

(3)

، وبالفتح، وقرأ أبو عمرو بالإمالة بين بين، والباقون بالفتح.

* * *

= والنون نحو {فَمَنِ اضْطُرَّ} - {أَنِ اغْدُوا} والواو {أَوِ ادْعُوا} والدال {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ} والتنوين {فَتِيلًا (49) انْظُرْ} فأبو عمرو بكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التقاء الساكنين. قال ابن الجزري:

والساكن الأول ضم

لضم همز الوصل واكسره (نـ) ـما

(فـ) ـز غيرقل (حـ) ـلا وغير أو (حـ) ـما

والخلف في التنوين وإن يجر

(ز) ن خلفه (مـ) ـز

(التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 198، السبعة ص 174).

(1)

انظر سابقه.

(2)

سبق قبل قليل.

(3)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

ص: 247

(الأوجه التي بين الإسراء والكهف)

وبين الإسراء والكهف من قوله تعالى: {وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} [الإسراء: 111] إلى قوله تعالى: {عَبْدِهِ الْكِتَابَ} [الكهف: 1] غير الأوجه المندرجة مائتا وجه وخمسة وثلاثون وجهًا

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: ستة وثلاثون وجهًا.

ورش: أربعة وعشرون وجهًا.

ابن كثير: ثمانية عشر وجهًا.

أبو عمرو: ثمانية وأربعون وجهًا، منها ستة وثلاثون وجهًا مندرجة مع قالون.

ابن عامر: أربعة وعشرون وجهًا.

عاصم: ثمانية عشر وجهًا.

حمزة ثلاثة أوجه.

الكسائي: ثمانية عشر وجهًا، وهي مندرجة مع ابن عامر.

أبو جعفر: ثمانية عشر وجهًا مندرجة مع قالون.

يعقوب: ثمانية وأربعون وجهًا، منها ستة وثلاثون وجهًا مندرجة مع قالون، واثنا عشر وجهًا مندرجة مع أبي عمرو.

خلف: ثلائة أوجه مندرجة مع ابن عامر.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 248

(سورة الكهف)

(1)

قوله تعالى: {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا} [الكهف: 1] سكت حفص على {عِوَجًا} -في الوصل- سكتة لطيفة، ولم ينون

(2)

.

والباقون في الوصل بالتنوين، وفي الوقف بغير تنوين

(3)

.

قوله تعالى: {مِنْ لَدُنْهُ} [الكهف: 2] قرأ شعبة بإسكان الدَّال وضم الشفتين بالإشمام وكسر النون والهاء ومدها في الوصل

(4)

، والباقون بضم الدَّال وإسكان النون وضم الهاء

(1)

هي سورة مكية، آياتها مِائَة وخمس حجازي، وشامي، وإحدى عشرة بصري (شرح طيبة النشر 5/ 3).

(2)

هناك كلمات أربع وردت في القرآن وهي {عِوَجًا} الآية 1 أول الكهف، و {مَرْقَدِنَا} بيس الآية 52 و {مَنْ رَاقٍ} بالقيامة الآية 27 {بَل رَانَ} بالمطففين الآية 14؛ فحفص بخلف عنه من طريقيه يسكت على الألف المبدلة من التنوين في {عِوَجًا} ثم يقول {قَيِّمًا} وكذا على الألف من {مَرْقَدِنَا} ثم يقول {هذا} وكذا على النون من {من} ثم يقول {راق} وكذا على اللام من {بل} ثم يقول {ران} والسكت هو الذي في الشاطبية كأصلها وروى عدمه الهذلي وابن مهران وغير واحد من العراقيين وغيرهم، وقد كان حفص يقف علي {عِوَجًا} وقفة خفيفة في وصله، وكذلك كان يقف على {مَرْقَدِنَا} في يس، وعلى {مَنْ} من قوله:{مَنْ رَاقٍ} [القيامة: 27] وعلى: {بَل} من قوله: {بَلْ رَانَ} [المطففين: 14] قال ابن الجزري:

وألفي مرقدنا وعوجا

بل ران من راق لحفص الخلف جا

وحجته في ذلك أنه اختار للقارئ أن يُبيِّن بوقفه على {عِوَجًا} أنه وقفٌ تام. فإن {قَيِّمًا} ليس بتابع في إعرابه لـ {عِوَجًا} ، إنما هو منصوب بإضمار فِعْل تقديره: أنزله قيمًا، وكذلك وقف على {مَرْقَدِنَا} ، ليبيّن أنّ هذا ليس بصفة لـ "المرقد"، وأنه مبتدأ، وليبيّن أنه ليس من قول الكفار، وأنّه من قول الملائكة مستأنف، وقيل: هو من قول المؤمنين للكفار. وكذلك وقف على {مَنْ} في: {مَنْ رَاقٍ} ، وعلى {بَلْ} في {بَلْ رَانَ} ليبيّن إظهار اللَّام والنون، لأنهما ينقلبان في الوصل راء، فتصير مدغمة في الراء بعدها، ويذهب لفظ اللَّام والنون. (شرح طيبة النشر 5/ 3، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 88).

(3)

ووجه من قرأ بالتنوين: أنه كلام متصل في الخط، وأن الإدغام فرع، فلا كراهية في (شرح طيبة النشر 5/ 3، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 88).

(4)

قال ابن الجزري:

من لدنه للضم سكن وأشم

واكسر سكون النون والضم (حـ) ـرم

وحجة من أسكن الدَّال أنها لغة للعرب يسكنون الدَّال. ومنهم من ينقل حركة الدَّال إلى اللَّام فيقولون "لُدْنْ" فيجتمع ساكنان الدَّال والنون، فيكسر النون فيقول "لدْنِ غدوة" وبعضهم يحرك الدَّال لالتقاء السَّاكِنَيْن مع فتح اللَّام فيقول:"لدَن" فيتبع الفتح الفتح، فأما الإشمام فإنه أشم الدَّال الضم، ليدل بذلك على أن أصلها الضمّ، والإشمام في هذا بغير صوت يُسمع، انما هو ضمّ الشفتين لا غير كالإشمام في الْوَقْف على: زيد =

ص: 249

مكسورة - في الوصل - إلا عند ابن كثير؛ فإنه على أصله بوصلها واو

(1)

.

قوله تعالى: {آثَارِهِمْ} [الكهف: 6] قرأ أبو عمرو والدوري -عن الكسائي-: بالإمالة محضة

(2)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(3)

، وقرأ قالون، وحمزة: بالفتح وبين اللفظين

(4)

.

والباقون بالفتح

(5)

.

قوله تعالى: {وَهَيِّئْ لَنَا} [الكهف: 10]{وَيُهَيِّئْ لَكُمْ} [الكهف: 16] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياء فيهما

(6)

؛ وكذا حمزة في الْوَقْف، والباقون بالهمزة ساكنة.

قوله تعالى: {آذَانِهِمْ} [الكهف: 11] قرأ الدوري -عن الكسائي- بالإمالة محضة

(7)

،

= وعمرو، المرفوعين. فكل إشمام في حرف سكن لا يُسمع، إنما هو ضمّ الشفتين لا غير. وكل إشمام في متحرك يُسمع كالإشمام في: قيل: وحِيل وسِيء، فأما كسر النون فإنه لمّا أسكن الدَّال كسر النون، لالتقاء السَّاكِنَيْن، فلما انكسرت النون كسرت الهاء لملاصقتها الكسرة، كما تكسر في "به" وصاحبيه، ووُصلت ياء على الأصل، إذ ليس قبل الهاء ساكن.

(1)

وحجة مَن ضمّ الدَّال أنه أتى بها على الأصل، وأسكن النون على الأصل إذ لا ضرورة تدعو الى حركتها.

وفي "لَدُن" لغات، وهي ظرف غير متمكن بمعنى "عند" وهو مبني على أصل البناء، وهو السكون كـ "كم، ومذ، وإذ"(النشر 2/ 310، شرح طيبة النشر 5/ 3، المبسوط ص 275، التيسير ص 142، السبعة ص 388 الغاية ص 194، كتاب سيبويه 1/ 130، 2/ 52، 56).

(2)

وقد أمالها أيضًا ابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسالي ووافقهم أبو عمرو، وقلله الأزرق، فيصير النطق {أبْصِيارَهُم} وحجة من أمال الألف: أن انتقال اللسان من الألف إلى الكسرة بمنزلة النازل من علو إلى هبوط فقربوا الألف بإمالتهم إياها من الكسر ليكون عمل اللسان من جهة واحدة (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 128، وحجة القراءات لابن زنجلة ص: 87).

(3)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

ما ذكره المؤلف عن قراءة قالون بالإمالة كلام خاطئ فليس لقالون إمالة.

(5)

واحتج من لم يمل بأن باب الألف هو الفتح دون غيره وأن ما قبل الألف لا يكون أبدًا إلا مفتوحًا لأنه تابع لها، فتركوها على بابها دون تغيير (حجة القراءات ص: 87).

(6)

إذا أتت الهمزة ساكنة في كلمة فإن أبا جعفر يقرأ هذا الضرب بالإبدال ولم يستثن من ذلك كله إلا كلمتين {أَنْبِئْهُمْ} بالبقرة، و {وَنَبِّئْهُمْ} بالحجر، واختلف عنه في {نَبِّئْنَا} بيوسف، وأطلق الخلاف عنه من الروايتين ابن مهران واتفق الرواة عنه على قلب الواو المبدلة من همز رؤيا والرؤيا وما جاء منه ياء وإدغامها في الياء التي بعدها وإذا أبدل {تؤوي} و {تؤويه} جمع يين الواوين مظهرا، قال ابن الجزري:

هيئ وجئت وكذا قرأت والكل ثق

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 76).

(7)

أمال الدروي فقط الألف الثانية من {آذَانِهِمْ} المجرورة وهو سبعة مواضع بالبقرة والأنعام والإسراء وموضعي الكهف وبفصلت ونوح و {آذَانِنَا} بفصلت، و {طُغْيَانِهِمْ} وخرج {طُغْيَانًا} و {بَارِئِكُمْ} =

ص: 250

والباقون بالفتح، وورش على أصله في الهمزة بالمد والتوسُّط والقصر.

قوله تعالى: {أَحْصَى} [الكهف: 12] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(1)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(2)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مِمَّنِ افْتَرَى} [الكهف: 15] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(3)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(4)

، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(5)

= موضعي البقرة، {وَسَارِعُوا} بآل عمران فقط، و {نُسَارِعُ لَهُمْ} و {يُسَارِعُونَ} سبعة مواضع اثنان بآل عمران وثلاثة بالمائدة وفي الأنبياء والمؤمنين، و {الْجَوَارِ} ثلاث بالشورى الآية 32 والرحمن الآية 24 والتكوير الآية 16، و {كَمِشْكَاةٍ} بالنور الآية 35، وأمال أيضًا لكن بخلف عنه {الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} بالحشر الآية 24 أجراه مجرى {بَارِئِكُمْ} كذا رواه عنه جمهور المغاربة وهو الذي في الشاطبية وغيرها ورواه عنه بالفتح منصوصًا أبو عثمان الضرير وهو الذي فيه أكثر الكتب والوجهان صحيحان عن الدوري كما في النشر، قال ابن الجزري:

رؤياك مع هداي مثواي توى

محياي مع آذاننا آذانهم

جوار مع بارئكم طغيانهم

مشكاة جبارين مع أنصاري

وباب سارعوا

(انظر طيبة النشر 4/ 9، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 106).

(1)

سبق بيانه قبل عدة صفحات.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ـف

وما به ها غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أركهمو ورد

(3)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد قرأ هؤلاء بإمالة كل ألف يائية أو مؤنثة أو للإلحاق متطرفة لفظًا أو تقديرًا، قبلها راء مباشرة، لفظًا عينًا كانت أو فاء نحو {أسرى - أراكم - افترى - اشترى - أرى - نرى - تراهم - يراك - تتمارى - يتوارى - يفترى - الثرى - القرى - مفترى - أسرى - حتَّى - أخراكم - الكبرى - ذكراهم - الشعرى - النصارى - سكارى} ، قال ابن الجزري:

أمل ذوات الياء في الكل شفا

وقال:

وفيما بعد راء حط ملا خلف

(شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، إتحاف فضلاء البشر ص 144).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عه فعنه.

(5)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم وهي {التوراة} فله فيها الفتح والتقليل، قال ابن الجزري:

توراة (جـ) د والخلف فضل بجلا

وله الإمالة والفتح في لفظ {هار} ، قال ابن الجزري:

هار (صـ) ـف (حـ) ـلا

(ر) م (بـ) ـن (مـ) لا خلفهما =

ص: 251

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مِرْفَقًا} [الكهف: 16] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر: بفتح الميم وكسر الفاء

(1)

، والباقون بكسر الميم وفتح الفاء

(2)

، ومن فتح الميم، فخم الراء، ومن كسر الميم رقق الراء.

قوله تعالى: {وَتَرَى الشَّمْسَ} [الكهف: 17] قرأ السوسي بإمالة الراء -في الوصل- بخلاف عنه

(3)

، والباقون بالفتح.

وفي الوقف أمال أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف محضة

(4)

، وورش بين بين، وقالون بالفتح وبين اللفظين، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {تَزَاوَرُ} [الكهف: 17] قرأ ابن عامر، ويعقوب: بإسكان الزاي، وتشديد الراء على وزن "تحمرّ"

(5)

، وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بفتح الزاي مخففة

= وله الفتح والتقليل في الياء من {يس} قال ابن الجزري:

وبين بين (فـ) ـي (أسف) خلفهما

وكذلك الهاء والياء أول مريم {كهيعص} قال ابن الجزري:

و (إ) ذ ها يا اختلف

(1)

قال ابن الجزري:

مرفقا اكسرن (عم)

والحجة لمن كسر الميم أنه جعله من الارتفاق.

(2)

والحجة لمن فتح أنه جعله من اليد وقيل: هما لغتان فصيحتان، حكى أبو عبيد: المَرفق ما ارتفقت به. قال: وبعضهم يقول: المِرفق، بكسر الميم، المصدر، كالمَرفق. وكان القياس فتح الميم في المصدر، لأنه فَعَل يفعُل، ولكنه جرى نادرًا كالمرجع والمَحيض. وقال الأخفش: مِرفَقا، بالكسر، هو شيء يرتفقون به و"مَرفقا" بالفتح اسم كالمسجد (النشر 2/ 310، شرح طيبة النشر 4/ 5، الغاية ص 194، التيسير ص 142، السبعة ص 388، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 224، وزاد المسير 5/ 116، وتفسير ابن كثير 3/ 75، والنشر 2/ 298، وتفسير النسفي 3/ 5، وأدب الكاتب 445).

(3)

هناك قاعدة مطردة تخص السوسي في هذه المسألة، وهي أَنَّهُ يقرأ كالجماعة وقفًا، وأما وصلًا فله الوجهان: الفتح والإمالة، قال ابن الجزري:

........ بل قبل ساكن بما أصل قف

وخلف كالقرى التي وصلا يصف

(4)

سبق قريبًا (شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، التيسير ص 46، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 107).

(5)

قال ابن الجزري:

وتزور (ظـ) ـرف

وحجة من قرأه بغير ألف على وزن "تحمرّ" أنه بناه على "ازورّت" فهي "تزورّ"، كـ"احمّرت" فهي "تحمرّ"، والمعنى: وترى الشمس إذا طلعت تنقبض عنهم، ومعنى {تَزَاوَرُ} تميل، فمعناه مثل الأول، =

ص: 252

وألف بعدها وتخفيف الراء مضمومة

(1)

. وقرأ الباقون كذلك، إلا أنهم شددوا الزاي

(2)

.

قوله تعالى: {فَهُوَ الْمُهْتَدِ} [الكهف: 17] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر، وقالون: بإسكان الهاء

(3)

. والباقون بالضم. وأثبت الياء بعد الدَّال - في الوصل -: نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وأثبتها يعقوب وقفًا ووصلًا. والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ} [الكهف: 18] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر: بفتح السين

(4)

. والباقون بكسرها

(5)

.

فوله تعالى: {لَوِ اطَّلَعْتَ} [الكهف: 18] قرأ الكسائي وورش بتغليط اللَّام بعد الطاء

(6)

. والباقون بترقيقها، ولم يرقق الراء من "فرار".

= لأنّها إذا مالت فقد انقبضت، فإذا انقبضت فقد مالت.

(شرح طيبة النشر 5/ 5، النشر 2/ 310، المبسوط ص 276، السبعة ص 388، التيسير ص 142).

(1)

قال ابن الجزري:

وخف تزاور الكوفي

وحجة من قرأ بالألف والتخفيف أنه بناه على "تزاورت" فهي تزاور وأصله تتزاور، فحذف إحدى التاءين تخفيفًا وعلته كالعلة في "تساءلون وتظاهرون".

(شرح طيبة النشر 5/ 5، النشر 2/ 310، المبسوط ص 276، السبعة ص 38 التيسير ص 142، وزاد المسير 5/ 117، وتفسير غريب القرآن 264).

(2)

وحجة من شدّد وقرأ بألف أنه بناه على "تزاورت" أيضًا كالأول، ثم أدغم إحدى التاءين في الزاي، وحسُن الإدغام، لأنَّهُ ينقل التاء إلى لفظ الزاي، فالزاي أقوى من التاء بكثير، لأن الزاي من حروف الصغير، ومن الحروف المجهورة، لأنَّهُ الأصل، وعليه الحرميان.

(3)

سبق قريبًا في الآية 97 من سورة الإسراء.

(4)

يقرأ المذكورون لفظ {يَحْسَبُ} بفتح السين إذا كان مضارعًا خاليًا من الروائد البنائية خبرًا كان أو استفهامًا، تجرد عن الضمير أو اتصل به، مرفوع أو منصوب، وذلك نحو:{يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ} و {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ} {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ} فخرج بالمضارع الماضى، وبالخالي من الزوائد ذو الزوائد نحو {يَحْتَسِبُونَ} وقيدت بالبنائية؛ أي التي ينتقل الوزن بها إلى وزن آخر لئلا يخرج ذو همزة الاستفهام، ووجه الفتح القياس وهي لغة تميم، قال ابن الجزري:

ويحسب مستقبلًا بفتح سين (كـ) ـتبوا

(فـ) ـي (نـ) ـص (ثـ) ـبت

(5)

حسِب، وحسَب لغتان حسب يحسب وحسب يحسب وقال قوم: يحسب بكسر السين من حسب وقالوا: وقد جاءت كلمات على فعل بفعل مثل حسب يحسب ونعم ينعم ويئس ييئس (حجة القراءات ص 148، وشرح طيبة النشر 4/ 133).

(6)

ما ذكره المصنف من أن للكسائي التغليظ في اللَّام خطأ، وإنما التغليظ لورش من طريق الأزرق فقط؛ وذلك لمناسبة حروف الاستعلاء، قال ابن الجزري:

وأزرق لفتح لام غلظا

بعد سكون صادا وطاء وظا

(انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 127، والمهذب ص: 46).

ص: 253

قوله تعالى: {وَلَمُلِئْتَ} [الكهف: 18] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو جعفر: بتشديد اللَّام، والباقون بالتخفيف

(1)

. وأبدل الهمزة بعد اللَّام ياء: أبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - وإذا وقف حمزة، أبدل.

قوله تعالى: {مِنْهُمْ رُعْبًا} [الكهف: 18] قرأ ابن عامر، والكسائي، وأبو جعفر، ويعقوب: بضم العين

(2)

، والباقون بالإسكان

(3)

.

فوله تعالى: {كَمْ لَبِثْتُمْ .... بِمَا لَبِثْتُمْ} [الكهف: 19] قرأ نافع، وابن كثير، وعاصم، ويعقوب، وخلف: بإظهار المثلثة عند المثناة

(4)

، والباقون بالإدغام.

قوله تعالى: {بِوَرِقِكُمْ} [الكهف: 19] أبو عمرو، وحمزة، وخلف، وروح، وشعبة: بإسكان الراء

(5)

، وقرأ الباقون بكسرها

(6)

.

(1)

التشديد، والتخفيف لغتان، قال الأخفش: تقول ملأتني رُعبًا ولا يكادون يقولون مَلأَتني رعبًا. وقوله: {هَلِ امْتَلَأْتِ} [ق: 30] يدل على التخفيف لأن "امتلأت" مطاوع "ملأت"، لأن الأكثر عليه، ولأنه اللغة المشهورة المستعملة، وقد ذكرنا "رعبًا" في آل عمران أن الكسائي وابن عامر على التثقيل، والباقون على التخفيف، قال ابن الجزري:

وملئت الثقل (حرم)

(النشر 2/ 310، شرح طيبة النشر 4/ 6، الغاية ص 194، المبسوط ص 277، السبعة ص 389).

(2)

قال ابن الجزري:

واعكسا رعب الرعب (ر) م

(كـ) ـم (ثـ) ـوى

والحجة لمن ضم أن الأصل عنده الإسكان فأتبع الضم الضم ليكون اللفظ في موضع واحد كما قرأ عيسى بن عمر {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} بضمتين وكيف كان الأصل فهما لغتان.

(3)

والحجة لمن أسكن أن الأصل الضم فثقل عليه الجمع بين ضمتين متواليتين فأسكن (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 114، والتيسير ص 90، السبعة ص 217).

(4)

قال ابن الجزري:

ولبثت كيف جا

(حـ) ـط (كـ) ـم (ثـ) ـنا (رضى)

ووجه الإدغام الاشتراك في بعض المخرج والتجانس فى الانفتاح والاستفال والهمس.

(شرح طيبة النشر 2/ 27، 28، إتحاف فضلاء البشر ص 162).

(5)

قال ابن الجزري:

........ ورقكم ساكن كسر

(صـ) ـف (فتى)(شـ) ـاف (حـ) ـكم

وقراءة الإسكان هي لغة تميم، كما قالوا في: كَبِد كَبْد، وفي: كَتفِ كَتْف، وهو مطّرد.

(شرح طيبة النشر 4/ 6، النشر 2/ 315، الغاية ص 194، التيسير ص 143، الحجة في القراءات ص 413).

(6)

والكسر هي لغة الحجازيين.

ص: 254

قوله تعالى: {أَيُّهَا أَزْكَى} [الكهف: 19] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(1)

.

وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(2)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ} [الكهف: 22] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر -في الوصل-: بفتح الياء

(3)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ} [الكهف: 22] قرأ الدوري -عن الكسائي- بخلاف عنه: بإمالة الألف قبل الراء محضة

(4)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ} [الكهف: 23] رسمت هذه بألف قبل الياء، وليس شيء في القرآن نظيرها.

قوله تعالى: {أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي} [الكهف: 24] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر -في الوصل-: بإثبات الياء بعد النون.

وقرأ ابن كثير، ويعقوب: بإثباتها وقفًا ووصلًا

(5)

، والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا.

(1)

سبق بيان قاعدة حمزة والكسائي وخلف البزار في الإمالة (وانظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56). (النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ـف

وما به هاء غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

(3)

قاعدة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو فتح الكل وقاعدة الباقين إسكانها. قال ابن الجزري:

تسع وتسعون بهمز انفتح

ذرون الأصبهاني مع مكٍّ فتح

ووجه فتح الكل مع الهمز أنه أحد الأصلين مع قصد ثبوته الخفي عند القوي وليتمكن من كمال لفظ الهمز. ووجه الإسكان مع أنه أحدهما وقصد التقوية محصلان بزيادة المدة.

(انظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص: 63، الإقناع 1/ 537).

(4)

أمال {يواري} و {فأواري} الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير وفتحه من طريق جعفر التي هي طريق الشاطبية كأصلها فحكاية الشاطبي للإمالة تعقبها في النشر بأنها ليست من طرقه ومثله يواري بالأعراف وتمار بالكهف، قال ابن الجزري:

تمار مع يواري مع توار مع

عين يتامى عنه الاتباع وقع

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 252).

(5)

قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب بإثبات الياء في عشرة مواضع هي: {يَأْتِ} الآية 105 و {أَخَّرْتَنِ} بالإسراء الآية 62، و {يهدين - نبغ - تعلمن - يؤتين} الأربعة بالكهف الآية 24، 64، 66، 40 {أَلَّا تَتَّبِعَنِ} بطه الآية 93 و {الْجَوَارِ} بالشورى الآية 32 و {الْمُنَادِ} بقاف الآية 41 و {إلَى الدَّاع} بالقمر الآية 8، وبذلك قرأ الكسائي في {يَأْتِ} بهود و {نَبْغِ} بالكهف محافظة على حرف الإعراب وكل على أصله السابق فابن كثير وكذا يعقوب بإثباتها في الحالين، ونافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بإثباتها =

ص: 255

قوله تعالى: {ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} [الكهف: 25] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف -في الوصل-: بغير تنوين على الإضافة

(1)

، والباقون بالتنوين

(2)

.

قوله تعالى: {وَلَا يُشْرِكُ} [الكهف: 26] قرأ ابن عامر بالتاء الفوقية، وجزم الكاف؛ على النهي

(3)

.

والباقون بالياء التحتية، ورفع الكاف؛ على الخبر

(4)

.

= وصلًا فقط، إلا أن أبا جعفر فتح ياء {أَلَّا تَتَّبِعَنِ} بطه وصلًا وأثبتها وقفًا ساكنة، وخرج بتقييد {نَبْغِ} بالكهف {مَا نَبْغِي هَذِهِ} بيوسف الآية 65، و {يَأْتِ} يهودُ أخرج نحو {يَأْتِي بِالشَّمْسِ} و {إلى الداع} وأخرج {الداعي إلى} بالقمر أيضًا (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 152).

(1)

قال ابن الجزري:

ولا تنون مائة (شفا)

وحجة من أضاف أنه أجرى الإضافة إلى الجمع كالإضافة إلى الواحد، في قولك: ثلاث مائة درهم وثلاث مائة سنة، وحسُن ذلك لأن الواحد في هذا الباب إذا أضيف إليه بمعنى الجمع، فحملا الكلام على المعنى، وهو الأصل، لكنه يبعد لقلة استعماله، فهو أصل قد رُفض استعماله، وقد منعه المُبرّد ولم يُجزه، ووجهه ما ذكرنا.

(النشر 2/ 310، شرح طيبة النشر 5/ 7، التيسير ص 143، السبعة ص 390، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 58، غيث النفع ص 278).

(2)

وحجة من لم يضف أن هذا العدد إنما يُبيَّن بواحد يضاف اليه، وليس المستعمل فيه أن يُضاف إلى جمع، إلا أن يكون فيما دون العشرة، فيضاف إلى جمع للمشاكلة في أن كل واحد من الجمعين لأقل العدد فإذا علا العَدد في الكثرة لم يضف إلى أقل العدد، لاختلاف معنييهما، فيضاف إلى واحد يُبَيَّن جنسه، فلما لم يضف نوَّن المائة وجعل {سِنِينَ} بدلًا من {ثَلَاثَ مِائَةٍ} أعني من "ثلات" فكأنه قال: ولبثوا في كهفهم سنين، وقبل:{سِنِينَ} ، عطفٌ بيان على {ثَلَاثَ} ، وقيل: هي بدلٌ من {مِائَةٍ} ، لأن {مِائَةٍ} بمعنى "مئين".

(3)

قال ابن الجزري:

ولا يشرك خطاب مع جزم (كـ) ـملا

وحجة من قرأ بالتاء والجزم أنه أجراه على الخطاب والنهي للإنسان، أي: لا تشرك أيها الإنسان في حكم ربك أحدًا، نهَى عن الإشراك، وهو رجوع من غيبه على الخطاب، وقد مضى نظائره بأشبع من هذه العلة.

(الكشف عن وجوه القراءات 2/ 59، غيث النفع ص 278، النشر 2/ 310، شرح طيبة النشر 5/ 7، التيسير ص 143، المبسوط ص 277).

(4)

قال ابن الجزري:

غدوة في غداة كالكهف (كـ) ـتم

وحجة من قرأ بالياء والرفع أنه أجراه على لفظ الغيبة، وجعله نفيًا عن الله جلّ ذكره، نفى عنه =

ص: 256

قوله تعالى: {بِالْغَدَاةِ} [الكهف: 28] قرأ ابن عامر: بضم الغين وإسكان الدَّال، وبعد الدَّال واو مفتوحة

(1)

.

وقرأ الباقون بفتح الغين والدال، وبعدها ألف

(2)

، والرسم بالواو بعد الدَّال.

قوله تعالى: {فَمَنْ شَاءَ

وَمَنْ شَاءَ} [الكهف: 29] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الشين

(3)

، والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.

قوله تعالى: {مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ} [الكهف: 31] قرأ أبو عمرو، ويعقوب -في الوصل-: بكسر الهاء والميم. وحمزة، والكسائي، وخلف: بضمهما، والباقون بكسر الهاء وضم الميم

(4)

.

= الإشراك، فردّه إلى قوله:{مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ} {وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} ، أي: ليس يشرك، لأنَّه أليق بالكلام، وأشبه بما قبله، وعليه الأكثر.

(1)

وحجته في ذلك أنه وجده في المصحف بالواو فقرأ ذلك اتباعًا للخط فإن قيل: لم أدخل الألف واللام على المعرفة؟ فالجواب: أن العرب تدخل الألف واللام على المعرفة إذا جاورتها فيه الألف واللام ليزدوج الكلام كما قال الشاعر:

رأيت الوليد بن اليزيد مباركًا

شديدًا بأحناء الخلافة كاهله

فأدخل الألف واللام في اليزيد لما جاور الوليد فكذلك أدخل الألف واللام في {الغدوة} لما جاور والعشي (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 251، شرح طيبة النشر 4/ 251، النشر 258، والسبعة ص 258).

(2)

وهذا هو الوجه لأن غداة نكرة وغدوة معرفة ولا تستعمل بالألف واللام ودخلت على غداة لأنَّها نكرة والمعنى والله أعلم ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي أي غداة كل يوم.

(3)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هاشم في {شَاء} و {جاء} و {زاد} و {خاب} في طه 61 فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

(4)

اعلم أن الأصل في {تحتهم} بضم الهاء والميم والواو التي بعد الميم والدليل على ذلك أن هذه الهاء للمذكر تضم وتشبع ضمتها فيتولد منها الواو نحو: ضربته، وإذا فتحت كانت للمؤنث نحو: رأيتها وهذه أيضًا وإن فتحت فأصلها الضم بدلالة قولك للاثنين رأيتهما وللجماعة رأيتهن، وعلامة الجمع في المذكر إلى هذه الهاء هي الميم المضمومة التي بعدها واو كما هي في قولكم ضربتكم وأصله ضربتكمو يتبين لك ذلك إذا اتصل به مضمر آخر ترد معه الواو نحو ضربتكموه ولا تقول ضربتكمه، ومنه قول الله عز وجل {أَنُلْزِمُكُمُوهَا} فهذا مما يبين لك أن الأصل عليهم وبضمتين وواو، وحجة من قرأ {تحتهم} بضم الهاء وسكون الميم أن أصلها الضم فأجري على أصل حركتها وطلب الخفة بحذف الواو والضمة فأتى بأصل هو ضم الهاء وترك أصلًا هو إثبات الواو وضم الميم، وأما من قرأ {عليهم} فإنه استثقل ضمة الهاء بعد الياء فكسر الهاء لتكون الهاء محمولة على الياء التي قبلها والميم مضمومة للواو التي بعدها فحمل كل حرف على ما يليه وهو أقرب إليه، وحجة الباقين أن الهاء إذا وقعت بعد ياء أو كسرة كسرت نحو به وإليه وعليه وإنما اختير الكسر على الضم الذي هو الأصل لاستثقال الضمة بعد الكسرة (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 81).

ص: 257

قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ} [الكهف: 31] قرأ أبو جعفر بحذف الهمزة بعد الكاف

(1)

. وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة، وورش على أصله بالمد والتوسط والقصر.

قوله تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ} [الكهف: 33] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، في الْوَقْف على "كلتا": بالإمالة محضة، وقرأ أبو عمرو بالإمالة بين بين، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(2)

، والباقون بالفتح. وأما في الوصل فبالفتح للجميع

(3)

.

قوله تعالى: {أُكُلَهَا} [الكهف: 33] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو: بإسكان الكاف

(4)

، والباقون بالرفع

(5)

.

قوله تعالى: {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} [الكهف: 34] قرأ عاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بفتح الثاء والميم

(6)

، وقرأ أبو عمرو بضم الثاء وإسكان

(1)

فتكون قراءة أبي جعفر {مُستَهَزُونَ} قال النويري في شرح طيبة النشر (2/ 290) اختص أبو جعفر بحذف كل همز مضموم قبل كسر وبعدها واو نحو {متكئون - مستهزئون} ، قال ابن الجزري:

واحذف

كمتكون استهزئوا يطفوا (ثـ) ـمد

ووافقه نافع على حذف همز {صابئون - صابئين} ، واختلف عن ابن وردان في {منشئون} ؛ فروى الهمز ابن العلاف والحنبلي من طريق الكفاية، وبه قطع الأهوازى، وبالحذف قطع ابن مهران والهذلي وغيرهما، واتفق ابن جماز على حذفه.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(3)

اختلف في إمالة {كلتا} وقفًا فنص على إمالتها لأصحاب الإمالة العراقيون قاطبة وعللوه بما ذهب إليه البصريون أن الألف للتأنيث وزنها فعلى كإحدى وسيما والتاء مبدلة من واو والأصل كلوى والجمهور على الفتح على أن ألفها للتثنية وواحد كلتا كلت وهو مذهب الكوفيين فعلى الأول تقلل لأبي عمرو بخلفه كالأزرق قال في النشر: والوجهان جيدان ولكني إلى الفتح أجنح فقد جاء به منصوصًا عن الكسائي وابن المبارك (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 366).

(4)

فيصير النطق {أُكُلَهَا} وقد سكن الكاف من {الأكْلُ، وأُكْلِ} المجرد من الإضافة حيث وقع نافع وابن كثير، وأسكن من {أكلُها} المضاف لضمير المؤنث الغائب، والغين من {شُغل} نافع وابن كثير وأبو عمرو، قال ابن الجزري:

والأكل أكل (إ) ذ (د)

نا وأكلها

وحجة من سكن الكاف أنهم استثقلوا الضمات في اسم واحد فأسكنوا الحرف الثاني (النشر 2/ 216، شرح طيبة النشر 4/ 33، شرح شعلة ص 297، المبسوط ص 151، الغاية ص 119، السبعة ص 190).

(5)

حيث قالوا: لا ضرورة تدعو إلى إسكان حرف يستحق الرفع وحجتهم إجماعهم على قوله {هذا نُزُلُهم} وقد اجتمعت في كلمة ثلاث ضمات (حجة القراءات ص 146).

(6)

قال ابن الجزري:

وثمر ضماه بالفتح (ثوى)

(ن) ـصر بثمره (ثـ) ـنا (شـ) ـاد (نـ) ـوى =

ص: 258

الميم

(1)

. وقرأ الباقون بضمهما

(2)

.

قوله تعالى: {وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} [الكهف: 34] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر، وقالون: بإسكان الهاء

(3)

، والباقون بالضم. ورقق ورش الراء على أصله، والباقون بالتفخيم.

قوله تعالى: {أَنَا أَكْثَرُ} [الكهف: 34]{أَنَا أَقَلَّ} [الكهف: 39] قرأ نافع، وأبو جعفر: بمد الألف بعد النون في الوصل

(4)

. والباقون بغير ألف، وأما في الوقف فالجميع بإثبات الألف تبعًا للرسم

(5)

.

قوله تعالى: {خَيْرًا مِنْهَا} [الكهف: 36] قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر:

= سكنهما (حـ) ـلا

وحجة من فتح التاء والميم أنه جعله جمع "ثمرة" كبقرة بقَر، والثمر ما يُجتنى من ذي الثمر، ويجمع الثمر على ثمرات، كما قال الله جلّ ذكره:{وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ} [النحل: 67] وتجمع أيضًا على "ثمار" كرقبة ورِقاب، وتجمع "ثمار" الذي هو جمع "ثمرة" على "ثُمُر" ككتاب وكُتُب.

(1)

وحجة من ضمّ الثاء وأسكن الميم أنه أسكن الميم للتخفيف، وأصلها الضمّ، فهو على أحد الثلاثة الأوجه المذكورة قبل هذا، وقال بعض أهل اللغة: الثمّر بالإسكان المال، والثمَر بالفتح المأول. وقال بعض المفسرين: الثمُر بالضمّ النخل والشجر بما فيها، ولم يرد الله في سورة الكهف أن الثمرة هلكت دون المثمِر بل هلاك المثمر، وفي هلاكه هلاك ثمره، وذلك أبلغ في العقوبة، ويدل على أن الذي هلك المُثمِر قوله:{فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} [الكهف: 42] والنفقة أكثر ما تكون في المثمر حتَّى يبلغ إلى وجوب كون الثمرة فيه، وإخباره عنها أنها بقيت خاوية يدل على هلاك المثمر. وحُكي عن أبي جعفر أنه قال: الثمر والثمر أنواع المال. ومن قرأ بالفتح إنما أخبر عن الثمرة هلكت.

(2)

وحجة من ضمّ الثاء والميم أنه جعله جمع ثمار، وثمار جمع ثَمر وثُمُر جمع ثمرة، فهو جمع الجمع، وهذا كله يُراد به التكثير. وقد بجوز أن يكون "ثمر" المضموم جمع "ثمرة" كبَدَنَة وبُدُن، وخشَبة وخُشُب، فيكون جمع مفرد، ويجوز أن يكون "ثمر" المضموم اسمًا مفردًا لِما يُجتنى كعُنق وطُنُب، فحصل في ثمرُ المضموم ثلاثة أوجه: أحدها: أن يكون لجمع جمع الجمع، والثاني: أن يكون جمع اسم مفرد، والثالث: أن يكون اسمًا مفردًا، وهذا نادر، قليل مثله في الكلام (شرح طيبة النشر 4/ 267، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 264، النشر 2/ 260، المبسوط ص 199، السبعة ص 263، التيسير ص 103).

(3)

سبق بيان ما في مثل هذه الكلمة من قراءات (وانظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93).

(4)

قال ابن الجزري:

..... امددا

أنا بضم الهمز أو فتح (مدا)

ووجهت هذه القراءة بأن الاقتصار على الضمير أو حذف الألف تخفيفًا كالكل مع الهمز. (شرح طيبة النشر 4/ 117).

(5)

ووجه الاتفاق على الألف وقفًا: زيادتها محافظة على حركة النون مراعاة للأصالة، ولهذا لم تدغم، أو لأنه الأصل من خلف هاء السكت، قصد النص على لغته (شرح طيبة النشر 4/ 117، المبسوط ص 150).

ص: 259

بإثبات الميم بعد الهاء على التثنية

(1)

. والباقون بغير ميم

(2)

.

قوله تعالى: {لَكِنَّا هُوَ} [الكهف: 38] قرأ ابن عامر، وأبو جعفر، ورويس -في الوصل-: بإثبات الألف بعد النون

(3)

. والباقون بحذفها

(4)

وفي الوقف عليها: فالجميع بإثبات الألف اتباعًا.

قوله تعالى: {بِرَبِّي أَحَدًا} [الكهف: 38] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر -في الوصل-: بفتح الياء

(5)

، والباقون بالإسكان.

(1)

قال ابن الجزري:

ومنها منهماد

(د) ن (عم)

وحجة من ثنّى أنه ردّه إلى الجنتين المقدم ذكرهما مكررًا في قوله: {لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ} [الكهف: 32]، وقوله:{كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ} [الكهف: 33] وكذلك هي في مصاحف أهل مكة والمدينة والشام. (المبسوط ص 277، النشر 2/ 311، شرح طيبة النشر 5/ 9، الغاية ص 195، السبعة ص 390).

(2)

وحجة من وحّد أنه ردّه على ذكر الجنة فهي أقرب إلى "منهما" من ذكر الجنتين، وذلك قوله:{وَدَخَلَ جَنَّتَهُ} [الكهف: 35] وقوله: {مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا} ، فكان ردّه على الأقرب منه أَولى من ردّه على الأبعد منه، وأيضًا فإن الجنة تحتوي على جنتين وأكثر. وكذلك هي في مصاحف أهل البصرة والكوفة. والاختيار التثنية، لأن هلاك الجنتين بظلمه لنفسه أبلغ من هلاك جنة واحدة في ظاهر النص (زاد المسير 5/ 142، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 60).

(3)

قال ابن الجزري:

لكنا فصل (ثـ) ـب

(غـ) ـص (كـ) ـما

فمن قرأ بألف في الوصل، أجرى الوصل مجرى الوقف، وكأنه جعل "أنا" بكماله الاسم، وهو مذهب الكوفيين من أهل النحو، وحذفَها الباقون في الوصل، وكلهم وقفَ بألف (الكشف عن وجوه القراءات 2/ 60، شرح طيبة النشر 5/ 9، النشر 2/ 311، التيسير ص 143، السبعة ص 390).

(4)

حجة من حذف الألف في الوصل بأنها عنده كهاء السكت أتى بها لبيان حركة النون في الوقف، والاسم من "أنا" عند البصريين "أَنَ" والألف زيدت في الوقف كهاء السكت لبيان الحركة، فكما أنه قبيح إثبات هاء السكت في الوصل كذلك قبيح إثبات الألف من "أنا" في الوصل، إلا أن إثبات الألف في الوقف من "أنا" آكد من إثبات الهاء لقلة حروف الكلمة، فصار إثبات الألف في "أنا" في الوقف أمرًا لازمًا، فإن لم تثبت الألف جيء بالهاء، فقلت:"أنه" وذلك في الكلام، ولا يجوز في القرآن لمخالفة الخط، والأصل فيه "لكن أَنا هو الله ربّي""فأُلقيت حركة الهمزة من "أَنا" على النون الساكنة من "لكن" فتحرّكت، وبعدها نون متحركة، فاجتمع مثلان متحركان، فأدغم الأول في الثاني، فصارت نونًا مشدّدة، وحُذفت الألف في الوصل، على ما ذكرنا، وثبتَتْ في الوقف، لبيان الحركة، ولتقوية الكلمة (الكشف عن وجوه القراءات 2/ 60، شرح طيبة النشر 5/ 9، النشر 2/ 311، التيسير ص 143، السبعة ص 390، تفسير الطبري 1/ 125، وإيضاح الوقف والابتداء 408، وزاد المسير 5/ 143، وتفسير ابن كثير 3/ 83).

(5)

قاعدة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو فتح الكل وقاعدة الباقين إسكانها وقد سبق ذكر ذلك قريبًا، قال ابن الجزري: =

ص: 260

قوله تعالى: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ} [الكهف: 39] قرأ نافع، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار ذال "إذ" عند الدَّال

(1)

، والباقون بالإدغام.

قوله تعالى: {إِنْ تَرَنِ أَنَا} [الكهف: 39]، قرأ قالون والأصبهاني - عن ورش - وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل -: بإثبات الياء بعد النون. وقرأ ابن كثير، ويعقوب: بإثباتها وقفًا ووصلًا

(2)

، والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {رَبِّي أَنْ} [الكهف: 40] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بفتح الياء، والباقون بالإسكان

(3)

.

قوله تعالى: {أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا} [الكهف: 40] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل -: بإثبات الياء بعد النون، وقرأ ابن كثير، ويعقوب: بإثباتها وقفًا ووصلًا

(4)

، والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ} [الكهف: 42] قرأ عاصم، وأبو جعفر، وروح: بفتح الثاء والميم، وقرأ أبو عمرو بضم الثاء وإسكان الميم، والباقون بضمهما

(5)

.

قوله تعالى: {وَهِيَ خَاوِيَةٌ} [الكهف: 42] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر، وقالون: بإسكان الهاء

(6)

، والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {بِرَبِّي أَحَدًا} [الكهف: 42] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء.

= تسع وتسعون بهمز الفتح

ذرون الاصبهاني مع مكيّ فتح

(انظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص: 63، الإقناع 1/ 537).

(1)

سبق بيان حكم إدغام ذال إذ قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين، قال ابن الجزري:

إذ في الصفير وتجد أدغم (حـ) ـلا

لي وبغير الجيم قاض رتلا

والخلف في الدَّال مصيب وفتى

قد وصل الإدغام في دال وتا

(شرح طيبة النشر 3/ 3 - 5، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 40).

(2)

سبق قبل صفحات قليلة.

(3)

انظر: {بِرَبِّي أَحَدًا} .

(4)

قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب سبقت في الآية (24) من سورة الكهف.

(5)

سبق قريبًا.

(6)

سبق بيانه قبل صفحات قليلة.

ص: 261

والباقون بالإسكان

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ} [الكهف: 43] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالياء التحتية على التذكير

(2)

.

وقرأ الباقون بالتاء الفوقية على التأنيث

(3)

.

وأبدل أبو جعفر الهمزة من {فِئَةٌ} ياء وقفًا ووصلًا، وأبدلها حمزة في الْوَقْف دون الوصل

(4)

، والباقون بالهمز.

قوله تعالى: {الْوَلَايَةُ} [الكهف: 44] قرأ حمزة، والكسائى، وخلف: بكسر الواو

(5)

، والباقون بالفتح.

(1)

سبق قريبًا.

(2)

قال ابن الجزري:

يكن (شفا)

ووجه القراءة لمن قرأه على التذكر، لأنَّهُ فرّق بين المؤنث وفعله بالظرف. ولأنه تأنيث غير حقيقي. وقد مضى ذكر نظائره بأشبع من هذه العلة (النشر 2/ 311، الغاية ص 195، شرح طيبة النشر 5/ 10، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 61، حجة القراءات ص 417).

(3)

ووجه قراءة التاء: أنه على تأنيث لفظ الفئة، لأن الأكثر عليه ولأنه حمل على ظاهر اللفظ (النشر 2/ 311، الغاية ص 195، شرح طيبة النشر 5/ 10، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 61، حجة القراءات ص 417، وزاد المسير 5/ 147).

(4)

وهذه قاعدة عند أبي جعفر أنه إذا جاء الهمز مفتوحًا بعد كسر؛ فإنه يبدل الهمزة ياء عند الْوَقْف والوصل، نحو {فِية} و {مِاية} و {خَطِية} و {رِياء الناس} و {يُبَطِين} و {شَانِيكَ} و {قرِيَ} وكل هذا عنه باتفاق، واختلف عنه في {مَوْطِئًا} فقطع له بالإبدال أبو العلاء من رواية ابن وردان وكذلك الهذلي من روايتي ابن وردان وابن جماز ولم يذكر الهمز فيهما إلا من طريق النهرواني عن أصحابه عن ابن وردان، وقطع أبو العز من الروايتين وكذلك ابن سوار وهما صحيحان واتفق الأصبهاني وأبو جعفر على إبدال {خاسيًّا} قال ابن الجزري:

باب مائة فئة وخاطئة رئا ببطئن ثب

(شرح طيبة النشر 2/ 286، 285).

(5)

اختلف القراء في لفظ {وَلَايَتِهِمْ} من قوله تعالى {مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} في الأنفال، وقوله {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ} بالكهف فقرأ حمزة بكسر الواو وحده في الأنفال، وقرأ الباقون بالفتح، أما لفظ الكهف فقد قرأه حمزة وخلف البزار والكسائي بكسر الواو، قال ابن الجزري:

ولاية فاكر (فـ) ـشا

الكهف (فتى)(ر) واية

(شرح طيبة النشر 4/ 332، الهادي 2/ 272).

ص: 262

قوله تعالى: {لِلَّهِ الْحَقِّ} [الكهف: 44] قرأ أبو عمرو، والكسائي: برفع القاف

(1)

، والباقون بخفضها

(2)

.

قوله تعالى: {وَخَيْرٌ عُقْبًا} [الكهف: 44] قرأ حمزة، وعاصم، وخلف: بإسكان القاف

(3)

، والباقون بالرفع.

قوله تعالى: {تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} [الكهف: 45] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف:"الريح" بإسكان الياء التحتية ولا ألف بعدها؛ على التوحيد

(4)

والباقون بفتح التحتية وألف بعدها؛ على الجمع.

قوله تعالى: {نُسَيِّرُ الْجِبَالَ} [الكهف: 47] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر: بالتاء الفوقية مضمومة، وفتح الياء التحتية بعد السين، ورفع لام "الجبال"

(5)

، والباقون بالنون

(1)

قال ابن الجزري:

ورفع خفض الحق (ر) م

(حـ) ـط

وحجة من قرأ بالرفع: أنهم جعلوه صفة لـ"الولاية" لأن ولاية الله جل ذكره لا يشوبها نقص ولا خلل.

(شرح طيبة النشر 5/ 10، النشر 2/ 311، المبسوط ص 278، السبعة ص 392، التيسير ص 143، غيث النفع ص 279).

(2)

ووجه القراءة بالخفض: أنهم جعلوه صفة لله جلّ ذكره، وهو مصدر وُصف به كما وُصف بالعدل وبالسلام، وهما مصدران، والمعنى: ذو الحق وذو العدل وذو السلام. ويُقوّي كونه صفة لله جل ذكره قوله: {وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ} [النور: 25] وقوله: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ} [الأنعام: 62].

(الكشف عن وجوه القراءات 2/ 63، غيث النفع ص 279).

(3)

قال ابن الجزري:

عقبا (نـ) ـهى (فتى)

(انظر شرح طيبة النشر 4/ 34، 33، والنشر 2/ 215 وإتحاف فضلاء البشر ص: 138، والإقناع 2/ 598).

(4)

قال ابن الجزري:

والريح هم كالكهف مع جاثية توحيدهم

حجر (فتى) الأعراف ثاني الروم مع

فاطر نمل (د) م (شفا) الفرقان (د) ع

واجمع بإبراهيم شورى (إ) ذ

(ثـ) ـنا وصاد الاسرى سبا (ثـ) ـنا

حجتهم في الجمع: أن الواحد يدلُّ على الجنس فهو أعم كما تقول كثر الدرهم والدينار في أيدي الناس إنما تريد هذا الجنس قال الكسائي: والعرب تقول جاءت الريح من كل مكان فلو كانت ريحًا واحدة لجاءت من مكان واحد فقولهم من كل مكان وقد وحدوها تدل على أن بالتوحيد معنى الجمع.

(شرح طيبة النشر 4/ 76، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 118، السبعة ص 173).

(5)

قال ابن الجزري:

يا نسير افتحوا (حبر)(كـ) ـرم

والنون أنث والجبال ارفع =

ص: 263

مضمومة وكسر الياء التحتية، ونصب "الجبال" والياء مشددة في القراءتين

(1)

.

قوله تعالى: {وَتَرَى الْأَرْضَ} [الكهف: 47]{فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ} [الكهف: 49] قرأ السوسي: بالإمالة - في الوصل - بخلاف عنه

(2)

، والباقون بالفتح، وأما في الْوَقْف عليها: فأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالأمالة محضة

(3)

، وورش بالإمالة بين بين

(4)

، وقالون بالفتح وبين اللفظين

(5)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتُمُونَا} [الكهف: 48]{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا} [الكهف: 54] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإدغام دال "قد" في الجيم والصاد

(6)

، والباقون بالإظهار. وأبدل الهمزة ياء: أبو جعفر، وأبو عمرو - وبخلاف عنه - وإذا وقف حمزة، أبدل، والباقون بالهمز.

قوله تعالى: {بَلْ زَعَمْتُمْ} [الكهف: 48] قرأ الكسائي، وهشام: بإدغام لام "بل" في

= وحجة من قرأ بالتاء أَنَّهُ بنى الفعل للمفعول، فرفع الجبال لقيامها مقام الفاعل، فهي مفعولة لم يُسم فاعلها.

(1)

وحجة من قرأ بالنون أنه بناه على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه، إذ هو فاعل كل الأفاعيل ومُدبّرها ومُحدثُها، وانتصبت الجبال بوقوع الفعل عليها، لأن الفعل مبنى للفاعل، وقوّى ذلك أنه محمول على ما بعده من الأخبار في قوله:{وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} فجرى صدر الكلام على آخره، لتطابق الكلام (شرح طيبة النشر 5/ 11، الغاية ص 196، حجة القراءات ص 419، غيث النفع ص 280، التيسير 144).

(2)

هناك قاعدة مطردة تخص السوسي في هذه المسألة، وهي أنه يقرأ كالجماعة وقفًا، وأما وصلًا فله الجهان: الفتح والإمالة. قال ابن الجزري:

بل قبل ساكن بما أصل قف

وخلف كالقرى التي وصلا يصف

(3)

سبق قريبًا (شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، التيسير ص 46، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 107).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، وتقدم بيان مواضع الإحالة الخاصة به قريبًا.

(6)

اختلف القراء في حكم دال قد عند الأحرف الثمانية: (الجيم والذال والضاد والشين والزاي والسين والصاد) فأدغمها في حروفها أَبُو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام بخلف عنه في حرف واحد وهو {لقد ظلمك} في ص فروى جمهور المغاربة وكثير من العراقيين عنه الإظهار وهو الذي في الكتابين والهداية وروى جمهور العراقيين وبعض المغاربة عنه الإدغام. قال ابن الجزري:

بالجيم والصفير والذال ادغم

قد وبضاد الشين والظا تنعجم

حكم (شفا) لفظا

ص: 264

الزاي

(1)

، والباقون بالإظهار، ورسم {أَلَّنْ} [الكهف: 48] بغير نون بين الهمزة واللام.

قوله تعالى: {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ} [الكهف: 49] اللَّام في الرسم مفصولة من الهاء؛ فوقف أبو عمرو على الألف، ووقف الكسائي ويعقوب على الألف - بخلاف عنهما - ووقف الباقون على اللَّام، وقد قيل: إن جميع القراء وقفوا على الألف، وعلى هذا جميعه: إذا ابتدأ القارئ - لا يبتدئ بالهاء من "هذا"؛ بل يبتدئ بالميم من "ما"

(2)

.

(1)

اختلف في إدغام بل وهل في ثمانية أحرف أولها: التاء نحو {هَلْ تَنْقِمُونَ} {بَلْ تَأْتِيهِمْ} ثانيها: الثاء هَلْ ثُوِّبَ} فقط. ثالثها: الزاي {بَلْ زُيِّنَ} {بَلْ زَعَمْتُمْ} فقط. رابعها: السين {بَلْ سَوَّلَتْ} معا فقط. خامسها: الضاد {بَلْ ضَلُّوا} فقط. سادسها: الطاء {بَل طَبَعَ} سابعها: الظاء {بَلْ ظَنَنتُمْ} فقط. ثامنها: النون {بَلْ نَحْنُ} {بَلْ تَقْذِفُ} فاشترك هل ويل في التاء والنون واختص هل بالثاء المثلثة ويل بالخمسة الباقية فقرأ بإدغام اللَّام في الأحرف الثمانية الكسائي وافقه ابن محيصن بخلف عنه في لام هل في النون وقرأ حمزة بالإدغام في التاء والثاء والسين واختلف عنه في {بَلْ طَبَعَ} فأدغمه خلف من طريق المطوعي وكذا رواه ابن مجاهد عن أصحابه عنه وأدغمه خلاد أيضًا من طريق فارس بن أحمد وكذا في التجريد من قراءته على الفارسي وخص في الشاطبية الخلاف بخلاد والمشهور عن حمزة الإظهار من الروايتين وقرأ هشام بالإظهار عند الضاد والنون واختلف عنه في الستة الباقية وصوب في النشر الإدغام عنه فيها وقال: إنه الذي عليه الجمهور وتقتضيه أصول هشام واستثنى أكثر رواة الإدغام عن هشام {هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ} بالرعد الآية 16 فأظهروها وهو الذي في الشاطبية وغيرها ولم يستثنها في الكفاية واستثناها في الكامل للحلواني دون الداجوني ونص في المبهج على الوجهين من طريق الحلواني عنه والباقون بالإظهار في الثمانية إلا أن أبا عمرو أدغم لام هل في تاء {تَرَى} بالملك الآية 3 والحاقة الآية 8 فقط وافقه الحسن واليزيدي، قال ابن الجزري:

وبل وهل في تا وثا السين ادغم

وزاي طا ظا النون والضاد رسم

والسين مع تاء وثا قد واختلف

بالطاء عنه هل ترى الإدغام حف

وعن هشام غير نض يدغم

عن جلهم لا حرف رعد في الأتم

(النشر 2/ 7، شرح ابن القاصح ص 97، التيسير ص 43، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 41، الهادي 1/ 271، السبعة ص 127، الغاية ص 81).

(2)

وقف أبو عمرو على {مال} هنا وفي النساء والفرقان والمعارج على ما دون اللَّام كما نص عليه الشاطبي كالداني وجمهور المغاربة وغيرهم، واختلف عن الكسائي في الْوَقْف على ما أو على اللَّام والوجهان ذكرهما له الشاطبي كالداني وابن شريح، ومقتضى كلام هؤلاء أن الباقين يقفون على اللَّام دون ما وبه صرح بعضهم والأصح جواز الوقف على ما لجميع القراء لأنها كلمة برأسها منفصلة لفظًا وحكمًا قالا في النشر: وهو الذي أختاره وآخذ به وأما اللَّام فيحتمل الْوَقْف عليها لانفصالها خطَّا وهو الأظهر قياسًا ويحتمل أن لا يوقف عليها من أجل كونها لام جرّ ولام الجر لا تقطع مما بعدها ثم إذا وقف على ما اضطرارًا أو اختيارًا أو على اللَّام كذلك فلا يجوز الابتداء بقوله تعالى لهذا ولا هذا، قال ابن الجزري:

ومال سال الكهف فرقان النسا

قيل على ما حسب حفظه رسا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 142).

ص: 265

قوله تعالى: {لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا} [الكهف: 50] قرأ أبو جعفر - في الوصل -: برفع التاء من "الملائكة"، والباقون بالكسر

(1)

.

قوله تعالى: {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ} [الكهف: 51] قرأ أبو جعفر بعد الدَّال بنون مفتوحة بعدها ألف

(2)

، والباقون بعد الدَّال بتاء فوقية مشددة؛ لأن الدَّال تدغم فيها.

قوله تعالى: {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ} [الكهف: 51] قرأ أبو جعفر: بفتح التاء بعد النون - بخلاف عن ابن جماز

(3)

- والباقون بضمها

(4)

.

قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا} [الكهف: 52] قرأ حمزة بالنون قبل القاف

(5)

، والباقون

(1)

اقتصر المصنف على وجه الضم الوارد في الدرة فقط، ولم يشر إلى وجه الإشمام وقد رواه هبة الله وغيره عن ابن وردان في {لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا} إشمام كسرتها ضمًّا، وقد أشار إلى ذلك الإمام ابن الجزري في طيبة النشر حيث قال:

والإشمام خفت خلفًا

ووجه الإشمام الإشارة إلى الضم تنبيهًا على أن همزة الوصل المحذوفة مضمومة حالة الابتداء، ووجه الضم أنهم استثقلوا الانتقال من كسر إلى ضم إجراء الكسرة اللازمة مجرى العارضة وهذه لغة أزد شنوءة، وعللها أبو البقاء بأنه نوى الوقف على التاء فسكنها ثم حركها بالضم اتباعًا لضمة الجيم، وهذا من إجراء الوصل مجرى الوقف (انظر: شرح طيبة النشر للنويري 4/ 16، 17)، وقال أبو جعفر النحاس في إعراب القرآن (1/ 161، 162) عن قراءة أبي جعفر: وهذا لحن لا يجوز، وأحسن ما قيل: فيما روي عن محمد بن يزيد قال: أحسب أن أبا جعفر كان يخفض ثم يشم الضمة ليدل على أن الابتداء بالضم، وقد رد ابن الجزري على ذلك وقوى هذه القراءة فقال: إن أبا جعفر إمام كبير أخذ قراءته عن مثل ابن عباس وغيره، وهو لم ينفرد بهذه القراءة؛ بل قد قرأ بها غيره من السلف، وقرأ بها أيضًا الأعمش، وقرأنا له بها، ثم قال: وإذا ثبت مثله في لغة العرب فكيف ينكر (النشر 2/ 210، 211).

(2)

قال ابن الجزري:

و (ثـ) ـم أشهدت أشهدنا

وحجة من قرأ بنون بعد الدَّال ثم الألف: أنه جعله على الإسناد للمعظم (شرح طيبة النشر 5/ 11، النشر 2/ 311، الغاية ص 196، المبسوط ص 279).

(3)

قال ابن الجزري:

وكنت التاء ضم سواه

ووجه قراءة من قرأ بفح التاء خطابًا للنبي ليعلم أمته أنه لم يزل محفوظًا من أول نشأته لم يعتضد بمضل ولا مال إليه.

(4)

ووجه الضم أنه أسندها إلى الله تعالى بدليل السياق (شرح طيبة النشر 5/ 11، النشر 2/ 311، الغاية ص 196، المبسوط ص 279، غيث النفع 281).

(5)

قال ابن الجزري: =

ص: 266

بالياء التحتية

(1)

.

قوله تعالى: {إِذْ جَاءَهُمُ} [الكهف: 55] قرأ أبو عمرو، وهشام: بإدغام ذال "إذ" في الجيم، والباقون بالإظهار

(2)

. وأمال الألف بعد الجيم حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(3)

، والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة - سهل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر.

قوله تعالى: {قُبُلًا} [الكهف: 55] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، وأبو جعفر: بضم القاف والباء الموحدة

(4)

. والباقون بكسر القاف وفتح الباء الموحدة

(5)

.

=

والنون يقول فردا

ووجه القراءة بالنون: أنها على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه بالقول، ردّه على قوله:{وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ} [الكهف: 51].

(1)

وحجة من قرأ بالياء: أنهم قطعوه مما قبله، أي: واذكر يا محمد يوم يقول نادوا شركائي، ويقوّي الياء قوله {شُرَكَائِيَ} ، ولو رُدّ على النون لقال "شركاءنا"(شرح طيبة النشر 5/ 11، النشر 2/ 311، الغاية ص 196، المبسوط ص 279).

(2)

وهذه قاعدة مطردة في القرآن الكريم؛ أن أبا عمرو وهشامًا يقرآن بإدغام ذال إذ في الجيم قولًا واحدًا، وأن الباقين يقرأون بإظهارها، قال ابن الجزري:

إذ في الصفير وتجد أدغم (حـ) ـلا (لـ) ـي

ووجه الإظهار أنه الأصل، ووجه الإدغام التشارك في بعض المخرج ووجه الإظهار بعد المخرج، ووجه التفرقة الجمع بين اللغات (شرح طيبة النشر 3/ 3، 4).

(3)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاء} و {جاء} و {زاد} {خَابَ} في طه 61 فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

(4)

قال ابن الجزري:

وقبلا كسرا وفتحا ضم (حق)

وفي الكهف (كفى) ذكرا خفق

قبلًا بضم القاف والباء جمع قبيل بمعنى قبيل كرغيف ورغف ونصبه على الحال أيضًا، وقيل: بمعنى جماعة جماعة وصنفًا صنفًا أي حشرنا عليهم كل شيء فوجًا فوجًا ونوعًا نوعًا من سائر المخلوقات، قال الزجاج: ويجوز أن يكون قبلًا جمع قبيل ومعناه الكفيل ليكون المعنى لو حشرنا عليهم كل شيء فتكفل لهم بصحة ما يقول ما كانوا ليؤمنوا، وقال الفراء: ويجوز أن يكون {قبلًا} من قبل وجوههم أي ما يقابلهم والمعنى لو حشرنا عليهم كل شيء فقابلهم، تقدم الأبدال ألفًا في {جاءهم} مع المد والقصر لحمزة عد الْوَقْف خطأ، وليس له سوى التسهيل مع المد والقصر (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 27 النشر 2/ 261، شرح طيبة النشر 4/ 270، المبسوط ص 200، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 268).

(5)

بمعنى مقابلة أي معاينة ونصب على الحال وقيل: بمعنى ناحية وجهة فنصبه على الظرف نحو في قبل زيد دين، والحجة لمن كسر أنه أراد مقابلة وعيانًا (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 272، النشر 2/ 261، شرح طيبة النشر 4/ 270، المبسوط ص 200).

ص: 267

قوله تعالى: {هُزُوًا} [الكهف: 56] قرأ حفص بضم الزاي وواو مفتوحة بعدها وقفًا ووصلًا

(1)

. وقرأ حمزة، وخلف: بإسكان الزاي وبعدها همزة مفتوحة في الوصل

(2)

، والباقون بضم الزاي وهمزة مفتوحة وقفًا ووصلًا، وإذا وقف حمزة، أبدل الهمزة واوًا، كقراءة حفص، وله - أيضًا - نقل حركة الهمزة إلى الزاي؛ فيقف على زاي مفتوحة، وله - أيضًا - تشديد الزاي، وهو قليل عنه.

قوله تعالى: {مَوْئِلًا} [الكهف: 58] قرأ حمزة - في الْوَقْف -: بواو مكسورة وحذف الهمزة

(3)

، والباقون بإسكان الواو وهمزة مكسورة، وكذا قرأ حمزة في الوصل، ولم يمد ورش

(4)

ولا غيره على الواو.

قوله تعالى: {لِمَهْلِكِهِمْ} [الكهف: 59] قرأ شعبة: بفتح الميم واللام قبل الكاف

(5)

، وقرأ

(1)

وعلة حفص أنه أراد التخفيف لأنّها همزة مفتوحة قبلها ضمة، فهي تجري على البدل كقوله {السفهاء لا} في قراءة الحرميين وأبي عمرو (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 247، النشر 1/ 389، المبسوط ص: 130، ابن القاصح ص: 152، التبصرة ص: 423).

(2)

فقرأ "هُزَا" فيقف على زاي مفتوحة. وقرأ حمزة {هزؤا} بالهمز على الأصل مع إسكان الزاي وصلًا فقط، وقرأ خلف العاشر {هزؤا} بالهمزة مع إسكان الزاي وصلًا ووقفًا. قال ابن الجزري:

وأبدلا

عد هزؤا مع كفؤا هزؤا سكن

ضم فتى كفؤا فتى ظن

ووجه هذه القراءة أنها للتخفيف، وقرأ الباقون {هزؤا} بالهمز على الأصل مع إسكان الزاي وصلًا ووقفًا، ووجه هذه القراءة: أنه جاء على الأصل.

(النشر 1/ 389، المبسوط ص: 130، ابن القاصح ص: 152، التبصرة ص: 42 وإتحاف فضلاء البشر ص: 138، والإقناع 2/ 598).

(3)

اعلم أن الهمزة إذا تحركت وهي متوسطة فما قبلها يكون ساكنًا أو متحركًا فإن كان ساكنًا وكان أصليًّا وسهلتها ألقيت حركتها على ذلك الساكن وحركتها بها ما لم يكن ألفًا وذلك نحو قوله {شيئًا - خطئًا - القرءان - مذءومًا - مسئولًا - سبئت - موئلًا - الموءودة} وشبهه (التيسير في القراءات السبع - الداني 1/ 39، إتحاف فضلاء البشر 1/ 96، غيث النفع ص 280).

(4)

وذلك لأنّها من المستثنيات، قال ابن الجزري:

لا مؤلًا مؤودة

(5)

قال ابن الجزري:

مهلك مع نمل افتح الضم (نـ) ـدا

وحجة من فتح الميم واللام أَنَّهُ جعله مصدرًا من "هلك"(شرح طيبة النشر 5/ 11، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 65).

ص: 268

حفص بضم الميم وكسر اللَّام قبل الكاف

(1)

، والباقون بضم الميم وفتح اللَّام قبل الكاف

(2)

.

قوله تعالى: {لِفَتَاهُ} [الكهف: 60]، قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(3)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(4)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {قَالَ أَرَأَيْتَ} [الكهف: 63] قرأ نافع، وأبو جعفر: بتسهيل الهمزة بعد الراء، وعن ورش - أيضًا - إبدالها ألفًا، وأسقطها الكسائي

(5)

، والباقون بهمزة مفتوحة.

قوله تعالى: {وَمَا أَنْسَانِيهُ} [الكهف: 63] قرأ الكسائي بالإمالة محضة

(6)

، والباقون بالفتح، وقرأ حفص في الوصل بضم الهاء

(7)

، والباقون بالكسر.

(1)

قال ابن الجزري:

واللام فكسر عد

وحجة من كسر اللَّام وفتح الميم أنه جعله أيضًا مصدرًا من "هلك" والوجهان في إضافته جائزان على ما تقدم، لكنه خارج عن الأصول، أتى نادرًا "مفعِل" من "فعل يفعَل" كما قالوا: المرجع مصدر من رجع يرجع كالرجوع. وقالوا في ترك "مكيَل" أي الكيل، أتى بالكسر وهو على "فعل يفعل".

(النشر 2/ 311، المبسوط ص 279، التيسير ص 14 الكشف عن وجوه القراءات 2/ 65، السبعة ص 393).

(2)

وحجة من ضمّ الميم وفتح اللَّام أنه جعله مصدرًا لـ "أهلك يهلك" فهو بابه، وهو متعدّ بلا شكَّ، فهو مضافٌ إلى المفعول به لا غير، تقديره: وجعلنا لإهلاكهم موعدًا؛ أي: لإهلاكنا إياهم موعدًا، لا يتجاوزونه (الغاية ص 197 وزاد المسير 5/ 161، وتفسير النسفي 3/ 18)،

(3)

سبق قريبًا.

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فقط وليس لقالون سوى الفتح وكذا الأصبهاني.

(5)

إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد فتح فقرأه قالون وورش من طريق الأصبهاني وكذا أبو جعفر بالتسهيل بين بين في {أرأيت} حيث وقع بعد همزة الاستفهام نحو {أرأيتم - أرأيتكم - أرأيت - أفرأيت} واختلف عن ورش من طريق الأزرق فأبدلها بعضهم عنه ألفًا خالصة مع إشباع المد للساكنين وهو أحد الوجهين في الشاطبية والأشهر عنه التسهيل كالأصبهاني وعليه الجمهور وهو الأقيس وقرأ الكسائي بحذف الهمز في ذلك كله والباقون بالتحقيق وإذا وقف للأزرق في وجه البدل عليه وعلى نحو {أرأيت} وكذا {أءنت} تعين التسهيل بين بين لئلا يجتمع ثلاث سواكن ظواهر ولا وجود له في كلام عربي، وليس ذلك كالوقف على المشدد في نحو {صَوَافَّ} الآية 36 لوجود الإدغام، قال ابن الجزري:

أريت كلا (ر) م وسهلها (مدا)

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 79، شرح طيبة النشر 4/ 287).

(6)

قال ابن الجزري:

أنسانيه عف بضم كسر

(7)

اختص الكسائي دون حمزة وخلف بإمالة {أحياكم - فأحياكم - أحياها} حيث وقع إذا لم يكن مسبوقًا بالواو نحو {فَأَحْيَاكُمْ} أما المسبوق بالواو سواء كان ماضيًا أم مضارعًا، فيتفق الثلاثة على إمالته نحو =

ص: 269

قوله تعالى: {مَا كُنَّا نَبْغِ} [الكهف: 64] قرأ نافع، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإثبات الياء بعد الغين وصلًا لا وقفًا، وأثبتها ابن كثير، ويعقوب وقفًا ووصلًا

(1)

، والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {أَنْ تُعَلِّمَنِ} [الكهف: 66] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بإثبات الياء بعد النون وصلًا لا وقفًا، وقرأ ابن كثير وشقوب بإثبات الياء وقفًا ووصلًا، والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا

(2)

.

قوله تعالى: {مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: 66]، قرأ أبو عمرو، ويعقوب: بفتح الراء والشين

(3)

، والباقون بضم الراء وإسكان الشين

(4)

.

قوله تعالى: {مَعِيَ صَبْرًا} [الكهف: 67] في الثلاثة: قرأ حفص بفنح الياء فيهم في الوصل

(5)

،

= {أَمَاتَ وَأَحْيَا} نسق بالفاء، وبإمالة {خطايا} حيث وقع، وبإمالة {حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران: 102] في آل عمران، و {وَقَدْ هَدَانِ} في الانعام، و {وَمَنْ عَصَانِي} [إبراهيم: 36] في إبراهيم، و {وَمَا أَنْسَانِيهُ} [الكهف: 63] في الكهف، {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ} في مريم: فيها، {آتَانِيَ اللَّهُ} في النمل، و {مَحْيَاهُمْ} في الجاثية، و {دحاها - طحاها - تلاها) و {سجى} ، قال ابن البزري:

وعلى

أحيا بلا واو وعنه ميل

محياهمو تلا خطايا ودحا

تقاته مرضاة كيف جا طحا

إلى قوله:

سجى وأنسانيه من عصاني

(النشر 2/ 37 شرح طيبة النشر 3/ 65، 66).

(1)

سبق في الآية (24) من سورة الكهف.

(2)

انظر سابقه.

(3)

قال ابن الجزري:

والرشد حرك وافتح الضم (شفا)

وآخر الكهف (حما)

والحجة لمن فتح أنه أراد به الصلاح في الدين ودليله قوله تعالى {وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} أي صلاحًا وقيل: هما لغتان كقولهم السقم والسقم.

(4)

الحجة لمن ضم أنه أراد به الهدى الني هي ضد الضلال ودليله قوله تعالى: {قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} ها هنا الضلال (النشر 2/ 27 السبعة ص 29 إعراب القراءات 1/ 205، المبسوط ص 214، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه (1/ 164).

(5)

ورد لفظ معي في ثمانية مواضع {مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} في الأعراف، {مَعِيَ عَدُوًّا} في التوبة {مَعِيَ صَبْرًا} ثلاثة في الكهف {ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ} في الأنبياء {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي} في الشعراء {مَعِيَ رِدْءًا} في القصص فتح الجميع حفص، وتابعه ورش على الثاني في سورة الظلة وهي سورة الشعراء لأن فيها {عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} يريد قوله تعالى في قصة نوح {وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} وافق حفص وابن عامر على فتح ياء {لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا} و {وَمَن مَعِيَ رحمَنَا} قال ابن الجزري: =

ص: 270

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ} [الكهف: 69] قرأ نافع، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء

(1)

، والباقون بالإسكان. وأمال الألف بعد الشين: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(2)

، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر.

قوله تعالى: {فَلَا تَسْأَلْنِي} [الكهف: 70]، قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر: بفتح اللَّام وتشديد النون، وقرأ الباقون بإسكان اللَّام وتخفيف النون، وكل القراء أثبتوا الياء بعد النون وقفًا ووصلًا، وقد روي عن ابن ذكوان: حذف الياء وقفًا ووصلًا، وإذا وقف حمزة - نقل حركة الهمزة إلى السين وحذف الهمزة

(3)

.

= وافق في معي (عـ) ـلا (كـ) ــــفؤ

(شرح طيبة النشر 4/ 268 إتحاف فضلاء البشر ص 305، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع 1/ 302).

(1)

وقعت ياء الإضافة قبل همزة القطع المكسورة في واحد وستين موضعًا بالقرآن الكريم اختلف منها في اثنتين وخمسين ياء نحو {مِنِي إِلَّا} {أَنْصَارِي إِلَى الله} وفتح هذا النوع نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر والباقون بالسكون إلا أنه وقع الخلاف على غير هذا الوجه في خمس وعشرين ياء منها {سَتَجِدُنِي إِنْ} بالكهفِ الآية 69 والقصص الآية 27 والصافات الآية 102 فقرأ نافع وكذا أبو جعفر بفتح الياء، وكذلك {أَنْصَارِي إِلَى الله} بآل عمران الآية 52 والصف الآية 14 و {بِعِبَادِي إِنَّكُمْ} بالشعراء الآية 52 {بَنَاتِي} بالحجر الآية 71 و {لَعْنَتِى إلَى} بص الآية 7 قال ابن الجزري:

واثنان مع خمسين مع كسر عني

وافتح عبادي لعنتي تجدني

بناتي أنصاري معا للمدني

إلى قوله:

وباقي الباب

(ثـ) ــنا (حـ) ـلي

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 147).

(2)

سبق بيان قراءة مثل هذه الكلمة قبل صفحات قليلة.

(3)

للقراءة في لفظ {فَلَا تَسْأَلْنِي} سبع مرات في:

الأولى: قراءة قالون والأصبهاني وابن ذكوان {تَسألَنِّ} بكسر النون المشددة وحذف الياء في الحالين وفتح اللَّام.

الثانية: قراءة الأزرق وأبي جعفر {تسألنِّي} بكسر النون مشددة، وإثبات الياء وصلًا لا وقفًا مع فتح اللَّام.

الأصل فلا تسألننى فاجتمعت ثلاث نونات مثل ما اجتمعت في إنني وكأنني ثم حذفوا النون التي زيدت مع الياء فقيل. إني وكذلك حذفت النون في قوله فلا تسألني.

الثالثة: قراءة ابن كثيرًا {تسألَنَّ} بفتح النون مشددة وحذف الياء في الحالين مع فتح اللَّام. وقد أغفلها المصنف هنا، والأصل فلا تسأل جزمًا على النهي ثم دخلت نون التوكيد ففتحت اللَّام لالتقاء السَّاكِنَيْن كما تقول لا تضربن ولا تشتمن أحدًا الأصل لا تضرب ثم دخلت نون التوكيد فبني الكلام على الفتحِ لاجتماع السَّاكِنَيْن.

الرابعة: قراءة أبي عمرو {تسألنِي} بكسر النون مخففة وإثبات الياء وصلًا ووقفًا مع إسكان اللَّام. والأصل =

ص: 271

قوله تعالى: {لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا} [الكهف: 71] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف - بعد اللَّام -: بالياء التحتية مفتوحة وفتح الراء ورفع اللَّام بين الهاءين

(1)

، وقرأ الباقون بالتاء الفوقية مضمومة وكسر الراء ونصب اللام بين الهاءين

(2)

.

قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتَ} قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإدغام دال "قد" في الجيم

(3)

، والباقون بالإظهار، وأبدل الهمزة ياء: أبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - وإذا وقف حمزة، أبدل، والباقون بالهمز.

قوله تعالى: {إِمْرًا} [الكهف: 71]، {ذِكْرًا} [الكهف: 70]، {سِتْرًا} [90]، رقق الراء ورش

(4)

- بخلاف عنه، وعند الباقين مفخمة.

= كما ذكرنا إلا أنهم حذفوا الياء لأن الكسرة تدل على الياء، والأصل أن اسم المتكلم في موضع نصب والنون إنما دخلت ليسلم سكون اللَّام.

الخامسة: قراءة يعقوب {تسألني} بكسر النون مخففة وإثبات الياء في الحالين مع إسكان اللَّام.

السادسة: قراءة هشام {تسألن} بكسر النون مخففة وحذف الياء في الحالين مع إسكان اللَّام. وإنما حذفوا الياء اختصارًا لأن الكسرة يدل على الياء.

السابعة: هي قراءة الباقين التي أشار إليها المؤلف.

قال ابن الجزري:

وتسألن (ثـ) ـق (حما)(جـ) ــنا

وقال:

تسألن فتح النون (د)(لـ) ـي الخلف

واشدد (كـ) ــما (حرم) و (عـ) ـــــم الكهف

(النشر 2/ 289 شرح طيبة النشر 4/ 366، الغاية ص 175، المبسوط ص 240 التيسير ص 125، إيضاح الوقف والابتدا ص 263 زاد المسير 2/ 114).

(1)

قال ابن الجزري:

...... وغيب يغرقا والضم والكسر افتحا (فتى)(ر) قا

وعنهم ارفع أهلها

وحجة من قرأ بالياء أَنَّهُ أضاف "الغرق" إلى "أهل" بمنزلة: مات قلد، و"الأهل" فاعلون، لأنَّهم مُخبَر عنهم، ولأنه أمر دخل عليهم من غير اختيار منهم له.

(2)

وحجة من قرأ بالتاء أَنَّهُ أجراه على الخطاب للخضر من موسى، فالمخاطب هو الفاعل، وتَعدّى فعله إلى "الأهل"، فنصبهم، وقوّى ذلك أن قبله خطابًا بين موسى والخضر في قوله:{أخَرَقْتَهَا} وما قبل ذلك، فجرى آخر الكلام على أوله في الخطاب (شرح طيبة النشر 5/ 12، النشر 2/ 312 المبسوط ص 279، حجة القراءات ص 423 زاد المسير 5/ 171).

(3)

سبق بيان حكم إدغام دال (قد) قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 40، التيسير ص 45، النشر 2/ 5 الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(4)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

ص: 272

قوله تعالى: {مَعِيَ صَبْرًا} [الكهف: 72]، ذكر قبيل.

قوله تعالى: {لَا تُؤَاخِذْنِي} [الكهف: 73]، قرأ ورش، وأبو جعفر: بإبدال الهمزة واوًا، وإذا وقف حمزة أبدل

(1)

، والباقون بالهمز.

قوله تعالى: {مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} [الكهف: 73] قرأ أبو جعفر برفع السين

(2)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {زَكِيَّةً} [الكهف: 74] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، وروح: بغير ألف بعد الزاي، وتشديد الياء التحتية بعد الكاف

(3)

، والباقون بألف بعد الزاي وتخفيف الياء التحتية بعد الكاف

(4)

.

قوله تعالى: {نُكْرًا} [74] قرأ نافع، وابن ذكوان، وشعبة، وأبو جعفر، ويعقوب: بضم الكاف

(5)

، والباقون بإسكانها.

(1)

إذا كانت الهمزة مفتوحة مضموم ما قبلها وشرع فيها فقد اتفق ورش من طريق الأزرق وأبو جعفر على إبدال كل همزة متحركة وقعت فاء من الكلمة وهي مفتوحة وقبلها ضمة بواو أو نحو {يووده} و {يواخِذ} وتبدل فاء الكلمة للأصبهاني أيضًا كالأزرق إلا أنه استثنى كلمة واحدة وهي {مؤذن} قال ابن الجزري:

والفاء عن نحو يؤده أبدلوا

(جـ) ــد (ثـ) ــــق يؤيد خلف (ذ) ــــذ ويبدل

للأصبهاني مع فؤاد إلا

مؤذن وأزرق ليلا

وليس للأزرق في بدله سوى القصر لأنَّهُ من المستثنيات، قال ابن الجزري:

وامنع يؤاخد

(انظر شرح طيبة النشر 2/ 284).

(2)

اختلف في السين من اليسر والعسر وبابهما فأسكنها كل القراء إلا أبا جعفر فضمها واختلف عن ابن وردان عنه في {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا} في الذاريات الآية 3 فأسكنها عنه النهرواني وضمها غيره، قال ابن الجزري:

وكيف عسر اليسر (ثـ) ــــق وخلف (خـ) ـط بالذرو

(شرح طيبة النشر 3/ 37، 38، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 185).

(3)

قال ابن الجزري:

وامدد وخف زاكية (حـ) ــبر (مـ) ـــــــــــدا (غـ) ــث

وحجة من قرأ بغير ألف مشدّد الياء أنه بناه على "فعيلة" على معنى "نامية"، وقيل: معناه التي لم تبلغ الخطايا، وقيل: معناه مطهرة، وقيل: زكية وزاكية لغتان بمعنى صالحة تقية.

(4)

وحجة من قرأ بألف أنها لغة في "زاكية وزكية" بمعنى، قيل: هو على تقية صالحة، وقيل: معناه لا ذنب لها، والقراءتان بمعنى، قال اليزيدي: الزاكية التي لم تذنب إليك، والزكية التي لم تذنب مطلقًا (النشر 2/ 312، الغاية ص 197، المبسوط ص 20 السبعة ص 395، شرح طيبة النشر 5/ 13، التيسير ص 12 إعراب القرآن 1/ 405 زاد المسير 5/ 17 وتفسير ابن كثير 3/ 97).

(5)

قال ابن الجزري:

نكرا (ثـ) ــــوى

(صـ) ــن (إ) ذ (مـ) ــلا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 184 شرح طيبة النشر 4/ 35).

ص: 273

قوله تعالى: {مِنْ لَدُنِّي} [الكهف: 76] قرأ نافع، وأبو جعفر: بتخفيف النون

(1)

، وقرأ شعبة كذلك، إلا أنه اختلف عنه في إسكان الدَّال مع إشمامها

(2)

، والباقون بتشديد الدَّال

(3)

.

قوله تعالى: {لَاتَّخَذْتَ} [الكهف: 77] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب: بتخفيف التاء المثناة بعد اللَّام وكسر الخاء

(4)

.

وقرأ الباقون بتشديد التاء وفتح الخاء

(5)

، وأظهر الذال المعجمة عند التاء المثناة: ابن كثير وحفص وروش - بخلاف عنه - وأدغمها الباقون.

قوله تعالى: {أَنْ يُبْدِلَهُمَا} [الكهف: 81]، قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بفتح الباء الموحدة وتشديد الدَّال

(6)

. والباقون بإسكان الموحدة وتخفيف

(1)

قال ابن الجزري:

لدني أشم أو رم الضم وخف

نون (مـ) ـدا (حـ) ـن

وحجة من خفف النون أنه لم يأت بنون مع الياء، لأنَّهُ ضمير مخفوض كـ"غلامي وداري" فاتصلت الياء بنون الدن، فكسرَتْها (النشر 2/ 313، الغاية ص 197، المبسوط ص 280، غيث النفع ص 281).

(2)

وحجة من أسكن الدال أنه لغة للعرب، يقولون: لدْنِ غدوة، فيجمعون بين ساكنين، ويكسرون النون لالتقاء الساكنين، إذا وصلوا، ومن أجل ذلك أشمّ أبو بكر الدال الضمّ، إذ أصلها النصب. وقد قيل: إن النون إنما كسرت في قراءة مَنْ أسكن الدال لالتقاء الساكنين، وهذا الإشمام يُري ولا يُسمع. وقد مضى الكلام عليه في أول السورة. وما عليه الجماعة أحبُّ إليَّ (السبعة ص 395، شرح طيبة النشر 5/ 13،، التيسير ص 124).

(3)

وحجة من شدّد أنه أدغم نون {لدني} في النون التي دخلت مع الياء، ليسلم سكون نون "لدن"، كما قالوا: إني وعني.

(4)

قال ابن الجزري:

تخذ الخا اكسر وخف

(حقا)

وحجة من قرأ بالتخفيف أنه جعله من "تخذت أتخذ" على وزن "فعَلت أفعِل" فأدخل اللام التي هي لجواب لو على التاء التي هي فاء الفعل (شرح طيبة النشر 5/ 15، النشر 2/ 314، السبعة ص 397، التيسير ص 145).

(5)

وحجة من شدّد أنه بناء على "افتعل" حكاه أبو زيد وغيره، وكان ابن كثير وحفص يظهران الذال، وباقي القراء على الإدغام. وقيل: هو من "أخذ" بني على "افتعل" فصار "أيتخذ" فأبدل من الهمزة الساكنة ياء، ثم أُدغمت الياء في التاء، لئلا تتغيّر الهمزة في البدل في الماضي والمستقبل واسم الفاعل، فأبدلوا من الياء حرفًا من جنس ما بعدَها، وهو تاء، فأدغموا التاء في التاء، كما قالوا في "افتعل" من الوزن والوعد اتّزن واتّعد، وأصله: ايتزن وابتعد، ثم أبدلوا من الياء تاء، وأدغموا التاء في التاء، وأصل الياء واو فيهما، وأصل الياء في "اتخذ" همزة على هذا القول فاعْرفه.

(6)

قال ابن الجزري:

ومع تحريم نون يبدلا

خفف (ظـ) ـــــبا (كنز)(د) نا النور (د) لا

(صـ) ـــــف (ظـ) ن =

ص: 274

الدَّال

(1)

.

قوله تعالى: {رُحْمًا} [81] قرأ ابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب: بضم الحاء

(2)

والباقون بإسكانها

(3)

.

قوله تعالى: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} [80]{ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا} [89، 92] في الثلاثة: قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة والكسائي، وخلف: بهمزة قطع مفتوحة بعد الفاء، وبعد "ثم"، وإسكان التاء المثناة

(4)

، وقرأ الباقون بهمزة وصل بعد الفاء وبعد "ثم"، وتشديد التاء المثناة

(5)

.

= والحجة لمن شدّد أنه أخذه من قولك بدل ودليله قوله: {وإذا بدلنا} آية (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 229، شرح طيبة النشر 5/ 15، النشر 2/ 314، السبعة ص 397، التيسير ص 145، المبسوط ص 281، الغاية ص 198).

(1)

التشديد والتخفيف لغتان بمعنى: بدّل وأبدل، مثل: نجّا وأنجي، ونزّل وأنزل، وأكثر ما جاء هذا في القرآن بالتشديد إجماع، نحو قوله:{بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ} [إبراهيم: 28] وقوله: {لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ} [يونس: 64] التبديل مصدر "بدَّل" وقد جاء: {اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ} [النساء: 20] فقد يكون بمعنى "الإبدال" فيكون مصدر "أبدل"(الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 229، شرح طيبة النشر 5/ 15، النشر 2/ 316، السبعة ص 397، التيسير ص 145، المبسوط ص 281، الغاية ص 198، وزاد المسير 5/ 185، وتفسير النسفي 3/ 22).

(2)

قال ابن الجزري:

رحما (كـ) ـسا (ثـ) ــوي

وحجته قول الشاعر

وكيف بظلم جارية

ومنها اللين والرحم

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 184، شرح طيبة النشر 4/ 35، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 427، النشر 2/ 314).

(3)

الضم والسكون لغتان بمعنى، كالسُّحْت والسُّحُت. وَحُكِىَ أبو عبيدة فيه لغة ثالثة "الرَّحْم" بفتح الراء وإسكان الحاء، وهو كله بمعنى الرحمة والتعطف (الكشف عن وجوه القراءات 2/ 97، النشر 2/ 314).

(4)

قال ابن الجزري:

أتبع الثلاث (كـ) ــم كـ) في

ومعنى القراءة بالتخفيف أي لحق سببًا، تقول: اتبعت الرجل إذا سرت من ورائه، وأتبعت الرجل ألحقته خيرًا أو شرًّا؛ كقوله تعالى:{فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} قال أبو زيد: رأيت القوم فأتبعتهم بالتخفيف إتباعًا إذا سبقوك فأسرعت نحوهم و مروا علي فاتبعتهم اتباعًا بالتشديد إذا ذهبت معهم ولم يسبقوك (شرح طيبة النشر 5/ 16، النشر 2/ 314، المبسوط ص 282، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 428، الغاية ص 198)

(5)

وحجتهم في ذلك أنهم بنوه على "افتعل" مطاوع فعل "تبع"، فهو يتعدى على مفعول واحد كے "اتبع". وقد أجمعوا على ذلك في قوله: " {وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا} [هود: 116]، و {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ} [البقرة: 102] (شرح طيبة النشر 5/ 16، النشر 2/ 314، المبسوط ص 282، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 428، الغاية ص 198).

ص: 275

قوله تعالى: {حَمِئَةٍ} [86] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب، وحفص: بغير ألف بعد الحاء وهمزة مفتوحة بعد الميم

(1)

، وقرأ الباقون بألف بعد الحاء وياء مفتوحة بعد الميم

(2)

.

قوله تعالى: {نُكْرًا} [87] قرأ نافع، وابن ذكوان، وشعبة، وأبو جعفر، ويعقوب: بضم الكاف، والباقون بالإسكان

(3)

.

قوله تعالى: {جَزَاءً الْحُسْنَى} [88] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب، وحفص: بالتنوين، والنصب، وبكسر التنوين، لالتقاء السَّاكِنَيْن

(4)

، وقرأ الباقون برفع الهمزة بعد الألف من غير تنوين

(5)

. وأمال ألف التأنيث من الحسني: حمزة، والكسائي،

(1)

وحجة من قرأ بالهمز أنه جعله مشتقًا من "الحمأة" أي: ذات حمأة. وقد سأل معاوية كَعْبًا فقال له: أين تجد الشمس تغرب في التوراة؟ فقال: تغرب في ماء وطين. فهذا يدلُّ على أنها من الحمأة، لأن القراءتين قد ترجعان على أنهما من الحمأة، ولا ترجعان إلى أنهما من "حمي، يحمي" بمعنى الحارّة، لأنَّهُ لا سبيل إلى الهمز في "فاعل" من "حمي يحمى" وأيضًا فإن القراءة بالهمز، لا تنافي القراءة بغير همز، قد تكون الشمس تغرب في عين حارة ذات حمأة، فيجتمع في ذلك المعنيان جميعًا، والقراءتان جميعًا (شرح طيبة النشر 5/ 17، النشر 2/ 314 المبسوط ص 282 حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 428، الغاية ص 19 التيسير ص 195، السبعة ص 399، وزاد المسير 5/ 185، وتفسير ابن كثير 3/ 102 وتفسير غريب القرآن 270).

(2)

قال ابن الجزري:

حامية حمئة وأهمز (أ) فا

(عـ) ـد (حق)

وحجة من قرأ بغير همز أنه جعله اسم فاعل، فبناه على "فاعله" مشتقًا من "حمي يحمى". فهو في المعنى: في عين حارة. ويجوز أن تكون الياء بدلًا من همزة، فيكون "فاعلًا" من الحمأة.

(3)

قال ابن الجزري:

نكرا (ثـ) ــوي (صـ) ـــن (إ) ذ هلا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 184، شرح طيبة النشر 4/ 35).

(4)

حجة من نصب {جزاء} ونوَّنه أنه جعل {الحسني} مبتدأ و"له" الخبر، ونصب "جزاء" على أنه مصدر في موضع الحال، والتَّقديرُ: فله الحال الحسني جزاء. وقيل: هو تفسير، وقيل: تمييز. واختار أبو عبيد نصب "جزاء" وتنوينه، لأنَّهُ تأوَّل أن الحسني الجنة، على معني: فله الجنة جزاء، وتعقّب عليه ابن قتيبة، فاختار الرفع بغير تنوين في "جزاء" وقال: هو كقولك: له جزاء الخير. وقد قال الله: {فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا} [سبأ: 37] وضعَّف النصب ابن قتيبة لتقديمه التفسير على المفسَّر، فهو بعيد جائز على بعده. والرفع بغير تنوين أحبَّ إليَّ، لأنَّهُ أبين، ولأن الأكثر عليه (شرح طيبة النشر 5/ 17، المبسوط ص 282، الغاية ص 198 التيسير ص 145، السبعة ص 399).

(5)

قال ابن الجزري:

والرفع انصبن نون جزأ (صحب)(ظـ) ــبي

وحجة من قرأ بالرفع أنه جعله مبتدأ و"له" الخبر؛ أي: فجزاء الخلال الحسنى له. ويجوز أن تكون =

ص: 276

وخلف - محضة، وأبو عمرو بين بين، ونافع بالفتح وبين اللفظين

(1)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا} [88] قرأ أبو جعفر بضم السين

(2)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {بَيْنَ السَّدَّيْنِ} [93] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحفص: بفتح السين، والباقون بالضم

(3)

.

قوله تعالى: {لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ} [93] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بضم الياء التحتية وكسر القاف

(4)

. وقرأ الباقون بفتحهما

(5)

.

= {الحسنى} بدلًا من "جزاء" على أن "الحسنى" الجنة، ويكون التنوين حُذِف لالتقاء السَّاكِنَيْن، وهما التنوين واللام من {الحسنى} فيكون المعنى: فلَه الجنة (شرح طيبة النشر 5/ 17، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 428، زاد المسير 5/ 186).

(1)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(2)

اختلف في السين من {اليسر والعسر} وبابهما فأسكنها كل القراء إلا أبا جعفر فضمها، واختلف عن ابن وردان عنه في {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا} في الذاريات؛ فأسكنها عنه النهرواني وضمها غيره، قال ابن الجزري:

وكيف عسر اليسر (ثـ) ــق

(شرح طيبة النشر 4/ 37، 38 إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 185).

(3)

قال ابن الجزري:

وسدا (حـ) ــكم (صحب)

(د) برا ياسين (صحب)

والضم والفتح لغتان كالضَّعف والضُّعف، والفَقْر والفُقْر. وقال أبو عبيد: كل شيء من فِعْل الله جلَّ ذكره كالجبال والشِّعاب، فهو "سُدّ" بالضم، وما بناه الآدميون فهو "سَدّ" بالفتح، وهذا القول من قول عكرمة وقول أبي عبيدة وقطرب .. ويكون "السُّدّين" بالضم، لأنَّهُ من فعل الله جل ذكره، ويكون "سَدًّا" في هذه بالفتح، لأنَّهُ من فعل الآدميين. ويكون "سُدا" في يس بالضمّ، لأنَّهُ من فعل الله جل ذكره على هذا التفسير. وقيل: السَّد بالفتح المصدر، والسُّدّ بضمّ السين الشيء المسدود (شرح طيبة النشر 5/ 21، النشر 2/ 315 المبسوط ص 283 حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 428، الغاية ص 199، التيسير ص 145، السبعة ص 399، زاد المسير 5/ 186).

(4)

قال ابن الجزري:

يفقهوا ضم اكسرا

(شفا)

وحجة من قرأ بالضمّ أنه جعل الفعل رباعيًّا، فعدّاه إلى مفعولين، أحدهما محذوف، والتَّقديرُ: لا يكادون يفقهون الناس قولًا، أو يفقهون أحدًا قوة؛ أي: لا يفهم كلامهم، فهم لا يفهمون الناس كلامهم، جعل الفعل لهم متعديًا إلى غيرهم (شرح طيبة النشر 5/ 21، النشر 2/ 315 المبسوط ص 283 الغاية ص 199، التيسير ص 145، السبعة ص 399، وزاد المسير 5/ 195).

(5)

وحجة من قرأ بفتح الياء أنه جعله فعلًا ثلاثيًا، يتعدى إلى مفعول واحد، وهو القول، يُقال: فقهت الشيء، وأفقهت زيدًا الشيء. فالمعنى أنهم في أنفسهم لا يفقهون كلام أحد، ومعنى القراءة الأخرى لا يكادون يفقهون أحدًا كلامهم لعجمته (شرح طيبة النشر 5/ 21، النشر 2/ 315 المبسوط ص 283 =

ص: 277

قوله تعالى: {يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ} [94] قرأ عاصم بالهمز فيهما، والباقون بغير همز

(1)

.

قوله تعالى: {فَهَلْ نَجْعَلُ} [94] قرأ الكسائي بإدغام لام "هل" في النون. والباقون بالإظهار

(2)

.

قوله تعالى: {خَرْجًا} [94] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بفتح الراء وألف بعدها

(3)

، والباقون بإسكان الراء ولا ألف بعدها

(4)

.

قوله تعالى: {وَبَيْنَهُمْ سَدًّا} [94] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص، وابن كثير، وأبو عمرو: بفتح السين

(5)

.

والباقون بضم السين.

قوله تعالى: {مَا مَكَّنِّي} [95] قرأ ابن كثير بنونين: الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة مخففة

(6)

. والباقون بنون واحدة مشددة مع الكسر

(7)

.

= الغاية ص 199، التيسير ص 195، السبعة ص 399، وزاد المسير 5/ 195).

(1)

هناك حروف وافق بعض القراء فيها المبدلين وهي سبعة ألفاظ منها: {يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ} الكهف، والأنبياء 96؛ فقرأها بالهمز: عاصم، والباقون بغير همز (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 77).

(2)

اختلف في إدغام بل وهل قبل صفحات قليلة مما أغنى عن إعادته هنا انظر: النشر 2/ 7، شرح ابن القاصح ص 97، التيسير ص 43 إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 41، الهادي 1/ 271، السبعة ص 127، الغاية ص 81).

(3)

قال ابن الجزري:

وخرجا قل خراجا فيهما

لهم فخرج (كـ) ـــــــم

وحجة من قرأه بألف أنه جعله من "الخراج" الذي يُضْرَب على الأرض في كل عام؛ أي: فهل نجعل لك أجرة نؤديها إليك في كل وقت نتفق عليه كالجزية، على أن نبني بيننا وبينهم سدًّا؛ أي: حاجزًا. فالخراج ما يُؤدي في كل شهر أو في كل سنة (شرح طيبة النشر 5/ 23، النشر 2/ 315 المبسوط ص 283، الغاية ص 199، السبعة ص 400، غيث النفع ص 283).

(4)

وحجة من قرأ بغير ألف أنه جعله مصدر خرج، فهو الجعْل، كأنهم قالوا له: نجعل لك جُعْلًا ندفعه إليك الساعة مِن أموالنا مرة واحدة، على أن تبني بيننا وبينهم سدًّا، فالخراج بألف ما يُؤدي على النجوم كالأكرية والجزية، والخَرْج ما يُؤدي في مرة واحدة (شرح طيبة النشر 5/ 21، النشر 2/ 315 المبسوط ص 283 الغاية ص 199، التيسير ص 145، السبعة ص 399، وزاد المسير 5/ 191).

(5)

انظر {بين السدين} .

(6)

قال ابن الجزري:

مكني غير المك

والحجة لمن أظهر أنه أتي به على الأصل لأن النون الأولى لام الفعل والثانية زائدة لتسلم بنية الفعل على الفتح والياء اسم المفعول به، وخفت عليه ذلك لتحركهما، ولأن الثاني من المثلين غير لازم، فحسُن الإظهار، كما قالوا: اقتلوا، وهي في مصاحف المكيين بنونين في الخط، والفعل منه الثلاثي "مكن" غير متعدٍّ، فلما ثقل بالتضعيف تعدّي إلى مفعول، وهو الياء.

(7)

الحجة لمن أدغم أنه أراد التخفيف والإيجاز وجعل ما بمعنى الذي وخير خبرها (الحجة في القراءات السبع =

ص: 278

قوله تعالى: {رَدْمًا (95) آتُونِي} [95 - 96] قرأ شعبة بكسر التنوين وبعده همزة ساكنة. وإذا وقف على "ردمًا" ابتدأ: {آتُونِي} بهمزة مكسورة، وبعدها ياء ساكنة، وقرأ الباقون بإسكان التنوين، وبعده همزة قطع مفتوحة ممدودة، وبعده تاء فوقية مضمومة؛ وذلك في حال الوصل والابتداء

(1)

.

قوله تعالى: {بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} [96] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، ويعقوب: بضم الصاد والدال

(2)

وقرأ شعبة بضم الصاد وإسكان الدَّال

(3)

= لابن خالويه 1/ 23 الغاية ص 200، السبعة ص 400، التيسير ص 169، وزاد المسير 5/ 192).

(1)

رُوي عن أبي بكر في {رَدْمًا (95) آتُونِي} ، وفي {قال آتوني} المدّ وترك المد، وبالوجهين قرأتُ له فيهما، والمد هو اختيار ابن مجاهد له، فإذا لم يمدّ في "ردمًا آتوني" كسر التنوين لسكونه وسكون الهمزة بعده، والألف في هذين الحرفين في قراءة حمزة، وأحد القولين عن أبي بكر، الف وصل، تُبتدأ بالكسر، قال ابن الجزري:

اتون همز الوصل فيهما (صـ) ــدق

خلف وثان (فـ) ــز

وحجة من قرأ بغير مد فيهما أنه جعلهما من باب المجيء، فلم يُعدّهما إلى مفعول، وهو ضمير المتكلم في {آتُونِي} ، ويكون {زُبَرَ الْحَدِيدِ} غير معدّي إليه {آتُونِي} ، إلا بحرف جرّ مضمرٌ، تقديره: آتوني بزبر الحديد، فلما حذف الحرف تعدّى، كما قال: أمرتك الخير على معني: أمرتك بالخير، وفيه بعد قليل لأنَّهُ إنما أكثر ما يأتي هذا في الشعر. وحجة من مدّ الكلمتين وفتح الهمزة أنه جعلهما من باب الإعطاء، فعدّى كل واحد إلى مفعولين: الأول: ضمير المتكلم، والثاني:{زُبَرَ الْحَدِيدِ} في ما {رَدْمًا (95) آتُونِي} ، والثاني {آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} عدّاه إليه في المعنى لا في اللفظ، لأن الناصب لـ "قطر" في اللفظ {أُفْرِغْ} ؛ لأنَّهُ أقرب إليه، ولو عدّى إليه "آتوني" لقال: قال آتوني أفرغه عليه قطرًا، لأن تقديره: آتوني قطرًا أفرغ عليه، وهو باب إعمال أحد الفعلين المعطوف أحدهما على الآخَر (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 232 الغاية ص 200، السبعة ص 400، التيسير ص 146، معاني القرآن 2/ 160، وإيضاح الوقف والابتداء 188 وزاد المسير 5/ 193).

(2)

قال ابن الجزري:

ويضمي (كـ) ل (حق)

والحجة لمن قرأه بالضم أنه أتي باللفظ على الأصل وأتبع الضم الضم، والحجة لمن فتحهما خفة الفتح والواحد عنده صدف ودليله أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مر بصدف مائل فأسرع، الرواية بالفتح (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 232، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 232، الغاية ص 200، السبعة ص 400، التيسير ص 146).

(3)

قال ابن الجزري:

وصدفين اضمما

وسكنن (صـ) ـف

وهي لغة قريش غير الحجاز وقريش (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 232 الغاية ص 200، السبعة ص 400، التيسير ص 146).

ص: 279

وقرأ الباقون بفتح الصاد والدال

(1)

.

قوله تعالى: {قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} [99] قرأ حمزة، وشعبة - بخلاف عنه -: بإسكان الهمزة بعد: "قال"، وقرأ الباقون بفتح الهمزة ممدودة، ومن سكن الهمزة في الوصل - ابتدأ بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة، ومن فتح الهمزة - فعل ذلك في الوصل والابتداء بها واتفقوا على إسكان الياء من "آتوني أفرغ" وصلًا ووقفًا

(2)

.

قوله تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا} [97] قرأ حمزة بتشديد الطاء

(3)

، والباقون بالتخفيف

(4)

.

قوله تعالى: {جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا} [98] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بعد الكاف بألف

(5)

، وبعد الألف همزة مفتوحة، وقرا الباقون بالتنوين بعد

(1)

والحجة لمن فتحهما خفة الفتح والواحد عنده صدف ودليله أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مر بصدف مائل فأسرع، الرواية بالفتح والحجة لمن أسكن الدَّال أنه جعله اسمًا للجبل بذاته غير مثني وأنشد الراجز:

قد أخذت ما بين أرض الصدفين

ناصينيها وأعالي الركنين

وكلها لغات مشهورة، والصّدف الجبل والصدفان الجبلان (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 232، الغاية ص 200، السبعة ص 400، التيسير ص 146، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 79).

(2)

سبق قريبًا عند الكلام على {آتُونِي} .

(3)

قال ابن الجزري:

فما اسطاعوا اشددا طاء (فشا)

وحجة من شدّد أنه أدغم التاء في الطاء، لقرب التاء من الطاء في المخرج، ولأنه أبدل من التاء، إذا أدغمها حرفًا أقوى منها، وهو الطاء، لكن في هذه القراءة بُعد وكراهة، لأنَّهُ جمع بين ساكنين، ليس الأول حرف لين، وهما السّين وأول المشدد، وقد أجازه سِيْبَويَه في الشعر، وأنشد في إجازته:

كأنه بعد كَلال الزّاجِرِ

ومَسْحي مَرَّ عقاب كاسِرِ

وكان أصله "ومسحه" فأدغم الحاء في الهاء، والسين ساكنة، فجمع بين ساكنين، ليس الأول حرف لين، وهو قليل بعيد.

(4)

وحجة من خفّفه أنه لمَّا كان الإدغام في هذا يؤدي إلى جواز ما لا جوز، إلا في شاذٍ من الشعر من التقاء السَّاكِنَيْن، ليس الأول حرف لين، ولم يمكن إثبات التاء، إذا ليست في الخط، ولم يمكن إلقاء حركتها على السين، لأنّها زائدة، لا نتحرك. فلم يبق إلا الحذف، نحذفها للتخفيف، ولزيادتها، ولموافقة الخط، لأن الجماعة عليه (شرح طيبة النشر 5/ 23، النشر 2/ 316، المبسوط ص 285، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 80، وزاد المسير 5/ 195).

(5)

قال ابن الجزري:

ودكا (شفا)

في دكا المد وفي الكهف (كفى)

ووجه مد {دكاء} : أنه جعل اسم للرابية، وهي ما ارتفع من الأرض دون الجبل، أو للأرض المستوية؛ أي جعل الجبل والبيداء أرضًا، فالدعاء بالمد الرابية الناشزة من الأرض كالدكة أي جعله كذلك يعني الجبل =

ص: 280

الكاف في الوصل، وفي الْوَقْف على ألف التنوين

(1)

.

قوله تعالى: {مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ} [102] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بفتح الياء في الوصل

(2)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {أَوْلِيَاءَ} [102] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة بعد تحقيق الأولى المفتوحة، والباقون بتحقيقهما

(3)

.

قوله تعالى: {لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا} [102] قرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي - ورويس، وابن ذكوان - خلاف عنه - بالإمالة - محضة

(4)

، وقرأ ورش - من طريق

= هاهنا والسد في الكهف أو جعله أرضًا مستوية ومنه ناقة دعاء للمستوية السلام، ودكًا بالقصر والتنوين في قراءة الجماعة مصدر بمعنى مدكوكًا أو مندكا أي مندقًا (النشر 2/ 272 السبعة ص 293 شرح طيبة النشر 4/ 306 إعراب القراءات 1/ 205، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع 2/ 481).

(1)

ووجه القصر جمله مصدر دكه ودقه ملاق في المعنى فمفعول مطلق، أو ذا دق، أو بمعنى مدكوك فمفعول به، فمن قرأ {دكًا} جعله مصدرًا بمعنى المدكوك وقيل: تقديره ذا دك، ومن قرأ بالمد جعله مثل أرض دكاء أو ناقة دكاء وهي التي لا سنام لها (إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات 1/ 284، التيسير ص 113 النشر 2/ 272 السبعة ص 293 شرح طيبة النشر 4/ 306، إعراب القراءات 1/ 200، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع 2/ 481).

(2)

اختلف القراء في خمسة وثلاثين موضعًا؛ فقرأ نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بفتح سبع ياءات من ذلك وهي {مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ} [الكهف الآية: 102]{إِنِّي أَرَانِي} الأولان بيوسف 36 و {يَأْذَنَ لِي أَبِي} فيها و {اجْعَلْ لِي آيَةً} بآل عمران 41 ومريم 10 و {ضَيْفِي أَلَيْسَ} بهود: 7 قال ابن الجزري:

واجعل لي ضيفي دوني يسر لي ولي

يوسف إني أولاها (حـ) لل

(مدا)

شرح طيبة النشر 3/ 264 - 271، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 145).

(3)

والتحقيق هو توفية كل حرف حقه من حركته ونصيبه من الإعراب؛ إذ كانت الهمزة حرفًا من حروف المعجم فيلزمها من الحركة ما يلزم سائر الحروف، لذا جاءوا بكل همزتين مجتمعتين على هيئتها إرادة للتبيين والنطق بكل حرف من كتاب الله على جهته من غير إبدال ولا تغيير انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص: 91، وشرح طيبة النشر للنويري 4/ 9، والمبسوط في القراءات العشر ص: 126).

(4)

اختلف عن ابن ذكوان في إمالة والكافرين، فأمالها الصوري عنه، وفتحها الأخفش، ووجه الإمالة المحضة التناسب بين الألف وبين ترقيق الراء، وتنبيهًا على أن الكسرة تؤثر على غير الراء مع مجاورة أخرى ولزومها وكثرة الدور، ولهذا لم يطرد في الكافر وكافر والذاكرين، قال ابن الجزري:

وكيف كافرين (جـ) ـاد وأمل

(تـ) ــب (حـ) ز (مـ) ـنا خلف

(غـ) ـلا وروح قل معهم بنمل

(انظر إتحاف فضلاء البشر (ص: 130) وابن مهران الأصبهاني في المبسوط (ص: 112).

ص: 281

الأزرق - بالإمالة بين بين

(1)

، والباقون بالفتح. وأدغم النون من "الكافرين" في نون {نُزُلًا}: أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما - والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ} [103] قرأ الكسائي بإدغام لام "هل" في النون

(2)

، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {وَهُمْ يَحْسَبُونَ} [104] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر: بفتح السين

(3)

. والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {هُزُوًا} [106] قرأ حفص بضم الزاي، وبعدها واو منصوبة منونة في الوصل وبغير تنوين في الْوَقْف، وقرأ حمزة بإسكان الزاي، وبعدها همزة ووار مفتوحة منونة في الوصل، وإذا وقف - نقل حركة الهمزة إلى الزاي، فوقف على زاي مفتوحة بعدها ألف، وله - أيضًا - الْوَقْف بإسكان الزاي، وبعدها واو مفتوحة بعدها ألف، والباقون بضم الزاي وبعدها همزة مفتوحة منونة في الوصل بغير تنوين في الوقف

(4)

.

قوله تعالى: {قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ} (109) قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالياء التحتية على التذكير

(5)

. والباقون بالتاء الفوقية على التأنيث

(6)

.

* * *

(1)

الصواب ورش من طريق الأزرق وحده دون الأصبهاني.

(2)

اختلف في إدغام بل وهل في ثمانية أحرف، وقد سبق بيان ذلك (النشر 2/ 7، شرح ابن القاصح ص 97، التيسير ص 43 إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 41، الهادي 1/ 271، السبعة ص 127، الغاية ص 81).

(3)

سبق بيان ما في مثل هذه الكلمة في الآية 27 من هذه السورة.

(4)

انظر شرح طيبة النشر 4/ 34، 33 والنشر 2/ 215 وإتحاف فضلاء البشر ص: 138 والإقناع 2/ 598).

(5)

قال ابن الجزري:

و (ر) د (فني) أن ينفدا

وحجة من قرأ بالياء: أن تأنيث الكلمات غير حقيقي، وأنه حمله على الكلام، لأن الكلام والكلمات سواء، والكلام مصدر مُذكَّر (شرح طيبة النشر 5/ 24، النشر 2/ 316، المبسوط ص 285، السبعة ص 400).

(6)

ووجه القراءة بالتاء: أنها لتأنيث لفظ الكلمات، لأنَّهُ جارّ على اللفظ، وعلى الأصل، ولأن الجماعة عليه (شرح طيبة النشر 5/ 24، النشر 2/ 316، المبسوط ص 285، السبعة ص 400، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 81).

ص: 282

(الأوجه التي بين الكهف ومريم)

وبين الكهف ومريم من قوله تعالى: {وَلَا يُشْرِكُ} [الكهف: 110] إلى قوله تعالى: {خَفِيًّا} [مريم: 3] ثلاثمائة وجه، وثمانية وعشرون وجهًا

(1)

، ولا اندراج.

بيان ذلك:

قالون: أربعة وعشرون وجهًا.

ورش: اثنان وثلاثون وجهًا.

ابن كثير: اثنا عشر وجهًا.

الدوري: اثنان وثلاثون وجهًا.

السوسي: ستة وتسعون وجهًا.

ابن عامر: ستة عشر وجهًا.

شعبة: اثنا عشر وجهًا.

حفص: اثنا عشر وجهًا.

حمزة: وجهان.

الكسائي: اثنا عشر وجهًا.

أبو جعفر: اثنا عشر وجهًا.

رويس: اثنان وثلاثون وجهًا.

روح: اثنان وثلاثون وجهًا.

خلف: وجهان.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 283

(سورة مريم)

(1)

قوله تعالى: {كهيعص (1) ذِكْرُ} [1 - 2] قرأ نافع بإمالة الهاء والياء بين بين، وقيل عنه غير ذلك؛ أي: بالإمالة محضة

(2)

، وقرأ ابن كثير، وحفص، وأبو جعفر، ويعقوب: بفتحهما. وقرأ الكسائي وشعبة، وأبو عمرو: بإمالة الهاء محضة وفتح الياء. وأمال الياء محضة، وفتح الهاء: ابن عامر، وحمزة، والكسائي، والسوسي، وخلف بخلاف عنه - واتفقوا على جواز مد العين، والتوسُّط والقصر

(3)

. وأظهر الدَّال من "صاد" عند الذال المعجمة: نافع، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب، والباقون بالإدغام

(4)

. وسكت أبو جعفر على القاف، وغير الحروف

(5)

.

(1)

مكية قيل: إلا آية السجدة فمدنية وآيها تسعون وثمان عراقي وشامي ومدني أول تسع مكي ومدني أخير خلافها ثلاث كهيعص كوفي وترك له الرحمن مدا في الكتاب إبراهيم مكي ومدني (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 375).

(2)

ما ذكره المؤلف عن الإمالة بين بين النافع فصحيح، لقول ابن الجزي:

وإذ ها يا اختلف

فالخلاف دائر بين الفتح والتقليل، وأما ما ذكره عن الإمالة المحضة فغير صواب.

(3)

قال ابن الجزري:

وأشبع المد لساكن لزم

ونحو عين فالثلاثة لهم

(4)

أمال الهاء والياء من {كهيعص} أبو بكر والكسائي وقللهما قالون والأزرق بخلف عنهما، وأما الأصبهاني فالمشهور عنه الفتح قولًا واحدًا والقليل عنه من انفرادات الهذلي، وقرا أبو عمرو بإمالة الهاء محضة وأما الياء فالمشهور عنه فتحها من روايتيه وهو المراد بقول الطيبة:

والخلف قل لثالث

وقال عن الإمالة للمذكورين:

وها كاف (ر) عي (حـ) ـــافظ (صـ) ــــف

يا عين (صحبة)(كـ) ـسا

وقد روي عنه إمالتها من طريق ابن فرح عن الدوري، وأما السوسي فقد وردت عنه عن غير طرق النشر وما في التيسير من أنه قرأ بها للسوسي على فارس بن أحمد ليس من طريق أبي عمران التي هي طريق التيسير والعذر للشاطبي في اتباعه كما بينه في النشر، وقرأ ابن عامر وحمزة وخلف بفتح الهاء وإمالة الياء محضة بخلف عن هشام في إمالة الياء والمشهور عنه إمالتها وهو الذي قطع به ابن مجاهد والهذلي والداني من جميع طرقه (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 375).

(5)

يسكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواردة في فواتح السور جميعًا نحو {الم} {الر} {كهيعص} {طه} {طسم} ويلزم من سكته إظهار المدغم فيها والمخفي وقطع همزة الوصل بعدها. قال ابن الجزري: =

ص: 284

قوله تعالى: {رَحْمَتِ رَبِّكَ} [مريم: 2] رسمت هذه التاء مجرورة، وقف عليها بالهاء: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب، وأمال الهاء الكسائي في الوقف، والباقون يقفون بالتاء مجرورة على المرسوم

(1)

.

قوله تعالى: {زَكَرِيَّا (2) إِذْ} [مريم: 2، 3] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة في الوصل

(2)

. وأسقط الهمزة من

= ................. وفي هجا

الفواتح كطه (ثـ) ـقّف

ووجه السكت: أنه يبين به أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست مؤتلفة. وفي كل منها سر من أسرار الله تعالى ويلزم من سكته إظهار المدغم منها والمخفي، وقطع همزة الوصل بعدها ليبين بهذا السكت أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال؛ بل هي مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست بمؤتلفة. ويترتب على السكت لزوم المد الطويل في ميم وعدم جواز القصر فيه لأن سبب القصر وهو تحريك الميم قد زال بالسكت (إتحاف فضلاء البشر ص 170، السبعة لابن مجاهد ص 200، المبسوط ص 160، النشر 1/ 424، شرح طيبة النشر 2/ 335).

(1)

الأصل اتباع الرسم لكل القراء؛ إلا أنه اختلف عنهم في أصل مطرد وكلمات مخصوصة فالأصل المطرد كل هاء تأنيث رسمت تاء نحو {رَحْمَتِ} و {نِعْمَتَ} و {شَجَرَتَ} فوقف عليها بالهاء خلافًا للرسم الكسائي وابن كثير وأبو عمرو، فالوقف على المرسوم متفق عليه ومختلف فيه والمختلف فيه انحصر في خمسة أقسام: أولها الإبدال وهو إبدال حرف بآخر فوقف ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وكذا يعقوب بالهاء على هاء التأنيث المكتوبة بالتاء وهي لغة قريش وقعت في مواضع أولها رحمت في المواضع السبعة بالبقرة والأعراف وهود وأول مريم وفي الروم والزخرف معا. والأصل اتباع الرسم لكل القراء إلا أنه اختلف عنهم في أصل مطرد وكلمات مخصوصة فالأصل المطرد: كل هاء رسمت تاء نحو {رحمت - نعمت - شجرت} فوقف عليها خلافًا للرسم القراء المذكورون، قال ابن الجزري:

وقف لكل باتباع ما رسم

حذفا ثبوتًا أيضًا لا في الكلم

لكن حروفا عنهمو فيها إختلف

كهاء أنثي كتبت تاء قف

بالها (ر) جا (حق) وذات بهجه

(شرح طيبة النشر 3/ 223، النشر 2/ 129، إتحاف فضلاء البشر ص 157، التيسير ص 60).

(2)

إذا جاءت الهمزتان في كلمتين، وكانت الأولى مضمومة والثانية مكسورة؛ فإن ذلك على قسمين متفق عليه، ويقع في اثنين وعشرين موضعًا، ومختلف فيه وهو في ستة مواضع {يا زكريا} بمريم الآية 7 في قراءة من همز {زكريا} و {النبيء إنا} معا بالأحزاب و {والنبيء إذا} بالممتحنة الآية 12 {والنبيء إذا} بالطلاق الآية 1 و {أسر النبيء إلى} بالتحريم الآية 3 على قراءة نافع في الخمسة. وقد اتفقوا على تحقيق الأولى واختلفوا في الثانية، فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ورويس بتسهيلها واختلف عنهم في كيفية التسهيل فقال جمهور المتقدمين: تبدل واوًا خالصة مكسورة فدبروها بحركة ما قبلها، قال الداني: وهو مذهب أكثر أهل الأداء، وقال جمهور المتأخرين: تسهل بين الهمزة والياء فدبروها بحركتها فقط، قال ابن الجزري:

وعند الاختلاف الأخرى سهلن (حرم)

(حـ) ـوي (غـ) ـنا ومثل السوء إن =

ص: 285

"زكريا": حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص

(1)

، والباقون بتحقيقهما

(2)

.

قوله تعالى: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ} [مريم: 3] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(3)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(4)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {نِدَاءً خَفِيًّا} [مريم: 3] قرأ أبو جعفر: بإخفاء التنوين عند الخاء

(5)

، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي} [مريم: 4] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما -: بإدغام اللَّام من "قال" في الراء. والميم من "العظم" في الميم

(6)

.

= (شرح طيبة النشر 2/ 268، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 74).

(1)

قال ابن الجزري:

وحذف همز زكريا مطلقًا (صحب)

فيصير النطق {زَكَرِيَّا} وزكريا اسم أعجمي قال الفراء: فيه ثلاث لغات: الهمز وحذفه ولا ينصرفان، وزكري وألفه للتأنيث، قال أبو علي: لا يخلو إما أن تكون همزنه زائدة للتأنيث أو للإلحاف، أو منقلبة عن أصلي أو زائد (النشر 3/ 239، شرح طيبة النشر 4/ 153، المبسوط ص 162).

(2)

قال العكبري في التبيان في إعراب القرآن (1/ 255): وهمزة زكرياء للتأنيث إذ ليست منقلبة ولا زائدة للتكثير ولا للإلحاق وفيه أربع لغات هذه إحداها والثانية: القصر والثالثة: زكري بياء مشددة من غير ألف والرابعة: زكر بغير باء.

(3)

هناك قاعدة مطردة؛ وهي أن حمزة والكسائي وخلف البزار أمالوا جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلي مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالي بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:

وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه

وفتحهُ وما بياء رسمه

(النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ـف

وما به ها غير ذي السرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

(5)

قرأ أبو جعفر بإخفاء النون الساكنة والتنوين عند حرفي الغين والخاء (انظر إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر (1/ 376).

(6)

أدغم أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوصًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله ساكن غير متين إلا قوله {قَالَ رَبِّ} و {كَادَ يَزِيغُ} و {الصَّلَاةَ طَرَفَيِ} و {بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} فإنه يدغمها، قال ابن الجزري:

إذا التقى خطًّا محركان

مثلان جنسان مقاربان

أدغم بخلف الدوري والسوسي معًا

لكن بوجه الهمز والمد امنعا

وقال أيضًا: =

ص: 286

قوله تعالى: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} [4] قرأ أبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا، وكذا حمزة في الوقف، والباقون بالهمز، وأدغم السين من {الرَّأْسُ} في الشين: أبو عمرو ويعقوب، بخلاف عنهما.

قوله تعالى: {مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ} [5] قرأ ابن كثير - في الوصل -: بفتح الياء، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ} [6] قرأ أبو عمرو، والكسائي: بجزم الثاء المثلثة من {يَرِثُنِي وَيَرِثُ}

(1)

، والباقون بالرفع فيهما

(2)

.

قوله تعالى: {يَازَكَرِيَّا إِنَّا} [7] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بإبدال الهمزة الثانية المكسورة واوًا - في الوصل، عنهم - أيضًا - تسهيلها كلاياء، وذلك بعد تحقيق الهمزة المضمومة الأولى، وأسقط الهمزة من "زكريا": حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص، والباقون بتحقيقهما

(3)

.

قوله تعالى: {إِنَّا نُبَشِّرُكَ} [7] قرأ حمزة: بفتح النون، وإسكان الباء الموحدة، وضم الشين مخففة

(4)

وقرأ الباقون بضم النون، وفتح الباء الموحدة،

= وقيل عن يعقوب ما لابن العلا

(الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

(1)

قال ابن الجزري:

واجزم يرث (حـ) ـز (ر) د

وحجة من جزم أنه جعل "يرثني" جوابًا للطلب، فجزمه، وعطف عليه، و"يرث" في الطلب قوله:{فَهَبْ لِي} [مريم: 5] لأنَّهُ بمعنى الجزاء، وجعل الكلام متصلًا بعضه ببعض، وقدّر أن الولي بمعنى "الوارث" فتقديره: فهب لي من لدُنك وليّا وارثًا يرثني. ويقوّي الجزم أن "وليا" رأس آية مستغن عن أن يكون ما بعده صفة له، فحمله على الجواب دون الصفة.

(2)

وحجة من رفع أنه جعل {يَرِثُنِي} صفة لـ"ولي"، لأنَّهُ إنما سأل زكريا وليًّا وارثًا علمه ونُبوّته، فليس المعنى على الجواب، لأن الولي يكون غير وارث فليس المعنى: إن وهبت لي وليًّا يرثني، لأن الجماعة عليه، ويقوي الرفع أن "وليًا" رأس آية، فاستغنى الكلام عن الجواب (النشر 2/ 317، الغاية ص 201، التيسير ص 148، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 91، شرح طيبة النشر 5/ 29، وتفسير غريب القرآن 272، وزاد المسير 5/ 208، وتفسير ابن كثير 3/ 111).

(3)

سبق قريبًا.

(4)

سبق نظيره في آل عمران والتوبة والإسراء والكهف، قال ابن الجزري:

(فـ) ـي (كـ) ـم

يبشر اضمم شددن

كسرا كالاسرى الكهف والعكس (رضي)

وكان أولى الحجر توبة (فـ) ـضا =

ص: 287

وكسر الشين مشددة

(1)

.

قوله تعالى: {مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} [: 8] قرأ حمزة، والكسائي، وحفص: بكسر العين

(2)

، والباقون بالضم

(3)

.

قوله تعالى: {وَقَدْ خَلَقْتُكَ} [9] قرأ حمزة، والكسائي بعد القاف بنون بعدها ألف

(4)

. والباقون بتاء فوقية مضمومة بعد القاف

(5)

.

= (شرح طيبة النشر 4/ 155، النشر 2/ 239، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 109).

(1)

وحجة من قرأ بالتوحيد أنه جعل الجماعة عليه واقعة على الجمع، فاستغني بذلك لخفته، وقد حكي الأخفش أن العرب لا تجمع عشيرة إلا على عشائر، ولا تجمع بالألف سماعًا، والقياس لا يمنع من جمعها بألف وتاء (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 500، الغاية ص 164، المهذب 1/ 275).

(2)

(عِتيًّا)، و (جِثيًّا)، و (بِكيًّا)، و (صِليًّا) قرأ ذلك حفص وحمزة والكسائي بكسر أوائلها، غير أن حفصًا ضمّ الباء من (بُكيا). قال ابن الجزري:

معا بكيا

بكسر ضه (رضي) عتبا

معه صليا وجثيا

(عـ) ـن (رضي)

وحجة من كسر أن هذه الأسماء جمع (عات، وجاث، وباك، وصال) جمع على (فعول) فأصل الثاني منها الضم، لكن كُسر لتصحّ الياء التي بعده، التي أصلها واو، في (عتي وجثي)، لأن الياء الساكنة لا يكون قبلها ضمّة، فلمّا كسر الثاني أتبعَ كسرتَه كسرَ الأول، فكسر للإتباع، ليعمل اللسان فيه عملًا واحدًا، وعلى ذلك قالوا: عِصي وقِسي، فكسروا الأول على الإتباع لكسرة الثاني، وأصله (فعول) وقد يمكن أن تكون هذه الأسماء مصادر، أتت على فعول، فوقع فيها من التعليل والإتباع مثل ما ذكرنا في الجمع، والتغيير في الجمع أحسن لثقله، وقد ذكرنا نحو هذا في قوله:{مِنْ حُلِيِّهِمْ} [الأعراف: 148].

(3)

وحجة من ضمّ أنه غيّر الثاني بالكسر، لتصبح الياء الساكنة، على ما ذكرنا، وتركَ الأول مضمومًا على أصله، كان جمعًا أو مصدرًا، أصل أوله الضم، لأنَّهُ الأصل، وعليه الجماعة (شرح طيبة النشر 5/ 29، النشر 2/ 217، المبسوط ص 287، السبعة ص 407، إعراب القراءات 2/ 303).

(4)

قال ابن الجزري:

وقل خلقنا في خلقت

(ر) ح (فـ) ـضا

وحجة من قرأ بلفظ الجمع أن العرب تخبر عن العظيم القدر بلفظ الجمع، على إرادة التعظيم له، ولا عظيم أعظم من الله جلّ ذكره، ففيه معنى التعظيم. وقد أجمعوا على قوله:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ} [الحجر: 26]، وقوله {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ} [الأعراف: 11]، وقوله:{آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} [البقرة: 87] وهو كثير بلفظ الجمع مُجمَع عليه.

(5)

وحجة من قرأ بالتاء أنه ردّه على التوحيد في قوله: {قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} ، لأن الجماعة عليه.

(المبسوط ص 288، النشر 2/ 317، شرح طيبة النشر 5/ 30، السبعة 408، التيسير ص 148، زاد المسير 5/ 211).

ص: 288

قوله تعالى: {رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً} [10] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر بفتح الياء في الوصل

(1)

. والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {مِنَ الْمِحْرَابِ} [11] قرأ ابن ذكوان بالإمالة

(2)

، والباقون بالفتح، ورقق ورش الراء على أصله

(3)

، والباقون بتفخيمها.

قوله تعالى: {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ} [11] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(4)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(5)

، والباقون بالفتح، وضم حمزة ويعقوب الهاء بعد الياء الساكنة، والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {إِنِّي أَعُوذُ} [18] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر في الوصل: بفتح الياء

(6)

، والباقون بالإسكان.

(1)

اختلف القراء في خمسة وثلاثين موضعًا؛ فقرأ نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بفتح سبع ياءات من ذلك وهي {مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ} بالكهف الآية 102 و {إِنِّي أَرَانِي} الأولان بيوسف الآية 36 و {يَأْذَنَ لِي أَبِي} فيها و {اجْعَلْ لِي آيَةً} بآل عمران الآية 41 ومريم الآية 10 و {ضَيْفِي أَلَيْسَ} بهود الآية 78، قال ابن الجزري:

واجعل لي ضيفي دوني يسر لي ولي

يوسف إني أولاها (حـ) ـلل

(مدا)

(شرح طيبة النشر 3/ 264، إبراز المعاني 1/ 264، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 145).

(2)

في لفظ المحراب المجرور وهو في موضعين و {يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ} بآل عمران الآية 39، وهنا {مِنَ الْمِحْرَابِ} الآية 11 بمريم فقرأه بالإمالة فيهما ابن ذكوان من جميع طرقه واختلف عنه في المنصوب وهو في موضعين أيضًا {زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ} بآل عمران الآية 37 {إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} الآية 21 بص فأمالهما النقاش عن الأخفش عنه وفتحهما ابن الأخرم عن الأخفش والصوري ونص على الوجهين لابن ذكوان في الشاطبية كأصلها والإعلان، قال ابن الجزري:

عمران والمحراب غير ما يجر

(التيسير ص 52، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 119).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(4)

سبق قريبًا.

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:

وقال الرا ورؤوس الآي (جـ) ـف

وما به ها غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

(6)

قاعدة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو فتح الكل وقاعدة الباقين إسكانها. قال ابن الجزري:

تسع وتسعون بهمز انفتح

ذرون الأصبهاني مع مكيّ فتح

ووجه فتح الكل مع الهمز أنه أحد الأصلين مع قصد ثبوته الخفي عند القوي وليتمكن من كمال لفظ الهمز.

ووجه الإسكان مع أنه أحدهما وقصد التقوية محصلان بزيادة المدة (انظر شرح النويري على طيبة النشر =

ص: 289

قوله تعالى: {لِأَهَبَ لَكِ} [19] قرأ أبو عمرو، ويعقوب، ونافع - بخلاف عن قالون -: بالياء التحتية بين اللَّام والهاء

(1)

. والباقون بالهمزة المفتوحة

(2)

.

قوله تعالى: {أَنَّى يَكُونُ} [20] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(3)

.

وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(4)

. وقرأ الدوري - عن أبي عمرو - بين بين، والباقون بالفتح

(5)

.

قوله تعالى: {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ} [23] لم يمل أحد من القراء هذه الألف بعد الجيم لأنَّهُ فعل رباعي.

= 3/ 263، 264، التيسير ص: 63، الإقناع 1/ 537).

(1)

اختلف عن قالون فروى ابن مهران من جميع طرقه عن الحلواني عنه القراءة بالياء إلا من طريق ابن العلاف والحلواني، وكذا روي ابن أبي ذؤابة القراز عن أبي نشيط، وكذا رواه ابن بويان من جميع طرقه عن أبي نشيط إلا من طريق فارس والكارزيني، وهو الذي لم يذكر في الكافي والهادي والهداية والتبصرة، قال ابن الجزري:

همز أهب باليا (بـ) ـه

خلف (جـ) ـلا (حما)

وحجة من قرأ بالياء أنه يحتمل أن يكون أراد الهمزة، ولكن خفّفها، فأبدل منها ياء لانكسار ما قبلها، على أصول التخفيف في المفتوحة، قبلها كسرة، فتكون كالقراءة بالهمز في المعنى ويجوز أن تكون الياء للغائب، فأجراه على الإخبار من الرّب تعالى ذكره، لتقدّم ذكره، فالمعنى: إنما أنا رسول ربك ليهب لك ربك غلامًا.

(2)

وحجة من همز أنه أسند الفعل إلى الذي خاطب مريم، وهو جبريل عليه السلام، تقديره: إنّما أنا رسول ربك لأهب أنا لك غلامًا بأمر ربك، أو من عند ربك، فالهبة من الله على يد جبريل. فحسن إسناد الهبة إلى الرسول، إذ قد عُلم أن المرسل هو الواهب، فالهبة لمّا جرت على يدي الرسول أضيفت إليه لالتباسها به (النشر 2/ 317، الغاية ص 200، السبعة ص 408، التيسير ص 148، غيث النفع ص 284، زاد المسير 5/ 217، وتفسير ابن كثير 3/ 115، شرح طيبة النشر 5/ 30).

(3)

وهي في ثمانية وعشرين موضعًا للاستفهام، وضابطها أن يقع بعدها حرف من خمسة أحرف تجمعها (شليت)(إتحاف فضلاء البشر ص 157).

(4)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق فقط.

(5)

قال ابن الجزري:

وتأتي أتى

وأني ويلتي يا حسرتى الخلف (طـ) ـوى

(إتحاف فضلاء البشر ص 157).

ص: 290

قوله تعالى: {يَالَيْتَنِي مِتُّ} [مريم: 23] قرأ نافع، وحمزة، والكسائي، وخلف، وحفص: بكسر الميم

(1)

. والباقون بالضم

(2)

.

قوله تعالى: {وَكُنْتُ نَسْيًا} [مريم: 23] قرأ حمزة، وحفص: بفتح النون

(3)

، والباقون بكسرها

(4)

.

(1)

هناك قاعدة مطردة: أن لفظ {مت} في آل عمران قرأه بالكسر هنا: نافع وحمزة والكسائي وخلف البزار، والباقون بالضم، وما عدا سورة آل عمران فقرأه حفص وحمزة والكسائي وخلف بالضم وغيرهم بالكسر، قال ابن الجزري:

اكسر ضمًا هنا

في متم (شفا)(أ) رى وحيث جا

(صحب) أتى

وحجة من قرأ "مت" بالكسر له حجتان إحداهما: أن الأصل عنده موت على فعل ثم استثقل الكسرة على الواو فنقلت إلى الميم فصارت موت ثم حذفت الواو لما اتصلت بها تاء المتكلم لاجتماع الساكنين فصارت مت فهذا في المعتل وفضل يفضل في الصحيح. والثانية: أن الأصل يموت ثم نقلوا فتحة الواو إلى الميم وقلبوا الواو ألفًا لانفتاح ما قبلها فصارت يمات إلا أنه لم يجئ يمات في المستقبل والعرب قد تستعمل الكلمة بلفظ ما ولا تقيس ما تصرف منها على ذلك القياس من ذلك قولهم رأيت همزته في الماضي ثم أجمعوا على ترك الهمزة في المستقبل فقالوا ترى ونرى بغير همز فخالفوا بين لفظ الماضي والمستقبل فكذلك خالفوا بين لفظ مت وتموت ولم يقولوا تمات.

(2)

وحجتهم أنها من مات يموت فعل يفعل مثل دام يدوم وقال: يقول وكان يكون ولا يقال كنت ولا قلت، وأصل الكلمة عند أهل البصرة موت على وزن فعل مثل قول، ثم ضموا الواو فصارت موت وإنما ضموا الواو لأنهم أرادوا أن ينقلوا الحركة التي كانت على الواو إلى الميم وهي الفتحة ولو نقلوها إلى الميم لم تكن هناك علامة تدل على الحركة المنقولة إلى الميم لأن الميم كانت مفتوحة في الأصل، ويقع اللبس بين الحركة الأصلية وبين المنقولة وأيضًا لم تكن هناك علامة تدل على الواو المحذوفة فضموا الواو لهذه العلة ثم نقلوا ضمة الواو إلى الميم فصار موت واتصل بها اسم المتكلم فسكنت التاء فاجتمع ساكنان الواو والتاء فحذفت الواو وأدغمت التاء في التاء فصارت "مت" وكذلك الكلام في قلت (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 178، السبعة ص 217، الهادي 2/ 122، إتحاف فضلاء البشر ص 230).

(3)

الحجة لمن فتح أنه أراد المصدر من قولك نسبت، قال ابن الجزري:

ونسيا فافتحن (فـ) وز (عـ) ــلا

(4)

الحجة لمن كسر أنه أراد كنت شيئًا ألقي فنسي والعرب تقول هذا الشيء لقى ونسي ومنه قول الشاعر يصف امرأة بالحياء والخفر:

كأنَّ لها في الأرض نسْيًا تقصه

على أمهات وإن تخاطبك تبلت

يريد كأنها تطلب شيئًا ألقته لتعرف خبره ومعنى تبلت تقص وتصدق (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 237، شرح طيبة النشر 5/ 31، النشر 2/ 318، المبسوط ص 288، السبعة ص 408، إعراب القرآن 2/ 309، التيسير ص 148، تفسير غريب القرآن 273).

ص: 291

قوله تعالى: {فَنَادَاهَا} [مريم: 24] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(1)

، ونافع بالفتح وبين اللفظين

(2)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مِنْ تَحْتِهَا} [مريم: 24] قرأ نافع، وأبو جعفر، وحمزة، والكسائي، وخلف، وحفص، وروح: بكسر الميم وخفض التاء الفوقية

(3)

، والباقون بفتح الميم، ونصب التاء الفوقية

(4)

.

قوله تعالى: {قَدْ جَعَلَ} [مريم: 24]{لَقَدْ جِئْتِ} [مريم: 27] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار دال "قد" عند الجيم، والباقون بالإدغام

(5)

.

قوله تعالى: {تُسَاقِطْ} [مريم: 25] قرأ حمزة: بفتح التاء الفوقية، وتخفيف السين، وفتح

(1)

سبق قريبًا.

(2)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

قال ابن الجزري:

من تحتها اكسر جر (صحب)

(شـ) ـذ (مدا)

وحجة من كسر أنه حمله على معنى: أن عيسى كلَّمها، وهو تحتها، أي تحت ثيابها، لأن ذلك موضع ولادة عيسى، فجعل (من) حرف جرّ وخفَضَ بها (تحتها)، فكسر التاء الثانية، وفي (ناداها) ضمير الفاعل، وهو عيسى. وقيل: إن معناه: فناداه جبريل من تحتها، أي: من أسفل من مكانها، أي: من دونها، كما تقول: داري تحت دارك، وبلدي تحت بلدك، أي: دونها. وعلى هذا معنى قوله: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} أي: دونك نهرًا، تستمتعين به. فالمعنى: فكلَّمها جبريل من الجهة المحاذية لها، أو فكلَّمها عيسى من موضع ولادته، وذلك تحت ثيابها.

(4)

وحجة من فتح الميم أن جعل (من) الفاعل للنداء، ونصب (تحتها) على الظرف، و (من) هو عيسى، كلَّمها مِن تحتها، أي من موضع ولادته. وكون. الضمير لـ (عيسى) في القراءة بفتح الميم أقوى في المعنى، وكون الضمير لجبريل عليه السلام، في القراءة بكسر الميم، أقوى في المعنى. ويجوز في القراءتين أن يكون لـ (عيسى) وأن يكون لجبريل عليهما السلام، فإذا كان لجبريل كان معنى (تحتها) دونها، أسفل منها، وإذا كان لعيسى كان معنى (تحتها) تحت ثيابها، من موضع ولادته، وأصل (من) أن تقع للعموم، ولكنها وقعت في هذا الموضع للخصوص، لعيسى أو لجبريل عليهما السلام (شرح طيبة النشر 5/ 32، النشر 2/ 318، السبعة ص 408، التيسير ص 148، الغاية ص 202، حجة القراءات ص 441، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 95، زاد المسير 5/ 221، وتفسير ابن كثير 3/ 117).

(5)

هناك قاعدة وهي أن دال قد قرأها بالإدغام قولًا واحدًا في الجيم وحروف الصفير وهي (الصاد والزاي والسين وكذلك حرف الضاد والشين والظا) أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف البزار وهشام بخلف عن هشام في (لقد ظلمك) بسورة ص، وقرأها الباقون بالإظهار. وعلة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

ص: 292

القاف

(1)

. وقرأ حفص بضم التاء الفوقية، وتخفيف السين، وكسر القاف

(2)

، وقرأ يعقوب بالياء التحتية مفتوحة وتشديد السين وفتح القاف

(3)

، واختلف في ذلك عن شعبة فقرأ كذلك، وقرأ كقراءة الباقين، وهي بفتح التاء الفوقية وتشديد السين.

قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} [مريم: 27] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما -: بإدغام التاء في الشين

(4)

. وأبدل الهمزة ياء: أبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - وإذا وقف حمزة، أبدل، والباقون بالهمز.

قوله تعالى: {امْرَأَ سَوْءٍ} [مريم: 28] قرأ ورش

(5)

بمد الواو والتوسُّط على أصله، وإذا وقف حمزة وهشام، أبدلا الهمزة واوًا ساكنة، وعنهما - أيضًا - الروم، وعنهما - أيضًا -: الإدغام مع السكون، وأيضًا: الروم مع الإدغام

(6)

، والباقون بالهمز.

(1)

قال ابن الجزري:

خف

تساقط (فـ) ــي (عـ) ــلا ذكر

(صـ) ـدا خلف (ظـ) ـبى

حجة من فتح التاء وخفّف أنه أراد (تتساقط) ثم حذف إحدى التاءين مثل (تظاهرون وتساءلون). ويكون الفعل مسندًا إلى النخلة أيضًا أو إلى الجذع، وفي نصب (رطبًا) في هذه القراءة بـ (تساقط) فيه بُعْد، لأنه مستقبل (تفاعل) وهو في أكثر أحواله لا يتعدى، فيكون نصب (رطب) على الحال. وقد أجاز بعض النحويين نصبه، في هذه القراءة، على المفعول به (شرح طيبة النشر 5/ 32، النشر 2/ 318، السبعة ص 408، التيسير ص 148، الغاية ص 202، حجة القراءات ص 441، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 95).

(2)

قال ابن الجزري:

وضم واكسر (عـ) ـد

وحجة من ضم التاء أنه جعله مستقبل (ساقطت) فعدّاه إلى الرطب فنصبه به، والفاعل النخلة تُضمَر في (تساقط)، أي: تساقط النخلة رطبًا جنيًّا عليك. ويجوز أن يكون الفاعل الجِذع، وأنّثه لأنه ملتبس بالنخلة، إذ هو بعضُها (شرح طيبة النشر 5/ 32، النشر 2/ 318، السبعة ص 408، التيسير ص 148، الغاية ص 202، حجة القراءات ص 441، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 95، زاد المسير 5/ 223، وتفسير ابن كثير 3/ 118، وتفسير النسفي 3/ 33).

(3)

وحجة من شدد أنه أدغم التاء الثانية في الشين.

(4)

اختلف في {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} بكسر التاء. أما مفتوح التاء فلا خلاف في إظهاره وهو موضعان في الكهف {لقد جئت شيئا إمرا - لقد جئت شيئا نكرا} لأن تاء الخطاب لم تدغم في المثلين ففي المتقاربين أولى أن لا تدغم (إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع 1/ 96، إتحاف فضلاء البشر 1/ 34).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(6)

إذا وقعت الهمزة متحركة بأي حركة سواء كانت فتحة، أم كسرة، أم ضمة، وكان الحرف الذي قبلها ساكنًا، سواء كان صحيحًا، أم واوًا أصلية، أم ياءً أصلية، فإن حمزة يخفف هذا النوع بنقل حركة الهمزة إلى الساكن الذي قبلها، ويحذف الهمزة، قال ابن الجزري: =

ص: 293

قوله تعالى: {فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} [مريم: 29] أدغم أبو عمرو الدال في الصاد - بخلاف عنه

(1)

- وأظهرها الباقون.

قوله تعالى: {آتَانِيَ الْكِتَابَ} [مريم: 30] قرأ حمزة - في الوصل -: بإسكان الياء

(2)

، والباقون بفتحها، وأمال الكسائي {آتَانِيَ} [مريم: 30] {وَأَوْصَانِي} [مريم: 31]

(3)

ونافع بالفتح وبين اللفظين

(4)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} [مريم: 30] قرأ نافع بالهمز

(5)

، والباقون بالياء

(6)

.

= والواو واليا إن يزادا أدغما

والبعض في الأصلي أيضا أدغما

قال ابن الجزري:

وإن يحرك عن سكون فانقل

ووجه البدل: تعذر النقل وضعف التسهيل لقصور الحرفين في المد عن الألف فتعين البدل، وأبدلت من جنس ما قبلها لقصد الإدغام.

(1)

أدغم أبو عمرو كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوصًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله ساكن غير متين إلا قوله {قَالَ رَبِّ} و {كَادَ يَزِيغُ} و {الصَّلَاةَ طَرَفَيِ} و {بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} فإنه يدغمها، (الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

(2)

إذا جاء بعد الياء همزة الوصل المصاحبة للام - والواقع منها اثنان وثلاثون - فإن حمزة يسكنها كلها على أصله، وسكن ابن عامر موافقة لحمزة {عن آياتي الذين} بالأعراف الآية 146، وسكن حفص كذلك {عَهْدِي الظَّالِمِينَ} بالبقرة الآية 124، وسكن ابن عامر وحمزة والكسائي وكذا روح كذلك {قل لعبادي الذين} بإبراهيم الآية 31، وسكن أبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف كذلك {يا عبادي الذين} بالعنكبوت الآية 56 والزمر الآية 53، قال ابن الجزري:

وعند لام العرف أربع عشرت

ربي الذي حرم ربي مسني

الآخران آتان مع أهلكني

وفي الندا (حما)(شفا) عدي (عـ) سى

(فـ) ــوز وآياتي اسكنن (فـ) ـي (كـ) سا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 148).

(3)

سبق بيان حكم القراءة بما أغنى عن إعادته هنا مرة أخرى لقرب الموضعين (انظر: النشر 2/ 37، شرح طيبة النشر 3/ 65، 66).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

وقد احتج من همز بأنه أتى به على الأصل؛ لأنه من النبأ الذي هو الخبر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مخبِرٌ عن الله، فهي تبنى على فعيل بمعنى فاعل؛ أي منبئ عن الله؛ أي مخبر عنه بالوحي (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص: 98) و {النبيء} هنا بمعنى المخبر.

(6)

النبي مأخوذ من نبا ينبو إذا ارتفع، فيكون فعيلًا من الرفعة، والنبوة: الارتفاع، وإنما قيل: للنبي نبي لارتفاع منزلته وشرفه تشبيهًا له بالمكان المرتفع. وحجة من قرأ ذلك بدون همز: أن كل ما في القرآن من جميع ذلك على أفعلاء نحو: {أَنْبِيَاءَ اللَّهِ} (انظر حجة القراءات ص: 99، النشر 1/ 400).

ص: 294

قوله تعالى: {قَوْلَ الْحَقِّ} [34] قرأ ابن عامر، وعاصم، ويعقوب: بنصب اللام بعد الواو

(1)

، والباقون بالرفع

(2)

.

قوله تعالى: {كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ} [35 - 36] قرأ ابن عامر: بنصب النون بعد الواو

(3)

، والباقون بالرفع

(4)

. وقرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بفتح همزة و"إن"

(5)

، والباقون بالكسر

(6)

.

قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ} [41]{عَنْ آلِهَتِي يَاإِبْرَاهِيمُ} [مريم: 46] {وَمِنْ ذُرِّيَّةِ

(1)

قال ابن الجزري:

وفي قول انصب الرفع (نـ) ـهى

(ظـ) ــل (كـ) ـفى

وحجة من نصب أنه نصبه على المصدر، أعمل في ما دلّ عليه الكلام، لأن قوله:{ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} يدل على (أحقّ ذلك) فكأنه قال: أحقّ قول الحق (شرح طيبة النشر 5/ 33، النشر 2/ 318، السبعة ص 409، التيسير ص 149، غيث النفع ص 285).

(2)

وحجة من رفع أنه أضمر مبتدأ، وجعل قوله {الحق} خبره لأنه لمّا قال:{ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} صار معناه: هذا الكلام قولُ الحق (شرح طيبة النشر 5/ 33، النشر 2/ 318، غيث النفع ص 285، معاني القرآن 2/ 168، وإيضاح الوقف والابتداء 763، وزاد المسير 5/ 231).

(3)

فتكون القراءة {كُنْ فَيَكُونَ وَقَالَ} ، قال ابن الجزري:

فيكون فانصبا

رفعًا سوى الحق وقوله كبا

ووجه النصب: أنه اعتبرت صيغة الأمر المجرد حملًا عليه؛ فنصب المضارع بإضمار أن بعد الفاء قياسًا على جوابه (شرح طيبة النشر 4/ 59، النشر 2/ 220، إتحاف فضلاء البشر ص 146).

(4)

قال الزجاج: رفعه من جهتين: إن شئت على العطف على {يقول} وإن شئت على الاستئناف، والمعنى: فهو يكون، واتفق على {يكونُ الحقُّ} لأن معناه فكان، ورفع {فيكونُ قوله الحق} لأن معناه الإخبار عن القيامة وهو كائن لا محالة (شرح طيبة النشر 4/ 59، النشر 2/ 220، الغاية ص 106، الإقناع 2/ 602).

(5)

قال ابن الجزري:

واكسر وإن الله (شـ) ـم (كنزا)

وحجة من عطف أنه حمله على معمول {وَأَوْصَانِي} [مريم: 31] أي: أوصاني بالصلاة والزكاة، وبأن الله ربي وربّكم. و {وأن} في موضع خفض على العطف على {بِالصَّلَاةِ} ويجوز عطف {وأن} على {سبحانه} فتكون (أن) في موضع نصب، لأن {سبحانه} في موضع نصب، قاله الفراء، وأجاز الفراء أيضًا أن تكون (أن) في موضع رفع على خبر ابتداء مُضمَر، تقديره (عنده): وذلك أن الله ربي (شرح طيبة النشر 5/ 36، النشر 2/ 318، المبسوط ص 389، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 97، السبعة ص 410).

(6)

وحجة من كسرها أنه جعل الكلام مستأنفًا مبتدأ، فكسر لذلك. ودليل الكسر أنها في قراءة ابن مسعود بغير واو، وحذف الواو لا يكون معه إلا الكسر على الاستئناف (شرح طيبة النشر 5/ 36، النشر 2/ 318، المبسوط ص 389، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 97، معاني القرآن 2/ 168، وإيضاح الوقف والابتداء 764، وزاد المسير 5/ 232، وتفسير القرطبي 11/ 107).

ص: 295

إِبْرَاهِيمَ} [58] قرأ هشام بفتح الهاء وألف بعدها في الثلاثة

(1)

، والباقون بكسر الهاء وياء تحتية بعدها.

قوله تعالى: {يَاأَبَتِ لِمَ} [42]{يَاأَبَتِ إِنِّي} [مريم: 43]{يَاأَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ} [44]{يَاأَبَتِ إِنِّي أَخَافُ} [45] قرأ ابن عامر، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح التاء

(2)

، والباقون بالكسر في الجميع، وأما في الوقف، فوقف بالهاء: ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب

(3)

.

قوله تعالى: {لِمَ} [42] وقف بالهاء البزي، ويعقوب بخلاف عنهما

(4)

. والباقون على الميم.

قوله تعالى: {قَدْ جَاءَنِي} [43] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار دال "قد" عند الجيم، والباقون بالإدغام

(5)

.

قوله تعالى: {فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ} [43] اتفق القراء على إسكان هذه الياء وقفًا ووصلًا.

(1)

جميع لفظ {إبراهيم} قرأه ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان في ثلاثة وثلاثين موضعًا بالألف مكان الياء.

(2)

اختلف في {يا أبت} في سورة يوسف، وهنا ومريم الآية 42 - 43 - 44 - 45 والقصص الآية 26 والصافات الآية 102 فابن عامر وأبو جعفر بفتح التاء في السور الأربعة والباقون بالكسر فيهن قال ابن الجزري:

يا أبت افتح حيث جا

(كـ) ـم (ثـ) طعا

وأصله يا أبي فعوض عن الياء تاء التأنيث فالكسر ليدل على الياء والفتح لأنها حركة أصلها.

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 328، المبسوط ص 244، النشر 2/ 293، شرح طيبة النشر 4/ 277 إعراب القرآن 2/ 120، معاني القرآن 2/ 32).

(3)

قال ابن الجزري:

يا أبه

(د) م (كـ) ـم (ثـ) ــوى

قال النويري في شرح طيبة النشر: علمت الهاء في {يا أبت} للمذكورين من عطفها على الهاء لا من اللفظ؛ لعدم كسفها، ووجه هاء ابن كثير ويعقوب وتاء الباقين، إلا أبا عمرو والكسائي: الاستمرار على أصولهم، ووجه مخالفة ابن عامر أصله: النص على أن الفتحة للتخفيف لا لتدل على الألف، ووجه مخالفة أبي عامر والكسائي أصلهما: شبهة العوض، ومن ثم لم يجعل حرف إعراب.

(4)

يقف البزي ويعقوب على خمس كلمات هي {فيم - لم - عم - بم - مم} يقفان عليها بهاء السكت بخلف عنهما، ققال ابن الجزري:

فيمه لمه عمه بمه

ممه خلاف هب ظبى

(الهادي 1/ 372).

(5)

علة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

ص: 296

قوله تعالى: {إِنِّي أَخَافُ} [45] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء

(1)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {رَبِّي إِنَّهُ} [47] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء

(2)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا} [51] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف:{مُخْلَصًا} بفتح اللام

(3)

، والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {وَإِسْرَائِيلَ} [58] قرأ أبو جعفر: بتسهيل الهمزة بعد الراء مع المد والقصر

(4)

؛ وقرأ ورش بمد الهمزة وإثبات الياء بعدها - بخلاف عنه

(5)

- والباقون بالهمزة، وهم على مراتبهم في المد. وإذا وقف حمزة - سهل الهمزة مع المد والقصر. وعنه - أيضًا - إبدالها ياء مع المد والقصر.

(1)

سبق قريبًا.

(2)

سبق الكلام على ياءات الإضافة هذه قبل قليل مما أغنى عن ذكره هنا لقرب المكان (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 147).

(3)

قال ابن الجزري:

والمخلصين الكسر (كأ) ــم

(حق) ومخلصا بكاف (حق)(عم)

وحجتهم قوله {وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ} وقوله {مُخْلِصًا لَهُ دِينِي} فإذا أخلصوا فهم مخلصون تقول رجل مخلص مؤمن فترى الفعل في اللفظ. وعلم من تخصيص الواحد بمريم والجمع باللام أن نحو {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا} و {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} متفق على كسره (شرح طيبة النشر 4/ 382، النشر 2/ 395، المبسوط ص 246، الغاية ص 179، التيسير ص 128).

(4)

لتغير السبب، وإذا قرى له بالإشباع على طريق العراقيين كان له ثلاثة أوجه، واعلم أن كل حرف مد واقع قبل همز مغير يجوز فيه المد والقصر؛ قال ابن الجزري:

وفي كائن وإسرائيل (ثـ) ــبت

وقال:

والمد أولى إن تغير السبب

وبقي الأثر أو فاقصر أحب

(5)

هذا الوجه لورش من طريق الأزرق عنه فعنه، وقد اختلف في مد الياء فيها كنظائره للأزرق فنص بعضهم على مدها واستثناها الشاطبي والوجهان في الطيبة. قال ابن الجزري:

....................

وأزرق إن بعد همز حرف مد

مد له واقصر ووسط كنأى

فالآن أوتوا إى ءآمنتم رأى

لا عن منون ولا الساكن صح

بكلمة أو همز وصل في الأصح

وامنع يؤاخذ وبعادًا الأولى

خلف وآلان وإسرائيلا

(انظر: شرح طيبة النشر 2/ 176، الإتحاف ص: 134).

ص: 297

قوله تعالى: {إِذَا تُتْلَى} [58] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(1)

.

وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(2)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَبُكِيًّا} [58] قرأ حمزة، والكسائي: بكسر الباء الموحدة

(3)

. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} [60] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب، وشعبة: بضم الياء التحتية قبل الدال، وفتح الخاء

(4)

، والباقون بفتح الياء وضم الخاء

(5)

.

(1)

سبق قريبًا.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق منه فعنه، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف

وما به ها غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

(3)

سبق في {عتيا} .

(4)

اختلف الفراء في {يدخلون} في خمسة مواضع ومنها: قوله تعالى: {فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئًا} (مريم 60). فقرأ ابن كثير وأبو جعفر "يدخلون" في سورة النساء، ومريم، وموضعي غافر، بضم الياء، وفتح الخاء على البناء للمفعول، والواو نائب فاعل. أما موضع "فاطر" فقد قرأه بفتح الياء، وضم الخاء، على البناء للفاعل، والواو هي الفاعل. وقرأ أبو عمرو "يدخلون" في سورة النساء، ومريم، وأول غافر، وكذا {يدخلونها} في فاطر بضم الياء، وفتح الخاء على البناء للمفعول. وقرأ {يدخلونها} الموضع الثاني من غافر بفتح الياء، وضم الخاء، على البناء للفاعل. وقرأ شعبة {يدخلونها} في النساء، ومريم، وأول غافر، بضم الياء، وفتح الخاء، على البناء للمفعول. أما الموضع الثاني من غافر فقد قرأه بوجهين: بالبناء للفاعل، وبالبناء للمفعول. وقرأ {يدخلونها} في فاطر بالبناء للفاعل قولًا واحدًا. وقرأ روح {يدخلونها} في النساء، ومريم، وأول غافر، بالبناء للمفعول. أما الموضع الثاني من غافر وكذا {يدخلونها} في فاطر فقد قرأهما بالبناء للفاعل. وقرأ رويس {يدخلونها} في مريم، وأول غافر بالبناء للمفعول، واختلف عنه في الموضع الثاني من غافر فقرأه بوجهين: بالبناء للمفعول، وبالبناء للفاعل. أما {يَدْخُلُونَهَا} في فاطر فقد قرأه بالبناء للفاعل قولًا واحدًا. وقرأ الباقون وهم: نافع، وابن عامر، وحفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر "يدخلونها" في المواضع الخمسة بالبناء للفاعل. وما عدا هذه المواضع الخمسة فقد اتفق القراء العشرة على قراءة " {يدخلون}، {يدخلونها} " في غير المواضع التي سبق الحديث عنها بالبناء للفاعل. قال ابن الجزري:

ويدخلون ضم يا

وفتح ضم صف ثنا حبر شفى

وكاف أولى الطول ثب حق صفى

والثان دع ثطا صبا خلفا غدا

وفاطر حز

والحجة لمن ضم أنه جمله فعل ما لم يسم فاعله طابق بذلك بين لفظي الفعلين وقوله تعالى: {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} .

(5)

وحجة من قرأ بفتح الياء وضم الخاء قوله {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ} {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} فكان أمر =

ص: 298

قوله تعالى: {نُورِثُ} [63] قرأ رويس بفتح الواو وتشديد الراء

(1)

، والباقون بإسكان الواو، وتخفيف الراء

(2)

.

قوله تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ} [65] قرأ حمزة، والكسائي، وهشام: بإدغام لام "هل" في التاء الفوقية

(3)

، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {أَإِذَا مَا مِتُّ} [66] قرأ ابن ذكوان - بخلاف عنه -: "إذا" بهمزة مكسورة، وإسقاط همزة الاستفهام، والباقون. بهمزتين: الأولى مفتوحة؛ وهي همزة الاستفهام، والثانية مكسورة؛ فسهل الثانية المكسورة: نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس، والباقون بتحقيقهما، وأدخل ألفًا بينهما: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وهشام - بخلاف عنه -

(4)

. وقرأ بكسر الميم من {مِتُّ} : نافع، وحمزة، والكسائي، وخلف، وحفص

(5)

، والباقون بالضم.

قوله تعالى: {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ} [67] قرأ نافع، وابن عامر، وعاصم: بإسكان الذال، وضم الكاف مخففة

(6)

.

= الله إياهم أن يدخلوها دليلًا على إسناد الفعل إليهم. اعلم أن المعنيين متداخلان لأنهم إذا أدخلوا دخلوا وإذا دخلوا فبإدخال الله إياهم يدخلون (شرح طيبة النشر 2/ 215، شرح شعلة ص 343، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 445).

(1)

قال ابن الجزري:

وشد نورث (غـ) ـث

مأخوذ من ورث مضاعفًا (شرح طيبة النشر 5/ 36، النشر 2/ 318) المبسوط ص 289، الغاية ص 203).

(2)

وهو مأخوذ من أورث المعدى بالهمزة (إتحاف فضلاء البشر 1/ 378).

(3)

سبق بيان حكم إدغام هل وبل قبل عدة صفحات (وانظر: النشر 2/ 7، شرح ابن القاصح ص 97، التيسير ص 43، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 41، الهادي 1/ 271، السبعة ص 127، الغاية ص 81).

(4)

سبق بيان اختلاف القراء في اجتماع الاستفهامين، قبل عدة صفحات، قال ابن الجزري:

وأخبرا بنحو أئذا أئنا كرر

(ر) ض (كـ) س وأولاها (مـ) دا والساهرة (ثـ) نا

وثانيها (ظـ) بى (إ) ذ (ر) م (كـ) ـره

وأول الأول من ذبح (كـ) وى

ثانيه مع وقعت (ر) د (إ) ذ (ثوى)

والكل أولاها وثاني العنكبا

مستفهم الأول (صحبة)(حـ) با

(شرح طيبة النشر 2/ 236 - 240، الكشف في وجوه القراءات 2/ 22).

(5)

سبق قريبًا.

(6)

قال ابن الجزري في طيبته بقوله: =

ص: 299

والباقون بفتح الذال، والكاف مشددتين

(1)

.

قوله تعالى: {جِثِيًّا} [68]{عِتِيًّا} [مريم: 69]{صِلِيًّا} [70] قرأ حمزة، والكسائي، وحفص: بكسر الجيم والعين والصاد

(2)

، وقرأ الباقون بالضم فيهم

(3)

.

قوله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ} [72] قرأ الكسائي، ويعقوب، بإسكان النون الثانية وتخفيف الجيم

(4)

، والباقون بفتح النون الثانية وتشديد

= ليذكروا اضمم خفض معا (شفا)

وبعد أن فتى. ومريم (نـ) ـما

(إ) ذ (كـ) ــم

(النشر 2/ 307، شرح طيبة النشر 4/ 431، الغاية ص 191، السبعة ص 381، التيسير ص 140).

(1)

ووجه قراءة التشديد: أنهم جعلوه من التَّذكُّر أولى بنا من الذكر له بعد النسيان. وقوله: {* وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [القصص: 51] يدل على التشديد في {لِيَذَّكَّرُوا} . (النشر 2/ 307، شرح طيبة النشر 4/ 431، الغاية ص 191، السبعة ص 381، التيسير ص 140، زاد المسير 5/ 38، وتفسير النسفي 2/ 315).

(2)

قال ابن الجزري:

............ معا بكيا

بكسر ضمه (رضى) عتيا

معه صليا وجثيا (عـ) ــن (رضى)

حجة من كسر أن هذه الأسماء جمع (عات، وجاث، وباك، وصال) جمع على (فعول) فأصل الثاني منها الضم، لكن كُسر لتصحّ الياء التي بعده، التي أصلها واو، في (عثي وجثي)، لأن الياء الساكنة لا يكون قبلها ضمّة، فلمّا كسر الثاني أتبعَ كسرتَه كسرَ الأول، فكسر للإتباع، ليعمل اللسان فيه عملًا واحدًا، وعلى ذلك قالوا: عِصي وقِسي، فكسروا الأول على الإتباع لكسرة الثاني، وأصله (فعول) وقد يمكن أن تكون هذه الأسماء مصادر، أتت على فعول، فوقع فيها من التعليل والإتباع مثل ما ذكرنا في الجمع، والتغيير في الجمع أحسن لثقله، وقد ذكرنا نحو هذا في قوله:{مِنْ حُلِيِّهِمْ} [الأعراف: 148].

(3)

وحجة من ضمّ أنه غيّر الثاني بالكسر، لتصبح الياء الساكنة، على ما ذكرنا، وتركَ الأول مضمومًا على أصله، كان جمعًا أو مصدرًا، أصل أوله الضم، لأنه الأصل، وعليه الجماعة (شرح طيبية النشر 5/ 29، النشر 2/ 217، المبسوط ص 287، السبعة ص 407، إعراب القراءات 2/ 303).

(4)

قرأ يعقرب باب ننجي كيف وقع سواء كان اسمًا أو فعلًا اتصل به ضمير أم بدئ بنون أو ياء وهو أحد عشر موضعًا منها: في مريم الآية 72 {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} وفي العنكبوت 32 - 33 {لَنُنَجِّيَنَّهُ - إِنَّا مُنَجُّوكَ} وفي الزمر الآية 61 {وَيُنَجِّي اللَّهُ} وفي الصف الآية 10 {تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ} ؛ فقرأها كلها بتخفيف الكل إلا الزمر عن رويس، ووافقه بعض على بعض، فقرأ بتخفيف {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ} نافع، وابن ذكوان، والبصريان وابن كثير، وقرأ بتخفيف مريم يعقوب، والكسائي، وبتخفيف الزمر روح، والحجر وأول العنكبوت يعقوب وحمزة والكسائي وخلف، وثاني العنكبوت حمزة والكسائي وخلف وشعبة ويعقوب وابن كثير، وآخر يونس حفص ويعقوب والكسائي، وثقل الصف ابن عامر، وخففها الباقون، قال ابن الجزري:

وننجي الخف كيف وقعا

(ظـ) ل وفي الثاني (ا) تل (مـ) ن (حق) وفي

كاف (ظـ) بى (ر) ض تحت صاد (شـ) رف

والحجر أولى العنكبا (ظـ) ــلم (شفا)

والثان (صحبة)(ظـ) ــهير (د) لفا =

ص: 300

الجيم

(1)

.

قوله تعالى: {خَيْرٌ مَقَامًا} [73] قرأ ابن كثير بضم الميم

(2)

.

والباقون بفتحها

(3)

.

قوله تعالى: {وَرِئْيًا} [74] قرأ قالون، وابن ذكوان، وأبو جعفر: بإبدال الهمزة ياء، وأدغمها في الياء التي بعدها، وكذلك يفعل حمزة في الوقف

(4)

، والباقون بالهمز.

قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي} [77] قرأ نافع، وأبو جعفر: بتسهيل الهمزة بعد الراء، وعن ورش - أيضًا - إبدالها حرف مد، وأسقطها الكسائي

(5)

، والباقون بالهمز.

قوله تعالى: {مَالًا وَوَلَدًا} [77]{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا} [مريم: 88]{أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا} [91]{وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا} [92] قرأ حمزة، والكسائي: بضم الواو وإسكان اللام في الأربعة

(6)

، وقرأ الباقون بفتح الواو .......................

= ويونس الأخرى (عـ) ــلا (ظـ) ـبى (ر) عا

وثقل (صـ) ــف (كـ) ــم

وحجتهم قوله {لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ} ولم يقل نجيتنا (شرح طيبة النشر 4/ 256، النشر 2/ 258، المبسوط ص 195، إتحاف فضلاء البشر ص 265، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 255).

(1)

وحجتهم إجماعهم على تشديد قوله قبلها {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ} فكان إلحاق نظير لفظه به أولى من المخالفة بين اللفظين (شرح طيبة النشر 4/ 256، النشر 2/ 258، المبسوط ص 195، إتحاف فضلاء البشر ص 265، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 255).

(2)

قال ابن الجزري:

....... مقاما اضمم (هـ) ــام (ز) د

ووجه القراءة: أنها مصدر أقام، أو اسم مكانها؛ أي خير إقامة، أو مكان إقامة (شرح طيبة النشر 5/ 36، النشر 2/ 319، الغاية ص 204، السبعة ص 411، التيسير ص 149).

(3)

ووجه القراءة: أنه مصدر قام أو اسم مكانه (شرح طيبة النشر 5/ 36، النشر 2/ 319، الغاية ص 204، السبعة ص 411، التيسير ص 149، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 91).

(4)

سبق قريبًا (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 77).

(5)

إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد فتح فقرأه قالون وورش من طريق الأصبهاني وكذا أبو جعفر بالتسهيل بين بين في أرأيت حيث وقع بعد همزة الاستفهام نحو {أرأيتم - أرأيتكم - أرأيت - أفرأيت} واختلف عن ورش من طريق الأزرق فأبدلها بعضهم عنه ألفًا خالصة مع إشباع المد للساكنين وهو أحد الوجهين في الشاطبية والأشهر عنه التسهيل كالأصبهاني وعليه الجمهور وهو الأقيس، وقرأ الكسائي بحذف الهمز في ذلك كله، والباقون بالتحقيق وإذا وقف للأزرق في وجه البدل عليه وعلى نحو {أرأيت} وكذا {أءنت} تعين التسهيل بين بين لئلا يجتمع ثلاث سواكن ظواهر ولا وجود له في كلام عربي (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 79).

(6)

قرأ المذكورون لفظ {ولدًا} في مواضعه الأربعة في مريم، وفي الزخرف وفي نوح بضم الواو وإسكان اللام، قال ابن الجزري: =

ص: 301

واللام

(1)

.

قوله تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ} [90] قرأ نافع، والكسائي: بالياء التحتية قبل الكاف

(2)

. والباقون بالتاء الفوقية

(3)

. وقرأ نافع، وابن كثير، والكسائي وحفص، وأبو جعفر، بعد الياء التحتية بتاء فوقية مفتوحة وتشديد الطاء مفتوحة، وقرأ الباقون بالنون ساكنة بعد الياء التحتية وكسر الخاء مخففة

(4)

.

قوله تعالى: {إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ} [93] الوقف عليها بإثبات الياء، وفي الوصل تسقط في اللفظ، لالتقاء الساكنين، اتفقوا على ذلك اتباعًا للرسم.

قوله تعالى: {لِتُبَشِّرَ بِهِ} [97] قرأ حمزة: بفتح التاء الفوقية، وإسكان الباء الموحدة، وضم الشين مخففة

(5)

................................

= ولدا مع الزخرف فاضمم أسكنا (رضا)

والحجة لمن ضم أنه أراد جمع ولد وقيل: هما لغتان في الواحد كقولهم عدم وعدم وسقم وسقم.

(1)

الحجة لمن فتح أنه أراد الواحد من الأولاد (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 239، شرح طيبة النشر 5/ 37، النشر 2/ 319، المبسوط ص 290، السبعة ص 412، التيسير ص 150).

(2)

قرأ المذكورون لفظ {تكاد} هنا وفي الشورى بياء التذكير، قال ابن الجزري:

يكاد فيهما (أ) ب (ر) نا

ووجه القراءة بالياء أن السماوات جمع قليل والعرب تذكر فعل المؤنث إذا كان قليلًا كقوله {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ} ولم يقل انسلخت وقوله {* وَقَالَ نِسْوَةٌ} ولم يقل وقالت قال ابن الأنباري: سألت ثعلبًا لم صار ذلك كذلك؟ فقال: لأن الجمع القليل قبل الكثير والمذكر قبل المؤنث فحمل الأول على الأول.

(حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 448، الغاية ص 204، شرح طيبة النشر 5/ 37، النشر 2/ 319، المبسوط ص 290، السبعة ص 412، التيسير ص 150).

(3)

قرأ المذكورون لفظ {يتفطرن} في مريم والشورى. بتاء مفتوحة وتشديدها على أنها مضارع تفطر؛ أي تشقق، قال ابن الجزري:

وينفطرن يتفطرن (عـ) ـلم (حرم)(ر)

قا الشورى شفا) (عـ) ــن (د) ون (عم)

شرح طيبة النشر 5/ 38، النشر 2/ 319، المبسوط ص 289).

(4)

ووجه القراءة: أنه من انفطر؛ أي انشق، مطاوع فطرته على حد انفطرت (شرح طيبة النشر 5/ 38، النشر 2/ 319، المبسوط ص 289).

(5)

قرأ القراء كلهم غير حمزة والكسائي {يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى} و {يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ} في آل عمران، و {وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ} بالإسراء والكهف بضم الياء وفتح الباء الموحدة وتشديد الشين، وقرأ بعكس ذلك حمزة والكسائي بفتح الياء وسكون الباء وضم الشين وتخفيفها، وقرأ حمزة {نَبْشُرِك} في سورة مريم، و {لتَبْشُر به المتقين} و {إنا نَبْشُرك بغلام} أول الحجر، و {يَبْشُرهم ربهم} بالتوبة، وعلم كيفية العكس من اللفظ وكلمة الحجر وأول مريم بالنون، وآخرها بالتاء، والبواقي ست بالياء، وصح عطفها باعتبار المضارع، وقيد الحجر بالأول ليخرج {مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} فإنه متفق عليه بالتشديد؛ لمناسبة ما قبله وما بعده من =

ص: 302

وقرأ الباقون بضم التاء الفوقية وفتح الباء الموحدة، وكسر الشين مشددة.

قوله تعالى: {هَلْ تُحِسُّ} [98] قرأ حمزة، والكسائي، وهشام: بإدغام لام "هل" في التاء الفوقية

(1)

، والباقون بالإظهار.

* * *

= الأفعال المجمع على تشديدها، والبشرة: ظاهر الجلد، وبشره بالتشديد للحجاز وغيرهم، وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وأبو عمرو {ذلك الذي يَبْشُرُ الله} بالشورى بالفتح والتخفيف، قال ابن الجزري:

يبشر اضمم شددن كسرا كالاسرى الكهف والعكس (رضى) وكاف أولى الحجر توبة (فـ) ــضا

(شرح طيبة النشر 4/ 155، النشر 2/ 239، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 109).

(1)

سبق قريبًا.

ص: 303

(الأوجه التي بين مريم وطه)

الأوجه التي بين مريم وطه من قوله تعالى: {هَلْ تُحِسُّ} [98] إلى قوله تعالى: {لِتَشْقَى} [2] مائة وجه وخمسة أوجه، ولا اندراج فيها

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: أربعة وعشرون وجهًا.

ورش: ثمانية أوجه.

ابن كثير: ستة أوجه.

أبو عمرو: ستة عشر وجهًا.

ابن عامر: ثمانية أوجه.

شعبة: ستة أوجه.

حمزة: وجهان.

الكسائي: ستة أوجه.

أبو جعفر: ستة أوجه.

يعقوب: ستة عشر وجهًا.

خلف: وجه واحد.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 304

(سُورَةُ طَه)

(1)

قوله تعالى: {طه (1)} [1] قرأ بإمالة الطاء والهاء معًا محضة: حمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة، وأمال الهاء دون الطاء: أبو عمرو

(2)

، وورش. وروي عن ورش - أيضًا -

(3)

إمالتها بين بين؛ وكذا عن قالون - بخلاف عنه -

(4)

وقرأ الباقون بفتحهما.

قوله تعالى: {لِتَشْقَى} [2]{لِمَنْ يَخْشَى} [3]{الْعُلَى} [4]{اسْتَوَى} [5] في الوقف قرأ جميع رؤوس الآي من هذه السورة من ذوات الياء محضًا: حمزة، والكسائي، وخلف

(5)

، وأمالها بين بين: أبو عمرو ونافع - بخلاف عنه -

(6)

والفتح عن ورش ضعيف

(7)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} [6] قرأ جميع ما في هذه السورة من رؤوس الآي من ذوات الراء بالإمالة محضة: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف

(8)

. وقرأ نافع

(1)

هي سورة مكية وآيها مائة وثلاثون وآيتان بصري وأربع حجازي وخمس كوفي وثمان حمصي وأربعون دمشقي اختلافها أربع وعشرون آية طه كوفي ومثلها {ما غشيهم - وإذ رأتيهم ضلوا} (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 381).

(2)

سبق بيان علة الإمالة في سورة مريم، قال ابن الجزري:

ورا الفواتح أمل (صحبة) كف

حلا وها كاف رعى حافظ صف

(الكشف عن وجوه القراءات 1/ 186، الكتاب لسيبويه 2/ 34، إيضاح الوقف والابتدا ص 479).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

ما ذكره المؤلف عن قالون كلام خاطئ وقد ذكرناه مرارًا.

(5)

سبق ذكر قاعدة حمزة والكسائي وخلف البزار في الإمالة قبل عدة صفحات بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين.

(6)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(7)

ويقصد المصنف من قوله ضعيف: أنه لا يقرأ به، وإنما الأقوى في ذلك أنه يقلل ذوات الياء في السور الإحدى عشر، قولًا واحدًا بلا خلاف.

(8)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق بيان ما في هذ الكلمة ومثيلاتها من إمالة أكثر من مرة، قال ابن الجزري:

أمل ذوات الياء في الكل شفا

وقال:

وفيما بعد راء حط ملا خلف

(شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، إتحاف فضلاء البشر ص 144).

ص: 305

بالإمالة بين بين بخلاف عن قالون

(1)

. والباقون بالفتح، وقالون معهم.

وقوله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ} [9] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة بخلاف

(2)

. وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {إِذْ رَأَى نَارًا} [10] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة، وابن ذكوان: بإمالة الراء والهمزة محضة بخلاف عن شعبة - وابن ذكوان، وأمالها ورش بين بين، واختلف عن قالون فيهما

(4)

. وأمال أبو عمرو الهمزة محضة، واختلف عن السوسي في الراء، والباقون بالفتح

(5)

.

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(2)

انظر سابقه.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

ما ذكره المصنف من التقليل (الراء والهمزة) بين بين عن قالون بخلف عنه ليس صحيحًا لأن مذهبه الفتح فيهما وجهًا واحدًا وكذا ما ذكره عن إمالة الراء من {رءا} عن السوسي بخلف عنه أيضًا لأن مذهب أبي عمرو إمالة الهمزة فقط. قال ابن الجزري في باب الإمالة:

حرف رءا من صحبة لذا اختلف

(5)

إذا وقعت {رأى} فعلًا ماضيًا وكان بعده متحرك فهو إما أن يكون ظاهرًا أو مضمرًا، فمن الظاهر {رَأَى نَارًا} الآية 10 بطه فقرأ ورش من طريق الأزرق بالتقليل في الراء والهمزة معًا في الكل بعده ظاهرًا أو مضمرًا، وقرأ أبو عمرو بالإمالة المحضة في الهمزة فقط مع فتح الراء في الجميع، وذكر الشاطبي رحمه الله تعالى الخلاف في إمالة الراء عن السوسي تعقبه في النشر بأنه ليس من طرقه ولا من طرق النشر لأن رواية ذلك عن السوسي من طريق أبي بكر القرشي وليس من طرق هذا الكتاب ولذا لم يعرج عليه هنا في الطيبة وإن حكاه بقيل آخر الباب، وقرأ ابن ذكوان بإمالة الراء والهمزة معًا في السبعة التي مع الظاهر واختلف عنه فيما بعده مضمر. ولم يذكر في التيسبر عن الأخفش من طريق النقاش سواء وفتحهما عن ابن ذكوان جمهور العراقيين وهو طريق ابن الأخرم عن الأخفش وفتح الراء، وأمال الهمزة الجمهور عن الصوري، واختلف عن هشام في القسمين معًا فروى الجمهور عن الحلواني عنه الفتح في الراء والهمزة معًا في الكل، وروى الأكثرون عنه إمالتها والوجهان صحيحان عن هشام كما في النشر، قال ابن الجزري:

حرفي رأى (مـ) ن (صحبة)(لـ) نا اختلف

وغير الأولى الخلف (صـ) ــف والهمز (حـ) ـف

وذو الضمير فيه أو همز ورا

خلف (مـ) ــنى قللهما كلا (جـ) ــرى

وقبل ساكن أمل للرا (صفا)

في وكغيره الجميع وقفا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 117).

ص: 306

قوله تعالى: {فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا} [10] قرأ حمزة - في الوصل -: بضم الهاء

(1)

والباقون بالكسر

(2)

.

قوله تعالى: {إِنِّي آنَسْتُ} [10] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء

(3)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {لَعَلِّي آتِيكُمْ} [10] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء

(4)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} [12] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بفتح الهمزة من {إِنِّي}

(5)

، والباقون بكسرها

(6)

، وقرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو،

(1)

قرأ حمزة {لِأَهْلِهِ امْكُثُوا} بضم الهاء في طه وكذلك في القصص، قال ابن الجزري:

بضم ها أهله امكثوا (فدا)

ووجه قراءته: أنها على أصل الكلمة وعلى لغة من يقول مررت به يا فتى.

(حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 450، إتحاف فضلاء البشر 1/ 382).

(2)

ووجه من قرأ بكسر الهاء: أنهم كسروا لمجاورة الكسرة (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 450، إتحاف فضلاء البشر 1/ 382).

(3)

قاعدة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو فتح الكل وقاعدة الباقين إسكانها، قال ابن الجزري بقوله:

تسع وتسعون بهمزٍ انفتح

ذرون الاصبهاني مع مكٍّ فتح

إلى أن قال:

وافق في معي على كفو وما

لي لذ مز الخلف لعلي كرما

ووجه فتح الكل مع الهمز أنه أحد الأصلين مع قصد ثبوته الخفي عند القوي وليتمكن من كمال لفظ الهمز. ووجه الإسكان مع أنه أحدهما وقصد التقوية محصلان بزيادة المدة.

(انظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص: 63، الإقناع 1/ 537).

(4)

سبق قبل صفحات قليلة.

(5)

قال ابن الجزري:

أني أنا افتح (حـ) ـبر (ثـ) ــبت

والمعنى: نودي بأني أنا ربك وموضع {إني} نصب.

(حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 451، النشر 2/ 319، شرح طيبة النشر 5/ 39، المبسوط ص 293، السبعة ص 417).

(6)

وحجة من قرأ بكسر الألف: أنهم أوقعوا النداء على موسى فسلمت إني من وقوع النداء عليها فاستأنفوا بها الكلام وكسروا كذا ذكر الفراء، وقال المبرد: الكسر أقرب، لأنها حكاية كلام الله بعد النداء فالتقدير والله أعلم فناديناه بأن قلنا يا موسى إني أنا ربك (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 451، النشر 2/ 319، شرح طيبة النشر 5/ 39، المبسوط ص 293، السبعة ص 417).

ص: 307

وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء

(1)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {طُوًى} [12] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف - في الوصل -: بالتنوين

(2)

، وقرأ الباقون بغير تنوين، وهم على أصولهم من الإمالة وبين بين والفتح

(3)

، على ما تقدم في أول السورة من رؤوس الآي.

قوله تعالى: {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ} [13] قرأ حمزة: بتشديد النون بعد الهمزة وبعد النون أل، وبعد الراء نون مفتوحة بعدها ألف؛ على لفظ الجمع

(4)

، والباقون بتخفيف النون وبعد الراء تاء فوقية مضمومة؛ على لفظ الواحد، وإذا وقف على {وَأَنَا} فمن ثقل ومن خفف، وقف بالألف؛ لإثباتها في الرسم

(5)

.

قوله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا} [14] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء

(6)

، والباقون بالإسكان.

(1)

سبق قريبًا.

(2)

قاله ابن الجزري:

طوى معا نونه (كنزا)

والحجة لمن أسكن ولم يصرف أنه جعله اسم بقعة فاجتمع فيه التعريف والتأنيث وهما فرعان لأن التنكير أصل والتعريف فرع عليه والتذكير أصل والتأنيث فرع عليه فلما اجتمع فيه علتان فبه بالفعل فمنع ما لا يكون إعرابًا في الفعل، وقال بعض النحويين: هو معدول عن طاوٍ كما عدل عمر عن عامر فإن صح ذلك فليس في ذوات الواو اسم عدل عن لفظه سواه (شرح طيبة النشر 5/ 40، النشر 2/ 319، الغاية ص 205، الكشف 2/ 96، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 240).

(3)

والحجة لمن أجراه ونونه أنه اسم واد مذكرًا فصرفه لأنه لم تجتمع فيه علتان تمنعانه الصرف، وأنه جعله اسمًا لـ "الوادي" فأبدله له منه فصرفه في المعرفة والنكرة، لأنه سَمّى مذكرًا بمذكر. (شرح طيبة النشر 5/ 40، النشر 2/ 319، الغاية ص 205، الكشف 2/ 96، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 240).

(4)

فيصير النطق {وأنَّا اخْتَرنَاكَ} على لفظ الجمع في الكلمتين للتعظيم لله والمبالغة في الإجلال له. قال ابن الجزري:

وأنا شدد وفي اخترت قل اخترنا (فـ) ـنا

(شرح طيبة النشر 5/ 40، النشر 2/ 320، الغاية ص 205، الكشف 2/ 97، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 240، السبعة ص 417).

(5)

ووجه قراءة من قرأ بالتاء: أنه جعل لفظ {أَنَا} على لفظ الواحد. ردّوه على ما قبله من لفظ التوحيد في قوله: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} (شرح طيبة النشر 5/ 40، النشر 2/ 320، الغاية ص 205، السبعة ص 417، زاد المسير 5/ 275، وتفسير النسفي 3/ 50).

(6)

سبق في {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} (انظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص: 63، الإقناع 1/ 537).

ص: 308

قوله تعالى: {لِذِكْرِي (14) إِنَّ} [14، 15] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء

(1)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {لِتُجْزَى} [15] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(2)

، ونافع بالفتح وبين اللفظين

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا} [18] إذا وقف هشام وحمزة - أبدلا الهمزة ألفًا، ولهما - أيضًا - الإشمام، وأيضًا التسهيل مع الروم، والباقون بالهمز وقفًا ووصلًا، وحمزة وهشام معهم في الوصل

(4)

.

قول تعالى: {وَلِيَ فِيهَا} [18] قرأ حفص، وورش - من طريق الأزرق - في الوصل: بفتح الياء والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {الْكُبْرَى (23) اذْهَبْ} [23، 24] قرأ السوسي - في الوصل -: بالإمالة - خلاف عنه - والباقون بغير إمالة، وهذا في حال الوصل، وأما في الوقف على {الكبرى} فوقف بإمالة {الكبرى}: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف

(5)

ووقف بإمالة بين بين ورش

(6)

، ووقف قالون بالفتح وبين اللفظين

(7)

.

(1)

وقعت ياء الإضافة قبل همزة القطع المكسورة في واحد وستين موضعًا بالقرآن الكريم، وقد سبق ذكرها أكثر من مرة (انظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 147).

(2)

سبق قريبًا.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

يوقف لحمزة وهشام بخلفه {أتوكؤا} بإبدال الهمزة ألفًا على القياس وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واو مضمومة ثم تسكن للوقف ويتحد معه اتباع الرسم وتجوز الإشارة بالروم والإشمام فهذه أربعة والخامس التسهيل كالواو مع الروم كما مر في تفتؤ بيوسف، قال ابن الجزري:

وبعد كسرة وضم أبدلا

إن فتحت ياء وواوا مسجلا

وغير هذا بين بين ونقل

ياه كيطفئوا وواوا كسئل

ووجه تدبيرها بحركتها: أنها أولى بها من غيرها، ووجه تدبيرها بحركة ما قبلها قلبًا وتسهيلًا: أنهما لو دبرا بحركتيهما أدى إلى شبه أصل مرفوض وهو واو ساكنة قبلها كسرة وباء ساكنة قبلها ضمة فقلبها إلى مجانس سابقهما. ووجه تسهيلهما: أن القلب أيضًا أدى إلى أصل مرفوض وهو ياء مضمومة بعد كسرة وواو مكسورة بعد ضمة (شرح طيبة النشر 2/ 352، 353، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 382).

(5)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق قريبًا (شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، إتحاف فضلاء البشر ص 144).

(6)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(7)

هذا خطأ يقع فيه المؤلف في بعض المواضع وقد نبهنا إليه، وسنذكر ذلك وسببه كلما تباعدت المواقف.

ص: 309

قوله تعالى: {وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي} [26] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر في الوصل: بفتح الياء

(1)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {أَخِي (30) اشْدُدْ} [30، 31] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو - في الوصل -: بفتح الياء، وإذا ابتدأ بهمزة {اشْدُدْ} ابتدأ بهمزة مضمومة، وقرأ ابن عامر، وابن وردان - بخلاف عنه -: بقطع همزة "أَشْدد" مفتوحة بعد سكون الياء قبلها وصلًا ابتداء

(2)

، وقرأ الباقون بإسكان الياء في الوصل وبعدها همزة وصل، وإذا ابتدؤوا بهمزة الوصل - ضموها.

قوله تعالى: {وَأَشْرِكْهُ} [32] قرأ ابن عامر، وعيسى بن وردان - بخلاف عنه -: بضم الهمزة

(3)

. وقرأ الباقون بفتح الهمزة

(4)

.

(1)

قرأ نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بفتح سبع ياءات من ذلك وهي {مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ} بالكهف الآية 102 و {إِنِّي أَرَانِي} بيوسف الآية 36 {يَأْذَنَ لِي أَبِي} فيها و {اجْعَلْ لِي آيَةً} بآل عمران الآية 41، و {ويسر ليَ أمري} ومريم الآية 10 و {ضَيْفِي أَلَيْسَ} بهود الآية 78، قال ابن الجزري:

واجعل لي ضيفي دوني يسر لي ولي

يوسف إني أولاها (حـ) ــلل

(مدا)

(شرح طيبة النشر 3/ 264، إبراز المعاني 1/ 264، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 145).

(2)

همزة الوصل العارية عن اللام ووقعت في سبعة مواضع إلا عند ابن عامر ومن معه فستة؛ لقطعه همزة {أَخِي (30) اشْدُدْ} وهي {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ} {أَخِي (30) اشْدُدْ} {لِنَفْسِي (41) اذْهَبْ} {ذِكْرِي (42) اذْهَبَا} {يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ} {قَوْمِي اتَّخَذُوا} {مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} فقرأهن أبو عمرو بالفتح في السبعة، وقرأ ابن كثير كذلك في {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ} و {أخي أشدد} ، وقرأ نافع وابن كثير وكذا أبو جعفر {لنفسيَ اذهب} و {ذكريَ اذهبا} بالفتح أيضًا، وقرأ نافع والبزي وكذا أبو جعفر وروح {إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا} بالفتح، وقرأ نافع وابن كثير وأبو بكر وكذا أبو جعفر ويعقوب {بَعْدِي اسْمُهُ} بالفتح، ولم يأت في هذا النوع ياء أجمع على فتحها أو إسكانها، قال ابن الجزري:

وعند همز الوصل سبع ليتني فافتح (حـ) ــلا

قومي (مدا)(حـ) ـز (شـ) ــم (هـ) ــني

إني أخي (حبر) وبعد (صـ) ـف (سما)

ذكرى لنفسي حافظ (مدا)(د) ما

(شرح طيبة النشر 3/ 282، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 149).

(3)

قال ابن الجزري:

أشدد مع القطع وأشركه يضم

(كـ) ـم (خـ) ــاف خلفا

ووجه قراءة الضم: أنه جعلها ألف المتكلم أيضًا، في فعل رباعي، وهو مجزوم عطف على {أشدد} .

وقرأ الباقون {اشْدُدْ} بوصل الألف، جعلوه طلبًا ودعاء، حملًا على ما قبله من الطلب والدعاء، والابتداء بالضم، وهو مبني غيرُ معرب على مذهب سيبويه والبصريين (شرح طيبة النشر 5/ 40، النشر 2/ 320، المبسوط ص 294، إعراب القرآن 2/ 337).

(4)

وحجة من قرأ بهمزة مفتوحة مقطوعة، جعلها ألف المُخبِر عن نفسه، والفعل ثلاثي مجزوم، لأنه جواب الطلب، فهو كجواب الشرط، ومن قرأ بفتح الهمزة والقطع {وَأَشْرِكْهُ} على الطلب أيضًا، فهو مبني، والهمزة ألف قطع لأنه رباعي (الغاية ص 206).

ص: 310

قوله تعالى: {وَلِتُصْنَعَ} [39] قرأ أبو جعفر بإسكان اللام، وأدغمها في التاء التي بعدها

(1)

، وقرأ الباقون بكسر اللام.

قوله تعالى: {عَلَى عَيْنِي} [39] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء

(2)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {إِذْ تَمْشِي} [40] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار ذال "إذ" عند التاء المثناة من فوق

(3)

، والباقون بالإدغام.

قوله تعالى: {فَلَبِثْتَ} [40] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر: بإدغام الثاء المثلثة في التاء المثناة

(4)

، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {لِنَفْسِي (41) اذْهَبْ} [41، 42] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل - بفتح الياء فيهما

(5)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {قَدْ جِئْنَاكَ} [47] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار دال "قد" في الجيم، والباقون بالإدغام

(6)

.

(1)

قال ابن الجزري:

ولتصنع سكنا كسرًا ونصبًا (ثـ) ـق

اختلف في {وَلِتُصْنَعَ عَلَى} فأبو جعفر بسكون اللام وجزم العين على أن اللام للأمر والفعل مجزوم بها فيجب عنده الإدغام وقول الأصل فعل أمر فيه تجوز كما أدغمه أبو عمرو ويعقوب بخلف عنهما، والباقون بكسر اللام ونصب الفعل بأن مضمرة بعد لام كي أي لتربّى ويحسن إليك قال النخاس: عطف على علة محذوفة أي ليتلطف بك ولتصنع (شرح طيبة النشر 5/ 41، النشر 3/ 330، المبسوط ص 294، الغاية ص 306، إعراب القرآن 3/ 337، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 383).

(2)

سبق بيانها في الآية 14 - 15.

(3)

وهذه قاعدة مطردة: أن ذال إذ تدغم في التاء قولًا واحدًا لأبي عمرو وهشام وحمزة وخلف البزار والكسائي، وقرأها الباقون بالإظهار، قال ابن الجزري:

إذ في الصفير وتجد أدغم (حـ) ـلا

لي وبغير الجيم قاض رتلا

والخلف في الدال مصيب وفتى

قد وصل الإدغام في دال وتا

(4)

قال ابن الجزري:

ولبثت كيف جا

(حـ) ـط (كـ) ـم (ثـ) ـنا (رضى)

ووجه الإدغام الاشتراك في بعض المخرج والتجانس في الانفتاح والاستفال والهمس (شرح طيبة النشر 3/ 27، 28، إتحاف فضلاء البشر ص 162).

(5)

سبق توضيح حكم القراءة قبل صفحتين.

(6)

وهذه قاعدة وهي أن دال قد قرأها بالإدغام قولًا واحدًا في الجيم وحروف الصفير وهي الصاد والزاي =

ص: 311

قوله تعالى: {الْأَرْضَ مَهْدًا} [53] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بفتح الميم، وإسكان الهاء

(1)

. وقرأ الباقون بكسر الميم وفتح الهاء وألف بعدها

(2)

.

قوله تعالى: {لَا نُخْلِفُهُ} [58] قرأ أبو جعفر: بإسكان الفاء وقصر الهاء

(3)

، والباقون بضم الفاء وصلة الهاء

(4)

.

قوله تعالى: {سُوًى} [58] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وخلف، ويعقوب: بضم السين، والباقون بالكسر

(5)

.

قوله تعالى: {فَيُسْحِتَكُمْ} [61] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص،

= والسين وكذلك حرف الضاد والشين والظا أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف البزار وهشام بخلف عن هشام في {لقد ظلمك} بسورة ص، وقرأها الباقون بالإظهار. وعلة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(1)

قرأ المذكورون لفظ {مَهْدًا} في طه والزخرف بفتح الميم وإسكان الهاء بلا ألف، قال ابن الجزري:

مهادا (كـ) ــونا

(سما) كزخرف بمهدا

وحجة من قرأ بغير ألف أنه جعله مصدرًا كالفرش، لكن عمل فيه عامل من غير لفظه، والتقدير: الذي مهد لكم الأرض مهدًا. فـ {جعل} قام مقام {مَهْدًا} ويجوز أن يكون المعنى: ذات مهد، أي: ذات فراش، فيكون في المعنى كالمهاد، فالقراءتان على هذا بمعنى، (شرح طيبة النشر 5/ 42، النشر 2/ 320، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 97، السبعة ص 418).

(2)

وحجة من قرأ بألف أنه جعله اسمًا كالفراش، وهو اسم ما يُمهد، كما قال:{جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا} [البقرة: 22]{جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19)} [نوح: 19]. فالفراش والبساط اسم ما يُفرش وما يُبسط كذلك المهاد اسم ما يُمهد، ويجوز أن يكون المهاد جمع مهد، فجمع المصدر، جعله اسمًا غير مصدر كـ"بَغْل وبِغال"(شرح طيبة النشر 5/ 42، النشر 2/ 320، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 97، زاد المسير 5/ 292، وتفسير ابن كثير 3/ 156، وتفسير النسفي 3/ 55).

(3)

قال ابن الجزري:

واجزم خلفه (ثـ) ـب

وجزم الفاء على أن لا ناهية. (المبسوط ص 295، الغاية ص 206).

(4)

ووجه القراءة: على أنها نافية (شرح طيبة النشر 5/ 42، النشر 2/ 320، المبسوط ص 295، الغاية ص 206).

(5)

الضم والكسر لغتان مثل "طِوي وطُوى" وهو نعت لـ"مكان"، ومعناه: مكانًا نِصْفًا فيما بين الفريقين، وهو فعل من التسوية. فالمعنى: مكانا لتستوي مسافته على الفريقين، و"فِعَل" قليل في الصفات نحو: عِدي، و"فعل" كثر في الصفات، نحو قولك: لُبد وحُطم. قال ابن الجزري:

سوى بكسره اضمم

(نـ) ــل (كـ) ــم (فتى)(ظـ) ـبى

(شرح طيبة النشر 5/ 43، النشر 2/ 320، المبسوط ص 295، الغاية ص 206، السبعة ص 418، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 97).

ص: 312

ورويس: بضم الياء التحتية بعد الفاء وكسر الحاء

(1)

، والباقون بفتح الياء والحاء

(2)

.

قوله تعالى: {وَقَدْ خَابَ} [61] قرأ حمزة، وابن ذكوان - بخلاف عنه -: بإمالة الألف بعد الخاء

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {قَالُوا إِنْ هَذَانِ} [63] قرأ ابن كثير، وحفص: بتخفيف "إن"

(4)

، والباقون بالتشديد

(5)

، وقرأ أبو عمرو بعد الذال بالياء التحتية

(6)

..........

(1)

وهي لغة تميم، قال ابن الجزري:

وضم واكسرا

يسحت (صحب)(غـ) ــاب

(2)

وهما لغتان، وحكى أبو عبيدة والأخفش: سحَته وأَسَحْتَه، بمعنى، ومعنى {يسحتكم} يسحقكم ويهلكلكم (شرح طيبة النشر 5/ 43، النشر 2/ 320، المبسوط ص 295، الغاية ص 206، السبعة ص 419، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 98، زاد المسير 5/ 296، وتفسير غريب القرآن 280، وأدب الكاتب 335).

(3)

إذا أتى اللفظ الذي على ثلاثة أحرف من: {زاد - زاغ - جاء - شاء - طاب - خاف - خاب - ضاق - حاق} فإن حمزة يميلها بشرط أن تكون أفعالًا ماضية معتلة العين والإمالة واقعة في وسطها، وسواء اتصلت هذه مع الأفعال بضمير أو لم تتصل، واختلف عن ابن عامر في {زاد - خاب} عن كل من راوييه، فأما هشام فروى عنه إمالة {زاد} الداجوني وفتحها الحلواني، واختلف عن الداجوني في {خاب} ، فأمالها عنه صاحب التجريد والمبهج وجماعة، وفتحها ابن سوار وأبو العز وآخرون، وأما ابن ذكوان؛ فروى عنه إمالة {خاب} الصوري وروى فتحها الأخفش، وأما {زاد} فلا خلاف عنه في إمالة الأولى {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} واختلف في غير الأولى فروي فيه الفتح وجهًا واحدًا صاحب العنوان والمهدوي ومكي، وروى الإمالة أبو العز في كتابيه، وقد أفرد الإمام ابن الجزري فصلًا في إمالة الألف التي هي عين الفعل، قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة:

والثلاثي (فـ) ضلا

في خاف طاب ضاق حاق زاغ لا

زاغت وزاد خاب (كـ) ـم خلف (فـ) ـنا

وشاء جا (لـ) ـي خلفه (فتى)(مـ) ـنا

ووجه الإمالة: الدلالة على أصل الياءات، وحركة الواوي، ولما يؤول إليه عند البناء للمفعول، وإشعارًا بكسر الفاء مع الضمير (النشر 2/ 59، التبصرة ص 373، الغاية ص 95).

(4)

قال ابن الجزري:

إن خف (د) را

(عـ) ـلما هذين هذان (حـ) ـلا

وحجة من خفّف أنه لمّا رأى القراءة وخطّ المصحف في {هذان} بالألف أراد أن يحتاط بالإعراب، فخفف {إنَّ} ليحسن الرفع بعدها على الابتداء، لأن {إنَّ} إذا خُففت حسُن رفع ما بعدما على الابتداء لنقصها عن شبه الفعل (شرح طيبة النشر 5/ 43، النشر 2/ 320، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 98).

(5)

وحجة من شدد أنه أتى بها على أصلها، فوافق الخط، وتأوّل في رفع هذان مما نذكره.

(6)

وحجة من قرأ بالياء أنه أعمل إن في {هذان} ، فنصبته، وهي اللغة المشهورة المستعملة، لكنه خالف الخط فضعف لذلك. وقد ذكرنا أن ابن كثير يشدد النون من {هذان} (شرح طيبة النشر 5/ 43، النشر 2/ 320، المبسوط ص 295، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 98).

ص: 313

والباقون بالألف، وشدد ابن كثير النون الأخيرة

(1)

، والباقون بالتخفيف.

قوله تعالى: {فَأَجْمِعُوا} [64] قرأ أبو عمرو بهمزة وصل بعد الفاء وفتح الميم، والباقون بقطع الهمزة مفتوحة وكسر الميم

(2)

.

قوله تعالى: {يُخَيَّلُ} [66] قرأ ابن ذكوان، وروح: بالتاء الفوقية

(3)

، والباقون بالياء التحتية

(4)

.

قوله تعالى: {تَلْقَفْ مَا} [69] قرأ ابن ذكوان برفع الفاء بعد تشديد القاف وفتح اللام قبلها، وقرأ حفص بإسكان اللام وتخفيف القاف وإسكان الفاء

(5)

والباقون بفتح اللام وتشديد القاف وإسكان الفاء

(6)

.

(1)

وحجة من قرأ {هذان} بألف مع تشديد {إن} أنه اتبع خط المصحف، وأجرى {هذان} في النصب بألف على لغة لبني الحارث بن كعب، يلفظون بالمثنى بألف على كل حال (شرح طيبة النشر 5/ 43، النشر 2/ 320، المبسوط ص 295، الغاية ص 206، السبعة ص 419، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 98، الخصائص 3/ 65، ومغني اللبيب 38، وتأويل مشكل القرآن 36 - 37).

(2)

قال ابن الجزري:

فأجمعوا صل وافتح الميم (حـ) ـلا

وحجته في القطع أنه أخذه من قولهم أجمعت على الأمر إذا أحكمته وعزمت عليه وأنشد:

يا ليت شعري والمنى لا تنفع

هل أغدون يومًا وأمري مجمع

(الحجه في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 183، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 316).

(3)

قال ابن الجزري:

يخيل التأنيث (مـ) ـن (شـ) ـم

ووجه القراءة: أنها مسندة إلى ضمير العصا والحبال، و {أَنَّهَا تَسْعَى} بدل.

(4)

ووجه القراءة: أنهم أسندوه إلى {أَنَّهَا تَسْعَى} أي يخيل سعيها (شرح طيبة النشر 5/ 43، النشر 2/ 320، المبسوط ص 295، الغاية ص 206، إعراب القرآن 2/ 248، معاني القرآن 2/ 181).

(5)

قال ابن الجزري:

وخففا تلقف (كـ) ـلا (عـ) ـد

وقال أيضًا:

وأرفع جزم تلقف لابن ذكوان وعى

قرأ حفص لفظ {تَلْقَفُ} في الأعراف وطه بإسكان اللام وتخفيف القاف على أنه مضارع لقف؛ أي بلع (شرح طيبة النشر 4/ 304، النشر 2/ 702، المبسوط ص 211، السبعة ص 288، شرح شعلة ص 394).

(6)

والتشديد على أنه مضارع {تَلْقَفْ} وحذفت إحدى تائيه، والتشديد من تلقف يتلقف على وزن تعلم يتعلم والأصل تتلقف فحذفوا إحدى التاءين مثل تذكرون ويوم يأت لا تكلم أي لا تتكلم (شرح طيبة النشر 4/ 304، النشر 2/ 702، المبسوط ص 211، السبعة ص 288، شرح شعلة ص 394).

ص: 314

قوله تعالى: {كَيْدُ سَاحِرٍ} [69] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بكسر السين وإسكان الحاء بعدها

(1)

، والباقون بفتح السين وألف بعدها وكسر الحاء

(2)

.

قوله تعالى: {قَالَ آمَنْتُمْ} [71] قرأ حفص، ورويس، والأصبهاني - عن ورش - وقنبل - بخلاف عنه - بهمزة واحدة بعدها ألف على الخبر، وقرأ الباقون بهمزتين على الاستفهام بعدهما ألف، وحقق الثانية حمزة، والكسائي، وخلف، وأبو بكر، وروح، وهشام - بخلاف عنه - وسهلها الباقون بين بين، ولم يدخل أحد بين الهمزتين ألفًا، ولا أبدل أحد الثانية ألفًا، وأما الثالثة فمبدلة ألفًا للجميع

(3)

؛ كما تقدم.

(1)

قرأ المذكورون لفظ {سِحْر} بكسر السين وحذف الألف، قال ابن الجزري:

وساحر سحر (شفا)

(شرح طيبة النشر 4/ 238، مشكل إعراب القرآن - القيسي 1/ 244).

(2)

والحجة لمن حذفها أنه أراد المصدر، وإن بمعنى ما وهذا إشارة إلى ما جاء به عبسى عليه السلام، ويجوز أن يكون هذا إشارة إلى النبي عليه السلام على تقدير حذف مضاف تقديره إن هذا إلا ذو سحر (مشكل إعراب القرآن - القيسي 1/ 244، التيسير ص 100، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 135، إتحاف فضلاء البشر ص 257).

(3)

اختلف القراء في {آمَنْتُمْ} في الأعراف وطه والشعراء فالقراء فيها على أربع مراتب: الأولى: قراءة قالون والأزرق والبزي وأبي عمرو وابن ذكوان وهشام من طريق الحلواني والداجوني من طريق زيد وأبي جعفر بهمزة محققة وأخرى مسهلة وألف بعدها في الثلاث، وللأزرق فيها ثلاثة البدل وإن تغير الهمز كما مر ولم يبدل أحد عنه الثانية ألفًا؛ فقول الجعبري: وورش على بدله بهمزة محقفة وألف بدل عن الثانية وألف أخرى عن الثالثة ثم تحذف إحداهما للساكنين تعقبه في النشر، ثم قال: ولعل ذلك وهم من بعضهم حيث رأى بعض الرواة عن ورش يقرؤها بالخبر فظن أن ذلك على وجه البدل وليس كذلك بل هي رواية الأصبهاني ورواية أحمد بن صالح ويونس وأبي الأزهر كلهم عن ورش يقرؤنها بهمزة كحفص، فمن كان من هؤلاء يرى المد لما بعد الهمز عد ذلك فيكون مثل آمنوا إلا أنه بالاستفهام وأبدل وحذف انتهى، ونقله في الأصل وأقره على عادته قال: فظهر أن من يقرأ عن ورش بهمزة واحدة إنما يقرأ بالخبر.

المرتبة الثانية: لورش من طريق الأصبهاني وحفص ورويس بهمزة محققة بعدها ألف في الثلاث وهي تحتمل الخبر المحض والاستفهام وحذف الهمزة اعتمادًا على قرينة التوبيخ.

المرتبة الثالثة: لقنبل وهو يفرق بين السور الثلاث فهنا أبدل همزتها الأولى واوًا خالصة حالة الوصل واختلف عنه في الهمزة الثانية فسهلها عنه ابن مجاهد وحققها مفتوحة ابن شنبوذ وأما إذا ابتدأ فبهمزتين ثانيتهما مسهلة كرفيقه البزي.

المرتبة الرابعة: لهشام فيما رواه عنه الداجوني من طريق الشذائي وأبي بكر وحمزة والكسائي وروح وخلف بهمزين محققتين وألف بعدهما من غير إدخال ألف بينهما في الثلاث ولم يختلفوا في إبدال الثالثة ألفًا لأنها فاء الكلمة أبدلت لسكونها بعد فتح وذلك أن أصل هذه الكلمة أأمنتم بثلاث همزات الأولى للاستفهام الإنكاري والثانية همزة أفعل والثالثة فاء الكلمة فالثالثة يجب قلبها ألفًا على القاعدة والأولى محقفة ليس إلا غير أن حمزة إذا وقف يسهلها بين بين في وجه لكونها حينئذ من المتوسط بغيره المنفصل، وأما الثانية ففيها =

ص: 315

قوله تعالى: {عَلَى مَا جَاءَنَا} [72] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الجيم

(1)

. والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة، مع المد والقصر، وعنه - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر.

قوله تعالى: {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا} [75] قرأ السوسي - بخلاف عنه - بإسكان الهاء، وقرأ قالون، وابن وردان، ورويس - بخلاف عنه - باختلاس الكسرة

(2)

، وقرأ الباقون بإشباع كسرة الهاء، والسوسي، وقالون، وابن وردان، ورويس معهم في الوجه الثاني.

قوله تعالى: {أَنْ أَسْرِ} [77] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو جعفر بكسر النون، ووصل الهمزة بعدها

(3)

، والباقون بإسكان النون وفتح الهمزة بعدها

(4)

.

قوله تعالى: {لَا تَخَافُ دَرَكًا} [77] قرأ حمزة بإسكان الفاء بعد الخاء

(5)

والباقون

= الخلاف ولم يدخل أحد من القراء ألفًا بين الهمزتين في هذه الكلمة لئلا يجتمع أربع متشابهات، قال ابن الجزري:

آمنتمو طه وفي الثلاثي عن

حفص رويس الأصبهاني أخبرن

وحقق الثلاث (لـ) ـي الخلف (شفا)

(صـ) ــف (شـ) ـم

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 287).

(1)

سبق بيان خلاف هشام في {شَاء} و {جاء} و {زاد} {خاب} قبل صفحات قليلة.

(2)

قوله {يَأْتِهِ مُؤْمِنًا} قرأه بالإسكان السوسي بخلاف عنه، وقرأه بكسر الهاء مع حذف الصلة ومع إثباتها قالون وكذا ابن وردان ورويس. وقرأ ورش وابن كثير والدوري والسوسي في وجهه الثاني وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا ابن جماز وروح وخلف بإثبات الصلة، قال ابن الجزري:

يأته الخلف (بـ) ـره (خـ) ـذ

(غـ) ـث سكون الخلف يا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 50).

(3)

قال ابن الجزري:

أن اسر فاسر صل (حرم)

قرأ المذكورون لفظ {أَسْرِ} بطه والشعراء، و {فَأَسْرِ} في هود والحجر والدخان، بوصل همزة الخمسة وكسر نون الأولين في الوصل والابتداء بكسر الهمزتين على أنه من سرى الثلاثي مثل:{فاقض} فحذف الياء علامة البناء، وتحذف الهمزة إذا خلفها متحرك (النشر 2/ 290، المبسوط ص 241، شرح طيبة النشر 4/ 371، إعراب القراءات السبع 1/ 291، زاد المسير 4/ 141).

(4)

وحجتهم في ذلك: أنهم جعلوه فعل أمر من أسرى الرباعي مثل: {أَنْ أَلْقِ} وهما لغتان مشهورتان (النشر 2/ 290، المبسوط ص 241، شرح طيبة النشر 4/ 371، إعراب القراءات السبع 1/ 291، زاد المسير 4/ 141).

(5)

قال ابن الجزري:

ولا تخف جزما (فـ) ـشا

ووجه القراءة بالجزم على أنه جواب {فاضرب} ورفع {تخشى} على أنه نفي، أي: ولستَ تخشى.

ص: 316

بألف بعد الخاء، ورفع الفاء

(1)

.

قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ} [80] قرأ أبو جعفر بتسهيل الهمزة بعد الألف مع المد والقصر

(2)

، وقرأ ورش بمد الهمزة وقصرها

(3)

، والباقون بقصر الهمزة، وهم على أصولهم في المد.

قوله تعالى: {قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ} [80] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بعد الياء التحتية بتاء فوقية مضمومة

(4)

، والباقون بنون مفتوحة وبعدها ألف

(5)

.

قوله تعالى: {وَوَاعَدْنَاكُمْ} [80] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بتاء مضمومة بعد

(1)

ووجه قراءة الرفع: أنها على أنه حال من موسى عليه السلام، على تقدير: اضرب لهم طريقًا غير خائف ولا خاشيًا، لأن الجماعة عليه، ويرفع {لا تخشى} بإجماع، فهو مثل ما قبله (شرح طيبة النشر 4/ 48، النشر 2/ 321، المبسوط ص 296، السبعة ص 421، التيسير ص 152، زاد المسير 5/ 310، وتفسير ابن كثير 3/ 160، وتفسير النسفي 3/ 60، وكتاب سيبويه 1/ 527).

(2)

سبق بيانه قريبًا، قال ابن الجزري:

وفي كائن وإسرائيل (ثـ) ـبت

وقال:

والمد أولى إن تغير السبب

وبقي الأثر أو فاقصر أحب

(انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 134).

(3)

هذا الوجه لورش من طريق الأزرق، وقد اختلف في مد الياء فيها كنظائره للأزرق فنص بعضهم على مدها واستثناها الشاطبي والوجهان في الطيبة. قال ابن الجزري:

....................

وأزرق إن بعد همز حرف مد

مد له واقصر ووسط كنأى

فالآن أوتوا إى ءآمنتم رأى

لا عن منون ولا الساكن صح

بكلمة أو همز وصل في الأصح

وامنع يؤاخذ وبعادًا الأولى

خلف وآلان وإسرائيلا

(انظر: شرح طيبة النشر 2/ 176، الإتحاف ص: 134).

(4)

قال ابن الجزري:

(شفا) أنجيتكم واعدتكم لهم كذا رزقتكم

وحجة من قرأ بالتاء أنه حمله على ما بعده من قوله: {فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي} ، وقوله:{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ} [82]، فلمّا أتى ذلك على الإخبار عن الواحد، جرى ما قبله على ذلك في لفظ التوحيد، ليتسق الكلام على نظام واحد.

(5)

وحجة من قرأه على لفظ الجمع إجماعهم على لفظ الجمع في قوله: {فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا} [البقرة: 50]، {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ} [البقرة: 49]، {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ} [80] وهو كثير في القرآن، وهو أفخم، وفيه معنى التعظيم للمخبر عن نفسه، لأن الأكثر عليه، وقد مضى له نظائر، وقد تقدّم ذكر "وواعدناكم" وعلته (شرح طيبة النشر 5/ 48، النشر 2/ 321، التيسير ص 152، الغاية ص 208، السبعة ص 421).

ص: 317

الدال، والباقون بنون مفتوحة بعدها ألف

(1)

. وقرأ أبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب بغير ألف بين الواو والعين

(2)

، والباقون بالألف

(3)

.

قوله تعالى: {مَا رَزَقْنَاكُمْ} [81] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بتاء فوقية مضمومة بعد القاف، والباقون بنون مفتوحة بعدها ألف

(4)

.

قوله تعالى: {فَيَحِلَّ} [81] قرأ الكسائي بضم الحاء

(5)

. والباقون بكسرها

(6)

.

قوله تعالى: {وَمَنْ يَحْلِلْ} [81] قرأ الكسائي بضم اللام بعد الحاء، والباقون بكسرها

(7)

، ولا خلاف بينهم في كسر الحاء من قوله تعالى:{أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ} .

قوله تعالى: {عَلَى أَثَرِي} [84] قرأ رويس بكسر الهمزة، وإسكان الثاء المثلثة

(8)

، وقرأ الباقون بفتح الهمزة والثاء المثلثة.

(1)

انظر سابقه.

(2)

فيصير النطق {وُعِدْنَا} بقصر الألف من الوعد. قال ابن الجزري في النشر (2/ 212): واتفقوا على قراءة {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ} في القصص بغير ألف لأنه غير صالح لهما، وكذا في حرف الزخرف. قال ابن الجزري:

واعدنا اقصرا مع طه الأعراف

(حـ) ـلا (ظـ) ـلم (ثـ) ـرا

واحتج من قرأ بغير ألف بأن المواعدة إنما تكون بين الآدميين وأما الله عز وجل فإنه المتفرد بالوعد والوعيد ويقوي هذا قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ} (انظر شرح طيبة النشر 4/ 25، وحجة القراءات ص: 96).

(3)

واحتج من قرأ بالألف بأن المواعدة كانت من الله ومن موسى، فكانت من الله: أنه واعد موسى لقاءه على الطور ليكلمه ويكرمه بمناجاته، وواعد موسى ربه المصير إلى الطور لما أمره به (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 240، زاد المسير 1/ 79، المستنير ص: 129).

(4)

انظر {واعدناكم} .

(5)

قال ابن الجزري:

وضم واكسر

يحل مع يحلل (ر) نا

وحجة من ضمّ أنه بناه على "فعَل يفعُل" جعله بمنزلة ما يحل في مكان.

(6)

وحجة من كسر الحاء واللام أنه بناه على "فعَل يفعِل" لغة مسموعة (النشر 2/ 321، المبسوط ص 297، السبعة ص 421، التيسير ص 152، الغاية ص 208، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 103، زاد المسير 5/ 311).

(7)

الهامش السابق.

(8)

قال ابن الجزري:

وأثري فاكسر وسكن (غـ) ـث

ص: 318

قوله تعالى: {أَفَطَالَ} [86] قرأ ورش بتغليظ اللام وترقيقها

(1)

والباقون بالترقيق لا غير.

قوله تعالى: {بِمَلْكِنَا} [87] قرأ نافع، وعاصم، وأبو جعفر بفتح الميم

(2)

، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف بضمها

(3)

، وقرأ الباقون بكسرها

(4)

.

قوله تعالى: {وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا} [87] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف، وأبو بكر، وروح بفتح الحاء والميم مخففة

(5)

، والباقون بضم الحاء وكسر الميم مشددة

(6)

.

(1)

التغليظ لورش من طريق الأزرق عنه فعنه؛ وذلك لمناسبة حروف الاستعلاء، قال ابن الجزري:

وأزرق لفتح لام غلظا

بعد سكون صادا وطاء وظا

(انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 127، والمهذب ص: 46).

(2)

قال ابن الجزري:

وافتح (إ) لى (نـ) ـص (ثـ) ـنا

وهو مصدر ملك ملكًا وملكه فهو ملك.

(المبسوط ص 297، النشر 2/ 322، شرح طيبة النشر 5/ 49، السبعة ص 422، الغاية ص 208).

(3)

قال ابن الجزري:

........ بملكنا

ضم (شفا)

وهو مصدر ملك مُلكًا فهو ملك، أي سلطاننا وقدرتنا (المبسوط ص 297، النشر 2/ 322، شرح طيبة النشر 5/ 49، السبعة ص 422، الغاية ص 208).

(4)

والفتح والضم والكسر بضمّ الميم كلها لغات، وهو مصدر، إلا أن "المُلك" بالضمّ مصدر من قولهم: هو ملِك بيّن المُلك. و"المِلك" بالكسر مصدر من قولهم: هو مالك بيّن الملك. و"المَلك" بالفتح لغة في مصدر "مالك". وهذا المصدر مضاف إلى الفاعل في جميع الوجوه، وهو النون والألف، والمفعول محذوف، وتقديره: ما أخلفنا موعدَك بملكنا، والصواب: لكن أخلفنا بخطيئتنا (زاد المسير 5/ 314، وتفسير النسفي 3/ 62، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 104).

(5)

قال ابن الجزري:

وضم واكسر ثقل حملنا (عـ) ـفا

(كـ) ـم (عـ) ـن (حرم)

حجة من فتح الحاء وخفّف أنه أضاف الحمل إلى المخبرين عن أنفسهم، وأخبر عنهم أنهم هم حمّلوا أنفسهم على ما صاغوا منه العجل. وقوّى ذلك أن الفعل بعده مضاف إليهم في قوله:(فقذَفْناها)، ولم يشدّد لأنه جعله ثلاثيًا، لا يتعدّى إلا على مفعول واحد، وهو "الأوزار"، ويقويه أيضًا إجماعهم على قوله:{لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ} [النحل: 25] وقوله: {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ} [الأحزاب: 72].

(6)

وحجة من شدّد وضمّ الحاء أنه بناه للمفعول الذي لم يسمّ فاعله، فأضافه إليهم، لأنهم ادعوا أن غيرهم حملهم على ما صاغوا منه العجل، فقاموا عند حذف الفاعل مقام الفاعل، وشدّد الفعل ليصير رباعيًّا، فيتعدّى بالتشديد إلى مفعولين: أحدهما "الذين" أي قام مقام الفاعل، وهم المخبرون عن أنفسهم أنهم حُمّلوا على ذلك، والثاني "الأوزار" (الكشف عن وجوه القراءات 2/ 104، المبسوط ص 297، النشر =

ص: 319

قوله تعالى: {أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ} [93] قرأ نافع، وأبو عمرو بإثبات الياء بعد النون وصلًا لا وقفًا، وأثبتها وقفًا ووصلًا: ابن كثير، ويعقوب، وهي عند أبي جعفر ياء إضافة فيثبتها وقفًا ويفتحها وصلًا

(1)

، والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {قَالَ يَبْنَؤُمَّ} [94] قرأ حمزة، والكسائي، وابن عامر، وأبو بكر، وخلف بكسر الميم

(2)

، والباقون بفتحها

(3)

. ورسمها متصلة، أي: الياء بالباء بالنون بالواو. وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة، وله - أيضًا - إبدالها واوًا.

قوله تعالى: {وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي} [94] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل - بفتح الياء

(4)

، والباقون بالإسكان.

= 2/ 322، شرح طيبة النشر 5/ 49، السبعة ص 422، الغاية ص 208).

(1)

قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب بإثبات الباء في عشرة مواضع هي: {يأتي} بهود الآية 105 و {أَخَّرْتَنِ} بالإسراء الآية 62، و {يهدين - نبغ - تعلمن - يؤتين} الأربعة بالكهف الآية 24، 64، 66، 40، و {أَلَّا تَتَّبِعَنِ} بطه الآية 93 {الْجَوَارِ} بالشورى الآية 32 و {الْمُنَادِ} بقاف الآية 41 و {إِلَى الدَّاعِ} بالقمر الآية 8، وبذلك قرأ الكسائي في {يأت} بهود و {نبغ} بالكهف محافظة على حرف الإعراب وكل على أصله السابق فابن كثير وكذا يعقوب بإثباتها في الحالين، ونافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بإثباتها وصلًا فقط، إلا أن أبا جعفر فتح ياء {أَلَّا تَتَّبِعَنِ} بطه وصلًا وأثبتها وقفًا ساكنة وخرج بتقييد {نَبْغِ} بالكهف {مَا نَبْغِي هَذِهِ} بيوسف الآية 65، و {يأت} بهود أخرج نحو {يأتي بالشمس} و {إلى الداع} أخرج الداعي إلى بالقمر أيضًا (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 152).

(2)

قال ابن الجزري:

وأم ميمه كسر

(كـ) ـم (صحبة) معا

وحجة من كسر: أنه لما لم يدخل لا الكلام تغيير قبل حذف الياء؛ استخف حذف الياء لدلالة الكسرة عليها ولكثرة الاستعمال؛ فهو نداء مضاف بمنزلة قولك: يا غلام غلام (النشر 2/ 272، شرح طيبة النشر 4/ 309، الغاية ص 158، زاد المسير 3/ 264).

(3)

قراءة الفتح فيها وجهان، أحدهما: أن الألف محذوفة وأصل الألف الياء وفتحت الميم قبلها فانقلبت ألفًا وبقيت الفتحة تدل عليها كما قالوا يا بنت عما. والوجه الثاني: أن يكون جعل ابن والام بمنزلة خمسة عشر وبناهما على الفتح، فقد جعلوا الاسمين اسمًا واحدًا نحو خمسة عشر ففتحوا (ابن أم وابن عم لكثرة استعمالهم هذا الاسم، واعلم أن النداء كلام محتمل الحذف فجعلوا ابن وأم شيئًا واحدًا) وقال آخرون: إنهم أرادوا الندبة بـ ابن أماه قالوا: والعرب تقول: يابن عماه والأصل يا ابن أمي ثم قلبت الياء ألفًا فصارت با ابن أما ثم حذفت الألف لأن الفتحة تنوب عنها (إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات 1/ 28، معاني القرآن 1/ 394، زاد المسير 3/ 264).

(4)

سبق الكلام عن ياء الإضافة قبل قليل (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 147).

ص: 320

قوله تعالى: {بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ} [96] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بتاء الخطاب

(1)

والباقون بياء الغيبة

(2)

.

قوله تعالى: {فَنَبَذْتُهَا} [96] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام الذال في التاء، واختلف عن هشام، وابن ذكوان

(3)

، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {فَاذْهَبْ فَإِنَّ} [97] قرأ أبو عمرو، والكسائي بإدغام الباء الموحدة في الفاء، واختلف عن هشام وعن خلاد

(4)

، والباقون بالإظهار.

(1)

قال ابن الجزري:

يبصروا خاطب (شفا)

ووجه من قرأ بالتاء: أنهم ردّوه على الخطاب في قوله: {فَمَا خَطْبُكَ} [95].

(2)

وحجة من قرأ بالياء: أنه جعله على الغيبة أي: بما لم يبصر به بنو إسرائيل، والياء أولى، لأن المخاطب وهو موسى عليه السلام لم يكن حاضرًا، إذ قبض السامري القبضة، ولأن الأكثر على ذلك (شرح طيبة النشر 5/ 50، النشر 2/ 322، المبسوط ص 297، الغاية ص 208 التيسير ص 154، السبعة ص 426).

(3)

إذا جاءت الذال قبل التاء مثل {فنبذتها} فقد أدغمها أبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا خلف، واختلف عن هشام فقطع له المغاربة قاطبة بالإظهار وهو الذي في الشاطبية وغيرها وجمهور المشارقة بالإدغام ورواه في التجريد عنه من طريق الداجوني وفي المبهج من طريق الحلواني، وما ذكره المؤلف عن خلاف ابن دكوان فليس بوارد، قال ابن الجزري:

نبذت (حـ) ـز (لـ) ـمع

خلف (شفا)

(شرح طيبة النشر 3/ 45، النشر 2/ 16).

(4)

فيصير النطق {يَغْلِفَّسوف} وهذا لا يؤخذ إلا من أفواه المشايخ، وقد وقعت الباء الساكنة عند الفاء في خمسة مواضع {يغلب فسوف} {تعجب فعجب} {اذهب فمن} {فاذهب فإن} {يتب فأولئك} فأدغمها في الخمسة المذكورة أبو عمرو وهشام وخلاد والكسائي وافقهم الأربعة إلا أنه اختلف عن هشام وخلاد: فأما هشام: فالإدغام له من جميع طرقه رواه الهذلي ورواه القلانسي من طريق الحلواني وابن سوار من طريق المفسر عن الداجوني عنه والإظهار في الشاطبية كأصلها كالجمهور وعليه جميع المغاربة، وأما خلاد: فالإدغام عنه ذكره الهذلي ومكي والمهدي كالجمهور وعليه جميع المغاربة والإظهار عليه جميع العراقيين وخص بعض المدغمين الخلاف عن خلاد بقوله تعالى: {يَتُبْ فَأُولَئِكَ} بالحجرات الآية 11 كالشاطبي والداني وفي العنوان إظهاره فقط، قال ابن الجزري:

إدغام باء الجزم في الفا (لـ) ي (قـ) ـلا

خلفهما (ر) م (حـ) ز

ووجه الإدغام: اشتراكهما في بعض المخرج، وتجانسهما في الانفتاح والاستفال (النشر 2/ 8 - 10، شرح طيبة النشر 3/ 21، 22، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي 1/ 42).

ص: 321

قوله تعالى: {لَنْ تُخْلَفَهُ} [97] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب بكسر اللام بعد الخاء

(1)

. والباقون بالفتح

(2)

.

قوله تعالى: {لَنُحَرِّقَنَّهُ} [97] قرأ أبو جعفر بإسكان الحاء، وتخفيف الراء، وقرأ - أيضًا - بفتح النون، وضم الراء مخففة

(3)

، وقرأ الباقون بفتح الحاء، وتشديد الراء مكسورة.

قوله تعالى: {مَا قَدْ سَبَقَ} [99] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام الدال في السين

(4)

، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} [102] قرأ أبو عمرو بنونين: الأولى مفتوحة، والثانية ساكنة، وضم الفاء

(5)

، ...........................

(1)

قال ابن الجزري.

نخلفه اكسر لام (حق)

وحجة من قرأ بكسر اللام: أنه جعله على معنى: لم يتأخر عنه، فبنى الفعل للفاعل، وهو المخاطب، وفي الكلام مفعول ثان محذوف، تقديره: لن يخلفه الله، أي: لن يخلف الله الموعد، أي: لن يتخلف عن الإتيان إلى الموعد، وهو الحشر يوم القيامة.

(2)

وحجة من قرأ بفتح اللام: أنهم بنوا الفعل على ما لم يُسمّ فاعله، أي: لن يخلفك الله الموعد، بل يبعثك إليه من قبرك، والفاعل هو الله جلّ ذكره أو موسى، والفعل في القراءتين يتعدّى إلى مفعولين، لأنه من أخلفت زيدًا الموعد. فالمعنى: سيأتيك الله بالموعد ولن يتأخر الموعد عنك (شرح طيبة النشر 5/ 51، النشر 2/ 322، المبسوط ص 297، غيث النفع ص 292، زاد المسير 5/ 318).

(3)

قال ابن الجزري:

.... نحرقن خفف (ثـ) نا وافتح لضم واضممن

كسرا (خـ) ـلا

اختلف في {لنحرقنه} فأبو جعفر يقرأ بإسكان الحاء وتخفيف الراء، واختلف راوياه؛ فابن وردان بفتح النون؛ من باب خرج يخرج، وابن جماز يقرأ بضم النون وكسر الراء؛ من باب أخرج يخرج.

(شرح طيبة النشر 5/ 51، النشر 2/ 322، المبسوط ص 297، غيث النفع ص 292، الغاية ص 208، إعراب القرآن 2/ 358، معاني القرآن 2/ 191).

(4)

اختلف القراء في حكم دال قد عند الأحرف الثمانية (الجيم والذال والضاد والشين والزاي والسين والصاد) فأدغمها في حروفها أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام بخلف عنه في حرف واحد وهو {لقد ظلمك} في ص فروى جمهور المغاربة وكثير من العراقيين عنه الإظهار وهو الذي في الكتابين والهداية وروى جمهور العراقيين وبعض المغاربة عنه الإدغام. قال ابن الجزري:

بالجيم والصفير والذال ادغم

قد وبضاد الشين والظا تنعجم

(5)

قال ابن الجزري:

ننفخ باليا واضمم

وفتح ضم لا أبو عمرهم =

ص: 322

والباقون بياء تحتية مضمومة وبعدها نون ساكنة وفتح الفاء

(1)

.

قوله تعالى: {إِنْ لَبِثْتُمْ} [103] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر بإدغام الثاء والمثلثة في التاء المثناة فوق

(2)

، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {لَا تَرَى} [107] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(3)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(4)

، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(5)

= وحجة من قرأ بالنون أنه بناه على الأخبار من الله عن نفسه أن نفخ "الصور" وغيره لا يكون إلا عن مُراده وإذنه، ويقوّي ذلك قوله:{فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا} [التحريم: 12] ويقويه أيضًا أن بعده معطوفًا عليه. ويحسن على الإخبار أيضًا، فاتفاق الفعلين أولى من اختلافهما.

(1)

وحجة من قرأ بالياء أنه بنى الفعل، لما لم يُسم فاعله، لأن النافخ عبد من عباد الله مأمور بالنفخ، فالآمر هو الله والنافخ هو المأمور، فهو مفعول في المعنى وهو فاعل النفخ، و {فِي الصُّورِ} يقوم مقام الفاعل، لعدم الفاعل، وهو النافخ، ويقويه إجماعهم على قوله:{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} [الكهف: 99] وعلى قوله: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ} [النبأ: 18]. و {الصُّورِ} جمع صورة كصوفة وصوف. وقيل: هو جمع صورة على صور كغرفة وغرف، لكن أسكن استخفافًا. وقيل: هو قرن ينفخ فيه إسرافيل (شرح طيبة النشر 5/ 51، غيث النفع ص 292، النشر 2/ 322، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 106، زاد المسير 5/ 320، وتفسير غريب القرآن 25، وتفسير ابن كثير 3/ 165، وتفسير النسفي 3/ 65).

(2)

إذا جاءت الثاء المثلثة قبل التاء المثناة في القرآن الكريم سواء وردت مفردة أو جمعًا نحو {فَلَبِثْتَ سِنِينَ} أو {لبثتم} فإن القراء المذكورين يدغمون الثاء في التاء، قال ابن الجزري:

ولبثت كيف جا

(حـ) ـط (كـ) ــم (ثـ) ـنا (رضى)

ووجه الإدغام الاشتراك في بعض المخرج والتجانس في الانفتاح والاستفال والهمس (شرح طيبة النشر 3/ 27، 28، إتحاف فضلاء البشر ص 162).

(3)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق قريبًا (انظر: شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، إتحاف فضلاء البشر ص 144).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم وهي {التوراة} فله فيها الفتح والتقليل، قال ابن الجزري:

توراة (جـ) د والخلف فضل بجلا

وله الإمالة والفتح في لفظ {هار} ، قال ابن الجزري:

هار (صـ) ف (حـ) لا (ر) م (بـ) ن (مـ) لا خلفهما

وله الفتح والتقليل في الياء من {يس} قال ابن الجزري:

وبين بين (فـ) ـي (أسف) خلفهما

وكذلك الهاء والياء أول مريم {كهيعص} قال ابن الجزري:

و (إ) ذ ها يا اختلف

ص: 323

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَقَدْ خَابَ} [111] قرأ حمزة بالإمالة محضة، والباقون بالفتح

(1)

.

قوله تعالى: {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [112] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف، وأبو جعفر، وقالون بإسكان الهاء

(2)

، والباقون بالضم.

قوله تعالى: {فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا} [112] قرأ ابن كثير بغير ألف بعد الخاء وإسكان الفاء

(3)

، والباقون بألف بعد الخاء وضم الفاء

(4)

.

قوله تعالى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} [114] قرأ يعقوب بالنون مفتوحة، وكسر الضاد، وفتح الياء من {وَحْيُهُ}

(5)

، والباقون بالياء التحتية مضمومة، وفتح الضاد، ورفع الياء من {وَحْيُهُ} .

قوله تعالى: {لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا} [116] قرأ يعقوب، وأبو جعفر - في الوصل - بضم التاء

(6)

.

(1)

سبق بيان حكم القراءة توجيهها قريبًا بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين (النشر 2/ 59، التيسير ص 50، التبصرة ص 373، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع 1/ 230، الغاية ص 95).

(2)

سبق بيان {وَهْوَ، فَهْوَ، وَهْيَ، فَهْيَ، لَهْيَ} قبل صفحات قليلة (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).

(3)

قال ابن الجزري:

يخاف فاجزم (د) ما

ووجه الجزم: أنه على النهي، نهي مَن عَمِل الصالحات وهو مؤمن أن يخاف أن يظلمه أحد أو ينقص من عمله وهو قوله:(ولا هَضْمًا).

(4)

ووجه قراءة الرفع: أنها على الخبر أنه ليس يخاف أن يظلمه أحد فيحمل ذنب غيره، إذ ينقص من عمله، فهو الاختيار لأن الأكثر عليه (شرح طيبة النشر 5/ 52، النشر 2/ 322، السبعة ص 424، التيسير ص 153، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 106، الغاية ص 209، زاد المسير 3/ 167، وتفسير ابن كثير 3/ 166، وتفسير النسفي 3/ 66).

(5)

اختلف في {يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} فيعقوب يقرأ بنون العظمة مفتوحة وكسر الضاد مبنيًّا للفاعل وفتح الياء نصبًا بأن وحيه بالنصب مفعول به، لاستثقال الحركة على حرف العلة وإن كانت خفيفة، قال ابن الجزري:

ويقضى تقضيا

مع نونه انصب رفع وحي (ظـ) ـميا

(النشر 2/ 322، الغاية ص 209، شرح طيبة النشر 5/ 52، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 389).

(6)

روى هبة الله وغيره عن ابن وردان في {الملائكة اسجدوا} إشمام كسرتها ضمًّا، وقد أشار .... =

ص: 324

قوله تعالى: {وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا} [119] قرأ نافع، وشعبة بكسر الهمزة

(1)

، والباقون بالفتح

(2)

.

قوله تعالى: {سَوْآتُهُمَا} [121] قرأ ورش

(3)

بمد الواو وتوسطها وقصرها، وله في الهمزة بعدها المد والتوسط والقصر؛ فتضرب ثلاثة في ثلاثة بتسعة وإذا وقف حمزة، نقل حركة الهمزة إلى الواو وحذف الهمزة

(4)

، والباقون بإسكان الواو وقصر الهمزة، أي: همزة وألف بعدها لا غير.

قوله تعالى: {هُدَايَ} [123] قرأ الدوري - عن الكسائي - بالإمالة محضة

(5)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(6)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى} [125] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو جعفر بفتح الياء

(7)

، والباقون بالإسكان.

= إلى ذلك الإمام ابن الجزري في طيبة النشر حيث قال:

والإشمام خفت خلفًا

ووجه الإشمام الإشارة إلى الضم تنبيهًا على أن همزة الوصل المحذوفة مضمومة حالة الابتداء، ووجه الضم أنهم استثقلوا الانتقال من كسر إلى ضم إجراء الكسرة اللازمة مجرى العارضة وهذه لغة أزد شنوءة، وعللها أبو البقاء بأنه نوى الوقف على التاء فسكنها ثم حركها بالضم اتباعًا لضمة الجيم، وهذا من إجراء الوصل مجرى الوقف (شرح طيبة النشر للنويري 4/ 16، 17، النشر 2/ 210، 211).

(1)

قال ابن الجزري:

أنك لا بالكسر (آ) هل (صـ) ــبا

ووجه القراءة بكسر الهمزة: أنه على الابتداء بها (شرح طيبة النشر 5/ 52، المبسوط ص 298، النشر 2/ 322، السبعة ص 424، التيسير ص 153، غيث النفع ص 292).

(2)

حجة من قرأ بالفتح، على العطف على اسم "إن" في قوله:{إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ} [118]، فالمعنى: إن لك يا آدم عدمَ الجوع وعدمَ الظمأ، وإنما جاز أن تقع "أن" اسمًا، لأن الحاجز بينهما بـ "لك". ولو قلت: إنّ لك لا تظمأ وإن زيدًا منطلق، لم يجز، إذ لم يفصل بينهما (شرح طيبة النشر 5/ 52، المبسوط ص 298، النشر 2/ 322، السبعة ص 424، التيسير ص 153، غيث النفع ص 292، زاد المسير 5/ 324، وتفسير ابن كثير 3/ 166، وتفسير النسفي 3/ 66.).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

سبق توضيح مثل هذه القراءة قريبًا.

(5)

سبق بيان قاعدة مطردة حمزة والكسائي وخلف البزار في الإمالة قبل عدة صفحات (وانظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(6)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق فقط.

(7)

سبق بيان حكم القراءة قبل صفحات قليلة مما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين (وانظر: شرح طيبة النشر 3/ 264 - 271، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 145).

ص: 325

قوله تعالى: {لَعَلَّكَ تَرْضَى} [130] قرأ الكسائي، وشعبة بضم التاء الفوقية

(1)

والباقون بفتحها

(2)

.

قوله تعالى: {زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [131] قرأ يعقوب بفتح الهاء

(3)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ} [133] قرأ نافع، وأبو عمرو، ويعقوب، وحفص، وابن جماز بالتاء الفوقية، واختلف عن ابن وردان

(4)

.

والباقون بالياء التحتية

(5)

.

* * *

(1)

قال ابن الجزري:

ترضى بضم التاء (صـ) ـدر (ر) حبا

بضمّ التاء، على ما لم يُسمّ فاعله، والذي قام مقام الفاعل هو النبي صلى الله عليه وسلم. والفاعل هو الله جلّ ذكره، تقديره: لعل الله يرضيك بما يعطيك يوم القيامة. و"لعل" من الله واجبة.

(شرح طيبة النشر 5/ 53 النشر 2/ 322، الغاية ص 209، السبعة ص 425، التيسير ص 153).

(2)

ووجه قراءة من قرأ بفتح التاء، أنهم جعلوا الفعل للنبي صلى الله عليه وسلم، أي: لعلك ترضى بما يعطيك الله، ودليله قوله:{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: 5](شرح طيبة النشر 5/ 53، النشر 2/ 322، الغاية ص 209، السبعة ص 425، التيسير ص 153، زاد المسير 5/ 334، وتفسير ابن كثير 3/ 170، وتفسير النسفي 3/ 70).

(3)

قال ابن الجزري:

زهرة حرك (ظـ) ـاهرا

الفتح والسكون بمعنى واحد كنهر ونهر ما يروق من النور وسراج زاهر لبريقه.

شرح طيبة النشر 5/ 53، النشر 2/ 322، الغاية ص 209، المبسوط ص 298، إتحاف فضلاء البشر 1/ 388).

(4)

اختلف في {أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ} فقرأ نافع وأبو عمرو وحفص ويعقوب وابن جماز وابن وردان فيما رواه العلاف وابن مهران من طريق ابن شبيب من الفضل عنه بالتاء من فوق على التأنيث، والباقون بالياء على التذكير لأن التأنيث مجازي وهي رواية النهرواني من ابن شبيب وابن هارون كلاهما عن الفضل والحنبلي عن هبة الله كلاهما عنه، وحجة من قرأ بالتاء: أنه قاسه على تأنيث "البيّنة". قال ابن الجزري:

.. يأتهم (صحبة)(كـ) ـهف

(خـ) ـوف خلف (د) هموا

(5)

ووجه من قرأ بالياء: أنهم حملوه على تذكير "البيان" لأن "البينة والبيان" سواء في المعنى، وأيضًا فإن تأنيث "البيّنة" غير حقيقي، وأيضًا فقد فَرّق بين المؤنث وفعله بضمير المفعولين، لأن الأكثر عليه، واختار أبو عبيد الياء لأنه يوثر التذكير، للحائل بين الفعل والاسم (النشر 2/ 322، المبسوط ص 299، شرح طيبة النشر 5/ 53، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 390، التيسير ص 153، السبعة ص 425، زاد المسير 5/ 366، وتفسير ابن كثير 3/ 171، وتفسير النسفي 3/ 71).

ص: 326

(الأوجه التي بين طه والأنبياء)

وبين طه والأنبياء من قوله تعالى: {فَسَتَعْلَمُونَ} [135] إلى قوله تعالى: {مُعْرِضُونَ} [الأنبياء: 1] مائة وجه وخمسة وثمانون وجهًا، غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: ستة وثلاثون وجهًا.

ورش: أربعة وعشرون وجهًا.

البَزِّيُّ: ثمانية عشر وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.

قنبل: ثمانية عشر وجهًا.

الدوري: أربعة وعشرون وجهًا.

السوسي: أربعة وعشرون وجهًا.

ابن عامر: أربعة وعشرون وجهًا، منها ثمانية عشر وجهًا مع البسملة مندرجة مع قالون.

عاصم: ثمانية عشر وجهًا مندرجة مع قالون.

خلف: ستة أوجه.

خلاد: ثلاثة أوجه، مندرجة مع خلف.

الكسائي: ثمانية عشر وجهًا.

أبو جعفر: ستة وثلاثون وجهًا، منها ثمانية عشر مع عدم النقل مندرجة مع قالون.

رويس: أربعة وعشرون وجهًا.

روح: أربعة وعشرون وجهًا منها ثمانية عشر وجهًا مع البسملة مندرجة مع قالون.

خلف: ثلاثة أوجه، مندرجة مع روايته عن سليم.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 327

(سُورَةُ الأَنبيَاءِ)

(1)

قوله تعالى: {لِلنَّاسِ} [1] قرأ أبو عمرو بإمالة "الناس" محضة، بخلاف عنه

(2)

.

قوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ} [2] قرأ يعقوب بضم الهاء

(3)

، والباقون بالكسر

(4)

، وأبدل الهمزة ألفًا: أبو جعفر، وورش، وأبو عمرو بخلاف عنه. وإذا وقف حمزة، أبدل، والباقون بالهمز.

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ} [4] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص:"قَالَ" بفتح القاف وألف بعدها ونصب اللام؛ على الخبر

(5)

، وقرأ الباقون بضم القاف وإسكان اللام؛ على الأمر

(6)

.

(1)

هي سورة مكية وآيها مائة وإحدى عشرة غير الكوفي واثنتا عشرة فيه (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 391).

(2)

اختلف عن دوري الكسائي في {الناس} المجرورة، فروى إمالتها أبو طاهر عن أبي العراء عنه، وهو الذي في التيسير، وذكر أنه إذا أسند رواية الدوري فيه عن عبد العزيز عند قراءته على أبي طاهر في قراءة أبي عمرو بإمالة فتح النون في موضع الجر حيث وقع ذلك صريح في أن ذلك من رواية الدوري وبه كان يأخذ الشاطبي في هذه الرواية، وهي رواية جماعة من أصحاب اليزيدي عنه عن أبي عمرو، واختار الداني هذه الرواية فقال في الجامع: واختياري في قراءة أبي عمرو من طريق أهل العراق الإمالة المحضة وبذلك قرأت على الفارسي على أبي طاهر وبه أخذ، وكان ابن مجاهد يقرئ بإخلاص الفتح في جميع الأحوال، وأظن ذلك منه اختيارًا واستحسانًا في مذهب أبي عمرو، وترك لأجله ما قرأه على الموثوق به من أئمته؛ إذ قد فعل ذلك في غير ما حرف. قال ابن الجزري:

الناس بجر .. (ط) ـيب خلفًا

(شرح طيبة النشر 3/ 121، 122، إتحاف فضلاء البشر ص 140، ص 237).

(3)

قال ابن مجاهد في السبعة ص: 108: وإنما خص هذا الحرف بضم لأنه إذا وليه ظاهر صارت ياؤه ألفًا ولا يجوز كسر الهاء إذا كان قبله ألف فعامل الهاء مع المكني معاملة الظاهر إذا كان ما قبل الهاء، إذا صار ألفًا لم يجز كسر الهاء، ولو كان مكان الهاء والميم كاف وميم لم يجز كسرهما إلا في لغة قليلة لا تدخل في القراءة لبعد الكاف من الياء.

(4)

وإنما كسر الهاء لمجاورة الياء والكسرة (انظر تفصيل ذلك في سورة الفاتحة وانظر: التيسير ص: 19، والنشر 1/ 272، والسبعة لابن مجاهد ص: 108، والتبصرة ص: 251).

(5)

على الخبر عن النبي عليه السلام أنه قال ذلك (النشر 2/ 323، شرح طيبة النشر 5/ 55، المبسوط ص 301، السبعة ص 428، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 160).

(6)

قال ابن الجزري: =

ص: 328

قوله تعالى: {وَهُوَ السَّمِيعُ} [4] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر، وقالون بإسكان الهاء

(1)

، والباقون بالضم.

قوله تعالى: {نُوحِي إِلَيْهِمْ} [7] قرأ حفص بالنون وكسر الحاء

(2)

والباقون بالياء التحتية وفتح الحاء

(3)

.

قوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ} [7] قرأ ابن كثير، والكسائي، وخلف بنقل حركة الهمزة إلى السين وحذف الهمزة

(4)

، والباقون بإسكان السين وهمزة مفتوحة

= قل قال (عـ) ـن (شفا)

وأخراها (عـ) ـظم

ومن قرأه كذلك قرأه على لفظ الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: رَبّي يَعلم القول، فهو جواب وردٌّ لقولهم:{أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ} [3] أُمر النبي أن يعلمهم أن الله يعلم السِّر من قولهم وغير السّر.

(النشر 2/ 323، شرح طيبة النشر 5/ 55، المبسوط ص 301، السبعة ص 428، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 160).

(1)

وحجة ذلك أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وهو} وكسرتان وضمة في {هي} فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93).

(2)

قال ابن الجزري:

يوحي إليه النون والحاء كسر

(صحب) ومع إليهم الكل (عـ) ـرا

وحجته .. أنه رده على قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا} ، فجرى الفعلان على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه بذلك، كما قال:{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} [النساء: 163].

(النشر 2/ 196، شرح طيبة النشر 4/ 387، المبسوط ص 248، السبعة ص 351، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 18، إعراب القراءات 1/ 315.

(3)

على لفظ "رجال" فأقيموا مقام الفاعل على ما لم يسمّ فاعله، كما قال:{وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ} [هود: 36] وقال: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ} [الأنعام: 19](النشر 2/ 196، شرح طيبة النشر 4/ 387، المبسوط ص 248، السبعة ص 351، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 18، إعراب القراءات 1/ 315، التيسير ص 131، غيث النفع ص 260، زاد المسير 4/ 295، وتفسير النسفي 2/ 240).

(4)

بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها؛ وذلك إذا كانت الكلمة فعل أمر وقبل السين واو أو فاء، قال ابن الجزري:

وسل (روى)(د) م كيف جا

والحجة لمن ترك الهمز أنه لما اتفقت القراء والخط على حذف الألف من قوله {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} وكان أصله (أسأل) في الأمر فنقلوا فتحة الهمزة إلى السين فغنوا عن ألف الوصل لحركتها وسقطت الهمزة المنقولة الحركة لسكونها بالتليين وسكون لام الفعل، فلما تقدمت الواو بقي الكلام على ما كان عليه قبل =

ص: 329

بعدها

(1)

.

قوله تعالى: {كَانَتْ ظَالِمَةً} [11] قرأ قالون، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر بالإظهار، والباقون بالإدغام

(2)

.

قوله تعالى: {فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ} [15] اتفقوا على إدغام التاء في التاء

(3)

.

وأمال دعواهم محضة: حمزة، والكسائي، وخلف، وأمالها بين بين: أبو عمرو، ونافع، بخلاف عنه

(4)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ} [18] قرأ الكسائي بإدغام لام "بل" في النون

(5)

= دخولها (النشر 1/ 414، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 123).

(1)

والحجة لمن همز أن الهمزة إنما تسقط فيما كثر استعماله من الأفعال في الأمر، فإذا تقدمت الواو عادت الهمزة إلى أصلها ودليله قوله تعالى {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ} فاتفاقهم على همز ذلك يدل على ثبات الهمز في هذا وما ماثله (النشر 1/ 414، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 123).

(2)

اختلف في تاء التأنيث عند ستة أحرف وهي: الجيم والظاء المعجمتان، والثاء المثلثة وحروف الصفير الثلاثة، أما التاء مع الجيم مثل {نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ} ، و {وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} ، وأما التاء مع الظاء مثل {حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا} و {حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا} و {كَانَتْ ظَالِمَةً} وأما التاء مع التاء فمثل:{بَعِدَتْ ثَمُودُ} و {كَذَّبَتْ ثَمُودُ} ، و {رَحُبَتْ ثُمَّ} ، وأما التاء مع الزاي مثل {خَبَتْ زِدْنَاهُمْ} ، وأما التاء مع الصاد فمثل:{حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} و {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ} ، وأما التاء مع السين فنحو {أَنْبَتَتْ سَبْعَ} و {أَقَلَّتْ سَحَابًا} و {مَضَتْ سُنَّتُ} {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ} {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ} و {أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} اثنان بالتوبة واثنان بمحمد {وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ} و {فَكَانَتْ سَرَابًا} ، فأدغم هذه الستة حمزة والكسائي وأبو عمرو وورش من طريق الأزرق عنه فعنه، وخلف البزار فيها جميعًا عدا الثاء، اختلف عن هشام في تاء التأنيث مع السين والجيم والزاي؛ فروى الإدغام فيها الداجوني عن شيخه عن ابن نفيس، ومن طريق الطرسوسي كلاهما عن السامري عنه، وبه قطع لهشام وحده في العنوان والتجريد، وأظهرها عن الحلواني من جميع طرقه إلا من طريق أبي العز، قال ابن الجزري:

وتاء تأنيث بجيم الظا وثا

مع الصفير ادغم (رضى)(حـ) ـزو (جـ) ـثا

بالظا وبزار بغير الثا و (كـ) ـم

بالصاد والظا وسجز خلف (لـ) زم

كهدمت والثا (لـ) ـنا والخلف (مـ) ـل

مع أنبتت لا وجبت وإن نقل

(شرح طيبة النشر 3/ 11، 12).

(3)

وهو إدغام مثلين صغير وهو واجب الإدغام عند القراء العشرة.

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

اختلف في إدغام بل وهل في ثمانية أحرف أولها: التاء نحو {هَلْ تَنْقِمُونَ} {بَلْ تَأْتِيهِمْ} ثانيها: الثاء {هَلْ ثُوِّبَ} فقط. ثالثها: الزاي {بَلْ زُيِّنَ} {بَلْ زَعَمْتُمْ} فقط. رابعها: السين {بَلْ سَوَّلَتْ} معا فقط. خامسها: الضاد {بَلْ ضَلُّوا} فقط. سادسها: الطاء {بَلْ طَبَعَ} سابعها: الظاء {بَلْ ظَنَنْتُمْ} فقط. ثامنها: النون {بَلْ نَحْنُ} {بَلْ نَقْذِفُ} فاشترك هل ويل في التاء والنون واختص هل بالثاء المثلثة وبل بالخمسة الباقية فقرأ بإدغام اللام في الأحرف الثمانية الكسائي وافقه ابن محيصن بخلف عنه في لام هل في النون وقرأ حمزة =

ص: 330

والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {نُوحِي إِلَيْهِ} [25] قرأ حمزة والكسائي، وخلف، وحفص بالنون وكسر الحاء

(1)

، والباقون بالياء التحتية وفتح الحاء

(2)

.

قوله تعالى: {مَنْ مَعِيَ} [24] فتحها حفص

(3)

، وسكنها الباقون.

= بالإدغام في التاء والثاء والسين واختلف عنه في {بَلْ طَبَعَ} فأدغمه خلف من طريق المطوعي وكذا رواه ابن مجاهد عن أصحابه عنه وأدغمه خلاد أيضًا من طريق فارس بن أحمد وكذا في التجريد من قراءته على الفارسي وخص في الشاطبية الخلاف بخلاد والمشهورة عن حمزة الإظهار من الروايتين، وقرأ هشام بالإظهار عند الضاد والنون واختلف عنه في الستة الباقية وصوب في النشر الإدغام عنه فيها وقال: إنه الذي عليه الجمهور وتقتضيه أصول هشام واستثنى أكثر رواة الإدغام عن هشام {هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ} بالرعد الآية 16 فأظهروها وهو الذي في الشاطبية وغيرها ولم يستثنها في الكفاية واستثناها في الكامل للحلواني دون الداجوني ونص في المبهج على الوجهين من طريق الحلواني عنه والباقون بالإظهار في الثمانية إلا أن أبا عمرو أدغم لام هل في تاء {تَرَى} بالملك الآية 3 والحاقة الآية 8 فقط وافقه الحسن واليزيدي، قال ابن الجزري:

وبل وهل في تا وثا السين ادغم

وزاي طا ظا النون والضاد رسم

والسين مع تاء وثا قد واختلف

بالطاء عنه هل ترى الإدغام حف

وعن هشام غير نض يدغم

عن جلهم لا حرف رعد في الأتم

(النشر 2/ 7، شرح ابن القاصح ص 97، التيسير ص 43، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 41، الهادي 1/ 271، السبعة ص 127، الغاية ص 81).

(1)

قال ابن الجزرى:

يوحي إليه النون والحاء اكسر

(صحب) ومع إليهم الكل (عـ) ـرا

(النشر 2/ 196، شرح طيبة النشر 4/ 387، المبسوط ص 248، السبعة ص 351، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 18، إعراب القراءات 1/ 315).

(2)

قرأ الباقون بالياء وفتح الحاء، في الأربعة المواضع، ردّوه على لفظ {رجال} فأقيموا مقام الفاعل على ما لم يسمّ فاعله، كما قال:{وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ} [هود: 36] وقال: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ} [الأنعام: 19].

(3)

ورد لفظ معي في ثمانية مواضع {مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} في الأعراف، {مَعِيَ عَدُوًّا} في التوبة {مَعِيَ صَبْرًا} ثلاثة في الكهف {ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ} في الأنبياء {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي} في الشعراء {مَعِيَ رِدْءًا} في القصص فتح الجميع حفص، وتابعه ورش على الثاني في سورة الظلة وهي سورة الشعراء لأن فيها {عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} يريد قوله تعالى في قصة نوح {وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} وافق حفص وابن عامر على فتح ياء {لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا} {وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا} قال ابن الجزري:

وافق في معي (عـ) ـلا (كـ) ـفؤ

(شرح طيبة النشر 4/ 268، إتحاف فضلاء البشر ص 305، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 1/ ص 302).

ص: 331

قوله تعالى: {إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ} [29] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل - بفتح الياء

(1)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [30] قرأ ابن كثير: {أَلَمْ} بغير واو بين الهمزة واللام

(2)

، والباقون بالواو

(3)

، وليس لأحد فيها إمالة، لا في الوفف ولا في الوصل.

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي} [33] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر، وقالون بإسكان الهاء

(4)

، والباقون بالضم.

قوله تعالى: {أَفَإِنْ مِتَّ} [34] قرأ الأصبهاني بتسهيل الهمزة بعد الفاء. وكسر الميم من "مت": نافع، وحمزة، والكسائي وخلف، وحفص

(5)

، والباقون

(1)

سبق الكلام عن ذلك قريبًا (وانظر إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 147).

(2)

قال ابن الجزري:

................

وأولم ألم (د) نا

وحجة من قرأ {ألم ير} بغير واو، قبل اللام: أنه جعلها على استئناف الكلام، وكذلك هي في مصاحف أهل مكّة.

(شرح طيبة النشر 5/ 55، النشر 2/ 323، الغاية ص 210، التيسير ص 155، السبعة ص 428).

(3)

ووجه قراءة من قرأ {أولم} بالواو: أنهم ردّوا الكلام بالواو على ما قبله، وكذلك هو بالواو في جميع المصاحف إلا مصحف أهل مكّة (شرح طيبة النشر 5/ 55، النشر 2/ 323، الغاية ص 210، التيسير ص 155، السبعة ص 428، المصاحف ص 40).

(4)

سبق الكلام عن سكون الهاء إذا كان قبلها واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن {وَهْوَ، فَهْوَ، وَهْيَ، فَهْيَ، لَهْيَ} (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93).

(5)

قال ابن الجزري:

اكسر ضمًّا هنا

في متم (شفا)(أ) رى وحيث جا

(صحب) أتى

وحجة من قرأ {مِتَّ} بالكسر له حجتان: إحداهما: - ذكرها الخليل - قال: يقال: مت تموت مثل ودمت تدوم فعل يفعل مثل فضل يفضل قال الشاعر:

وما مر من عيشي ذكرت وما فضل

وكان الأصل عنده موت على فعل ثم استثقل الكسرة على الواو فنقلت إلى الميم فصارت موت ثم حذفت الواو لما اتصلت بها تاء المتلكم لاجتماع الساكنين فصارت مت فهذا في المعتل، وفضل يفضل في الصحيح. والثانية: قال الفراء: مت مأخوذة من يمات على فعل يفعل مثل سمع يسمع وكان الأصل يموت ثم نقلوا فتحة الواو إلى الميم وقلبوا الواو ألفًا لانفتاح ما قبلها فصارت يمات، إلا أنه لم يجئ يمات في المستقبل والعرب قد تستعمل الكلمة بلفظ ما ولا تقيس ما تصرف منها على ذلك القياس من ذلك قولهم رأيت همزته =

ص: 332

بالضم

(1)

.

قوله تعالى: {وَإِذَا رَآكَ} [36] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة وابن ذكوان - بخلاف عنه - بإمالة الراء والهمزة محضة، وأمال أبو عمرو الهمزة، واختلف عن السوسي في الراء، وأمال ورش الراء والهمزة معًا بين بين، واختلف عن قالون فيهما بين الفتح (وبين بين)

(2)

، والباقون بفتحهما.

قوله تعالى: {إِلَّا هُزُوًا} [36] قرأ حفص بضم الزاي، وبعدها واو مفتوحة، وقفًا ووصلًا

(3)

، وقرأ حمزة بإسكان الزاي وصلًا، وإذا وقف عليها، وقف بالواو المفتوحة، كحفص، إلا أنه بإسكان الزاي

(4)

، وله - أيضًا - في الوقف أن ينقل حركة الهمزة إلى

= في الماضي، ثم أجمعوا على ترك الهمزة في المستقبل فقالوا ترى ونرى بغير همز فخالفوا بين لفظ الماضي والمستقبل فكذلك خالفوا بين لفظ مت وتموت ولم يقولوا تمات.

(حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 178، إتحاف فضلاء البشر ص 230، الهادي 2/ 122).

(1)

حجتهم أنها من مات يموت فعل يفعل مثل دام يدوم وقال يقول وكان يكون ولا يقال كنت ولا قلت، وحجة أخرى وهو قوله {وَفِيهَا تَمُوتُونَ} - {وَيَوْمَ أَمُوتُ} ولو كانت على اللغة الأخرى لكانت تماتون ويوم أمات لأن من مت تمات يجيء فعل يفعل ومن فعل يفعل يجيء قال يقول وقد ذكرنا، وأصل الكلمة عند أهل البصرة موت على وزن فعل مثل قول ثم ضموا الواو فصارت موت، وإنما ضموا الواو لأنهم أرادوا أن ينقلوا الحركة التي كانت على الواو إلى الميم وهي الفتحة ولو نقلوها إلى الميم لم تكن هناك علامة تدل على الحركة المنقولة إلى الميم لأن الميم كانت مفتوحة في الأصل، ويقع اللبس بين الحركة الأصلية وبين المنقولة وأيضًا لم تكن هناك علامة تدل على الواو المحذوفة فضموا الواو لهذه العلة ثم نقلوا ضمة الواو إلى الميم فصار موت واتصل بها اسم المتكلم فسكنت التاء فاجتمع ساكنان الواو والتاء فحذفت الواو وأدغمت التاء في التاء فصارت (مَتَّ) وكذلك الكلام في قلت (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 178، السبعة ص 217، الهادي 2/ 122، إتحاف فضلاء البشر ص 230).

(2)

قال ابن الجزري:

حرفي رأى (مـ) ن (صحبة)(لـ) نا اختلف

وغير الأولى الخلف (صـ) ـف والهمز (حـ) ـف

وذو الضمير فيه أو همز ورا

خلف (مـ) ـنى قللهما كلا (جـ) ـرى

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 117).

(3)

وعلة حفص أنه أراد التخفيف لأنها همزة مفتوحة قبلها ضمة، فهي تجري على البدل كقوله {السفهاء لا} في قراءة الحرميين وأبي عمرو (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 247، النشر 1/ 389، المبسوط ص: 130، ابن القاصح ص: 152، التبصرة ص: 423).

(4)

نقرأ "هُزَا" فيقف على زاي مفتوحة. وقرأ حمزة {هزؤا} بالهمز على الأصل مع إسكان الزاي وصلا فقط، فقال ابن الجزري:

وأبدلا

عد هزؤا مع كفؤا هزؤا سكن

ضم فتى كفؤا فتى ظن

(النشر 1/ 389، المبسوط ص: 130، ابن القاصح ص: 152، التبصرة ص: 423).

ص: 333

الزاي ويحذف الهمزة، وله في الوقف غير ذلك إلا أنه ضعيف، والباقون بضم الزاي والهمزة بعدها وقفًا ووصلًا

(1)

.

قوله تعالى: {فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ} [37] قرأ يعقوب بإثبات الياء بعد النون وقفًا ووصلًا

(2)

، والباقون بغير ياء.

قوله تعالى: {مَتَى هَذَا الْوَعْدُ} [38] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(3)

، وقرأ نافع بالإمالة بين بين - بخلاف عنه -

(4)

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ} [39] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - في الوصل - بكسر الهاء والميم، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف بضمهما، والباقون بكسر الهاء وضم الميم

(5)

.

قوله تعالى: {بَلْ تَأْتِيهِمْ} [41] قرأ حمزة، والكسائي، وهشام بإدغام لام "بل" في التاء، والباقون بالإظهار. وقرأ يعقوب بضم الهاء بعد الياء الساكنة، والباقون بالكسر

(6)

.

قوله تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ} [41] قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب - في الوصل - بكسر الدال، والباقون بالضم

(7)

.

(1)

اختلف القراء في إسكان الزاء، والفاء، ضمها عن {هُزُؤا، وكفؤا} ومن كل ما كان على وزنهما، فأسكن الزاي من {هزؤًا} حمزة وخلف وضمهما الباقون، وأسكن معهما {كفؤا} يعقوب (انظر شرح طيبة النشر 4/ 34، 33، والنشر 2/ 215، وإتحاف فضلاء البشر ص: 138، والإقناع 2/ 598).

(2)

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي (1/ 392).

(3)

سبق قريبًا.

(4)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

سبق بيانه قريبًا.

(6)

وحجة ذلك أنه جعله إخبارًا من الله تعالى عن نفسه وهو الفاعل لذلك وما في موضع نصب يتعدى الفعل إليها وهي وصلتها بمعنى المصدر وقتلهم عطف عليه، وحجته أيضًا: أنه منصوب {وقتلهم} معطوف عليه وما مصدرية أو بمعنى الذي ويقرأ بالباء وتسمية الفاعل (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 117، إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات - العكبري ج 1/ ص 160).

(7)

اختلف فيما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة ويبدأ الفعل الذي يلى الساكن الأول بالضم وأول الساكنين أحد حروف لتنود والتنوين فاللام نحو {قُلِ ادْعُوا} والتاء نحو {وَقَالَتِ اخْرُجْ} والنون نحو {فَمَنِ اضْطُرَّ} - {أَنِ اغْدُوا} والواو {أَوِ ادْعُوا} والدال {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ} والتنوين {فَتِيلًا (49) انْظُرْ} فأبو عمرو بكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التقاء الساكنين. قال ابن الجزري:

والساكن الأول ضم

لضم همز الوصل واكسره (نـ) ـما

(فـ) ـز غيرقل (حـ) ـلا وغير أو (حـ) ـما =

ص: 334

وقرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة بعد الزاي ياء مفتوحة - في الوصل - وإذا وقف، سكن الياء

(1)

؛ وكذا حمزة في الوقف

(2)

.

قوله تعالى: {فَحَاقَ} [41] قرأ حمزة بإمالة الألف بعد الحاء

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {يَسْتَهْزِئُونَ} [41] قرأ حمزة بإبدال الهمزة ياء في الوقف. وله - أيضًا - تسهيلها بين الهمزة والواو، وله - أيضًا - حذف الهمزة وإلقاء حركتها على الزاي

(4)

، وأبو جعفر يوافقه في هذا الوجه، لكن حمزة يفعل هذا الوجه في الوقف لا غير، وأبو جعفر يفعله وقفًا ووصلًا

(5)

وورش على أصله في الهمز بالمد

= والخلف في التنوين وإن يجر

(ز) ن خلفه (مـ) ـز

(التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 198، السبعة ص 174).

(1)

إذا وقعت الهمزة مفتوحة بعد مكسور فقرأها أبو جعفر بالإبدال ياء في {رِئَاءَ النَّاسِ} البقرة الآية 264 والنساء الآية 38 والأنفال الآية 47 وفي {خَاسِئًا} بالملك الآية 4 وفي {نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} بالمزمل الآية 6 وفي {شَانِئَكَ} بالكوثر الآية 3 وفي {اسْتُهْزِئَ} بالأنعام الآية 10 والرعد الآية 32 والأنبياء الآية 41 وفي {قُرِئَ} بالأعراف الآية 204 والإنشقاق الآية 21 و {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} بالنحل الآية 26 والعنكبوت الآية 58 و {لَيُبَطِّئَنَّ} بالنساء الآية 72 و {مُلِئَتْ} بالجن الآية 8 و {خَاطِئَةٍ} {بِالْخَاطِئَةِ} و {مائة} و {فئة} وتثنيتهما واختلف عنه في {مَوْطِئًا} من روايتيه جميعًا كما يفهم من النشر ووافقه الأصبهاني عن ورش في {خاسئة} و {نَاشِئَةَ} و {مُلِئَتْ} وزاد (فبأي) واختلف عنه فيما تجرد عن الفاء نحو {بِأَيِّ أَرْضٍ} - {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 78).

(2)

وهذه قاعدة عند حمزة عند الوقف، وهي أنه إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد ضمة نحو {مِئة} و {ناشِئَة} و {مُلِئَتْ} و {يُؤْذَنُ} و {الْفُؤَاد} فيصير {مِيَهْ، نَاشِيَه، مُلِيَت، يُوَذّنُ، الفُواد} ، قال ابن الجزري:

وبعد كسرة وضمّ أبدلا

إن فتحت ياء وواوًا مسجلا

(3)

سبق بيان حكم القراءة في الأفعال العشرة وهي: {زاد - زاغ - جاء - شاء - طاب - خاف - خاب - ضاق - حاق} فإن حمزة يميلها بشرط أن تكون أفعالًا ماضية معتلة العين والإمالة واقعة في وسطها، وسواء اتصلت هذه مع الأفعال بضمير أو لم تتصل، وقد سبق توضيح ذلك قريبًا بما أغنى عن إعادته هنا، قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة:

والثلاثي (فـ) ـضلا

في خاف طاب ضاق حاق زاغ لا

زاغت وزاد خاب (كـ) ـم خلف (فـ) ـنا

وشاء جا (لـ) ـي خلفه (فتى)(مـ) ـنا

(النشر 2/ 59، التيسير ص 50، التبصرة ص 373، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 1/ ص 230، الغاية ص 95).

(4)

ووجه التسهيل أنه قياس المتحركة بعد الحركة (شرح طيبة النشر 2/ 354).

(5)

قال النويري في شرح طيبة النشر (2/ 290): اختص أبو جعفر بحذف كل همز مضموم قبل كسر وبعدها واو نحو {المتكين، الصابين، المستهزين} قال ابن الجزري:

خلفا ومتكئين مستهزين (ثـ) ـل

ص: 335

والتوسط والقصر، وقفًا ووصلًا

(1)

.

قوله تعالى: {حَتَّى طَالَ} [44] قرأ ورش بتغليظ اللام بخلاف عنه

(2)

، والباقون بالترقيق.

قوله تعالى: {وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ} [45] قرأ ابن عامر بالتاء الفوقية مضمومة، وكسر الميم بعد السين، ونصب ميم "الصم"

(3)

. وقرأ الباقون بالياء التحتية مفتوحة، وفتح الميم بعد السين، وضم ميم "الصم"

(4)

.

قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ} [47] قرأ نافع، وأبو جعفر برفع اللام

(5)

، والباقون بالنصب

(6)

.

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(2)

التغليظ لورش من طريق الأزرق عنه فعنه؛ وذلك لمناسبة حروف الاستعلاء، قال ابن الجزري:

وأزرق لفتح لام غلظا

بعد سكون صادا وطاء وظا

(انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 127، والمهذب ص: 46).

(3)

قال ابن الجزري:

يسمع ضم

خطابه واكسر وللصم انصبا

رفعا (كـ) ـسا والعكس في النمل (د) با

كالروم

وحجة من قرأ كذلك: أنه على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، لتقدم لفظ الخطاب له في قوله:{وَلَا يَسْمَعُ} فلمّا أُضيف الفعل إلى النبي في {أُنْذِرُكُمْ} أضيف إليه في {تُسْمِعُ} ونصب {الصُّمَّ} بتعدّي الفعل إليهم، فجرى الكلام الآخر على سنن أوله بإضافة الفعل إلى النبي فيهما. وجعل الفعل رباعيًّا من {أَسْمَعُ} فتعَدّى إلى مفعولين {الصُّمَّ} و {الدُّعَاءِ} .

(4)

ووجه من قرأ {ولا يسمعِ} بياء مفتوحة، وفتح الميم، ورفع {الصُّمَّ}: أنهم أضافوا الفعل إلى {الصُّمَّ} ، فارتفعوا بفعلهم، لأنه نفى السمع عنهم، كما تقول: لا يقوم زيد، فترفعه لنفيك القيام عنه، وتُعدّيه إلى مفعول، لأنه ثلاثي، والمفعول {الدُّعَاءِ} ، ورفعُ هذا النوع، إنما هو على سبيل الإخبار عنهم، كما تخبر عن الفاعل، وفيه اختلاف، لأنهم لم يفعلوا شيئًا، فليسوا بفاعلين على الحقيقة، وفي هذه القراءة معنى الذم لهم والتقريع لهم لتركهم استماع ما يجب لهم استماعه والقبول له (النشر 2/ 324، شرح طيبة النشر 5/ 56، المبسوط ص 302، وزاد المسير 5/ 354، وتفسير النسفي 3/ 80).

(5)

وحجة من قرأ بالرفع أنّه جعل "كان" تامة، لا تحتاج إلى خبر بمعنى: وقع وحدث، فرفَعَ "المثقال" بها، لأنها فاعل لـ"كان".

قال ابن الجزري:

.... مثقال كالنمل ارفع

(مـ) ـدا

(6)

وحجة من نصب أنه جعل "كان" هي الناقصة، التي تحتاج إلى خبر واسم، فأضمر فيها اسمها ونصب "مثقالًا" على خبر كان، تقديره: وإن كان الظُلامة مثقال حبة. وأجاز إضمار الظلامة لتقدّم ذكر الظلم، ولم تظهر علامة التأنيث في الفعل، لأن الظُّلامة والظُّلم سواء، فذكّر، لتذكير الظلم. وقيل: ذكّر لما =

ص: 336

قوله تعالى: {وَضِيَاءً} [48] قرأ قنبل بهمزة مفتوحة بعد الضاد

(1)

، والباقون بياء مفتوحة بعد الضاد

(2)

.

قوله تعالى: {جُذَاذًا} [58] قرأ الكسائي بكسر الجيم، والباقون بالرفع

(3)

.

قوله تعالى: {أَأَنْتَ فَعَلْتَ} [62] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس وهشام - بخلاف عنه - بتسهيل الهمزة الثانية بعد تحقيق الأولى

(4)

، وعن ورش - أيضًا - إبدال الثانية ألفًا

(5)

، والباقون بتحقيق الأولى

= كانت الظلامة هي المثقال، والمثقال مذكّر، فذكّر لتذكير المثقال (النشر 2/ 324، شرح طيبة النشر 5/ 57، المبسوط ص 302، الغاية ص 210، إعراب القرآن 2/ 374، زاد المسير 5/ 355).

(1)

أي بقلب الياء همزة وأولت على أنه مقلوب قدمت لامه التي هي همزة إلى موضع عينه وأخرت عينه التي هي واو إلى موضع اللام فوقعت الياء ظرفًا بعد ألف زائدة فقلبت همزة على حد رداء، وحجته قوله تعالى {رِئَاءَ النَّاسِ} و {ضئاء} جمع ضوء مثل بحر وبحار والأصل ضواء فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها فصارت ضياء كما تقول ميزان وميقات، وجائز أن يكون الضياء مصدرًا مثل الصوم والصيام والأصل صوام فقلبت الواو ياء تقول ضاء القمر يضوء ضوءًا وضياء كما تقول قام يقوم قيامًا (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 328).

(2)

وحجة من لم يهمز وترك الياء قبل الألف على حالها: أنه أتى بالاسم على أصله ولم يقلب من حروفه شيئًا في موضع شيء، والياء بدل من واو {ضوء} لانكسار ما قبلها (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 512، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 309، السبعة ص 323، والتيسير ص 120).

(3)

قال ابن الجزري:

جذاذا كسر ضمه (ر) عى

الكسر والضم لغتان، والضمّ أكثر. و "الجذاذ" الفتات والقطع. يقال: جذذت الشيء قطّعته، ومثله قوله:{عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود: 108] أي غير مقطوع.

(الغاية ص 211، المبسوط ص 302، شرح طيبة النشر 5/ 57، السبعة ص 429، تفسير غريب القرآن 286، زاد المسير 5/ 357، تفسير النسفي 3/ 82).

(4)

قال ابن الجزري:

ثانيهما سهل غنى حرم حلا

وخلف ذي الفتح لوى أبدل جلا

خلف

وحجة ذلك أن الاستثقال مع التخفيف باق، إذ المخففة بزنتها محققة، وحجة هؤلاء من خفف الهمزة الثانية هو استثقال الهمزة المفردة فتكريرها أعظم استثقالًا وعليه أكثر العرب. وأيضًا لما رأى أن العرب وكل القراء قد خففوا الهمزة الثانية إذا كانت ثانية استثقالًا كان تخفيفها إذا كانت متحركة أولى، لأن المتحرك أقوى من الساكن وأثقل فيصير النطق {أانذرتهم} .

(انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 73، النشر 1/ 359).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

ص: 337

والثانية

(1)

، وأدخل بينهما ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وهشام، وأبو جعفر، والباقون بغير إدخال

(2)

.

وإذا وقف حمزة، سهَّل الثانية، وله أيضًا إبدالها ألفًا، وله - أيضًا - تحقيقها.

قوله تعالى: {فَاسْأَلُوهُمْ} [63] قرأ ابن كثير، والكسائي، وخلف بنقل حركة الهمزة إلى السين؛ فتصير السين مفتوحة، وبحذف الهمزة

(3)

.

والباقون بإسكان السين، وبعدها همزة مفتوحة

(4)

.

قوله تعالى: {أُفٍّ لَكُمْ} [67] قرأ نافع، وأبو جعفر، وحفص بكسر الفاء مع التنوين

(5)

، وقرأ ابن كثير، وابن عامر، ويعقوب بفتح الفاء، من غير تنوين

(6)

، وقرأ الباقون بكسر الفاء من غير تنوين.

قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً} [73] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو،

(1)

حجة من حقق الهمزتين في كلمة: أنه لما رأى الأولى في تقدير الانفصال من الثانية ورآها داخلة على الثانية قبل أن لم يكن حقق كما يحقق ما هو من كلمتين وحسن ذلك عنده لأنه الأصل، وزاده قوة أن أكثر هذا النوع بعد الهمزة الثانية فيه سكن فلو خفف الثانية التي قبل الساكن لقرب ذلك من اجتماع ساكنين لاسيما على مذهب من يبدل الثانية ألفًا، فلما خاف اجتماع الساكنين حقق ليسلم من ذلك (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 73، والتيسير ص: 32).

(2)

قال ابن الجزري:

والمد قبل الفتح والكسر حجر

(بـ) ـن (ثـ) ـق له الخلف وقبل الضم ثر

(3)

سبق بيانه في الآية (7) من سورة الأنبياء (وانظر: النشر 1/ 414، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 123).

(4)

والحجة لمن همز أن الهمزة إنما تسقط فيما كثر استعماله من الأفعال في الأمر فإذا تقدمت الواو عادت الهمزة إلى أصلها ودليله قوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ} فاتفاقهم على همز ذلك يدل على ثبات الهمز في هذا وما ماثله (النشر 1/ 414، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 123).

(5)

قال ابن الجزري:

وحيث أف نون (عـ) ـن (مدا)

وفتح فائه (د) نا (ظـ) ـل (كـ) ذا

(شرح طيبة النشر 4/ 426، النشر 2/ 306، المبسوط ص 386، السبعة ص 379، التيسير ص 139).

(6)

التنوين وعدمه لغات كلها، وأصل "أف" المصدر من قوله: أُفّه وتفه، أي: نتنًا ودَفْرًا، وهو اسم سمي به الفعل، فبني على فتح أو على كسر أو على ضم، منون وغير منون، ذلك جائز فيه لأن فيه لغات مشهورة. فمن نونه قدر فيه التنكير، ومن لم ينونه قدر فيه التعريف، ومعناه: لا يقع منك لهما تكره وتضجر، وموضع "أف" نصب بالقول، كما تقول: لا تقل لهما شتمًا.

(شرح طيبة النشر 4/ 426، النشر 2/ 307، المبسوط ص 386، السبعة ص 379، التيسير ص 139، زاد المسير 5/ 24، وتفسير ابن كثير 3/ 34).

ص: 338

وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة، بعد تحقيق الهمزة الأولى المفتوحة، وعنهم - أيضًا - إبدال الثانية ياء خالصة مكسورة

(1)

.

وقرأ الباقون بتحقيقها، وأدخل هشام ألفًا بينهما، بخلاف عنه.

والباقون بغير إدخال.

قوله تعالى: {لِتُحْصِنَكُمْ} [80] قرأ ابن عامر، وحفص، وأبو جعفر بالتاء الفوقية بعد اللام؛ على التأنيث

(2)

، وقرأ شعبة، ورويس بالنون

(3)

، وقرأ الباقون بالياء

(1)

إذا كانت الأولى لغير استفهام فإن الثانية تكون متحركة وساكنة فالمتحركة لا تكون إلا بالكسر وهي في كلمة في خمسة مواضع وهي {أَئِمَّةَ} بالتوبة الآية 12 والأنبياء الآية 73 وموضعي القصص الآية 5 - 41 وموضع السجدة الآية 24 فقرأها قالون وورش من طريق الأزرق وابن كثير وأبو عمرو وكذا رويس بالتسهيل والقصر، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني بالتسهيل كذلك والمد في ثاني القصص وفي السجدة كما نص عليه الأصبهاني في كتابه، وهو المأخوذ به من جميع طرقه وفي الثلاثة الباقية بالقصر كالأزرق، وقرأ أبو جعفر بالتسهيل مع الفصل في الخمسة بلا خلف واختلف عنهم في كيفية التسهيل فذهب الجمهور من أهل الأداء إلى أنه بين بين وهو في الحرز كأصله وذهب آخرون إلى أنه الإبدال ياء خالصة، وفي الشاطبية كالجامع وغيره أنه مذهب النحاة وليس المراد أن كل القراء سهلوا وكل النحاة أبدلوا بل الأكثر من كل على ما ذكر، ولا يجوز الفصل بينهما عن أحد حالة الإبدال كما نص عليه في النشر كغيره، لكن اختلف عن هشام في المد والقصر فالمد له من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني عند أبي العز وقطع به لهشام من طرقه أبو العلا وروى له القصر المهدوي وغيره وفاقًا لجمهور المغاربة وأصل الكلمة {أأئمة} على وزن أفعلة جمع إمام نقلت كسرة الميم الأولى إلى الهمزة قبلها ليسكن أول المثلين فيدغم وكان القياس إبدال الهمزة ألفًا لسكونها بعد فتح، لكن لو قالوا أمة لالتبس بجمع أم بمعنى قاصد فأبدلوها باعتبار أصلها وكان ياء لانكسارها، فطعن الزمخشري في قراءة الإبدال مع صحتها مبالغة منه كما في النشر قال فيه: والصحيح ثبوت كل من الوجوه الثلاثة أعني التحقيق وبين بين والياء المحضة عن العرب وصحته في الرواية إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 71).

(2)

قال ابن الجزري:

أنث (عـ) ـن

(كـ) ـفؤا (ثـ) ـنا

وحجة من قرأ بالتاء أنه ردّه على "الصنعة"، وقيل: ردّه على معنى "الّلبوس" لأن "اللبوس" الدّرع، والدّرع مؤنثة.

(النشر 2/ 324، المبسوط ص 302، الغاية ص 211، السبعة ص 430، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 112).

(3)

قال ابن الجزري:

يحصن نون (صـ) ـف (غـ) نا

وحجة من قرأ بالنون أنه ردّه على "علمناه"، لقربه منه، وهو ظاهر في المعنى لأنه أجرى الفعلين على نظام واحد. والاختيار الياء، لأن الأكثر عليه، ولتمكّن الوجوه فيه.

(شرح طيبة النشر 5/ 59، زاد المسير 5/ 373، وتفسير ابن كثير 3/ 187، وتفسير غريب القرآن 287، =

ص: 339

التحتية؛ على التذكير

(1)

.

قوله تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ} [81]، قرأ أبو جعفر بالألف بعد الياء؛ على الجمع

(2)

.

والباقون بغير ألف؛ على الإفراد.

قوله تعالى: {مَسَّنِيَ الضُّرُّ} [83] قرأ حمزة بإسكان الياء في الوصل

(3)

.

= وتفسير النسفي 3/ 86).

(1)

وحجة من قرأ بالياء أنه ردّه على لفظ الّلبوس، ولفظه مذكّر، لأنه بمعنى اللباس. وقيل: هو مردود إلى الله جلّ ذكره، أي: ليحصنكم الله من بأسكم، لتقدّم ذكره في قوله:{وَعَلَّمْنَاهُ} . وفيه خروج من الإخبار على الغيبة. وقيل: هو لداود. أي ليحصنكم بذلك داود من بأسكم. وقد تقدّم ذكرُ داود فحسن الإخبار عنه. وقيل هو للتعليم، لقوله:{وَعَلَّمْنَاهُ} فالمعنى: ليحصنكم التعليم. ودلّ: {وَعَلَّمْنَاهُ} على التعليم (شرح طيبة النشر 5/ 59، النشر 2/ 324، المبسوط ص 302، الغاية ص 211، السبعة ص 430، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 112، زاد المسير 5/ 373، وتفسير ابن كثير 3/ 187، وتفسير غريب القرآن 287، وتفسير النسفي 3/ 86).

(2)

وقرأ أبو جعفر أيضًا {فسخرنا له الرياح} بص، و {ولسليمان الرياح} بالأنبياء، و {قاصفًا من الرياح} بالإسراء، و {ولسليمان الرياح} بسبأ واختلف عنه في {أو تهوي به الرياح} فروى ابن مهران وغيره من طريق ابن شبيب عن الفضل عن ابن وردان بالجمع وكذلك روى الجوهري والمغازلي من طريق الهاشمي عن إسماعيل عن ابن جماز كلاهما عنه بالجمع، واتفق الجميع على قراءة {الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} أول الروم بالجمع، وتوحيد {الرِّيحَ الْعَقِيمَ} بالذاريات، قال ابن الجزري:

والريح هم

كالكهف مع جاثية توحيدهم

حجر (فتى) الأعراف ثاني الروم مع

فاطر نمل (د) م (شفا) الفرقان (د) ع

واجمع بإبراهيم شورى (إ) ذ (ثـ) ـنا

وصاد الاسرى سبا (ثـ) ـنا

وحجتهم في الجمع: أن الواحد يدل على الجنس فهو أعم كما تقول كثر الدرهم والدينار في أيدي الناس إنما تريد هذا الجنس، قال الكسائي: والعرب تقول جاءت الريح من كل مكان فلو كانت ريحًا واحدة جاءت من مكان واحد فقولهم من كل مكان وقد وحدوها تدل على أن بالتوحيد معنى الجمع.

(شرح طيبة النشر 4/ 76، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 118، السبعة ص 173).

(3)

إذا جاء بعد الياء همزة الوصل المصاحبة للام - والواقع منها اثنان وثلاثون - فإن حمزة يسكنها كلها حمزة على أصله، وسكن ابن عامر موافقة لحمزة {عن آياتي الذين} بالأعراف الآية 146، وسكن حفص كذلك {عَهْدِي الظَّالِمِينَ} بالبقرة الآية 124، وسكن ابن عامر وحمزة والكسائي وكذا روح كذلك {قل لعبادي الذين} بإبراهيم الآية 31، وسكن أبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف كذلك {يا عبادي الذين} بالعنكبوت الآية 56 والزمر الآية 53، قال ابن الجزري:

.....................

وعند لام العرف أربع عشرت

ربي الذي حرم ربي مسني

الآخران آتان مع أهلكني

وفي الندا (حما)(شفا) عهدي (عـ) سى

(فـ) ـوز وآياتي اسكنن (فـ) ـي (كـ) سا =

ص: 340

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} [87] قرأ يعقوب بالياء التحتية مضمومة، وفتح الدال

(1)

.

والباقون بالنون مفتوحة، وكسر الدال

(2)

.

قوله تعالى: {أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ} [87]"أَنْ" هنا مقطوعة عن "لا" بخلاف، أي: في بعض المصاحف مقطوعة، وفي بعضها موصولة، أي: بلا نون.

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [88]، قرأ ابن عامر، وشعبة بنون واحدة مضمومة، وتشديد الجيم

(3)

.

والباقون بنونين: الأولى مضمومة، والثانية ساكنة مخفاة عند الجيم، وتخفيف الجيم

(4)

.

= (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 148).

(1)

قال ابن الجزري:

يقدر ياء واضممن

وافتح (ظـ) ـبى

وحجة الضم وفتح الدال على أنه مبني للمفعول من أقدر.

(2)

وحجة من قرأ بالنون وكسر الدال أنه جعله على الباء للفاعل، وإسناده إلى المعظم حقيقة (شرح طيبة النشر 5/ 59، النشر 2/ 324، المبسوط ص 302، إعراب القرآن 2/ 380، الغاية ص 211).

(3)

قال ابن الجزري:

.... ننجي احذف اشدد (لـ) ـي (مـ) ـضى

(صـ) ـن (حرم)

وحجة من قرأ بنون واحدة أنه بنى الفعل للمفعول، فأضمر المصدر، ليقوم مقام الفاعل. وفيه بُعْد من وجهين: أحدهما: أن الأصل أن يقوم المفعول مقام الفاعل دون المصدر، فكان يجب رفع "المؤمنين" وذلك مخالف للخط. والوجه الثاني: أنه كان يجب أن تفتح الياء من "نجي" لأنه فعل ماض، كما تقول:"رُمي وكُلم" فأسكن الياء. وحقُّها الفتح، فهذا الوجه بعيد في الجواز. وقيل: إن هذه القراءة على طريق إخفاء النون الثانية في الجيم. وهذا أيضًا بعيد، لأن الرواية بتشديد الجيم والإخفاء لا يكون معه تشديد. وقيل: أدغم النون في الجيم. وهذا أيضًا لا نظير له، لا تُدغم النون في الجيم في شيء من كلام العرب لبُعد ما بينهما. وإنما تَعَلّق من قرأ هذه القراءة أن هذه اللفظة في أكثر المصاحف بنون واحدة، فهذه القراءة إذا قُرئت بتشديد الجيم، وضمّ النون، وإسكان الياء غير متمكنة في العربية.

(4)

وحجة من قرأ بنونين أنه الأصل، وسكنت الياء. لأنه فعل مستقبل، وحق الياء الضمّ، فسكنَتْ لاستثقال الضم على الأصول، وانتصب "المؤمنين" بوقوع الفعل عليهم. والفعل مضاف مخبَر به عن الله جلّ ذكره. فهو المنجي من كلّ ضرّ، لا إله إلا هو، فأما وقوعها في المصاحف بنون واحدة فإنما ذلك لاجتماع المثلين في الخط، ولأن النون الثانية تخفى عند الجيم بلا اختلاف، وهو مِن "أنجى ينجي"، كما قال:{فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ} "يونس 23". وكان أبو عبيد يختار القراءة بنون واحدة اتّباعًا للمصحف، على إضمار =

ص: 341

قوله تعالى: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ} [89] قرأ حمزة، والكسائي، وحفص، وخلف بغير همز في الوصل

(1)

.

والباقون بالهمز

(2)

.

وحقق الهمزتين - أي: همزة "زَكَرِيَّاء" المفتوحة، وهمزة "إِذِ" المكسورة - ابن عامر، وشعبة، وروح. وقرأ الباقون - وهم نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس - بتسهيل الثانية - كالياء - بعد تحقيق الأولى، وهم على مراتبهم في المد.

وأمال .. بين بين "نافع، بخلاف عنه

(3)

.

وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(4)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى} [90] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة

= المصدر، يقيمه مقام الفاعل، وينصب "المؤمنين" ويسكن الياء في موضع الفتح وهذا كلّه قبيح بعيد. واختار أبو عبيد أن يكون أصله "ننجي" بنونين، والتشديد، ثم أدغم النون الثانية في الجيم، وهو غلط قبيح، ولا يجوز الإدغام في حرف مشدد، فكيف تدغم النون في الجيم وهي مشددة أولها ساكن، ولا يجوز أيضًا إدغام النون في الجيم عند أحد (شرح طيبة النشر 5/ 59، النشر 2/ 324، المبسوط ص 302، إعراب القرآن 2/ 380، الغاية ص 211، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 119، السبعة ص 430، معاني القرآن 2/ 211، المصاحف 110، وزاد المسير 5/ 384).

(1)

قال ابن الجزري:

وحذف همز زكريا مطلقا

(صحب)

فيصير النطق {زَكَرِيَّا} وزكريا اسم أعجمي قال الفراء: فيه ثلاث لغات: الهمز وحذفه ولا ينصرفان، وزكري وألفه للتأنيث، قال أبو علي: لا يخلو إما أن تكون همزته زائدة للتأنيث أو للإلحاق، أو منقلبة عن أصلي أو زائد.

(النشر 3/ 239، شرح طيبة النشر 4/ 153، المبسوط ص 162، السبعة 1/ 204).

(2)

قال العكبري في التبيان في إعراب القرآن (1/ 255): وهمزة زكرياء للتأنيث إذ ليست منقلبة ولا زائدة للتكثير ولا للإلحاق وفيه أربع لغات هذه إحداها والثانية القصر والثالثة زكري بياء مشددة من غير ألف والرابعة زكر بغير ياء.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف

وما به ها غير في الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

(4)

سبق قريبًا (انظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

ص: 342

محضة

(1)

، وقرأ ورش

(2)

، وأبو عمرو بين بين.

قوله تعالى: {يُسَارِعُونَ} [90] قرأ الدوري - عن الكسائي - بالإمالة

(3)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [94] قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر، والكسائي، وقالون بإسكان الهاء

(4)

.

والباقون بالضم.

وأبدل الهمزة واوًا من {مُؤْمِنٌ} : ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو، بخلاف عنه

(5)

.

والباقون بالهمز.

قوله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ} [95] قرأ حمزة، والكسائي، وشعبة بكسر الحاء، وإسكان الراء

(6)

.

(1)

انظر الهامش السابق.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

أمال الدروي فقط الألف الثانية من {آذَانِهِمْ} المجرورة وهو سبعة مواضع بالبقرة والأنعام والإسراء وموضعي الكهف وبفصلت ونوح و {آذَانِنَا} بفصلت، و {طُغْيَانِهِمْ} وخرج {طُغْيَانًا} و {بَارِئِكُمْ} موضعي البقرة، و {* وَسَارِعُوا} بآل عمران فقط، و {نُسَارِعُ لَهُمْ} و {يُسَارِعُونَ} سبعة مواضع اثنان بآل عمران وثلاثة بالمائدة وفي الأنبياء والمؤمنين، و {الْجَوَارِحِ} ثلاث بالشورى الآية 32 والرحمن الآية 24 والتكوير الآية 16، و {كَمِشْكَاةٍ} بالنور الآية 35، وأمال أيضًا لكن بخلف عنه {الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} بالحشر الآية 24 أجراه مجرى {بَارِئِكُمْ} كذا رواه عنه جمهور المغاربة وهو الذي في الشاطبية وغيرها ورواه عنه بالفتح منصوصًا أبو عثمان الضرير وهو الذي فيه أكثر الكتب والوجهان صحيحان عن الدوري كما في النشر،/ قال ابن الجزري:

....................

رؤياك مع هداي مثواي توى

محياي مع آذاننا آذانهم

جوار مع بارئكم طغيانهم

مشكاة جبارين مع أنصاري

وباب سارعوا

(انظر طيبة النشر (4/ 9، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 106).

(4)

سبق بيان ما في {وَهْوَ، فَهْوَ، وَهْيَ، فَهْيَ، لَهْيَ} وزاد الكسائي {ثُمَّ هْي} ) من قراءة قبل صفحات قليلة (انظر المبسوط ص: 128، إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93).

(5)

واحتج من أبدل الهمزة واوًا بأن ذلك بسبب ثقل الهمزة وبعد مخرجها وما فيها من المشقة فطلب من تخفيفها ما لم يطلب من تخفيف ما سواها. وورش يترك الهمزة المتحركة أيضًا مثل: {لا} .

(6)

"وحِرم" بكسر الحاء، من غير ألف بعد الراء. وفتح الحاء وبألف بعد الراء وهما لغتان كالحل والحَلال، قال ابن الجزري: =

ص: 343

والباقون بفتح الحاء والراء، وألف بعد الراء.

قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ} [96] قرأ ابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب - بخلاف عن روح - بتشديد التاء الفوقية بعد الفاء

(1)

.

والباقون بالتخفيف

(2)

.

قوله تعالى: {يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ} [96] قرأ عاصم بهمزة ساكنة فيهما.

والباقون بالألف

(3)

.

قوله تعالى: {هَؤُلَاءِ آلِهَةً} [99] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو،

وأبو جعفر، ورويس بإبدال الهمزة الثانية المفتوحة ياءً خالصة، بعد تحقيق الهمزة الأولى المكسورة.

والباقون بتحقيقهما.

وورش على أصله بمد الهمزة المبدلة، والتوسُّط والقصر.

والباقون بتحقيقهما.

وإذا وقف حمزة على {هَؤُلَاءِ} فله في الهمزة الأولى: التسهيل مع المد والقصر، وله - أيضًا - البدل واوًا خالصة مع المد والقصر، وله تحقيقها مع المد لا غير؛ فهذه خمسة أوجه.

وله في الهمزة الثانية المتطرفة: المد والتوسط والقصر مع البدل، وله - أيضًا - المد

= حرم كسر سكن اقصر (صـ) ـف (رضى)

(شرح طيبة النشر 5/ 60، النشر 2/ 324، الغاية ص 211، معاني القرآن 2/ 211، السبعة ص 431).

(1)

قال ابن الجزري:

فتحنا اشدد (كـ) لف

إلى أن قال:

وفتحت يأجوج (كـ) ـم (تـ) ـوى

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 263، التيسير ص 102، السبعة ص 257، شرح طيبة النشر 4/ 248، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 250).

(2)

وحجتهم أن التخفيف يصلح للقليل وللكثير (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 251، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 263، التيسير ص 102، السبعة ص 257).

(3)

هناك حروف وافق بعض القراء فيها المبدلين وهي سبعة ألفاظ ومنها: {يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ} بالكهف الآية 94 والأنبياء الآية 96 فقرأها بالهمز عاصم وافقه الأعمش والباقون بغير همز (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 77).

ص: 344

والتوسط مع التسهيل والروم؛ فهذه خمسة.

فتضرب الخمسة الأولى في الخمسة الثانية بخمسة وعشرين

(1)

.

قوله تعالى: {وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ} [102]"في" مقطوعة من "ما" في الرسم.

قوله تعالى: {لَا يَحْزُنُهُمُ} [103] قرأ أبو جعفر بضم الياء التحتية، وكسر الزاي

(2)

.

والباقون بفتح الياء، وضم الزاي.

(1)

سهل الهمزة الأخيرة من الهمزتين المتفقتين مطلقًا رويس يعني من غير طريق أبي الطيب، وكذلك قنبل من طريق ابن مجاهد وهذا مذهب الجمهور عنه ولم يذكر عنه العراقيون وصاحب التيسير غيره، وكذا ذكره ابن سوار عنه من طريق ابن شنبوذ، وروى عنه عامة المصريين والمغاربة إبدالها حرف مد خالص فتبدل في حالة الكسر ياءً وفي حالة الضم واوًا ساكنة وهي الذي قطع به في الهادي والهداية والتجريد وهما في التبصرة والكافي والشاطبية وروى عنه ابن شنبوذ إسقاط الأولى مطلقًا كما ذكره، وأما ورش فلا خلاف عنه من طريق الأصبهاني في تسهيلها بين بين، واختلف عن الأزرق فروى عنه إبدال الثانية حرف مد جمهور المصريين ومن أخذ عنهم من المغاربة وهو الذي قطع به غير واحد منهم، كابن سفيان والمهدوي وابن الفحام، وكذا في التبصرة والكافي وروى عنه تسهيلها مطلقًا بين بين غير منهم كأبي الحسن بن غلبون وابن بليمة وصاحب العنوان ولم يذكر في التيسير غيره، واختلفوا عنه في حرفين {هؤلاء إن} و {البغاء إن} فروى عنه كثير من رواة التسهيل جعل الثانية فيها ياء مكسورة وقال في التيسير: وقرأت به على ابن خاقان؟ قال وروى عنه ابن شيطا اجراؤهما لنظائرهما، وقد قرأت بذلك أيضًا على أبي الفتح، وأكثر مشيخة المصريين على الأول. وقرأ الباقون وهم ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وروح بتحقيق الهمزتين مطلقًا قال ابن الجزري:

.... وقيل تبدل

مدًّا (ز) كا (جـ) ودًا وعنه هؤلا

إن والبغا إن كسر ياء أبدلا

وقال:

وسهل الأخرى رويس قنبل

ورش وثامن وقيل تبدل

مدًا زكا جودًا

وجه تخفيف الثانية أنها سبب زيادة الثقل فخصت وطردًا للباقين وجمعًا وهو مذهب الخليل وحكاه عن أبي عمرو، ووجه قلبها المبالغة في التخفيف وهو سماعي ووجه الاختلاس مراعاة لأصلها، ووجه التحقيق الأصل.

(انظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص: 42، 43).

(2)

وهذه قاعدة مطردة أن نافعًا يقرأ لفظ يحزن في كل القرآن بضم الياء وكسر الزاي ماعدا سورة الأنبياء فلا يقرأ في سورة الأنبياء إلا أبو جعفر، قال ابن الجزري:

يحزن في الكل اضمما

مع كسر ضم أم الأنبيا ثما

وحجة نافع قول الحرب هذا أمر محزن.

(الهادي 2/ 129، حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 181).

ص: 345

قوله تعالى: {وَتَتَلَقَّاهُمُ} [103] قرأ نافع بالإمالة بين بين - بخلاف عنه -

(1)

وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(2)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ} [104] قرأ أبو جعفر بالتاء الفوقية مضمومة على التأنيث، وفتح الواو، ورفع "السماء"

(3)

.

والباقون بالنون مفتوحة، وكسر الواو، ونصب "السماء"

(4)

.

قوله تعالى: {السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} [104] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص بضم الكاف والتاء الفوقية من غير ألف؛ على الجمع

(5)

.

والباقون بكسر الكاف، وفتح التاء، وألف بعدها؛ على الإفراد

(6)

.

(1)

هي رواية ورش عن طريق الأزرق منه فعنه، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ـف

وما به ها غير ذي الرا يختلف

مع ذات باء مع أراكهمو ورد

(2)

سبق قريبًا.

(3)

قال ابن الجزري:

تطوى فجهل أنث النون السما

فارفع (ثـ) ـنا

وحجة من ضم التاء التأنيث وفتح الواو مبنيًّا للمفعول والسماء بالرفع نائب الفاعل. والباقون بنون العظمة والسماء بالنصب مفعول به.

(4)

ووجه قراءتهم: أنها على البناء للفاعل والسماء بالنصب مفعوله (شرح طيبة النشر 5/ 61، النشر 2/ 324، المبسوط ص 303، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 395، الغاية ص 211، المهلب 2/ 42).

(5)

قال ابن الجزري:

وللكتاب (صحب) جمعا

وحجة من قرأ بالجمع أن لفظ السماء موحَّد، يُراد به الجمع، لأن السماوات كلها تُطوى، ليس تُطوى سماء واحدة، دليل ذلك قوله تعالى:{وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} "الزمر 67"، وإذا كان السماء يُراد بهما الجمع، فمعناه: يوم نطوي السماوات كطيّ المَلك للكتب، فأنّث الكتب بالجمع كالسماوات. فالقراءة الأولى محمولة على لفظ السماء في التوحيد. والثانية محمولة على معنى السماء في الجمع. فالقراءتان متقاربتان.

(النشر 2/ 325، المبسوط ص 303، السبعة ص 431، شرح طيبة النشر 5/ 62، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 115، زاد المسير 5/ 394، وتفسير ابن كثير 3/ 199، وتفسير النسفي 3/ 90، وتفسير غريب القرآن).

(6)

وحجة من وَحَّد أنّ ابن عباس قال: السِّجِل الرَّجُل، فالتقدير: كطيّ الرجل الصحيفة. وقال السُّدي: السِجل مَلَك يطوي الكتاب. فيكون "طي" على هذين القولين مضافًا إلى الفاعل، واللام في {للكتاب} =

ص: 346

قوله تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا} [104] قرأ أبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.

والباقون بالهمزة.

قوله تعالى: {فِي الزَّبُورِ} [105] قرأ حمزة، وخلف بضم الزاي

(1)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [105] قرأ حمزة - في الوصل - بإسكان الياء

(2)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ} [112] قرأ حفص بفتح القاف، وألف بعدها، ونصب اللام؛ على الخبر

(3)

.

والباقون بضم القاف، وإسكان اللام؛ على الأمر

(4)

، وقرأ أبو جعفر بضم الباء

= زائدة. وقال قتادة: السِّجل الصحيفة بعينها، والمعنى: كطيّ الصحيفة فيها الكتب. فيكون المصدر مضافًا إلى الفعل. والتقدير: كطيّ الطاوي السجل فيه الكتب أي يدرج الكتب فيها. وتكون اللام غير زائدة، دخلت لتعدّي، أي قد تعدّت الطيّ إلى مفعول، وهو السجل، فيكون التوحيد على لفظ السماء، شبّه، تعالى ذكره، طيّه للسماء كطيّ المَلك للكتاب.

(النشر 2/ 325، المبسوط ص 303، السبعة ص 431، شرح طيبة النشر 5/ 62، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 115).

(1)

قرأ هؤلاء لفظ {زبورَا} المنكر، و {الزبور} المعرف حيثما وقعا في القرآن الكريم بضم الزاي، قال ابن الجزري:

وعنهما

زاي زبورًا كيف جا فاضمما

(النشر 2/ 253، الغاية ص 137، السبعة ص 240، شرح طيبة النشر 4/ 223، شرح شعلة ص 347، إعراب القراءات 1/ 140).

(2)

سبق قريبًا توضيح فرش الآية بما أغنى عن إعادته هنا (انظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 148).

(3)

قال ابن الجزري:

قل قال (عـ) ـن (شفا) وأخراها عـ) ـظم

وقراءة هؤلاء على الخبر عن النبي عليه السلام أنه قال ذلك (النشر 2/ 323، شرح طيبة النشر 5/ 55، المبسوط ص 301، السبعة ص 428، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 160).

(4)

ومن قرأه كذلك قرأه على لفظ الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم، أن يقول: رَبّي يَعلم القول، فهو جواب وردٌّ لقولهم:{أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ} [3] أُمر النبي أن يعلمهم أن الله يعلم السِّر من قولهم وغير السّر.

(النشر 2/ 323، شرح طيبة النشر 5/ 55، المبسوط ص 301، السبعة ص 428، الكشف عن وجوه =

ص: 347

الموحدة من {رَبِّ} في الوصل.

والباقون بكسرها.

قوله تعالى: {عَلَى مَا تَصِفُونَ} [112] رُوِيَ عن عاصم، وعن ابن ذكوان - بخلاف عنهما - بالياء التحتية؛ فرواه الصُّوريُّ، عن ابن ذكوان بالغيب؛ وكذا رواه الثعلبيُّ، عن "المفضل"، عن عاصم

(1)

.

ورواه الأخفش، عن ابن ذكوان: بالخطاب

(2)

.

والباقون بالتاء الفوقية، بلا خلاف.

* * *

= القراءات 2/ 160).

(1)

ما ذكره المؤلف عن عاصم لا يقرأ به من طريقه؛ لأن رواية المفضل عن عاصم لا تقرأ له من طريقها؛ فالمعروف عن عاصم روايتا شعبة وحفص فقط.

(2)

اختلف عن ابن ذكوان في قوله {يصفون} فروى الصوري عنه الغيب، قال ابن الجزري:

وخلف غيب يصفون (مـ) ـن وعا

(شرح طيبة النشر 5/ 62، النشر 2/ 325).

ص: 348

(الأوجه التي بين الأنبياء والحج)

وبين الأنبياء والحج من قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ} [112] إلى قوله تعالى: {شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج: 1] ألف وجه وسبعمائة وجه، وتسعة وعشرون وجهًا، غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: أربعمائة وجه، وثمانية وأربعون وجهًا.

ورش: مائتان، وثمانون وجهًا.

ابن كثير: مائة وجه، واثنا عشر وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.

الدوري: مائتا وجه، وثمانون وجهًا، منها مائتان وأربعة وعشرون مندرجة مع قالون.

السوسيُّ: مائتا وجه، وثمانون وجهًا.

ابن عامر: مائة وأربعون وجهًا.

شعبة: مائة وجه، واثنا عشر وجهًا.

حفص: مائة وجه، واثنا عشر وجهًا.

خلف: أربعة عشر وجهًا.

خلاد: أربعة عشر وجهًا مع خلف، منها سبعة أوجه.

الكسائي: مائة وجه واثنا عشر وجهًا، مندرجة مع ابن عامر.

أبو جعفر: مائة وجه، واثنا عشر وجهًا مندرجة مع قالون.

يعقوب: خمسمائة وجه، وستون وجهًا، منها مع أبي عمرو مائتان وثمانون وجهًا.

خلف: سبعة أوجه، مندرجة مع ابن عامر.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 349

(سُورَةُ الحَجِّ)

(1)

قوله تعالى: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ} [الحج: 1] أدغم أبو عمرو، ويعقوب التاء في السين بخلاف عنهما

(2)

.

والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {وَتَرَى النَّاسَ} [الحج: 2]، {وَتَرَى الْأَرْضَ} [الحج: 5] قرأ السوسيُّ بإمالة الألف من "تَرَى" في الوصل، بخلاف عنه

(3)

.

والباقون بالفتح.

وأما في الوقف: فوقف بالإمالة بين بين: ورش

(4)

، وقالون، بخلاف عنه

(5)

.

ووقف بالإمالة محضة: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف

(6)

.

(1)

هي سورة مكية إلا {هَذَانِ خَصْمَانِ} إلى ثلاث آيات وقيل: أربع وقيل: مدنية قيل إلا و {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ} إلى {عَقِيمٍ} وقال الجمهور منها مكي ومنها مدني وآيها سبعون وأربع شامي وخمس حمصي وست مدني وسبع مكي وثمان كوفي (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 396).

(2)

قال ابن الجزري:

إذا التقى خطًّا محركان

مثلان جنسان مقاربان

أدغم بخلف الدوري والسوسي معا

لكن بوجه الهمز والمد امنعا

وقال:

وقيل عن يعقوب ما لابن العلا

(3)

هناك قاعدة مطردة تخص السوسي في هذه المسألة، وهي أنه يقرأ كالجماعة وقفًا، وأما وصلًا فله الوجهان: الفتح والإمالة، قال ابن الجزري:

.... بل قبل ساكن بما أصل قف

وخلف كالقرى التي وصلا يصف

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم.

(6)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد قرأ هؤلاء بإمالة كل ألف يائية أو مؤنثة أو للإلحاق متطرفة لفظًا أو تقديرًا، قبلها راء مباشرة، لفظًا عينًا كانت أو فاء نحو {أسرى - أراكم - افترى - اشترى - أرى - نرى - تراهم - يراك - تتمارى - يتوارى - يفترى - الثرى - القرى - مفترى - أسرى - حتى - أخراكم - الكبرى - ذكراهم - الشعرى - النصارى - سكارى} ، قال ابن الجزري: =

ص: 350

والباقون بالفتح، وأدغم السين من {النَّاسُ} في سين {سُكَارَى}: أبو عمرو، يعقوب، بخلاف عنهما

(1)

.

والباقون بالإظهار لا غير.

قوله تعالى: {سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} [2] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بفتح السين، وإسكان الكاف فيهما

(2)

.

والباقون بضم السين، وفتح الكاف، وألف بعدها فيهما

(3)

.

وقرأ بإمالة الألف بعد الراء فيهما بين بين: ورش، وقالون بالفتح، وبين اللفظين

(4)

.

وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(5)

.

=

أمل ذوات الياء في الكل شفا

وقال:

وفيما بعد راء حط ملا خلف

(شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، إتحاف فضلاء البشر ص 144).

(1)

المدغم من المثلين سبعة عشر حرفًا؛ هي: الباء والتاء والثاء والحاء والراء والسين والعين والغين والفاء والقاف والكاف واللام والميم والنون والواو والهاء والياء نحو {لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ - الشَّوْكَةِ تَكُونُ - {حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ - النِّكَاحِ حَتَّى - شَهْرُ رَمَضَانَ - النَّاسَ سُكَارَى - يَشْفَعُ عِنْدَهُ - يَبْتَغِ غَيْرَ - خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ - الرِّزْقِ قُلْ - رَبَّكَ كَثِيرًا - لَا قِبَلَ لَهُمْ - الرحيم ملك - نَحْنُ نُسَبِّحُ - هُوَ وَالَّذِينَ - فِيهِ هُدًى - يَأْتِيَ يَوْمٌ} وكان أبو عمرو يدغم كل حرفين يلتقيان من جنس واحد أو مخرج واحد أو قريبي المخرج، سواء كان الحرف المدغم ساكنًا أو متحركًا إلا أن يكون مضاعفًا، أو منقوصًا، أو مفتوحًا قبله سكن غير مثلين. وكذا وافقه يعقوب في كل ما جاء عنه (الحجة لابن خالويه (1/ 120، النشر 1/ 274، السبعة لابن مجاهد ص: 116، إتحاف فضلاء البشر ص: 126).

(2)

قال ابن الجزري:

سكرى معا (شفا)

وحجة من قرأ بغير ألف أنها لغة في جمع "سكران" حكى سيبويه: قوم سَكرى، قال: جعلوه كالمرض، كأنهم شبهوه به، كما كان أمرًا دخل عليهم في أجسامهم. وقد قيل: إنه يجوز أن يكون {سُكَارَى} جمع سَكِر. حكى سيبويه: رجل سكر، فيكون سكرى جمع سَكِر، كهَرم وهرمى، وزمِن وزَمنى، فيكون التأنيث في {سُكَارَى} على هذا التأنيث للجمع، ليس كالتأنيث في امرأة سَكرى.

(3)

وحجة من أثبت الألف أنه أتى به على لفظ لا يشبه الواحد، وهو الأصل في جمع سكران، ككسلان وكسالى (النشر 2/ 325، المبسوط ص 305، شرح طيبة النشر 5/ 63، إعراب القرآن 2/ 388، التيسير 156، زاد المسير 5/ 404).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، وما ذكره المؤلف عن قالون فغير صحيح وقد سبق بيان علته مرارًا.

(5)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق قريبًا (انظر: شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، التيسير =

ص: 351

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ} [5] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الهمزة الثانية كالياء، وعنهم - أيضًا - إبدالها واوًا خالصة، بعد تحقيق الأولى

(1)

.

والباقون بتحقيقهما، وهم على مراتبهم في المد.

قوله تعالى: {عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ} [5] الهمزة من {اهْتَزَّتْ} همزة وصل، فإذا وقف على {الْمَاءَ} ابتدأ بهمزة {اهْتَزَّتْ} بالكسر.

ووقف حمزة، وهشام على "الماء" بالمد والتوسُّط والقصر، بغير همز.

والباقون بالهمز مع المد لا غير.

قوله تعالى: {وَرَبَتْ} [5] قرأ أبو جعفر بهمزة مفتوحة بعد الباء الموحدة

(2)

.

والباقون بغير همزة

(3)

.

قوله تعالى: {يُحْيِ الْمَوْتَى} [6] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(4)

.

وقرأ أبو عمرو بالإمالة بين بين. ونافع بالفتح، وبين اللفظين

(5)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {لِيُضِلَّ عَنْ} [9] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو بفتح الياء التحتية بعد اللام

(6)

.

= ص 46، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 107).

(1)

قال ابن الجزري:

ربت قل ربأت

(ثـ) ـرى معا

سبق بيان قاعدة مطردة نافع وابن كثير وأبي عمرو وأبا جعفر ورويسا عن يعقوب قريبًا.

(2)

ومعناها: أي ارتفعت وأشرفت يقال فلأن يربأ بنفسه عن كذا أي يرتفع (النشر 2/ 325، الغاية ص 212، غيث النفع ص 295، المحتسب 2/ 74).

(3)

أي تحركت بالنبات وانتفخت، أو زادت من ربا يربو إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 396، شرح طيبة النشر 5/ 64).

(4)

سبق قريبًا.

(5)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(6)

قرأ ابن كثير وأبو عمرو وكذا رويس - وقد أغفله المصنف - قوله {لِيُضِلُّوا} في إبراهيم، و {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} بالحج، و {وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ} بالزمر بفتح ياء الثلاث على أنه مضارع ضل اللازم، وكذلك =

ص: 352

والباقون بالضم.

وسهَّل الأصبهاني الهمزة من {اطْمَأَنَّ بِهِ} [11]،

(1)

، وانفرد النهروانيُّ، عنه بتحقيقها.

ورُوِيَ عن روح، ورويس - بخلاف عنهما {خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ} بألف بعد الخاء، وجر التاء من "الآخِرَة"

(2)

.

وقرأ الباقون بغير ألف بعد الخاء، ونصب "الآخِرَة"، ويعقوب معهم كذلك.

قوله تعالى: {ثُمَّ لْيَقْطَعْ} [15] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وورش، ورويس، وروح - بخلاف عنه - بكسر اللام

(3)

؛ وكذا بخلاف عن ابن جماز

(4)

.

= قرأ ابن كثير وأبو عمرو قوله {لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ} في لقمان، وقد ورد عن رويس روايتان: الأولى ما تقدم، والثانية، وهي رواية التمار من كل طرقه إلا من طريق أبي الطيب، والثانية من طريق أبي الطيب عكس ذلك بفتح الياء في لقمان، وبضم الثلاث، قال ابن الجزري:

....................

يضل فتح الضم كالحج الزمر

(حبر)(غـ) نا لقمان (حبر) وأتى .... عكس رويس

(شرح طيبة النشر 4/ 400، النشر 2/ 299، السبعة ص 364).

ووجه قراءتهم أنها مضارع أضل الرباعي.

(1)

إذا جاءت الهمزة مفتوحة وقبلها مفتوح في كلمة فإن الأصبهاني يسهل الهمزة خاصة همزأ {لأَمْلأَنَّ} بالأعراف وهود والسجدة، وص، و {وَاطْمَأَنُّوا بِهَا} بيونس، و {اطْمَأَنَّ بِهِ} بالحج، و {كَأَنْ لَمْ} و {كَأَنَّهُنَّ} و {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} و {كَأَنْ لَمْ تَكُنْ} و {كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا} ، {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ} و {أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} و {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا} ، قال ابن الجزري:

وعنه سهل اطمأن وكأن

أخرى فأنت فأمن لأملأن

شرح طيبة النشر 2/ 287).

(2)

انفرد ابن مهران عن روح بإثبات الألف في {خَسِرَ} فيصير النطق {الْخَاسِرُونَ} بوزن فاعل، وجر {الْآخِرَةِ} بالعطف، وكدا روى زيد عن يعقوب، وهي قراءة حميد ومجاهد وجماعة، وهي انفرادة لا يقرأ بها من طريق النشر (شرح طيبة النشر 5/ 64، النشر 2/ 325، الغاية ص 212، إعراب القرآن 2/ 392، المحتسب 2/ 75).

(3)

قال ابن الجزري:

لام ليقطع حركت

بالكسر (جـ) ـد (حـ) ـز (كـ) ـم (غنا) ليقضوا

لهم وقنبل ليوفوا (مـ) ـحض وعنه وليطوفوا

وحجة من كسر أنها لامات أمر. أصلها الكسر، فأتى بها على الأصل، كما لو ابتدأ بها لم تكن إلا مكسورة، فأجراها مع حرف العطف مجراها بغير حرف في الابتداء وكأنه لم يعتدّ بحرف العطف، وحجة من شدّد الفاء أنه بناه على "وفّى" للتكثير، كما قال:{وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} "النجم: 37".

(شرح طيبة النشر 5/ 66، النشر 2/ 326، المبسوط ص 306، السبعة ص 434، التيسير ص 157).

(4)

ما ذكره المصنف عن خلاف ابن جماز فغير صحيح وغير وارد.

ص: 353

والباقون بإسكان اللام

(1)

.

قوله تعالى: {وَالصَّابِئِينَ} [17] قرأ نافع، وأبو جعفر بغير همز بعد الباء الموحدة

(2)

.

والباقون بهمزة مكسورة بعد الباء الموحدة

(3)

.

وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة بين الهمزة والياء.

ووقف الباقون - غير نافع، وأبي جعفر - بالهمز.

قوله تعالى: {وَالنَّصَارَى} [17] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وأبو عمرو بالإمالة محضة

(4)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(5)

، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(6)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [18] إذا وقف حمزة، وهشام على "يَشَاء" أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر، ولهما - أيضًا - التسهيل مع الروم والمد

(1)

وحجة من أسكن أنه على التخفيف للكسرة، فأسكنها وكأنه اعتدّ بحرف العطف. وقد منع المُبرِّد إسكان اللام مع "ثم" لأنها كلمة يوقف عليها. وكذلك منع الإسكان في "ثم هو" ولم يجزه.

وحجة من خفّفه أنه بناء على "أوفى" الذي يقع للقليل والكثير كما قال: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ} [النحل: 91]، وهما لغتان. فأما من أسكن اللام مع الواو وكسرها مع "ثم" فإنه لمّا رأى "ثم" قد تنفصل من اللام ويمكن الوقف عليها قدّر أن اللام يُبتدأ بها فكسرها. ولمّا رأى الواو لا تنفصل من اللام ولا يوقف عليها دون اللام قدّر اللام متوسطة فأسكن استخفافًا. وقد مضى نحو هذه العلة في "ثم هو" وهو في أول البقرة، فأما من أسكن معها، أو كسر، ولم يفرّق بينهما. فإنه لمّا رآى حرفي عطف، متصلين بلام، أجرى اللام معهما مجرى واحدًا، فأسكن استخفافًا أو كسر على الأصل.

(2)

سبق بيان حكم قراءة الهمزة المكسورة بعد كسر وبعدها ياء، قبل عدة صفحات (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 246، التيسير ص: 74، وشرح النويري على طيبة النشر 4/ 33).

(3)

احتج من همزة {وَالصَّابِئِينَ} بأنه بمعنى الخارجين من دين إلى دين؛ يقال: "صبأ" فلان "إذا خرج من دينه "يصبأ"، ويقال: "صبأت النجوم" إذا ظهرت (انظر: النشر 1/ 391، وحجة القراءات ص: 100، والمهذب ص: 59).

(4)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق قريبًا (انظر: شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، التيسير ص 46، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 107).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(6)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.

ص: 354

والقصر

(1)

، لكن حمزة في هذين الوجهين أطول مدًّا من هشام.

قوله تعالى {هَذَانِ} [19] قرأ ابن كثير بتشديد النون

(2)

.

والباقون بالتخفيف.

قوله تعالى: {مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ} [19] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - في الوصل - بكسر الهاء والميم

(3)

. وحمزة، والكسائي، وخلف بضمهما

(4)

.

والباقون بكسر الهاء، وضم الميم.

قوله تعالى: {مِنْ غَمٍّ} [22] قرأ أبو جعفر بإخفاء النون الساكنة عند الغين

(5)

.

والباقون بالإظهار.

(1)

ويجوز رومها بالتسهيل مع المد والقصر فتصير خمسة، وكذا كل همزة متطرفة مضمومة أو مكسورة لم ترسم لها صورة. قال ابن الجزري:

إلا موسطا أتى بعد ألف

من هل ومثله فأبدل في الطرف

وقال:

ومثله خلف هشام في الطرف

إتحاف فضلاء البشر (ص: 129).

(2)

وحجة من قرأ "هذان بألف مع تشديد "إن" أنه اتبع خط المصحف، وأجرى "هذان" في النصب بألف على لغة لبني الحارث بن كعب، يلفظون بالمثنى بألف على كل حال، وأنشد النحويون في ذلك قول الشاعر:

تَزوّد منّا بين أُذناه طعنة

فأتى بالألف في موضع الخفض. وقد قيل: إنما أتى "هذان" بألف على لغة من جعل "إن" بمعنى "نعم" فيرتفع ما بعدها بالابتداء، واستبعد ذلك بعض النحويين لدخول اللام في {لَسَاحِرَانِ} واللام إنما حقُّها أن تدخل في الابتداء دون الخبر، وإنما تدخل في الخبر إذا عملت "إن" في الاسم. وقد جاء دخول اللام في في الخبر دون الابتداء في الخبر. وقد قيل: إن "هذا" لما لم يظهر فيه الإعراب في الواحد والجمع أُجريت التثنية على ذلك، فأتى بالألف على كل وجه من الإعراب، كما كان في الواحد والجمع (شرح طيبة النشر 5/ 43، النشر 2/ 320، المبسوط ص 295، الغاية ص 206، السبعة ص 419، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 98، الخصائص 3/ 65، ومغني اللبيب 38، وتأويل مشكل القرآن 36 - 37).

(3)

سبق قريبًا.

(4)

قال ابن مجاهد في السبعة ص: 108: وإنما خص هذا الحرف بضم لأنه إذا وليه ظاهر صارت ياؤه ألفًا، ولا يجوز كسر الهاء إذا كان قبله ألف فعامل الهاء مع المكني معاملة الظاهر إذا كان ما قبل الهاء، إذا صار ألفًا لم يجز كسر الهاء، ولو كان مكان الهاء والميم كاف وميم لم يجز كسرهما إلا في لغة قليلة لا تدخل في القراءة لبعد الكاف من الياء.

(5)

فالغنة عند الغين والخاء من قبيل الإخفاء الحقيقي عند أبي جعفر، قال ابن الجزري:

أظهرهما عند حروف الحلق عن

كل وفي غين وخا أخفى (ثـ) ـمن

ص: 355

قوله تعالى: {وَلُؤْلُؤًا} [23] قرأ نافع، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بالنصب

(1)

، وإذا وقفوا، وقفوا بالألف؛ تبعًا للمرسوم، وقرأ الباقون بالخفض، وإذا وقفوا، وقفوا بغير ألف

(2)

.

وأبدل الهمزة الساكنة منهما: أبو جعفر، وشعبة، وأبو عمرو، بخلاف عنه.

وإذا وقف حمزة، أبدلهما، وله في الثانية - أيضًا - الروم مع التسهيل.

قوله تعالى: {سَوَاءً الْعَاكِفُ} [25] قرأ حفص بالنصب

(3)

.

والباقون بالرفع

(4)

.

وإذا وقف حمزة وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر، ولهما - أيضًا - التسهيل مع الروم والمد والقصر.

قوله تعالى: {وَالْبَادِ وَمَنْ} [25] قرأ ورش، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل - بإثبات الياء بعد الدال. وأثبتها - في الوقف والوصل -: ابن كثير، ويعقوب.

(1)

ومن قرأه بالنصب عطفًا على محل من أساور أي يحلون أساور ولولؤًا بتقدبر فعل أي ويؤتون لولؤًا وقرأه المذكورون كذلك عدا يعقوب في لفظ. قال ابن الجزري:

.... انصب لؤلؤا

(نـ) ـل (إ) ذ (ئـ) ـوى (وفاطرا (مدا)(نـ) ـإى

(2)

ووجه من قرأ بالخفض: أنهم عطفوه على لفظ {مِنْ أَسَاوِرَ} والقراءتان بمعنى. (شرح طيبة النشر 5/ 66، النشر 2/ 326، الغاية ص 213، السبعة ص 435، التيسير ص 156، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 397).

(3)

قال ابن الجزري:

سواء انصب رفع (عـ) ـلم

وحجة من نصب أنه جعله مصدرًا عمل فيه {جَعَلْنَاهُ} ، كأنه قال: سوّينا فيه بين الناس سواء، وارتفع العاكف بـ "سواء"، كأنه قال: مستويّا فيه العاكف. فهو مصدر في معنى اسم الفاعل، كما قالوا: رجل عَدْل أي: عادل. وعلى هذا أجازوا: مررت برجل سواء درهمه، أي مستويّا درهمه. ويجوز أن يكون {سَوَاءً} انتصب على الحال. وإذا نصبته على الحال جعلته حالًا من المضمر، في قوله:{لِلنَّاسِ} المرتفع بالظرف. ويكون الظرف عاملًا في الحال، لأنه هو العامل في المضمر الذي هو صاحب الحال، أو يكون حالًا من الهاء في "جعلناه" ويكون العامل في الحال {جَعَلْنَاهُ} كما عملت في الهاء التي هي صاحب الحال.

(4)

وحجة من رفع أنه جعله خبرًا لـ {الْعَاكِفُ} مقدّمًا عليه. والتقدير: العاكف والباد سواء فيه، أي ليس أحدهما أحق به من الآخر (النشر 2/ 326، شرح طيبة النشر 5/ 67، المبسوط ص 306، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 118 تفسير الطبري 6/ 486، ومعاني القرآن 2/ 221، وإيضاح الوقف والابتداء 783، والتيسير 157، وزاد المسير 5/ 419).

ص: 356

والباقون بحذفها وقفًا ووصلًا

(1)

.

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ} [26] قرأ أبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - بإبدال الهمزة ألفًا

(2)

.

والباقون بالهمزة.

قوله تعالى: {أَنْ لَا} "أَنْ" هنا مقطوعة عن " لا".

قوله تعالى: {بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ} [26] قرأ نافع، وأبو جعفر، وهشام، وحفص بفتح الياء من {بَيْتِيَ} في الوصل

(3)

.

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا} [29] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وورش، وقنبل، ورويس بكسر اللام. واختلف عن ابن جمَّاز وروح؛ فقرءا بالكسر والإسكان

(4)

.

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا} [29] قرأ ابن ذكوان بكسر اللام فيهما

(5)

.

(1)

اختلف القراء في إثبات ياء الإ ضافة وحذفها ولهم في ذلك أصول فنافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا أبو جعفر يثبتون ما أثبتوه منها في الوصل دون الوقف مراعاة للأصل والرسم، وابن كثير وهشام بخلف ويعقوب يثبتون في الحالين على الأصل وهي لغة الحجازبين ويوافق الرسم تقديرًا إذ ما حذف لعارض كالموجود كألف الرحمن، وابن ذكوان وعاصم وكذا خلف يحذفون في الحالين تخفيفًا وهي لغة هذيل (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 154).

(2)

ليس هناك همز يبدل كما ذكر المؤلف وهذه إغفالة منه.

(3)

وقعت الياء التي بعدها متحرك غير الهمزة في خمسمائة وستة وتسعين موضعًا، المختلف فيه منها خمسة وثلاثون موضعًا، نحو {بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ - بِي لَعَلَّهُمْ - وَجْهِيَ لِلَّهِ} فقرأ نافع وهشام وحفص وكذا أبو جعفر بفتح {بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ} بالبقرة والحج، وقرأ هشام وحفص كذلك بنوح، قال ابن الجزري:

بيتي سوى نوح (مدا)(لـ) ـذ (عـ) ـد

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 149).

(4)

قال ابن الجزري:

لام ليقطع حركت بالكسر (جـ) ـد

(حـ) ـز (كـ) ـم (غـ) ـنا

ليقضوا لهم وقنبل

(5)

قال ابن الجزري:

ليوفوا حرك اشدد (صـ) ـا فيه

وحجة من كسر أنها لامات أمر. أصلها الكسر، فأتى بها على الأصل، كما لو ابتدأ بها لم تكن إلا مكسورة، فأجراها مع حرف العطف مجراها بغير حرف في الابتداء وكأنه لم يعتدّ بحرف العطف، وحجة =

ص: 357

والباقون بالإسكان

(1)

.

وقرأ شعبة بفتح الواو من "وليوفوا" بعد الياء التحتية، وتشديد الفاء.

وقرأ الباقون بإسكانها.

قوله تعالى: {فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ} [31]، قرأ نافع، وأبو جعفر بفتح الخاء، وتشديد الطاء

(2)

. والباقون بإسكان الخاء، وتخفيف الطاء

(3)

.

قوله تعالى: {أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ} [31] قرأ أبو جعفر: (الرِّيَاح) بفتح الياء، وألف بعدها؛ على الجمع

(4)

.

= من شدّد الفاء أنه بناه على "وفّى" للتكثير، كما قال:{وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} "النجم 37".

(1)

وحجة من أسكن أنه على التخفيف للكسرة، فأسكنها وكأنه اعتدّ بحرف العطف. وقد منع المُبرِّد إسكان اللام مع "ثم" لأنها كلمة يوقف عليها. وكذلك منع الإسكان في "ثم هو" ولم يجزه.

(2)

قال ابن الجزري:

كتخطف (1) تل (ثـ) ـق

وحجة من شدد أنه بناه على "تتفعل" أي: فتخطفه، لكن حذفت إحدى التاءين كما حذفت في:{تظاهرون - وتساءلون} ، وفي:{لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ} [هود: 105]، أصله "تتكلّم"، ثم حذفت إحدى التاءين، لاجتماع المثلين استخفافًا.

(3)

وحجة من خفف أنه بناه على خطف يخطف، فالتاء في "فتخطفه" للاستقبال ولتأنيث جماعة الطير، (شرح طيبة النشر 5/ 68، النشر 2/ 326، السبعة ص 436، حجة القراءات ص 476، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 119).

(4)

اختلف في قراءة لفظ {الرِّيَاحِ} في القرآن الكريم؛ فقرأ حمزة وخلف {الريح لواقح} في الحجر بالتوحيد وقرأ ابن كثير، وحمزة والكسائي وخلف {يرسل الريح} بالأعراف وثاني الروم، والنمل، و {أرسل الريح} بفاطر بالتوحيد أيضًا، وكدا قرأ ابن كثير لفظ {يُرْسِلُ الرِّيَاحَ} في الفرقان، وقرأ نافع وأبو جعفر {اشتدت به الرياح} في إبراهيم، و {يسكن الرياح} بالشورى بالجمع فيهما، وقرا أبو جعفر أيضًا {فسخرنا له الرياح تجري بأمره ورحمة حيث أصاب} بص، و {ولسليمان الرياح} بالأنبياء، و {قاصفًا من الرياح} بالإسراء، و {ولسليمان الرياح} بسبأ واختلف عنه في {أو تهوي به الرياح} فروى ابن مهران وغيره من طريق ابن شبيب عن الفضل عن ابن وردان بالجمع وكذلك روى الجوهري والمغازلي من طريق الهاشمي عن إسماعيل عن ابن جماز كلاهما عنه بالجمع، واتفق الجميع على قراءة {الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} أول الروم بالجمع، وتوحيد {الرِّيحَ الْعَقِيمَ} بالذاريات، قال ابن الجزري:

والريح هم

كالكهف مع جاثية توجدهم

حجر (فتى) الأعراف ثاني الروم مع

فاطر نمل (د) م (شفا) الفرفان (د) ع

واجمع بإبراهيم شورى (إ) ذ (ثـ) ـنا

وصاد الاسرى سبا (ثـ) ـنا

وحجتهم في الجمع: أن الواحد يدل على الجنس فهو أعم، كلما تقول كثر الدرهم والدينار في أيدي الناس إنما تريد هذا الجنس قال الكسائي: والعرب تقول جاءت الريح من كل مكان فلو كانت ريحًا واحدة جاءت من =

ص: 358

والباقون بإسكان الياء ولا ألف بعدها؛ على الإفراد.

قوله تعالى: {جَعَلْنَا مَنْسَكًا} [34] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بكسر السين

(1)

.

والباقون بالفتح

(2)

.

قوله تعالى: {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} [36] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بإدغام التاء في الجيم، وقرأ ابن ذكوان بالإظهار

(3)

والإدغام

(4)

، وقرأ الباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ

وَلَكِنْ يَنَالُهُ} [37] قرأ يعقوب بالتاء الفوقية فيهما؛ على التأنيث

(5)

، وقرأ الباقون بالياء التحتية فيهما؛ على التذكير.

قوله تعالى: {التَّقْوَى} [37] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(6)

.

وقرأ أبو عمرو بالإمالة بين بين. وقرأ نافع بالفتح، وبين اللفظين

(7)

.

= مكان واحد فقولهم {مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} وقد وحدوها تدل على أنها بالتوحيد معنى الجمع.

(شرح طيبة النشر 4/ 76، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 118، السبعة ص 173).

(1)

قال ابن الجزري:

........... وسيني منسكا (شفا) اكسرن

أما الكسر فهو اسم المكان، فقد يأتي اسم المكان من "فعل يفعل" بالكسر، قالوا: المطلِع والمسجِد، وهو خارج عن القياس، وكذلك "المنسِك" بالكسر اسم المكان خارج القياس، وهذا لا يوجد إلا سماعًا من العرب، لأن فيه خروجًا عن الأصول.

(شرح طيبة النشر 5/ 68، النشر 2/ 326، السبعة ص 436، حجة القراءات ص 476، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 119، غيث النفع ص 296، المبسوط ص 207).

(2)

وحجة القراءة بالفتح: أنها على أنه مصدر أو اسم للمكان، لأن الفعل إذا كان على "فعل يفعل" أتى المصدر واسم المكان على "مفعل"، تقول: قتلته مقتلًا، أي قتلًا وتقول: هذا مقتل القوم (شرح طيبة النشر 5/ 68، النشر 2/ 326، السبعة ص 436، حجة القراءات ص 476، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 119، كتاب سيبويه 2/ 296، وأدب الكاتب 445، وزاد المسير 5/ 413).

(3)

سبق بيان القراءة قبل صفحات قليلة (انظر: شرح طيبة النشر 3/ 11، 12).

(4)

ليس لهما إلا الإظهار فقط كما ذكر ابن الجزرى، وإن نقل الإدغام كما قال الإمام:

لا وجبت وإن نقل

(5)

وحجة من قرأ بالتاء من فوق أنه على التأنيث فيهما اعتبارًا باللفظ، ورويت عن الزهري والأعرج وغيرهما (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 399، النشر 2/ 326، المبسوط ص 207، الغاية ص 213).

(6)

سبق قريبًا.

(7)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه وهو الذي رواه عنه الداني في التيسير والمفردات وغيرهما (النشر 2/ 50).

ص: 359

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ} [38] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب بفتح الياء، وإسكان الدال، وفتح الفاء

(1)

.

وقرأ الباقون بضم الياء، وفتح الدال، وألف بعد الدال، وكسر الفاء

(2)

.

قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ} [39]، قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب، وعاصم بضم الهمزة، واختلف عن إدريس

(3)

. والباقون بفتح الهمزة

(4)

.

قوله تعالى: {يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ} [39] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر، وحفص بفتح التاء الفوقية قبل اللام

(5)

.

(1)

قال ابن الجزري:

يدفع في يدافع البصري ومك

وحجة من قرأ بغير ألف أنه جحل الفعل من واحد، وهو الله جل ذكره، يدفع عمن يشاء، ولمّا كان في إثبات الألف احتمال أن يكون الفعل من اثنين، والله وحده هو الدافع، كان ترك إثبات الألف أولى لزوال الاحتمال، لِما في إثبات الألف من الاحتمال أن يكون الدفع من اثنين دافع ومدفوع عنه، والمدفوع عنه لا حظ له في الدفع، لكن يُحمل على تكرير الفعل، أي يدفع عنهم مرة بعد مرة، فيصح لفظ "يدافع" من واحد، ومثله:{قَاتَلَهُمُ اللَّهُ} [التوبة: 30] ليس هو من اثنين. والعرب تخرج "فاعل" من واحد، نحو: سافَر زيدٌ.

(2)

وحجة من قرأ بألف أنه حمله أيضًا على الواحد، لأن المفاعلة قد تكون من واحد، نحو: عاقبت اللص، وداويت العليل. وقد تكون "فاعَلَ" للتكرير، أي يدفع عنهم مرة بعد مرة. وقد يأتي "فاعَلَ" من واحد، قالوا: سافر زيد (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 399، النشر 2/ 326، المبسوط ص 207، الغاية ص 213، وانظر زاد المسير 5/ 435، وتفسير ابن كثير 3/ 224، وتفسير النسفي 3/ 103).

(3)

قال ابن الجزري:

وأذن الضم (حما)(مدا)(نـ) ـسك

مع خلف إدريس

ووجه ضم الهمزة: أنه مبني للمفعول وإسناده إلى الجار والمجرور.

(4)

وحجة من قرأه بفتح الهمزة: أنهم بنوا الفعل للفاعل المتقدم الذكر، وهو الله جل ذكره، فهو مضمر في {وَأَذِّنْ} ، {لِلَّذِينَ} ، في موضع نصب يتعدّى الفعل إليهم بعرف الجر (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 399، النشر 2/ 326، المبسوط ص 207، الغاية ص 214، زاد المسير 5/ 435).

(5)

قال ابن الجزري:

.... يقاتلون (عـ) ـف

(عم) افتح التا

ووجه قراءة من قرأ بفتح التاء: أنه جعله على ما لم يسم فاعله، على معنى: أذن الله للذين يقاتلون عدوهم =

ص: 360

والباقون بكسرها

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ} [40] قرأ نافع، وأبو جعفر، ويعقوب بكسر الدال، وفتح الفاء، وألف بعد الفاء

(2)

.

والباقون بفتح الدال، وإسكان الفاء

(3)

.

قوله تعالى: {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ} [40] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو جعفر بتخفيف الدال

(4)

.

والباقون بالتشديد

(5)

.

وأدغم التاء في الصاد: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف، وابن ذكوان

(6)

.

= بالقتال لعدوهم، ويقوي هذه القراءة قوله:{بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} ، فدلّ ذلك على أنهم قوتلوا، فأتى الفعلان على ما لم يسمّ فاعله، لأنهم لمّا قوتلوا وظُلموا بالقتال أَذن الله لهم بقتال عدوهم، وقد قيل: إنها أول آية نزلت في إباحة قتال المشركين.

(1)

ووجه القراءة بكسر التاء، أنهم أضافوا الفعل إلى الفعال، على تقدير: أذن الله للذين يريدون قتال عدوهم بالقتال (النشر 2/ 326، المبسوط ص 207، الغاية ص 214، وانظر زاد المسير 5/ 435، زاد المسير 5/ 436، وتفسير ابن كثير 3/ 225).

(2)

وحجة من قرأ بالألف أنه جعله مصدرًا لفاعل، كالقتال، والمفاعلة قد تأتي من واحد كعاقبت اللص، ويجوز أن يكون مصدرًا لفعل كآب إيابًا، ولقيته لقاءً (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 304، 305، النشر 2/ 230، المبسوط ص 150، الغاية ص 117، زاد المسير 1/ 300، شرح شعلة ص 293، إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات - العكبري ج 1/ ص 105).

(3)

وحجة من قرأ بغير ألف: أن المفاعلة التي من اثنين لا معنى لها في هذا الموضع؛ لأن الله هو الدافع عن المؤمنين وغيرهم ما يضرهم (الكشف عن وجوه القراءات ص 305، حجة القراءات ص 140، شرح طيبة النشر 4/ 116، السبعة ص 118، إتحاف فضلاء البشر ص 161).

(4)

قال ابن الجزري:

هدمت للـ (حرم) خف

وحجة من قرأ بالتخفيف: أنه يقع للقليل والكثير، وهو أخف.

(شرح طيبة النشر 5/ 70، الغاية ص 214، المبسوط ص 208، السبعة ص 438، الكشف عن وجوه القراءات 21/ 121).

(5)

وحجة من قرأ بالتشديد: أنهم أرادوا أن يُخلصوا الفعل إلى التكثير، لكثرة الصوامع والبيع والصلوات والمساجد، فالتشديد الذي يدل على التكثير (شرح طيبة النشر 5/ 70، الغاية ص 214، المبسوط ص 208، السبعة ص 438، الكشف عن وجوه القراءات 21/ 121، تفسير النسفي 3/ 104).

(6)

اختلف في تاء التأنيث عند ستة أحرف وهي: الجيم والظاء المعجمتان، والثاء المثلثة وحروف الصفير الثلاثة، أما التاء مع الجيم مثل {نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ} ، و {وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} ، وأما التاء مع الظاء مثل {حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا} و {حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا} و {كَانَتْ ظَالِمَةً} ، وأما التاء مع الثاء فمثل:{بَعِدَتْ ثَمُودُ} و {كَذَّبَتْ =

ص: 361

وأظهرها الباقون.

قوله تعالى: {نَكِيرِ} [44] أثبت الياء - في الوصل -: ورش، وأثبتها في الحالين: يعقوب

(1)

، وحذفها الباقون وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ} [45]، {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ} [48] قرأ الأصبهاني بتسهيل الهمزة فيهما وقفًا ووصلًا. وحمزة يفعل ذلك في الوقف دون الوصل.

والباقون بالهمز.

وقرأ ابن كثير، وأبو جعفر بألف بعد الكاف، وبعد الألف همزة مكسورة.

وسهَّل الهمزة: أبو جعفر مع المد والقصر.

والباقون بهمزة مفتوحة بعد الكاف، وبعد الهمزة ياء تحتية مكسورة مشددة. ووقف أبو عمرو، ويعقوب على الياء.

ووقف الباقون على النون.

= ثَمودُ}، و {رَحُبَتْ ثُمَّ} ، وأما التاء مع الزاي مثل {خَبَتْ زِدْنَاهُمْ} ، وأما التاء مع الصاد فمثل:{حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} و {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ} ، وأما التاء مع السين فنحو {أَنْبَتَتْ سَبْعَ} و {أَقَلَّتْ سَحَابًا} و {مَضَتْ سُنَّتُ} و {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ} و {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ} و {أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} اثنان بالتوبة واثنان بمحمد و {وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ} و {فَكَانَتْ سَرَابًا} ، فأدغم هذه الستة حمزة والكسائي وأبو عمرو وورش من طريق الأزرق عنه فعنه، وخلف البزار فيها جميعًا عدا الثاء، اختلف عن هشام في تاء التأنيث مع السين والجيم والزاي؛ فروى الإدغام فيها الداجوني عن شيخه عن ابن نفيس، ومن طريق الطرسوسي كلاهما عن السامري عنه، وبه قطع لهشام وحده في العنوان والتجريد، وأظهرها عن الحلواني من جميع طرقه إلا من طريق أبي العز، قال ابن الجزري:

وتاء تأنيث بجيم الظا وثا

مع الصفير ادغم (رضى)(حـ) ـزو (جـ) ـثا

بالظا وبزار بغير الثا و (كـ) ـم

بالصاد والظا وسجز خلف (لـ) زم

كهدمت والثا (لـ) ـنا والخلف (مـ) ـل

مع أنبتت لا وجبت وإن نقل

(شرح طيبة النشر 3/ 11، 12).

(1)

قرأ يعقوب بإثبات الياء في الحالين على أصله في سبع عشرة كلمة، ووافقه غيره وهذه الكلمات هي:{دعاءي، والتلاقي، والتنادي، وأكرمني، وأهانني، ويسري، وبالوادي، والمتعالي، ووعيدي، ونذيري، ونكيري، ويكذبوني، وينقذوني، ولترديني، وفاعتزلوني، وترجموني، ونذري} .

أما {نَكِيرِ} بالحج الآية 44 وسبأ الآية 45 وفاطر الآية 26 والملك الآية 18؛ فقرأ ورش بإثبات الياء وصلًا ويعقوب على أصله بإثباتها في الحالين (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 156).

ص: 362

قوله تعالى: {أَهْلَكْنَاهَا} [45] قرأ أبو عمرو، ويعقوب بتاء فوقية مضمومة بعد الكاف

(1)

.

وقرأ الباقون بنون مفتوحة بعد الكاف، وبعد النون ألف

(2)

.

قوله تعالى: {وَهِيَ

فَهِيَ} [45] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر، وقالون بإسكان الهاء فيهما

(3)

.

والباقون بكسرها فيهما.

قوله تعالى: {وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ} [45] قرأ ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - بإبدال الهمزة ياء وقفًا ووصلًا. وحمزة يبدلها وقفًا لا وصلًا

(4)

.

والباقون بالهمز وقفًا ووصلًا. وغلظ ورش اللام بعد الطاء

(5)

.

والباقون بالترقيق.

(1)

وحجة من قرأ بالتاء أنه حمله على لفظ التوحيد الذي أتى بالتاء قبله، وهو قوله:{فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ} [44]، وحمله أيضًا على لفظ التوحيد بعده في قوله:{ثُمَّ أَخَذْتُهَا} [48]، فكان حمل الكلام على ما قبله وما بعده أليق وأحسن. قال ابن الجزري:

أهلكتها البصري

(شرح طيبة النشر 5/ 71، النشر 2/ 327، السبعة ص 438، الغاية ص 214، المبسوط ص 308).

(2)

وحجة من قرأ بلفظ الجمع أنه أفخم، وفيه معنى التعظيم، وبه جاء القرآن بن مواضع، قد تقدم ذكرها، وعلى ذلك أتى الإخبار بالإهلاك بلفظ الجمع إجماعًا، في نحو قوله:{وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا} "الأعراف 4"، {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ} [الإسراء: 17]، وهو كثير (شرح طيبة النشر 5/ 71، النشر 2/ 327، السبعة ص 438، الغاية ص 214، المبسوط ص 308، زاد المسير 5/ 438، وتفسير النسفي 3/ 105).

(3)

سبق بيان ما في {وَهْوَ، فَهْوَ، وَهْيَ، فَهْيَ، لَهْيَ} و {ثُمَّ هُوَ} من قراءة قبل عدة صفحات (انظر المبسوط ص: 128، إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93).

(4)

اعلم إن الهمزة إذا توسطت وسكنت فهي تبدل حرفًا خالصًا في حال تسهيلها وذلك نحو قوله تعالى {المؤمنون - يؤفكون - الرءيا - تسؤكم - يأكلون - كدأب - الذئب - البئر - بئس} وشبهه (التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 39، إتحاف فضلاء البشر 1/ 96، غيث النفع ص 280).

(5)

غلظ ورش اللام من طريق الأزرق وذلك لمناسبة حروف الاستعلاء، وقاعدته: هي أن كل لام مفتوحة وقبلها حرف الطاء أو الظاء أو الصاد؛ فورش من طريق الأزرق يغلظ هذه اللام بشرط فتح هذه الحروف أو سكونها.

(انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 127، والمهذب ص: 46).

ص: 363

قوله تعالى: {مِمَّا تَعُدُّونَ} [47] قرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي وخلف بالياء التحتية؛ على الغيب

(1)

.

والباقون بالتاء الفوقية؛ على الخطاب

(2)

.

قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ} [48] تقدم قبيل؛ وكذا: {وَهِيَ ظَالِمَةٌ} [48].

قوله تعالى: {ثُمَّ أَخَذْتُهَا} [48] قرأ ابن كثير، وحفص، ورويس - بخلاف عنه - بإظهار الذال عند التاء

(3)

.

والباقون بالإدغام.

قوله تعالى: {مُعَاجِزِينَ} [51] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو بتشديد الجيم، ولا ألف قبل الجيم

(4)

.

(1)

قال ابن الجزري:

ويعد (د) ان (شفا)

وحجة من قرأ بالباء أنه حمله على لفظ الغيبة الذي قبله، في قوله {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ} ورُوي عن الحسن أنه قرأ:"مما يعدون يا محمد" فهذا يدل على الياء.

(2)

وحجة من قرأ بالتاء أنه أجراه على العموم، لأنه يُحتمل أن يكون خطابًا للمسلمين وللكفار، إذا قرى بالتاء، والياء إنما هو إخبار عن الكفار خاصة. فالتاء أعم (شرح طيبة النشر 5/ 72، النشر 2/ 327، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 124، المبسوط ص 208، الغاية ص 214 التيسير ص 158، زاد المسير 5/ 439، وتفسير ابن كثير 3/ 228).

(3)

اختلف القراء في إدغام سبعة عشر حرفًا إذا أتى بعد ما حروف تقاربها، ومن هذه المواضع الذال عند التاء من {اتخذتم} {وأخذت} وما جاء من لفظه فأظهر الذال ابن كثير وحفص واختلف عن رويس فروى الجمهور عن النخاس الإظهار، وروى أبو الطيب وابن مقسم الإدغام وروى الجوهري إظهار حرف الكهف فقط وهو {لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ} الكهف الآية 77 وإدغام الباقي وكذا روى الكارزيني عن النخاس والباقون بالإدغام قال العكبري في إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات (1/ 36): ويجوز إدغام الذال في التاء لقرب مخرجيهما ويجوز الإظهار على الأصل. والقاعدة: أن كل ذال ساكنة يقع بعدها تاء متحركة يدغمها جميع القراء ويظهرها القراء المشار إليهم بأعلاه وهي قاعدة مطردة في جميع القرآن الكريم، قال ابن الجزري:

وفي أخذت واتخدت (عـ) ن (د) رى

والخلف (غـ) ــث

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 44).

(4)

قال ابن الجزري:

........ واقصر ثم شد

معاجزين الكل حبر

قرأ المذكورون لفظ {معاجزين} حيث وقع؛ بتشديد الجيم وبدون الألف، وحجة من قرأ بغير ألف أنه حمله على معنى "مُثبِّطين"، أي: يثبطون الناس عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، أي يثبطونهم عن ذلك، ويؤخرونهم عن ذلك، وهو بمعنى: يحببون إليهم ترك اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 364

والباقون بتخفيف الجيم، وألف قبلها

(1)

.

قوله تعالى: {أُمْنِيَّتِهِ} [52] قرأ أبو جعفر بتخفيف الياء التحتية

(2)

.

والباقون بتشديدها.

قوله تعالى: {لَهَادِ الَّذِينَ} [54] الياء في الوصل والوقف محذوفة للجميع.

قوله تعالى: {ثُمَّ قُتِلُوا} [58] قرأ ابن عامر بتشديد التاء

(3)

.

والباقون بالتخفيف.

قوله تعالى: {مُدْخَلًا} [59] قرأ نافع، وأبو جعفر بفتح الميم

(4)

.

(1)

وحجة من قرأ بالألف أنه على معنى مشاقّين الله، وقيل: معناه معاندين الله، وقيل: معناه مسابقين الله، والمعنى: أنهم ظنّوا أنهم يعجزون الله، وقيل: يفوقونه فلا يَقدر عليهم، وذلك باطل من ظنهم (النشر 2/ 327، المبسوط ص 308، الغاية ص 214، السبعة ص 439، التيسير ص 158، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 124، زاد المسير 5/ 440، وتفسير غريب القرآن 294، وتفسير النسفي 3/ 106).

(2)

قرأ أبو جعفر باب الأماني وهو {إِلَّا أَمَانِيَّ} و {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ} و {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ} و {فِي أُمْنِيَّتِهِ} بتخفيف الياء فيهن مع إسكان الياء المرفوعة والمجرورة من ذلك وبتاء المنصوبة على إعرابها قبل التخفيف وهو على كسر الهاء من {أمانيهم} لكونها بعد ياء ساكنة. قال ابن الجزري:

باب الأماني خففا

أمنية والرفع والجر اسكنا

(ثـ) ـبت

والأماني جمع أمنية، وهي أفعولة أصلها "أمنوية" اجتمعت ياء وواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء، وهي من منى إذا قدر، لأن المتمني يقدر في نفسه التشديد؛ لأن الياء الأولى في الجمع هي الواو التي كانت في المفرد التي قلبت فيه ياء، فوجه القراءة التخفيف، جمعه على أفاعل ولم يعتد بحرف المد الذي في المفرد.

(المبسوط ص 131، الغاية ص 103، شرح طيبة النشر 4/ 42، النشر 2/ 217، إتحاف فضلاء البشر ص 139).

(3)

اختلف في {ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا} فهشام من طريق الداجوني شدد التاء من الأول واختلف عنه فيه من طريق الحلواني فالتشديد طريق المغاربة عنه والتخفيف طريق المشارقة عنه، وبه قرأ الباقون وأما الحرف الثاني وحرف الحج فشدد التاء فيهما ابن عامر وأما آخر سورة آل عمران وحرف الأنعام فشددهما ابن كثير وابن عامر والباقون بالتخفيف على الأصل. قال ابن الجزري:

........ ما قتلوا

شد (لـ) ـدى خلف وبعد كفلوا

كالحج والآخر والأنعام

(د) م (كـ) ـم ....

(التيسير ص 91، إبراز المعاني ص 401، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 231، الهادي 2/ 125).

(4)

قال ابن الجزري:

وفتح ضم مدخلا مدا =

ص: 365

والباقون بالضم

(1)

.

قوله تعالى: {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ} [62] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وحفص، ويعقوب، وخلف:"يَدْعُون" بالياء التحتية

(2)

.

والباقون بالتاء الفوقية

(3)

.

و"أَنَّ" مقطوعة عن "مَا" في الرسم.

قوله تعالى: {السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ} [65] قرأ قالون، والبزي، وأبو عمرو - في الوصل - بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر

(4)

. وسهل ورش، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس الثانية بعد تحقيق الأولى. وعن ورش، وقنبل - أيضًا - إبدال الثانية ألفًا.

وقرأ الباقون بتحقيق الهمزتين، وهم على مراتبهم في المد؛ هذا حال الوصل.

= كالحج .......

وحجة من ضم الميم على أنه مصدر من أدخل يدخل إدخالًا وحجتهم قوله: {وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} وفي التنزيل {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ} .

(1)

وحجة من نصب الميم جعله مصدرًا من دخل يدخل مدخلًا، فإن سأل سائل فقال: قد تقدم ما يدل على أنه من أدخل فالجواب في ذلك: أن المدخل مصدر صدر عن غير لفظه كأنه قال ويدخلكم فتدخلون مدخلًا وكذلك قوله: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} ولم يقل إنباتًا، قال الخليل: تقديره فنبتم نباتًا ويجوز أن يكون المدخل اسمًا للمكان فكأنه قال وندخلكم موضع دخولكم، قال الزجاج: قاله مدخلًا يعني به ها هنا الجنة (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 200، النشر 2/ 249، الغاية ص 134).

(2)

قرأ المذكورون لفظ {يدعون} في أول موضعي الحج، ولقمان بياء الغيب، وقرأ يعقوب اللفظ الأخير من الحج والعنكبوت، ووافقه عاصم والبصريان في حرف العنكبوت، قال ابن الجزري:

يدعو كلقمان (حما)

(صحب) والاخرى (ظـ) ـن

وحجة من قرأ بالياء أنه حمله على لفظ الغيبة لأن بعده "يكادون ويسطون" بلفظ الغيبة.

(3)

وحجة من قرأ بالتاء أنه حمله على الخطاب لأن بعده {يَاأَيُّهَا النَّاسُ} وهو أقرب إليه، والمنادى مخاطب (شرح طيبة النشر 5/ 72، النشر 2/ 327، الغاية ص 215، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 125، السبعة ص 440، غيث النفع ص 297).

(4)

إذا اتفقت الهمزتان بالفتح نحو {جَاءَ أَجَلُهُمْ} و {شَاءَ أَنْشَرَهُ} و {السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} وشبهه فورش وقنبل يجعلان الثانية كالمدة وقالون والبزى وأبو عمرو يسقطون الأولى والباقون يحققون الهمزتين معًا، قال ابن الجزري في باب الهمزتين من كلمتين:

أسقط الأولى في اتفاق زن غدا

خلفهما حز وبفتح بن هدى

وسهلًا في الكسر والضم وفي

بالسوء والنبيء الادغام اصطفى

وسهل الأخرى رويس قنبل

ورش وثامن وقيل تبدل

مدًّا زكا جودا

ص: 366

وأما في الوقف: فوقف حمزة، وهشام على الهمزة الأولى بالمد والتوسط والقصر مع البدل. وعنهما - أيضًا - تسهيلها مع المد والقصر والروم فيهما، ووقف الباقون بالتحقيق.

قوله تعالى: {لَرَءُوفٌ} [65] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وشعبة، وخلف، ويعقوب بقصر الهمزة

(1)

.

والباقون بالمد، ولورش - أيضًا - على المد المذكور زيادة، وهي توسط ومد طويل، وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة.

والباقون بالتحقيق.

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ} [66] قرأ قالون، و أبو عمرو، و الكسائي وأبو جعفر بإسكان الهاء

(2)

.

والباقون الضم.

وأمال الكسائي الألف محضة

(3)

. وعن ورش الإمالة بين بين

(4)

، ........

(1)

فيصير النطق {لَرَءُفٌ} وهذه قاعدة مطردة في جميع القرآن، قال ابن الجزري:

و (صحبة)(حـ) ـما رؤوف فاقصر

وإذا وقف حمزة على هذا اللفظ فليس له إلا التسهيل قولًا واحدًا.

(2)

وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وهو} وكسرتان وضمة في {هي} فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93).

(3)

اختص الكسائي دون حمزة وخلف بإمالة {أحياكم - فأحياكم - أحياها} حيث وقع إذا لم يكن مسبوقًا بالواو نحو {فَأَحْيَاكُمْ} ، أما المسبوق بالواو وسواء كان ماضيًا أم مضارعًا؛ فيتفق الثلاثة على إمالته نحو {أمات وأحيا} نسق بالفاء، وبإمالة {خطايا} حيث وفع، وبإمالة {حَقَّ تُقَاتِهِ} في آل عمران، و {وَقَدْ هَدَانِ} في الأنعام، و {وَمَنْ عَصَانِي} في إبراهيم، و {أَنْسَانِيهُ} في الكهف، و {آتَانِيَ الْكِتَابَ} في مريم، و {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ} فيها، و {آتَنِ اللهُ} في النمل، و {مَحْيَاهُمْ} في الجاثية، و {دحاها - طحاها - تلاها} و {سجى} ، قال ابن الجزري:

........ وعلي

أحيا بلا واو وعنه ميل

محيا همو تلا خطايا ودحا تقاته

مرضاة كيف جا (طـ) ـحا

(النشر 2/ 37، شرح طيبة النشر 3/ 65، 66).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

ص: 367

والفتح، وكذا قالون

(1)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مَنْسَكًا} [67] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بكسر السين

(2)

.

والباقون بالفتح

(3)

.

قوله تعالى: {مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ} [71] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب بإسكان النون، وتخفيف الزاي.

والباقون بفتح النون، وتشديد الزاي

(4)

.

(1)

ما ذكره المصنف عن الإمالة لقالون هو كلام خاطئ، وقد علقنا عليه وذكرنا سبب خطئه أكثر من مرة.

(2)

أما الكسر فهو اسم المكان، فقد يأتي اسم المكان من "فعل يفعل" بالكسر، قالوا: المطلِع والمسجِد، وهو خارج عن القياس، وكذلك "المنسِك" بالكسر اسم المكان خارج القياس، وهذا لا يوجد إلا سماعًا من العرب، لأن فيه خروجا عن الأصول. قال ابن الجزري:

وسيني منسكا (شفا) اكسرن

(شرح طيبة النشر 5/ 68، النشر 2/ 326، السبعة ص 436، حجة القراءات ص 476، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 119، غيث النفع ص 296، المبسوط ص 207).

(3)

وحجة القراءة بالفتح: أنها على أنه مصدر أو اسم للمكان، لأن الفعل إذا كان على "فعل يفعل" أتى المصدر واسم المكان على "مفعل"، تقول: قتلته مقتلًا، أي قتلًا وتقول: هذا مقتل القوم (شرح طيبة النشر 5/ 68، النشر 2/ 326، السبعة ص 436، حجة القراءات ص 476، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 119، كتاب سيبويه 2/ 296، وأدب الكاتب 445، وزاد المسير 5/ 413).

(4)

قال ابن الجزري:

.... ينزل كلًّا خف (حق)

لا الحجر والأنعام أن ينزل (د) ق

خفف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب زاي {تنزل} بعد إسكان نون المضارع بغير الهمز المضموم الأول المبني للفاعل أو المفعول حيث جاء في القرآن الكريم إلا ما خص مفصلًا نحو: {أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ} أو {أن تنزّل عليهم} و {ننْزل عليهم من السماء} فخرج بالمضارع الماضي نحو {مَا نَزَّلَ اللَّهُ} وبغير الهمز نحو: {سَأُنْزِلُ} وبالمضموم الأول نحو {وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ} وأجمعوا على التشديد في قوله {وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} وانفرد ابن كثير بتخفيف الزاي في {يُنَزِّلَ آيَةً} وقرأ يعقوب {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ} والنحل مشددًا، وقرأ ابن كثير {يُنزِلُ} و {تُنْزِلُ} و {نُنْزِلُ} بالتخفيف في جميع القرآن إلا في سورة الإسراء 82 {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ} والإسراء 93 {حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا} فإنه يشددهما.

واحتج من قرأ بالتشديد بأن {نَزَّلَ} و {أَنْزَلَ} لغتان وأن التشديد يدل على تكرير الفعل وقد ورد في القرآن الكريم في قوله {لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} (حجة القراءات ص 106، وشرح طيبة النشر 4/ 47، النشر 2/ 218، المهذب ص 64، التبصرة ص 425، زاد المسير 1/ 114).

ص: 368

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ} [73] قرأ يعقوب بالياء التحتية

(1)

.

والباقون بالتاء الفوقية

(2)

.

قوله تعالى: {تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [76] قرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب بفتح التاء قبل الراء وكسر الجيم

(3)

.

والباقون بضم التاء، وفتح الجيم

(4)

.

قوله تعالى: {هُوَ اجْتَبَاكُمْ} [78] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة.

وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(5)

.

وكذا "سَمَّاكُمْ"، و"مَوْلاكُمْ" و "نِعْمَ المَوْلَى".

* * *

(1)

قرأ يعقوب وحده لفظ {يَدْعُونَ} في أول موضعي الحج، ولقمان بياء الغيب، وقرأ يعقوب اللفظ الأخير من الحج والعنكبوت، وواقفه عاصم والبصريان في حرف العنكبوت، وحجة من قرأ بالياء أنه حمله على لفظ الغيبة. قال ابن الجزري:

يدعو كلقمان (حما)

(صحب) والاخرى (ظـ) ـن

(شرح طيبة النشر 5/ 72، النشر 2/ 327، الغاية ص 215، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 125، السبعة ص 440، غيث النفع ص 297).

(2)

وحجة من قرأ بالتاء أنه حمله على الخطاب (شرح طيبة النشر 5/ 72، النشر 2/ 327، الغاية ص 215، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 125، السبعة ص 440، غيث النفع ص 297).

(3)

قال ابن الجزري:

وترجع الضم افتحًا واكسر (ظ) ما

إلى قوله:

الأمور هم والشام

فيصير النطق {تَرجع الأمور} وهي قاعدة مطردة عند هؤلاء القراء فهم قرأوا بفتح التاء وكسر الجيم في جميع القرآن، وحجتهم أنهم بنوا الفعل للفاعل لأنه المقصود، ويقوي ذلك إجماعهم على {أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} وقوله {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ} فبنى الفعل للفاعل فحمل على ذلك.

(النشر 2/ 227، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 289، المبسوط ص 145، شرح شعلة ص 288، السبعة ص 181، الغاية ص 113).

(4)

احتج هؤلاء بأنهم بنوا الفعل للمفعول، ويقوي ذلك إجماعهم على قوله {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ} {وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي} فبنى الفعل للمفعول وهو إجماع فألحق هذا به، لأنه مثله، والقراءتان حسنتان بمعنى (النشر 2/ 227، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 289، التبصرة ص 439، إتحاف فضلاء البشر ص 156، الإقناع 2/ 608).

(5)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

ص: 369

(الأوجه التي بين الحج والمؤمنون)

وبين "الحج" و"المؤمنون" من قوله تعالى: {فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [78] إلى قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1] ألف وجه، وخمسمائة وجه، (وتسعة عشر وجهًا)، غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: مائتا وجه، وستة عشر وجهًا.

ورش: سبعمائة وجه وتسعون وجهًا.

ابن كثير: مائة وجه، وثمانية أوجه، وهي مندرجة مع قالون.

الدوري: مائة وجه واثنان وثلاثون وجهًا، (منها مائة وثمانية أوجه مندرجة مع قالون.

السوسي: مائة وجه، واثنان وثلاثون وجهًا.

ابن عامر: مائة وجه، واثنان وثلاثون وجهًا، منها - مندرجة مع قالون مع البسملة -: مائة وجه وثمانية أوجه.

عاصم: مائة وجه، وثمانية أوجه مندرجة مع قالون.

خلف: ستة أوجه.

خلاد: ثلاثة أوجه، مندرجة مع خلف.

الكسائي: مائة وجه، وثمانية أوجه.

أبو جعفر: مائة وجه، وثمانية أوجه.

يعقوب: مائتا وجه، وأربعة وستون وجهًا، منها - مندرجة مع الدوري - مائة وجه وثمانية أوجه.

خلف - في اختياره: ثلاثة أوجه، مندرجة معه عن حمزة.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس له عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 370