المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌(سورة المؤمنون) (1) قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [1] قرأ ورش بنقل - البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة - النشار - جـ ٣

[أبو حفص النشار]

فهرس الكتاب

(سورة المؤمنون)

(1)

قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [1] قرأ ورش بنقل حركة الهمزة إلى الدال، مع إبدال الهمزة الساكنة واوًا

(2)

؛ كذا يفعل حمزة في الوقف، أي: في النقل والبدل، إلا أن النقل عنه في الوقف بخلاف

(3)

. وعن السوسي وأبي جعفر البدل. ولأبي جعفر النقل وعدمه

(4)

.

والباقون بعدم النقل وعدم البدل.

وإذا وقف يعقوب، ألحق النون بهاء السكت - بخلاف عنه - وكذا في الوقف على:

(1)

هي سورة مكية، وهي مائة آية وثماني عشرة آية في الكوفي والحمصي، ومائة وسبع عشرة آية في غيرهما (شرح طيبة النشر 5/ 74).

(2)

ينقل ورش باتفاق من طريقيه حركة همزة القطع المبتدأة إلى الحرف الذي يليها من آخر الكلمة السابقة ولو مقدرة إن كان ساكنًا غير مد ولا منوي الوقف أصليًّا كان أو زائدًا، رسم أو لم يرسم؛ إن وصله به ثم حذف الهمزة محققة حال تخفيفه اللفظ، فخرج بهمزة القطع ميم الله خلافًا لمدعيه وبالمبتدأة نحو {وَيُسَلِّمُوا} وبين الذي يليها أن النقل لما قبل ذلك لأنه ظرف وهو محلّ التصرف، ودخل بقوله: ولو كانت السابقة مقدرة: لام التعريف؛ لأنها كلمة؛ إذ هي حرف معنى، وخرج بساكنًا نحو {الْكِتَابَ أَفَلَا} لاشتغال المحل، وبغير حرف مد نحو [{يَاأَيُّهَا - قَالُوا آمَنَّا - وَفِي أَنْفُسِكُمْ}] لتعذره في الألف وتغليب المد في الواو والياء للأصالة، وكذا نقل في اللين وبلا منوي الوقف {كِتَابِيَهْ} من الاتفاق، ودخل بزائد تاء التأنيث نحو {وَقَالَتِ اخْرُجْ} لأنه بمنزلة الجر والتنوين نحو {يَوْمَئِذٍ} لأنه حرف، وإن وصل الهمز بما قبله نص على أن محلّ الخلاف الوصل؛ ووجه النقل: قصد تخفيف الهمز، وأن يسهل؛ لكون السابق غير مد، ولم يحذف رأسًا؛ لعدم الدلالة واجتماع الساكنين غالبًا، قال ابن الجزري:

وانقل إلى الآخر غير حرف مد

لورش إلا ها كتابيه (أ) سد

(شرح طيبة النشر 2/ 309).

(3)

أي أن حمزة له النقل والسكت وعدمه في الوقف بخلاف عن خلاد، وكذا ابن ذكوان وحفص وإدريس.

(4)

ليس لأبي جعفر نقل كما ذكر المؤلف، والنقل الوارد عنه في لفظ فقط وليس على إطلاقه كما ذكر المصنف.

ص: 5

{خَاشِعُونَ} ، و {يُحَافِظُونَ} ، و {الْوَارِثُونَ} ، و {خَالِدُونَ} ، وما أشبه ذلك كله في الوقف

(1)

.

وغلظ ورش اللام من {صَلَاتِهِمْ}

(2)

.

والباقون بترقيقها.

قوله تعالى: {فَمَنِ ابْتَغَى} [7] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة المحضة

(3)

(1)

إذا وقف على جمع المذكر السالم أو ما ألحق به نحو {الْعَالَمِينَ} ، {الْمُفْلِحُونَ} ونحوهما فإن القراء يقفون عليه بالسكون؛ لأنه أصل الوقف كما قال ابن الجزري:

(والأصل في الوقف السكون)

وهو على هذا عبارة عن تفريغ الحرف من الحركات الثلاث وذلك لغة أكثر العرب وهو اختيار جماعة أما يعقوب فإنه يقف عليه بهاء السكت فيصير النطق [خَاشِعُونَهْ][الوَارِثُونَهْ] وقد رواه عن يعقوب؛ ابن سوار، وروى أيضًا عن ابن مهران عن رويس ومقتضى تمثيل ابن سوار إطلاقه في الأسماء والأفعال؛ فإنه مثل بقوله {يُنْفِقُونَ} وروى ابن مهران عن هبة الله التمار تقييده بما يلتبس بهاء الكناية ومثَّله بقوله {وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} و {وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} قال: ومذهب ابن مقسم أن هاء السكت لا تثبت في الأفعال. (هكذا ذكر النويري في شرح طيبة النشر 3/ 234) والعلة في ذلك: إما كبيان حركة الموقوف عليه، أو طلبًا للراحة حال الوقف (انظر شرح النويري على طيبة النشر (2/ 204) و (2/ 234) و (1/ 44)). وما ذكره من إلحاق هاء السكت بالأفعال فضعيف وغير مقروء به وقد ذكره في النشر فأشار إلى ضعفه.

(2)

غلظ ورش اللام من طريق الأزرق وذلك لمناسبة حروف الاستعلاء، وقاعدته: هي أن كل لام مفتوحة وقبلها حرف الطاء أو الظاء أو الصاد؛ فورش من طريق الأزرق يغلظ هذه اللام بشرط فتح هذه الحروف أو سكونها.

(انظر إتحاف فضلاء البشر ص 127، والمهذب ص 46).

(3)

هناك قاعدة مطردة؛ وهي أن حمزة والكسائي وخلف البزار أمالوا جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازى في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:

وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه

وفتحهُ وما بياء رسمه

ويندرج تحت قوله (وما بياء رسمه){مُوسَى} و {عِيسَى} و {وَيَحْيَى} كما أمال الثلاثة كل ألف منقلبة عن ياء حيث وقعت في القرآن الكريم سواء كانت في الرسم أو فعل كموسى وعيسى ويحيى والأشقى والهدى، وأتى وسعى، إلخ وتعرف ذوات الياء من الأسماء بالتثنية، ومن الأفعال برد الفعل، وقد شاركهم أبو عمرو فيما كان على وزن فعلى مثلثة الفاء فأمالها إمالة صغرى بين بين (النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

ص: 6

وعن نافع الفتح، والإمالة بين بين

(1)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى {لِأَمَانَاتِهِمْ} [8] قرأ ابن كثير بغير ألف بعد النون؛ على الإفراد

(2)

.

والباقون بالألف؛ على الجمع

(3)

.

قوله تعالى: {عَلَى صَلَوَاتِهِمْ} [9] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بغير واو؛ على التوحيد

(4)

.

والباقون بالواو؛ على الجمع

(5)

. وغلظ ورش اللام على أصله

(6)

. ولا خلاف في الإفراد في: "الأنعام"، وفي "المعارج".

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 137).

(2)

قرأ ابن كثير لفظ {لِأَمَانَاتِهِمْ} في المؤمنون والمعارج بالتوحيد، فيصير النطق {لأمانتهم} ، وحجته أن المصدر يدل على القليل والكثير من جنسه بلفظ التوحيد، فآئر التوحيد لخفته، ولأنه يدل على ما يدل عليه الجمع، ويقوي التوحيد أن بعده {وَعَهْدِهِمْ} وهو مصدر. وقد وَحّد إجماع من كثرة العهود واختلافها وتباينها. قال ابن الجزري:

.................... أمانات معًا وحد (د) عم

(النشر 2/ 328، شرح طيبة النشر 5/ 74، المبسوط ص 310، التيسير ص 158، السبعة ص 444).

(3)

وجه من من جمع: لأن المصدر إذا اختلفت أجناسه وأنواعه جمع، والأمانات التي تلزم الناس مراعاتها كثيرة فجمع لكثرتها، وقد قال تعالى:{وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ} [المؤمنون: 63](النشر 2/ 328، شرح طيبة النشر 5/ 74، المبسوط ص 310، التيسير ص 158، السبعة ص 444، زاد المسير 5/ 461، تفسير الئسفي 2/ 114).

(4)

وحجة من وحد: أن الصلاة بمعنى الدعاء، والدعاء صنف واحد وهي مصدر، والمصدر يقع للقليل والكثير بلفظه، وقد أجمعوا على التوحيد في قوله {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ} ومثله الاختلاف والحجة في هود في قوله {أَصَلَاتُكَ} ومثله في الحجة قوله {عَلَى صَلَاتِهِمْ} في المؤمنون إلا أن حمزة والكسائي قرآه بالتوحيد، قال ابن الجزري:

صلاتهم (شفا)

(شرح طيبة النشر 4/ 341، النشر 2/ 280، الغاية ص 166، زاد المسير 3/ 496).

(5)

وحجتهم إجماع الجميع على الجمع في قوله قبلها {وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ} فلا فرق في شيء من ذلك في وجه من الوجوه (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 323، شرح طيبة النشر 4/ 341، النشر 2/ 280، الغاية ص 166، زاد المسير 3/ 496).

(6)

هي رواية ورش من طريق الأزرق منه فعنه.

ص: 7

قوله تعالى: {فِي قَرَارٍ} [13] قرأ أبو عمرو، والكسائي بالإمالة محضة

(1)

. وقرأ ورش

(2)

، وحمزة، وخلف بالإمالة بين بين، بخلاف عن حمزة، وخلف. وعن قالون الفتح، وبين اللفظين

(3)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ} [14] قرأ ابن عامر، وشعبة بفتح العين، وإسكان الظاء فيهما

(4)

.

والباقون بكسر العين، وفتح الظاء، وألف بعدها فيهما

(5)

.

قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ} [14] قرأ أبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - بإبدال الهمزة ألفًا؛ وكذا حمزة في الوقف

(6)

.

والباقون بالهمزة وقفًا ووصلًا.

(1)

يميل أبو عمرو والكسائي وخلف كل ألف جاءت بين رائين مثل: {مَعَ الْأَبْرَارِ} {الْأَشْرَارِ} {قَرَارٍ} ووافقهم ورش من طريق الأزرق بين بين، واختلف فيه عن حمزة وابن ذكوان، فأما حمزة: فروى جماعة من أهل الأداء الإمالة عنه من روايتيه، وبه قرأ أبو عمرو الداني على شيخه أبي الفتح فارس بن أحمد في الروايتين جميعًا، وروى جمهور المغاربة والمصريين عن حمزة من روايتيه بين بين، وبه قرأ الداني على شيخه أبي الحسن. وأما ابن ذكوان فروى عنه الإمالة الصوري، وروى عنه الفتح الأخفش، قال ابن الجزري:

.... وإن تكرر (حـ) ـــط (روى)

والخلف (مـ) ــن (فـ) ـوز وتقليل (جـ) ــوى

(3/ 102، النشر 2/ 85).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

ما ذكره المؤلف عن قالون هو خطأ وقع فيه المؤلف على طول الكتاب.

(4)

حجة من وحد أنه اسم جنس، فالواحد يدل على الجمع، قال ابن الجزري:

وعظم العظم (كـ) ـم (صـ) ـف

(النشر 2/ 328، شرح طيبة النشر 5/ 75، الغاية ص 215، التيسير ص 158، السبعة ص 444).

(5)

وحجة من جمع أنه حمله على المعنى، لكثرة ما في الإنسان من العظام، فجمع لكثرة العظام، لأنه اسم، وليس بمصدر، وقد قال تعالى ذكره:{أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا} [الإسراء: 49](النشر 2/ 328، شرح طيبة النشر 5/ 75، الغاية ص 215، التيسير ص 158، السبعة ص 444، زاد المسير 5/ 462، وتفسير ابن كثير 3/ 240، وتفسير النسفي 3/ 115).

(6)

سبق بيان ما في مثل هذه الكلمة من قراءة قبل عدة صفحات بما أغنى عن ذكره هنا لقرب الموضعين.

ص: 8

قوله تعالى: {تَأْكُلُونَ} [19] قرأ ورش، وأبو جعفر بإبدال الهمزة ألفًا. وعن أبي عمرو خلاف: فقرأ بالهمز وبالبدل. وإذا وقف حمزة، أبدل، وإذا وصل همز.

والباقون بالهمز وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {سَيْنَاءَ} [20] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر بكسر السين

(1)

.

والباقون بفتحها

(2)

.

وإذا وقف حمزة، وهشام عليها، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.

والباقون بالهمز وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {تَنْبُتُ} [20] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ورويس بضم التاء المثناة فوق، وكسر الباء الموحدة

(3)

.

(1)

وحجة من كسر السين أنه بناه على (فعلاء) جعل الهمزة بدلًا من ياء، وليست للتأنيث، إذ ليس في كلام العرب (فعلاء) بكسر الأول، وهمزته للتأنيث، إنما يأتي هذا المثال في الأسماه الملحقة بـ (سِرداح) نحو: عِلباء وحِرباء، الهمزة في هذا بدل من ياء لوقوعها متطرفة بعد ألف زائدة دليله قوله (دِرْحايَة) لمّا بنوه للتأنيث، صارت الياء غير متطرفة فلم تُقلب همزة، فالهمزة في (سيناء) في قراءة من كسر السين بدل من ياء. وإنما لم ينصرف، لأنه معرفة اسم للبقعة، فلم ينصرف للتعريف والتأنيث، فهو بمنزلة امرأة سمتها بـ (جعفر) قال ابن الجزري:

وسيناء اكسروا (حرم)(غـ) ـــنا

(صـ) ـــف

(2)

وحجة من فتح أنه بناه على (فعلاء) كحمراء، فالهمزة للتأنيث، فلم يصرفه للتأنيث والصّفة (شرح طيبة النشر 5/ 76، المبسوط ص 311، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 126، السبعة ص 444، التيسير 156، زاد المسير 5/ 466، تفسير النسفي 3/ 116، كتاب سيبويه 2/ 12، 416).

(3)

وحجة من ضم التاء أنه جعله رباعيًّا من (أنبت ينبت) وتكون الباء في (بالدهن) زائدة لأن الفعل يتعدّى إذا كان رباعيًّا بغير حرف، كأنه قال: تنبت الدهن، لكن دلّت الباء على ملازمة الإنبات للدهن، كما قال:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} بملازمة القراءة. ويجوز أن تكون الباء على هذه القراءة غير زائدة، لكنها متعلقة بمفعول محذوف، تقديره: ينبت جناها بالدهن، أو ثمرها بالدهن، أي فيه دهن، كما يقال: خرج بثيابه وركب بسلاحه، فـ (بالدهن) على هذا التقدير في موضع الحال، كما كان (بثيابه وبسلاحه) في موضع الحال. قال ابن الجزري:=

ص: 9

والباقون بفتح التاء المثناة فوق، وضم الباء الموحدة

(1)

.

قوله تعالى: {لَعِبْرَةً} [21] قرأ ورش بترقيق الراء، والباقون بالتفخيم

(2)

، وإذا وقف حمزة والكسائي عليها، وقف بالإمالة على مذهبه.

قوله تعالى: {نُسْقِيكُمْ} [21] قرأ أبو جعفر بالتاء الفوقية مفتوحة

(3)

.

وقرأ نافع، وابن عامر، وشعبة، ويعقوب بالنون مفتوحة

(4)

.

= تنبت اضمم واكسر الضم (غـ) ــنا

(1)

وحجة من فتح التاء أنه جعله فعلًا ثلاثيًا من (نبت) فتكون الباء في (بالدهن) للتعدية لأن الفعل متعدّ إذا كان ثلاثيًا (شرح طيبة النشر 5/ 76، المبسوط ص 311، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 126، السبعة ص 444، زاد المسير 5/ 467، وتفسير ابن كثير 3/ 243، وأدب الكاتب 415).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، واعلم أن الراء تكون متحركة وسكنة فالمتحركة مفتوحة ومضمومة ومكسورة وكل من الثلاثة مبتدأة ومتوسطة ومتطرفة فأما المفتوحة في أحوالها الثلاثة فيكون قبلها متحرك وساكن ويكون الساكن ياء وغيرها فهذه أقسام المفتوحة بجميع أنواعها، وقد أجمع القراء على تفخيم الراء في ذلك كله إلا إذا كانت متطرفة أو متوسطة وقبلها ياء ساكنة أو كسرة متصلة لازمة فقرأ الأزرق عن ورش بترقيقها إلا أن يكون بعد المتوسطة حرف استعلاء ورفع ذلك في كلمتين صراط حيث جاء وفراق في الكهف، قال ابن الجزري:

والراء عن سكون ياء رقق

أو كسرة من كلمة للأزرق

ووجه الترقيق: التناسب للياء والكسر، وسمعت من العرب مفخمة ومرققة ورسمها واحد (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 125).

(3)

قرأ أبو جعفر {لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ} بالنحل، و {نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا} بالمؤمنون بتاء التأنيث، وحجته: أنه أسند الفعل للأنعام، ولا ضعف فيها من حيث أنه أنث نسقيكم وذكر بطونه لأن التذكير والتأنيث باعتبارين قاله أبو حيان، قال ابن الجزري:

ونون نسقيكم معا أنث (ثـ) ــنا

(شرح طيبة النشر 4/ 416، زاد المسير 4/ 462، وتفسير ابن كثير 2/ 572، وتفسير النسفي 2/ 291، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 352).

(4)

وحجة من فتح النون أنه جعله ثلاثيًّا، فبناه على (سقيت أسقى) كلما قال تعالى ذكره:{وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ} [الإنسان: 21]، وقال:{يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ} [الشعراء: 79]، وقال:{وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا} [محمد: 15]، ومنه:{يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ} [الرعد: 4]{وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ} [إبراهيم: 16] كله من سقى يسقي، إجماع (النشر 2/ 304، المسبوط ص 264، السبعة ص 374، الغاية ص 188).

ص: 10

وقرأ الباقون بالنون مضمومة

(1)

.

قوله تعالى: {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [23] قرأ الكسائي، وأبو جعفر بكسر الراء

(2)

.

والباقون بالرفع

(3)

.

وورش على أصله من نقل الحركة، وترقيق الراء.

وحمزة على أصله في الوقف والوصل على السكت وعدمه. وأبو جعفر على أصله من إخفاء التنوين عند الغين.

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ} [26] قرأ يعقوب بإثبات الياء في الموضعين بعد النون وقفًا ووصلًا

(4)

، وحذفها الباقون في الحالين

(5)

.

(1)

حجة من ضم النون أنه بناه على (أسقيت فلانًا) بمعنى: جعلت له شربًا يشربه، فالمعنى في الضم، فجعل لكم شربًا مما في بطون الأنعام، وقد قال تعالى ذكره:{وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا} [المرسلات: 27] أي: جعلنا لكم شربًا، ليس هو من سقي الفم، لرفع (العطش) فالمعنى: جعلنا لكم شربًا لا ينقطع كالسُّقيا. وقد قالوا: وأسقيته بمعنى. جعلت له شربًا، فتكون القراءتان بمعنى واحد على هذه اللغة، قال الشاعر:

سَقى قَومي بني نَجْدٍ وأسْقى

نُمَيرًا والقبائل مِن هِلال

فليس يريد بـ (سقى قومي) ما يَروي عطاشهم، لم يدع لهم لأجل عطشٍ بهم، إنما دعا لهم بالخصب والسَّقي، يريد: رزقهم الله سقيًا لبلدهم يخصبون منها، ويبعد أن يسأل لقومه ما يروي عطاشهم، ويسأل لغيرهم ما يخصبون منه، لأنه قال: وأسقى نميرًا، أي: جعل لهم سَقيًا وخصبًا. قال ابن الجزري:

وضم (صحب)(حبر)

(شرح طيبة النشر 4/ 416، النشر 2/ 304، المبسوط ص 264، السبعة ص 374، الغاية ص 188).

(2)

قرأ الكسائي وأبو جعفر بجر الراء وكسر الهاء وياء بعدها في الوصل حيث جاء في القرآن، ووجه الجر: أنه صفة إله، أو بدل على اللفظ وصلة الهاء بعد الكسرة ياء. قال ابن الجزري:

ورا من إله غيره اخفض حيث جا

رفعا (ثـ) نا

(3)

فالحجة لمن قرأه بالرفع أنه جعله حرف استثناء فأعربه بما كان الاسم بعرب به بعد إلا كقوله تعالى {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ} ويجوز الرفع في غير على الوصف لإله قبل دخول من عليه كقوله تعالى {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} (شرح طيبة النشر 4/ 300، النشر 2/ 270، المبسوط ص 210، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 157).

(4)

سبق نظيره قريبًا (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 156).

(5)

الياء الزائدة غير الأصلية هي ياء المتكلم الزائدة، وقد وقعت في إحدى وثمانين نحو {فَارْهَبُونِ} =

ص: 11

قوله تعالى: {جَاءَ أَمْرُنَا} [27] قرأ قالون، والبزي، وأبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر

(1)

.

وحقق الأولى وسهل الثانية: ورش، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس. وعن ورش، وقنبل وجه آخر: وهو إبدال الثانية ألفًا.

وقرأ الباقون بتحقيق الهمزتين، وهم على مراتبهم في المد.

وإذا وقف حمزة، وهشام على الهمزة الأولى، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسط والقصر.

قوله تعالى: {مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ} [27] قرأ حفص بتنوين اللام

(2)

.

والباقون بغير تنوين

(3)

.

قوله تعالى: {أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا} [29] قرأ شعبة بفتح الميم، وكسر الزاي.

والباقون بضم الميم، وفتح الزاي.

قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ} [32] قرأ يعقوب بضم الهاء

(4)

.

والباقون بالكسر.

= {فَاتَّقُونِ} - {وَلَا تَكْفُرُونِ} - {فَلَا تُنْظِرُونِ} - {ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ} - {فَأَرْسِلُون} - {أَنْ تُفَنِّدُونِ} - {كَذَّبُونِ} .

(1)

سبق توضيح ذلك قريبًا (انظر: التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 33).

(2)

وحجة من قرأه منونًا: أنه أراد من كل شيء فحذف كما حذف من قوله {وَكُلٌّ أَتَوْهُ} و {زَوْجَيْنِ} مفعول به و {اثْنَيْنِ} وصف له، وتقدير الكلام اسلك فيها زوجين اثنين من كل أي من كل جنس ومن كل الحيوان كما قال {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ} أي ولكل إنسان قبلة، لأن كلًا وبعضًا يقتضيان مضافًا إليهما، قال ابن الجزري:

نونا

من كل فيهما (عـ) ــلا

(النشر 2/ 288، شرح طيبة النشر 4/ 363، المبسوط ص 239، السبعة ص 333، زاد المسير 4/ 106).

(3)

حجة من أضاف: أنهم عدوا الفعل إلى {اثْنَيْنِ} وخفض {زَوْجَيْنِ} لإضافة {كُلٍّ} إليهما، والتقدير: احمل فيها اثنين من كل زوجين؛ أي من كل صنفين (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 528).

(4)

سبق التعليق على مثل هذه الكلمة وذكر القراءة فيها قبل عدة صفحات.

ص: 12

قوله تعالى: {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ} [32] قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب بكسر النون في الوصل.

والباقون بالضم

(1)

.

وإذا وقف على {أَنِ} فالقراء الجميع ابتدؤوا: {اعْبُدُوا اللَّهَ} بضم الهمزة.

قوله تعالى: {مَنْ إِلَهٌ غَيْرهُ} [32] ذكر قبيل.

قوله تعالى: {مِتُّمْ} [35] قرأ نافع، وحمزة، والكسائي، وخلف وحفص بكسر الميم

(2)

.

(1)

اختلف فيما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة، ويبدأ الفعل الذي يلي الساكن الأول بالضم وأول الساكنين أحد حروف لتنود والتنوين فاللام نحو {قُلِ ادْعُوا} والتاء نحو {وَقَالَتِ اخْرُجْ} والنون نحو {فَمَنِ اضْطُرَّ} {أَنِ اغْدُوا} والواو {أَوِ ادْعُوا} والدال {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ} والتنوين {فَتِيلًا انْظُرْ} فأبو عمرو بكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التقاء الساكنين. قال ابن الجزري:

والساكن الأول ضم

لضم همز الوصل واكسره (نـ) ما

(فـ) ــز غير قل (حـ) ــلا وغير أو (حـ) ــما

والخلف في التنوين وإن يجر ..... (ز) ن خلفه

(مـ) ـــز

(التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 198، السبعة ص 174).

(2)

وهذه قاعدة مطردة: أن لفظ {مُتُّمْ} في آل عمران قرأه بالكسر: نافع وحمزة والكسائي وخلف البزار، والباقون بالضم، وما عدا سورة آل عمران فقرأه حفص وحمزة والكسائي وخلف بالضم وغيرهم بالكسر، وحجة من قرأ {مُتُّمْ} بالكسر له حجتان:

إحداهما: ذكرها الخليل قال: يقال مت تموت، ودمت تدوم فعل يفعل مثل فضل يفضل قال الشاعر:

وما مر من عيشي ذكرت وما فضل

وكان الأصل عنده مَوَتَ على فَعَلَ، ثم استثقل الكسرة على الواو فنقلت إلى الميم فصارت موت ثم حذفت الواو لما اتصلت بها تاء المتكلم لاجتماع الساكنين فصارت مت فهذا في المعتل وفضل يفضل في الصحيح والثانية: قال الفراء: مت مأخوذة من يمات على فعل يفعل مثل: سمع يسمع، وكان الأصل يموت ثم نقلوا فتحة الواو إلى الميم، وقلبوا الواو ألفًا لانفتاح ما قبلها فصارت يمات إلا أنه لم يجئ يمات في المستقبل والعرب قد تستعمل الكلمة بلفظ ما ولا تقيس ما تصرف منها على ذلك القياس من ذلك قولهم رأبت همزته في الماضي ثم أجمعوا على ترك الهمزة في المستقبل فقالوا ترى ونرى بغير همز فخالفوا بين لفظ الماضي والمستقبل فكذلك خالفوا بين لفظ مت وتموت ولم يقولوا تمات. قال ابن الجزري: =

ص: 13

والباقون بالضم

(1)

.

قوله تعالى: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ} [36] قرأ أبو جعفر - في حال الوصل - بكسر التاء فيهما.

والباقون بالفتح

(2)

.

وأما في الوقف على كل منهما: فوقف بالهاء: الكسائي، وابن كثير، بخلاف عن قنبل.

ووقف الباقون بالتاء.

قوله تعالى: {نَمُوتُ وَنَحْيَا} [37] قرأ حمزة والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(3)

.

وقرأ نافع بالفتح، وبين اللفظين

(4)

.

والباقون بالفتح.

= اكسر ضمًا هنا في متم (شفا)(أ) رى وحيث جا

(صحب) أتى

(حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 178، إتحاف فضلاء البشر ص 230، الهادي 2/ 122).

(1)

وحجتهم أنها من مات يموت فعل يفعل مثل دام يدوم وقال يقول وكان يكون، ولا يقال كنت ولا قلت.

حجة أخرى وهو قوله {وَفِيهَا تَمُوتُونَ} {وَيَوْمَ أَمُوتُ} ولو كانت على اللغة الأخرى لكانت تماتون ويوم أمات لأن من مت تمات يجئ فعل يفعل ومن فعل يفعل يجئ قال يقول وقد ذكرنا، وأصل الكلمة عند أهل البصرة موت على وزن فعل مثل قول ثم ضموا الواو فصارت موت، وإنما ضموا الواو لأنهم أرادوا أن ينقلوا الحركة التي كانت على الواو إلى الميم وهي الفتحة، ولو نقلوها إلى الميم لم تكن هناك علامة تدل على الحركة المنقولة إلى الميم، لأن الميم كانت مفتوحة في الأصل، ويقع اللبس بين الحركة الأصلية وبين المنقولة، وأيضًا لم تكن هناك علامة تدل على الواو المحذوفة فضموا الواو لهذه العلة ثم نقلوا ضمة الواو إلى الميم فصار مرت واتصل بها اسم المتكلم فسكنت التاء فاجتمع ساكنان الواو والتاء فحذفت الواو وأدغمت التاء في التاء فصارت متم وكذلك الكلام في قلت (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 178، السبعة ص 217، الهادي 2/ 122، إتحاف فضلاء البشر ص 230).

(2)

الفتح والكسر لغتان مشهورتان، قال ابن الحزري:

هيهات كسر التا معًا (ثـ) ــب

(النشر 2/ 328، شرح طيبة النشر 5/ 76، المبسوط ص 312، إعراب القرآن 2/ 418، معاني القرآن 2/ 235).

(3)

سبق قريبًا.

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

ص: 14

قوله تعالى: {افْتَرَى} [38] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وأبو عمرو بالإمالة محضة

(1)

. وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(2)

. وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(3)

.

قوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا} [44] قرأ أبو عمرو بإسكان السين من {رُسُلَنَا}

(4)

.

والباقون بالضم

(5)

.

قوله تعالى: {تَتْرَى} [44] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل - بالتنوين

(6)

.

والباقون بغير تنوين

(7)

.

(1)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق بيان ما في مثل هذه الكلمة من إمالة قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا (وانظر: شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، إتحاف فضلاء البشر ص 144).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم ليست هذه منها وقد ذكرنا هذه الكلمات مرارًا.

(4)

يقرأ أبو عمرو {رسلنا} و {رُسُلُكُم} و {رُسُلُهُم} و {سُبُلَنَا} إذا كان بعد اللام حرفان بإسكان السين والباء حيث وقع وكذلك مذهبه في سبلنا فإذا كان بعد اللام حرف ضم السين مثل رسله، وحجته أنه استثقل حركة بعد ضمتين لطول الكلمة وكثرة الحركات فأسكن السين والباء فإذا قصرت الكلمة لم يسكن السين.

(5)

وحجتهم أن بناء فعول وفعيل على فعل بضم العين في كلام العرب ولم تدع ضرورة إلى إسكان الحرف فتركوا الكلمة على حق بنيتها (التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 85، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 225).

(6)

وحجة من نوَّنه أنه جعله فعلا مصدرًا من المواترة، وهي المتابعة بغير مهلة، فألفه في الوقف بدل من التنوين. ويجوز أن يكون مُلحقًا بـ (جعفر)، فيكون التنوين دخل على ألف إلحاق، فأذهبها كـ (أَرطى ومِعزي) ويدل على قوة كونه ملحقًا في هذه القراءة أنه في الخط بالياء، فإذا كان ملحقًا جاز أن يكون الوقف فيه على ألف الإلحاق، وتُحذف ألف التنوين إمالته لأبي عمرو كحمزة والكسائي وخلف في وصلهم ووقفهم. ويجوز أن يكون الوقف فيه على ألف التنوين، لأنه في موضع نصب، فلا يحسن فيه الإمالة حينئذ، والمعمول فيه الوقف على الإمالة لأبي عمرو في كل الوجوه، وهي الرواية. ولا بحسن أن تجعل الألف في هذه القراءة للتأنيت، لأن التنوين لا يدخل على ألف التأنيث في هذا البناء ألبتة. قال ابن الجزري:

تترا (ثـ) نا (حبر)

(7)

وحجة من لم ينوّن أنه جعله (فعلى)، ألفه للتأنيث، وهو مصدر من المواترة أيضًا والمصادر يلحقها ألف =

ص: 15

وقرأ بالإمالة المحضة: حمزة، والكسائي، وخلف

(1)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين. واختلف عن قالون: فقرأ بالفتح، وبين اللفظين

(2)

. وإذا وقف أبو عمرو، فعنه الفتح والإمالة محضة، والفتح أقوى من الإمالة.

قوله تعالى: {جَاءَ أُمَّةً} [44] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتحقيق الهمزة الأولى المفتوحة، وتسهيل الثانية المضمومة بين الهمزة والواو

(3)

.

والباقون بتحقيقها.

وذكر وقف حمزة، وهشام على الهمزة قبيل في السورة.

قوله تعالى: {إِلَى رَبْوَةٍ} [50] قرأ ابن عامر، وعاصم بفتح الراء.

والباقون بالضم

(4)

.

قوله تعالى: {قَرَار} قرأ أبو عمرو، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة، واختلف فيه عن ابن ذكوان. وقرأ ورش بالإمالة بين بين - من طريق الأزرق - وبالفتح، من طريق الأصبهاني. واختلف عن حمزة فيه بين الإمالة محضة، وبين بين

(5)

.

= التأنيث في كثير من الكلام، نحو:(الذكرى - والعدوى - والدموى - والشورى)، والأصل فيه في القراءتين (وترا) فالتاء بدل واو، كتاء تخمة وتجاه وتراث وتكاة، ونحوه (شرح طيبة النشر 5/ 77، الغاية ص 216، النشر 2/ 328، السبعة ص 446، غيث النفع ص 299، التيسير ص 159، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 128، زاد المسير 5/ 473، وتفسير غريب القرآن 297، وتفسير النسفي 3/ 120، وكتاب سيبويه 2/ 414).

(1)

انظر {افْتَرَى} .

(2)

ما ذكره المؤلف عن قالون خطأ، فالقراءة هي لورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

ولم تقع الهمزة مفتوحة وبعدها همزة مضمومة في القرآن الكريم كله إلا في هذا الموضع فقط وهو {جَاءَ أُمَّةً} وقد اتفقوا على تحقيق الأولى واختلفوا في الثانية فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر وروش بتسهيلها كالواو (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 74).

(4)

والضم والفتح لغتان والضم لغة قريش، قال ابن الجزرى:

ربوة الضم معًا (شفا)(سما)

(شرح طيبة النشر 4 م 120، النشر 2/ 232، التيسير ص 83، حجة القراءات ص 146، زاد المسير 1/ 319، السبعة ص 190، المبسوط ص 151، الإقناع 2/ 611).

(5)

سبق قريبًا.

ص: 16

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ} [52] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بكسر الهمزة

(1)

. وقرأ الباقون بالفتح

(2)

. وسكن ابن عامر النون

(3)

، وفتحها الباقون مشددة.

قوله تعالى: {فَاتَّقُونِ} [52] قرأ يعقوب بإثبات الياء بعد النون وقفًا ووصلًا

(4)

، وحذفها الباقون.

قوله تعالى: {بِمَا لَدَيْهِمْ} [53] قرأ حمزة، ويعقوب بضم الهاء

(5)

.

والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {أَيَحْسَبُونَ} [55] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر بفتح السين

(6)

.

(1)

ووجه من قرأ بكسر الهمزة: أنه جمله على الابتداء والاستئناف والقطع ممّا قبله. قال ابن الجزري:

........ وأن اكسر (كفى)

خفف (كـ) ــرا

(2)

وحجة من قرأ بالفتح: أنه على تقدير حذف اللام، أي ولأن هذه أمتكم. فـ (أن) في موضع نصب لحذف الخافض، أو في موضع خفض على إعمال الخافض، لكثرة حذفه مع (أن) خاصة (شرح طيبة النشر 5/ 77، النشر 2/ 328، الغاية ص 216، حجة القراءات ص 488، إعراب القرآن 2/ 420).

(3)

فيصير النطق {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ} بتخفيف النون على إرادة التشديد. ويرتفع ما بعدها إذا خففت على الابتداء، لنقص لفظها. ويجوز إعمالها مخففة، كما أعملوا الفعل مع نقصه في (لم يك منطلقًا)، قال ابن الجزري:

خفف (كـ) ـــرا

(شرح طيبة النشر 5/ 77، النشر 2/ 328، الغاية ص 216، حجة القراءات ص 488، إعراب القرآن 2/ 420).

(4)

أثبت ياء {وَاتَّقُونِ يَاأُولِي} أبو عمرو وأبو جعفر وصلًا وفي الحالين يعقوب (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 201).

(5)

قرأ يعقوب وحمزة {عليهم} و {إليهم} و {لديهم} بضم كسر الهاء في الثلاث حال وصله ووقفه، ويفهمان من إطلاقه إذا كانت لجمع مذكر ولم يتلها ساكن علم مما يعد، قال ابن الجزري:

عليهمو إليهمو لديهمو

بضم كسر الهاء (ظ) ــــبي (و) ـــهم

(شرح طيبة النشر 2/ 52).

(6)

سبق بيانه قريبًا (وانظر: شرح طيبة النشر 4/ 132، النشر 2/ 236، المبسوط ص 154، زاد المسير 1/ 328).

ص: 17

والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {نُسَارِعُ} [56]{يُسَارِعُونَ} [61] قرأ الدوري - عن الكسائي - بالإمالة

(1)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مَا آتَوْا} [60] الهمزة مفتوحة ممدودة، والتاء مفتوحة بلا خلاف.

قوله تعالى: {يَجْأرُونَ} [64] إذا وقف حمزة عليها، نقل حركة الهمزة إلى الجيم قبلها، وكذا {لَا تَجْأرُوا}

(2)

.

قوله تعالى: {تَهْجُرُونَ} [67] قرأ نافع بضم التاء الفوقية، وكسر الجيم

(3)

.

وقرأ الباقون بفتح التاء، وضم الجيم

(4)

.

(1)

أمال الدوري فقط الألف الثانية من {آذَانِهِمْ} المجرورة، وهو سبعة مواضع بالبقرة والأنعام والإسراء وموضعي الكهف وبفصلت ونوح {آذَانِنَا} بفصلت، و {طُغْيَانِهِمْ} وخرج {طُغْيَانًا} و {بَارِئِكُمْ} موضعي البقرة، و {وَسَارِعُوا} بآل عمران فقط، و {وَسَارِعُوا} و {وَيُسَارِعُونَ} سبعة مواضع اثنان بال عمران وثلاثة بالمائدة وفي الأنبياء والمؤمنين، و {الْجَوَارِ} ثلاث بالشورى الآية: 32 والرحمن الآية: 24 والتكوير الآية: 16، و {كَمِشْكَاةٍ} بالنور الآية: 35، وأمال أيضًا لكن بخلف عنه {الْبَارِئُ الْمُصَوِّر} بالحشر الآية: 24 أجراه مجرى {بَارِئِكُمْ} كذا رواه عنه جمهور المغاربة وهو الذي في الشاطبية وغيرها ورواه عنه بالفتح منصوصًا أبو عثمان الضرير وهو الذي فيه أكثر الكتب والوجهان صحيحان عن الدوري كما في النشر، قال ابن الجزري:

....................

رؤياك مع هداي مثواي توى

محياي مع آذاننا آذانهم

جوار مع بارئكم طغيانهم

مشكاة جبارين مع أنصاري

وباب سارعوا

(انظر طيبة النشر (4/ 9) إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 106).

(2)

هذا همز محرك بعد ساكن؛ فله فيه النقل من قول ابن الجزري:

إذا اعتمدت الوقف خفف همزة

توسطًا أو طرفًا لحمزة

فإن يسكن بالذي قبل ابدل

وإن يحرك عن سكون فانقل

(3)

وحجة من ضم الجيم أنه جعله من الهُجر، وهو الهذيان وما لا خير فيه من الكلام. قال ابن الجزري:

وتهجرون اضمم (أ) فا

(شرح طيبة النشر 5/ 78، النشر 2/ 329، المبسوط ص 313، السبعة ص 446، التيسير ص 159).

(4)

وحجة من فتح التاء أنه جعله من الهَجر، أي تهجرون آيات الله، فلا تؤمنون بها، قال ابن الجزري:

يفقهوا ضم اكسر (شفا) =

ص: 18

قوله تعالى: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ} [72] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف:{خَرْجًا} بفتح الراء، وألف بعدها، و {خراج} كذلك. وقرأ ابن عامر:{خَرْجًا فخَرْج} بإسكان الراء فيهما. وقرأ الباقون: {خَرْجًا فَخَرَاجُ} بإسكان الراء في الأول، وفتح الراء في الثاني، وبعد الراء ألف

(1)

، ولا خلاف بينهم في {فَتَحْنَا} [77] هنا أنها بتخفيف التاء.

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي} [78] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر بإسكان الهاء

(2)

.

والباقون بالضم، وإذا وقف حمزة على {وَالْأَفْئِدَةَ} نقل حركة الهمزة إلى الفاء قبلها.

قوله تعالى: {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا} [82] قرأ نافع، والكسائي، ويعقوب بالاستفهام في الأول، والأخبار في الثاني. وقرأ ابن عامر، وأبو جعفر بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني، وقرأ الباقون بالاستفهام فيهما، وسهل الثانية فيهما في الاستفهام: نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس

(3)

، وقرأ الباقون بالتحقيق فيهما، وأدخل بينهما في الاستفهام ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس، وقرأ الباقون بالتحقيق فيهما، وأدخل بينهما في الاستفهام ألفًا: قالون،

= (شرح طيبة النشر 5/ 78، النشر 2/ 329، المبسوط ص 313، السبعة ص 446، التيسير ص 159، معاني القرآن 2/ 239، وإيضاح الوقف والابتداء 792، ومجالس ثعلب 77، وتفسير غريب القرآن 299).

(1)

وحجة من قرأ بغير ألف أنه جعله مصدر خرج، فهو الجُعْل، فالخراج بألف ما يُؤدى على النجوم كالأَكرية والجزية، والخَرْج ما يُؤدى في مرة واحدة قال ابن الجزري:

وخرجًا قل خراجًا فيهما لهم فخرج (كـ) ـم

(شرح طيبة النشر 5/ 21، النشر 2/ 315، المبسوط ص 283، الغاية ص 199، التيسير ص 145، السبعة ص 399، وزاد المسير 5/ 191).

(2)

سبق قبل عدة صفحات أن وضحنا ما في [{وَهُوَ} - {فَهُوَ} - {وَهِىَ} - {فَهِىَ} - {لَهِىَ}] بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).

(3)

ليس لرويس إدخال بين كما ذكر المؤلف، قال ابن الجزري:

والمد قبل والفتح والكسر (حـ) ـجرّ

(بـ) ـن (ثـ) ـق له الخلف وقبل الضم (ثـ) ـر

ص: 19

وأبو عمرو، أبو جعفر، وهشام، بخلاف عنه

(1)

.

وقرأ {مُتنا} بضم الميم: ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وشعبة، وأبو جعفر، ويعقوب.

وقرأ الباقون - وهم نافع، وحمزة، والكسائي، وخلف، وحفص - بالكسر

(2)

.

قوله تعالى: {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} ، {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} (85، 87،

(1)

اختلف القراء في اجتماع الاستفهامين في أحد عشر موضعًا في القرآن، فقرأ نافع والكسائي في جميع ذلك بالاستفهام في الأول، والخبر في الثاني، وخالفا أصلهما في موضعين في النّمل والعنكبوت فقرأهما نافع بالخبر في الأول والاستفهام في الثاني. وقرأ الكسائي في العنكبوت بالاستفهام في الأول والثاني، وقرأ في النّمل على أصله، وَيتفهم بالأول، ويُخبر في الثاني، غير أنه يزيد نونًا في الثاني (إننا). وقرأ ابن عامر في جميع ذلك بالخبر في الأول، وبالاستفهام في الثاني. وخالف أصله في ثلاثة مواضع في النمل والواقعة والنازعات، فقرأ في النمل، يستفهم بالأول، ويُخبر في الثاني، ويزيد نونًا في (إننا) كالكسائي، وقرأ في الواقعة بالاستفهام في الأول والثاني، وقرأ في {وَالنَّازِعَاتِ} مثل نافع والكسائي، يَستفهم بالأول، ويُخبر بالثاني. وقرأ الباقون ذلك كله بالاستفهام في الأول والثاني، وخالف ابنُ كثير وحفص أصلَهما في العنكبوت، فقرآه بالخبر في الأول، والاستفهام في الثاني، كنافع وابن عامر، واختلفوا في الجمع بين الهمزتين، والتخفيف للثانية إذا استفهموا، فكان الحرميان وأبو عمرو إذا استفهموا حقّقوا الأولى وخفّفوا الثانية بين الهمزة والياء، غير أن أبا عمرو وقالون يدخلان بين الهمزتين ألفًا فيمدّان. وقرأ الباقون بالتحقيق للهمزتين في ذلك كله، على ما ذكرنا في اجتماع الهمزتين، غير أن هشامًا يدخل بين الهمزتين ألفًا مع التحقيق. وقد ذكرنا علة التحقيق والتخفيف وإدخال الألف بين الهمزتين، وغير ذلك فيما تقدّم من الأصول. فأما علة الاستفهام والخبر فحجة من استفهم في الأول والثاني أنه أتى بالكلام على أصله، في التَّقرير والإنكار، أو التَّوبيخ بلفظ الاستفهام، ففيه معنى المبالغة والتوكيد، فأكّد بالاستفهام هذه المعاني، وزاده توكيدًا بإعادة لفظ الاستفهام في الثاني، فأجراهما مجرًى واحدًا. وحجة من أخبر في أحدهما واستفهم في الآخر أنه استغنى بلفظ الاستفهام في أحدهما عن الآخر، إذ دلالة الأول على الثاني كدلالة الثاني على الأول، وأيضًا فإن ما بعد الاستفهام الثاني في أكثر هذه المواضع تفسير للعامل الأول، في (إذا)، التي دخل عليها حرف الاستفهام، فاستغنى عن الاستفهام في الثاني بالأول، قال ابن الجزري:

ثبت كما الثاني رد إذ أظهروا

وأخبرا بنحو أئذا أئنا كررا

(ر) ض (كـ) ـس وأولاها (مـ) ـدًا والساهرة

(ثـ) ـنا وثانيها (ظـ) ـبى (إ) ذ (ر) م (كـ) ـره

وأول الأول من ذبح (كـ) ـوى

ثانيه مع وقعت (ر) د (إ) ذ (ثوى)

والكل أولاها وثاني العنكبا

مسثفهم الأول (صحبة)(حـ) با

(شرح طيبة النشر 2/ 236 - 240، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 22).

(2)

سبق عند الكلام على {مُتُّمْ} .

ص: 20

89)، أما الأولى: فالقراء متفقون عليها؛ لأنّها ليست مسبوقة بهمزة الوصل، وأن الهاء مجرورة. وأما الثاني والثالث: فقرأ أبو عمرو، ويعقوب بهمزة الوصل قبل الاسم الجليل، ورفع الهاء

(1)

.

والباقون في الحرفين الأخيرين كالأول

(2)

.

قوله تعالى: {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [85] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص بتخفيف الذال

(3)

.

والباقون بالتشديد

(4)

.

قوله تعالى: {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ} [88] قرأ رويس باختلاس حركة الهاء

(5)

.

(1)

وحجة من قرأ بالألف أنه أتى بالجواب على ظاهر السؤال، لأنك إذا قلت: مَن رب الدار، فالجواب: فلان، وليس جوابه على ظاهره أن تقول: لفلان. فقوله: {مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ} {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} [88] جوابه على ظاهر السّؤال: الله، فهو خير من الشيء في السؤال. قال ابن الجزري:

مع كسر ضم والأخيرين معا

الله في لله والخفض ارفعا

(بصر)

(شرح طيبة النشر 5/ 78، النشر 2/ 329، المبسوط ص 313، السبعة ص 448، غيث النفع ص 301).

(2)

وحجة من قرأ بغير ألف أنه حمل الجواب على معنى الكلام دون ظاهر لفظه، لأنك إذا قلت: مَن ربُّ الدار، فمعناه: لِمَن الدار، فالجواب في قولك: لمن الدار، لفلان، كذلك لمّا قال: من ربّ السماوات، كان معناه: لمن السماوات. ولمّا قال: {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} ، كان معناه: لمن ملكوت كل شيء. فالجواب في هذا لله، فحمل الجواب على معنى الكلام دون ظاهر لفظه، وهو الاختيار، لأن الجماعة عليه وكذلك هي بغير ألف في جميع المصاحف إلا في مصاحف أهل البصرة، فإن الثاني والثالث فيهما بالألف على قراءة أبي عمرو (شرح طيبة النشر 5/ 78، النشر 2/ 329، المبسوط ص 313، السبعة ص 448، غيث النفع ص 301، المصاحف 43، التيسير 160).

(3)

قرأ المذكورون بتخفيف لفظًا {تَذَكَّرُونَ} المضارع المرسوم بتاء واحدة حيث وقع، قال ابن الجزري:

تذكرون (صحب) خففا كلا

(4)

ووجه التشديد: أن أصله تتذكرون بتاء المضارعة وتاء التفعيل، ومعناه هنا حصول الفعل بالتراخي والتكرار فخفف بإدغام التاء (شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).

(5)

قرأ رويس باختلاس كسرة الهاء في أربعة مواضع هي: {بِيَدِهِ} موضعي {بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} {بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ} [البقرة: 237 - 249]، وموضع {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ} هنا في سورة المؤمنين وموضع {الَّذِي بِيَدِهِ} [يس: 83] (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 52).

ص: 21

وقرأ الباقون بالإشباع.

قوله تعالى: {وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ} [91] لم يُمِلْ أحد هذه؛ لأنَّهُ من ذوات الواو.

قوله تعالى: {عَالِمِ الْغَيْبِ} [92] قرأ نافع، والكسائي، وحمزة، وأبو جعفر، وخلف، وأبو بكر شعبة بضم الميم

(1)

.

والباقون بالكسر

(2)

.

واختلف عن رويس في الابتداء: أنه يبتدئ بالرفع، ويصل بالخفض، ويبتدئ بالخفض ويصل بالخفض.

قوله تعالى: {أَنْ يَحْضُرُونِ} [98]{رَبِّ ارْجِعُونِ} [99]، قرأ يعقوب بإثبات الياء فيهما، وقفًا ووصلًا

(3)

.

والباقون بغير ياء.

قوله تعالى: {جَاءَ أَحَدَهُمُ} قرأ قالون، والبزي، وأبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر

(4)

. وقرأ ورش، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس بتحقيق الأولى،

(1)

واختلف عن رويس في الابتداء فروى الجوهري وابن مقسم عن التمار الرفع في الابتداء وكذا روى أبو العلاء والكارزيني كلاهما عن النخاس بالمعجمة عنه وروى باقي أصحاب رويس الخفض في الحالين، ووجه القراءة: أنه يجعلونه خبر ابتداء محذوف، وفيه معنى التأكيد؛ أي: هو عالم، قال ابن الجزري:

كذا عالم (صحبة)(مدا)

وابتد (غـ) ـوث الخلف

(النشر 2/ 329، شرح طيبة النشر 5/ 79، الغاية ص 216، معاني القرآن 2/ 241).

(2)

ووجه الخفض: أنهم جعلوه نعتًا لله في قوله: {سُبْحَانَ اللَّهِ} [المؤمنون: 91](النشر 2/ 329، شرح طيبة النشر 5/ 79، الغاية ص 216، معاني القرآن 2/ 241، زاد المسير 5/ 492).

(3)

أثبت الياء في الحالين يعقوب، قال ابن الجزري:

وقف (ثـ) ـنا

وكل رؤوس الآي (ظـ) ـل

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 406).

(4)

إذا اتفقت الهمزتان بالفتح نحو {جَاءَ أَجَلُهُمْ} و {شَاءَ أَنشَرَهُ} و {السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} وشبهه فورض وقنبل يجعلان الثانية كالمدة وقالون والبزي وأبو عمرو يسقطون الأولى والباقون يحققون الهمزتين معًا، قال ابن الجزري في باب الهمزتين من كلمتين:

أسقط الأولى في اتفاق زن غدا

خلفهما حز وبفتح بن هدى =

ص: 22

وتسهيل الثانية. وعن ورش، وقنبل - أيضًا - إبدالها ألفًا. والباقون بتحقيقهما.

قوله تعالى: {لَعَلِّي أَعْمَلُ} [100] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر بفتح الياء، في الوصل

(1)

.

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ} [101] قرأ أبو عمرو، ويعقوب بإدغام الباء في الباء بخلاف عنهما

(2)

.

قوله تعالى: {وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [101] إذا وقف حمزة عليها، فله في الْوَقْف المد والقصر مع التسهيل، وهما - أي: المد والقصر - مع البدل.

قوله تعالى: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} [103] قرأ أبو جعفر بإخفاء النون عند الخاء.

والباقون بالإظهار.

= وسهلًا في الكسر والضم وفي

بالسوء والنبيء الادغام اصطفي

وسهل الأخرى رويس قنبل

ورش وثامن وقيل تبدل

مدًا زكا جودا

(التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 33).

(1)

اختلف القراء في خمسة وثلاثين موضعًا؛ فقرأ نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بفتح سبع ياءات من ذلك وهي {مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ} [الكهف: 102] و {إِنِّي أَرَانِي} الأولان بيوسف: 36، و {يَأْذَنَ لِي أَبِي} فيها {اجْعَلْ لِي آيَةً} بآل عمران: 41، ومريم: 10، و {ضَيْفِي أَلَيْسَ} بهود: 78، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وكذا أبو جعفر بفتح {لعليَ} بيوسف: 46، وطه: 10، والمؤمنون: 100، وموضعي القصص: 29، وغافر: 36، قال ابن الجزري:

لعلي (كـ) ـرما

(شرح طيبة النشر 3/ 264 - 271، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 145).

(2)

قرأ رويس بإدغام أربعة أحرف كأبي عمرو لكن بلا خلاف {نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ} [طه: 33]، {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ} [101]، قال ابن الجزري:

أنساب (غـ) ـني

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 36).

ص: 23

قوله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا} [106] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بفتح الشين والقاف، وبعد القاف ألف

(1)

.

وقرأ الباقون بكسر الشين، وإسكان القاف.

قوله تعالى: {وَلَا تُكَلِّمُونِ} [108] قرأ يعقوب بإثبات الياء بعد النون، وقفًا ووصلًا. وحذفها الباقون.

قوله تعالى: {فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ} [110] قرأ ابن كثير، وحفص ورويس، - بخلاف عنه - بإظهار الذال عند التاء.

والباقون بالإدغام

(2)

.

قوله تعالى: {سِخْرِيًّا} [110] قرأ نافع، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وخلف بضم السين

(3)

.

والباقون بالكسر

(4)

.

(1)

الفتح والكسر مصدران: الشِّقوة كالفِطنة والرِّدّة، والشَّقاوة كالسعادة والقَساوة. قال ابن الجزري:

محركًا شقوتنا (شفا)

(شرح طيبة النشر 5/ 79، النشر 2/ 329، المبسوط ص 314).

(2)

سبق بيان ما في مثل هذه الكلمة من قراءة في عدة صفحات، بما أغنى عن ذكره هنا لقرب المرضعين (وانظر: إتحاف فضلاء البشر ص 139).

(3)

وحجة من ضمّ أنه جعله من (التسخير) وهو الخدمة، وقيل: هو بمعنى الهزؤ، والمعروف في التسخير ضمّ السين. قال ابن الجزري:

وضم كسرك سخريا كصاد (ثـ) ـلب (أ) م

(شفا)

(4)

وحجة من كسر أنّه جعله من (السخرية) وهو الاستهزاء ودليله قوله بعده: {وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ} ، فالضحك بالشيء نظير الاستهزاء به، وهو في القراءتين مصدر، فلذلك وحّد، وقبله جماعة، والكسر الاختيار. لصحة معناه، ولشبهه بما بعده، ولأن الأكثر عليه (شرح طيبة النشر 5/ 80، النشر 2/ 329، المبسوط ص 314، التيسير ص 160، زاد المسير 5/ 493، تفسير غريب القرآن 300، تفسير ابن كثير 3/ 283، تفسير النسفي 3/ 129).

ص: 24

قوله تعالى: {أَنَّهُمْ هُمُ} [111] قرأ حمزة، والكسائي بكسر الهمزة

(1)

.

والباقون بالفتح

(2)

.

قوله تعالى: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ} [112] قرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي:{قُلْ} بضم القاف، وإسكان اللَّام؛ على الأمر

(3)

.

وقرأ الباقون بفتح القاف، وألف بعدها، وفتح اللَّام؛ على الخبر

(4)

.

وأدغم أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر المثلثة في المثناء

(5)

.

والباقون بإظهارها.

قوله تعالى: {عَدَدَ سِنِينَ} [112] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما - بإدغام الدَّال في السين

(6)

.

(1)

وحجة من قرأ بكسر الهمزة، على الاستئناف، لأن الكلام تمّ عند قوله:{بِمَا صَبَرُوا} . ويكون الجزاء محذوفًا لم يذكر ما هو، والفعل عامل فيه في المعنى، وهو المفعول الثاني لـ (جزيت) قال ابن الجزري:

.... وكسر أنهم وقال إن

قل (فـ) ـى (ر) فا

(2)

ووجه القراءة بالفتح: على تقدير حذف اللَّام؛ أي: لأنهم، ويجوز أن يعمل في {إِنِّي جَزَيْتُهُمُ} مفعولًا ثانيًا، تقديره: إنّي جزيتهم الفوز، يكون (أن والفعل) مصدرًا، ويكون الجزاء مذكورًا، وهو الفوز، والفوز النجاة من النار، وهو المفعول الثاني لـ (جزيت)(شرح طيبة النشر 5/ 80، النشر 2/ 329، المبسوط ص 314، التيسير ص 160).

(3)

ووجه من ضم {قل كم} : أنه جعله على الأمر بغير ألف، قال ابن الجزري:

وقال إن قل في (ر) فا

قل كم هما والمك (د) ن

(4)

ووجه القراءة أنها الخبر (شرح طيبة النشر 5/ 80، النشر 2/ 329، المبسوط ص 314، التيسير ص 160).

(5)

ووجه الإدغام الاشراك في بعص المخرج والتجانس في الانفتاح والاستفال والهمس، قال ابن الجزري:

....................

ولبثت كيف جا

(حـ) ـط (كـ) ـم (ثـ) ـنا (رضى)

(شرح طيبة النشر 3/ 27، 28 إتحاف فضلاء البشر ص 162).

(6)

أدغم أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، =

ص: 25

والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {فَاسْأَلِ} [113] قرأ ابن كثير، والكسائي، وخلف - في اختياره - بنقل حركة الهمزة إلى السين، وحمزة يفعل ذلك في الْوَقْف

(1)

.

والباقون بغير نقل

(2)

.

قوله تعالى: {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ} [114] قرأ حمزة، والكسائي:"قُلْ إِنْ"؛ على الأمر.

والباقون: "قَالَ"؛ على الخبر. وتقدم: {لَبِثْتُمْ} قريبًا.

قوله تعالى: {لَا تُرْجَعُونَ} [115] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب بفتح التاء، وكسر الجيم

(3)

.

= إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوصًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله ساكن غير متين إلا قوله {قَالَ رَبِّ} و {كَادَ يَزِيغُ} و {الصَّلَاةَ طَرَفَيِ} ، و {بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} ، فإنه يدغمها، قال ابن الجزري:

إذا التقى خطًّا محركان

مثلان جنسان مقاربان

أدغم بخلف الدوري والسوسي معًا

لكن بوجه الهمز والمد امنعًا

وقال أيضًا:

وقيل عن يعقوب ما لابن العلا

(الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

(1)

قرأ المذكورون لفظ {وَسْئَلِ} وما جاء من لفظه مثلًا {وَاسْأَلُوا اللَّهَ} {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} {فَاسْأَلِ الَّذِينَ} {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ} {فَاسْأَلُوهُنَّ} بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها؛ وذلك إذا كانت الكلمة فعل أمر وقبل السين واو أو فاء، قال ابن الجزري:

وسل (روى)(د) كيف جا

والحجة لمن ترك الهمز أنه لما اتفقت القراء والخط على حذف الألف من قوله {سل بني إسرائيل} وكان أصله: أسأل. في الأمر فنقلوا فتحة الهمزة إلى السين فغنوا عن ألف الوصل لحركتها وسقطت الهمزة المنقولة الحركة لسكونها بالتليين وسكون لام الفعل، فلما تقدمت الواو بقي الكلام على ما كان عليه قبل دخولها.

(2)

والحجة لمن همز أن الهمزة إنما تسقط فيما كثر استعماله من الأفعال في الأمر فإذا تقدمت الواو عادت الهمزة إلى أصلها ودليله قوله تعالى {وأمر أهلك بالصلاة} فاتفاقهم على همز ذلك يدلُّ على ثبات الهمز في هذا وما ماثله (النشر 1/ 414، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 123).

(3)

وقراءة يعقوب هذه في جميع القرآن بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم، من رجع اللازم سواء كان من رجوع الآخرة نحو {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} {يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ} وسواء كان غيبًا أو خطابًا وكذلك {وإلى الله ترجِعُ =

ص: 26

والباقون بضم التاء، وفتح الجيم.

وإذا وقف يعقوب، ألحق النون بهاء السكت - بخلاف عنه - على أصله

(1)

* * *

= الأمور} و {يَرجع الأمر} وقد وافقه أبو عمرو في قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة: 281] وإليه أشار ابن الجزري بقوله:

وذو يوما (حـ) ـمى

(انظر: المستنير ص 127، النويري في شرح طيبة النشر 4/ 10، والنشر 2/ 208، والغاية في القراءات العشر ص 99).

(1)

هذا خطأ وقع فيه المؤلف؛ فيعقوب لا يلحق هاء السكت إلا بجمع المذكر السالم وما يلحقه، وأما ما ذكر عنه في الفعل المضارع؛ فقد أشار إلى ضعفه ابن الجزري في النشر ولم نقرأ به.

ص: 27

‌الأوجه التي بين المؤمنون والنور

وبين {قَدْ أَفْلَحَ} والنور من قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ} [118] إلى قوله تعالى: {تَذَكَّرُونَ} [النور: 1] ألف وجه، وثمانية وثلاثون وجهًا، غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: مِائَة وجه، واثنان وتسعون وجهًا.

ورش: مِائَة وجه، وثمانون وجهًا.

ابن كثير: ثمانية وأربعون وجهًا.

أبو عمرو: مِائَة وعشرون وجهًا.

ابن عامر: ستون وجهًا.

شعبة: ثمانية وأربعون وجهًا.

حفص: ثمانية وأربعون وجهًا.

خلف: ستة أوجه.

خلاد: ثلاثة أوجه مندرجة مع خلف.

الكسائي: ثمانية وأربعون وجهًا.

أبو جعفر: ستة وتسعون وجهًا، منها ثمانية وأربعون مندرجة مع قالون.

يعقوب: مائتا وجه وأربعون وجهًا.

خلف: في اختياره ثلاثة أوجه مندرجة معه عن حمزة.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 28

(سورة النور)

(1)

قوله تعالى: {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا} [1] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو بتشديد الراء

(2)

، وقرأ الباقون بالتخفيف

(3)

، وورش على أصله في النقل؛ وكذلك أبو جعفر

(4)

، وخلف عن حمزة على أصله في السكت

(5)

.

(1)

هي سورة مدنية آياتها اثنتان وستون آية بالحجازي، وثلاث وستون بالحمصي، وأربع وستون بالعراقي والدمشقى (شرح طيبة النشر 5/ 82).

(2)

ووجه القراءة بالتشديد: أنها على التكثير، وذلك لكثرة ما في هذه السورة من الفرائض. وفي الكلام حذف على القراءة بالتشديد، تقديره: وفرضنا فرائضها، ثم حُذفت الفرائض، وقام المضاف إليه مقامها، فاتصل الضمير بـ {وَفَرَضْنَاهَا} وقيل: معنى التشديد فصّلناها بالفرائض. ويجوز أن يكون التشديد على معنى فرضناها عليكم وعلى من بعدكم، فشدّد لكثرة المفروض عليهم، لأنه فعل يتردد على كل مَن حدَث من الخلق إلى يوم القيامة، فوقع التشديد ليدلّ على ذلك. قال ابن الجزري:

ثقل فرضنا (حبر)

(النشر 2/ 330، شرح طيبة النشر 5/ 82، المبسوط ص 316، حجة القراءات ص 494، معاني القرآن 2/ 244، تفسير النسفي 3/ 130، كتاب سيبويه 1/ 90).

(3)

ووجه من قرأ بالتخفيف: لأنه يقع للقليل والكثير. وقد أجمعوا على قوله: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ} [القصص: 85]، وقوله:{قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ} [الأحزاب: 50]، وقيل: التخفيف على معنى: أوجبنا أحكامها بالفرض عليكم (النشر 2/ 330، شرح طيبة النشر 5/ 82، المبسوط ص 316، حجة القراءات ص 494، معاني القرآن 2/ 244، زاد المسير 6/ 4، تفسير ابن كثير 3/ 260).

(4)

ما ذكره المؤلف من أن لأبي جعفر النقل كلام غير صحيح.

(5)

والسكت كذلك عن كل من خلاد وابن ذكوان وحفص وإدريس بخلف عنهم. قال ابن الجزري:

والسكت عن حمزة في شيء وأل

والبعض معهما له فيها انفصل

والبعض مطلقًا وقيل بعد مد

أو ليس عن خلاد السكت اطرد

قيل ولا عن حمزة والخلف عن

إدريس غير المد أطلق واخصصن

وقيل حفص وابن ذكوان وفي

هجا الفواتح كطه (ثـ) ـقف

ص: 29

قوله تعالى: {تَذَكَّرُونَ} [1] قرأ حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف بتخفيف الذال

(1)

، وقرأ الباقون بالتشديد

(2)

.

قوله تعالى: {مِائَةَ جَلْدَةٍ} [2] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما - بإدغام التاء في الجيم، وقرأ أبو جعفر "مِايَة" بالياء التحتية

(3)

.

والباقون بالهمز.

قوله تعالى: {رَأْفَةٌ} [2] قرأ ابن كثير بفتح الهمزة، بخلاف عنه

(4)

.

(1)

وكذلك في كل ما جاء من الفعل المضارع المرسوم بتاء واحدة حيث وقع، قال ابن الجزري:

تذكرون (صحب) خففا

(شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).

(2)

ووجه التشديد: أن أصله تتذكرون بتاء المضارعة وتاء التفعيل، ومعناه هنا حصول الفعل بالتراخي والتكرار فخفف بإدغام التاء.

(3)

وهذه قاعدة عند أبي جعفر أنه إذا جاء الهمز مفتوحًا بعد كسر؛ فإنه يبدل الهمزة ياء عند الوقف والوصل، نحو {فِئَةٍ} ، و {مِائَةَ} و {خَاطِئَةِ} ، و {رِئَاءَ النَّاسِ} ، و {لَيُبَطِّئَنَّ} ، و {شَانِئَكَ} ، و {قُرِئَ} ، وكل هذا عنه باتفاق، واختلف عنه في {مَوْطِئًا} فقطع له بالإبدال أبو العلاء من رواية ابن وردان وكذلك الهذلي من روايتي ابن وردان وابن جماز ولم يذكر الهمز فيهما إلا من طريق النهرواني عن أصحابه عن ابن وردان، وقطع أبو العز من الروايتين وكذلك ابن سوار وهما صحيحان واتفق الأصبهاني وأبو جعفر على إبدال (خاسيًا)، قال ابن الجزري:

باب مائة فئة وخاطئة رئا يبطئن ثب

(شرح طيبة النشر 2/ 285، 286).

وهي قاعدة عند حمزة عند الوقف، وهي أنه إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد كسرة أو ضمة نحو {مِائَةِ} و {نَاشِئَةَ} ، و {مُلِئْتَ} ، و {يُؤْذَنُ} ، و {وَالْفُؤَادَ} ، فيصير (مِيَة، نَاشيَة، مُلِيَت، يُوَذنُ، الفُواد)، قال ابن الجزري:

وبعد كسرة وضمّ أبدلا

إن فتحت ياء وواوًا مسجلا

(4)

ما ذكره المؤلف عن الخلاف كلام غير دقيق؛ فالخلاف عن البزي فقط؛ فقد روى عنه أبو ربيعة تحريك الهمزة في حرف النور، وروى ابن الحباب إسكانها، واتفق معه قنبل في تحريكها في النور، وأما في الحديد فاتفق عن البزي على إسكانها، واختلف عن قنبل؛ فروى عنه ابن مجاهد إسكان الهمزة كالجماعة، وروى عنه ابن شنبوذ فتح الهمزة وألف بعدها مثل رعافة، وهي قراءة ابن جريج ومجاهد واختيار ابن مقسم، وحملت رأفة أولًا على الخصوص لقرينة الفرش، قال ابن الجزري:

رأفة (هـ) ـدى خلف (ز) كا حرك وحرك وامددا

خلف الحديد (ز) ن =

ص: 30

والباقون بالإسكان

(1)

.

وأبدل الهمزة ألفًا: أبو جعفر، وأبو عمرو، بخلاف عنه

(2)

.

قوله تعالى: {يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} [4] قرأ الكسائي بكسر الصاد

(3)

.

والباقون بالفتح

(4)

.

قوله تعالى: {ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} [4] قرأ ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - بإبدال الهمزة ألفًا.

والباقون بالهمز، وقرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما - بإدغام التاء في الشين.

= (النشر 2/ 330، الغاية ص 217، شرح طيبة النشر 5/ 83، السبعة ص 452).

(1)

فتح الهمزة وإسكانها لغتان في (فعَل وفَعْلة) إذا كان حرف الحلق عينه أو لامه (النشر 2/ 330، الغاية ص 217، شرح طيبة النشر 5/ 83، السبعة ص 452، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 133، زاد المسير 6/ 7).

(2)

وكذلك الأصبهاني عن ورش (النشر 2/ 330، غيث النفع ص 302، إملاء ما من به الرحمن 2/ 83، السبعة ص 452).

(3)

{الْمُحْصَنَاتِ} بكسر الصاد في جميع القرآن أي هن أحصنَّ أنفسهنَّ بالإسلام والعفاف، فذهب الكسائي إلى أن المحصنات المسلمات العفائف هنّ أحصنّ أنفسهنّ بالإسلام والعفاف، والعرب تقول: أحصنت المرأة فهي محصنة وذلك إذا حفظت نفسها وفرجها وحجته في فتح الحرف الأول وكسر ما عداه أن المعنى فيه غير موجود فيما عداه، وذلك أن المحصنات ها هنا هن ذوات الأزواج اللاتي أحصنهن أزواجهن سوى ملك اليمين اللاتي كان لهن الأزواج فكن محصنات بهم فأحلهن بعد استبرائهنّ بالحيض، فأما ما سوى هذا الحرف فإن المراد فيه ما ذكرنا من الإسلام والعفة.

عن الحسن في قوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ} قال: ذوات الأزواج، فقال الفرزدق: قد قلت فيه شعرًا، قال الحسن: ما قلت يا أبا فراس؟ قال: قلت:

وذاتُ حليلٍ أنكحتْها رماحُنا

حلالٌ لمن يبني بها لم تطلَّقِ

قال ابن الجزري:

والجمع حرم صن حمًا ومحصنه

في الجمع كسر الصاد لا الأولى رما

(4)

وحجة من فتح الصاد أي متزوجات أحصنهن أزواجُهن، والأزواج محصِنون والنساء محصنَات. قال أبو عمرو: الزوج يحصِنُ المرأة، والإسلام كذلك، فإذا أحصن أي أحصنهن الأزواج والإسلام قال: ولا تقول العرب هذا قاذف محصنة لا محصنات إلا محصنة ومحصنات فتأويل المحصنات أزواجهن أعفوهن أو إسلامهن أحصنهن فهن محصنات بذلك (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 197، الهادي 2/ 147 - 148، التيسير ص 95، النشر 2/ 249، السبعة ص 230، زاد المسير 2/ 41).

ص: 31

قوله تعالى: {شُهَدَاءُ إِلَّا} [6] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتحقيق الهمزة الأولى، وتسهيل الثانية كالياء، وعن نافع، وابن كثير، وأبي عمرو - أيضًا - إبدال الثانية واوًا خالصة مكسورة

(1)

، والباقون بتحقيقهما.

قوله تعالى: {أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ} [6] الأولى، قرأ حمزة، والكسائي، وحفص، وخلف برفع العين

(2)

.

والباقون بالنصب

(3)

.

(1)

إذا جاءت الهمزتان في كلمتين، وكانت الأولى مضمومة والثانية مكسورة؛ فإن ذلك على قسمين: متفق عليه، ويقع في اثنين وعشرين موضعًا؛ هي {يَشَاءُ إِلَى} بالبقرة ويونس والنور، و {الشُّهَدَاءُ إِذَا} بالبقرة، و {يَشَاءُ إِذَا} بآل عمران، و {يَشَاءُ إِنَّ} بآل عمران والنور وفاطر، و {نَشَاءُ إِنَّ} بالأنعام، و {السُّوءُ إِنْ} بالأعراف، و {نَشَاءُ إِنَّكَ} ، بهود {يَشَاءُ إِنَّهُ} بيوسف وموضعي الشورى، و {نَشَاءُ إِلَى} بالحج، و {شُهَدَاءُ إِلَّا} بالنور، {الْمَلأُ إِنِّي} بالنمل، و {الْفُقَرَاءُ إِلَى} و {الْعُلَمَاءُ إِنَّ} و {السَّيِّئُ إِلَّا} ثلاثتها بفاطر، و {يَشَاءُ إِنَاثًا} ، بالشورى، ومختلف فيه وهو في ستة مواضع {يَازَكَرِيَّا إِنَّا} بمريم: 7، في قراءة من همز {يَازَكَرِيَّا} و {النَّبِيُّ إِنَّا} معًا بالأحزاب و {النَّبِيُّ إِذَا} بالممتحنة: 12، و {النَّبِيُّ إِذَا} ، بالطلاق: 1، و {أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى} بالتحريم: 3، على قراءة نافع في الخمسة، وقد اتفقوا على تحقيق الأولى واختلفوا في الثانية، فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ورويس بتسهيلها واختلف عنهم في كيفية التسهيل فقال جمهور المتقدمين: تبدل واوًا خالصة مكسورة فدبروها بحركتها ما قبلها، قال الداني: وهو مذهب أكثر أهل الأداء، وقال جمهور المتأخرين: تسهل بين الهمزة والياء فدبروها بحركتها فقط وهذا هو الوجه في القياس، والأول آثر في النقل، كما في النشر عن الداني، وأما من سهلها كالواو فدبرها بحركة ما قبلها على رأي الأخفش فتعقبه في النشر بعدم صحته نقلًا وعدم إمكانه لفظًا؛ فإنه لا يتمكن منه إلا بعد تحويل كسرة الهمزة ضمة أو تكلف إشمامها الضم وكلاهما لا يجوز لا يصح، قال ابن الجزري:

وعند الاختلاف الاخرى سهلن

(حرم)(حـ) ـوى (غـ) ـنا ومثل السوء إن

(شرح طيبة النشر 2/ 268، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 74).

(2)

وحجة من رفع أنه جعل {أَرْبَعُ} خبرًا عن {شَهَادَةً} في قوله: {فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ} فيكون (بالله) متعلقًا بـ {شَهَادَاتٍ} ، ولا يتعلق بـ {شَهَادَةً} لأنك كنت تفرق بين الصلة والموصول بخبر الابتداء. قال ابن الجزري:

............... وأولى أربع (صحب)

(3)

وحجة من نصب أن {شَهَادَةً} بمعنى {أَنْ يَشْهَدَ} فأعمل {يَشْهِدَ} في فنصبه، ورفع {الشَّهَادَةَ} بمضمر، كأنه قال: فلازمٌ شهادة أحدهم، أو واجبٌ شهادة أحدهم، أو فالحكمُ شهادة أحدهم، أو فالفرضُ شهادة أحدهم. ويجوز أن يكون {إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} خبرًا عن شهادة، ويجوز أن =

ص: 32

قوله تعالى: {أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ} [7] قرأ نافع، ويعقوب بإسكان النون مخففة، ورفع التاء

(1)

.

والباقون بتشديد النون، ونصب التاء، هذا في حال الوصل

(2)

.

وأما الوقف عليها: فوقف ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب بالهاء.

ووقف الباقون بالتاء. والرسم بالتاء المجرورة

(3)

.

= يكون مفعولًا للشهادة، فتعلّق الشهادة كما تعلق العلم. ويجوز أن تنصب {أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ} على المصدر، كما تقول: شهدت مائة شهادة، وضربته مائة سوط (شرح طيبة النشر 5/ 83، النشر 2/ 330، الغاية ص 218، السبعة ص 453، إعراب القرآن 2/ 433، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 134، معاني القرآن 2/ 247، وزاد المسير 6/ 15، وتفسير القرطبي 12/ 182).

(1)

بتخفيف (أنّ) ورفع (اللعنة) على الابتداء، وعليه الخبر وكسر الضاد من (غضب)، على أنّه فعل ماضٍ، يرتفع به الاسم بعده، و (أن) يراد بها الثقيلة، ولا تُخفف (أنّ) المفتوحة إلا وبعدها الأسماء، فتضمر معها الهاء، وإذا خفّفتَ المكسورة أضمرتَ معها القصة أو الحديث. قال ابن الجزري:

لا حفص أن خفف معًا لعنة (ظـ) ـن (إ) ذ

(2)

وحجة من قرأ بتشديد (أنّ)، ونصب (اللعنة) وفتح الضاد من (غضب): أنهم يجعلونه مصدرًا، وينصبونه بـ (أنّ) ويخفضون الاسم بعده، على إضافة الغضب إليه (شرح طيبة النشر 5/ 83، النشر 2/ 330، الغاية ص 218، السبعة ص 453، إعراب القرآن 2/ 433، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 134، التيسير ص 161).

(3)

الأصل اتباع الرسم لكل القراء؛ إلا أنه اختلف عنهم في أصل مطرد وكلمات مخصوصة فالأصل المطرد كل هاء تأنيث رسمت تاء نحو {رَحْمَتَ} و {نِعْمَتَ} و {شَجَرَتَ} فوقف عليها بالهاء خلافًا للرسم الكسائي وابن كثير وأبو عمرو، والوقف على المرسوم متفق عليه ومختلف فيه والمختلف فيه انحصر في خمسة أقسام:

أولها: الإبدال، وهو إبدال حرف بآخر، فوقف ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وكذا يعقوب بالهاء على هاء التأنيث المكتوبة بالتاء، وهي لغة قريش وقعت في مواضع:

أولها: {رَحْمَتَ} في المواضع السبعة بالبقرة والأعراف وهود وأول مريم وفي الروم والزخرف معًا.

ثانيها: {نِعْمَتَ} في أحد عشر موضعًا الآية: 231 ثاني البقرة، وفي المائدة الآية: 11، وآل عمران الآية: 103، وثاني إبراهيم الآية: 28 - 34، وثالثها وثاني النحل الآية: 53 - 71 - 72 - 83، وثالثها ورابعها وفي لقمان الآية: 31، وفاطر الآية: 3، والطور الآية:29.

وثالثها: {سُنَّتُ} في خمسة بالأنفال الآية: 38، وغافر الآية: 85، وثلاثة بفاطر الآية:43.

ورابعها: {امْرَأَتُ} سبع بآل عمران الآية: 35، واحد واثنان بيوسف الآية: 30 - 51، وفي القصص الآية: 9، واحد وثلاثة بالتحريم الآية: 10 - 11. =

ص: 33

قوله تعالى: {وَالْخَامِسَةَ} [9] الأخيرة، قرأ حفص بالنصب

(1)

.

والباقون بالرفع

(2)

، ولا خلاف في الأولى أنها بالرفع.

قوله تعالى: {أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا} [9] قرأ نافع بإسكان النون مخففة، وكسر الضاد، ونصب الباء، ورفع لفظ الجلالة. وقرأ يعقوب بإسكان النون مخففة، ونصب الضاد،

= خامسها: {بَقِيَّتُ اللَّهِ} بهود الآية: 86.

سادسها: {قُرَّتُ عَيْنٍ} بالقصص الآية: 9.

سابعها: {فِطْرَتَ اللَّهِ} بالروم الآية: 30.

ثامنها: {شَجَرَتَ الزَّقُّومِ} بالدخان الآية: 43.

تاسعها: {لَعْنَتَ} موضعان بآل عمران الآية: 61، وبالنور الآية:7.

عاشرها: {وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} بالواقعة فقط الآية: 89.

حادي عاشرها: {ابْنَتَ عِمْرَانَ} بالتحريم الآية: 12.

ثاني عاشرها: {وَمَعْصِيَتِ} موضعي المجادلة الآية: 8 - 9.

ثالث عاشرها: {كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى} بالأعراف الآية: 137. ووقف الباقون بالتاء موافقة لصريح الرسم وهي لغة طيئ، والأصل اتباع الرسم لكل القراء إلا أنه اختلف عنهم في أصل مطرد وكلمات مخصوصة فالأصل المطرد: كل هاء رسمت تاء نحو {رَحْمَتَ} {نِعْمَتَ} {شَجَرَتَ} فوقف عليها خلافًا للرسم القراء المذكورون، قال ابن الجزري:

وقف لكل باتباع ما رسم

إلى أن قال:

قف بالها (ر) جا (حق)

(التيسير ص 60، شرح طيبة النشر 3/ 225، 226، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 137).

(1)

وحجة من نصبه أنه نصبه على إضمار فعل، دلّ عليه الكلام تقديره: ويشهد الخامسة، أي الشهادة الخامسة، لأن {شَهَادَةٌ} تدل على {وَيُشْهِدُ} ، ونصبه على أنه موضوع موضع. ويجوز نصب الخامسة في قراءة من نصب {أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ} على العطف على {أَرْبَعَ} ويجوز نصب {أربع} ، و {الخامسة} على أنهما موضوعان موضع المصدر. قال ابن الجزري:

وخامسة الأخرى فارفعوا لا حفص

(2)

حجة من رفع أنه عطفه على {أَرْبَعَ} إن كان مِمن يقرأ {أربع شُهادات} بالرفع، وإن كان يقرأ (أربعَ) بالنصب رفع (الخامسة) على خبر ابتداء محذوف، تقديره: وشهادة أحدهم الخامسة. ويجوز أن يحمله على المعنى، لأن {أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ} وإن نصبتَه فمعناه الرفع فترتفع (الخامسة) على العطف على معنى {أَرْبَعَ} (شرح طيبة النشر 5/ 84، الغاية ص 218، السبعة 453، إعراب القرآن 2/ 433، النشر 2/ 331).

ص: 34

ورفع الباء، وجر الهاء من الجلالة

(1)

، وقرأ الباقون بتشديد النون، ونصب الضاد والباء، وجر الهاء من الجلالة

(2)

.

قوله تعالى: {جَاءُو} [11] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف - في اختياره - بإمالة الألف بعد الجيم

(3)

.

والباقون بالفتح، وورش على أصله على الهمزة بالمد والتوسُّط والقصر

(4)

، وإذا وقف حمزة، سهَّل الهمزة مع المد والقصر، وعنه - أيضًا - إبدالها واوًا مع المد والقصر

(5)

.

قوله تعالى: {لَا تَحْسَبُوهُ} [11] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر بفتح السين

(6)

.

(1)

الحجة لمن خفف أن ورفع بها ما قدمناه آنفًا وهو الوجه ولو نصب لجاز، أو أنه جعلها المخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن المقدر، ثم {غَضِبَ} عند نافع ماض واسم الله تعالى فاعله، والجملة هي الخبر، أما عند يعقوب: فإن {غَضَبَ} مبتدأ والاسم الكريم فاعله أضيف إليه وعليها خبر المبتدأ، والجملة خبر أن، قال ابن الجزري:

........ أن خفف معًا لعنة (ظـ) ـن

(إ) ذ غضب الحضرم والضاد اكسرن

والله رفع الخفض (أ) صل

(2)

والحجة لمن شدد ونصب أنه أتى بالكلام على أصل ما بني عليه (شرح طيبة النشر 5/ 84، النشر 2/ 331، المبسوط ص 317، التيسير ص 161، السبعة ص 453، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 260).

(3)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {زَادَهُمْ} و {خَابَ} في طه: 61، فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عه فعنه، وذلك لأنه مد بدل عنده.

(5)

قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحوًا {شُرَكَاؤُنَا} {جَاءُو} .. فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة منه ومكسورها مما رسم فيه صورة الهمزة واوًا وياءً الإبدال بهما محضين مع المد والقصر وهو شاذ لا أصل له في العربية (شرح طيبة النشر 2/ 391، 392).

(6)

يقرأ المذكورون لفظ {يَحْسَبُ} بفتح السين إذا كان مضارعًا خاليًا من الزوائد البنائية خبرًا كان أو استفهامًا، تجرد عن الضمير أو اتصل به، مرفوع أو منصوب، وذلك نحو:{يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ} و {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ} {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ} فخرج بالمضارع الماضي، وبالخالي من الزوائد ذو الزوائد نحو {يَحْتَسِبُونَ} ، وقيدت .. =

ص: 35

والباقون بالكسر

(1)

؛ وكذا "وَتَحْسَبُونَهُ".

قوله تعالى: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ} [11] قرأ يعقوب: "كُبْرَه" برفع الكاف

(2)

. والباقون بالكسر.

وأمال {تَوَلَّى} محضة: حمزة، والكسائي، وخلف

(3)

. وأمالها نافع بين بين بخلاف عنه

(4)

.

قوله تعالى: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ} [12] قرأ أبو عمرو، وحمزة، وهشام، والكسائي، وخلف بإدغام الذال في السين. وقرأ الباقون بالإظهار؛ وكذا {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ}

(5)

.

= بالبنائية؛ أي التي ينتقل الوزن بها إلى وزن آخر لئلا يخرج ذو همزة الاستفهام، ووجه الفتح القياس وهي لغة تميم، قال ابن الجزري:

ويحسب مستقبلًا بفتح سين (كـ) ـتبوا .. (فـ) ـي (نـ) ص (ثـ) بت

(شرح طيبة النشر 4/ 132، النشر 2/ 236، المبسوط ص 154، زاد المسير 1/ 328).

(1)

حسِب، وحسَب لغتان حسب يحسب وحسب يحسب وقال قوم: يحسب بكسر السين من حسب وقالوا: وقد جاءت كلمات على فعل يفعل مثل حسب يحسب ونعم ينعم ويئس ييئس (حجة القراءات ص 148، وشرح طيبة النشر 4/ 133).

(2)

الضم والكسر مصدران لكثرة الشيء؛ أي عظمه، لكن المستعمل في الشّين الضم؛ أي تولى أعظمه؛ وقيل بالضم معظمه، وبالكسر بالبدأة بالإفك، وقيل الأثم. قال ابن الجزري:

كبر ضم كسرًا (ظـ) ـبى

(شرح طيبة النشر 5/ 86، النشر 2/ 331، المبسوط ص 317، معاني القرآن 2/ 247، إعراب القرآن 2/ 434).

(3)

سبق بيان قاعدة حمزة والكسائي وخلف البزار في الإمالة قبل ذلك كثيرًا، قال ابن الجزري:

وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه

وفتحهُ وما بياء رسمه

أمل ذوات الياء في الكل (شفا)

(النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

قال ابن الجزري:

إذ في الصفير وتجد أدغم (حـ) ـلا

لي وبغير الجيم قاض رتلا

الخلف في الدال مصيب وفتى

قد وصل الإدغام في دال وتا

وهذه قاعدة مطردة: أن ذال إذ تدغم في التاء قولًا واحدًا لأبي عمرو وهشام وحمزة وخلف البزار والكسائي، وقرأها الباقون بالإظهار (إتحاف فضلاء البشر ص 129)(باب ذال إذ).

ص: 36

قوله تعالى: {بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} [13] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما - بإدغام التاء في الشين

(1)

.

والباقون بالإظهار؛ وكذا {عِنْدَ اللَّهِ هُمُ} [13]؛ وكذا {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا} [15].

قوله تعالى: {فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ} [14]{فِي} مقطوعة من {مَا} .

قوله تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ} [15] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي بإدغام الذال في التاء

(2)

.

(1)

تدغم التاء في عشرة أحرف: الثاء والجيم والذال والزاي والسين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء: ففي الثاء نحو: {بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ} {ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ} واختلف عنه في {الزَّكَاةَ ثُمَّ} بالبقرة و {التَّوْرَاةَ ثُمَّ} الجمعة: 5، لأنهما مفتوحان بعد ساكن فروى إدغامهما ابن حبش من طريقي الدوري والسوسي وبذلك قرأ الداني من الطريقين وروى أصحاب ابن مجاهد عنه الإظهار لخفة الفتحة بعد السكون.

وفي الجيم نحو [{الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ} - {وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ}].

وفي الذال نحو [{الْآخِرَةِ ذَلِكَ} - {الدَّرَجَاتِ ذُو} واختلف في {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى} {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى} كلاهما من أجل الجزم أو ما في حكمه، وبالوجهين قرأ الداني وأخذ الشاطبي، وأكثر المصريين.

وفي الزاي نحو {بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا} .

وفي السين نحو {الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ} .

وفي الشين نحو {بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} واختلف في {جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} [مريم: 27]، وعلل الإظهار بكون تاء جئت للخطاب وبحذف عينه الذي عبر عنه الشاطبي بالنقصان؛ وذلك لأنهم لما حولوا فعل المفتوح العين الأجوف اليائي إلى فعل بكسرها عند اتصاله بتاء الضمير وسكنوا اللام وهي الهمزة هنا وتعذر القلب نقلوا كسرة الياء إلى الجيم فحذفت الياء للساكنين، ولكن ثقل الكسرة سوغ الإدغام وبالوجهين أخذ الشاطبي وسائر المتأخرين.

وفي الصاد نحو {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا} [الصافات: 1].

والضاد نحو {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} [العاديات: 1].

وفي الطاء نحو {الصَّلَاةَ طَرَفَيِ} [هود: 114]. واختلف في {وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ} [النساء: 102]، لمانع الحزم لكن قوى الإدغام هنا للتجانس وقوة الكسر والطاء ورواه الداني والأكثرون بالوجهين، وأما {بَيَّتَ طَائِفَةٌ} [النساء: 81]، فأدغمه أبو عمرو وجهًا واحدًا وفي الظاء نحو {الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي} (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 34).

(2)

قال ابن الجزري:

إذ في الصفير وتجد أدغم (حـ) ـلا

لي وبغير الجيم قاض رتلا

والخلف في الدال مصيب وقتى

قد وصل الإدغام في دال وتا =

ص: 37

والباقون بالإظهار. والبزي "تَّلقونه"

(1)

.

قوله تعالى: {أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا} [16] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما - بإخفاء الميم عند الباء

(2)

.

والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [20] قرأ أبو عمرو، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب بقصر الهمزة

(3)

.

والباقون بالمد، وعن أبي جعفر - أيضًا - تسهيل الهمزة مع المد

(4)

.

قوله تعالى: {خُطُوَاتِ} [21] قرأ نافع، والبزيُّ، وأبو عمرو، وحمزة، وخلف، وشعبة بإسكان الطاء

(5)

.

وقرأ الباقون بالرَّفْع.

قوله تعالى: {مَا زَكَى مِنْكُمْ} [النور: 21] لم يمل أحد هذه؛ لأنه واوي.

وقد روي عن روح أنه قرأ - أيضًا - بضم الزاي، وكسر الكاف مشددة

(6)

.

= وهذه قاعدة مطردة: أن ذال إذ تدغم في التاء قولًا واحدًا لأبي عمرو وهشام وحمزة وخلف البزار والكسائي، وقرأها الباقون بالإظهار (إتحاف فضلاء البشر ص 129)(باب ذال إذ).

(1)

لم يذكر المؤلف كيفية قراءة البزي، وهو يقرأ بتشديد التاء الأولى مع إظهار الذال.

(2)

ودليل الإخفاء قول ابن الجزري:

والميم عند الباء عن محرك خفي

(3)

فيصير النطق {لَرَءُوفٌ} وهذه قاعدة مطردة في جميع القرآن، قال ابن الجزري:

و (صحبة)(حـ) ـما رؤف فاقصر

وإذا وقف حمزة على هذا اللفظ فليس له إلا التسهيل قولًا واحدًا.

(4)

ما ذكره المؤلف من التسهيل عن أبي جعفر فغير صحيح ولم نقرأ به.

(5)

فيصير النطق {خُطُوَاتِ} وهي لغة تميم وأسد. قال ابن الجزري:

خطوات (إ) ذ (هـ) ـد خلف (صـ) ـفِ (فتى)(حـ) ـفا

(المهذب ص 88).

(6)

وهذه انفرادة ذكرها ابن الجزري في النشر 2/ 331، والنويري في شرح طيبة النشر 5/ 86، قال ابن الجزري: واتفقوا على {مَا زَكَى مِنْكُمْ} بفتح الزاي وتخفيف الكاف إلا ما رواه ابن مهران عن هبة الله عن أصحابه عن روح من ضم الزاي وكسر الكاف مشددة، انفرد بذلك، وهي رواية زيد عن يعقوب من طريق =

ص: 38

قوله تعالى {وَلَا يَأْتَلِ} [22] قرأ أبو جعفر "يَتَألَّ" بالتاء الفوقية بعد الياء التحتية، وبعد الفوقية همزة مفتوحة، وفتح اللام مشددة

(1)

، وقرأ الباقون بهمزة ساكنة بعد التحتية

(2)

، وكسر اللام مخففة، وأبدل الهمزة ألفًا: نافع، وأبو جعفر، وأبو عمرو، بخلاف عنه.

قوله تعالى: {يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} [23] قرأ الكسائي بكسر الصاد

(3)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ} [24] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالياء التحتية؛ على التذكير

(4)

.

والباقون بالتاء الفوقية؛ على التأنيث

(5)

.

قوله تعالى: {يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ} [25] قرأ حمزة، والكسائي، ويعقوب -في الوصل- بضم

= الضرير، وهي اختيار ابن مقسم، ولم يذكر الهذلي عن روح سواها؛ فقلد ابن مهران وخالف سائر الناس ووهم.

(1)

قرأ أبو جعفر (ولا يتأل) بياء مثناة فوقية ثم همزة مفتوحة ثم لام مشددة، من الألوة بتثليث الهمزة؛ أي الحلف؛ أي لا يتكلف الحلف، أو لا يحلف أولو الفضل على أن لا يؤتوا، ودل على حذف لا خلو الفعل من النون الثقيلة؛ فإنها تلزم في الإيجاب، قال ابن الجزري:

ويتأل (خـ) ـــاف (ذ) م

(2)

ووجه القراءة: أنها إما حقيقة من ألوت قصرت أليت: حلفت، يقال: ألى وائتلى وتألى بمعنى؛ فتكون القراءتان بمعنى (النشر 2/ 331)، شرح طيبة النشر 5/ 86، الغاية ص 219، إعراب القرآن 2/ 436، المبسوط ص 217).

(3)

سبق قريبًا.

(4)

ووجه قراءة الياء: أنها للتفريق بين المونث وهو {بِأَلْسِنَةٍ} وبين فعله، ولأن تأنيث الجمع غير حقيقي، ولأن الواحد من الألسنة مذكّر. قال ابن الجزري:

يشهد (ر) د (فتى)

(5)

وحجة من قرأ بالتاء: أنه جعله لتأنيث لفظ الجمع في {بِأَلْسِنَةٍ} و {بِأَلْسِنَةٍ} جمع لسان على لغة من ذكّر كـ (حمار وأحِمرة) وإذا جمع على لغة من أنثه قيل: (ألسن)(النشر 2/ 331، شرح طيبة النشر 5/ 86، الغاية ص 219، إعراب القرآن 2/ 436، المبسوط ص 217، السبعة ص 454، التيسير ص 161، زاد المسير 6/ 26، وتفسير النسفي 3/ 138).

ص: 39

الهاء والميم

(1)

، وأبو عمرو بكسر الهاء والميم

(2)

.

والباقون بكسر الهاء، وضم الميم.

وأما يعقوب: فيضم الهاء وقفًا ووصلًا.

والباقون بالكسر وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} [27] قرأ ورش، وأبو عمرو، وحفص، وأبو جعفر، ويعقوب بضم الباء الموحدة.

والباقون بالكسر

(3)

.

قوله تعالى: {تَذَكَّرُونَ} [27] قرأ حمزة، والكسائي، وحفص، وخلف بنخنيف الذال

(4)

.

(1)

قال ابن مجاهد في السبعة ص 108: وإنما خص هذا الحرف بضم لأنه إذا وليه ظاهر صارت ياؤه ألفًا ولا يجوز وكسر الهاء إذا كان قبله ألف فعامل الهاء مع المكني معاملة الظاهر إذا كان ما قبل الهاء، إذا صار ألفًا لم يجز وكسر الهاء، ولو كان مكان الهاء والميم كاف وميم لم يجز وكسرهما إلا في لغة قليلة لا تدخل في القراءة لبعد الكاف من الياء.

(2)

إنما وكسر الهاء لمجاورة الياء والكسرة (انظر تفصيل ذلك في صورة الفاتحة وانظر: التيسير ص 19، والنشر 1/ 272، والسبعة لابن مجاهد ص 108، والتبصرة ص 251).

(3)

احتج من ضم بأن ذلك هو الأصل في الجمع كقلب وقلوب، ولذلك لم يسأل عن الياء وضمتها وباب (فَعْل) في الجمع الكثير (فُعُول) ولما كان هذا النوع لا يجوز فيه إلا الضم إذا لم يكن الثاني ياء نحو: كعوب ودهور، أجرى ما ثانيه ياء على ذلك؛ لأنه أصله، ولئلا يختلف. وهناك قاعدة مطردة في كل القرآن، وهي: أن لفظ {الْبُيُوتِ} معرفًا، ومنكرًا، ومضافًا وغير مضاف، قرأه المذكورون بكسر الباء، ووجه هؤلاء قراءتهم بأنهم أتوا بالكسرة مناسبة للياء استثقالًا لضم الياء بعد ضمة وهي لغة معروفة ثابتة ومروية.

قال ابن الجزري:

بيوت كيف جا بكسر الضم (كـ) ـــم

(د) ن (صحبة)(تـ) ـــلا

(شرح طيبة النشر 4/ 94، المبسوط ص 143، السبعة ص 177، النشر 2/ 226، التيسير ص 80، كتاب سيبويه 2/ 305، تفسير ابن كثير 1/ 277).

(4)

قرأ المذكورون بتخفيف لفظًا {تَذَكَّرُونَ} المضارع المرسوم بتاء واحدة حيث وقع، قال ابن الجزري:

تذكرون (صحب) خففا

(شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).

ص: 40

والباقون بالتشديد

(1)

.

قوله تعالى: {وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ} [28] قرأ هشام، والكسائي، ورويس بضم القاف

(2)

.

والباقون بالكسر، وأدغم اللام في اللام: أبو عمرو، ويعقوب، بخلاف عنهما

(3)

.

قوله تعالى: {هُوَ أَزْكَى} [28] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(4)

. وقرأ نافع بالإمالة بين بين، بخلاف عنه

(5)

.

والباقون بغير إمالة.

قوله تعالى: {مِنْ أَبْصَارِهِمْ} [30] قرأ الدوري -عن الكسائي- وأبو عمرو، وابن ذكوان -بخلاف عنه- بالإمالة محضة

(6)

، وقرأ ورش بالإمالة بين

(1)

ووجه التشديد: أن أصله تتذكرون بناء المضارعة وتاء التفعيل، ومعناه هنا حصول الفعل بالتراخي والتكرار فخفف بإدغام التاء (شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).

(2)

والمراد به الإشمام فيصير النطق {قُيِل لهم} قالضم لابد وأن يكون بإشمام الضم ووكسر أوله وكيفية ذلك: أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة ووكسرة وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر (انظر: النشر 2/ 208، الغاية في القراءات العشر ص 98، والتيسير ص: 72، والكشف عن وجوه العلل 1/ 230، إتحاف فضلاء البشر ص 157).

(3)

أدغم أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوصًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله ساكن غير متين إلا قوله {قَالَ رَبِّ} و {كَادَ يَزِيغُ} و {الصَّلَاةَ طَرَفَيِ} و {بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} فإنه يدغمها، قال ابن الجزري:

إذا التقى خطًّا محركان .... مثلان جنسان مقاربان

أدغم بخلف الدوري والسوسي معا

لكن بوجه الهمز والمد امنعا

وقال أيضًا:

وقيل عن يعقوب ما لابن العلا

(الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

(4)

سبق قريبًا.

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ـــف

وما به ها غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمر ورد

(6)

سبق ذكر ما في مثل هذه القراءة منذ صفحات قليلة بما أغنى عن ذكرها هنا (وانظر: شرح طيبة النشر 3/ 98 - 100، النشر 2/ 55، التيسير ص 51، الغاية ص 90).

ص: 41

بين

(1)

؛ وكذا قالون وحمزة، بخلاف عنهما

(2)

.

قوله تعالى: {عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [31] قرأ ابن كثير، وابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي بكسر الجيم

(3)

.

والباقون بالضم

(4)

.

قوله تعالى: {غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ} [31] قرأ ابن عامر، وشعبة، وأبو جعفر بنصب الراء

(5)

.

والباقون بالخفض

(6)

.

(1)

الصواب أن ورشًا من طريق الأزرق وحده يقلل كل ألف وقعت قبل راء متطرفة كأبصار والدار، وقال ابن الجزري:

وتقليل جوى للباب

(2)

ما ذكره المؤلف عن تقليل حمزة وقالون فليس بصواب في انفرادة عنهما ولم يقرأ لهما بها.

(3)

سبق ذكره قبل صفحتين.

(4)

احتج من ضم بأن ذلك هو الأصل في الجمع كقلب وقلوب، ولذلك لم يسأل عن الياء وضمتها وباب (فَعْل) في الجمع الغير (فُعُول) ولما كان هذا النوع لا يجوز فيه إلا الضم إذا لم يكن الثاني ياء نحو: كعوب ودهور، أجرى ما ثانيه ياء على ذلك؛ لأنه أصله، ولئلا يختلف (شرح طيبة النشر 4/ 94، النشر 2/ 226، المبسوط ص 143، الغاية ص 112، الإقناع 1/ 607، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 284، شرح شعلة ص 286).

(5)

وحجة من قرأ بالنصب: أنه جعله على الاستثناء، ويجوز نصبه على الحال من المضمر المرفوع في التابعين، تقديره على الاستثناء: لا يبدين زينتهن إلا للتابعين إلا ذا الإربة منهم، وتقديره على الحال، ولا يبدين زينتهن إلا للتابعين عاجزين عن الإربة، والإربة في هذا الموضع الحاجة الى النساء، {أَوِ التَّابِعِينَ} هم من لا حاجة لهم في النساء كالخَصِيّ والعِنّين. قال ابن الجزري:

........ وغير انصب (صـ) ـــبا

(كـ) ـــم (ثـ) ــــاب

(6)

ووجه من قرأ بالخفض: أنه على الصفة للتابعين، وحسن أن يكون (غير) صفة للتابعين، لأنهم غير مقصود بهم قصدَ قوم بأعيانهم، إنما هم جنى، فهم نكرة فى المعنى، فحسُن أن تكون (غير) صفة لهم، وأيضًا فإنه لمّا اختصت (غير) بمعنى {أُولِي الْإِرْبَةِ} دون غيرهم قربن من المعرفة، فحُسن أن يوصف بها ما لفظه لفظ المعرفة كما أن {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} لما اختصت بغير الزمن قرُبن من المعِرفة، فحسُن أن يكون نعتًا لما قرب من المعرفة، وهذا كما قال:{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} فاتت {غَيْرِ} صفة لـ {الَّذِينَ} إذ لا يُراد بـ {الَّذِينَ} قوم بأعيانهم، إنما هم اسم لكل من أنعم عليه بالإيمان والإسلام. وقد تقدّم هذا في قوله:{غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95](شرح طيبة النشر 5/ 5/ 88، النشر 2/ 332، السبعة ص 455، إعراب القرآن 2/ 439، المبسوط ص 318، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 136).

ص: 42

قوله تعالى: {أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ} [31] وقف عليها أبو عمرو، والكسائي، ويعقوب بالألف بعد الهاء

(1)

.

ووقف الباقون على الهاء

(2)

؛ اتباعًا للرسم. وأما في الوصل: فضم الهاء ابن عامر

(3)

، وفتحها الباقون

(4)

.

قوله تعالى: {الْأَيَامَى} [32] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(5)

. وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(6)

.

(1)

قرأ المذكورون {أيها} عند الوقف بالألف، وحجتهم في ذلك: أن الألف إنمّا حُذفت في الوصل لسكونها وسكون ما بعدها، فلمّا وقف، وزال ما بعدها، ردّها إلى أصلها، فأثبتها، ولم يعرِّج على الخط، لأن الخط لم يكتب على الوقف، إنما كتب على لفظ الوصل. قال ابن الجزري:

قف (ر) جا (حما) بالألف

(شرح طيبة النشر 3/ 247، النشر 2/ 142، غيث النفع ص 302، السبعة ص 455، التيسير ص 161، الغاية ص 219).

(2)

وحجة من حذف الألف في الوقف أنه اتبع الخط، واتبع اللفظ في الوصل، إذ لا ألف في الخط، لأنه كُتب على لفظ الوصل، ولا ألف في الوصل، فحذفها لسكونها ولسكون ما بعدها (شرح طيبة النشر 3/ 247، النشر 2/ 142، غيث النفع ص 302، السبعة ص 455، التيسير ص 161، الغاية ص 219).

(3)

قرأ ابن عامر حرف {أَيُّهُ} بالنور والزخرف والرحمن بضم الهاء في الوصل، وحجة من ضمّ الهاء أنه حذف الألف في الوصل لالتقاء الساكنين، وحذفت من الخط لفقدها من اللفظ، فلمّا رأى الألف محذوفة من خط المصحف أتبع حركةَ الهاء حركةَ الياء قبلها، وقيل: بل ضمّ الهاء لأنه قدّرها آخرًا في المعنى، كما هي أخرى في اللفظ، فضمّ كما يضمّ المنادى المفرد، وكلا اللغتين ضعيف. ويجوز أن تكون لغة مسموعة. قال ابن الجزري:

ها أيه الرحمن نور الزخرف

(كـ) ـــم ضم

(شرح طيبة النشر 2/ 247، النشر 2/ 142، غيث النفع ص 302).

(4)

وحجة من فتح الهاء في الوصل أنه لمّا حذف الألف، لالتقاء الساكفين، أبقى الفتحة على حالها، تدلّ على الألف المحذوفة، قالفتح هو الأصل، وهو ما عليه الجماعة من فتح الهاء، وحذف الألف في الوقف اتباعًا للخط (شرح طيبة النشر 3/ 247، النشر 2/ 142، غيث النفع ص 302، السبعة ص 455، التيسير ص 161، الغاية ص، 219، المصاحف 113، إيضاح الوقف والابتداء 278).

(5)

سبق بيان ما في هذه الإمالة وقاعدتها قبل صفحات قليلة (وانظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(6)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

ص: 43

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ} [32] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف -في الوصل- بضم الهاء والميم، وقرأ أبو عمرو، وروح بكسر الهاء والميم، وقرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر بكسر الهاء، وضم الميم، وقرأ رويس -عن يعقوب- بالوجهين، أي: بضم الهاء والميم ووكسرهما

(1)

. وأما في حال الوقف: فالجميع بإسكان الميم. وأما الهاء: فرويس بضم الهاء وبكسرها، بالوجهين معًا.

والباقون بكسرها.

قوله تعالى: {مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [33]{مِمَّا} في الرسم موصولة. وأما {مِنْ مَالِ اللَّهِ} : فمقطوعة "من" من "ما".

قوله تعالى: {آتَاكُمْ} [33] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(2)

.

وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(3)

.

والباقون بالفتح.

(1)

قرأ يعقوب كل هاء وقعت بعد ياء ساكنة بضم الكسر سواء كانت في الثلاثة أو في غيرها في ضمير تثنية أو جمع مذكر أو مؤنث نحو: {عَلَيْهَا} {صَيَاصِيهِمْ} {تَأْتِيَهُمْ} {تَرْمِيهِمْ {عَلَيْهِنَّ} إلا أن أفرد الضمير نحو {عَلَيْهِ} {إِلَيْهِ} وهذا كله إن كانت الياء موجودة، فإن زالت لعلة جزم أو بناء نحو {يَأْتِيَهُمْ} {وَيُخْزِهِمْ} ، {فَاسْتَفْتِهِمْ} {فَآتِهِمْ} فإن رويسًا ينفرد بضم فلك كله، عدا {وَيُلْهِهِمُ} {يُغْنِهِمُ} {وَقِهِمْ} فاختلف عنه فيها؛ فروي وكسر الأربعة: القاضي عن النخاس، والثلاثة الأول: الهذلي عن الحماس، وكذا نص الأهوازي، وكذا أخذ علينا في التلاوة، زاد ابن خيرون عنه وكسر الرابعة. وضم الأربعة الجمهور عن رويس، واتفق عنه على وكسر {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ} ووجه ضم الجميع ما تقدم، ووجه الكسر: الاعتداد بالعارض؛ وهو زوال الياء مراعاة صورة اللفظ، ووجه الاتفاق في {يُوَلِّهِمْ} تغليب العارض، قال ابن الجزري:

وبعد ياء سكنت لا مفردا

(ظـ) ـــاهر وإن نزل كيخزهم (غـ) ـــدا

وخلف يلههم قهم ويغنهم

عنه ولا يضم من يولهم

(شرح طيبة النشر 2/ 53، 54).

(2)

سبق قريبًا.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

ص: 44

قوله تعالى: {عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ} [33] قرأ قالون، والبزيُّ بنسهيل الهمزة الأولى مع المد والقصر. وقرأ أبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى، وتسهيل الثانية كالياء. ولورش

(1)

، وقنبل وجه آخر: وهو أن يجعلا الثانية ممدودة كحرف مد. ولورش وجه ثالث في موضعين:

أحدهما: في البقرة، في قوله تعالى:{هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ} [البقرة: 31]. والثاني: في النور، في قوله تعالى:{عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ} [النور: 33].

وهو جعلها ياء خالصة مكسورة

(2)

.

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق منه فعنه.

(2)

سهل الهمزة الأخيرة من الهمزتين المتفقتين مطلقًا رويس يعني من غير طريق أبي الطيب، وكذلك قنبل من طريق ابن مجاهد وهذا مذهب الجمهور عنه ولم يذكر عنه العراقيون وصاحب التيسير غيره، وكذا ذكره ابن سوار منه من طريق ابن شنبوذ، وروى عنه عامة المصريين والمغاربة إبدالها حرف مد خالص فتبدل في حالة الكسر ياءً وفي حالة الضم واوًا ساكنة وهي التي قطع به في الهادي والهداية والتجريد ومما في التبصرة والكافي والشاطبية وروى عنه ابن شنبوذ إسقاط الأولى مطلقًا كما ذكره، وأما ورش فلا خلاف منه من طريق الأصبهافي في تسهيلها بين بين، واختلف عن الأزرق فروى عنه إبدال الثانية حرف مد جمهور المصريين ومن أخذ عنهم من المغاربة وهو الذي قطع به غير واحد منهم، كابن سفيان والمهدوي وابن الفحام، وكذا في التبصرة والكافي وروى عنه تسهيلها مطلقًا بين كثير منهم كأبي الحسن بن غلبون وابن بليمة وصاحب العنوان ولم يذكر في التيسير غيره، واختلفوا عنه في حوفين {هَؤُلَاءِ إِنْ} {الْبِغَاءِ إِنْ} فروى عنه كثير من رواة التسهيل جعل الثانية فيها ياء مكسورة وقال في التيسير: وقرأت به ابن خاقان؟ قال: وروى عنه ابن شيطا إجراؤهما لنظائرهما، وقد قرأت بذلك أيضًا على أبي الفتح، وأكثر مشيخة المصريين على الأول. وقرأ الباقون وهم ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وروح بتحقيق الهمزتين مطلقًا وجه تخنيف الثانية أنها سبب زيادة الثقل فخصت وطردًا للبافين وجمعًا وهو مذهب الخليل وحكاه عن أبي عمرو، ووجه قلبها المبالغة في التخفيف وهو سماعي ووجه الاختلاس مراعاة لأصلها، ووجه التحقيق الأصل. قال ابن الجزري:

.... وقيل تبدل

مدًّا (ز) كا (جـ) ودًا وعنه هؤلا

إن والبغا إن كسر ياء أبدلا

وقال:

وسهل الأخرى رويس قنبل

ورش وثامن وقيل تبدل

مدا زكا جودًا =

ص: 45

والباقون بتحقيقهما.

قوله تعالى: {إِكْرَاهِهِنَّ} [33] قرأ ابن ذكوان بالفتح والإمالة محضة معًا

(1)

.

والباقون بالفتح، وورش على أصله من ترقيق الراء.

قوله تعالى: {آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ} [34] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وشعبة، وأبو جعفر، ويعقوب بفتح الياء التحتية

(2)

. والباقون بكسرها

(3)

.

قوله تعالى: {كَمِشْكَاةٍ} [35] قرأ الدوري -عن الكسائي- بالإمالة محضة

(4)

= (انظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص: 42، 43).

(1)

قال ابن الجزري:

وخلفه الإكرام شاربينا

إكراههن والحوارينا

(2)

وحجة من فتح الياء أنه أجراه على ما لم يسم فاعله، أي يبين، أي يبينها مَن يقوم فيها وينكرها، ويبين الآيات أنها آيات، أي يبينها الله أنها، آيات. قال ابن الجزري:

وصف دما بفتح يا مبينة

(الكشف عن وجوه القراءات 1/ 283)

(3)

وحجة من قرأ بكسر الياء أنه اضاف الفعل إلى الفاحشة، لأنها تبين عن نفسها أنها فاحشة يقبح فعلها، وتبين الآيات عن نفسها أنها آيات لإعجازه. {الْفَاحِشَةَ} الزنا في قول الحسن والشعبي، أي: إن زنت المرأة بزنى أخرجت للحد، وصلُح الخَلعْ. قال عطاء الخراسانى: هو منسوخ، كان الرجل إذا تزوج المرأة فأتت بفاحشة كان له أن يأخذ منها كل ما ساق إليها، فنسخ ذلك بالحدود. وقال الضحاك وقتادة: الفاحشة النشوز: إذا نشزت عنه، كان له أن يأخد منها الفدية ويدعها. وقيل: المعنى: (إلا أن يزنين) فيحبسن في البيوت. فهذا كان قبل النسخ بالحدود، وقيل: الفاحشة البذاء باللسان. وقيل: هي خروجهن من بيوتهم في العدة ..

(4)

أمال الدوري فقط الألف الثانية من {آذَانِنَا} المجرورة وهو سبعة مواضع بالبقرة والأنعام والإسراء وموضعي الكهف وبفصلت ونوح و {آذَانِنَا} بفصلت، و {طُغْيَانِهِمْ} وخرج {طُغْيَانًا} ، و {بَارِئِكُمْ} موضعي البقرة، و {وَسَارِعُوا} بآل عمران فقط، و {نُسَارِعُ لَهُمْ} و {يسارعون} سبعة مواضع اثنان بآل عمران وثلاثة بالمائدة وفي الأنبياء والمؤمنين، و {الْجَوَارِ} ثلاث بالشورى: 32، والرحمن: 24، والتكوير: 16، و {كَمِشْكَاةٍ} بالنور: 35، وأمال أيضًا لكن بخلف عنه {الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} بالحشر: 24، أجراه مجرى {بَارِئِكُمْ} كذا رواه عنه جمهور المغاربة وهو الذي في الشاطبية وغيرها ورواه عنه بالفتح منصوصًا أبو عثمان الضرير وهو الذي في أكثر الكتب والوجهان صحيحان عن الدوري كما في النشر، قال ابن الجزري: =

ص: 46

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {دُرِّيٌّ} [35] قرأ أبو عمرو، والكسائي بكسر الدال مع المد، والهمز مع الضم

(1)

، وقرأ حمزة، وشعبة بضم الدال مع المد والهمز

(2)

. والباقون بضم الدال، وبعد الدال راء مشددة، وبعد الراء ياء مشددة، مع عدم الهمز

(3)

.

وإذا وقف حمزة، أسقط الهمزة، ووقف على ياء ساكنة، وله-أيضًا- تشديدها مع السكون

(4)

.

= رؤياك مع هداي مثواي توى

مجاي مع آذانهم

جوار مع بارئكم طغيانهم

مشكاة جبارين مع أنصاري

وباب سارعوا

(انظر طيبة النشر (4/ 9)، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر-الدمياطي ج 1/ ص 106).

(1)

وحجة من كسر الدال وهمز ومدّ أنه جعله (فعيلًا) من الدُر، كـ (فسّيق وسِكير)، والمعنى إذا جعلته مشتقًا من الدَّرء وهو الدفع، لأنه يدفع الخفاء لتلألئه وضيائه عند ظهوره فهو درأت النجوم تدرأ، إذا اندفعت فدفعت الظلام بضيائها.، قال ابن الجزري:

دري اكسر الضم (ر) باحز

(2)

وحجة من ضمّ الدّال وهمز ومدّ أنه جعله (فعيلًا) من (درأت) أيضًا. ومثله في الصفات (العلية والسرية)، ومثله في الأسماء (المرية) قال ابن الجزري:

وامدد اهمز (صـ) ـــف (رضى)(حـ) ــــط

(غيث النفع ص 303، تفسير قريب القرآن 305).

(3)

وحجة من ضمّ الدال وشدّد الياء أنه نسب الكوكب على الدرّ لفرط ضيائه ونوره، فهو (فُعلِى) من الدُّر. ويجوز أن يكون أصله الهمز فيكون (فعيلًا) من الدَّرء وهو الدفع، لكن خُفّفت الهمزة، وأبدل منها ياء، لأن قبلها زائدة للمدّ كياء (خطيّة)، ووقع الإدغام لاجتماع ياءين الأولى ساكنة (شرح طيبة النشر 5/ 89، النشر 2/ 334، المبسوط ص 318، التيسير ص 162، السبعة ص 455، غيث النفع ص 303، وزاد المسير 6/ 41، وتفسير ابن كثير 3/ 290، وتفسير النسفي 3/ 154).

(4)

وقد وقف عليها حمزة وهشام بخلف عنه لأن الواو زائدة، فإذا كانت الواو أو الياء زائدتين مثلًا {قُرُوءٍ} و {بَرِيءٌ} فإن حمزة وهشام يبدلان الهمز الواقع بعدهما واوًا بعد الواو وياء بعد الياء، ويدغم الواو في المواد المبدلة، والياء في الياء المبدلة، ووجه البدل: تعذر النقل وضعف التسهيل لقصور الحرفين في المد عن الألف فتعين البدل، وأبدلت من جنس ما قبلها لقصد الإدغام. قال ابن الجزري:

والواو واليا إن يزادا أدغما

والبعض في الأصلي أيضًا أدغما

(شرح طيبة النشر 2/ 351)

ص: 47

قوله تعالى: {يُوقَدُ} [35] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب بتاء فوقية مفتوحة، وفتح الواو، وتشديد القاف، وفتح الدال

(1)

. وقرأ نافع، وابن عامر، وحفص بياء تحتية مضمومة، وإسكان الواو، وتخفيف القاف، ورفع الدال، وقرأ الباقون -وهم شعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف- بتاء فوقية مضمومة، وإسكان الواو، وتخفيف القاف، ورفع الدال

(2)

.

قوله تعالى: {يُضِيءُ} [35] إذا وقف حمزة، وهشام، وقفًا بياء ساكنة، ولهما -أيضا- تشديد الياء مع السكون.

ولهما -أيضًا- الروم مع التخفيف، ومع التشديد.

قوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ} [36] قرأ ورش، وأبو عمرو، وحفص، وأبو جعفر برفع الباء الموحدة.

والباقون بالكسر

(3)

.

قوله تعالى: {يُسَبِّحُ} [36] قرأ ابن عامر، وشعبة بفتح الباء الموحدة

(4)

.

(1)

وحجة من فتح التاء والدال وشدّد أنه جعل الفعل للزجاجة، فأنّث، والمعنى للمصباح لكن لمّا التبس المصباح بالزجاجة حمل التأنيث على الزجاجة، وجعل الفعل ماضيًا، وقوله:{مِنْ شَجَرَةٍ} معناه: من زيت شجرة. قال ابن الجزري:

تفعلا (حق)(ثـ) ــنا

(2)

وحجة من ضمّ التاء والدال أنه أنّث لتأنيث الزجاجة، على ما ذكرنا أولًا. وجعل الفعل مسقبلًا لم يسمّ فاعله، ففي الفعل ضمير الزجاجة، قام مقام الفاعل، والمعنى للمصباح. قال ابن الجزري:

يوقد أنث (صحبة)

(شرح طيبة النشر 5/ 90، النشر 2/ 332، المبسوط ص 319، الغاية ص 219، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 139).

(3)

سبق بيانه في الآية (27) من سورة النور (وانظر: شرح طيبة النشر 4/ 94، المبسوط ص 143، السبعة ص 177، النشر 2/ 226، التيسير ص 80 كتاب سيبويه 2/ 305، تفسير ابن كثير 1/ 277).

(4)

بفتح الباء، على ما لم يسمّ فاعله فـ {لَهُ} يقوم مقام الفاعل، ثمّ فسر مَن هو الذي يسبح له بقوله:{رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ} كأنه لمّا قيل: {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا} فقيل: من هو الذي يسبّح؟ فقيل: رجال، صفتهم كذا وكذا، وله نظائر في القرآن منها ما مضى ومنها ما سيأتي. ويجوز أن يرتفع {رِجَالٌ} بالابتداء والخبر {فِي بُيُوتٍ} فيوقف على {وَالْآصَالِ} في القول الأول ولا يوقف عليه في هذا القول الثاني. قال ابن الجزري: =

ص: 48

والباقون بكسرها

(1)

.

قوله تعالى: {يَحْسَبُهُ} [39] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر بفتح السين

(2)

.

والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {يَغْشَاهُ} [40] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(3)

.

وقرأ نافع بالفتح، وبين اللفظين

(4)

.

والباقون بالفتح.

فوله تعالى: {سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ} [40] قرأ البزيُّ: "سَحَابُ" بغير تنوين مع الرفع، "ظُلُماتِ" بالخفض منونًا

(5)

. وقرأ قنبل: "سَحَابٌ" بالتنوين والرفع، "ظُلُمَاتٍ" بالخفض والتنوين

(6)

.

= وافتحوا لشعبة والشام با يسبح

(1)

ووجه من قرأ بكسر الباء: أنهم بنوا الفعل للفاعل، وهو {الرجالُ} فارتفعوا بفعلهم (شرح طيبة النشر 5/ 89، النشر 2/ 336، المبسوط ص 319، السبعة ص 456، معاني القرآن 1/ 357، وإيضاح الوقف والابتداء 798، وزاد المسير 6/ 47، وتفسير القرطبي 12/ 275، وتفسير ابن كثير 3/ 294، وتفسير النسفي 3/ 146).

(2)

سبق توضيح ما في مثل هذه الكلمة قبل عدة صفحات مما أغنى عن إعادته هنا (وانظر: شرح طيبة النشر 4/ 132، النشر 2/ 236، المبسوط ص 154، زاد المسير 1/ 328).

(3)

سبق قريبًا.

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

وحجة من نوّن الأول ورفعه وخفض {ظُلُمَاتٌ} أنه رفع {سَحَابٌ} بالابتداء و {مِنْ فَوْقِهِ} الخبر، وخفض {ظلماتٍ} على البدل من {ظلماتٍ} الأول. قال ابن الجزري:

وخفض رفع بعد (د) م

(شرح طيبة النشر 5/ 91، النشر 2/ 332، المبسوط ص 319، السبعة ص 457، غيث النفع ص 303).

(6)

وحجة من أضاف أنه رفع {سَحَابٌ} بالابتداء، وأضافه إلى ظلمات ليبين في أيّ شيء هو، و {مِنْ فَوْقِهِ} الخبر و {بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ} ابتداء وخبر في موضع النعت للظلماتِ قال ابن الجزري:

سحاب لا نون (هـ) ـلا =

ص: 49

والباقون برفع {سَحَابٌ} و {ظُلُمَاتٌ} مع التنوين فيهما

(1)

.

قوله تعالى: {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} [40] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكساني، وخلف بالإمالة محضة

(2)

. وقرأ ورش بين اللفظين

(3)

. وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(4)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {ثُمَّ يُؤَلِّفُ} [43] قرأ ورش بإبدال الهمزة واوًا مفتوحة وقفًا ووصلًا

(5)

وإذا وقف حمزة، فعل ذلك كورش

(6)

.

والباقون بهمزة مفتوحة وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {فَتَرَى الْوَدْقَ} [43] قرأ السوسيُّ بالإمالة في الوصل، بخلاف عنه

(7)

.

= (شرح طيبة النشر 5/ 91، النشر 2/ 332، المبسوط ص 319، السبعة ص 457، غيث النفع ص 303).

(1)

وحجة من رفع {ظُلُمَاتٌ} أنه رفع على الابتداء، و {بَعْضُهَا} ابتداء ثان، و {فَوْقَ} خبر لـ {بَعْضٍ} ، وخبرها خبر {ظُلُمَاتٌ} . ويجوز أن ترفع {ظُلُمَاتٌ} على إضمار مبتدأ، أي: هي ظلمات، أو هذه ظلمات.

(2)

سبق قريبًا.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(4)

ما ذكره المؤلف عن قالون هو خطأ ذكرناه أكثر من مرة.

(5)

الهمز المتحرك قسمان: قبله متحرك، وساكن، فالأول: اختلفوا في تخفيف الهمز فيه في سبعة مواضع: الأول: أن تكون مفتوحة مضمومًا ما قبلها فقرأ هذه الكلمات طريق الأزرق وأبو جعفر وكذلك كل همزة متحركة وقعت فاء من الكلمة نحو {يُؤَدِّهِ} {يُؤَاخِذُكُمُ} {مُؤَجَّلًا} {مُؤَذِّنٌ} واختلف عن ابن وردان في {يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ} بآل عمران، فروى ابن شبيب من طريق ابن العلاف وغيره من طريق الشطوي وغيره كلاهما عن الفضل بن شاذان تحقيق الهمزة فيه، وكذا روى الرهاوي عن أصحابه عن الفضل، وروى سائرهم عنه الإبدال طردًا للباب، قال ابن الجزري:

والفاء من نحو يؤده أبدلوا

(جـ) ـد (ثـ) ـق

(شرح طيبة النشر 2/ 284، إتحاف فضلاء البشر ص 256).

(6)

وقد اختص حمزة بذلك في الوقف من حيث إن قراءته اشتملت على شدة التحقيق والترتيل والمد والسكت، فناسب التسهيل في الوقف (النشر 1/ 430).

(7)

هناك قاعدة مطردة تخص السوسي في هذه المسألة، وهي أنه يقرأ كالجماعة وقفًا، وأما وصلًا فله الوجهان: الفتح والإماله، قال ابن الجزري: =

ص: 50

والباقون في الوصل بالفتح.

وأما في الوقف: فحمزة، والكسائي، وأبو عمرو، وخلف بالإمالة محضة

(1)

، وورش بين اللفظين

(2)

. وقالون بالفتح وبين اللفظين

(3)

. و {الْوَدْقَ} -بالدال المهملة-: وهو المطر.

قوله تعالى: {وَيُنَزِّلُ} [43] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب بإسكان النون، وتخفيف الزاي.

والباقون بفتح النون، وتشديد الزاي

(4)

.

قوله تعالى: {وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ} [43]{عَن} مقطوعة عن {مِن} ، وإذا وقف

= ........ بل قبل ساكن بما أصل قف

وخلف كالقرى التي وصلا يصف

(1)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد قرأ المذكورون بإمالة كل ألف يائية أو مؤنثة أو للإلحاق متطرفة لفظًا أو تقديرًا، قبلها راء مباشرة، لفظًا عينًا كانت أو فاء نحو:{أسرَى} {أراكم} {افترى} {اشترى} {أرى} {نرى} {وتراهم} {يراك} {لتمارى} {يَتَوَرَى} {يُفْتَرَى} {الثَّرَي} {القُرَي} {مفترى} {أسرَى} {أُخراكم} {الكبرى} {ذكراهم} {الشعرى} {والنصارى} {سُكاَرَى} ، واختلف عن أبي عمرو وأبي بكر في {يابشرى} بيوسف: 12، فالفتح عن أبي عمرو رواية عامة أهل الأداء وبه قطع في التيسير، قال ابن الجزري:

أمل ذوات الياء في الكل شفا

وقال:

وفيما بعد راء حط ملا خلف

(شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، التيسير ص 46، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر- الدمياطي ج 1/ ص 107).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.

(4)

سبق بيانه قريبًا، قال ابن الجزري:

.... ينزل كلًّا خف (حق)

لا الحجر والأنعام أن ينزل (د) ق

(حجة القراءات ص 106، وشرح طيبة النشر 4/ 47، النشر 2/ 218، المهذب ص 64، التبصرة ص 425، زاد المسير 1/ 114).

ص: 51

حمزة، وهشام على {يشاء} فلهما المد والتوسط والقصر مع البدل؛ وكذلك البدل مع الإشمام، ولهما المد والتوسُّط مع التسهيل كالواو، ومع الروم، إلا أن مد حمزة أطول من مد هشام في الوجهين الأخيرين.

قوله تعالى: {يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} [43] قرأ أبو جعفر بضم الياء التحتية، وكسر الهاء

(1)

. والباقون بفتح التحتية والهاء. وقرأ أبو عمرو، ويعقوب بإدغام الباء في الباء، بخلاف عنهما

(2)

.

وأمال الألف بعد الصاد: أبو عمرو، والدوري -عن الكسائي- محضة

(3)

. وأمالها نافع بين بين، بخلاف عن قالون

(4)

.

والباقون بالفتح

(5)

؛ وكذا {لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [44].

(1)

ووجه قراءته: أنه مضارع أذهب، فقيل: على زيادة الباء من {بِالْأَبْصَارِ} ، مثل {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ} ، وقيل بمعنى من، والمفعول محذوف، أي يذهب النور من الأبصار، قال ابن الجزري:

............ يذهب ضم

واكسر (ثـ) ـنا

(النشر 2/: 332، المبسوط ص 319، شرح طيبة النشر 5/ 91، الغاية ص 220، المهذب 2/ 76).

(2)

المدغم من المثلين سبعة عشر حرفًا؛ هي: الباء والتاء والثاء والحاء والراء والسين والعين والغين والفاء والقاف والكاف واللام والميم والنون والواو والهاء والياء نحو: {لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ} {الشَّوْكَةِ تَكُونُ} ، {حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} {النِّكَاحِ حَتَّى} {شَهْرُ رَمَضَانَ} {النَّاسَ سُكَارَى} {يَشْفَعُ عِنْدَهُ} {يَبْتَغِ غَيْرَ} {خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ} {الرِّزْقِ قُلْ} {رَبَّكَ كَثِيرًا} {لَا قِبَلَ لَهُمْ} {الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ} {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ} ، {هُوَ وَالَّذِينَ} {فِيهِ هُدًى} {يَأْتِيَ يَوْمٌ} ، قال ابن مهران في المبسوط في القراءات العشر (ص 91): كان أبو عمرو يدغم كل حرفين يلتقيان من جنس واحد أو مخرج واحد أو قريبي المخرج، سواء كان الحرف المدغم ساكنًا أو متحركًا إلا أن يكون مضاعفًا، أو منقوصًا، أو مفتوحًا قبله ساكن غير متين. ووافقه يعقوب في كل ذلك (الحجة لابن خالوله (1/ 120) النشر (1/ 274)، السبعة لابن مجاهد (ص 116)، إتحاف فضلاء البشر (ص 126).

(3)

وقد أمالها أيضًا ابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وقلله الأزرق، وحجة من أمال الألف: أن انتقال اللسان من الألف إلى الكسرة بمنزلة النازل من علو إلى هبوط فقربوا الألف بإمالتهم إياها من الكسر ليكون عمل اللسان من جهة واحدة (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 128، وحجة القراءات لابن زنجلة ص 87).

(4)

لم يرد عن أحد أن نافعًا له إمالة بين بين في هذا الموضع والمراد ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

احتج من لم يمل بأن باب الألف هو الفتح دون غيره وأن ما قبل الألف لا يكون أبدًا إلا مفتوحًا لأنه تابع =

ص: 52

قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ} [45] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف:"خَالِق" بألف بعد الخاء، وكسر اللام بعد الألف، ورفع القاف، وكسر اللام بعد الكاف

(1)

.

والباقون بغير ألف بعد الخاء، ونصب اللام والقاف؛ وكذا اللام بعد الكاف

(2)

.

قوله تعالى: {يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ} [النور: 45] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس- في الوصل- بتحقيق الهمزة الأولى، وتسهيل الثانية كالياء، ولهم - أيضًا- إبدالها واوًا

(3)

.

والباقون بتحقيقهما، وإذا وقف حمزة، وهشام على {يَشَاءُ} ، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر؛ وكذا مع الإشمام، ولهما -أيضًا- تسهيلها كالواو مع المد والتوسط والروم، وحمزة أطول مدًّا من هشام في الوجهين الأخيرين.

قوله تعالى: {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [45] إذا وقف حمزة، وهشام على {شَيْءٍ} فلهما

= لها، فتركوها على بابها دون تغيير (حجة القراءات ص 87).

(1)

قرأ المذكورون لفظ {خَلَقَ} في إبراهيم والنور بألف بعد الخاء، وكسر اللام، والرفع فيهما وجر الأرض في إبراهيم، و {كُلِّ} في النور، ووجه قراءة {خَلَقَ}: أنهم جعلوها {خَلَقَ} على وزن (فاعل)، و {والأرض} بالخفض عطف على {السماوات} لأن كسر التاء في هذه القراءة عَلَمُ الخفض، لإضافة {خالق} إلى ما بعده، وحسن ذلك لأن (فاعلًا) يأتى بمعنى الماضي، كما قال:{فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ} [إبراهيم: 10]، فهو أمر قد كان، فلا يجوز فيه إلا الأضافة، لأنه أمر معهود معروف. قال ابن الجزري:

........... خالق امدد واكسرا

وارفع كفور كل والأرض اجررا

(شفا)

(2)

ووجه قراءة {خَلَقَ} على وزن (فعل) ونصبوا {الأرضَ} عطفًا على {السماوات} لأن كسرة التاء فيه عَلَمُ النصب، فأتوا بلفظ الماضي، لأنه أمرٌ قد كان، وقد فُرغ منه، فالفعل أولى به من الاسم، لأن الاسم يشترك في لفظه الماضي والمستقبل والحال، وإنما يخلص للماضي بالدلائل، والفعل بلفظه يدل على الماضي. وانتصب الاسمان بعده بالفعل (النشر 2/ 298، شرح طيبة النشر 4/ 396، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 25، المبسوط ص 256، السبعة ص 362، المحرر الوجيز 3/ 332، وإيضاح الوقف والابتداء 740، والحجة في القراءات السبع 178، وتفسير النسفي 2/ 258).

(3)

سبق الكلام على حكم مثل هذه القراءة في الآية من سورة النور مما أغنى عن ذكره هنا لقرب الموضعين، قال ابن الجزري:

وعند الاختلاف الأخرى سهلن

(حرم)(حـ) ـوى (غـ) ـنا ومثل السوء إن

(شرح طيبة النشر 2/ 268، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر- الدمياطي ج 1/ ص 74).

ص: 53

أربعة أوجه: البدل مع السكون، ومع الروم، والأدغام مع السكون، ومع الروم. وورش على أصله بالمد والتوسط والقصر

(1)

. وقيل: عن حمزة في الوقف- أيضًا- بالمد

(2)

.

والباقون بالمد والتوسُّط والقصر، وإذا وصل حمزة، فله السكت، بخلاف عن خلاد.

{مُبَيِّنَاتٍ} ذكر قريبًا؛ وكذا {وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [46].

قوله تعالى: {إِلَى صِرَاطٍ} [46] قرأ حمزة من رواية خلف بإشمام الصاد كالزاي

(3)

، وقرأ قنبل، ورويس بالسين

(4)

.

والباقون بالصد الخالصة.

قوله تعالى: {يَتَوَلَّى} [47] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(5)

(1)

من طريق الأزرق وحده. قال ابن الجزري:

وحرفي اللين قبيل همزة

عنه امددن ووسطن بكلمه

(2)

يقف حمزة على الياء {شي} وعلة الوقف على الياء وتركه كالعلة في الوقف على لام التعريف، وقال البناء في إتحاف فضلاء البشر (ص 131): وجاء التوسط فيه عن حمزة وصلًا بخلفه، وإذا وقف عليه فله مع هشام بخلفه النقل مع الإسكان والروم، وله الإدغام معهما، فتصير أربعة، وقد ذهب ابن غلبون وصاحب العنوان وابن بليمة وغيرهم إلى مده مدًّا متوسطًا كيف وقع عن حمزة. وذهب غيرهم إلى أنه السكت وعليه حمل الداني كلام ابن غلبون (إتحاف فضلاء البشر ص 131، وشرح طيبة النشر 2/ 192).

(3)

ومنه إشمام حرف بحرف كمثالنا. ومنع إشمام حركة بحركة كإشمام حركة الكسر بالضم في {قيل} {وَغِيضَ} وكقوله {يَصْدِفُونَ} و {أَصْدَقُ} وبابه. وحجته في ذلك أنه لما رأى الصاد فيها مخالفة للطاء في الجهر؛ لأن الصاد حرف مهموس والطاء مجهور أشم الصاد لفظ الزاي للجهر الذي فيها؛ فصار قبل الطاء حرف يشابهها في الإطباق وفي الجهر. وهنا لا بد من فائدة تذكر وهي: أنه اختلف عن خلاد على أربعة طرق: الأول: الإشمام في الأول من الفاتحة فقط. الثاني: الإشمام في حرفي الفاتحة فقط. الثالث: الإشمام في المعرف باللام في الفاتحة وجميع القرآن. الرابع: عدم الإشمام في الجميع.

(4)

الصراط والسراط: بمعنى واحد ولكلٍّ ممن قرأ بالسين أو الصاد حجته، فمن قرأ بالسين قال: إن السين هي أصل الكلمة أما من قرأ بالصاد فقال: إنها أخف على اللسان؛ لأن الصاد حرف مطبق كالطاء فيتقاربان وتحسنان في السمع، والسين حرف مهموس؛ فهو أبعد من الطاء (انظر: شرح النويري على طيبة النشر 2/ 47، 48، الحجة لابن خالويه 1/ 36، 37، حجة القراءات لابن زنجلة ص 80).

(5)

هناك قاعده مطردة؛ وهي أن حمزة والكسائي وخلف البزار أمالوا جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات =

ص: 54

ونافع بالفتح، وبين اللفظين

(1)

.

والباقون بالفتح، وأدغم أبو عمرو- ويعقوب {مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} الدال في الذال، بخلاف عنهما

(2)

.

قوله تعالى: {لِيَحْكُمَ} [48] قرأ أبو جعفر بضم الياء التحتية، وفتح الكاف

(3)

.

= التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:

وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه

وفتحهُ وما بياء رسمه

(النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه. قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف

وما به ها غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

(2)

تدغم الدال في عشرة أحرف هي السين والذال والضاد والتاء والشين والثاء والظاء والزاي والصاد والحاء وذلك إذا تحرك ما قبلها بأي حركة تحركت هي أو سكن ما قبلها وانضمت هي أو انكسرت فقط أو انفتحت مع التاء، وأقسام المدغمة بالنسبة لما قبلها ثلاثة أقسام:

الأول: ما لاقته بعد متحرك وساكن وهو أربعة:

التاء في: {الْمَسَاجِدِ تِلْكَ} {الصَّيْدِ تَنَالُهُ} {كاد تزيغ} {بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} {تَكَادُ تَمَيَّزُ} وذلك لتشاركهما في المخرج وتجانسهما في الشدة والانفتاح والاستفال.

الذال: في: {وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ} {الْمَرْفُودُ (99) ذَلِكَ} {السُّجُودِ ذَلِكَ} {الْوَدُودُ (14) ذو} {مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} اثنا عشر موضعًا.

الصاد في: {نَفْقِدُ صُوَاعَ} {مَقْعَدِ صِدْقٍ} {الْمَهْدِ صَبِيًّا} {بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ} .

السين في: {عَدَدَ سِنِينَ} {الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ} {كَيْدُ سَاحِرٍ} {يَكَادُ سَنَا} .

قال ابن الجزري:

والدال فى عشر (سـ) نا (ذ) ا ضق ترى

(شـ) ـد (ثـ) ـق (ز) د (صـ) ـف (جـ) ـنا

إلا بفتح عن سكون غير تا

(شرح طيبة النشر 2/ 92).

(3)

قرأها أبو جعفر في آل عمران وموضعي النور بضم الياء وفتح الكاف في الأربع على البناء للمفعول، ووجه قراءته أنه مبني للمفعول حذف عاطفه لأرادة عموم الحكم من كل حاكم. قال ابن الجزري:

ليحكم اضمم وافتح الضم ثنا

(شرح طيبة النشر 4/ 97، النشر 2/ 227، المبسوط ص 146، الغاية ص 113).

ص: 55

والباقون بفتح الياء، وضم الكاف

(1)

.

قوله تعالى: {أَمِ ارْتَابُوا} [50] الراء مفخمة للجميع وصلًا وابتداءً.

قوله تعالى: {لِيَحْكُمَ} [51] ذكر قريبًا.

قوله تعالى: {وَيَتَّقْهِ} [52] قرأ قالون، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب باختلاس كسرة الهاء -بخلاف عن ابن عامر- ويعقوب، وأبو جعفر بين الاختلاس والسكون. وقرأ أبو عمرو، وحمزة، وشعبة بإسكان الهاء. وقرأ حفص بإسكان القاف، واختلاس كسرة الهاء

(2)

.

والباقون بإشباع الكسرة؛ هذا كله في حال الوصل. وأما في الوقف: فالكل بإسكان الهاء.

قوله تعالى: {كَمَا اسْتَخْلَفَ} [55] قرأ شعبة بضم التاء الفوقية، وكسر اللام

(3)

.

والباقون بفتح التاء واللام

(4)

وإذا وقف شعبة على {كَمَا} وابتدأ بهمزة الوصل، ضمَّها.

(1)

ووجه قراءة هؤلاء هو إسناد الحكم إلى كل نبي ليحكم كل نبي، وحتى ترد عاطفة بعضًا على كل، وجارة لآخر حرف، ويقع المضارع بعد هذه فيرتفع الحال تحقيقًا أو حكاية وينتصب المستقبل تحقيقًا بالنظر للفعل السابق (شرح طيبة النشر 4/ 97، إتحاف فضلاء البشر ص 156).

(2)

واختلفوا في الهاء المتصلة بالفعل المجزوم في مثل قوله {يُؤَدِّهِ} [آل عمران: 75] و {وَنُصْلِهِ} [النساء: 115] في وقفها وإشمامها الكسر والضم وصلتها بياء أو واو وذلك في ستة عشر موضعًا، وقد سبق بيانها بالتفصل قبل، قال ابن الجزري في باب هاء الكناية:

سكن يؤده نصله نؤت نول

صف لي ثنا خلفهما فناه حل

وهم وحفص اقصرهن كم

خلف ظبى بن ثق

(حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 166، السبعة 1/ 208).

(3)

ووجه قراءة من قرأ بضم التاء وكسر اللام: أنها على ما لم يسمّ فاعله، و {الذين} في موضع رفع لقيامهم مقام الفاعل، لكن هو جمع بُنى كما بني الواحد، ومن العرب من يجعله معربًا كما أُعربت تثنيته فيقول في الرفع: اللدون، كما قال في رفع الاثنين: اللذان. قال ابن الجزري:

كذا كما استخلف (ضـ) ـم

(4)

ووجه قراءة من قرأ بفتح التاء واللام، على ما سمّى فاعله، و {الذين} في موضع نصب، والفاعل مضمر في {استخلف} ، وهو الله جل ذكره، لتقدم ذكره في:{وَعَدَ اللَّهُ} (شرح طيبة النشر 5/ 91، النشر 2/ 332، الغاية ص 220، السبعة ص 458، التيسير ص 163، المبسوط ص 320، زاد المسير 6/ 58، وتفسير النسفي 3/ 152).

ص: 56

والباقون يبتدئون بكسرها.

قوله تعالى: {الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ} [55] الراء مفخمة للجميع وصلًا وابتداءً.

قوله تعالى: {وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ} [55] قرأ ابن كثير، وشعبة، ويعقوب بإسكان الباء الموحدة، وتخفيف الدال

(1)

.

والباقون بفتح الموحدة، وتشديد الدال

(2)

.

قوله تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ} [النور: 57] قرأ ابن عامر، وحمزة بالياء التحتية.

والباقون بالفوقية. وفتح السين: ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر

(3)

.

والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {وَمَأْوَاهُمُ} [57] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة. وقرأ نافع بالفتح، وبين اللفظين.

والباقون بالفتح. وأبدل الهمزة ألفًا: أبو جعفر، وورش، وأبو عمرو، بخلاف عنه. والباقون بالهمز.

(1)

قرأ المذكورون لفظ {يُبْدِلَهُمَا} في الكهف والتحريم، و {يُبْدِلَهُ} في القلم بتشديد الدال في الثلاث، الحجة لمن شدد أنه أخذه من قولك بدل ودليله قوله {وَإِذَا بَدَّلْنَا} آية، قال ابن الجزري:

ومع تحريم نون يبدلا خفف

(ظـ) ـبا (كنز)(د) نا النور (د) لا

(صـ) ـف (ظـ) ـن

(الحجة في القراءات السبع- ابن خالويه ج 1/ ص 229، شرح طيبة النشر 5/ 15، النشر 2/ 314، السبعة ص 397، التيسير ص 145، المبسوط ص 281، الغاية ص 198).

(2)

التشديد والتخفيف لغتان بمعنى: بدل وأبدل، مثل: نجّا وأنجى، ونزّل وأنزل، وأكثر ما جاء هذا في القرآن بالتشديد إجماع، نحو قوله:{بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ} [إبراهيم: 28] وقوله: {لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ} [يونس: 64] التبديل مصدر (بدّل) وقد جاء: {اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ} [النساء: 20] فقد يكون بمعنى (الإبدال) فيكون مصدر (أبدل). وقد قيل: إن (بدّل) بالتشديد هو الذّهاب بالشيء والإتيان بغيره، والإتيان بالشيء وبقاء غيره، كالذي وقع في النسخ و (أبدل) يأتي للإتيان بالشيء وبقاء المبدل منه (الحجة في القراءات السبع- ابن خالويه ج 1/ ص 229، شرح طيبة النشر 5/ 15، النشر 2/ 314، السبعة ص 397، التيسير ص 145، المبسوط ص 281، الغاية ص 198، وزاد المسير 5/ 180، وتفسير النسفي 3/ 22).

(3)

سبق بيان ما في هذه الكلمة من قراءة في شرح الآية (9) من سورة النور (وانظر: شرح طيبة النشر 4/ 132، النشر 2/ 236، المبسوط ص 154، زاد المسير 1/ 328).

ص: 57

وأبدل الهمزة من {وَلَبِئْسَ} [57]: أبو جعفر، وورش، وأبو عمرو، بخلاف عنه. وكذا حمزة في الوقف

(1)

.

قوله تعالى: {ثَلَاثَ مَرَّاتٍ

ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ} [58] اتفق القرَّاء على نصب {ثَلَاثَ مَرَّاتٍ} ، واختلفوا في {ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ}: فقرأ شعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف بالنصب

(2)

.

والباقون بالرفع

(3)

.

قوله تعالى: {وَلَا عَلَيْهِمْ} [58] قرأ حمزة، ويعقوب بضم الهاء

(4)

.

والباقون بكسرها.

قوله تعالى: {عَلَيْهِنَّ} [60] قرأ يعقوب بضم الهاء

(5)

.

(1)

فيصير النطق (بِيْسَ)(انظر إتحاف فضلاء البشر ص 143، والمهذب ص 64).

(2)

بالنصب، على البدل من (ثلاث مرات)، على تقدير: أوقات ثلاث عورات، ليكون المبدل والمبدل منه وقتًا. قال ابن الجزري:

ثاني ثلاث (كم)(سما)(عـ) ـد

(شرح طيبة النشر 5/ 92، النشر 2/ 333، المبسوط ص 320، الغابة ص 220، معاني القرآن 2/ 453).

(3)

ووجه قراءة من قرأ بالرفع: أنه على إضمار مبتدأ، أي: هذه ثلاث عورات، أي أوقات ثلاث عورات، أي: تظهر فيها العورات، فجعل الأوقات عورات لظهور العورات فيها اتساعًا، كما قال: ليلُك قائمٌ ونهارُك صائم، لمّا كان القيام والصيام فيهما، جعلوا لهما الصيام والقيام، ومثله:{بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} [سبأ: 33] أضاف المكر إلى الليل والنهار، لأنه فيهما يكون، وكل هذا اتساع في الكلام، اذ المعنى لا يُشكل (شرح طيبة النشر 5/ 92، النشر 2/ 333، المبسوط ص 320، الغاية ص 220، معاني القرآن 2/ 453، معاني الفرآن 2/ 260، إيضاح الوقف والابتداء 801، زاد المسير 6/ 61).

(4)

قرأ يعقوب وحمزة {عليهم} و {إليهم} و {لديهم} بضم كسر الهاء في الثلاث حال وصله ووقفه، ويفهمان من إطلاقه إذا كانت لجمع مذكر ولم يتلها ساكن علم مما بعد، قال ابن الجزري:

عليهمو إليهمو لديهمو

بضم كسر الهاء (ظ) ـبي (فـ) ـهم

(شرح طيبة النشر 2/ 52).

(5)

اختلف في ضم الهاء وكسرها من {عليهم} و {إليهم} و {لديهم} و {عليها} و {إليهما} و {فيهما} و {عليهن} و {إليهن} و {فيهن} و {صياصيهم} و {بجنتيهم} و {ترميهم} و {ما نريهم} و {بين أيديهن} وما يشبه ذلك من ضمير التثنية والجمع مذكرًا أو مونثًا، فحمزة وكذا يعقوب من {عليهم} و {إليهم) و {لديهم} الثلاثة فقط حيث أتت بضم الهاء على الأصل لأن الهاء لما كانت ضعيفة لخفائها خصت بأقوى الحركات ولذا تضم مبتدأة، وزاد يعقوب فقرأ جميع ما ذكر وما شابهه مما قبل الهاء ياء ساكنة بضم الهاء أيضا، وهذا كله إذا كانت الياء موجودة فإن زالت لعلة جزم نحو {وإن يأتهم} {ويخزهم} =

ص: 58

والباقون بالكسر

(1)

.

قوله تعالى: {مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ

} [النور: 61] قرأ أبو عمرو، وورش، وحفص، وأبو جعفر بضم الباء الموحدة.

والباقون بكسرها

(2)

.

قوله تعالى: {أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ} [النور: 61] قرأ حمزة والكسائي -في الوصل- بكسر الهمزة. وكسر الميم حمزة

(3)

، وفتحها الباقون. وإذا وقف حمزة، والكسائي قبل

= {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ} أو بناء نحو {فَاسْتَفْتِهِمْ} فرويس وحده بضم الهاء في ذلك كله إلا قوله تعالى {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ} بالأنفال، فإنه كسرها من غير خلف، واختلف عنه في {وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ} بالحجر، و {يُغْنِهِمُ اللَّهُ} في النور {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ} {وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} موضعي غافر.

قال ابن الجزري:

وبعد ياه سكنت لا مفردًا

ظاهر وإن تزل كيخزهم غدا

(إتحاف فضلاء البشر ص 164).

(1)

قرأ الباقون بكسر الهاء فيما سبق كله في جميع القرآن لمجانسة الكسر لفظ الياء أو الكسر وهي لغة قيس وتميم وبني سعد.

(2)

وهي قراءة يعقوب أيضًا وقد تركها المؤلف في كل المواضع في القرآن الكريم؛ وإن كان من الناسخ فليسامحه الله، احتج من ضم بأن ذلك هو الأصل في الجمع كقلب وقلوب، ولذلك لم يسأل عن الياء وضمتها وباب (فَعْل) في الجمع الكثير (فُعُول) ولما كان هذا النوع لا يجوز فيه إلا الضم إذا لم يكن الثاني ياء نحو: كعوب ودهور، أجرى ما ثانيه ياء على ذلك؛ لأنه أصله، ولئلا يختلف (شرح طيبة النشر 4/ 94، النشر 2/ 226، المبسوط ص 143، الغاية ص 112، الإقناع 1/ 607، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 284، شرح شعلة ص 286).

(3)

قرا حمزة والكسائي بكسر الهمزة، في المفرد والجمع، في الوصل خاصة، وتفرد حمزة بكسر الميم مع الهمزة في الجمع وذلك حيث وقع، وذلك إذا كان قبل الهمزة كسرة أو ياء، وقرأ ذلك كله الباقون بضم الهمزة، وكلهم ضم الهمزة في الابتداء. وحجة من كسر الهمزة أنه اسم كثر استعماله، والهمزة حرف مستثقل بدلالة ما أجازوا فيها من البدل والتخفيف والحذف ونقل الحركة، دون غيرها من سائر الحروف. فلما وقع أول هذا الاسم، وهو (أم) حرف مستثقل، وكثر استعماله، وثقل الخروج من كسر، أو ياء إلى ضم همزة، وليس في الكلام (فعل) فلما اجتمع هذا الثقل أرادوا تخفيفه، فلم يمكن فيه الحذف، لأنَّهُ إجحاف بالكلمة، ولا أمكن تخفيفه، ولا بدله، لأنَّهُ أول، فغيروه بأن أتبعوا حركته حركة ما قبله، ليعمل اللسان عملًا واحدًا، والياء كالكسرة، فإذا ابتدأوا ردوه إلى الضم، الذي هو أصله، إذ ليس قبله في الابتداء ما يستثقل. وقد فعلوا ذلك في الهاء في (عليهم وبهم) أتبعوا حركته حركلة ما قبلها، وأصلها الضم، والإتباع في كلام العرب مستعمل، وحجة من كسر الميم مع الهمزة في الجمع أنه أتبع حركة الميم =

ص: 59

{أُمَّهَاتِكُمْ} ابتدأ الهمزة بالضم.

والباقون بضم الهمزة وصلًا وابتداءً.

قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ} [النور: 64] قرأ يعقوب بفتح الياء التحتية، وكسر الجيم.

والباقون بضم التحتية، وفتح الجيم

(1)

.

* * *

= حركة الهمزة، كما قالوا (عليهي) وكسروا الهاء للباء، وأتبعوا حركة الميم حرية الهاء. فمن قال (عليهمي) بكسر الهاء والميم، هو بمنزلة من كسر الهمزة والميم في قوله:{بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} [النحل: 78] ومن كسر الهاه وضم الميم في (عليهمو) هو بمنزلة من كسر الهمزة وفتح الميم، في قوله:{بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} ومن ضم الهمزة وفتح الميم في {بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} وهو الأصل بمنزلة من قال (عليهمو) بضم الهاء والميم، فهو الأصل، إلا أن تغيير الهاء، مع الكسرة والياء، أقوى وأكثر وأشهر من تغيير الهمزة مع الياء والكسرة، وذلك لخفاء الهاء وجلادة الهمزة، قال ابن الجزري:

لأمه في أم أمها كسر

ضمًّا لدى الوصل رضى كذا الزمر

والنحل نور النجم والميم تبع فاش

(الكشف عن وجوه القراءات 1/ 379).

(1)

والحجة لمن قرأ الأول بالياء والثانى بالتاء أنه فرق بين المعنيين فجعل الأول للكفار وأشرك المؤمنين في الرجوع معهم وهذا حذق بالقراءة ومعرفة بمعانيها، وحجة من قرأ بالياء: جعله خبرًا عن اليهود {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} بالياء أيضًا يعنى اليهود، وحجة من قرأ بالتاء أي أنتم وهم، قال ابن الجزري:

وترجع الضم افتحا واكسر (ظـ) ـما

إن كان للأخرى وذو يوم (حما)

(حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 170، إتحاف فضلاء البشر ص 218).

ص: 60

‌الأوجه التي بين النور والفرقان

وبين النور والفرقان من قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ} [النور: 64] إلى قوله تعالى: {نَذِيرًا} [الفرقان: 1] ستمائة وجه، وثلاثة عشر وجهًا، غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: مائة وجه، وأربعة وأربعون وجهًا.

ورش: ثمانية وثمانون وجهًا.

ابن كثير: سنة وثلاثون وجهًا.

الدوري: ثمانية وثمانون وجهًا، منها: اثنان وسبعون مندرجة مع قالون.

السُّوسِيُّ: أربعة وأربعون وجهًا.

ابن عامر: أربعة وأربعون وجهًا.

عاصم: ستة وثلاثون وجهًا.

خلف: وجه.

خلاد: وجهان، منها وجه مندرج مع خلف.

الكسائي: ستة وثلاثون وجهًا، مندرجة مع ابن عامر.

أبو جعفر: ستة وثلاثون وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.

يعقوب: مائة وجه، وستة وسبعون وجهًا، منها اثنان وسبعون مع قالون، وستة عشر وجهًا مع الدوري.

خلف: "وجه مندرج معه" عن حمزة.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 61

(سُورَةُ الْفُرْقَانِ)

(1)

قوله تعالى: {لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: 1] قرأ أبو عمرو، ويعقوب بإدغام النون في النون، بخلاف عنهما.

والباقون بغير إدغام. ورقق ورش الراء من {نَذِيرًا} على أصله

(2)

.

والباقون بالتفخيم.

قوله تعالى: {شَيْئًا وَهُمْ} [الفرقان: 3] قرأ ورش بالمد والتوسُّط وقفًا ووصلًا

(3)

، ويسكت حمزة على الياء قبل الهمزة الساكنة سكتة لطيفة في الوصل -بخلاف عن خلاد

(4)

- وإذا وقف حمزة على {شَيْئًا} فتح الياء، وحذف الهمزة، وله وجه ثان: وهو تشديد الباء.

قوله تعالى: {إِفْكٌ افْتَرَاهُ} [الفرقان: 4] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(5)

. ونافع بالإمالة بين بين

(6)

بخلاف عن قالون: بين الفتح، وبين اللفظين

(7)

.

(1)

هي سورة مكية قيل إلا ثلاث آيات {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ} إلى {رحيما} وقيل مدنية إلا من أولها الى {نشور} وآيها سبع وسبعون بلا خلاف (المبسوط ص 322، إتحاف فضلاء البشر فى القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 415).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

وكذا ابن ذكوان وحفص وإدريس، قال ابن الجزري:

والسكت عن حمزة في شيء وأل

والبعض معهما له فيها انفصل

والبعض مطلقًا وقيل بعد مد

أو ليس عن خلاد السكت اطرد

قيل ولا عن حمزة والخلف عن

إدريس غير المد أطلق واخصصن

وقيل حفص وابن ذكوان وفي

هجا الفواتح كطه (ثـ) ـقف

(5)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق توضيح ما في هذه الكلمة ومثيلاتها قبل عدة صفحات (وانظر: شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، التيسير ص 46، إتحاف فضلاء البشر فى القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 107).

(6)

هي روات ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(7)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.

ص: 62

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فَقَدْ جَاءُوا} [الفرقان: 4] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار دال "قَدْ" عند الجيم

(1)

.

والباقون بالإدغام.

وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(2)

. وورش على أصله في {جَاءُوا} بالمد والتوسُّط والقصر

(3)

.

قوله تعالى: {فَهِيَ تُمْلَى} [الفرقان: 5] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(4)

.

ونافع بالفتح، وبين اللفظين

(5)

.

والباقون بالفتح. وسكن الهاء من {فَهِيَ} : قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر

(6)

.

والباقون بكسرها.

قوله تعالى: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا} [الفرقان: 7] اللام مفصولة في الرسم؛ فوقف أبو عمرو على "مَا" دون اللَّام، بلا خلاف. واختلف عن الكسائي في الْوَقْف على "ما" وعلى {مَالِ} ، وقد ورد خلاف -أيضًا- عن ورش، وعن رويس. ووقف الباقون على اللَّام. وإذا وقف

(1)

علة من أدغم الدَّال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(2)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} {خَابَ} في [طه: 61] فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

(3)

لأنه مد بدل ومن قاعدته في البدل تثليثه في الوقف وفي الوصل.

(4)

سبق قريبًا.

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(6)

قرأها هؤلاء بسكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن {وَهُوَ} {فَهُوَ} {وَهِىَ} {فَهِىَ} {لَهِىَ} وزاد الكسائي (ثُمَّ هْيَ) (انظر المبسوط ص 128) وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وَهُوَ} وكسرتان وضمة في {هِىَ} فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).

ص: 63

القارئ على الألف أو على اللام، فلا بد من الابتداء من أول الكلمة، أي:{مَالِ هَذَا}

(1)

.

قوله تعالى: {أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا} [الفرقان: 8] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف:"نَأْكُل" بالنون

(2)

. وقرأ الباقون بالياء التحتية

(3)

، ولا خلاف في نون "تَكُونُ" أنها بالضم.

قوله تعالى: {مَسْحُورًا} - {انْظُرْ} [الفرقان: 8، 9] قرأ نافع، وابن كثير، وهشام، والكسائي، وأبو جعفر -في الوصل- بضم التنوين. وقرأ الباقون بالكسر

(4)

.

قوله تعالى: {إِنْ شَاءَ جَعَلَ} [الفرقان: 10] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الشين

(5)

. والباقون بالفتح.

(1)

وقف أبو عمرو على {مَالِ هَذَا} في المواضع الأربعة على ما دون اللَّام كما نص عليه الشاطبي كالداني وجمهور المغاربة وغيرهم وافقه اليزيدي واختلف عن الكسائي في الوقف على ما أو على اللَّام والوجهان ذكرهما له الشاطبي كالداني وابن شريح ومقتضى كلام هؤلاء أن الباقين يقفون على اللَّام دون ما وبه صرح بعضهم والأصح جواز الوقف على ما لجميع القراء لأنَّها كلمة برأسها منفصلة لفظًا وحكمًا قال في النشر: وهو الذي أختاره وآخذ به وأما اللَّام فيحتمل الوقف عليها لانفصالها خطأ وهو الأظهر قياسًا ويحتمل أن لا يوقف عليها من أجل كونها لام جر ولام الجر لا تقطع مما بعدهم ثم إذا وقف على ما اضطرارًا أو اختيارًا أو على اللَّام كذلك فلا يجوز الابتداء بقوله تعالى لهذا ولا هذا (اتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 142).

(2)

ووجه من قرأ بالنون، على معنى: إنهم اقترحوا جنةً يأكلون هم منها. قال ابن الجزري:

يأكل نون (شفا)

(3)

ووجه من قرأ بالياء على معنى أنهم اقترحوا جنة يأكل النَّبيّ منها. ودلّ على ذلك قوله عنهم: {لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ} ، {أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ} (شرح طيبة النشر 5/ 93، النشر 2/ 333، المبسوط ص 322، التيسير ص 163، السبعة ص 462، زاد المسير 6/ 74، تفسير النسفى 3/ 159).

(4)

اختلف فيما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة ويبدأ الفعل الذي يلي الساكن الأول بالضم وأول الساكنين أحد حروف (لتنود) والتنوين، فاللام نحو {قُلِ ادْعُوا} والتاء نحو {وَقَالَتِ اخْرُجْ} والنون نحو {فَمَنِ اضْطُرَّ} {أَنِ اغْدُوا} والواو {أَوِ ادْعُوا} والدال {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ} والتنوين {فَتِيلًا (49) انْظُرْ} فأبو عمرو بكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التقاء الساكنين قال ابن الجزري:

والساكن الأول ضم

لضم همز الوصل واكسره (نـ) ـما

(فـ) ـز غير قل (حـ) ـلا وغير أو (حـ) ـما

والخلف في التنوين (مـ) ـز وإن يجر

(ز) ن خلفه (مـ) ـز

(التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 198، السبعة ص 174).

(5)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} {خَابَ} في [طه: 61] فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

ص: 64

قوله تعالى: {وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا} [الفرقان: 10] قرأ ابن كثير، وابن عامر، وشعبة برفع اللَّام بعد العين

(1)

.

والباقون بجزمها

(2)

، وإدغامها في اللَّام بعدها، وأدغم أبو عمرو، ويعقوب الكاف في القاف - بخلاف عنهما

(3)

-.

وكذا {بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا} [الفرقان: 11] التاء في السين

(4)

، ورقق ورش الراء على أصله

(5)

.

قوله تعالى: {مَكَانًا ضَيِّقًا} [الفرقان: 13] قرأ ابن كثير بإسكان الياء التحتية

(6)

.

(1)

بالرفع، على الاستئناف والقطع، وفيه معنى الحتم، ليس بموقوف على المشيئة؛ أي: لا بد أن يجعل لك يا محمد قصورًا (شرح طيبة النشر 5/ 94، النشر 2/ 333، الغاية ص 221، السبعة ص 462، إعراب القرآن 2/ 459).

(2)

وحجة من قرأ بالجزم: أنهم عطفوه على موضع (جعل) لأنَّهُ جواب الشرط في موضع جزم، فيكون {وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا} داخلًا في المشيئة، أي: إن شاء الله فعل ذلك بك با محمد، وهو فاعله بلا شك. ويجوز أن يكونوا قدّروه على نيّة الرفع مثل الأول، لكن أدغموا اللَّام في اللَّام، فأسكنوا اللَّام من {وَيَجْعَلْ} لإدغام لا لِلجزم، فتكون القراءتان بمعنى الحتم، أنّ الله فاعل ذلك لمحمد على كل حال. قال ابن الجزري:

.. ويجعل

فاجزم (حما)(صحب)(مدا)

(شرح طيبة النشر 5/ 94، النشر 2/ 333، الغاية ص 221، السبعة ص 462، إعراب القرآن 2/ 459، وزاد المسير 6/ 75، وتفسير النسفي 3/ 160).

(3)

فيصير النطق "لقُّصُورًا" وروى أبو الكرم الشهرزوري صاحب المصباح عن يعقوب بكماله إدغام جميع ما أدغمه أبو عمرو من المثلين والمتقاربين وإليه الإشارة بقول الطيبة

وقيل عن يعقوب ما لابن العلا

وكذا ذكره أبو حيان في كتابه المطلوب في قراءة يعقوب وبه قرأ ابن الجزري عن أصحابه وحكاه أبو الفضل الرازي واستشهد به للإدغام مع تحقيق الهمز قال شيخنا: وذلك لأنهم لما أطلقوا الإدغام عنه ولم يشترطوا له ما اشترطوا لأبي عمرو دل على إدغامه بلا شرط قال وكما دل على الإدغام مع الهمز يدلُّ عليه مع مد المنفصل وهو كذلك كما تقدم التصريح به (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطى ج 1/ ص 36). (انظر المهذب ص 49).

(4)

سبق بيان ما يماثله في الآية (28) من سورة النور.

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(6)

الحجة لمن خفف: أنه استثقل الكسرة على الياء مع التشديد فخفف وأسكن كما قالوا هين وهين، قال ابن الجزري: =

ص: 65

والباقون بتشديدها مع الكسر

(1)

.

قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ} [الفرقان: 17] قرأ ابن كثير، وحفص، وأبو جعفر، ويعقوب بالياء التحتية

(2)

.

والباقون بالنون

(3)

.

قوله تعالى: {فَيَقُولُ} [الفرقان: 17] قرأ ابن عامر بالنون

(4)

.

والباقون بالياء التحتية

(5)

.

قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ} [الفرقان: 17] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وهشام - في أحد

= ضيقا معا في ضيقا مك وفي

(النشر 2/ 262، شرح طيبة النشر 4/ 273، المبسوط ص 202).

(1)

الحجة لمن شدد أنه أكد الضيق ودليله قوله تعالى {مكانا ضيقا} فكأنه ضيق بعد ضيق (النشر 2/ 262، شرح طيبة النشر 4/ 273، المبسوط ص 202، إتحاف فضلاء البشر ص 272).

(2)

ردّوه على لفظ الغيبة والإخبار عن الله جلّ ذكره في قوله: {مِنْ دُونِ اللَّهِ} (شرح طيبة النشر 5/ 94، النشر 2/ 333، المبسوط ص 322، السبعة ص 462، غيث النفع ص 305).

(3)

ووجه القراءة: أنه على الإسناد إليه على طريقة التعظيم التفاتًا، قال ابن الجزري:

يا نحشر (د) ن (عـ) ـن (ثوى)

شرح طيبة النشر 5/ 94، النشر 2/ 333، المبسوط ص 322، السبعة ص 462، غيث النفع ص 305).

(4)

وحجته: أنه حمله على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه، كما قال بعد ذلك:{أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي} ، فأضاف (العبد) إلى نفسه، كذلك أضاف (القول) إلى نفسه، ويُقوّي ذلك أيضًا أنه حمله على {يَحْشُرُهُم} ، لأنه قرأه بالنون، فحمل الفعلين على لفظ واحد. قال ابن الجزري:

يقول (كـ) ـم

(شرح طيبة النشر 5/ 94، النشر 2/ 333، المبسوط ص 322، السبعة ص 462، غيث النفع ص 305).

(5)

وحجة من قرأه بالياء: أنهم ردّوه على لفظ الغيبة والإخبار عن الله جلّ ذكره في قوله: {مِنْ دُونِ اللَّهِ} ، ويُقوّي ذلك أن قبله:{كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا} [الفرقان: 16] فجرى {فَيَقُولُ} على ذلك، أي: فيقول ربك، ويُقوّي ذلك أيضا أنّ قبله:{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ} بالياء، في قراءة ابن كثير وحفص، ردّاه على ما قبله من لفظ الغيبة، ولأنّ بعده {فَيَقُولُ} بالياء في قراءة أكثر القراء إلا ابن عامر، فحمل الفعلين على لفظ واحد (الكشف عن وجوه القراءات 2/ 144، شرح طيبة النشر 5/ 94، النشر 2/ 333، المبسوط ص 322، السبعة ص 462، غيث النفع ص 305).

ص: 66

وجهيه - وأبو جعفر، ورويس بتحقيق الهمزة الأولى، وتسهيل الثانية

(1)

.

والباقون بتحقيقهما

(2)

، وهشام معهم، وأدخل بين الهمزتين ألفًا قالون، وأبو عمرو، وهشام، وأبو جعفر

(3)

.

والباقون بغبر إدخال بينهما.

وإذا وقف حمزة، سهَّل الثانية، وله -أيضًا- إبدالها ألفًا، وله -أيضًا- تحقيقها؛ لأنه متوسِّط بزائد.

قوله تعالى: {هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ} [الفرقان: 17] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتحقيق الأولى، وإبدال الثانية ياء خالصة

(4)

.

والباقون بتحقيقهما.

وإذا وقف حمزة على {هَؤُلَاءِ} ، فله خمسة وعشرون وجهًا:

(1)

وحجة ذلك أن الاستثقال مع التخفيف باق، إذ المخففة بزنتها محققة، وحجة هؤلاء من خفف الهمزة الثانية هو استثقال الهمزة المفردة فتكريرها أعظم استثقالًا وعليه أكثر العرب. وأيضًا لما رأى أن العرب وكل القراء قد خففوا الهمزة الثانية إذا كانت ثانية استثقالًا كان تخفيفها إذا كانت متحركة أولى، لأن المتحرك أقوى من الساكن، قال ابن الجزري:

ثانيهما سهل غنى حرم حلا

وخلف ذي الفتح لوى أبدل جلا

خلف

(انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 73) والنشر (1/ 359).

(2)

حجة من حقق الهمزتين في كلمة: أنه لما رأى الأولى في تقدير الانفصال من الثانية ورآها داخلة على الثانية قبل أن لم تكن حقق كما يحقق ما هو من كلمتين وحسن ذلك عنده لأنه الأصل، وزاده قوة أن أكثر هذا النوع بعد الهمزة الثانية فيه ساكن فلو خفف الثانية التي قبل الساكن لقرب ذلك من اجتماع ساكنين لا سيما على مذهب من يبدل الثانية ألفًا، فلما خاف اجتماع السَّاكِنَيْن حقق ليسلم من ذلك (التيسير ص 32).

(3)

فمن قرأ بالإدخال وهو إدخال ألف بين الهمزتين وهم: قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام بخلف عنه، قال ابن الجزري:

والمد قبل الفتح والكسر حجر

(بـ) ـن (ثـ) ـق له الخلف وقبل الضم ثر

(4)

وقد احتج من أبدل الهمزة الثانية بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي ساكنة نحو (كاس) فتقلب الهمزة ألفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فإن تخفف ومعها مثلها أولى (انظر إتحاف فضلاء البشر ص 129، وشرح طيبة النشر للنويري 2/ 341).

ص: 67

التحقيق مع المد لا غير، والتسهيل بين الهمزة والواو مع المد والقصر، وابدالها واوًا خالصة مع المد والقصر.

وفي الثانية خمسة أوجه: إبدالها ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر، وتسهيلها بين الهمزة والياء مع المد والتوسُّط.

فهذه خمسة في الأولى، وخمسة في الثانية، فتضرب خمسة في خمسة بخمسة وعشرين.

وأما هشام: فله في الثانية المتطرفة الخمسة المذكورة لا غير

(1)

.

قوله تعالى: {أَنْ نَتَّخِذَ} [الفرقان: 18] قرأ أبو جعفر بضم النون، وفتح الخاء

(2)

.

والباقون بفتح النون، وكسر الخاء

(3)

.

قوله تعالى: {فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ} [الفرقان: 19] رُوِيَ عن قنبل؛ أنه قرأ بالياء التحتية، وبتاء الخطاب؛ وكذا رُوِيَ عن البزيِّ

(4)

.

(1)

أي ليس لهشام في الهمزة الأولى سوى التحقيق، وأما الهمزة الثانية المتطرفة، فله فيها خمسة الأوجه المذكورة.

(2)

ووجه قراءته: أَنه على البناء للمفعول؛ فقيل متعد لواحد كقراءة الجمهور، وقيل إلى اثنين والأول الضمير في يتخذ النائب عن الفاعل، والثاني من {أَوْلِيَاءَ} ومن زائدة، قال ابن جني:{مِنْ أَوْلِيَاءَ} حال، و {مِنْ} زائدة لتأكيد النفي، والمعنى: وما كان لنا أن نعبد من دونك ولا مستحق الولاية ولا العبادة، قال ابن الجزري:

نتخد اضمن (ثـ) ـروا وافتح

(شرح طيبة النشر 5/ 95، المبسوط ص 322، معاني القرآن 2/ 264، الغاية ص 221).

(3)

وحجتهم أنها على البناء للفاعل (شرح طيبة النشر 5/ 95، المبسوط ص 322، معاني القرآن 2/ 264 الغاية ص 221، إتحاف فضلاء البشر 1/ 417).

(4)

اختلف عن قنبل في {كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ} فرواه ابن شنبوذ بالغيب، ونص عليها ابن مجاهد عن البزي سماعًا من قنبل ولذا لم يقرأ به، وروى عنه ابن مجاهد بالخطاب على أنه مسند لضمير العابدين؛ أي فقد كذبتم آلهتكم بما يقولون عنهم فما تستطيعون أنتم صرف العذاب، قال ابن الجزري:

.......... و (ز) ن خلف يقولوا

ص: 68

والباقون بتاء الخطاب بلا خلاف

(1)

.

قوله تعالى: {فَمَا تَسْتَطِيعُونَ} [19] قرأ حفص بتاء الخطاب

(2)

، وقرأ الباقون بياء الغيبة

(3)

.

قوله تعالى: {أَوْ نَرَى رَبَّنَا} [21]، قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(4)

. وقرأ نافع بالأمالة بين بين، بخلاف عن قالون

(5)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} [25]، قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب بتشديد الشين

(6)

.

(1)

ووجه قراءتهم: أنهم أسندوا الكلام لضمير المعبودين؛ أي فقد كذبكم من أشركتم بهم، فما يستطيعون صرفه عنكم ولا نصركم (شرح طيبة النشر 5/ 95، المبسوط ص 322، معاني القرآن 2/ 264، الغاية ص 221، التيسير ص 163، السبعة ص 463، زاد المسير 6/ 79، وتفسير ابن كثير 3/ 312، وتفسير النسفي 3/ 162).

(2)

ووجه قراءته بالتاء، على الخطاب للمشركين، ردًا على قوله:{فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ} أي: فقد كذبتم الآلهة فيما تقولون فما تستطيعون لأنفسكم صرفًا ولا نصرًا، أي: صَرْفًا للعذاب ولا نصرًا مِمّا نزل بكم من العقاب، قال ابن الجزري:

وعفو ما يستطيعوا خاطبن

(3)

وحجة من قرأ بالياء: أنهم ردّوه على الإخبار عن المعبودين من دون الله، أي: قد كذبكم من عبدتم فما يستطيعون صرفًا عنكم العذاب ولا نصرًا لكم، وأخبروا عن الآلهة بالواو والنون في {يَسْتَطِيعُونَ} لأنها كانت عندهم مِمّن يعقل ويفهم، ولذلك عبدوها. ويجوز أن تكون الملائكة (الكشف عن وجوه القراءات 2/ 145، شرح طيبة النشر 5/ 95، المبسوط ص 322، معاني القرآن 2/ 264، الغاية ص 221، التيسير ص 163، السبعة ص 463، زاد المسير 6/ 79).

(4)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق توضيح ما في هذه الكلمة ومثيلاتها قبل عدة صفحات (وانظر: شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، إتحاف فضلاء البشر ص 144).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه. وما ذكره المولف من الخلاف عن قالون كلام غير صحيح ولم يقرأ له بها.

(6)

ووجه من قرأ بالتشديد، على إدغام التاء الثانية في الثمين إذ أصله (تتشقق) وحسُن الإدغام وقَوِي لأن الثمين أقوى من التاء فإذا أَدغمتَ التاء في الشين نقلتَها إلى حالة أقوى من حالتها قبل الإدغام. قال ابن الجزري:

وخففوا شين تشقق كقاف (حـ) ـــــــــــز (كفا)

ص: 69

والباقون بالتخفيف

(1)

.

قوله تعالى: {وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا} [25] قرأ ابن كثير بنونين: الأولى مضمومة، والثانية ساكنة، وتخفيف الزاي، ورفع اللام بعدها، و {الْمَلَائِكَةُ} بنصب التاء

(2)

، وقرأ الباقون بنون واحدة مضمومة، وتشديد الزاي، ونصب اللام بعدها، ورفع التاء من {الْمَلَائِكَةُ}

(3)

، وأدغم أبو عمرو، ويعقوب التاء من "المَلائِكَة" في التاء بعدها، بخلاف عنهما

(4)

.

(1)

ووجه التخيف: أنه بالتخفيف، على حذف التاء استخفافًا، لاجتماع المثلين (شرح طيبة النشر 5/ 96، النشر 2/ 334 المبسوط ص 323، السبعة 464، التيسير ص 163، إعراب القرآن 2/ 464، زاد المسير 6/ 84).

(2)

قرأ ابن كثير بنونين والرفع مخفّفًا، ونصب {الملائكةَ} جعله {وَأَنزَلَ} مبنيًّا للفاعل و {الملائكةَ} مفعوله، وأجراه على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه، فنصب {الملائكة} بوقوع الأنزال عليهم. قال ابن الجزري:

نزل زده النون وارفع خففا

وبعد نصب الرفع (د) ن

(شرح طيبة النشر 5/ 96، النشر 2/ 334، المبسوط ص 323، السبعة 464، التيسير ص 163، إعراب القرآن 2/ 464، زاد المسير 6/ 84).

(3)

ووجه قراءة من قرأ بنون واحدة والتشديد ورفع {الْمَلَائِكَةُ} : أنه جعله على ما لم يسمّ فاعله، جعلوه فعلًا لم يسمّ فاعله من {وَنُزِّلَ} ، فرفعوا {الْمَلَائِكَةُ} به، إذ قامت مقام الفاعل، ودليله قوله:{تَنْزِيلًا} . فهو مصدر {نُزِّلَ} (الكشف عن وجوه القراءات 2/ 146، شرح طيبة النشر 5/ 96، النشر 2/ 335، المبسوط ص 323، السبعة 464، التيسير ص 163، إعراب القرآن 2/ 464، زاد المسير 6/ 84).

(4)

أدغم أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوصًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله ساكن غير متين إلا قوله {قَالَ رَبِّ} و {كاد تزيغُ} و {الصَّلَاةَ طَرَفَيِ} و {بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} {الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا} فإنه يدغمها، قال ابن الجزري:

اذا التقى خطًّا محركان

مثلان جنسان مقاربان

أدغم بخلف الدوري والسوسي معا

لكن بوجه الهمز والمد امنعا

وقال أيضا:

وقيل عن يعقوب ما لابن العلا

(الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

ص: 70

قوله تعالى: {يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ} [27] قرأ أبو عمرو بفتح الياء في الوصل

(1)

، وسكنها الباقون.

وقرأ ابن كثير، وحفص، ورويس - بخلاف عنه - بإظهار الذال عند التاء.

والباقون بالأدغام

(2)

.

قوله تعالى: {يَاوَيْلَتَى} [28] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(3)

. وقرأ نافع بالفتح، وبين اللفظين

(4)

. والدوري -عن أبي عمرو- بين بين.

والباقون بالفتح، وإذا وقف يعقوب - من رواية رويس - وقف بالهاء، بخلاف عنه. وهذه الهاء تسمى: هاء السكت

(5)

.

والباقون بغير هاء.

(1)

همزة الوصل العارية عن اللام وقعت في سبعة مواضع إلا عند ابن عامر ومن معه فستة؛ لقطعه همزة {أَخِي (30) اشْدُدْ} وهي {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ} {أَخِي (30) اشْدُدْ} {لِنَفْسِي (41) اذْهَبْ} {ذِكْرِي (42) اذْهَبَا} {يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ} {قَوْمِي اتَّخَذُوا} {مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} فقرأهن أبو عمرو بالفتح في السبعة، وقرأ ابن كثير كذلك في {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ} و {أَخِي (30) اشْدُدْ} ، وقرأ نافع وابن كثير وكذا أبو جعفر {لِنَفْسِي (41) اذْهَبْ} و {ذِكْرِي (42) اذْهَبَا} بالفح أيضًا، وقرأ نافع والبزي وكذا أبو جعفر وروح {إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا} بالفتح، وقرأ نافع وابن كثير وأبو بكر وكذا أبو جعفر ويعقوب {بَعْدِي اسْمُهُ} بالفتح، ولم يأت في هذا النوع ياء أجمع على فتحها أو إسكانها، قال ابن الجزري:

وعند همز الوصل سبع ليتني

فافتح (حـ) لا قومي (مدا)(حـ) ـــــز (شـ) ـــم (هـ) ـــــــنى

(شرح طيبة النشر 3/ 282، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 149).

(2)

سبق بيان ما في مثل هذه الكلمة من قراءة قبل صفحات قليلة (وانظر: إتحاف فضلاء البشر ص 139).

(3)

سبق بيان قاعدة حمزة والكسائي وخلف البزار في الإمالة (وانظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

اختلف عن رويس في الوقف على {يَاوَيْلَتَى} و {يَاحَسْرَتَى} و {يَاأَسَفَى} و {ثَمَّ الْآخَرِينَ} الظرف؛ فقطع ابن مهران له بالهاء، وكذلك صاحب الكنز، ورواه القلانسي عن أبي العلاء عنه، ونص الداني على {ثُمَّ} ليعقوب بكماله، ورواه الآخرون عنه بغيرها كالباقين، والوجهان صحيحان عن رويس، قال ابن الجزري:

وويلتى وحسرتى وأسفى

وثم (غـ) ــــــر خلفًا ووصلًا حذفا

(شرح طيبة النشر 3/ 235).

ص: 71

قوله تعالى: {بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي} [29] قرأ أبو عمرو، وهشام بإدغام ذال {إِذْ} في الجيم.

والباقون بالإظهار

(1)

.

وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(2)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا} [30] قرأ نافع، والبزي، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وروح بفتح الياء في الوصل

(3)

.

وقرأ الباقون بإسكانها.

قوله تعالى: {وَثَمُودَاْ} [38] قرأ حمزة، وحفص، ويعقوب في الوصل بغير تنوين

(4)

.

(1)

وهذه قاعدة مطردة في القرآن الكريم؛ أن أبا عمرو وهشام يقرآن بإدغام ذال إذ فى الجيم قولًا واحدًا، وأن الباقين يقرأون بإظهارها، قال ابن الجزري:

إذ فى الصفير وتجد أدغم (حـ) ـــــــلا (لـ) ــــــي

ووجه الإظهار أنه الأصل، ووجه الإدغام التشارك فى بعض المخرج، ووجه الإظهار بُعْدُ المخرجِ، ووجه التفرقة الجمعُ بين اللغات (شرح طيبة النشر 3/ 3، 4).

(2)

سبق توضيح خلاف هشام في إمالة {شَآءَ} و {جَآء} و {وَزَادَهُ} {خَابَ} .

(3)

همزة الوصل العارية عن اللام ووقعت فى سبعة مواضع إلا عند ابن عامر ومن معه فستة؛ لقطعه همزة {أَخِي (30) اشْدُدْ} وهى {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ} {أَخِي (30) اشْدُدْ} {لِنَفْسِي (41) اذْهَبْ} {ذِكْرِي (42) اذْهَبَا} {يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ} {قَوْمِي اتَّخَذُوا} {مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} فقرأهنّ أبو عمرو بالفتح في السبعة، وقرأ ابن كثير كذلك في {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ} و {أَخِي (30) اشْدُدْ} ، وقرأ نافع وابن كثير وكذا أبو جعفر {لِنَفْسِي (41) اذْهَبْ} و {ذِكْرِي (42) اذْهَبَا} بالفتح أيضًا، وقرأ نافع والبزي وكذا أبو جعفر وروح {إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا} بالفتح، وقرأ نافع وابن كثير وأبو بكر وكذا أبو جعفر ويعقوب {بَعْدِي اسْمُهُ} بالفتح، ولم يأت في هذا النوع ياء أجمع على فتحها أو إسكانها، قال ابن الجزري:

وعند همز الوصل سبع ليتنى

فافتح (حـ) لا قومي (مدا)(حـ) ـــــز (شـ) ــــم (هـ) ـــني

(شرح طيبة النشر 3/ 282، إتحاف فضلاء البشر فى القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 149).

(4)

من نون جعله اسمًا مذكرًا لحي أو رئيس وحجتهم في ذلك المصحف لأنهن مكتوبات في المصحف بالألف وزاد الكسائى عليهم حرفًا خامسًا وهو قوله {أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ} منونًا وقال: إنما أجريت الثاني لقربه من الأول لأنه استقبح أن ينون اسمًا واحدًا ولاع التنوين في آية واحدة ويخالف بين اللفظين وقد جود الكسائى فيما قال لأن أبا عمرو سُئل لم شددت قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً} وأنت تخفف ينزل في كل =

ص: 72

وإذا وقفوا، وقفوا بغير ألف:{وثمود} وقرأ الباقون بالتنوين، وإذا وقفوا وقفوا بالألف

(1)

.

قوله تعالى: {مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ} [40] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتحقيق الهمزة الأولى وإبدال الثانية ياء خالصة. وقرأ الباقون بتحقيقهما.

وإذا وقف حمزة، وهشام على الهمزة الأولى، وقفا على واو ساكنة، ولهما - أيضًا - تشديد الواو مع الكسر

(2)

.

قوله تعالى: {إِلَّا هُزُوًا} [41] قرأ حمزة - في الوصل - بإسكان الزاي

(3)

. وقرأ حفص بإبدال الهمزة واوًا بعد ضم الزاي وقفًا ووصلًا

(4)

. وقرأ الباقون بضم الزاي،

= القرآن فقال: لقربه من قوله: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً} [الأنعام: 37]، فإن سأل سائل فقال: قوله {وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ} من موضع نصب فهلا نون كما نون سائر المنصوبات الجواب إن هذا الحرف كتب في المصحف بغير ألف والاسم المنون إذا استقبله ألف ولام جاز ترك التنوين كقوله {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ} (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 345، فرح طيبة النشر 4/ 369، النشر 2/ 290، الغاية ص 175، معاني القرآن 2/ 20، إيضاح الوقف والابتدا ص 362).

(1)

قال النويري في شرح طيبة النشر (4/ 369): كل من وقف بألف ومن لم ينون وقف بغير ألف، وإن كانت مرسومة؛ فبذلك جاء النص عنهم باتفاق؛ إلا ما انفرد به أبو الربيع عن حفص عن عاصم أنه كان إذا وقف عليه وقف بالألف.

(2)

وقد وقف عليها حمزة وهشام بخلف عنه لأن الواو زائدة، فإذا كانت الواو أو الياء زائدتين مثل {قُرُوءٍ} و {بَرِيء} فإن حمزة وهشام يبدلان الهمز الواقع بعدهما واوًا بعد الواو وياء بعد الياء، ويدغم الواو في المواد المبدلة، والياء في الياء المبدلة، ووجه البدل: تعذر النقل وضعف التسهيل لقصور الحرفين في المد عن الألف فتعين البدل، وأبدلت من جنس ما قبلها لقصد الإدغام. فإن قلت: لم خرج المد هنا عن حكم {قَالُوا وَهُمْ} و {فِى يَوْمٍ} فساغ إدغامه؟ فالجواب: إنما أبدل لإدغام فلا يكون السبب مانعًا، فالمد في {قَالُوا وَهُمْ} و {فِى يَوْمٍ} سابق على الإدغام مقارن فافترقا. قال ابن الجزري:

والواو واليا إن يزادا أدغما

والبعض في الأصلي أيضًا أدغما

(شرح طيبة النشر 2/ 351).

(3)

فقرأ (هُزَا) فيقف على زاي مفتوحة. وقرأ حمزة (هزؤا) بالهمز على الأصل مع إسكان الزاي وصلًا فقط، فقال ابن الجزري:

وأبدلا

عد هزؤا مع كفؤا هزؤا سكن

ضم فتى كفؤا فتى ظن

(4)

وعلة حفص أنه أراد التخفيف لأنها همزة مفتوحة قبلها ضمة، فهي تجري على البدل {السُّفَهَاءُ أَلَا} في قراءة الحرميين وأبي عمرو (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 247، النشر 1/ 389، المبسوط ص 130، ابن القاصح ص 152، التبصرة ص 423).

ص: 73

وهمزة: إن وصلوا نوَّنوها بالفتح، وإن وقفوا، حذفوا التنوين

(1)

. وإذا وقف حمزة، أبدل الهمزة واوًا، والزاي عنه ساكنة - بلا خلاف - إلا إذا وقف بالنقل؛ فإنه يحرك الزاي بحركة الهمزة، ويحذف الهمزة، فيقف.

قوله تعالى: {أَرَءَيْتَ} [43] قرأ نافع، وأبو جعفر بتسهيل الهمزة بعد الراء. وعن ورش- أيضًا - إبدالها ألفًا، وحذفها الكسائي

(2)

، وقرأ الباقون بتحقيقها.

قوله تعالى: {أَفَأَنْتَ} [43] قرأ الأصبهاني بتسهيل الهمزة

(3)

.

والباقون بالتحقيق. وإذا وقف حمزة، سهَّل؛ كالأصبهاني.

قوله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ} [44] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب، وخلف بكسر السين

(4)

.

(1)

ووجه هذه القراءة أنها للتخفيف، وقرأ الباقون (هزؤا) بالهمز على الأصل مع اسكان الزاي وصلًا ووقفًا، ووجه هذه القراءة: أنه جاء على الأصل. (انظر شرح طيبة النشر 4/ 33، 34، والنشر 2/ 215، وإتحاف فضلاء البشر ص 138، والإقناع 2/ 598).

(2)

إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد فتح فقرأه قالون وورش من طريق الأصبهاني وكذا أبو جعفر بالتسهيل بين بين فى {أَرَءَيْتَ} حيث وقع بعد همزة الاستفهام نحو {أَرَءَيْتُمْ} {أَرَءَيْتَكُمْ} {أَرَءَيْتَ} {أَفَرَءَيْتَ} واختلف عن ورش من طريق الأزرق فأبدلها بعضهم عنه ألفًا خالصة مع إشباع المد للساكنين وهو أحد الوجهين في الشاطبية والأشهر عنه التسهيل كالأصبهاني وعليه الجمهور وهو الأقيس وقرأ الكسائي بحذف الهمز في ذلك كله والباقون بالتحيق وإذا وقف للأزرق في وجه البدل عليه وعلى نحو {أرأيت} وكذا {أءنت} تعين التسهيل بين بين لئلا يجتمع ثلاث سواكن ظواهر ولا وجود له في كلام عرى وليس ذلك كالوقف على المشدد فى نحو صواف الآية 36 لوجود الأدغام، قال ابن الجزري:

أريت كلا (ر) م وسهلها (مدا)

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 79، شرح طيبة النشر 4/ 287).

(3)

إذا جاءت الهمزة مفتوحة وقبلها مفتوح في كلمة فإن الأصبهاني يسهل الهمزة خاصة همز {لَأَمْلَأَنَّ} بالأعراف وهود والسجدة، وص، و {وَاطْمَأَنُّوا بِهَا} بيونس، و {اطْمَأَنَّ بِهِ} بالحج، و {كَأَنْ لَمْ} و {كَأَنَّهُنَّ} و {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} و {كَأَنْ لَمْ تَكُنْ} و {كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا} ، {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ} و {أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا} ، قال ابن الجزري:

وعنه سهل اطمأن وكأن

أخرى فأنت فأمن لأملأن

شرح طيبة النشر 2/ 287).

(4)

حسِب وحسَب لغتان، حسب يحسب، وحسب يحسب وقال قوم: يحسب بكسر السين من حسب وقالوا: =

ص: 74

والباقون بالفتح

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَوْ شَآءَ} [40]، قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الشين محضة

(2)

.

وقرأ الباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة وهشام، وقفا بالمد والتوسُّط والقصر من غير همز. ووقف الباقون بالمد على همزة ساكنة.

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي} [47]، قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر بإسكان الهاء

(3)

.

والباقون بضمها.

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} [48]، قرأ ابن كثير بالإفراد

(4)

.

= وقد جاءت كلمات على فعل يفعل مثل حسب يحسب ونعم ينعم ويئس ييئس (حجة القراءات ص 148، وشرح طيبة النشر 4/ 133).

(1)

إذا كان مضارعًا خاليًا من الزوائد البنائية خبرًا كان أو استفهامًا، تجرد عن الضمير أو اتصل به، مرفوع أو منصوب، وذلك نحو:{يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ} و {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ} {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ} فخرج بالمضارع الماضي، وبالخالي من الزوائد ذو الزوائد نحو {يَحْتَسِبُونَ} وقيدت بالبنائية؛ أي التي ينتقل الوزن بها إلى وزن آخر لئلا يخرج ذو همزة الاستفهام، ووجه الفتح القياس وهي لغة تميم، قال ابن الجزري:

ويحسب مستقبلًا بفتح سين (كـ) ــــــــتبوا

(فـ) ـــــــــــي (نـ) ص (ثـ) بت

شرح طيبة النشر 4/ 132، النشر 2/ 236، المبسوط ص 154، زاد المسير 1/ 328).

(2)

سبق قبل صفحات قليلة.

(3)

سبق بيان حكم [{وَهُوَ} - {فَهُوَ} - {وَهِىَ} - {فَهِىَ} - {لَهِىَ}] وزاد الكسائي (ثُمَّ هيَ) بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).

(4)

وحجتهم في الجمع: أن الواحد يدل على الجنس فهو أعم كما تقول كثر الدرهم والدينار في أيدي الناس إنما تريد هذا الجنس قال الكسائي: والعرب تقول جاءت الريح من كل مكان فلو كانت ريحًا واحدة جاءت من مكان واحد فقولهم من كل مكان وقد وحدوها تدل على أن بالتوحيد معنى الجمع، قال ابن الجزري

والريح هم

كالكهف مع جاثية توحيدهم

حجر (فتى) الأعراف ثاني الروم مع

فاطر نمل (د) م (شفا) الفرقان (د) ع

(شرح طيبة النشر 4/ 76، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 118، السبعة ص 173).

ص: 75

والباقون بالجمع.

قوله تعالى: {بُشْرًا} [48] قرأ عاصم بالباء الموحدة مضمومة، وإسكان الشين. وقرأ ابن عامر بالنون مضمومة، وإسكان الشين. وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالنون مفتوحة، وإسكان الشين، وقرأ الباقون بالنون مضمومة وضم الشين

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ} [50] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار دال قد عند الصاد.

والباقون بالإدغام

(2)

.

(1)

ووجه ضمي {نَشْرًا} ، جعله جمع ناشر أي حي أو محيي، أو جمع نشور كقبور بمعنى ناشر أو منشور كركوب؛ أي مبسوط، ووجه الضم والإسكان: أنه مخفف من الأول كرسل، ووجه فتح النون: أنه مصدر ملاق معنى يرسل بدليل {وَالنَّاشِرَاتِ} ، ووجه الباء: جعله جمع بشور أو بشير كقلب وقليب ثم خفف على حد مبشرات، قال ابن الجزري:

نشرا بضم

فافتح (شفا) كلا وساكنا (سما)

ضم وبا (نـ) ل

(شرح طيبة النشر 4/ 299، 300، النشر 2/ 269، 270، أعراب القراءات 1/ 186، المبسوط ص 210، السبعة ص 283).

(2)

اختلف في إدغام دال قد في ثمانية أحرف الأول: الجيم نحو {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ} الثاني: الذال {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا} ليس غيره. الثالث: الزاي {وَلَقَدْ زَيَّنَّا} ، الرابع: السين {قَدْ سَأَلَهَا} ، الخامس: الشين {قَدْ شَغَفَهَا} فقط. السادس: الصاد {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا} السابع: الضاد {قَدْ ضَلُّوا} ، الثامن: الظاء {لقد ظلمك} فأدغمها فيهن أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وكذا خلف وافقهم الأربعة لكن اختلف عن هشام في (لقد ظلمك) فالإظهار له في الشاطبية كأصلها وفاقًا لجمهور المغاربة وكثير من العراقيين وهو في المبهج وغيره عنه من طريقيه والإدغام له في المستنير وغيره وفاقًا لجمهور العراقيين وبعض المغاربة، وأدغمها ورش في الضاد والظاء المعجمتين واظهرها عند الستة، وأدغمها ابن ذكوان في الذال والضاد والظاء المعجمات فقط، واختلف عنه في الزاي فالإظهار رواية الجمهور عن الأخفش عنه والإدغام رواية الصوري عنه وبعض المغاربة عن الأخفش والباقون بالإظهار وهم ابن كثير وعاصم وقالون وكذا أبو جعفر ويعقوب، قال ابن الجزري:

بالجيم والصفير والذال ادغم

قد وبضاد الشين والظا تنعجم

حكم شفا لفظا وخلف ظلمك

له وورش الظاء والضاد ملك

والضاد والظا الذال فيها وافقا

ماض وخلفه بزاى وثقا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 40، التيسير ص 45، النشر 2/ 5).

ص: 76

قوله تعالى: {لِيَذَّكَّرُوا} [50] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بإسكان الذال، وضم الكاف مخففة

(1)

.

والباقون بتشديد الذال والكاف مع فتحهما

(2)

.

قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ} [57] قرأ قالون، والبزي، وأبو عمرو: بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر

(3)

. وقرأ ورش، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الأولى، وتسهيل الثانية. وعن ورش، وقنبل - أيضًا - إبدال الثانية ألفًا.

والباقون بتحقيقهما. وأمال الألف بعد الشين: حمزة وابن ذكوان وخلف

(4)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [59] قرأ ابن كثير، والكسائي، وخلف: بنقل

(1)

قرأ المذكورون لفظ {لِيَذْكروا} في الإسراء والفرقان بإسكان الذال، ووجه هذه القراءة: أنهم جعلوه من الذكر، كما قرأ عاصم ونافع وابن عامر لفظ {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ} بمريم بالتخفيف، قال ابن الجزري:

ليذكروا اضمم خففن مع (شفا)

وبعد أن (فتى) ومريم (نـ) ــــما

(إ) ذ (كـ) ـــــــم

(النشر 2/ 307، شرح طيبة النشر 4/ 431، الغاية ص 191، السبعة ص 381، التيسير ص 140).

(2)

ووجه قراءة التشديد: أنهم جعلوه من التَّذكُّر أولى بنا من الذكر له بعد النسيان. وقوله: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [القصص: 51] يدل على التشديد في {لِيَذَّكَّرُوا} . وقد قال تعالى ذكره: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29] فالتشديد لـ (التدبّر) والتخفيف لـ (الذكر بعد النسيان)(النشر 2/ 307، شرح طيبة النشر 4/ 431، الغابة ص 191، السبعة ص 381، التيسير ص 140، زاد المسير 5/ 38 وتفسير النسفي 2/ 315).

(3)

إذا اتفقت الهمزتان بالفتح نحو {جَاءَ أَجَلُهُمْ} و {شَاءَ أَنْشَرَهُ} و {السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} وشبهه فورش وقنبل يجعلان الثانية كالمدة وقالون والبزى وأبو عمرو يسقطون الأولى والباقون يحققون الهمزتين معًا، قال ابن الجزري في باب الهمزتين من كلمتين:

أسقط الأولى في اتفاق زن غدا

خلفهما حز وبفتح بن هدى

وسهلا في الكسر والضم وفي

بالسوء والنبيء الإدغام اصطفي

وسهل الأخرى رويس قنبل

ورش وثامن وقيل تبدل

مدًا زكا جودا

(التيسير في القراءات السبع - الدانى ج 1/ ص 33).

(4)

سبق توضيح الخلاف عن هشام في {شَآءَ} و {زَادُوهُمْ} و {زاد} {خَابَ} قبل صفحات قليلة.

ص: 77

حركة الهمزة إلى السين وحذف الهمزة

(1)

. وإذا وقف حمزة، فعل كذلك

(2)

.

والباقون بإسكان السين، وهمزة مفتوحة وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ} [60]، قرأ هشام، والكسائي ورويس: بضم القاف

(3)

. والباقون بكسرها.

قوله تعالى: {لِمَا تَأْمُرُنَا} [60] قرأ حمزة، والكسائى:{يَأْمُرُنَا} بالياء التحتية

(4)

.

والباقون بالتاء الفوقية

(5)

.

(1)

سبق توضيح ما في لفظ {وَسْئَلِ} وما جاء من لفظه مثل [{وَسْئَلُوَا اللَّهَ} - {وَسْئَلِ القَرْيَةَ} - {فَسْئَلِ الَّذِينَ} - {وَسْئَلْهُمْ عَنِ القَرْيَةِ} - {فَسْئَلُوهُنَّ}] قبل عدة صفحات بما أغنى عن ذكره هنا لقرب الموضعين (وانظر: النشر 1/ 414، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه 1/ 123).

(2)

والحجة لمن همز أن الهمزة إنما تسقط فيما كثر استعماله من الأفعال في الأمر فإذا تقدمت الواو عادت الهمزة التى أصلها ودليله قوله تعالى {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ} فاتفاقهم على همز ذلك يدل على ثبات الهمز في هذا وما ماثله (النشر 1/ 414، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 123).

(3)

والمراد به الإشمام فالضم لابد وهو عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {وَجِيءَ} و {وَحِيلَ} و {وَسِيقَ} و {سِيءَ} ولا بد أن يكون إشمام الضم كسر أوله وكيفية ذلك: أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر. قال ابن الجزري:

وقيل غيض جي أشم

في كسرها الضم رجا غنى لزم

(انظر: النشر 2/ 208، الغاية في القراءات العشر ص 98، والتيسيرص 72، والكشف عن وجوه العلل 1/ 230، المبسوط ص 127، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص 129).

(4)

ووجه القراءة بالياء: أنها على الإخبار عن النبى صلى الله عليه وسلم على وجه الإنكار منهم أن يسجدوا لِما يأمرهم به محمد. قال ابن الجزري:

يأمرنا (فـ) ــــــــــوزا (ر) جا

(5)

ووجه القراءة بالتاء: أنها على الخطاب منهم للنبي عليه السلام، لأنهم أنكروا أمره لهم بالسّجود لله، فقالوا: أنسجد لِما تأمرنا يا محمد (النشر 2/ 334، المبسوط ص 324، شرح طيبة النشر 5/ 96، اعراب القرآن 2/ 472، السبعة ص 466، التيسير ص 164، إيضاح الوقف والابتداء 810، وزاد المسير 6/ 99).

ص: 78

قوله تعالى: {وَزَادَهُمْ} [60] قرأ حمزة، وابن ذكوان بخلاف عنه بإمالة الألف محضة

(1)

. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {سِرَاجًا} [61] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بضم السين، والراء

(2)

. وقرأ الباقون بكسر السين وفتح الراء وألف بعد الراء

(3)

.

قوله تعالى: {أَنْ يَذَّكَّرَ} [62] قرأ حمزة، وخلف: بإسكان الذال، وضم الكاف

(1)

إذا أتى اللفظ الذي على ثلاثة حرف من الأفعال العشرة وهي: {وَزَادَهُ} {زَاغَ} {جَآءَ} {شَآءَ} {طَابَ} {خَافَ} {خَابَ} {وَضَاقَ} {وَحَاقَ} فإن حمزة يميلها بشرط أن تكون أفعالًا ماضية معتلة العين والإمالة واقعة في وسطها، وسواء اتصلت هذه مع الأفعال بضمير أو لم تتصل، واختلف عن ابن عامر في {وَزَادَهُ} {خَابَ} عن كل من راوييه، فأما هشام فروى عنه إمالة {وَزَادَهُ} الداجوني وفتحها الحلواني، واختلف عن الداجوني في خاب، فأمالها عنه صاحب التجريد والروضة والمبهج وابن فارس وجماعة، وفتحها ابن سوار وأبو العز وآخرون، وأما ابن ذكوان؛ فروى عنه إمالة {خَابَ} الصوري وروى فتحها الأخفش، وأما {وَزَادَهُ} فلا خلاف عنه في إمالة الأولى {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} واختلف في غير الأولى فروى في الفتح وجهًا واحدًا صاحب العنوان وابن شريح والمهدوي ومكي وصاحب التذكرة وبه قرأ الداني على ابن غلبون، وروى الإمالة أبو العز في كتابيه، وصاحب التجريد والمستنير والمبهج والعراقيون وهي طريق الصوري والنقاش عن الأخفش وطريق التيسير وقد أفرد الإمام ابن الجزري فصلًا في إمالة الألف التي هي عين الفعل، ووجه الإمالة: الدلالة على أصل الياءات، وحركة الواوي، ولما يؤول اليه عند البناء للمفعول، وإشعارًا بكسر الفاء مع الضمير. قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة:

والثلاثي فـ) ـــــضلا

في خاف طاب ضاق حاق زاغ لا

زاغت وزاد خاب (كـ) ـــــــم خلف (فـ) ـــــنا

وشاء جا (لـ) ـــــــي خلفه (فتى)(مـ) ـــــنا

(النشر 2/ 59، التيسير ص 50، التبصرة ص 373، إبراز المعاني من حرز الأمانى في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 1/ ص 230، الغاية ص 95).

(2)

وحجة من قرأ بالجمع: أنها على إرادة الكواكب، لأن كلّ كوكب سراج، وهي تطلع مع القمر، فذكّرها كما ذكّر القمر، وأخبر عنها بالجمع لكثرة الكواكب، والقمر والكواكب من آيات الله. وقد قال:{وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} [فصّلت: 12] يعني الكواكب، والمصابيح هي السُّرج. قال ابن الجزري:

وسرجًا فاجمع (شفا)

(3)

وحجة من قرأ بالتوحيد: أنه على إرادة الشمس، لأن القمر إذا ذكر في أكثر المواضع ذُكرت الشمس معه، فحمل هذا على الأكثر أولى، وأيضًا فقد ذكر النجوم في قوله:{جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا} فهي النجوم والكواكب. فلم يحتج التى تكرير ذلك في قوله: {سِرَاجًا} (الكشف عن وجوه القراءات 2/ 147، السبعة ص 466، شرح طيبة النشر 5/ 96، النشر 2/ 334، المبسوط ص 324، الغاية ص 222).

ص: 79

مخففة

(1)

. والباقون بفتح الذال والكاف مشددتين

(2)

.

قوله تعالى: {وَلَمْ يَقْتُرُوا} [67] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر: بضم الياء التحتية، وكسر التاء الفوقية

(3)

، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب: بفتح الياء التتنية وكسر الفوقية

(4)

، وقرأ الباقون بفتح الياء التحتية، وضم الفوقية

(5)

.

قوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ} [68] قرأ أبو الحارث بإدغام اللام في الذال

(6)

(1)

قرأ المشار إليهم لفظ {ليَذْكُروا} في الإسراء والفرقان بإسكان الذال، ووجه هذه القراءة: أنهم جعلوه من

الذكر، كما قرأ عاصم ونافع وابن عامر لفظ {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ} بمريم بالتخفيف، قال ابن الجزري:

ليذكروا اضمم خففن مع (شفا)

وبعد أن (فتى) ومريم (نما

(إ) ذ (كـ) ـــــــــم

(2)

ووجه قراءة التشديد: أنهم جعلوه من التَّذكُّر أولى بنا من الذكر له بعد النسيان. وقوله: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [القصص: 51] يدل على التشديد في {لِيَذَّكَّرُوا} . وقد قال تعالى ذكره: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29] فالتشديد لـ (التدبّر) والتخفيف لـ (الذكر بعد النسيان)(النشر 2/ 307، شرح طيبة النشر 4/ 431، الغاية ص 191، السبعة ص 381، التيسير ص 140، زاد المسير 5/ 38، وتفسير النسفي 2/ 315).

(3)

وحجة من قرأ بضم الأول وكسر الثالث: أنه مضارع أقتر: أي افتقر، فيرادف يسرفوا؛ أي لم يقتروا فيفتقروا، ويرادف قتر أي ضيق، قال ابن الجزرى:

و (عن) ضم يقتروا

(4)

ووجه قراءة من قرأ بفتح الياء وكسر التاء، وكذلك من فتح الأول وكسر الثالث أنهما قراءتان ولغتان في الثلاثى منه، يقال: قتَر يقتِر ويقتُر، كعكَف يعكِف ويعكُف، قال ابن الجزري:

والكسر ضم (كوف)

(الكشف عن وجوه القراءات 2/ 147، السبعة ص 466، شرح طيبة النشر 5/ 96، النشر 2/ 334، المبسوط ص 324، الغاية ص 222) زاد المسير 6/ 102).

(5)

ووجه القراءات انه مضارع قتر وفيه لغتان الأولى كيقتل، والثانية كيحمل، قال الشاطبي:

ومع جزمه بفعل بذلك سلموا

وقال ابن الجزري:

يفعل سرا

(الكشف عن وجوه القراءات 2/ 147، السبعة ص 466، شرح طيبة النشر 5/ 96، النشر 2/ 334، المبسوط ص 324، الغاية ص 222).

(6)

فيصير النطق (يَقْعَذَّلِكَ) أدغم أبو الحارث عن الكسائى اللام المجزومة من يفعل ذال ذلك وهو {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ} في ستة مواضع في القرآن في البقرة وآل عمران وفي النساء موضعان وفي سورة المنافقين والفرقان =

ص: 80

والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ} [69] قرأ ابن عامر، وشعبة: برفع الفاء من {يُضَاعَفُ} ، ورفع الدال من {يَخْلدُ}

(1)

، وقرأ الباقون بجزمهما

(2)

.

وقرأ بحذف الألف بعد الضاد وتشديد العين: ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب

(3)

، وقرأ الباقون بالألف بعد الضاد وتخفيف العين

(4)

.

قوله تعالى: {فِيهِ مُهَانًا} [69] قرأ ابن كثير، وحفص: بصلة الهاء بعد الياء التحتية في الوصل

(5)

.

= فإن لم يكن يفعل مجزومًا لم يدغم نحو {مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ} (التيسير ص 42، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 1/ ص 196).

(1)

وحجة من رفع أنه قطعه مما قبله، واستأنفه فرفعه. قال ابن الجزري:

............... ويخلد ويضاعف ما جزم

(كـ) ــــــــــم (صـ) ــــــــف

(شرح طيبة النشر 5/ 98، النشر 334، الغاية ص 223، إعراب القرآن 2/ 476، السبعة ص 467، غيث النفع ص 307، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 147).

(2)

وحجة من جزم أنه جعل {يُضَاعَفْ} بدلًا من: {يَلْقَ} ، لأن لقيه جزاء الآثام تضعيف لعذابه، فلمّا كان إياه أبدله منه، ليتصل بعض الكلام ببعض.

(3)

وحجة من شدد وحذف الألف أنه حمله على الكثير؛ لأن فعلت مشدد العين بابه تكثير الفعل، وحجة من خفف وأثبت الألف أنه حمله على الكثير؛ لأن فعَّلت مشدد العين بابه تكثير الفعل، تقول: غلَّقتُ الأبواب إذا فعلت ذلك مرة واحدة. أما من فتح الفاء فإنه حمل الكلام على المعنى فجعله جوابًا للشرط، لأن المعنى: أن يكون قرض تبعه أضعاف، فحمل يضاعفه على المصدر فعطف على القرض، والقرض اسم فأضمر (أن) ليكون مع (فيضاعفه) مصدرًا فتعطف مصدرًا على مصدر، قال ابن الجزري:

.... .... .... .... .... ...... يضعفه

معا وثقله وبابه ثوى

(كـ) ـــــــس (د) ن

(4)

وحجة من خفف وأثبت الألف: أن أبا عمرو حكى أن ضاعفت أكثر من ضعَّف؛ لأن ضعَّف معناه مرتان، وحكى أن العرب تقول: ضعفت درهمك؛ أي جعلته درهمين، وتقول: ضاعفته؛ أي جعلته أكثر من درهمين (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 300، إتحاف فضلاء البشر ص 159، 160، السبعة ص 185).

(5)

هاء الكناية هي التي يكنى بها عن المفرد الغائب ولها أحوال أربعة:

الأول: أن تقع بين متحركين نحو: {إِنَهُ هُوَ} {لَهُ صَاحِبُهُ} ولا خلاف في صلتها حينئذ بعد الضم بواو وبعد الكسر بياء؛ لأنها حرف خفي. =

ص: 81

والباقون بغير صلة، ولم يوافق أحد ابن كثير في صلة الهاء، إلا حفص، في هذا الموضع لا غير.

قوله تعالى: {وَذُرِّيَّاتِنَا} [74] قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر، ويعقوب: بالف بين الياء التحتية والتاء الفوقية؛ على الجمع

(1)

. وقرأ الباقون على الإفراد بغير ألف

(2)

.

قوله تعالى: {وَيُلَقَّوْنَ} [75]، قرأ شعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف: بفتح الياء التحتية، وسكون اللام، وتخفيف القاف

(3)

. وقرأ الباقون بضم التحتية وفتح

= الثاني: أن تقع بين ساكنين نحو: {فِيهِ الْقُرْآنُ} {وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ} .

الثالث: أن تقع بين متحرك فساكن نحو: {لَهُ الْمُلْكُ} {عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ} وهذان لا خلاف في عدم صلتهما؛ لئلا يحتمع ساكنان على غير حدهما.

الرابع: أن تقع بين ساكن فمتحرك نحو: {عَقَلُوهُ وَهُمْ} {فِيهِ هُدًى} وهذا مختلف فيه فابن كثير يصل الهاء بياء وصلًا إذا كان الساكن قبل الهاء ياء نحو ة {فِيهِ هُدًى} [البقرة: 2]، وبواو إذا كان غير ياء نحو {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ} (واجتبيه وهديه) على الأصل. وقرأ حفص {فِيهِ مُهَانًا} بالفرقان: 69، بالصلة وفاقًا له؛ إلا أن حفصًا ضمها في {أَنْسَانِيهُ} الكهف: 63، {عَلَيْهُ اللَّهَ} بالفتح: 10 (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 50).

(1)

وحجة من جمع أنّه حمله على المعنى، لأنّ لكل واحد ذريَّة، فجمع لأنهم جماعة لا تحصى، ويُقوّي ذلك قوله:{مِنْ أَزْوَاجِنَا} بالجمع، وأيًضا فإنّه لمّا كانت الذرّيَّة تقع للواحد والجمع، وكان معنى الكلام الجمع، أتى بلفظ لا يحتمل إلا الجمع، ولأن المعنى على ذلك بُني.

(2)

وحجة من قرأ بالتوحيد أن الذرّيّه تقع للجمع، فلمّا دلّت على الجمع بلفظها استغنى عن جمعها، ويدلّ على وقوع {ذُرِّيَّةً} للجمع قوله:{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا} [النساء: 9]، وقد علم أن لكلّ واحد ذرِّية، وقد تقع الذرِّية للواحد بدلالة قوله تعالى ذكره عن دعاء زكريا عليه السلام:{هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} [آل عمران: 38]، وإنما سأل ولدًا بدلالة قوله:{فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} [مريم: 5]، وقوله:{رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ} [آل عمران: 40] قال ابن الجزري:

وذريتنا (حـ) ـــــــط (صحبة)

(الكشف عن وجوه القراءات 2/ 148، النشر 2/ 335، الغاية ص 223، شرح طيبة النشر 5/ 98، السبعة ص 467، غيث النفع ص 306، التيسير ص 164، زاد المسير 6/ 111، تفسير النسفي 3/ 176).

(3)

وحجة من قرأ بالتخفيف: أنهم جعلوه ثلاثيًا من (لقى يلقى) فيتعدّى إلى مفعول واحد، وهو {تَحِيَّةً} دليله قوله:{فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59]. قال ابن الجزري: =

ص: 82

اللام، وتشديد القاف

(1)

.

قوله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَؤُا} [77] رُسِمَتْ بالواو بعد الموحدة، وبعد الواو ألف. وإذا وقف حمزة وهشام عليها - وقفا بإبدال الهمزة ألفَا، ويجوز لهما تسهيلها مع روم حركتها. ووقف الباقون بالألف

(2)

.

* * *

= يلقوا يلاقوا ضم (كـ) ــــــم (سما)(عـ) ــــــــنا

(المبسوط ص 325، النشر 2/ 335، الغاية ص 223، شرح طيبة النشر 5/ 98، السبعة ص 467، غيث النفع ص 306، التيسير ص 164، زاد المسير 6/ 111، تفسير النسفي 3/ 176).

(1)

ووجه القراءة بالتشديد: أنهم جعلوه رباعيًّا من (لقّى)، يتعدّى على مفعولين، لكنه فعل لم يسمّ فاعله، فالمفعول الأول هو المضمر في {يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ} الذي قام مقام الفاعل، وهو ضمير المخبر عنهم، وقوّى هذه القراءة قوله:(يُجزَون الغُرفة)، على ما لم يسمّ فاعله، فجرى {وَيُلَقَّوْنَ} على ذلك، ليتفق لفظ الفعلين على ما لم يسمّ فاعله، و {تَحِيَّةً} المفعول الثاني، ودليل التشديد إجماعهم عليه في قوله:{وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً} [الأنسان: 11]. والقراءتان ترجعان إلى معنى، لأنهم إذا تلقوا التحية فقد لقّوها، واذا ألقوها فقد تلقوها (المبسوط ص 325، النشر 2/ 335، الغاية ص 223، شرح طيبة النشر 5/ 98، معاني القرآن 2/ 275، إعراب القرآن 2/ 477، المهذب 2/ 87، غيث النفع ص 306، التيسير ص 164، زاد المسير 6/ 111، تفسير النسفي 3/ 176).

(2)

يوقف لحمزة وهشام على {مَا يَعْبَؤُا} المرسوم بالواو بإبدال الهمزة ألفًا على القياس وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوًا مضمومة ثم تسكن للوقف ويتحد معه وجه اتباع الرسم ويجوز الروم والإشمام فهذه أربعة والخامس تسهيلها كالواو على تقدير روم الحركة وهذا أحد المواضع العشر المرسومة بالواو (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 419).

ص: 83

‌الأوجه التي بين الفرقان والشعراء

وبين الفرقان والشعراء من قوله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَؤُاْ بِكُمْ رَبِّي} إلى قوله تعالى: {الْكِتَابِ الْمُبِينِ} [الشعراء: 2] مائتا وجه وأربعة وثمانون وجهًا، غير الأوجه المندرجة (1).

بيان ذلك:

قالون: ثمانية وأربعون وجهًا.

ورش: ستة وتسعون وجهًا.

ابن كثير: أربعة وعشرون وجهًا.

أبو عمرو: اثنان وثلاثون وجهًا، منها مع البسملة أربعة وعشرون وجهًا، مندرجة مع قالون.

ابن عامر: اثنان وثلاثون وجهًا.

شعبة: أربعة وعشرون وجهًا.

حفص: أربعة وعشرون وجهًا.

حمزة: أربعة أوجه.

الكسائي: أربعة وعشرون وجهًا.

أبو جعفر: أربعة وعشرون وجهًا.

يعقوب: اثنان وثلاثون وجهًا، منها أربعة وعشرون مندرجة مع قالون، وثمانية مندرجة مع أبي عمرو.

خلف: أربعة أوجه، مندرجة مع ابن عامر.

* * *

ص: 84

(سُورَةُ الشُّعَرَاءِ)

(1)

قوله تعالى: {طسم} [1] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة: بإمالة الطاء

(2)

.

والباقون بالفتح.

وقرأ حمزة، وأبو جعفر: بإظهار النون من "سِينْ" عند الميم

(3)

.

والباقون بالإدغام

(4)

.

قوله تعالى: {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ} [4] قرأ أبو جعفر {نَشَا} بإبدال الهمزة ألفًا وقفًا ووصلًا. وقرأ الباقون بالهمز. وإذا وقف حمزة وهشام عليها أبدلا مع المد والتوسُّط والقصر

(5)

.

(1)

مكية إلا أربع آيات من الشعراء إلى آخرها وآيها مائتان وعشرون وست بصري ومكي ومدنى أخير وسبع كوفي وشامي ومدني (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 420).

(2)

اختلف في الطاء من طه وطسم الشعراء والقصص وطس النمل فأمالها من طه أبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف، وأمالها من طسم وطس أبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف أيضًا (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 121).

(3)

وحجة من أظهر أنّ هذه الحروف المقطعة مبنية على الانفصال والوقف عليها ولذلك لم تعرب، فجرت في الإظهار على تحكم الوقف عليها وانفصالها مِمّا بعدها. فإن قيل: فلم لم يظهر النون في {عسق} وما الفرق بين ذلك؟ فالجواب: أنّ النون لمّا كانت في {طسم} مدغمة مغيرة عن لفظها أظهرها، ليبيّن أصلها بالوقف عليها. ولمّا كانت في {عسق} مخفاة في السين وفي القاف، والإخفاء كالإظهار، إذ لا تشديد فيه أبقاها على حالها، إذ الإخفاء والإظهار أخوان، لا يزول لفظ النون في الإخفاء كالإظهار ويزول لفظها في الإدغام فهو فرق بيّن. وقد ذكرنا الإمالة للطاء وعلّة ذلك.

(4)

وحجة من أدغم أن هذه الحروف لمّا كانت متصلة بعضها ببعض، لا يوقف على شئ منها دون شيء، ولا يفصل في الخطّ شيء عن شيء أدغم لاشتراك النون مع الميم في الغنّة، ولأنه يدغم في غير هذا، فأجرى هذا على كلّ ما تَلقى فيه النون الساكنة الميمَ نحو:{مَن} {وَمَا} {وَمَن مَعَهُ} .

(5)

ما ذكره المصنف ليس بصواب، وإنما يبدلانه ألفًا مع القصر فقط؛ لأن ما ذكره المؤلف إنما يجوز في الهمز المتطرف الواقع بعد حرف مد مثل:{شَآءَ} {جَآءَ} أما هذا فقد وقع ساكنًا؛ فهو من باب قوله:

فإن يسكّن بالذي قبل ابدل

ص: 85

وقرأ الباقون بهمزة سكنة وقفًا ووصلًا

(1)

.

وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب {نُنْزِل} بإسكان النون الثانية وتخفيف الزاي

(2)

. والباقون بفتح النون الثانية، وتشديد الزاي

(3)

.

قوله تعالى: {مِنَ السَّمَاءِ آيَةً} [41] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بإبدال الهمزة الثانية المفتوحة بعد المكسورة ياء خالصة. والباقون بتحقيقهما. وإذا وقف حمزة وهشام على الهمزة الأولى أبدلاها ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر، ولهما

(1)

أبدل أبو عمرو كل همز ساكن سواء كان فاء للكلمة، أو عينًا للكلمة، إلا ما استثني له؛ فإنه يقرأ بالتحقيق قولًا واحدًا، ومن المستثنى ما كان سكونه للجزم وهو فيما يأتي:

1 -

{يَشَأْ} في عشرة مواضع نحو قوله تعالى: {إن يَشَأْ} [النساء: 133].

2 -

{نَشَأْ} في ثلاثة مواضع نحو قوله تعالى: {إن نَشَأْ} [الشعراء: 4].

3 -

{تَسُؤْكُمْ} في ثلاثة مواضع نحو قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101].

4 -

{نُنْسِهَا} من قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} [البقرة: 106].

5 -

{وَيُهَيِّئْ} من قوله تعالى: {وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا} [الكهف: 16].

6 -

{يُنَبَّأْ} من قوله تعالى: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى} [النجم: 36].

قال ابن الجزري:

وكل همز ساكن أبدل حذا

خلف سوى ذي الجزم والأمر كذا

مؤصدة رئيا وتؤوي

وقوله:

والأصبهاني مطلقا لا كاس

ولؤلؤا والرأس رئيا باس

نؤوي وما يجيء من نبأت

هيء وجئت وكذا قرأت

(الهادي 1/ 216).

(2)

سبق بيانه وتوضيحه قبل صفحات قليلة، قال ابن الجزرى:

.... ينزل كلًّا خف (حق)

لا الحجر والأنعام أن ينزل (د) ق

(انظر: المبسوط ص 132، 133، النشر 2/ 218، الغاية ص 104، شرح طيبة النشر 4/ 47).

(3)

احتج من قرأ بالتشديد بأن {نَزَّلَ} و {أُنزِلَ} لغتان وأن التشديد يدل على تكرير الفعل وقد ورد في القرآن الكريم في قوله {لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ} - {فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} (حجة القراءات ص 106، وشرح طيبة النشر 4/ 47، النشر 2/ 218، المهذب ص 64، التبصرة ص 425، زاد المسير 1/ 114).

ص: 86

- أيضًا - المد والتوسُّط مع التسهيل والروم

(1)

.

قوله تعالى: {وَمَا يَأْتِيهِم} [5] وكذا {فَسَيَأْتِيهِمْ} [6] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا مع صلة الميم بواو في الوصل. وقرأ يعقوب بضم الهاء. وأبدل ورش

(2)

، وأبو عمرو الهمزة ألفًا، بخلاف عنه.

قوله تعالى: {أَنْبَاؤُا مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ} [6]{أَنْبَاؤُا} رسمت بالواو، وإذا وقف حمزة، وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر، ويجوز تسهيلها كالواو مع المد والقصر، ويجوز إبدالها واوًا ساكنة مع المد والقصر، ويجوز لهما الروم والإشمام

(3)

.

(1)

سهل الهمزة الأخيرة من الهمزتين المتفقتين مطلقًا رويس يعنى من غير طريق أبى الطيب، وكذلك قنبل من طريق ابن مجاهد وهذا مذهب الجمهور عنه ولم يذكر عنه العراقيون وصاحب التيسير غيره، وكذا ذكره ابن سوار عنه من طريق ابن شنبوذ، وروى عنه عامة المصريين والمغاربة إبدالها حرف مد خالص فتبدل في حالة الكسر ياءً وفي حالة الضم واوًا ساكنة وهي النبي قطع به في الهادي والهداية والتجريد وهما في التبصرة والكافي والشاطبية وروى منه ابن شنبوذ إسقاط الأولى مطلقًا كما ذكره، وأما ورش فلا خلاف عنه من طريق الأصبهاني في تسهيلها بين بين، واختلف عن الأزرق فروى عنه إبدال الثانية حرف مد جمهور المصرين ومن أخذ عنهم من المغاربة وهو الذي قطع به غير واحد منهم، كابن سفيان والمهدوي وابن الفحام، وكذا في التبصرة والكافي وروى عنه تسهيلها مطلقًا بين بين كثير منهم كأبي الحسن بن غلبون وابن بليمة وصاحب العنوان ولم يذكر في التيسر غيره، واختلفوا عنه في حرفين {هَؤُلَاءِ إِنْ} و {الْبِغَاءِ إِنْ} فروى عنه كثير من رواة التسهيل جعل الثانية فيها ياء مكسورة وقال في التيسير: وقرأت به على ابن خاقان؟ قال: وروى عنه ابن شيطا إجراؤهما لنظائرهما، وقد قرأت بذلك أيضًا على أبى الفتح، وأكثر مشيخة المصريين على الأول. ووجه تخفيف الثانية أنها سبب زيادة النقل فخصت وطردًا للباقين وجمعًا وهو مذهب الخليل وحكاه عن أبي عمرو، ووجه قلبها المبالغة في التخفيف وهو سماعي ووجه الاختلاس مراعاة لأصلها، ووجه التحقيق الأصل. قال ابن الجزري:

.... وقيل تبدل

مدًّا (ز) كا (جـ) ودًا وعنه هؤلا

إن والبغا إن كسر ياء أبدلا

وقال:

وسهل الأخرى رويس قنبل

ورش وثامن وقيل تبدل

مدًّا زكا جودًا

(انظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر: باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص 42، 43).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

سبق بيانه قبل عدة صفحات (انظر إتحاف فضلاء البشر ص 129، وشرح طيبة النشر للنويري 2/ 341).

ص: 87

قوله تعالى: {يَسْتَهْزِئُونَ} [6]، قرأ حمزة بنقل حركة الهمزة إلى الزاي وحذف الهمزة؛ كما يقرأ أبو جعفر، وله - أيضًا - ابدالها ياء مضمومة، وله - أيضًا - تسهيلها كالواو، وله - أيضًا - أوجهٌ غير هذه، لكن ضعيفة. وورش على أصله بالمد والتوسُّط والقصر وقفًا ووصلًا. والله أعلم.

قوله تعالى: {لَهُوَ} [9] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(1)

. والباقون بالضم.

قوله تعالى: {نَادَى رَبُّكَ مُوسَى} [10] قرأ أبو حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة فيهما

(2)

. وقرأ نافع بالفتح، وبين اللفظين

(3)

، وافقه أبو عمرو في {مُوسَى} على بين اللفظين. والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {أَنِ ائْتِ} [10] قرأ أبو جعفر، وورش، وأبو عمرو - بخلاف عنه - بإبدال الهمزة ياء، وقفًا ووصلًا، وإذا وقف حمزة - أبدل. والباقون بالهمزة الساكنة.

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ} [12] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر بفتح الياء في الوصل

(4)

.

(1)

سبق بيان ما فيها من قراءه قبل عدة صفحات (وانظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).

(2)

سبق بيان قاعدة حمزة والكسائي وخلف البزار في الإمالة قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا (وانظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

قاعدة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو فتح جميع ياءات الإضافة، وقاعدة الباقين إسكانها، ووجه فتح الكل مع الهمز أنه أحد الأصلين مع قصد ثبوته الخفي عند القوى وليتمكن من قال لفظ الهمز. ووجه الإسكان مع أنه أحدهما وقصد التقوية محصلان بزيادة المدة، وزعم الكسائي أن العرب تستجنب نصب الياء مع كل ألف مهموزة سوى الألف واللام، يعني أن بعض العرب ترك فتح الياء مع همزة القطع لاجتماع الثقلين، وقد وقع من ياءات الإضافة تسع وتسعون ياء بعدها همزة مفتوحة لهؤلاء القراء، وقد ذكرها ابن الجزرى بقوله:

ليست بلام الفعل يا المضاف

بل هي في الوضع كها وكاف

تسع وتسعون بهمزٍ انفتح

ذرون الأصبهاني مع مك فتح

(انظر شرح النويري على طيية النشر 3/ 263، 264، التيسير ص 63، الإقناع 1/ 537).

ص: 88

والباقون بإسكانها.

قوله تعالى: {أَنْ يُكَذِّبُونِ} [12]{أَنْ يَقْتُلُونِ} [14] أثبت الياء فيهما وقفًا ووصلًا يعقوب

(1)

. والباقون بالحذف

(2)

.

قوله تعالى: {وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي} [13] قرأ يعقوب بنصب القاف فيهما

(3)

. والباقون بالرفع

(4)

.

قوله تعالى: {قَالَ كَلَّا} [15] الوقف عليها تام.

قوله تعالى: {بَنِي إِسْرَائِيلَ} {بَنِي إِسْرَائِيلَ} قرأ أبو جعفر بتسهيل الهمزة مع المد والفصر وقفًا ووصلًا

(5)

. وإذا وقف حمزة - فعل ذلك، وله - أيضًا - ابدالها ياء خالصة مع المد والقصر.

وأما ورش: فله بعد الهمز - القصر، وله - أيضًا - المد - بخلاف عنه - وقفًا ووصلًا

(6)

.

(1)

قرأ يعقوب بإثبات الياء في الحالين على أصله في سبع عشرة كلمة، ووافقه بعض القراء، وهذه الكلمات هي:{دعائي} {التلاقي} {التنادي} {أَكْرَمَنِ} {أهَانَنِ} {وَبَسِّرْ} {بِالْوَادِ} {المتعالي} {وعدي} {نذيري} {نكيري} {يكذبوني} {ينقذني} {لترديني} {فاعتزلوني} {يرجعوني} {ونذري} . قال ابن الجزري:

وقف ثنا وكل رؤوس الآي (ظـ) ــــــــــل

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 156).

(2)

الياه الزائدة غير الأصلية هي ياء المتكلم الزائدة، وقدوقعت في إحدى وثمانين نحو:{فَارْهَبُونِ} {فَاتَّقُونِ} {وَلَا تَكْفُرُونِ} {فَلَا تُنْظِرُونِ} {ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ} {فَأَرْسِلُونِ} {وَلَا تَقْرَبُونِ} {أَن تُفَنِّدُونِ} {كَذَّبُونِ} .

(3)

عطفًا على {يكذبون} ، قال ابن الجزري:

يضيق ينطلق نصب الرفع (ظـ) ـــــــــن

(شرح طيبة النشر 5/ 99، المبسوط ص 326، الغاية ص 224، إعراب القرآن 2/ 483).

(4)

ووجه قراءتهم: أنها على الاستئناف (شرح طيبة النشر 5/ 99، المبسوط ص 326، الغاية ص 224، إعراب القرآن 2/ 483).

(5)

سبق قريبًا.

(6)

هذا الوجه لورش من طريق الأزرق، وقد اختلف في مد الياء فيها كنظائره للأزرق فنص بعضهم على مدها واستثناها الشاطبي والوجهان في الطيبة. قال ابن الجزري: =

ص: 89

والباقون على مراتبهم في المد.

قوله تعالى: {وَلَبِثْتَ فِينَا} [18] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر بإدغام الثاء المثلثة في التاء المثناة

(1)

.

والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {اتَّخَذْتَ} ([29] قرأ ابن كثير، وحفص، ورويس -بخلاف عنه-: بإظهار الذال عند التاء.

والباقون بالإدغام

(2)

.

قوله تعالى: {قَالُوا أَرْجِهْ} [36] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، ويعقوب: بهمزة ساكنة بين الجيم والهاء

(3)

، والباقون بغير .....................

= .... .... .... .... ....

وأزرق إن بعد همز حرف مد

مد له واقصر ووسط كنأى

فالآن أوتوا إى ءآمنتم رأى

لا عن منون ولا الساكن صح

بكلمة أو همز وصل في الأصح

وامنع يؤاخد وبعادًا الأولى

خلف وآلان وإسرائيلا

(انظر: شرح طيبة النشر 2/ 176، الإتحاف ص 134).

(1)

فيصير النطق (فلَبِتَّ) فإذا جاءت الثاء المثلثة قبل التاء المثناة في القرآن الكريم سواء وردت مفردة أو جمعًا نحو {فَلَبِثْتَ سِنِينَ} أو {لَبِثْتُمْ} فإن القراء المذكورين يدغمون الثاء في التاء، ووجه الإدغام الاشتراك في بعض المخرج والتجانس في الانفتاح والاستفال والهمس، قال ابن الجزري:

ولبثت كيف جا

(حـ) ــــــــط (كـ) ــــم (ثـ) ــــــنا (رضى)

(شرح طيبة النشر 3/ 27، 28، إتحاف فضلاء البشر ص 162).

(2)

كل ذال ساكنة يقع بعدها تاء متحركة يدغمها جميع القراء ويظهرها القراء المذكورون بأعلاه وهي قاعدة مطردة في جميع القرآن الكريم، قال ابن الجزري:

وفي اخذت واتخذت (عـ) ن (د) رى

والخلف (غـ) ــــــــــث

(انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 139).

(3)

اختلفوا في الهاء المتصلة بالفعل المجزوم في مثل قوله {يُؤَدِّهِ} [آل عمران: 75] و {وَنُصْلِهِ} [النساء: 115] في وقفها وإشمامها الكسر والضم وصلتها بياء أو واو وذلك في ستة عشر موضعًا: في آل عمران أربعة مواضع قوله: {يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} {لَا يُؤَدِّهِ} [آل عمران: 75]، و {نُؤْتِهِ مِنْهَا} [آل عمران: 145] مكررة في الآية، وفي سورة النساء [{نُوَلِّهِ} - {وَنُصْلِهِ}] 115، وفي سورة النور: 52 {وَيَخْشَ اللَّهَ =

ص: 90

همز

(1)

.

وأما الهاء: فضمَّها في الوصل من غير صلة: أبو عمرو، ويعقوب، وضمها موصولة بواو: ابن كثير، وعن هشام الصلة بواو، وعدم الصلة. وسكن الهاء: عاصم، وحمزة وقفًا ووصلًا. وكسرها مع اختلاس حركتها قالون. واختلف عن أبي جعفر وابن ذكوان في صلتها وعدم الصلة بياء. وكسرها موصولة بياء: ورش، والكسائي، وخلف. وروي - أيضًا - عن شعبة: ضم الهاء مع عدم الصلة؛ كأبي عمرو

(2)

، والله أعلم.

قوله تعالى: {وَقِيلَ لِلنَّاسِ} [39] قرأ هشام، والكسائي، ورويس بضم القاف

(3)

.

= وَيَتَّقْهِ}، وفي سورة النمل: 28 {فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ} ، وفي سورة الزمر: 7 {يَرْضَهُ لَكُمْ} ، وفي الشورى: 20 {نُؤْتِهِ مِنْهَا} ، وفي الزلزلة: 7 - 8 {خَيْرًا يَرَهُ} - {شَرًّا يَرَهُ} ، وفي سورة البلد {أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} ، وفي سورة طه: 75 {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا} ، وفي الأعراف: 111 والشعراء: 36 {أَرْجِهْ} - {وَأَخَاهُ} ، هذان مهموزان وغير مهموزين، قال ابن الجزري في باب هاء الكناية:

سكن يؤده نصله نؤته نول

صف لي ثناخلفهما فناه حل

وهم وحفص اقصرهن كلم

خلف طبىً بن ثق

(حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 166، السبعة 1/ 208).

(1)

وهما لغتان يقال: أرجأت وأرجيته أى أخرته كتوضأت وتوضيت (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 52، السبعة في القراءات لابن مجاهد البغدادي ج 1/ ص 208).

(2)

والحاصل من اختلافهم في الهمز وهاء الكناية فيها ست قراءات متواترة: ثلاثة مع الهمز، وثلاثة مع تركه.

فأما التي مع تركه: فأولها: قراءة قالون وابن وردان من طريق ابن هارون وهبة الله {أرجه} بكسر الهاء مختلسة بلا همز، ثانيها: قراءة ورش والكسائي وابن جماز وابن وردان من طريق ابن شبيب وخلف في اختياره {أرجهي} بإشباع كسرة الهاء بلا همز، ثالثها: قراءة عاصم من غير طريق نفطويه وأبي حمدون عن أبي بكر وحمزة ة {أرجه} بسكون الهاء بلا همز، وأما الثلاثة التي مع الهمز. فأولها: قراءة ابن كثير وهشام من طريق الحلواني {ارجئهو} بضم الهاء مع الإشباع والهمز، الثانية: قراءة أبي عمرو وهشام من طريق الداجوني وأبي بكر من طريق أبي حمدون ونفطوية ويعقوب {أرجئه} باختلاس ضمة الهاء مع الهمز، الثالثة: قراءة أبن ذكوان {أرجئه} بالهمز واختلاس كسرة الهاء فلهشام وجهان اختلاس ضمة الهاء وإشباعها، كلاهما مع الهمز ولأبي بكر وجهان أيضًا ترك الهمز مع إسكان الهاء والهمز مع اختلاس ضمتها ولابن وردان وجهان ترك الهمز مع اختلاس كسرة الهاء ومع إشباعها، وقد طعن في قراءة ابن ذكوان بأن الهاء لا تكسر إلا بعد كسر أو ياء ساكنة، وأجيب: بأن الفاصل بينها وبين الكسرة الهمزة الساكنة وهو حاجز غير حصين واعتراض أبي شامة رحمه الله تعالى على هذا الجواب متعقب (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 287).

(3)

وهي في ثمانية وعشرين موضعًا للاستفهام، وضابطها أن يقع بعدها حرف من خمسة أحرف تجمعها =

ص: 91

والباقون بالكسر.

وأدغم اللام في اللام: أبو عمرو، ويعقوب، بخلاف عنهما

(1)

.

قوله تعالى: {أَئِنَّ لَنَا} [41] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة بين الهمزة والياء

(2)

.

وقرأ الباقون بتحقيقهما

(3)

. وأدخل بينهما ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وهشام. والباقون بغير إدخال بينهما

(4)

.

قوله تعالى: {قَالَ نَعَمْ} [42] قرأ الكسائي بكسر العين

(5)

. وقرأ الباقون بالفتح.

= (شليت) والمراد به الإشمام فيصير النطق {قُيلَ لَهُمْ} فالضم لا بد وأن يكون بإشمام الضم كسر أوله وكيفية ذلك: أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو اكثر (انظر: النشر 2/ 208، الغاية في القراءات العشر ص 98، والتيسير ص 72، والكشف عن وجوه العلل 1/ 230، إتحاف فضلاء البشر ص 157).

(1)

سبق بيانه في الآية (28) من سورة النور (وانظر: الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

(2)

هناك قاعدة مطردة، وهي أن القراء المذكورين يقرأون بتسهيل الهمزة الثانية إذا كانت مكسورة، والهمزة المكسورة تأتي متفق عليها بالاستفهام ومختلفًا فيه فالمتفق عليه سبعة كلم في ثلاثة عشر موضعًا {أَئِنَّكُمْ} بالأنعام الآية 19 والنمل الآية 55 وفصلت الآية 9، {أَئِنَّ لَنَا} بالشعراء الآية 41 {أَءِلَهٌ} بالنمل الآية 60 - 64 خمسة {أَئِنَّا لَتَارِكُوا} {أَءنَّكَ لَمِنَ} {أَئِفْكًا} الصافات الآية 36 - 52 - 86 {أَءِذَا مِتْنَا} بقاف الآية:3. قال ابن الجزري:

ثانيهما سهل غنى حرم حلا

(شرح طيبة النشر 4/ 224، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 67).

(3)

والتحقيق هو توفية كل حرف حقه من حركته ونصيبه من الإعراب؛ إذ كانت الهمزة حرفًا من حروف المعجم فيلزمها من الحركة ما يلزم سائر الحروف، لذا جاءوا بكل همزتين مجتمعتين على هيئتها إرادة للتبيين والنطق بكل حرف من كاب الله على جهته من غير إبدال ولا تغيير (انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص 91، وشرح طيبة النشر للنويري 4/ 9، والمبسوط في القراءات العشر ص 126).

(4)

فمن قرأ بالأدخال وهو إدخال ألف بين الهمزتين وهم: قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام بخلف عنه، قال ابن الجزري:

والمد قبل الفتح والكسر حجر

(بـ) ـــــــن (ثـ) ـــــــــق له الخلف وقبل الضم ثر

(5)

قرأ الكسائى لفظ {نَعَمْ} حيث جاء في القرآن بكسر العين وهي لغة كنانة وهذيل وحجته ما روي في الحديث أن رجلًا لقي النبي صلى الله عليه وسلم بمنى فقال: أنت الذى يزعم أنه نبي؟ فقال: نَعِم بكسر العين، وروي أيضًا أن عمر سأل رجلًا شيئًا فقال: نَعِم فقال: قل: نَعَم انما النعم الأبل، قال ابن الجزري: =

ص: 92

قوله تعالى: {فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ} [45]، قرأ حفص بإسكان اللام، وتخفيف القاف

(1)

.

والباقون بفتح اللام، وتشديد القاف

(2)

. والبزىُّ على أصله بتشديد التاء قبل اللام في حال الوصل

(3)

.

= نعم كلا كسر عينا (ز) جا

(شرح طيبة النشر 4/ 295، النشر 2/ 269، المبسوط ص 209، التيسير ص 186، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 283).

(1)

قرأ حفص لفظ (تلقف) في الأعراف وطه بإسكان اللام وتخفيف القاف على أنه مضارع لقف، أي بلع، قال ابن الجزري:

تلقف (كـ) ــــــلا (عـ) ــــــــــد

(شرح طيبة النشر 4/ 304، النشر 2/ 702، المبسوط ص 211، السبعة ص 288، شرح شعلة ص 394).

(2)

والتشديد على أنه مضارع {تلقَّف} وحذفت إحدى تائيه، والتشديد من تلقف يتلقف على وزن تعلم يتعلم والأصل تتلقف فحذقوا إحدى التاءين مثل {تَذَكَّرُونَ} و {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ} أي لا تتكلم (شرح طيبة النشر 4/ 304، النشر 2/ 702، المبسوط ص 211، السبعة ص 288، شرح شعلة ص 394).

(3)

اختلف في تشديد تاء الفعل والتفعل الواقعة في أوائل الأفعال المستقبلة إذا حسن معها تاء أخرى ولم ترسم خطًّا وذلك في إحدى وثلاثين تاء، فقرأ البزى من طريقيه بتشديد التاء من هذه المواضع كلها حال الوصل مع المد المشبع لالتقاء الساكنين إلا الفحام والطبري والحمامي؛ فإن الثلاثة رووا عن أبي ربيعة عن البزي تخفيفها في المواضع كلها، واتفق أبو جعفر مع الزي في تشديد تاء {لَا تَنَاصَرُونَ} بالصافات واتفق رويس مع البزي في تشديد {نَارًا تَلَظَّى} ، قال ابن الجزري:

في الوصل تا تيمموا اشدد

تلقف تَلَهَّ لا تنازعوا تعارفوا

تفرقوا تعاونوا تنابزوا

وهل تربصون مع تميزوا

تبرج إذ تلقوا التجسسا

وفتَّفرق توفَّى في النسا

تنزَّل الأربع أن تبدلا

تخيرون مع تولوا بعد لا

مع هود والنور والامتحان لا

تكلَّم البزي تلظى (هـ) ـــــــب (ء) ـــــــــلا

تناصروا (ثـ) ـــــــق (هـ) ـــــد وفي الكل اختلف

له وبعد كنتم ظلتم وصف

وعلة من شدد: أنه أحال على الأصل لأن الأصل في جميعها تاءات، فلم يحسن له أن يظهرهما فيخالف الخط في جميعها؛ إذ ليس في الخط إلا تاء واحدة، فلما حاول الأصل وامتنع عليه الإظهار، أدغم إحدى التائين في الأخرى، وحسن له ذلك، وجاز اتصال المدغم بما قبله، فإن ابتدأ بالتاء لم يزد شيئًا، وخفف كالجماعة؛ لئلا يخالف الخط، ولم يمكنه الإدغام في الابتداء؛ لأنه لا يبتدأ بمدغم؛ لأن أوله ساكن والساكن لا يبتدأ به، فكان يلزمه إدخال ألف وصل للابتداء (شرح طيبة النشر 4/ 121، 122، =

ص: 93

قوله تعالى: {قَالَ ءَامَنتُمْ} [49] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة، وروح: بتحقيق الهمزتين: الأولى، والثانية. وقرأ حفص ورويس، والأصبهاني - عن ورش-: بإسقاط الأولى؛ فتصير الثانية عندهم أولى. وقرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر: بتحقيق الأولى، وتسهيل الثانية. وأبدل الثالثة ألفًا جميع القرّاء. وورش على أصله بالمد والتوسُّط والقصر في الثانية

(1)

.

قوله تعالى: {خَطَايَانَا} [51] قرأ الكسائي بالإمالة المحضة

(2)

.........

= الكشف عن وجوه القراءات 4/ 311، النشر 2/ 232، التيسير ص 83، 84، التبصرة ص 446، المبسوط ص 152).

(1)

اختلف القراء في {ءَامَنتُمْ} في الأعراف وطه والشعراء فالقراء فيها على أربع مراتب: الأولى: قراءة طالون والأزرق والبزي وأبى عمرو وابن ذكوان وهشام من طلق الحلواني والداجوني من طلق زيد وأبي جعفر بهمزة محققة وأخرى مسهلة وألف بعدها في الثلاث، وللأزرق فيها ثلاثة البلد وإن تغير الهمز كما مر ولم يبدل أحد عنه الثانية ألفّا؛ فقول الجعبري: وورش على بدله بهمزة محققة وألف بدل عن الثانية وألف أخرى عن الثالثة ثم تحذف إحداهما للساكنين تعقبه في النشر، ثم قال: ولعل ذلك وهم من بعضهم حيث رأى بعض الرواة عن ورش يقرؤها بالخبر فظن أن ذلك على وجه البلد وليس كذلك بل هي رواية الأصبهاني ورواية أحمد بن صالح ويونس وأبى الأزهر كلهم عن ورش يقرأونها بهمزة كحفص فمن كان من هؤلاء يرى المد لما بعد الهمز عد ذلك فيكون مثل {آمنوا} إلا أنه بالاستفهام وأبدل وحذف .. انتهى ونقله في الأصل وأقره على عادته قال: فظهر أن من يقرأ عن ورش بهمزة واحدة إنما يقرأ بالخبر.

المرتبة الثانية: لورش من طريق الأصبهاني وحفص ورويس بهمزة محققة بعدها ألف في الثلاث وهي تحتمل الخبر المحض والاستفهام وحذف الهمزة اعتمادًا على قرينة التوبيخ.

المرتبة الثالثة: لقنبل وهو يفرق بين السور الثلاث فهنا أبدل همزتها الأولى واوًا خالصة حالة الوصل واختلف عنه في الهمزة الثانية فسهلها عنه ابن مجاهد وحققها مفتوحة ابن شنبوذ وأما إذا ابتدأ فبهمزتين ثانيتهما مسهلة كرفيقه البزي، وأما طه والشعراء، المرتبة الرابعة: لهشام فيما رواه عنه الداجوني من طريق الشذائي وأبي بكر وحمزة والكسائي وروح وخلف بهمزتين محققتين وألف بعدهما من غير إدخال ألف بينهما في الثلاث ولم يختلفوا في إبدال الثالثة ألفًا لأنها فاء الكلمة أبدلت لسكونها بعد فتح وذلك أن أصل هذه الكلمة {أأمنتم} بثلاث همزات الأولى للاستفهام الإنكاري، والثانية همزة أفعل والثالثة فاء الكلمة فالثالثة يجب قلبها ألفًا على القاعدة والأولى محققة ليس إلا غير أن حمزة إذا وقف يسهلها بين بين في وجه لكونها حينئذ من المتوسط بغيره المنفصل، وأما الثانية ففيها الخلاف ولم يدخل أحد من القراء ألفًا بين الهمزتين في هذه الكلمة لئلا يجتمع أربع متشابهات (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 287).

(2)

اختص الكسائي دون حمزة وخلف بإمالة {أَحْيَاكُمْ} {فَأَحْيَاكُمْ} {أَحْيَاهَا} حيث وقع إذا لم يكن =

ص: 94

وقرأ نافع بالفتح، وبين اللفظين

(1)

.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي} [52] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو جعفر: بكسر النون، ووصل الهمزة بعد النون

(2)

، وقرأ الباقون بإسكان النون، وقطع الهمزة أي: بهمزة مفتوحة

(3)

.

وفتح الياء: المدنيَّان، وسكَّنها الباقون.

قوله تعالى: {حَاذِرُونَ} [56] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، وابن عامر - بخلاف عن هشام -: بألف بعد الحاء

(4)

.

= مسبوقًا بالواو نحو {فَأَحْيَاكُمْ} ، أما المسبوق بالواو وسواء كان ماضيًا أم مضارعًا؛ فيتفق الثلاثة على إمالته نحو {أَمَاتَ وَأَحْيَا} نسق بالفاء، وبإمالة {خَطَايَانَا} حيث وقع، وبإمالة {حَقَّ تُقَاتِهِ} في آل عمران، و {وَقَدْ هَدَانِ} في الأنعام، و {وَمَنْ عَصَانِي} في إبراهيم، و {أَنْسَانِيهُ} في الكهف، و {ءَاتَانِيَ} في مريم، و {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ} فيها، و {ءَاتَانِيَ اللَّهُ} في النمل، و {مَحَّيَاهُمْ} في الجاثية، و {دَحَاهَآ} {طَحَاهَا} {تَلَاهَا} و {سَجَى} ، قال ابن الجزري:

.... .... وعلي

أحيا بلا واو عنه ميل

محياهمو تلا خطايا ودحا

تقاته مرضاة كيف جا (طـ) ــحا

(النشر 2/ 37، شرح طيبة النشر 3/ 65، 66).

(1)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق منه فعنه.

(2)

قرأ المذكورون لفظ {أسْرِ} بـ طه والشعراء، و {فَأَسْرِ} في هود والحجر والدخان، بوصل همزة الخمسة وكسر نون الأولين في الوصل والابتداء بكسر الهمزتين على أنه من سرى الثلاثي مثل:{فَاقْضِ} فحذف الياء علامة البناء، وتحذف الهمزة إذا خلفها متحرك، قال ابن الجزري:

.......... أن اسر فاسر صل (حرم)

(النشر 2/ 290، المبسوط ص 241، شرح طيبة النشر 4/ 371، إعراب القراءات السبع 1/ 291، زاد المسير 4/ 141).

(3)

وحجتهم في ذلك: أنهم جعلوه فعل أمر من أسرى الرباعي مثل: {أنْ أَلْقِ} وهما لغتان مشهورتان (النشر 2/ 290، المبسوط ص 241، شرح طيبة النشر 4/ 371، إعراب القراءات السبع 1/ 291، زاد المسير 4/ 141).

(4)

القراءة بحذف الألف وبعدم الحذف لغتان بغير ألف يقال حذِر، فهو حذِر، وحاذر، إلا أن (حاذر) فيه معنى الاستقبال. وقد قيل: إنّ معنى (حذرون) خائفون. ومعنى "حاذرون" مستعدون بالسلاح وغيره من آلة الحرب، قال ابن الجزري: =

ص: 95

والباقون بغير ألف.

قوله تعالى: {وَعُيُونٍ} [57] قرأ ابن كثير، وابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي: بكسر العين

(1)

.

والباقون بالرفع

(2)

.

قوله تعالى: {فَلَمَّا تَرَآءَا الْجَمْعَانِ} [61] قرأ حمزة بإمالة الألف بعد الراء في الوصل، وإذا وقف حمزة - وقف على همزة مسهَّلة بين ألفين ممالتين مع المد والقصر

(3)

.

قوله تعالى: {قَالَ كَلَّآ} [62] الوقف على {كَلَّآ} تام.

قوله تعالى: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي} [63] فتحها حفص في الوصل

(4)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {سَيَهْدِينِ} [63] أثبت الياء بعد النون يعقوب وقفًا ووصلًا

(5)

.

والباقون بغير ياء.

= وحذورن امدد (كفي)(لـ) ــــي الخلف (مـ) ــــــــن

(شرح طيبة النشر 5/ 99، النشر 2/ 335، المبسوط ص 327، السبعة ص 471، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 191، إعراب القرآن 2/ 489).

(1)

سبق قريبًا.

(2)

الصواب بضم العين لا بالرفع.

(3)

وكذلك خلف والكسائي وقفا، والأزرق عن ورش بالتقليل والفتح في الهمزة فقط، قال ابن الجزري:

تراء الرا (فتى)

(4)

ورد لفظ معي في ثمانية مواضع {مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} في الأعراف، {مَعِيَ عَدُوًّا} في التوبة {مَعِيَ صَبْرًا} ثلاثة في الكهف {ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ} في الأنبياء {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي} في الشعراء {مَعِيَ رِدْءًا} ، في القصص فتح الجميع حفص، وتابعه ورش على الثاني في سورة الظلة وهي سورة الشعراء لأن فيها {عذاب يوم الظلة} يريد قوله تعالى في قصة نوح {وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} وافق حفص وابن عامر على فتح ياء {لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا} {وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا} قال ابن الجزري:

وافق في معي (عـ) ــــــلا (كـ) ـــــــفؤ

(شرح طيبة النشر 4/ 268، إتحاف فضلاء البشر ص 305، إبراز المعانى من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 1/ ص 302).

(5)

أثبت يعقوب الياء فى {يَهْدِيَنِ} {وَيَسْقِينِ} {يَشْفِينِ} {يُحْيِينِ} في الحالين (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 422).

ص: 96

قوله تعالى: {كُلُّ فِرْقٍ} [63] لكل من القراء في الراء الترقيق والتفخيم

(1)

.

قوله تعالى: {نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ} [69] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتسهيل الهمزة الثانية كالياء

(2)

.

والباقون بتحقيقهما.

قوله تعالى: {إِذْ تَدْعُونَ} [72] قرأ نافع، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار ذال {إذْ} عند التاء

(3)

.

والباقون بالإدغام.

قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ} [75] قرأ نافع، وأبو جعفر: بتسهيل الهمزة بعد الراء، وأسقطها الكسائي

(4)

.

(1)

أما قوله {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ} فالراء فيه رقيقة لوقوعها بين كسرتين وضعف منع حرف الاستعلاء بسبب كسره ونقل الاتفاق على ترقيق هذا الحرف مكي وابن شريح وابن الفحام، وفخمها بعضهم لمكان حرف الاستعلاء، قال الحافظ أبو عمرو: والوجهان جيدان (إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقى ج 1/ ص 256).

(2)

سبق بيان ما في مثل هذه الكلمة قبل صفحات قليلة، قال ابن الجزري:

وعند الاختلاف الأخرى سهلن

(حرم)(حـ) ــــــوى (غـ) ــــــــــنا

(3)

وهذه قاعدة مطردة: أن ذال إذ تدغم في التاء قولًا واحدًا لأبي عمرو وهشام وحمزة وخلف البزار والكسائي، وقرأها الباقون بالإظهار (إتحاف فضلاء البشر ص 129) (باب ذال إذ). قال ابن الجزري:

إذ في الصفير وتجد أدفم (حـ) ــــــــــلا

لي وبغير الجيم قاض رتلا

والخلف في الدال مصيب وفتى

قد وصل الإدغام في دال وتا

(4)

إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد فتح فقرأه قالون وورش من طريق الأصبهاني وكذا أبو جعفر بالتسهيل بين بين في {أَرَءَيْتَ} حيث وقع بعد همزة الاستفهام نحو: {أَرَءَيْتُمْ} {أَرَءَيتَكُم} {أَرَءَيْتَ} {أَفَرَءَيْتَ} واختلف عن ورش من طريق الأزرق فأبدلها بعضهم عنه ألفًا خالصة مع إشباع المد للساكنين وهو أحد الوجهين في الشاطبية والأشهر عنه التسهيل كالأصبهاني وعليه الجمهور وهو الأقيس وقرأ الكسائي بحذف الهمز في ذلك كله والباقون بالتحقيق وإذا وقف للأزرق في وجه البدل عليه وعلى نحو {أرأيت} وكذا {أءنت} تعين التسهيل بين بين لئلا يجتمع ثلات سواكن ظواهر ولا وجود له في كلام عربي وليس ذلك كالوقف على المشدد في نحو صواف الآية 36 لوجود الإدغام، قال ابن الجزري:

أريت كلا (ر) م وسهلها (مدا)

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 79، شرح طيبة النشر 4/ 287).

ص: 97

والباقون بالتحقيق. وعن ورش وجه ثان، وهو إبدالها ألفًا

(1)

. وإذا وقف حمزة - سهلها مثل نافع.

قوله تعالى: {عَدُوٌّ لِي إِلَّا} [77] فتحها - في الوصل - نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر

(2)

.

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {فَهُوَ يَهْدِينِ} [78]{وَيَسْقِينِ} [79] و {يَشْفِينِ} [80]{يُحْيِينِ} [81] أثبت يعقوب الياء بعد النون في الأربعة وقفًا ووصلًا

(3)

.

والباقون بغير ياء.

قوله تعالى: {وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ} [86] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بفتح الياء في الوصل

(4)

.

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {وَقِيلَ لَهُمْ} [92] قرأ هشام، والكسائي، ورويس: بضم القاف

(5)

.

(1)

اختلف عن ورش من طريق الأزرق فأبدلها بعضهم عنه ألفا خالصة مع إشباع المد للساكنين وهو أحد الوجهين في الشاطبية والأشهر عنه التسهيل كالأصبهانى وعليه الجمهور وهو الأقيس، وقرأ الكسائى بحذف الهمز في ذلك كله (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 79).

(2)

وقعت ياء الأضافة قبل همزة القطع المكسورة في واحد وستين موضعًا بالقرآن الكريم اختلف منها في اثنتين وخمسين ياء نحو {عَدُوٌّ لِي} {أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} وفتح هذا النوع نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر، قال ابن الجزري:

واثنان مع خمسين مع كسر عني

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 147)

(3)

سبق قريبًا.

(4)

انظر الهامش قبل السابق.

(5)

والمراد به الإشمام فالضم لابد وهو عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {وَجِاْئَ} و {وَحِيلَ} و {وَسِيقَ} و {سِئَ} ولا بد أن يكون إشمام الضم كسر أوله وكيفية ذلك: أن نحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر، ولا يؤخذ هذا إلا بالتلقي من أفواه المشايخ، قال ابن الجزري:

وقيل غيض جي أشم

في كسرها الضم رجا غنى لزم

(انظر: النشر 2/ 208، الغاية في القراءات العشر ص 98، والتيسير ص 72، والكشف عن وجوه العلل =

ص: 98

والباقون بالكسر. وأدغم أبو عمرو ويعقوب اللام في اللام، بخلاف عنهما

(1)

.

قوله تعالى: {أَيْنَ مَا كُنتُمْ} [92] اختلف في {أَيْنَمَا} هنا في المرسوم: ففي بعض المصاحف موصولة، وفي بعضها مقطوعة.

قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} [108] في قصة نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب: ألحق يعقوب الياء بعد النون وقفًا ووصلًا، والباقون بغير ياء

(2)

.

قوله تعالى: {إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا} [109] في خمس مواضع في السورة: فتح الياء في الوصل: نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر

(3)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {وَاتَّبَعَكَ} [111] قرأ يعقوب بهمزة مفتوحة وإسكان التاء المثناة وبعد الباء الموحدة ألف، ورفع العين بعد الألف

(4)

، والباقون بوصل الهمزة بعد الواو، وتشديد التاء المثناة بعد همزة الوصل، ولا ألف بعد الباء الموحدة وفتح العين.

قوله تعالى: {إِنْ أَنَا إِلَّا} [115] قرأ قالون بمد الألف بعد النون قبل الهمزة المكسورة - بخلاف عنه - والباقون بالقصر

(5)

.

= 1/ 230، المبسوط ص 127، والغاية ص 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص 129).

(1)

سبق بيانه في الآية (28) من سورة النور (وانظر: الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

(2)

قرأ يعقوب بإثبات الياء في الحالين من الياءات المحذوفة رسمًا في رؤوس الآي في جميع القرآن نحو {دُعَآءً} {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} ، {وَأَطِيعُونِ} قال ابن الجزري في باب ياءات الزوائد:

وكل روس الآي ظل

(3)

وقعت ياء الإضافة قبل همزة القطع المكسورة في واحد وستين موضعًا بالقرآن الكريم اختلف منها في اثنين وخمسين وسبق قريبًا توضيح ذلك بالتفصيل (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 147).

(4)

قرأ يعقوب بقطع الهمزة ثم تاء ثم باء ثم ألف ثم عين مضمومة {وأتباعُك} ، على أنها جمع تابع مبتدأ، و {الْأَرْذَلُونَ} خبر، والجملة حال من الكاف، قال ابن الجزري:

واتبعكا اتباع (ظـ) ـــــعن

(شرح طيبة النشر 5/ 100، النشر 2/ 335، الغاية ص 224، المبسوط ص 327)،

(5)

ذكر قريبًا.

ص: 99

قوله تعالى: {كَذَّبُونِ} [117] أثبت يعقوب الياء بعد النون وقفًا ووصلًا

(1)

، والباقون بغير ياء.

قوله تعالى: {وَمَنْ مَعِيَ} [118] فتحها في الوصل ورش وحفص

(2)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {وَأَطِيعُونِ} [126]{أَجْرِيَ} [127] ذكر في السورة قريبًا.

قوله تعالى: {جَبَّارِينَ} [130] قرأ الدوري - عن الكسائي -: بالإمالة محضة

(3)

.

(1)

سبق قبل عدة صفحات.

(2)

ورد لفظ معي في ثمانية مواضع {مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} في الأعراف، {مَعِيَ عَدُوًّا} في التوبة {مَعِيَ صَبْرًا} ثلاثة في الكهف {ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ} في الأنبياء {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي} في الشعراء {مَعِيَ رِدْءًا} في القصص فتح الجميع حفص، وتابعه ورش على الثاني في سورة الظلة وهي سورة الشعراء لأن فيها {عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} يريد قوله تعالى في قصة نوح {وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} وافق حفص وابن عامر على فتح ياء {لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا} و {وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} قال ابن الجزرى:

وافق في معى (عـ) ــــــلا (كـ) ــــــــفؤ

(شرح طيبة النشر 4/ 268، إتحاف فضلاء البشر ص 305، ابراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقى ج 1/ ص 302).

(3)

اختص الدوري عن الكسائي بإمالة الكلمات الآتية:

1 -

{هُدَاىَ} [البقرة: 38]، و [طه: 123].

2 -

{مَثْوَاىَ} [يوسف: 23].

3 -

{وَمَحْيَاىَ} [الأنعام: 162].

4 -

{ءَاذانِنَا} حيث وقع {فصلت: 5} .

5 -

{ءَاذَانِهِم} حيث وقع {البقرة: 19].

6 -

{الْجَوَارِ} وهو في ثلاثة مواضع وهي:

[الشورى: 32]، و [الرحمن: 24]، و [التكوير: 16].

7 -

{بَارِئِكُمْ} [البقرة: 54].

8 -

{طُغْيَانِهِمْ} حيث وقع [البقرة: 15].

9 -

{كَمِشْكَاةٍ} [النور: 35].

10 -

{جَبَّارِينَ} [المائدة: 22]، و [الشعراء: 130].

11 -

{أَنصَارِى} [آل عمران: 52]، و [الصف: 14].

12 -

{وَسَارِعُوا} وبابه أي كل ما جاء منه [آل عمران: 133 - 114]، و [المومنون: 56].

قال ابن الجزري:

.........................

رؤياك مع هداي مثواي توى =

ص: 100

وقرأ ورش بالفتح وبين اللفظين

(1)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَعُيُونٍ} [134] قرأ ابن كثير، وابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي: بكسر العين

(2)

، والباقون بالضم.

قوله تعالى: {إِنِّي أَخَافُ} [135] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بفتح الياء - في الوصل

(3)

- والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} [137] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر، ويعقوب: بفتح الخاء وإسكان اللام

(4)

، والباقون بضم الخاء واللام

(5)

. وألحق يعقوب الهاء بعد النون، بخلاف عنه.

قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ} [141] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي: بإدغام التاء في الثاء. واختلف عن ابن عامر

(6)

، والباقون بالإظهار.

= محياي مع آذاننا آذانهم

جوار مع بارئكم طغيانهم

مشكاة جبارين مع أنصاري

وباب سارعوا

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق.

(2)

سبق قريبًا.

(3)

قاعدة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو فتح جميع ياءات الإضافة قبل صفحات قليلة.

(4)

على معنى أنَّهم قالوا: خَلْقُنا كخَلْق الأولين، نموت كما ماتوا، ونحيا كما حيوا، ولا نبعث كما لم يبعثوا. وقيل: معناه: ما هذا إلا اختلاق الأولين، أي كذبهم، كما قال عنهم: إنهم قالوا: {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ} [ص: 7] أي: كذب. قال ابن الجزري:

خلق فاضمم حركا

بالضم (نـ) ــــــــل (إ) ذ (كـ) ـــــــم (فتى)

(النشر 2/ 335، المبسوط ص 327، شرح طيبة النشر 5/ 100، السبعة ص 472، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 151، معاني القرآن 2/ 281، إعراب القرآن 2/ 495).

(5)

ووجه قراءة من قرأ بضم الخاء واللام: أنه على معنى: عادة الأولين (النشر 2/ 335، المبسوط ص 327، شرح طيبة النشر 5/ 100، السبعة ص 472، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 151، معاني القرآن 2/ 281، إعراب القرآن 2/ 495، زاد المسير 6/ 137، وتفسير ابن كثير 3/ 342، وتفسير النسفي 3/ 191).

(6)

اختلف في تاء التأنيث عند ستة أحرف وهي: الجيم والظاء المعجمتان، والثاء المثلثة وحروف الصفير الثلاثة، أما التاء مع الجيم مثل {نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ} ، و {وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} ، وأما التاء مع الظاء مثل {حَمَلَتْ =

ص: 101

{وَأطِيعُونِ} [144]{إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا} [145] ذكر في السورة.

قوله تعالى: {فِي مَا هَاهُنَا} [146]{فِي} مقطوعة من {مَا} .

قوله تعالى: {وَعُيُونٍ} [147] وعيون ذكر قريبًا.

قوله تعالى: {بُيُوتًا فَارِهِينَ} [149] قرأ أبو عمرو، وورش، وحفص، وأبو جعفر: بضم الباء الموحدة، والباقون بالكسر

(1)

.

= ظُهُورُهُمَا} و {حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا} و {كَانَتْ ظَالِمَةً} ، وأما التاء مع الثاء فمثل:{بَعِدَتْ ثَمُودُ} و {كَذَّبَتْ ثَمُودُ} ، و {رَحُبَتْ ثُمَّ} ، وأما التاء مع الزاي مثل خَبَتْ زِدْنَاهُمْ}، وأما التاء مع الصاد فمثل:{حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} و {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ} ، وأما التاء مع السين فنحو {أَنبَتَتْ سَبْعَ} و {أَقَلَّتْ سَحَابًا} و {مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ} و {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ} و {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ} و {أُنزِلَتْ سُورَةٌ} اثنان بالتوبة واثنان بمحمد و {وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ} و {فَكَانَتْ سَرَابًا} ، فأدغم هذه الستة حمزة والكسائي وأبو عمرو وورش من طريق الأزرق عنه فعنه، وخلف البزار فيها جميعًا عدا الثاء، اختلف عن هشام في تاء التأنيث مع السين والجيم والزاي؛ فروى الإدغام فيها الداجونى عن شيخه عن ابن نفيس، ومن طريق الطرسوسي كلاهما عن السامري عنه، وبه قطع لهشام وحده في العنوان والتجريد، وأظهرها عن الحلواني من جميع طرفه إلا من طريق أبي العز، قال ابن الجزري:

وتاء تأنيث بجيم الظا وثا

مع الصفير ادغم (رضى)(حـ) ــــــــزو (جـ) ــــــــثا

بالظا وبزار بغير الثا و (كـ) ـــــم

بالصاد والظا وسجز خلف (لـ) زم

كهدمت والثا (لـ) ــــــــــنا والخلف (مـ) ــــل

أنبتت لا وجبت وإن نقل

(شرح طيبة النشر 3/ 12،11).

(1)

وهي قراءة يعقوب أيضًا وقد تركها المؤلف في كل المواضع في القرآن الكريم، وإن كان من الناسخ فليسامحه الله، احتج من ضم بأن ذلك هو الأصل في الجمع كقلب وقلوب، ولذلك لم يسأل عن الياء وضمتها وباب (فَعْل) في الجمع الكثير (فُعُول) ولما كان هذا النوع لا يجوز فيه إلا الضم إذا لم يكن الثاني ياء نحو: كعوب ودهور، أجرى ما ثانيه ياء على ذلك، لأنه أصله، ولئلا يختلف (شرح طيبة النشر 4/ 94، النشر 2/ 226، المبسوط ص 143، الغاية ص 112، الإقناع 1/ 607، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 284، شرح شعلة ص 286).

- ووجه هولاء قراءتهم بأنهم أتوا بالكسرة مناسبة للياء استثقالًا لضم الياء بعد ضمة وهي لغة معروفة ثابتة ومروية قال ابن الجزري:

بيوت كيف جا بكسر الضم (كـ) ـــــــم

(د) ن (صحبة)(تـ) ــــــلا

(شرح طيبة النشر 4/ 94، المبسوط ص 143، السبعة ص 177، النشر 2/ 226، التيسير ص 80، كتاب سيبويه 2/ 305، تفسير ابن كثير 1/ 277).

ص: 102

وقرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب: بغير ألف بعد الفاء

(1)

، والباقون بالألف.

قوله تعالى: {وَأَطِيعُونِ} [163]{إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا} [164] ذكر قريبًا.

قوله تعالى: {فَنَجَّيْنَاهُ} [170] هنا بالفاء قبل النون.

قوله تعالى: {أَصْحَابُ لْئَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ} [176] قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر: بفتح اللام قبل الياء التحتية ولا همز قبل الياء؛ ونصب التاء بعد الكاف - في الوصل - ورسمها كذلك

(2)

. والباقون بإسكان اللام وبعد اللام همزة مفتوحة قبل الياء التحتية وكسر التاء بعد الكاف.

قوله تعالى: {وَأَطِيعُونِ} [179]{إِنْ أَجْرِىَ إلَّا} [185] ذكر قريبًا.

(1)

فيصير النطق (فرهين) على معنى: أَشِرين أي: بَطِرين. قال ابن الجزري:

وفرهين (كنز)

(النشر 2/ 336، المبسوط ص 328، شرح طيبة النشر 5/ 100، الغاية ص 225).

(2)

اختلف في {أَصْحَابُ لْئَيْكَةِ} الآية 176 هنا وسورة ص: 13، فقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر {لَيكَة} بلام مفتوحة بلا ألف وصل قبلها ولا همز بعدها وفتح تاء التأنيث غير منصرفة للعلمية والتأنيث كطلحة مضاف إليه لـ {أَصْحَابُ} وكذلك رسما في جميع المصاحف وافقهم ابن محيصن والباقون بهمزة وصل وسكون اللام وبعدها همزة مفتوحة وبكسر التاء فيهما و (الأيكة) و (ليكة) مترادفان غيضة تنبت ناعم الشجر، وقيل (ليكة) اسم للقرية التي كانوا فيها و (الأيكة) اسم للبلد كله، وقد أنكر جماعة وتبعهم الزمخشري على وجه ليكة وتجرؤوا على قرائها زعمًا منهم أنهم إنما أخذوها من خط المصاحف دون أفواه الرجال وكيف يظن ذلك بمثل أسن القراء وأعلاهم إسنادًا والأخذ للقرآن عن جملة من الصحابة كأبي الدرداء وعثمان وغيرهما رضي الله عنهم وبمثل إمام المدينة وإمام الشام، فما هذا إلا تجرؤ عظيم وقد أطبق أئمة أهل الأداء أن القراء إنما يتبعون ما ثبت في النقل والرواية فنسأل الله حسن الظن بأئمة الهدى خصوصًا وغيرهم عمومًا وخرج بالقيد موضع الحجر و ق المتفق فيهما على الأيكة بالهمزة لإجماع المصاحف على ذلك، قال ابن الجزري:

ليكة (كـ) ـــــم (حرم) كصاد وقت

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 423، شرح طيبة النشر 5/ 100، 101، النشر 2/ 236، التيسير ص 166، السبعة ص 473، غيث النفع ص 310).

ص: 103

قوله تعالى: {بِالْقِسْطَاسِ} [182] قرأ حمزة، والكسائى، وخلف، وحفص: بكسر القاف

(1)

، والباقون بالضم

(2)

.

قوله تعالى: {كِسَفًا} [187] قرأ حفص: بفتح السين

(3)

، والباقون بالإسكان

(4)

.

قوله تعالى: {مِنَ السَّمَاءِ إِنْ} [187] قرأ قالون، والبزي بتسهيل الهمزة الأولى مع المد والقصر، وقرأ أبو عمرو بإسقاط الأولى مع المد والقصر

(5)

، وقرأ ورش

(6)

، وقنبل،

(1)

قرأ المذكورون لفظ {بِالْقِسْطَاسِ} في النحل والشعراء بكسر القاف، وهي لغة غير الحجاز، قال ابن الجزري:

........ وقسطاس اكسر

ضمًّا معا (صحب)

(النشر 2/ 307، شرح طيبة النشر 4/ 430، المبسوط 269، السبعة 380، التيسير ص 140).

(2)

الكسر والضم لغتان فصيحتان والضم أكثر لأنه لغة أهل الحجاز ومعناه الميزان وأصله رومي والعرب إذا عربت اسمًا من غير لغتها اتسعت فيه كما قلنا في إبراهيم وما شاكله (النشر 2/ 307، شرح طيبة النشر 4/ 430، المبسوط 269، السبعة 380، التيسير ص 140، وتفسير غريب القرآن 254. وزاد المسير 5/ 32. وتفسير ابن كثير 3/ 39).

(3)

وحجة من فتح أنه جعله جمع (كِسْفة)، والكسفة القطعة، و (الكَسف) بالفتح المصدر، و (الكسْف) الأسم كالطَّحن والطِّحن، فالمعنى: أو تسقط السماء عينا قطعًا، أي قطعة بعد قطعة. قال ابن الجزري:

.... وكسفا حركن (عم)(نـ) ــــفس

والشعرا سبا (عـ) ـــــلا الروم عكس

(مـ) ــــــن (لـ) ــــــــي بخلف (ثـ) ـــــــــق

(شرح طيبة النشر 4/ 437، النشر 9/ 302، التيسير ص 141، السبعة ص 384، غيث النفع ص 270).

(4)

وحجة من أسكن أنه جعله اسمًا مفردًا كالطحن اسم الدقيق، فيكون المعنى: أو تسقط السماء علينا قطعة واحدة تُظلْلُنا. ويجوز أن يكون (الكسْف) بالإسكان جمع كسفة، كتمْرة وتمر، فيكون في المعنى كقراءة من فتح بمعنى: قطعًا، ونصب {كِسَفًا} على الحال من السماء، إذ لا يتعدى بـ {تُسْقِطَ}. فالمعنى: أو تسقط السماء علينا مقطعة أو قطعًا (شرح طيبة النشر 4/ 437 زاد المسير 5/ 87، وتفسير ابن كثير 3/ 64، والنشر 2/ 297، وتفسير غريب القرآن 261، التيسير ص 141، السبعة ص 384، غيث النفع ص 270).

(5)

قال ابن الجزري:

وسل الأخرى رويس قنبل

ورش وثامن وقيل تبدل

مدَا زكا جودًا

(انظر: شرح طيبة النشر 2/ 264 - 266، النشر في القراءات العشر 1/ 382، المبسوط ص 42).

(6)

هو ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

ص: 104

وأبو جعفر، ورويس: بتسهيل الثانية كالياء، وعن ورش وقنبل - أيضًا - إبدالها حرف مد، والباقون بتحقيقها.

قوله تعالى: {رَبِّي أَعْلَمُ} [188] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بفتح الياء في الوصل

(1)

. والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} [193] قرأ ابن عامر، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب: بتشديد الزاي، ونصب {الروحَ} و {الأمينَ}

(2)

، وقرأ الباقون بتخفيف الزاي ورفع {الرُّوحُ} و {الْأَمِينُ}

(3)

.

قوله تعالى: {أوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ ءَايَةً} [197] قرأ ابن عامر: {تكُن} بالتاء الفوقية على التأنيث، ورفع {ءَايَةً}

(4)

، والباقون بالياء التحتية، ونصب {ءَايَةً}

(5)

.

(1)

سبق قريبًا.

(2)

قال ابن الجزري:

نزل خفف والأمين الروح (عـ) ــــــــن (حرم) حلا

وحجة من شدد أنّه عدّى الفعل بالتشديد، وأضمر فيه اسم الله جلّ ذكره، ونصب به {الروحَ الأمينَ} لأن {الروحَ} هو جبريل عليه السلام. وجبريل لم يَنزِل بالقرآن حتى نزّله الله به، فهو المعنى الصحيح، دليله قوله تعالى:{فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 97].

(3)

قال ابن الجزري:

نزل خفف والأمين الروح (عـ) ـــــــن (حرم) حلا

وحجة من خفّف أنه أضاف الفعل إلى "الروح"، وهو جبريل، لأنه هو النازل به بأمر الله له، ولم يُعَدِّه، فارتفع "الروح" بالفعل.

(شرح طيبة النشر 5/ 104، النشر 2/ 336، المبسوط ص 328، السبعة ص 473، حجة القراءات ص 520).

(4)

وحجة من قرأ بالتاء أنه أنّث لتأنيث الآية ورفع الآية لأنها اسم كان، و (أَن يَعْلَمَهُ} خبر كان، وفي هذا التقدير قبح في العربية، لأنه جعل اسم كان نكرة وخبرها معرفة، والأحسن أن يضمر القصة، فيكون التأنيث محمولًا على تأنيث القصة، و {أن يَعْلَمَهُ} ابتداء و {ءَايَةً} خبر الابتداء، والجملة خبر كان، فيصير اسم كان معرفة، و {ءَايَةً} خبر ابتداء، وهو "أَن يَعْلَمَهُ"، تقديره: أو لم تكن لهم القصة علم علماء بني إسرائيل به آية. قال ابن الجزري:

أنث يكن بعد ارفعن

(كـ) ــــــــــــــــــــــم

(5)

وحجة من قرأ بالياء أنّه ذكّر لأنّه حمله على أن قوله {أَن يَعْلَمَهُ} اسم كان، فذكّر، لأنّ العلم مذكّر، فهو اسم كان، ونصب {آيَةً} على خبر كان، فصار الاسم معرفة والخبر نكرة (شرح طيبة النشر 5/ 105،=

ص: 105

قوله تعالى: {عُلَمَاؤُا} [197] رسمت بالواو والألف بعدها وإذا وقف عليها حمزة وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر. ويجوز لهما تسهيلها بين الهمزة والواو مع المد والقصر، ويجوز لهما - أيضًا - إبدالها واوًا على الرسم مع المد والقصر.

قوله تعالى: {بَنِي إِسْرَاءِيلَ} [197]، قرأ أبو جعفر بتسهيل الهمزة مع المد والقصر، وصلًا ووقفًا

(1)

وإذا وقف حمزة سهل مع المد والقصر، ويجوز له - أيضًا - إبدالها ياء في الوقف مع المد والقصر

(2)

، وعن ورش المد والقصر على الألف قبل الهمزة، والباقون بالمد، وهم على مراتبهم في الحدر

(3)

.

قوله تعالى: {هَلْ نَحْنُ} [203] قرأ الكسائى: بإدغام لام {هَلْ} في النون، والباقون بالإظهار

(4)

.

= النشر 2/ 336، المبسوط ص 328، السبعة ص 473، حجة القراءات ص 520، التيسير 166).

(1)

فيصير النطق (إسْرايِيلَ) بتسهيل الهمزة مع المد والقصر لتغير السبب، وإذا قرى له بالإشباع على طريق العراقيين كان له ثلاثة أوجه (انظر إتحاف فضلاء البشر ص 134) واعلم أن كل حرف مد واقع قبل همز مغير يجوز فيه المد والقصر؛ فالمد لعدم الاعتداد بالعارض وهو التسهيل، والقصر اعتدادًا بالعارض، قال ابن الجزري:

والمد أولى إن تغير السبب

وبقي الأثر أو فاقصر أحب

(2)

ما ذكره المؤلف كلام شاذ ولا يقرأ به.

(3)

هذا الوجه لورش من طريق الأزرق، وقد اختلف في مد الياء فيها كنظائره للأزرق فنص بعضهم على مدها واستثناها الشاطبي والوجهان في الطيبة. قال ابن الجزري:

...................

وأزرق إن بعد همز حرف مد

مد له واقصر ووسط كنأى

فالآن أوتوا إى ءآمنتم رأى

لا عن منون ولا الساكن صح

بكلمة أو همز وصل في الأصح

وامنع يؤاخد وبعادً الأولى

خلف وآلان وإسرائيلا

(انظر: شرح طيبة النشر 2/ 176، الإتحاف ص 134).

(4)

اختلف في إدغام بل وهل في ثمانية أحرف أولها: التاء نحو {هَلْ تَنقِمُونَ} {بَلْ تَأْتِيهِم} ثانيها: الثاء {هَلْ ثُوِّبَ} فقط. ثالثها: الزاي {بَلْ زُيِّنَ} {بَلْ زَعَمْتُمْ} فقط. رابعها: السين {بَلْ سَوَّلتْ معا فقط. خامسها: الضاد {بَلْ ضَلُّوا) فقط. سادسها: الطاء {بَلْ طَبَعَ} سابعها: الظاء بَلْ {ظَنَنتُمْ} فقط. ثامنها: النون {بَلْ نَحْنُ} {بَلْ نَقْذِفَ} فاشترك هل وبل في التاء والنون واختص هل بالثاء المثلثة وبل بالخمسة الباقية فقرأ بإدغام اللام في الأحرف الثمانية الكسائى وافقه ابن محيصن بخلف عنه في لام هل في النون وقرأ حمزة بالإدغام في التاء والثاء والسين واختلف عنه في {بَلْ طَبَعَ} فأدغمه خلف من طريق المطوعى وكذا رواه ابن مجاهد عن أصحابه عنه وأدغمه خلاد أيضًا من طريق فارس بن أحمد وكذا في التجربد من =

ص: 106

قوله تعالى: {أَفَرَءَيْتَ} [255] قرأ نافع، وأبو جعفر: بتسهيل الهمزة بعد الراء، وعن ورش - أيضًا - إبدالها، ألفًا وأسقطها الكسائي

(1)

، والباقون بالهمزة.

قوله تعالى: {ثُمَّ جَاءَهُم} [256] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم

(2)

، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر.

قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} [217] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر: بالفاء

(3)

، والباقون بالواو

(4)

.

= قراءته على الفارسي وخص في الشاطبية الخلاف بخلاد والمشهور عن حمزة الإظهار من الروايتين وقرأ هشام بالإظهار عند الضاد والنون واختلف عنه في الستة الباقية وصوب في النشر الإدغام عنه فيها وقال: إنه الذي عليه الجمهور وتقتضيه أصول هشام واستثنى أكثر رواة الإدغام عن هشام {هَلْ تَسْتَوِى الظُّلُمَاتُ} بالرعد: 16، فأظهروها وهو الذي في الشاطبية وغيرها ولم يستثنها في الكفاية واستثناها في الكامل للحلوانى دون الداجونى ونص في المبهج على الوجهين من طريق الحلوانى عنه، والباقون بالإظهار في الثمانية إلا أن أبا عمرو أدغم لام هل في تاء {تَرَى} بالملك: 3، والحاقة: 8، فقط وافقه الحسن واليزيدي، قال ابن الجزري:

وبل وهل في تاء وثا السين ادغم

وزاي طا ظا النون والضاد رسم

والسين مع تاء وثا فد واختلف

بالطاء عنه هل ترى الإدغام حف

وعن هشام غير نض يدغم

عن جلهم لا حرف رعد في الأتم

(النشر 2/ 7، شرح ابن القاصح ص 97، التيسير ص 43، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 41، الهادي 1/ 271، السبعة ص 127، الغاية ص 81).

(1)

سبق بيان ما في الكلمة من قراءة، قال ابن الجزري:

أريت كلا (ر) م وسهلها (مدا)

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 79، شرح طيبة النشر 4/ 287).

(2)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} {خَابَ} في طه: 61، فأمالها الداجونى وفتحها الحلواني.

(3)

قال ابن الجزري:

وتوكل (عم) نا

ووجه قراءة من قرأ بالفاء: أنها كذلك في مصاحف أهل المدينة وأهل الشام. وملاحظة لمعنى الجر والتعقيب.

(4)

وحجة من قرأ بالواو، أنه وجه الكلام في العربية، ولأنها كذلك في مصاحف أهل الكوفة والبصرة ومكة. (شرح طيبة النشر 5/ 105، النشر 2/ 336، المبسوط ص 329، السبعة ص 473، حجة القراءات ص 520، التيسير ص 166، غيث النفع ص 310، الغاية ص 225، إعراب القرآن 2/ 498).

ص: 107

قوله تعالى: {عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ} [221] قرأ البزي - في الوصل - بتشديد التاء فيهما

(1)

، فعلى هذا: تضم النون من {الشَّيَاطِينُ} .

قوله تعالى: {يَتَّبِعُهُمُ} [224] قرأ نافع بإسكان التاء الفوقية، وفتح الباء الموحدة

(2)

.

والباقون بتشديد الفوقية وكسر الموحدة

(3)

.

* * *

(1)

سبق بيان قراءة تشديد تاء الفعل والتفعل الواقعة في أوائل الأفعال المستقبلة إذا حسن معها تاء أخرى ولم ترسم خطًّا قبل عدة صفحات بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين (وانظر: شرح طيبة النشر 4/ 121، 122، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 314، النشر 2/ 232، التيسير ص 83، 84، التبصرة ص 446، المبسوط ص 152).

(2)

قال ابن الجزري:

.... .... يتبعوا كالظلة

بالخف والفتح (ا) تل

وحجة من قرأ بتخفيف التاء وإسكانها وفتح الباء على أنه مضارع تبع على حد {فَمَن تَبِعَ هُدَاىَ} ، قال بعض أهل اللغة: تبعه مخففًا: إذا مَضى خلفه ولم يدركه، واتبعه مشددًا: إذا مضى خلفه فأدركه.

(شرح طيبة النشر 4/ 319، النشر 2/ 274، المبسوط ص 217، إعراب القراءات 1/ 219، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 486، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 304).

(3)

وحجتهم أنه مضارع اتبع على حد قوله: {فَمَن تَبِعَ هُدَاىَ} (شرح طبية النشر 4/ 319، النشر 2/ 274، المبسوط ص 217، إعراب القراءات 1/ 219، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 486، حجة القراءات ابن زنجلة ج 1/ ص 304).

ص: 108

‌الأوجه التي بين الشعراء والنمل

وبين الشعراء والنمل من قوله تعالى: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} إلى قوله تعالى: {وَكِتَابٍ مُبِينٍ} [النمل: 1]، تسعمائة واثنان وخمسون وجهًا غير الأوجه المندرجة

(1)

، بيان ذلك:

قالون: مائة وثمانية وعشرون وجهًا.

ورش: مائتان وأربعون وجهًا.

ابن كثير: أربعة وستون وجهَا.

أبو عمرو: مائة وستون وجهًا.

ابن عامر: ثمانون وجهًا.

شعبة: أربعة وستون وجهًا.

حفص: أربعة وستون وجهًا.

خلف: أربعة أوجه.

خلاد: أربعة أوجه.

الكسائي: أربعة وستون وجهًا.

أبو جعفر: أربعة وستون وجهًا.

يعقوب: مائة وستون وجهًا، منها أربعة أوجه مع قالون، واثنا عشر وجهًا مع أبي عمرو.

خلف: أربعة أوجه مع الكسائي.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنعيه.

ص: 109

‌سُورَةُ النَّملِ

(1)

قوله تعالى: {طس} [1] قرأ بإمالة الطاء حمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة

(2)

، والباقون بالفتح.

وأبو جعفر على أصله بالسكت على الطاء، وعلى السين

(3)

؛ فتصير النون على قراءته ظاهرة، وعلى قراءة غيره مخفاة.

قوله تعالى: {هُدًى وَبُشْرَى} [2] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة المحضة

(4)

، وقرأ ورش بين اللفظين

(5)

. وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(6)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {إِنِّي آنَسْتُ نَارًا} [7] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء

(7)

، والباقون بالإسكان.

(1)

هي سورة مكية وآيها تسعون وثلاث كوفي وأربع وتسعون بصري وشامي وخمس وتسعون حجازى (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 426).

(2)

اختلف في الطاء من طه وطسم الشعراء والقصص وطس النمل فأمالها من طه أبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف، وأمالها من طسم وطس أبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف أيضًا، قال ابن الجزري:

وفي هجا الفواتح كطه (ثـ) ـــــــقف

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 121).

(3)

يسكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواردة في فواتح السور جميعًا نحو {الم} {الر} {كهيعص} ، {طه} {طس} ويلزم من سكته إظهار المدغم فيها والمخفي وقطع همزة الوصل بعدها. ووجه السكت: أنه يبين به أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست مؤتلفة. وفي كل منها سر من أسرار الله تعالى (انظر شرح طيبة النشر للنويري 2/ 335).

(4)

سبق بيان قاعدة حمزة والكسائي وخلف البزار في الإمالة (انظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(6)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.

(7)

سبق بيانه قريبًا.

ص: 110

قوله تعالى: {بِشِهَابٍ قَبَسٍ} [7] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب: بتنوين الباء الموحدة في الوصل

(1)

، والباقون بغير تنوين.

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهَا} [8] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم

(2)

، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة - سهل الهمزة مع المد والقصر، وعنه - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر، وهو ضعيف

(3)

.

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَءَاهَا} [10] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة، وابن ذكوان - بخلاف عنه -: بإمالة الراء والهمزة معًا محضة

(4)

، وقرأ ورش بإمالتها بين بين

(5)

، وهو على أصله من المد والتوسط والقصر، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(6)

، وقرأ أبو عمرو بإمالة الهمزة محضة. واختلف في الراء عن السوسي، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ} [16]{وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ} [17] قرأ أبو عمرو ويعقوب

(1)

قال ابن الجزري:

نون كفى ظل شهاب

وحجة من نوّن أنّهم جعلوا (القبس) صفة لـ (شهاب) أو بدلًا منه. قالا أبو عبيدة: الشهاب النار. والقبس ما اقتبست منه. فعلى هذا يصحّ البدل، وهو مذهب الأخفش، كما تقول: هذه دارٌ أجرٌ، وسوارٌ ذهبٌ. فأما إذا جعلت القبس صفة لشهاب، فهو اسم وضع في موضع مصدر وُصف به، لأن (القبس) بإسكان الباء، هو مصدر و (القبس) بالفتح اسم المُقتبَس، فوضع الاسم في موضع المصدر ووصف به، ودليل الصفة قوله:{فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} [الصافات 10]، فهذا وصف للشهاب، فيكون التقدير: بشهاب مقبوس، كما قالوا: دِرهم ضربُ الأمير، أي: مضروبه.

(2)

سبق قريبًا.

(3)

قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحو {شُرَكَاؤُنَا} {وَجَاءُو} .. فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة منه ومكسورها مما رسم فيه صورة الهمزة، واوًا وياء الإبدال بهما محضين مع المد والقصر وهو شاذ لا أصل له في العربية (شرح طيبة النشر 2/ 391، 392).

(4)

سبق بيانه قبل صفحات قليلة بما أغنى عن ذكره هنا لقرب الموضعين.

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(6)

ما ذكر عن قالون كلام خاطيء لا يقرأ به، وقد ذكرنا سببه مرارًا، وكذلك ما رواه من إمالة الراء للسوسي بخلف عنه فليس له إلا الفتح فيها مع إمالة الهمزة فقط كأبى عمرو.

ص: 111

بإدغام الثاء المثلثة في السين

(1)

، والراء في اللام بخلاف عنهما.

قوله تعالى: {لَهُوَ الْفَضْلُ} [16] قرأ قالون، وأبر عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(2)

، والباقون بالضم.

قوله تعالى: {عَلَى وَادِ النَّمْلِ} [18] وقف يعقوب، والكسائي، على الياء بعد الدال

(3)

، والباقون بغير ياء. وأما في الوصل: فالجميع يحذف الياء، لالتقاء الساكنين.

قوله تعالى: {لَا يَحْطِمَنَّكُمْ} [18] قرأ رويس بإسكان النون قبل الكاف

(4)

، والباقون بالتشديد.

قوله تعالى: {أَوْزِعْنِي أَنْ} [19] قرأ البزي، وورش - من طريق الأزرق -: بفتح

(1)

يدغم أبو عمرو ويعقوب الثاء إذا وليها خمس حروف هي السين والذال والضاد والتاء والشين، وهى التي ذكرها ابن الجزري بقوله:

(سـ) نا (ذا)(ضـ) ـــــــق (تـ) ـــــرى (شـ) ــــد

فإذ جاء حرف من هذه الأحرف بعد الثاء وما قبل الثاء سكن عدا السين فساكن ومتحرك، فإن أبا عمرو ويعقوب يدغمان الثاء في الحرف التالي، والواقع منه:{الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ} {الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ} {وَالْحَرْثِ ذَلِكَ} {حَدِيثُ ضَيْفِ} {حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} {الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ} {حَيْثُ شِئْتُمَا} {ثَلَاثِ شُعَبٍ} قال ابن الجزري:

ولثا الخمس الأول

(شرح طيبة النشر 2/ 99).

(2)

سبق بيان حكم سكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن [{وَهُوَ} - {فَهُوَ} - {وَهِىَ} - {فَهِىَ} - {لَهِىَ}] قبل صفحات قليلة (وانظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).

(3)

وقف له الكسائي كيعقوب بالياء على واد النمل فيما رواه الجمهور عنه (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 141).

(4)

قد اختلف في {لَا يَغُرَّنَك} الآية: 196 في آل عمران، و {يَحْطِمَنَّكُمْ} بالنمل: 18، و {يَسْتَخِفَّنَّكَ} بالروم: 60، {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ} [الزخرف: 41 - 42]، فرويس بتخفيف النون مع سكونها في الخمسة واتفق على الوقف له على (نذهبان) بالألف بعد الباء على أصل نون التأكيد الخفيفة. قال ابن الجزرى:

يغرنك الخفيف يحطمن

أو نرين ويستخفن نذهبن

وقف بذا بألف (غـ) ــــــصن

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 234).

ص: 112

الياء في الوصل

(1)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ} 120] قرأ ابن كثير، وعاصم، والكسائي - في الوصل -: بفتح الياء. واختلف عن هشام، وابن وردان

(2)

، والباقون بالإسكان.

وفتح الياء وأمالها من "أري" - في الوصل -: السوسي، والباقون في الوصل بالفتح وأما في الوقف، فوقف بالإمالة: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف

(3)

، ووقف ورش بين اللفظين

(4)

. وعن قالون في الوقف الفتح وبين اللفظين

(5)

.

قوله تعالى: {أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ} [21] كتب في المرسوم قبل الذال ألف.

(1)

قرأ ورش من طريق الأزرق والبزي بفتح {أوْزِعْني أَنْ} بالنمل: 19، والأحقاف: 15، قال ابن الجزري:

وفتح أوزعني (جـ) لا (هـ) ــــوى

(2)

وقعت الياء التي بعدها متحرك غير الهمزة في خمسمائة وستة وتسعين موضعًا، المختلف فيه منها خمسة وثلاثون موضعًا، نحو {بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ} {بيَ لعلهم} {وَجْهِى لِلَّهِ} فقرأ ابن كثير وهشام بخلف عنه وعاصم والكسائي وكذا ابن وردان بخلف عنه بفتح {مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ} بالنمل: 20، والفتح لهشام رواية الجمهور عنه وهو رواية الحلواني عنه وروى الآخرون عنه الإسكان وهو رواية الداجوني عن أصحابه عنه ونص على الوجهين جميعًا من الطريقين جماعة كثيرون كصاحب الجامع والمستنير والكفاية والصقلي وغيرهم، وأما ابن وردان فالجمهور عنه على الإسكان والآخرون عنه على الفتح وهما صحيحان عنه غير أن الإسكان أكثر وأشهر كما في النشر، وقرأ هشام بخلف عنه وحمزة وكذا يعقوب وخلف بإسكان {وَمَا لِىَ} [يس: 22]، والفتح لهشام من طريق الحلوانى وعليه الجمهور بل لا تعرف المغاربة غيره وقطع له بالإسكان جمهور العراقيين من طريق الداجوني، (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 149).

(3)

وبهذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق بيان الإمالة في مثل هذه الكلمة، قال ابن الجزري:

أمل ذوات الياء في الكل شفا

وقال:

وفيما بعد راء حط ملا خلف

(شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، التيسير ص 46، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 107).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم، سبق بيانها مرارًا.

ص: 113

قوله تعالى: {أوْ لَيَأتِيَنِّى} [21] قرأ ابن كثير بنونين - بعد الياء التحتية الثانية -: النون الأولى مشددة مفتوحة، والثانية مكسورة

(1)

، والباقون بنون واحدة مشددة مكسورة

(2)

.

قوله تعالى: {فَمَكَثَ} [22] قرأ عاصم وروح بفتح الكاف

(3)

، والباقون بالرفع.

قوله تعالى: {مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ} [22] قرأ البزي، وأبو عمرو - في الوصل -: بفتح الهمزة من غير تنوين

(4)

، وقرأ قنبل في الوصل بإسكان الهمزة

(5)

، والباقون في الوصل بكسر

(1)

قال ابن الجزري:

يأتيني (د) فا

وحجة من قرأ بثلاث نونات أنه أتى به على الأصل، لأنّ أصله {لَيَأْتيني} بنون واحدة مكسورة، والياء ساكنة، ثم تدخل النون المشددة التي تدخل للتأكيد في الأمر والنهي والقسم والشرط، وهذا قسم، فيصير فيه نون مشدّدة مفتوحة، وهي التي دخلت لتأكيد القسم، وبعدها نون مكسورة وهي التي تدخل مع الياء، في الاسم المضمر المنصوب، في نحو: ضربني وكلمنى، وبنى الفعل على الفتح ففتح الياء التي هي لام الفعل.

(2)

وحجة من قرأ بنون واحدة مكسورة مشدّدة أنه لمّا اجتمع في الكلمة ثلاث نونات مع طولها حذف إحدى النونات استخفافًا، وهي النون التي تدخل مع الياء، فلما جاورت الياء النون المشددة كسرتها. ويجوز أن يكون أدخل النون الخفيفة للتأكيد، وهي ساكنة، فأدغمها في النون التي مع الياء.

(النشر 2/ 337، المبسوط ص 331، الغاية ص 226، السبعة ص 479، التيسير ص 167، زاد المسير 6/ 164).

(3)

قال ابن الجزري:

مكث (نـ) ـــــــهى (شـ) ــــــــــد فتح ضم

فتح الكاف، وضمها لغتان، والفتح أكثر وأشهر، ويدلّ على الفتح قوله:{إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف: 77] و"فاعل" لا يكون من "فَعُل" فدلّ على أنّه "فَعَل" بالفتح. وايضًا فإنّه لم يستعمل {فَمَكَثَ} في اسم الفاعل، و"فَعُل" بالضمّ اسم الفاعل منه "فعيل" كظرُف وكرُم، تقول في اسم الفاعل منهما: ظريف وكريم.

(شرح طيبة النشر 5/ 109، النشر 2/ 337، المبسوط ص 331، الغاية ص 226، السبعة ص 479، التيسير ص 167، زاد المسير 6/ 164).

(4)

قرأ البزي وأبو عمرو لفظ {سَبَإٍ} في النمل وسبأ بفتح الهمزة بلا تنوين، قال ابن الجزري:

سبأ معًا لا نون وافتح (هـ) ل (حـ) ـــــكم

وحجة من فتح ولم ينون أنه جعله اسمًا للقبيلة، فمنعه من الصرف للتعريف والتأنيث. وقال الزَّجّاج: هو اسم مدينة بقرب مأرب، فهو مؤنث معرفة.

(شرح طيبة النشر 5/ 108، النشر 2/ 337، والمبسوط ص 332، حجة القراءات ص 525، التيسير ص 167، السبعة ص 481).

(5)

قال ابن الجزري: =

ص: 114

الهمزة منونة، وأما في الوقف: فالجميع بهمزة ساكنة إلا أن حمزة وهشامًا يبدلان الهمزة في الوقف ألفًا

(1)

.

قوله تعالى: {أَلَّا يَسْجُدُوا} [25] قرأ الكسائي، وأبو جعفر، ورويس: بالتخفيف، ويقفون على "ألا" مخففة، ثم يقفون - أيضًا - على "يا" بالألف بعد الياء، ويبتدئون {اسجدوا} بهمزة مضمومة. وإذا وقفوا على "يا" يصلون الياء بالسين. وكذا فعل الباقون في الابتداء

(2)

.

= سبأ معا لا نون وافتح هل حكم سكن (ز) كا

وحجة عن أسكن الهمزة أنه نوى الوقف عليها، ويجوز أن يكون أسكن تخفيفًا لتوالي سبع متحركات.

(شرح طيبة النشر 5/ 108، وزاد المسير 6/ 165، وتفسير ابن كثير 3/ 360).

(1)

وحجة من صرفه أنه جعله اسما للأب أو للحيّ، فصرفه إذ لا علّة فيه غير التعريف، وأهل النسب يقولون: هو اسم للأب، فهو سبأ بن يَشجُب بن ماشين بن يَعرب بن قَحطان، وهو الاختيار. لأن الأكثر عليه، (النشر 2/ 337، والمبسوط ص 332، حجة القراءات ص 525، التيسير ص 167، السبعة ص 481، كتاب سيبويه 2/ 32، وتفسير النسفي 3/ 208).

(2)

قال ابن الجزري:

ألا ألا ومبتلى قف يا ألا

وابدأ بضم اسجدوا (ر) ح (ثـ) ـــــــب (غـ) ـــــلا

اختلف في {أَلَّا يَسْجُدُوا} الآية: 25 فالكسائي وكذا رويس وأبو جعفر بهمزة مفتوحة وتخفيف اللام على أن ألا للاستفتاح ثم قيل "يا" حرف تنبيه وجمع بينه وبين إلا تأكيدًا وقيل النداء والمنادى محذوف أي يا هؤلاء أو يا قوم ورجح الأول لعدم الحذف ولهم الوقف ابتداء على ألا يا معًا والابتداء اسجدوا بهمزة مضمومة فعل أمر وحذفت همزة الوصل خطأ على مراد الوصل كما حذفت لذلك في يبنؤم بطه في قاله الداني وتعقبه في النشر بأنه رآه في الإمام ومصاحف الشام بإثبات إحدى الألفين ثم اعتذر عنه باحتمال أنه رآه كذلك محذوفًا في بعض المصاحف ولهم الوقف اختبارًا أيضًا على ألا وحدها وعلى يا وحدها لأنهما حرفان منفصلان، وقد سمع في النثر ألا يا ارحمونا ألا يا أصدقوا علينا، وفي النظم كثيرًا نحو: فقالت ألا يا اسمع أعظك بخطبة، وحجة من شدّد {ألَّا} أنّ أصله عنده {أَن لا} فأدغم النون في اللام، فـ {أَن} هي الناصبة للفعل، وهو {يَسْجُدُوا} حذفت النون منه للنصب. فالفعل معرب في هذه القراءة، ومبني في القراءة الأولى، و {أَن} من {أَلَّا} في موضع نصب عن أربعة وجوه: الأول: أن يكون في موضع نصب على البدل من {أَعْمَالَهُمْ} ، على تقدير:{وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ} {أَلَّا يَسْجُدُوا} . والثاني: أن تكون {أَن} مفعولة لـ {يَهْتَدُونَ} أي: فهم لا يهتدون أن يسجدوا، وتكون {لَا} على هذا القول زائدة، فالمعنى على هذا فهم لا يهتدون إلى السجود. فلمّا حذفت حرف الجر مع تعدّي الفعل فنصب، وحذف حرف الجر مع {أَن} كثير من القرآن والكلام. ويجوز أن تكون {أَن} على هذا في موضع خفض، على إعمال حرف الجر، وهو محذوف لكثرة ذلك، وهو مروي عن الخليل والكسائي. والثالث: أن تكون =

ص: 115

وقرأ الباقون بتشديد اللام ألف

(1)

.

قوله تعالى: {مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} [25] قرأ الكسائي، وحفص: بالتاء الفوقية على الخطاب

(2)

.

والباقون بالياء التحتية على الغيبة

(3)

.

قوله تعالى: {فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ} [28] قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة: بإسكان الهاء

= {أَن} في موضع نصب على حذف اللام، تقديره: وصدّهم عن السبيل لئلا يسجدوا، أو يكون التقدير: وزين لهم الشيطان أعمالهم لئلا يسجدوا. ويجوز أن تكون {أَن} في موضع خفض على البدل من السبيل، تقديره: وصدّهم عن ألا يسجدوا، وتكون {لَا} زائدة، فتحقيق الكلام: وصدّهم عن السجود، لأن {أَن} والفعل مصدر، و {لَا} زائدة، ولا يحسن في جميع هذه الوجوه الوقف على ما قبل {أَلَّا} ، ولا الابتداء بـ {أَلَّا} لأنك تفرق بين العامل والمعمول فيه. ويقوي هذه القراءة أن الياء في كل المصاحف متصلة بالفعل. وهو الاختيار لصحة معناه. ولأن، الجماعة عليه.

(1)

وحجة من قرأ بالهمزة وتشديد اللام وأصلها أن لا فإن ناصبة للفعل ولذا سقطت نون الرفع منه والنون مدغمة في لا المزيدة للتأكيد إن جعلت أن وما بعدما في موضع مفعول يهتدون بإسقاط إلى أي إلى أن يسجدوا أو بدلًا من السبيل، فإن جعلت بدلًا من أعمالهم وما بين المبدل منه والبدل اعتراض أي وزين لهم الشيطان عدم السجود لله أو خبرًا لمحذوف أي أعمالهم ألا يسجدوا فلا نافية حينئذ لا مزيدة، وقد كتبت إلا بلا نون فيمتنع وقف الاختيار في هذه القراءة على أن وحدها (النشر 2/ 337، شرح طيبة النشر 5/ 108، النشر 2/ 337، والمبسوط ص 332، حجة القراءات ص 525، التيسير ص 167، السبعة ص 481، إيضاح الوقف والابتداء 169 - 174 - 816. ومعاني القرآن 2/ 290 - 402، زاد المسير 6/ 166. وتفسير القرطبي 13/ 186).

(2)

قال ابن الجزري:

يخفون يعلنون خاطب (عـ) ــــــــن (ر) قا

وحجة من قرأ بالتاء أنه حمله على الخطاب. لأن ما قبله، على قراءة الكسائي منادى. والمنادى مخاطب. فرد الخطاب في الفعلين على معنى المنادى. فكأنه قال: ألا يا قوم اسجدوا لله الذي يعلم ما تخفون وما تعلنون. فأما قراءة حفص بالتاء فيهما فإنه حمله على الخطاب للمؤمنين والكافرين الذين تقدم ذكرهم على لفظ الغيبة.

(شرح طيبة النشر 5/ 111، والمبسوط ص 332، التيسير ص 167، السبعة ص 481، إيضاح الوقف والابتداء 169 - 174).

(3)

حجة من قرأ بالياء أن الكلام قبله جرى على لفظ الغيبة، في قوله:{وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا} ، فجرى "يخفون ويعلنون" على مثال ذلك في لفظ الغيبة، فصار آخر الكلام كأوله في الغيبة (النشر 2/ 337، ومعاني القرآن 2/ 402، تفسير النسفي 3/ 209).

ص: 116

وقفًا ووصلًا، وقرأ أبو جعفر بالإسكان واختلاس كسرة الهاء - في الوصل - وقرأ ابن ذكوان بالاختلاس والإشباع، وقرأ هشام بالإسكان والإشباع والاختلاس، وقرأ قالون بالاختلاس لا غير، وقرأ الباقون بإشباع الكسرة، وإذا وقف عليها، فالجميع يسكنون الهاء. وقرأ حمزة ويعقوب {إِلَيْهِمْ} بضم الهاء، والباقون بالكسر. وإذا وصل ورش {فَأَلْقِهْ} بـ {إِلَيْهِمْ} مد على الهاء هو ومن وافقه على الإشباع. وإذا وصلها حمزة، فله النقل بخلاف عنه

(1)

، وعن خلف السكت وعدمه على أصله

(2)

.

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمَلَؤُا أَفْتُونِي} [29]، قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس - في الوصل - بإبدال الهمزة الثانية المكسورة بعد المضمومة واوًا خالصة، وعنهم - أيضًا - تسهيلها كالياء، والباقون بتحقيق الهمزتين، وإذا وقف حمزة وهشام على الهمزة الأولى، أبدلاها ألفًا، ولهما - أيضًا - تسهيلها مع الروم والإشمام

(3)

. ووقف الباقون

(1)

ما ذكره المصنف من النقل عن حمزة في الوصل فهو خطأ ولعله يقصد النقل عند الوقف.

(2)

واختلفوا في الهاء المتصلة بالفعل المجزوم في مثل قوله {يُؤَدِّهِ} [آل عمران: 75] و {وَنُصْلِه} [النساء: 115} في وقفها وإشمامها الكسر والضم وصلتها بياء أو واو وذلك في ستة عشر موضعًا: في آل عمران أربعة مواضع قوله: [{يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} - {لَا يُؤَدِّهِ}][آل عمران: 75]، و {نُؤْتِهِ مِنْهَا} 145 مكررة في الآية، وفي سورة النساء [{نُوَلِّهِ} - {وَنُصْلِهِ}] 115، وفي سورة النور {وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ} 52 وفي سورة النمل {فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ} 28 وفي سورة الزمر {يَرْضَهُ لَكُمْ} 7، وفي الشورى {نُؤْتِهِ مِنْهَا} 20 وفي الزلزلة [{خَيْرًا يَرَهُ} - {شَرًّا يَرَهُ}] وفي سورة البلد {أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} وفي سورة طه {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا} 75 وفي الأعراف والشعراء [{أَرْجِهْ} - {وَأَخَاهُ}] 111، 36 هذان مهموزان وغير مهموزين، قال ابن الجزري في باب هاء الكناية:

سكن يؤده نصله نؤته نول

صف لي ثنا خلفهما فناه حل

وهم وحفص ألقه اقصرهن كم

خلف بن ثق

(حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 166، السبعة 1/ 208).

(3)

هذه قاعدة مطردة وهي ان نافعًا وابن كثير وأبا عمرو وأبا جعفر ورويسًا يقرؤون بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة بينها وبين الياء قولًا واحدًا، وذلك إذا كانت الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، قال ابن الجزري:

وعند الاختلاف الاخرى سهلن

حرم حوى غنا

وقد احتج من أبدل الهمزة الثانية بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي ساكنة نحو "كاس" فتقلب الهمزة الفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فأن تخفف ومعها مثلها أولى.

(انظر إتحاف فضلاء البشر ص 129، (انظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص 42).

ص: 117

بهمزة ساكنة، وفتح نافع وأبو جعفر الياء قبل الهمزة المضمومة وسكنها الباقون.

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمَلَؤُا أَفْتُونِي} [32] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس - في الوصل -: بإبدال الهمزة الثانية المفتوحة بعد المضمومة واوًا خالصة

(1)

.

وقرأ الباقون بتحقيقها في الوصل. وإذا وقف حمزة وهشام على الهمزة الأولى وقفًا كما وقف على التي قبلها

(2)

؛ وكذا باقي القراء.

قوله تعالى: {حَتَّى تَشْهَدُونِ} [32] قرأ يعقوب في الوقف والوصل بإثبات الياء بعد النون

(3)

، والباقون بغير ياء.

قوله تعالى: {بِمَ يَرْجِعُ} [35] وقف يعقوب والبزي على الهاء بعد الميم - بخلاف عنهما - ووقف الباقون بغير هاء، وتسمى هذه الهاء: هاء السكت

(4)

.

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ} [36] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم

(5)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ} [36] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بإثبات الياء بعد النون وصلًا لا وقفًا، وأثبتها ابن كثير، وحمزة، ويعقوب وقفًا ووصلًا، إلا أن حمزة ويعقوب يدغمان النون الأولى في الثانية

(6)

، والباقون بغير ياء بعد النون وقفًا

(1)

انظر الهامش السابق.

(2)

ولهما أيضًا إبدالها واوًا خالصة في الموضعين تبعًا للرسم وذلك مع السكون المجرد والروم والإشمام. والله أعلم.

(3)

قرأ يعقوب بإثبات الياء في الحالين من الياءات المحذوفة رسمًا في رؤوس الآي في جميع القرآن نحو {دُعَاءِ} {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} [آل عمران: 50]{وَأَطِيعُونِ} قال ابن الجزري في باب ياءات الزوائد:

وكل روس الآي ظل

(4)

يقف البزي ويعقوب على خمس كلمات هي {فِيمَا} {لِمَ} {عَمَّ} {بِمَ} {مم} يقفان عليها بهاء السكت بخلف عنهما، فقال ابن الجزرى:

فيمه لمه عمه بمه ممه خلاف هب ظبى

(الهادي 1/ 372).

(5)

سبق بيان الاختلاف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} {خَابَ} .

(6)

اختلف في {أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ} فقرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر {أتمدونني} بنونين خفيفتين مفتوحة =

ص: 118

ووصلًا

(1)

.

قوله تعالى: {فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ} [36] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وحفص، ورويس: بفتح الياء وصلًا، وأثبت الياء بعد النون يعقوب وقفًا ووصلًا.

واختلف في إثباتها، أي: الياء في الوقف، عن قالون، وأبي عمرو، وحفص، وقنبل، والباقون بغير ياء بعد النون وقفًا ووصلًا.

وأمال الألف بعد التاء الفوقية: الكسائي محضة

(2)

وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(3)

والباقون بالفتح.

= فمكسورة بعدها ياء وصلًا فقط و {آتَانِيَ} بياء مفتوحة وصلًا، واختلف عن قالون وأبي عمرو في حذفها وقفًا، ورش وأبو جعفر بلا خلاف. وقرأ ابن كثير {أتمدونني} بنونين مع إثبات الياء في الحالين، و {آتان} بحذف الياء وصلًا وكذا وقفًا بخلاف عن قنبل. وقرأ ابن عامر وشعبة {أَتُمِدُّونَنِ} كذلك إلا أنه أثبت الياء في {آتاني} مفتوحة وصلًا، واختلف عنه وقرأ حمزة "أتمدوني" بإدغام نون الرفع في نون الوقاية وإثبات الياء بعدما وصلًا ووقفًا، وحجة من قرأ بنون مشددة؛ أنه جعله على الإدغام لاجتماع المثلين فيمد الواو لالتقاء الساكنين (النشر 2/ 338، المبسوط ص 332، السبعة ص 482، المصاحف 111، زاد المسير 6/ 172).

(1)

ووجه قراءة من قرأ بنونين ظاهرتين؛ أنه على الأصل، الأولى علم الرفع في الفعل، والثانية هي التي تدخل مع الياء في ضمير المتكلم المنصوب، لتقي الفعل عن أن تتصل به الياء فتكسره، فتقول: شربني ويضربني، فتبقى لام الفعل على حالها قنبل اتصال الضمير بها. ولولا النون لانكسرت لام الفعل لملاصقة الياء لها (النشر 2/ 338، المبسوط ص 332، السبعة ص 482، إيضاح الوقف والابتداء 254، 267، وتفسير النسفي 3/ 211).

(2)

اختص الكسائي دون حمزة وخلف بإمالة {أَحْيَاكُمْ} {فَأَحْيَاكُمْ} {أَحْيَاهَا} حيث وقع إذا لم يكن مسبوقًا بالواو نحو {فَأَحْيَاكُمْ} ، أما المسبوق بالواو وسواء كان ماضيًا أم مضارعًا، فيتفق الثلاثة على إمالته نحو {أَمَاتَ وَأَحْيَا} نسق بالفاء، وبإمالة {خَطَايَانَا} حيث وقع، وبإمالة {حَقَّ تُقَاتِهِ} في آل عمران، و {وَقَدْ هَدَانِ} في الأنعام، و {وَمَنْ عَصَانِي} في إبراهيم، و {أَنْسَانِيهُ} في الكهف، و {آتَانِيَ الْكِتَابَ} في مريم، {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ} فيها، و {آتَانِيَ اللَّهُ} في النمل، و {مَحْيَاهُمْ} في الجاثية، و {دَحَاهَا} {طَحَاهَا} {تَلَاهَا} {سَجَى} ، قال ابن الجزري:

وعلي أحيا بلا واو وعنه ميل

محياهمو تلا خطايا ودحا

تقاته مرضاة كيف جا (طـ) ـحا

(النشر 2/ 37، شرح طيبة النشر 3/ 65، 66).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

ص: 119

قوله تعالى: {مِمَّا آتَاكُمْ} [36] قرأ حمزة، والكسائى، وخلف: بالإمالة محضة

(1)

.

وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(2)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {قَالَ يَاأَيُّهَا الْمَلأُ أَيُّكُمْ} [38] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس - في الوصل -: بإبدال الهمزة الثانية واوًا

(3)

. والباقون بتحقيقها.

قوله تعالى: {أَنَا آتِيكَ} [39]{أَنَا آتِيكَ} [40] قرأ نافع، وأبو جعفر بإثبات الألف بعد النون في الوصل

(4)

، والباقون بحذفها.

واتفقوا في الوقف على إثبات الألف موافقة للرسم، وقرأ حمزة - بخلاف عن خلاد - بإمالة الألف بعد الهمزة من {آتِيكَ} محضة

(5)

، والباقون بالفتح في الموضعين

(6)

.

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا} [40] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة، وابن ذكوان - بخلاف عنه -: بإمالة الراء والهمزة معًا محضة، وأمال أبو عمرو الهمزة محضة. واختلف عن السوسي في الراء

(7)

، وأمالها نافع بين بين - بخلاف عن قالون - وورش على

(1)

سبق قريبًا.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

انظر {الْمَلأُ أَفْتُونِي} .

(4)

قال ابن الجزري:

وامدد أنا بضم الهمز أو فتح (مدا)

(5)

أميلت ألف {آتِيكَ} في موضعين لكسرة التاء بعدها، فقرأ خلف عن حمزة وكذا في اختياره بالإمالة واختلف عن خلاد فروى الإمالة عنه المغاربة قاطبة وبعض المصريين وروى الفتح جمهور العراقيين وغيرهم وأطلق له الوجهين في الشاطبية كأصلها، واستضعف إمالتها قوم من جهة أن أصلها همزة لأنه مضارع أتى ويمكن منع هذا ويقال هو اسم الفاعل منه كقوله تعالى {وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ} أي أنا محضره لك إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 1/ ص 236، إتحاف فضلاء النشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 119).

(6)

ما ذكره المؤلف قاصر على ما جاه في الحرز لقوله:

وحرف النمل وآتيك قولا بخلف

ضمنًا مع أنه يتكلم عن القراء العشرة فكان عليه أن يذكر خلف البزار لأنه يقرأ بالإمالة كحمزة لقول ابن الجزري:

آتيك في النمل (فتي) والخلف (قـ) ـر

(7)

تقدم أن للسوسي الفتح وجهًا واحدًا كأبي عمرو.

ص: 120

أصله في مد الهمزة والتوسط والقصر. وقرأ الباقون بفتحهما. وإذا وقف حمزة - سهل الهمزة، وسهلها الأصبهاني عن ورش؛ وكذا {رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ} في تسهيلها عن الأصبهاني

(1)

.

قوله تعالى: {لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ} [40] قرأ نافع، وأبو جعفر: بفتح الياء في الوصل

(2)

، والباقون بالإسكان.

وأما {أَأَشْكُرُ} فقرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس، وهشام - بخلاف عنه -: بتسهيل الهمزة الثانية بعد تحقيق الأول

(3)

، وروي عن ورش - أيضًا - إبدالها ألفًا

(4)

، والباقون بتحقيقها

(5)

. وأدخل بين الهمزتين ألفًا قالون، وأبو عمرو،

(1)

اختص الأصبهاني عن ورش بتسهيل همزة {رَأَيْتُ} وهي في ستة مواضع اثنان في يوسف، وموضع بالنمل، وآخر بالقصص، وموضع بالمنافقين، وانفرد فيما حكاه أبو العز وابن سوار بالتحقيق في {رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ} في النمل، و {رَآهَا تَهْتَزّ} في القصص، و {رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ} في المنافقين، والفرد السبط في المبهج بالوجهين في هذه الثلاثة وفي {رَأَيْتُهُمْ لِي} في يوسف، و {رَآهُ مُسْتَقِرًّا} ، وانفرد الهذلي عنه بإطلاق تسهيل {رَأَتْهُ} و {رَآهَا} وما يشبهه فلم يخص شيئًا، ومقتضى ذلك تسهيل {رَأَتْهُ} و {رَآهَا} وما جاء من ذلك، قال ابن الجزري:

.... رأيتهم رآها بالقصص

لما رأته ورأها النمل خص

رأيتهم تعجب رأيت يوسفا

(شرح طيبة النشر 2/ 287، النشر 1/ 398).

(2)

اختلف القراء في خمسة وثلاثين موضعًا، فقرأ نافع وكذا أبو جعفر بالفتح في {سَبِيلِي أَدْعُو} بيوسف الآية: 108 و {لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ} النمل الآية 40، قال ابن الجزري:

و (مدا) يبلوني سبيلي

(شرح طيبة النشر 3/ 264 - 271، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 145).

(3)

لهشام ثلاثة أوجه: الأول: تسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال، الثاني: تحقيقها مع الإدخال، الثالث: تحقيقها مع عدم الإدخال - أما تسهيلها مع عدم الإدخال فلم أقرأ به ولا يجوز لهشام.

(4)

هو ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

حجة من حقق الهمزتين في كلمة: أنه لما رأى الأولى في تقدير الانفصال من الثانية ورآها داخلة على الثانية قنبل أن لم تكن حقق كما يحقق ما هو من كلمتين وحسن ذلك عنده لأنه الأصل، وزاده قوة أن أكثر هذا النوع بعد الهمزة الثانية فيه ساكن فلو خفف الثانية التي قنبل الساكن لقرب ذلك من اجتماع ساكنين لا سيما على مذهب من يبدل الثانية ألفًا، فلما خاف اجتماع الساكنين حقق ليسلم من ذلك (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 73، والتيسير ص 32).

ص: 121

وأبو جعفر، وهشام

(1)

. وإذا وقف حمزة عليها، فله في الثانية التسهيل والتحقيق والبدل، وروي عنه غير ذلك، لكن على ضعف

(2)

.

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ} [42] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم)

(3)

، والباقون بالفتح. و إذا وقف حمزة، سهل الهمزة، مع المد والتوسط.

وقرأ هشام، والكسائي، ورويس:{قِيلَ} بضم القاف

(4)

، والباقون بالكسر

(5)

.

قوله تعالى: {رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ} [44] ذكر للأصبهاني قبيل

(6)

.

قوله تعالى: {عَنْ سَاقَيْهَا} [44] قرأ قنبل بهمزة ساكنة بعد السين

(7)

، والباقون بالألف.

(1)

حجة من أدخل بين الهمزتين ألفًا أن الاستثقال مع التخفيف باق، إذ المخففة بزنتها محققة. وحجة من سهل بدون إدخال الألف ممن خفف الهمزة الثانية هو استثقال الهمزة المفردة فتكريرها أعظم استثقالًا وعليه أكثر العرب. وأيضًا لما رأى أن العرب وكل القراء قد خففوا الهمزة الثانية إذا كانت ثانية استثقالًا كان تخفيفها إذا كانت متحركة أولى، لأن المتحرك أقوى من الساكن وأثقل (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 73، والنشر (1/ 359).

(2)

ما ذكره المؤلف من البدل في الهمز فليس بوارد ولم نقرأ به والصحيح ما ذكره من التسهيل والتحقيق فقط لقول الشاطبي:

وما فيه يلفي واسطا بزوائد

دخلن عليه فيه وجهان اعملا

(3)

سبق قنبل صفحات قليلة.

(4)

ويراد بضم القاف الإشمام وهو عبارة من النطق بحركة مركبة من الضم والكسر فينطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القوله في {وَجِيءَ} و {وَحِيلَ} و {وَسِيقَ} و {سِيءَ} (انظر: المبسوط ص 127، والغاية ص 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص 129).

(5)

أغفل المصنف قوله تعالى {إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ} فلم يتعرض لما جاء في لفظ {كَافِرِينَ} من إمالة لأبي عمرو والدوري والكسائي وابن ذكوان من طريق الصدر، وتقليل الأزرق وإمالة روح، ورويس في هذا الموضع خاصة، قال ابن الجزري:

وكيف كافرين جاز وأمل

(حـ) ـز (مـ) ـنى خلف (غـ) ـلا روح قل

معهم بنمل

(6)

أغفل المصنف قوله تعالى {أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا} فلم يذكر ما جاء من إدغام القاف في الكاف والهاء في الهاء والواو في الواو والميم في الميم لأبي عمرو ويعقوب بخلف عنهما.

(7)

قال ابن الجزري:

والسوق ساقيها وسوق اهمز (ز) قا=

ص: 122

قوله تعالى: {أَنِ اعْبُدُوا الله} [45] قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب - في الوصل -: بكسر النون، والباقون بالضم

(1)

.

قوله تعالى: {لَنُبَيِّتَنَّهُ} [49] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالتاء الفوقية مضمومة بعد اللام، وضم التاء الفوقية بعد الياء التحتية

(2)

. والباقون بالنون بعد اللام،

= سؤق عنه

قرأ قنبل بالهمز في {سَاقَيْهَا} ، ومثله:{بِالسُّوقِ} [ص: 33] و {عَلَى سُوقِهِ} [الفتح: 29]، قال أبو محمد: وهمز هذه الثلاث الكلمات بعيدٌ في العربية، إذ أصل لهن في الهمز. لكن قال بعض العلماء: إنه إنما همز على توهم الضمة التي قنبل الواو، فكأنه همز الواو لانضمامها، وهذا بعيد في التأويل، غير قوي في النظر، وحكى الأخفش أن أبا حية النميري، وهو فصيح، كان يهمز الواو إذا انتظم ما قبلها. كأنه يقدر الضمة عليها، فيهمزها، كأنها لغة، وهذه الأقوال لا يمكن شيء منها في همز {سَاقَيْهَا} ، والذي قيل في همز {سَاقَيْهَا} أنه إنما جاز همزه لجواز همزه في الجمع، في قولك: سُؤق، وإذا جمعت ساقًا على "فعول" أو جمعته على "أفعل" نحو: أسؤق، فلما استمر الهمز في جمعه همز الواحد لهمزه في الجمع. وهذا أيضًا ضعيف لأنه يلزم منه جواز همز "دار" لأنك تهمزه في الجمع في قولك: أردؤ، وهمز دار لا يجوز، فأما من لم يهمزه، فهو على الأصل، لأن كل ما لا أصل له في الهمز لا يحوز همزه إلا لعلة نحو أن تكون فيه واو مضمومة فيجوز همزها وليس في هذا واو مضمومة.

(شرح طيبة النشر 5/ 112، النشر 2/ 338، المبسوط ص 333، زاد المسير 6/ 179، تفسير النسفي 3/ 213، كتاب سيبويه 2/ 147).

(1)

قال ابن الجزري:

والساكن الأول ضم

لضم همز الوصل واكسره إنـ) ـما

(فـ) ـز غير قل (حـ) ـلا وغير أو (حـ) ـما

والخلف في التنوين (مـ) ـز وإن يجر

(ز) ن خلفه

والحجة لمن ضم أنه لما احتاج إلى حركة هذه الحروف كره الخروج من كسر إلى ضم فأتبع الضم الضم ليأتي باللفظ من موضع واحد، فإن قيل: فلم وافقهم أبو عمرو على الكسر إلا في الواو واللام وحدهما؟ فقل: لما احتاج إلى حركة الواو حركها بحركة هي منها لأن الضم فيها أسهل من الكسر ودليله قوله {اشتروا الضلالة بالهدى} . فإن قيل: فما حجة ابن عامر في ضم التنوين؟ فقل: الحجة له أن التنوين حركة لا تثبت خطًّا ولا يوقف عليه فكانت الحركة بما بعده أولى من الكسر.

(التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 198، السبعة ص 174، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 92).

(2)

قال ابن الجزري:

.... .... ضم تا نبيتن

لام تقولن ونوني خاطبن

(شفا) =

ص: 123

وفتح التاء الفوقية بعد الياء التحتية

(1)

.

قوله تعالى: {ثُمَّ لَنَقُولَنَّ} [49] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالتاء الفوقية بعد اللام مفتوحة وضم اللام بعد الواو، والباقون بالنون بعد اللام وفتح اللام بعد الواو

(2)

.

قوله تعالى: {مَهْلِكَ أَهْلِهِ} [49] قرأ عاصم بفتح الميم

(3)

. والباقون بضمها

(4)

، وقرأ حفص بكسر اللام

(5)

، والباقون بالفتح.

= قرأ حمزة والكسائي وخلف {لَنُبَيِّتَنَّهُ} بتاء الخطاب في الفعلين، وضم لاميهما، وهما لام {لَنَقُولَنَّ} وتاء {لَنُبَيِّتَنَّهُ} وذلك على إسناده من بعض الحاضرين إلى بعض، وحجتهم أنه جعل {تَقَاسَمُوا} فعلًا مستقبلًا أمرًا، فهو فعل مبني، والتاء للخطاب، على معنى: قال بعضهم لبعض تقاسموا، أي افعلوا القسم بينكم، أي تحالفوا، فهو خطاب عن بعضهم لبعض، فجرى {لَنُبَيِّتَنَّهُ} على الخطاب أيضًا من بعضهم لبعض، فجاء على الخطاب.

(1)

وحجة عن قرأ بالنون وفتح اللامين: أنه جعله على حكاية إخبارهم عن أنفسهم؛ أي أنّه أجرى الفعلين على الإخبار، عن جميعهم عن أنفسهم. و {تَقَاسَمُوا} مستقبل أمر كالأول (شرح طيبة النشر 5/ 113، المبسوط ص 333، النشر 2/ 338، السبعة ص 483، تفسير النسفي 3/ 216).

(2)

انظر الهامش السابق.

(3)

قال ابن الجزري:

مهلك مع نمل افتح الضم) نـ) ـدا

وحجة من فتح الميم واللام أنه جعله مصدرًا من {هَلَكَ} وعدّاه. حُكي أن بني تميم يقولون: هلكني الله، جعلوه من باب "رجع زيد ورجعته". ويكون مضافًا إلى المفعول كقوله:{مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ} [فصّلت: 49] فأما من لم يجز تعدية {هَلَكَ} إلى مفعول فإنه يكون مضافًا إلى الفاعل، كأنه قال: وجعلنا لهلاكنا إياهم موعدًا. ومن جعله متعدّيًا، يكون تقديره: وجعلنا لإهلاكنا إياهم موعدًا. والمصدر في الأصل من "فعَل يفعَل" يأتي على "مفعَل"، فلذلك كان "مهلك" مصدرًا مِن {هَلَكَ} .

(4)

وحجة من ضمّ الميم وفتح اللام أنه جعله مصدرًا لـ"أهلك يهلك" فهو بابه، وهو متعدّ بلا شك، فهو مضاف إلى المفعول به لا غير، تقديره: وجعلنا لإهلاكهم موعدًا، أي: لإهلاكنا إياهم موعدًا، لا يتجاوزونه، وضمّ الميم هو الاختيار، لأن الجماعة عليه (الغاية ص 197، شرح طيبة النشر 5/ 11، النشر 2/ 311، المبسوط ص 279، التيسير ص 144، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 65، وزاد المسير 5/ 161، وتفسير النسفي 3/ 18).

(5)

قال ابن الجزري:

واللام فاكسر عد

وحجة من كسر اللام وفتح الميم أنه جعله أيضًا مصدرًا من {هَلَكَ} (167/ أ) والوجهان في إضافته جائزان على ما تقدم، لكنه خارج عن الأصول، أتى نادرًا "مفعِل" من "فعل يفعَل" كما قالوا: المرجع=

ص: 124

قوله تعالى: {أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ} [51] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب: بفتح الهمزة

(1)

، والباقون بكسرها

(2)

.

قوله تعالى: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ} [52] قرأ ورش، وأبو عمرو، وحفص، وأبو جعفر بضم الباء الموحدة، والباقون بكسرها

(3)

.

قوله تعالى: {أَئِنَّكُمْ} [55] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة بعد المفتوحة كالياء، والباقون بتحقيقها، وأدخل بين الهمزتين ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وهشام، بخلاف عنه

(4)

.

قوله تعالى: {قَدَّرْنَاهَا} [57] قرأ شعبة بتخفيف الدال

(5)

، والباقون

= مصدر من رجع يرجع كالرجوع. وقالوا في ترك "مكيَل" أي الكيل، أتى بالكسر وهو على "فعل يفعل".

(شرح طيبة النشر 5/ 11، النشر 2/ 311، المبسوط ص 279، التيسير ص 144، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 65، السبعة ص 393).

(1)

قال ابن الجزري:

.... .... .... فتح أن

ن الناس أنا مكرهم (كفى)(ظـ) ـعن

حجة من فتح {أَنَّا} أنه جعل {أَنَّا} بدلًا من العاقبة، فموضعها رفع، و {وَكَانَ} بمعنى وقع، و {كَيْفَ} في موضع الحال كالأول، وإن شئت جعلت {أَنَّا} في موضع رفع على إضمار مبتدأ، تقديره: هو {أَنَّا} . وإن شئت جعلت "كان" ناقصة، وتحتاج إلى خبر، فتكون {وَالْعَاقِبَةُ} اسمها و {أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ} الخبر، تقديره: فانظر كيف كان عاقبة أمر مكرهم تدميرنا إياهم.

(2)

وحجة من كسر أنّه جعل {وَكَانَ} بمعنى وقع تامة، لا نحتاج إلى خبر، وجعل {كَيْفَ} في موضع الحال، فتمّ الكلام على {مَكْرَهُمْ} ، ثم ابتدأ بـ "إنّا" مستأنفًا فكسرها، والتقدير: فانظر يا محمد على أيّ حال وقع عاقبة أمرهم. ثم استأنف مفسّرًا للعاقبة بالتدمير، بكسر "أن" لأنها مستأنفة، (النشر 2/ 338، المبسوط ص 333، الغاية ص 227، السبعة ع 284، التيسير ص 144، الحجة ص 531، غيث النفع ص 312، معاني القرآن 2/ 296، وإيضاح الوقف والابتداء 818).

(3)

احتج من ضم بأن ذلك هو الأصل في الجمع كقلب وقلوب، ولذلك لم يسأل عن الياء وضمتها وباب "فَعْل" في الجمع الكثير "فُعُول " ولما كان هذا النوع لا يجوز فيه إلا الضم إذا لم يكن الثاني ياء نحو: كعوب ودهور، أجرى ما ثانيه ياء على ذلك؛ لأنه أصله، ولئلا يختلف (شرح طيبة النشر 4/ 94، النشر 2/ 226، المبسوط ص 143، الغاية ص 112، الإقناع 1/ 607، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 284، شرح شعلة ص 286).

(4)

سبق قبل ذلك (انظر: إتحاف فضلاء البشر في الفراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 68).

(5)

قال ابن الجزري: =

ص: 125

بالتشديد

(1)

.

قوله تعالى: {عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} [59] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(2)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {آللَّهُ} [59] أ الجميع بتحقيق الأولى وإبدال الثانية ألفًا، وعنهم - أيضًا - تسهيل الثانية مقصورة

(4)

.

= قدرنا (صـ) ـف معا

فأما قدر بالتخفيف فيكون من التقدير والتقتير كقوله في التقدير {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} وكقوله في التقتير {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} ، وحجته قوله {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} .

(الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 207، المبسوط ص 260، النشر 2/ 302، شرح طيبة النشر 4/ 409، السبعة ص 367، التيسير ص 136).

(1)

وحجة من قرأ بالتشديد: أنه جعله من قدّر يقدّر تقديرًا فكان الفعل على لفظ مصدره (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 207، المبسوط ص 260، النشر 2/ 302، شرح طيبة النشر 4/ 409، السبعة ص 367، التيسير ص 136).

(2)

سبق قريبًا.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

همزة الوصل الواقعة بعد همزة الاستفهام فتأتي على قسمين مفتوحة ومكسورة فالمفتوحة ضربان: ضرب اتفقوا على قراءته بالاستفهام وضرب اختلفوا فيه. فالمتفق عليه ثلاث كلمات في ستة مواضع: {آلذَّكَرَيْنِ} موضعي الأنعام: 143 - 144، {آلْانَ} معا بيونس: 51 - 91، {آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ} يونس: 59، {آللَّهُ خَيْرٌ} بالنمل: 59، فاتفقوا على إثباتها وتسهيلها لكنهم اختلفوا في كيفية التسهيل فذهب كثير إلى إبدالها ألفًا خالصة مع المد للساكنين وجعلوه لازمًا ومنهم من رآه جائزًا وهو في التبصرة والهادي والكافي وغيرها وعليه جملة المغاربة والمشارقة وأرجح الوجهين في الحرز وهو المشهور في الأداء القوي عند أهل التصريف كما قاله الجعبري ووجه البدل بأن حذفها يؤدى إلى التباس الاستفهام بالخبر وتحقيقها يؤدي إلى إثبات همزة الوصل وصلًا وهو لحن والتسهيل فيه شيء من لفظ المحققة فتعين البدل وكان ألفًا لأنها مفتوحة انتهى وذهب آخرون إلى تسهيلها بين بين قياسًا على سائر الهمزات المتحركات بالفتح إذا وليها همزة الاستفهام وهو مذهب صاحب العنوان وغيره الوجهان في الحرز وأصله ولم يفصلوا بينهما بألف لضعفها عن همزة القطع، قال الشاطبي:

وإبدال أخرى الهمزتين لكلهم

إذا سكنت عزم كآدم أوهلا

وقال ابن الجزري:

وهمز وصل من كآلله اذن

ابدل لكل أو فسهل واقصر

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 70).

ص: 126

قوله تعالى: {أَمَّا يُشْرِكُونَ} [59] قرأ أبو عمرو، وعاصم، ويعقوب: بالياء التحتية

(1)

، والباقون بالتاء الفوقية

(2)

.

قوله تعالى: {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} [61] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة بعد تحقيق الأولى مفتوحة؛ كالياء، والباقون بتحقيقهما. وأدخل بينهما ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وهشام - بخلاف عنه - والباقون بغير إدخال بينهما.

قوله تعالى: {قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [62] قرأ أبو عمرو، وروح، وهشام: بالياء التحتية على الغيبة

(3)

، وقرأ الباقون بالتاء الفوقية على الخطاب.

وخفف الذال: حمزة، والكسائي، وحفص، وخلف

(4)

، والباقون بالتشديد

(5)

.

قوله تعالى: {وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا} [62] قرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، ويعقوب، وأبو جعفر: بألف بعد الياء التحتية على الجمع

(6)

، والباقون بغير

(1)

قال ابن الجزري:

........ ويشركوا (حما)(نـ) ـل

ووجه القراءة بالياء: أنهم ردّوه على لفظ الغيبة قبله في قوله: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ} [النمل:58]، و {الْمُنْذَرِينَ} ، وعلى لفظ الغيبة بعده في قوله:{بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} "61" و {بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} "60"، فحمله على ما قبله وما بعده من لفظ الغيبة.

(النشر 2/ 238، المبسوط ص 234، الغاية ص 227، السبعة ص 284، التيسير ص 144، الحجة ص 532، غيث النفع ص 312، معاني القرآن 2/ 296، وإيضاح الوقف والابتداء 818).

(2)

وحجة من قرأ بالتاء: أنه جعله على المخاطبة للكفار، أي: قل لهم يا محمد: ءآلله خير أما تشركون. وإن شئت حملته على لفظ الخطاب في قوله: {وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ} "62".

(3)

قال ابن الجزري:

يذكر لم حز شذا

تذكرون صحب خفنا كحلا

(4)

قرأ المذكورون بتخفيف لفظ {تَذَكَّرُونَ} المضارع المرسوم بتاء واحدة حيث وقع، قال ابن الجزري:

تذكرون (صحب) خففا

(شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).

(5)

ووجه التشديد: أن أصله تتذكرون بتاء المضارعة وتاء التفعيل، ومعناه هنا حصول الفعل بالتراخي والتكرار فخفف بإدغام التاء (شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).

(6)

سبق ذكر ما في قراءة لفظ {الرِّيَاحَ} في القرآن الكريم، قال ابن الجزري:=

ص: 127

ألف على التوحيد، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بنون مفتوحة وإسكان. وقرأ ابن عامر بضم النون مع إسكان الشين. وقرأ عاصم بالباء الموحدة مضمومة موضع النون مع إسكان الشين، وقرأ الباقون بالنون مضمومة وضم الشين

(1)

.

قوله تعالى: {بَلِ ادَّارَكَ} قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب: بإسكان اللام بعد الباء الموحدة وقطع الهمزة مفتوحة وإسكان الدال

(2)

، والباقون بكسر اللام ووصل الهمزة وتشديد الدال وألف بعدها

(3)

.

= والريح هم كالكهف مع جاثية توحيدهم

حجر (فتى) الأعراف ثاني الروم مع

فاطر نمل (د) م (شفا) الفرقان (د) ع

واجمع بإبراهيم شورى (إ) ذ (ثـ) ـنا

وصاد الاسرى سبا (ثـ) ـنا

(شرح طيبة النشر 4/ 76، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 118، السبعة ص 173).

(1)

قال ابن الجزري:

نشرا بضم

فافتح (شفا) كلا وساكنا (سما)

ضم وبا (نـ) ل

ووجه الضم والإسكان: أنه مخفف من الأول كرسل، ووجه فتح النون: أنه مصدر ملاق معنى يرسل بدليل {وَالنَّاشِرَاتِ} ، ووجه الباء: جعله جمع بشور أو بشير كقلب وقليب ثم خفف على حد مبشرات.

(شرح طيبة النشر 4/ 299، 300، النشر 2/ 269، 270، إعراب القراءات 1/ 186، المبسوط ص 210، السبعة ص 283).

(2)

قال ابن الجزري:

.... .... ادارك في

أدرك (أ) بن (كنز)

وحجة من قرأ على وزن "أفعل" أنه حمله على معنى "بلغ ولحق" كما تقول: أدرك علمي هذا، أبي بلغه، فالمعنى فيه الإنكار. و {بَلِ} بمعنى {هَل} فهو إنكار أن يبلغ علمهم أمر الآخرة، وفي معنى التقرير والتوبيخ لهم، وطلبهم علم ما لا يبلغونه أبدًا، فالمعنى: هل أدرك علمهم في الآخرة، أي بعلم حدوث الآخرة، ومتى تكون، أي من لم يدركوا علم الآخرة ووقت حدوثها. ودل على ذلك قوله:{بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ} أي من علمها و {فِي} بمعنى الباء فالمعنى: هل أدرك علمهم بالآخرة، أي: هل بلغ غايته فلم يدركوا علمها، ولم ينظروا في حقيقتها، والعمى عن الشيء أعظم من الشك فيه. وهو في حرف أُبيّ "أم تدارك" على معنى النفي.

(النشر 2/ 339، شرح طيبة النشر 5/ 115، السبعة ص 485، التيسير ص 168، إعراب القرآن 2/ 531، زاد المسير 6/ 188).

(3)

وحجة من شدد الدال أن أصله "تدارك علمهم"، فأدغم التاء في الدال فسكن الأول، فدخلت ألف الوصل =

ص: 128

قوله تعالى: {أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ} [67] قرأ نافع، وأبو جعفر: بهمزة مكسورة في الأول قبل الذال على الخبر، وفي الثاني بهمزة مفتوحة بعدها همزة مكسورة مسهلة، وأدخل بينهما ألفًا: قالون، وأبو جعفر، ولم يدخل ورش بينهما. وقرأ ابن عامر والكسائي في الأول بفتح الهمزة الأولى وكسر الثانية على الاستفهام. وأدخل هشام بينهما ألفًا - بخلاف عنه - ولم يدخل ابن ذكوان ولا الكسائي بينهما على الاستفهام، وفي الثانية بكسر الهمزة وبعدها نونان: الأولى مفتوحة مشددة، والثانية مفتوحة مخففة، وقرأ الباقون بالاستفهام في الأول والثاني، وسهل الهمزة الثانية منهما: ابن كثير، وأبو عمرو (ورويس) وأدخل أبو عمرو بينهما ألفًا، ولم يدخل ابن كثير. والباقون بالاستفهام فيهما - أيضًا - مع تحقيق الأولى والثانية من غير إدخال بينهما

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ} [70] قرأ ابن كثير بكسر الضاد

(2)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مَتَى} [71]{عَسَى} [72] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(3)

، وقرأ نافع بالفتح وبين ............................

= للابتداء، ومعناه: بل تلاحق علمهم بالآخرة، أي: جهلوا علم وقتها فلم ينفرد أحد منهم بزيادة علم في وقتها، فهم في الجهل لوقت حدوثها متساوون.

(1)

سبق بيان ما في مثل هذه القراءة من أحكام وتوجيه.

(2)

قرأ ابن كثير {فِي ضَيْقٍ} بكسر الضاد. قال ابن الجزري:

....... وضيق كسرها معا (د) وى

في النحل ومثله في النمل، والفتح والكسر لغتان في المصدر عند الأخفش يقول ضاق يضيق ضيقًا. وقال أبو عبيدة {ضَيْقٍ} ، بالفتح مُخفف من (ضيّق) كـ (مَيْت) من {مَّيِّتٍ} ويلزمه أن يكون قد حذف الموصوف، وأن يكون التقدير في أمر (ضَيِّق)، ثم خفف، وحذف الموصوف، قال أبو عبيد: ضيق تخفيف ضيق يقال: أمر ضيق وضيق والأصل ضييق فيعل ثم حذفوا الياء فصار ضيق على وزن فيل مثل هين وهين قال الأخفش: الضيق والضيق لغتان، وقال أبو عمرو: الضيق بالفتح الغم والضيق بالكسر الشدة قوم الضيق بالفتح مصدر والضيق اسم ووزنه على هذا القول فعل لم يحذف منه شيء.

(النشر (2/ 305)، المبسوط ص (266)، شرح طيبة النشر (4/ 418)، السبعة ص (376)، حجة القراءات - ابن زنجلة (ج 1/ ص 396)، وزاد المسير (4/ 509)، وتفسير غريب القرآن (249).

(3)

قال ابن الجزري:

أمل ذوات الياء في الكل (شفا)

وقال: =

ص: 129

اللفظين

(1)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا} [80] قرأ ابن كثير: بالياء التحتية مفتوحة وفتح الميم، ورفع ميم {الصُّمَّ} ، والباقون بالتاء الفوقية مضمومة وكسر الميم، ونصب ميم (الصُّم)

(2)

.

وقرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس:(الدعا إِذَا) بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة بعد المفتوحة

(3)

، والباقون بتحقيقهما، وهم على

= وكيف فعلى مع رؤوس الآي حد

خلف سوى ذي الرا وأنى ويلتى

يا حسرتى الخلف طوى قيل متى

بلى عسى وأسفى عنه نقل

وعن جماعة له دينا أمل

فالحجة لمن أمال أنه أوقع الإمالة على الألف فأمال لميل الألف (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي (ج 1/ ص 112)، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه (ج 1/ ص 265)، السبعة ص 464).

(1)

وهي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(2)

قال ابن الجزري:

يسمع ضم

خطابه واكسر وللضم انصبا

رفعا كسا والعكس في النمل دبا

ووجه قراءة ابن كثير بياء مفتوحة، وفتح الميم، ورفعا (الصُّم): أنه على الإخبار عنهم، فهو نفي السماع عنهم، فرفعهم كرفع الفاعل. والمعنى: أنهم لا ينقادون إلى الحق كما لا يسمع الأصم المعرض المدبر عن سماع ما يقال له (من) كلام من يكلمه، فلم يكفه أنه معرض عما يقال له حتى وصفه بالصمم. فهذا غاية امتناع سماع ما يقال له، فيشبههم في إعراضهم عن قبول ما يقال لهم من الإسلام والكتاب بدعاء الأصم المُعرِض المُدبر عن الشيء.

(المبسوط ص (334)، حجة القراءات ص (536)، الغاية ص (228)، التيسير ص (169)، السبعة ص (486).

(3)

هذه قاعدة مطردة وهي أن نافعًا وابن كثير وأبا عمرو وأبا جعفر ورويسًا يقرأون بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة بينها وبين الياء قولًا واحدًا، وذلك إذا كانت الأولى مفتوحة والثانية مكسررة، قال ابن الجزري:

وعند الاختلاف الاخرى سهلن

حرم حوى غنا

وقد احتج من أبدل الهمزة الثانية بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي ساكنة نحو (كاس) فتقلب الهمزة ألفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فإن تخفف ومعها مثلها أولى (انظر إتحاف فضلاء البشر ص (129)، (انظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص (42).

ص: 130

مراتبهم في المد.

قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ} [81] قرأ حمزة {تَهْدِي} بالتاء الفوقية مفتوحة، وإسكان الهاء {الْعُمْيَ} بفتح الياء التحتية

(1)

. والباقون بالباء الموحدة مكسورة، وفتح الهاء، وألف بعدها، و {الْعُمْيَ} بكسر الياء التحتية

(2)

، وأما في الوقف: فالكل وقفوا بالياء موافقة للرسم.

قوله تعالى: {أَنَّ النَّاسَ} [82] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب: بفتح الهمزة

(3)

، والباقون بالكسر

(4)

.

(1)

قرأ حمزة لفظ (تهدي) في سورتي النمل والروم، بالتاء، مع نصب {العُميَ} ، قال ابن الجزري:

تهدي العمي في

معا بهادي العمي نصب (فـ) ـلتا

ووجه قراءة حمزة: {وَتَهْدِي} بالتاء على وزن (تفعل). و (العُمي) بالنصب بـ {وَتَهْدِي} : أنه جعله فعلًا للحال والاستقبال. ويجوز (العمي) في الكلام بالنصب، على تقدير حذف التنوين لالتقاء الساكين، ومثله في الروم، ووقف الكسائي عليهما جميعًا بالياء على الأصل، ووقف الباقون على هذا الذي في النمل بالياء، لثبات الياء فيه في المصحف، ولأنه الأصل. ووقفوا على الذي في الروم بغير ياء، لحذفها من المصحف في الروم اتباعًا للخط. وروي عن حمزة أنه يقف عليهما بالياء. وقال الكسائي: من قرأ {وَتَهْدِي} بالتاء لزمه أن يقف بالياء، وإنما لزمه ذلك لأن الفعل لا يدخله التنوين على (هَاد) ونحوه، فتذهب الياء في الوصل، فيجري الوقف على ذلك لمن وقف بغير ياء.

(شرح طيبة النشر (5/ 116)، المبسوط ص (235)، التيسير ص (169)، السبعة ص (486)، غيث النفع ص (313).

(2)

ووجه قراءة من قرأ {بِهَادِي} : أنهم جعلوه اسم فاعل، دخلت عليه الباء لتأكيد النفي، وهو أيضًا للحال أو للاستقبال وخفضوا {الْعُمْيِ} لإضافة (هادي) إليهم (شرح طيبة النشر 5/ 116، المبسوط ص (235)، التيسير ص (169)، السبعة ص (486)، غيث النفع ص (313).

(3)

قال ابن الجزري:

فتح أنن الناس أنا مكرهم (كفى)(ظـ) ـعن

ووجه من قرأ بفتح الهمزة: أنه جعله على تقدير: بأن الناس. وفي حرف أُبيِّ: (تنبئهم أنّ الناس). فهذا لا يكون معه إلا فتح {أَنَّ} . وفي حرف ابن مسعود: (تكلّمهم بأن الناس). فهذا ظاهر في فتح {أَنَّ} . حكى قتادة أن في بعض القراءة (تُحدثهم أن الناس)، فهذا يدل على أن {تُكَلِّمُهُمْ} من الكلام)، ليس من الجراح، وسُئل ابن عباس عن هذا الحرف كيف هو! تكُلّمهم أو تَكلِمُهم؟ فقال: كلا والله تفعل، تُكلّم المؤمنين وتَكلِم الكافر، أي تجرحه أي تَسِمه.

(شرح طيبة النشر (5/ 114)، النشر (2/ 338)، المبسرط ص (335)، السبعة ص (486)، التيسير ص (169).

(4)

ووجه قراءة من قرأ بكسر الهمزة: أنه على إضمار القول أي: تكلمهم فتقول: إن الناس. وحسن هذا لأن =

ص: 131

قوله تعالى: {جَاءُوا} [84] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم

(1)

، والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة بين الهمزة والواو، مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها واوًا مع المد والقصر

(2)

.

قوله تعالى: {شَاءَ اللَّهُ} [87] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الشين

(3)

، والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر.

قوله تعالى: {وَكُلٌّ أَتَوْهُ} [87] قرأ حمزة، وخلف، وحفص: بقصر الهمزة وفتح التاء الفوقية

(4)

، والباقون بمد الهمزة وضم الفوقية

(5)

.

= الكلام قول، فدلّ {تُكَلِّمُهُمْ} على القول المحذوف (شرح طيبة النشر (5/ 114)، النشر (2/ 338)، المبسوط ص (335)، السبعة ص (486)، التيسير ص (169)، معاني القرآن (2/ 300)، وإيضاح الوقف والابتدء (820).

(1)

سبق توضيح الخلاف عن هشام في إمالة {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} {خَابَ} قبل صفحات قليلة.

(2)

قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحو {شُرَكَاؤُنَا} {وَجَاءُوا} .. فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة منه ومكسورها مما رسم فيه صورة الهمزة واوًا وياءً الإبدال بهما محضين مع المد والقصر وهو شاذ لا أصل له في العربية (شرح طيبة النشر (2/ 391)، (392).

(3)

انظر الهامشين السابقين.

(4)

قال ابن الجزري:

أتوه فاقصر وافتح الضم (فتى)

(عـ) ـد

حجة من قصره أنه جعله ماضيًا، من باب المجيء، أي وكل جاءوه. وأصله (أتيوه) على وزن (فعلون) فلما انضمت الياء، وقبلها فتحة، قُلبت ألفًا، وبعدها الجمع ساكنة، فحُذفت الألف لسكونها وسكون واو الجمع بعدها، وبقيت مفتوحة تدل على الألف المحذوفة. والهاء في هذه القراءة في موضع نصب بوقوع الفعل عليها.

(شرح طيبة النشر (5/ 117)، النشر (2/ 339)، المبسوط ص (335)، السبعة ص (486)، التيسير ص (169)، غيث النفع ص (314).

(5)

حجة من مد أنه جعله اسم فاعل من باب المجيء أيضًا. فالمعنى: وكل جاثيوه، وأصله (آتيوه) مثل (فاعلوه) فلمّا انضمت الياء، وقبلها كسرة، استثقل ذلك فيها، وأُلقيت حركة الياء على التاء، وحُذفت كسرة التاء، فاجتمع ساكنان الياء والواو بعدها فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، وبقيت حركتها تدل عليها، وقيل: بل أُسكنت الياء تخفيفًا، وحُذفت لالتقاء الساكنين، قبلها كسرة، وحذفت النون لإضافة، والهاء =

ص: 132

قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ} [88] قرأ السوسي بالإمالة - في الوصل - بخلاف عنه

(1)

، والباقون بالفتح، وأما الوقف: فوقف بالإمالة محضة: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف

(2)

، وورش بالإمالة بين بين

(3)

، وقالون بالفتح وبين اللفظين

(4)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {تَحْسَبُهَا} [88] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر: بفتح السين

(5)

.

= في هذه القراءة في موضع خفض، لإضافة اسم الفاعل إليها، فإن قيل: فهلا كان في قراءة من مد فعلًا مستقبلًا مثل {أَنَا آتِيكَ بِهِ} ؟ فالجواب: أن الهمزة في (أفعل) أبدًا تكون للاستقبال، إذا كان الفعل للمُخبر عن نفسه، وقوله {وكل أتوه} ليس هو المخبر عن نفسه، إنما هو خبر عن غُيَّب، فلا يحسن فيه أن تكون الهمزة للاستقبال، وقوله:{أَنَا آتِيكَ} إنما جاز أن تكون الهمزة فيه للاستقبال، وأن يكون فعلًا مستقبلًا لأنه فعل للمخبر عن نفسه، فاعْلَمْه (شرح طيبة النشر (5/ 114)، النشر (2/ 338)، المبسوط ص (335)، السبعة ص (486)، التيسير ص (169)، زاد المسير (6/ 195)، وتفسير ابن كثير (3/ 378).

(1)

هناك قاعدة مطردة تخص السوسي في هذه المسألة، وهي أنه يقرأ كالجماعة وقفًا، وأما وصلًا فله الوجهان: الفتح والإمالة، قال ابن الجزري:

بل قبل ساكن بما أصل قف

وخلف كالقرى التي وصلا يصف

(2)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق توضيح ما في هذه الكلمة ومثيلاتها قبل عدة صفحات (وانظر: شرح طيبة النشر (3/ 88، 89،) التيسير ص (46)، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي (ج 1/ ص 107).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم.

(5)

قال ابن الجزري:

ويحسب مستقبلًا بفتح سين (كـ) ـتبوا

(فـ) ـي (نـ) ص (ثـ) بت

يقرأ المذكورون {يَحْسَبُ} بفتح السين وذلك إذا كان مضارعًا خاليًا من الزوائد البنائية خبرًا كان أو استفهامًا، تجرد عن الضمير أو اتصل به، مرفوع أو منصوب، وذلك نحو:{يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ} و {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ} {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ} فخرج بالمضارع الماضي، وبالخالي من الزوائد ذو الزوائد نحو {يَحْتَسِبُونَ} وقيدت بالبنائية؛ أي التي ينتقل الوزن بها إلى وزن آخر لئلا يخرج ذو همزة الاستفهام، ووجه الفتح القياس وهي لغة تميم.

(شرح طيبة النشر (4/ 132)، النشر (2/ 236)، المبسوط ص (154)، زاد المسير (1/ 328).

ص: 133

والباقون بالكسر

(1)

.

قوله تعالى: {وَهِىَ} [88] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(2)

، والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {كُلَّ شَيْءٍ} [88] قرأ ورش بالمد والتوسُّط على الياء قبل الهمزة وقفًا ووصلًا

(3)

، ولحمزة - أيضًا - المد في الوصل بخلاف عنه وإذا وقف حمزة وهشام، وقفًا على ياء ساكنة. وعنهما - أيضًا - الوقف على ياء ساكنة مشددة، ولهما - أيضًا - الروم، وهو الإتيان بكسرة خفيفة، وأيضًا: الروم مع التشديد. والوقف، ولباقي القراء بالمد والتوسُّط والقصر

(4)

.

قوله تعالى: {خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} [88] قرأ أبو عمرو، وابن كثير، ويعقوب: بالياء التحتية

(5)

، واختلف عن ابن عامر، وشعبة، والباقون بتاء

(1)

حسِب، وحسَب لغتان حسب يحسب وحسب يحسب وقال قوم: يحسب بكسر السين من حسب، وقالوا: وقد جاءت كلمات على فعل يفعل مثل حسب يحسب ونعم ينعم ويئس ييئس (حجة القراءات ص (148)، وشرح طيبة النشر (4/ 133).

(2)

سبق ذكره قبل (وانظر: إتحاف فضلاء البشر ص (132)، الكشف عن وجوه القراءات (1/ 234)، التيسير ص (72)، النشر (2/ 202)، حجة القراءات ص (93).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق وحده.

(4)

يقف حمزة على الياء في {شَيْءٍ} على أي حال كان من الإعراب وعلة الوقف على الياء وتركه كالعلة في الوقف على لام التعريف، وقال البناء: وجاء التوسط فيه عن حمزة وصلًا بخلفه، لقول ابن الجزري:

وبعض خص (م) د شيء له مع حمزة

وإذا وقف عليه فله مع هشام بخلفه النقل مع الإسكان والروم، وله الإدغام معهما، فتصير أربعة، وقد ذهب ابن غلبون وصاحب العنوان وابن بليمة وغيرهم إلى مده مدًا متوسطًا كيف وقع عن حمزة. وذهب غيرهم إلى أنه السكت وعليه حمل الداني كلام ابن غلبون (إتحاف فضلاء البشر ص (131)، وشرح طيبة النشر (2/ 192).

(5)

قال ابن الجزري:

..... يفعلوا (حقًّـ) ـا

قرأ البصريان وابن كثير {بمَا يفْعلون} بياء الغيب، واختلف عن شعبة وابن عامر، فأما شعبة: فروى عنه العليمي بالغيب، وهي رواية حسين الجعفي والبرجمي والأعشى من طريق التميمي كلهم عن أبي بكر، وروى عنه يحيى بن آدم بالخطاب، وهي رواية إسحاق الأزرق وابن أبي حماد ويحيى الجعفي والكسائي =

ص: 134

الخطاب

(1)

.

قوله تعالى: {مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ} [89] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بتنوين العين في الوصل

(2)

.

والباقون بغير تنوين

(3)

.

وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عام ر، ويعقوب: بكسر الميم بعد الواو الساكنة، والباقون بالفتح.

= وابن أبي حاتم كلهم عن أبي بكر، وأما ابن عامر فاختلف عن كل من راوييه؛ فأما هشام فروى ابن عبدان عن الحلواني عنه القراءة بالغيب، وهي رواية أحمد بن سليمان والحسن بن العباس كلاهما عن الحلواني عنه، وكذا روى ابن مجاهد عن الأزرق الجمال، وهي رواية البكراوي كلهم عن هشام، وكذا قرأ الداني على فارس وطاهر، وروى النقاش وابن شنبوذ عن الأزرق بالخطاب، وهي قراءة الداني على الفارس، ورواه أيضًا عن الحلواني، وأما ابن ذكوان: فروى الصوري عنه بالغيب، وكذا روى العطار عن النهرواني عن النقاش عن الأخفش عنه، ووجه من قرأ بالياء: جعل ذلك حملًا على لفظ الغيبة، في قوله:{وَكُلٌّ أَتَوْهُ} .

(1)

وحجة من قرأ بالتاء: أنهم ردوه على الخطاب الذي قبله، في قوله:{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً} . فهو خطاب للنبي، وأمته داخلون معه في الخطاب، {تَفْعَلُونَ} على الخطاب العام، فالغيب داخلون في الخطاب، لكن غلب لفظ الخطاب على لفظ الغيبة (شرح طيبة النشر (5/ 114)، النشر (2/ 338)، المبسوط ص (335)، السبعة ص (486)، التيسير ص (169)، زاد المسير (6/ 196)، تفسير النسفي (3/ 224).

(2)

قال ابن الجزري:

نون كفي فزع

وحجة من قرأ بالتنوين على أعمال المصدر في الظرف بعده وهو {يَوْمَئِذٍ} ويجوز أن يكون العامل في الظرف {آمِنُونَ} أو الظرف في موضع الصفة لفزع أي كائن ذلك في ذلك الوقت وفتح ميمه نافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف فعلى قراءة نافع وأبي جعفر فتحة الميم بناء لإضافته إلى غير متمكن وعلى قراءة أبي عمرو ومن معه كسرة الميم إعراب بإضافة فزع إلى يوم على الوجه الآخر فأعرب وإن أضيف إلى إذ لجواز انفصاله عنها.

(3)

حجة من قرأ بغير تنوين أنه أضاف {الْفَزَعُ} إلى {وَيَوْمَ} لكون الفزع فيه، فالمصدر يُضاف إلى المفعول، وهو الظرف، فمن خفض الظرف فمن أجل إضافة {فَزَعٍ} إليه أجراه مجرى سائر الأسماء، ومن فتح (اليوم) بناه على الفتح لإضافته إلى اسم غير مُتمكن ولا معرب، وهو (إذ)، وقد تقدم الكلام على هذا، وتقدم الكلام على دخول التنوين في (إذ)، وعلته وعلة كسر الذال والوقف على ذلك، فأغنى ذلك عن الإعادة، وترك التنوين (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر (1/ 432)، النشر (2/ 340).

ص: 135

قوله تعالى: {هَلْ تُجْزَوْنَ} [90] قرأ هشام، وحمزة، والكسائي: بإدغام اللام في التاء، والباقون بالإظهار

(1)

.

قوله تعالى: {عَمَّا تَعْمَلُونَ} [93] قرأ نافع، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر: بتاء الخطاب

(2)

، والباقون بياء الغيبة

(3)

.

(1)

اختلف في إدغام بل وهل في ثمانية أحرف أولها: التاء نحو {هَلْ تَنْقِمُونَ} {بَلْ تَأْتِيهِمْ} ثانيها: الثاء {هَلْ ثُوِّبَ} فقط. ثالثها: الزاي {بَلْ زُيِّنَ} {بَلْ زَعَمْتُمْ} فقط. رابعها. السين {بَلْ سَوَّلَتْ} معًا فقط. خامسها: الضاد {بَلْ ضَلُّوا} فقط. سادسها: الطاء {بَلْ طَبَعَ} سابعها: الظاء {بَلْ ظَنَنْتُمْ} فقط. ثامنها: النون {بَلْ نَحْنُ} {بَلْ نَقْذِفُ} فاشترك هل ويل في التاء والنون واختص هل بالثاء المثلثة وبل بالخمسة الباقية فقرأ بإدغام اللام في الأحرف الثمانية الكسائي ووافقه ابن محيصن بخلف عنه في لام هل في النون وقرأ حمزة بالإدغام في التاء والثاء والسين واختلف عنه في {بَلْ طَبَعَ} فأدغمه خلف من طريق المطوعي وكذا رواه ابن مجاهد عن أصحابه عنه وأدغمه خلاد أيضًا من طريق فارس بن أحمد وكذا في التجريد من قراءته على الفارسي وخص في الشاطبية الخلاف بخلاد والمشهورة عن حمزة الإظهار من الروايتين، وقرأ هشام بالإظهار عند الضاد والنون واختلف عنه في الستة الباقية وصوب في النشر الإدغام عنه فيها وقال: إنه الذي عليه الجمهور وتقتضيه أصول هشام واستثنى أكثر رواة الإدغام عن هشام {هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ} بالرعد: (16)، فأظهروها وهو الذي في الشاطبية وغيرها ولم يستثنها في الكفاية واستثناها في الكامل للحلواني دون الداجوني ونص في المبهج على الوجهين من طريق الحلواني عنه والباقون بالإظهار في الثمانية إلا أن أبا عمرو أدغم لام هل في تاء {تَرَى} بالملك:(3)، والحاقة:(8)، فقط وافقه الحسن واليزيدي، قال ابن الجزري:

وبل وهل في تا وثا السين ادغم

وزاي طا ظا النون والضاد رسم

والسين مع تاء وثا قد واختلف

بالطاء عنه هل ترى الإدغام حف

وعن هشام غير نص يدغم

عن جلهم لا حرف رعد في الأتم

(النشر (2/ 7)، شرح ابن القاصح ص (97)، التيسير ص (43)، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي (ج 1/ ص 41)، الهادي (1/ 271)، السبعة ص (127)، الغاية ص (81).

(2)

اختلف في {عَمَّا تَعْمَلُونَ} في الأنعام وآخر هود: (123)، والنمل:(93)، فابن عامر بالخطاب في الثلاثة، وقرأ نافع وحفص وكذا أبو جعفر ويعقوب بالخطاب في هود والنمل، قال ابن الجزري:

خطاب عما يعملوا (كـ) ـم هود مع

نمل (إ) ذ (ثوى)(عـ) ـد (كـ) ـس

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي (ج 1/ ص 273)، البشر (2/ 262)، شرح طيبة النشر (4/ 276)، السبعة ص (269)، التيسير ص (107).

(3)

وجه الغيب: إسناده إلى الغائبين مناسبة لسابقه {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} و {قُلْ لِلَّذِينَ} و {فَمَنِ اهْتَدَى} (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي (ج 1/ ص 273)، النشر (2/ 262)، شرح طيبة النشر (4/ 276)، السبعة ص (269)، التيسير ص (107).

ص: 136

‌الأوجه التي بين النمل والقصص

وبين النمل والقصص من قوله تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} إلى قوله تعالى: {الْكِتَابِ الْمُبِينِ} [القصص: 2]، سبعمائة وجه، وأربعة وثمانون وجهًا غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: مائة وجه، واثنان وتسعون وجهًا.

ورش: مائتان وأربعون وجهًا.

ابن كثير: أربعة وستون وجهًا.

أبو عمرو: ثمانون وجهًا.

ابن عامر: ثمانون وجهًا.

شعبة: أربعة وستون وجهًا.

حفص: أربعة وستون وجهًا مندرجة مع قالون.

خلف: ثمانية أوجه.

خلاد: أربعة أوجه مندرجة مع خلف.

الكسائي: أربعة وستون وجهًا مندرجة مع شعبة.

أبو جعفر: أربعة وستون وجهًا.

يعقوب: ثمانون وجهًا مندرجة مع أبي عمرو.

خلف: أربعة أوجه.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 137

(سورة القصص)

(1)

قوله تعالى: {طسم} [1] قرأ حمزة، وشعبة، والكسائي، وخلف: بإمالة الطاء

(2)

، والباقون بالفتح. وأظهر النون من (سين) قبل الميم: حمزة، وأبو جعفر

(3)

، وأدغمها الباقون

(4)

. وسكت أبو جعفر سكتة لطيفة من غير تنفس على الطاء والسين والميم

(5)

، والباقون بغير سكت.

قوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ} [4] لم يمل أحد {عَلَا} ؛ لأنه واوي؛ لأنه من العلو، تقول: علوت، وتقول: علا يعلو.

قوله تعالى: {وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً} [5] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر،

(1)

هي سورة مكية قيل إلا قوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} إلى {الْجَاهِلِينَ} فمدني وقال ابن سلام: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ} نزلت بالجحفة وقت الهجرة إلى المدينة وآيها ثمان وثمانون (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي (ج 1/ ص 434).

(2)

اختلف في الطاء من طه وطسم الشعراء والقصص وطس النمل فأمالها من طه أبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي (ج 1/ ص 121).

(3)

حجة من أظهر أنّ هذه الحروف المقطعة مبنية على الانفصال والوقف عليها ولذلك لم تعرب، فجرت في الإظهار على تحكم الوقف عليها وانفصالها مِمّا بعدها. فإن قيل: فلم لم يظهر النون في {عسق} وما الفرق بين ذلك؟ فالجواب: أنّ النون لمّا كانت في {طسم} مدغمة مغيرة عن لفظها أظهرها، ليبين أصلها بالوقف عليها. ولمّا كانت في {عسق} مخفاة في السين وفي القاف، والإخفاء كالإظهار، إذ لا تشديد في أبقاها على حالها، إذ الإخفاء والإظهار أخوان، لا يزول لفظ النون في الإخفاء كالإظهار ويزول لفظها في الإدغام فهو فرق بيّن.

(4)

حجة من أدغم أنّ هذه الحروف لمّا كانت متصلة بعضها ببعض، لا يوقف على شيء منها دون شيء، ولا يفصل في الخط شيء عن شيء أدغم لاشتراك النون مع الميم في الغنّة، ولأنه يدغم في غير هذا، فأجرى هذا على كل ما تَلقى فيه النون الساكنة الميمَ نحو:(مِنْ ما ومَنْ معه).

(5)

يسكت أبو جعفر على حروف الهجاء الوارة في فواتح السور جميعًا نحو {آلم} {آلر} {كهيعص} {طه} {طسم} ويلزم من سكته إظهار المدغم فيها والمخفى وقطع همزة الوصل بعدها. ووجه السكت: أنه يبين به أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست مؤتلفة. وفي كل منها سر من أسرار الله تعالى (انظر شرح طيبة النشر للنويري (2/ 335).

ص: 138

ورويس: بتسهيل الهمزة المكسورة بعد المفتوحة، ولهم - أيضًا - إبدالها ياء خالصة تبعًا للمرسوم، والباقون بتحقيقهما، وأدخل هشام وأبو جعفر بين الهمزتين ألفًا - بخلاف عنه -، والباقون بغير إدخال، وإذا وقف حمزة - سهل الثانية، وله إبدالها - أيضًا - ياء في الوقف. والكسائي على أصله بإمالة هاء التأنيث في الوقف

(1)

.

قوله تعالى: {وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا} [5] قرأ حمزة، والكسائى، وخلف: بالياء التحتية مفتوحة وفتح الراء ممالة، وإسكان الياء التحتية بعد الراء، ورفع {فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا}

(2)

والباقون بنون مضمومة وكسر الراء، وفتح الياء

(1)

جاء لفظ {أَئِمَّةً} وهي في خمسة مواضع، بالتوبة: 12، والأنبياء: 73، وموضعي القصص: 5 - 41، وموضع السجدة: 24، فقرأها قالون وورش من طريق الأزرق وابن كثير وأبو عمرو وكذا رويس بالتسهيل والقصر، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني بالتسهيل كذلك والمدني ثاني القصص وفي السجدة كما نص عليه الأصبهاني في كتابه وهو المأخوذ به من جميع طرقه وفي الثلاثة الباقية بالقصر كالأزرق، وقرأ أبو جعفر بالتسهيل مع الفصل في الخمسة بلا خلف واختلف عنهم في كيفية التسهيل فذهب الجمهور من أهل الأداء إلى أنه بين بين وهو في الحرز كأصله، وذهب آخرون إلى أنه الإبدال ياء خالصة وفي الشاطبية كالجامع وغيره أنه مذهب النحاة وليس المراد أن كل القراء سهلوا وكل النحاة أبدلوا بل الأكثر من كل على ما ذكر ولا يجوز الفصل بينهما عن أحد حالة الإبدال كما نص عليه في النشر كغيره، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بالتحقيق مع القصر في الخمسة، لكن اختلف عن هشام في المد والقصر فالمد له من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني عند أبي العز وقطع به لهشام من طرقه أبو العلا وروى له القصر المهدوي وغيره وفاقًا لجمهور المغاربة وأصل الكلمة أئمة على وزن أفعلة جمع إمام نقلت كسرة الميم الأولى إلى الهمزة قبلها ليسكن أول المثلين فيدغم وكان القياس إبدال الهمزة ألفًا لسكونها بعد فتح لكن لو قالوا آمة لالتبس بجمع آم بمعنى قاصد فأبدلوها باعتبار أصلها وكان ياء لانكسارها فطعن الزمخشري في قراءة الإبدال مع صحتها مبالغة منه كما في النشر، قال فيه: والصحيح ثبوت كل من الوجوه الثلاثة أعني التحقيق وبين بين والياء المحضة عن العرب وصحته في الرواية (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 71). (انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص 91، وشرح طيبة النشر للنويري 4/ 9، والمبسوط في القراءات العشر ص 126).

(2)

قال ابن الجزري:

نرى اليا مع فتحيه (شفا)

ورفعهم بعد الثلاث

ووجه من قرأ {وَيَرَى} بالياء مفتوحة وفتح الراء ممالة، ورفع الأسماء الثلاثة: أنهم أضافوا الفعل إلى

{فِرْعَوْنَ} ومن بعده، فارتفعوا به، لأنهم هم الراءون وأحزابهم.

ص: 139

التحتية ونصب {فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا}

(1)

.

قوله تعالى: {عَدُوًّا وَحَزَنًا} [8] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: برفع الحاء وإسكان الزاي، والباقون بفتح الحاء والزاي معًا

(2)

.

قوله تعالى: {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ} [9]{امْرَأَتُ} و {قُرَّتُ} رسمتا بالتاء المجرورة؛ فوقف عليها بالهاء: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب، ووقف الباقون بالتاء

(3)

.

(1)

حجة من قرأ بنون مضمومة، وكسر الراء: أنه على الإخبار من الله جل ذكره، ونصب الأسماء الثلاثة بعده بالفعل، لأنَّه يصير رباعيًا، يتعدى إلى مفعولين، وهما فرعون ومن عطف عليه، والفاعل هو المخبر عن نفسه بالفعل، وهو الله جل ذكره، وحسنت القراءة بالنون على الأخبار عن الله تعالى ذكره عن نفسه، لأن قبله إخبارًا من الله جل ذكره وعز في قوله:{نَتْلُوا عَلَيْكَ} [القصص: 3] فهم أُرَوْه رأَوه. فالقراءتان ترجعان على معنى (النشر 2/ 341، شرح طيبة النشر 5/ 121، المبسوط ص 339، السبعة ص 492، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 378).

(2)

قال ابن الجزري:

.... .... ....

وحزن

ضم وسكن عنهم يصدر (حـ) ــــــــن

(ثـ) ــــــــب (كـ) ـــــــــد

ضم الحاء، وإسكان الزاي. وفتحهما، لغتان كالعَجَم والعُجْم والعَرَب والعُرْب.

(النشر 2/ 341، شرح طيبة النشر 5/ 121، المبسوط ص 339، السبعة ص 492، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 378، الغاية ص 229، التيسير ص 171، غيث النفع ص 315).

(3)

الوقف على المرسوم متفق عليه ومختلف فيه والمختلف فيه انحصر في خمسة أقسام:

أولها: الإبدال، وهو إبدال حرف بآخر فوقف ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وكذا يعقوب بالهاء على هاء التأنيث المكتوبة بالتاء وهي لغة قريش وقعت في مواضع:{امْرَأتُ} سبع بآل عمران: 35، واحد واثنان بيوسف الآية: 30، 51، وفي القصص: 9، واحد وثلاثة بالتحريم الآية 10، 11.

ووقف الباقون بالتاء موافقة لصريح الرسم وهي لغة طيئ، والأصل اتباع الرسم لكل القراء إلا أنه اختلف عنهم في أصل مطرد وكلمات مخصوصة فالأصل المطرد: كل هاء رسمت تاء نحو: {رَحَمَتَ} {نِعَمَتَ} {شَجَرَتَ} فوقف عليها خلافًا للرسم القراء المذكورون، قال ابن الجزري:

وقف لكل باتباع ما رسم

حذفا ثبوتا اتصالا في الكلم

لكن حروف عنهمو فيها اختلف

كهاء أنثى كتبت تاء فقف

بالها (ر) جا (حق) وذات بهجة

واللات مع مرضات ولات (ر) جه

(التيسير ص 60، شرح طيبة النشر 3/ 225، 226، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطى ج 1/ ص 137).

ص: 140

قوله تعالى: {عَسَى رَبِّي أَنْ} [22] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(1)

، وقرأ نافع بالفتح وبين بين

(2)

، والباقون بالفتح، وكذا {وَاسْتَوَى} ، {فَقَضَى} ؛ وكذا {فَسَقَى} ، {تَوَلَّى} .

وفتح الياء من {رَبِّي} : المدنيان، وابن كثير، وأبو عمرو

(3)

، وسكنها الباقون.

قوله تعالى: {أَن يَبْطِشَ} [19] قرأ أبو جعفر بضم الطاء

(4)

، والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {أَن يَهْدِيَنِى} [22] الياء ثابتة في الرسم؛ فتثبت في القراءة وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ} [23]، قرأ أبو عمرو، ويعقوب - في الوصل -: بكسر الهاء والميم، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بضم الهاء والميم، وقرأ الباقون بكسر الهاء وضم الميم

(5)

.

قوله تعالى: {حَتَّى يُصْدِرَ} [23] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر: بفتح الياء وضم الدال

(6)

، والباقون بضم الياء وكسر الدال

(7)

.

(1)

سبق توضيح القاعدة عند حمزة والكسائي وخلف البزار في الإمالة (وانظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

قاعدة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبى عمرو فتح الكل وقاعدة الباقين إسكانها قال ابن الجزري:

تسع وتسعون بهمزٍ انفتح

ذرون الأصبهاني مع مكٍّ فتح

ووجه فتح الكل مع الهمز أنه أحد الأصلين مع قصد ثبوته الخفي عند القوي وليتمكن من كمال لفظ الهمز.

ووجه الإسكان مع أنه أحدهما وقصد التقوية محصلان بزيادة المدة.

(انظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص 63، الإقناع 1/ 537).

(4)

قرأ أبو جعفر لفظ {يَبْطِشَ} حيث وقع بضم الهاء، وقيد الضم لأجل المفهوم، والبطش الأخذ بالقوة والماضي بطش بالفتح فيهما كخرج يخرج وضرب يضرب، قال ابن الجزري:

يبطش كله بضم كسر (ثـ) ـــــــق

(شرح طيبة النشر 4/ 319، النشر 2/ 274، المبسوط ص 217، الغاية ص 160).

(5)

سبق قريبًا.

(6)

وحجة من فتح الياء أنه جعله ثلاثيًا غير متعدٍّ، من "صدرت الرعاء تصدر" إذا رجعت من سقيها، دليله قوله:{يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا} [الزلزلة: 6]. قال ابن الجزري:

.... .... .... .... ....

.... يصدر (حق)(ثـ) ــــــــب

(كـ) ــــــد بفتح الضم والكسر

(7)

حجة من ضم الياء أنه جعله رباعيًا متعدّيًا إلى مفعول محذوف، فهو من "أصدرت الإبل"، إذا رددتها من =

ص: 141

وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ورويس: بإشمام الصاد كالزاي

(1)

.

قوله تعالى: {فَجَاءَتْهُ} و {جَاءَهُ} [25] قرأ حمزة، والكسائي، ورويس: بإشمام وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم

(2)

، والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة مع المد والقصر.

قوله تعالى: {يَاأَبَتِ اسْتَئْجِرْهُ} [26] وقف ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب بالهاء خلافًا للمرسوم

(3)

، ووقف الباقون بالتاء موافقة للمرسوم، وقرأ ابن عامر، وأبو جعفر - في الوصل - بفتح التاء

(4)

، والباقون بالكسر. وأبدل الهمزة ألفًا

= السقي، وتقديره: حتى يُصدِر الرعاء مواشيهم من السقي (شرح طيبة النشر 5/ 121، النشر 2/ 341، المبسوط ص 339، السبعة ص 492، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 172، تفسير النسفي 3/ 123، وتفسير غريب القرآن 332).

(1)

اختلف في {أصْدَقُ} الآية وبابه وهو كل صاد ساكنة بعدها دال وهو في اثني عشر موضعًا {ومن أصدق} النساء: 87 - 122، معًا هنا {هُمْ يَصْدِفُونَ} {الَّذِينَ يَصْدِفُونَ} {كَانُوا يَصْدِفُونَ} بالأنعام: 46 - 157، و {وَتَصْدِيَةً} بالأنفال: 35، {وَلَكِن تَصْدِيقَ} يونس: 37، ويوسف: 111، {فَاصْدَعْ} بالحجر: 94، {قَصْدُ السَّبِيلِ} بالنحل:[9]، {يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} 23، {يَصْدُرُ النَّاسُ} بالزلزلة: 6، فحمزة والكسائي وخلف وروش بخلف عنه بإشمام الصاد الزاي للمجانسة والخفة ولا خلاف عن رويس والإشمام يصدر معًا. والباقون بالصاد الخالصة على الأصل وهي رواية أبي الطيب وابن مقسم عن رويس والإشمام طريق الجوهري والنخاس عنه وأبدل أبو جعفر همز فئتين باء مفتوحة كوقف حمزة (النشر 2/ 242، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 244، التيسير ص 97، إبراز المعاني ص 419).

(2)

سبق قبل قليل.

(3)

قال ابن الجزري:

يا أبه (د) م (كـ) ـــــــم (ثـ) ـــــــوى

قال النويري في شرح طيبة النشر: علمت الهاء في {ياأَبَتِ} للمذكورين من عطفها على الهاء لا من اللفظ، لعدم كشفها، ووجه هاء ابن كثير ويعقوب وتاء الباقين، إلا أبا عمرو والكسائي: الاستمرار على أصولهم، ووجه مخالفة ابن عامر: أصله النص على أن الفتحة للتخفيف لا لتدل على الألف، ووجه مخالفة أبي عامر والكسائى أصلهما: شبهة العوض، ومن ثم لم يجعل حرف إعراب.

(4)

اختلف في {ياأَبَتِ} الآية 4 في يوسف، ومريم الآية 42 - 43 - 44 - 45، والقصص الآية 26 وهو موضعنا هنا والصافات الآية 102، فابن عامر وأبو جعفر بفتح التاء في السور الأربعة والباقون بالكسر فيهن، قال ابن الجزري: =

ص: 142

وصلًا ووقفًا: أبو جعفر، وورش، وأبو عمرو - بخلاف عنه - وإذا وقف حمزة، أبدل، وإذا وصل حقق.

قوله تعالى: {إِنِّي أُرِيدُ} [27] قرأ نافع، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء، وقرأ الباقون بالسكون، وهم على مراتبهم في المد

(1)

.

قوله تعالى: {هَاتَيْنِ عَلَى} [27] قرأ ابن كثير بتشديد النون

(2)

، والباقون بالتخفيف.

قوله تعالى: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ} [27] قرأ نافع، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء، والباقون بالإسكان

(3)

.

= يا أبت افتح حيث جا (كـ) ـــــــم (ثـ) طعا

وأصله يا أبي فعوض عن الياء تاء التأنيث فالكسر ليدل على الياء والفتح لأنها حركة أصلها.

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 328، المبسوط ص 244، النشر 2/ 293، شرح طيبة النشر 4/ 277 إعراب القرآن 2/ 120، معاني القرآن 2/ 32).

(1)

قال الداني في التيسير في القراءات السبع (1/ 66): كل ياء بعدها همزة مضمومة نحو قوله عز وجل: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ} و {إِنِّي أُمِرْتُ} وشبهه فنافع وأبو جعفر يفتحانهاحيث وقعت، ويستثنى من ذلك {ءَاتُونِى أُفْرِغْ عَلَيْهِ} {بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} واختلف عن أبي جعفر وحده في قوله تعالى {أَنِّى أُوفِى} والباقون يسكنونها، قال ابن الجزري:

وعند ضم الهمز عشر فافتحن

(مدًا) وأني أوف بالخلف (ثـ) ـــــمن

ووجه فتح الياء هو الاستمرار على أصولهما، وعادل زيادة النقل قلة الحروف.

(شرح طيبة النشر 3/ 176).

(2)

وعليه فليلزم المد المشبع لأنه حينئذ من قبيل اللازم.

(3)

وقعت ياء الإضافة قبل همزة القطع المكسورة في واحد وستين موضعًا بالقرآن الكريم اختلف منها في اثنتين وخمسين ياء نحو {مِنِّي إلَّا} {أَنصَارِى إلَى اللَّهِ} وفتح هذا النوع نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر والباقون بالسكون إلا أنه وقع الخلاف على غير هذا الوجه في خمس وعشرين ياء منها؛ فقرأ نافع وكذا أبو جعفر بفتح {أَنصَارِى إِلَى} آل عمران: 52، والصف: 14، و {بِعِبَادِي إِنَّكُمْ} بالشعراء: 52، و {سَتَجِدُنِي إِنْ} بالكهف: 69، والقصص: 27، والصافات: 102، و {بَنَاتِى إِن} بالحجر: 71، و {لَعْنَتِي إِلَى} بـ ص: 78، قال ابن الجزري:

واثنان مع خمسين مع كسر عني

وافتح عبادي لعنتي تجدني

بناتي أنصاري معا للمدني

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 147).

ص: 143

وأمال الألف بعد الشين: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(1)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا} [29]، قرأ حمزة - في الوصل - بضم الهاء

(2)

، والباقون بالكسر

(3)

.

قوله تعالى: {إِنِّي آنَسْتُ} [29]{إِنِّي أَنَا اللَّهُ} [35]، قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء فيهما

(4)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {لَعَلِّي آتِيكُمْ} [29] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء

(5)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {أَوْ جَذْوَةٍ} [29] قرأ عاصم بفتح الجيم، وحمزة وخلف بضمها، والباقون بالكسر

(6)

.

(1)

سبق قبل صفحات قليلة.

(2)

قرأ حمزة {لِأَهْلِهِ امْكُثُوا} بضم الهاء في طه وكذلك لى القصص، قال ابن الجزري:

بضم كسر أهله امكثوا فدا

ووجه قراءته: أنها على أصل الكلمة وعلى لغة من يقول مررت به يا فتى (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 450، إتحاف فضلاء البشر 1/ 382).

(3)

ووجه من قرأ بكسر الهاء: أنهم كسروا لمجاورة الكسرة (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 450 إتحاف فضلاء البشر 1/ 382).

(4)

سبق قريبًا.

(5)

اختلف القراء في خمسة وثلاثين موضعًا؛ فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وكذا أبو جعفر بفتح {لعليَ} بيوسف: 46، وطه: 10، والمؤمنون: 100، وموضعي القصص: 29، وغافر: 36، قال ابن الجزري:

ليست بلام الفعل يا المضاف

بل هي في الوضع كها وكاف

تسع وتسعون بهمز انفتح

إلى أن قال:

وافق فق معى (عـ) ــــــلا (كـ) ـــــفؤ وما

لي الـ) ـــــــذ (مـ) ــــــــن الخلف لعلي (كـ) رما

(شرح طيبة النشر 3/ 264 - 271، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 145).

(6)

قال ابن الجزرى:

وجذوة ضم (فتى) والفتح (نـ) ــــم =

ص: 144

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَءَاهَا} [31] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة، وابن ذكوان: بإمالة الراء والهمزة معًا محضة - بخلاف عن ابن ذكوان - وقرأ أبو عمرو بإمالة الهمزة فقط، واختلف عن السوسي في الراء

(1)

.

وقرأ نافع بإمالة الهمزة بين بين بخلاف عن قالون

(2)

. والباقون بالفتح فيهما، وقرأ

= ضم الجيم، وفتحها وكسرها لغات كلها في الجذوة من النار، وهي للقطعة الغليظة من الحطب، فيها نار ليس فيها لهب (شرح طيبة النشر 5/ 121، النشر 2/ 341، الغاية ص 231، السبعة ص 493، التيسير ص 171، أدب الكاتب 434، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 173).

(1)

إذا وقعت "رأى" فعلًا ماضيًا وكان بعده متحرك فهو إما أن يكون ظاهرًا أو مضمرًا، فالظاهر سبعة مواضع:{رأى} الآية 76 بالأنعام {رأى أَيْدِيَهمْ} الآية 70 بهود {رأى بُرهَانَ رَبِّهِ} {رأى قَمِيصَهُ} الآية 24 - 28 بيوسف {رأى نَارًا} الآية 10 بـ طه {مَا رَأَى} - {لَقَدْ رَأَى} الآية 11 - 18 بالنجم. والمضمر ثلاث كلمات في تسعة مواضع {رَءَاكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية 36 الأنبياء {رَءَاهَا تَهْتَزُّ} بالنمل: 10، والقصص: 31، {رَءَاهُ} معًا بالنمل: 40، وبفاطر: 8، والصافات: 55، والنجم: 13، والتكوير: 23، والعلق: 7؛ فقرأ ورش من طريق الأزرق بالتقليل في الراء والهمزة معًا في الكل بعده ظاهر أو مضمر، وقرأ أبو عمرو بالإمالة المحضة في الهمزة فقط مع فتح الراء في الجميع، وذكر الشاطبي رحمه الله تعالى الخلاف في إمالة الراء عن السوسي تعقبه في النشر بأنه ليس من طرقه ولا من طرق النشر لأن رواية ذلك عن السوسي من طريق أبي بكر القرشي وليس من طرق هذا الكتاب ولذا لم يعرج عليه هنا في الطيبة وإن حكاه بقيل آخر الباب، وقرأ ابن ذكوان بإمالة الراء والهمزة معًا في السبعة التي مع الظاهر، واختلف عنه فيما بعده مضمر قالهما معًا عنه جميع المغاربة وجمهور المصريين ولم يذكر في التيسير عن الأخفش من طريق النقاش سواه وفتحهما عن ابن ذكوان جمهور العراقيين وهو طريق ابن الأخرم عن الأخفش وفتح الراء، وأمال الهمزة الجمهور عن الصوري، واختلف عن هشام في القسمين معًا فروى الجمهور عن الحلواني عنه الفتح في الراء والهمزة معًا في الكل وهو الأصح عنه وكذا روى الصقلي وغيره عن الداجوني عنه، وروى الأكثرون عنه إمالتها والوجهان صحيحان عن هشام كما في النشر، واختلف عن أبي بكر فيما عدا الأولى وهي {رأى كَوْكَبًا} بالأنعام: 76، فلا خلاف عنه في إمالة حرفيهما معًا، أما الستة الباقية التي مع الظاهر: فأمال الراء والهمزة معًا يحيى بن آدم وفتحهما العليمى، وأما فتحهما في السبعة وفتح الراء وإمالة الهمزة في السبعة فانفرادتان لا يقرأ بهما ولذا تركهما في الطيبة، وأما التسعة مع المضمر ففتح الراء والهمزة معًا في الجميع العليمي عنه وأمالهما يحيى بن آم على ما تقدم، وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف بإمالة الراء والهمزة معًا في الجميع والباقون، قال ابن الجزري:

حرفي رأى (مـ) ن (صحبة)(لـ) ــــنا اختلف

وغير الأولى لخلف (صـ) ــــــف والهمز (حـ) ـــــف

وذو الضمير فيه أو همز ورا

خلف (مـ) ــــــنى قللهما كلا (جـ) ـــــــرى

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 117).

(2)

ما ذكره المؤلف عن نافع مختص برواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، وليس لقالون في هذا اللفظ =

ص: 145

الأصبهاني بتسهيل الهمزة.

قوله تعالى: {مِنَ الرَّهْبِ} [32] قرأ حفص بفتح الراء وإسكان الهاء، وقرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب: بفتح الراء والهاء، والباقون بضم الراء وإسكان الهاء

(1)

.

قوله تعالى: {فَذَانِكَ} [32] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ورويس: بتشديد النون؛ فيصير عندهم من قبيل المد اللازم

(2)

. والباقون بغير تشديد

(3)

.

= إمالة؛ قال ابن الجزري:

وقبل ساكن أمل للرا صفا

في وكغيره الحميع وقفا

(1)

قال ابن الجزري:

والرهب ضم (صحبة)(كـ) ـــــم سكنا (كنز)

وفتح الراء والهاء. وفتح الراء وإسكان الهاء. وضم الراء، وإسكان الهاء، كلها لغات بمعنى واحد.

و"الرَّهْب" و"الرُّهب": أي الخوف (شرح طيبة النشر 5/ 122، النشر 2/ 341، الغاية ص 231،

المبسوط ص 340، السبعة ص 493، التيسير ص 171، أدب الكاتب 434، الكشف عن وجوه

القراءات 2/ 173).

(2)

قال ابن الجزري:

للذان ذان ولذين تين شد

مك فذانك (غـ) ــــــنا (د) اع (حـ) ــــــفد

وحجة من شدد النون أن في ذلك ثلاثة أقوال: الأول: أنه شدد النون، ليكون التشديد عوضًا من الحذف، الذي دخل هذه الأسماء المبهمة في التثنية، لأنه قد حذف ألف منها، لالتقاء الساكنين، وهما الألف التي كانت في آخر الواحد، وألف التثنية، فجعل التشديد في النون عوضًا من المحذوف، الثاني: أن التشديد وجب لهذه النون، للفرق بين النون، التي هي عوض من تنوين ملفوظ به في الواحد، نحو: زيد وعمرو وبين النون التي لا تنوين في الواحد ملفوظ به، تكون النون عوضًا منه والثالث: أن النون شددت للفرق بين النون التي تحذف للإضافة، ولين النون التي لا تحذف للإضافة، لأن المبهم معرفة، فهو لا يضاف ألبتة. وقد قيل إن التشديد في {فَذَانِكَ} ، وجب على إدغام اللام في النون، وذلك أن أصله ذلك، ثم دخلت نون التثنية قبل اللام. فصار "ذانلك" فأدغمت اللام في النون، على طريق إدغام الثاني في الأول. فوقع التشديد لذلك. ويجوز أن تكون النون، التي للتثنية، وقعت بعد اللام، ثم أدغمت اللام في النون، على إدغام الأول في الثاني، فوقع التشديد لذلك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 381، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 436).

(3)

وحجة من خفف أنه أجرى المبهم مجرى سائر الأسماء، فخفف النون، كما تخفف في كل الأسماء (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 382).

ص: 146

قوله تعالى: {فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ} [33] قرأ يعقوب بإثبات الياء بعد النون وقفًا ووصلًا، والباقون بغير ياء

(1)

.

قوله تعالى: {مَعِىَ} [34] قرأ حفص بفتح الياء من {مَعِىَ}

(2)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {رِدْءًا} [34]، قرأ نافع، وأبو جعفر بالنقل، أي: بنقل حركة الهمزة إلى الدال

(3)

، والباقون بإسكان الدال وهمزة بعدها مفتوحة منونة.

قوله تعالى: {يُصَدِّقُنِى} [34] قرأ عاصم، وحمزة بضم القاف

(4)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {إِنِّي أَخَافُ} [34] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بفتح الياء في الوصل

(5)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {أَن يُكَذِّبُونِ} [34] قرأ يعقوب: بإثبات الياء بعد النون وقفًا ووصلًا،

(1)

سبق قريبًا.

(2)

ورد لفظ معي في ثمانية مواضع {مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} في الأعراف، {مَعِيَ عَدُوًّا} في التوبة {مَعِيَ صَبْرًا} ثلاثة في الكهف {ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ} في الأنبياء {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي} في الشعراء {مَعِيَ رِدْءًا} في القصص فتح الجميع حفص، وتابعه ورش على الثاني في سورة الظلة وهي سورة الشعراء لأن فيها {عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} يريد قوله تعالى في قصة نوح {وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} وافق حفص وابن عامر على فتح ياء {لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا} و {وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا} قال ابن الجزرى:

وافق في معي (عـ) ـــــــلا (كـ) ـــــــــفؤ

(شرح طيبة النشر 4/ 268، إتحاف فضلاء البشر ص 305، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 1/ ص 302).

(3)

قوله {رِدْءًا يُصَدِّقُنِي} قرأه بالنقل نافع وكذا أبو جعفر إلا أن أبا جعفر أبدل من التنوين ألفًا في الحالين على وزن إلى كأنه أجرى الوصل مجرى الوقف ووافقه نافع في الوقف، وليس من قاعدة نافع النقل في كلمة إلا هذه ولذا قيل إنه ليس نقلًا وإنما هو من أردا على كذا أي زاد، قال ابن الجزري:

وانقل مدا ردأ وثبت البدل

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 85).

(4)

قال ابن الجزري:

يصدق رفع جزم (نـ) ــــــــل (فـ) ــــــــــنا

(شرح طيبة النشر 5/ 122، النشر 2/ 341، الغاية ص 231، المبسوط ص 340، السبعة ص 494، التيسير ص 171، إعراب القرآن 2/ 553).

(5)

سبق قريبًا.

ص: 147

وقرأ ورش بإثبات الياء وصلًا لا وقفًا، والباقون بالحذف وقفًا ووصلًا

(1)

.

قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى} [37] قرأ ابن كثير بغير واو قبل (قال)

(2)

، والباقون بالواو قبل (قال)

(3)

.

قوله تعالى: {رَبِّى أَعْلَمُ} [37] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بفتح الياء - في الوصل

(4)

- والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {أَعْلَمُ بِمَن} [37] قرأ أبو عمرو، ويعقوب: بإسكان الميم من {أَعْلَم} وإخفائها عند الباء الموحدة - بخلاف عنهما - والباقون بضم الميم.

قوله تعالى: {وَمَنْ تَكُونُ لَهُ} [37] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالياء التحتية

(5)

.

والباقون بالتاء الفوقية

(6)

.

قوله تعالى: {لَعَلِّي أَطَّلِعُ} [38] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر،

(1)

قرأ يعقوب بإثبات الياء في الحالين على أصله في سبع عشرة كلمة، ووافقه غيره وهذه الكلمات هي:{دُعَاءِ} و {التَّلَاقِ} و {التَّنَادِ} و {أَكْرَمَنِ} و {أَهَانَنِ} و {يَسِرْ} و {بِالْوَادِ} و {الْمُتَعَالِ} و {وَعِيدِ} و {نَذِيرٌ} و {نَكِيرِ} و {يَكْذِبُونَ} و {يُنقِذُونِ} و {لَتُرْدِينِ} و {فَاعْتَزِلُونِ} و {تَرْجُمُونِ} و {وَنَذَرُ} .

أما {أَنْ يُكَذِّبُونِ} بالقصص: 34؛ فقرأ ورش بإثبات الياء وصلًا ويعقوب على أصله بإثباتها في الحالين (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 156).

(2)

ووجه من قرأه بغير واو، لأنها كذلك في مصحف أهل مكة، كأنه استئناف كلام. قال ابن الجزري:

وقال موسى الواو دع (د) م

(3)

ووجه من قرأ بالواو: أنه جعله عطفًا على ما قبله عطف جملة على جملة. وكذلك هي بالواو في غير مصاحف أهل مكة (شرح طيبة النشر 5/ 123، النشر 341، المبسوط ص 341، السبعة ص 494، التيسير ص 171، حجة القراءات ص 546).

(4)

سبق قريبًا.

(5)

قال ابن الجزري:

ومن يكون كالقصص (شفا)

ووجه تذكير {يَكُونُ} أن تأنيث فاعله مجازي؛ لأنه مصدر وقد فصل بينهما (النشر 2/ 263، شرح طيبة النشر 4/ 276، المبسوط ص 203).

(6)

ووجه التأنيث: أنه مسند إلى مؤنث لفطًا (النشر 2/ 263، شرح طيبة النشر 4/ 276، المبسوط ص 203).

ص: 148

وأبو جعفر: بفتح الياء - في الوصل

(1)

- والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ} [39] قرأ نافع، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف: بفتح الياء التحتية قبل الراء وكسر الجيم، والباقون بضم التحتية وفتح الجيم

(2)

.

قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً} [41] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الهمزة الأولى المفتوحة، وتسهيل الثانية المكسورة، وروي عنهم - أيضًا - إبدال الثانية ياء خالصة

(3)

، وقرأ الباقون بتحقيقهما

(4)

وأدخل هشام بين الهمزة الأولى والثانية ألفًا، وبخلاف عنه.

قوله تعالى: {عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ} قرأ أبو عمرو - في الوصل -: بكسر الهاء والميم، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب: بضم الهاء والميم، وقرأ الباقون بكسر الهاء وضم الميم

(5)

، وهذا في حال الوصل. فإذا وقف على "عليهم": فوقف حمزة، ويعقوب: بضم الهاء، والباقون بكسرها، والميم ساكنة للجميع في الوقف.

(1)

سبق بيان ما في مثل هذه الكلمة من قراءات قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا (وانظر: شرح طيبة النشر 3/ 264 - 271، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 145).

(2)

قال ابن الجزري:

وترجع الضم افتحا واكسر ظما

إن كان للأخرى

إلى أنا قال:

والقصص الأولى أتى ظلمًا (شفا)

والحجة لمن قرأ الأول بالياء والثاني بالتاء أنه فرق بين المعنيين فجعل الأول للكفار وأشرك المؤمنين في الرجوع معهم وهذا حذق بالقراءة ومعرفة بمعانيها، وحجة من قرأ بالياء: جعله خبرًا عن اليهود {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} بالياء أيضًا يعني اليهود؛ وحجة من قرأ بالتاء أي أنتم وهم (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 170، إتحاف فضلاء البشر ص 218).

(3)

سبق قريبًا. (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 71).

(4)

التحقيق هو توفية كل حرف حقه من حركته ونصيبه من الإعراب؛ إذ كانت الهمزة حرفًا من حروف المعجم فيلزمها من الحركة ما يلزم سائر الحروف، لذا جاءوا بكل همزتين مجتمعتين على هيئتها إرادة للتبيين والنطق بكل حرف من كتاب الله على جهته من غير إبدال ولا تغيير (انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص 91، وشرح طيبة النشر للنويري 4/ 9، والمبسوط في القراءات العشر ص 126).

(5)

سبق توضيح القراءة في {عَلَيْهِمُ} قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين.

ص: 149

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ} [48] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم محضة

(1)

، وقرأ الباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة - سهل الهمزة مع المد والقصر، ويجوز له - أيضًا - الوقف بإبدال الهمزة ألفًا مع المد والقصر

(2)

.

قوله تعالى: {قَالُوا سِحْرَانِ} [48] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بكسر السين وإسكان الحاء

(3)

، وقرأ الباقون بفتح السين وكسر الحاء وألف بين السين والحاء

(4)

.

قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا} [50] مفصولة.

قوله تعالى: {وَيَدْرَءُونَ} [54] بالدال المهملة، أي: ويدفعون.

قوله تعالى: {وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [56] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(5)

، والباقون بالضم. وقرأ أبو عمرو، ويعقوب: بإسكان الميم قبل الباء الموحدة وإخفائها عندها - بخلاف عنهما - والباقون بضم الميم.

(1)

سبق قريبًا.

(2)

ما ذكره المصنف من الإبدال مع المد والقصر في {جَاءَهُمُ} لحمزة عند الوقف غير صحيح؛ فليس له إلا التسهيل فقط مع المد والقصر؛ لتوسط الألف بالضمير المتصل.

(3)

قال ابن الجزري:

....................

ساحرا سحران (كوف)

ووجه قراءة من قرأ بغير ألف بعد السين: أنه جعله تثنية {سِحْرٌ} جعلوه إشارة إلى الكتابين، ودل ذلك قوله تعالى:{قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ} [القصص: 49] أي: أهدى من هذين الكتابين، وإنما جاز أن تنسب المظاهرة للكلتابين، لأنه على معنى يقوي أحدهما الآخر بالتصديق، فهو على الاتساع.

(4)

وحجة من قرأ بألف بعد السين، تثنية {سَاحِرٍ} ، يريدون به أن موسى وهارون تعاونا، وقيل: لموسى ومحمد عليهما السلام. ويُقوي ذلك أن بعده {تَظَاهَرَا} بمعنى تعاونا، ولا تأتي المعاونة على الحقيقة من السِّحرين إنما تأتي من الساحرين (شرح طيبة النشر 5/ 123، شكل إعراب القرآن - القيسي ج 1/ ص 244، النشر 2/ 341، الغاية ص 231، السبعة ص 495، التيسير ص 172، زاد المسير 6/ 227، تفسير ابن كثير 3/ 392، تفسير النسفي 3/ 239).

(5)

سبق بيان ما في {وَهُوَ} و {فَهُوَ} و {هي} و {فَهِيَ} و {لَهِيَ} قبل صفحات قليلة (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف من وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).

ص: 150

قوله تعالى: {يُجْبَى إِلَيْهِ} [57] قرأ نافع، وأبو جعفر، ورويس: بالتاء الفوقية

(1)

، والباقون بالياء التحتية

(2)

.

وأمال الألف المنقلبة محضة: حمزة، والكسائي، وخلف

(3)

. وقرأ نافع بالإمالة بين بين - بخلاف عنه

(4)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فِي أُمِّهَا} [59] قرأ حمزة، والكسائي - في الوصل - بكسر الهمزة

(5)

.

والباقون بضمها

(6)

، وإذا وقف على {فِي} فالجميع يبدءون الهمزة بالضم.

(1)

قال ابن الجزري:

...... ويجبى أنثوا (مدا)(غـ) ــــــبا

ووجه قراءة من قرأ بالتاء اعتبارًا بلفظ الثمرات.

(2)

وحجة من قرأ بالياء: أنه قد فرق بين المؤنث وفعله بـ {إلَيْهِ} ، لأنه تأنيث غير حقيقي، ولأن معنى الثمرات الرزق فحمل على المعنى فذُكر (شرح طيبة النشر 5/ 124، النشر 2/ 342، الغاية ص 231، السبعة ص 495، التيسير ص 172، زاد المسير 6/ 227، تفسير ابن كثير 3/ 392).

(3)

سبق تقريبًا.

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

قال ابن الجزري:

لأمه في أم أمها كسر

ضمًّا لدى الوصل رضى كذا الزمر

والنحل نور النجم والميم تبع فاش

وحجة من كسر الهمزة أنه اسم كثر استعماله، والهمزة حرف مستثقل بدلالة ما أجازوا فيها من البدل والتخفيف والحذف ونقل الحركة، دون غيرها من سائر الحروف. فلما وقع أول هذا الاسم، وهو "أم" حرف مستثقل، وكثر استعماله، وثقل الخروج من كسر، أو ياء إلى ضم همزة، وليس في الكلام "فعل" فلما اجتمع هذا الثقل أرادوا تخفيفه، فلم يمكن فيه الحذف، لأنه إجحاف بالكلمة، ولا أمكن تخفيفه، ولا بدله، لأنه أول، فغيروه بأن أتبعوا حركته حركة ما قبله، ليحمل اللسان عملًا واحدًا، والياء كالكسرة، فإذا ابتدأوا ردوه إلى الضم، الذي هو أصله، إذ ليس قبله في الابتداء ما يستثقل. وقد فعلوا ذلك في الهاء في "عليهم وبهم" أتبعوا حركته حركة ما قبلها، وأصلها الضم، والاتباع في كلام العرب مستعمل كثير. كسر الميم مع الهمزة في الجمع أنه أتبع حركة الميم حركة الهمزة، كما قالوا "عليهي" وكسروا الهاء للباء، وأتبعوا حركة الميم حركة الهاء. فمن قال "عليهمي" بكسر الهاء والميم، هو بمنزلة من كسر الهمزة والميم في قوله:{بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} [النحل: 78]، ومن كسر الهاء وضم الميم في "عليهمو" هو بمنزلة من كسر الهمزة وفتح الميم، في قوله:{بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} .

(النشر 2/ 248، غيث النفع ص 317، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 379).

(6)

وحجة من ضم الهمزة وفتح الميم في {بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} . وهو الأصل بمنزلة من قال "عليهمو" بضم الهاء =

ص: 151

قوله تعالى: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [60] قرأ أبو عمرو بالياء التحتية بخلاف عن السوسي

(1)

.

وقرأ الباقون بالتاء الفوقية

(2)

.

قوله تعالى: {ثُمَّ هُوَ} [61] قرأ الكسائي، وأبو جعفر، وقالون: بإسكان الهاء - بخلاف عن أبي جعفر وقالون - والباقون بضم الهاء

(3)

.

قوله تعالى: {عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} [63]{عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ} [66] قرأ أبو عمرو - في الوصل -: بكسر الهاء والميم، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب: بضم الهاء والميم، والباقون بكسر الهاء وضم الميم، وإذا وقف على {عَلَيْهِمُ}: قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء، والباقون بكسرها، والميم ساكنة للجميع في الوقف

(4)

.

قوله تعالى: {تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ} [63] قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر: بإبدال الهمزة ألفًا - بخلاف عن أبي جعفر - وقفا ووصلًا، والباقون بالهمز، وإذا وقف حمزة - أبدل

(5)

.

= والميم، فهو الأصل، إلا أن تغيير الهاء، مع الكسرة والياء، أقوى وأكثر وأشهر من تغيير الهمزة مع الياء والكسرة، وذلك لخفاء الهاء وجلادة الهمزة (النشر 2/ 342، غيث النفع ص 317 الكشف عن وجوه القراءات 1/ 379، السبعة ص 495).

(1)

قال ابن الجزرى:

يعقلوا (طـ) ـــــــــب (يـ) ــــــــاسر خلف

قرأ أبو عمرو {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} بياء الغيب لمناسبة {أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} و {أَهْلِهَا} ، واختلف عن السوسي فقطع له كثير من الأئمة بالغيب، وهو اختيار الداني وابن غلبون ومكي بن أبي طالب وابن شريح، وقطع له آخرون بالخطاب كابن سوار وأبى العلاء، وقطع له آخرون بالتخيير.

(2)

ووجه قراء التاء: أنهم ردوه على ما هو أقرب إليه من الخطاب في قوله: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ} . ورُوي عن أبى عمرو أنه خيّر فيه (النشر 2/ 342، غيث النفع ص 317، شرح طيبة: النشر 52/ 123، السبعة ص 495، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 175، زار المسير 6/ 234، وتفسير النسفي 3/ 243).

(3)

سبق بيانه قبل صفحتين.

(4)

سبق بيانه.

(5)

لأنه ساكن بعد محرك وليس لأبي جعفر خلاف كما ذكر المؤلف وإنما الإبدال قولًا واحدًا، ولعله أراد خلاف أبي عمرو، قال ابن الجزري:

إذا اعتمدت الوقف خفف همزة

توسطا أو طرفا لحمزة

فإن يسكن بالذي قبل ابدل

وقال عن الإبدال:=

ص: 152

قوله تعالى: {وَقِيلَ ادْعُوا} [64] قرأ هشام، والكسائي، ورويس: بضم القاف

(1)

، والباقون بكسرها.

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ} [71]{قُلْ أَرَأَيْتُمْ} [72] في الموضعين، قرأ نافع، وأبو جعفر: بتسهيل الهمزة بعد الراء، وروي عن ورش - أيضًا - إبدالها ألفًا، وقرأ الكسائي بحذفها

(2)

، وقرأ الباقون بالتحقيق، وإذا وقف حمزة - سهلها، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا

(3)

، وورش على أصله في نقل الحركة إلى الساكن قبلها، وكذا حمزة في الوقف على النقل والسكت وتركه.

قوله تعالى: {بِضِيَاءٍ} [71] قرأ قنبل بهمزة مفتوحة بعد الضاد

(4)

، والباقون بياء

= وكل همز ساكن أبدل حذا خلف

إلى قوله: والكل ثق

(1)

أي بالإشمام وهو عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {وَجِيءَ} و {وَحِيلَ} ، و {وَسِيقَ} و {سيء} (انظر: المبسوط ص 127، والغاية ص 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص 129).

(2)

إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد فتح فقرأه قالون وورش من طريق الأصبهاني وكذا أبو جعفر بالتسهيل بين بين في {أَرَأَيْتَ} حيث وقع بعد همزة الاستفهام نحو: {أَرَأَيْتُمْ} {أَرَأَيْتَكُمْ} {أَرَأَيْتَ} {أَفَرَأَيْتَ} واختلف عن ورش من طريق الأزرق فأبدلها بعضهم عنه ألفًا خالصة مع إشباع المد للساكنين وهو أحد الوجهين في الشاطبية والأشهر عنه التسهيل كالأصباني وعليه الجمهور وهو الأقيس وقرأ الكسائي بحذف الهمز في ذلك كله والباقون بالتحقيق وإذا وقف للأزرق في وجه البدل عليه وعلى نحوًا {أَرَأَيْتَ} وكذا {أَأَنْتَ} تعين التسهيل بين بين لئلا يجتمع ثلاث سواكن ظواهر ولا وجود له في كلام عربي وليس ذلك كالوقف على المشدد في نحو صواف الآية 36 لوجود الإدغام، قال ابن الجزري:

أريت كلا (ر) م وسهلها (مدا)

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 79، شرح طيبة النشر 4/ 287).

(3)

ليس له سوى التسهيل فقط لأنه همزة محرك هو محرك فهو يسهل بين بين وما ذكره المؤلف من الإبدال ألفًا فغير مقروء به.

(4)

قال ابن الجزري:

واهمز يضاهون ندا .... إلى قوله: ضياء زن

قرأ {ضِيَاءً} الآية 5 يونس والأنبياء: 48، والقصص: 71، قنبل بقلب الياء همزة وأولت على أنه مقلوب قدمت لامه التي هي همزة إلى موضع عينه وأخرت عينه التي هي واو إلى موضع اللام فوقعت الياء طرفًا بعد ألف زائدة فقلبت همزة على حد رداء، وحجته قوله تعالى:{رِئَاءَ النَّاسِ} و {ضئاء} ، جمع ضوء مثل بحر وبحار والأصل ضواء فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها فصارت ضياء كما تقول ميزان =

ص: 153

تحتية بعد الضاد، وهم على مراتبهم في المد المتصل

(1)

.

قوله تعالى: {فَبَغَى عَلَيْهِمْ} [76] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(2)

، وقرأ نافع بالإمالة بين بين - بخلاف عنه

(3)

. أي: وبالفتح والباقون بالفتح.

وقرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء، والباقون بالكسر

(4)

.

قوله تعالى: {لَتَنُوءُ} [76] يجوز فيه لحمزة، وهشام في الوقف: نقل الحركة إلى الواو، ثم تسكن للوقف، ويجوز رومها وإشمامها، ويجوز فيه الإبدال والإدغام على وجه إجراء الأصلي مجرى الزائد، ويسكن أو يرام أو يشم، ويجوز فيه حذف الهمزة اتباعًا للرسم

(5)

؛ فعلى هذا: تصير الواو من باب حرف مد قبل همزة مغير؛ فيجوز مدها وقصرها.

هذا كله كلام ابن أم قاسم رحمه الله.

قوله تعالى: {عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ} [78] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وابن كثير

= وميقات، وجائز أن يكون الضياء مصدرًا مثل الصوم والصيام والأصل صوام فقلبت الواو ياء تقول ضاء القمر بضوء ضوءًا وضياء كما نقول قام يقوم قيامًا.

(1)

حجة من لم يهمز وترك الياء قبل الألف على حالها: أنه أتى بالاسم على أصله ولم يقلب من حروفه شيئًا في موضع شيء، والياء بدل من واو "ضوء" لانكسار ما قبلها (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 512، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 309، السبعة ص 323، والتيسير ص 120).

(2)

سبق قريبًا.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

قرأ يعقوب وحمزة {عَلَيْهِمْ} و {إِلَيْهِمْ} و {لَدَيْهِمْ} بضم كسر الهاء في الثلاث حال وصله ووقفه، ويفهمان من إطلاقه إذا كانت لجمع مذكر ولم يتلها ساكن علم مما بعد، قال ابن الجزري:

عليهمو إليهمو لديهمو

بضم كسر الهاء (ظ) ــــــبي (فـ) ــــــــهم

(شرح طيبة النشر 2/ 52).

(5)

ذكر الشيخ البنا لفظ {لَتَنُوءُ} فقال بالنقل على القياس وبالإدغام على جعل الأصلي كالزائد، ويجوز عليهما الروم والإشمام فهي ستة أوجه، ولا يصح غيرها في النشر (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي 1/ 437).

ص: 154

- بخلاف عنه -: بفتح الياء في الوصل

(1)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} [78] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - في الوصل -: بكسر الهاء والميم، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف بضمهما، وقرأ الباقون بكسر الهاء وضم الميم

(2)

.

قوله تعالى: {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} {وَيْكَأَنَّهُ} [82] قرأ الأصبهاني - في الوصل - بتسهيل الهمزة؛ وكذا في الوقف. وافقه حمزة في الوقف دون الوصل

(3)

، وقرأ الباقون بالهمز وقفًا ووصلًا، وإذا وقف أبو عمرو وقف على الكاف، وإذا وقف الكسائي وقف على الياء

(4)

، وقد اختلف عن أبي عمرو، وعن الكسائي - بخلاف ذلك - بكلام طويل، يعني: أنهما يقفان على الكلمة كلها، لكن القوي ما تقدم. ووقف الباقون على النون وعلى الهاء، بلا خلاف.

(1)

اختلف القراء في خمسة وثلاثين موضعًا؛ فقرأ نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بفتح {عِنْدِي أَوَلَمْ} بالقصص الآية 78، واختلف فيها عن ابن كثير فروى جمهور المغاربة والمصريين منه الفتح من روايتيه وقطع جمهور العراقيين للبزي بالإسكان ولقنبل بالفتح والإسكان لقنبل من هذه الطرق عزيز لكن رواه عنه جماعة، وأطلق الخلاف عن ابن كثير الشاطبي والصفراوي وغيرهما وكذا في الطيبة قال في النشر: وكلاهما صحيح منه غير أن الفتح عن البزي ليس من طرق الشاطبية والتيسير وكذا الإسكان عن قنبل، قال ابن الجزري:

(مـ) ــــــــن (لـ) ـــــي الخلف عندي

(د) ونا خلف وعن كلهم تسكنا

(شرح طيبة النشر 3/ 264 - 271، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 145).

(2)

سبق قريبًا.

(3)

إذا جاءت الهمزة مفتوحة وقبلها مفتوح في كلمة فإن الأصبهاني يسهل الهمزة خاصة همز {لأَمْلأَنَّ} بالأعراف وهود والسجدة، وص، {وَاطْمَأَنُّوا بِهَا} بيونس {اطْمَأَنَّ بِهِ} بالحج، و {كَأَنْ لَمْ} و {كَأَنَّهُنَّ} و {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} و {كَأَنْ لَمْ تَكُنْ} و {كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا} ، و {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ} و {أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا} ، قال ابن الجزري:

وعنه سهل اطمأن وكأن

أخرى فأنت فأمن لأملأن

شرح طيبة النشر 2/ 287).

(4)

وذلك لقوله ابن الجزري:

وعن كل كما الرسم أجل

كذاك ويكأنه وويكأن

وقيل بالكاف (حـ) ـــــوى والياء (ر) ن

ص: 155

قوله تعالى: {لَخَسَفَ بِنَا} قرأ حفص، ويعقوب: بفتح الخاء والسين

(1)

، والباقون برفع الخاء وكسر السين

(2)

.

قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ} {وَمَنْ جَاءَ} [84] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم

(3)

، والباقون بالفتح.

وإذا وقف حمزة وهشام - أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر، ووقف الباقون بالهمز، وهم على مراتبهم في المد المتصل.

قوله تعالى: {قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ} [85] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بفتح الياء - في الوصل - والباقون بالإسكان

(4)

.

قوله تعالى: {بِالْهُدَى} [85]{أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ} [86] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(5)

.

(1)

قال ابن الجزري:

وخسف المجهول سم (عـ) ـــــن (ظـ) ــــــــبا

ووجه من قرأ بفتح الخاء والسين: أنه بناه للفاعل، لتقدم ذكره في قوله:{لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا} .

(2)

وحجة من قرأ بضم الخاء وكسر السين: أنه بناه على ما لم يسمّ فاعله (شرح طيبة النشر 5/ 125، النشر 2/ 342، المبسوط ص 341، الغاية ص 231، السبعة ص 495، معاني القرآن 2/ 312، تأويل مشكل القرآن 401، إيضاح الوقف والابتداء 94، كتاب سيبويه 1/ 338).

(3)

سبق بيان الخلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} {خَابَ} قبل صفحات قليلة.

(4)

سبق قريبًا.

(5)

هناك قاعدة مطردة؛ وهي أن حمزة والكسائي وخلف البزار أمالوا جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هولاء ألفات التأنيث كلها وهي زاندة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي مصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:

وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه

وفتحهُ وما بياء رسمه

ويندرج تحت قولها "وما بياء رسمه"{مُوسَى} و {وَعِيسَى} و {وَيَحْيَى} كما أمال الثلاثة كل ألف منقلبة عن ياء حيث وقعت في القرآن الكريم سواء كانت في الرسم أو فعل كموسى وعيسى ويحيى والأشقى والهدى، وأتى، وسعى إلخ وتعرف ذوات الياء من الأسماء بالتثنية، ومن الأفعال برد الفعل، وقد شاركهم أبو عمرو فيما كان على وزن فعلى مثلثة الفاء فأمالها إمالة صغرى بين بين، قال ابن الجزري:

وكيف فعلى مع رؤوس الآي (حـ) ـــــد خلف=

ص: 156

وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(1)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ} [86] قرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي - ورويس: بالإمالة محضة

(2)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [88]، قرأ يعقوب بفتح التاء الفوفية وكسر الجيم

(4)

، والباقون بضم التاء وفتح الجيم.

* * *

= والمراد برؤوس الآي عند ورش وأبي عمرو آي السور الإحدى عشر وهي "طه، النجم، القيامة، المعارج، النازعات، عبس، الأعلى، الشمس، الليل، الضحى، العلق"(النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ــــــف

وما به ها غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

(2)

وقد أغفل المصنف ذكر الخلاف عن ابن ذكوان في إمالة {الْكَافِرِينَ} فأمالها الصوري عنه، وفتحها الأخفش، قال ابن الجزري:

.... .... .....

وكيف كافرين (جـ) ــــاد وأمل

(تـ) ــــب (حـ) ــــــز (مـ) ـــــــنا خلف

(غـ) ــــــــــــــلا

ووجه الإمالة المحضة التناسب بين الألف وبين ترقيق الراء، وتنبيهًا على أن الكسرة توثر على غير الراء مع مجاورة أخرى ولزومها وكثرة الدور، ولهذا لم يطرد في الكافر وكافر والذاكرين.

(انظر إتحاف فضلاء البشر (ص 130) وابن مهران الأصبهاني في المبسوط (ص 112).

(3)

الصواب ورش من طريق الأزرق وحده دون الأصبهاني.

(4)

سبق بيان قراءة يعقوب هذه في جميع القرآن قبل عدة صفحات (وانظر: المستنير ص 127) النويري في شرح طيبة النشر 4/ 10، والنشر 2/ 208، والغاية في القراءات العشر ص 99).

ص: 157

‌الأوجه التي بين القصص والعنكبوت

وبين القصص والعنكبوت من قوله تعالى: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [القصص: 88] إلى قوله تعالى: {وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت: 2] ألف وجه، ومائتا وجه، واثنان وسبعون وجهًا، غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: مائة وجه واثنان وتسعون وجهًا.

ورش: سبعمائة وجه وعشرون وجهًا.

ابن كثير: ثمانية وأربعون وجهًا.

أبو عمرو: مائة وعشرون وجهًا منها مع البسملة ستة وتسعون وجهًا مندرجة مع قالون.

ابن عامر: ستون وجهًا.

عاصم: ثمانية وأربعون وجهًا.

خلف: ستة أوجه.

خلاد: ستة أوجه.

الكسائي: ثمانية وأربعون وجهًا مندرجة مع ابن عامر.

أبو جعفر: ثمانية وأربعون وجهًا.

يعقوب: مائتا وجه وأربعون وجهًا منها مائة وعشرون وجهًا مندرجة مع أبي عمرو.

خلف: ثلاثة أوجه مندرجة مع ابن عامر.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 158

(سُورَةُ العَنْكبُوتِ)

(1)

قوله تعالى: {الم} [1]{أَحَسِبَ النَّاسُ} [2] قرأ أبو جعفر بالسكت على "ألف" وعلى "لام" وعلى "ميم"

(2)

، وأما ورش فقرأ بنقل حركة الهمزة إلى الميم مع المد والقصر

(3)

، وقرأ خلف - عن سليم عن حمزة - بالسكت على الميم وتركه

(4)

.

قوله تعالى: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [5] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(5)

، والباقون بالضم.

(1)

هي سورة مكية وقيل مدنية وقيل إلا من أولها إلى {

الْمُنَافِقِينَ} وآيها تسع وستون آية (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 439).

(2)

يسكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواردة في فواتح السور جميعًا نحو {الم} {الر} {كهيعص} {طه} {طسم} ويلزم من سكته إظهار المدغم فيها والمخفي وقطع همزة الوصل بعدها. ووجه السكت: أنه يبين به أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست مؤتلفة. وفي كل منها سر من أسرار الله تعالى (انظر شرح طيبة النشر للنويري 2/ 335).

(3)

يجوز لكل القراء في ميم المد والقصر لتغير سبب المد، فيجوز الاعتداد بالعارض وعدمه، وكذا يجوز لورش النقل في {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ} الوجهان ورجح القصر من أجل ذهاب السكون بالحركة، وأما قول بعضهم: لو أخذ بالتوسط مراعاة لجانبي اللفظ والحكم لكان وجهًا؛ فممنوع لما حققه في النشر أنه لا يجوز التوسط فيما تغير فيه سبب المد كـ {الم الله} ، ويجوز فيما تغير فيه سبب القصر نحو {نستعين} وقفًا وذلك لأن المد في الأول هو الأصل ثم عرض تغير السبب والأصل أن لا يعتد بالعارض فمد لذلك وحيث اعتد بالعارض وقصر سكونه ضدًا للمد والقصر لا بتفاوت، وأما الثاني وهو {نستعين} وقفًا فالأصل فيه القصر لعدم الاعتداد بالعارض وهو سكون الوقف فإن اعتد به مد لكونه ضدًّا للقصر لكنه أعني المد يتفاوت طولًا وتوسطًا فأمكن التفاوت واطردت القاعدة المتقدمة (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 218).

(4)

ولخلاد أيضًا من طريق الطيبة.

(5)

سبق بيان ما في {وَهُوَ} {فَهُوَ} {وَهِيَ} {فَهِيَ} {لَهِيَ} من قراءة قبل صفحات قليلة (انظر المبسوط ص 128، إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).

ص: 159

قوله تعالى: {وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ} [10] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم

(1)

، والباقون بالفتح.

وإذا وقف حمزة وهشام - أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر.

قوله تعالى: {بِأَعْلَمَ بِمَا} [10] قرأ أبو عمرو، ويعقوب: بإسكان الميم وإخفائها عند الباء الموحدة - بخلاف عنهما - والباقون بالنصب.

قوله تعالى: {خَطَايَاكُمْ} {خَطَايَاهُمْ} [12] قرأ الكسائي بالإمالة محضة

(2)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(3)

، والباقون بالفتح.

قول تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ} [19] قرأ شعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالتاء الفوقية على الخطاب

(4)

.

(1)

سبق قريبًا وقد أغفل المصنف خلف هشام.

(2)

اختص الكسائي دون حمزة وخلف بإمالة {أَحْيَاكُمْ} {فَأَحْيَاكُمْ} {أَحْيَاهَا} حيث وقع إذا لم يكن مسبوقًا بالواو نحو {فَأَحْيَاكُمْ} ، أما المسبوق بالواو وسواء كان ماضيًا أم مضارعًا، فيتفق الثلاثة على إمالته نحو {أَمَاتَ وَأَحْيَا} نسق بالفاء، وبإمالة {خَطَايَانَا} حيث وقع، وبإمالة {حَقَّ تُقَاتِهِ} في آل عمران، {وَقَدْ هَدَانِ} في الأنعام، و {وَمَنْ عَصَانِي} في إبراهيم، و {أَنْسَانِيهُ} في الكهف، و {آتَانِيَ الْكِتَابَ} في مريم، و {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ} فيها، و {آتَانِيَ اللَّهُ} في النمل، {مَحْيَاهُمْ} في الجاثية، و [{دَحَاهَا} - {طَحَاهَا} - {تَلَاهَا}] و {سَجَى} ، قال ابن الجزري:

............ علي

أحيا بلا واو وعنه ميل

محياهمو تلا حطايا ودحا

تقاته مرضاة كيف جا (طـ) ـحا

(النشر 2/ 37، شرح طيبة النشر 3/ 65، 66)

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

ذكر المصنف أن شعبة يقرأ بالخطاب دون أن يبين أن له خلافًا في هذا الموضع مع أن الناظم قد ذكر ذلك في منظومته، وذكر ذلك البنا في الإتحاف فقال: واختلف عن شعبة فروى عنه يحيى بن آدم بالخطاب، وكذا يحيى بن أبي أمية، وروى عنه العليمي بالغيب، وكذا روى الأعشى عنه والبرجمي والكسائي وغيرهم.

قال ابن الجزري:

..................

...... يروا (فـ) ـعم

(روى) الخطاب والأخير (كـ) ـم (ظـ) ـرف

(فتى) تروا كيف (شفا) والخلف (صـ) ـف

وحجتهم في القراءة بالتاء: أنهم جعلوه خطابًا لجميع الخلق.=

ص: 160

والباقون بالياء التحتية على الغيبة

(1)

.

قوله تعالى: {النَّشْأَةَ} [20] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: بفتح الشين وألف بعدها وبعد الألف همزة مفتوحة

(2)

، وقرأ الباقون بإسكان الشين وهمزة مفتوحة بعد الشين

(3)

.

قوله تعالى: {فَأَنْجَاهُ اللَّهُ} [24] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(4)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(5)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مِنَ النَّارِ} [24] قرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي -: بالإمالة

= (النشر 2/ 304، المبسوط ص 264، شرح طيبة النشر 4/ 414، 415، التيسير ص 137، الغاية ص 188).

(1)

حجة من قرأ بالياء: أنهم ردّوه على لفظ الغيبة التي قبله، وذلك قوله:{أَنْ يَخْسِفَ} {أَوْ يَأْتِيَهُمُ} {أَوْ يَأْخُذَهُمْ} "45، 46، 47" ثم قال: {أَوَلَمْ يَرَوْا} فجرى الكلام على سنن واحد في الغيبة (النشر 2/ 304، المبسوط ص 264، شرح طيبة النشر 4/ 414، 415، التيسير ص 137، الغاية ص 188، والحجة في القراءات السبع 186، وزاد المسير 4/ 452، وتفسير النسفي 2/ 287).

(2)

قال ابن الجزري:

والنشأة امدد حيث جا (حـ) ـفظ (د) نا

قرأ المذكورون لفظ {النَّشْأَةَ} في العنكبوت والنجم والواقعة {النَّشَاءَةَ} بفتح الشين وألف بعدها، على أنه اسم مصدر؛ فالألف مقيس.

(3)

المد والهمز بعد الألف وعدم المد ولا ألف، لغتان كالرأفة والرّآفة والكأبة والكآبة. وقيل: النشأة بغير مد اسم المصدر كالعطاء، والنشاءة بالمد هو المصدر كالإعطاء يدل على المدّة الثانية في الخلق كالكرّة الثانية، فهو مصدر صدر عن غير لفظ "ينشى" ولو صدر عن لفظ "ينشى" لقال: الإنشاءة الآخرة، والتقدير فيه: ثم الله ينشى الأموال، فينشؤون النشأة الآخرة، فهو مثل قوله:{وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} [آل عمران: 37]، ومثل قوله:{وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: 8] ومثل قوله: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} [نوح: 17](شرح طيبة النشر 5/ 126، النشر 2/ 343، المبسوط ص 243، السبعة ص 498 حجة القراءات ص 550، التيسير ص 173، الغاية ص 231، زاد المسير 6/ 265).

(4)

سبق في أواخر السورة السابقة بيان ما في مثل هذه الإمالة (وانظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق منه فعنه.

ص: 161

محضة

(1)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(2)

، وقرأ قالون

(3)

وحمزة بالفتح وبين اللفظين

(4)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ} [25] قرأ ابن كثير، وحفص، ورويس - بخلاف عنه -: بإظهار الذال المعجمة عند التاء المثناة، والباقون بالإدغام

(5)

.

قوله تعالى: {مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ} [25] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ورويس {مَوَدَّةَ} بالرفع من غير تنوين، {بَيْنِكُمْ} بالخفض

(6)

، وقرأ حمزة، وحفص، وروح

(1)

وكذا ابن ذكوان بخلف عنه يوافقهم في إمالة كل ألف بعده راء مجرورة في الأسماء سواء كانت الألف أصلية أم زائدة ووجه الإمالة مناسبة الكسرة، واعتبرت الكسرة على الراء لمناسبة الإمالة والترقيق والتدقيق، واشترط تطرف الراء للقرب (شرح طيبة النشر 3/ 100، التيسير ص 51، النشر 2/ 54، الغاية ص 90).

(2)

يروى ذلك من طريق الأزرق عن ورش جميع الباب بين بين (انظر النشر 2/ 55، الإقناع 1/ 273).

(3)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم وهي {التَّوْرَاةَ} فله فيها الفتح والتقليل، قال ابن الجزري:

توراة (جـ) د والخلف فضل بجلا

وله الإمالة والفتح في لفظ {هَارٍ} ، قال ابن الجزري:

هار (صـ) ف (حـ) لا (ر) م (بـ) ن (مـ) لا

خلفهما

وله الفتح والتقليل في الياء من {يس} قال ابن الجزري:

وبين بين (فـ) ـي (أسف)

خلفهما

وكذلك الهاء والياء أول مريم {كهيعص} قال ابن الجزري:

و (إ) ذ ها يا اختلف

(4)

انفرد بذلك صاحب العنوان عن حمزة، ولذلك رواه عن أبي الحارث ليست من طرقنا ولا على شرطنا ولا يقرأ هذا الوجه عن حمزة إلا عن انفراده.

(انظر النشر 2/ 55، الإقناع 1/ 273).

(5)

كل ذال ساكنة يقع بعدها تاء متحركة يدغمها جميع القراء ويظهرها القراء المذكورون بأعلاه وهي قاعدة مطردة في جميع القرآن الكريم، قال ابن الجزري:

وفي أخذت واتخذت (عـ) ن (د) رى

والخلف (غـ) ـث

(انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 139).

(6)

قال ابن الجزرى:

مودة رفع (غـ) ـا (حبر)(ر) نا

وحجة من رفع وأضاف أنه جعل "ما" في قوله: {إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ} اسم إنّ، وأضمرها مع {اتَّخَذْتُمْ} تعود =

ص: 162

{مَوَدَّةَ} بالنصب من غير تنوين {بَيْنِكُمْ} بالخفض

(1)

، وقرأ الباقون {مودةً} بالنصب منوَّنة، {بينكم} بالنصب

(2)

.

قوله تعالى: {وَمَأْوَاكُمُ} [25] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(3)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(4)

، والباقون بالفتح. وأبدل الهمزة الساكنة ألفًا: أبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - ولم يبدلها ورش وإن وقف حمزة - أبدلها.

قوله تعالى: {إِلَى رَبِّي إِنَّهُ} [26] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء، والباقون بالإسكان

(5)

.

قوله تعالى: {النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ} [27] قرأ نافع: بالهمزة المفتوحة

(6)

.

والباقون بالواو المشددة

(7)

.

= على "ما" وجعل {مَوَدَّةَ} خبر إنّ. والتقدير: وقال إن الذين اتخذتموهم أوثانًا مودة بينِكم، فعَدّى {اتَّخَذْتُمْ} إلى مفعولين، على إضمار ما يجب له، فتكون المودُّة هي ما اتّخذوه أوثانًا، على الاتساع، وتحقيقه أن الذين اتخذتموهم أوثانًا ذوو مودة بينكم.

(1)

حجة من نصب وأضاف، أو لم يضف، أنه جعل "ما" كافة لـ"إنّ" عن العمل، فلم يحتج إلى إضمارها، وجعل "اتخذ" تعدّى إلى مفعول واحد، وهو {الْأَوْثَانِ} ونصب {مَوَدَّةَ} ، على أنه مفعول من أجله، أي اتخذتم الأوثان للمودة، والإضافة على الاتساع، والتنوين على الأصل، ونصب {بينَكم} على الظرف، أو على أنه صفة لـ {مَوَدَّةَ} (النشر 2/ 343، شرح طيبة النشر 5/ 126، الغاية ص 231، السبعة ص 500، التيسير ص 173).

(2)

قال ابن الجزري:

ونون انصب بينكم (عم)(صفا)

ووجه التنوين أنه الأصل، ونصب {بينَكم} على الظرف، أو صفة {مَوَدَّةَ} المضمومة.

(النشر 2/ 343، شرح طيبة النشر 5/ 126، الغاية ص 231، السبعة ص 500، التيسير ص 173، معاني القرآن 2/ 315، إيضاح الوقف والابتداء 313، 827، تفسير القرطبي 13/ 338).

(3)

سبق قريبًا.

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

سبق بيان ما في ياء الإضافة الواقعة قبل همزة القطع المكسورة قبل عدة صفحات بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 147).

(6)

وقد احتج من همز بأنه أتى به على الأصل؛ لأنه من النبأ الذي هو الخبر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مخبِرٌ عن الله، فهي تبنى على فعيل بمعنى فاعل؛ أي منبئ عن الله؛ أي مخبر عنه بالوحي.

(7)

ومعنى الكلمة مأخوذ من نبا ينبو إذا ارتفع، فيكون فعيلًا من الرفعة، والنبوة: الارتفاع، وإنما قيل للنبي=

ص: 163

قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ} [28]{إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ} [29] قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر، ويعقوب في الأول بالخبر، أي: بهمزة مكسورة بعدها نون مفتوحة مشددة، وقرأ الباقون فيه بالاستفهام، أي: بهمزة مفتوحة بعدها همزة مكسورة، إلا أن منهم من سهل الثانية، ومنهم من حققها: فأبو عمرو سهل الثانية، وأدخل بينها وبين الأولى ألفًا، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف: بتحقيقهما من غير إدخال بينهما، وأما الثاني: فالكل قرأوه بالاستفهام، فقرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، وأدخل بين الأولى والثانية ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر. وقرأ ورش، وابن كثير، ورويس: بغير إدخال بينهما

(1)

، وقرأ الباقون بتحقيقهما، وأدخل هشام بينهما ألفًا، واختلف عنه مع التحقيق فيهما.

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا} [31] قد ذكر إمالة الألف بعد الجيم قبيل. قرأ أبو عمرو {رُسُلُنَا} والذي بعده بإسكان السين

(2)

، والباقون بالرفع

(3)

.

قوله تعالى: {إِبْرَاهِيمَ} [31] قرأ هشام بألف بعد الهاء المفتوحة، والباقون بياء تحتية بعد الهاء المكسورة

(4)

.

= نبي لارتفاع منزلته وشرفه تشبيهًا له بالمكان المرتفع. وحجة من قرأ ذلك بدون همز: أن كل ما في القرآن من جميع ذلك على أفعلاء نحو: {أَنْبِيَاءَ اللَّهِ} (انظر حجة القراءات ص 99، النشر 1/ 400، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص 73، والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص 98).

(1)

سبق بيان المختلف فيه من الهمزة المكسورة بن الاستفهام والخبر قبل عدة صفحات (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 68).

(2)

يقرأ أبو عمرو {رُسُلُنَا} و {رُسُلُكُمْ} و {رُسُلُهُمْ} و {سُبُلَنَا} إذا كان بعد اللام حرفان بإسكان السين والباء حيث وقع وكذلك مذهبه في سبلنا فإذا كان بعد اللام حرف ضم السين مثل رسله وحجته أنه استثقل حركة بعد ضمتين لطول الكلمة وكثرة الحركات فأسكن السين والباء فإذا قصرت الكلمة لم يسكن السين (التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 85، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 225).

(3)

وحجتهم أن بناء فعول وفعيل على فعل بضم العين في كلام العرب ولم تدع ضرورة إلى إسكان الحرف فتركوا الكلمة على حق بنيتها (التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 85، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 225).

(4)

قرأ لفظ {إِبْرَاهِيمَ} ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان في ثلاثة وثلاثين موضعًا بالألف مكان الياء، وهذا الموضع منهم، قال ابن الجزري: =

ص: 164

قوله تعالى: {بِالْبُشْرَى} [31] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(1)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(2)

، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {لَنُنَجِّيَنَّهُ} [32] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وروح: بإسكان النون الثانية وإخفائها عند الجيم وتخفيف الجيم، وقرأ الباقون بفتحها وتشديد الجيم

(4)

.

= ويقرأ إبراهام ذي مع سورته

مع مريم النحل أخيرًا توبته

آخر الانعام وعنكبوت مع

أواخر النسا ثلاثة تبع

والذرو والشورى امتحان اولا

والنجم والحديد حاز الخلف لا

(1)

وكذا ابن ذكوان بخلف عنه يوافقهم في إمالة كل ألف بعد راء في فعل كاشترى وترى وأرى فأراه يفترى تتمارى يتوارى أو اسم للتأنيث كبشرى وذكرى وأسرى والقرى والنصارى وسكارى وأسارى إمالة كبرى وافقهم اليزيدي والأعمش، واختلف عن أبي عمرو وأبي بكر في {يَابُشْرَى} بيوسف: 19، فالفتح عن أبي عمرو رواية عامة أهل الأداء وبه قطع في التيسير (التيسير ص 46، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 107).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

ما ذكره المؤلف عن قالون هو كلام غير صحيح ولا يقرأ به من طريق النشر.

(4)

قرأ يعقوب باب ننجي كيف وقع سواء كان اسمًا أو فعلًا اتصل به ضمير أم بدي بنون أو ياء وهو أحد عشر موضعًا {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ} {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ} الآية 63 والآية 64 بعدها وفي يونس الآية 92 {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ} {نُنَجِّي رُسُلَنَا} و {نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ} الآية 103 وفي الحجر الآية 59 {إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ} وفي مريم الآية 72 {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} وفي العنكبوت الآية 32، 33 {لَنُنَجِّيَنَّهُ} و {إِنَّا مُنَجُّوكَ} وفي الزمر الآية 61 {وَيُنَجِّي اللَّهُ} وفي الصف الآية 10 {تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ} ؛ فقرأها كلها بتخفيف الكل إلا الزمر عن رويس، ووافقه بعض على بعض، فقرأ بتخفيف في {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ} نافع، وابن ذكوان، والبصريان، وابن كثير، وقرأ بتخفيف مريم يعقوب، والكسائي، وبتخفيف الزمر روح، والحجر وأول العنكبوت يعقوب وحمزة والكسائي وخلف، وثاني العنكبوت حمزة والكسائي وخلف وشعبة ويعقوب وابن كثير، وآخر يونس حفص ويعقوب والكسائي، وثقل الصف ابن عامر، وخففها الباقون، قال ابن الجزري:

وننجي الخف كيف وقعا

(ظـ) ـل وفي الثاني (ا) تل (مـ) ـن (حق) وفي

كاف (ظـ) ـبى (ر) ض تحت صاد (شـ) رف

والحجر أولى العنكبا (ظـ) ـلم (شفا)

والثان (صحبة)(ظـ) ـهير (د) لما

ويونس الأخرى (عـ) ـلا (ظـ) بى

(ر) عا وثقل (صـ) ـف (كـ) ـم

وحجتهم قوله {لئن أنجيتنا من هذه} ولم يقل نجيتنا.

(شرح طيبة النشر 4/ 256، النشر 2/ 258، المبسوط ص 195، إتحاف فضلاء البشر ص 265، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 255).

ص: 165

قوله تعالى: {سِيءَ بِهِمْ} [33] قرأ نافع، وابن عامر، والكسائي، وأبو جعفر، ورويس: بضم السين

(1)

، والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {وَضَاقَ بِهِمْ} [33] قرأ حمزة بإمالة الألف بعد الضاد محضة

(2)

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {إِنَّا مُنَجُّوكَ} قرأ ابن كثير، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف، وروح: بإسكان النون وإخفائها عند الجيم وبتخفيف الجيم، والباقون بفتح النون وتشديد الجيم

(3)

.

(1)

الإشمام عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {وَجِيءَ} و {وَحِيلَ} و {وَسِيقَ} و {سِيءَ} (انظر: المبسوط ص 127، والغاية ص 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص 129).

(2)

إذا أتى اللفظ الذي على ثلاثة أحرف من الأفعال العشرة وهي: {وَزَادَهُ} {زَاغَ} {جَاءَ} {شَاءَ} {طَابَ} {خَافَ} {خَابَ} {وَضَاقَ} {وَحَاقَ} فإن حمزة يميلها بشرط أن تكون أفعالًا ماضية معتلة العين والإمالة واقعة في وسطها، وسواء اتصلت هذه مع الأفعال بضمر أو لم تتصل، واختلف عن ابن عامر في [{وَزَادَهُ} - {خَابَ}] عن كل من راوييه، فأما هشام فروى عنه إمالة {وَزَادَهُ} الداجوني وفتحها الحلواني، واختلف عن الداجوني في {خاب} ، فأمالها عنه صاحب التجريد والروضة والمبهج وابن فارس وجماعة، وفتحها ابن سوار وأبو العز وآخرون، وأما ابن ذكوان؛ فروى عنه إمالة {خَابَ} الصوري وروى فتحها الأخفش، وأما {وَزَادَهُ} فلا خلاف عنه في إمالة الأولى {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} واختلف في غير الأولى فروى فيه الفتح وجهًا واحدًا صاحب العنوان وابن شريح والمهدوي ومكي وصاحب التذكرة وبه قرأ الداني على ابن غلبون، وروى الإمالة أبو العز في كتابيه، وصاحب التجريد والمستنير والمبهج والعراقيون وهي طريق الصوري والنقاش عن الأخفش وطريق التيسير وقد أفرد الإمام ابن الجزري فصلًا في إمالة الألف التي هي عين الفعل. قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة:

والثلاثي (فـ) ضلا

في خاف طاب ضاق حاق زاغ لا

زاغت وزاد خاب (كـ) ـم خلف (فـ) ـنا

وشاء جا (لـ) ـي خلفه (فتى)(مـ) ـنا

ووجه الإمالة: الدلالة على أصل الياءات، وحركة الواوي، ولما يؤول إليه عند البناء للمفعول، وإشعارًا بكسر الفاء مع الضمير.

(النشر 2/ 59، التيسير ص 50، التبصرة ص 373، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 1/ ص 230، الغاية ص 95).

(3)

سبق بيانه قبل صفحتين.

ص: 166

قوله تعالى: {إِنَّا مُنْزِلُونَ} [34] قرأ ابن عامر: بفتح النون وتشديد الزاي

(1)

، والباقون بإسكان النون وإخفائها عند الزاي وتخفيف الزاي.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ تَرَكْنَا} [35] لا خلاف في إدغام دال "قد" في التاء المثناة فوق

(2)

.

قوله تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ} [38] قرأ حفص، وحمزة، ويعقوب:"وثمود" بغير تنوين - في الوصل - وفي الوقف بغير ألف

(3)

وقرأ الباقون - في الوصل -: بالتنوين، وفي الوقف بالألف

(4)

.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ} [39] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي،

(1)

قال ابن الجزري:

واشددوا منزلين منزلون كبدوا

اختلف في {مُنْزَلِينَ} في آل عمران، و {مُنْزِلُونَ} بالعنكبوت: 34، فابن عامر بتشديد الزاي مع فتح النون، والباقون بالتخفيف مع سكون النون، وهما لغتان أو الأول من نزل والثاني من أنزل ولا خلاف في فتح الزاي هنا وكسرها في العنكبوت، وحجته قوله {لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا} وهما لغتان نزل وأنزل مثل كرم وأكرم.

(التيسير ص 90، السبعة ص 215، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 172، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 228).

(2)

سبق قريبًا.

(3)

من نون جعله اسمًا مذكرًا لحي أو رئيس، وحجتهم في ذلك المصحف، لأنهن مكتوبات في المصحف بالألف وزاد الكسائي عليهم حرفًا خامسًا وهو قوله {أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ} منونًا وقال: إنما أجريت الثاني لقربه من الأول لأنه استقبح أن ينون اسمًا واحدًا ويدع التنوين في آية واحدة ويخالف بين اللفظين وقد جود الكسائي فيما قال؛ لأن أبا عمرو سئل لم شددت قوله تعالى {قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً} وأنت تخفف ينزل في كل القرآن فقال لقربه من قوله {قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ} ، فإن سأل سائل فقال قوله {وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ} من موضع نصب فهلا نون كما نون سائر المنصوبات الجواب: أن هذا الحرف كتب في المصحف بغير ألف والاسم المنون إذا استقبله ألف ولام جاز ترك التنوين كقوله {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ} (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 345، شرح طيبة النشر 4/ 369، النشر 2/ 290، الغاية ص 175، معاني القرآن 2/ 20، إيضاح الوقف والابتدا ص 362).

(4)

قال النويري في شرح طيبة النشر (4/ 369): كل من نون وقف بألف ومن لم ينون وقف بغير ألف، وإن كانت مرسومة؛ فبذلك جاء النص عنهم باتفاق؛ إلا ما انفرد به أبو الربيع عن حفص عن عاصم أنه كان إذا وقف عليه وقف بالألف.

ص: 167

وخلف: بإدغام دال "قد" في الجيم

(1)

، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {أَوْهَنَ الْبُيُوتِ} [41] قرأ ورش، وأبو عمرو، وحفص، وأبو جعفر: بضم الباء الموحدة، والباقون بالكسر

(2)

.

قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ} [42] قرأ أبو عمرو، وعاصم، ويعقوب: بالياء التحتية

(3)

، والباقون بالتاء الفوقية

(4)

.

قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [42] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(5)

، والباقون بالضم.

(1)

علة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(2)

فيصير النطق {الْبُيُوتِ} هناك قاعدة مطردة في كل القرآن، وهي: أن لفظ {الْبُيُوتِ} معرفًا، ومنكرًا، ومضافًا وغير مضاف، قرأه المذكورون بكسر الباء.

قال ابن الجزري:

بيوت كيف جا

بكسر الضم (كـ) ـم (د) ن (صحبة)(بـ) ـلا

ووجه هؤلاء قراءتهم بأنهم أتوا بالكسرة مناسبة للياء استثقالًا لضم الياء بعد ضمة وهي لغة معروفة ثابتة ومروية.

(شرح طيبة النشر 4/ 94، المبسوط ص 143، السبعة ص 177، النشر 2/ 226، التيسير ص 80، كتاب سيبويه 2/ 305، تفسير ابن كثير 1/ 277).

(3)

قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وحفص وخلف لفظ {يَدْعُونَ} في أول موضعي الحج، ولقمان بياء الغيب، وقرأ يعقوب اللفظ الأخير من الحج والعنكبوت، ووافقه عاصم والبصريان في حرف العنكبوت، قال ابن الجزري:

........ يدعو كلقمان (حما)

(صحب) والاخرى (ظـ) ـن عنكبا (نـ) ـما

(حما)

وحجة من قرأ بالياء أنه حمله على لفظ الغيبة لأن بعده "يكادون ويسطون" بلفظ الغيبة.

(4)

وحجة من قرأ بالتاء أنه حمله على الخطاب لأن بعده {يَاأَيُّهَا النَّاسُ} وهو أقرب إليه، والمنادى مخاطب (شرح طيبة النشر 5/ 72، النشر 2/ 327، الغاية ص 215، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 125، السبعة ص 440، غيث النفع ص 297).

(5)

سبق بيان حكم سكون الهاء إذا كان قبلها واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن [{وَهُوَ} و {فَهُوَ} {وَهِيَ} و {فَهِيَ} و {لَهِيَ}] قبل عدة صفحات (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).=

ص: 168

قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى} [45] قرأ أبو عمرو، ويعقوب: بإدغام التاء في التاء - بخلاف عنهما

(1)

.

وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(2)

، وقرأ نافع، بالفتح، وبين اللفظين

(3)

.

قوله تعالى: {آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ} [50] قرأ ابن كثير، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف: بغير ألف بعد الياء التحتية على الإفراد

(4)

، وقرأ الباقون بالألف على الجمع

(5)

.

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا} [51] قرأ رويس بضم الهاء

(6)

.

(1)

أدغم أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوصًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله ساكن غير متين إلا قوله {قَالَ رَبِّ} و {كَادَ يَزِيغُ} و {الصَّلَاةَ طَرَفَيِ} و {بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} فإنه يدغمها، قال ابن الجزري:

إذا التقى خطامحر كان

مثلان جنسان مقاربان

أدغم بخلف الدوري والسوسي معا

لكن بوجه الهمز والمد امنعا

وقال أيضا:

وقيل عن يعقوب ما لابن العلا

(الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

(2)

سبق قريبًا.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

قال ابن الجزري:

آيات التوحيد (صحبة)(د) فا

ووجه القراءة بالتوحيد: أن الواحد، في هذا النوع، يدل على الجمع، وقد أجمعوا على التوحيد في قوله:{فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ} [الأنبياء: 5]، و {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ} [يونس: 20] فهو مثله.

(5)

وحجة من قرأ بالجمع: أنه جعله على الأصل، لأنهم اقترحوا آيات تنزل عليهم، ودليله أن بعده في الجواب {إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ} . فدل هذا على أنهم اقترحوا آيات، إذ أتى الجواب بالجمع، يدلّ على أن سؤالهم كان بآيات، وأيضًا فإنها في المصحف بالتاء، فدل ذلك على أنه جمع. إذ لو كان على التوحيد لكان بالهاء، فقويت القراءةُ بالجمع (النشر 2/ 343، شرح طيبة النشر 5/ 127، السبعة ص 5401، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 180، التيسير 174، زاد المسير 6/ 279، تفسير النسفي 3/ 261).

(6)

اختلف في ضم الهاء وكسرها من {عَلَيْهِمْ} {إِلَيْهِمْ} {لَدَيْهِمْ} {عَلَيْهَا} {إليهما {فِيهِمَا} {عَلَيْهِنَّ} {إِلَيْهِنَّ} {فِيهِنَّ} {صَيَاصِيهِمْ} {بِجَنَّتَيْهِمْ} {تَرْمِيهِمْ} {وَمَا نُرِيهِمْ} {بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ} وما يشبه ذلك من ضمير التثنية والجمع مذكرًا أو مؤنثًا، فحمزة وكذا يعقوب من {عَلَيْهِمُ} {إِلَيْهِمُ} و {لَدَيهُم} الثلاثة فقط حيث أتت بضم الهاء على الأصل لأن الهاء لما كانت ضعيفة لخفائها خصت بأقوى الحركات ولذا تضم =

ص: 169

قوله تعالى: {يُتْلَى عَلَيْهِمْ} [51] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(1)

، وقرأ نافع، بالفتح وبين اللفظين

(2)

، والباقون بالفتح.

وضم الهاء من {عَلَيْهِمْ} : حمزة، وخلف، ويعقوب

(3)

، والباقون بكسرها.

قوله تعالى: {وَذِكْرَى} [51] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(4)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(5)

، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(6)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَيَقُولُ ذُوقُوا} [55] قرأ نافع، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالياء التحتية

(7)

، والباقون بالنون

(8)

.

= مبتدأة، وزاد يعقوب فقرأ جميع ما ذكر وما شابهه مما قبل الهاء ياء ساكنة بضم الهاء أيضًا، وهذا كله إذا كانت الياء موجودة فإن زالت لعلة جزم نحو {وَإِنْ يَأْتِهِمْ {وَيُخْزِهِمْ} {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ} أو بناء نحو {فَاسْتَفْتِهِمْ} فرويس وحده بضم الهاء في ذلك كله إلا قوله تعالى {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ} بالأنفال، فإنه وكسرها من غير خلف، واختلف عنه في {وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ} بالحجر، و {يُغْنِهِمُ اللَّهُ} في النور {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ} {وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} موضعي غافر.

قال ابن الجزري:

وبعد ياء سكنت لا مفردًا

ظاهر وإن تزل كتخذهم (غـ) ـــدا

(إتحاف فضلاء البشر ص 164).

(1)

سبق قريبًا.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

سبق قبل أسطر قليلة.

(4)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق توضيح ما في هذه الكلمة ومثيلاتها قبل عدة صفحات (وانظر: شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، التيسير ص 46، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 107).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(6)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.

(7)

قال ابن الجزري:

نقول بعد اليا (كفى)(1) تل

ووجه القراءة بالياء: أنها على الإخبار عن الله، لأن قبله:{قُلْ كَفَى بِاللَّهِ} [العنكبوت: 52] وقوله: {وَكَفَرُوا بِاللَّهِ} ، فذلك أقرب إليه من غيره، ويجوز أن يكون إخبارًا عن قول المُوَكَّل بعذابهم لهم، فالتقدير: ويقول الموكّل بعذابهم لهم.

(8)

وحجة من قرأ بالنون: أنه جعلها على الإخبار من الله تعالى عن نفسه، لأن كل شيء لا يكون إلا بأمره، =

ص: 170

قوله تعالى: {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا} [56] قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الباء، والباقون بالإسكان

(1)

.

قوله تعالى: {إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ} [56] قرأ ابن عامر - في الوصل -: بفتح الياء، والباقون بالإسكان

(2)

.

قرأ يعقوب: {فَاعْبُدُونِ} [56]

(3)

.

قوله تعالى: {ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [57] قرأ شعبة بالياء التحتية

(4)

، والباقون بالتاء

= فنسب الفعل إلى نفسه، وإن كان تعالى ذكره لا يُكلّمهم، إنّما تكلمهم الملائكة عن أمره ومشيئته، فنسب الفعل إليه لمّا كانت الملائكة لا تُكلمهم إلا عن أمره وإرادته. والياء أحبّ إليّ، لأن المعنى عليه، إذ القائل لهم هذا القول غير الله جل ذكره، وأيضًا فإن قبله إخبارًا عن الله جل ذكره، في قوله:{أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ} [العنكبوت: 51] وبعده قوله: {ثُمَّ إِلَيْنَا} [العنكبوت: 57]، و {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} [العنكبوت: 58]، فحمل على ما قبله وما بعده من الإخبار عن الله جل ذكره (النشر 2/ 343، المبسوط ص 3454، شرح طيبة النشر 5/ 128، السبعة ص 501، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 180، زاد المسير 6/ 279، وتفسير النسفي 3/ 261).

(1)

إذا جاء بعد الياء همزة الوصل المصاحبة للام - والواقع منها اثنان وثلاثون - فإن حمزة يسكنها كلها حمزة على أصله، وسكن ابن عامر موافقة لحمزة {عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ} بالأعراف: 146، وسكن حفص كذلك {عَهْدِي الظَّالِمِينَ} بالبقرة: 124، وسكن ابن عامر وحمزة والكسائي وكذا روح كذلك {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ} بالعنكبوت: 56، والزمر: 53، قال ابن الجزري:

وعند لام العرف أربع عشرت

ربي الذي حرم ربي مسني

الآخران آتان مع أهلكني

أرادني عبادي الأنبيا سبا

إلى أن قال:

وفي الندا (حما)(شفا) عهدي (عـ) سى

(فـ) ـــوز وآياتي اسكنن (فـ) ـــي (كـ) سا

(فـ) ـــز لعباد

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 148).

(2)

سبق قريبًا.

(3)

اختص ابن عامر بفتح ياء الإضافة هنا وفي {صِرَاطِي} في سورة الأنعام قال ابن الجزري:

أرضي صراطي (كـ) ـــم

(4)

قال ابن الجزري: =

ص: 171

الفوقية

(1)

.

وقرأ يعقوب بفتح التاء وكسر الجيم

(2)

، والباقون بضم التاء وفتح الجيم.

قوله تعالى: {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} [58] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بعد النون الأولى بثاء مثلثة ساكنة وبتخفيف الواو وبعد الواو ياء تحتية مفتوحة

(3)

، وقرأ الباقون موضع الثاء المثلثة باء موحدة مفتوحة، وتشديد الواو وبعد الواو همزة مفتوحة

(4)

.

وأبو جعفر على أصله يبدل الهمزة ياء خالصة

(5)

.

قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ} [60] قرأ ابن كثير، وأبو جعفر: بألف بعد الكاف، وبعد الألف همزة مكسورة، إلا أن أبا جعفر يسهل الهمزة وقفًا ووصلًا، وابن كثير يحققها وقفًا ووصلًا.

وقرأ الباقون بهمزة مفتوحة بعد الكاف، هذا في حال الوقف والوصل لمن ذكر.

= ............ يرجعوا

(صـ) ـــدر وتحت (صـ) ـــفو (حـ) ـــلو (شـ) ـــرعوا

ووجه قراءة من قرأ بالياء، حمَلَه على لفظ الغيبة في قوله:{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} ، وجمع حملًا على معنى {كُلُّ} .

(1)

ووجه قراءة التاء: أنها على معنى الخروج من الغيبة إلى الخطاب، كقوله:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [الفاتحة: 5] بعد قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} (النشر 2/ 344، شرح طيبة النشر 5/ 128، السبعة ص 502).

(2)

وقراءة يعقوب هذه في جميع القرآن بفتح حرف المضارعة ووكسر الجيم، من رجع اللازم سواء كان من رجوع الآخرة نحو {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} و {وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ} وسواء كان غيبًا أو خطابًا وكذلك {تُرْجَعُ الْأُمُورُ} و {يُرْجَعُ الْأَمْرُ} وقد وافقه أبو عمرو في قوله تعالى:{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة: 281] وإليه أشار ابن الجزري بقوله: وذو يوم حما (انظر: المستنير ص 127، النويري في شرح طيبة النشر 4/ 10، والنشر 2/ 208، والغاية في القراءات العشر ص 99).

(3)

قال ابن الجزري:

لنثوين الباء ثلث مبدلا (شفا)

ووجه قراءتهم: بالثاء والنون، من غير همز: أنهم جعلوها مِن الثَّواء، وهو الإقامة في الجنة، و"في" محذوفة من "غرف". وقرأ الباقون بالياء والهمز، من التَّبَوُّءِ، وهو الإقامة أيضًا، وقيل: هو الإنزال.

(4)

وحجة من قرأ بالياء والهمز: أنهم جعلوه من التَّبَوُّءِ، وهو الإقامة أيضًا، وقيل: هو الإنزال (النشر 2/ 344، شرح طيبة النشر 5/ 128، السبعة ص 5402).

(5)

إذا وقعت الهمزة مفتوحة بعد مكسور فقرأها أبو جعفر بالإبدال ياء في {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} بالنحل: 26، والعنكبوت:58. (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر - الدمياطي ج 1/ ص 78).

ص: 172

وأما الباقون في حال الوقف: فوقف أبو عمرو، ويعقوب على الياء، أي:"وكأي"، ووقف الباقون على النون، أي {وَكَأَيِّنْ} ، وحمزة في الوقف يسهل الهمزة، والباقون يحققون

(1)

.

قوله تعالى: {فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ} [63] قرأ الكسائي بالإمالة محضة

(2)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {إِلَّا لَهْوٌ} [64] قرأ الجميع بإسكان الهاء، لأن اللام من أصل الكلمة.

قوله تعالى: {لَهِيَ الْحَيَوَانُ} [64] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي،

(1)

اتفقوا على رسم نون التأكيد الخفيفة ألفًا في {وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ} و {لَنَسْفَعًا} يوسف: 32، العلق: 15، وكذا نون إذًا عاملة ومهملة ألفًا نحو {فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ} {إِذًا لأَذَقْنَاكَ} {وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ} وعلى رسم {وَكَأَيِّنْ} بنون حيث وقعت نحو {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ} {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ} ، وحجته قول الشاعر:

وكائن بالأباطح من صديق

يراني لو أصبت هو المصابا

وكان أبو عمرو يقف على "وكأي" على الياء في قول عبيد الله بن محمد عن أخيه وعمه عن اليزيدي عن أبي عمرو وقال بعض علمائنا: كأنهم ذهبوا إلى أنها كانت في الأصل أي مشددة زيدت عليها كاف والباقون يقفون {وَكَأَيِّنْ} بالنون: وحجتهم: أن النون أثبتت في المصاحف للتنوين الذي في أي ونون التنوين لم يثبت في القرآن إلا في هذا الحرف، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَل} بضم القاف وكسر التاء أي وكم من نبي قتل قبل محمد صلى الله عليه وسلم ومعه ربيون كثير وحجتهم أن ذلك أنزل معاتبة لمن أدبر عن القتال يوم أحد إذ صاح الصائح قتل محمد صلى الله عليه وسلم فلما تراجعوا كان اعتذارهم أن قالوا سمعنا قتل محمد فأنزل الله {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ} ثم قال بعد ذلك: وكأين من نبي قتل معه ربيون كثير أي جموع كثير فما تضعضع الجموع وما وهنوا لكن قاتلوا وصبروا فكذلك أنتم كان يجب عليكم ألا تهنوا لو قتل نبيكم فكيف ولم يقتل. قال ابن الجزري:

(ثـ) ـــل (د) م

كائن في كأين (ثـ) ـــل (د) م

وقال عن تسهيل أبي جعفر:

وفي كائن وإسرائيل (ثـ) ـــل (د) م

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج 1/ ص 22، حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 175).

(2)

سبق بيان قراءة الكسائي دون حمزة وخلف في الإمالة {أَحْيَاكُمْ} {فَأَحْيَاكُمْ} {أَحْيَاهَا} قبل صفحات قليلة (وانظر: النشر 2/ 37، شرح طيبة النشر 3/ 65، 66).

(3)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

ص: 173

وأبو جعفر: بإسكان الهاء، والباقون بالكسر

(1)

.

قوله تعالى: {وَلِيَتَمَتَّعُوا} [66] قرأ قالون، وابن كثير، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإسكان اللام

(2)

، والباقون بكسرها

(3)

.

قوله تعالى: {سُبُلَنَا} [69] قرأ أبو عمرو: بإسكان الباء الموحدة

(4)

، والباقون بالرفع.

* * *

(1)

سبق قريبًا.

(2)

قال ابن الجزري:

وسكن كسر ول (شفا)(بـ) ـــلا

ووجه قراءة من قرأ بكسر اللام: على أنها لام "كي" النشر 2/ 344، شرح طيبة النشر 5/ 128، السبعة ص 5402، إعراب القرآن 2/ 574).

(3)

ووجه من قرأ بالإسكان: أنه على أنها لام الأمر، ففي الكلام معنى التهدد والوعيد، ولا يحسن أن تكون اللام في قراءة من أسكن لام كي، لأن لام كي لا تسكن (النشر 2/ 344، شرح طيبة النشر 5/ 128).

(4)

سبق بيان قراءة أبي عمرو لـ {رُسُلُنَا} و {رُسُلُكُمْ} و {رُسُلُهُمْ} و {سُبُلَنَا} قبل صفحات قليلة (التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 85، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 225).

ص: 174

‌الأوجه التي بين العنكبوت والروم

من قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا} [69] إلى قوله تعالى: {فِي بِضْعِ سِنِينَ} [الروم: 4] ستمائة وجه، وثمانية وسبعون وجهًا غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: مائة وجه واثنان وتسعون وجهًا.

ورش: ستون وجهًا.

ابن كثير: ثمانية وأربعون وجهًا مندرجة مع قالون.

أبو عمرو: مائة وعشرون وجهًا.

ابن عامر: ستون وجهًا.

عاصم: ثمانية وأربعون وجهًا.

خلف: ثلاثة أوجه.

خلاد: ستة أوجه، منها ثلاثة مندرجة مع خلف.

الكسائي: ثمانية وأربعون وجهًا مندرجة مع ابن عامر.

أبو جعفر: ثمانية وأربعون وجهًا.

يعقوب: مائتا وجه وأربعون وجهًا، منها ستة وتسعون مندرجة مع ابن عامر.

أبو جعفر: ثمانية وأربعون وجهًا.

يعقوب: مائتا وجه وأربعون وجهًا، منها ستة وتسعون مندرجة مع قالون. مندرجة مع ابن عامر. ثلاثة أوجه خلف.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 175

(سُورة الرُّوم)

(1)

قوله تعالى: {لم} [1] قرأ أبو جعفر بالسكت على (ألف) وعلى "لام" وعلى "ميم"، والباقون بغير سكت

(2)

.

قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [5] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(3)

، والباقون بالرفع.

قوله تعالى: {وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ} [9] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم محضة

(4)

، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة - سهل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر، وقرأ أبو عمرو {رُسُلُهُمْ} بإسكان السين

(5)

، والباقون بالرفع.

قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ} [10] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو،

(1)

هي سورة مكية وآياتها تسع وخمسون مكي ومدني أخبر وستون في الباقي (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 443).

(2)

انظر سورة العنكبوت.

(3)

وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو لاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء نقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وَهُوَ} وكسرتان وضمة في {وَهِيَ} فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).

(4)

سبق توضيح الخلاف عن هشام {شَاءَ} ، {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} و {خَابَ} .

(5)

يقرأ أبو عمرو {رُسُلُنَا} و {رُسُلُكُمْ} و {رُسُلُهُمْ} و {سُبُلَنَا} إذا كان بعد اللام حرفان بإسكان السين والباء حيث وقع وسبق أن شرحنا ذلك بتفصيله (وانظر: التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 85) حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 225).

ص: 176

وأبو جعفر، ويعقوب: برفع التاء

(1)

، والباقون بالنصب

(2)

.

قوله تعالى: {أَسَاءُوا السُّوأَى} [10] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(3)

، وقرأ أبو عمرو بالإمالة بين بين

(4)

، وقرأ نافع بالفتح وبين

(1)

قال ابن الجزري:

........... ثان عاقبة رفعها (سما)

حجة من رفع {عَاقِبَةَ} ، وهو الاختيار، أنّه جعل {وَالْعَاقِبَةُ} اسم كان، والخبر {السُّوأَى} و {أَنْ كَذَّبُوا} ، والتقدير، إذا جعلت {السُّوأَى} الخبر، ثم كان مصير السيئين السّوأى من أجل أن كذبوا، أي: كان مصيرهم دخول جهنم، وذكّر الفعل حملًا على المعنى، لأن العاقبة والمصير سواء في المعنى. وأيضا فإن تأنيث {وَالْعَاقِبَةُ} غير حقيقي، لأنه مصدر، وأيضًا فإن {وَالْعَاقِبَةُ} لما كانت في المعنى هي دخول جهنّم، لأن الخبر هو الاسم في المعنى حمَلَ التذكير على تذكير الدخول كالأول، فإن جعلت {أَنْ كَذَّبُوا} هو الخبر حملتَ تذكير الفعل على تذكير التكذيب، لأنه هو اسم كان في المعنى، إذ اسمها هو خبرها في المعنى كالابتداء والخبر، فإذا جعلت {أَنْ كَذَّبُوا} هو الخبر كان التقدير. ثم كان مصير الذين أساءوا إساءة، للتكذيب لِما جاء به محمد عليه السلام.

(النشر 2/ 344، شرح طيبة النشر 5/ 131، المبسوط ص 348، السبعة ص 506، إعراب القرآن 2/ 582).

(2)

وحجة من قرأ بالنصب أنه جعل {عَاقِبَةُ} خبر {كَانَ} مقدّمًا على اسمها، واسمها {السُّوأَى} ، تقديره: ثم كانت السُّوأى عاقبة الذين، و {السُّوأَى} جهنم أعاذنا الله منها، أي: ثم كان دخول جهنم عاقبة الذين كفروا من أجل أن كذبوا، فيذَكّر الفعل لتذكير الدخول الذي هو اسم كان على الحقيقة، ويجوز أن يكون اسم كان {أَنْ كَذَّبُوا} ، ويكون {السُّوأَى} مصدرًا كالرُّجعى والبُشرى، ويكون التقدير: ثم كان التكذيب عاقبة الذبن أساءوا إساءة، فيذكر الفعل لتذكير التكذيب الذي هو اسم كان (النشر 2/ 344، شرح طيبة النشر 5/ 131، المبسوط ص 348، السبعة ص 506، إعراب القرآن 2/ 582، زاد المسير 6/ 291، وتفسير ابن كثير 3/ 427، وتفسير النسفي 3/ 267).

(3)

هناك قاعدة مطردة؛ وهي أن حمزة والكسائي وخلف البزار أمالوا جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:

وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه

وفتحهُ وما بياء رسمه

(النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(4)

أراد المؤلف من قوله: وأمال أبو عمرو بين بين التقليل وهو الإمالة الصغرى وقد يعبر عنها بلفظ بين بين، أو بين اللفظين، وكثيرًا ما يذكر المؤلف هذه العبارة عند ذكره للتقليل عن الأزرق أو أبي عمرو مما يوهم القارئ أن المراد بقوله بين بين شيء، والمراد بقوله بين اللفظين شيء آخر، وليس الأمر كذلك بل هي =

ص: 177

اللفظين

(1)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ} [10] قرأ أبو جعفر بنقل حركة الهمزة إلى الزاي، وحذف الهمزة

(2)

، وورش على أصله في الهمزة بالمد والتوسُّط والقصر وصلًا ووقفًا، وإذا وقف حمزة - فله ثلاثة أوجه صحيحة، وهي: تسهيل الهمزة بين بين، وإبدالها ياء خالصة، ونقل حركتها إلى الزاي؛ كأبي جعفر، وله - أيضًا - وجهان مهملان أي: ضعيفان، وهما: أن يضم قبل الهمزة، وأن يكسره قبلها مع حذفها، وأما في حال الوصل: فهو كالجماعة، وهم: بكسر الزاي، وضم الهمزة ممدودة، وضم بقدر واو واحدة.

قوله تعالى: {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [11] قرأ أبو عمرو، وشعبة، وروح: بالياء التحتية

(3)

، والباقون بالتاء الفوقية

(4)

.

ويعقوب على أصله بفتح تاء المضارعة ووكسر الجيم

(5)

، والحاق هاء السكت بعد

= ألفاظ مترادفة كلها بمعنى واحد.

(1)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق فقط (انظر إتحاف فضلاء البشر ص 137).

(2)

قال النويري في شرح طيبة النشر (2/ 290) اختص أبو جعفر بحذف كل همز مضموم قبل كسر وبعدها واو نحو [{مُتَّكِئِينَ}، {وَالصَّابِئِينَ}، {الْمُسْتَهْزِئِينَ}] قال ابن الجزري:

خلفا ومتكين مستهزين (ثـ) ـــل

(وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 78، التيسير ص 78، السبعة ص 174).

(3)

قال ابن الجزري:

يرجعوا (صـ) ـــدر وتحت صفو (حـ) ــــلو (شـ) ــــرعوا

ووجه قراءة من قرأ بالياء، حمَلَه على لفظ الغيبة في قوله {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} ، وجمع حملًا على معنى {كُلُّ} .

(النشر 2/ 344، شرح طيبة النشر 5/ 128، السبعة ص 5402).

(4)

وجه قراءة التاء: أنها على معنى الخروج من الغيبة إلى الخطاب، كقوله:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [الفاتحة: 5]، بعد قوله:{الْحَمْدُ لِلَّهِ} (النشر 2/ 344، شرح طيبة النشر 5/ 128، السبعة ص 5402).

(5)

وقراءة يعقوب هذه في جميع القرآن بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم، من رجع اللازم سواء كان من رجوع الآخرة نحو {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} و {يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ} وسواء كان غيبًا أو خطابًا وكذلك {تُرْجَعُ الْأُمُورُ} {يُرْجَعُ الْأَمْرُ} وقد وافقه أبو عمرو في قوله تعالى:{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة: 281]، وإليه أشار ابن الجزري بقوله: =

ص: 178

النون، بخلاف عنه

(1)

.

قوله تعالى: {بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ} [13] قرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي - ورويس: بالإمالة محضة

(2)

، وورش بالإمالة بين بين

(3)

، واختلف عن ابن ذكوان بين الفتح وبين اللفظين، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} [19] قرأ نافع، وحفص، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، ويعقوب: بتشديد الياء التحتية فيهما

(4)

. والباقون بالتخفيف

(5)

.

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} [19] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وابن ذكوان - بخلاف عنه -: بفتح التاء الفوقية وضم الراء

(6)

، والباقون بضم التاء وفتح

= وذو يوم حما

(انظر: المستنير ص 127) النويري في شرح طيبة النشر 4/ 10، والنشر 2/ 208، والغاية في القراءات العشر ص 99).

(1)

هذا خطأ وقع فيه المؤلف؛ فيعقوب لا يلحق هاء السكت بالأفعال.

(2)

سبق بيان ذلك بتفصيله قبل صفحات قليلة (وانظر إتحاف فضلاء البشر ص 130).

(3)

والصواب ورش من طريق الأزرق وحده دون الأصبهاني.

(4)

والحجة لمن شدد أن الأصل فيه عند الفراء مويت وعند سببويه ميوت فلما اجتمعت الواو والياء والسابق منهما ساكن قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء فالتشديد لأجل ذلك ومثله صيب وسيد وهين ولين، والحجة لمن خفف أنه كره الجمع بين ياءين (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ ص 107).

(5)

فيصير النطق "من المَيت"(السبعة 1/ 203، التيسير 1/ 105، الحجة لابن زنجلة 1/ 159).

(6)

قال ابن الجزري:

فافتح وضم الرا (شفا) ظل ملا

وزخرف (مـ) ـــــــــــن (شفا) وأولا

روم (شفا)(مـ) ـــــــــن خلفه الجاثية (شفا)

قرأ حمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان ويعقوب {وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25) يَا بَنِي آدَمَ} بالأعراف بفتح التاء وضم الراء، وقرأ ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف {بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} كذلك، كما قرأ حمزة والكسائي وخلف {تُخْرَجُونَ (15) وَمِنْ آيَاتِهِ} كالقراءة السابقة واختلف عن ابن ذكوان فروى الطبري والفارسي عن النقاش عن الأخفش عنه كذلك، وبذلك قرأ أبو عمرو الداني على الفارسي عن النقاش، ولم يصرح به في التيسير هكذا، ولا ينبغي أن يأخذ بسواه، وروى عن ابن ذكوان سائر الرواة من سائر الطرق حرف الروم بضم التاء وفتح الراء، وكذلك قرأ ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف {فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا} . =

ص: 179

الراء

(1)

.

قوله تعالى: {لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} [22] قرأ حفص بكسر اللام قبل الميم

(2)

، والباقون بفتحها

(3)

.

قوله تعالى: {وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ} [24] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب: بإسكان النون وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون وتشديد الزاي

(4)

.

= ووجه الفتح بناء الفعل للفاعل على حد {إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ} (شرح طيبة النشر 4/ 291، النشر 2/ 267، المبسوط ص 207).

(1)

ووجه الضم بناؤه للمفعول وإسناده في الأصل إلى الله تعالى على حد {وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا} (شرح طيبة النشر 4/ 291، النشر 2/ 267، المبسوط ص 207).

(2)

قال ابن الجزري:

للعالمين اكسر (عـ) ـــــــــــدا

وحجة من كسر أنّه جعله جمع {عَالِمُ} وهو ذو العلم، خَصّ بالآيات العلماء، لأنهم أهل النظر والاستنباط والاعتبار دون الجاهلين الذين هم في غفلة وسهو عن تدبر الآيات والتفكّر فيها، دليله قوله تعالى:{وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: 43] فأخبر أن الّذين يَعقلون الأمثالَ والآيات هم العالمون دون الجاهلين، ولو عقَلها الجميع لم يكن لعالم فضل على الجاهل (شرح طيبة النشر 5/ 132، النشر 2/ 337، الغاية ص 234، السبعة ص 506).

(3)

وحجة من فتح اللام أنّه جعله جمع عالم، كما قال {رَبِّ الْعَالَمِينَ} والعالم هو جميع المخلوقات في كل أوان، فذلك أعمُّ في جميع الخلق، إذ الآيات والدلالات على توحيد الله يشهدها العالم والجاهل، فهي آية للجميع، وحجة على كل الخلق، ليست بحجة على العالِم دون الجاهل، فكان العموم أولى بذلك، ومن كسر اللام فإنّه يجب على قوله أن لا تكون الآيات حجة إلا على ذوي العلم دون غيرهم، فالفتح أَولى به، لأنه حجة الله جلّ ذكره، لازمة لكلّ الخَلْق (شرح طيبة النشر 5/ 132، النشر 2/ 337، الغاية ص 234، السبعة ص 506، التيسير 175، وزاد المسير 6/ 296، وتفسير النسفي 2/ 269).

(4)

قال ابن الجزري:

.... ينزل كلًّا خف (حق)

لا الحجر والأنعام أن ينزل (د) ق

خفف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب زاي {وَيُنَزِّلُ} بعد إسكان نون المضارع بغير الهمز المضموم الأول المبني للفاعل أو المفعول حيث جاء في القرآن الكريم إلا ما خص مفصلًا نحو: {أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ} أو {أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ} و {نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ} فخرج بالمضارع الماضي نحو {مَا نَزَّلَ اللَّهُ} وبغير الهمز نحو: {سَأُنْزِلُ} وبالمضموم الأول نحو {وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ} وأجمعوا على التشديد في قوله {وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} وانفرد ابن كثير بتخفيف الزاي في {يُنَزِّلَ آيَاتةً} وقرأ بعقوب {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ} بالنحل مشددًا، وقرأ ابن كثير {يُنَزِّلُ} و {نُنَزِّلُ} و {نُنَزِّلُ} بالتخفيف في جميع القرآن إلا في الإسراء: 82، =

ص: 180

قوله تعالى: {إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ} [25] اتفق القراء كلهم على فتح التاء وضم الراء.

قوله تعالى: {وَهُوَ أَهْوَنُ} {وَهُوَ الْعَزِيزُ} [27] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء بعد الواو

(1)

، والباقون بالضم.

قوله تعالى: {مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [28]{مِنْ} هنا مفصولة من {مَا} .

قوله تعالى: {فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ} [28]{فِي} هنا مفصولة من {مَا} .

قوله تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ} [30] التاء هنا بعد الراء مجرورة؛ فوقف عليها بالهاء مخالفًا للرسم: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب، والباقون بالتاء موافقة للرسم.

قوله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا} [32] قرأ حمزة، والكسائي: بألف بعد الفاء، وتخفيف الراء

(2)

، وقرأ الباقون بغير ألف بعد الفاء وتشديد الراء

(3)

.

= {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ} والإسراء: 93، {حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا} فإنه يشددهما (انظر: المبسوط ص 132، 133، النشر 2/ 218، الغاية ص 104، شرح طيبة النشر 4/ 47).

وقد احتج من قرأ بالتشديد بأن {نَزَّلَ} و {أَنْزَلَ} لغتان وأن التشديد يدل على تكرير الفعل وقد ورد في القرآن الكريم في قوله {لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} (حجة القراءات ص 106، وشرح طيبة النشر 4/ 47، النشر 2/ 218، المهذب ص 64، التبصرة ص 425، زاد المسير 1/ 114).

(1)

قرأها هؤلاء بسكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن [{وَهُوَ}، {فَهُوَ}، {وَهِيَ}، {فَهِيَ}، {لَهِيَ}]، وزاد الكسائي {ثُمَّ هُو} (انظر المبسوط ص 128) وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة، فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وَهُوَ} وكسرتان وضمة في {وَهِيَ} فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).

(2)

قاله ابن الجزري:

وفرقوا امدده وخففه معا (رضى)

{فَرَّقُوا} أي زايلوا وقد روي أن رجلًا قرأ عند علي بن أبي طالب كرم الله وجهه {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا} دينهم فقال علي: لا والله ما فرقوه ولكن فارقوه ثم قرأ {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ} أي تركوا دينهم الحق الذي أمرهم الله باتباعه ودعاهم إليه، وهي من المفارقة؛ أي تركوا دينهم (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 278، شرح طيبة النشر 4/ 288، النشر 2/ 266، المبسوط ص 205).

(3)

وهي من التفريق والتجزئة، أي آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه، وحجتهم قوله بعد {وَكَانُوا شِيَعًا} أي =

ص: 181

قوله تعالى: {بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [32] قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء

(1)

، والباقون بالكسر

(2)

.

قوله تعالى: {فَهُوَ يَتَكَلَّمُ} [35] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(3)

.

والباقون بالضم.

قوله تعالى: {إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} [36] قرأ أبو عمرو، والكسائي، ويعقوب، وخلف: بكسر النون قبل الطاء

(4)

.

والباقون بالفتح

(5)

.

= صاروا أحزابًا وفرقًا، قال عبد الوارث: وتصديقها قوله {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ} يدلك على أنهم صاروا أحزابًا وفرقًا والمعنيان متقاربان لأنهم إذا فرقوا الدين فقد فارقوه (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 278، شرح طيبة النشر 4/ 288، النشر 2/ 266، المبسوط ص 205، السبعة ص 273).

(1)

وقد قرأ حمزة {عَلَيْهِمْ} و {إِلَيْهِمْ} و {لَدَيْهِمْ} يضم الهاء في هذه الأحرف الثلاثة فقط في القرآن الكريم كله، أما يعقوب فقد قرأها بمشتقاتها مثل:{عَلَيْهَا} و {إِلَيْهِمُا} و {عَلَيْهِنَّ} و {فِيهِنَّ} و {فِيهِمْ} وكل ما أشبه ذلك من هاء قبلها ياء ساكنة في جميع القرآن بضم الهاء (انظر: المبسوط في القراءات العشر ص 87).

(2)

قال ابن الجزري:

عليهم لديهم بضم كسر الهاء ظبي فهم

(3)

تقدم قريبًا في الآية: 27.

(انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).

(4)

قال ابن الجزري:

كيقنط اجمعا

(روى (حما)

وهي لغة الحجاز وأسد، والحجة لمن كسر النون أن بنية الماضي عنده بفتحها كقولك ضرب يضرب وهذا قياس مطرد في الأفعال.

(النشر 2/ 302، الغاية ص 186، شرح طيبة النشر 4/ 409، التيسير ص 136، السبعة ص 367، إعراب القرآن 2/ 195، المحرر الوجيز 3/ 366، الحجة في القراءات السبع 1/ ص 207).

(5)

والحجة لمن فتح النون أن بنية الماضي عنده بكسرها كقولك علم يعلم، وهي لغة بقية العرب إلا تميمًا وبكرًا فيضمون النون (النشر 2/ 302، الغاية ص 186، شرح طيبة النشر 4/ 409، التيسير ص 136، =

ص: 182

قوله تعالى: {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى} [38] قرأ أبو عمرو، ويعقوب: بإدغام التاء الفوقية في الذال المعجمة، بخلاف عنهما

(1)

.

قوله تعالى: {وَمَا آتَيْتُمْ} [39] قرأ ابن كثير بقصر الهمزة قبل التاء.

قوله تعالى: {لِيَرْبُوَا} [39] قرأ نافع، وأبو جعفر، ويعقوب: بالتاء الفوقية مضمومة بعد اللام وإسكان الواو بعد الباء الموحدة، والباقون بالياء التحتية مفتوحة وفتح الواو

(2)

، ولا خلاف في الثانية، وهي للجميع بالياء التحتية مفتوحة، وإسكان الواو.

= ص 36 السبعة ص 367، إعراب القرآن 2/ 195، المحرر الوجيز 3/ 366، الحجة في القراءات السبع 1/ ص 207).

(1)

تدغم التاء في عشرة أحرف: الثاء والجيم والذال والزاي والسين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء: ففي الثاء نحو {بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ} {ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ} واختلف عنه في {الزَّكَاةَ ثُمَّ} بالبقرة و {التَّوْرَاةَ ثُمَّ} الجمعة: 5، لأنهما مفتوحان بعد ساكن فروى إدغامهما ابن حبش من طريقي الدوري والسوسي وبذلك قرأ الداني من الطريقين وروى أصحاب ابن مجاهد عنه الإظهار لخفة الفتحة بعد السكون.

وفي الجيم نحو {الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ} {وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ} .

وفي الذال نحو {الْآخِرَةِ ذَلِكَ} {الدَّرَجَاتِ ذُو} واختلف في {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى} {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى} كلاهما عن أجل الجزم أو ما في حكمه، وبالوجهين قرأ الداني وأخذ الشاطبي، وأكثر المصريين.

وفي الزاي نحو {بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا} .

وفي السين نحو {الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ} .

وفي الشين نحو {بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء} واختلف في {جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} بمريم: 27، وعلل الإظهار بكون تاء جئت للخطاب وبحذف عينه الذي عبر عنه الشاطبي بالنقصان؛ وذلك لأنهم لما حولوا فعل المفتوح العين الأجوف اليائي إلى فعل بكسرها عند اتصاله بتاء الضمير وسكنوا اللام وهي الهمزة هنا وتعذر القلب نقلوا كسرة الياء إلى الجيم فحذفت الياء للساكنين، ولكن ثقل الكسرة سوغ الإدغام وبالوجهين أخذ الشاطبي وسائر المتأخرين.

وفي الصاد نحو {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا} [الصافات: 1].

والضاد نحو {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} [العاديات: 1].

وفي الطاء نحو {الصَّلَاةَ طَرَفَيِ} هود: 114. واختلف في {وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ} النساء: 102، لمانع الجزم لكن قوى الإدغام هنا للتجانس وقوة الكسر والطاء ورواه الداني والأكثرون بالوجهين، وأما {بَيَّتَ طَائِفَةٌ} النساء: 81، فأدغمه أبو عمرو وجهًا واحدًا وفي الظاء نحو {الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي} (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 34).

(2)

قال ابن الجزري:

تربوا مدا ظما خطاب

ص: 183

وكذا لا خلاف بينهم في {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ} أنها ممدودة.

قوله تعالى: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [40] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بتاء الخطاب، والباقون بالياء التحتية

(1)

.

قوله تعالى: {لِيُذِيقَهُمْ} [41] قرأ روح، وقنبل - بخلاف عنه -:{لِنُذِيقَهُمْ} بالنون، والباقون بالياء التحتية

(2)

.

ولا خلاف بينهم في الثانية، وهي {وَلِيُذِيقَكُمْ} بالياء التحتية.

قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ} [48] قرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وخلف: بغير ألف بعد الياء الساكنة على التوحيد.

والباقون بألف بعد الياء المفتوحة على الجمع، ولا خلاف بينهم في الأول على الجمع، ولا خلاف بينهم في الثالث على التوحيد

(3)

.

(1)

قال ابن الجزري:

وعما يشركون كالنحل مع روم سما نل كم

(2)

قال ابن الجزري

وشم زين حلاف النون من نذيقهم

(3)

اختلف في قراءة لفظ {الرِّيَاحَ} في القرآن الكريم؛ فقرأ حمزة وخلف {الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} في الحجر بالتوحيد وقرأ ابن كثير، وحمزة والكسائي وخلف {يُرْسِلَ الرِّيَاحَ} بالأعراف وثاني الروم، والنمل، و {أُرْسِلَ الرِّيَاحَ} بفاطر بالتوحيد أيضًا، وكذا قرأ ابن كثير لفظ {أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} في الفرقان، وقرأ نافع وأبو جعفر {اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ} في إبراهيم، {يُسْكِنِ الرِّيحَ} بالشورى بالجمع فيهما، وقرأ أبو جعفر أيضًا {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ} بـ ص، {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّياحَ} بالأنبياء، و {قَاصِفًا مِنَ الرِّياحِ} بالإسراء، و {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّياحَ} بسبأ واختلف عنه في {أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ} فروى ابن مهران وغيره من طريق ابن شبيب عن الفضل عن ابن وردان بالجمع وكذلك روى الجوهري والمغازلي من طريق الهاشمي عن إسماعيل عن ابن جماز كلاهما عنه بالجمع، واتفق الجميع على قراءة {الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} أول الروم بالجمع، وتوحيد {الرِّيحَ الْعَقِيمَ} بالذاريات، قال ابن الجزري:

والريح هم

كالكهف مع جاثية توحيدهم

حجر (فتى) الأعراف ثاني الروم مع

فاطر نمل (د) م (شفا) الفرقان (د) ع

واجمع بإبراهيم شورى (إ) ذ (ثـ) ـــــــــنا

وصاد الاسرى سبا (ثـ) ــــــــــنا

وحجتهم في الجمع: أن الواحد يدل على الجنس فهو أعم كما تقول كثر الدرهم والدينار في أيدي الناس إنما تريد هذا الجنس، قال الكسائي: والعرب تقول جاءت الريح من كل مكان فلو كانت ريحًا واحدة =

ص: 184

قوله تعالى: {كِسَفًا} [48] قرأ أبو جعفر، وابن عامر - بخلاف عن هشام -: بإسكان السين

(1)

، والباقون بفتحها

(2)

.

قوله تعالى: {فَتَرَى الْوَدْق} [48] قرأ السوسي بالإمالة - في الوصل - بخلاف عنه

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ} [49] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب: بإسكان النون وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون وتشديد الزاي

(4)

.

قوله تعالى: {آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ} [50] قرأ ابن عامر، وحفص، وحمزة، والكسائي،

= جاءت من مكان واحد فقولهم من كل مكان وقد وحدوها تدل على أن بالتوحيد معنى الجمع.

(شرح طيبة النشر 4/ 76، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 118، السبعة ص 173).

(1)

وحجة من أسكن أنه جعله اسمًا مفردًا كالطحن اسم الدقيق، فيكون المعنى: أو تسقط السماء علينا قطعة واحدة تُظلّلُنا. ويجوز أن يكون "الكسْف" بالإسكان جمع كسفة، كتمْرة وتمر، فيكون في المعنى كقراءة من فتح بمعنى: قطعًا، ونصب {كِسَفًا} على الحال من السماء، إذ لا يتعدى بـ {تُسْقِطَ}. فالمعنى: أو تسقط السماء علينا مقطعة أو قطعًا (شرح طيبة النشر 4/ 437 زاد المسير 5/ 87، وتفسير ابن كثير 3/ 64، والنشر 2/ 297، وتفسير غريب القرآن 261، التيسير ص 141، السبعة ص 384، غيث النفع ص 270).

(2)

قال ابن الجزري:

.... وكسفا حركن (عم)(نـ) ـــــفس

والشعرا سبا (عـ) ـــــــــلا الروم عكس

(مـ) ــــــــــن (لـ) ـــــــــــي بخلف (ثـ) ـــــــــق

اختلف في {كِسَفًا} الآية 92 في النحل، في الشعراء: 187، والروم: 48، وسبأ: 9، فنافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر بفتح السين هنا خاصة جمع كسفة كقطعة وقطع والباقون بإسكانها جمع كسفة أيضًا كسدرة وسدر، واتفقوا على إسكان يروا كسفًا بالطور لوصفه بساقطًا.

(شرح طيبة النشر 4/ 437، النشر 2/ 309، التيسير ص 141، السبعة ص 384، غيث النفع ص 270).

(3)

هناك قاعدة مطردة تخص السوسي في هذه المسألة، وهي أنه يقرأ كالجماعة وقفًا، وأما وصلًا فله وجهان: الفتح والإمالة، قال ابن الجزري:

.......... بل قبل ساكن بما أصل قف

وخلف كالقرى التي وصلًا يصف

(4)

سبق قريبًا.

ص: 185

وخلف: بألف بعد الثاء المثلثة على الجمع

(1)

، والباقون بغير ألف على الإفراد.

والتاء من {رَحْمَتِ} مجرورة؛ فوقف عليها بالهاء مخالفًا للرسم: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب؛ والكسائي على أصله - في الوقف - بالإمالة، والباقون بالتاء موافقًا للرسم، ولا خلاف في الوصل بالتاء

(2)

.

قوله تعالى: {وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ} [52] قرأ ابن كثير بالياء التحتية مفتوحة، وفتح الميم وضم ميم "الصمُّ"

(3)

، والباقون بالتاء الفوقية مضمومة وكسر الميم ونصب ميم {الصُّمَّ}

(4)

. وسهل الهمزة الثانية من {الدُّعَاءَ إِذَا} في الوصل: نافع، وابن كثير،

(1)

قال ابن الجزري:

آثار فاجمع (كـ) ــــــهف (صحب

{آثَار} بالجمع، لكثرة ما تُؤثّر الرحمة في الأرض، وهو المطر. ويلزم مَن قرأ {آثَارِ} بالجمع أن يقرأ:{كَيْفَ تُحْيِ} بالتاء، لتأنيث لفظ الآثار، ولكن لا يَقرأ بذلك لأنّ من قرأ {آثَارِ} بالجمع جاز له أن يقدّر أن الفاعل في "يُحيي" هو الله جلّ ذكره، ليقدّم ذكره، فلا يلزمه أن يقرأ بالتاء لجمع "الأثر".

(النشر 2/ 345، شرح طيبة النشر 5/ 134، الغاية ص 234، التيسير ص 175، غيث النفع ص 321).

(2)

قال ابن الجزري:

قف بالها (ر) جا (حق) وذات بهجه

واللات مع مرضات ولات (ر) جه

(التيسير ص 60، شرح طيبة النشر 3/ 225، 226، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 137).

(3)

وحجة من قرأ بياء مفتوحة، وفتح الميم، ورفع "الصمُّ": أنه جعله على الإخبار عنهم، فهو نفي السماع عنهم، فرفعهم كرفع الفاعل. والمعنى: أنهم لا ينقادون إلى الحق كما لا يسمع الأصم المعرض المدبر عن سماع ما يقال له من كلا من يكلمه، فلم يكفه أنه معرض عما يقال له حتى وصفه بالصمم. فهذا غاية امتناع سماع ما يقال له، فيشبههم في إعراضهم عن قبول ما يقال لهم من الإسلام والكتاب بدعاء الأصم المُعرِض المُدبر عن الشيء (التيسير 169، والنشر 2/ 325، والحجة في القراءات السبع 249، وزاد المسير 6/ 189، وتفسير النسفي 3/ 222، غيث النفع ص 321، السبعة ص 508).

(4)

ووجه قراءة من قرأ بتاء مضمومة، وكسر الميم، ونصب {الصُّمَّ} ، ردوه على ما قبله من الخطاب لمحمد عليه السلام، في قوله:{فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} ، فجرى الثاني على لفظ الأول من الخطاب، ونصبوا الصم بوقوع الفعل عليهم، والمعنى: إنك يا محمد لا تقدر أن تُسمع دعاءك الصم المُعرضين عنك المدبرين شُبهوا في إعراضهم عما جاءهم به محمد، وترك قبولهم له، بالأصم المعرض عن الشيء المدبر (التيسير 169، والنشر 2/ 325، والحجة في القراءات السبع 249، وزاد المسير 6/ 189، وتفسير النسفي 3/ 222).

ص: 186

وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس، والباقون بتحقيقهما، وإذا وقف حمزة وهشام على {الدُّعَاءَ} أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر.

قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ} [53] قرأ حمزة بالتاء الفوقية مفتوحة قبل الهاء، وإسكان الهاء وفتح ياء {الْعُمْيِ} في الوصل

(1)

، والباقون بالباء الموحدة مكسورة، وفتح الهاء وألف بعدها وكسر ياء {الْعُمْيِ}

(2)

، ووقف حمزة والكسائي {بِهَادِي} على الياء - على خلاف عن حمزة

(3)

- ووقف الباقون بغير ياء.

قوله تعالى: {مِنْ ضَعْفٍ} {بَعْدِ ضَعْفٍ} {ضَعْفًا} [54] قرأ حمزة، وعاصم

(1)

قال ابن الجزري:

.... .... .... .... ....

.... تهذي العمي في

معا بهادي العمي نصب (فـ) ــــــــــــلتا

ووجه قراءة حمزة: {تَهْدِي} بالتاء على وزن "تفعل". و {الْعُمْيِ} بالنصب بـ {تَهْدِي} : أنه جعله فعلا للحال والاستقبال. ويجوز {الْعُمْيِ} في الكلام بالنصب، على تقدير حذف التنوين لالتقاء الساكنين، ومثله في الروم. ووقف الكسائي عليهما جميعًا بالياء على الأصل، ووقف الباقون على هذا الذي في النمل بالياء، لثبات الياء فيه في المصحف، ولأنه الأصل. ووقفوا على الذي في الروم بغير ياء، لحذفها من المصحف في الروم إتباعًا للخط. وروي عن حمزة أنه يقف عليهما بالياء. وقال الكسائي: من قرأ {تَهْدِي} بالتاء لزمه أن يقف بالياء، وإنما لزمه ذلك لأن الفعل لايدخله التنوين على "هَاد" ونحوه، فتذهب الياء في الوصل، فيجري الوقف على ذلك لمن وقف بغير ياء (شرح طيبة النشر 5/ 116، المبسوط ص 235، التيسير ص 169، السبعة ص 486، غيث النفع ص 313).

(2)

ووجه قراءة من قرأ {بِهَادِ} : أنهم جعلوه اسم فاعل، دخلت عليه الباء لتأكيد النفي، وهو أيضًا للحال أو للاستقبال وخفضوا {الْعُمْيَ} لإضافة {بِهَادِ} إليهم. (شرح طيبة النشر 5/ 116، المبسوط ص 235، التيسير ص 169، السبعة ص 486، غيث النفع ص 313).

(3)

وافق ابن كثير على إثبات الياء في أربعة أحرف في عشرة مواضع، وهي:{هَادِ} في الخمسة {وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} و {وَاقٍ} في ثلاثة مواضع {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} ؛ فإن ابن كثير يقف بالياء على الأصل، وإنما حذفت في الوصل لاجتماعها مع سكون التنوين فإذا زال التنوين بالوقف رجعت الياء والباقون يحذفونها تبعًا لحالة الوصل وهما لغتان والحذف أكثر وفيه متابعة الرسم. قال ابن الجزري:

.... وقف بهاد باق

باليا لمك مع وال واق

- وحجة من وقف بالياء أنه إنما حذف الياء في الوصل لأجل التنوين، فإذا وقف وزال التنوين رجعت الياء، وهو الأصل، ولذلك أجازوا إثبات الياء في النداء في "يا غلامي أقبل" لأنه موضع عُدم فيه التنوين، الذي تحذف الياء لأجله (إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 2/ ص 547، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 20، شرح طيبة النشر 3/ 253).

ص: 187

- بخلاف عن حفص -: بفتح الضاد، والباقون بضمها

(1)

.

قوله تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ} [57] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالياء التحتية

(2)

، والباقون بالتاء الفوقية

(3)

.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا} [58] قرأ قالون، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار دال "قد" عند الضاد، وقرأ الباقون بإدغامها

(4)

.

(1)

سبق في سورة الأنفال.

قال ابن الجزري:

ضعفا فحرك لا تنون مد (ثـ) ـــب

والضم فافتح (نـ) ـــل (فتى) والروم (صـ) ـــب

(عـ) ـــن خلف (فـ) ـــوز

(شرح طيبة النشر 4/ 331، الهادي 2/ 271، النشر 2/ 277، التيسير ص 175، زاد المسير 3/ 378).

(2)

قال ابن الجزري:

....................... ينفع

(كفى) وفي الطول فكوف نافع

وحجتهم: أنه على تأويل المعذرة بالعذر، وللمجاز والفصل (شرح طيبة النشر 5/ 134، النشر 2/ 346، السبعة ص 509، التيسير ص 176، الحجة ص 562).

(3)

وحجتهم أنه لاعتبار لفظ فاعله، ووجه الفصل التنبيه على الجواز (شرح طيبة النشر 5/ 134، النشر 2/ 346، السبعة ص 509، التيسير ص 176، الحجة ص 562، غيث النفع ص 321).

(4)

اختلف في إدغام دال قد في ثمانية أحرف الأول: الجيم نحو {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ} الثاني: الذال {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا} ليس غيره. الثالث: الزاي {وَلَقَدْ زَيَّنَّا} الرابع: السين {قَدْ سَأَلَهَا} الخامس: الشين {قَدْ شَغَفَهَا} فقط. السادس: الصاد {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا} السابع: الضاد {قَدْ ضَلُّوا} الثامن: الظاء {لَقَدْ ظَلَمَكَ} فأدغمها فيهن أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وكذا خلف وافقهم الأربعة لكن اختلف عن هشام في {لَقَدْ ظَلَمَكَ} فالإظهار له في الشاطبية كأصلها وفاقًا لجمهور المغاربة وكثير من العراقيين وهو في المبهج وغيره عنه من طريقيه والإدغام له في المستنير وغيره وفاقًا لجمهور العراقيين وبعض المغاربة وأدغمها ورش في الضاد والظاء المعجمتين وأظهرها عند الستة وأدغمها ابن ذكوان في الذال والضاد والظاء المعجمات فقط واختلف عنه في الزاى فالإظهار رواية الجمهور عن الأخفش عنه والإدغام روايه الصوري عنه وبعض المغاربة عن الأخفش والباقون بالإظهار وهم ابن كثير وعاصم وقالون وكذا أبو جعفر ويعقوب، قال ابن الجزري:

بالجيم والصفير والذال ادغم

قد وبضاد الشين والظا تنعجم

حكم شفا لفظا وخلف ظلمك

له وورش الظاء والضاد ملك

والضاد والظا الذال فيها وافقا

ماض وخلفه بزاي وثقا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 40، التيسير ص 45، النشر 2/ 5).

ص: 188

قوله تعالى: {وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ} [60] قرأ رويس بإسكان النون مع إخفائها عند الكاف

(1)

، والباقون بتشديدها.

* * *

(1)

اختلف في {لَا يَغُرَّنَّكَ} الآية 196 هنا {يَحْطِمَنَّكُم} بالنمل: 18، {يَسْتَخِفَّنَّكَ} بالروم: 60، {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ} الزخرف: 41 - 42، فرويس بتخفيف النون مع سكونها في الخمسة واتفق على الوقف له على نذهبن بالألف بعد الباء على أصل نون التأكيد الخفيفة. قال ابن الجزري:

يغرنك الخفيف يحطمن

أو نرين ويستخفن نذهبن

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 234).

ص: 189

‌الأوجه التي بين الروم ولقمان

من قوله تعالى: {فَاصْبِرْ} [الروم: 60] إلى قوله تعالى: {الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} [لقمان: 2] أربعمائة وجه وستة وتسعون وجهًا غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: أربعة وستون وجهًا.

ورش: مائتا وجه وأربعون وجهًا.

ابن كثير: أربعة وستون وجهًا مندرجة مع قالون.

أبو عمرو: ثمانون وجهًا، منها أربعة وستون وجهًا "مع البسملة"، مندرجة مع قالون.

ابن عامر: ثمانون وجهًا، منها أربعة وستون وجهًا "مع البسملة" مندرجة مع قالون، "ومع عدم البسملة" ستة عشر وجهًا مندرجة مع أبي عمرو.

وعاصم: أربعة وستون وجهًا مندرجة مع قالون.

خلف: أربعة أوجه.

خلاد: ثمانية أوجه.

الكسائي: أربعة وستون وجهًا مندرجة مع قالون.

أبو جعفر: أربعة وستون وجهًا.

رويس: ثمانون وجهًا.

روح: ثمانون وجهًا، منها أربعة وستون مع قالون، وستة عشر مع أبي عمرو.

وخلف: أربعة أوجه مندرجة معه عن حمزة.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 190

(سورة لقمان)

(1)

قوله تعالى {الم} [1] قرأ أبو جعفر بالسكت على "ألف" و "لام"، وافقه الجماعة على السكت على "ميم"

(2)

.

قوله تعالى: {هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ} [3] قرأ حمزة، و {وَرَحْمَةً} بالرفع

(3)

، والباقون بالنصب

(4)

.

قوله تعالى: {لِيُضِلَّ عَنْ} [6] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ورويس - بخلاف عنه -: بنصب الياء التحتية

(5)

، والباقون بضمها.

(1)

هي سورة مكية آياتها ثلاث وثلاثون حجازي، وأربع وثلاثون في الباقي (شرح طيبة النشر 5/ 136).

(2)

يسكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواردة في فواتح السور جميعًا نحو {الم} {الر} {كهيعص} {طه} {طسم} ويلزم من سكته إظهار المدغم فيها والمخفي وقطع همزة الوصل بعدها. ووجه السكت: أنه يبين به أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست مؤتلفة. وفي كل منها سر من أسرار الله تعالى (انظر شرح طيبة النشر للنويري 2/ 335).

(3)

قال ابن الجزري:

ورحمة (فـ) ـوز ورفع

وحجة من رفع أنه أضمر مبتدأ، وجعل {هُدًى} خبره، وعطف عليه {وَرَحْمَةً} تقديره: هو {هُدًى وَرَحْمَةً} . (النشر 2/ 646، شرح طيبة النشر 5/ 136، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 187، السبعة ص 512، غيث النفع ص 322).

(4)

وحجة من نصب أنه جعل {هُدًى} في موضع نصب على الحال من {الْكِتَابِ} وعطف عليه {وَرَحْمَةً} ، فنصبها على الحال، تقديره: هاديًا وراحمًا للمؤمنين، يعنى الكتاب؛ لأن "به" هدى الله المؤمنين ورحمَهم، تقديره: تلك آيات الكتاب الحكيم هاديًا وراحمًا للمؤمنين (النشر 2/ 646، شرح طيبة النشر 5/ 136، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 187، السبعة ص 512، غيث النفع ص 322، التيسير 176، معاني القرآن 1/ 11، 2/ 326، تفسير القرطبي 14/ 50).

(5)

ورد عن رويس روايتان: الأولى ما تقدم، والثانية، وهي رواية التمار من كل طرقه إلا من طريق أبي الطيب، والثانية من طريق أبي الطيب عكس ذلك بفتح الياء في لقمان، وبضم الثلاث، قال ابن الجزري:

.... .... .... .... .... يضل فتح الضم كالحج الزمر=

ص: 191

قوله تعالى: {وَيَتَّخِذَهَا} [6] قرأ حفص، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف: بنصب الذال

(1)

، والباقون بالرفع

(2)

.

قوله تعالى: {هُزُوًا} [6] قرأ حفص برفع الزاي، وإبدال الهمزة واوًا مفتوحة في الوقف والوصل

(3)

. وقرأ حمزة، وخلف: بإسكان الزاي وإبدال الهمزة واوًا في الوقف. وإذا وصلها - همز، وله في الوقف - أيضًا - نقل حركة الهمزة إلى الزاي

(4)

، وقرأ الباقون بضم الزاي وهمزة مفتوحة وقفًا ووصلًا

(5)

.

= (حبر)(غـ) ـنا لقمان (حبر) وأتى

عكس رويس

(شرح طيبة النشر 4/ 400، النشر 2/ 299، السبعة ص 364).

(1)

ابن الجزري:

.... .... .... يتخذ

فانصب (ظـ) ـبى (صحب)

وحجة من قرأ بالنصب، عطفوه على {لِيُضِلَّ} لأنَّه أقرب إليه، وهو اختيار المُبَرِّد. ويكون الضمير في {وَيَتَّخِذَهَا} ، في قراءة من نصب، يعود على {سَبِيلِ اللَّهِ} ، أو على {آيَاتُ الْقُرْآنِ} ، بدلالة قوله:{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} "2" وبدلالة قوله في موضع آخر: {ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} [الجاثية: 35]. (النشر 2/ 646، شرح طيبة النشر 5/ 136، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 187، السبعة ص 512، غيث النفع ص 322، التيسير 176، حجة القراءات ص 563).

(2)

بالرفع، عطفوه على {يَشْتَرِي} أو على القطع، ويكون الضمير في {وَيَتَّخِذَهَا} ، في قراءة من رفع على "الأحاديث"، أَوْ على "الآيات"(النشر 2/ 646، شرح طيبة النشر 5/ 136، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 187، السبعة ص 512، غيث النفع ص 322، التيسير 176، معاني القرآن 2/ 326، وإيضاح الوقف والابتداء 836، وزاد المسير 6/ 317، وتفسير النسفي 3/ 379).

(3)

وعلة حفص أنه أراد التخفيف لأنها همزة مفتوحة قبلها ضمة، فهي تجري على البدل كقوله {السُّفَهَاءُ أَلَا} في قراءة الحرميين وأبي عمرو (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 247، النشر 1/ 389، المبسوط ص 130، ابن القاصح ص 152، التبصرة ص 423).

(4)

فقرأ "هُزَا" فيقف على زاي مفتوحة. وقرأ حمزة "هزؤا" بالهمز على الأصل مع إسكان الزاي وصلًا فقط، فقال ابن الجزري:

.... .... .... ....

.... .... وأبدلا

عد هزؤا مع كفؤا هزؤا سكن

ضم فتى كفؤا فتى ظن

وقرأ خلف العاشر "هزؤا" بالهمزة مع إسكان الزاي وصلًا ووقفًا ووجه هذه القراءة أنها للتخفيف (انظر شرح طيبة النشر 4/ 33، 34، والنشر 2/ 215، وإتحاف فضلاء البشر ص 138، والإقناع 2/ 598).

(5)

ووجه قراءة من قرأ بالهمز: أنه على الأصل مع إسكان الزاي وصلًا ووقفًا، ووجه هذه القراءة: أنه جاء على الأصل (انظر شرح طيبة النشر 4/ 33، 34، والنشر 2/ 215، وإتحاف فضلاء البشر ص 138، والإقناع 2/ 598).

ص: 192

قوله تعالى: {فِي أُذُنَيْهِ} [7] قرأ نافع بإسكان الذال

(1)

، والباقون بالرفع

(2)

.

قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ} [9] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(3)

، والباقون بالرفع.

قوله تعالى: {وَأَلْقَى} [10] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(4)

، وقرأ نافع بالفتح وبين بين

(5)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ} [12]{أَنِ اشْكُرْ لِي} [14] قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب - في الوصل -: بكسر النون

(6)

، والباقون

(1)

قال ابن الجزري:

اذن اتل عطف على الإسكان

ووجه القراءة: أنه على التخفيف؛ لاجتماع ضمتين لازمتين كطُنُب وطُنْب، وعُنُق وعُنْق (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 503، زاد المسير 3/ 461).

(2)

ووجه القراءة: إنهم جعلوها على الأصل (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 503).

(3)

قرأها هؤلاء بسكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن {وَهُوَ} {فَهُو} {وَهِيَ} {فَهِيَ} {لَهِىَ} وزاد الكسائي {ثُمَّ هُوَ} (انظر المبسوط ص 128) وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وَهُوَ} وكسرتان وضمة في {وَهِيَ} فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).

(4)

سبق قريبًا.

(5)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(6)

اختلف في كل ما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة ويبدأ الفعل الذي يلي الساكن الأول بالضم وأول الساكنين أحد حروف لتنود والتنوين فاللام نحو {قُلِ ادْعُوا} والتاء نحو {وَقَالَتِ اخْرُجْ} والنون نحو {فَمَنِ اضْطُرّ} {أَنِ اغْدُوا} والواو نحو {أَوِ ادْعُوا} والدال نحو {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ} والتنوين نحو {فَتِيلًا (49) انْظُرْ} فأبو عمرو بكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التقاء الساكنين، قال ابن الجزري:

والساكن الأول ضم

لضم همز الوصل واكسره (نـ) ـما

(فـ) ـز غير قل (حـ) ـلا وغير أو (حـ) ـما

والخلف في التنوين وإن يجر (ز) ن خلفه

مز

ص: 193

بالرفع

(1)

. وإذا وقف القارئ على النون، ابتدأ الجميع بضم الهمزة، وأدغم أبو عمرو ويعقوب الراء في اللام، بخلاف عنهما.

قوله تعالى: {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ} [13] قرأ حفص - في الوصل -: بفتح الياء، وقرأ ابن كثير بإسكانها

(2)

، والباقون بالكسر

(3)

.

(1)

والحجة لمن ضم أنه لما احتاج إلى حركة هذه الحروف كره الخروج من كسر إلى ضم فأتبع الضم الضم ليأتي باللفظ من موضع واحد، فإن قيل: فلم وافقهم أبو عمرو على الكسر إلا في الواو واللام وحدهما؟ فقل: لما احتاج إلى حركة الواو حركها بحركة هي منها لأن الضم فيها أسهل من الكسر ودليله قوله {اشتروا الضلالة بالهدى} . فإن قيل: فما حجة ابن عامر في ضم التنوين؟ فقل: الحجة له أن التنوين حركة لا تثبت خطَّأ ولا يوقف عليه فكانت الحركة بما بعده أولى من الكسر (التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 198، السبعة ص 174، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 92).

(2)

فتح عاصم لفظ {يَابُنَيَّ} بفتح الياء والتشديد في هود ويوسف والمواضع الثلاثة في لقمان، حيث جاء مضموم الأول واتفق على فتح آخر لقمان البزي، وسكنها مخففة قنبل، وسكن ابن كثير أول لقمان، وكسر وسطها على أصله، والثلاثة الباقية عنده كالباقين في الستة، وهي {يَابُنَيَّ ارْكَبْ} بهود، و {يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ} بيوسف، و {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ} و {يَابُنَيَّ إِنَّهَا} و {يَابُنَيَّ أَقِمِ} كلاهما بلقمان، {يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى} بالصافات، فصار حفص بفتح الستة، وشعبة بفتح الأول وكسر الخمسة، والبزي بإسكان أول لقمان وفتح آخرها وكسر الأربعة والباقون بكسر الكل، وقد خرج بتخصيص المذكور {يَابُنَيَّ لَا} و {يَابَنِيَّ اذْهَبُوا} فالقراء متفقون فيها على الفتح.

قال ابن الجزري:

ويا بني افتح (نـ) ـما

وحيث جا حفص وفي لقمانا

الاخرى (هـ) ـى (عـ) ـلم وسكن (ز) أنا

وحجة من شدد وفتح الياء: أنه لما أتى بالكلمة على أصلها بثلاث ياءات استثقل اجتماع الياءات والكسرات، فأبدل من الكسرة التي قبل ياء الإضافة فتحة، فانقلبت ياء الإضافة ألفًا ثم حذفت الألف كما تحذف الياء في النداء، وبقيت الفتحة تدل على الألف المحذوفة، وقد أجاز المازني: يا زيدا تعال؛ يريد يا زيدي، ثم أبدل من كسرة الدال فتحة ومن الياء ألفًا، قال المازني: وضع الألف مكان الياء مطرد. وعلى هذا قرأ ابن عامر {يا أبتَ} بفتح التاء، أراد يا أبتي، ثم قلب وحذف الألف لدلالة الفتحة عليها.

(3)

الحجة لمن كسر الياء أنه أضاف إلى نفسه فاجتمع في الاسم ثلاث ياءات ياء التصغير وياء الأصل وياء الإضافة، فحذفت ياء الإضافة اجتزاء بالكسرة التي قبلها لأن النداء مختص بالحذف لكثرة استعماله (الحجة في القراءات السبع 1/ ص 187، شرح طيبة النشر 4/ 363، النشر 2/ 289، المبسوط ص 239، السبعة ص 334، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 529).

ص: 194

قوله تعالى: {يَابُنَيَّ إِنَّهَا} [16] قرأ حفص - في الوصل -: بفتح الياء

(1)

، والباقون بكسرها

(2)

.

قوله تعالى: {مِثْقَالَ حَبَّةٍ} [16] قرأ نافع، وأبو جعفر: برفع اللام، والباقون بالنصب

(3)

.

قوله تعالى: {يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ} [17] قرأ حفص، والبزي في الوصل: بفتح الياء

(4)

، وقرأ قنبل بإسكانها، والباقون بالكسر

(5)

.

قوله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} [18] قرأ ابن كثير، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بغير ألف بعد الصاد وتشديد العين، والباقون بألف بعد الصاد وتخفيف العين

(6)

.

(1)

سبق في الهامش قبل السابق.

(2)

سبق في الهامش قبل السابق.

(3)

قال ابن الجزري:

.... مثقال كالنمل ارفع

(مـ) ـدا

وحجة من قرأ بالرفع أنّه جعل {وَكَانَ} تامة، لا تحتاج إلى خبر بمعنى: وقع وحدث، فرفَعَ "المثقال" بها؛ لأنها فاعل لـ {وَكَانَ} . (النشر 2/ 324، شرح طيبة النشر 5/ 57، المبسوط ص 302، الغاية ص 210، إعراب القرآن 2/ 374).

حجة من نصب أنه جعل {وَكَانَ} هي الناقصة، التي تحتاج إلى خبر واسم، فأضمر فيها اسمها ونصب {مثقال} على خبر كان، تقديره، وإن كان الظُلامة مثقال حبة. وأجاز إضمار الظلامة لتقدّم ذكر الظلم، ولم تظهر علامة التأنيث في الفعل؛ لأن الظُلامة والظُلم سواء، فذكّر، لتذكير الظلم. وقيل: ذكّر لما كانت الظلامة هي المثقال، والمثقال مذكّر، فذكّر لتذكير المثقال (النشر 2/ 324، شرح طيبة النشر 5/ 57، المبسوط ص 302، الغاية ص 210، إعراب القرآن 2/ 374، زاد المسير 5/ 355).

(4)

سبق بيانه قريبًا (شرح طيبة النشر 4/ 363، النشر 2/ 289، المبسوط ص 239، السبعة ص 334، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 529، 530).

(5)

سبق بيانه قريبًا (لحجة في القراءات السبع 1/ ص 187، شرح طيبة النشر 4/ 363، النشر 2/ 289، المبسوط ص 239، السبعة ص 334، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 529).

(6)

قال ابن الجزري:

تصاعر (حـ) ـل (إ) ذ

شفا فخفف

القراءة بغير ألف مشدّدًا. وبالألف مخفّفًا، لغتان بمعنى: ولا تُعْرِض بوجهك عن الناس تجبرًا. حكى=

ص: 195

قوله تعالى: {عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ} [20] قرأ أبو عمرو، ونافع، وحفص، وأبو جعفر: بفتح العين وبعد الميم هاء مضمومة

(1)

، وقرأ الباقون بإسكان العين وبعد الميم تاء مفتوحة منونة في الوصل

(2)

.

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ} [21] قرأ هشام، والكسائي، ورويس: بضم القاف مشمة

(3)

.

وقرأ الباقون بكسرها. وأدغم أبو عمرو، ويعقوب اللام في اللام، بخلاف عنهما

(4)

.

= سيبويه أن صاعر وصّعَّر بمعنى، قال الأخفش: لا تصاعر بألف لغة أهل الحجاز، وبغير ألف مشدّدًا لغة بني تميم، وأصله من الصَّعَر وهو داءٌ يأخذ الإِبل في رؤوسها وأعناقها، فتُميل أعناقها منه (شرح طيبة النشر 5/ 127، النشر 2/ 346 التبصرة ص 636، المبسوط ص 352، التيسير 176).

(1)

قال ابن الجزري:

............. مد نعمة نعم (عـ) ـد (حـ) ـز (مدا)

وحجة من جمع أن "نعم الله" جلّ ذكره لا تُحصى كثرة، فجمع ليدلّ على ذلك، ودلّ على ذلك قوله:{وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل: 18]، وقال:{شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ} [النحل: 121] فجمع. (شرح طيبة النشر 5/ 128، النشر 2/ 347 التبصرة ص 636، المبسوط ص 352) التيسير 177، السبعة ص 513، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 189).

(2)

وحجة من أفرد أنّ المفرد في هذا يدلّ على الجمع، ولذلك قال:{وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ} ولم يقل "نعم الله". وقد رُوي عن ابن عباس أنه قال: هي الإسلام. فهذا يدلّ على التوحيد. فالقراءتان بمعنى، والجمع أحبّ إليّ؛ لأنّه أدل على المعنى، وعليه المفهوم، وإليه ترجع القراءة بالتوحيد (شرح طيبة النشر 5/ 127، النشر 2/ 346 التبصرة ص 636، المبسوط ص 352، التيسير 176، زاد المسير 6/ 320، وتفسير ابن كثير 3/ 450، وتفسير النسفي 3/ 282).

(3)

فيصير النطق بحركة مركبة من ضم يعقبه كسر وهو عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {وَجِيءَ} و {وَحِيلَ} و {وَسِيقَ} {سِيءَ} ولا بد أن يكون إشمام الضم كسر أوله وكيفية ذلك: أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر.

(انظر: النشر 2/ 208، الغاية في القراءات العشر ص 98، والتيسير ص 72، والكشف عن وجوه العلل 1/ 230، المبسوط ص 127، والغاية ص 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص 129).

(4)

سبق بيانه في صفحات قليلة (وانظر: الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

ص: 196

قوله تعالى: {بَلْ نَتَّبِعُ} [21] قرأ الكسائي بإدغام لام {بَلْ} في النون، والباقون بالإظهار

(1)

.

قوله تعالى: {وَهُوَ مُحْسِنٌ} [22] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(2)

.

(1)

اختلف في إدغام بل وهل في ثمانية أحرف أولها: التاء نحو {هَلْ تَنْقِمُونَ} {بَلْ تَأْتِيهِمْ} ثانيها: الثاء {هَلْ ثُوِّبَ} فقط. ثالثها: الزاي {بَلْ زُيِّنَ} {بَلْ زَعَمْتُمْ} فقط، رابعها: السين {بَلْ سَوَّلَتْ} معًا فقط. خامسها: الضاد {بَلْ ضَلُّوا} فقط. سادسها: الطاء {بَلْ طَبَعَ} سابعها: الظاء {بَلْ ظَنَنْتُمْ} فقط. ثامنها: النون {بَلْ نَحْنُ} {بَلْ نَقْذِفُ} فاشترك هل وبل في التاء والنون واختص هل بالثاء المثلثة وبل بالخمسة الباقية، فقرأ بإدغام اللام في الأحرف الثمانية الكسائي وافقه ابن محيصن بخلف عنه في لام هل في النون وقرأ حمزة بالإدغام في التاء والثاء والسين واختلف عنه في {بَلْ طَبَعَ} فأدغمه خلف من طريق المطوعي وكذا رواه ابن مجاهد عن أصحابه عنه، وأدغمه خلاد أيضًا من طريق فارس بن أحمد وكذا في التجريد من قراءته على الفارسي وخص في الشاطيبة الخلاف بخلاد والمشهورة عن حمزة الإظهار من الروايتين، وقرأ هشام بالإظهار عند الضاد والنون، واختلف عنه في السنة الباقية وصوب في النشر الإدغام عنه فيها وقال: إنه الذي عليه الجمهور وتقتضيه أصول هشام، واستثنى أكثر رواة الإدغام عن هشام {هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ} بالرعد: 16، فأظهروها وهو الذي في الشاطبية وغيرها ولم يستثنها في الكفاية واستثناها في الكامل للحلواني دون الداجوني ونص في المبهج على الوجهين من طريق الحلواني عنه والباقون بالإظهار في الثمانية إلا أن أبا عمرو أدغم لام هل في تاء {تَرَى} بالملك: 3، والحاقة: 8، فقط وافقه الحسن واليزيدي، قال ابن الجزري:

وبل وهل في تا وثا السين ادغم

وزاي طا ظا النون والضاد رسم

والسين مع تاء وثا فد واختلف

بالطاء عنه هل ترى الإدغام حف

وعن هشام غير نص يدغم

عن جلهم لا حرف رعد في الأتم

(النشر 2/ 7، شرح ابن القاصح ص 97، التيسير ص 43، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 41، الهادى 1/ 271، السبعة ص 127، الغاية ص 81).

(2)

قرأها هؤلاء بسكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن {وَهُوَ} {فَهُو} {وَهِيَ} {فَهِيَ} {لَهِىَ} وزاد الكسائي {ثُمَّ هُوَ} (انظر المبسوط ص 128) وعلة من أسكن الهاء: انها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلات ضمات في {وَهُوَ} وكسرتان وضمة في {وَهِيَ} فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 292، حجة القراءات ص 93).

ص: 197

وقرأ الباقون بضمها.

قوله تعالى: {الْوُثْقَى} [22] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(1)

، وقرأ ورش

(2)

، وأبو عمرو بالإمالة بين بين، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ} [23] قرأ نافع بضم الياء التحتية وكسر الزاي

(4)

، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الزاي، ولم يدغم أحد هذه الكاف في الكاف التي بعدها من أجل إخفاء النون الساكنة عندها.

قوله تعالى: {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ} [27] قرأ أبو عمرو، ويعقوب: بنصب الراء

(5)

والباقون بالرفع

(6)

.

قوله تعالى: {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ} [30] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، ويعقوب،

(1)

سبق قريبًا.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

هذا خطأ يقع فيه المؤلف لأن قالون عن نافع ليس له سوى الفتح.

(4)

وهذه قاعدة مطردة أن نافعًا يقرأ لفظ يحزن في كل القرآن بضم الياء وكسر الزاي ما عدا سورة الأنبياء فلا يقرأ في سورة الأنبياء إلا أبو جعفر، قال ابن الجزري:

يحزن في الكل اضمما

مع كسر ضم أم الأنبيا ثما

وحجة نافع قول العرب هذا أمر محزن (الهادي 2/ 129، حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 181).

(5)

قال ابن الجزري:

والبحر لا البصري وسم

وحجة من نصب أنّه عطفه على اسم {وَأَنّ} ، وهو {مَا} ، والخبر {أَقْلَامٌ} (شرح طيبة النشر 5/ 138، النشر 2/ 347، المبسوط ص 353، الغاية ص 236، أعراب القرآن 2/ 606).

(6)

حجة من رفع أنه استأنف {وَالْبَحْرُ} ، فرفعه على الابتداء، و {يَمُدُّهُ} الخبر، والجملة خبر {وَأَنّ} ، ويدلّ على الرفع أن في حرف أُبَيّ:"وبَحرٌ بَمدّه" بغير ألف ولا لام، وكذلك هو في مصحفه، فهو يدلّ على الرفع (شرح طيبة النشر 5/ 138، النشر 2/ 347، المبسوط ص 353، الغاية ص 236، إعراب القرآن 2/ 606، زاد المسير 6/ 326، وتفسير النسفي 3/ 283).

ص: 198

وخلف، وحفص: بالياء التحتية

(1)

، والباقون بالتاء الفوقية. و {وَأَنَّ} مقطوعة من {مَا} في الرسم

(2)

.

قوله تعالى: {بِنِعْمَتِ اللَّهِ} [لقمان: 31]"نعمت" بالتاء المجرورة. وقف عليها بالهاء ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب، والباقون بالتاء

(3)

،

قوله تعالى: {لِكُلِّ صَبَّارٍ} [لقمان: 31]{كُلُّ خَتَّارٍ} [لقمان: 32] قرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي -: بإمالة الألف محضة

(4)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(5)

، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(6)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} [لقمان: 34] قرأ نافع، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر:

(1)

قال ابن الجزري:

........... يدعو كلقمان (حما)

(صحب) والأخرى (ظـ) ـن عنكبا (نـ) ـما

(حما)

وحجة من قرأ بالياء أنه حمله على لفظ الغيبة لأن بعده "يكادون ويسطون" بلفظ الغيبة (شرح طيبة النشر 5/ 72، النشر 2/ 327، الغاية ص 215، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 125، السبعة ص 440، غيث النفع ص 297).

(2)

حجة من قرأ بالتاء أنه حمله على الخطاب لأن بعده {يَاأَيُّهَا النَّاسُ} وهو أقرب إليه، والمنادى مخاطب (شرح طيبة النشر 5/ 72، النشر 2/ 327، الغاية ص 215، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 125، السبعة ص 440، غيث النفع ص 297).

(3)

سبق قريبًا.

(4)

كل ألف بعده راء مجرورة في الأسماء سواء كانت الألف أصلية أم زائدة ووجه الإمالة مناسبة الكسرة، واعتبرت الكسرة على الراء لمناسبة الإمالة والترقيق والتدقيق، واشترط تطرف الراء للقرب، وهذه قاعدة مطردة في جميع القرآن وهي: أن كل ألفٍ قبلَ راءٍ مكسورة متطرفة فإن أبا عمرو والدورى عن الكسائي وابن ذكوان بخلف عنه يقرءونها بالإمالة المحضة، وورش بالإمالة الصغرى، وباقي القراء يقرءونها بالفتح قولاً واحدًا. قال ابن الجزري في الطيبة:

والألفات قبل كسر را طرف

كالدار نارٍ حُز تفُز منه اختُلِف

(شرح طيبة النشر 3/ 98 - 100، التيسير ص 51، النشر 2/ 54، الغاية ص 90).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(6)

ما ذكره المؤلف عن قالون هو خطأ يذكره المؤلف دائمًا، وقد نبهنا إليه كثيرًا.

ص: 199

بفتح النون وتشديد الزاي، وقرأ الباقون بإسكان النون وتخفيف الزاي

(1)

.

قوله تعالى: {بِأَيِّ أَرْضٍ} [لقمان: 34] قرأ الأصبهاني بتسهيل الهمزة وقفًا ووصلاً. وسهلها حمزة في الوقف دون الوصل بأن يجعلها ياء.

* * *

(1)

قال ابن الجزري:

ينزل كلًّا خف (حق)

لا الحجر والأنعام أن ينزل (د) ق

واحتج من قرأ بالتشديد بأن {نَزَّلَ} و {أَنزَلَ} لغتان وأن التشديد يدل على تكرير الفعل وقد ورد في القرآن الكريم في قوله {لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ - فَإِذَاَ أُنزِلَتْ سُورَةٌ} (حجة القراءات ص 106، وشرح طيبة النشر 4/ 47، النشر 2/ 218، المهذب ص 64، التبصرة ص 425، زاد المسير 1/ 114).

ص: 200

‌الأوجه التي بين لقمان والسجدة

من قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] إلى قوله تعالى: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} [السجدة: 2] أربعمائة وجه وخمسة وستون وجهًا غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: مائة وجه وثمانية أوجه.

ورش: مائة وجه واثنان وثلاثون وجهًا مندرج منها مع قالون: مائة وجه وخمسة أوجه.

ابن كثير: مائة وجه.

أبو عمرو: مائة وجه واثنان وثلاثون وجهًا، منها مع قالون مائة مندرجة، وثمانية أوجه، ومع ورش: واحد وعشرون وجهًا.

ابن عامر: مائة وجه واثنان وثلاثون وجهًا، منها مع قالون: مائة وجه وثمانية أوجه. ومع ورش: واحد وعشرون وجهًا، ومع أبي عمرو: ثلاثة أوجه.

عاصم: مائة وجه وثمانية أوجه مندرجة مع قالون.

حمزة: ستة أوجه منها ثلاثة أوجه مندرجة مع أبي عمرو.

والكسائي: مائة وجه وثمانية أوجه مندرجة مع قالون.

أبو جعفر: مائة وجه وثمانية أوجه.

يعقوب: مائة وجه واثنان وثلاثون وجهًا، منها مع قالون مائة وجه وثمانية أوجه، ومع ورش: واحد وعشرون وجهًا، وثلاثة مع أبي عمرو.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 201

(سُورَةُ السَّجْدَةْ)

(1)

قوله تعالى: {الم} [السجدة: 1] قرأ أبو جعفر - في الوصل والوقف - بالسكت على "ألف" وعلى "لام" وعلى "ميم". وافقه الجماعة في "الميم"

(2)

.

قوله تعالى: {لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ} [السجدة: 2] قرأ حمزة بالمد على {لَا} - بخلاف عنه -

(3)

. والباقون بغير مد، وقرأ ابن كثير - في الوصل - بصلة الهاء بياء على قاعدته إذا كان قبل هاء الكناية ساكن، والباقون بغير صلة.

قرأ شعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف:{مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} بالإدغام الكامل بغير غنة، واختلف عن الباقين في الإدغام بغير غنة، وفي الإدغام بغنَّة

(4)

.

قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} [السجدة: 3] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(5)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(6)

.

(1)

هي سورة مكية إلا {أَفَمَنْ كَانَ} إلى {تُكَذِّبُونَ} وآياتها تسع وعشرون بصري، وثلاثون في الباقي (شرح طيبة النشر 5/ 140).

(2)

يسكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواردة في فواتح السور جميعًا، وقد سبق بيان ذلك (انظر شرح طيبة النشر للنويري 2/ 335).

(3)

يمد حمزة بخلف عنه {لَا} النافية لكنه لا يبلغ بهذا المد حدّ الإشباع بل يقتصر فيه على التوسط (انظر إتحاف فضلاء البشر ص 126).

(4)

وكذا الأزرق من رواية ورش عن نافع لقول المتولي:

ولا غنة عن أزرق قط فأعقلا

وقول الشيخ الزيات:

والأزرق مائلاً بها الروض النضير

(الروض النضير ورقة 47).

(5)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق توضيح ما في هذه الكلمة ومثيلاتها قبل عدة صفحات (وانظر: شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، إتحاف فضلاء البشر 1/ ص 107).

(6)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

ص: 202

وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(1)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مِنْ رَبِّكَ} [السجدة: 3] ذكر قبيل.

قوله تعالى: {مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ} [السجدة: 5] قرأ قالون، والبزي بتسهيل الهمزة الأولى مع المد والقصر. وقرأ ورش

(2)

، وقنبل بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين الهمزة والياء، ولهما - أيضًا - إبدالها حرف مد، وقرأ أبو عمرو بإسقاط الأولى مع المد والقصر، وقرأ أبو جعفر، ورويس بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، والباقون بتحقيقهما، وهم على مراتبهم في المد

(3)

.

قوله تعالى: {كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [السجدة: 7] قرأ نافع، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف

(1)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(3)

سهل الهمزة الأخيرة من الهمزتين المتفقتين مطلقاً رويس يعني من غير طريق أبي الطيب، وكذلك قنبل من طريق ابن مجاهد وهذا مذهب الجمهور عنه ولم يذكر عنه العراقيون وصاحب التيسير غيره، وكذا ذكره ابن سوار عنه من طريق ابن شنبوذ، وروى عنه عامة المصريين والمغاربة إبدالها حرف مد خالص فتبدل في حالة الكسر ياءً وفي حالة الضم واواً ساكنة وهي الذي قطع به في الهادي والهداية والتجريد وهما في التبصرة والكافي والشاطبية وروى عنه ابن شنبوذ إسقاط الأولى مطلقًا كما ذكره، وأما ورش فلا خلاف عنه من طريق الأصبهاني في تسهيلها بين بين، واختلف عن الأزرق فروى عنه إبدال الثانية حرف مد جمهور المصريين ومن أخذ عنهم من المغاربة وهو الذي قطع به غير واحد منهم، كابن سفيان والمهدوي وابن الفحام، وكذا في التبصرة والكافي وروى عنه تسهيلها مطلقًا بين بين كثير منهم كأبي الحسن بن غلبون وابن بليمة وصاحب العنوان ولم يذكر في التيسير غيره، واختلفوا عنه في حرفين {هَؤُلَاءِ إِنْ} و {الْبِغَاءِ إِنْ} فروى عنه كثير من رواة التسهيل جعل الثانية فيها ياء مكسورة وقال في التيسير: وقرأت به على ابن خاقان، قال: وروى عنه ابن شيطا إجراؤهما لنظائرهما، وقد قرأت بذلك أيضاً على أبي الفتح، وأكثر مشيخة المصريين على الأول. وقرأ الباقون وهم ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وروح بتحقيق الهمزتين مطلقًا وجه تخفيف الثانية أنها سبب زيادة الثقل فخصت وطردًا للباقين وجمعًا وهو مذهب الخليل وحكاه عن أبي عمرو، ووجه قلبها المبالغة في التخفيف وهو سماعي ووجه الاختلاس مراعاة لأصلها، ووجه التحقيق الأصل (انظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص 42، 43).

ص: 203

بنصب اللام بعد الخاء

(1)

، والباقون بإسكانها

(2)

.

قوله تعالى: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا} [السجدة: 10] قرأ نافع، والكسائي، ويعقوب بالاستفهام في الأولى، وفي الثانية بالخبر. وقرأ ابن عامر، وأبو جعفر بالخبر في الأول، والباقون بالاستفهام في الأول والثاني. وسهل الثانية في الاستفهام: نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس. وحقق الباقون، وأدخل في الاستفهام بين الأولى والثانية ألفاً: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وهشام بخلاف عنه

(3)

(1)

قال ابن الجزري:

خلفه حرك (لـ) ما

ووجه قراءة من قرأ بفتح اللام مِن {خَلَفَهُ} : أنهم جعلوه فعلاً ماضيًا صفة لـ {شَيْءٍ} ، أو لـ {كُلَّ} ، والهاء تعود على الموصوف، على {شَيْءٍ} ، أو على {كُلَّ} (النشر 2/ 347، المبسوط ص 354، السبعة ص 516، شرح طيبة النشر 54/ 141، حجة القراءات ص 567، التيسير ص 177).

(2)

ووجه قراءة من قرأ بإسكان اللام: أنهم جعلوه مصدرًا، عمِلَ فيه ما دلّ عليه الكلام المتقدم، كأن قوله {أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ} دلّ على خَلْق كل شيء خلقًا، ومعناه: أَتقَن كلَّ شيء خلقه، والهاء تعود على اسم الله جلّ ذكره، أو على {كُلَّ} ويجوز نصب {خَلَقَهُ} على البدل من {كُلَّ} ، والتقدير: أحسَنَ خلْقَ كل شيء، أي: أَتْقنه وأَحْكمه (النشر 2/ 347، المبسوط ص 354، السبعة ص 516، شرح طيبة النشر 54/ 141، حجة القراءات ص 567، التيسير ص 177، زاد المسير 6/ 334، وتفسير ابن كثير 3/ 457، وتفسير النسفي 3/ 287، وكتاب سيبويه 1/ 223).

(3)

اختلف القراء في اجتماع الاستفهامين في أحد عشر موضعًا في القرآن، فقرأ نافع والكسائي في جميع ذلك بالاستفهام في الأول، والخبر في الثاني، وخالفا أصلهما في موضعين في النّمل والعنكبوت فقرأهما نافع بالخبر في الأول والاستفهام في الثاني. وقرأ الكسائي في العنكبوت بالاستفهام في الأول والثاني، وقرأ في النّمل على أصله، وَيتفهم بالأول، ويُخبر في الثاني، غير أنه يزيد نوناً في الثاني "إننا". وقرأ ابن عامر في جميع ذلك بالخبر في الأول، وبالاستفهام في الثاني. وخالف أصله في ثلاثة مواضع في النمل والواقعة والنازعات، فقرأ في النمل، يستفهم بالأول، ويُخبر في الثاني، ويزيد نوناً في "إننا" كالكسائي، وقرأ في الواقعة بالاستفهام في الأول والثاني، وقرأ في والنازعات مثل نافع والكسائي، يَستفهم بالأول، ويُخبر بالثاني. وقرأ الباقون ذلك كله بالاستفهام في الأول والثاني، وخالف ابنُ كثير وحفص أصلَهما في العنكبوت، فقرآه بالخبر في الأول، والاستفهام في الثاني، كنافع وابن عامر، واختلفوا في الجمع بين الهمزتين، والتخفيف للثانية إذا استفهموا، فكان الحرميان وأبو عمرو إذا استفهموا حقّقوا الأولى وخفّفوا الثانية بين الهمزة والياء، غير أن أبا عمرو وقالون يدخلان بين الهمزتين ألفاً فيمدّان. وقرأ الباقون بالتحقيق للهمزتين في ذلك كله، على ما ذكرنا في اجتماع الهمزتين، غير أن هشامًا يدخل بين الهمزتين ألفًا مع التحقيق. وقد ذكرنا علة التحقيق والتخفيف وإدخال الألف بين الهمزتين، وغير ذلك فيما تقدّم من =

ص: 204

والباقون بغير إدخال.

قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ} [السجدة: 12] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(1)

.

وقرأ ورش بإمالة بين بين

(2)

.

وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ} [السجدة: 13] قرأ الأصبهاني بالتسهيل وقفاً ووصلاً في الثاني؛ وكذا يقرأ حمزة في الوقوف - بخلاف عنه

(4)

- والباقون بالتحقيق.

= الأصول. فأما علة الاستفهام والخبر فحجة من استفهم في الأول والثانى أنه أتى بالكلام على أصله، في التقرير والإنكار، أو التوبيخ بلفظ الاستفهام، ففيه معنى المبالغة والتوكيد، فأكّد بالاستفهام هذه المعاني، وزاده توكيدًا بإعادة لفظ الاستفهام في الثاني، فأجراهما مجرى واحداً. وحجة من أخبر في أحدهما واستفهم في الآخر أنه استغنى بلفظ الاستفهام في أحدهما عن الآخر، إذ دلالة الأول على الثاني كدلالة الثاني على الأول، وأيضًا فإن ما بعد الاستفهام الثاني في أكثر هذه المواضع تفسير للعامل الأول، في {وَإِذَا} ، التي دخل عليها حرف الاستفهام، فاستغنى عن الاستفهام في الثانى بالأول، قال ابن الجزري:

............ وأخبرا

بنحو أئذا أئنا كررا

(ر) ض (كـ) ـس وأولاها (مـ) ادا والساهرة

(ثـ) نا وثانيها (ظـ) ـبى (إ) ذ (ر) م (كـ) ـره

وأول الأول من ذبح (كـ) وى

ثانيه مع وقعت (ر) د (إ) ذ (ثوى)

والكل أولاها وثاني العنكبا

مستفهم الأول (صحبة)(حـ) با

(شرح طيبة النشر 2/ 236 - 240، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 22).

(1)

سبق قريباً.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(3)

ما ذكره المصنف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.

(4)

إذا جاءت الهمزة مفتوحة وقبلها مفتوح في كلمة فإن الأصبهاني يسهل الهمزة خاصة همز {لَأَمْلَأَنَّ} بالأعراف وهود والسجدة، وص، و {وَاطْمَأَنُّوا بِهَا} بيونس، و {اطْمَأَنَّ بِهِ} بالحج، و {كَأَنْ لَمْ} و {كَأَنَّهُنَّ} و {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} و {كَأَنْ لَمْ تَكُنْ} و {كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا} ، {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ} و {أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} و {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا} ، قال ابن الجزري:

وعنه سهل اطمأن وكأن

أخرى فأنت فأمن لأملأن

شرح طيبة النشر 2/ 287).

ص: 205

قوله تعالى: {مَا أُخْفِيَ لَهُمْ} [السجدة: 17] قرأ حمزة، ويعقوب - في الوصل - بإسكان الياء

(1)

، والباقون بالفتح

(2)

.

قوله تعالى: {الْمَأْوَى} [السجدة: 19]، {فَمَأْوَاهُمُ} [السجدة: 20] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(3)

، وقرأ نافع بالفتح والإمالة بين بين

(4)

، والباقون بالفتح. وأبدل الهمزة ألفًا: أبو جعفر، وأبو عمرو، بخلاف عنه.

و {وَقِيلَ لَهُمْ} [السجدة: 20]: ذكر قبيل.

قوله تعالى: {عَذَابَ النَّارِ} [السجدة: 20] قرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي - بالإمالة بين بين

(5)

، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(6)

، والباقون بالفتح.

(1)

حجة من أسكن الياء أنه جعل الهمزة للمُخبر عن نفسه، فهو فعل مستقبل، سكنت الياء فيه، لاستثقال الضمّ عليها، فهو إخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه بأنه أخفى عن أهل الجنة ما تقرّ به أعينهم، بدخول الجنة ونعيمها، والسلامة مِن النار وعذابها، ويقوّي الإخبار أنّ قبله إخبارًا عن الله أيضًا في قوله:{لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ} [السجدة: 13]، وقوله {إِنَّا نَسِينَاكُمْ} [السجدة: 14]، وقوله:{بِآيَاتِنَا} [السجدة: 15] وقوله: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ} [السجدة: 16]، فكلّه إخبار من الله عن نفسه، فجرى ما بعدَه عليه، وما في هذه القراءة استفهام في موضع نصب بـ {أُخْفِيَ} ، والجملة في موضع نصب بـ {تَعْلَمُ} سدّتْ مَسدّ المفعولين. قال ابن الجزري:

أخفي سكن (فـ) ـي (ظـ) ـبى و (إ) ذ (كفى)

(النشر 2/ 347، المبسوط ص 354، الغاية ص 236، السبعة ص 516، غيث النفع ص 323).

(2)

حجة من فتح الياء أنه جعل الفعل ماضياً لم يسمّ فاعله، ففتح الياء، كما تقول: أُعطِيَ زيد، نُهِيَ عمرو، وما في هذه القراءة استفهام في موضع رفع بالابتداء، وما بعدها الخبر، وفي {أُخْفِيَ} ضمير يقوم مقام الفاعل، يعود على {مَاَ} والجملة في موضع نصب بـ {تَعْلَمُ} سدت مسدّ المفعولين (النشر 2/ 347، المبسوط ص 354، الغاية ص 236، السبعة ص 516، غيث النفع ص 323، زاد المسير 6/ 339، وتفسير النسفي 3/ 289).

(3)

سبق قريبًا.

(4)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

كل ألف بعده راء مجرورة في الأسماء سواء كانت الألف أصلية أم زائدة ووجه الإمالة مناسبة الكسرة، واعتبرت الكسرة على الراء لمناسبة الإمالة والترقيق والتدقيق، واشترط تطرف الراء للقرب (شرح طيبة النشر 3/ 100، التيسير ص 51، النشر 2/ 54، الغاية ص 90).

(6)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن =

ص: 206

قوله تعالى: {لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} [السجدة: 23] قرأ أبو جعفر بتسهيل الهمزة بعد الألف مع المد والقصر

(1)

، وقرأ ورش في الهمزة بالمد والقصر

(2)

. وإذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر. وله - أيضاً - إبدالها ياء خالصة مع المد والقصر.

قوله تعالى: {أَئِمَّةً} [السجدة: 24] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية بين الهمزة والياء، وعنهم - أيضًا - إبدالها ياء خالصة

(3)

، والباقون بتحقيق ...............................

= أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم وهي {التَّوْرَاةَ} فله فيها الفتح والتقليل.

(1)

فيصير النطق "إسْرايِيلَ" بتسهيل الهمزة مع المد والقصر لتغير السبب، وإذا قرئ له بالإشباع على طريق العراقيين كان له ثلاثة أوجه. واعلم أن كل حرف مد واقع قبل همز مغير يجوز فيه المد والقصر؛ فالمد لعدم الاعتداد بالعارض وهو التسهيل، والقصر اعتدادًا بالعارض، قال ابن الجزري:

والمد أولى إن تغير السبب

وبقي الأثر أو فاقصر أحب

(انظر إتحاف فضلاء البشر ص 134)

(2)

هذا الوجه لورش من طريق الأزرق، وقد اختلف في مد الياء فيها كنظائره للأزرق فنص بعضهم على مدها واستثناها الشاطبي والوجهان في الطيبة قال ابن الجزري:

............................ وأزرق إن بعد همز حرف مد

مد له واقصر ووسط كنأى

فالآن أوتوا إى ءآمنتم رأى

لا عن منون ولا الساكن صح

بكلمة أو همز وصل في الأصح

وامنع يؤاخذ وبعادًا الأولى

خلف وآلان وإسرائيلا

(انظر: شرح طيبة النشر 2/ 176، الإتحاف ص 134).

(3)

كانت الأولى لغير استفهام فإن الثانية تكون متحركة وساكنة فالمتحركة لا تكون إلا بالكسر وهي في كلمة في خمسة مواضع وهي {أَئِمَّةَ} بالتوبة: 12، والأنبياء: 73، وموضعي القصص: 5 - 41، وموضع السجدة: 24، فقرأها قالون وورش من طريق الأزرق وابن كثير وأبو عمرو وكذا رويس بالتسهيل والقصر، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني بالتسهيل كذلك والمد في ثاني القصص وفي السجدة كما نص عليه الأصبهاني في كتاب وهو المأخوذ به من جميع طرقه وفي الثلاثة الباقية بالقمر كالأزرق، وقرأ أبو جعفر بالتسهيل مع الفصل في الخمسة بلا خلف واختلف عنهم في كيفية التسهيل فذهب الجمهور من أهل الأداء إلى أنه بين بين وهو في الحرز كأصله وذهب آخرون إلى أنه الإبدال ياء خالصة وفي الشاطبية كالجامع وغيره أنه مذهب النحاة وليس المراد أن كل القراء سهلوا وكل النحاة أبدلوا بل الأكثر من كل على ما ذكر ولا يجوز الفصل بينهما عن أحد حال الإبدال كما نص عليه في النشر كغيره، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بالتحقيق مع القمر في الخمسة، لكن اختلف عن هشام في المد =

ص: 207

الهمزتين

(1)

. وقرأ أبو جعفر بمد بين الهمزة الأولى والثانية المسهلة، وورش - من طريق الأصبهاني - واختلف عن هشام في المد والقصر مع التحقيق، ولا يجوز المد مع القراءة بالبدل.

قوله تعالى: {لَمَّا صَبَرُوا} [السجدة: 24] قرأ حمزة، والكسائي، ورويس بكسر اللام وتخفيف الميم، وقرأ الباقون بفتح اللام وتشديد الجيم

(2)

.

* * *

= والقصر فالمد له من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني عند أبي العز وقطع به لهشام من طرقه أبو العلا وروى له القصر المهدوي وغيه. وفاقًا لجمهور المغاربة وأصل الكلمة أَئْمِمَة على وزن أفعلة جمع إمام نقلت كسرة الميم الأولى إلى الهمزة قبلها ليسكن أول المثلين فيدغم وكان القياس إبدال الهمزة ألفًا لسكونها بعد فتح لكن لو قالوا آمة لالتبس بجمع آم بمعنى قاصد فأبدلوها باعتبار أصلها وكان ياء لانكسارها فطعن الزمخشري في قراءة الإبدال مع صحتها مبالغة منه كما في النشر قال فيه والصحيح ثبوت كل من الوجوه الثلاثة أعني التحقيق وبين بين والياء المحضة عن العرب وصحته في الرواية (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 71).

(1)

التحقيق هو توفية كل حرف حقه من حركته ونصيبه من الإعراب؛ إذ كانت الهمزة حرفًا من حروف المعجم فيلزمها من الحركة ما يلزم سائر الحروف، لذا جاءوا بكل همزتين مجتمعتين على هيئتها إرادة للتبيين والنطق بكل حرف من كتاب الله على جهته من غير إبدال ولا تغيير (انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص 91، وشرح طيبة النشر للنويري 4/ 9، والمبسوط في القراءات العشر ص 126).

(2)

حجة من فتح وشدّد أنّه جعل {لَمَّا} التي فيها معنى المجازاة، كما تقول: أحسنت إليك لمَّا جِئتني، والتقدير: لمّا صبروا على الطاعة جعلناهم أئمة، وقيل: إن {لَمَّا} بمعنى الظرف، أي بمعنى حين، أي جعلناهم أئمة حين صبروا (النشر 2/ 347، المبسوط ص 354، شرح طيبة النشر 5/ 141، معاني القراءات 2/ 332، السبعة ص 516، التيسير ص 177، زاد المسير 6/ 344، تفسير ابن كثير 3/ 463، تفسير النسفي 3/ 290).

ص: 208

‌الأوجه التي بين السجدة والأحزاب

وبين السجدة والأحزاب من قوله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ} [السجدة: 30] إلى قوله تعالى: {وَالْمُنَافِقِينَ} [الأحزاب: 1] سبعمائة وجه وخمسون وجهًا، غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: مائة وجه واثنان وسبعون وجهًا.

ورش: ستون وجهًا.

ابن كثير: ثمانية وأربعون وجهًا.

أبو عمرو: مائة وعشرون وجهًا.

ابن عامر: ستون وجهًا.

عاصم: ثمانية وأربعون وجهًا.

خلف: ستة أوجه.

خلاد: ثلاثة أوجه مندرجة مع خلف.

أبو الحارث: ثمانية وأربعون وجهًا مندرجة مع ابن عامر.

الدوري - عن الكسائي -: ثمانية وأربعون وجهًا.

أبو جعفر: ثمانية وأربعون وجهًا.

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 209

رويس: مائة وعشرون وجهًا مندرجة مع أبي عمرو.

روح: مائة وعشرون وجهًا.

خلف - في اختياره -: ثلاثة أوجه مندرجة معه عن حمزة.

* * *

ص: 210

(سورة الأحزاب)

(1)

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ} [1] قرأ نافع بالهمز

(2)

، والباقون بالياء التحتية

(3)

.

قوله تعالى: {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ} [1] فر أ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي - ورويس بالإمالة محضة

(4)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(5)

.

والباقون بالفتح.

واختلف عن ابن ذكوان بين الفتح والإمالة.

قوله تعالى: {بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [2] قرأ أبو عمرو بالياء التحتية

(6)

،

(1)

هي سورة مدنية آياتها ثلاث وسبعون آية باتفاق (شرح طيبة النشر 5/ 142).

(2)

وقد احتج من همز بأنه أي به على الأصل؛ لأنَّه من النبأ الذي هو الخبر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مخبِرٌ عن الله، فهي تبنى على فعيل بمعنى فاعل؛ أي منبئ عن الله؛ أي مخبر عنه بالوحي (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص 73، والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص 98) و" النبيء" هنا بمعنى المخبر.

(3)

النبي مأخوذ من نبا ينبو إذا ارتفع، فيكون فعيلًا من الرفعة، والنبوة: الارتفاع، وإنما قيل للنبي نبي لارتفاع منزلته وشرفه تشبيهًا له بالمكان المرتفع. وحجة من قرأ ذلك بدون همز: أن كل ما في القرآن من جميع ذلك على أفعلاء نحو: {أَنْبِيَاءَ اللَّهِ} (انظر حجة القراءات ص 99، النشر 1/ 400).

(4)

وكذلك روي عن ابن ذكوان بخلص عنه إمالة {الْكَافِرِينَ} فأمالها الصوري عنه، وفتحها الأخفش، وأمالها عن يعقوب في النمل خاصة وهو {مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ} ووجه الإمالة المحضة التناسب بين الألف وبين ترقيق الراء، وتنبيهًا على أن الكسرة تؤثر على غير الراء مع مجاورة أخرى ولزومها وكثرة الدور، ولهذا لم يطرد في الكافر وكافر والذاكرين، قال ابن الجزري:

.... .... .... .... .... وكيف كافرين (جـ) ـاد وأمل

(تـ) ـب (جـ) ز (مـ) ـنا خلف

(غـ) ـلا وروح قل اختلف

(انظر إتحاف فضلاء البشر (ص 130) وابن مهران الأصبهاني في المبسوط (ص 112)).

(5)

والصواب ورش من طريق الأزرق وحده دون الأصبهاني.

(6)

قرا أبو عمرو {بما يعملون خبيرا} ، و {بما يعملون بصيرا} بالياء ردّهما على ذكر المنافقين والكافرين، والتقدير: لا تطعهم يا محمد، فهو في الظاهر أمر للنبي، ومعناه لأمته، أي: لا تطيعوهم، إن الله كان بما يعملون خبيرًا، قال ابن الجزري:

.............. ويعملوا معا (حـ) ـوى=

ص: 211

والباقون بالتاء الفوقية

(1)

.

قوله تعالى: {أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي} [4] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بتحقيق الهمزة وبعدها ياء تحتية سكنة

(2)

، وقرأ قالون، وقنبل ويعقوب بإثبات الهمزة ولا ياء بعدها، وقرأ ورش، والبزي، وأبو عمرو، وأبو جعفر بتسهيل الهمزة بين بين مع المد والقصر، وعن البزي، وأبي عمرو - أيضًا - إبدالها ياء ساكنة مع المد.

قوله تعالى: {تُظَاهِرُونَ} [4] قرأ عاصم بضم التاء الفوقية، وتخفيف الظاء، وألف بعدها، وكسر الهاء مخففة

(3)

. وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف بفتح التاء، وتخفيف الظاء، وألف بعدها، وفتح الهاء مخففة

(4)

وقرأ ابن عامر بفتح التاء، وتشديد الظاء،

= (انبشر 2/ 347، الغابة ص 327، شرح طيبة النشر 5/ 142، السبعة ص 518، التيسير ص 177، إتحاف فضلاء البشر ص 352، غيث النفع ص 323).

(1)

وحجة من قرأ بتاء الخطاب: إسناده للمؤمنين المفهومين {آمَنُوا} (النشر 2/ 347، الغاية ص 327، شرح طيبة النشر 5/ 142، السبعة ص 518، التيسير ص 177، إتحاف فضلاء البشر ص 352، غيث النفع ص 323، زاد الميسر 6/ 357، وتفسير النسفي 3/ 292).

(2)

حذف المدنيان والبصريان وابن كثير ياء {اللَّائِي} الواقع بعد الهمز في الأحزاب والمجادلة وموضعي الطلاق، واختلف من حذف في تحقيق الهمزة وتسهيلها وإبدالها، فقرأ يعقوب وقالون وقنبل بتحقيقها، وقرأ أبو جعفر وورش من طريقيه بتسهيلها، واختلف عن أبي عمرو والبزي؛ فقطع لهما العراقيون بالتسهيل، وقطع لهما المغاربة بإبدال الهمزة ياء ساكنة، فيجتمع ساكنان فيمد لالتقائهما، قال أبو عمرو ابن العلاء: هي لغة قريش، وهما في الشاطبية والإعلان، وكل من قرأ بالتسهيل مع الكسر إذا وقف قلبها ياء ساكنة، وحجته: أنه إذا وقف سكن الهمزة فيمتنع تسهيلها بين بين حينئذ لزوال حركتها فتنقلب ياء لوقوعها ساكنة بعد كسرة، قال ابن الجزري:

وحذف يا اللائي (سما) وسهلوا

غير (ظـ) ـبى (بـ) ـه (ز) كا والبدل

ساكنة اليا خلف (هاديه)(حـ) ـسب

(شرح طيبة النشر 2/ 297، النشر 1/ 404).

(3)

على وزن "تفاعلون"، والتاء للخطاب مثل {تُقَاتِلُونَ} ، بناه على "فاعل تفاعل"، والتاء للخطاب، قال ابن الجزري:

تظاهرون الضم والكسر (نـ) ـوى

(شرح طيبة النشر 5/ 142، النشر 2/ 247، المبسوط ص 355، السبعة ص 519، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 194، وتفسير النسفي 3/ 293).

(4)

وحجة من قرأ بألف مخفّفًا: أن أصله "تظاهرون"، ثم حذف إحدى التاءين كـ {تُسْأَلُونَ} وكـ {تُظَاهِرُونَ} =

ص: 212

ولا ألف بعدها، وفتح الهاء مشددة

(1)

.

قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى} [6] قرأ نافع بالهمزة

(2)

، والباقون بغير همزة

(3)

. وإذا وصل نافع، أبدل الهمزة الثانية واوًا في اللفظ، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(4)

.

قوله تعالى: {بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} [9] قرأ أبو عمرو بالياء التحتية، والباقون بالتاء الفوقية

(5)

.

قوله تعالى: {وَإِذْ زَاغَتِ} [10] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب وخلف - عن حمزة - بإظهار ذال "إذ" عند الزاي

(6)

.

= في البقرة. قال ابن الجزري:

وخفف الهاء (كنز)

(شرح طيبة النشر 5/ 142، النشر 2/ 247، المبسوط ص 355، السبعة ص 519، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 194، وتفسير ابن كثير 3/ 465).

(1)

وقد قرأ بألف مخففًّا، كالكوفيين غير أنّه شدّد الظاء؛ لأنَّه أدغم التاء الثانية في الظاء، ولم يحذفها كـ"تساءلون وتظاهرون" في البقرة في قراءته، وقراءة عاصم بضمّ التاء وكسر الهاء وبألف بعد الظاء مُخففًّا على وزنا "تفاعلون"، والتاء للخطاب مثل {تُقَاتِلُونَ} ، بناه على "فاعل تفاعل"، والتاء للخطاب، وهو كله بمعنى واحد، مشتق من الظهر، وقولهم "الظّهّار" يدلّ على ضم التاء؛ لأنَّه مصدر "ظاهَرَ"، قال ابن الجزري:

واقصر (سما)

(شرح طيبة النشر 5/ 142، النشر 2/ 247، المبسوط ص 355، السبعة ص 519، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 194، زاد المسير 6/ 353).

(2)

وقد احتج من همز بأنه أتى به على الأصل؛ لأنَّه من النبأ الذي هو الخبر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مخبِرٌ عن الله، فهي تبنى على فعيل بمعنى فاعل؛ أي منبئ عن الله؛ أي مخبر عنه بالوحي (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص 73، والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص 98) و"النبيء" هنا بمعنى المخبر.

(3)

النبي مأخوذ من نبا ينبو إذا ارتفع، فيكون فعيلًا من الرفعة، والنبوة: الارتفاع، وإنما قيل للنبي نبي لارتفاع منزلته وشرفه تشبيهًا له بالمكان المرتفع. وحجة من قرأ ذلك بدون همز: أن كل ما في القرآن من جمع ذلك على أفعلاء نحو: {أَنْبِيَاءَ اللَّهِ} (انظر حجة القراءات ص 99، النشر 1/ 400).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

سبق في أول السورة.

(6)

اختلف في إدغام ذال إذ في ستة أحرف وهي حروف تجد والصفير الصاد والسين والزاي فالتاء نحو {إِذْ =

ص: 213

وقرأ الباقون بالإدغام.

قوله تعالى: {الظُّنُونَا} [10]{هُنَالِكَ} [12] قرأ نافع، وابن عامر، وشعبة، وأبو جعفر بإثبات الألف بعد النون الثانية وقفًا ووصلًا

(1)

.

وقرأ أبو عمرو، وحمزة، ويعقوب بغبر ألف وقفًا ووصلًا

(2)

.

وقرأ الباقون وهم: - ابن كثير، وحفص، والكسائي، وخلف -: بالألف في الوقف، وحذفها في الوصل

(3)

.

=تَبَرَّأَ} البقرة: 166، والجيم {إِذْ جَاءَ} ، الصافات: 84، والدال {إِذْ دَخَلُوا} ، الذاريات: 25، والصاد {وَإِذْ صَرَفْنَا} [الأحقاف: 29] ولا ثاني له، والسين {إِذْ سَمِعْتُمُوهُ} النور: 12، والزاي {وَإِذْ زَيَّنَ} الأنفال: 48، فقرأ أبو عمرو وهشام بإدغام الذال في الستة، وأظهرها عند الستة نافع وابن كثير وعاصم وكذا أبو جعفر ويعقوب، واختلف عن ابن ذكوان في الدال فأدغم الذال فيها من طريق الأخفش وأظهرها من طريق الصوري كالخمسة الباقية، وقرأ حمزة وكذا خلف بإدغامها في التاء والدال فقط وبإظهارها عند الأربعة الباقية، وقرأ خلاد والكسائي بإدغامها في غير الجيم، قال ابن الجزري:

إذ في الصفير وتجد إغم (حـ) ـلا

لي وبغير الجيم قاض رتلا

والخلف في الدال مصيب وفتى

قد وصل الإدغام في دال وتا

(شرح طيبة النشر 3/ 3 - 5، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 40).

(1)

حجة من أثبت الألف في الوصل أنه اتَّبع الخطَّ، فهي في المصحف بألف، وإنما كُتبت بألف لأنها رأس آية، فأشبهت القوافي من حيث كانت كلها مقاطعَ الكلام، وتمام الأخبار. قال ابن الجزري:

وحالتيه (عم)(صـ) ـف

(النشر 2/ 347، شرح طيبة النشر 5/ 143، الغاية ص 237، السبعة ص 520، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 195، التيسير ص 178).

(2)

حجة من حذف الألف في الوصل أنه أتى به على الأصل، إذ لا أصل للألف فيه كله، وفرْقُ ما بين هذا والقوافي أنّ القوافي موضعُ وقف وسكون، وهذا لا يلزم فيه الوقف والسكون (النشر 2/ 347، شرح طيبة النشر 5/ 143، الغاية ص 227، السبعة ص 520، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 195، التيسير ص 178، وزاد المسير 6/ 358، وتفسير النسفي 3/ 296).

(3)

حجة من حذف الألف في الوقف أنّه أجرى الوقف مجرى الوصل، فحذف في الوقف كما حذف في الوصل؛ لأن الألفات فيها لا أصل لها، إنما جيء بها على التشبيه بالقوافي والفواصل، والاختيار إثبات الألف في الوصل والوقف اتباعًا للمصحف، قال ابن الجزري:

............... وفي الظنونا وقفا

مع الرسولا والسبيلا بالألف

(د) ن) عـ) ـن (روى)

(النشر 2/ 347، شرح طيبة النشر 5/ 143، الغاية ص 237، السبعة ص 520، الكشف عن وجوه =

ص: 214

قوله تعالى: {لَا مُقَامَ لَكُمْ} قرأ حفص بضم الميم الأولى

(1)

.

والباقون بفتحها

(2)

.

قوله تعالى: {إِنَّ بُيُوتَنَا} [13] قرأ ورش، وأبو عمرو، وحفص، وأبو جعفر بضم الباء الموحدة، والباقون بكسرها

(3)

.

قوله تعالى: {لَآتَوْهَا} [14] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو جعفر، وابن ذكوان - بخلاف عنه

(4)

- بقصر الهمزة

(5)

.

= القراءات 2/ 195، التيسير ص 178، المصاحف 111، وإيضاح الوقف والابتداء 374، وكتاب سيبويه 2/ 357).

(1)

وحجة من قرأ بالضم: أنه جعله اسم مكان، على معنى: لا موضع قيام لكم، كما قال:{مُقام إبراهيم} [البقرة: 125]، أي: موضع قيامه. ويجوز أن يكون مصدرًا من "أقام" على معنى: لا إقامة لكم. وقرأ نافع وأبو جعفر وابن عامر {إن المتقين في مُقام أمين} في الدخان بضم الميم أيضًا، واتفق الجميع على {وَمَقَامٍ كَرِيمٍ} في أول الدخان، قال ابن الجزري:

مقام ضم (عـ) ـدخان الثان (عم)

(النشر 2/ 348، شرح طيبة النشر 5/ 144، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 195).

(2)

وحجة من قرأ بفتح الميم: أنه على أنه مصدر قام قيامًا ومقامًا، ويجوز أن يكون أيضًا اسم مكان، والقراءتان بمعنى (النشر 2/ 347، شرح طيبة النشر 5/ 143، الغاية ص 237، السبعة ص 520، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 195، وزاد المسير 6/ 358).

(3)

وهي قراءة يعقوب أيضًا وقد تركها المصنف في كل المواضع في القرآن الكريم وحجة من ضم بأن ذلك هو الأصل في الجمع كقلب وقلوب، ولذلك لم يسأل عن الياء وضمتها وباب" فَعْل" في الجمع الكثير "فُعُول"(شرح طيبة النشر 4/ 94، النشر 2/ 226، المبسوط ص 143، الغاية ص 112، الإقناع 1/ 607، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 284، شرح شعلة ص 286).

فيصير النطق "البِيُوت" وهناك قاعدة مطردة في كل القرآن، وهي: أن لفظ "البيوت" معرفًا، ومنكرًا، ومضافًا وغير مضاف، قرأه المذكورون بكسر الباء، قال ابن الجزري:

بيوت كيف جا بكسر الضم (كـ) ـم

(د) ن (صحبة) بلي

ووجه هؤلاء قراءتهم بأنهم أتوا بالكسرة مناسبة للياء استثقالًا لضم الياء بعد ضمة وهي لغة معروفة ثابتة ومروية (شرح طيبة النشر 4/ 94، المبسوط ص 143، النشر 2/ 226، كتاب سيبويه 2/ 305).

(4)

فروى منه الصوري بالقصر وهي رواية الثعلبي عنه، وسلامة بن هارون وغيره عن الأخفش، وروى الأخفش من طريقيه بالمد؛ قال ابن الجزري:

خلف (د) م

(النشر 2/ 348، شرح طيبة النشر 5/ 145، الغاية ص 238، غيث النفع ص 324).

(5)

وحجة من قرأ بغير مدّ: أنه من المجيء، على معنى، لجاؤوها. وقوّى ذلك أنّه لم يتعدّ إلا إلى مفعول=

ص: 215

والباقون بمدها

(1)

.

قوله تعالى: {يُغْشَى عَلَيْهِ} [19] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(2)

وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(3)

، وقرأ الباقون بالفتح.

قوله تعالى: {يَحْسَبُونَ} [20] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر بفتح السين

(4)

، والباقون بالكسر

(5)

.

قوله تعالى: {يَسْأَلُونَ} [20] قرأ رويس بفتح السين مشددة وألف بعدها قبل

= واحد، وباب الإعطاء يتعدّي إلى مفعولين، ويحوز الاقتصار على أحدهما، قال ابن الجزري:

وقصر آتوها (مدا)(مـ) ـن

(النشر 2/ 348، شرح طيبة النشر 5/ 145، الغاية ص 238، السبعة ص 521، غيث النفع ص 324).

(1)

وحجة من قرأ بالمدّ: أنه من باب الإعطاء، على معنى: لأعطوها السّائلين، أي: لم يمتنعوا منها، أي لو قيل لهم كونوا على المسلمين لفعلوا ذلك (النشر 2/ 348، شرح طيبة النشر 5/ 145، الغاية ص 238، السبعة ص 521، غيث النفع ص 324).

(2)

هناك قاعدة مطردة؛ وهي أن حمزة والكسائي وخلف البزار أمالوا جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:

وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه

وفتحهُ وما بياء رسمه

(النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(3)

وهي رواية ورش من طريق الأزرق (انظر إتحاف فضلاء البشر ص 137).

(4)

رواية إذا كان مضارعًا خاليًا من الزوائد البنائية خبرًا كان أو استفهامًا، تجرد عن الضمير أو اتصل به، مرفوع أو منصوب، وذلك نحو:{يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ} {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ} {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ} فخرج بالمضارع الماضي، وبالخالي من الزوائد ذو الزوائد نحو {يَحْتَسِبُونَ} وقيدت بالبنايئة؛ أي التي ينتقل الوزن بها إلى وزن آخر لئلا يخرج ذو همزة الاستفهام، ووجه الفتح القياس وهي لغة تميم، قال ابن الجزري:

مستقبلًا بفتح سين (كـ) ـتبوا

(شرح طيبة النشر 4/ 132، النشر 2/ 236، المبسوط ص 154، زاد المسير 1/ 328).

(5)

حسِب وحسَب لغتان: حسب يحسب وحسب يحسب وقال قوم يحسب بكسر السين من حسب وقالوا وقد جاءت كلمات على فعل يفعل مثل حسب يحسب ونعم ينعم ويئس ييئس (حجة القراءات ص 148، وشرح طيبة النشر 4/ 133).

ص: 216

الهمزة

(1)

، وقرأ الباقون بإسكان السين بعدها الهمزة المفتوحة

(2)

.

قوله تعالى: {أُسْوَةٌ} [21] قرأ عاصم بضم الهمزة، والباقون بكسرها

(3)

.

قوله تعالى: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ} [22] قرأ نافع، وابن كثير، والدوري - عن أبي عمرو - وابن عامر، وحفص، والكسائي، وأبو جعفر، ويعقوب، وخلف - في الوصل - بفتح الراء والهمزة، وقرأ السوسي بفتحهما وإمالتهما، وفتح الراء مع إمالة الهمزة، وإمالة الراء مع فتح الهمزة، وقرأ شعبة بإمالتهما وفتحهما، وقرأ حمزة بإمالة الراء وفتح الهمزة

(4)

.

(1)

فيصير النطق "يسَّاءلون"، وأصله يتساءلون ثم أدغم، قال ابن الجزري:

ويسألون اشدد ومد (غـ) ـث

(شرح طيبة النشر 5/ 1145، النشر 2/ 248، الغاية ص 238، المبسوط ص 357).

(2)

ووجه قراءتهم: أنه مضارع سأل (شرح طيبة النشر 5/ 1145، النشر 2/ 248، الغاية ص 238، المبسوط ص 357).

(3)

قرأ عاصم لفظ {أُسْوَةٌ} في الأحزاب، والممتحنة بضم الهمزة، وهي لغة قيس وتميم، والأسوة بضم الهمزة، وكسرها لغتان، قال ابن الجزري:

.... .... .... .... وضم

كسرا لدى أسوة فلي الكل (نـ) ـم

(شرح طيبة النشر 5/ 145، النشر 2/ 348، السبعة ص 520، التيسير ص 178، غيث النفع ص 324).

(4)

إذا وقعت {رَأَى} فعلًا ماضيًا وكان بعده ساكن وهو في ستة مواضع {رَأَى الْقَمَر} {رَأَى الشَّمْسَ} بالأنعام: 77 - 78، {رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} بالنحل: 85، وفيها {رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا} 86 وبالكهف {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ} 53 وبالأحزاب {رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ} 22 فقرأ بإمالة الراء كله وفتح الهمزة من ذلك كله أبو بكر وحمزة وكذا خلف وافقهم الأعمش والباقون بالفتح فيهما وحكاية الشاطبي رحمه الله تعالى الخلاف في إمالة الهمزة عن أبي بكر وفي إمالة الراء والهمزة معًا عن السوسي تعقبها في النشر بأن ذلك لم يصح عن أبي بكر ولا عن السوسي من طرق الشاطبية كأصلها بل ولا من طرق النشر قال: وبعض أصحابنا ممن يعمل بظاهر الشاطبية يأخذ للسوسي في ذلك بأربعة أوجه فتحهما وإمالتهما وفتح الراء وإمالة الهمزة وعكسه ولا يصح منها سوى الأول والله أعلم، هذا حكم الوصل أما الوقف فكل من القراء يعود إلى أصله في الذي بعده متحرك غير مضمر من الفتح والإمالة والتقليل، قال ابن الجزري:

وقبل ساكن أمل للرا (صفا)

(فـ) ـي وكغيره الجميع وقفا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 117، التيسير ص 103، السبعة ص 260).

ص: 217

قوله تعالى: {وَمَا زَادَهُمْ} [22] قرأ حمزة، وابن ذكوان - بخلاف عنه - بإمالة الألف بعد الزاي

(1)

، وقرأ الباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} [23] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة المحضة

(2)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} [24] قرأ قالون، والبزي، وأبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى في الوصل مع المد والقصر

(4)

، وقرأ ورش وقنبل، وأبو جعفر، ورويس

(1)

إذا أتى اللفظ الذي على ثلاثة أحرف من الأفعال العشرة وهي: {وَزَادَهُ} {زَاغَ} {جَاءَ} {شَاءَ} {طَابَ} {خَافَ} {خَابَ} {وَضَاقَ} {وَحَاقَ} فإن حمزة يميلها بشرط أن تكون أفعالًا ماضية معتلة العين والإمالة واقعة في وسطها، وسواء اتصلت هذه مع الأفعال بضمير أو لم تتصل، واختلف عن ابن عامر في {وَزَادَهُ} {خَابَ} عن كل من راوييه، فأما هشام فروى عنه إمالة {وَزَادَهُ} الداجوني وفتحها الحلواني، واختلف عن الداجوني في خاب، فأمالها عنه صاحب التجريد والروضة والمبهج وابن فارس وجماعة، وفتحها ابن سوار وأبو العز وآخرون، وأما ابن ذكوان؛ فروى عنه لإمالة {خَابَ} الصوري وروى فتحها الأخفش، وأما {وَزَادَهُ} فلا خلاف عنه في إمالة الأولى {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} واختلف في غير الأولى فروى فيه الفتح وجهًا واحدًا صاحب العنوان وابن شريح والمهدوي ومكي وصاحب التذكرة وبه قرأ الداني على ابن غلبون، وروى الإمالة أبو العز في كتابيه، وصاحب التجريد والمستنير والمبهج والعراقيون وهي طريق الصوري والنقاش عن الأخفش وطريق التيسير وقد أفرد الإمام ابن الجزري فصلًا في إمالة الألف التي هي عين الفعل، ووجه الإمالة: الدلالة على أصل الياءات، وحركة الواوى، ولما يؤول إليه عند البناء للمفعول، وإشعارًا بكسر الفاء مع الضمير. قال ابن الجزرى في باب الفتح والإمالة:

والثلاثي (فـ) ـضلا

في خاف طاب ضاق حاق زاغ لا

زاغت وزاد خاب (كـ) ـم خلف (فـ) ـنا

وشاء جا (لـ) ـي خلفه (فتى)(مـ) ـنا

(النشر 2/ 59، التيسير ص 50، التبصرة ص 373، إبراز المعاني، الغاية ص 95).

(2)

سبق قريبًا.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(4)

إذا اتفقت الهمزتان بالفتح نحو {جَاءَ أَجَلُهُمْ} و {شَاءَ أَنْشَرَهُ} {السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} وشبهه فورش وقنبل يجعلان الثانية كالمدة وقالون والزى وأبو عمرو يسقطون الأولى والباقون يحققون الهمزتين معًا، قال ابن الجزري في باب الهمزتين من كلمتين:

أسقط الأولى في اتفاق زن غدا

خلفهما حز وبفتح بن هدى

وسهلًا في الكسر والضم وفي

بالسوء والنبيء الادغام اصطفى

وسهل الأخرى رويس قنبل

ورش وثامن وقيل تبدل

مدًا زكا جودا=

ص: 218

بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين، وعن ورش، وقنبل -أيضًا- إبدال الثانية حرف مد، والباقون بتحقيقهما. وقرأ حمزة ويعقوب بضم الهاء

(1)

، والباقون بكسرها.

قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} [26] قرأ أبو عمرو، ويعقوب -في الوصل- بكسر الهاء والميم، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف بضمهما

(2)

، وقرأ الباقون وهم: -نافع، وابن كثير، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر- بكسر الهاء وضم الميم. وقرأ ابن عامر، والكسائي، وأبو جعفر، ويعقوب:{الرُّعْبَ} بضم العين

(3)

، وقرأ الباقون بإسكانها

(4)

.

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ} [28]{يَانِسَاءَ النَّبِيِّ} [30] قرأ نافع بالهمزة

(5)

. والباقون بالياء مشددة

(6)

.

= (التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 33).

(1)

قرأ يعقوب وحمزة {عَلَيْهِمْ} و {إِلَيْهِمْ} و {لَدَيْهِمْ} بضم كسر الهاء في الثلاث حال وصله ووقفه، ويفهمان من إطلاقه إذا كانت لجمع مذكر ولم يتلها ساكن علم مما يعد، قال ابن الجزري:

عليهمو إليهمو لديهمو

بضم كسر الهاء (ظ) ـبي (فـ) ـهم

(شرح طيبة النشر 2/ 52).

(2)

سبق كثيرًا.

(3)

والحجة لمن ضم أن الأصل عنده الإسكان فأتبع الضم الضم ليكون اللفظ في موضع واحد كما قرأ عيسى بن عمر {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} بضمتين وكيف كان الأصل فهما لغتان. قال ابن الجزري:

واعكسا

رعب الرعب (ر) م (كـ) ـم (ثـ) ـوى

(الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 114، والتيسير ص 90، السبعة ص 217).

(4)

والحجة لمن أسكن أن الأصل الضم فثقل عليه الجمع بين ضمتين متواليتين فأسكن (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 114، والتيسير ص 90، السبعة ص 217).

(5)

وقد احتج من همز بأنه أتى به على الأصل؛ لأنه من النبأ الذي هو الخبر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مخبِرٌ عن الله، فهي تبنى على فعيل بمعنى فاعل؛ أي منبئ عن الله؛ أي مخبر عنه بالوحي (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص 73، والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص 98) و"النبيء" هنا بمعنى المخبر.

(6)

النبي مأخوذ من نبا ينبو إذا ارتفع، فيكون فعيلًا من الرفعة، والنبوة: الارتفاع، وإنما قيل للنبي نبي لارتفاع منزلته وشرفه تشبيهًا له بالمكان المرتفع. وحجة من قرأ ذلك بدون همز: أن كل ما في القرآن من جميع ذلك على أفعلاء نحو: {أَنْبِيَاءَ اللَّهِ} (انظر حجة القراءات ص 99، النشر 1/ 400).

ص: 219

قوله تعالى: {بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} [30] قرأ ابن كثير، وشعبة بفتح الياء التحتية

(1)

، وقرأ الباقون بكسرها

(2)

.

قوله تعالى: {يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ} [30] قرأ ابن كثير، وابن عامر بالنون مضمومة، وكسر العين مشددة، "العَذَاب" بنصب الباء، ونصب "العَذَاب"

(3)

، وقرأ أبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب بالياء التحتية مضمومة وتشديد العين مفتوحة ورفع العذاب

(4)

، وقرأ الباقون بالياء التحتية مضمومة وألف بعد الضاد وفتح العين مخففة، ورفع {الْعَذَابُ} .

(1)

وحجة من فتح الياء أنه أجراه على ما لم يسم فاعله، أي يبين، أي يبينها مَن يقوم فيها وينكرها، ويبين الآيات أنها آيات، أي يبينها الله أنها آيات. قال ابن الجزري:

وصف دما بفتح يا مبينة

(الكشف عن وجوه القراءات 1/ 283)

(2)

وحجة من قرأ بكسر الياء أنه أضاف الفعل إلى الفاحشة، لأنها تبين من نفسها أنها فاحشة يقبح فعلها، وتبين الآيات عن نفسها أنها آيات لإعجازه. و {الفاحشةُ} الزنا في قول الحسن والشعبي، أي: إن زنت المرأة أخرجت للحد، وصلُح الخَلْع. قال عطاء الخرساني: هو منسوخ، كان الرجل إذا تزوج المرأة فأتت بفاحشة كان له أن يأخذ منها كل ما ساق إليها، فنسخ ذلك بالحدود. وقال الضحاك وقتادة: الفاحشة النشوز: إذا نشزت عنه، كان له أن يأخذ منها الفدية ويدعها. وقيل: المعنى: {وَلَا يَزْنِينَ} فيحبسن في البيوت. فهذا كان قبل النسخ بالحدود، وقيل: الفاحشة البذاء باللسان. وقيل: هي خروجهن من بيوتهن في العدة. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 382).

(3)

وحجة من قرأ بالنون والتشديد، وكسر العين، ونصب "العَذَابَ": على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه بذلك، فانتصب العَذَابُ بوقوع الفعل عليه. قال ابن الجزري:

ثقل يضاعف (كـ) ـم

(ثـ) ـنا (حق)

(شرح طيبة النشر 5/ 146، النشر 2/ 248، السبعة ص 521، المبسوط ص 357، الغاية ص 238).

(4)

وحجة من قرأ بالياء والتشديد، وحذف الألف: أنه قرأ ذلك على أن الفعل لم يسمّ فاعله، والفاعل في المعنى هو الله جلّ ذكره، فأقاموا {الْعَذَابِ} مقام الفاعل، فرفعوا، قال ابن الجزري:

ويا والعين فافتح بعد رفع (1) حفظ (حـ) ـيا

(ثـ) ـوى (كفى)

(شرح طيبة النشر 5/ 146، النشر 2/ 248، السبعة ص 521، المبسوط ص 357، الغاية ص 238، المهذب 2/ 144).

ص: 220

قوله تعالى: {وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا} [31] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالياء التحتية فيهما مفتوحة في الأول، مضمومة في الثاني

(1)

، وقرأ الباقون بالتاء الفوقية في الأول مفتوحة، والنون في الثاني مضمومة

(2)

.

قوله تعالى: {مِنَ النِّسَاءِ إِنِ} [32] قرأ قالون، والبزي بتسهيل الهمزة الأولى مع المد والقصر

(3)

.

(1)

وحجة من قرأهما بالياء أنّه حمَلَ الفعل الأول على تذكير لفظ {مِنَ} لأن لفظه مذكّر، وحمل الثاني على الإخبار عن الله جلّ ذكره، لتقدّم ذكره في قوله:{اللَّهِ} ، وقوله:{عَلَى اللَّهِ} "30". قال ابن الجزري:

..........

تعمل وتؤت اليا (شفا)

(شرح طيبة النشر 5/ 147، النشر 2/ 248، السبعة ص 521، المبسوط ص 357، الغاية ص 238، حجة القراءات ص 575، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 196).

(2)

حجة من قرأ بالتاء في {وَتَعْمَلْ} أنه حمل الفعل على معنى {مَنْ} لأن {مَنْ} يُراد به المؤنث، وهو خطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم. وأيضًا فإنه أتى بعد قوله:{مِنْكُنَّ} "30" الذي يدلّ على التأنيث، فجرى على تأنيث {مِنْكُنَّ} . وحجة من قرأ {نُؤْتِهَا} بالنون أنه حمله على الإخبار عن الله جلّ ذكره عن نفسه، بإعطائهن الأجر مرتين، لتقدّم ذكره، فهو خروج من خطاب إلى الإخبار عن النفس، فأما قوله:{وَمَنْ يَقْنُتْ} فكل القراء الذين قرأنا بقراءتهم على التاء. والحجة في ذلك أنهم أسندوا الفعل إلى {وَمَنْ} ولفظه مذكَّر فسبق التذكير على الفعل، قبل إتيان ما يدلّ على التأنيث، من قوله {مِنْكُنَّ} وقوله {نُؤْتِهَا أَجْرَهَا} . ولمّا أتى {وَتَعْمَلْ} ، بعد إتيان ما يدلّ على التأنيث، وهو {مِنْكُنَّ} ، حسُن التأنيث فيه حملًا على لفظ {مِنْكُنَّ} ، وعلى معنى {وَمَنْ} (شرح طيبة النشر 5/ 146، النشر 2/ 248، السبعة ص 521، المبسوط ص 357، الغاية ص 238، المهذب 2/ 144، غيث النفع 342، التيسير ص 179).

(3)

سهل الهمزة الأخيرة من الهمزتين المتفقتين مطلقًا رويس يعني من غير طريق أبي الطيب، وكذلك قنبل من طريق ابن مجاهد وهذا مذهب الجمهور عنه ولم يذكر عنه العراقيون وصاحب التيسير غيره، وكذا ذكره ابن سوار عنه من طريق ابن شنبوذ، وروى عه عامة المصريين والمغاربة إبدالها حرف مد خالص فتبدل في حالة الكسر ياءً وفي حالة الضم واوًا ساكنة وهي الذي قطع به في الهادي والهداية والتجريد وهما في التبصرة والكافي والشاطبية وروى عنه ابن شنبوذ إسقاط الأولى مطلقًا كما ذكره، وأما ورش فلا خلاف عنه من طريق الأصبهاني في تسهيلها بين بين، واختلف عن الأزرق فروى عنه إبدال الثانية حرف مد جمهور المصريين. ومن أخذ عنهم من المغاربة، وهو الذي قطع به غير واحد منهم، كابن سفيان والمهدوي وابن الفحام، وكذا في التبصرة والكافي وروى عنه تسهيلها مطلقًا بين بين كثير منهم كأبي الحسن بن غلبون وابن بليمة وصاحب العنوان ولم يذكر في التيسير غيره، واختلفوا عنه في حرفين {هَؤُلَاءِ إِنْ} و {الْبِغَاءِ إِنْ} فروى، عنه كثير من رواة التسهيل جعل الثانية فيها ياء مكسورة، وقال في التيسير: وقرأت به على ابن خاقان قال وروى عنه ابن شيطا إجراؤهما لنظائرهما، وقد قرأت بذلك أيضًا على أبي الفتح، وأكثر مشيخة =

ص: 221

وقرأ ورش

(1)

، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين. وعن ورش وقنبل -أيضًا- إبدال الثانية حرف مد، وقرأ أبو عمرو بإسقاط الأولى مع المد والقصر، وقرأ الباقون بتحقيقهما.

قوله تعالى: {وَقَرْنَ} [33]، قرأ نافع، وعاصم، وأبو جعفر بفتح القاف

(2)

.

والباقون بالكسر

(3)

.

= المصريين على الأول. وقرأ الباقون وهم ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وروح بتحقيق الهمزتين مطلقًا وجه تخفيف الثانية أنها سبب زيادة الثقل فخصت وطردًا للباقين وجمعًا وهو مذهب الخليل وحكاه عن أبي عمرو، ووجه قلبها المبالغة في التخفيف وهو سماعي ووجه الاختلاس مراعاة لأصلها، ووجه التحقيق الأصل.

(انظر: شرح طيبة النشر (2/ 664 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص 42، 43).

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(2)

حجة من قرأ بفتح القاف أنّها لغة من "قرَرْن في المكان"، يقال فيها: قرَرْتُ في المكان أقَرّ، حكاها الكسائي، وأنكرها المازني وغيره، فيكون الأصل "وأقررن في بيوتكن" ثم نقل ما ذكرنا قبل هذا في الوجهين جميعًا، وقيل: إن هذه القراءة مشتقة من "قررتُ به عَينا أَقر" وليس المعنى على هذا. لم يؤمرن بأن تقرّ أعينهن في بيوتهن، إنما أُمرن بالقرار والسكون في بيوتهن، وترك التَّبَرُّج، أو بالوقار في بيوتهن، فهذا هو المعنى الذي عليه التفسير، قال ابن الجزري:

وفتح قرن (نـ) ـل (مدا)

(النشر 2/ 348، المبسوط ص 358، شرح طيبة النشر 5/ 148، الغاية ص 239، معاني القرآن 2/ 342، إعراب القرآن 2/ 634).

(3)

وحجة من كسر أنه جعله من الوقار، فهو مثل "عِدْن وَزِنَّ" لأنه محذوف الفاء، وأصله واو، فقرّن من وقر يقِر، مثل وعَد يعِد، وأصل يَقر يَوْقِر، كما أن أصل يَعد يَوْعِد، فلمّا وقعت الواو بين ياء وكسرة حُذفت، لغة مسموعة لا يستعمل غيرها، وجرت التاء والنون والألف مجرى الياء في الحذف معهن، لئلا يختلف الفعل، وأصل {وقِرن} "وأوقرن"، فحُذفت الواو، على ما علّلنا، واستغني عن ألف الوصل لتحرك القاف، فصار الابتداء بقاف مكسورة، ويجوز أن تكون هذه القراءة مشتقة من القرار، وهو السكون، يقال: قَرّ في المكان يَقرّ، على "فَعَل يَقْعِل" فهي اللغة المشهورة المستعملة الفاشية. فيكون الأصل في {وقِرن} "واقِررْن" فتحذف الراء الأولى استثقالًا للتضعيف، بعد أن تُلقى حركتها على القاف، فتنكسر القاف، فيستغنى بحركتها عن ألف الوصل، فيصير اللفظ {وقِرن} ، وقيل: إنهم أبدلوا من الراء الأُولى ياء، كما فعلوا في "قيراط ودينار"، فصارت الياء مكسورة، كما كانت الراء مكسورة، واستثقلت الكسرة عليها فأُلقيت على القاف، وحُذفت الياء لسكونها وسكون الراء بعدها، واستُغني عن ألف الوصل لتحرّك =

ص: 222

قوله تعالى: {فِي بُيُوتِكُنَّ} [33] قرأ ورش، وأبو عمرو، وحفص، وأبو جعفر بضم الباء الموحدة، والباقون بكسرها

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَا تَبَرَّجْنَ} [33] قرأ البزي -في الوصل- بتشديد التاء

(2)

، والباقون بالتخفيف.

قوله تعالى: {أَنْ يَكُونَ لَهُمُ} [36] قرأ هشام، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف

= القاف (النشر 2/ 348، المبسوط ص 358، شرح طيبة النشر 5/ 148، الغاية ص 239، معاني القرآن 2/ 342، إعراب القرآن 2/ 634، زاد المسير 6/ 379، تفسير غريب القرآن 350، تفسير ابن كثير 3/ 482).

(1)

وهي قراءة يعقوب أيضًا وقد تركها المؤلف في كل المواضع في القرآن الكريم؛ وقد ذكرنا ما في مثل هذه الكلمة من قراءة قبل صفحات قليلة (شرح طيبة النشر 4/ 94، النشر 2/ 226، المبسوط ص 143، الغاية ص 112، الإقناع 1/ 607، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 284، شرح شعلة ص 286).

(2)

اختلف في تشديد تاء الفعل والتفعل الواقعة في أوائل الأفعال المستقبلة إذا حسن معها تاء أخرى ولم ترسم خطًّا وذلك في إحدى وثلاثين تاء أولها قوله {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ} فقرأ البزي من طريقيه بتشديد التاء من هذه المواضع كلها حال الوصل مع المد المشبع لالتقاء الساكنين إلا الفحام والطبري والحمامي؛ فإن الثلاثة رووا عن أبي ربيعة عن البزي تخفيفها في المواضع كلها، واتفق أبو جعفر مع البزي في تشديد تاء {لَا تَنَاصَرُونَ} بالصافات واتفق رويس مع البزي في تشديد {نَارًا تَلَظَّى} ، قال ابن الجزري:

في الوصل تا تيمموا

اشدد تلقف تَلَهَّ لا تنازعوا تعارفوا

تفرقوا تعاونوا تنابزوا

وهل تربصون مع تميزوا

تبرج اذ تلقوا التجسسا

وفتفرَّق توفَّى في النسا

تنزَّل الأربع أن تبدلا

تخيرون مع تولوا بعد لا

مع هود والنور ولامتحان لا

تكلَّم البزي تلظى (هـ) ـب (ء) ـلا

تناصروا (ثـ) ـق (مـ) ـد وفي الكل اختلف

له وبعد كنتم ظلتم وصف

وعلة من شدد: أنه أحال على الأصل لأن الأصل في جميعها تاءات، فلم يحسن له أن يظهرهما فيخالف الخط في جميعها؛ إذا ليس في الخط إلا تاء واحدة، فلما حاول الأصل وامتنع عليه الإظهار، أدغم إحدى التائين في الأخرى، وحسن له ذلك، وجاز اتصال المدغم بما قبله، فإن ابتدأ بالتاء لم يزد شيئًا، وخفف كالجماعة؛ لئلا يخالف الخط، ولم يمكنه الإدغام في الابتداء؛ لأنه لا يبتدأ بمدغم؛ لأن أوله ساكن والساكن لا يبتدأ به، فكان يلزمه إدخال ألف وصل للابتداء (شرح طيبة النشر 4/ 121، 122، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 314، النشر 2/ 232، التيسير ص 83، 84، التبصرة ص 446، المبسوط ص 152).

ص: 223

بالياء التحتية

(1)

، وقرأ الباقون بالتاء الفوقية

(2)

.

قوله تعالى: {فَقَدْ ضَلَّ} [36] قرأ قالون، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار دال "قد" عند الضاد، والباقون بالإدغام

(3)

.

قوله تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ} [37] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار ذال {وَإِذْ} عند التاء، والباقون بالإدغام

(4)

.

قوله تعالى: {أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى} [37]{وَكَفَى} [39]{وَدَعْ أَذَاهُمْ} [48] قرأ

(1)

ووجه قراءتهم: أن ذلك لكون الاسم غير حقيقي، وللتفريق بين المؤنث وفعله بـ {لَهُمْ} ، ولأن الخيرة والاختيار سواء، فحُمل على المعنى، قال ابن الجزري:

يكون خاتم افتحوه (نـ) ـصعا

(شرح طيبة النشر 5/ 148، النشر 2/ 348، الغاية ص 239، حجة القراءات ص 578، السبعة ص 522، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 198).

(2)

وحجة من قرأ بالتاء، لتأنيث لفظ {الْخِيَرَةُ} ، (شرح طيبة النشر 5/ 148، النشر 2/ 348، الغاية ص 239، حجة القراءات ص 578، السبعة ص 522، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 198، غيث النفع ص 324).

(3)

اختلفوا في الدال من قد عند ثمانية أحرف عند الجيم والسين والشين والصاد والزاي والذال والظاء والضاد نحو قوله عز وجل {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ} و {لَقَدْ سَمِعَ} {قَدْ شَغَفَهَا} {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا} و {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا} و {وَلَقَدْ زَيَّنَّا} و {فَقَدْ ضَلَّ} و {فَقَدْ ظَلَمَ} فكان ابن كثير وقالون وعاصم يظهرون الدال عند ذلك كله وأدغم ورش في الضاد والظاء فقط وأدغم ابن ذكوان في الزاي والذال والضاد والظاء في الأربعة لا غير وروى النقاش عن الاخفش الإظهار عند الزاي وأظهر هشام {لَقَدْ ظَلَمَكَ} فى ص فقط وأدغم الباقون الدال في الثمانية قال ابن الجزري:

بالجيم والصغير والذال ادغم

قد وبضاد الشين والظا تنعجم

حكم (شفا)(لـ) فظا وخلف ظلمك

له وورش الظاء والضاد ملك

والضاد والظا الذال فيها وافقا

(مـ) ـاض

(التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 42).

(4)

قال ابن الجزري:

إذ في الصغير وتجد أدغم (حـ) ـلا

لي وبغير الجيم قاض رتلا

والخلف في الدال مصيب وفتي

قد وصل الإدغام في دال وتا

وهذه قاعدة مطردة: إذ تدغم ذال {وَإِذْ} في التاء قولًا واحدًا لأبي عمرو وهشام وحمزة وخلف البزار والكسائي، وقرأها الباقون بالإظهار (إتحاف فضلاء البشر ص 129)(باب ذال إذ).

ص: 224

حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(1)

، وقرأ نافع بالفتح وبين بين

(2)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [38] قرأ عاصم بفتح التاء، والباقون بكسرها.

وقرأ نافع: {النَّبِيِّينَ} بالهمزة

(3)

، والباقون بالياء

(4)

، وورش على أصله بالمد والتوسُّط والقصر.

قوله تعالى: {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ} [48] قرأ أبو عمرو، والدوري -عن الكسائي- ورويس، وابن ذكوان -بخلاف عنه-: بالإمالة محضة

(5)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(6)

، والباقون بالفتح

(7)

.

قوله تعالى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ} [49] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بضم

(1)

سبق قريبًا.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

وقد احتج من همز بأنه أتى به على الأصل؛ لأنه من النبأ الذي هو الخبر؛ (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص 73، والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص 98).

(4)

النبي مأخوذ من نبا ينبو إذا ارتفع، فيكون فعيلًا من الرفعة، والنبوة: الارتفاع، وإنما قيل للنبى نبي لارتفاع منزلته وشرفه تشبيهًا له بالمكان المرتفع. وحجة من قرأ ذلك بدون همز: أن كل ما في القرآن من جميع ذلك على أفعلاء نحو: {أَنْبِيَاءَ اللَّهِ} (انظر حجة القراءات ص 99، النشر 1/ 400).

(5)

قال ابن الجزري:

.... ..... ..... .... ....

وكيف كافرين (جـ) ـاد وأمل

(ت) ـب ب (حـ) ز (مـ) ـنا خلف

(غـ) ـلا وروح قل

اختلف عن ابن ذكوان في إمالة {الْكَافِرِينَ} فأمالها الصوري عنه، وفتحها الأخفش، وأمالها عن يعقوب في النمل خاصة وهو {عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ} ووجه الإمالة المحضة التناسب بين الألف وبين ترقيق الراء، وتنبيهًا على أن الكسرة توثر على غير الراء مع مجاورة أخرى ولزومها وكثرة الدور، ولهذا لم يطرد في الكافر وكافر والذاكرين.

(انظر إتحاف فضلاء البشر (ص 130) وابن مهران الأصبهاني في المبسوط (ص 112).

(6)

الصواب ورش من طريق الأزرق وحده دون الأصبهاني.

(7)

قال ابن الجزري في النشر (2/ 62): واختلف عن ابن ذكوان فأماله الصوري عنه وفتحه الأخفش، وأماله بين بين ورش من طريق الأزرق وفتحه الباقون، وانفرد بذلك صاحب العنوان عن الأزرق عن ورش فخالف سائر الناس عنه.

ص: 225

التاء الفوقية وبعد الميم ألف

(1)

، والباقون بفتح التاء ولا ألف بعد الميم

(2)

.

قوله تعالى: {إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ} [50]{بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ} [53] قرأ قالون في "النبئ" بالهمز، إلا في هذين الموضعين -في الوصل- فإن "النبئ"، بهمزة مكسورة، وهمزة {إِنْ} مكسورة؛ وكذا "النبيء إلا"، ومذهبه إذا اجتمع الهمزتان المكسورتان من كلمتين: أن يسهل الأولى مع المد والقصر، فالبدل هنا أخف من التسهيل في الموضعين بالياء كالجماعة. فإن وقف على {النَّبِيِّ} وابتدأ بما بعده، همز على أصله. وأما ورش: فله في الهمزة الثانية التسهيل، وله -أيضًا- إبدالها حرف مد، والباقون بالياء

(3)

.

قوله تعالى: {لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ} [50]{لِكَيْلَا} هنا موصولة في الرسم.

قوله تعالى: {تُرْجِي مَنْ} [51] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وشعبة، ويعقوب: بالهمز

(4)

، والباقون بالياء

(5)

.

(1)

ووجه مد {تَمَسُّوهُنَّ} ، أن كلًا من الزوجين يمس الآخر في الجماع ومنه {أَنْ يَتَمَاسَّا} ، وبابه المفاعلة، قال ابن الجزري:

كل تمسوهن امدد (شفـ) ـا

شرح طيبة النشر 4/ 105، حجة القراءات ص 138، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 298، النشر 2/ 228، الغاية ص 115، التبصرة 440).

(2)

ووجه هذه القراءة: أن الواطئ واحد فنسب إليه، ومنه قوله تعالى:{وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ} فالمس هنا يراد به الوطء أو المباشرة والواطئ هو الرجل دون المرأة، فهو فعل واحد، فبابه "فَعَل" لا "فاعل"(شرح طيبة النشر 4/ 105، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 298، النشر 2/ 228، المبسوط ص 147، الإقناع 2/ 609، زاد المسير 1/ 279).

(3)

ينظر المهذب 2/ 242.

(4)

وحجة من لم يهمز أنه جعله من أرجيت الأمر بمعني أخرته، وهي لغة قريش، وأصله مرجيون، فلما انضمت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفًا وبعدها واو ساكنة، فحذفت الألف لالتقاء الساكنين وبقيت فتحة الجيم تدل على الألف المحذوفة، فهو مثل قوله تعالى {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} فاعتلالهما واحد، وقد يجوز أن يكون أصله الهمز لكن سهلت الهمزة فأبدل منها ياء مضمومة ثم أعل، قال ابن الجزري:

......... مرجون ترجي (حق)(صـ) ـم) (كـ) سا

(الغاية ص 167، النشر 1/ 406، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 506).

(5)

حجة من همز: أنها لغة تميم، ومعناه التأخير مثل الأولى، وقد قال المبرد: إن من لم يهمز جعله من رجا يرجو، وهو قول شاذ، ومثله الحجة في همز {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ} (الغاية ص 167، النشر 1/ 406، =

ص: 226

قوله تعالى: {وَتُؤْوِي} [51] قرأ أبو جعفر، والأصبهاني: بإبدال الهمزة واوًا جمعًا بين الواوين، وحمزة يفعل ذلك في الوقف دون الوصل، والباقون بهمزة ساكنة

(1)

.

قوله تعالى: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} [52] قرأ أبو عمرو، ويعقوب: بالتاء الفوقية

(2)

، والباقون بالياء التحتية

(3)

.

قوله تعالى: {وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ} [52] قرأ البزي بتشديد التاء الأولى

(4)

، والباقون بغير تشديد.

قوله تعالى: {غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} [53] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وهشام: بالإمالة محضة، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(5)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فَاسْأَلُوهُنَّ} [53] قرأ ابن كثير، والكسائي، وخلف: بفتح السين ولا همز بعدها

(6)

.

= الكشف عن وجوه القراءات 1/ 506، زاد المسير 3/ 497).

(1)

ينظر المهذب: 2/ 243.

(2)

ووجه قراءة من قرأ بالتاء، لتأنيث الجماعة، ولتأنيث معنى النساء، قال ابن الجزري:

يحل لا بصر

(النشر 2/ 349، المبسوط ص 359، شرح طيبة النشر 5/ 149، السبعة ص 523).

(3)

ووجه قراءة من قرأ بالياء لتذكير الجمع، وللتفريق بين الجمع وفعله (النشر 2/ 349، المبسوط ص 359، الغاية ص 239، شرح طيبة النشر 5/ 149، التيسير ص 179، غيث النفع ص 325).

(4)

سبق قريبًا.

(5)

بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها؛ وذلك إذا كانت الكلمة فعل أمر وقبل السين واو أو فاء، قال ابن الجزري:

وسل (روى)(د) م كيف جا

والحجة لمن ترك الهمز أنه لما اتفقت القراء والخط على حذف الألف من قوله {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} وكان أصله {فَاسْأَلُوهُنَّ} في الأمر فنقلوا فتحة الهمزة إلى السين فاستغنوا عن ألف الوصل لحركتها وسقطت الهمزة المنقولة الحركة لسكونها بالتليين وسكون لام الفعل فلما تقدمت الواو بقي الكلام على ما كان عليه قبل دخولها (النشر 1/ 414، الحجة في القراءات السبع 1/ ص 123).

(6)

بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها؛ وذلك إذا كانت الكلمة فعل أمر وقبل السين واو أو فاء، قال ابن الجزري:

وسل (روي)(د) كيف جا =

ص: 227

وقرأ الباقون بإسكان السين وبعدها همزة مفتوحة

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ} [55] قرأ أبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى من المكسورتين مع المد والقصر، وقرأ ورش، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين، وعن ورش وقنبل -أيضًا- إبدال الثانية حرف مد، وقرأ قالون، والبزي: بتسهيل الأولى مع المد والقصر

(2)

، وقرأ الباقون بتحقيقهما.

قوله تعالى: {وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ} [55] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الأولى وإبدال الثانية -في الوصل- ياء خالصة

(3)

.

والباقون بتحقيقهما

(4)

.

{أَيْنَ مَا ثُقِفُوا} في أكثر المصاحف مقطوعة.

قوله تعالى: {وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا} [66]{فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} [67] قرأ نافع، وابن عامر، وشعبة، وأبو جعفر: بإثبات الألف فيهما وقفًا ووصلًا، وقرأ أبو عمرو، وحمزة، ويعقوب: بغير ألف وقفًا ووصلًا، وقرأ الباقون بالألف وقفًا وحذفها وصلًا

(5)

.

= والحجة لمن ترك الهمز أنه لما اتفقت القراء والخط على حذف الألف من قوله {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} وكان أصله {فَاسْأَلُوهُنَّ} في الأمر فنقلوا فتحة الهمزة إلى السين فغنوا عن ألف الوصل لحركتها وسقطت الهمزة المنقولة الحركة لسكونها بالتليين وسكون لام الفعل فلما تقدمت الواو بقي الكلام على ما كان عليه قبل دخولها (النشر 1/ 414، الحجة في القراءات السبع 1/ ص 123).

(1)

والحجة لمن همز أن الهمزة إنما تسقط فيما كثر استعماله من الأفعال في الأمر فإذا تقدمت الواو عادت الهمزة إلى أصلها ودليله قوله تعالى {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ} فاتفاقهم على همز ذلك يدل على ثبات الهمز في هذا وما ماثله (النشر 1/ 414، الحجة في القراءات السبع 1/ ص 123).

(2)

سبق في {النِّسَاءِ إِنِ} .

(3)

وقد احتج من أبدل الهمزة الثانية بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي ساكنة نحو "كاس" فتقلب الهمزة ألفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فأن تخفف ومعها مثلها أولى (انظر إتحاف فضلاء البشر ص 129، وشرح طيبة النشر للنويري 2/ 341).

(4)

التحقيق هو توفية كل حرف حقه من حركته ونصيبه من الإعراب؛ إذ كانت الهمزة حرفًا من حروف المعجم فيلزمها من الحركة ما يلزم سائر الحروف، لذا جاءوا بكل همزتين مجتمعتين على هيئتها إرادة للتبيين والنطق بكل حرف من كتاب الله على جهته من عشر إبدال ولا تغيير (انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص 91، وشرح طيبة النشر للنويري 4/ 9، والمبسوط في القراءات العشر ص 126).

(5)

سبق في {الظُّنُونَا} .

ص: 228

قوله تعالى: {سَادَتَنَا} [67] قرأ ابن عامر ويعقوب بألف بعد الدال وكسر التاء

(1)

، وقرأ الباقون بغير ألف بعد الدال وفتح التاء

(2)

.

قوله تعالى: {وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} [68] قرأ عاصم، وهشام -بخلاف عنه

(3)

- بالباء الموحدة

(4)

، والباقون بالثاء المثلثة

(5)

.

قوله تعالى: {وَيَغْفِرْ لَكُمْ} [71] قرأ أبو عمرو، ويعقوب -بخلاف عنهما-: بإدغام الراء في اللام

(6)

، والباقون بالإظهار.

* * *

(1)

ووجه قراءة من قرأ بالجمع: أنه جعله جمع الجمع، على إرادة التكثير، لكثرة مَن أضلّهم وأغواهم من رؤسائهم، فهو جمع سادة، جمع مُسَلَّم بالألف والتاء. قال ابن الجزري:

وسادات اجمعا

بالكسر (كـ) ـم (ظـ) ـن

(طيبة النشر 2/ 349، الغاية ص 239، السبعة ص 532، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 199، التيسير ص 179).

(2)

وحجة من قرأ {سَادَتَنَا} على أنّه جمع "سيد" فهو يدلّ على القليل والكثير، لأنه جمع مُكَسَّر (شرح طيبة النشر 2/ 349، الغاية ص 239، السبعة ص 532، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 199، التيسير ص 179، زاد المسير 6/ 424، وتفسير النسفي 3/ 314).

(3)

اختلف عن هشام في قراءة {كَبِيرًا} فروى الداجوني عن أصحابه بالباء، وروى الحلواني وغيره عنه بالثاء المثلثة (النشر 2/ 349، شرح طيبة النشر 5/ 150).

(4)

وحجة من قرأ بالباء أنّه لمّا كان الكبر مثل "العظم" في المعنى، وكان كل شيء كبيرًا عظيمًا دلّ العظم على الكثرة وعلى الكبر، فتضمّنت القراءة بالباء المعنيين جميعًا، الكبر والكثرة (النشر 2/ 349، المبسوط ص 359، معاني القرآن 2/ 350، السبعة ص 523، غيث النفع ص 325، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 199، تفسير ابن كثير 3/ 519).

(5)

وحجة من قرأ بالثاء أنه جعله من الكثرة على أنّهم يلعنون مرة بعد مرة بدلالة قوله {يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة: 159] فهذا يدلّ على كثرة الّلعن لهم، فالكثرة أشبه بتكرير اللعن لهم مِن الكبر. قال ابن الجزري:

..... .... .... .... ..... كثيرًا ثاه با

(لـ) ـي الخلف (نـ) ـل

(النشر 2/ 349، المبسوط ص 359، معاني القرآن 2/ 350، السبعة ص 523، غيث النفع ص 325، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 199).

(6)

الإدغام لأبي عمرو بخلف عن الدوري (المهذب: 2/ 244).

ص: 229

‌الأوجه التي بين الأحزاب وسبأ

وبين الأحزاب وسبأ من قوله تعالى: {وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [الأحزاب: 73] إلى قوله تعالى: {وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} [سبأ: 1] أربعمائة وجه وثلاثة عشر وجهًا، غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: اثنان وأربعون وجهًا.

ورش: مائة وجه وثمانية وستون وجهًا.

ابن كثير: اثنان وأربعون وجهًا.

الدُّوريُّ: ستة وخمسون وجهًا، منها -مع البسملة- اثنان وأربعون مندرجة مع قالون.

السوسي: ستة وخمسون وجهًا.

ابن عامر: ستة وخمسون وجهًا، منها اثنان وأربعون مندرجة مع ابن كثير.

عاصم: اثنان وأربعون وجهًا مندرجة مع ابن كثير.

خلف: سبعة أوجه.

خلاد: أربعة عشر وجهًا، منها سبعة مع خلف وسبعة مع ابن عامر.

الكسائي: اثنان وأربعون وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.

أبو جعفر: أربعة وثمانون وجهًا، منها اثنان وأربعون وجهًا وهي مندرجة مع قالون.

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 230

يعقوب: ستة وخمسون وجهًا منها اثنان وأربعون مع ابن كثير، وأربعة عشر مع ابن عامر.

خلف -في اختياره-: سبعة أوجه، وهي مندرجة معه عن سليم.

* * *

ص: 231

(سورة سبأ)

(1)

قوله تعالى: {وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} [1] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(2)

، والباقون بضمها.

قوله تعالى: {قُلْ بَلَى وَرَبِّي} [3] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(3)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(4)

، والباقون بالفتح، ولا وقف عليها؛ لاجل القسم.

قوله تعالى: {عَالِمِ الْغَيْبِ} [3] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر، ورويس: برفع الميم

(5)

، وقرأ الباقون بالخفض

(6)

. وقرأ حمزة، والكسائي:"علَّام" بلام ألف مشددة بعد العين

(7)

.

(1)

هي سورة مكية، آياتها أربع وخمسون آية في غير الشامي، وخمس وخمسون في الشامي (شرح طيبة النشر 5/ 151).

(2)

سبق بيانه (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).

(3)

سبق قريبًا.

(4)

هي من رواية ورش من طريق الأزرق منه فعنه.

(5)

ووجه قراءة من قرأ بالرفع: أنه جعله خبرًا للمبتدأ؛ أي هو عالم وهو بذلك يتضمن المدح، قال ابن الجزري:

وارفع لخفض (غـ) ـنا (عم)

(شرح طيبة النشر 5/ 151، النشر 2/ 349، التيسير ص 179، السبعة 526، الغاية ص 240).

(6)

وحجة من قرأ بالخفض: أنه جعله صفة لـ {وَرَبِّي} أو بدلًا وصفة الله (شرح طيبة النشر 5/ 151، النشر 2/ 349، التيسير ص 179، السبعة 526، الغاية ص 240).

(7)

فيصير النطق "علَّام" على وزن "فَعّال" الذي للمبالغة في العلم بالغيب وغيره، كما قال:{يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [سبأ: 48]، فهذا إجماع بناء للمبالغة في علم الله جلّ وعزّ للغيوب. وقد قال تعالى عن عيسى أنه قال:{إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [المائدة 116]، فهذا أيضًا إجماع، والخفض فيه على أنه نعت لله في قوله:{الْحَمْدُ لِلَّهِ} [سبأ: 1]، قال ابن الجزري:

عالم علام (ر) با (فـ) ـز

(شرح طيبة النشر 5/ 151، النشر 2/ 349، التيسير ص 179، السبعة 526، الغاية ص 240، معاني =

ص: 232

قوله تعالى: {لَا يَعْزُبُ} [3] قرأ الكسائي بكسر الزاي، والباقون بالضم

(1)

.

قوله تعالى: {مُعَاجِزِينَ} [5] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: بتشديد الجيم ولا ألف بينهما وبين العين

(2)

، وقرأ الباقون بألف بعد العين وتخفيف الجيم

(3)

.

قوله تعالى: {مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ} [5] قرأ ابن كثير، وحفص، ويعقوب: برفع الميم

(4)

.

وقرأ الباقون بالخفض

(5)

.

قوله تعالى: {هَلْ نَدُلُّكُمْ} [7] قرأ الكسائي بإدغام لام {هَلْ} في النون؛ وكذا: {وَهَلْ نُجَازِي}

(6)

.

= القرآن 1/ 332، 2/ 351، وإيضاح الوقف والابتداء 845، وزاد المسير 6/ 433).

(1)

الكسر والضم لغتان، ومعنى يعزب يبعد ويغيب ومنه قولهم المال عازب في المرعى، قال ابن الجزري:

.... .... .... .... .....

.......... اكسر يعزب

ضما معا (ر) م

(النشر 2/ 285، الغاية ص 172، المبسوط ص 334، شرح طيبة النشر 4/ 356).

(2)

وحجة من قرأ بغير ألف أنه حمله على معنى "مُثبِّطين"، أي: يثبطون الناس عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، أي يثبطونهم عن ذلك، ويجرونهم عن ذلك، وهو بمعنى: يحببون إليهم ترك اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن الجزري:

.... .... واقصرثم شد

معاجزين الكل حبر

(3)

وحجة من قرأ بالألف أنه على معنى مشاقّين الله، وقيل: معناه معاندين الله (النشر 2/ 327، المبسوط ص 308، الغاية ص 214، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 124، زاد المسير 5/ 440).

(4)

قرأ المذكورون لفظ {أَلِيمٌ} في سبأ والجاثية برفع الميم، وذلك صفة لعذاب، قال ابن الجزري:

.... .... .... كذا

أليم الحرفان (شـ) ـم (د) ن (عـ) ـن (غـ) ـذا

(شرح طيبة النشر 5/ 152، النشر 2/ 349، المبسوط ص 360، حجة القراءات ص 582).

(5)

ووجه قراءة من قرأ بالجر: أنه جعله صفة لـ {رِّجْزَ} (شرح طيبة النشر 5/ 152، النشر 2/ 349، المبسوط ص 360، حجة القراءات ص 582، التيسير 180، وتفسير النسفي 3/ 318).

(6)

اختلف في إدغام بل وهل في ثمانية أحرف أولها: التاء نحو {هَلْ تَنْقِمُونَ} {بَلْ تَأْتِيهِمْ} ثانيها: الثاء {هَلْ ثُوِّبَ} فقط. ثالثها: الزاي {بَلْ زُيِّنَ} {بَلْ زَعَمْتُمْ} فقط. رابعها: السين {بَلْ سَوَّلَتْ} معا فقط. خامسها: الضاد {بَلْ ضَلُّوا} فقط. سادسها: الطاء {بَلْ طَبَعَ} سابعها: الظاء {بَلْ ظَنَنْتُمْ} فقط. ثامنها: النون {بَلْ نَحْنُ} {بَلْ نَقْذِفُ} فاشترك هل ويل في التاء والنون واختص هل بالثاء المثلثة ويل بالخمسة الباقية فقرأ بإدغام اللام في الأحرف الثمانية الكسائي وافقه ابن محيصن بخلف عنه في لام هل في النون، وقرأ حمزة بالإدغام في التاء والثاء والسين واختلف منه في {بَلْ طَبَعَ} فأدغمه خلف من طريق المطوعي وكذا رواه ابن مجاهد عن أصحابه عنه وأدغمه خلاد أيضًا من طريق فارس بن أحمد وكذا في التجريد من قراءته على الفارسي وخص =

ص: 233

قوله تعالى: {جَدِيدٍ} {افْتَرَى} [7 - 8] همزة {افْتَرَى} همزة قطع، قرأ ورش، وأبو جعفر -بخلاف عنه-: بنقل حركة الهمزة إلى التنوين

(1)

، والباقون بقطعها.

قوله تعالى: {إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ} [9]{أَوْ نُسْقِطْ} [9] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالياء التحتية في الثلاثة

(2)

، والباقون بالنون

(3)

..................

= في الشاطبية الخلاف بخلاد والمشهورة عن حمزة الإظهار من الروايتين، وقرأ هشام بالإظهار عند الضاد والنون واختلف عنه في الستة الباقية وصوب في النشر الإدغام عنه فيها، وقال: إنه الذي عليه الجمهور وتقتضيه أصول هشام واستثنى أكثر رواة الإدغام عن هشام {هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ} بالرعد: 16، فأظهروها وهو الذي في الشاطبية وغيرها ولم يستثنها في الكفاية واستثناها في الكامل للحلواني دون الداجوني ونص في المبهج على الوجهين من طريق الحلواني عنه والباقون بالإظهار في الثمانية إلا أن أبا عمرو أدغم لام هل في تاء {تَرَى} بالملك: 3، والحاقة: 8، فقط وافقه الحسن واليزيدي، قال ابن الجزري:

ويل وهل في تا وثا السين ادغم

بالطاء عنه هل ترى الإدغام حف

وعن هشام غير نص يدغم

عن جلهم لا حرف رعد في الأتم

(النشر 2/ 7، شرح ابن القاصح ص 97، التيسير ص 43، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 41، الهادي 1/ 271، السبعة ص 127، الغاية ص 81).

(1)

ينقل ورش باتفاق من طريقيه حركة همزة القطع المبتدأة إلى الحرف الذي يليها من آخر الكلمة السابقة ولو مقدرة إن كان ساكنًا غير مد ولا منوي الوقف أصليًّا كان أو زائدًا، رسم أو لم يرسم؛ إن وصله به ثم حذف الهمزة محققة حال تخفيفه اللفظ، فخرج بهمزة القطع سيم الله خلافًا لمدعيه وبالمبتدأة نحو "يسل" وبين الذي يليها أن النقل لما قبل ذلك لأنه ظرف وهو محل التصرف، ودخل لقوله: ولو كانت السابقة مقدرة: لام التعريف؛ لأنها كلمة؛ إذ هي حرف معنى، وخرج بساكنًا نحو {الْكِتَابَ أَفَلَا} لاشتغال المحل، وبغير حرف مد نحو {يَاأَيُّهَا} {قَالُوا آمَنَّا} {وَفِي أَنْفُسِكُمْ} لتعذره في الألف وتغليب المد في الواو والياء للأصالة، وكذا نقل في اللين وبلا منوي الوقف {كِتَابِيَهْ} من الاتفاق، ودخل بزائد تاء التأنيث نحو {وَقَالَتِ اخْرُجْ} لأنه بمنزلة الجر والتنوين نحو {يَوْمَئِذٍ} لأنه حرف، وإن وصل الهمز بما قبله نص على أن محل الخلاف الوصل؛ ووجه النقل: قصد تخفيف الهمز، ولم يسهل؛ لكون السابق غير مد، ولم يحذف رأسًا؛ لعدم الدلالة واجتماع الساكنين غالبًا، قال ابن الجزري:

وانقل إلى الآخر غير حرف مد

لورش إلا ها كتابيه (أ) سد

(شرح طيبة النشر 2/ 309).

(2)

قرأ المذكورون بالياء في الألفاظ الثلاثة، ووجه قراءتهم بالياء أنه ردّ الأفعال الثلاثة على الإخبار عن الله جلّ ذكره عن نفسه، لتقدّم ذكره في قوله:{افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} "8". قال ابن الجزري:

ويا نشأ نخسف بهم نسقط (شفا)

(المبسوط ص 361، الغاية ص 240، شرح طيبة النشر 5/ 152، التيسير ص 180).

(3)

حجة من قرأ بالنون أنه حمله على ما بعده من الإخبار عن الله جلّ ذكره عن نفسه في قوله {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ =

ص: 234

وقرأ الكسائي، بإدغام الفاء في الباء الموحدة، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {كِسَفًا} [9] قرأ حفص بفتح السين

(1)

، والباقون بإسكانها

(2)

.

قوله تعالى: {مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ} [9] قرأ قالون، والبزي،: بتسهيل الهمزة الأولى مع المد والقصر. وقرأ أبو عمرو بإسقاط الأولى مع المد والقصر، وقرأ ورش وقنبل، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين الهمزة والياء، وعن ورش وقنبل -أيضًا- إبدال الثانية حرف مد، وقرأ الباقون بتحقيق الهمزتين

(3)

.

قوله تعالى: {وَالطَّيْرَ} [10] قرأ روح بخلاف عنه

(4)

: برفع الراء، والباقون بالنصب.

قوله تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ} [12] قرأ شعبة: برفع الحاء، والباقون بالنصب، وقرأ أبو جعفر بفتح الياء التحتية وألف بعدها؛ على الجمع

(5)

.

= مِنَّا} "10"(المبسوط ص 361، الغاية ص 240، السبعة ص 527، شرح طيبة النشر 5/ 152، التيسير ص 180، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 202).

(1)

وحجة من فتح أنه جعله جمع "كِسْفة"، والكسفة القطعة، و"الكَسف" بالفتح المصدر، و"الكسْف" الاسم كالطَّحن والطِّحن، فالمعنى: أو تسقط السماء علينا قطعًا، أي قطعة بعد قطعة. قال ابن الجزري:

.... وكسفًا حركن (عم)(نـ) ـفس

والشعرا سبا (عـ) ـلا الروم عكس

(مـ) ـن (لـ) ـي بخلف (ثـ) ـق

(شرح طيبة النشر 4/ 437، النشر 2/ 309، التيسير ص 141، السبعة ص 384، غيث النفع ص 270).

(2)

حجة من أسكن أنه جعله اسمًا مفردًا كالطحن اسم الدقيق، فيكون المعنى: أو تسقط السماء علينا قطعة واحدة تُظلّلُنا. ويجوز أن يكون "الكسْف" بالإسكان جمع كسفة، كتمْرة وتمر، فيكون في المعنى كقراءة من فتح بمعنى: قطعًا، ونصب {كِسَفًا} على الحال من السماء؛ إذ لا يتعدى بـ {تُسْقِطَ}. فالمعنى: أو تسقط السماء علينا مقطعة أو قطعًا (شرح طيبة النشر 4/ 437 زاد المسير 5/ 87، وتفسير ابن كثير 3/ 64، والنشر 2/ 297، وتفسير غريب القرآن 261، التيسير ص 141، السبعة ص 384، غيث النفع ص 270).

(3)

سبق قريبًا.

(4)

هذه قراءة لا يقرأ بها، قال ابن الجزري في النشر (2/ 349): وانفرد ابن مهران عن هبة الله بن جعفر عن أصحابه عن روح برفع الراء من {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} وهي رواية زيد عن يعقوب، ووردت عن عاصم وأبي عمرو.

(5)

اختلف في قراءة لفظ {الرِّيَاحِ} في القران الكريم؛ فقرأ حمزة وخلف {الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} في الحجر بالتوحيد =

ص: 235

وقرأ الباقون بإسكان الياء التحتية ولا ألف بعدها؛ على الإفراد

(1)

.

قوله تعالى: {كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ} [13] قرأ ورش، وأبو عمرو، وابن وردان -بخلاف عنه-: بإثبات الياء بعد الباء الموحدة وصلًا لا وقفًا، وقرأ ابن كثير، ويعقوب: بإثبات الياء وقفًا ووصلًا، وقرأ الباقون بحذف الياء وقفًا ووصلًا

(2)

.

قوله تعالى: {مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [13] قرأ حمزة، والكسائي ورويس -بخلاف عنه-: بإسكان الباء وقفًا ووصلًا

(3)

، وقرأ الباقون بفتحها في الوصل.

= وقرأ ابن كثير، وحمزة والكسائي وخلف {يُرْسِلُ الرِّيَاحَ} ، بالأعراف وثاني الروم، والنمل، {أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} بفاطر بالتوحيد أيضًا، وكذا قرأ ابن كثير لفظ {أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} في الفرقان، وقرأ نافع وأبو جعفر {اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ} في إبراهيم، و {يُسْكِنِ الرِّيحَ} ، بالشورى بالجمع فيهما، وقرأ أبو جعفر أيضًا {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ} بـ ص، و {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ} ، بالأنبياء، و {قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ} بالإسراء، {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ} بسبأ واختلف عنه في {أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ} ، فروى ابن مهران وغيره من طريق ابن شبيب عن الفضل عن ابن وردان بالجمع وكذلك روى الجوهري والمغازلي من طريق الهاشمي عن إسماعيل عن ابن جماز كلاهما عنه بالجمع، واتفق الجميع على قراءة {الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} أول الروم بالجمع، وتوحيد {الرِّيحَ الْعَقِيمَ} بالذاريات، وحجتهم في الجمع: أن الواحد يدل على الجنس فهو أعم كما تقول كثر الدرهم والدينار في أيدي الناس إنما تريد هذا الجنس قال الكسائي: والعرب تقول جاءت الريح من كل مكان فلو كانت ريحًا واحدة جاءت من مكان واحد فقولهم من كل مكان وقد وحدوها تدل على أن بالتوحيد معنى الجمع، قال ابن الجزري

والريح هم

كالكهف مع جاثية توحيدهم

حجر (فتى) الأعراف ثاني الروم مع

فاطر نمل (د) م (شفا) الفرقان (د) ع

واجمع بإبراهبم شورى (إ) ذ (ثـ) ـنا

وصاد الاسرى سبا (ثـ) ـنا

ووجه من قرأ برفع {الريح} : أنه جعله على الابتداء، والمجرور قبله الخبر، وحسُن ذلك لأن {الريحَ} لمّا سُخِّرت له صارت كأنها في قبضته، إذ عن أمره تسير، فأخبر عنها أنها في ملكه، إذ هو مالك أمرها في سيرها به. قال ابن الجزري:

والريح (صـ) ـف

(شرح طيبة النشر 4/ 76، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 118، السبعة ص 173).

(1)

ووجه من قرأ بنصب {الرِّيحَ} ، على إضمار: وسخّرنا لسليمان الريح، لأنها سخّرت له، وليس بمالكها على الحقيقة، إنمّا مَلَك تَسخيرَها بأمر الله، ويقوّي النصب إجماعهم على النصب في قوله:{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً} [الأنبياء: 81]. فهذا يدلّ على تسخيرها له في حال عصوفها.

(2)

ينظر المهذب: 2/ 246.

(3)

إذا جاء بعد الياء همزة الوصل المصاحبة للام -والواقع منها اثنان وثلاثون- فإن حمزة يسكنها كلها =

ص: 236

قوله تعالى: {مِنْسَأَتَهُ} [14] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بإبدال الهمزة بعد السين ألفًا

(1)

، وقرأ ابن عامر -بخلاف عن هشام-: بهمزة ساكنة بعد السين

(2)

، وقرأ الباقون بهمزة مفتوحة

(3)

.

قوله تعالى: {تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ} [14] قرأ رويس بضم التاء الفوقية والباء الموحدة، وكسر الياء التحتية بعدها

(4)

، والباقون بفتح التاء والباء والياء.

= على أصله، وسكن ابن عامر موافقة لحمزة {عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ} بالأعراف: 146، وسكن حفص كذلك {عَهْدِي الظَّالِمِينَ} بالبقرة: 124، وسكن ابن عامر وحمزة والكسائي وكذا روح كذلك {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ} بإبراهيم: 31، وسكن أبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف كذلك {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ} بالعنكبوت: 56، والزمر: 53، قال ابن الجزري:

..... ..... .... ..... ....

وعند لام العرف أربع عشرت

ربي الذي حرم ربي سني

الآخران آتان مع أهلكني

وفي الندا (حما)(شفا) عهدي (عـ) سى

(فـ) ـوز وآياتي اسكنن (فـ) ـي (كـ) سا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 148).

(1)

وحجة من قرأ بألف أنها لغة مسموعة في إبدال الهمزة بألف في هذا، حكاه سيبويه، فأصله الهمز "أن نسأه"، يقال: نسأتُ الغنم إذا سُقتها، وفتح التاء عَلَم النصب بـ {تَأْكُلُ} فأُبدِل من الهمزة المفتوحة ألف، وكان الأصل أن تُجعل بينَ بينَ، لكن البدَل في هذا مَحكي مسموع عن العرب، وحكى ابن دُريد في الجمهرة أن "المنساة" غير مهموزة "مَفْعَله" من نَسَّ الإبل إذا ساقها، كان البدل عنده من سين كما قالوا {دَسَّاهَا} وهو بعيد، إذ لم يجتمع في المنسأة، إذا جعلتها من "نسّ"، إلّا سينان، كان أصلها مَنْسَسَه. قال ابن الجزري:

منساته ابدل (حـ) ـفا (مدا)

(النشر 2/ 349، المبسوط ص 362، شرح طيبة النشر 5/ 153، السبعة ص 529، معاني القرآن 2/ 356).

(2)

فروى الداجوني عن أصحابه عنه بالإسكان، وروى عنه الحلواني بفتح الهمزة، ووجه الإسكان: أنه مخفف من الأولى استثقالًا للهمزة والطول ولا يجوز أن يكون أصلًا؛ لأن ما قبله هاء التأنيث لا يكون إلا مفتوحا لفظًا وتقديرًا (النشر 2/ 349، المبسوط ص 362، شرح طيبة النشر 5/ 153، السبعة ص 529، معاني القرآن 2/ 356).

(3)

ووجه الفتح أنه الأصل؛ لأنها مفعلة كمقدمة، وهي لغة تميم وفصحاء قيس (النشر 2/ 349، المبسوط ص 362، شرح طيبة النشر 5/ 153، السبعة ص 529، معاني القرآن 2/ 356).

(4)

يقرأ رويس لفظ {تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ} في سبأ، و {إِنْ تَوَلَّيْتُمْ} في سورة محمد بضم الأول والثاني وكسر الثالث، قال ابن الجزري: =

ص: 237

قوله تعالى: {لِسَبَإٍ} [15] قرأ البزي، وأبو عمرو: بفتح الهمزة بعد الباء الموحدة في الوصل

(1)

، وقرأ قنبل بإسكان الهمزة

(2)

، وقرأ الباقون بكسر الهمزة منونة

(3)

.

قوله تعالى: {فِي مَسْكَنِهِمْ} [15] قرأ حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإسكان السين

(4)

، وقرأ الباقون بفتح السين وألف بعدها

(5)

.

وقرأ حفص، وحمزة: بفتح الكاف

(6)

، وقرأ الباقون بكسرها

(7)

.

= تبينت مع إن توليتم (غـ) ـلا

(المبسوط ص 361، شرح طيبة النشر 5/ 154، النشر 2/ 350، الغاية ص 241).

(1)

وحجة من فتح ولم ينون أنه جعله اسمًا للقبيلة، فمنعه من الصرف للتعريف والتأنيث. وقال الزّجّاج: هو اسم مدينة بقرب مأرب، فهو مؤنث معرفة. قال ابن الجزري:

سبأ معًا لا نون وافتح (هـ) ل (حـ) ـكم

(شرح طيبة النشر 5/ 108، النشر 2/ 337، والمبسوط ص 332، حجة القراءات ص 525، التيسير ص 167، السبعة ص 481).

(2)

وحجة من أسكن الهمزة أنه نوى الوقف عليها، ويجوز أن يكون أسكن تخفيفًا لتوالي سبع متحركات، قال ابن الجزري:

سكن (ز) كا

(3)

وحجة من صرفه أنه جعله اسمًا للأب أو للحيّ، فصرفه إذ لا علَّة فيه غير التعريف، وأهل النسب يقولون: هو اسم للأب، فهو سبأ بن يَشجُب بن ماشين بن يَعرب بن قَحطان (شرح طيبة النشر 5/ 108، النشر 2/ 337، والمبسوط ص 332، حجة القراءات ص 525، التيسير ص 167، السبعة ص 481، كتاب سيبويه 2/ 32، وتفسير النسفي 3/ 208).

(4)

وحجة مَن وَحَّد أنه بمعنى السكنى، فهو مصدر يدلّ على القليل والكثير من جنسه، فاستغنى به عن الجمع مع خفّة الواحد. قال ابن الجزري:

ضمان مع كسر مساكن وحدا (صحب)

(النشر 2/ 350، المبسوط ص 361، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 204، إعراب القرآن 2/ 663).

(5)

وحجة من جَمع أنه لمّا كان لكل واحد منهم مسكن وجب الجمع، ليوافق اللفظ المعنى (النشر 2/ 350، المبسوط ص 361، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 204، إعراب القرآن 2/ 663، زاد المسير 6/ 443).

(6)

وحجّة من فتح الكاف في الواحد أنّه أتى به على المستعمل المعروف، لأن المصدر من "فعَل يفعُل"، يأتي أبدًا بالفتح، نحو المَقعَد والمَدخَل والمَخرَج، فهو أصل الباب (النشر 2/ 350، المبسوط ص 361، إعراب القرآن 2/ 663، وكتاب سيبويه 2/ 295).

(7)

وحجة من كسر أنه جعله مِمّا خرج على الأصل سماعًا، جاء بالكسر في المصدر، والفعل على "فعَل =

ص: 238

قوله تعالى: {أُكُلٍ خَمْطٍ} [16] قرأ نافع، وابن كثير: بإسكان الكاف

(1)

.

والباقون بالضم

(2)

. وقرأ أبو عمرو، ويعقوب في الوصل: بغير تنوين اللام بعد الكاف

(3)

. وقرأ الباقون بالتنوين

(4)

.

قوله تعالى: {وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} [17] قرأ حفص، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف: بالنون مضمومة، وكسر الزاي، ونصب راء {الْكَفُورَ}

(5)

. وقرأ

= يفعِل"، وقد جاء ذلك في أحرف محفوظة منها "المسجد والمطلع" (النشر 2/ 350، المبسوط ص 361، وأدب الكاتب 444، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 204، إعراب القرآن 2/ 663).

(1)

قال ابن الجزري:

والأكل أكل (إ) ذ

(د) نا وأكلها

وحجة من سكن الكاف أنهم استثقلوا الضمات في اسم واحد فأسكنوا الحرف الثاني (النشر 2/ 216، شرح طيبة النشر 4/ 33، شرح شعلة ص 297، المبسوط ص 151، الغاية ص 119، السبعة ص 190).

(2)

وقالوا لا ضرورة تدعو إلى إسكان حرف يستحق الرفع وحجتهم إجماعهم على قوله هذا نزلهم وقد اجتمعت في كلمة ثلاث ضمات (حجة القراءات ص 146).

(3)

قال ابن الجزري:

أكل أضف (حما)

وحجة من أضاف أنه كما تقول: ثمر خَمْط، وثمر نَبْق، أي ثمر شجرتين، وثمر شجر خَمْط، فهو من باب الإضافة بمعنى "مِن خمط" كـ "ثوبُ خَزٌّ"، أي من خَزّ، فكذلك هذا معناه: أُكل مِن خمط، (النشر 2/ 350، شرح طيبة النشر 5/ 155، المبسوط ص 362، وتفسير النسفي 3/ 322، وتفسير غريب القرآن 356).

(4)

وحجة من نوّنه أنه جعل "خمْطًا" عطف بيان، فبيّن أن الأكُل وهو الثمر من هذا الشجر، وهو الخمط، إذا لم يجز أن يكون الخمط بدلًا ولا نعتًا للأكُل، على ما ذكرنا أولًا، فلمّا عدل به عن الإضافة لم يكن فيه غير عطف البيان، لأنه بيان لما قبله، وبيَّن الأكل من أي الشجر هو (النشر 2/ 350، شرح طيبة النشر 5/ 155، السبعة ص 528، التيسير ص 180، المبسوط ص 362، زاد المسير 6/ 445، وتفسير ابن كثير 3/ 533).

(5)

حجة من قرأ بالياء والرفع، أنه بنى الفعل للمفعول، فرفع {الْكَفُورَ} ، لأنه مفعول لم يُسمّ فاعله، والناس كلهم يُجازَون بأعمالهم، لكن المؤمن يكفّر الله عنه سيئاته الصغائر باجتنابه الكبائر، والكفر أعظم الكبائر، فلذلك خَصَّ الكافر بذكر المجازاة في هذه الآية، إذ لا بدّ من مجازاته على كل سيئاته، إذ لا عمل صالحًا له يكفّر به عن سيئاته، والمؤمن يُكفّر الله له عن بعض سيئاته أو عن كلها بأعماله الصالحة (المبسوط ص 362، النشر 2/ 350، شرح طيبة النشر 5/ 155، معاني القرآن 2/ 359، السبعة ص 528، الغاية ص 241، حجة القراءات ص 587، زاد المسير 6/ 447).

ص: 239

الباقون بالياء التحتية مضمومة، ونصب الزاي، ورفع راء "الكفور"

(1)

.

قوله تعالى: {الْقُرَى الَّتِي} [18] قرأ السوسي في الوصل بخلاف عنه-: بإمالة {الْقُرَى} محضة، والباقون بالفتح. وإذا وقف على {الْقُرَى} ، وقف أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(2)

، وورش بالإمالة بين بين

(3)

، وقالون بالفتح وبين اللفظين

(4)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {رَبَّنَا بَاعِدْ} [19] قرأ يعقوب برفع الباء الموحدة من "ربنا"، ونصب الباء الموحدة من "بَاعَدَ"، وبعدها ألف، وفتح العين والدال

(5)

، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وهشام بنصب باء {رَبَّنَا} وتشديد العين مكسورة ولا ألف قبلها

(6)

، وقرأ الباقون بنصب باء {رَبَّنَا} ، وبعد باء "باعِدْ" ألف، وكسر العين مخففة

(7)

.

(1)

وحجة من قرأ بالنون، وكسر الزاي، ونصب {الْكَفُورَ}: أنه على الإخبار عن الله جلّ ذكره عن نفسه، قال ابن الجزري:

نجازي اليا افتحن زايّا

كفور رفع (حبر)(عم)(صـ) ـن

(المبسوط ص 362، النشر 2/ 350، شرح طيبة النشر 5/ 155، معاني القرآن 2/ 359).

(2)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري (شرح طيبة النشر 3/ 88، 89 إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 107).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(4)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به؛ والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم وهي {التَّوْرَاةَ} فله فيها الفتح والتقليل.

(5)

ووجه قراءة الرفع: أنها من المباعدة جملة خبرية، قال ابن الجزري:

وربنا ارفع (ظـ) ـلمنا وباعدا فافتح وحرك عنه

(شرح طيبة النشر 5/ 156 النشر 2/ 150، الغاية ص 242، إعراب القرآن 2/ 666).

(6)

وحجة من قرأ بالتشديد من غير ألف، أنه جعلوه من بعد المعدى بالتضعيف، قال ابن الجزري:

واقصر شددا

حبر) (لـ) ـوى

(شرح طيبة النشر 5/ 156، النشر 2/ 150، الغاية ص 242، إعراب القرآن 2/ 666، السبعة ص 529، التيسير ص 181).

(7)

ووجه من قرأ بألف مخفّفًا، على وزن "فاعل"، حكى سيبويه "ضاعف وضعّف" بمعنى؛ فهو بمعنى التباعد (شرح طيبة النشر 5/ 156، النشر 2/ 150، الغاية ص 242، إعراب القرآن 2/ 666، زاد =

ص: 240

قوله تعالى: {أَسْفَارِنَا} [19] قرأ أبو عمرو، والدوري -عن الكسائي-: بالإمالة محضة

(1)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(2)

، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(3)

، والباقون بالفتح؛ وكذا {لِكُلِّ صَبَّارٍ} .

قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَّقَ} [20] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بتشديد الدال بعد الصاد

(4)

، والباقون بالتخفيف

(5)

.

وأظهر دال {وَلَقَدْ} عند الصاد: نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب. وأدغمها الباقون

(6)

.

= المسير 6/ 448، وتفسير النسفي 3/ 323، وكتاب سيبويه 2/ 284).

(1)

يميل أبو عمرو والكسائي من طريق الدوري كل ألف بعده راء مجرورة في الأسماء سواء كانت الألف أصلية أم زائدة ووجه الإمالة مناسبة الكسرة، واعتبرت الكسرة على الراء لمناسبة الإمالة والترقيق والتدقيق، واشترط تطرف الراء للقرب، قال ابن الجزري في الطيبة:

والألفات قبل كسر را طرف

كالدار نارٍ حُز تفُز منه اختُلِف

(شرح طيبة النشر 3/ 98 - 100، التيسير ص 51، النشر 2/ 54، الغاية ص 90).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(3)

ما ذكره المؤلف عن قالون هو خطأ يذكره المؤلف دائمًا، وقد نبهنا عليه كثيرًا.

(4)

حجة من شدّد أنّه عدّى {صَدَّقَ} على الظن، فنصبه به على معنى: أن إبلبس صدّقَّ ظنَّه، فصار يقينًا حين اتَّبعه الكفار، وأطاعوه في الكفر، وقد كان ظنَّ ظنًّا لا يَدري هل يصحّ، فلمّا اتبعوه صحّ ظنَّه فيهم. قال ابن الجزري:

........ وصدق الثقل (كفا)

(النشر 2/ 350، شرح طيبة النشر 5/ 156، السبعة ص 529، المحتسب 2/ 191، إعراب القرآن 2/ 669).

(5)

حجة من خفف أنه لم يعد "صدق" على مفعول، لكن نصب "ظنه" على الظرف، أي صدق في ظنه حين اتبعوه (النشر 2/ 350، شرح طيبة النشر 5/ 156 السبعة ص 529، المحتسب 2/ 191، أعراب القرآن 2/ 669، زاد المسير 6/ 449).

(6)

اختلف القراء في حكم دال قد عند الأحرف الثمانية الجيم والذال والضاد والشين والزاي والسين والصاد فأدغمها في حروفها أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام بخلف عنه في حرف واحد وهو {لَقَدْ ظَلَمَكَ} في ص فروى جمهور المغاربة وكثير من العراقيين عنه الإظهار وهو الذي في الكتابين والهداية وروى جمهور العراقيين وبعض المغاربة عنه الإدغام. قال ابن الجزري:

بالجيم والصفير والذال ادغم

قد وبضاد الشين والظا تنعجم

ص: 241

قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ} [22] قرأ عاصم، وحمزة، ويعقوب -في الوصل-: بكسر اللام بعد القاف، والباقون بضمها

(1)

.

قوله تعالى: {إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [23] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بضم الهمزة

(2)

، والباقون بفتحها

(3)

.

قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ} [23] قرأ ابن عامر، ويعقوب: بفتح الفاء والزاي

(4)

،

(1)

اختلف في {فَمَنِ اضْطُرَّ} وبابه مما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة ويبدأ الفعل الذي يلي الساكن الأول بالضم وأول الساكنين أحد حروف لتنود والتنوين فاللام نحو {قُلِ ادْعُوا} والتاء نحو {وَقَالَتِ اخْرُجْ} والنون نحو {فَمَنِ اضْطُرَّ} {أَنِ اغْدُوا} والواو نحو {أَوِ ادْعُوا} والدال نحو {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ} والتنوين نحو {فَتِيلًا (49) انْظُرْ} فأبو عمرو بكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التقاء الساكنين، والحجة لمن ضم أنه لما احتاج إلى حركة هذه الحروف كره الخروج من كسر إلى ضم فأتبع الضم الضم ليأتي باللفظ من موضع واحد، فإن قيل: فلم وافقهم أبو عمرو على الكسر إلا في الواو واللام وحدهما؟ فقل: لما احتاج إلى حركة الواو حركها بحركة هي منها لأن الضم فيها أسهل من الكسر ودليله قوله {اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى} . فإن قيل: فما حجة ابن عامر في ضم التنوين؟ فقل: الحجة له أن التنوين حركة لا تثبت خطًا ولا يوقف عليه فكانت الحركة بما بعده أولى من الكسر، قال ابن الجزري:

والساكن الأول ضم

لضم همز الوصل واكسره (نـ) ما

(فـ) ـز غير قل (حـ) ـلا وغير أو (حـ) ـما

والخلف في التنوين وإن يجر (ز) ن خلفه

(مـ) ـز

(التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 198، السبعة ص 174، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 92).

(2)

ووجه قراءة من قرأ بضمّ الهمزة، بنوا الفعل للمفعول فقام المخفوض، وهو {لَهُ} مقام الفاعل، قال ابن الجزري:

وسم فزع (كـ) ـمال (ظـ) ـرفا

(النشر 2/ 350، شرح طيبة النشر 5/ 157، السبعة ص 529، أعراب القرآن 2/ 669، زاد المسير 6/ 449).

(3)

وحجة من قرأ بفتح الهمزة: أنهم بنوا الفعل للفاعل، وهو الله جلّ ذكره، كما قال:{إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ} [النبأ: 38] وقال: {إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ} [النجم: 26]، والمعنى في القراءتين سواء (النشر 2/ 350، شرح طيبة النشر 5/ 156، السبعة ص 529، أعراب القرآن 2/ 669، زاد المسير 6/ 451).

(4)

وحجة من قرأ بالفتح أنه بنى الفعل للفاعل، قال ابن الجزري:

وسم فزع (كـ) ـمال (ظـ) ـرفا =

ص: 242

والباقون بضم الفاء وكسر الزاي

(1)

.

قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ} [33] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(2)

، والباقون بالضم.

قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ} [31] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(3)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(4)

، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(5)

.

= (شرح طيبة النشر 5/ 156، النشر 2/ 351، التيسير ص 181، وتفسير النسفي 3/ 324).

(1)

وحجة من ضم الفاء أنه بنى الفعل للمفعول، فأقام المجرور مقام الفاعل، وهو {عَنْ قُلُوبِهِمْ} ، (شرح طيبة النشر 5/ 156، النشر 2/ 351، المبسوط ص 363، التيسير 181، زاد المسير 6/ 452، وتفسير ابن كثير 3/ 536، وتفسير النسفي 3/ 324).

(2)

قرأها هؤلاء بسكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن {وَهْوَ، فَهْوَ، وَهْيَ، فَهْيَ، لَهْيَ) وزاد الكسائي {ثُمَّ هْيَ} (انظر المبسوط: ص: 128) وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضد وعجز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وهو} وكسرتان وضمة في {هي} فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضاء البشر ص: 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص: 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص: 93).

(3)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد قرأ هؤلاء بإمالة كل ألف يائية أو مؤنثة أو للإلحاق متطرفة لفظا أو تقديرًا، قبلها راء مباشرة، لفظًا عينًا كانت أو فاء نحو {أَسْرَى} {أَرَاكُمْ} {افْتَرَى} {اشْتَرَى} {أَرَى} {نَرَى} {وَتَرَاهُمْ} {يَرَاكَ} {تَتَمَارَى} {يَتَوَارَى} {يُفْتَرَى} {الثَّرَى} {الْقَرْيَ} {مُفْتَرًى} {أَسْرَى} {أُخْرَاكُمْ} {الْكُبْرَى} {ذِكْرَاهُمْ} {الشِّعْرَى} {النَّصَارَى} {سُكَارَى} ، قال ابن الجزري:

أمل ذوات الياء في الكل شفا

وقال:

وفيما بعد راء حط ملا خلف

(شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، إتحاف فضلاء البشر ص 144).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(5)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم وهي {التَّوْرَاةَ} فله فيها الفتح والتقليل، قال ابن الجزري:

توراة (جـ) د والخلف فضل بجلا =

ص: 243

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ} [32] قرأ أبو عمرو، وهشام: بإدغام ذال {إِذْ} في الجيم، والباقون بالإظهار

(1)

.

قوله تعالى: {إِذْ تَأْمُرُونَنَا} [33] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار ذال {إِذْ} عند التاء

(2)

، وقرأ الباقون بالإدغام.

قوله تعالى: {زُلْفَى} [37] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(3)

، وقرأ أبو عمرو بالإمالة بين بين

(4)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ} [37] قرأ رويس بنصب همزة "جزاء" مع التنوين، ورفع فاء {الضِّعْفِ}

(5)

، والباقون برفع همزة {جَزَاءُ} من غير

= وله الإمالة والفتح فى لفظ {هَارٍ} ، قال ابن الجزري:

هار (صـ) ف (حـ) لا (ر) م (بـ) ن (مـ) لا خلفهما

وله الفتح والتقليل فى الياء من {يس} قال ابن الجزري:

وبين بين (فـ) ـي (أسف) خلفهما

وكذلك الهاء والياء أول مريم {كهيعص} قال ابن الجزري:

و (إ) ذ ها يا اختلف

(1)

وهذه قاعدة مطردة في القرآن الكريم؛ أن أبا عمرو وهشامًا يقرآن بإدغام ذال إذ في الجيم قولًا واحدًا، وأن الباقين يقرأون بإظهارها، قال ابن الجزري:

إذ في الصفير وتجد أدغم (حـ) ـلا

(لـ) ـي

ووجه الإظهار أنه الأصل، ووجه الإدغام التشارك في بعض المخرج ووجه الإظهار بعد المخرج، ووجه التفرقة الجمع بين اللغات (شرح طيبة النشر 3/ 3، 4).

(2)

قال ابن الجزري:

إذ في الصفير وتجد أدغم (حـ) ـلا

لي وبغير الجيم قاض رتلا

والخلف في الدال مصيب وفتى

قد وصل الإدغام في دال وتا

وهذه قاعدة مطردة: أن ذال إذ تدغم في التاء قولًا واحدًا لأبي عمرو وهشام وحمزة وخلف البزار والكسائي، وقرأها الباقون بالإظهار (إتحاف فضلاء البشر ص 129)(باب ذال إذ).

(3)

سبق قريبًا.

(4)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

ووجه قراءته: أنه نصبه على الحال ورفع الضعف خبرًا؛ أي هو الضعف، أو لهم الضعف، قال ابن =

ص: 244

تنوين، وخفض فاء {الضِّعْفِ}

(1)

.

قوله تعالى: {فِي الْغُرُفَاتِ} [37] قرأ حمزة بإسكان الراء ولا ألف بعد الفاء؛ على التوحيد

(2)

، والباقون برفع الراء وبعد الفاء ألف؛ على الجمع

(3)

.

قوله تعالى: {مُعَاجِزِينَ} [38] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: بتشديد الجيم ولا ألف بينها وبين العين

(4)

، والباقون بتخفيف الجيم، وبينها وبين العين ألف

(5)

.

قوله تعالى: {فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ} [39] قرأ قالون وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(6)

، والباقون بضمها.

= الجزري:

............. نون جزا

لا ترفع الضعف ارفع الخفض (غـ) ـزا

(1)

ووجه القراءة بلا تنوين: أنها على الإضافة فيجر الضعف (شرح طيبة النشر 5/ 157، النشر 2/ 151، الغاية ص 243، المبسوط ص 364).

(2)

بالتوحيد، لأنه يدلّ على الجمع، وهو اسم للجنس، وهو أخفّ، وقد أجمعوا على التوحيد في قوله:{يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ} [الفرقان: 75]، قال ابن الجزري:

والغرفة التوحيد (فـ) ـد

(شرح طيبة النشر 5/ 157، المبسوط ص 364، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 208).

(3)

ووجه قراءة الجمع: لأن أصحاب الغرف جماعات كثيرة، فلهم غرف كثيرة (شرح طيبة النشر 5/ 157، النشر 2/ 151، الغاية ص 243، المبسوط ص 364، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 208، السبعة ص 530، التيسير ص 181، زاد المسير 6/ 461، وتفسير النسفي 3/ 327).

(4)

وحجة من قرأ بغير ألف أنه حمله على معنى "مُثبِّطين"، أي: يثبطون الناس عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، أي يثبطونهم عن ذلك، ويجرونهم عن ذلك، وهو بمعنى: يحببون إليهم ترك اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن الجزري:

............ واقصر ثم شد

معاجزين الكل حبر

(النشر 2/ 327، المبسوط ص 308، التيسير ص 158، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 124)

(5)

وحجة من قرأ بالألف أنه على معنى مشاقيّن الله، وقيل: معناه معاندين الله، وقيل: معناه مسابقين الله، والمعنى: أنهم ظنّوا أنهم يعجزون الله، وقيل: يفوقونه فلا يَقدر عليهم، وذلك باطل من ظنهم (النشر 2/ 327، المبسوط ص 308، الغاية ص 214، السبعة ص 439، التيسير ص 158، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 124، زاد المسير 5/ 440، وتفسير غريب القرآن 294، وتفسير النسفي 3/ 106).

(6)

قرأها هؤلاء بسكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن {وَهُوَ} {فَهُوَ} {وَهِيَ} {فَهِىَ} {لَهِىَ} وزاد الكسائي {ثُمَّ هُوَ} (انظر المبسوط ص 128) وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن =

ص: 245

قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ} [40] قرأ حفص، ويعقوب: بالياء التحتية فيهما

(1)

، والباقون بالنون

(2)

.

قوله تعالى: {أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ} [40] قرأ قالون، والبزي: بتسهيل الهمزة الأولى مع المد والقصر، وقرأ أبو عمرو بإسقاط الأولى مع المد والقصر، وقرأ ورش

(3)

، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس: بتحفيق الأولى وتسهيل الثانية بين الهمزة والياء، وعن ورش وقنبل -أيضًا- إبدال الثانية حرف مد، والباقون بتحقيقهما

(4)

.

قوله تعالى: {ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ} [42] قرأ أبو عمرو، والدوري -عن الكسائي-:

= الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلات ضمات في {وَهُوَ} وكسرتان وضمة في {وَهِيَ} فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).

(1)

والحجة لمن قرأه بالياء أنه أراد يا محمد ويوم يحشرهم الله، قال ابن الجزري:

ويحشر يا يقول (ظ) ـنه

(الحجة في القراءات السبع 1/ ص 137، النشر 2/ 257، شرح طيبة النشر 4/ 243).

(2)

الحجة لمن قرأ بالنون أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه تعظيمًا وتخصيصًا (النشر 2/ 257، شرح طيبة النشر 4/ 243، الحجة في القراءت السبع 1/ ص 137).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق.

(4)

سهل الهمزة الأخيرة من الهمزتين المتفقين مطلقًا رويس يعني من غير طريق أبي الطيب، وكذلك قنبل من طريق ابن مجاهد وهذا مذهب الجمهور عنه ولم يذكر عنه العراقيون وصاحب التيسير غيره، وكذا ذكره ابن سوار عنه من طريق ابن شنبوذ، وروى عنه عامة المصريين والمغاربة إبدالها حرف مد خالص فتبدل في حالة الكسر ياءً وفي حالة الضم واوًا ساكنة وهي الذي قطع به في الهادي والهداية والتجربد وهما في التبصرة والكافي والشاطبية وروى عنه ابن شنبوذ إسقاط الأولى مطلقًا كما ذكره، وأما ورش فلا خلاف عنه من طريق الأصبهاني في تسهيلها بين بين، واختلف عن الأزرق فروى عنه إبدال الثانية حرف مد جمهور المصريين ومن أخد عنهم من المغاربة وهو الذي قطع به غير واحد منهم، كابن سفيان والمهدوي وابن الفحام، وكذا في التبصرة والكافي وروى منه تسهيلها مطلقًا بين بين كثير منهم كأبي الحسن بن غلبون وابن بليمة وصاحب العنوان ولم يذكر في التيسير غيره، واختلفوا عنه في حرفين {هَؤُلَاءِ إِنْ} {الْبِغَاءِ إِنْ} فروى عنه كثير من رواة التسهيل جعل الثانية فيها ياء مكسورة وقال في التيسير: وقرأت به على ابن خاقان، قال: وروى عنه ابن شيطا إجراؤهما لنظائرهما، وقد قرات بذلك أيضًا على أبي الفتح، وأكثر مشيخة المصريين على الأول (انظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص 42، 43).

ص: 246

بإمالة الألف محضة

(1)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(2)

، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى} [43]{مَثْنَى وَفُرَادَى} [46] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(4)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(5)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} [45] قرأ ورش بإثبات الياء بعد الراء -في الوصل دون الوقف- وأثبتها يعقوب وقفًا ووصلًا

(6)

، والباقون بغير ياء بعد الراء وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} [47] قرأ يعقوب بإدغام التاء في التاء، والباقون بغير إدغام.

قوله تعالى: {إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا} [47] قرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر: بفتح الياء في الوصل

(7)

، والباقون بإسكانها.

(1)

يميل أبو عمرو والكسائي من طريق الدوري كل ألف بعده راء مجرورة في الأسماء سواء كانت الألف أصلية أم زائدة ووجه الإمالة مناسبة الكسرة، واعتبرت الكسرة على الراء لمناسبة الإمالة والترقيق، واشترط تطرف الراء للقرب (شرح طيبة النشر 3/ 100، التيسير ص 51، النشر 2/ 54، الغاية ص 90).

(2)

يروي ذلك من طريق الأزرق عن ورش جميع الباب بين بين (انظر النشر 2/ 55، الإقناع 1/ 273).

(3)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم.

(4)

سبق قريبًا.

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(6)

قرأ يعقوب بإثبات الياء في الحالين على أصله في سبع عشرة كلمة، ووافقه غيره وهذه الكلمات هي:{دعائي} و {التلاقي} و {التنادي} و {أكرمني} و {أهاني} و {ويسري} و {بالوادي} و {لمتعالي} و {وعيدي} و {نذيري} و {نكيري} و {يكذبوني} و {ينقذوني} و {لترديني} و {فاعتزلوني} و {ترجعوني} و {ونذري} . أما {نكيري} بالحج: 44، وسبأ: 45، و فاطر: 26، والملك:18. و {ونذري} ستة مواضع بالقمر: 16 - 18 - 21 - 30 - 37 - 39. و {أن يكذبوني} بالقصص: 34. و {ولا ينقذوني} بـ يس: 23. و {لترديني} بالصافات: 56. و {أن ترجعوني} {فاعتزلوني} بالدخان: 20 - 21. و {نذيري} بالملك: 17؛ فقرأ ورش بإثبات الياء في هذه الكلمات وصلًا ويعقوب على أصله بإثباتها في الحالين؛ فهذه سبع عشرة كلمة وافق فيها هؤلاء يعقوب على ما تقرر و ما بقي من رؤوس الآي اختص بإثبات الياء فيه في الحالين يعقوب (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 156).

(7)

وقعت ياء الإضافة قبل همزة القطع المكسورة في واحد وستين موضعًا بالقرآن الكريم اختلف منها في اثنين =

ص: 247

قوله تعالى: {رَبِّي إِنَّهُ} [50] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بفتح الياء في الوصل، والباقون بإسكانها

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ} [51] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(2)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين، وقرأ قالون بالفتح وببن اللفظين

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ} [52] قرأ حمزة والكسائي وخلف: بالإمالة محضة

(4)

. وقرأ أبو عمرو، ونافع: بالفتح وبين اللفظين

(5)

، والباقون بالفتح. وقرأ أبو عمرو، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف: بألف بعد النون من {التَّنَاوُشُ} ، وهمزة مضمومة بعد الألف

(6)

، والباقون بواو خالصة بعد الألف من غير همز

(7)

.

= وخمسين ياء منها {أَجْرِيَ إِلَّا} يونس: 72، وموضعي هود: 29، وخمسة في الشعراء: 109 - 127 - 145 - 164 - 180 وموضع بسبأ: 47، الجملة تسع، قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وكذا أبو جعفر بفتح الياء، قال ابن الجزري:

واثنان مع خمسين مع كسر عني

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 147)

(1)

سبق بيانه.

(2)

سبق قريبًا.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط. وما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم.

(4)

وهي في ثمانية وعشرين موضعًا للاستفهام، وضابطها أن يقع بعدها حرف من خمسة أحرف تجمعها "شليت"(إتحاف فضلاء البشر ص 157).

(5)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه

(6)

وحجة من همز أنه جعله مشتقًا من"نأش"، إذا طلب؛ فالمعنى: وكيف لهم طلب الإيمان في الآخرة، وهو المكان البعيد، قال ابن الجزري:

والتناوش همزت

(حـ) ـز (صحبة)

(النشر 2/ 351، المبسوط ص 365، السبعة ص 530، شرح طيبة النشر 5/ 157).

(7)

وحجة من لم يهمز أنه جعله مشتقًّا من "ناش ينوش" إذا تناول على التفسير الذي ذكرنا، فتكون القراءتان بمعنى: إذا جعلتَ الهمزة بدلًا من الواو المضمومة (النشر 2/ 351، المبسوط ص 365، الغاية =

ص: 248

قوله تعالى: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ} [54] قرأ هشام، والكسائي، ورويس: بضم الحاء المهملة مع الإشمام

(1)

، والباقون بكسرها.

* * *

= ص 243، السبعة ص 530، شرح طيبة النشر 5/ 157، إتحاف فضلاء البشر 1/ 360).

(1)

والمراد به الإشمام وهو عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وهو في {وَجَاءَ} و {وَحِيلَ} ، و {وَسِيقَ} و {سَاءَ} ، ولا بد أن يكون إشمام الضم كسر أوله وكيفية ذلك: أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر. قال ابن الجزري:

وقيل غيض جي أشم

في كسرها الضم رجا غنى لزم

(انظر: النشر 2/ 208، الغاية في القراءات العشر ص 98، والتيسير ص 72، والكشف عن وجوه العلل 1/ 230، المبسوط ص 127، والغاية ص 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص 129).

ص: 249

‌الأوجه التي بين سبأ وفاطر

وبين سبأ وفاطر من قوله تعالى: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ} [سبأ: 54] إلى قوله تعالى: {مَثْنَى وَثُلَاثَ} [فاطر: 1] ثمانمائة وجه وسبعة أوجه غير الأوجه، المندرجة.

بيان ذلك:

قالون: مائتا وجه واثنان وخمسون وجهًا.

ورش: مائة وستة وخمسون وجهًا.

ابن كثير: ثلاثة وستون وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.

أبو عمرو: مائة وستة وخمسون وجهًا، منها مائة وستة وعشرون وجهًا مندرجة مع قالون.

ابن عامر: ثمانية وسبعون وجهًا.

عاصم: ثلاثة وستون وجهًا.

خلف: ستة أوجه.

خلاد: ستة أوجه، منها ثلاثة مندرجة مع خلف.

الكسائي: ثلاثة وستون وجهًا.

أبو جعفر: مائة وجه وستة وعشرون وجهًا، منها ثلاثة وستون مندرجة مع قالون.

رويس: مائة وستة وخمسون وجهًا.

روح: مائة وستة وخمسون وجهًا، منها مائة وستة وعشرون وجهًا مندرجة مع قالون، وثلاثون مع أبي عمرو.

وخلف -في اختياره-: ثلاثة أوجه. وهي مندرجة معه عن سليم.

* * *

ص: 250

(سُورَةُ فَاطِرٍ)

(1)

قوله تعالى: {مَثْنَى} [1] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(2)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(3)

، وقرأ الباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ} [1]{الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ} [15] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية؛ كالياء، وعنهم -أيضًا- إبدال الثانية واوًا خالصة

(4)

.

والباقون بتحقيقهما. وإذا وقف حمزة، وهشام على {يَشَاءُ} ، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر، وعنهما -أيضًا- تسهيلها مع الروم بالمد والقصر، ووقف الباقون على همزة ساكنة.

(1)

هي سورة مكية، آياتها أربع وأربعون حمصي، وخمس وأربعون حجازي، وست وأربعون دمشقي (شرح طيبة النشر 5/ 161).

(2)

سبق قريبًا.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(4)

إذا جاءت الهمزتان في كلمتين، وكانت الأولى مضمومة والثانية مكسورة؛ فإن ذلك على قسمين متفق عليه، ويقع في اثنين وعشرين موضعًا؛ منها:{يَشَاءُ إِنَّ} بآل عمران والنور وفاطر، وقد اتفقوا على تحقيق الأولى واختلفوا في الثانية، فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ورويس بتسهيلها واختلف عنهم في كيفية التسهيل فقال جمهور المتقدمين تبدل واوًا خالصة مكسورة فدبروها بحركتها ما قبلها، قال الداني: وهو مذهب أكثر أهل الأداء، وقال جمهور المتأخرين: تسهل بين الهمزة والياء فدبروها بحركتها فقط وهذا هو الأوجه في القياس، والأول آثر في النقل، كما في النشر عن الداني، وأما من سهلها كالواو فدبرها بحركة ما قبلها على رأي الأخفش فتعقبه في النشر بعدم صحته نقلًا وعدم إمكانه لفظًا؛ فإنه لا يتمكن منه إلا بعد تحويل كسرة الهمزة ضمة أو تكلف إشمامها الضم وكلاهما لا يجوز لا يصح، قال ابن الجزري:

وعند الاختلاف الاخرى سهلن

(حرم)(حـ) ـوى (غـ) ـنا ومثل السوء إن

(شرح طيبة النشر 2/ 268، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 74).

ص: 251

قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ} [2] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(1)

.

والباقون بالضم.

قوله تعالى: {اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ} [3] رسمت هذه التاء مجرورة.

ووقف عليها: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب بالهاء.

ووقف الباقون بالتاء، والوصل للجميع بالتاء

(2)

.

قوله تعالى: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} [3] قرأ حمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وخلف: بخفض الراء

(3)

.

والباقون بالرفع

(4)

.

(1)

سبق توضيح ما في {وَهُوَ} {فَهُوَ} {وَهِىَ} {فَهِىَ} {لَهِىَ} قبل صفحات قليلة (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).

(2)

الوقف على المرسوم متفق عليه ومختلف فيه، والمختلف فيه انحصر في خمسة أقسام، منها:{نِعْمَتَ} في أحد عشر موضعًا الآية 231 ثاني البقرة وفي المائدة: 11، وآل عمران: 103، وثاني إبراهيم: 28 - 34، وثالثها وثاني النحل: 53 - 71 - 72 - 83، وثالثها ورابعها وفي لقمان: 31، وفاطر: 3، والطور: 29، قال ابن الجزري:

كهاء أنثى كتبت تاء فقف

بالها (ر) جا (حق) وذات بهجه

واللات مع مرضات ولات (ر) جه

(التيسير ص 60، شرح طيبة النشر 3/ 225، 226، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 137).

(3)

وحجة من قرأ بخفض "غير"، جعلاه نعتًا لـ {خَالِقٍ} على اللفظ، و، {يَرْزُقُكُمْ} خبر الابتداء، وهو {خَالِقٍ} ، لأن {مِنْ} زائدة، دخلت على الابتداء للتأكيد والعموم، ويجوز أن يكون الخبر محذوفًا، أي: هل خالق رازق غير الله موجود، قال ابن الجزري:

غير اخفض الرفع (ثـ) ـبا (شفا)

(4)

وحجة من قرأ برفع {غَيْرُ} : أنهم جعلوه نعتًا لـ {خَالِقٍ} ، على الموضع، لأن {مِنْ} زائدة، والتقدير: هل خالق غير الله، ويكون الخبر {يَرْزُقُكُمْ} أو يكون محذوفًا، أي: هل خالق غير الله موجود، ويجوز أن ترفع {غَيْرُ} على أنه خبر الخالق، لأن {خَالِقٍ} مبتدأ، والقراءتان بمعنى واحد (النشر 2/ 351، =

ص: 252

قوله تعالى: {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [4] قرأ يعقوب، وحمزة، والكسائي، وابن عامر، وخلف: بفتح التاء وكسر الجيم

(1)

، وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الجيم

(2)

.

قوله تعالى: {فَرَآهُ حَسَنًا} [8] قرأ أبو عمرو بإمالة الهمزة محضة، وقرأ ورش بإمالة الراء والهمزة بين بين. وقرأ ابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإمالتهما محضة

(3)

.

= المبسوط ص 366، شرح طيبة النشر 5/ 161، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 210، التيسير ص 182، غيث النفع ص 328).

(1)

فيصير النطق "تَرْجِعُ الأُمُوُرُ" وهي قاعدة مطردة عند هؤلاء القراء فهم قرأوا بفتح التاء وكسر الجيم في جميع القرآن، وحجتهم أنهم بنوا الفعل للفاعل لأنه المقصود، ويقوي ذلك إجماعهم على {أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} وقوله {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ} فبنى الفعل للفاعل فحمل على ذلك. قال ابن الجزري:

وترجع الضم افتحًا واكسر (ظ) ما

إلى قوله: الأمور هم والشام

(2)

احتج هؤلاء بأنهم بنوا الفعل للمفعول، ويقوي ذلك إجماعهم على قوله {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ} و {وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي} فبنى الفعل للمفعول وهو إجماع فألحق هذا به، لأنه مثله، والقراءتان حسنتان بمعنى (النشر 2/ 227، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 289، التبصرة ص 439، إتحاف فضلاء البشر ص 156، الإقناع 2/ 60).

(3)

إذا وقعت "رأى" فعلًا ماضيًا وكان بعده متحرك فهو إما أن يكون ظاهرًا أو مضمرًا، فالظاهر سبعة مواضع:{رَأَى كَوْكَبًا} الآية 76 بالأنعام {رَأَى أَيْدِيَهُمْ} الآية 70 بهود {رَأَى قَمِيصَهُ} {رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} الآية 24 - 28 بيوسف {رَأَى نَارًا} الآية 10 بـ طه {مَا رَأَى} {لَقَدْ رَأَى} الآية 11 - 18 بالنجم. والمضمر ثلاث كلمات في تسعة مواضع {رَأَكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية 36 الأنبياء {رَآهَا تَهْتَزُّ} بالنمل الآية 10 والقصص الآية 31 {رَآهَا} معا بالنمل: 40، وبفاطر: 8، والصافات: 55، والنجم: 13، والتكوير: 23، والعلق: 7؛ فقرأ ورش من طريق الأزرق بالتقليل في الراء والهمزة معًا في الكل بعده ظاهر أو مضمر، وقرأ أبو عمرو بالإمالة المحضة في الهمزة فقط مع فتح الراء في الجميع، وذكر الشاطبي رحمه الله تعالى الخلاف في إمالة الراء عن السوس تعقبه في البشر بأنه ليس من طرقه ولا من طرق البشر، لأن رواية ذلك عن السوسي من طريق أبي بكر القرشي وليس من طرق هذا الكتاب، ولذا لم يعرج عليه هنا في الطيبة وإن حكاه بقيل أخر الباب، وقرأ ابن ذكوان بإمالة الراء والهمزة معًا في السبعة التي مع الظاهر، واختلف عنه فيما بعده مضمرًا قالهما معًا عنه جميع المغاربة وجمهور المصريين ولم يذكر في التيسير عن الأخفش من طريق النقاش سواه وفتحهما عن ابن ذكوان جمهور العراقيين وهو طريق ابن الأخرم عن الأخفش وفتح الراء، وأمال الهمزة الجمهور عن الصوري واختلف عن هشام في القسمين معًا فروى الجمهور عن الحلواني عنه الفتح في الراء والهمزة معًا في الكل وهو الأصح عنه، وكذا روى الصقلي وغيره عن الداجوني عنه، وروى الأكثرون عنه إمالتها والوجهان صحيحان عن هشام كما في النشر، واختلف عن أبي بكر فيما عدا الأولى وهي =

ص: 253

قوله تعالى {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ} [8] قرأ أبو جعفر بضم التاء الفوقية، وكسر الهاء، ونصب سين "نفسَك"

(1)

. والباقون بفتح التاء الفوقية والهاء ورفع سين {نَفْسُكَ}

(2)

.

قوله تعالى: {أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} [9] قرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإسكان الياء التحتية ولا ألف بعدها؛ على التوحيد، والباقون بفتح الياء التحتية وألف بعدها؛ على الجمع

(3)

.

قوله تعالى: {بَلَدٍ مَيِّتٍ} [9] قرأ نافع، وحفص، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وخلف: بتشديد الياء التحتية

(4)

، والباقون بالتخفيف.

= {رَأَى كَوْكَبًا} بالأنعام الآية 76، فلا خلاف عنه في إمالة حرفيهما معًا، أما الستة الباقية التي مع الظاهر: فأمال الراء والهمزة معًا يحيى بن آدم وفتحهما العليمي، وأما فتحهما في السبعة وفتح الراء وإمالة الهمزة في السبعة فانفرادتان لا يقرأ بهما ولذا تركهما في الطيبة، وأما التسعة مع المضمر ففتح الراء والهمزة معًا في الجميع العليمي عنه وأمالهما يحيى بن آدم على ما تقدم، وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف بإمالة الراء والهمزة معًا في الجميع وافقهم الأعمش والباقون، قال ابن الجزري:

حرفي رأى (مـ) ـن (صحبة)(لـ) ـنا اختلف

وغير الاولى الخلف (صـ) ـف والهمز (حـ) ـف

وذو الضمير فيه أو همز ورا

خلف (مـ) ـنى قللهما كلا (جـ) ـرى

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 117).

(1)

ووجه قراءة أبي جعفر: أنها أمر من أذهب و {نفسَك} بالنصب على المفعولية، قال ابن الجزري:

وتذهب ضم واكسر (ثـ) ـغبا نفسك غيره

(النشر 2/ 351، المبسوط ص 366، شرح طيبة النشر 5/ 161، غيث النفع ص 328، الغاية ص 24).

(2)

وحجة من قرأ بفتح التاء والهاء: أنها من ذهب الثلاثي، و {نَفْسُكَ} بالرفع على الفاعلية (النشر 2/ 351، المبسوط ص 366، شرح طيبة النشر 5/ 161، غيث النفع ص 328، الغاية ص 243، معاني القرآن 2/ 367).

(3)

سبق ذكر ذلك من سورة سبأ مما أغنى عن ذكره مرة ثانية.

(4)

قرأ أبو جعفر ميتة والميتة حيث وقع بالتشديد، وكذلك {ميِّتا} المنكر المنصوب حيث وقع، ووافقه يعقوب ونافع في {ميِّتا} بالأنعام، ورويس والمدنيان، في الحجرات، ووافقه بعض على تشديد بعض فاتفق نافع وأبو جعفر على تشديد {الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ} بيس، ووافقه نافع وحمزة والكسائي وخلف وحفص في ميت المنكر المجرور كاللفظ الذي في سورتنا، ووافقهم يعقوب الحضرمي في {الميِّت} المحلى بالألف واللام المنصوب وهو ثلاثة، والمجرور وهو خمسة، وقد قيد {الْمَيِّتِ} ببلد العاري من الهاء فخرج المتصل بها نحو {بَلْدَةً مَيْتًا} ، وقيد {الْمَيْتَةُ} بالأرض؛ ليخرج {الْمَيْتَةُ} ، بالنحل والمائدة، والميت صفة الحيوان الزاهق الروح، والميتة المؤنثة ضيقة، ويوصف به ما لا تحله حياة من الجماد =

ص: 254

قوله تعالى: {مِنْ أُنْثَى} [11] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(1)

، وقرأ أبو عمرو بالإمالة بين بين، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(2)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَلَا يُنْقَصُ} [11] قرأ روح، ورويس -بخلاف عنه-: بفتح الياء التحتية وضم القاف

(3)

، والباقون بضم الياء وفتح القاف

(4)

.

قوله تعالى: {وَتَرَى الْفُلْكَ} [12] قرأ السوسي -بخلاف عنه- في الوصل: بإمالة

= مجازًا، قال البصريون: أصله مَيوَت بوزن فيعل، وقلبت الواو ياء لاجتماعها، وسبق أحدهما بالسكون، وأدغمت الأولى للثماثل وهو بالسكون وتخفيف المشدد لغة فصيحة لا سيما في القليل المكسور، قال ابن الجزري:

.... .... ..... وميتة

والميتة اشدد (ثـ) ـب والارض الميتة

(مدا) وميتا (ثـ) ـق والانعام (ثـ) ـوى

اذ حجرات (غـ) ـث (مدا) و (ثـ) ـب (أ) وى

(صحب) بميت بلد والميت هم

والحضرمي والساكن الأول ضم

(شرح طيبة النشر 4/ 81 - 84).

(1)

يقرأ حمزة والكسائي وخلف البزار بإمالة جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على رزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:

وكيف فعْلَى وفُعَالى ضمه

وفتحهُ وما بياء رسمه

(النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط. قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف

وما به ها غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

(3)

قرأ روح "يَنْقُصُ" بفتح الأول وضم الثالث، واختلف عن رويس فروى الحمامي والسعيدي وأبو العلاء كلهم عن النخاس عن التمار عن رويس كقراءة روح، وروى ابن العلاء والكارزيني كلاهما عن التمار عن رويس؛ الجماعة، وحجتهم: أنه مضارع نقص، مثل خرج يخرج مبنيًّا للفاعل، وهو ضمير {مِنْ عُمُرِهِ} قال ابن الجزري:

.... .... وينقص افتحا

ضما وضم (غـ) ـوث خلف (شـ) ـرحًا

(النشر 2/ 352، شرح طيبة النشر 5/ 162، الغاية ص 243، إتحاف فضلاء البشر 1/ 361، المبسوط ص، 367).

(4)

ووجه قراءة من قرأ بضم الأول وفتح الثالث: أنه على البناء للمفعول، والنائب مستتر (النشر 2/ 352، شرح طيبة النشر 5/ 162، الغاية ص 243، إتحاف فضلاء البشر 1/ 361، المبسوط ص 367).

ص: 255

الراء

(1)

، والباقون بالفتح. وإذا وقف على {وَتَرَى} وقف أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(2)

، ووقف ورش بالإمالة بين بين، ووقف قالون بالفتح وبين اللفظين

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فِي النَّهَارِ} [13] قرأ أبو عمرو، والدوري -عن الكسائي-: بالإمالة محضة

(4)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(5)

، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(6)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَلَا يُنَبِّئُكَ} [14] إذا وقف حمزة، فله وجهان: تسهيلها كالواو، وإبدالها ياء خالصة

(7)

.

قوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ} [16] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ألفًا

(8)

، وقرأ الباقون بهمزة

(1)

هناك قاعدة مطردة تخص السوسي في هذه المسألة، وهي أنه يقرأ كالجماعة وقفًا، وأما وصلًا فله الوجهان: الفتح والإمالة، قال ابن الجزري:

........... بل قبل ساكن بما أصل قف

وخلف كالقرى التي وصلا يصف

(2)

سبق قريبًا.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط. وما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم.

(4)

أمال أبو عمرو والكسائي من طريق الدوري وكذا ابن ذكوان بخلف عنه كل ألف بعده راء مجرورة في الأسماء سواء كانت الألف أصلية أم زائدة ووجه الإمالة مناسبة الكسرة، واعتبرت الكسرة على الراء لمناسبة الإمالة والترقيق والتدقيق، واشترط تطرف الراء للقرب، وهذه قاعدة مطردة فى جميع القرآن وهي: أن كل ألفٍ قبلَ راءٍ مكسورة متطرفة فإن أبا عمرو والدوري عن الكسائي يقرآنها بالإمالة المحضة، وورش بالإمالة الصغرى، وباقي القراء يقرأونها بالفتح قولًا واحدًا. قال ابن الجزري في الطيبة:

والألفات قبل كسر را طرف

كالدار نارٍ حُز تفُز منه اختُلِف

(شرح طيبة النشر 3/ 98 - 100، التيسير ص 51، النشر 2/ 54، الغاية ص 90).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(6)

ما ذكره المؤلف عن قالون هو خطأ يذكره المؤلف دائمًا، وقد نبهنا عليه كثيرًا.

(7)

سبق بيان وقف حمزة على مثل هذه الكلمة فى موضع قريب بما أغنى عن إعادته هنا.

(8)

وكذا الأصبهاني وقد أغفله المؤلف.

ص: 256

ساكنة؛ هذا في الوصل، فإذا وقف عليها، أبدلها حمزة، وهشام حرف مد مع القصر لا غير

(1)

.

قوله تعالى: {إِلَّا خَلَا} [24] لم يمل أحد خلا؛ لأنه واوي.

قوله تعالى: {جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ} [25] قرأ ابن ذكوان، وحمزة، وخلف: بإمالة الألف من {جَاءَتْهُمْ}

(2)

، والباقون بالفتح.

وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة مع المد والقصر، وله -أيضًا- إبدالها حرف مد مع المد والقصر، وهو ضعيف.

وقرأ أبو عمرو: {رُسُلُهُمْ} بإسكان السين

(3)

، وقرأ الباقون برفع السين

(4)

.

قوله تعالى: {ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [26] قرأ ابن كثير، وحفص، ورويس -بخلاف عنه-: بإظهار الذال المعجمة عند التاء الفوقية

(5)

، والباقون بالإدغام.

قوله تعالى: {فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} [26]{أَلَمْ} [27] قرأ ورش بإثبات الياء بعد الراء

(1)

لأنه ساكن بعد فتح.

(2)

سبق بيان خلف هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} {خَابَ} قبل صفحات قليلة.

(3)

قرأ أبو عمرو {رُسُلُنَا} و {رُسُلُكُمْ} و {رُسُلُهُمْ} و {سُبُلَنَا} إذا كان بعد اللام حرفان بإسكان السين والباء حيث وقع وكذلك مذهبه في سبلنا فإذا كان بعد اللام حرف ضم السين مثل {وَرُسُلِهِ} وحجته أنه استثقل حركة بعد ضمتين لطول الكلمة وكثرة الحركات فأسكن السين والباء فإذا قصرت الكلمة لم يسكن السين (التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 85، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 225).

(4)

وحجتهم أن بناء فعول وفعيل على فعل بضم العين في كلام العرب ولم تدع ضرورة إلى إسكان الحرف فتركوا الكلمة على حق بنيتها (التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 85، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 225).

(5)

اختلف القراء في إدغام سبعة عشر حرفًا إذا أتى بعدها حروف تقاربها، ومن هذه المواضع الذال عند التاء من {أَتَّخَذْتُمْ} و {وَأَخَذَتِ} ، وما جاء من لفظه فأظهر الذال ابن كثير وحفص واختلف عن رويس فروى الجمهور عن النخاس الإظهار وروى أبو الطيب وابن مقسم الإدغام وروى الجوهري إظهار حرف الكهف فقط وهو {لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ} [الكهف: 77]، وإدغام الباقي، قال ابن الجزري:

وفي أخذت واتخذت (عـ) ن (د) ـرى

والخلف (غـ) ـث

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 44).

ص: 257

في الوصل دون الوقف، وأثبتها يعقوب وقفًا ووصلًا

(1)

.

قوله تعالى: {الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ} [28] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية كالياء، وعنهم -أيضًا- إبدالها واوًا خالصة، والباقون بتحقيقهما، وإذا وقف حمزة وهشام - أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر، ولهما -أيضًا- المد والقصر مع الروم، والتسهيل، والرسم بالواو.

قوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} [33] قرأ أبو عمرو بضم الياء التحتية وفتح الخاء

(2)

، والباقون بفتح الياء وضم الخاء

(3)

.

قوله تعالى: {وَلُؤْلُؤًا} [33] قرأ نافع، وعاصم، وأبو جعفر: بنصب الهمزة الأخيرة مع التنوين في الوصل

(4)

، والباقون بالخفض مع التنوين في الوصل. وأبدل الأولى وقفًا

(1)

قرأ يعقوب بإثبات الياء في الحالين على أصله في سبع عشرة كلمة، ووافقه غيره وهذه الكلمات هي:{دعائي} و {التلاقي} و {التنادي} و {أكرمني} و {أهانني} و {ويسري} و {بالوادي بِاَلْوَادِ} و {المتعالي} و {وعيدي} و {نذيري} و {نكيري} و {يكذبوني} و {ينقذوني} و {لترديني} و {فاعتزلوني} و {ترجموني} و {نذري} . أما {نكري} بالحج: 44، وسبأ: 45، وفاطر: 26، والملك:18. (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 156).

(2)

سبق بيان اختلاف القراء في {يَدْخُلُونَ} قبل صفحات قليلة، قال ابن الجزري:

.... ..... ..... ..... ....

....... ويدخلون ضم يا

وفتح ضم صف ثنا حبر شفى

وكاف أولى الطول ثب حق صفى

والثان دع ثطا صبا خلفا غدا

وفاطر حز

(شرح طيبة النشر 2/ 215، شرح شعلة ص 343، الهادي 2/ 159 - 161، الحجة في القراءات السبع -ابن خالويه 1/ 127، حجة القراءات- ابن زنجلة 1/ 445، الهادي 2/ 159 - 161).

(3)

وحجة من قرأ بفتح الياء وضم الخاء قوله {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ} {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} فكان أمر الله إياهم أن يدخلوها دليلًا على إسناد الفعل إليهم اعلم أن المعنيين متداخلان لأنهم إذا أدخلوا دخلوا وإذا دخلوا فبإدخال الله إياهم يدخلون (شرح طيبة النشر 2/ 215، شرح شعلة ص 343، حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 445).

(4)

واختلف في {وَلُؤْلُؤًا} هنا في فاطر: 33، فنافع وعاصم وأبو جعفر ويعقوب بالنصب عطفًا على محل من أساور أي يحلون أساور ولؤلؤًا بتقدير فعل أي ويؤتون لؤلؤًا وقرأه المذكورون كذلك عدا يعقوب في لفظ قال ابن الجزري:

.... .... انصب لؤلؤا

(نـ) ـل (إ) ذ (ثـ) ـوى (وفاطرًا (مدا)

(نـ) ـأى =

ص: 258

ووصلًا: أبو جعفر، وشعبة، وأبو عمرو -بخلاف عنه- واوًا

(1)

.

وإذا وقف عليها حمزة - أبدل الأولى والثانية، وله في الثانية الروم -أيضًا- مع التسهيل في الرسم: ليس بعد الهمزة الثانية ألف؛ بخلاف التي في "الحج"؛ فإن بعد الهمزة الثانية ألفًا

(2)

.

قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ} [36] قرأ أبو عمرو بالياء التحتية مضمومة وفتح الزاي ورفع الكلام من {كلُّ} ، والباقون بالنون مفتوحة وكسر الزاي ونصب لام {كُلَّ} .

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ} [40] قرأ نافع، وأبو جعفر: بتسهيل الهمزة بعد الراء عن ورش -أيضًا- إبدالها حرف مد، وأسقطها الكسائي

(3)

، والباقي بتحقيقهما

(4)

، وإذا

= (شرح طيبة النشر 5/ 66، النشر 2/ 326، الغاية ص 213، السبعة ص 435، التيسير ص 156، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 397).

(1)

ووجه من قرأ بالخفض: أنهم عطفوه على لفظ {مِنْ أَسَاوِرَ} والقراءتان بمعى (شرح طيبة النشر 5/ 66، النشر 2/ 326، الغاية ص 213، السبعة ص 435، التيسير ص 156، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 397).

(2)

إذا وقعت الهمزة متحركة بأي حركة سواء كانت فتحة، أم كسرة، أم ضمة، وكان الحرف الذي قبلها ساكنًا، سواء كان صحيحًا، أم واوًا أصلية، أم ياءً أصلية، فإن حمزة يخفف هذا النوع بنقل حركة الهمزة إلى الساكن الذي قبلها، ويحذف الهمزة. ويشمل هذا النوع الهمزة المتوسطة بأي نوع كان، والهمزة المتطرفة، قال ابن الجزري:

وإن يحرك عن سكون فانقل

(3)

إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد فتح فقرأه قالون وورش من طريق الأصبهاني وكذا أبو جعفر بالتسهيل بين بين في {أَرَأَيْتَ} حيث وقع بعد همزة الاستفهام نحو {أَرَأَيْتُمْ} {أَرَأَيْتَكُمْ} {أَرَأَيْتَ} {أَفَرَأَيْتَ} واختلف عن ورش من طريق الأزرق فأبدلها بعضهم عنه ألفًا خالصة مع إشباع المد للساكنين وهو أحد الوجهين في الشاطبية، والأشهر عنه التسهيل كالأصبهاني وعليه الجمهور، وقرأ الكسائي بحذف الهمز في ذلك كله والباقون بالتحقيق، وإذا وقف للأزرق في وجه البدل عليه وعلى نحو {أرأيت} وكذا {أءنت} تعين التسهيل بين بين لئلا يجتمع ثلاث سواكن ظواهر، ولا وجود له في كلام عربي، وليس ذلك كالوقف على المشدد في نحو {صواف} الآية 36 لوجود الإدغام، قال ابن الجزري:

أريت كلا (ر) م وسهلها (مدا)

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 79، شرح طيبة النشر 4/ 287).

(4)

والتحقيق سبق تعريفه قريبًا.

ص: 259

وقف عليها "حمزة" سهلها وله السكت على الساكن الصحيح -وهو اللام- قبل همزة الاستفهام، وله النقل وعدم السكت

(1)

.

قوله تعالى: {فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ} [40] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، وخلف، وحفص: بغير ألف بين النون والتاء الفوقية؛ على التوحيد

(2)

، والباقون بالألف؛ على الجمع

(3)

.

قوله تعالى: {لَئِنْ جَاءَهُمْ} [42] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم

(4)

، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة - سهل الهمزة مع المد والقصر، وله -أيضًا- إبدالها ألفًا مع المد والقصر.

قوله تعالى: {مَا زَادَهُمْ} [42] قرأ حمزة، وابن ذكوان بخلاف عنهما بإمالة الألف بعد الزاي

(5)

، وقرأ الباقون بالفتح.

(1)

وافقه ابن ذكوان وحفص وإدريس بخلف عنهم، قال ابن الجزري:

والسكت عن حمزة في شيء وأل

إلى أن قال:

والخلف عن إدريس غير المد اطلق واخصص

(2)

ووجه قراءة من قرأ بالتوحيد: أنه على إرادة ما في كتاب الله، أو ما يأتي به النبي صلى الله عليه وسلم من البراهين على صدقه، وهو وإن كان مفردًا يدلّ على الجمع، ودليله قوله:{إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي} [هود: 28]، وقوله:{قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [الأعراف: 73].

(3)

وحجة من قرأ بالجمع: أنه جعله لكثرة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الآيات والبراهين على صحة صدقه ونبوّته من القرآن، وغير ذلك، فوجب أن يُقرأ بالجمع ليظهر أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بآيات تدلّ على نبوّته، ويُقوّي الجمع أنها في المصاحف كلّها بالتاء، ولو كانت موحدة لكانت بالهاء. (النشر 2/ 352، المبسوط ص 367، الغاية ص 344، السبعة ص 535، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 211، زاد المسير 6/ 496، وتفسير النسفي 3/ 343).

(4)

سبق قبل صفحات قليلة شرح فرش مثل هذه الكلمة.

(5)

سبق بيان ما في {وَزَادَهُ} {زَاغَ} {جَاءَ} {شَاءَ} {طَابَ} {خَافَ} {خَابَ} {وَضَاقَ} {وَحَاقَ} وقراءة حمزة قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادتها هنا لقرب الموضعين. قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة:

والثلاثي (فـ) ـضلا

في خاف طاب ضاق حاق زاغ لا

زاغت وزاد خاب (كـ) ـم خلف (فـ) ـنا

وشاء جا (لـ) ـي خلفه (فتى)(مـ) ـنا=

ص: 260

قوله تعالى: {وَمَكْرَ السَّيِّئِ} [43] قرأ حمزة بإسكان الهمزة في الوصل

(1)

، والباقون بكسرها

(2)

. وإذا وقف حمزة وهشام عليها أبدلا الهمزة ياء؛ فيجتمع ياءان، فتدغم الأولى في الثانية، ووقف الباقون على همزة ساكنة.

قوله تعالى: {السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [43] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية كالياء، ولهم -أيضًا- إبدالها واوًا خالصة

(3)

، والباقون بتحقيقهما، وإذا وقف حمزة وهشام على الهمزة الأولى - أبدلاها ياء خالصة ساكنة، وأدغما الياء الأولى في الثانية، ولهما -أيضًا- تسهيلها مع الروم. وإذا ابتدأوا بالهمزة الثانية، فالجميع يبتدئون بالهمز

(4)

.

= (النشر 2/ 59، التيسير ص 50، التبصرة ص 373، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 1/ ص 230، الغاية ص 95).

(1)

وحجة من أسكن أنّه استثقل الكسرة على الياء المشدّدة، فهي مقام كسرتين، والكسرة ثقيلة، وهي على الياء المشدّدة أثقل ثم كسرة على همزة، والكسر على الهمز ثقيل أيضًا، مع ثقل الكسر في نفسه، فاجتمعت أشياء ثقيلة، فأسكن الهمزة استخفافًا، وهو على ذلك ضعيف، لأنه حذف علامة الإعراب، وقد قيل: إنه نَوى الوقف على الهمزة، وهو ضعيف، لأنه لو نوى الوقف لخفّف الهمزة في الوصل، لأن أصله تخفيف كل همزة في الوقف، وهو لا يخفّفها إلا إذا وقف عليها وقفًا صحيحًا، فيبدل منها ياء ساكنة إن وقف بالسكون، أو يجعلها بين الهمزة والياء إن وقف بالرّوم، ومثله هشام في الوقف، قال ابن الجزري:

والسيء المخفوض سكنه (فـ) ـدا

وقال في باب وقف حمزة وهشام:

فإن يسكن بالذي قبل ابدل

(2)

ووجه قراءتهم: أنه اسم معرف مضاف إليه فجر بالإضافة (شرح طيبة النشر 5/ 163، المبسوط ص 367، النشر 2/ 356، التيسير ص 182، السبعة ص 535، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 212، غيث النفع ص 330، الغاية ص 344).

(3)

سبق بيان قاعدة مطردة نافع وابن كثير وأبي عمرو وأبي جعفر ورويس في التسهيل قبل صفحات قليلة (وانظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382، المبسوط ص 42، 43).

(4)

تكلمنا قبل صفحات قليلة عن حكم الهمزتين في كلمتين، وكانت الأولى مضمومة والثانية مكسورة، قال ابن الجزري:

وعند الاختلاف الاخرى سهلن

(حرم)(حـ) ـوى (غـ) ـنا ومثل السوء إن

(شرح طيبة النشر 2/ 268، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 74).

ص: 261

قوله تعالى: {سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ} [43]{لِسُنَّتِ} [43] الثلاثة في المرسوم بالتاء المجرورة، فوقف عليها ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب: بالهاء، ووقف الباقون بالتاء؛ تبعًا للرسم. ووقف الكسائي بالإمالة على أصله

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ} [45]{وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ} [45] قرأ ورش، وأبو جعفر: بإبدال الهمزة واوًا وقفًا ووصلًا

(2)

، والباقون بالهمزة، وإذا وقف حمزة، أبدل

(3)

.

قوله تعالى: {جَاءَ أَجَلُهُمْ} [45] قرأ قالون، وأبو عمرو، والبزي: بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر

(4)

، وقرأ ورش، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، وعن ورش وقنبل -أيضًا- إبدال الثانية ألفًا، والباقون بتحقيقهما.

(1)

سبق قريبًا.

(2)

الهمز المتحرك قسمان قبله متحرك، وساكن: فالأول: اختلفوا في تخفيف الهمز فيه في سبعة مواضع: الأول: أن تكون مفتوحة مضمومًا ما قبلها فقرأ هذه الكلمات ورش من طريق الأزرق وأبو جعفر كل همزة متحركة وقعت فاء من الكلمة نحو {يَوَدُّوا} {يُؤْخَذُ} {مُؤَجَّلًا} {مُؤَذِّنٌ} واختلف عن ابن وردان في {يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ} بآل عمران، فروى ابن شبيب من طريق ابن العلاف وغيره من طريق الشطوي وغيره كلاهما عن الفضل ابن شاذان تحقيق الهمزة فيه، وكذا روى الرهاوي عن أصحابه عن الفضل، وروى سائرهم عنه الإبدال طردًا للباب، قال ابن الجزري:

والفاء من نحو يؤده أبدلوا

(جـ) ـد (ثـ) ـق

(شرح طيبة النشر 2/ 284، إتحاف فضلاء البشر ص 256).

(3)

وقد اختص حمزة بذلك في الوقف من حيث إن قراءته اشتملت على شدة التحقيق والترتيل والمد والسكت، فناسب التسهيل في الوقف (النشر 1/ 430).

(4)

إذا اتفقت الهمزتان بالفتح نحو {جَاءَ أَجَلُهُمْ} و {شَاءَ أَنْشَرَهُ} و {السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} وشبهه فورش وقنبل يجعلان الثانية كالمدة وقالون والبزي وأبو عمرو يسقطون الأولى والباقون يحققون الهمزتين معًا، قال ابن الجزري في باب الهمزتين من كلمتين:

أسقط الأولى في اتفاق زن غدا

خلفهما حز وبفتح بن هدى

وسهلا في الكسر والضم وفي

بالسوء والنبيء الادغام اصطفي

وسهل الأخرى رويس قنبل

ورش وثامن وقيل تبدل

مدًا زكا جودًا

(التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 33).

ص: 262

وإذا وقف حمزة وهشام على الهمزة الأولى - أبدلا الهمزة الأولى ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر.

وأمال حمزة، وابن ذكوان، وخلف: الألف بعد الجيم

(1)

، والباقون بالفتح.

* * *

(1)

سبق قبل صفحتين.

ص: 263

‌الأوجه التي بين فاطر ويس

وبين فاطر ويس من قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ} [فاطر: 45] إلى قوله تعالى: {عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [يس: 4] خمسمائة وجه واثنان وسبعون وجهًا، غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: ستة وتسعون وجهًا.

ورش: أربعة وستون وجهًا.

البزي: ثمانية وأربعون وجهًا.

نافع: ثمانية وأربعون وجهًا.

أبو عمرو: أربعة وستون وجهًا، منها ثمانية وأربعون وجهًا مندرجة مع قالون.

هشام: اثنان وثلاثون وجهًا.

ابن ذكوان: اثنان وثلاثون وجهًا.

شعبة: أربعة وعشرون وجهًا.

حفص: أربعة وعشرون وجهًا.

خلف: أربعة أوجه.

خلاد: أربعة أوجه.

الكسائي: أربعة وعشرون وجهًا، مندرجة مع هشام.

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 264

أبو جعفر: ثمانية وأربعون وجهًا.

رويس: أربعة وستون وجهًا.

روح: أربعة وستون وجهًا.

خلف -في اختياره-: ثلاثة أوجه.

* * *

ص: 265

(سُورَةُ يس)

(1)

قوله تعالى: {يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} [1 - 2] قرأ شعبة، وحمزة

(2)

، والكسائي، وخلف، وروح: بإمالة الياء التحتية محضة، والباقون بالفتح

(3)

. وأدغم النون من {يس} في الواو: هشام، والكسائي، ويعقوب

(4)

، وخلف. واختلف عن نافع، وعاصم، والبزي، وابن ذكوان، وقرأ الباقون بالإظهار

(5)

، وقرأ ابن كثير:{وَالْقُرْآنِ} بنقل حركة الهمزة إلى الراء؛ وكذا يفعل حمزة في الوقف، والباقون بغير نقل.

قوله تعالى: {عَلَى صِرَاطٍ} [4] قرأ قنبل ورويس: بالسين

(6)

.

(1)

هي سورة مكية آياتها اثنان وثمانون آية في غير الكوفي، وثلاث وثمانون بالكوفي (المبسوط ص 368).

(2)

ما ذكره المؤلف من الإمالة عن حمزة هو المشهور، وعليه الجمهور، وروى عنه التقليل صاحب العنوان في جماعة، والوجهان في الطيبة وغيرها.، قال ابن الجزري:

يس (صفا)

(ر) د (شـ) ـد (فـ) ـشا وبين بين في أسف خلفهما

(3)

إلا أن لنافع الفتح والتقليل ولم يذكر ذلك المؤلف، ودليله قول ابن الجزري في الهامش السابق:

وبين بين في أسف

(4)

ووجه قراءة من قرأ بإدغام النون من {يس} في الواو من {وَالْقُرْآنِ} ، على نيّة الوصل، قال ابن الجزري:

تنزيل (صـ) ـن (سما)

(النشر 2/ 353 المبسوط ص 368، الغاية ص 245، السبعة ص 538، شرح طيبة النشر 5/ 165).

(5)

وحجة من قرأ بالإظهار: أنه على نيّة الوقف على النون، إذ هي حروف مقطعة غير معربة، فحقّها أن يوقف على كل حرف منها. والوقف على الحرف يوجب إظهاره، ويمنع من إدغامه (النشر 2/ 353، المبسوط ص 368، الغاية ص 245، السبعة ص 538، شرح طيبة النشر 5/ 165، زاد المسير 7/ 4).

(6)

الصراط والسراط: بمعنى واحد ولكلٍّ ممن قرأ بالسين أو الصاد حجته، فمن قرأ بالسين قال: إن السين هي أصل الكلمة أما من قرأ بالصاد فقال: إنها أخف على اللسان؛ لأن الصاد حرف مطبق كالطاء فيتقاربان وتحسنان في السمع، والسين حرف مهموس؛ فهو أبعد من الطاء (انظر: شرح النويري على طيبة النشر 2/ 47، 48، الحجة لابن خالويه 1/ 36، 37، حجة القراءات لابن زنجلة ص 80).

ص: 266

وقرأ خلف -عن حمزة- بحرف متولد بين الصاد والزاي

(1)

والباقون بالصاد الخالصة.

قوله تعالى: {تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ} [5] قرأ ابن عامر، وحفص، وحمزة، والكسائي، وخلف: بنصب اللام

(2)

، والباقون برفعها.

قوله تعالى: {فَهِيَ إِلَى} [8] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(3)

، والباقون بكسرها.

قوله تعالى: {بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا} [9] قرأ حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف: بفتح السين فيهما، والباقون بالرفع

(4)

، وقرأ أبو جعفر: {وَمِنْ

(1)

ومنه إشمام حرف بحرف كمثالنا. ومنع إشمام حركة بحركة كإشمام حركة الكسر بالفم في {قِيلَ} {وَغِيضَ} وكقوله {يُصَدِّقُونَ} و {أَصْدَقُ} وبابه. أي أن خلف عن حمزة قرأ بالصاد المشمة صوت الزاي حيث وقعا، وحجته في ذلك أنه لما رأى الصاد فيها مخالفة للطاء في الجهر؛ لأن الصاد حرف مهموس والطاء مجهور أشم الصاد لفظ الزاي للجهر الذي فيها؛ فصار قبل الطاء حرف يشابهها في الإطباق وفي الجهر، وهنا لا بد من فائدة تذكر وهي: أنه اختلف عن خلاد على أربعة طرق:

الأول: الإشمام في الأول من الفاتحة فقط. الثاني: الإشمام في حرفي الفاتحة فقط.

الثالث: الإشمام في المعرف باللام في الفاتحة وجميع القرآن. الرابع: عدم الإشمام في الجميع.

(2)

قال ابن الجزري:

تنزيل (صـ) ـن (سما)

(النشر 2/ 353، المبسوط ص 368، الغاية ص 245، السبعة ص 538، شرح طيبة النشر 5/ 165).

(3)

سبق بيان {وَهُوَ} {فَهُوَ} {وَهِىَ} {فَهِىَ} {لَهِىَ} (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).

(4)

قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر "سُدًّا" بالضمّ. وفتح الباقون، وقرأ حفص وابن كثير وأبو عمرو {السَّدين} بالفتح، وضمّ الباقون. وقرأ حفص وحمزة والكسائي في يس:{السَّدين} "9" بالفتح في الموضعين. وضمّهما الباقون، وهما لغتان كالضَّعْف والضُّعف، والفَقْر والفُقْر، وقال أبو عبيد: كل شيء من فِعْل الله جلّ ذكره كالجبال والشّعاب، فهو "سُدّ" بالضم، وما بناه الآدميون فهو "سَدّ" بالفتح، وهذا القول من قول عِكرمة وقول أبي عبيدة وقطرب. وحكى الفراء عن المَشيخة نحوه. ويكون {السُّدين} بالضمّ، لأنه من فعل الله جلّ ذكره، ويكون {سَدًّا} في هذه بالفتح، لأنه من فعل الآدميين. ويكون {سُدًّا} ، في يس بالضمّ، لأنه من فِعْل الله جلّ ذكره على هذا التفسير. وقيل: السَّد بالفتح المصدر، والسُّدّ بضمّ السين الشيء المسدود. وقال اليزيدي: السَّدّ بالفتح، الحاجز بينك وبين الشيء. والسُّدّ بالضمّ في العين. وكان =

ص: 267

خَلْفِهِمْ} بإخفاء النون عند الخاء، والباقون بالإظهار. وقرأ يعقوب {أيدِيهُم} بضم الهاء، والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {أَأَنْذَرْتَهُمْ} [10] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس، وهشام -بخلاف عنه-: بتحقيق الهمزة الأولى، وتسهيل الثانية

(1)

، والباقون بتحقيقهما، وعن ورش -أيضًا- إبدال الثانية حرف مد، وأدخل بين الهمزتين ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وهشام، وأبو جعفر

(2)

؛ والباقون بغير إدخال بينهما.

قوله تعالى: {إِذْ جَاءَهَا} [13] قرأ أبو عمرو، وهشام بإدغام ذال {إِذْ} في الجيم، والباقون بالإظهار

(3)

.

وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(4)

، والباقون بالفتح.

= أبو عمرو يذهب على أن الضمّ والفتح بمعنى الحاجز، لغتان في هذه السورة. وذهب في يس إلى أن الضمّ بمعنى"سُدّة العين". تقول العرب: بعينيه سُدّة، وهما لغتان عند الكسائي كالزَّعم والزُّعم. وقيل: الفتح يُراد به المصدر، والضمّ يُراد به الاسم كالغُرفة والغَرفة، قال ابن الجزري:

.... وسدا (حـ) ـكم (صحب)(د) برا

ياسين (صحب)

(شرح طيبة النشر 5/ 21، النشر 2/ 315، المبسوط ص 283، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 428، الغاية ص 199، التيسير ص 145، السبعة ص 399، زاد المسير 5/ 186).

(1)

فحجة هؤلاء ممن خفف الهمزة الثانية هو استثقال الهمزة المفردة فتكريرها أعظم استثقالًا وعليه كثر العرب. وأيضًا لما رأى أن العرب وكل القراء قد خففوا الهمزة الثانية إذا كانت ثانية استثقالًا كان تخفيفها إذا كانت متحركة أولى، لأن المتحرك أقوى من الساكن وأثقل فيصير النطق {أَأَنْذَرْتَهُمْ} ، ولهشام ثلاثة أوجه الأول: تسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال، الثاني: تحقيقها مع الإدخال، الثالث: تحقيقها مع عدم الإدخال، أما تسهيلها مع عدم الإدخال فلم أقرأ به، ولا يجوز لهشام (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 73، والنشر 1/ 359).

(2)

وحجة ذلك: أن الاستثقال مع التخفيف باق، إذ المخففة بزنتها محققة (انظر كشف وجوه القراءات السبع 1/ 73).

(3)

وهذه قاعدة مطردة في القرآن الكريم؛ أن أبا عمرو وهشامًا يقرآن بإدغام ذال إذ في الجيم قولًا واحدًا، وأن الباقين يقرأون بإظهارها، ووجه الإظهار أنه الأصل، ووجه الإدغام التشارك في بعض المخرج ووجه الإظهار بعد المخرج، ووجه التفرقة الجمع بين اللغات، قال ابن الجزري:

إذ في الصفير وتجد أدغم (حـ) ـلا

(لـ) ـي

(شرح طيبة النشر 3/ 3، 4).

(4)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} =

ص: 268

قوله تعالى: {إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ} [14] قرأ أبو عمرو -في الوصل- بكسر الهاء والميم

(1)

، وقرأ حمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف: بضم الهاء والميم

(2)

، وقرأ الباقون بكسر الهاء وضم الميم.

قوله تعالى: {فَعَزَّزْنَا} [14] قرأ شعبة بتخفيف الزاي

(3)

، والباقون بالتشديد

(4)

.

قوله تعالى: {أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ} [19] قرأ أبو جعفر: بهمزتين مفتوحتين، الأولى محققة، والثانية مسهلة، وبينهما ألف. {ذُكِّرْتُمْ} بتخفيف الكاف

(5)

، وقرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، ورويس: بهمزتين: الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة مسهلة،

= و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} {خَابَ} في طه: 61، فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

(1)

وإنما كسر الهاء لمجاورة الياء والكسرة (انظر تفصيل ذلك في سورة الفاتحة (وانظر: التيسير ص 19، والنشر 1/ 272، والسبعة لابن مجاهد ص 108، والتبصرة ص 251).

(2)

وقد قرأ حمزة {عَلَيْهِمْ} و {إِلَيْهِمْ} و {لَدَيْهِمْ} بضم الهاء في هذه الأحرف الثلاثة فقط في القرآن الكريم كله، أما يعقوب فقد قرأها بمشتقاتها مثل:{عليهُما} و {إليهما} و {عليهُن} و {فيهُن} و {فيهم} وكل ما أشبه ذلك من هاء قبلها ياء ساكنة في جميع القرآن بضم الهاء. قال ابن الجزري في سورة فاتحة الكتاب:

عليهمو إليهمو لديهمو

بضم كسر الهاء ظبى فهِموُ

وبعد ياء سكنت لا مفردًا

ظاهر

(انظر: المبسوط في القراءات العشر ص 87).

(3)

وحجة من خفّف أنه حمله على معنى "فغلبنا بثالث" من قوله تعالى: {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} [ص: 23]، أي: غلبني، ويكون المفعول محذوفًا، وهو المرسل إليهم، تقديره: فعززناهم بثالث، أي فغلبناهم بثالث. قال ابن الجزري:

عززنا الخف (صـ) ـــــف

(4)

حجة من شدّد أنه حمله على معنى القوّة، أي: فقوّيناهم بثالث، والمفعول أيضًا محذوف، يعود على الرسولين، أي: فقوّينا المرسلين برسول ثالث (شرح طيبة النشر 5/ 166، النشر 2/ 353، الغاية ص 246، السبعة ص 539، المبسوط ص 369، زاد المسير 7/ 11، تفسير ابن كثير 3/ 567، تفسير النسفي 4/ 5).

(5)

قرأ أبو جعفر "أأن ذكرتم" بفتح الهمزة الثانية وتخفيف "ذكرتم" وهو فيها على تسهيله ومده، قال ابن الجزري:

وافتح أإن (ثـ) ـــــق وذكرتم عنه خف

(شرح طيبة النشر 5/ 167، النشر 2/ 353، المبسوط ص 369، السبعة ص 544، إعراب القرآن 2/ 714).

ص: 269

والباقون بتحقيقهما، وأدخل بينهما ألفًا: قالون، وأبو عمرو

(1)

، والباقون بغير إدخال وتشديد الكاف من {ذُكِّرْتُمْ} .

قوله تعالى: {وَجَاءَ مِنْ} [20] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم

(2)

، والباقون بالفتح.

وإذا وقف حمزة وهشام عليها - أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر.

قوله تعالى: {يَسْعَى} [20] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(3)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(4)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَمَا لِيَ لَا} [22] قرأ حمزة، ويعقوب، وخلف، وهشام -بخلاف عنه- في الوصل: بإسكان الياء

(5)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {أَأَتَّخِذُ} [23] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس، وهشام -بخلاف عنه-: بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية، والباقون بتحقيقهما. وعن ورش -أيضًا- إبدال الثانية ألفًا، وأدخل بين الهمزتين ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر، والباقون بغير إدخال

(6)

.

قوله تعالى: {إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ} [23] قرأ أبو جعفر، ويعقوب بإثبات الياء بعد النون

(1)

قال ابن الجزري:

ومدك قبل الفتح والكسر حجه

(بـ) ـــن (ثـ) ـــق

(2)

سبق قبل صفحة واحدة توضيح ما في مثل هذه الكلمة من قراءة.

(3)

سبق قريبًا.

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف

وما به ها غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

(5)

وقعت الياء التي بعدها متحرك غير الهمزة في خمسمائة وستة وتسعين موضعًا، المختلف فيه منها خمسة وثلاثون موضعًا، فقرأ هشام بخلف عنه وحمزة وكذا يعقوب وخلف بإسكان {وَمَا لِيَ} [يس: 22]، والفتح لهشام من طريق الحلواني وعليه الجمهور بل لا تعرف المغاربة غيره وقطع له بالإسكان جمهور العراقيين من طريق الداجوني (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 149).

(6)

سبق في {أَأَنْذَرْتَهُمْ} .

ص: 270

وقفًا، وأثبتها في الوصل أبو جعفر مفتوحة

(1)

، والباقون بحذف الياء وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {وَلَا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي} [23] أثبت الياء بعد النون ورش وصلًا لا وقفًا.

وأثبتها يعقوب وقفًا ووصلًا

(2)

، وحذفها الباقون وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {إِنِّي إِذًا} [24] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر -في الوصل-: بفتح الياء

(3)

والباقون بسكونها، وهم على مراتبهم في المد.

قوله تعالى: {إِنِّي آمَنْتُ} [25] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر -في الوصل-: بفتح الياء

(4)

، والباقون بسكونها.

قوله تعالى: {فَاسْمَعُونِ} [25]{قِيلَ} [26] قرأ يعقوب بإثبات الياء بعد النون وقفًا ووصلًا.

والباقون بحذفها وقفًا ووصلًا

(5)

.

قوله تعالى: {قِيلَ ادْخُلِ} [26] قرأ هشام، والكسائي، ورويس: بضم القاف

(6)

(1)

سبق الكلام على مثل ذلك كثيرًا.

(2)

قرأ يعقوب بإثبات الياء في الحالين على أصله في سبع عشرة كلمة، ووافقه غيره وهذه الكلمات هي:{دعائي} ، {التلاقي} ، {التنادي} ، {أكرمني} ، {أهانني} ، {ويسري} ، {بالوادي} ، {المتعالي} ، {وعيدي} ، {نذري} ، {نكيري} ، {يكذبوني} ، {ينقذوني} ، {لترديني} ، {فاعتزلوني} ، {ترجموني} ، {ونذري}. وأما {ولا ينقذوني} بيس:23. فقرأ ورش بإثبات الياء وصلًا ويعقوب على أصله بإثباتها في الحالين (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 156).

(3)

وقعت ياء الإضافة قبل همزة القطع المكسورة في واحد وستين موضعًا بالقرآن الكريم اختلف منها في اثنتين وخمسين ياء نحو {مِنِّي إِلَّا} {أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} وفتح هذا النوع نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر والباقون بالسكون إلا أنه وقع الخلاف على غير هذا الوجه في خمس وعشرين ياء منها (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 147).

(4)

قاعدة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو فتح الكل وقاعدة الباقين إسكانها، ووجه فتح الكل مع الهمز أنه أحد الأصلين مع قصد ثبوته الخفي عند القوي وليتمكن من كمال لفظ الهمز. ووجه الإسكان مع أنه أحدهما وضد التقوية محصلان بزيادة المدة. قال ابن الجزري بقوله:

تسع وتسعون بهمزٍ انفتح

ذرون الأصبهاني مع مكٍّ فتح

(انظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص 63، الإقناع 1/ 537).

(5)

سبق بيان قراءة يعقوب قبل صفحات قليلة بما أغنى عن ذكره هنا لقرب الموضعين.

(6)

سبق بيان الإشمام وكيفيته (انظر: المبسوط ص 127 والغاية ص 98، والنشر 2/ 208، والإقناع =

ص: 271

والباقون بكسرها.

قوله تعالى: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} [29] قرأ أبو جعفر برفع التاء بعد الحاء، وبعد الدال

(1)

، والباقون بالنصب فيهما

(2)

.

قوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ} [30] قرأ يعقوب بضم الهاء

(3)

، والباقون بالكسر. وأبدل الهمزة الساكنة ألفًا: أبو جعفر، وأبو عمرو، وبخلاف عنه.

قوله تعالى: {أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ} [31] قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء بعد الياء التحتية

(4)

والباقون بالكسر.

= 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص 129).

(1)

قرأها أبو جعفر في الموضعين بالرفع على أنهما فاعل كان التامة، قال ابن الجزري:

أولى وأخرى صيحة واحدة

(ثـ) ــــــــــــــــــــــب

(شرح طيبة النشر 5/ 167، النشر 2/ 353، المبسوط ص 370، إعراب القرآن 2/ 717، معاني القرآن 2/ 375).

(2)

وحجة من قرأها بالنصب: أنها خبر كان الناقصة؛ أي ما كانت إلا واحدة إلا صيحة واحدة (شرح طيبة النشر 5/ 167، النشر 2/ 353، المبسوط ص 370، إعراب القرآن 2/ 717، معانى القرآن 2/ 375).

(3)

قرأ يعقوب كل هاء وقعت بعد ياء ساكنة بضم الكسر سواء كانت في الثلاثة أو في غيرها في ضمير تثنية أو جمع مذكر أو مؤنث نحو: {عليهُما} {صياصيهُم} {تأتيهُم} {ترميهُم} {عليهُن} إلا أن أفرد الضمير نحو {عَلَيْهِ} {وَإِلَيْهِ} وهذا كله إن كانت الياء موجودة، فإن زالت لعلة جزم أو بناء نحو {يَأْتِيهِمْ} {وَيُخْزِهِمْ} {فَاسْتَفْتِهِمْ} {فَأَتَاهُمُ} فإن رويسًا ينفرد بضم ذلك كله، عدا {وَيُلْهِهِمُ} {يُغْنِهِمُ} {وَقِهِمْ} فاختلف عنه فيها؛ فروي كسر الأربعة: القاضي عن النخاس، والثلاثة الأول: الهذلي عن الحمامي، وكذا نص الأهوازي، وكذا أخذ علينا في التلاوة، زاد ابن خيرون عنه كسر الرابعة. وضم الأربعة الجمهور عن رويس، واتفق عنه على كسر {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ} قال ابن الجزري:

وبعد ياء سكنت لا مفردا

(ظـ) ـــــاهر وإن نزل كيخزهم (غـ) ـــدا

وخلف يلههم قهم ويغنهم

عنه ولا يضم من بولهم

ووجه ضم الجميع ما تقدم، ووجه الكسر: الاعتداد بالعارض؛ وهو زوال الياء مراعاة صورة اللفظ، ووجه الاتفاق في {يُوَلِّهِمْ} تغليب العارض (شرح طيبة النشر 2/ 53، 54).

(4)

وقد قرأ حمزة {عليهُم} و {إليهُم} و {لديهُم} يضم الهاء في هذه الأحرف الثلاثة فقط في القرآن الكريم كله، أما يعقوب فقد قرأها بمشتقاتها مثل:{عليهُما} و {إليهُما} و {عليهُن} و {فيهُن} و {فيهُم} وكل ما أشبه ذلك من هاء قبلها ياء ساكنة في جميع القرآن بضم الهاء (انظر: المبسوط في القراءات العشر ص 87).

ص: 272

قوله تعالى: {لَمَّا جَمِيعٌ} [32] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وابن جماز: بتشديد الميم

(1)

. والباقون بالتخفيف

(2)

.

قوله تعالى: {الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ} [33] قرأ نافع، وأبو جعفر: بتشديد الياء التحتية مع الكسر

(3)

، والباقون بإسكانها.

قوله تعالى. {مِنَ الْعُيُونِ} [34] قرأ ابن كثير، وابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي: بكسر العين، والباقون بالرفع

(4)

.

(1)

قال ابن الجزري:

وشد

لما كطارق (نـ) هى (كـ) ـــــن (فـ) ـــي (ثـ) ــمد

يس (فـ) ـــي (ذ) ا (كـ) ـــأم (ثـ) ـــوى

فالحجة لمن شدد أنه أراد لمن ما فقلب لفظ النون ميمًا ثم أدغمها في الميم بعد أن أسقط إحدى الميمات تخفيفًا واختصارًا لأنهن ثلاث في الأصل، قال الكسائي: من شدد {وَإِن} و {لَّمَّا} فالله أعلم بذلك وليس لي به علم. وقال الفراء: أما الذين شددوا فإنه والله أعلم لمما ثعلب يروي بكسر الميم لمن أراد لمن ما ليوفينهم فلما اجتمعت الميمات حذفت واحدة فبقيت ثنتان أدغمت واحدة في الأخرى كما قال الشاعر:

وإني لمما أصدر الأمر وجهه

إذا هو أعيا بالسبيل مصادره

(2)

وحجة من قرأ ذلك: أنَّ وجهه بيِّن وهو أنه نصب {كَلَّا} بـ {وَإِن} و {وَإِن} تقتضي أن تدخل على خبرها اللام أو على اسمه إذا حل محل الخبر فدخلت هذه اللام وهي لام الابتداء على الخبر في قوله {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا} وقد دخلت في الخبر لام أخرى وهي لام القسم وتختص بالدخول على الفعل ويلزمها في أكثر الأمر إحدى النونين فلما اجتمعت اللامان فصل بينهما بـ (ما) فلام (لما) لام إن وما دخلت للتوكيد ولم تغير المعنى ولا العمل واللام التي في {لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} لام القسم، وقال أهل الكوفة: في (ما) التي في {لَّمَّا} وجهان أحدهما: أن يكون بمعنى من أي {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا} كما قال سبحانه {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} وإن أكثر استعمال العرب لها في غير بني آدم. والوجه الآخر: أن يجعل ما التي في لما بمعنى ما التي تدخل صلة في الكلام ويلي هذا الوجه في البيان قراءة نافع وابن كثير.

فأما تخفيف {وَإِن} وترك النصب على حاله فلأن إن مشبهة بالفعل فإذا حذف التشديد بقي العمل على حاله وهي مخففة من إن، قال سيبويه: حدثني من أثق به أنه سمع من العرب من يقول إن عمرًا لمنطلق، فإن سأل سائل فقال: إنما نصبت بإن تشبيهًا بالفعل فإذا خففت زال شبه الفعل فلم نصبت بها؟ فالجواب: أن من الأفعال ما يحذف منه فيعمل عمل التام كقولك لم يك زيد منطلقًا فكذلك إن جاز حذفها وإعمالها (النشر 2/ 291، شرح طيبة النشر 4/ 373، الحجة في القراءات السبع 1/ ص 191، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 351، إعراب القراءات السبع 1/ 293، زاد المسير 4/ 164).

(3)

سبق بيانه في الآية 9 من هذه السورة (وانظر: شرح طيبة النشر 4/ 81 - 84).

(4)

اختلف في {عيون} فقرأها بكسر العين ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي، ووكسر تنوينه =

ص: 273

قوله تعالى: {مِنْ ثَمَرِهِ} [35] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بضم الثاء المثلثة

(1)

، والباقون بالنصب

(2)

.

قوله تعالى: {وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ} [35] قرأ أبو بكر، وحمزة، والكسائي، وخلف: بغير هاء بعد التاء الفوقية

(3)

، والباقون بالهاء

(4)

، وقرأ يعقوب:"أيديهم" بضم الهاء، والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ} [39] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وروح: برفع الراء

(5)

، والباقون ....................................

= أبو عمرو وقنبل وابن ذكوان بخلفهما وعاصم وحمزة وروح، وقرأ رويس فيما رواه القاضي وابن العلاف والكارزيني ثلاثتهم عن النخاس بالمعجمة وأبو الطيب والشنبوذي عن التمار عنه بضم تنوين {وَعُيُونٍ} مبنيًّا للمفعول من أدخل رباعيًّا فالهمزة للقطع نقلت حركتها إلى التنوين ثم حذفت وروى السعيدي والحمامي كلاهما عن التمار عن النخاس وهبة الله كلاهما عن رويس بضم الخاء فعل أمر وكذلك قرأ الباقون ولا خلاف في الابتداء في القراءتين بضم الهمزة، قال ابن الجزري:

همز ادخلوا انقل اكسر الضم اختلف

(غـ) ــــيثا

(شرح طيبة النشر 4/ 407، النشر 2/ 226).

(1)

ووجه الضم: أنه أراد جمع الجمع تقول ثمرة وثمار وثمر كما تقول أكمة وإكام وأكم، قال ابن الجزري:

...... ...... ...... ...... ......

وفي ضمي ثمر

(شفا) كيس

(2)

ووجه الفتح: على أنه جمع ثمرة مثل بقر وبقرة وشجر وشجرة (شرح طيبة النشر 4/ 267، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 264، النشر 2/ 260، المبسوط ص 199، السبعة ص 263، التيسير ص 103).

(3)

وحجة من قرأ بغير هاء: أنهم حذفوا الهاء من صلة {وَمَا} ، لطول الاسم، وهي مرادة مقدرة، قال ابن الجزري:

عملته يحذف الها (صحبة)

(4)

وحجة من قرأ بالهاء: أنها الأصل، ولأنها ثابتة في المصحف (النشر 2/ 353، شرح طيبة النشر 5/ 168، السبعة ص 540، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 216، المصاحف 48).

(5)

حجة مَن رفع، أن عليه أهل الحرمين وأبا عمرو أنه قطعه مِمّا قبله، وجعله مستأنفًا، فرفعه بالابتداء، و {قَدَّرْنَاهُ} الخبر، ويجوز أن يكون رفعه على العطف على قوله:{وَآيَةٌ لَهُمْ} "41"، فعطف جملة على جملة، والآية في قوله:{وَآيَةٌ لَهُمْ} رفعٌ بالابتداء، و {لَهُمْ} صفة لـ "الآية"، والخبر محذوف، تقديره: وآية لهم في المشاهدة، أو في الوجود. وقوله:{الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ} "33" و {اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} "137" و {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ} كله تفسير للآية، جارٍ على ما يجب له من الإعراب، فهو مثل قوله: {وَعَدَ اللَّهُ =

ص: 274

بالنصب

(1)

.

قوله تعالى: {ذُرِّيَّتَهُمْ} [41] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب: بألف بعد الياء التحتية وكسر التاء الفوقية بعد الألف، وعلى الجمع

(2)

.

وقرأ الباقون بغير ألف بعد الياء التحتية وفتح التاء الفوقية بعدها، على الإفراد

(3)

.

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ} [45] قرأ هشام، والكسائي، ورويس: بضم القاف

(4)

، والباقون بالكسر.

= الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [المائدة: 93]، قال ابن الجزري:

والقمر أرفع (إ) ذ (شـ) ـــذا (حبر)

(1)

وحجة من نصب أنّه نصبه على إضمار فعل، تفسيره {قَدَّرْنَاهُ} ، تقديره: وقدّرنا القمر قدّرناه منازل، أي ذا منازل، وقيل: معناه قدرناه منازل. ويجوز أن يكون جاز النصب فيه ليحمل على ما قبله مِمّا عمِل فيه الفعل، وهو قوله:{نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} "37" فعطف على ما عمِل فيه الفعل، فأضمر فعلًا يعمل في {وَالْقَمَرَ} ليعطف فيه الفعل على ما عمل فيه الفعل (النشر 2/ 353، شرح طيبة النشر 5/ 168، السبعة ص 540، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 216، زاد المسير 7/ 19، وتفسير النسفي 4/ 8).

(2)

وحجتهم أن الذريات الأعقاب المتناسلة وأنها إذا كانت كذلك كانت أكثر من الذرية واحتج أبو عمرو في ذلك عند قوله {هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} أن الذرية ما كان في حجورهم وأن الذريات ما تناسل بعدهم وأحال أن تكون ذريات بعد قوله قرة أعين، وقال: لأن الإنسان لا تقر عينه بما كان بعده (شرح طيبة النشر 4/ 315، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 301، النشر 2/ 273، الغاية ص 159، زاد المسير 3/ 284).

(3)

وحجتهم أن الذرية لما في الجحور وما يتناسل بعد والدلالة على ذلك قوله تعالى {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ} فلا شيء أكثر من ذرية آدم والذين لم يرهم آدم من ذريته أكثر من الذين رآهم، وقد أجمعوا هنا على ذرية بلا خلاف بين الأمة وقوله عقيب ذلك {وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ} بلفظ واحد أدل دليل على صحة التوحيد إذ كانوا هم الذين أخبر عنهم وقد أجمعوا على التوحيد، قال ابن الجزري:

ذرية اقصر وافتح التاء (د) نف

(كفى) كثان الطور ياسين لهم

وابن العلا

(إبراز المعاني 2/ 484، شرح طيبة النشر 4/ 315، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 301، النشر 2/ 273، الغاية ص 159، زاد المسير 3/ 284).

(4)

سبق بيان ما في مثل هذه الكلمة قبل صفحات قليلة، قال ابن الجزري:

وقيل غيض جي أشم

في كسرها الضم رجا غنى لزم

(انظر: النشر 2/ 208، الغاية في القراءات العشر ص 98، والتيسير ص 72، والكشف عن وجوه العلل. =

ص: 275

قوله تعالى: {وَمَا تَأْتِيهِمْ} [46] قرأ يعقوب بضم الهاء

(1)

، والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {وَهُمْ يَخِصِّمُونَ} [49] قرأ حمزة: بإسكان الخاء وتخفيف الصاد

(2)

، وقرأ أبو جعفر: بإسكان الخاء وتشديد الصاد، وقرأ ورش، وابن كثير: بفتح الخاء وتشديد الصاد

(3)

، وقرأ قالون: باختلاس فتحة الخاء وبالإسكان أيضًا، وقرأ أبو عمرو: باختلاس فتحة الخاء، وبإخلاص الفتحة

(4)

، وقرأ هشام بفتح الخاء وكسرها، وقرأ ابن ذكوان، وحفص، والكسائي، ويعقوب: وخلف بكسر الخاء وتشديد الصاد، وقرأ

= 1/ 230، المبسوط ص 127، والغاية ص 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص 129).

(1)

سبق قريبًا.

(2)

قرأ حمزة وأبو جعفر {يَخِصِّمُونَ} بإسكان الخاء، واختلف فقرأ حمزة بتخفيف الصاد، وأبو جعفر بتشديدها؛ فيجتمع عنده ساكنان. وحجة من أسكن الخاء وخفّف أنه بناه على وزن "يفعلون"، مستقبل "خصم يخصم" فهو يتعدّى إلى مفعول مضمر محذوف، لدلالة الكلام عليه، تقديره: يخصم بعضهم بعضًا، بدلالة ما حكى الله جلّ ذكره عنهم من مخاصمة بعضهم بعضًا في غير هذا الموضع، فحذف المضاف، وهو بعض الأول، وقام الضمير المحذوف مقام بعض في الإعراب، فصار ضميرًا مرفوعًا، فاستتر في الفعل، لأن المضمر المرفوع لا ينفصل بعد الفعل، لا تقول: اختصم هم، ولا: قام أنت، والضمير فاعل، ويجوز أن يكون التقدير: يخصمون مُجادلهم عند أنفسهم، وفي ظنهم، ثم حذف المفعول. قال ابن الجزري:

وسكن (بـ) ــــخسا

بالخلف (فـ) ـي (ثـ) ـــــبت

(شرح طيبة النشر 5/ 169، النشر 2/ 354، المبسوط ص 371، السبعة ص 541، الغاية ص 347).

(3)

وحجة من فتح الخاء وشدّد: أنه الأصل، وأنّه بناه على "يفتعلون"، أي يختصمون، فحاول إدغام التاء في الصاد لقربها منه، فألقى حركة التاء على الخاء، وأدغم التاء في الصاد لقربها منها، فالقى حركة التاء على الخاء، وأدغم التاء في الصاد لقربها منها، ولأنه ينقل التاء بالإدغام إلى حرف هو أقوى منها، وهو الصاد، فذلك حسن قوي فوقع التشديد لذلك (شرح طيبة النشر 5/ 169، النشر 2/ 354، المبسوط ص 371، السبعة ص 541، الغاية ص 347، غيث النفع ص 332).

(4)

وحجة من اختلس حركة الخاء وأخفاها أنّ أصله "يفتعلون"، فالخاء ساكنة، فلمّا كانت ساكنة في الأصل في "يختصمون" وأُدغمت التاء في الصاد لم يمكن أن يجتمع ساكنان: المشدّد والخاء، فأعطاهما حركة مختلسة، أو مخفاة، ليدلّ بذلك أنّ أصل الخاء السكون، فيدلّ على أصلها أنه السكون بعض الحركة فيها، لأن الحركة المختلسة والمخفاة حركة ناقصة. قال ابن الجزري:

واختلسا بالخلف (حـ) ــــط (بـ) ــــدرا

ص: 276

شعبة: بإخلاص كسرة الخاء وتشديد الصاد

(1)

.

قوله تعالى: {مِنْ مَرْقَدِنَا} [52] قرأ حفص -في الوصل- بسكتة لطيفة على الألف بعد النون

(2)

.

قوله تعالى: {صَيْحَةً وَاحِدَةً} [53] قرأ أبو جعفر برفع التاء الفوقية بعد الحاء، وبعد الدال؛ كما تقدم في أول السورة.

قوله تعالى: {فِي شُغُلٍ} [55] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو: بإسكان الغين

(3)

،

(1)

وحجة من كسر الخاء أنّه لمّا أدغم التاء في الصاد، لما ذكرنا من قرب المخرجين، اجتمع ساكنان، الخاء والمشدد، فكسر الخاء لالتقاء الساكنين، ولم يلق حركة التاء على الخاء، كما قالوا: مَسَّنا السماء، فحذفوا السّين الأولى، لالتقاء الساكنين، بعد إسكانها للتخفيف، ولم يلقوا حركتها على الميم. وقد روي عن أبى عمرو أنه أسكن الخاء، وهو بعيد، لم أقرأ به. وروي عن أبي بكر أنه كسر الياء على الإتباع لكسرة الخاء، وعلّته كالعلّة في كسر الياء في {وَيَهْدِي}. قال ابن الجزري:

..... ..... ..... .... ويا

يخصموا اكسر خلف (صـ) ـــافي الخا (لـ) ــــيا

خلف (روى)(نـ) ــل (مـ) ـــــن (ظـ) ــــــبى

(شرح طيبة النشر 5/ 169، النشر 2/ 354، المبسوط ص 371، السبعة ص 541، الغاية ص 347).

(2)

هناك كلمات أربع وردت في القرآن وهي {عِوَجًا} الآية 1 أول الكهف، و {مَرْقَدِنَا} بـ يس: 52، و {مَنْ رَاقٍ} بالقيامة: 27، {بَلْ رَانَ} بالمطففين: 14؛ فحفص بخلف عنه من طريقيه يسكت على الألف المبدلة من التنوين في {عوجا} ثم يقول {قيمًا} وكذا على الألف {من مرقدنا} ثم يقول {هذا} وكذا على النون مِنْ {مَن} ثم يقول {راق} وكذا على اللام من {بل} ثم يقول {ران} والسكت هو الذي في الشاطبية كأصلها وروى عدمه الهذلي وابن مهران وغير واحد من العراقيين وغيرهم، وقد كان حفص يقف على {عِوَجًا} وقفة خفيفة في وصله، وكذلك كان يقف على {مَرْقَدِنَا} بـ يس: 52، وعلى "من" من قوله {مَنْ رَاقٍ} بالقيامة: 27، وعلى "بل" من قوله {بَلْ رَانَ} بالمطففين: 14؛ وحجته في ذلك أنه اختار للقارئ أن يُبيِّن بوقفه على {عِوَجًا} أنه وقفٌ تام. فإن {قَيِّمًا} ليس بتابع في إعرابه لـ {عِوَجًا} ، إنما هو منصوب بإضمار فِعْل تقديره: أنزله قيمًا، وكذلك وقف على {مِنْ} ، ليبيّن أن هذا ليس بصفة لـ "المرقد"، وأنه مبتدأ، وليبيّن أنه ليس من قول الكفار، وأنّه من قول الملائكة مستأنف، وقيل: هو من قول المؤمنين للكفار. وكذلك وقف على {مِنْ} في: {مَنْ رَاقٍ} ، وعلى {بل} في {بَلْ رَانَ} ليبيّن إظهار اللام والنون، لأنهما ينقلبان في الوصل راء، فتصير مدغمة في الراء بعدها، ويذهب لفظ اللام والنون. قال ابن الجزري:

وألفي مرقدنا وعوجا

بل ران من راق لحفص الخلف جا

(شرح طيبة النشر 5/ 3، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 88).

(3)

سكن الغين من {شُغل} نافع وابن كثير وأبو عمرو، وحجة من سكن أنهم استثقلوا الضمات في اسم =

ص: 277

والباقون بالرفع.

قوله تعالى: {فَاكِهُونَ} [5] قرأ أبو جعفر بغير ألف بين الفاء والكاف

(1)

، والباقون بالألف

(2)

.

قوله تعالى: {فِي ظِلَالٍ} [56] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: برفع الظاء، ولا ألف بين اللامين

(3)

.

والباقون بكسر الظاء وألف بين اللامين

(4)

.

قوله تعالى: {مُتَّكِئُونَ} [56] قرأ أبو جعفر: بنقل حركة الهمزة إلى الكاف، وحذف الهمزة وقفًا ووصلًا؛ فتصير على وزن متقون

(5)

، والباقون بكسر الكاف وبعد الكاف همزة

= واحد فأسكنوا الحرف الثانى، قال ابن الجزري:

والأكل أكل (إ) ذ

(د) نا وأكلها

(النشر 2/ 216، شرح طيبة النشر 4/ 33، المبسوط ص 151، الغاية ص 119، السبعة ص 190).

(1)

اختلف في {فَاكِهِينَ} في يس والدخان والطور والمطففين، فقرأ أبو جعفر {فَاكِهِينَ} بغير ألف بعد الفاء في الأربعة على جعله صفة مشبهة من فكه بمعنى فرح أو عجب أو تلذذ أو تفكه ووافقه حفص في حرف المطففين، واختلف عن ابن عامر؛ فروى الرملي عن الصوري وغيره عن ابن ذكوان القصر، وروى المطوعي عن الصوري والأخفش كلاهما عن ابن ذكوان بالألف، قال ابن الجزري:

..... ..... ..... ...... ......

وفاكهون فاكهين اقصر (ثـ) ـــنا

تطفيف (كـ) ـــون الخلف (عـ) ـــن (ثـ) ـــرا

(2)

ووجه قراءة الألف: جعله اسم فاعل منها، وإنما أعاد الموافق مع الموافق لئلا يتوهم الانفراد (شرح طيبة النشر 5/ 170 - 173، النشر 2/ 354 - 355، المبسوط ص 371، معاني القرآن 2/ 380).

(3)

وحجة من ضمّ الظاء أنه جعله جمع "ظُلّة"، كغرفة وغرف ودليله إجماعهم على قوله:{فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} [البقرة: 210]. قال ابن الجزري:

ظلل للكسر ضم واقصروا (شفا)

(شرح طيبة النشر 5/ 170 - 173، النشر 2/ 354 - 355، المبسوط ص 371، السبعة ص 542، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 219).

(4)

وحجة من كسر الظاء أنه يحتمل أن يكون أيضًا جمع "ظلة" كبرمة وبرام، وعلبة وعلاب، فتكون القراءتان بمعنى (شرح طيبة النشر 5/ 170 - 173، النشر 2/ 354 - 355، المبسوط ص 371، تفسير غريب القرآن 366، وزاد المسير 7/ 28، وتفسير النسفي 4/ 10).

(5)

اختص أبو جعفر بحذف كل همز مضموم قبل كسر وبعدها واو نحو [المتكئون، الصائبون] قال ابن الجزري: =

ص: 278

مضمومة، وإذا وقف حمزة عليها، فله ثلاثة أوجه مشهورة، وهم: النقل؛ كأبي جعفر، وإبدال الهمزة ياء مضمومة، وتسهيل الهمزة بين الهمزة والواو.

قوله تعالى: {أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} [60]{أَنْ} هنا مقطوعة في الرسم.

قوله تعالى: {وَأَنِ اعْبُدُونِي} [61] قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب - في الوصل -: بكسر النون، والباقون بالضم

(1)

.

قوله تعالى: {جِبِلًّا كَثِيرًا} [62] قرأ نافع، وعاصم، وأبو جعفر بكسر الجيم والباء الموحدة، وتشديد اللام ألف مع التنوين في الوصل

(2)

، وقرأ أبو عمرو وابن عامر بضم الجيم وإسكان الباء الموحدة وتخفيف اللام ألف. وقرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وخلف، ورويس: بضم الجيم والباء الموحدة وتخفيف اللام ألف، وقرأ روح كذلك؛ لكن بتشديد اللام ألف

(3)

.

قوله تعالى: {عَلَى مَكَانَتِهِمْ} قرأ شعبة بألف بعد النون

(4)

،

= خلفا ومتكين مستهزين (ثـ) ــــل

(شرح طيبة النشر 2/ 290).

(1)

في أن وجهان أحدهما: هي مصدرية والأمر صلة لها وفي موضعها ثلاثة أوجه أحدها: نصب عطفًا على الكتاب في قوله {أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ} أي وأنزلنا إليك بالحق الحكم. والثاني: جر عطفًا على الحق أي أنزلنا إليك وبالحكم، ويجوز على هذا الوجه أن يكون نصبًا لما حذف الجار. والثالث: أن يكون في موضع رفع تقديره وأن احكم بينهم بما نزل الله أمرنا أو قولنا (التيسير ص 78، إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات 1/ ص 217).

(2)

وهو جمع جبلة كثمرة وثمر، قال ابن الجزري:

جبل

في كسر ضميه (مدا)(نـ) ـــــل

(3)

وحجة من قرأ بضمتين أنه جعله جمع "جَبيل"، وهو الخلق أيضًا، كرغيف ورغف، وكذلك الحجة لمن أسكن الباء وضمّ الجيم، إلّا أنه أسكن تخفيفًا، وأصل التاء الضمّ كرسول ورسل، قال ابن الجزري:

واشددا لهم وروح ضمه اسكن (كـ) ــــــم (حـ) ـــــدا

(شرح طيبة النشر 5/ 174، النشر 2/ 355 المبسوط ص 372، تفسير غريب القرآن 366، وزاد المسير 7/ 28).

(4)

قرأ شعبة لفظ {مَكَانَتِهِمْ} بألف بعد النون على الجمع حيث وقع، قال ابن الجزري:

.....

..... مكانات جمع =

ص: 279

والباقون بغير ألف

(1)

.

قوله تعالى: {نُنَكِّسْهُ} [68] قرأ عاصم، وحمزة بضم النون الأولى، وفتح الثانية وكسر الثقات مشددة

(2)

. والباقون بفتح النون الأولى وإسكان الثانية وضم الكاف مخففة وإسكان السين

(3)

.

قوله تعالى: {أَفَلَا يَعْقِلُونَ} (68) قرأ نافع، وأبو جعفر، ويعقوب، وابن عامر - بخلاف عنه - بالتاء الفوقية؛ على الخطاب

(4)

، والباقون بالياء التحتية، على الغيبة

(5)

.

= في الكل (صـ) ـــــف

والحجة لمن قرأه بالجمع أنه جعل لكل واحد منهم مكانة يعمل عليها فجمع على هذا المعنى ويحتمل أن يكون أراد بالجمع الواحد كقوله تعالى {يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ} والمخاطب بذلك محمد عليه السلام، فإن قيل فكيف أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يثبتوا على عمل الكفر وقد دعاهم إلى الإيمان فقل إن هذ أمر معناه التهديد والوعيد كقوله اعملوا ما شئتم توعدًا لهم بذلك (شرح طيبة النشر 4/ 277، النشر 2/ 263، المبسوط ص 203).

(1)

والحجة لمن قرأ بالإفراد: أنه أراد على تمكينكم وأمركم وحالكم ومنه قولهم لفلان عندي مكان ومكانة أي تمكن محبة وقيل وزنها مفعلة من الكون فالميم فيها زائدة والألف منقلبة من واو وقيل وزنه فعال مثل ذهاب من المكنة ودليل ذلك جمعه أمكنة على وزن أفعلة فالميم ها هنا أصل والألف زائدة (شرح طيبة النشر 4/ 277، النشر 2/ 263، المبسوط ص 203).

(2)

قال ابن الجزري:

ننكسه ضم حرك اشده كسر ضم

(نـ) ـــــل (فـ) ــــز

وحجة من قرأ بضم النون الأولى وفتح الثانية، وكسر الكاف، وتشديدها.

(3)

وحجة من قرأ بفتح النون الأولى، وإسكان الثانية، وضمّ الكاف مخفّفا، وهما لغتان مثل:"قتَل وقتَّل"، وأنكر الأخفش التخفيف، ولم يعرف إلا التشديد. وقال: لا يكادون يقولون: نَكَسْته، إلا لِما يقلب، فيجعل رأسه أسفل (شرح طيبة النشر 5/ 175، النشر 2/ 3255، المبسوط ص 3372، السبعة ص 543، التيسير 185، وزاد المسير 7/ 33).

(4)

يقرأ بالتاء والياء خمسة مواضع في الأنعام وفي الأعراف ويوسف والقصص ويس. قال ابن الجزري:

لا يعقلون خاطبوا وتحت (عم)

(عـ) ن (ظـ) فر يوسف شعبة وهم

يس (كـ) خلف (مدا)(ظـ) ـــل

فالحجة لمن قرأهن بالتاء: أنه جعلهم مخاطبين على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم.

(5)

والحجة لمن قرأهن بالياء أنه جعلهم غيبًا مبلغين عن الله عز وجل (الحجة في القراءات السبع 1/ ص 138، شرح طيبة النشر 4/ 248، النشر 2/ 257).

ص: 280

قوله تعالى: {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ} [70] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب: بناء فوقية؛ على الخطاب

(1)

.

والباقون بياء تحتية؛ على الغيبة

(2)

.

قوله تعالى: {وَمَشَارِبُ} [73] قرأ ابن عامر - بخلاف عنه -: بإمالة الألف بعد الشين، والباقون بالفتح

(3)

.

قوله تعالى: {فَلَا يَحْزُنْكَ} [76] قرأ نافع بضم الياء التحتية وكسر الزاي

(4)

، والباقون بفتح الياء وضم الزاي.

قوله تعالى: {وَهِيَ رَمِيمٌ} [78]، و {وَهُوَ بِكُلِّ} [79]{وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} [81] قرأ

(1)

قرأ المذكورون لفظ {لتنذر} بيس والأحقاف بالخطاب، واختلف عن البزي فروى الفارس والشنبوذي عن النقاش بالخطاب، وهي رواية الخزاعي وغيره عن البزي، وبذلك قرأ الداني من طريق أبي ربيعة، وإطلاقه الخلاف في التيسير خروج عن طريقه، وروى الطبري والفحام والحمامي عن النقاش وابن بويان عن أبي ربيعة وابن الحباب عن البزي بالغيب، قال ابن الجزري:

لينذر الخطاب (ظـ) ــــل (عم)

وحرف الاحقاف لهم والخلف (هـ) ــــل

(شرح طيبة النشر 5/ 176، النشر 2/ 3355، المبسوط ص 3372، السبعة ص 543، التيسير 185، وزاد المسير 7/ 33).

(2)

ووجه الغيب: إسناده لضمير القرآن في قوله {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ} أي لينذر القرآن بزواجره من كان حيًّا، وإلى ضمير النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ} أي لتنذر يا رسول الله؛ لأنه المنذر حقيقة، وفائدة إسناده للقرآن: التنبيه على النيابة بعده (شرح طيبة النشر 5/ 176، النشر 2/ 355، المبسوط ص 372، السبعة ص 543، اليسير 185، وزاد المسير 7/ 33).

(3)

المهذب: 2/ 263.

(4)

وهكذا يقرأ كل ما ورد في القرآن كله بضم الياء وكسر الزاي إلا موضع الأنبياء؛ فإنه يقرأه كالجماعة، وأما أبو جعفر: فإنه يقرأ موضع الأنبياء كقراءة نافع بضم الياء وكسر الزاي في غير الأنبياء، وهذه قاعدة مطردة أن نافعًا يقرأ لفظ {يحزن} في كل القرآن بضم الياء وكسر الزاي ما عدا سورة الأنبياء فلا يقرأ في سورة الأنبياء إلا أبو جعفر، وحجة نافع قول العرب هذا أمر محزن. قال ابن الجزري:

يحزن في الكل اضمما

مع كسر ضم أم الأنبيا ثما

(الهادي 2/ 129، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 181).

ص: 281

قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(1)

، والباقون بكسرها مع الياء، وضمها مع الواو.

قوله تعالى: {بِقَدَرٍ} [81] قرأ رويس بياء تحتية مفتوحة وإسكان القاف ورفع الراء

(2)

، وقرأ الباقون بالباء الموحدة مكسورة، وفتح القاف وألف بعدها وكسر الراء منونة

(3)

.

قوله تعالى: {بَلَى} [81] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة

(4)

وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(5)

، والباقون بالفتح.

(1)

قرأها المذكورون بسكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن {وهو} ، {فهو} ، {وهي} ، {فهي} ، {لهي} وزاد الكسائي "ثُم هيَ" (انظر المبسوط ص 128) وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يضف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فأسكن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وعار كأنه ثلاث ضمات في {وَهُوَ} وكسرتان وضمة في {وَهِيَ} فأسكن الهاء لذلك اسخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجود القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).

(2)

قرأ رويس لفظ {يَقدِرُ على أن يحيي} بياء مفتوحة وإسكان القاف بلا ألف ورفع الراء في سورة يس، وقرأ يعقوب {يقدر على أن يحيي} بالأحقاف، قال ابن الجزري:

بقادر يقدر (غـ) ــــص الاحقاف (ظـ) ـــل

ووجه قراءته: أنه فعل مضارع من قدر مثل ضرب يضرب (شرح طيبة النشر 5/ 177، النشر 2/ 355، المبسوط ص 3، إعراب القرآن 2/ 736)

(3)

ووجه قراءتهم: أنها اسم فاعل من قدر (شرح طيبة النشر 5/ 177، النشر 2/ 355، المبسوط ص 373، الغاية 248).

(4)

يقرأ حمزة والكسائي وخلف البزار بإمالة جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزرى بقوله:

وكيف فَعلَى وفُعالى ضمه

وفتحهُ وما بياء رسمه

(النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف

وما به ها غير ذي الرا يختلف =

ص: 282

قوله تعالى: {كُنْ فَيَكُونُ} [82] قرأ ابن عامر، والكسائي: بنصب النون بعد الواو

(1)

، والباقون بالضم

(2)

.

قوله تعالى: {بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ} [83] قرأ رويس باختلاس وكسرة الهاء

(3)

، والباقون بالإشباع.

قوله تعالى: {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [83] قرأ يعقوب: بفتح التاء الفوقية وكسر الجيم

(4)

، والباقون بضم التاء الفوقية وفتح الجيم.

* * *

= مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

(1)

فيكون القراءة "كن فَيَكُونَ" قال ابن الجزري:

فيكون فانصبا

رفعًا سوى الحق وقوله كبا

ووجه النصب: أنه اعتبرت صيغة الأمر المجرد حملًا عليه؛ فنصب المضارع بإضمار أن بعد الفاء قياسًا على جوابه (شرح طيبة النشر 4/ 59، إتحاف فضلاء البشر ص 146، السبعة ص 169، حجة القراءات ص 111، المبسوط ص 135).

(2)

قال الزجاج: رفعه من جهتين: إن شئت على العطف على "يقول" وإن شئت على الاستئناف، والمعنى: فهو يكون، واتفق على "يكونُ الحقُّ" لأن معناه فكان، ورفع {فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ} لأن معناه الإخبار عن القيامة وهو كائن لا محالة (النشر 2/ 220، الغاية ص 106، الإقناع 2/ 602).

(3)

قرأ رويس باختلاس كسرة الهاء في أربعة مواضع هي: {بِيَدِهِ} موضعي {بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} - {بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ} [البقرة: 249]، وموضع {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ} [المؤمنون: 88] وموضع {الَّذِي بِيَدِهِ} [يس: 83] قال ابن الجزري:

بيده (غـ) ــــث

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 52).

(4)

وقراءة يعقوب هذه في جميع القرآن بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم، من رجع اللازم سواء كان من رجوع الآخرة نحو {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} و {يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ} وسواء كان غيبًا أو خطابًا وكذلك {تُرْجَعُ الْأُمُورُ} و {يُرْجَعُ الْأَمْرُ} وقد وافقه أبو عمرو في قوله تعالى:{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة: 281] وإليه أشار ابن الجزري بقوله:

"بذو يوم حما"

(انظر: المستنير ص 127) النويري في شرح طيبة النشر 4/ 10، والنشر 2/ 208، والغاية في القراءات العشر ص 99).

ص: 283

‌الأوجه التي بين يس والصافات

وبين يس والصافات من قوله تعالى: {فَسُبْحَانَ الَّذِي} [يس: 83] إلى قوله تعالى: {لَوَاحِدٌ} [الصافات: 4] ستمائة وجه وثلاثة وتسعون وجهًا، غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: ستة وتسعون وجهًا.

ورش: مائة وعشرون وجهًا. ابن كثير: ثمانية وأربعون وجهًا. الدوري: ستون وجهًا، منها ثمانية وأربعون مندرجة مع قالون. السوسي: مائة وعشرون منها مع الإدغام الخالص ستون وجهًا ومع الروم ستون وجهًا. ابن عامر: ستون وجهًا، منها ثمانية وأربعون مندرجة مع قالون، واثنا عشر مع الدوري. عاصم: ثمانية وأربعون وجهًا، مندرجة مع قالون. خلف: ستة أوجه. خلاد: ستة أوجه، منها ثلاثة مندرجة مع السوسي. الكسائي: ثمانية وأربعون وجهًا، مندرجة مع قالون. أبو جعفر: ستة وتسعون وجهًا، منها ثمانية وأربعون مندرجة مع قالون. روش: مائة وعشرون وجهًا. روح: مائة وعشرون وجهًا. خلف - في اختياره -: ثلاثة أوجه، مندرجة مع الدوري.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 284

(سورة الصافات)

(1)

قوله تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا} [الصافات: 1 - 3] قرأ أبو عمرو، وحمزة، ويعقوب - بخلاف عنهم - بالإدغام في الثلاثة

(2)

، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} [6] قرأ عاصم، وحمزة:{بِزِينَةٍ} بالتنوين

(3)

، والباقون

(1)

هي سورة مكية، آياتها مائة وثمانون آية بالبصري، ومائة واثنان وثمانون آية في غيره (شرح طيبة النشر 5/ 179).

(2)

تدغم التاء في عشرة أحرف: الثاء والجيم والذال والزاي والسين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء: ففي الثاء نحو {بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ} {ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ} واختلف عنه في {الزَّكَاةَ ثُمَّ} بالبقرة و {التَّوْرَاةَ ثُمَّ} [الجمعة: 5]، لأنهما مفتوحان بعد ساكن فروى إدغامهما ابن حبش من طريق الدوري والسوسي وبذلك قرأ الداني من الطريقين وروى أصحاب ابن مجاهد عنه الإظهار لخفة الفتحة بعد السكون.

وفي الجيم نحو {الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ} {وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ} .

وفي الذال نحو {الْآخِرَةِ ذَلِكَ} {فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا} واختلف في {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى} {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى} كلاهما من أجل الجزم أو ما في حكمه، وبالوجهين قرأ الداني وأخذ الشاطبي، وأكثر المصريين.

وفي الزاي نحو {بِالْآخِرَةِ هُمْ} {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا} .

وفي السين نحو {الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ} .

وفي الشين نحو {بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} واختلف في {جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} [مريم: 27] وعلل الإظهار بكون تاء جئت للخطاب وبحذف عينه الذي عبر عنه الشاطبي بالنقصان؛ وذلك لأنهم لما حولوا فعل المفتوح العين الأجوف اليائي إلى فعل بكسرها عند اتصاله بتاء الضمير وسكنوا اللام وهي الهمزة هنا وتعذر القلب نقلوا كسرة الياء إلى الجيم فحذفت الياء للساكنين، ولكن ثقل الكسرة سوغ الإدغام وبالوجهين أخذ الشاطبي وسائر المتأخرين.

وفي الصاد نحو {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا} [الصافات: 1].

والضاد نحو {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} [العاديات: 1].

وفي الطاء نحو {الصَّلَاةَ طَرَفَيِ} [هود: 114] واختلف في {وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ} [النساء: 102]، لمانع الجزم لكن قوى الإدغام هنا للتجانس وقوة الكسر والطاء ورواه الداني والأكثرون بالوجهين، وأما {بَيَّتَ طَائِفَةٌ} [النساء: 81]، فأدغمه أبو عمرو وجهًا واحدًا، وفي الظاء نحو {الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي} ، وإدغام حمزة يكون مع المد اللازم بخلاف البصريين (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 34).

(3)

وحجة من نوّن {بِزِينَةٍ} ، وخفض {الكواكب} أنه عدل عن الإضافة، فأثبث التنوين عند عدم الإضافة، وجعل {الْكَوَاكِبِ} بدلًا من {زينة} لأنها هي الزينة للسماء، فكأنه قال: إنّا زينّا السماء الدنيا=

ص: 285

بغير تنوين

(1)

، وقرأ شعبة "الكواكب" بنصب الباء الموحدة

(2)

، والباقون بالخفض.

قوله تعالى: {لَا يَسَّمَّعُونَ} [8] قرأ حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف: بتشديد السين والميم

(3)

، والباقون بتخفيفهما

(4)

.

قوله تعالى: {فَاسْتَقِمْ} [11] قرأ رويس بضم الهاء

(5)

.

= بالكواكب، فالدنيا تحت للسماء، أي: زينا السماء القريبة منكم بالكواكب. قال ابن الجزري:

بزينة نون (فـ) ـــدا (نـ) ــل

(1)

وحجة من أضاف "زينة" إلى {الْكَوَاكِبِ} أن "الزينة" مصدر، و {الْكَوَاكِبِ} مفعول بها، فأضاف المصدر إلى المفعول به، كقوله تعالى:{مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ} [فصلت: 49] و {بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ} [ص: 24]. ويجوز أن يكون أبدل {الكواكب} من {زينة} وحذف التنوين من {زينة} لالتقاء الساكنين، لسكونه وسكون اللام من "الكوكب"(النشر 2/ 356، شرح طيبة النشر 5/ 179، المبسوط ص 375، السبعة ص 546، إعراب القرآن 2/ 738، التيسير 186).

(2)

وحجة من نوّن ونصب "الكوكب" أنه أعمل الزينة في الكواكب، على تقدير: بأنا زينا الكواكب فيها. قال ابن الجزري:

بعد (صـ) ـــف فانصب

(النشر 2/ 356، شرح طيبة النشر 5/ 179، المبسوط ص 375، السبعة ص 546، إعراب القرآن 2/ 738، التيسير 186، وزاد المسير 7/ 46).

(3)

وحجة من شدّد أنه قدّر أن الأصل "يتسمعون" مستقبل "تسمَّع" الذي هو مطاوع "سمّع" ثم أدغم التاء في السين لقرب المخرجين، وحسُن الإدغام، لأنه ينقل حرفًا ضعيفًا، وهو التاء إلى ما هو أقوى منه، وهو السين، لأنها من حروف الصغير، قال ابّن الجزري:

وثقلي يسمعوا (شفا)(عـ) ـــرف

(4)

وحجة مَن خفّفه أنه حمله على أنّه نفى عنهم السمع بدلالة قوله تعالى: {إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ} [الشعراء: 212]، ولم يقل عن التسمع، فهم يتسمعون ولكن لا يسمعون شيئًا، قوله تعالى عن قول الجن:{فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} [الجن: 9]، فدلّ ذلك على أنهم يتسمعون الآن فيطردون بالشهب ولا يسمعون شيئًا، فيبعد على هذا النص أن ينفي عنهم السّمع، إذ قد أخبر عنهم أنهم يتسمعون فيُطرَدون بالشهب (النشر 2/ 356، شرح طيبة النشر 5/ 179، المبسوط ص 375، السبعة ص 546، إعراب القرآن 2/ 738، التيسير 186، زاد المسير 7/ 47، وكتاب سيبويه 2/ 513، وتفسير غريب القرآن 369).

(5)

قرأ يعقوب كل هاء وقعت بعد ياء ساكنة بضم الكسر سواء كانت في الثلاثة أو في غيرها في ضمير تثنية أو جمع مذكر أو مؤنث نحو: {عليهُما} {صياصيهُم} {تأتيهُم} {ترميهُم} {عليهُن} إلا أن أفرد الضمير نحو {عَلَيْهِ} {وَإِلَيْهِ} وهذا كله إن كانت الياء موجودة، فإن زالت لعلة جزم أو بناء نحو {يَأْتِيَهُمْ} {وَيُخْزِهِمْ} {فَاسْتَفْتِهِمْ} {فَآتِهِمْ} فإن رويسًا ينفرد بضم ذلك كله، عدا {وَيُلْهِهِمُ} {يُغْنِهِمُ} =

ص: 286

والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {أَمْ مَنْ خَلَقْنَا} [11]{أَم} هنا مقطوعة من {مَنْ} . قرأ أبو جعفر بإخفاء النون عند الخاء

(1)

.

والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ} [12] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بضم التاء الفوقية

(2)

، والباقون بالنصب

(3)

.

قوله تعالى: {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} [16] قرأ ابن عامر {أَإِذَا مِتْنَا} بهمزة مكسورة على الخبر {أَإِنَّا} بهمزة مفتوحة بعدها همزة مكسورة محققتين. وأدخل هشام بينهما ألفًا - بخلاف عنه - على الاستفهام، وقرأ نافع، والكسائي، وأبو جعفر، ويعقوب:

= {وَقِهِمْ} فاختلف عنه فيها؛ فروى وكسر الأربعة: القاضي عن النخاس، والثلاثة الأول: الهذلي عن الحمامي، وكذا نص الأهوازي، وكذا أخذ علينا في التلاوة، زاد ابن خيرون عنه وكسر الرابعة. وضم الأربعة الجمهور عن رويس، واتفق عنه على وكسر {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ} ووجه ضم الجميع ما تقدم، ووجه الكسر: الاعتداد بالعارض، وهو زوال الياء مراعاة صورة اللفظ، ووجه الاتفاق في {يُوَلِّهِمْ} تغليب العارض، قال ابن الجزري:

وبعد ياء سكنت لا مفردا

(ظـ) ـــاهر وإن تزل كيخزهم (غـ) ــــدا

وخلف يلهيم قهم ويغنهم

عنه ولا يضم من يولهم

(شرح طيبة النشر 2/ 53، 54).

(1)

قال ابن الجزري:

أظهرها عند حروف عن

كل وفي غبن وخا أخفى (ث) ــــمن

(2)

وحجة من ضمّ التاء أنه ردّ العجب إلى كل من بلغه إنكار المشركين للبعث من المقرّين بالبعث، وعلى ذلك أتى قوله تعالى:{وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ} [الرعد: 5] أي: فعجب قولهم عندكم وفيما تفعلون. وقد أنكر شُريح هذه القراءة وتأولها على رد الإعجاب إلى الله فأنكرها، وليس الأمر على ذلك، إنّما الإعجاب في القراءة بضمّ التاء إلى المؤمنين مضاف إلى كل واحد منهم. قال ابن الجزري:

عجبت ضم التا (شفا)

(3)

وحجة من فتح التاء أنه جعله مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم، فالإعجاب مضاف إليه، على معنى: بل عجبت يا محمد من إنكارهم للبعث، مع إقرارهم بأن الله خلَفَهم ولم يكونوا شيئًا (النشر 2/ 356، شرح طيبة النشر 5/ 179، المبسوط ص 375، السبعة ص 546، إعراب القرآن 2/ 738، التيسير 186، معاني القرآن 2/ 384).

ص: 287

بالاستفهام في الأول، والخبر في الثاني، وسهل الثانية منهما: نافع، وأبو جعفر، ورويس، وأدخل بينهما ألفًا: قالون، وأبو جعفر، ولم يدخل بينهما: ورش، ورويس، وقرأ الباقون بالاستفهام في الأول والثاني، وسهل الثانية: ابن كثير، وأبو عمرو، وأدخل أبو عمرو بينهما ألفًا، ولم يدخل ابن كثير، والباقون بالتحقيق فيهما من غير إدخال، وقرأ نافع، وحمزة، والكسائى، وخلف، وحفص:{مِتْنَا} بكسر الميم، والباقون بالضم

(1)

.

(1)

اختلف القراء في اجتماع الاستفهامين في أحد عشر موضعًا في القرآن، فقرأ نافع والكسائي في جميع ذلك بالاستفهام في الأول، والخبر في الثاني، وخالفا أصلهما في موضعين في النّمل والعنكبوت فقرأهما نافع بالخبر في الأول والاستفهام في الثاني. وقرأ الكسائي في العنكبوت بالاستفهام في الأول والثاني، وقرأ في النّمل على أصله، وَيستفهم بالأول، ويُخبر في الثاني، غير أنه يزيد نونًا في الثاني "إننا". وقرأ ابن عامر وأبو جعفر في جميع ذلك بالخبر في الأول، وبالاستفهام في الثاني. وخالف أصله في ثلاثة مواضع في النمل والواقعة والنازعات، فقرأ في النمل، يستفهم بالأول، ويخبر في الثاني، ويزيد نونًا في "إننا" كالكسائي، وقرأ في الواقعة بالاستفهام في الأول والثاني، وقرأ في والنازعات مثل نافع والكسائي، يَستفهم بالأول، ويُخبر بالثاني. وقرا الباقون ذلك كله بالاستفهام في الأول والثاني، وخالف ابنُ كثير وحفص أصلَهما في العنكبوت، فقرآه بالخبر في الأول، والاستفهام في الثاني، كنافع وابن عامر، واختلفوا في الجمع بين الهمزتين، والتخفيف للثانية إذا استفهموا، فكان الحرميان وأبو عمرو إذا استفهموا حققوا الأولى وخففوا الثانية بين الهمزة والياء، غير أن أبا عمرو وقالون وأبا جعفر يدخلون بين الهمزتين ألفًا فيمدّان. وقرأ الباقون بالتحقيق للهمزتين في ذلك كله، على ما ذكرنا في اجتماع الهمزتين، غير أن هشامًا يدخل بين الهمزتين الفًا مع التحقيق. وقد ذكرنا علة التحقيق والتخفيف وإدخال الألف بين الهمزتين، وغير ذلك فيما تقدّم من الأصول. فأما علة الاستفهام والخبر فحجة من استفهم في الأول والثاني أنه أتى بالكلام على أصله، في التقرير والإنكار، أو التوبيخ بلفظ الاستفهام، ففيه معنى المبالغة والتوكيد، فأكّد بالاستفهام هذه المعاني، وزاده توكيدًا بإعادة لفظ الاستفهام في الثاني، فأجراهما مجرى واحدًا. وحجة من أخبر في أحدهما واستفهم في الآخر أنه استغنى بلفظ الاستفهام في أحدهما عن الآخر، إذ دلالة الأول على الثاني كدلالة الثاني على الأول، وأيضًا فإن ما بعد الاستفهام الثاني في أكثر هذه المواضع تفسير للعامل الأول، في "إذا"، التي دخل عليها حرف الاستفهام، فاستغنى عن الاستفهام في الثاني بالأول، قال ابن الجزري:

وأخبرا

بنحو ائذا أئنا كررا

(ر) ض (كـ) س وأولاها (مـ) دا والساهرة

(ثـ) نا وثانيها (ظـ) بى (إ) ذ (ر) م (كـ) ــره

وأول الأول من ذبح (كـ) وى

ثانيه مع وقعت (ر) د (إ) ذ (ثـ) وى

والكل أولاها وثاني العتكبا

مستفهم الأول (صحبة)(حـ) ـــبا =

ص: 288

قوله تعالى: {أَوَآبَاؤُنَا} [17] قرأ قالون، وابن عامر، وأبو جعفر، والأصبهاني: بإسكان الواو من "أوْ"

(1)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {قُلْ نَعَمْ} [18] قرأ الكسائي بكسر العين

(2)

، والباقون بفتحها.

قوله تعالى: {إِلَى صِرَاطٍ} [18] قرأ قنبل، ورويس: بالسين.

وقرأ خلف - عن حمزة - بحرف بين الزاي والسين.

والباقون بالصاد.

قوله تعالى: {لَا تَنَاصَرُونَ} [25] قرأ البزي، وأبو جعفر - في الوصل -: بتشديد التاء قبل النون

(3)

، والباقون بالتخفيف.

= (شرح طيبة النشر 2/ 236 - 240، الكشف في وجوه القراءات 2/ 22).

(1)

اختلف في {أَوَآبَاؤُنَا} في الصافات والواقعة، فقرأ أبو جعفر وابن عامر وقالون بإسكان الواو فيهما، واختلف عن ورش؛ فروى الأصبهاني عنه كذلك إلا أنه ينقل حركة الهمزة بعدها إليها كسائر السواكن، وروى الأزرق عنه فتح الواو، قال ابن الجزري:

أو (عم) لا أزرق معا

(النشر 2/ 357، شرح طيبة النشر 5/ 181).

(2)

قرأ المذكورون لفظـ {نَعَمْ} حيث جاء في القرآن بكسر الراء وهي لغة كنانة وهذيل، قال ابن الجزري:

نعم كلا كسر

عينا (ز) جا

وحجته ما روي في الحديث أن رجلًا لقي النبي صلى الله عليه وسلم آله بمنى فقال: أنت الذي يزعم أنه نبي فقال: نَعِم بكسر العين وروي أيضًا أن عمر سأل رجلًا شيئًا فقال: نَعِم فقال: قل نَعَمَ، إنما النعم الإبل (شرح طيبة النشر 4/ 295، النشر 2/ 269، المبسوط ص 209، التيسير ص 186، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 283).

(3)

اختلف في تشديد تاء الفعل والتفعل الواقعة في أوائل الأفعال المستقبلة إذا حسن معها تاء أخرى ولم ترسم خطًّا وذلك في إحدى وثلاثين تاء أولها هنا في قوله {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ} فقرأ البزي من طريقيه بتشديد التاء من هذه المواضع كلها حال الوصل مع المد المشبع لالتقاء الساكنين إلا الفحام والطبري والحمامي، فإن الثلاثة رووا عن أبي ربيعة عن البزي تخفيفها في المواضع كلها، واتفق أبو جعفر مع البزي في تشديد تاء {لَا تَنَاصَرُونَ} بالصافات واتفق رويس مع البزي في تشديد {نَارًا تَلَظَّى} ، قال ابن الجزري:

في الوصل تا تيمموا اشدد تلقف

تَلَه لا تنازعوا تعارفوا

تفرقوا تعاونوا تنابزوا

وهل تربصون مع تميزوا

تبرج إذ تلقوا التجسسا

وفتَفرق توفَى في النسا

تنزل الأربع أن تبدلا

تخيرون مع من تولوا بعد لا =

ص: 289

قوله تعالى: {إِذَا قِيلَ} [35] قرأ هشام، والكسائي، ورويس: بضم القاف

(1)

، والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {أَئِنَّا لَتَارِكُو} [36]{أَإِنَّكَ لَمِنَ} قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الهمزة الأولى المفتوحة وتسهيل الثانية المكسورة والباقون بتحقيقهما، وأدخل بينهما ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وهشام، بخلاف عنه

(2)

.

= مع هود والنور والامتحان لا

تكلَّم البزي تلظى (هـ) ـــب (ء) ـــلا

تناصروا (ثـ) ـــق (هـ) ـــد وفي الكل اختلف

له وبعد كنتم ظلتم وصف

وعلة من شدد: أنه أحال على الأصل إذ الأصل في جميعها تاءات، فلم يحسن له أن يظهرهما فيخالف الخط في جميعها؛ إذا ليس في الخط إلا تاء واحدة، فلما حاول الأصل وامتنع عليه الإظهار، أدغم إحدى التائين في الأخرى، وحسن له ذلك، وجاز اتصال المدغم بما قبله، فإن ابتدأ بالتاء لم يزد شيئًا، وخفف كالجماعة؛ لئلا يخالف الخط، ولم يمكنه الإدغام في الابتداء؛ لأنه لا يبتدأ بمدغم؛ لأن أوله ساكن والساكن لا يبتدأ به، فكان يلزمه إدخال ألف وصل للابتداء (شرح طيبة النشر 4/ 121، 122، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 314، النشر 2/ 232، التيسير ص 83، 84، التبصرة ص 446، المبسوط ص 152).

(1)

والمراد به الإشمام فيصير النطق {قِيلَ لَهُمْ} فالضم لابد وهو عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {وَجِيءَ} و {وَحِيلَ} وَ {وَسِيقَ} و {سِيءَ} ولا بد أن يكون إشمام الضم وكسر أوله وكيفية ذلك: أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر. قال ابن الجزري:

وقيل غيض جي أشم

في كسرها الضم رجا غنى لزم

(انظر: النشر 2/ 208، الغاية في القراءات العشر ص 98، والتيسير ص 72، والكشف عن وجوه العلل 1/ 230، المبسوط ص 127، والغاية ص 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص 129).

(2)

هناك قاعدة مطردة، وهي أن القراء المذكورين يقرأون بتسهيل الهمزة الثانية إذا كانت مكسورة، والهمزة المكسورة تأتي متفقًا عليها بالاستفهام ومختلفًا فيه فالمتفق عليه سبعة كلم في ثلاثة عشر موضعًا {أَئِنَّكُمْ} بالأنعام: 19، والنمل: 55، وفصلت: 9، {أَئِنَّ لَنَا} بالشعراء: 41 {أَإِلَهٌ} بالنمل: 60 - 64، خمسة {أَئِنَّا لَتَارِكُو} {أَإِنَّكَ لَمِنَ} {أَئِفْكًا} الصافات: 36 - 52 - 86 {أَإِذَا مِتْنَا} بقاف: 3، قال ابن الجزري:

ثانيهما سهل غنى حرم حلا

(شرح طيبة النشر 4/ 224، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 67).

ص: 290

قوله تعالى: {الْمُخْلَصِينَ} [40] قرأ نافع، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بفتح اللام

(1)

، والباقون بالكسر

(2)

.

قوله تعالى: {لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ} [46] قرأ ابن ذكوان - بخلاف عنه -: بإمالة الألف قبل الراء، والباقون بفتحها.

قوله تعالى: {يُنْزَفُونَ} [47]، قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بكسر الزاي

(3)

، والباقون بفتحها.

قوله تعالى: {أَإِنَّكَ لَمِنَ} [52] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية

(4)

، وقرأ الباقون بتحقيقهما. وأدخل

(1)

{الْمُخْلَصِينَ} بفتح اللام أي الله أخلصهم من الأسواء والفواحش فصاروا مخلصين وحجتهم قوله تعالى {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} فصاروا مخلصين بإخلاص الله إياهم (شرح طيبة النشر 4/ 382، النشر 2/ 395، المبسوط ص 246، الغاية ص 179، التيسير ص 128، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 358).

(2)

قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، ويعقوب لفظ "المُخلِصِينَ" بكسر اللام حيث جاء معرفًا باللام مجموعًا بكسر اللام، و"مخلِصا" أيضًا، فقرأ الكوفيون بفتح اللام منهما، ووافقهم المدنيان في {الْمُخْلَصِينَ} ، وحجتهم قوله {وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ} وقوله {مُخْلِصًا لَهُ دِينِي} فإذا أخلصوا فهم مخلصون تقول رجل مخلص مؤمن فترى الفعل في اللفظ له، وعلم من تخصيص الواحد بمريم والجمع باللام أن نحو {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ} و {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} متفق على على كسره. قال ابن الجزري:

والمخلصين الكسر (كـ) ــــم

(حق) ومخلصا بكاف (حق)(عم)

(شرح طيبة النشر 4/ 382، النشر 2/ 395، المبسوط ص 246، الغاية ص 179، التيسير ص 128، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 358).

(3)

وحجة من كسر أنه جعله من "أنزف ينزف" إذا سكر، والمعنى: ولا هم عن الخمر يسكرون فتزول عقولهم، أي: تبعد عقولهم، كما تفعل خمر الدنيا، وقيل: هو من أنزف ينزف إذا فرغ شرابُه، فالمعنى: ولا هُم عن الخمر ينفد شرابهم كما ينفدُ شراب الدنيا، فالمعنى الأول مِن نَفاد العقل، والثاني مِن نَفاد الشراب، والأحسن أن يُحمل على نفاد الشراب، لأن نفاد العقل قد نفاه عن خمر الجنة في قوله:{لَا فِيهَا غَوْلٌ} أي: لا تَغتال عقولهم فتُذهبها، فلو حُمل {يُنْزَفُونَ} على نفاد العقل لكان المعنى مكررًا، وحَمْلُه على معنيين أَولى، وأما الذي في الواقعة فيحتمل وجهين، لأنه ليس قبله نفي عن نفاد العقل بالخمر، قال ابن الجزري:

زا ينزفوا اكسر (شفا) الاخرى (كفا)

(4)

سبق بيانه في أول السورة.

ص: 291

بينهما ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وهشام، بخلاف عنه.

قوله تعالى: {أَإِذَا مِتْنَا} [53]{أَإِنَّا لَمَدِينُونَ} [53] قرأ ابن عامر، وأبو جعفر: بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني، وقرأ نافع، والكسائي، ويعقوب: بالاستفهام في الأول، والإخبار في الثاني، والباقون بالاستفهام في الأول والثاني، وسهل الثانية في الاستفهام: نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس، والباقون بتحقيقهما وأدخل بينهما ألفًا في الاستفهام: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وهشام، بخلاف عنه

(1)

.

وقرأ نافع، وحمزة، والكسائي، وخلف، وحفص:{مِتْنَا} بكسر الميم

(2)

، والباقون بالضم

(3)

.

(1)

سبق قريبًا.

(2)

هذه قاعدة مطردة: أن لفظ {مُتُّمْ} في آل عمران قرأه بالكسر: نافع وحمزة والكسائي وخلف البزار، والباقون بالضم، وما عدا سورة آل عمران فقرأه رمز "صحب" وهم حفص وحمزة والكسائي وخلف بالضم وغيرهم بالكسر، وحجة من قرأ "مِتم" بالكسر له حجتان إحداهما ذكرها الخليل قال: يقال مت تموت ودمت تدوم فعل يفعل مثل فضل يفضل قال الشاعر:

وما مر من عيشي ذكرت وما فضل

وكان الأصل عنده موت على فعل ثم استقل الكسرة على الواو فنقلت إلى الميم فصارت موت ثم حذفت الواو لما اتصلت بها تاء المتكلم لاجتماع الساكنين فصارت مت فهذا في المعتل وفضل يفضل في الصحيح والثانية قال الفراء: مت مأخوذة من يمات على فعل يفعل مثل سمع يسمع وكان الأصل يموت ثم نقلوا فتحة الواو إلى الميم وقلبوا الواو ألفًا لانفتاح ما قبلها فصارت يمات إلا أنه لم يجئ يمات في المستقبل، والعرب قد تستعمل الكلمة بلفظ ما ولا نقيس ما تصرف منها على ذلك القياس من ذلك قولهم: رأيت همزته في الماضي، ثم أجمعوا على ترك الهمزة في المستقبل فقالوا: ترى ونرى بغير همز فخالفوا بين لفظ الماضي والمستقبل فكذلك خالفوا بين لفظ مت وتموت ولم يقولوا تمات. قال ابن الجزري:

اكسر ضمًا هنا

في متم (شفا)(أ) رى وحيث جا

(صحب) أتى

(حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 178، إتحاف فضلاء البشر ص 230، الهادي 2/ 122).

(3)

حجتهم أنها من مات يموت فعل يفعل مثل دام يدوم وقال يقول وكان يكون، ولا يقال كنت ولا قلت، وحجة أخرى وهو قوله {وَفِيهَا تَمُوتُونَ} {وَيَوْمَ أَمُوتُ} ، ولو كانت على اللغة الأخرى لكانت تماتون ويوم أمات لأن من مت تمات يجيء فعل يفعل ومن فعل يفعل يجيء قال يقول وقد ذكرنا، وأصل الكلمة عند أهل البصرة موت على وزن فعل مثل قول ثم ضموا الواو فصارت موت وإنما ضموا الواو لأنهم أرادوا أن ينقلوا الحركة التي كانت على الواو إلى الميم وهي الفتحة ولو نقلوها إلى الميم لم تكن هناك علامة تدل =

ص: 292

قوله تعالى: {فَرَآهُ} [55] قرأ ورش بإمالة الراء والهمزة بين بين

(1)

، مع المد في الهمزة والتوسُّط والقصر، وقرأ أبو عمرو بإمالة الهمزة محضة، واختلف عن السوسي في الراء، وقرأ ابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإمالة الراء والهمزة محضة، والباقون بالفتح فيهما

(2)

.

قوله تعالى: {لَتُرْدِينِ} [56] قرأ ورش بإثبات الباء بعد النون وصلًا لا وقفًا، وقرأ يعقوب بإثبات الياء وقفًا ووصلًا

(3)

، والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا.

= على الحركة المنقولة إلى الميم لأن الميم كانت مفتوحة في الأصل ويقع اللبس بين الحركة الأصلية وبين المنقولة وأيضًا لم تكن هناك علامة تدل على الواو المحذوفة فضموا الواو لهذه العلة ثم نقلوا ضمة الواو إلى الميم فصار موت واتصل بها اسم المتكلم فسكنت التاء فاجتمع ساكنان الواو والتاء فحذفت الواو وأدغمت التاء في التاء فصارت متم وكذلك الكلام في قلت (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 178، السبعة ص 217، الهادي 2/ 122، إتحاف فضلاء البشر ص 230).

(1)

هي رواية ورية من طريق الأزرق عنه فعنه.

(2)

) إذا وقعت {رأى} فعلًا ماضيًا وكان بعده متحرك فهو إما أن يكون ظاهرًا أو مضمرًا، فالظاهر سبعة مواضع. والمضمر ثلاث كلمات في تسعة مواضع {رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية 36 الأنبياء {رَآهَا تَهْتَزُّ} بالنمل: 10، والقصص: 31 {رَآهُ} معا بالنمل: 40، ويفاطر: 8، والصافات: 55، والنجم: 13، والتكوير: 23، والعلق: 7؛ فقرأ ورش من طريق الأزرق بالتقليل في الراء والهمزة معًا في الكل بعده ظاهرًا أو مضمرًا، وقرأ أبو عمرو بالإمالة المحضة في الهمزة فقط مع فتح الراء في الجميع، وذكر الشاطبي رحمه الله تعالى الخلاف في إمالة الراء عن السوسي تعقبه في النشر بأنه ليس من طرقه ولا من طرق النشر لأن رواية ذلك عن السوسي من طريق أبي بكر القرشي وليس من طرق هذا الكتاب ولذا لم يعرج عليه هنا في الطيبة وإن حكاه بقيل آخر الباب، وقرأ ابن ذكوان بإمالة الراء والهمزة معًا في السبعة التي مع الظاهر واختلف عنه فيما بعده مضمر قالهما معًا منه جميع المغاربة وجمهور المصريين ولم يذكر في التيسير عن الأخفش من طريق النقاش سواه. وفتحهما عن ابن ذكوان جمهور العراقيين وهو طريق ابن الأخرم عن الأخفش وفتح الراء وأمال الهمزة الجمهور عن الصوري واختلف عن هشام في القسمين معًا فروى الجمهور عن الحلواني عنه الفتح في الراء والهمزة معًا في الكل وهو الأصح عنه وكذا روى الصقلي وغيره عن الداجوني عنه، وروى الأكثرون عنه إمالتها والوجهان صحيحان عن هشام كما في النشر، قال ابن الجزري:

حرفي رأى (مـ) ن (صحبة)(لـ) ـــنا اختلف

وغير الأولى الخلف (صـ) ف والهمز (حـ) ـــف

وذو الضمير فيه أو همز ورا

خلف (مـ) ـــنى قللهما كلا (جـ) ـــرى

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 117).

(3)

قرأ يعقوب بإثبات الياء في الحالين على أصله في سبع عشرة كلمة، ووافقه غيره وهذه الكلمات هي: =

ص: 293

قوله تعالى: {الْأُولَى} [59] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(1)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(2)

، وقرأ أبو عمرو بالإمالة بين بين، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {لَهُوَ} [60] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(3)

، والباقون بالضم.

قوله تعالى: {لَإِلَى الْجَحِيمِ} [68] الرسم بعد اللام ألف: ألف.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَلَّ} [71]، قرأ قالون، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار دال "قد" عند الضاد، والباقون بالإدغام

(4)

.

= {دُعَاءً} {التَّلَاقِ} {التَّنَادِ} {أَكْرَمَنِ} {أَهَانَنِ} {وَيَسِّرْ} {بِالْوَادِ} {الْمُتَعَالِ} {وَعِيدِ} {نَذِيرٌ} {نَكِيرِ} {يُكَذِّبُونَ} {يُنْقَذُونَ} {لَتُرْدِينِ} {فَاعْتَزِلُونِ} {تَرْجُمُون} {وَنُذُرِ} . وقد سبق توضيح القراءة قريبًا بما أغنى عن إعادته هنا إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 156).

(1)

سبق قريبًا.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

قرأها هؤلاء بسكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لا أو ثم، في كل القرآن {وَهُوَ} ، {فَهُوَ} ، {وَهِيَ} ، {فَهِيَ} ، {لَهِيَ} وزاد الكسائي {ثم هي} (انظر المبسوط ص 128) وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة، فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وَهُوَ} وكسرتان وضمة في {وَهِيَ} فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).

(4)

اختلفوا في الدال من قد عند ثمانية أحرف عند الجيم والسين والشين والصاد والزاي والذال والظاء والضاد نحو قوله عز وجل {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ} {لَقَدْ سَمِعَ} {قَدْ شَغَفَهَا} {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا} {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا} {وَلَقَدْ زَيَّنَّا} {فَقَدْ ضَلَّ} {فَقَدْ ظَلَمَ} فكان ابن كثير وقالون وعاصم يظهرون الدال عند ذلك كله، وأدغم ورش في الضاد والظاء فقط، وأدغم ابن ذكوان في الزاي والذال والضاد والظاء في الأربعة لا غير وروى النقاش عن الأخفش الإظهار عند الزاي وأظهر هشام {لَقَدْ ظَلَمَكَ} في ص فقط، وأدغم الباقون الدال في الثمانية، قال ابن الجزري:

بالجيم والصغير والذال ادغم

قد وبضاد الشين والظا تنعجم

حكم (شفا)(لـ) فظا وخلف ظلمك

له وورش الظاء والضاد ملك

والضاد والظا الذال فيها وافقا

(مـ) ــــــــــــــــــــاض

(التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 42، إتحاف فضلاء البشر 1/ 42).

ص: 294

قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} [74] قرأ نافع، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بفتح اللام

(1)

، والباقون بالكسر

(2)

.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ} [75] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(3)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(4)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ} [84] قرأ أبو عمرو، وهشام: بإدغام ذال {إِذْ} في الجيم، والباقون بالإظهار

(5)

.

قوله تعالى: {أَئِفْكًا} [86] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة، والباقون بتحقيقهما، وأدخل بينهما ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وهشام، وأبو جعفر، والباقون بغير إدخال

(6)

.

قوله تعالى: {يَزِفُّونَ} قرأ حمزة بضم الياء التحتية

(7)

، والباقون بفتحها

(8)

.

(1)

بفتح اللام أي الله أخلصهم من الأسواء والفواحش فصاروا مخلصين وحجتهم قوله تعالى {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} فصاروا مخلصين بإخلاص الله إياهم (شرح طيبة النشر 4/ 382، النشر 2/ 395، المبسوط ص 246، الغاية ص 179، التيسير ص 128، حجة القراءات).

(2)

سبق بيانه في الآية "40" من هذه السورة.

(3)

سبق قريبًا.

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

وهذه قاعدة مطردة في القرآن الكريم؛ أن أبا عمرو وهشامًا يقرآن بإدغام ذال إذ في الجيم قولًا واحدًا، وأن الباقين يقرأون بإظهارها، ووجه الإظهار أنه الأصل، ووجه الإدغام التشارك في بعض المخرج ووجه الإظهار بعد المخرج، ووجه التفرقة الجمع بين اللغات، قال ابن الجزرى:

إذ في الصغير وتجد أدغم (حـ) ــــلا (لـ) ـــــي

(شرح طيبة النشر 3/ 3، 4).

(6)

سبق بيانه وتوضيح ما في الهمزتين في بداية السورة.

(7)

حجة من ضمّ أنه أخبر عنهم أنهم يحملون غيرهم على الإسراع، فالمفعول محذوف، والمعنى: فأقبلوا عليه يحملون غيرهم على الإسراع، أي: يحمل بعضهم بعضًا على الإسراع. قال الأصمعي: يقال أَزفَفْتُ الإبل إذا حملتها على أن تزِف، أي: تسرع، والزفيف الإسراع في الخطو مع مقاربة المشي، قال ابن الجزري:

يزفوا (فـ) ــــز بضم

(8)

وحجة من فتح أنه أخبر عنهم أنفسهم بالزفيف، وهو الإسراع، يقال: زفَّت الإبل تَزِفُّ، إذا أسرعت.=

ص: 295

قوله تعالى: {ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} [99] قرأ يعقوب بإثبات الياء بعد النون وقفًا ووصلًا، والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا

(1)

.

قوله تعالى: {قَالَ يَابُنَيَّ} [102] قرأ حفص - في الوصل -: بفتح الياء

(2)

، والباقون بالكسر

(3)

.

قوله تعالى: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} [102] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء

(4)

، والباقون بالإسكان.

= شرح طيبة النشر 5/ 182، النشر 2/ 357، المبسوط ص 376، التيسير ص 186، السبعة ص 548، معاني القرآن 2/ 388، وزاد المسير 9/ 67، غريب القرآن 372، وتفسير ابن كثير 4/ 13، وتفسير النسفي 4/ 24).

(1)

سبق قريبًا.

(2)

فتح حفص لفظ {يَابُنَيَّ} بفتح الياء والتشديد في هود ويوسف والمواضع الثلاثة في لقمان، حيث جاء مضموم الأول واتفق على فتح آخر لقمان البزي، وسكنها مخففة قنبل، وسكن ابن كثير أول لقمان، وكسر وسطها على أصله، والثلاتة الباقية عنده كالباقين في الستة، وهي {يَابُنَيَّ ارْكَبْ} بهود، و {يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ} بيوسف، و {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ} وَ {يَابُنَيَّ إِنَّهَا} و {يَابُنَيَّ أَقِمِ} كلاهما بلقمان، و {يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى} بالصافات، فصار حفص بفتح الستة، وشعبة بفتح الأول وكسر الخمسة، والبزي بإسكان أول لقمان وفتح آخرها وكسر الأربعة والباقون بكسر الكل، وقد خرج بتخصيص المذكور {يَابُنَيَّ لَا} و {يَابَنِيَّ اذْهَبُوا} فالقراء متفقون فيها على الفتح، وحجة من شدد وفتح الياء: أنه لما أتى بالكلمة على أصلها بثلاث ياءات استثقل لاجتماع الياءات والكسرات، فأبدل من الكسرة التي قبل باء الإضافة فتحة، فانقلبت باء الإضافة ألفًا ثم حذفت الألف كما تحذف الياء في النداء، وبقيت الفتحة تدل على الألف المحذوفة، وقد أجاز المازنى: يا زيدا تعال، يريد يا زيدي، ثم أبدل من كسرة الدال فتحة ومن الياء ألفًا، قال المازني: وضع الألف مكان الياء مطرد، وعلى هذا قرأ ابن عامر {يا أبتَ} يفتح التاء، أراد با أبتي، ثم قلب وحذف الألف لدلالة الفتحة عليها، قال ابن الجزري:

.....

..... ..... .... ويا بني افتح (نـ) ـــما

وحيث جا حفص وفي لقمانا

الاخرى (هـ) ــــدى (عـ) ــــلم وسكن (ز) انا

وأولا (د) ن

(3)

الحجة لمن كسر الياء أنه أضاف إلى نفسه فاجتمع في الاسم ثلاث ياءات ياء التصغير وياء الأصل وياء الإضافة فحذفت ياء الإضافة اجتزاء بالكسرة التي قبلها لأن النداء مختص بالحلف لكثرة استعماله الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 187، شرح طيبة النشر 4/ 363، النشر 2/ 289، المبسوط ص 239، السبعة ص 334، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 529).

(4)

قاعدة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو فتح جميع ياءات الإضافة، وقاعدة الباقين إسكانها ووجه فتح=

ص: 296

وأمال الألف المنقلبة بعد الراء محضة: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف

(1)

وأمالها ورش بين بين

(2)

، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(3)

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مَاذَا تَرَى} [102] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بضم التاء

= الكل مع الهمز أنه أحد الأصلين مع قصد ثبوته الخفي عند القوي وليتمكن من كمال لفظ الهمز. ووجه الإسكان مع أنه أحدهما وقصد التقوية محصلان بزيادة المدة، وزعم الكسائي أن العرب تستجنب نصب الياء مع كل ألف مهموزة سوى الألف واللام، يعني أن بعض العرب ترك فتح الياء مع همزة القطع لاجتماع الثقلين، وقد وقع من ياءات الإضافة تسع وتسعون ياء بعدها همزة مفتوحة لهؤلاء القراء، وقد ذكرها ابن الجزري بقوله:

تسع وتسعون بهمزٍ انفتح

ذرون الاصبهاني مع مكٍّ فتح

(انظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص 63، الإقناع 1/ 537).

(1)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد قرأ هؤلاء بإمالة كل ألف يائية أو مؤنثة أو للإلتحاق متطرفة لفظًا أو تقديرًا، قبلها راء مباشرة، لفظًا عينًا كانت أو فاء نحو {أَسرى} {أَرَاكُمْ} ، {افْتَرَى} {اشْتَرَى} {أَرَى} {نَرَى} {وَتَرَاهُمْ} {يَرَاكَ} {تَتَمَارَى} {يَتَوَارَى} {يُفْتَرَى} {الثَّرَى} {الْقُرَى} {مُفْتَرًى} {أَسرى} {حَتَّى} {أُخْرَاكُمْ} {الْكُبْرَى} {ذِكْرَاهُمْ} {الشِّعْرَى} {النَّصَارَى} {سُكَارَى} واختلف عن أبي عمرو وأبي بكر في {يَابُشْرَى} بيوسف: 19، فالفتح عن أبي عمرو رواية عامة أهل الأداء وبه قطع في التيسير. قال ابن الجزري:

أمل ذوات الياء في الكل شفا

وقال: وفيما بعد راء حط ملا خلف

(شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، التيسير ص 46)

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف

وما به ها غير ذي الرا يختلف

مع ذات ياء مع أراكهمو ورد

(3)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم وهي {التَّوْرَاةَ} فله فيها الفتح والتقليل، قال ابن الجزري:

توراة (جـ) د والخلف فضل بجلا

وله الإمالة والفتح في لفظ {هَارٍ} ، قال ابن الجزري:

هار (صـ) ف (حـ) لا (ر) م (بـ) ن (مـ) لا خلفهما

وله الفتح والتقليل في الياء من {يس} قال ابن الجزري:

وبين بين (فـ) ـــي (أسف) خلفهما

وكذلك الهاء والياء أول مريم {كهيعص} قال ابن الجزري:

و (إ) ذ ها يا اختلف

ص: 297

الفوقية وكسر الراء وبعد الراء ياء تحتية ساكنة

(1)

، وقرأ الباقون بفتح التاء الفوقية والراء، وبعد الراء ألف منقلبة

(2)

.

وأمالها أبو عمرو محضة

(3)

، وورش بين بين

(4)

، وقالون بالفتح وبين اللفظين

(5)

.

(1)

وحجة من ضمّ التاء وكسر الراء أنه جعله أيضًا مِن الرأي، إلّا أنه نقله إلى الرباعي، فهو مستقبل، أَريتُه الشيء، إذا جعلته يعتده، فالمعنى: فانظر ماذا تحملني عليه من الرأي فيما قلت لك، هل تصبر أم تجزع؟ وقيل: جواب الذبيح في قوله: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} فهو يتعدى إلى مفعولين، يجوز الاقتصار على أحدهما، كـ {أَعْطَى} ، فالمفعول الهاء المحذوفة المفعول {مَاذَا} ، تجعلهما اسمًا واحدًا في موضع نصب بـ {تَرَى} ، والمفعول الثاني محذوف، أي: ماذا تُرياه من الرأي، وقيل: معنى فتح التاء: ماذا تأمر به. ومعنى ضمها: ماذا تشير به، قال ابن الجزري:

ماذا نرى بالضم والكسر (شفا)

(2)

وحجة من فتح التاء أنه جعل الفعل من (الرأي) الذي هو الاعتقاد في القلب، فعدّاه على مفعول واحد، وهو ما في قوله:{مَاذَا تَرَى} ، فجعلهما اسمًا واحدًا في موضع نصب بـ {تَرَى} ، لأن {مَا} استفهام، ولا يعمل فيها {فَانْظُرْ} ، لأن الاستفهام له صدر الكلام، فلا يعمل فيه ما قبله، إنما يعمل فيه ما بعده، وهو {تَرَى} في هذا الموضع، وليس {تَرَى} من رؤية العين، لأنه لم يأمره أن يبصر شيئًا ببصره، إنما أمره أن يُدَبِّر أمرًا عرضه عليه، يقول فيه برأيه وهو الذبح، وليس ذلك من إبراهيم على معنى الاستشارة له في أمر الله، إنما هو على الامتحان للذبيح، واستخراج صبره على الذبح، ولا يحسن أن يكون {تَرَى} من العلم، لأنه يلزم أن يتعدّى إلى مفعولين، وليس في الكلام غير مفعول واحد، وهو {مَاذَا} وإن شئت جعلت {مَا} ابتداء استفهامًا و {ذا} بمعنى الذي خبر الابتداء، و {تَرَى} في صلة الذي واقعًا على هاء محذوفة من الصلة، تقديره: أي شيء الذي تراه، ولا يحسن إضمار الهاء مع نصب {مَاذَا} بـ {تَرَى} ، لأن الهاء لا تحذف من غير الصلة والصفة إلا في شِعْر، فلمّا امتنع أن يكون {تَرَى} في قراءة من فتح التاء والراء من النظر ومن العلم، لم يبق إلّا أن يكون {تَرَى} في قراءة من فتح التاء والراء من النظر ومن العلم، لم يبق الّا أن يكون [من] الرأي، على ما ذكرنا، ومثله قوله تعالى:{لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ} [النساء: 105] أي: بما أظهر لك من الرأي الذي تعتقد مِمّا أمرك الله به، وأوحى إليك فيه، ولو كانت {أَرَاكَ} من البصر لتعدّت إلى مفعولين، لأنها مَنقولة بالهمزة من {رءا} ، ولا يحسن ذلك في المعنى، لأن الأحكام بين الناس لا تُدرك بالبصر إنما تدرك بالنظر والرأي، فيما عُدم فيه النص، فلمّا امتنع أن يكون من البصر ومن العلم لم يبق الّا أن يكون من الرأي، على ما ذكرنا، ولو كانت من العلم لتعدّت إلى ثلاثة مفاعيل، لأنها أيضًا منقولة بالهمزة من {رءا} ، من العلم (207/ أ) الذي يتعدى إلى مفعولين، فالهمزة تزيد في التعدى أبدًا مفعولًا. (شرح طيبة النشر 5/ 183، النشر 2/ 357، الغاية ص 249، السبعة ص 548، التيسير ص 186).

(3)

سبق في الصفحة السابقة.

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.

ص: 298

قوله تعالى: {يَاأَبَتِ} [102] الرسم بالتاء المجرورة. وقف بالهاء: ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب

(1)

، ووقف الباقون بالتاء، والجميع وصلوا بالتاء، وفتح التاء في الوصل -: ابن عامر، وأبو جعفر

(2)

، والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ} [102] قرأ نافع، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء، والباقون بإسكانها، وأمال الألف بعد الشين: حمزة، وابن ذكوان، وخلف، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة، وهشام - أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر

(3)

.

قوله تعالى: {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} [105] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار دال "قد" عند الصاد، والباقون بالإدغام

(4)

.

(1)

قال النويري في شرح طيبة النشر: علمت الهاء في {يَاأَبَتِ} للمذكورين من عطفها على الهاء لا من اللفظ؛ ووجه هاء ابن كثير ويعقوب وتاء الباقين، إلا أبا عمرو والكسائي: الاستمرار على أصولهم، ووجه مخالفة ابن عامر أصله: النص على أن الفتحة للتخفيف لا لتدل على الألف، ووجه مخالفة أبي عامر والكسائي أصلهما: شبهة العوض، ومن ثم لم يجعل حرف إعراب. قال ابن الجزري:

.... يا أبه

(د) م (كـ) ــــم (ثـ) ـــــوى

(2)

اختلف في {يَاأَبَتِ} الآية 4 هنا وفي يوسف ومريم: 42 - 43 - 44 - 45، والقصص: 26، فابن عامر وأبو جعفر بفتح التاء في السور الأربعة والباقون بالكسر فيهن وأصله يا أبي فعوض عن الياء تاء التأنيث فالكسر ليدل على الياء والفتح لأنها حركة أصلها، قال ابن الجزري:

يا أبت افتح حيث جا (كـ) ـــم (ثـ) طعا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 328، المبسوط ص 244، النشر 2/ 293 شرح طيبة النشر 4/ 277 إعراب القرآن 2/ 120، معاني القرآن 2/ 32).

(3)

وقعت ياء بالإضافة قبل همزة القطع المكسورة في واحد وستين موضعًا بالقرآن الكريم اختلف منها في اثنتين وخمسين ياء نحو {مِنِّي إِلَّا} {أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} وفتح هذا النوع نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر والباقون بالسكون إلا أنه وقع الخلاف على غير هذا الوجه في خمس وعشرين ياء منها؛ فقرأ نافع وكذا أبو جعفر بفتح {أَنْصَارِي إِلَى} بآل عمران: 52، والصف: 14، و {بِعِبَادِي إِنَّكُمْ} [الشعراء: 52] و {سَتَجِدُنِي إِنْ} الكهف: 69 والقصص: 27، والصافات: 102، {بَنَاتِي إِنْ} بالحجر: 71، و {لَعْنَتِي إِلَى} بـ ص: 78، قال ابن الجزري:

................

واثنان مع خمسين مع كسر عني

"إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 147).

(4)

اختلف في إدغام دال قد في ثمانية أحرف الأول: الجيم نحو {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ} الثاني: الذال {وَلَقَدْ =

ص: 299

وأمال الرؤيا محضة: الكسائي، وخلف، وأمالها بين بين: أبو عمرو، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(1)

، والباقون بالفتح، وأبدل الهمزة واوًا: أبو جعفر، وأبو عمرو، بخلاف عنه.

قوله تعالى: {لَهُوَ الْبَلَاءُ} [106] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(2)

، والباقون بالضم.

قوله تعالى: {نَبِيًّا} قرأ نافع بالهمزة

(3)

، والباقون بالياء

(4)

.

= ذَرَأْنَا} ليس غيره. الثالث: الزاي {وَلَقَدْ زَيَّنَّا} الرابع: السين {قَدْ سَأَلَهَا} الخامس: الشين {قَدْ شَغَفَهَا} ، فقط. الساس: الصاد {قَدْ صَدَّقْتَ} السابع: الضاد {قَدْ ضَلُّوا} الثامن: الظاء {لقد ظلمك} فأدغمها فيهن أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وكذا خلف وافقهم الأربعة لكن اختلف عن هشام في {لقد ظلمك} ، فالإظهار له في الشاطبية كأصلها وفاقًا لجمهور المغاربة وكثير من العراقيين وهو في المبهج وغيره عنه من طريقيه والإدغام له في المستنير وغيره وفاقًا لجمهور العراقيين وبعض المغاربة وأدغمها ورش في الضاد والظاء المعجمتين وأظهرها عند الستة، وأدغمها ابن ذكوان في الذال والضاد والظاء المعجمات فقط واختلف عنه في الزاي فالإظهار رواية الجمهور عن الأخفش عنه والإدغام رواية الصوري عنه وبعض المغاربة عن الأخفش والباقون بالإظهار وهم ابن كثير وعاصم وقالون وكذا أبو جعفر ويعقوب، قال ابن الجزري:

بالجيم والصفير والذال ادغم

قد وبضاد الشين والظا تنعجم

حكم شفا لفظا وخلف ظلمك

له وورش الظاء والضاد ملك

والضاد والظا الذال فيها وافقا

ماض وخلفه بزاي وثقا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي 1/ 40، التيسير ص 45، النشر 2/ 5).

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق.

(2)

سبق قبل صفحات قليلة بيان وجه سكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن مثل {وَهُوَ} ، {فَهُوَ} ، {وَهِيَ} ، {فَهِيَ} ، {لَهِيَ} (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).

(3)

وقد احتج من همز بأنه أتى به على الأصل، لأنه من النبأ النبي هو الخبر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مخبِرٌ عن الله، فهي تبنى على فعيل بمعنى فاعل، أي منبى عن الله؛ أي مخبر عنه بالوحي (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص 73، والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص 98).

(4)

النبي مأخوذ من نبا ينبو إذا ارتفع، فيكون فعيلًا من الرفعة، والنبوة: الارتفاع، وإنما قيل للنبي نبي لارتفاع منزلته وشرفه تشبيهًا له بالمكان المرتفع. وحجة من قرأ ذلك بدون همز: أن كل ما في القرآن من جميع ذلك على أفعلاء نحو: {أَنْبِيَاءَ الله} انظر حجة القراءات ص 99، النشر 1/ 400).

ص: 300

قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا} [119]، قرأ يعقوب بضم الهاء، والباقون بالكسر

(1)

.

قوله تعالى: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ} [123]، قرأ ابن عامر - بخلاف عنه -: بوصل الهمزة قبل اللام وإذا ابتدأ بها فتحها

(2)

، وقرأ الباقون بقطعها مكسورة وصلًا وابتداء.

قوله تعالى: {اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ} [126] قرأ حفص، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف: بنصب الهاء من الجلالة، ونصب الباء الموحدة قبل الكاف وبعد الراء

(3)

، والباقون بالرفع في الثلاثة

(4)

.

قوله تعالى: {الْمُخْلَصِينَ} [130] قرأ نافع، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بنصب اللام، والباقون بالكسر

(5)

.

قوله تعالى: {إِلْ يَاسِينَ} [130] قرأ نافع، وابن عامر، ويعقوب - بخلاف عن روح -: بفتح الهمزة ممدودة قبل اللام وكسر اللام مفصولة في الرسم من الياء التحتية

(6)

،

(1)

سبق تقريبًا.

(2)

قرأ القراء التسعة {وَإِنَّ إِلْيَاسَ} بهمزة قطع مكسورة، واختلف عن هشام وابن ذكران، فروى البغداديون من أصحابهم من أصحاب ابن ذكوان {إِلْيَاسَ} بهمزة وصل ولام ساكنة بعد النون في حالة الوصل، وبهذا كان يقرأ النقاش عن الأعمش، وكذلك الداجوني عن أصحابه في روايتى هشام وابن ذكوان، وروي أيضًا الوجهين عن المطوعي عن محمد بن القاسم الإسكندراني، وأبو الفضل الرازي عن ابن عامر بكماله، وروى ابن العلاف والنهرواني في الوصل أيضًا عن هبة الله من الأخفش ونص غير واحد من العراقيين على ذلك لابن عامر بكماله، قال ابن الجزري:

إلياس وصل الهمز خلف (لـ) ـــفظ (مـ) ـــن

(شرح طيبة النشر 5/ 184، النشر 2/ 358، السبعة ص 549).

(3)

ووجه القراءة: أنها بدل من أحسن أو بيانًا، و {رَبُّكُمْ} نعته، و {وَرَبَّ} عطف، قال ابن الجزري:

الله رب رب غير (صحب)(ظـ) ـــن

(4)

ووجه الرفع: أن {اللَّهَ رَبَّكُمْ} جملة اسمية، و {رَبَّكُمْ} معطوف؛ فيتم الوقف على {الْخَالِقِينَ} وخبر {هُوَ} (شرح طيبة النشر 5/ 186، النشر 2/ 360، المبسوط ص 377، إعراب القرآن 2/ 765، السبعة ص 549، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 228 معاني القرآن 1/ 16، 2/ 392، إيضاح الوقف والابتداء 858، زاد المسير 7/ 80، وتفسير القرطبي 15/ 118).

(5)

سبق قريبًا.

(6)

وحجة من مدّه وفتح الهمزة أنّه لمّا رآها في المصحف منفصلة من {يَاسِينَ} استدل على أن "أل" كلمة و {يَاسِينَ} كلمة، أضيف "أل" إلى {يَاسِينَ} ، فـ {يَاسِينَ} اسم أُضيف إليه "أل" فهو اسم نبي، فسُلِّم=

ص: 301

والباقون بكسر الهمزة وإسكان اللام موصولة في اللفظ بالياء

(1)

.

قوله تعالى: {وَهُوَ مُلِيمٌ} [142]{وَهُوَ سَقِيمٌ} [145] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(2)

، والباقون بالضم.

قوله تعالى: {إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ} [147] قرأ أبو جعفر: بإبدال الهمزة ياء وقفًا ووصلًا

(3)

، وكذا يفعل حمزة في الوقف دون الوصل، والباقون بالهمز

(4)

.

= على أهله لأجله، فهو داخل في السلام أي: مِن أجله سُلْم على أهله، وأهلُه أهل دينه، ومن اتبعه، ومن آمن به، وكذلك آل محمد صلى الله عليه وسلم. قال ابن الجزري:

وآل ياسين بإلياسين (كـ) ــــم

(1) تى (ظـ) ـــما

(1)

وحجة من كسر الهمزة ولم يمدّ أنه جعله اسمًا واحدًا، وجمعًا منسوبًا إلى {إليَاسَ} فيكون "السلام" واقعًا على من نسب إلى {إليَاسَ} النبي عليه السلام، والسلام في القراءة الأولى واقع على النبي المُرسَل إليهم، الذي اسمه {يَاسِينَ} و {إليَاسَ} و {إلياسين} بمعنى، تأتي الأسماء الأعجمية بلفظين وأكثر، ومنه قوله:{مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ} [المؤمنون: 20] وقال: {وَطُورِ سِينِينَ} [التين: 2]. فهو كما قال: {وَمِيكَالَ} [البقرة: 98]: و"ميكائيل" فكان الأصل {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} ، فجمع المنسوب إلى {إِلْيَاسَ} بالياء والنون، فوقع السلام على من نُسب عليه مِن أمته المؤمنين، وهذه الياء تُحذف كثيرًا من النسب في الجمعِ المسلم والنُّميرون، ولذلك قالوا: المَهالبِة والمَسامِعة، وأحدهم مِسمَعي ومُهَلَّبي. وقالوا: الأعجمون والنُّميرون، والواحد أعجَمي ونُميري، فحُذفت ياء النسب في الجمعين استخفافًا، لثقل الياء وثقل الجمع، فكذلك {إِلْ يَاسِينَ} في قراءة من كسر الهمزة، إنما هو على النسب، وحُذفت الياء من الجمع، على ما ذكرنا، ولو لم يكن ذلك على النسب لكان كل واحد من أمة النبي اسمه اليأس، وليس كذلك، إنما {إِلْيَاسَ} اسم نبيهم فنسبوا إليه (شرح طيبة النشر 5/ 186).

(2)

سبق قبل صفحتين.

(3)

وهذه قاعدة عند أبي جعفر أنه إذا جاء الهمز مفتوحًا بعد كسر؛ فإنه يبدل الهمزة ياء عند الوقف والوصل، نحو {فِئَةٍ} و {مِائَةُ} و {خَاطِئَةٍ} و {رِئَاءَ النَّاسِ} و {لَيُبَطِّئَنَّ} و {شَانِئَكَ} و {قُرِئَ} وكل هذا عنه باتفاق، واختلف عنه في {مَوْطِئًا} فقطع له بالإبدال أبو العلاء من رواية ابن وردان وكذلك الهذلي من روايتي ابن وردان وابن جاز ولم يذكر الهمز فيهما إلا من طريق النهرواني عن أصحابه عن ابن وردان، وقطع أبو العز من الروايتين وكذلك ابن سوار وهما صحيحان واتفق الأصبهاني وأبو جعفر على إبدال "خاسيا"، قال ابن الجزري:

باب مائة فئة وخاطئه رئا يبطئن ثب

(شرح طيبة النشر 2/ 285، 286).

(4)

وهذه قاعدة عند حمزة عند الوقف، وهي أنه إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد كسرة أو ضمة نحو {مِائَةُ} و {نَاشِئَةَ} و {مُلِئَتْ} و {يُؤْذَنُ} و {وَالْفُؤَادَ} فيصير [مِيَة، نَاشيَه، مُلِيَت، يُوَذّنُ، الفُواد]، قال ابن=

ص: 302

قوله تعالى: {فَاسْتَفْتِهِمْ} [149] قرأ يعقوب: بضم الهاء

(1)

، والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [152]{أَصْطَفَى} [153] قرأ أبو جعفر، والأصبهاني عن ورش بوصل الهمزة بعد النون، وفي الابتداء بها مكسورة

(2)

، والباقون بقطعها مفتوحة وصلًا وابتداءً.

قوله تعالى: {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [155] قرأ حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف: بتخفيف الذال

(3)

، والباقون بالتشديد

(4)

.

قوله تعالى: {الْمُخْلَصِينَ} [160] ذكر قبيل.

قوله تعالى: {صَالِ الْجَحِيمِ} [163] وقف يعقوب بالياء بعد اللام، والباقون بغير ياء.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ} [171] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار دال "قد" عند السين، والباقون بالإدغام

(5)

.

* * *

= الجزري:

وبعد كسرة وضمٌ أبدلا

إن فتحت ياء وواوًا مسجلا

(1)

سبق قبل صفحات قليلة توضيح قراءة يعقوب لكل هاء وقعت بعد ياء ساكنة بضم الكسر سواء كانت في الثلاثة أو في غيرها في ضمير تثنية أو جمع مذكر أو مونث، قال ابن الجزري:

وبعد ياء سكنت لا مفردا

(ظـ) ـــاهر وإن نزل كيخزهم (غـ) ـــدا

وخلف يلههم قهم ويغنهم

عنه ولا يضم من يولهم

(شرح طيبة النشر 2/ 53، 54).

(2)

قرأ أبو جعفر بوصل الهمزة على لفظ الخبر فيبتدئ بهمزة مكسورة، واختلف عن ورش، فروى الأصبهاني عنه كذلك، وروى عنه الأزرق قطع الهمزة على لفظ الاستفهام، قال ابن الجزري:

وصل اصطفى (جـ) ـــد خلف (ثـ) ــــم

(شرح طيبة النشر 5/ 189، النشر 2/ 360، المبسوط ص 378، الغاية ص 250، السبعة ص 549، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 228 معاني القرآن 1/ 16، 2/ 392،، التيسير ص 187).

(3)

قرأ المذكورون بتخفيف لفظ "تذكرون" المضارع المرسوم بتاء واحدة حيث وقع، قال ابن الجزري:

تذكرون (صحب) خففا

(4)

ووجه التشديد: أن أصله تتذكرون بتاء المضارعة وتاء التفعيل، ومعناه هنا حصول الفعل بالتراخي والتكرار فخفف بإدغام التاء (شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).

(5)

سبق قريبًا.

ص: 303

‌الأوجه التي بين الصافات وص

وبين الصافات وص من قوله تعالى: {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ} [الصافات: 182] إلى قوله تعالى: {وَشِقَاقٍ} [ص: 2]: ثلاثمائة وجه وستة وثلاثون وجهًا غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: أربعة وستون وجهًا.

ورش: ثمانون وجهًا منها أربعة وستون وجهًا مع قالون.

ابن كثير: أربعة وستون وجهًا.

أبو عمرو: ثمانون وجهًا، منها أربعة وستون وجهًا مع قالون، وستة عشر مع ورش.

عاصم: أربعة وستون وجهًا مندرجة مع قالون.

خلف: أربعة أوجه.

خلاد: أربعة أوجه مندرجة مع ورش.

الكسائي: أربعة وستون وجهًا مندرجة مع قالون.

أبو جعفر: أربعة وستون، وجهًا.

ويعقوب ثمانون وجهًا، منها ثمانية مندرجة مع ورش.

خلف: أربعة أوجه مندرجة مع ورش.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعة.

ص: 304

(سُورَةُ ص)

(1)

قوله تعالى: {وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [1] قرأ ابن كثير "بنقل" حركة الهمزة إلى الراء؛ وكذا يفعل حمزة في الوقف

(2)

، والباقون بالهمز.

قوله تعالى: {وَلَاتَ حِينَ} [3] التاء في الرسم مفصولة من الحاء، وفي بعض المصاحف موصولة، وقف الكسائي عليها بالهاء، ووقف الباقون بالتاء

(3)

(4)

.

(1)

هي سورة مكية آياتها ست وثمانون آية في غير الكوفي وثمان وثمانون فيه (شرح طيبة النشر 5/ 190).

(2)

إذا وقعت الهمزة متحركة بأي حركة سواء كانت فتحة، أم كسرة، أم ضمة، وكان الحرف الذي قبلها ساكنًا، سواء كان صحيحًا، أم واوًا أصلية، أم ياءً أصلية، فإن حمزة يخفف هذا النوع بنقل حركة الهمزة إلى الساكن الذي قبلها، ويحذف الهمزة. ويشمل هذا النوع الهمزة المتوسطة بأي نوع كان، والهمزة المتطرفة، مثال ذلك:{وَالْقُرْآنِ {اللُّؤْلُؤُ} {مَسْئُولًا} {الْخَبْءَ} {شَئٍ} {يُضِيءُ} . قال ابن الجزري:

وإن يحرك عن سكون فانقل

(3)

الوقف على المرسوم متفق عليه ومختلف فيه والمختلف فيه انحصر في خمسة أقسام، فيقف الكسائي بالهاء على {ذَاتَ بَهْجَةٍ} بالنمل، و {اللَّاتَ} بالنجم، و {وَلَاتَ} بـ ص وهو المراد هنا، و {مَرْضَاتِ} في البقرة والنساء والتحريم وحجته في الوقف على ذلك بالهاء أنها هاء تأنيث، دخلت لتأنيث الكلمة، [كما دخلت على ثمَّ] وعلى "ورب"، فقالوا: ثمَّت وربَّت. فهي بمنزلة الهاء في "طلحة وحفصة" والمختار في الوقف على"طلحة وحفصة" بالهاء، للفرق بين التأنيث الداخل على الأسماء وعلى الأفعال في قولك: قامت وذهبت، فتقف على تاء التأنيث في الأفعال بالتاء، لا اختلاف في ذلك، وتقف عليها في الأسماء بالهاء للفرق، فكذلك {ذَاتَ} ونحوها تقف عليها بالهاء، قال ابن الجزري:

بالها (ر) جا (حق) وذات بهجة

واللات مع مرضات ولات (ر) جه

(التيسير ص 60، شرح طيبة النشر 3/ 225، 226، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 137).

(4)

وحجة من وقف بالتاء أن الخط بالتاء، واتباع الخط سنة مؤكدة، وأيضًا فإن التأنيث في {وَلَاتَ} وشبهه يرجع إلى التأنيث الداخل على الأفعال، وذلك أن "لا" بمعنى ليس فقولك {وَلَاتَ} بمنزلة قولك "ليست" فالتأنيث دخل في "ليست" لتأنيث الاسم المستتر فيها، كذلك التاء في {وَلَاتَ} دخلت لتأنيث الاسم المستتر فيها، كذلك التاء في {وَلَاتَ} دخلت لتأنيث الاسم المستتر في الجملة، وهو "الحال"، تقديره: وليست تلك الحال لحين فرار من العذاب، فوجب أن تجري التاء في {وَلَاتَ} مجراها في "ليست"، فكما =

ص: 305

قوله تعالى: {أَنْ جَاءَهُمْ} [4] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم

(1)

، والباقون بالفتح.

وإذا وقف حمزة عليها - سهل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدال الهمزة ألفًا مع المد والقصر

(2)

.

قوله تعالى: {أَأُنْزِلَ} [8] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس، وهشام - بخلاف عنه: بتسهيل الهمزة الثانية

(3)

، والباقون بتحقيقها، وأدخل بينهما ألفًا: قالون، وأبو جعفر، وأبو عمرو، وهشام - بخلاف عنه - والباقون بغير إدخال.

قوله تعالى: {الْأَيْكَةِ} [13] قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح اللام وبعدها ياء تحتية ساكنة ونصب التاء الفوقية بعد الكاف، والباقون بهمزة وصل بعد الباء الموحدة وإسكان اللام وبعد اللام همزة مفتوحة وكسر التاء الفوقية بعد الكاف

(4)

.

= لا يوقف على "ليست" بالهاء كذلك {وَلَاتَ} (التيسير ص 60، شرح طيبة النشر 3/ 225، 226، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 137).

(1)

سبق توضيح الخلاف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ {خَابَ} قبل صفحات قليلة.

(2)

قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحو {شُرَكَاؤُنَا} {وَجَاءُو} .. فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة منه ومكسورها مما رسم فيه صورة الهمزة واوًا وياءً الإبدال بهما محضين مع المد والقصر وهو شاذ لا أصل له في العربية (شرح طيبة النشر 2/ 391، 392).

(3)

سبق ذكر ذلك في سورة آل عمران عن الحديث عن {أَؤُنَبِّئُكُمْ} .

(4)

اختلف في {وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ} هنا وفي الآية 176 من سورة الشعراء، فقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر "لْأَيْكَةِ" بلام مفتوحة بلا ألف وصل قبلها ولا همز بعدها وفتح تاء التأنيث غير منصرفة للعلمية والتأنيث كطلحة مضاف إليه لـ {وَأَصْحَابُ} وكذلك رسما في جميع المصاحف، والباقون بهمزة وصل وسكون اللام وبعدها همزة مفتوحة وبكسر التاء فيهما والأيكة و"لئيكة" مترادفان غيضة تنبت ناعم الشجر، وقيل "لئيكة" اسم للقرية التي كانوا فيها و"الأيكة" اسم للبلد كله، وقد أنكر جماعة وتبعهم الزمخشري على وجه ليكة وتجرأوا على قرائها زعمًا منهم أنهم إنما اخذوها من خط المصاحف دون أفواه الرجال وكيف يظن ذلك بمثل أسن القراء وأعلاهم إسنادًا والأخذ للقرآن عن جملة من الصحابة كأبي الدرداء وعثمان وغيرهما رضي الله عنهم وبمثل إمام المدينة وإمام الشام فما هذا إلا تجرؤ عظيم، وقد أطبق أئمة أهل الأداء أن القراء إنما بتبعون ما ثبت في النقل والرواية فنسأل الله حسن الظن بأئمة الهدى=

ص: 306

قوله تعالى: {هَؤُلَاءِ إِلَّا} [15] هنا همزتان مكسورتان من كلمتين، قرأ قالون، والبزي: بتسهيل الهمزة الأولى مع المد والقصر، وقرأ ورش، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، وعن ورش وقنبل - أيضًا -: إبدال الثانية حرف مد، وقرأ أبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر، وقرأ الباقون بتحقيقها، وإذا وقف حمزة على الأولى، فله في الوقف على الهمزة بعد الهاء التسهيل مع المد والقصر، وله إبدالها واوًا خالصة مع المد والقصر، وله - أيضًا - التحقيق مع المد لا غير؛ فهذه خمسة، وله في الثانية البدل مع المد والتوسط والقصر، وله التسهيل مع الروم "والتوسط والقصر" فهذه خمسة؛ فتضرب خمسة في خمسة بخمسة وعشرين، وأما هشام: فله في الهمزة المتطرفة البدل مع المد والتوسط والقصر، وله التسهيل مع الروم والمد والتوسط؛ فهذه خمسة عن هشام لا غير، ووقف الباقون على الهمزة مع السكون

(1)

.

= خصوصًا وغيرهم عمومًا وخرج بالقيد موضع الحجر وق المتفق فيهما على الأيكة بالهمزة لإجماع المصاحف على ذلك، قال ابن الجزري:

ليكة (كـ) ـــم (حرم) كصاد وقت

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 423، شرح طيبة النشر 5/ 100، 101، النشر 2/ 336، التيسير ص 166، السبعة ص 473، غيث النفع ص 310).

(1)

سهل الهمزة الأخيرة من الهمزتين المتفقتين مطلقًا رويس يعني من غير طريق أبي الطيب، وكذلك قنبل من طريق ابن مجاهد وهذا مذهب الجمهور عنه ولم يذكر عنه العراقيون وصاحب التيسير غيره، وكذا ذكره ابن سوار عنه من طريق ابن شنبوذ، وروى عنه عامة المصريين والمغاربة إبدالها حرف مد خالص فتبدل في حالة الكسر ياءً وفي حالة الضم واوًا ساكنة وهي الذي قطع به في الهادي والهداية والتجريد وهما في التبصرة والكافي والشاطبية وروى عنه ابن شنبوذ إسقاط الأولى مطلقًا كما ذكره، وأما ورش فلا خلاف عنه من طريق الأصبهاني في تسهيلها بين بين، واختلف عن الأزرق فروى عنه إبدال الثانية حرف مد جمهور المصريين ومن أخذ عنهم من المغاربة وهو الذي قطع به غير واحد منهم، كابن سفيان والمهدوي وابن الفحام، وكذا في التبصرة والكافي وروى عنه تسهيلها مطلقًا بين بين كثير منهم كأبي الحسن بن غلبون وابن بليمة وصاحب العنوان ولم يذكر في التيسير غيره، واختلفوا عنه في حرفين {هَؤُلَاءِ إِنْ} {الْبِغَاءِ إِنْ} فروى عنه كثير من رواة التسهل جعل الثانية فيها ياء مكسورة وقال في التيسير: وقرأت به على ابن خاقان قال وروى عنه ابن شيطا إجراؤهما لنظائرهما، وقد قرأت بذلك أيضًا على أبي الفتح، وأكثر مشيخة المصريين على الأول. وقرأ الباقون وهم ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وروح بتحقيق الهمزتين مطلقًا وجه تخفيف الثانية أنها سبب زيادة الثقل فخصت وطردًا للباقين وجمعًا وهو مذهب الخليل وحكاه عن أبي عمرو، ووجه قلبها المبالغة في التخفيف وهو سماعي، ووجه الاختلاس مراعاة لأصلها، =

ص: 307

قوله تعالى: {مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} [15] قرأ حمزة، والكسائى، وخلف: بضم الفاء

(1)

، والباقون بفتحها

(2)

.

قوله تعالى: {إِذْ تَسَوَّرُوا} [21] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإدغام ذال "إذ" في التاء

(3)

، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {الْمِحْرَابَ} [21] قرأ ابن ذكوان - بخلاف عنه -: بإمالة الألف بعد الراء

(4)

.

وورش على أصله بترقيق الراء

(5)

، وقرأ الباقون بالفتح والتفخيم.

= ووجه التحقيق الأصل قال ابن الجزري:

وسهل الأخرى رويس قنبل

ورش وثامن وقيل تبدل

مدًّا (ز) كا (جـ) ودًا وعنه هؤلا

إن والبغا إن كسر ياء أبدلا

(انظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص 42، 43).

(1)

ضمّ الفاء وفتحها، لغتان كـ قُصاص الشعر وقِصاصه وجُمام المكُّوك وجِمامه، وهي لغة تميم وأسد وقيس، قال ابن الجزري:

فواق الضم (شفا)

(شرح طيبة النشر 5/ 190، النشر 2/ 361، المبسوط ص 380، الغاية ص 250، السبعة ص 552، إعراب القرآن 2/ 788).

(2)

والفتح لغة الحجاز، والفواق هو زمان ما بين الحلبتين والرضعتين؛ ففيه توقف عن الفعل، وفيه رجوع اللبن (شرح طيبة النشر 5/ 190، النشر 2/ 361، المبسوط ص 380، الغاية ص 250، السبعة ص 552، إعراب القرآن 2/ 788).

(3)

هذه قاعدة مطردة لأبي عمرو وهشام وحمزة وخلف البزار والكسائى وقد سبق ذكرها قبل صفحات قليلة (وانظر: إتحاف فضلاء البشر ص 129).

(4)

أما {الْمِحْرَابَ} المنصوب وهو في موضعين {زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ} بآل عمران: 37، {إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} الآية 21 بص، فأمالهما النقاش عن الأخفش عنه وفتحهما ابن الأخرم عن الأخفش والصوري ونص على الوجهين لابن ذكوان في الشاطبية كأصلها والإعلان، وأما "المحراب" المجرور وهو في موضعين {يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ} بآل عمران: 39، {مِنَ الْمِحْرَابِ} الآية 11 بمريم، فقرأه بالإمالة فيهما ابن ذكوان من جميع طرقه، قال ابن الجزري:

عمران والمحراب غير ما يجر

(التيسير ص 52، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 119).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

ص: 308

قوله تعالى: {إِذْ دَخَلُوا} [22] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإدغام ذال "إذ" في الدال

(1)

، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {بَغَى بَعْضُنَا} [22] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(2)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَلِيَ نَعْجَةٌ} [23] قرأ حفص وهشام - بخلاف عنه - في الوصل: بفتح الياء

(4)

، والباقون بالسكون.

قوله تعالى: {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ} [24] قرأ ورش، وأبو عمرو، وابن ذكوان، وحمزة؛ والكسائي، وخلف: بإدغام دال "قد" في الظاء، والباقون بالإظهار

(5)

.

قوله تعالى: {لَزُلْفَى} [25] قرأ أبو عمرو بالإمالة بين بين، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(6)

، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(7)

، والباقون بالفتح،

(1)

سبق بيان حكم قراءة ذال إذ قبل صفحة واحدة.

(2)

سبق قريبًا (انظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

وقعت الياء التي بعدها متحرك غير الهمزة في خمسمائة وستة وتسعين موضعًا، المختلف فيه منها خمسة وثلاثون موضعًا، وقرأ حفص ووافقه هشام بخلف عنه في {وَلِيَ نَعْجَةٌ} [ص: 23]، فقطع له بالإسكان في العنوان والكافي والتبصرة وتلخيص ابن بليمة والشاطبية كأصلها وسائر المغاربة والمصريين وقطع له بالفتح صاحب المبهج والمفيد وأبو معشر الطبري وغيرهم والوجهان صحيحان عن هشام كما في النشر ووافقه نافع وهشام والبزي بخلف عنه وفي {ولي دين} بالكافرين، والفتح للبزي رواه جماعة كصاحب العنوان والمجتبى والكامل من طريق أبي ربيعة وابن الحباب وهي رواية نصر بن محمد عن البزي وروى عنه الجمهور الإسكان وله قطع العراقيون من طريق أبي ربيعة وبه قرأ الداني على الفارسي عن قراءته بذلك عن النقاش عن أبي ربيعة عنه وهذا طريق التيسير وقال فيه وهو المشهور وبه آخذ وقطع به أيضًا ابن بليمة وغيره وبالوجهين جميعًا صاحب الهداية والتبصرة والتذكرة والكافي والشاطبية وغيرهم والوجهان صحيحان عنه والإسكان أكثر وأشهر قاله في النشر، قال ابن الجزري:

لي نعجة (لـ) ـــاذ بخلف (عـ) ــــينا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 149).

(5)

سبق قريبًا.

(6)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(7)

سبق قريبًا في {بغى} .

ص: 309

وإذا وقف حمزة على: {مَآبٍ} سهل الهمزة.

قوله تعالى: {مِنَ النَّارِ} [27]{كَالْفُجَّارِ} [28] قرأ أبو عمرو، والدوري عن الكسائي

(1)

: بإمالة الألف محضة، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(2)

، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {لِيَدَّبَّرُوا} [29] قرأ أبو جعفر بالتاء الفوقية بعد اللام وتخفيف الدال، والباقون بالباء التحتية مع تشديد الدال.

قوله تعالى: {فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ} [32] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بفتح الياء في الوصل

(4)

، والباقون بإسكانها.

قوله تعالى: {بِالسُّوقِ} [33] قرأ قنبل بهمزة ساكنة بعد السين، وعنه - أيضًا - مدها بالواو

(5)

.

(1)

وكذا ابن ذكوان بخلف عنه.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

ما ذكره المؤلف عن قالون هو كلام خاطئ لا يقرأ به؛ فليس لقالون سوى الفتح.

(4)

سبق بيان ذلك قريبًا، ابن الجزري بقوله:

تسع وتسعون بهمز انفتح

ذرون الاصبهاني مع مكِّ فتح

(انظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص 63، الإقناع 1/ 537).

(5)

قرأ قنبل بالهمز في {سَاقَيْهَا} ، ومثله:{بِالسُّوقِ} [ص: 33] و {عَلَى سُوقِهِ} [الفتح: 29]، قال أبو محمد: وهمز هذه الثلاث الكلمات بعبدٌ في العربية، إذلا أصل لهن في الهمز. لكن قالا بعض العلماء: إنه إنما همز على توهم الضمة التي قبل الواو، فكأنه همز الواو لانضمامها، وهذا بعيد في التأويل، غير قوي في النظر. وحكى الأخفش أن أبا حية النميري، وهو فصيح، كان يهمز الواو إذا انتظم ما قبلها. كأنه يقدر الضمة عليها، فيهمزها، كأنها لغة، وهذه الأقوال لا يمكن شيء منها في همز {سَاقَيْهَا} ، والذي قيل في همز {سَاقَيْهَا} أنه إنما جاز همزه لجواز همزه في الجمع، في قولك: سُؤق، وإذا جمعت ساقا على "فعول" أو جمعته على "أفعل" نحو: أسؤق، فلما استمر الهمز في جمعه همز الواحد لهمزه في الجمع. وهذا أيضًا ضعيف لأنه يلزم منه جواز همز "دار" لأنك تهمزه في الجمع في قولك: أدؤر، وهمز دار لا يجوز، فأما من لم يهمزه، فهو على الأصل، لأن كل ما لا أصل له في الهمز لا يجوز همزه إلا لعلة نحو أن تكون في واو مضمومة فيجوز همزها وليس في هذا واو مضمومة، قال ابن الجزري:

والسوق ساقيها وسوق اهمز (ز) قا

سؤق عنه =

ص: 310

قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ} [35] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بفتح الياء في الوصل

(1)

، والباقون بإسكانها.

قوله تعالى: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ} [36] قرأ أبو جعفر {الرِّيحَ} بفتح الياء وألف بعدها، على الجمع

(2)

، والباقون بإسكان الياء ولا ألف بعدها؛ على التوحيد.

قوله تعالى: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ} [41] قرأ حمزة في الوصل بإسكان الياء من {مَسَّنِيَ}

(3)

، والباقون بفتحها.

قوله تعالى: {بِنُصْبٍ} [41] قرأ أبو جعفر بضم النون والصاد، وقرأ يعقوب بنصب

= شرح طيبة النشر 5/ 112، النشر 2/ 338، المبسوط ص 333، زاد المسير 6/ 179، تفسير النسفي 3/ 214، كتاب سيبويه 2/ 147).

(1)

سبق قريبًا.

(2)

اختلف في قراءة لفظ {الرِّيحَ} في القرآن الكريم؛ فقرأ أبو جعفر {فسخرنا له الرياح} بـ ص، و {ولسليمان الرياح} بالأنبياء، و {قاصفا من الرياح} بالإسراء، و {ولسليمان الرياح} بسبأ واختلف عنه في {أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ} فروى ابن مهران وغيره من طريق ابن شبيب عن الفضل عن ابن وردان بالجمع وكذلك روى الجوهري والمغازلي من طريق الهاشمي عن إسماعيل عن ابن جماز كلاهما عنه بالجمع، واتفق الجميع على قراءة {الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} أول الروم بالجمع، وتوحيد {الرِّيحَ الْعَقِيمَ} بالذاريات، وحجتهم في الجمع: أن الواحد يدل على الجنس فهو أعم كما تقول كثر الدرهم والدينار في أيدي الناس إنما تريد هذا الجنس قال الكسائي: والعرب تقول جاءت الريح من كل مكان فلو كانت ريحًا واحدة جاءت من مكان واحد فقولهم من كل مكان وقد وحدوها تدل على أن بالتوجد معنى الجمع، قالا ابن الجزري:

وصاد الاسرى سبا (ثـ) ــــنا

(شرح طيبة النشر 4/ 76، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 118، السبعة ص 173).

(3)

إذا جاء بعد الياء همزة الوصل المصاحبة للام - والواقع منها اثنان وثلاثون - فإن حمزة يسكنها كلها على أصله، وسكن ابن عامر موافقة لحمزة {عن آياتيْ الذين} بالأعراف: 146، وسكن حفص كذلك {عَهْدِي الظَّالِمِينَ} بالبقرة: 124، وسكن ابن عامر وحمزة والكسائي وكذا روح كذلك {قل لعباديْ الذين} بإبراهيم: 31، وسكن أبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف كذلك {يا عباديْ الذين} بالعنكبوت: 56، والزمر: 53، قال ابن الجزري:

وعند لام العرف أربع عشرت

ربي الذي حرم ربي مسني

الآخران آتان مع أهلكني

وفي الندا (حما)(شفا) عهدي (عـ) سى

(فـ) ـــوز وآياتي اسكنن (فـ) ــــي (كـ) سا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 148).

ص: 311

النون والصاد، والباقون بضم النون وإسكان الصاد

(1)

.

قوله تعالى: {وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ} [41 - 42] قرأ أبو عمرو، وابن ذكوان، وعاصم، وحمزة، ويعقوب: في الوصل بكسر التنوين، والباقون بالضم

(2)

.

قوله تعالى: {وَذِكْرَى} [43] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(3)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(4)

، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(5)

والباقون بالفتح.

(1)

الضم والإسكان والفتح كلها بمعنى واحد. قال ابن الجزري:

وقبل ضما نصب (ثـ) ـــب اسكنا لا الحضرمي

(شرح طيبة النشر 5/ 191، النشر 2/ 361، المبسوط ص 380، معاني القرآن 2/ 405، الغاية ص 250).

(2)

اختلف في {فَمَنِ اضْطُرَّ} وبابه مما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة ويبدأ الفعل الذي يلي الساكن الأول بالضم وأول الساكنين أحد حروف لتنود والتنوين فاللام نحو {قُلِ ادْعُوا} والتاء نحو {وَقَالَتِ اخْرُجْ} والنون نحو {فَمَنِ اضْطُرَّ} {أَنِ اغْدُوا} والواو نحو {أَوِ ادْعُوا} والدال نحو {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ} والتنوين نحو {فَتِيلًا (49) انْظُرْ} فأبو عمرو بكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التقاء الساكنين، والحجة لمن ضم أنه لما احتاج إلى حركة هذه الحروف كره الخروج من كسر إلى ضم فأتبع الضم الضم ليأتى باللفظ من موضع واحد، فإن قيل: فلم وافقهم أبو عمرو على الكسر إلا في الواو واللام وحدهما؟ فقل: لما احتاج إلى حركة الواو حركها بحركة هي منها لأن الضم فيها أسهل من الكسر ودليله قوله {اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى} . فإنَّ قيل: فما حجة ابن عامر في ضم التنوين؟ فقل: الحجة له أن التنوين حركة لا تثبت خطأ ولا يوقف عليه فكانت الحركة بما بعده) أولى من الكسر، قال ابن الجزري:

والساكن الأول ضم

لضم همز الوصل واكسره (نـ) اما

(فـ) ــــز غير قل (حـ) ـــلا وغير أو (حـ) ـــما

والخلف في التنوين وإن يجر (ز) ن خلفه

(مـ) ـــز

(التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 198، السبعة ص 174، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 92).

(3)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد ذكر وجه القراءة قريبًا (انظر: شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، التيسير ص 46، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 107).

(4)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(5)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم.

ص: 312

قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ} [45] قرأ ابن كثير بفتح العين وإسكان الباء الموحدة؛ على الإفراد

(1)

، وقرأ الباقون بكسر العين وفتح الباء الموحدة، وبعدها ألف على الجمع

(2)

.

قوله تعالى: {بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} [46] قرأ نافع، وأبو جعفر، وهشام بخلاف عنه بغير تنوين

(3)

.

والباقون بالتنوين

(4)

.

وأمال السوسي {ذِكْرَى الدَّارِ} في الوصل بخلاف عنه. والباقون بالفتح.

وأما الوقف: فوقف أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(5)

، وورش بالإمالة بين بين

(6)

، وقالون بالفتح وبين اللفظين

(7)

.

والباقون بالفتح.

(1)

ووجه من قرأ بالتوحيد: أنه يريد إبراهيم وحده، إجلالًا له وتعظيمًا، وجعل ما بعده بدلًا منه، وعطف على البدل ما بعده، قال ابن الجزري:

عبدنا وحد (د) نف

(2)

وحجة من قرأ بالجمع: أنهم جعلوا ما بعده من الأسماء الثلاثة بدلًا منه (شرح طيبة النشر 5/ 191، النشر 2/ 361، المبسوط ص 380، معاني القرآن 2/ 405، الغاية ص 250، زاد المسير 7/ 146، وتفسير النسفي 4/ 44).

(3)

قرأ المدنيان {بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى} بلا تنوين واختلف عن هشام فروى عنه الحلواني ترك التنوين، وهي رواية ابن عباد عنه، وروى عنه الداجوني وسائر أصحابه التنوين، ووجه قراءتهما أنه مضاف، لأن الخصيصة متعددة كالشهاب فخصت بالإضافة، أو مصدر كالمعاقبة كالخلوص، وأضيف لفاعله؛ أي اخترناهم بأن خلصت ذكرى الدار الآخرة لهم، قال ابن الجزري:

خالصة أضف (لـ) ـــنا

خلف (مدا)

(4)

ووجه القراءة بالتنوين أن ذكرى بدل جزاء؛ أي خصصناهم بذكر معادهم، أو بأن يبنى عليهم في الدنيا، وعلى المصدر (شرح طيبة النشر 6/ 191، غيث النفع ص 337).

(5)

وكذا ابن ذكوان، وقد سبق قريبًا توضح ما في هذه القراءة.

(6)

هي رواية ورش من طريق الأزرق منه فعنه

(7)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بن اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم وقد ذكرناهم مرارًا.

ص: 313

وأمال أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي - الألف من {الدَّارِ} محضة، وورش بين بين، وقالون بالفتح وبين اللفظين.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَالْيَسَعَ} [48] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بتشديد اللام وإسكان الياء التحتية

(1)

.

والباقون باسكان اللام وفتح الياء التحتية

(2)

.

قوله تعالى: {هَذَا مَا تُوعَدُونَ} [53] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: بالياء التحتية على الغيبة

(3)

، والباقون بالفوقية على الخطاب

(4)

.

قوله تعالى: {وَغَسَّاقٌ} [57] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف وحفص: بتشديد

(1)

وحجتهم في ذلك أنا الليسع أشبه بالأسماء الأعجمية ودخول الألف واللام في اليسع قبيح لأنك لا تقول اليزيد ولا اليحيى وتشديد اللام أشبه بالأسماء العجمية.

قال ابن الجزري:

............ والليسعا

شدد وحرك سكنن مما (شفا)

(حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 259، النشر 2/ 260، المبسوط ص 190، إعراب القراءات السبع 1/ 163، السبعة ص 261، التيسير ص 104).

(2)

وحجتهم ذكرها اليزيدي عن أبي عمرو فقال هو مثل اليسر وإنما هو يسر ويسع فردت الألف واللام فقال: اليسع مثل اليحمد قبيلة من العرب، واليرمع الحجارة، والأصل يسع مثل يزيد وإنما تدخل الألف واللام عند الفراء للمدح فإن كانا عربيًّا فوزنه يفعل والأصل يوسع مثل يصنع وإن كان أعجميًّا لا اشتقاق له فوزنه فعل تجعل الياء أصلية، قال الأصمعي: كان الكسائي يقرأ الليسع ويقول: لا يكون اليفعل كما لا يكون اليحيى، قال: فقلت له: اليرمع واليحمد حي من اليمن فسكت، ومن قرأ بلامين وزنه فيعل اللام أصلية مثل صيرف ثم أدخلت الألف واللام للتعريف فقلت: الليسع مثل الصيرف والله أعلم (حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 259، المبسوط ص 190، إعراب القراءات السبع 1/ 163، السبعة ص 261، التيسير ص 104).

(3)

قرأ أبو عمرو وابن كثير لفظ {ما يوعدون} في ص بياء الغيب، وقرأ ابن كثير وحده {مَا يُوعَدُونَ} في سورة ق، ووجه قراءتهم بالياء: أنه على الغيبة، لتقدم ذكر المتقين، وهم غُيَّب، قال ابن الجزري:

.. ويوعدون (حـ) ــــز (د) عا

وقاف (د) ن

(4)

وحجة من قرأ بالتاء: أنه على معنى الخطاب للمؤمنين على معنى: قل لهم يا محمد هذا ما توعدون.

ص: 314

السين

(1)

، والباقون بالتخنيف.

قوله تعالى: {وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ} [58] قرأ أبو عمرو، ويعقوب: بضم الهمزة من غير مد، والباقون بفتح الهمزة ممدودة.

قوله تعالى: {مِنَ الْأَشْرَارِ} [62] قرأ أبو عمرو، والكسائي بالإمالة محضة

(2)

، وقرأ ورش

(3)

، وحمزة: بالإمالة بين بين

(4)

، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {أَتَّخَذْنَاهُمْ} [63] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف: بوصل الهمزة قبل التاء المثناة الفوقية، وفي الابتداء بها بالكسر

(5)

والباقون بفتح الهمزة مقطوعة ابتداءً ووصلًا

(6)

.

(1)

قرأ المذكورون لفظ {وَغَسَّاقٌ} في ص، {وَغَسَّاقًا} في النبأ بتشديد السين، والتشديد والتخفيف لغتان، قال ابن الجزري:

غساق الثقل معا (صحب)

(شرح طيبة النشر 5/ 193).

(2)

يميل أبو عمرو والكسائي من طريق الدوري كل ألف بعده راء مجرورة في الأسماء سواء كانت الألف أصلية أم زائدة ووجه الإمالة مناسبة الكسرة، واعتبرت الكسرة على الراء لمناسبة الإمالة والتوفيق والتدقيق، واشترط تطرف الراء للقرب، قال ابن الجزري باب الفتح والإمالة:

لان تكرر حط روى

والخلف من فوز وتقليل جوى

(شرح طيبة النشر 3/ 100، التيسير ص 51، النشر 2/ 54، الغاية ص 90).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

انفرد بذلك صاحب العنوان عن حمزة، ولذلك ما رواه عن أبي الحارث ليست من طرقنا ولا على شرطنا (انظر النشر 2/ 55، الإقناع 1/ 273). قال الأصبهاني في المبسوط ص 111: كان أبو عمرو وحمزة برواية أبي عمر وابن سعدان عن سليم، والكسائي يميلون كل ألف في اسم بعدها راء مكسورة إذا كان كسرها وكسر إعراب نحو:{فِي النَّارِ} {فِي النَّهَارِ} {بِقِنْطَارٍ} وأشباه ذلك (شرح طيبة النشر 3/ 100، التيسير ص 51، النشر 2/ 54، الغاية ص 90).

(5)

قرأ المذكورون بهمزة وصل وهو إخبار لتحققهم سخريتهم في الدنيا صفة وحالًا؛ أي رجالًا عددناهم من الأشرار، و"أم" منقطعة، قال ابن الجزري:

قطع اتخدنا (عم)(نـ) ــــل (د) م

(النشر 2/ 361، المبسوط ص 381، الغاية ص 351، السبعة ص 556، التيسير ص 160)

(6)

وهي بذلك همزة قطع للاستفهام أصلها: أأتخذناهم، حذفت همزة الوصل استغناء عنها، وأم متصلة على=

ص: 315

قوله تعالى: {سِخْرِيًّا} [63] قرأ نافع، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وخلف: برفع السين

(1)

، والباقون بالكسر

(2)

.

قوله تعالى: {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ} [69] قرأ حفص بفتح الياء في الوصل، والباقون بإسكانها

(3)

.

قوله تعالى: {إِلَّا أَنَّمَا} [70] قرأ أبو جعفر بكسر الهمزة من {إنما}

(4)

، والباقون بفتحها

(5)

.

قوله تعالى: {لَعْنَتِي إِلَى} [78] قرأ نافع، وأبو جعفر: بفتح الياء في الوصل

(6)

،

= الأفصح (المبسوط ص 381، الغاية ص 351، السبعة ص 556، التيسير ص 160، إعراب القرآن 2/ 804، غيث النفع 338).

(1)

الصواب أن يقال: بضم السين، وكثيرًا ما يقع المؤلف في مثل هذا التعبير. وحجة من ضمّ أنه جعله من "التسخير" وهو الخدمة، وقيل: هو بمعنى الهزؤ، والمعروف في التسخير ضمّ السين. قال ابن الجزري:

وضم كسرك سخريا كصاد (ثـ) ـــب (أ) م

(شفا)

(شرح طيبة النشر 5/ 80، النشر 2/ 329، المبسوط ص 314، التيسير ص 160).

(2)

وحجة من كسر أنّه جعله من "السخرية" وهو الاستهزاء، وهو في القراءتين مصدر، فلذلك وحّد، وقبله جماعة، (شرح طيبة النشر 5/ 80، النشر 2/ 329، المبسوط ص 314، التيسير ص 160، زاد المسير 5/ 493، تفسير غريب القرآن 300، تفسير ابن كثير 3/ 283، تفسير النسفي 3/ 129).

(3)

قال ابن الجزري:

معي ما كان (لـ) ــــي (عـ) ــــد

(4)

ووجه قراءة أبي جعفر: أنها على الحكاية، قال ابن الجزري:

أنما فاكسر (ثـ): ــــنا

(المبسوط ص 381، الغاية ص 351، السبعة ص 556، التيسير ص 160، إعراب القرآن 2/ 804، شرح طيبة النشر 5/ 194، المهذب 2/ 185).

(5)

ووجه غير أبي جعفر من الأئمة التسعة أنها فتحت لوقوع {إِنَّمَا} في محل رفع بالنيابة (المبسوط ص 381، الغاية ص 351، السبعة ص 556، التيسير ص 160، إعراب القرآن 2/ 804، شرح طيبة النشر 5/ 194، المهذب 2/ 185).

(6)

اتفق نافع وأبو جعفر على فتح خمس ياءات وهي:

1 -

{بِعِبَادِي إِنَّكُمْ} [الشعراء: 52].

2 -

{لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} [ص: 78]. =

ص: 316

والباقون بإسكانها.

قوله تعالى: {مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [83] قرأ نافع، وحمزة، والكسائي، وخلف: بفتح اللام

(1)

، والباقون بالكسر

(2)

.

قوله تعالى: {قَالَ فَالْحَقُّ} [84] قرأ عاصم، وحمزة، وخلف: برفع القاف

(3)

، والباقون بالنصب

(4)

، ولا خلاف في الثاني بنصب القاف، وهو {وَالْحَقَّ أَقُولُ} .

=3 - {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ} [الكهف: 69]. وقوله تعالى: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} [القصص: 27]. وقوله تعالى: {يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات: 102].

4 -

{بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ} [الحجر: 71].

5 -

{أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} [آل عمران: 52]، وقوله تعالى:{كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} [الصف: 14].

قال ابن الجزري في باب ياءات الإضافة:

بنات أنصاري معًا للمدني

(1)

وهي بفتح اللام أي الله أخلصهم من الأسواء والفواحش فصاروا مخلصين وحجتهم قوله تعالى {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} فصاروا مخلصين بإخلاص الله إياهم (شرح طيبة النشر 4/ 382، النشر 2/ 395، المبسوط ص 246، الغاية ص 179، التيسير ص 128، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 358).

(2)

سبق بيانه في الآية "40" من سورة الصافات (وانظر: شرح طيبة النشر 4/ 382، النشر 2/ 295، المبسوط ص 246، الغاية ص 179، التيسير ص 128، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 358).

(3)

وحجة من رفع أنه جعله خبر ابتداء محذوف، تقديره: قال أنا الحق، أو قَوْلي الحق، ويجوز رفعه على الابتداء ويضمر الخبر تقديره: قال فالحق، كما قال:{الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} [آل عمران: 60]، وانتصب "الحَقَّ" الثاني بـ {أَقُولَ} ، أو على العطف، على قراءة من نصب "الحَقَّ" الأول. قال ابن الجزري:

فالحق (نـ) ــــل (فتى)

(4)

وحجة من نصب أنه أضمر فعلًا نصبه به، وقال:{لِيُحِقَّ الْحَقَّ} [الأنفال: 8]. ويجوز نصبه على القسم كما تقول: اللهِ لأفعلن، لمّا حُذف حرف القسم، تعدّى الفعل فنصبه، ودلّ على القسم قوله:{لأَمْلأَنَّ} "85"، فهو جواب القسم، فيكون التقدير: قول الحق لأملأن، فلما حذف الواو تعدّى الفعل فنصب الحق، ويجوز في الكلام خفض "الحق" على القسم، مع حذف الواو، وتعمل محذوفة لكثرة الحذف في القسم (شرح طيبة النشر 5/ 194، النشر 2/ 361، المبسوط ص 382، الغاية ص 251، التيسير ص 188، إعراب القرآن 2/ 806، إيضاح الوقف والابتداء 865، وزاد المسير 7/ 175، وتفسير القرطبي 15/ 229، وتفسير ابن كثير 4/ 44، وتفسير النسفي 4/ 48، وكتاب سيبويه 2/ 167).

ص: 317

قوله تعالى: {لأَمْلأَنَّ} [85] قرأ الأصبهاني - عن ورش -: بتسهيل الهمزة قبل النون وقفًا ووصلًا. وإذا وقف حمزة - سهل الأولى والثانية

(1)

، والباقون بالهمزة.

* * *

(1)

إذا جاءت الهمزة مفتوحة وقبلها مفتوح في كلمة فإن الأصبهاني يسهل الهمزة خاصة همز {لأَمْلأَنَّ} بالأعراف وهود والسجدة، وص، و {وَاطْمَأَنُّوا بِهَا} بيونس، و {اطْمَأَنَّ بِهِ} بالحج، و {كَأَنْ لَمْ} {كَأَنَّهُنَّ} و {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} و {كَأَنْ لَمْ تَكُنْ} و {كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا} ، {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ} و {أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا} ، قال ابن الجزري:

وعنه سهل اطمأن وكأن

أخرى فأنت فأمن لأملان

شرح طيبة النشر 2/ 287).

ص: 318

‌الأوجه التي بين ص والزمر

وبين "ص" و "الزمر" من قوله تعالى: {وَلَتَعْلَمُنَّ} [ص: 88] إلى قوله تعالى: {الْحَكِيمِ} [الزمر:1] مائة وجه وأربعة أوجه غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: أربعة وثمانون وجهًا.

ورش: مائة وجه وأربعة أوجه، منها أربعة وثمانون مندرجة مع قالون.

ابن كثير: أربعة وثمانون وجهًا مندرجة مع قالون.

أبو عمرو: مائة وجه، وأربعة أوجه، منها أربعة وثمانون مندرجة مع قالون، وعشرون مع ورش.

ابن عامر: مائة وأربعة أوجه، منها أربعة وثمانون مع قالون، وعشرون مع ورش.

عاصم: أربعة وثمانون وجهًا مندرجة مع قالون.

حمزة: أربعة أوجه مندرجة مع ورش.

الكسائي: أربعة وثمانون وجهًا مندرجة مع قالون.

أبو جعفر: أربعة وثمانون وجهًا مندرجة مع قالون.

يعقوب: مائة وجه وأربعة أوجه، منها أربعة وثمانون وجهًا مع قالون، وعشرون مع ورش.

خلف: أربعة أوجه مندرجة مع ورش.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 319

(سُورَةُ الزُّمَرِ)

(1)

قوله تعالى: {الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} [2] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما - بإدغام الباء في الباء

(2)

، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {مَا هُمْ فِيهِ} [3] في مقطوعة من {مَا} .

قوله تعالى: {فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} [6] قرأ حمزة، والكسائي، في الوصل: بكسر الهمزة قبل الميم، وكسر حمزة - وحده - الميم

(3)

، والباقون بضم الهمزة وفتح الميم،

(1)

هي سورة مكية إلا قوله تعالى {قُلْ يَاعِبَادِ الَّذِينَ} إلى آخر الثلاث آيات، فهي مدنية حيث نزلت في وحشي بن حرب، وهي اثنتان وسبعون آية بالحجازي، وثلاث وسبعون بالشامي، وخمس وسبعون بالكوفي (شرح طيبة النشر 5/ 196).

(2)

يقع المثلان من كلمتين في سبعة عشر حرفًا وهي: الباء، والتاء، والثاء، والحاء، والراء، والسين، والعين، والغين، والفاء، والقاف، والكاف، واللام، والميم، والنون، والهاء، والواو، والياء، فإذا كان المثلان من كلمتين فإن أبا عمرو ويعقوب يعممان الإدغام فيهما ويدغمهما بالخلاف ما لم يمنع مانع، وقد ذكرت هذه الموانع في قول ابن الجزري:

وكلمتين عمما

ما لم ينون أو يكن تا مضمر

ولا مشدد وفي الجزم انظر

فإن تملاثلا ففيه خلف

وإن تقاربا ففيه ضعف

(الهادي 1/ 132).

(3)

قرأ حمزة والكسائي بكسر الهمزة، في المفرد والجمع، في الوصل خاصة، وتفرد حمزة بكسر الميم مع الهمزة في الجمع وذلك حيث وقع، وذلك إذا كان قبل الهمزة كسرة أو ياء، وقرأ ذلك كله الباقون بضم الهمزة، وكلهم ضم الهمزة في الابتداء. وحجة من كسر الهمزة أنه اسم كثر استعماله، والهمزة حرف مستثقل بدلالة ما أجازوا فيها من البدل والتخفيف والحذف ونقل الحركة، دون غيرها من سائر الحروف. فلما وقع أول هذا الاسم، وهو "أم" حرف مستثقل، وكثر استعماله، ونقل الخروج من كسر، أو ياء إلى ضم همزة، وليس في الكلام "فعل" فلما اجتمع هذا الثقل أرادوا تخفيفه، فلم يمكن فيه الحذف، لأنه إجحاف بالكلمة، ولا أمكن تخفيفه، ولا بدله، لأنه أول، فغيروه بأن أتبعوا حركته حركة ما قبله، ليعمل اللسان عملًا واحدًا، والياء كالكسرة، فإذا ابتدأوا ردوه إلى الضم، الذي هو أصله، إذ ليس قبله في الابتداء ما يستثقل. وقد فعلوا ذلك في الهاء في "عليهم وبهم" أتبعوا حركته حركة ما قبلها، وأصلها الضم، والإتباع في كلام العرب مستعمل كثير.=

ص: 320

وإذا وقف على {بُطُونِ} فالجميع يبتدئون بضم الهمزة.

قوله تعالى: {يَرْضَهُ لَكُمْ} [7] قرأ نافع، وحمزة، وحفص، ويعقوب: باختلاس ضمة الهاء، وقرأ السوسي بإسكان الهاء، وقرأ هشام، وأبو بكر، وابن جماز: بالإسكان واختلاس الحركة، وقرأ الدوري، وابن ذكوان، وابن وردان: بالإسكان وإشباع الحركة

(1)

، والباقون بالإشباع.

قوله تعالى: {لِيُضِلَّ} [8] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ورويس - بخلاف عنه -: بفتح الياء التحتية

(2)

، والباقون بضمها.

= وحجة من كسر الميم مع الهمزة في الجمع أنه أتبع حركة الميم حركة الهمزة، كما قالوا "عليهي" وكسروا الهاء للياء، وأتبعوا حركة الميم حركة الهاء. فمن قال "عليهمي" بكسر الهاء والميم، هو بمنزلة من كسر الهمزة والميم في قوله:{بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} [النحل: 78]، ومن كسر الهاء وضم الميم في "عليهمو" هو بمنزلة من كسر الهمزة وفتح الميم، في قوله:{بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} ، ومن ضم الهمزة وفتح الميم في {بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} وهو الأصل بمنزلة من قال "عليهمو" بضم الهاء والميم، فهو الأصل، إلا أن تغيير الهاء، مع الكسرة والياء، أقوى وأكثر وأشهر من تغيير الهمزة مع الياء والكسرة، وذلك لخفاء الهاء وجلادة الهمزة، قال ابن الجزري:

لأمه في أم أمها كسر

ضمًّا لدى الوصل رضى كذا الزمر

والنحل نور النجم تبع فاش

(النشر 2/ 248، إتحاف فضلاء البشر 1/ 385، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 379)

(1)

واختلفوا في الهاء المتصلة بالفعل المجزوم في مثل قوله {يُؤَدِّهِ} 75 و {وَنُصْلِهِ} النساء: 115، في وقفها وإشمامها الكسر والضم وصلتها بياء أو واو وذلك في ستة عشر موضعًا: في آل عمران أربعة مواضع قوله: {يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} - {لَا يُؤَدِّهِ} ] 75، و {نُؤْتِهِ مِنْهَا} 145 مكررة في الآية، وفي سورة النساء [{نُوَلِّهِ} - {وَنُصْلِهِ}] 115، وفي سورة النور {وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ} 52، وفي سورة النمل {فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ} 28، وفي سورة الزمر {يَرْضَهُ لَكُمْ} 7، وفي عسق {نُؤْتِهِ مِنْهَا} 20 وفي الزلزلة {خَيْرًا يَرَهُ} {شَرًّا يَرَهُ} ] وفي سورة البلد {أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} وفي سورة طه {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا} 75 وفي الأعراف والشعراء {أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} 111 - 36، هذان مهموزان وغير مهموزين، قال ابن الجزري في باب هاء الكناية:

سكن يؤده نصله نؤته نول

صف لي ثنا خلفهما فناه حل

وهم وحفص اقصرهن كم

خلف طبًى بن ثق

(حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 166، السبعة 1/ 208).

(2)

قرأ ابن كثير وأبو عمرو ورويس قوله {لِيُضِلُّوا} في إبراهيم، {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} بالحج، و {وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ} بالزمر بفتح ياء الثلاث على أنه مضارع ضل اللازم، وكذلك قرأ مرموز (حبر) قوله=

ص: 321

قوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ} [9] قرأ نافع، وابن كثير، وحمزة بتخفيف الميم

(1)

والباقون بالتشديد

(2)

.

قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ} [11] قرأ نافع، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء

(3)

، والباقون بالإسكان

(4)

.

قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ} [13] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر،

= {لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلّ} في لقمان، وقد ورد عن رويس روايتان: الأولى ما تقدم، والثانية، وهي رواية التمار من كل طرقه إلا من طريق أبي الطيب، والثانية من طريق أبي الطيب عكس ذلك بفتح الياء في لقمان، وبضم الثلاث، قال ابن الجزري:

.................

يضل فتح الضم كالحج الزمر

(حبر)(غـ) نا لقمان (حبر) وأتى

عكس رويس

(شرح طيبة النشر 4/ 400، النشر 2/ 299، السبعة ص 364).

ووجه قراءتهم أنها مضارع أضل الرباعي.

(1)

وحجة من خفّفه أنه جعله نداء، فالألف للنداء، ودليله قوله:{هَلْ يَسْتَوِي} ناداه، شبّهه بالنداء، ثم أمره، ويحسن أن تكون الألف للاستفهام، على أن تضمر معادلًا للألف في آخر الكلام، تقديره: أمن هو قانت كمن هو بخلاف ذلك، ودلّ عليه قوله:{هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} . ولا بدّ من هذا الإضمار، لأن التسوية تحتاج إلى اثنين، وإلى جملتين، قال ابن الجزري:

.......................... أمن خف (1) تل (فـ) ز (د) م

(2)

وحجة من شدّد أنه أدخل "أم" على "من"، وأضمر استفهامًا معادلًا لـ "أم" تقديره: الجاحدون بربهم خير أم الذي هو قانت، و"من" بمعنى "الذي" ليست باستفهام، ودلّ على هذا الحرف دخول "أم"، وحاجتها على معادل لها، ودلّ عليه أيضًا قوله:{هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (النشر 2/ 362، المبسوط ص 383، شرح طيبة النشر 5/ 196، التيسير ص 189، السبعة ص 561، الغاية ص 252، زاد المسير 7/ 165، وتفسير النسفي 4/ 51).

(3)

سبق بيان حكم القراءة بما أغنى عن إعادتها هنا لقرب الموضعين (وانظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص 63، الإقناع 1/ 537).

(4)

قال الداني في التيسير في القراءات السبع (1/ 66): كل ياء بعدها همزة مضمومة نحو قوله عز وجل {وَإِنِّي {أُعِيذُهَا بِكَ} و {إِنِّي أُمِرْتُ} وشبهه فنافع وأبو جعفر بفتحاتها حيث وقعت، ويستثنى من ذلك {آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ} {بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} واختلف عن أبي جعفر وحده في قوله تعالى {أَنِّي أُوفِي} والباقون يسكنونها ووجه فتح الياء هو الاستمرار على أصولهما، وعادل زيادة الثقل قلة الحروف، قال ابن الجزري:

وعند ضم الهمز عشر فافتحن

(مدًا) وأني أوف بالخلف (ثـ) من

(شرح طيبة النشر 3/ 276).

ص: 322

بفتح الياء في الوصل

(1)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {يَاعِبَادِ فَاتَّقُونِ} [16] قرأ رويس - بخلاف عنه - بإثبات الياء بعد النون وقفًا ووصلًا

(2)

، والباقون بغير ياء.

قوله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ} [17 - 18] قرأ السوسي بإثبات الياء بعد الدال في الوقف - بخلاف عنه - وفتحها في الوصل، وأثبتها في الوقف يعقوب، والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا

(3)

.

قوله تعالى: {لَكِنِ الَّذِينَ} [20] قرأ أبو جعفر بتشديد النون بعد الكاف مفتوحة، والباقون بكسر النون في الوصل.

قوله تعالى: {فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا} {لَذِكْرَى} [21] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة المحضة

(4)

. وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(5)

، وقرأ قالون، بالفتح وبين اللفظين

(6)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [23] وقف ابن كثير، ويعقوب - بخلاف عنه - بالياء بعد الدال

(7)

، ووقف الباقون بغير ياء، والوصل بالتنوين لجميع القراء.

(1)

سبق قريبًا.

(2)

قال ابن الجزري

في باب ياءات الزوائد:

عباد فاتقوا خلف (غـ) ـنى

(3)

قال ابن الجزري في باب ياءات الزوائد:

بشر عباد (يـ) قو

بالخلف والوقف يلي خلف (ظ) ـبي

(4)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد ذكر وجه القراءة قريبًا (شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، التيسير ص 46، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 107).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(6)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفا عن سالفًا أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم.

(7)

وافق ابن كثير ويعقوب على إثبات الياء في أربعة أحرف في عشرة مواضع، وهي:{هَادِيَ} في خمسة مواضع و {وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالي} و {واقي} في ثلاثة مواضع و {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقي} ؛ فإن ابن كثير يقف بالياء على الأصل، وانفرد فارس عنه بإثبات الياء في موضعين آخرين وهما، {فَإِن} =

ص: 323

قوله تعالى: {وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ} [24] قرأ هشام، والكسائي، ورويس: بضم القاف

(1)

، والباقون بكسرها.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا} [27] قرأ نافع

(2)

، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار دال "قد" عند الضاد، والباقون بالإدغام

(3)

.

قوله تعالى: {وَرَجُلًا سَلَمًا} [29] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب: بألف بعد السين وكسر اللام

(4)

، والباقون بغير ألف بعد السين وفتح اللام.

= بالرحمن، {رَاقٍ} في القيامة كما ذكر الداني في جامعه وخالف فيهما سائر الناس، وما عليه العمل الوقف والحذف فيهما، وإنما حذفت في الوصل لاجتماعها مع سكون التنوين فإذا زال التنوين بالوقف رجعت الياء والباقون يحذفونها تبعًا لحالة الوصل وهما لغتان والحذف أكثر وفيه متابعة الرسم. وحجة من وقف بالياء أنه إنما حذف الياء في الوصل لأجل التنوين، فإذا وقف وزال التنوين رجعت الياء، وهو الأصل، ولذلك أجازوا إثبات الياء في النداء في "يا غلامي أقبل" لأنه موضع عُدم فيه التنوين، الذي تحذف الباء لأجله، قال ابن الجزري:

........ وقف بهاد باق

باليا لمك مع وال واق

(إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 2/ ص 547، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 20، شرح طيبة النشر 3/ 253).

وما ذكره المؤلف أن ليعقوب الخلاف هو خطأ وقع فيه المؤلف؛ فليس ليعقوب أي خلاف فيما ذكر بل هو موافق لما عليه جمهور القراء، ودليل ذلك ما ذكرناه من قول ابن الجزري في طيبته.

(1)

وهي في ثمانية وعشرين موضعًا للاستفهام، وضابطها أن يقع بعدها حرف من خمسة أحرف تجمعها (شليت) والمراد به الإشمام فيصير النطق بإشمام الضم كسر أوله وكيفية ذلك: أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر (انظر: النشر 2/ 208، الغاية في القراءات العشر ص 98، والتيسير ص 72، والكشف عن وجوه العلل 1/ 230، إتحاف فضلاء البشر ص 157).

(2)

هي من رواية ورش عنه، وإطلاق المؤلف الإدغام لنافع كله خطأ يقع فيه.

(3)

سبق بيان حكم دال قد في موضع قريب بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع لقربه (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي 1/ 40، التيسير ص 640 النشر 2/ 5).

(4)

وحجة من أثبت الألف أنه قصد به العين والشخص، دليله قوله:{فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ} ، فأتى الخبر للشخص، فالمعنى: ورجلًا خالصًا لرجل، ويقوّي ذلك نعت لرجل، والأسماء تُنعت بالأسماء، و {سَلَمًا} مصدر، والنعت بالمصدر قليل، فحملُه على الأكثر أَولى. قال ابن الجزري: =

ص: 324

قوله تعالى: {إِذْ جَاءَهُ} [32] قرأ أبو عمرو، وهشام: بإدغام ذال "إذ" في الجيم، والباقون بالإظهار

(1)

.

قوله تعالى: {مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ} [32] قرأ أبو عمرو، والدوري عن الكسائي - وابن ذكوان بخلاف عنه: بالإمالة محضة

(2)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {بِكَافٍ عَبْدَهُ} [36] قرأ حمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وخلف: بكسر العين وألف بعد الباء الوحدة المفتوحة؛ على الجمع

(4)

والباقون بفتح العين وإسكان الباء الموحدة؛ على التوحيد

(5)

.

= سالما مد اكسرن (حقًّا)

(شرح طيبة النشر 5/ 197، النشر 2/ 362، المبسوط ص 384، التيسير ص 189، السبعة ص 562، غيث النفع ص 339، حجة القراءات ص 621).

(1)

ووجه الإظهار أنه الأصل، ووجه الإدغام التشارك في بعض المخرج ووجه الإظهار بعد المخرج، ووجه التفرقة الجمع بين اللغات، وهذه قاعدة مطردة في القرآن الكريم؛ أن أبا عمرو وهشام يقرآن بإدغام ذال إذ في الجيم قولًا واحدًا، وأن الباقين يقرأون بإظهارها، قال ابن الجزري:

إذ في الصفير وتجد أدغم (حـ) ـلا

(لـ) ـي

(شرح طيبة النشر 3/ 3، 4).

(2)

اختلف عن ابن ذكوان في إمالة {الْكَافِرِينَ} فأمالها الصوري عنه، وفتحها الأخفش، وأمالها عن يعقوب في النمل خاصة وهو {مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ} ووجه الإمالة المحضة التناسب بين الألف وبين ترقيق الراء، وتنبيهًا على أن الكسرة تؤثر على غير الراء مع مجاورة أخرى ولزومها وكثرة الدور، ولهذا لم يطرد في الكافر وكافر والذاكرين، قال ابن الجزري:

...................

وكيف كافرين (جـ) اد وأمل

(ت) ـب (جـ) ز (مـ) ـنا خلف

(غـ) لا وروح قل مههم بنمل

(انظر إتحاف فضلاء البشر (ص 130) وابن مهران الأصبهاني في المبسوط (ص 112).

(3)

الصواب ورش من طريق الأزرق وحده دون الأصبهاني.

(4)

وحجة من جمع أنه حمله على أنّ المراد به الأنبياء عليهم السلام، ثم رجع إلى مخاطبة محمد صلى الله عليه وسلم، فهو داخل في الكفاية. قال ابن الجزري:

وعبده اجمعوا (شفا)(ثـ) نا

(5)

وحجة من وحّد أنه حمله على أنّ المراد به النبي وحده صلى الله عليه وسلم، ودلّ على ذلك قوله بعده:{وَيُخَوِّفُونَكَ} ، فالتقدير: أليس الله بكافيك يا محمد وهم يخوفونك، ذلك قوله:{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر: 95]. (النشر 2/ 362، المبسوط ص 385، الغاية ص 252، السبعة ص 562، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 238).

ص: 325

{مِنْ هَادٍ} [36] ذكر قبيل.

قوله تعالى: {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ} [38] قرأ نافع وأبو جعفر: بتسهيل الهمزة بعد الراء وقفًا ووصلًا، وعن ورش - أيضًا - إبدالها ألفًا، وأسقطها الكسائي

(1)

، والباقون بتحقيقها وإذا وقف حمزة: سهلها.

قوله تعالى: {إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ} [38] قرأ حمزة - في الوصل - بإسكان الياء

(2)

، لماذا أسكنها - تسقط في الوصل، والباقون بفتحها في الوصل، واتفقوا على إثباتها وقفًا؛ لثبوتها في الرسم.

قوله تعالى: {كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ} {مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ} [38] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - في الوصل -: بالتنوين في {كَاشِفَاتُ} و {مُمْسِكَاتُ} ونصب راء "ضره" ونصب تاء {رَحْمَتِهِ}

(3)

، والباقون بغير تنوين فيهما، وجر الراء والتاء

(4)

.

قوله تعالى: {مَكَانَتِكُمْ} [39] قرأ شعبة بألف بعد النون

(5)

، والباقون بغير

(1)

أي أسقط الهمز فيقرؤها "أريت" وقد اختلف عن ورش من طريق الأزرق فأبدلها بعضهم عنه ألفًا خالصة مع إشباع المد للساكنين وهو أحد الوجهين في الشاطبية والأشهر عنه التسهيل كالأصبهاني وعليه الجمهور وهو الأقيس وقرأ الكسائي يحذف الهمز في ذلك كله (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 79).

(2)

سبق بيان فرش الآية بما أغنى عن ذكره هنا لقرب الموضعين (انظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 148).

(3)

قرأ أبو عمرو ويعقوب بتنوين {كَاشِفَاتُ} - {مُمْسِكَاتُ} ونصب "الرحمة والضر" بما قبل كل واحد على الأصل، لأنه أمر منتظر، فالتنوين أصله، وإذا نوّنت نصبت ما بعده به، لأن اسم الفاعل إذا كان بمعنى الاستقبال والحال يعمل عمل الفعل، قال ابن الجزري:

وكاشفات ممسكات نونا

وبعد فيهما انصبن (حما)

(4)

وحجة من قرأ بترك التنوين والإضافة: استخفافًا، وهي اللغة الفاشية المستعملة والتنون منوي مراد، ولذلك لا يتعرّف اسم الفاعل وإن أُضيف إلى معرفة. ويُراد به الحال أو الاستقبال، لأن التنوين والانفصال منويّ فيه مقدّر. وقد تقدّم ذكر {يَضِلُّ} ، ومكانتكم، وتقنطوا (شرح طيبة النشر 5/ 198، النشر 2/ 363، الغاية ص 252، التيسير ص 190، السبعة 562، زاد المسير 7/ 185، تفسير النسفي 4/ 59).

(5)

يقرأ شعبة لفظ {مَكَانَتِكُمْ} بألف بعد النون على الجمع حيث وقع، وحجته أن النص على الأفراد، =

ص: 326

ألف

(1)

.

قوله تعالى: {قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ} [42] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء، ورفع تاء {الْمَوْتُ}

(2)

، والباقون بنصب القاف والضاد وألف بعد الضاد، ونصب تاء {الْمَوْتَ}

(3)

.

قوله تعالى: {وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى} [42] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(4)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(5)

، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(6)

، والباقون بالفتح.

= والتنبيه على الأنواع، والحجة لمن قرأه بالجمع أنه جعل لكل واحد منهم مكانة يعمل عليها فجمع على هذا المعنى، ويحتمل أن يكون أراد بالجمع الواحد كقوله تعالى {يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ} والمخاطب بذلك محمد عليه السلام، فإن قيل: فكيف أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يثبتوا على عمل الكفر وقد دعاهم إلى الإيمان، فقل: إن هذا أمر معناه التهديد والوعيد كقوله اعملوا ما شئتم توعدًا لهم بذلك، قال ابن الجزري:

.... ...... .....

.....

مكانات جمع

في الكل (صـ) ـف

(شرح طيبة النشر 4/ 277، النشر 2/ 263، المبسوط ص 203).

(1)

والحجة لمن قرأ بالإفراد: أنه أراد على تمكينكم وأمركم وحالكم ومنه قولهم لفلان عندي مكان ومكانة أي تمكن محبة، وقيل: وزنها مفعلة من الكون فالميم فيها زائدة والألف منقلبة من واو وقيل وزنه فعال مثل ذهاب من المكنة ودليل ذلك جمعه أمكنة على وزن أفعلة فالميم ها هنا أصل والألف زائدة.

(2)

بضمّ القاف وكسر الضاد، وفتح الياء، على أنه فعل لم يسمّ فاعله، ورفع "الموت" به، لقيامه مقام الفاعل، قال ابن الجزري:

قضى والموت ارفعوا (روى)(فـ) ـضى

(3)

وحجة من قرأ بفتح القاف والضاد، وبألف بعد الضاد، ولم يُمِلْه أحد، جعلوا الفعل لما يسمّى فاعله، وهو الله جلّ ذكره، وهو مضمر في {قَضَى} لتقدم ذكره في قوله:{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ} فأخبر عن نفسه بـ "تَوَفِّي الأنفس" وبالإمساكِ للأنفس، وبالإرسال لها كذلك أخبر عن نفسه بالقضاء بالموت عليها، فذلك أحسن للمجانسة والمطابقة، ونصبوا الموت بوتوع الفعل عليه، وهو القضاء (شرح طيبة النشر 5/ 198، النشر 2/ 363، الغاية ص 252، التيسير ص 190، السبعة 562، زاد المسير 7/ 185، وتفسير النسفي 4/ 59).

(4)

سبق قريبًا.

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق منه فعنه.

(6)

ما ذكره المؤلف عن قالون هو كلام خاطئ ذكرناه مرارًا.

ص: 327

قوله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} [44] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما: بإدغام التاء في الجيم

(1)

، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [44] قرأ يعقوب بفتح التاء الفوقية وكسر الجيم

(2)

، والباقون بضم التاء وفتح الجيم.

قوله تعالى {أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا} (46){فِي} مقطوعة من {مَا} في المرسوم.

قوله تعالى: {وَحَاقَ بِهِمْ} [48] قرأ حمزة بإمالة الألف بعد الحاء

(3)

.......

(1)

اختلف في تاء التأنيث عند ستة أحرف وهي: الجيم والظاء المعجمتان، والثاء المثلثة وحروف الصفير الثلاثة، أما التاء مع الجيم مثل {الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} ، و {وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} ، وأما التاء مع الظاء مثل {حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا} و {حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا} و {كَانَتْ ظَالِمَةً} ، وأما التاء مع الثاء فمثل:{بَعِدَتْ ثَمُودُ} و {كَذَّبَتْ ثَمُودُ} ، و {رَحُبَتْ ثُمَّ} ، وأما التاء مع الزاي مثل {خَبَتْ زِدْنَاهُمْ} ، وأما التاء مع الصاد فمثل:{حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} و {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ} ، وأما التاء مع السين فنحو {أَنْبَتَتْ سَبْعَ} و {أَقَلَّتْ سَحَابًا} و {مَضَتْ سُنَّتُ} و {جَاءَتْ سَكْرَةُ} و {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ} و {مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} اثنان بالتوبة واثنان بمحمد و {وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ} و {فَكَانَتْ سَرَابًا} ، فأدغم هذه الستة حمزة والكسائي وأبو عمرو وورش من طريق الأزرق عنه فعنه، وخلف البزار فيها جميعًا عدا الثاء، اختلف عن هشام في تاء التأنيث مع السين والجيم والزاي؛ فروى الإدغام فيها الداجوني عن شيخه عن ابن نفيس، ومن طريق الطرسوسي كلاهما عن السامري عنه، وبه قطع لهشام وحده في العنوان والتجريد، وأظهرها عن الحلواني من جميع طرقه إلا من طريق أبي العز، قال ابن الجزري:

وتاء تأنيث بجيم الظا وثا

مع الصفير ادغم (رضى)(حـ) ز (جـ) ثا

بالظا وبزار بغير الثا و (كـ) م

بالصاد والظا وسجز خلف (لـ) زم

كهدمت والثا (لـ) نا والخلف (مـ) ل

مع أنبتت لا وجبت وإن نقل

(شرح طيبة النشر 3/ 11، 12).

(2)

وقراءة يعقوب هذه في جميع القرآن بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم، من رجع اللازم سواء كان من رجوع الآخرة نحو {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} و {وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ} وسواء كان غيبًا أو خطابًا وكذلك {يرجع الأمور} {يُرْجَعُ الْأَمْر} وقد وافقه أبو عمرو في قوله تعالى:{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة: 281] وإليه اشار ابن الجزري بقوله:

بذو يوم حما

(انظر: المستنير ص 127) النويري في شرح طيبة النشر 4/ 10، والنشر 2/ 208، والغابة في القراءات العشر ص 99).

(3)

إذا أتى اللفظ الذي على ثلاثة أحرف من الأفعال العشرة وهي: {وَزَادَهُ} {زَاغَ} {جَاءَ} {شَاءَ} {طَابَ} {خَافَ} {خَابَ} {وَضَاقَ} {وَحَاق} فإن حمزة يميلها بشرط أن تكون أفعالًا ماضية معتلة العين =

ص: 328

والباقون بالفتح

(1)

.

قوله تعالى: {فَمَا أَغْنَى} [50] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(2)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {* قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} [53] قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء

(4)

، والباقون بإسكانها، وإذا سكنت تسقط في الوصل، واتفقوا في الوقف - على إثبات الياء بعد الدال.

قوله تعالى: {لَا تَقْنَطُوا} [53] قرأ أبو عمرو، والكسائي، ويعقوب، وخلف: بكسر النون

(5)

، والباقون بفتحها

(6)

.

قوله تعالى: {يَاحَسْرَتَا} [56] قرأ أبو جعفر بألف بعد التاء الفوقية، وبعد الألف ياء

= والإمالة واقعة في وسطها، وسواء اتصلت هذه مع الأفعال بضمير أو لم تتصل، قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة:

والثلاثي (فـ) ـضلا

في خاف طاب ضاق حاق زاغ لا

زاغت وزاد خاب (كـ) م خلف

(فـ) نا وشاء جا (لي) خلفه (فنى)(مـ) نا

(النشر 2/ 59، التيسير ص 50، التبصرة ص 373، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 1/ ص 230، الغاية ص 95).

(1)

أغفل المؤلف ذكر الإدغام لأبي عمرو ويعقوب فلم يذكره.

(2)

سبق قريبًا.

(3)

هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

سبق قريبًا ذكر القراءة وما يشابهها (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 148).

(5)

قرأ المذكورون لفظ [{يَقْنَطُ} - {يَقْنَطُونَ} - {تَقْنَطُوا}] بكسر النون وهي لغة الحجاز وأسد، والحجة لمن كسر النون أن بنية الماضي عنده بفتحها كقولك ضرب يضرب وهذا قياس مطرد في الأفعال، وقالوا: إن الاختيار فيه كسر النون لإجماعهم على الفتح في ماضيه عند قوله تعالى {مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا} قال ابن الجزري:

........ كيقنط اجمعا

(روى)(حما)

(6)

والحجة لمن فتح النون أن بنية الماضي عنده بكسرها كقولك علم يعلم، وهي لغة بقية العرب إلا تميمًا وبكرًا فيضمون النون (النشر 2/ 302، الغاية ص 186، شرح طيبة النشر 4/ 409، التيسير ص 136، السبعة ص 367، إعراب القرآن 2/ 195، المحرر الوجيز 3/ 366، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 207).

ص: 329

تحتية مفتوحة - بخلاف عن ابن وردان

(1)

- والباقون بغير ياء بعد الألف المنقلبة، وأمالها: حمزة، والكسائي، وخلف محضة، ونافع بالفتح وبين اللفظين

(2)

، وأمالها الدوري - عن أبي عمرو - بين بين - بخلاف عنه - والباقون بالفتح، وإذا وقف رويس على {يَاحَسْرَتَا} ، ألحق الهاء بعد الألف، بخلاف عنه

(3)

.

قوله تعالى: {حِينَ تَرَى الْعَذَابَ} [58] قرأ السوسي - بخلاف عنه -: بالإمالة في الوصل

(4)

. وإذا وقف على {تَرَى} قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(5)

، وورش بالإمالة بين بين

(6)

، وقالون بالفتح وبين اللفظين

(7)

، والباقون بالفتح.

(1)

لم يبين المؤلف خلاف ابن وردان هل هو الوجه الثاني له كالجماعة، أم أنه مخالف للجماعة، والصواب أن ما ذكره لأبي جعفر من الروايتين، وأن خلاف ابن وردان دائر بين فتح الياء الأخيرة كابن جماز وبين إسكانها منفردا، قال ابن الجزري:

يا حسرتى زد (ثـ) ــنا سكن خفا خلف

(2)

رواية ورش من طريق الأزرق فعنه.

(3)

اختلف عن رويس في الوقف على {يَاوَيْلَتَا} و {يَاحَسْرَتَا} و {يَاأَسَفَى} و {ثَمَّ الْآخَرِينَ} الظرف؛ فقطع ابن مهران له بالهاء، وكذلك صاحب الكنز، ورواه القلانسي عن أبي العلاء عنه، ونص الداني على {ثَمَّ} ليعقوب بكماله، ورواه الآخرون عنه بغيرها كالباقين، والوجهان صحيحان عن رويس، وانفرد الداني عن يعقوب بالهاء في {هَلُمَّ} ، وابن مهران بالهاء، في {هُدَاىَ} {مَثْوَايَ} {وَمَحْيَايَ} و {أَبِي} وقياسه {وَأَخِى} ولا يتأتى إلا مع فتح الياء وهاء السكت في هذا كله وشبهه جائزة عند علماء العربية، ولا خلاف في حذفها في الوصل، قال ابن الجزري:

وويلتى وحسرتى وأسفى

وثم (غـ) ــــــــر خلفا

عطفًا على ما ذكره ابن الجزري من إلحاق هاء السكت في جمع المذكر السالم وما ألحق به في قوله:

والبعض نقل

بنحو عالمين موفون وقل

(شرح طيبة النشر 3/ 235).

(4)

هناك قاعدة مطردة تخص السوسي في هذه المسألة، وهي أنه يقرأ كالجماعة وقفًا، وأما وصلًا فله الوجهان: الفتح والإمالة، قال ابن الجزري:

..................

بل قبل ساكن بما أصل قف

وخلف كالقرى التي وصلًا يصف

(5)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق حكم القراءة قريبًا (انظر: شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، التيسير ص 46، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 107).

(6)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(7)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.

ص: 330

قوله تعالى: {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ} [59] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(1)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(2)

، والباقون بالفتح.

وقرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم وحمزة وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار دال {قَدْ} عند الجيم، والباقون بالإدغام

(3)

.

وأمال حمزة، وابن ذكوان، وخلف الألف بعد الجيم

(4)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَيُنَجِّي اللَّهُ} [61] قرأ روح بإسكان النون الثانية وتخفيف الجيم

(5)

والباقون بفتحها وتشديد الجيم

(6)

.

(1)

سبق قريبًا.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

سبق قريبًا.

(4)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَآءَ} و {وَزَادَهُ} {خَابَ} في طه: [61] فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

(5)

قرأ يعقوب باب ننجي كيف وقع سواء كان اسمًا أو فعلًا اتصل به ضمير أم بدي بنون أو ياء وهو أحد عشر موضعًا {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ} {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ} الآية 63 و الآية 64 بعدما، وفي يونس: 92، {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ} {نُنَجِّي رُسُلَنَا} {نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ} الآية 103، وفي الحجر: 59 {إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ} ، وفي مريم: 72 {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} ، وفي العنكبوت: 32 - 33 {لَنُنَجِّيَنَّهُ} {إِنَّا مُنَجُّوكَ} ، وفي الزمر: 61 {وَيُنَجِّي اللَّهُ} ، وفي الصف: 10 {تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} ؛ فقرأها كلها بتخفيف الكل إلا الزمر عن رويس، ووافقه بعض على بعض، فقرأ بتخفيف {قُلِ اللَّهُ ينْجيكم} نافع، وابن ذكوان، والبصريان وابن كثير، وقرأ بتخفيف مريم يعقوب، والكسائي، وبتخفيف الزمر روح، والحجر وأول العنكبوت يعقوب وحمزة والكسائي وخلف، وثاني العنكبوت حمزة والكسائي وخلف وشعبة ويعقوب وابن كثير، وآخر يونس حفص ويعقوب والكسائي، وثقل الصف ابن عامر، وخففها الباقون، وحجتهم قوله {لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ} ولم يقل نجيتنا. قال ابن الجزري:

وننجي الخف كيف ونعا

(ظـ) ـل وفي الثاني (ا) تل (مـ) ــن (حق) وفي

كاف (ظـ) ــبى (ر) ض تحت صاد (شـ) ــرف

والحجر أولى العنكبا (ظـ) ــــلم (شفا)

والثان (صحبة)(ظـ) ــهير (د) لفا

ويونس الأخرى (عـ) ـــلا (ظـ) ــبى (ر) عا

وثقل (صـ) ــف (كـ) ــــم

(شرح طيبة النشر 4/ 256، النشر 2/ 258، المبسوط ص 195، إتحاف فضلاء البشر ص 265، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 255).

(6)

وحجتهم إجماعهم على تشديد قوله قبلها قل من ينجيكم من ظلمات فكان إلحاق نظير لفظه به أولى من المخالفة بين اللفظين (شرح طيبة النشر 4/ 256، النشر 2/ 258، المبسوط ص 195، إتحاف فضلاء=

ص: 331

قوله تعالى: {بِمَفَازَتِهِمْ} [61] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة: بألف بعد الزاي؛ على الجمع

(1)

، والباقون بغير ألف على الإفراد

(2)

.

قوله تعالى: {تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ} [64] قرأ ابن عامر بخلاف عن ابن ذكوان: بنونين: الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة من غير تشديد

(3)

، وقرأ نافع، وأبو جعفر: بنون واحدة مخففة مكسورة

(4)

، والباقون بنون مكسورة مشددة

(5)

.

وفتح الياء في الوصل: نافع، وابن كثير وأبو جعفر، والباقون بإسكانها

(6)

.

= البشر ص 265، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 255).

(1)

وحجة من قرأ بالجمع، لاختلاف أنواع ما ينجو المؤمن منه يوم القيامة، ولأنه ينجو بفضل الله وبرحمته من شدائد وأهوال مختلفة، قال ابن الجزري:

مفازات اجمعوا (صـ) ـبرا (شفا)

(2)

وحجة من قرأ بالتوحيد، لأن المفازة والفوز واحد، فوَحَّد المصدر، لأنه يدل على القليل والكثير بلفظه (شرح طيبة النشر 5/ 200، النشر 2/ 362، المبسوط ص 385، الغاية ص 251، إعراب القرآن 2/ 827، السبعة 563، غيث النفع 339).

(3)

وحجة من أظهر النونين أنه أتى به على الأصل، ولم يدغم، فالنون الأولى عَلَمُ الرفع، والثانية هي الفاصلة بين الياء والفعل، في قولك: ضربني ويضربني. قال ابن الجزرى:

زد تأمروني النون (مـ) ــن خلف (لـ) ـــــيا و (عـ) ــــم

(شرح طيبة النشر 5/ 201، النشر 2/ 362، المبسوط ص 385، الغاية ص 251، السبعة 563، غيث النفع 339)

(4)

(شرح طيبة النشر 5/ 200، النشر 2/ 362، المبسوط ص 385، الغاية ص 251، إعراب القرآن 2/ 827، السبعة 563، غيث النفع 339).

(5)

وحجة من قرأ بنون واحدة أنه حذف إحدى النونين، لاجتماع المثلين، وهو ضعيف، إنما أتى ذلك في الشعر، لأنه إن حَذَف النون الأُولى حذف علامة الرفع بغير جازم ولا ناصب، وذلك لَحْنٌ، وإن حَذَف النون الثانية حذف الفاصلة بين الفعل والياء، فانكسرت النون التي هي عَلَمُ الرفع، وذلك لا يحسن. لأن التقدير فيه أن تكون المحذوفة الثانية، لأن التكرير بها وقع، والاستثقال من أجلها دخل، ولأن الأولى علامة الرفع، فهي أَولى بالبقاء، وكأن الحذف في هذا حُمل على التشبيه بالحذف في "إني وكأني وفإني" وشبهه، والاختيار تشديد النون، لأن الأكثر عليه، ولأنه أخفّ من الإظهار، ولأنه وجه الإعراب.

(6)

اختلف القراء في خمسة وثلاثين موضعًا؛ فقرأ نافع وابن كثير وكذا أبو جعفر بفتح {لَيَحْزُنُنِيَ أَنْ} بيوسف: 13، و {حَشَرْتَنِيَ أَعْمَى} بـ طه: 125، {تَأْمُرُونيَ أَعْبُدُ} بالزمر: 64، {أَتَعِدَانِنِيَ أَنْ} بالأحقاف: 17، قال ابن الجزري:

والمك قل حشرتني ويحززنني =

ص: 332

قوله تعالى: {سبحانه وتعالى} [67] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(1)

، ونافع بالفتح وبين اللفظين

(2)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [68] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الشين

(3)

، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة وهشام - أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.

قوله تعالى: {وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ} [69] قرأ هشام، والكسائي، ورويس: بضم الجيم، والباقون بالكسر، والرسم في مصاحف أهل الأندلس بألف بين الجيم والهمزة، وفي غيرها بغير ألف.

وقرأ نافع {بِالنَّبِيِّينَ} بالهمز

(4)

، والباقون بالياء

(5)

، وورش على أصله بالمد والتوسط والقصر.

وقوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ} [71]{قِيلَ} [72] قرأ ابن عامر، والكسائي، ورويس: بضم السين، وضم القاف: هشام، والكسائي، ورويس

(6)

، والباقون بالكسر.

= مع تأمروني تعدانني

(شرح طيبة النشر 3/ 264 - 271، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 145).

(1)

هو من اليائي وقد سبق قريبًا.

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

سبق بيان الاختلاف عن هشم في {شَآءَ} و {جَآءَ} و {زَادَهُ} {خَابَ} قبل صفحات قليلة.

(4)

وقد احتج من همز بأنه أتى به على الأصل، لأنه من النبأ الذي هو الخبر؛ لأن النبيّ صلى الله عليه وسلم مخبِرٌ عن الله، فهي تبنى على فعيل بمعنى فاعل؛ أي منبئ عن الله؛ أي مخبر عنه بالوحي (انظر: الكشف من وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص 73، والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص 98).

(5)

النبي مأخوذ من نبا ينبو إذا ارتفع، فيكون فعيلًا من الرفعة، والنبوة: الارتفاع، وإنما قيل للنبي نبي لارتفاع منزلته وشرفه تشبيهًا له بالمكان المرتفع. وحجة من قرأ ذلك بدون همز: أن كل ما في القرآن من جميع ذلك على أفعلاء نحو: {أَنْبِيَاءَ اللَّهِ} (انظر حجة القراءات ص 99، النشر 1/ 400).

(6)

سبق توضيح الإشمام والقول في {وَجِيءَ} و {وَحِيلَ} و {وَسِيقَ} {سِيءَ} (انظر: المبسوط ص 127، والغاية ص 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص 129).

ص: 333

قوله تعالى: {جَاءُوهَا} [71] قرأ حمزة، وابن ذكوان وخلف بالإمالة

(1)

، والباقون بالفتح.

وإذا وقف حمزة - سهل الهمزة مع المد والتوسط والقصر، وله - أيضًا - إبدالها واوًا مع المد والتوسط، وورش على أصله بالمد والتوسط والقصر

(2)

.

قوله تعالى: {فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [71]{وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [73] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بتخفيف التاء بعد الفاء

(3)

، والباقون بالتشديد.

* * *

(1)

سبق في الصفحة السابقة.

(2)

والإبدال ضعيف لا يقرأ به.

(3)

قرأ الكوفيون لفظ {فُتِحَتْ} {وَفُتِحَتْ} بالزمر، و {وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ} بالنبأ بتخفيف التاء، وحجتهم أن التخفيف يصلح للقليل وللكثير (شرح طيبة النشر 5/ 202، النشر 2/ 364، الغاية ص 253، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 251، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 263، التيسير ص 102، السبعة ص 257).

ص: 334

‌الأوجه التي بين الزمر وغافر

وبين الزمر وغافر من قوله تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ} [الزمر: 75] إلى قوله: {الْعَلِيمِ} [غافر: 2] تسعمائة وجه وأربعة وتسعون وجهًا غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: مائة وجه وثمانية وعشرون وجهًا.

ورش: مائة وجه وأربعة وأربعون وجهًا.

ابن كثير: أربعة وستون وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.

الدوري: ثمانون وجهًا.

السوسي: ثمانون وجهًا.

هشام: ثمانون وجهًا.

ابن ذكوان: ثمانون وجهًا.

شعبة: أربعة وستون وجهًا.

حفص: أربعة وستون وجهًا.

حمزة: أربعة أوجه.

الكسائي: أربعة وستون وجهًا.

أبو جعفر: أربعة وستون وجهًا.

رويس: ثلاثة وثمانون وجهًا.

روح: ثلاثة وثمانون وجهًا.

خلف: أربعة أوجه مندرجة مع حمزة.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 335

(سُورَةُ غَافِرٍ)

(1)

قوله تعالى: {حم} قرأ ابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإمالة الحاء محضة

(2)

، وورش - من طريق الأزرق - بين بين، وقرأ أبو عمرو بالفتح وبين اللفظين، والباقون بالفتح، وسكت أبو جعفر على الحاء والميم سكتة لطيفة

(3)

، والباقون بغير سكت.

قوله تعالى: {فَأَخَذْتُهُمْ} [5] قرأ ابن كثير، وحفص، ورويس - بخلاف عنه -: بإظهار الذال عند الحاء، والباقون بالإدغام

(4)

.

(1)

هي سورة مكية آياتها اثنتان وثمانون آية بالبصري، وأربع وثمانون بالحجازي والحمصي، وخمس وثمانون بالكوفي، وست وثمانون بالدمشقي (شرح طيبة النشر 5/ 203).

(2)

قال ابن الجزري:

حا (مـ) ــنى (صحبة)

والمقصود من الحاء: إمالتها للمذكورين إمالة محضة، قال ابن الجزري:

حا (حـ) ـــلا خلف (جـ) ــلا

(3)

يسكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواردة في فواتح السور جميعًا نحو {الم} {الر} {كهيعص} {حم} [طسم] ويلزم من سكته إظهار المدغم فيها والمخفي وقطع همزة الوصل بعدها. ووجه السكت: أنه بين به أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست مؤتلفة. وفي كل منها سر من أسرار الله تعالى (انظر شرح طيبة النشر للنويري 2/ 335).

(4)

اختلف القراء في إدغام سبعة عشر حرفًا إذا أتى بعدها حروف تقاربها، ومن هذه المواضع الذال عند التاء من {اتَّخَذْتُمُ} {وَأَخَذْتُمْ} وما جاء من لفظه فأظهر الذال ابن كثير وحفص واختلف عن رويس فروى الجمهور عن الخاص الإظهار وروى أبو الطيب وابن مقسم الإدغام وروى الجوهري إظهار حرف الكهف فقط وهو {لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ} الكهف: 77، وإدغام الباقي وكذا روى الكارزيني عن النخاس والباقون بالإدغام قال العكبري في إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات (1/ 36): ويجوز إدغام الدال في التاء لقرب مخرجيهما ويجوز الإظهار على الأصل، والقاعدة: أن كل ذال ساكنة يقع بعدها تاء متحركة يدغمها جميع القراء ويظهرها القراء المذكورون بأعلاه وهي قاعدة مطردة في جميع القرآن الكريم، قال ابن الجزري:

وفي أخذت واتخذت (عـ) ــن (د) رى

والخلف (غـ) ـــث =

ص: 336

قوله تعالى: {فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} [6] قرأ يعقوب بإثبات الياء بعد الباء الموحدة وقفًا ووصلًا

(1)

، والباقون بغبر ياء.

قوله تعالى: {حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ} [6] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب، وابن كثير، وأبو عمرو: بغير ألف على التوحيد

(2)

، والباقون وهم: نافع، وابن عامر، وأبو جعفر: بالألف على الجمع

(3)

.

قوله تعالى: {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ} [9] قرأ رويس - بخلاف عنه -: بضم الهاء والميم في الوصل، وكذا حمزة، والكسائي

(4)

، والباقون بكسر الهاء وضم الميم، إلا

= (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 44).

(1)

وأثبت يا {مَآبِ} معا و {عِقَابِ} و {مَتَابِ} في الحالين يعقوب (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 339).

(2)

قال ابن الجزري:

وكلمات اقصر (كفا)(ظـ) ــــلا وفى

يونس والطول (شفا)(حقـ) ــا (نـ) ـــفى

وحجتهم في ذلك أنها مكتوبة بالتاء فدل ذلك على الجمع وعلى أن الألف التي قبل التاء اختصرت في المصحف وأخرى أن الكلمات جاءت بعدها بلفظ الجمع فقال {لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} وفيها إجماع فكان الجمع في الأول أشبه بالصواب للتوفيق بينهما إذ كانا بمعنى واحد.

(3)

ووجه التوحيد: إرادة الجنس وما تكلم به تعالى على حد {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى} وحجتهم: إجماع الجميع على التوحيد في قوله {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ} فردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه (شرح طيبة النشر 4/ 270، النشر 2/ 262، المبسوط ص 201، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 268).

(4)

اختلف في ضم الهاء وكسرها إذا كانت الياء موجودة، فإن زالت لعلة جزم، نحو:{وَإِنْ يَأْتِهِمْ} {وَيُخْزِهِمْ} {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ} أو بناء نحو {فَاسْتَفْتِهِمْ} فرويس وحده بضم الهاء في ذلك كله إلا قوله تعالى {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ} بالأنفال، فإنه كسرها من غير خلف، واختلف عنه في {وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ} بالحجر، {يُغْنِهِمُ اللَّهُ} في النور {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ} {وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} موضعي غافر. وقد أغفل المؤلف خلف العاشر؛ حيث وافق حمزة والكسائي في ضم الهاء والميم في الوصل في {وَقِهُم السَّيِّئَاتِ} ، قال ابن الجزري:

و (شفا) مع ميم الهاء

وقال ابن الجزري:

وبعد ياء سكنت لا مفردًا

ظاهر وإن تزل كيخزهم (غـ) ــدا

(إتحاف فضلاء البشر ص 164).

ص: 337

أبا عمرو؛ فإنه قرأ بكسر الهاء والميم.

قوله تعالى: {إِذْ تُدْعَوْنَ} [10] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف، وهشام: بإدغام ذال "إذ" في "التاء"

(1)

، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {وَيُنَزِّلُ لَكُمْ} [13] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب: بإسكان النون وتخفيف الزاي

(2)

، والباقون بفتح النون وتشديد الزاي

(3)

.

قوله تعالى: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ} [15] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما -: بإدغام التاء في الذال

(4)

، والباقون بغير إدغام.

قوله تعالى: {يَوْمَ التَّلَاقِ} {يَوْمَ هُمْ} [15 - 16] قرأ ورش، وابن وردان، وقالون: بخلاف عنه بإثبات الياء بعد القاف وصلًا، وأثبتها ابن كثير ويعقوب وقفًا

(1)

سبق بيان قاعدة ذال إذ لأبي عمرو وهشام وحمزة وخلف البزار والكسائي قبل صفحات قليلة (وانظر: إتحاف فضلاء البشر ص 129).

(2)

خفف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب زاي {ننْزل} بعد إسكان نون المضارع بغير الهمز المضموم الأول المبني للفاعل أو المفعول حيث جاء في القرآن الكريم إلا ما خص مفصلًا نحو: {أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ} أو {أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ} و {نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ} فخرج بالمضارع الماضي نحو {مَا نَزَّلَ اللَّهُ} وبغير الهمز نحو: {سَأُنْزِلُ} وبالمضموم الأول نحو {وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ} واجمعوا على التشديد في قوله {وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} ، وانفرد ابن كثير بتخفيف الزاي في {يُنْزِل آيَةً} وقرأ يعقوب {وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ} بالنحل مشددًا، وقرأ ابن كثير {ينْزِل} و {ننْزِل} و {ننْزِل} بالتخفيف في جميع القرآن إلا في سورة الإسراء: 82، {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ} والإسراء: 93، {حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا} فإنه يشددهما. قال ابن الجزري:

ينزل كلًّا خف (حق)

لا الحجر والأنعام أن ينزل (د) ق

(3)

احتج من قرأ بالتشديد بأن {نَزَّلَ} ، و {أَنزَلَ} لغتان وأن التشديد يدل على تكرير الفعل وقد ورد في القرآن الكريم في قوله {لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} (حجة القراءات ص 106، وشرح طيبة النشر 4/ 47، النشر 2/ 218، المهذب ص 64، التبصرة ص 425، زاد المسير 1/ 114).

(4)

تدغم التاء في عشرة أحرف: الثاء والجيم والذال والزاي والسين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء: أما الذال فقد قرأ أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما نحو {الْآخِرَةِ ذَلِكَ} {الدَّرَجَاتِ ذُو} واختلف في {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى} {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى} كلاهما من أجل الجزم أو ما في حكمه، وبالوجهين قرأ الداني وأخذ الشاطبي، وأكثر المصريين. (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 34).

ص: 338

ووصلًا

(1)

والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا، ورسم {يَوْمَ هُمْ} مقطوعة.

قوله تعالى: {الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [16] قرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي -: بإمالة الألف محضة

(2)

، وأمالها ورش

(3)

، وحمزة بين بين

(4)

، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(5)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {لَدَى} [18] كتبت في بعض المصاحف بالياء، وفي بعضها بالألف، والدال مهملة.

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ} [20] قرأ نافع وابن عامر - بخلاف عن ابن

(1)

قرأ يعقوب بإثبات الياء في الحالين على أصله في سبع عشرة كلمة، وواثقه غيره وهذه الكلمات هي:{دُعَائِي} {التَّلَاقِي} {التَّنَادِي} {أَكْرَمَنِي} {أَهَانَنِي} {وَيَسرْي} {بِالْوَادِي} {الْمُتَعَالِي} {وَعِيدِي} {نَذِيري} {نَكِيري} {يُكَذِّبُونِي} {يُنْقِذُونِي} {لترديني} {فَاعْتَزِلُونِي} {تَرْجُمُونِي} {وَنُذُرِي} . أما {التَّلَاقِي} {التَّنَادِي} بغافر: 15 - 32، فقرأ ورش وكذا ابن وردان بإثبات الياء فيهما وصلا فقط، وقرأ ابن كثير بإثباتها في الحالين بلا خلاف كيعقوب، وانفرد أبو الفتح فارس من قراءته على عبد الباقي بن الحسن عن أصحابه عن قالون بالوجهين الحذف والإثبات وأثبته في التيسير وتبعه الشاطبى على ذلك، قال في النشر: وقد خالف عبد الباقي في ذلك سائر الناس ولا أعلمه ورد من طريق من الطرق عن أبي نشيط ولا عن الحلواني وأطال في بيان ذلك. قال ابن الجزري:

التلاق مع (ثـ) نا (خـ) -) د (د) م (جـ) ل وقيل الخلف (بـ) ر

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 156).

(2)

يميل أبو عمرو والكسائي من طريق الدوري وكذا ابن ذكوان بخلف عنه كل ألف بعده راء مجرورة في الأسماء سواء كانت الألف أصلية أم زائدة ووجه الإمالة مناسبة الكسرة، واعتبرت الكسرة على الراء لمناسبة الإمالة والترقيق والتدقيق، واشترط تطرف الراء للقرب، وهذه قاعدة مطردة في جميع القرآن وهي: أن كل ألفٍ قبلَ راء مكسورة متطرفة فإن أبا عمرو والدوري عن الكسائي يقرآنها بالإمالة المحضة، وورش بالإمالة الصغرى، وباقي القراء يقرءونها بالفتح قولًا واحدًا. قال ابن الجزري في الطيبة:

والألفات قبل كسر را طرف

كالدار نارٍ حُز تفُز منه اختُلِف

(شرح طيبة النشر 3/ 98 - 100، التيسير ص 51، النشر 2/ 54، الغاية ص 90).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

قال ابن الجزري:

وخلف قهار البوار (فـ) ـضلا

(5)

ما ذكره المؤلف عن قالون هو خطأ يذكره المؤلف دائمًا، وقد نبهنا إليه كثيرًا.

ص: 339

ذكوان -: بالتاء الفوقية قبل الدال

(1)

، والباقون بالياء التحتية

(2)

.

قوله تعالى: {أَشَدَّ مِنْهُمْ} [21] قرأ ابن عامر بالكاف

(3)

.

والباقون بالهاء

(4)

.

قوله تعالى: {مِنْ وَاقٍ} [21] وقف ابن كثير بالياء بعد القاف

(5)

والباقون بغير

(1)

قرأ نافع وهام بتاء الخطاب، واختلف عن ابن ذكوان فروى أبو الفضل من جميع طرقه عن الأخفش بتاء الخطاب، وكذلك روى الصيدلاني وسلامة بن هارون عن الأخفش، وبه قطع له في المبهج وكذا روى المطوعي عن الصوري عن ابن ذكوان وبه قطع له الهذلي من طريق الداجوني، ورواه الجمهور عن الأخفش والصوري جميعًا بالغيب، وانفرد صاحب المبهج بذلك عن هشام بكماله، ونص الداني له على عدم الخلاف، قال ابن الجزري:

وخاطب يدعون (مـ) ن خلف (إ) ليه (لـ) ازب

وحجة من قرأ بالتاء: أنه على الخطاب للكفار، على معنى: قل لهم يا محمد الدين تدعون أيها المشركون من دونه (النشر 2/ 364، المبسوط ص 388، شرح طيبة النشر 5/ 203، السبعة ص 568).

(2)

وحجة من قرأ بالياء: أنهم ردّوه على ما جرى من ذِكر الكفار قبله في قوله: {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ} "16"، وقوله:{مِنْهُمْ شَيْءٌ} ، وعلى قوله:{مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ} "18"(النشر 2/ 364، المبسوط ص 388، شرح طيبة النشر 5/ 203، التيسير 191، وزاد المسير 7/ 214).

(3)

قال ابن الجزري:

ومنهم منكم (كـ) ما

ووجه هذه القراءة: أنها على الخروج من الغيبة على الخطاب، كما قال:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ثم قال: {إِيَّاكَ نَعْبُد} فرجع إلى الخطاب بعد لفظ الغيبة، وكذالك هي في مصاحف أهل الشام بالكاف (النشر 2/ 365، المبسوط ص 388، شرح طيبة النشر 5/ 204، السبعة ص 569، غيث النفع ص 340، التيسير 191، وزاد المسير 7/ 214).

(4)

وحجة من قرأ بالهاء: أنهم ردّوه على لفظ الغيبة المتقدّم في قوله: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ} ، وقوله:{فَيَنْظُرُوا} ، وقوله:{مِنْ قَبْلِهِمْ} ، فجرى آخر الكلام على ما جرى عليه أوله (النشر 2/ 364، شرح طيبة النشر 5/ 203، المصاحف 46، والمقنع 106، وزاد المسير 7/ 215، وتفسير النسفي 4/ 75).

(5)

قرأ ابن كثير بإثبات الياء في أربعة أحرف في عشرة مواضع، وهي:{هَادِ} في الخمسة و {وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالي} {وَاقِي} في ثلاثة مواضع و {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقي} فإن ابن كثير يقف بالياء على الأصل، وانفرد فارس عنه بإثبات الياء في موضعين آخرين وهما {فَاني} بالرحمن، و {رَاقي} في القيامة كما ذكر الداني في جامعه وخالف فيهما سائر الناس وإنما حذفت في الرسل لاجتماعها مع سكون التنوين فإذا زال التنوين بالوقف رجعت الباء والباقون يحذفونها تبعًا لحالة الوصل وهما لغتان والحذف أكثر وفيه متابعة الرسم. قال ابن الجزري:=

ص: 340

ياء. واتفقوا - في الوصل - على التنوين.

قوله تعالى: {تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ} [22] قرأ أبو عمرو بإسكان السين

(1)

.

قوله تعالى: {ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى} [26] قرأ ابن كثير، والأصبهاني - في الوصل -: بفتح الياء

(2)

، والباقون بإسكانها.

قوله تعالى: {إِنِّي أَخَافُ} [26] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء

(3)

، والباقون بإسكانها.

قوله تعالى: {أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَاد} [26] قرأ عاصم، وحمزة والكسائي،

=

.... وقف بهاد باق

باليا لمك مع وال واق

وحجة من وقف بالياء أنه انما حذف الياء بن الوصل لأجل التنوين، فإذا وقف وزال التنوين رجعت الياء، وهو الأصل، ولذلك أجازوا إثبات الياء في النداء في "يا غلامي أقبل" لأنه موضع عُدم فيه التنوين، الذي تحلف الياء لأجله (إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 2/ ص 547، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 20، شرح طيبة النشر 3/ 253).

(1)

يقرأ أبو عمرو {رُسُلُنَا} و {رُسُلُكُمْ} {رُسُلُهُمْ} و {سُبُلَنَا} إذا كان بعد اللام حرفان بإسكان السين والباء حيث وقع وكذلك مذهبه في {سُبُلَنَا} فإذا كان بعد اللام حرف ضم السين مثل: {وَرُسُلِهِ} وحجته أنه استثقل حركة بعد ضمتين لطول الكلمة وكثرة الحركات فأسكن السين والباء فإذا قصرت الكلمة لم يسكن السين.

(2)

اختلف القراء في خمسة وثلاثين موضعًا؛ فقرأ ابن كثير وورش من طريق الأصبهاني بفتح {ذَرُونِي أَقْتُلْ} بغافر الآية 26، قال ابن الجزري:

ذروني الأصبهاني مع مك فتح

(شرح طيبة النشر 3/ 264 - 271، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 145).

(3)

قاعدة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو فتح جميع ياءات الإضافة، وقاعدة الباقين إسكانها ووجه فتح الكل مع الهمز أنه أحد الأصلين مع قصد ثبوته الخفي عند القوي وليتمكن من كمال لفظ الهمز. ووجه الإسكان مع أنه أحدهما وقصد التقوية محصلان بزيادة المدة، وزعم الكسائي أن العرب تستجنب نصب الياء مع كل ألف مهموزة سوى الألف واللام، يعنى أن بعض العرب ترك فتح الياء مع همزة القطع لاجتماع الثقلين، وقد وقع من ياءات الإضافة تسع وتسعون ياء بعدها همزة مفتوحة لهؤلاء القراء، وقد ذكرها ابن الجزري بقوله:

تسع وتسعون بهمزٍ الفتح

ذرون الاصبهاني مع مكٍّ فتح

(انظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص 63، الإقناع 1/ 537).

ص: 341

ويعقوب، وخلف: بهمزة قبل الواو وإسكانها

(1)

، والباقون بغير همزة وفتح الواو

(2)

. وقرأ نافع، وأبو عمرو، وحفص، وأبو جعفر، ويعقوب: بضم الياء التحتية قبل الظاء وكسر الهاء ونصب دال {الْفَسَادَ}

(3)

، والباقون بفتح الياء والهاء ورفع دال "الفَسَاد"

(4)

.

قوله تعالى: {إِنِّي عُذْتُ} [27] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وخلف، وهشام - بخلاف عنه -: بإدغام الذال في التاء

(5)

، والباقون بإظهارها.

(1)

قال ابن الجزري:

أو أن وأن

(كـ) ن (حـ) ـول (حرم)

ووجه قراءة من قرأ بإسكان الواو، وهمزة قبلها: أنهم جعلوها "أو" التي للتخيير أو للإباحة، كأنه قال: إني أخاف هذا الضرب عليكم، كما تقول: كُلْ خُبزًا أو تمزًا، أي: كُلْ هذا الضرب من الطعام، وكذلك هي في مصاحف أهل الكوفة بزيادة ألف قبل الواو. (المبسوط ص 389، النشر 2/ 365).

(2)

وحجة من قرأ {وَإِنَّ} بفتح الواو من غير همزة قبلها: أنهم جعلوها واو عطف، على معنى: إني أخاف عليكم هذين الأمرين، (المبسوط ص 389، النشر 2/ 365، شرح طيبة النشر 5/ 205، السبعة ص 569، الغاية ص 254 الكشف عن وجوه القراءات 2/ 243، زاد المسير 7/ 216، تفسير النسفي 4/ 76).

(3)

قال ابن الجزري:

بظهر اضمم واكسرن

والرفع في الفساد فانصب (عـ) ـن (مدا)(حما)

ووجه قراءة من قرأ بضمّ الياء، وكسر الهاء، ونصب الفساد، نسبوا الفعل إلى موسى عليه السلام فهو فاعل الإظهار، وانتصب الفساد بـ {يُظْهِرَ} والفاعل مضمر في {يُظْهِرَ} ، وهو موسى، على معنى: أن فرعون قال: أخاف أن يظهر موسى الفساد في الأرض، ولمّا كان التبديل مضافًا إلى موسى وجب أن يكون الإظهار أيضًا مضافًا عليه، ليتفق الفعلان في المعنى، فيكونان مضافين على موسى، (النشر 2/ 365، شرح طيبة النشر 5/ 206، المبسوط ص 389، السبعة ص 569، الغاية ص 254 الكشف عن وجوه القراءات 2/ 243).

(4)

وحجة من قرأ بفتح الياء والهاء، ورفع "الفساد": أنهم أضافوا الفعل إلى "الفساد"، فرفعوه به، لأنه فاعل بظهوره، ولأن التبديل إذا وقع في الدين ظهر الفساد في الأرض، فحمل الكلام الثاني على معنى الأول (النشر 2/ 365، شرح طيبة النشر 5/ 206، المبسوط ص 389، السبعة ص 569، الغاية ص 254 الكشف عن وجوه القراءات 2/ 243، تفسير ابن كثير 4/ 77).

(5)

قال ابن الجزري:

عذت (لـ) ما خلف (شفا)

وحجة من أظهر الذال أنه حرف مجهور، قويّ بالجهر، والتاء حرف مهموس ضعيف بالهمس، فلو أدغم الذال لأبدل منها حرفًا أضعف منها في الصفة، وإنما يحسن الإدغام، إذا نُقل الحرف الأول إلى أقوى حالة=

ص: 342

قوله تعالى: {وَقَدْ جَاءَكُمْ} [28] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار دال "قد" عند الجيم، والباقون بإدغامها

(1)

.

وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(2)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {يَوْمَ التَّنَادِ} [32] قرأ ورش، وابن وردان، وقالون - بخلاف عنه - بإثبات الياء بعد الدال في الوصل، وأثبتها ابن كثير، ويعقوب وقفًا ووصلًا، والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا

(3)

.

قوله تعالى: {مِنْ هَادٍ} [33] وقف ابن كثير بإثبات الياء بعد الدال

(4)

، والباقون بغير ياء، واتفقوا على التنوين في الوصل.

قوله تعالى: {إِنِّي أَخَافُ} [32]{وَلَقَدْ جَاءَكُمْ} [34] ذكر قبيل.

قوله تعالى: {عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} [35] قرأ أبو عمرو، وابن عامر - بخلاف عنه -: بتنوين الباء الموحدة بعد اللام في الوصل

(5)

، والباقون بغير تنوين

(6)

.

= من حالته في الإظهار، أو إلى مثل حالته مع تقارب المخارج (شرح طيبة النشر 5/ 15، النشر 2/ 314، السبعة ص 397، التيسير ص 145).

(1)

علة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(2)

سبق ذكر الخلاف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} {خَابَ} قبل عدة صفحات.

(3)

سبق في {التَّلَاقِ} .

(4)

سبق بيان حكم القراءة قريبًا بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضع (انظر: إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج 2/ ص 547، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 20).

(5)

قرأ أبو عمرو بتنوين الباء من قوله تعالى "قَلْب"، واختلف عن ابن عامر فروى الداجوني عن اصحابه عن هشام، والأخفش عن ابن ذكوان بالتنوين، وروى الصوري عن ابن ذكوان، والحلواني عن هشام بعدمه، ووجه التنوين: أنه على قطعه عن الإضافة وجعل متكبر صفته؛ لأنه مدبر الجسد والنفس مركزه، قال ابن الجزري:

ونون قلب (كـ) م - خلف (حـ) د

(6)

ووجه حذف التنوين: إضافة القلب إلى موصوف محذوف؛ أي قلب شخص، و {مُتَكَبِّرٍ} صفته، لأنه المكلف، فصدروه منه بالقوة، ومن الإنسان بالفعل (شرح طيبة النشر 5/ 206، النشر 2/ 265).

ص: 343

قوله تعالى: {لَعَلِّي أَبْلُغُ} [36] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر: في الوصل: بفتح الياء

(1)

، والباقون بإسكانها.

قوله تعالى: {فَأَطَّلِعَ إِلَى} [37] قرأ حفص بفتح العين

(2)

، والباقون بالرفع

(3)

.

قوله تعالى: {وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ} [37] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب: بضم الصاد

(4)

، والباقون بالفتح

(5)

.

قوله تعالى: {اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ} [38] قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر، وقالون،

(1)

اختلف القراء في خمسة وثلاثين موضعًا؛ فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وكذا أبو جعفر بفتح {لَعَلِّي} ، بيوسف: 46، وطه: 10، والمؤمنون: 100، وموضعي القصص: 29، وغافر: 36، وقد سبق أن وضحنا ذلك في أكثر من موضع قبل عدة صفحات (وانظر: شرح طيبة النشر 3/ 264 - 271، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 145).

(2)

قال ابن الجزري:

أطلع ارفع غير حفص

وتوجيه قراءة حفص بالنصب: أنها على الجواب لـ "لعل"، لأنها غير واجبة كالأمر والنهي، والمعنى: إذا بلغت اطلعت، كما تقول: لا تقع في الماء فتح، معناه في النصب، إن وقعت في الماء سبحت، ومعناه في الرفع: لا تقع في الماء ولا تسبح.

(3)

ووجه الرفع: أنه عطف على ابلغ، أي أبلغ فأطلع، ومعناه في النصب، إن وقعت في الماء سبحت، ومعناه في الرفع: لا تقع في الماء ولا تسبح، فالتقدير: لعلي أبلغ ولعلي أطلع، كأنه توقع أمرين على ظنه (النشر 2/ 365، شرح طيبة النشر 5/ 207، المبسوط ص 390، التيسير ص 191).

(4)

قرأ المذكورون لفظ {وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ} بالرعد، و {وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ} بغافر بضم الصاد، قال ابن الجزري:

واضمم

صدوا وصد لطول كوف الحضرمي

وحجة مَن ضمّ الصاد انه أسند الفعل إلى المفعول، على ما لم يُسمّ فاعله، فأقيم {الَّذِينَ حُمِّلُوا} على المصدر مقام الفاعل، وفاعل الصدّ هم أشراف الكفار وكبراؤهم، وفي كافر قبل {وَصُدَّ} {زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ} على ما لم يُسمّ فاعله، فحمل {وَصُدَّ} على ذلك أيضًا.

(5)

وحجة من فتح الصاد أنه بناء على الإخبار عن الصادّين الناس عن سبيل الله، دليله قوله:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الحج: 25] وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء: 167]، وقوله:{هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ} [الفتح: 25] فأسند الفعل في جميع ذلك إلى الصّادين (النشر 2/ 298، المبسوط ص 255، الغاية ص 183، السبعة ص 359، إعراب القراءات 1/ 329، المحرر الوجيز 3/ 314، زاد المسير 4/ 333، وتفسير ابن كثير 2/ 516).

ص: 344

والأصبهاني: بإثبات الياء بعد النون في الوصل، وأثبتها ابن كثير، ويعقوب وقفًا ووصلًا

(1)

.

والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {دَارُ الْقَرَارِ} [39] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(2)

، وقرأ ورضى

(3)

وحمزة: بالإمالة بين بين

(4)

، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين

(5)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} [40] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وشعبة، وأبو جعفر، ويعقوب: بضم الياء التحتية وفتح الخاء

(6)

(1)

قرأ قالون وورش من طريق الأصبهاني وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب {إِنْ تَرَنِ أَنَا} بالكهف: 39، و {اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ} بغافر: 38 (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 153).

(2)

يميل أبو عمرو والكسائي من طريق الدوري كل ألف بعده راء مجرورة في الأسماء سواء كانت الألف أصلية أم زائدة ووجه الإمالة مناسبة الكسرة، واعتبرت الكسرة على الراء لمناسبة الإمالة والترقيق والتدقيق، واشترط تطرف الراء للقرب، قال ابن الجزري باب الفتح والإمالة:

وإن تكرر حط روى

والخلف من فوز وتقليل جوى

(شرح طيبة النشر 3/ 100، التيسير ص 51، النشر 2/ 54، الغاية ص 90).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(4)

انفرد بذلك صاحب العنوان عن حمزة، ولذلك رواه عن أبي الحارث ليست من طرقنا ولا على شرطنا (انظر النشر 2/ 55، الإقناع 1/ 273). قال الأصبهاني في المبسوط ص 111: كان أبو عمرو وحمزة برواية أبي عمر وابن سعدان عن سليم، والكسائي يميلون كل ألف في اسم بعدها راء مكسورة إذا كان كسرها كسر إعراب نحو:{وَفِي النَّار} {فِي النَّهَارِ} {بِقِنْطَارٍ} وأشباه ذلك. (شرح طيبة النشر 3/ 100، التيسير ص 51، النشر 2/ 54، الغاية ص 90).

(5)

ما ذكره المؤلف من الثقليل عن قالون ليس صحيحًا ولا يقرأ به من طرقنا.

(6)

اختلف القراء في {يَدْخُلُونَ} في خمسة مواضع وهي "النساء: 124، مريم: 60، غافر: 60 بموضعيها، وفاطر: 33". فقرأ ابن كثير وأبو جعفر "يُدخَلون" في سورة النساء، ومريم، وموضعي غافر، بضم الياء، وفتح الخاء على البناء للمفعول، والواو نائب فاعل. أما موضع فاطر فقد قرأه بفتح الياء، وضم الخاء، على البناء للفاعل، والواو ير الفاعل. وقرأ أبو عمرو {يَدْخُلُونَ} في صورة النساء، ومريم، وأول غافر، وكذا {يَدْخُلُونَهَا} في فاطر بضم الياء، وفتح الخاء على البناء للمفعول. وقرأ {يَدْخُلُونَهَا} الموضع الثاني من غافر بفتح الياء، وضم الخاء، على البناء للفاعل. وقرأ شعبة=

ص: 345

والباقون بفتح الباء وضم الخاء

(1)

.

قوله تعالى: {* وَيَاقَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ} قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وابن عامر - بخلاف عن ابن ذكوان - في الوصل: بفتح الياء

(2)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ} [41] اتفقوا على سكون الياء وقفًا ووصلًا، والتي بعدها كذلك.

= {يَدْخُلُونَهَا} في النساء، ومريم، وأول غافر، بضم الياء، وفتح الخاء، على البناء للمفعول. أما الموضع الثاني من كافر فقد قرأه بوجهين: بالبناء للفاعل، وبالبناء للمفعول. وقرأ {يَدْخُلُونَهَا} في فاطر بالبناء للفاعل قولًا واحدًا. وقرأ روح {يَدْخُلُونَهَا} في النساء، ومريم، وأول غافر، بالبناء للمفعول. أما الموضع الثاني من غافر وكذا {يَدْخُلُونَهَا} في فاطر فقد قرأهما بالبناء للفاعل. وقرأ رويس {يَدْخُلُونَهَا} في مريم، وأول كافر بالبناء للمفعول، واختلف عنه في الموضع الثاني من غافر فقرأه بوجهين: بالباء للمفعول، وبالبناء للفاعل. أما {يَدْخُلُونَهَا} في فاطر فقد قرأه بالبناء للفاعل قولًا واحدًا. وقرأ الباقون وهم: نافع، وابن عامر، وحفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر {يَدْخُلُونَهَا} في المواضع الخمسة بالبناء للفاعل.

تنبيه: اتفق القراء العشرة على قراءة {يَدْخُلُونَ} ، {يَدْخُلُونَهَا} في غير المواضع التي سبق الحديث عنها بالبناء للفاعل، مثل قوله تعالى:{وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف:40]. وقوله تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ} [الرعد: 23]. وقوله تعالى: {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} [النصر: 2]. وقوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ} [الرعد: 23]. وقوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [النحل: 31]. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن القراءة سنة متبعة، ولا مجال للرأي فيها. قال ابن الجزري:

.................

......... ويدخلون ضم يا

وفتح ضم (صـ) ف (ثـ) نا (حبر) شفى

وكاف أولى الطول (ثـ) ب (حق)(صـ) في

والثان (د) ع (ثـ) طا (صـ) با خلفا (غـ) دا

وفاطر (حـ) ز

فالحجة لمن ضم أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله طابق بذلك بين لفظي الفعلين وقوله تعالى وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات.

(1)

وحجة من قرأ بفتح الياء وضم الخاء قوله {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ} {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} فكان أمر الله إياهم أن يدخلوها دليلًا على إسناد الفعل إليهم اعلم أن المعنيين متداخلان لأنهم إذا أدخلوا دخلوا وإذا دخلوا فبإدخال الله إياهم يدخلون (شرح طيبة النشر 2/ 215، شرح شعلة ص 343، حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 445).

(2)

سبق قريبًا.

ص: 346

قوله تعالى: {وَأَنَا أَدْعُوكُمْ} [42] قرأ نافع، وأبو جعفر بالألف بعد النون الممدودة

(1)

، والباقون بغير ألف؛ هذا في حال الوصل، وأما الوقف: فالجميع وقفوا بالألف، والرسم بالألف

(2)

.

قوله تعالى: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ} [44] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بفتح الياء في الوصل، والباقون بإسكانها

(3)

.

قوله تعالى: {وَحَاقَ} [45] قرأ حمزة بإمالة الألف بعد الحاء

(4)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا} [46] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وشعبة: بهمزة وصل قبل الدال وضم الخاء، وفي الابتداء بضم الهمزة

(5)

، والباقون بهمزة قطع مفتوحة وكسر الخاء وصلًا وابتداء

(6)

.

(1)

قرأ نافع وأبو جعفرة {أَنَا} بالألف في الوصل إذا تلاه همزة قطع مضمومة، وهو موضعان بالبقرة {أَنَا أُحْيِي} ويوسف {أَنَا أُنَبِّئُكُمْ} أو مفتوحة وهو في عشرة مواضع، واختلف عن قالون فيما قبل كسر وهو ثلاثة مواضع. قال ابن الجزري:

ا مددا

أنا بضم الهمز أو فتح (مدا)

ووجهت هذه القراءة بأن الاقتصار على الضمير أو حذف الألف تخفيفًا كالكل مع الهمز (شرح طيبة النشر 4/ 117).

(2)

ووجه الاتفاق على الألف وقفًا: زيادتها محافظة على حركة النون مراعاة للأصالة، ولهذا لم تدغم، أو لأنه الأصل من خلف هاء السكت، قصد النص على لغته (شرح طيبة النشر 4/ 117، المبسوط ص 150).

(3)

سبق قريبًا.

(4)

سبق قريبًا.

(5)

قال ابن الجزري:

.... أدخلوا

صل واضمم الكسر (كـ) ما (حـ) بر (صـ) لوا

ووجه قراءة من قرأ بقطع وكسر الخاء: أنهم جعلوا الفعل رباعيًّا، وعدّوه إلى مفعولين، إلى {آلَ} وإلى {أَشَدّ} ، وحرف الجر مقدّر محذوف من {أَشَدّ} ، أي: في أشد العذاب، والقول مضمر معه، والتقدير: ويوم تقوم الساعة، يقال: ادخِلوا آل فرعون، فهو أمر للخزنة من الملائكة.

(6)

ووجه قراءة من قرأ بوصل الألف، وضمّ الخاء: جعلوا الفعل ثلاثيًّا، فعدّوه على مفعول واحد، وهو "أشد" على تقدير حذف حرف الجر منه، لأن أصل "دخل" لا يتعدّى إلى مفعول، كما أن نقيضه وهو {خرَجَ} لا يتعدّى، لكن كثر في "دخل" الاستعمال فحذف معه حرف الجر، فقال: دخلت البيت =

ص: 347

قوله تعالى: {رُسُلُكُمْ} [50] قرأ أبو عمرو بإسكان السين

(1)

، والباقون بالرفع

(2)

؛ وكذا {رُسُلَنَا} .

قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ} [52] قرأ نافع، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف

(3)

، وابن وردان - بخلاف عنه

(4)

-: بالياء التحتية، والباقون بالتاء الفوقية

(5)

.

قوله تعالى: {قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ} [58] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بتاءين فوقانيتين

(6)

، والباقون بياء تحتية بعدها تاء فوقانية

(7)

.

= ودخلت الدار، أي: في البيت وفي الدار، وينتصب "آل"، في هذه القراءة على النداء، وعلى إضمار القول فيه أيضًا، والتقدير: ويوم تقوم الساعة يقال ادخلوا بآل فرعون أشد العذاب (شرح طيبة النشر 5/ 208، النشر 2/ 365، المبسوط ص 390، التيسير ص 192، السبعة ص 572، إيضاح الوقف والابتداء 182، والتيسير 192، وزاد المسير 7/ 229، وتفسير ابن كثير 4/ 82، وتفسير النسفي 4/ 81).

(1)

سبق قريبًا بيان حكم القراءة بما أغنى عن إعادته هنا (التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 85، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 225).

(2)

وحجتهم أن بناء فعول وفعيل على فعل بضم العين في كلام العرب ولم تدع ضرورة إلى إسكان الحرت فتركوا الكلمة على حق بنيتها (التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 85، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 225).

(3)

قرأ الكوفيون {فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ} في الروم بياء التذكير، وكذلك {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ} في غافر، ووافقهم نافع في حرف غافر، قال ابن الجزري:

ينفع (كفى) وفي الطول فكوف نافع

وحجة من قرأ بالياء: أنه على تأويل المعذرة بالعذر، وللمجاز والفصل:(شرح طيبة النشر 5/ 134، النشر 2/ 346، السبعة ص 509، التيسير ص 176، الحجة ص 562).

(4)

هذه انفرادة لا يقرأ بها. قال ابن الجزري في النشر (2/ 365): وانفرد الشنبوذي عن ابن هارون عن أصحابه عن عيسى بن وردان بذلك وسائر الرواة عنه على التأنيث وبه قرأ الباقون.

(5)

وحجتهم أنه لاعتبار لفظ فاعله، ووجه الفصل التنبيه على الجواز (شرح طيبة النشر 5/ 134، النشر 2/ 346، السبعة ص 509، التيسير ص 176، الحجة ص 562، غيث النفع ص 321).

(6)

قال ابن الجزري:

ما يتذكرون (كـ) افيه (سما)

ووجه قراءتهم بتائين: أنها على الخطاب للكفّار.

(7)

وحجتهم: أنها على الإخبار عن الكفار (شرح طيبة النشر 5/ 208، النشر 2/ 365، المبسوط ص 390،=

ص: 348

قوله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ} [60] قرأ ابن كثير بفتح الياء في الوصل

(1)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {سَيَدْخُلُونَ} [60] قرأ ابن كثير، وأبو جعفر، ورويس، وشعبة - بخلاف عنه -: بضم الياء التحتية وفتح الخاء

(2)

، والباقون بفتح الياء وضم الخاء

(3)

.

قوله تعالى: {شُيُوخًا} [67] قرأ ابن كثير، وشعبة، وابن ذكوان، وحمزة، والكسائي: بكسر الشين

(4)

، والباقون بالضم

(5)

.

= التيسير ص 192، السبعة ص 572، غيث النفع ص 341، والتيسير 192).

(1)

سبق قريبًا.

(2)

سبق قبل صفحات قليلة بيان القراءة في {سَيَدْخُلُونَ} وهي في خمسة مواضع ذكرناه هناك، قال ابن الجزري:

..................

........ ويدخلون ضم يا

وفتح ضم صف ثنا حبر شفى

وكاف أولى الطول ثب حق صفى

والثان دع ثطا صبا خلفا غدا

وفاطر حز

(شرح شعلة ص 343، الهادي 2/ 159 - 161، الحجة في القراءات السبع).

(3)

وحجة من قرأ بفتح الياء وضم الخاء قوله {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ} {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} فكان أمر الله إياهم أن يدخلوها دليلًا على إسناد الفعل إليهم اعلم أن المعنيين متداخلان لأنهم إذا أدخلوا دخلوا وإذا دخلوا فبإدخال الله إياهم يدخلون (شرح طيبة النشر 2/ 215).

(4)

هناك قاعدة مطردة في كل القرآن، وهي: أن لفظ {الْبُيُوتَ} {جُيُوبِهِنَّ} {شُيُوخًا} معرفًا، ومنكرًا، ومضافًا وغير مضاف، قرأه المذكورون بكسر الباء، قال ابن الجزري:

بيوت كيف جا بكسر الضم (كـ) م

(د) ن (صحبة)() لا

ووجه هولاء قراءتهم بأنهم أتوا بالكسرة مناسبة للياء استثقالًا لضم الياء بعد ضمة وهي لغة معروفة ثابتة ومروية.

(5)

احتج من ضم بأن ذلك هو الأصل في الجمع كقلب وقلوب، ولذلك لم يسأل عن الياء وضمتها وباب "فَعْل" في الجمع الكثير "فُعُول" ولما كان هذا النوع لا يجوز فيه إلا الضم إذا لم يكن الثاني ياء نحو: كعوب ودهور، أجرى ما ثانيه ياء على ذلك؛ لأنه أصله، ولئلا يختلف (شرح طيبة النشر 4/ 94، النشر 2/ 226، المبسوط ص 143، الغاية ص 112، الإقناع 1/ 607).

ص: 349

قوله تعالى: {كُنْ فَيَكُونُ} [68]{أَلَمْ تَرَ} [69] قرأ ابن عامر بنصب النون بعد الواو

(1)

، والباقون بالضم

(2)

.

قوله تعالى: {رُسُلَنَا} [70] و {رُسُلُهُمْ} [83] قرأ أبو عمرو بإسكان السين

(3)

، والباقون بالرفع.

قوله تعالى: {ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ} [73] قرأ هشام، والكسائي، ورويس: بضم القاف

(4)

، والباقون بالكسر، وادغم اللام في اللام: أبو عمرو، ويعقوب، بخلاف عنهما

(5)

.

(1)

فتكون القراءة "كُن فيكونَ" قال ابن الجزري:

فيكون فانصبا

رفعًا سوى الحق وقوله كبا

ووجه النصب: أنه اعتبرت صيغة الأمر المجرد حملًا عليه؛ فنصب المضارع بإضمار أن بعد الفاء قياسًا على جوابه.

(2)

قال الزجاج: رفعه من جهتين: إن شئت على العطف على {يَقُولُ} وإن شئت على الاستئناف، والمعنى: فهو يكون، واتفق على "يكونُ الحقُّ"، لأن معناه فكان، ورفع {فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ} لأن معناه الإخبار عن القيامة وهو كائن لا محالة (شرح طيبة النشر 4/ 59، النشر 2/ 220، الغاية ص 106، الإقناع 2/ 602).

(3)

سبق قريبًا توضيح القراءة.

(4)

والمراد به الإشمام فيصير النطق {قُيلَ لَهُمْ} فالضم عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {وَجِأئءَ} و {وَحِيلَ} {وَسِيقَ} {سِيءَ} ولا بد أن يكون إشمام الضم كسر أوله وكيفية ذلك: أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر. قال ابن الجزري:

وقيل غيض جي أشم

في كسرها الضم رجا غنى لزم

(انظر: النشر 2/ 208، الغاية في القراءات العشر ص 98، والتيسير ص 72، والكشف عن وجوه العلل 1/ 230، المبسوط ص 127، والغاية ص 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء النشر ص 129).

(5)

فيصير النطق "قِيْلَّهُمْ" ولا يؤخذ هذا إلا من أفواه المشايخ، وقد أدغم أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوضًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله سكن غير متين إلا قوله {وَقَالَ رَبِّ} "كاد تَزِيغُ" و {الصَّلَاةَ طَرَفَيِ} و {بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} فإنه يدغمها، قال ابن الجزري:

إذا التقى خطًّ محركان

مثلان جنسان مقاربان

أدغم بخلف الدوري والوسوسي معا

لكن بوجه الهمز والمد امنعا

وقال أيضًا: =

ص: 350

قوله تعالى: {أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [73]{أَيْنَ} في الرسم مقطوعة من {مَا} .

قوله تعالى: {يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ} [74] قرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي - ورويس، وابن ذكوان - بخلاف عنه -: بالإمالة محضة

(1)

، وقرأ ورش بالإمالة بين بين

(2)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} [78] قرأ أبو عمرو، وقالون، والبزي: بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر

(3)

، وقرأ ورش، وقنبل، ورويس، وأبو جعفر: بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، وعن ورش وقنبل أيضًا - إبدال الثانية ألفًا، والباقون بتحقيقهما.

وأمال حمزة، وابن ذكوان، وخلف: الألف بعد الجيم

(4)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ} [82] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(5)

، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(6)

، والباقون بالفتح.

= وقيل عن يعقوب ما لابن العلا

(الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).

(1)

سبق الكلام على مثل حكم قراءة هذا اللفظ بما أغنى عن إعادته لقربه (انظر إتحاف فضلاء البشر (ص 130) وابن مهران الأصبهاني في المبسوط (ص 112).

(2)

الصواب ورش من طريق الأزرق وحده دون الأصبهاني.

(3)

إذا اتفقت الهمزتان بالفتح نحو {جَاءَ أَجَلُهُمْ} و {شَاءَ أَنْشَرَهُ} و {السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} وشبهه فورش وقنبل يجعلان الثانية كالمدة وقالون والبزي وأبو عمرو يسقطون الأولى والباقون يحققون الهمزتين معًا، قال ابن الجزري في باب الهمزتين من كلمتين:

أسقط الأولى في اتفاق زن غدا

خلفهما حز وبفتح بن هدى

وسهلًا في الكسر والضم وفي

بالسوء والنبيء الادغام اصطفي

وسهل الأخرى رويس قنبل

ورش وثامن وقبل تبدل

مدًا زكا جودا

(التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 33).

(4)

سبق قريبًا.

(5)

سبق قريبًا.

(6)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

ص: 351

قوله تعالى: {وَحَاقَ بِهِمْ} [83] قرأ حمزة بإمالة الألف بعد الحاء

(1)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {سُنَّتَ اللَّهِ} [85] رسمت {سُنَّتَ} بالتاء المجرورة وقف عليها ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب: بالهاء، ووقف الباقون بالتاء وافقوا في الوصل على التاء

(2)

.

* * *

(1)

سبق عند الكلام على {وَحَاقَ} .

(2)

الوقف على المرسوم متفق عليه ومختلف فيه والمختلف فيه انحصر في خمسة أقسام:

أولها: الإبدال وهو إبدال حرف بآخر فوقف ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وكذا يعقوب بالهاء على هاء التأنيث المكتوبة بالتاء وهي لغة قريش، ووقعت في موضاع، منها:{سُنَّتَ} في خمسة بالأنفال الآية 38 وغافر الآية 85 وثلاثة بفاطر الآية 43، ووقف الباقون بالتاء موافقة لصريح الرسم وهي لغة طيئ، والأصل اتباع الرسم لكل القراء إلا أنه اختلف عنهم في أصل مطرد وكلمات مخصوصة فالأصل المطرد: كل هاء رسمت تاء نحو {وَرَحْمَتَ} {نِعْمَتَ} {شَجَرَتَ} فوقف عليها خلافًا للرسم القراء المذكورون، قال ابن الجزري:

وقف لكل باتباع ما رسم

إلى أن قال:

لكن حروف عنهم فيها اختلف

كلها أنثى كتبت تاء فقف

بالها (ر) جا (حق) وذات بهجه

واللات مع مرضات ولات (ر) جه

(التيسير ص 60، شرح طيبة النشر 3/ 225، 226، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 137).

ص: 352

‌الأوجه التي بين غافر وفصلت

وبين غافر وفصلت من قوله تعالى: {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ} [غافر: 85] إلى قوله تعالى: {الرَّحِيمِ} [فصلت: 2] ثمانمائة وجه وثمانية وثمانون وجهًا غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: مائة وجه واثنان وتسعون وجهًا.

ورش: مائتا وجه وأربعون وجهًا.

ابن كثير: أربعة وستون وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.

الدُّوريُّ: ثمانون وجهًا.

السوسيُّ: ثمانون وجهًا.

هشام: ثمانون وجهًا، منها أربعة وستون مندرجة مع قالون، وعشرون مندرجة مع ورش.

ابن ذكوان: ثمانون وجهًا.

شعبة: أربعة وستون وجهًا.

حفص: أربعة وستون وجهًا مندرجة مع قالون.

خلف: ثمانية أوجه، منها أربعة مندرجة مع ابن ذكوان.

خلاد: أربعة أوجه مندرجة مع ابن ذكوان.

الكسائي: أربعة وستون وجهًا مندرجة مع ابن ذكوان.

أبو جعفر: أربعة وستون وجهًا.

يعقوب: اثنان وثمانون وجهًا.

خلف: أربعة أوجه مندرجة مع ابن ذكوان.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 353

(سُورَةُ فُصّلَتْ)

(1)

قوله تعالى: {حم} [1] قرأ ابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإمالة الحاء محضة، وورش - من طريق الأزرق - بين بين، وأبو عمرو بالفتح وبين اللفظين، والباقون بالفتح. وقرأ أبو جعفر بسكتة لطيفة على الحاء والميم. والباقون بغير سكت

(2)

.

قوله تعالى: {وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ} [5] قرأ الدوري - عن الكسائي -: بالإمالة

(3)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {يُوحَى إِلَيَّ} [6] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(4)

،

(1)

هي سورة مكية آياتها اثتان وخمسون آية بالبصري والشامي، وثلاث وخمسون بالحجازي، وأربع وخمسون بالكوفي (المبسوط ص 393).

(2)

يسكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواردة في فواتح السور جميعًا نحو: {الم} {الر} {كهيعص} {طه} {حم} {طسم} ويلزم من سكته إظهار المدغم فيها والمخفي وقطع همزة الوصل بعدها. ووجه السكت: أنه يبين به أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست مؤتلفة. وفي كل منها سر من أسرار الله تعالى (انظر شرح طيبة النشر للنويرى 2/ 335).

(3)

أمال الدوري فقط الألف الثانية من {آذَانِهِمْ} المجرورة وهو سبع مواضع بالبقرة والأنعام والأسراء وموضعي الكهف وبفصلت ونوح و {آذَانِنَا} بفصلت، و {طُغْيَانِهِمْ} وخرج {طُغْيَانًا} وأمال {بَارِئِكُمْ} موضعي البقرة، و {* وَسَارِعُوا} بآل عمران فقط، و {نُسَارِعُ لَهُمْ} و {يُسَارِعُونَ} سبعة مواضع اثنان بآل عمران وثلاثة بالمائدة وفي الأنبياء والمؤمنين، و {الْجَوَارِ} ثلاث بالشورى الآية 32 والرحمن الآية 24 والتكوير الآية 16، و {كَمِشْكَاةٍ} بالنور الآية 35، وأمال أيضًا لكن بخلف عنه {الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} بالحشر الآية 24 أجراه مجرى {بَارِئِكُمْ} رواه عنه جمهور المغاربة وهو الذي في الشاطبية وغيرها ورواه عنه بالفتح منصوصًا أبو عثمان الضرير وهو الذي فيه أكثر الكتب والوجهان صحيحان عن الدوري كما في النشر، قال ابن الجزري:

.... ....... .........

رؤياك مع هداي مثواي توى

محياي مع آذاننا آذانهم

جوار مع بارئكم طغيانهم

مشكاة جبارين مع أنصاري

وباب سارعوا وخلف الباري

(انظر طيبة النشر (4/ 9، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 106).

(4)

سبق قريبًا (النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

ص: 354

ونافع بالفتح وبين اللفظين

(1)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {قُلْ أَئِنَّكُمْ} [9] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وهشام - بخلاف عنه - وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية، والباقون بتحقيقهما. وأدخل بينهما ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وهشام، وأبو جعفر، والباقون بغير إدخال

(2)

.

قوله تعالى: {سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} [10] قرأ أبو جعفر بالرفع

(3)

، وقرأ يعقوب بالجر

(4)

، والباقون بالنصب

(5)

.

قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى} [11]{فَقَضَاهُنَّ} [12]{وَأَوْحَى} [12] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(6)

، ونافع بالفتح وبين اللفظين

(7)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {إِذْ جَاءَتْهُمُ} [14] قرأ أبو عمرو، وهشام: بإدغام ذال "إذ" في الجيم، والباقون بالإظهار

(8)

.

وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(9)

، والباقون بالفتح. وإذا

(1)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه (انظر إتحاف فضلاء البشر ص 137).

(2)

سبق بيان ما في مثل هذا الموضع قبل صفحات قليلة.

(3)

قال ابن الجزري:

سوار ارفع (ثـ) ق

ووجه قراءة أبي جعفر: بالرفع: أنه خبر مبتدأ؛ أي هو سواء.

(4)

قال ابن الجزري:

وخفضه (ظـ) ما

ووجه قراءة يعقوب بالجر: أنه صفة لأيام.

(5)

وحجة النصب؛ إنها نصبت على المصدرية (النشر 2/ 366، شرح طيبة النشر 5/ 211، المبسوط ص 393، الغاية ص 255، إعراب القرآن 3/ 19، إتحاف فضلاء البشر 1/ 380).

(6)

سبق قريبًا.

(7)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(8)

سبق بيان قاعدة أبي عمرو وهشام في ذال إذ (شرح طيبة النشر 3/ 3، 4).

(9)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} {خَابَ} في طه 61 فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

ص: 355

وقف حمزة - سهَّل الهمزة مع المد والقصر، وعنه - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر.

قوله تعالى: {لَوْ شَاءَ رَبُّنَا} [14] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الشين، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة وهشام - أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر

(1)

.

قوله تعالى: {فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ} [16] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وخلف: بكسر الحاء

(2)

، والباقون بإسكانها

(3)

، وأمال أبو الحارث الألف بعد السين بخلاف عنه

(4)

. والباقون بغير إمالة.

قوله تعالى: {إِلَى النَّارِ فَهُمْ} [19] قرأ نافع، ويعقوب: بالنون مفتوحة، وضم الشين، ونصب الهمزة بعد الدال

(5)

والباقون بالياء التحتية مضمومة وفتح

(1)

انظر الهامش السابق.

(2)

قال ابن الجزري:

نحسات اسكن كسره (حقًّا)(أ) با

وحجة من كسر أنه حمله على معنى النسب، كأنه في التقدير، ذوات نحوس، فهو أيضًا صفة من باب فَرِق وبَرِق، فقياسه أن يكون على "فَعِل يَفعَل" وإن لم يستحمل، كما قالوا:"شديد"، فاستعمل على أنه من "شدّد" ولم يستحمل شذ، استغنوا عنه بـ "اشتد" ولكنه على التوهُّم أنه قد استعمل، ومثله "فقير" ولم يستعمل "فقر" استغنوا عنه بـ "افتقر". فـ "نحسات" بالكسر أتى على تَوهُّم استعمال "نحس" وإن لم يستعمل، وقد قالوا: النحس، جعلوه اسمًا غير صفة، كما قال تعالى ذكره:{فِي يَوْمِ نَحْسٍ} [القمر: 19] فأضاف "اليوم" إليه، فدلت الإضافة على أنه اسم، إذ لو كان صفة ما أضاف "اليوم" إليه، فدلت الإضافة على أنه اسم، إذ لو كان صفة ما أضاف إليه "اليوم"، لأن الصفة لا يضاف إليها الموصوف، و"النحسات" الشديدة البرد، وقيل: هي المشؤومة عليهم، فيكون معنى يوم نحس "يوم شؤم".

(3)

وحجة من أسكن أنه جعله صفة، وأصله الفتح، كالعبَلات والصَعَبات، ولكن أسكن استخفافًا لثقل الصفة، كما يقال: العَبْلات، ويجوز أن يكون أراد الكسر فأسكن استخفافًا (النشر 2/ 366، المبسوط ص 393، شرح طيبة النشر 5/ 210، الغاية ص 255، التيسير ص 193، السبعة ص 576، إعراب القرآن 3/ 29، زاد المسير 7/ 248، تفسير غريب القرآن 388، تفسير النسفي 4/ 91).

(4)

وهذه انفرادة عن أبي الحارث لا يقرأ بها.

(5)

وحجة من قرأ بالنون ونصب "الأعداء" على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه، ردَّهُ على قوله:{وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا} "18" فعطف مخبرًا عن نفسه على مخبر عن نفسه، وهو هو، فذلك أحسن في مطابقة الكلام وبناء آخره على أوله، ونصَبَ "الأعداء" بوقوع الفعل عليهم، وهو "نحشر". قال ابن الجزري:

ويحشر النون وسم (ا) تل (ظـ) با =

ص: 356

الشين وضم الهمزة.

قوله تعالى: {مَا جَاءُوهَا} [20] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بفيلة الألف بعد الجيم، والباقون بالفتح.

وإذا وقف حمزة سهَّل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها واوًا خالصة مع المد والقصر

(1)

.

قول تعالى: {وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} [25]{عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ} [30] قرأ أبو عمرو - في الوصل -: بكسر الهاء والميم، وقرأ حمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف: بضم الهاء والميم، وقرأ الباقون بكسر الهاء وضم الميم

(2)

.

= أعداء من غيرهما

(النشر 2/ 366، المبسوط ص 393، شرح طيبة النشر 5/ 211، الغاية ص 255.

(1)

انظر قوله {إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ} .

(2)

اعلم أن الأصل في {عَلَيْهُمْ} بضم الهاء والميم والواو التي بعد الميم، والدليل على ذلك أن هذه الهاء للمذكر تضم وتشبع ضمتها فيتولد منها الواو نحو ضربته وإذا فتحت كانت للمؤنث نحو رأيتها وهذه أيضًا لأن فتحت فأصلها الضم بدلالة قولك للاثنين رأينهما وللجماعة رأيتهن وعلامة الجمع في المذكر إلى هذه الهاء هي الميم المضمومة التي بعدها واو كما هي في قولكم ضربتكم وأصله ضربتكمو، يتبين لك ذلك إذا اتصل به مضمر آخر ترد معه الواو نحو ضربتكموه ولا تقول ضربتكمه ومنه قول الله عز وجل {أَنُلْزِمُكُمُوهَا} فهذا مما يبين لك أن الأصل عليهمو بضمتين وواو، وحجة من قرأ {عَلَيْهُمْ} بضم الهاء وسكون الميم أن أصلها الضم فأجري على أصل حركتها وطلب الخفة لحذف الواو والضمة فأتى بأصل هو ضم الهاء وترك أصلًا هو إثبات الواو وضم الميم، وأما من قرأ {عَلَيْهُمْ} فإنه استثقل ضمة الهاء بعد الباء فكسر الهاء لتكون الهاء محمولة على الياء التي قبلها والميم مضمومة للواو التي بعدها فحمل كُلُّ حرف على ما يليه وهو أقرب إليه، وحجة الباقين أن الهاء إذا وقعت بعد ياء أو كسرة كسرت نحو به وإليه وعليه، وإنما اختير الكسر على الضم الذي هو الأصل لاستثقال الضمة بعد الكسرة ألا ترى أنه قد رفض في أصل البناء فلم يجئ بناء على فعل مضمومة العين بعد كسر الفاء، وأما حذف الواو: فلأن الميم استغني بها عن الواو والواو أيضًا تنقل على ألسنتهم فإذا لقيت الميم ألف ولام فإنهم مختلفون مثل {عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} و {بِهِمُ الْأَسْبَابُ} فقرأ أبو عمرو بكسر الهاء والميم وقرأ حمزة والكسائى بضمهما وقرأ الباقون بكسر الهاء وضم الميم، وإنما كسروا الهاء لمجاورة الياء والكسرة وإنما رفعوا الميم لأنهم لما احتاجوا إلى تحريكها من أجل الساكن الذي لقيته رد عليها الحركة التي كانت لها في الأصل وهي الضم لأن أصل الميم الضم وقد بنيناه فيما تقدم. وأما أبو عمرو فإنه لما غير الهاء من أصلها كراهية الثقل فعل ذلك في الميم حين أراد تحريكها للساكن بعدما فاتبع الميم كسر ما قبلها كراهية أن يخرج من كسر إلى ضم فأتبع الكسر الكسر ليؤلف بين الحركات =

ص: 357

قوله تعالى: {جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ} [28] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الهمزة الأولى وإبدال الثانية واوًا خالصة

(1)

، والباقون بتحقيقهما.

قوله تعالى: {رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ} [29] قرأ ابن كثير، وشعبة، وابن ذكوان، ويعقوب: بإسكان الراء، واختلف عن هشام، وأبي عمرو؛ فهشام بالإسكان والحركة الكاملة، وأبو عمرو بالإسكان والاختلاف

(2)

، وقرأ ابن كثير بتشديد النون بعد الياء التحتية، والباقون بالتخفيف.

قوله تعالى: {لَا يَسْأَمُونَ} [38] إذا وقف حمزة نقل حركة الهمزة إلى السين وحذف الهمزة

(3)

، والباقون بإسكان السين وبعدها همزة مفتوحة.

= عند حاجته إلى تحريك الميم، وحجة من ضم الهاء والميم هي أن الميم لما احتيج إلى تحريكها من أجل الساكن رد علها الحركة التي كانت في الأصل وهي الضم فلما انضمت الميم غلبت على الهاء وأخرجتها في حيز ما قبلها من الكسر فرجعت الهاء إلى أصلها (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 81).

(1)

هذه قاعدة مطردة وهي أن نافعًا وابن غير وأبا عمرو وأبا جعفر ورويسًا عن يعقوب يقرأون بتسهيل الهمزة الثانية المفتوحة بينها وبين الواو قولًا واحدًا، وذلك إذا كانت الأولى مضمومة والثانية مفتوحة، قال ابن الجزري:

وعند الاختلاف الاخرى سهلن

(حرم)(حـ) وى (غـ) نا

(انظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص 42، 43).

(2)

اختلف في راء {أَرِنَا} و {أَرِنِي} حيث وقعا فابن كثير وأبو عمرو بخلف عنه وكذا يعقوب بإسكانها للتخفيف. والوجه الثاني لأبي عمرو من روايتيه هو الاختلاس جمعًا بين التخفيف والدلالة، قال في النشر: وكلاهما ثابت من كل من الروايتين، وبعضهم روى الاختلاس عن الدوري والإسكان عن السوسي كالشاطبى. وقرأ ابن ذكوان وهشام من غير طريق الداجونى وأبو بكر بإسكانها في فصلت وبالكسر الكامل في غيرهما. وبه قرأ الباقون في الكل، قال ابن الجزري:

ارنا أرني اختلف

مختلسًا (حـ) ز وسكون الكسر (حق)

وفصلت (لـ) ي من صدق

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 193).

(3)

من المتوسط بعد الساكن الصحيح {يَسْأَمُونَ} و {يَسْأَلُونَ} و {النَّشْأَةَ} وقياسه النقل، وبين بين فيه ضعف، وحكي فيها الهمزة ألفًا على تقدير نقل حركتها فقط، وقال أبو العلاء: هو قوي في {النَّشْأَةَ} و {يَسْأَلُونَ} لرسمها بألف، ضعيف في غيرهما، لمخالفة الرسم في هذه (شرح طيبة النشر 2/ 395).

ص: 358

قوله تعالى: {أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ} [39] قرأ السوسي - في الوصل -: بالإمالة - بخلاف عنه

(1)

- وأما في الوقف: فوقف بالإمالة المحضة: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف

(2)

.

وورش بين اللفظين

(3)

، وقالون بالفتح وبين اللفظين

(4)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَرَبَتْ} [39] قرأ أبو جعفر "وربأت" بهمزة مفتوحة بعد الباء الموحدة

(5)

، والباقون بغير همز

(6)

.

(1)

هناك قاعدة مطردة تخص السوسي في هذه المسألة، وهي أنه يقرأ كالجماعة وقفًا، وأما وصلًا فله الوجهان: الفتح والإمالة، قال ابن الجزري:

........ بل قبل ساكن بما أصل قف

وخلف كالقرى التي وصلًا يصف

(2)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد ذكرنا ما في مثل هذه الإمالة قبل عدة صفحات، قال ابن الجزري:

أمل ذوات الياء في الكل شفا

وقال:

وفيما بعد راء حط ملا خلف

(شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، التيسير ص 46، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 107).

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ـف

وما به ها غير ذي الرا يختلف

مع ذات باء مع أراكهمو ورد

(4)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم.

(5)

اختلف في {وَرَبَتْ} في سورتي الحج وهنا في فصلت؛ فأبو جعفر يقرأ بهمزة مفتوحة بعد الموحدة فيهما، ومعناها: أي ارتفعت وأشرفت، يقال: فلان يربأ بنفسه عن كذا أي يرتفع، قال ابن الجزري:

ربت قل ربأت

(ثـ) رى معا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 396، النشر 2/ 325، الغاية ص 212، غيث النفع ص 295، المحتسب 2/ 74).

(6)

أي تحركت بالنبات وانتفخت، أو زادت من ربا يربو إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 396، شرح طيبة النشر 5/ 64).

ص: 359

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا} [39] قرأ الكسائي: بالإمالة محضة

(1)

وقرأ ورش بالفتح وبين اللفظين

(2)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {يُلْحِدُونَ} [40] قرأ حمزة بفتح الياء والحاء

(3)

.

والباقون بضم الياء وكسر الحاء

(4)

.

قوله تعالى: {أَمْ مَنْ يَأْتِي} [40]{أم} هنا مقطوعة عن {مَنْ} في الرسم.

قوله تعالى: {مَا قَدْ قِيلَ} [43] قرأ هشام، والكسائي، ورويس: بضم القاف

(5)

، والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {أأَعْجَمِيٌّ} [44] قرأ قنبل، وهشام، ورويس - بخلاف عنهم -: بهمزة واحدة مفتوحة، والوجه الآخر بهمزتين: الأولى محققة، والثانية مسهَلة

(6)

، وقرأ حمزة،

(1)

سبق بيان ما في مثل هذه الإمالة قبل صفحات قليلة (وانظر: النشر 2/ 37، شرح طيبة النشر 3/ 65، 66).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

قرأ حمزة لفظ {يُلْحِدُونَ} في الأعراف والنحل والسجدة بفتح الياء والحاء، ووافقه الكسائي وخلف البزار في النحل خاصة، قال ابن الجزري:

وضم يلحدون والكسر انفتح

كفصلت (فـ) ثا وفي النحل (ر) جح

(فتى)

وحجة من قرأ كذلك: أنهم جعلوه من لحد إذا مال ثلاثيًا، نقل القراء: لحد: مال، وألحد: أعرض، وقال الأعجمي: لحد مال، وألحد: جادل، أو هما بمعنى مال، ومنه لحد العين (شرح طيبة النشر 4/ 317، النشر 2/ 273، الغاية ص 159، المبسوط ص 217).

(4)

وحجتهم أنهم جعلوه من ألحد إذا مال، وهو أكثر في الاستعمال؛ فهو رباعي؛ وهما لغتان يقال: لحد، وألحد إذا عدل عن الاستقامة، ودليل ضم الياء: إجماعم على قوله: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ} ، وإجماعهم على استعمال الملحد دون اللاحد، والإلحاد: الميل عن الاستقامة، ومنه قيل اللحد؛ لأنه إذا حفر يمال به إلى جانب القبر (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 485، شرح طيبة النشر 4/ 317، النشر 2/ 273، الغاية ص 159، المبسوط ص 172).

(5)

أي بالإشمام وهو عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {وَجَأئَ} {وَسِيقَ} و {سِيءَ} (انظر: المبسوط ص 127، والغاية ص 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص 129).

(6)

والذي بجب أن يُؤخذ في هذا لابن ذكوان أن يُخفَّف الثانية بين بين، ويُدخل بينهما ألفًا على ما قدّمنا من العلل لهشام وأبي عمرو وقالون في تخفيفهم الثانية في {أَأَنْذَرْتَهُمْ} وشبهه، وإدخال ألف بين =

ص: 360

والكسائي وأبو بكر، وخلف، وروح: بهمزتين مفتوحتين محققتين، وقرأ الباقون بهمزتين: الأولى محققة، والثانية مسهلة، وأدخل بينهما ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر، والباقون بغير إدخال

(1)

.

قوله تعالى: {آذَانِهِمْ وَقْرٌ} [44] قرأ الدوري - عن الكسائي -: بالإمالة

(2)

، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مِنْ ثَمَرَاتٍ} [47] قرأ نافع، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر: بألف بعد الراء؛ على الجمع

(3)

، والباقون بغير ألف؛ على الأفراد

(4)

، والتاء في الرسم مجرورة، فمن قرأ بالجمع - وقف بالتاء، ومن قرأ بالإفراد - فهو على مذهبه يقف بالهاء.

قوله تعالى: {أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا} [47] قرأ ابن كثير - في الوصل -: بفتح الياء

(5)

،

= الهمزتين، فأما قراءة هشام هنا بهمزة على الخبر فإنه جعل الكلام كله خبرًا، حكاية عن قول الكفار أنهم فصلت آيات القرآن بعضه أعجمي وبعضه عربي، فَيعرف العربيُّ ما فيه من العربي، ويعرف فيه من العجمي، ومعنى القراءة بالاستفهام أنه على الإنكار منهم لذلك، لأنه قال:{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا} : أقرآن أعجمي ونبي عربي، كيف يكون هذا، فأخبر عمّا لم يكن لو كان كيف يكون، فبيّن أنه لو أنزل القرآن بلسان العجم لقالت قريش: أقرآن أعجمي ونبي عربي، إنكارًا منهم لذلك.

(1)

سبق قريبًا.

(2)

سبق قريبًا.

(3)

قال ابن الحزري:

اجمع ثمرت (عم)(عـ) لا

ووجه قراءة من قرأ بالجمع: أنه لكثرة أنواع الثمرات الخارجة من غلافاتها، والأكمام: الغلافات التي تخرج منها الثمرات، وهو جمع كم.

(4)

وحجة من قرأ بالتوحيد: لأنّ دخول "من" على "ثمرة" يدلّ على الكثرة، كما تقول: هل من رجل، فرجل عامّ للرجال كلهم، لست تسأل عن رجل واحد، فكذلك "من ثمرة" لست تريد ثمرة واحدة؛ بل هو عامّ في جميع الثمرات، فاستغنى بالواحد عن الجمع (النشر 2/ 367، الغاية ص 255، شرح طيبة النشر 5/ 211، السبعة ص 577، التيسير ص 194، إعراب القرآن 3/ 45، المصاحف 113، إيضاح الوقف والابتداء 287، زاد المسير 7/ 264).

(5)

وقعت الياء التي بعدها متحرك غير الهمزة في خمسمائة وستة وتسعين موضعًا، المختلف فيه منها خمسة وثلاثون موضعًا، نحو {بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ} {بِي لَعَلَّهُمْ} {وَجْهِيَ لِلَّهِ} فقرأ ابن كثير بفتح ياء {مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ} بمريم: 5، و {شُرَكَائِي قَالُوا} بفصلت: 47 إتحاف فضلاء النشر في القراءات الأربعة عشر=

ص: 361

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي} [50] قرأ أبو عمرو، وورش، وأبو جعفر، وقالون - بخلاف عنه - في الوصل: بفتح الياء

(1)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {وَنَأَى بِجَانِبِهِ} [51] قرأ أبو جعفر، وابن ذكوان: بتقديم الألف على الهمزة

(2)

، والباقون بتقديم الهمزة على الألف الممدودة

(3)

، وأمال الهمزة بعد النون: حمزة، والكسائي، وخلف، والسوسي. وأمال النون مع الهمزة: الكسائي، وخلف - في اختياره - وعن حمزة ونافع الفتح وبين اللفظين، والباقون بالفتح

(4)

.

= 1/ ص 149).

(1)

وقعت ياء الإضافة في همزة القطع المكسورة في واحد وستين موضعًا بالقرآن الكريم واختلف في {إِلَى رَبِّي إِنَّ} بفصلت: 50، عن قالون فروى الجمهورت فتحها على أصله وروى الآخرون إسكانها وأطلق الخلاف عنه في الشاطبية كأصلها والطيبة والتذكرة وغيرها وصحح الوجهين عنه في النشر قال: غير أن الفتح أشهر وأكثر (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 147).

(2)

قال ابن الجزري عن قراءة أبي جعفر وابن ذكوان:

نأى ناء معا (مـ) ـــنه (ثـ) ـيا

وحجة من قرأ بهمزة بعد الألف: أنه جعلها على القلب، قلب الألف المنقلبة عن ياء، وهي لام الفعل، في موضع الهمزة، وهي عين الفعل، فكان وزنه في القلب "فعَلَ" فصار وزنه بعد القلب "فَلَع"(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 361، النشر 2/ 309، شرح طيبة النشر 4/ 437).

(3)

احتج من قرأ بهمزة قبل الألف، وهو الأصل، لأنه "فعل" من "النأي" وهو البعد إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 361، زاد المسير 5/ 80، وتفسير غريب القرآن 260، وتفسير النسفي 2/ 325).

(4)

اختلف في {وَنَأَى بِجَانِبِهِ} فابن ذكوان وأبو جعفر بتقديم الألف على الهمز على وزن شاء من ناء ينوء نهض والباقون بتقديم الهمزة على حرف العلة على وزن من النأي وهو البعد وأمال الهمزة والنون في الموضعين الكسائي وخلف عن حمزة وعن نفسه وأمال الهمزة فقط فيهما خلاد وبالفتح والتقليل الأزرق في الهمزة فقط في الموضعين مع فتح النون، وأمال أبو بكر الهمزة فقط في الإسراء فقط فقط هذا هو المشهور عنه، واختلف عنه في النون من الإسراء فروى العليمي والحمامي وابن شاذان عن أبي حمدون عن يحيى بن آم عنه إمالتها مع الهمزة، وروى سائر الرواة عن شعيب عن يحيى عنه فتحها لإمالة الهمزة إما إمالة الهمزة في السورتين عن أبي بكر وكذا الفتح له في السورتين فكل منهما انفرادة ولذا أسقطهما من الطيبة واقتصر على ما تقدم وهو الذي قرأنا به وكذا ما انفرد به فارس بن أحمد في أحد وجهيه عن السوسي من إمالة الهمزة في الموضعين وتبعه الشاطبي، قال في النشر: وأجمع الرواة عن السوسي من جميع الطرق على الفتح لا نعلم بينهم في ذلك خلافًا ولذا لم يعول عليه في الطيبة في محله وإن حكاه بقيل آخر الباب منها ويوقف عليها =

ص: 362

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ} [52] قرأ نافع وأبو جعفر: بتسهيل الهمزة بعد الراء، وعن ورش - أيضًا - إبدالها ألفًا، وأسقطها الكسائي

(1)

، والباقون بتحقيقها، وإذا وقف عليها حمزة سفلها، وهو على مذهبه من السكت والنقل وعدمهما.

* * *

= لحمزة بوجه واحد وهو بين بين ولا يصح سواه كما في النشر.

وقال عن الإمالة:

نأى الإسرا (صـ) ــف

مع خلفه وفيهما (ضـ) ــف

(ر) وى

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 361).

(1)

قرأ قالون وورش من طريق الأصبهاني وكذا أبو جعفر بالتسهيل بين بين في {أَرَأَيْتَ} حيث وقع بعد همزة الاستفهام نحو {أَرَأَيْتُمْ} {أَرَأَيْتَكُمْ} {أَرَأَيْتَ} {أَفَرَأَيْتَ} واختلف عن ورش من طريق الأزرق فأبدلها بعضهم عنه ألفًا خالصة مع إشباع المد للساكنين وهو أحد الوجهين في الشاطبية والأشهر عنه التسهيل كالأصبهاني وعليه الجمهور وهو الأقيس وقرأ الكسائي يحذف الهمز في ذلك كله والباقون بالتحقيق وإذا وقف للأزرق في وجه البدل عليه وعلى نحو أرأيت وكذا أءنت تعين التسهيل بين بين لئلا يجتمع ثلاث سواكن ظواهر ولا وجود له في كلام عربي وليس ذلك كالوقف على المشدد في نحو صواف الآية 36 لوجود الإدغام، قال ابن الجزري:

أريت كلا (ر) م وسهلها (مدا)

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 79، شرح طيبة النشر 4/ 287).

ص: 363

‌الأوجه التي بين فصلت والشورى

وبين فصلت والشورى من قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ} [فصلت: 54] إلى قوله تعالى: {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الشورى: 3] تسعة آلاف وجه، ووجهان غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون ألفا وجه وستة عشر وجهًا.

ورش: ألف وجه، ومئتا وجه واثنان وثلاثون وجهًا.

ابن كثير: خمسمائة وجه وأربعة أوجه.

أبو عمرو: ألف وجه ومائتا وجه واثنان وثلاثون وجهًا.

هشام: ستمائة وجه وستة عشر وجهًا.

ابن ذكوان: ستمائة وجه وستة عشر وجهًا.

شعبة: خمسمائة وجه وأربعة أوجه.

حفص: خمسمائة وجه وأربعة أوجه.

خلف: أربعة عشر وجهًا.

خلاد: ثمانية وعشرون وجهًا، منها أربعة عشر وجهًا مندرجة مع خلف.

الكسائي: خمسمائة وجه وأربعة أوجه مندرجة مع ابن ذكوان.

أبو جعفر: خمسمائة وجه وأربعة أوجه.

يعقوب: ألفا وجه واثنان وثلاثون وجهًا.

خلف: أربعة عشرة وجهًا مندرجة مع ابن ذكوان.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 364

(سُورَةُ الشّورَى)

(1)

قوله تعالى: {حم} [1]{عسق} [2] قرأ أبو جعفر بسكتة لطيفة على الحاء وعلى الميم، والباقون بغير سكت

(2)

.

وأمال الحاء محضة ابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف

(3)

، وأمالها ورش من طريق الأزرق - بين بين، وعن أبي عمرو: الفتح وبين اللفظين

(4)

، والباقون بالفتح، ولجميع القراء في العين: المد والتوسط

(5)

.

(1)

هي سورة مكية آياتها خمسون آية بالحجازي، والبصري، وواحد وخمسون بالحمصي، وثلاث وخمسون بالكوفي (شرح طيبة النشر 5/ 212).

(2)

يسكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواردة في فواتح السور جميعًا نحو {الم} {الر} {كهيعص} {طه} {طسم} ويلزم من سكته إظهار المدغم فيها والمخفي وقطع همزة الوصل بعدها. ووجه السكت: أنه يبين به أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست مؤتلفة. وفي كل منها سر من أسرار الله تعالى ويلزم من سكته إظهار المدغم منها والمخفي، وقطع همزة الوصل بعدها ليبين بهذا السكت أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال، بل هي مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست بمؤتلفة، قال ابن الجزري:

وفي

هجا الفواتح كطه (ثـ) ــقّف

ويترتب على السكت لزوم المد الطويل في ميم وعدم جواز القصر فيه لأن سبب القصر وهو تحريك ميم قد زال بالسكت، (إتحاف فضلاء البشر ص 170، السبعة لابن مجاهد ص 200، المبسوط ص 160، النشر 1/ 424، شرح طيبة النشر 2/ 335).

(3)

قال ابن الجزري:

حافتى (صحبة)

عطفًا على قوله:

ورا الفواتح أمل

(4)

لقول ابن الجزري:

حا (حـ) ـــــلا خلف (جـ) ـــــلا

عطفًا على قوله:

وبين بين في أسف

(5)

ما ذكره المؤلف من المد والتوسط في العين فهذا الحكم خاص بطريق الشاطبية؛ حيث لم يذكر الشاطبي =

ص: 365

قوله تعالى: {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ} [3] قرأ ابن كثير بفتح الحاء

(1)

، والباقون بكسرها

(2)

، ومن قرأ بفتح الحاء - وقف على {إِلَيْكَ} ، ومن كسر الحاء، وقف عند {مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ} .

قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ} [4] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(3)

، والباقون بالضم.

قوله تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ} [5] قرأ نافع، والكسائي: بالياء التحتية

(4)

..

= سواهما بقوله:

وفي عين الوجهان والطول فضلا

أما طريق ابن الجزري: فقد ذكر في النشر ثلاثة أوجه: القصر والتوسط والمد، وأشار إلى ذلك بقوله:

ونحو عين فالثلاثة لهم

(1)

قال ابن الجزري:

وحاء يوحى فتحت (د) ما

ووجه قراءة من قرأ بفتح الحاء، على ما لم يسمّ فاعله، فيوقف في قراءته على {قَبْلِكَ} ، ويبتدأ:{اللَّهُ الْعَزِيزُ} على التبيان لِما قبله، كأنه قيل: من يوحيه؟ فيقال: الله العزيز. فالمعنى على هذه القراءة: {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ} يا محمد مثل ما أوحي إلى الأنبياء قبلك"، وقيل: معناه "إن الله جلّ ذكره أعلمه أن هذه السورة أُوحيت إلى الأنبياء قبل محمد". و {إِلَيْكَ} يقوم مقام الفاعل، أو يضمر المصدر يقوم مقام الفاعل.

(2)

وحجة من قرأ بكسر الحاء: أنه لا يوقف إلّا على {الْحَكِيمُ} ، لأنهم أسندوا الفعل إلى الله جلّ ذكره، فهو الفاعل، فلا يوقف على الفعل دون الفاعل، ولا على الفاعل دون نعته (شرح طيبة النشر 5/ 210، النشر 2/ 367، المبسوط ص 395، التيسير ص 194، إعراب القرآن 3/ 49، السبعة ص 580، زاد المسير 7/ 272، تفسير النسفي 4/ 99).

(3)

قرأها هؤلاء بسكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن {وَهُوَ} ، {فَهُوَ} ، {وَهِيَ} {فَهِىَ} {لَهِيَ} ثم زاد الكسائي {ثُمَّ هْيَ} (انظر المبسوط ص 128) وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وَهُوَ} وكسرتان وضمة في {وَهِيَ} فأسكن الهاء لدلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).

(4)

قرأ المذكورون لفظ {تَكَادُ} في مريم وهنا في الشورى بياء التذكير، قال ابن الجزري:

يكاد فيهما (أ) ب (ر) نا

ووجه القراءة بالياء: أن السماوات جمع قليل والعرب تذكر فعل المؤنث إذا كان قليلًا كقوله فإذا انسلخ الأشهر الحرم ولم يقل انسلخت وقوله {وَقَالَ نِسْوَةٌ} ولم يقل وقال قال ابن الأنباري: سألت ثعلبًا لم صار =

ص: 366

والباقون بالتاء الفوقية.

قوله تعالى: {يَتَفَطَّرْنَ} [5] قرأ أبو عمرو، وشعبة، ويعقوب: بنون ساكنة بعد الياء التحتية وكسر الطاء مخففة

(1)

، والباقون بتاء فوقية بعد الياء التحتية وفتح الطاء مشددة

(2)

.

قوله تعالى: {حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ} [6] قرأ حمزة ويعقوب: بضم الهاء

(3)

، والباقون بكسرها.

قوله تعالى: {يَذْرَؤُكُمْ} [11] بالذال المعجمة، وإذا وقف حمزة سهل الهمزة، وله أيضًا إبدالها واوًا

(4)

.

قوله تعالى: {وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ} [13] قرأ هشام بألف بعد الهاء وفتح الهاء

(5)

، والباقون بياء تحتية بعد الهاء وكسر الهاء.

= ذلك كذلك؟ فقال: لأن الجمع القليل قبل الكثير والمذكر قبل المؤنث فحمل الأول على الأول (الغاية ص 204، شرح طيبة النشر 5/ 37، النشر 2/ 319، المبسوط ص 290، السبعة ص 412، التيسير ص 150).

(1)

فيصير النطق "ينفطرن"، ووجه القراءة: أنه من انفطر؛ أي انشق، مطاوع فطرته على حد انفطرت (شرح طيبة النشر 5/ 38، النشر 2/ 319، المبسوط ص 289).

(2)

قرأ المذكورون لفظ {يَتَفَطَّرْنَ} في مريم والشورى بتاء مفتوحة وتشديدها على أنها مضارع تفطر؛ أي تشقق، قال ابن الجزري:

وينفطرن يتفطرن (عـ) ـــلم (حرم)(ر)

قا الشورى شفا) (عـ) ــــن (د) ون (عم)

(شرح طيبة النشر 5/ 38، النشر 2/ 319، المبسوط ص 289).

(3)

قرأ يعقوب وحمزة {عليهُم} و {إليهُم} و {لديهُم} بضم كسر الهاء في الثلاث حال وصله ووقفه، ويفهمان من إطلاقه إذا كانت لجمع مذكر ولم يتلها ساكن علم مما يعد، قال ابن الجزري:

عليهمو إليهمو لديهمو

بضم كسر الهاء (ظ) ـــبي (و) همو

(شرح طيبة النشر 2/ 52).

(4)

والإبدال وجه ضعيف لا يحمل به.

(5)

جميع لفظ {إِبْرَاهِيمَ} قرأه ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان بن ثلاثة وثلاثين موضعًا بالألف مكان الياء، وقد جمعها ابن الجزري بقوله:

ويقرأ ابراهام ذي مع سورته

مع مريم النحل أخيرا توبته

إلى آخر الأبيات.

ص: 367

قوله تعالى: {وَمُوسَى وَعِيسَى} [13] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(1)

، وأبو عمرو بين اللفظين، ونافع بالفتح وبين اللفظين

(2)

.

قوله تعالى: {نُؤْتِهِ مِنْهَا} [20] قرأ أبو عمرو، وشعبة، وحمزة - في الوصل -: بإسكان الهاء، وعن هشام: الإسكان والقصر والإشباع، وعن ابن ذكوان المد والقصر، وعن أبي جعفر الإسكان والقصر، والباقون بإشباع الكسرة، وهو المعبر عنه بالمد

(3)

.

قوله تعالى: {تَرَى الظَّالِمِينَ} [22] في الموضعين قرأ السوسي - في الوصل -: بالإمالة - بخلاف عنه

(4)

- والباقون بالفتح.

وأما في الوقف: فوقف بإمالة محضة: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف

(5)

، وورش بين اللفظين

(6)

، وقالون بالفتح وبين اللفظين

(7)

، والباقون بالفتح.

(1)

سبق قريبًا (انظر: النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(3)

واختلفوا في الهاء المتصلة بالفعل المجزوم في مثل قوله {يُؤَدِّهِ} [75]، و {وَنُصْلِهِ} النساء: 115، في وقفها وإشمامها الكسر والضم وصلتها بياء أو واو وذلك في ستة عشر موضعًا: في آل عمران أربعة مواضع قوله: {يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} {لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} [75]، و {نُؤْتِهِ مِنْهَا} [145] مكررة في الآية، وفي سورة النساء {نُوَلِّهِ} {وَنُصْلِهِ} [115]، وفي سورة النور {وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ} [52] وفي سورة النمل، {فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ} [28] وفي سورة الزمر {يَرْضَهُ لَكُمْ} [7]، وفي عسق {نُؤْتِهِ مِنْهَا} [20] وفي الزلزلة {خَيْرًا يَرَهُ} {شَرًّا يَرَهُ} وفي سورة البلد {أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} وفي سورة طه {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا} وفي الأعراف والشعراء {أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} 111، 36 هذان مهموزان وغير مهموزين، قال ابن الجزري في باب هاء الكناية:

سكن يؤده نصله نؤته نول

صف لي ثنا خلفهما فناه حل

وهم وحفص اقرهن كم

خلف طبّى بن ثق

(حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 166، السبعة 1/ 208).

(4)

هناك قاعدة مطردة تخص السوسي في هذه المسألة، وهي أنه يقرأ كالجماعة وقفًا، وأما وصلًا فله الوجهان: الفتح والإمالة، قال ابن الجزري:

بل قبل ساكن بما أصل قف

وخلف كالقرى التي وصلا يصف

(5)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق توضيح حكم القراءة قريبًا (شرح طيبة النشر 3/ 88، 689 التيسير ص 46، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 107).

(6)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(7)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن =

ص: 368

قوله تعالى: {الَّذِي يُبَشِّرُ} [23]، قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي: بفتح الياء التحتية، وإسكان الباء الموحدة، وضم الشين مخففة

(1)

، والباقون بضم الباء التحتية وفتح الباء الموحدة.

وكسر الشين مشددة.

قوله تعالى: {وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [25] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص، ورويس - بخلاف عنه -: بالتاء الفوقية

(2)

، والباقون بالياء التحتية

(3)

.

قوله تعالى: {وَلَكِنْ يُنَزِّلُ} [27]، قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب: بإسكان النون وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون وتشديد الزاي

(4)

.

= أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم.

(1)

قرأ القراء كلهم {يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى} و {يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ} في آل عمران، و {وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ} بالإسراء والكهف بضم الياء وفتح الباء الموحدة وتشديد الشين، وقرأ بعكس ذلك حمزة والكسائي بفتح الياء وسكون الباء وضم الشين وتخفيفها، وقرأ حمزة {نُبَشِّرُكَ} في سورة مريم، {لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ} و {إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ} أول الحجر، و {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ} بالتوبة، وعلم كيفية العكس من اللفظ وكلمة الحجر وأول مريم بالنون، وآخرها بالتاء، والبواقي ست بالياء، وصح عطفها باعتبار المضارع، وقيد الحجر بالأول ليخرج {مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} فإنه متفق عليه بالتشديد؛ لمناسبة ما قبله وما بعده من الأفعال المجمع على تشديدها، والبشرة: ظاهر الجلد، وبشره بالتشديد للحجاز، وغيرهم وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وأبو عمرو {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ} بالشورى بالفتح والتخفيف، قال ابن الجزري:

(فـ) ـي (كـ) ـم يبشر اضمم شددن

كسرا كالاسرى الكهف والعكس (رضى)

وكاف أولى الحجر توبة (فـ) ـضا

و (د) م (رضى)(حـ) لأا الذي يبشر

(شرح طيبة النشر 4/ 155، النشر 2/ 239، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 109).

(2)

اختلف عن رويس في قراءة {وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} فروى من أبو الطيب الخطاب، وروى غيره الغيب، قال ابن الجزري:

..... وخاطب يفعلوا (صحب)(غـ) ـما خلف

(3)

واحتج من قرأ بالياء على الغيبة: بأنهم ردّوه على ما قبله من لفظ الغيبة، وهو قوله:{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} ، ثم قال {وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} ، أي: ويعلم ما يفعل عباده (النشر 2/ 367، الغاية ص 256، السبعة ص 586، المبسوط ص 395، التيسير 195، وزاد المسير 7/ 286).

(4)

خفف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب زاي {تُنَزَّل} بعد إسكان نون المضارع بغير الهمز المضموم الأول=

ص: 369

قوله تعالى: {مَا يَشَاءُ إِنَّهُ} [27] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتسهيل الهمزة الثانية كالياء. وعنهم - أيضًا - إبدالها واوًا خالصة

(1)

، والباقون بتحقيقها. وإذا وقف حمزة وهشام على الهمزة الأولى - أبدلاها ألفًا مع المد والتوسط والقصر، ولهما - أيضًا - تسهيلها مع الروم والمد والقصر، وحمزة في الوجهين مع الروم أطول مدًّا من هشام.

قوله تعالى: {يُنَزِّلُ الْغَيْثَ} [28] قرأ نافع، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر: بفتح النون وتشديد الزاي، والباقون بإسكان النون وتخفيف الزاي

(2)

.

قوله تعالى: {فَبِمَا كَسَبَتْ} [30] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر: بغير فاء قبل الباء الموحدة

(3)

، والباقون بالفاء

(4)

.

قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْر} [32] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بإثبات الياء بعد الراء في الوصل، وأثبتها في الوصل والوقف: ابن كثير، ويعقوب، والباقون بغبر ياء وقفًا ووصلًا

(5)

.

= المبني للفاعل أو المفعول حيث جاء في القرآن الكريم، وقد سبق بيان ما في ذلك قبل عدة صفحات، قال ابن الجزري:

.... ينزل كلًّا خف (حق)

لا الحجر والأنعام أن ينزل (د) ق

(1)

سبق بيانها قبل عدة صفحات.

(2)

سبق بيان القراءة في الصفحة السابقة.

(3)

ووجه ذلك أن تكون {مَا} في قوله: {وَمَا أَصَابَكُمْ} بمعنى "الذي"، في موضع رفع بالابتداء، فيكون قوله {فَبِمَا كَسَبَتْ} خبر الابتداء، فلا يحتاج إلى فاء. قال ابن الجزري:

........ بما في فبما مع يعلما

بالرفع (عم)

(4)

ووجه قراءة من قرأ بالفاء: أن تكون {وَمَا} في قوله {وَمَا أَصَابَكُمْ} ، للشرط، والفاء جواب الشرط، ويجوز في هذه القراءة أن تكون {وَمَا} بمعنى "الذي"، وتدخل الفاء في خبرها لما فيها من الإبهام الذي يشبه الشرط (شرح طيبة النشر 5/ 214، النشر 2/ 367، المبسوط ص 395، السبعة ص 581، المصاحف 47، المقنع 106، زاد المسير 7/ 288، تفسير النسفي 4/ 108).

(5)

قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب بإثبات الياء في عشر ياءات بهود: 105، و {أَخَّرْتَنِي} بالإسراء: 62، و {يَهْدِيَنِ} و {نَبْغِ} و {تُعَلِّمَنِ} ، و {يُؤْتِيَنِ} ، الأربعة بالكهف: 24 - 64 - 66 - 40، و {أَلَّا تَتَّبِعَنِ} بـ طه: 93، و {الْجَوَارِ} بالشورى: 32، و {الْمُنَادِ} بقاف: 41، و {إِلَى =

ص: 370

وأمال الألف بعد الراء: الدوري - عن الكسائي

(1)

- والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {يُسْكِنِ الرِّيحَ} [33] قرأ نافع، وأبو جعفر: بالألف بعد الياء المفتوحة؛ على الجمع

(2)

، والباقون بغير ألف؛ على التوحيد.

قوله تعالى: {وَيَعْلَمَ الَّذِينَ} [35] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر: برفع الميم

(3)

، والباقون بالنصب

(4)

.

= الدَّاعِ} بالقمر: 8، وبذلك قرأ الكسائي في يأت بهود {نَبْغِ} بالكهف محافظة على حرف الإعراب وكل على أصله السابق فابن كثير وكذا يعقوب بإثباتها في الحالين، ونافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بإثباتها وصلًا فقط إلا أن أبا جعفر فتح ياء {أَلَّا تَتَّبِعَنِ} بطه وصلًا وأثبتها وقفًا ساكنة وخرج بتقييد {نَبْغِ} بالكهف {مَا نَبْغِي هَذِهِ} بيوسف: 65، و بهود أخرج نحو {يَأْتِيَ} بالشمس و {إِلَى الدَّاعِ} أخرج {يَدْعُ الدَّاعِ} بالقمر أيضًا (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 152).

(1)

سبق قريبًا.

(2)

اختلف في قراءة لفظ {الرِّيَاحِ} في القرآن الكريم؛ فقرأ نافع وأبو جعفر {اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيح} في إبراهيم، و {يُسْكِنِ الرِّيحَ} ، بالشورى بالجمع فيهما،، قال ابن الجزري:

واجمع بإبراهيم شورى (إ) ذ (ثـ) نا

(شرح طيبة النشر 4/ 76، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 118، السبعة ص 173).

(3)

قال ابن الجزري:

مع يعلما بالرفع (عم)

ووجه من قرأ بالرفع على الاستئناف، لأن الجزاء وجوابه تمّ قبله، فاستُؤنف ما بعد ذلك أن شئتَ رفعت {وَيَعْلَمُ} على أنه خبر ابتداء محذوف تقديره: وهو يعلم الذين.

(4)

وقراءة النصب: على الصرف، ومعناه: أنه لمّا كان قبله شرط وجواب، وعطُفَ عليه {وَيَعْلَمُ} "، لم يحسن في المعنى، لأن علم الله واجب، وما قبله غير واجب فلم يحسن الجزم في {وَيَعْلَمَ} على العطف على الشرط وجوابه، لأنه يصير المعنى: إن يشأ يعلم، وهو عالم بكل شيء، فلم يحسن العطف على الشرط وجوابه، لأنه غير واجب، {وَيَعْلَمَ الَّذِينَ} واجب، ولا يُعطَف واجب على غير واجب، فلمّا امتنع العطف عليه على لفظه، عطف على مصدره، والمصدر اسم، فلم يتمكن عطف فعل على اسم، فأضمر "أن" فيكون مع الفعل اسمًا فتعطف اسمًا على اسم، فانتصب الفعل بـ"أن" المضمرة، فالعطف مصروف على لفظ الشرط إلى معناه، فلذلك قيل: نُصِب على الصرف، وعلى هذا أجازوا: إن تأتني وتعطيَني أكرمْك. فنصبوا "وتعطيني" على الصرف، لأنه صرف على العطف على "تأتني"، فعطف على مصدره، فأضمرت "أن" لكون مع الفعل مصدرًا، فتعطف اسمًا على اسم. ولو عطفتَ على "تأتني" لكان المعنى: إن تأتني وإن تعطني أكرمك. فبوقوع أحد الفعلين يقع الإكرام إذا جزمتَ، وعطفتَ على لفظ "تأتني"، ولم يرد المتكلم هذا، إنما أراد إذا اجتمع الأمران منكَ وقع مني الإكرام، إن يكن منك إتيان=

ص: 371

قوله تعالى: {كَبَائِرَ الْإِثْمِ} [37] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بكسر الباء الموحدة وبعدها ياء تحتية ساكنة

(1)

، والباقون بفتح الموحدة وبعدها ألف، وبعد الألف همزة مكسورة

(2)

.

قوله تعالى: {فَمَنْ عَفَا} [40] لم يمل أحد {عَفَا} ؛ لأنه واوي.

قوله تعالى: {وَتَرَى الظَّالِمِينَ} [44] قرأ السوسي - في الوصل - بالإمالة - بخلاف عنه

(3)

- وأما في الوقف: فوقف بالإمالة محضة: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف

(4)

وورش بين بين

(5)

، وقالون بالفتح وبين اللفظين

(6)

، والباقون بالفتح.

= وإعطاء أكرمك، أي: إذا اجتمع الوجهان وقع الإكرام. والجزم معناه: إن وقع منك إتيان وإعطاء أكرمك. فالإكرام، مع العطف على اللفظ، يكون بوقوع الفعلين (شرح طيبة النشر 5/ 215، النشر 2/ 367، المبسوط ص 395، السبعة ص 581، معاني القرآن 33/ 1، 235، إبراز المعاني 457، البحر المحيط 1/ 141، توجيه الآية في إيضاح الوقف والابتداء 881).

(1)

قرأ الكسائي وحمزة وخلف لفظ {الْكَبِيرُ} في الشورى والنجم بكسر الباء وياء ساكنة بلا ألف؛ أي عظيمة؛ حملًا على الشرك، أو إرادة الجنس، قال ابن الجزري:

............ وكبائر معا

كبير (ر) م (فتى)

وحجة من قرأ بالتوحيد على وزن "فعيل" أن "فعيلًا" يقع بمعنى الجمع، قال الله تبارك وتعالى:{وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69] أي: رفقاء. فهي ترجع إلى القراءة بالجمع في المعنى، ودلّ على الجمع إضافته إلى الإثم، والإثم بمعنى "الآثام". لأنه مصدر يدلّ على الكثير، فإضافة "كبير" إلى الجمع يدلّ على أنه جمع (النشر 2/ 367، شرح طيبة النشر 5/ 215، الغاية ص 256، السبعة ص 581).

(2)

وحجة من قرأ بالجمع أنه لمّا رأى الله تبارك وتعالى ضمن غفران السيئات الصغائر باجتناب الكبائر قرأ بالجمع في الكبائر، إذ ليس باجتناب كبيرة واحدة تُغفر الصغائر، وأيضًا فإن بعده الفواحش بالجمع، فوجب أن تكون الكبائر بالجمع، ليتفق الشرطان واللفظان (النشر 2/ 367، شرح طيبة النشر 5/ 215، الغاية ص 256، السبعة ص 581، إعراب القرآن 3/ 63، غيث النفع ص 347.

(3)

هناك قاعدة مطردة تخص السوسي في هذه المسألة، وهي أنه يقرأ كالجماعة وقفًا، وأما وصلًا فله الوجهان: الفتح والإمالة، قال ابن الجزري:

........ بل قبل ساكن بما أصل قف

وخلف كالقرى التي وصلا يصف

(4)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق بيان حكم القراءة قريبًا (انظر: شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، إتحاف فضلاء البشرص 144).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

(6)

ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.

ص: 372

قوله تعالى: {لَا مَرَدَّ لَهُ} [47] قرأ حمزة - بخلاف عنه - بالمد على {لَا}

(1)

، والباقون بغير مد.

قوله تعالى: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا} [49]{مَا يَشَاءُ إِنَّهُ} [51] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس - في الوصل -: بإبدال الثانية واوًا خالصة، وعنهم - أيضًا - تسهيلها كالياء

(2)

، والباقون بتحقيقها.

قوله تعالى: {أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [51] الرسم هنا بعد الهمزة ياء.

قوله تعالى: {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} [51] قرأ نافع، وابن ذكوان - بخلاف عنه -: برفع اللام من {يُرْسِلَ} وإسكان الياء بعد الحاء

(3)

، والباقون بنصب اللام

(1)

قال ابن الجزري:

والبعض مد لحمزة في نفي لا كلا مرد

(2)

إذا جاءت الهمزتان في كلمتين، وكانت الأولى مضمومة والثانية مكسورة؛ فإن ذلك على قسمين متفق عليه، ويقع في اثنين وعشرين موضعًا؛ هي {يَشَاءُ إِلَى} بالبقرة ويونس والنور، و {الشُّهَدَاءُ إِذَا} بالبقرة، و {يَشَاءُ إِذَا} بآل عمران، و {يَشَاءُ إِنَّ} بآل عمران والنور وفاطر، و {نَشَاءُ إِنَّ} بالأنعام، و {السُّوءُ إِنْ} بالأعراف، و {نَشَاءُ إِنَّكَ} بهود، و {يَشَاءُ إِنَّهُ} بيوسف وموضعي الشورى، و {نَشَاءُ إِلَى} بالحج، و {شُهَدَاءُ إِلَّا} بالنور، و {الْمَلأُ إِنِّي} بالنمل، و {الْفُقَرَاءُ إِلَى} و {الْعُلَمَاءُ إِنَّ} {السَّيِّئُ إِلَّا} ثلاثتها بفاطر، و {يَشَاءُ إِنَّهُ} بالشورى، ومختلف فيه وهو في ستة مواضع {يَازَكَرِيَّا إِنَّا} بمريم: 7 في قراءة من همز {يَازَكَرِيَّا} و {النَّبِيُّ إِنَّا} معا بالأحزاب و {النَّبِيُّ إِذَا} بالممتحنة: 12، و {النَّبِيُّ إِذَا} بالطلاق: 1، و {أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى} بالتحريم: 3، على قراءة نافع في الخمسة، وقد اتفقوا على تحقيق الأولى واختلفوا في الثانية، فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ورويس بتسهيلها واختلف عنهم في كيفية التسهيل فقال جمهور المتقدمين: تبدل واوًا خالصة مكسورة فدبروها بحركتها ما قبلها، قال ابن الجزري:

وعند الاختلاف الاخرى سهلن

(حرم)(حـ) ـوى (غـ) ـنا ومثل السوء أن

(شرح طيبة النشر 2/ 268، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 74).

(3)

قال ابن الجزري:

ويرسل ارفعا

يوحي فسكن (مـ) ـز (خلفا (أ) نصفا

وحجة من رفع وأسكن الياء أنه استأنفَه وقطعَه مِمَا قبله، أو رفعَه على إضمار مبتدأ تقديره: أو هو يرسل رسولًا، ويجوز رفع {يُرْسِلَ} على الحال، على أن يجعل {إِلَّا وَحْيًا} حالًا، ويعطف عليه {أَوْ يُرْسِلَ} ، ويعطف عليه {فَيُوحِيَ} . (النشر 2/ 368، المبسوط ص 396، الغاية ص 256، السبعة ص 582، التيسير ص 195).

ص: 373

وفتح الياء بعد الحاء

(1)

.

* * *

(1)

وحجة من نصب أنه حمله على معنى المصدر، لأن قوله {إِلَّا وَحْيًا} معناه: إلّا أن يوحي، فيعطف {أَوْ يُرْسِلَ} على "أن يوحي" فنصبه، تقديره: إلّا أن يوحي أو يرسل رسولًا فيوحي، ولا يحسن عطفه على {أَنْ يُكَلِّمَهُ} ، لأنه يلزم منه تغير المعنى، لأنه يصير المعنى على نفي الرسل، أو إلى نفي المرسل إليهم الرسل، لأنه يصير التقدير: وما كان لبشر أن يرسل رسولا، أي: أن يرسله الله رسولا، فلا بدّ من حمله، إذا نَصبَه، على معنى وحي (النشر 2/ 368، المبسوط ص 396، الغاية ص 256، السبعة ص 582، التيسير ص 195، زاد المسير 7/ 297، تفسير النسفي 4/ 112).

ص: 374

‌الأوجه التي بين الشورى والزخرف

وبين الشورى والزخرف من قوله تعالى: {أَلَا إِلَى اللَّهِ} [الشورى: 53] إلى قوله تعالى: {تَعْقِلُونَ} [الزخرف: 3] ثمانمائة وجه وسبعون وجهًا غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: أربعمائة وجه واثنان وثلاثون وجهًا.

ورش: مائة وجه واثنان وثلاثون وجهًا.

ابن كثير: مائة وجه وثمانية أوجه.

أبو عمرو: مائتا وجه وأربعة وستون وجهًا.

هشام: مائة وجه واثنان وثلاثون وجهًا.

ابن ذكوان: مائة وجه واثنان وثلاثون وجهًا.

شعبة: مائة وجه وثمانية أوجه.

حفص: مائة وجه وثمانية أوجه.

خلف: ثلاثة أوجه.

خلاد: سنة أوجه، منها ثلاثة أوجه مع خلف.

الكسائي: مائة وثمانية أوجه مندرجة مع ابن ذكوان.

أبو جعفر: مائة وجه وثمانية أوجه.

يعقوب: مائتا وجه وأربعة وستون وجهًا.

خلف: ثلاثة أوجه مندرجة مع ابن ذكوان.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 375

(سورة الزخرف)

(1)

قوله تعالى: {حم} [1]، قرأ أبو جعفر بسكتة لطيفة على الحاء وعلى الميم، وأمال الحاء محضة: ابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف، وأمالها ورش بين بين - من طريق الأزرق - وعن أبي عمرو: الفتح والإمالة بين بين، والباقون بالفتح

(2)

.

قوله تعالى: {فِي أُمِّ الْكِتَابِ} [4]، قرأ حمزة، والكسائي - في الوصل -: بكسر الهمزة قبل الميم

(3)

، والباقون بالضم

(4)

، فإن وقف على {فِي أُمِّ الْكِتَابِ} فالابتداء بالضم للجميع.

(1)

هي سورة مكية. آياتها تسع وثمانون آية وليس في جملتها اختلاف (المبسوط ص 197).

(2)

سبق في السورة الماضية.

(3)

قرا حمزة والكسائي بكسر الهمزة، في المفرد والجمع، في الوصل خاصة، وتفرد حمزة بكسر الميم مع الهمزة في الجمع حيث وقع، وذلك إذا كان قبل الهمزة كسرة أو ياء، وقرأ ذلك كله الباقون بضم الهمزة، وكلهم ضم الهمزة في الابتداء، قال ابن الجزري:

لأمه في أم أمها كسر

ضمَّا لدى الوصل رضى كذا الزمر

والنحل نور النجم تبع

فاش

وحجة من كسر الهمزة أنه اسم أكثر استعماله، والهمزة حرف مستقل بدلالة ما أجازوا فيها من البدل والتخفيف والحذف ونقل الحركة، دون غيرها من سائر الحروف. فلما وقع أول هذا الاسم، وهو {أُمِّ} حرف مستثقل، وكثر استعماله، وثقل الخروج من كسر، أو ياء إلى ضم همزة، وليس في الكلام "فعل" فلما اجتمع هذا الثقل أرادوا تخفيفه، فلم يمكن فيه الحذف، لأنه إجحاف بالكلمة، ولا أمكن تخفيفه، ولا بدله، لأنه أول، فغيروه بأن أتبعوا حركته حركة ما قبله، ليعمل اللسان عملًا واحدًا، والياء كالكسرة، فإذا ابتدأوا ردوه إلى الضم، الذي هو أصله، إذ ليس قبله في الابتداء ما يستثقل. وقد فعلوا ذلك في الهاء في "عليهم ولهم" أتبعوا حركته حركة ما قبلها، وأصلها الضم، والأتباع في كلام العرب مستعمل غير.

(4)

وحجة من كسر الميم مع الهمزة في الجمع أنه أتبع حركة الميم حركة الهمزة، كما قالوا "عليهي" وكسروا الهاء للياء، وأتبعوا حركة الميم حركة الهاء. فمن قال "عليهمي" بكسر الهاء والميم، هو بمنزلة من كسر الهمزة والميم في قوله:{بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} [النحل: 78]، ومن كسر الهاء وضم الميم في "عليهمو" هو بمنزلة من كسر الهمزة وفتح الميم، في قوله:{بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} ، ومن ضم الهمزة وفتح الميم في {بُطُونِ} وهو الأصل بمنزلة من قال "عليهمو" بضم الهاء والميم، فهو الأصل، إلا أن تغيير الهاء، مع=

ص: 376

قوله تعالى: {أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا} [5]، قرأ نافع، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر

(1)

: بكسر الهمزة

(2)

، والباقون بفتحها

(3)

.

قوله تعالى: {الْأَرْضَ مَهْدًا} [10]، قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بفتح الميم وإسكان الهاء

(4)

، والباقون بكسر الميم وفتح الهاء وبعد الهاء ألف

(5)

.

قوله تعالى: {بَلْدَةً مَيْتًا} [11]، قرأ أبو جعفر بتشديد الياء التحتية مكسورة

(6)

= الكسرة والياء، أقوى وأكثر وأشهر من تغيير الهمزة مع الياء والكسرة، وذلك لخفاء الهاء وجلاوة الهمزة. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 379).

(1)

وكذا خلف البزار وقد أغفله المؤلف.

(2)

قال ابن الجزري:

أن كنتم بكسرة (مـ) ـدا (شفا)

وحجة من كسر أنه جعله أمرًا منتظرًا لم يقع وجعل "إن" للشرط، والشرط أمر لم يقع، وجواب الشرط ما قبله من جملة الكلام، فـ"إن" في هذا نظيره قوله:{أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [المائدة: 2] وقد مضى شرحها بأشبع من هذا، فهذه مثلُها في علتها.

(3)

وحجة من فتح أنه جعله أمرًا قد كان وانقضى، ففتح على أنه مفعول مِن أجله، أي: من أجل أن كنتم ولأن كنتم (شرح طيبة النشر 7/ 215، النشر 2/ 368، الغاية ص 257، إعراب القرآن 3/ 78، التيسير ص 195 السبعة ص 584).

(4)

قرأ المذكورون لفظ {مَهْدًا} في طه والزخرف بفتح الميم وإسكان الهاء بلا ألف، وحجة من قرأ بغير ألف أنه جعله مصدرًا كالفرش، لكن عمل فيه عامل من غير لفظه، والتقدير: الذي مهد لكم الأرض مهدًا. فـ"جعل" قام مقام "مهد" ويجوز أن يكون المعنى: ذات مهد، أي: ذات فراش، فيكون في المعنى كالمهاد، فالقراءتان على هذا بمعنى.

(5)

قال ابن الجزري:

مهادا (كـ) ـونا

(سما) كزخرف بمهدا

حجة من قرأ بألف أنه جعله اسما كالفراش، وهو اسم ما يُمهد، كما قال:{الْأَرْضَ فِرَاشًا} [البقرة: 22]{جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا} [نوح: 19]. فالفراش والبساط اسم ما يُفرش وما يُبسط كذلك المهاد اسم ما يُمهد، ويجوز أن يكون المهاد جمع مهد، فجمع المصدر، جعله اسمًا غير مصدر كـ بَغْل وبِغال" (شرح طيبة النشر 5/ 42، النشر 2/ 320، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 97، السبعة ص 418، زاد المسير 5/ 292، وتفسير ابن كثير 3/ 156، وتفسير النسفي 3/ 55).

(6)

قرأ أبو جعفر ميتة والميتة حيث وقع بالتشديد، وكذلك {مَيْتًا} المنكر المنصوب حيث وقع، ووافقه يعقوب ونافع في {مَيْتًا} بالأنعام، ورويس والمدنيان، في الحجرات، ووافقه بعض على تشديد بعض فاتفق نافع وأبو جعفر على تشديد {الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ} بـ يس، ووافقه نافع وحمزة والكسائي وخلف وحفص =

ص: 377

والباقون بإسكانها.

قوله تعالى: {كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} [11]، قرأ حمزة، والكسائي، ويعقوب، وابن ذكوان، وخلف: بفتح التاء الفوقية وضم الراء

(1)

.

والباقون بضم التاء وفتح الراء

(2)

.

قوله تعالى: {مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا} [15]، قرأ شعبة بضم الزاي

(3)

، وأبو جعفر بتشديد

= في ميت المنكر المجرور، ووافقهم يعقوب الحضرمي في {الْمَيِّتِ} المحلى بالألف واللام المنصوب وهو ثلاثة، والمجرور وهو خمسة، وقد قيد {الْمَيِّتَ} ببلد العاري من الهاء فخرج المتصل بها نحو {بَلْدَةً مَيْتًا} وقيد {الْمَيْتَةُ} بالأرض؛ ليخرج {الْمَيْتَةُ} بالنحل والمائدة، قال ابن الجزري:

........ وميتة

والميتة اشدد (ثـ) ـب والارض الميتة

(مدا) وميتا (ثـ) ـق والانعام (ثـ) وى

إذ حجرات (غـ) ـث (مدا) و (ثـ) ـب (أ) وى

(صحب) بميت بلد والميت هم

والحضرمي

والميت صفة الحيوان الزاهق الروح، والميتة المؤنثة حقيقة، ويوصف به ما لا تحله حياة من الجماد مجازًا، قال البصريون: أصله مَيوَت بوزن فيعل، وقلبت الواو ياء لاجتماعها، وسبق أحدهما بالسكون، وأدغمت الأولى للتماثل وهو بالسكون وتخفيف المشدد لغة فصيحة لاسيما في القليل المكسور.

(شرح طيبة النشر 4/ 81 - 84).

(1)

قرأ حمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان ويعقوب {وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25) يَا بَنِي آدَمَ} بالأعراف بفتح التاء وضم الراء، وقرأ ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف {بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} ، كما قرأ حمزة والكسائي وخلف {تُخْرَجُونَ (19) وَمِنْ آيَاتِهِ} كالقراءة السابقة واختلف عن ابن ذكوان فروى الطبري والفارسي عن النقاش عن الأخفش عنه كذلك، وبذلك قرأ أبو عمرو الداني على الفارسي عن النقاش، ولم يصرح به في التيسير هكذا، ولا ينبغي أن يأخذ بسواه، وروي عن ابن ذكوان سائر الرواة من سائر الطرق حرف الروم بضم التاء وفتح الراء، وكذلك قرأ ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف {فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا} ، قال ابن الجزري:

فافتح وضم الرا (شفا) ظل ملا

وزخرت (مـ) ـن (شفا) وأولا

روم (شفا)(مـ) ـن خلفه الجاثية

(شفا)

ووجه الفتح بناء الفعل للفاعل على حد {إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ} (شرح طيبة النشر 4/ 291، النشر 2/ 267، المبسوط ص 207).

(2)

ووجه الضم بناؤه للمفعول وإسناده في الأصل إلى الله تعالى على حد {وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا} (شرح طيبة النشر 4/ 291، النشر 2/ 267، المبسوط ص 207).

(3)

قرأ بضم الزاي {جُزْءٌ} مستحبة، وحذف أبو جعفر الهمز وشدد الزاي {جُزّأ} وكأنه ألقى حركة الهمزة على الزاي ووقف عليها فشددها على حد قولهم خالد بتشديد الدال ثم أجرى الوصل مجرى الوقف ويوقف=

ص: 378

الزاي

(1)

، والباقون بإسكان الزاي، وبعد الزاي همزة منونة، وإذا وقف حمزة - ألقى حركة الهمزة على الزاي من غير تنوين.

قوله تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} [18]، قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص: بضم الياء التحتية وفتح النون وتشديد الشين

(2)

، والباقون بفتح الياء وإسكان النون وتخفيف الشين

(3)

.

قوله تعالى: {عِبَادُ الرَّحْمَنِ} [19]، قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب: بنون ساكنة بعد العين وفتح الدال

(4)

والباقون بباء موحدة مفتوحة بعد العين

= عليها لحمزة وهشام بخلفه بالنقل (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 346).

(1)

وقد وجهت تلك القراءة بأنه لما حذف الهمزة بعد نقل حركتها إلى الزاي تخفيفًا وقف على الزاي، ثم ضعفها ثم أجرى الوصل مجرى الوقف (إتحاف فضلاء البشر ص 163).

(2)

قال ابن الجزري:

وينشأ الضم وثقل (عـ) ـن (شفا)

وحجة من شدّد أنه بناه على الرباعي بتضعيف العين على نشّأ ينشّئ، مثل قتّل يقتّل، وهو يتعدّى في الأصل، لكنه عدّاه إلى المضمر الذي قام مقام الفاعل، معناه: أو من يربى في الحلية، أي: في الحَلي، يعني النساء، جعلوهن أولاد الله، تعالى الله عن ذلك. فالمعنى: أجعلتم من يربى في الحَلي، وهو لا يُبين في الخصام بنات الله، لأنهم جعلوا الملائكة بنات الله، تعالى الله عن ذلك عُلوًّا كبيرًا، وهو قوله تعالى:{وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا} "15"، وهو قوله:{وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ} [النحل: 62]، كانوا يكرهون البنات لأنفسهم.

(3)

وحجة من خفّف أنه بناه على الثلاثي من قولهم "نشأ الغلام ونشأت الجارية ونشأت السحابة"، فهو فعل لا يتعدّى، ومعنى "ينشأ" يَربى (النشر 2/ 368، المبسوط ص 197، شرح طيبة النشر 5/ 217، إعراب القراءات 3/ 83، السبعة ص 584، التيسير 196، وزاد المسير 7/ 306، وتفسير غريب القرآن 397، وتفسير ابن كثير 4/ 125).

(4)

قال ابن الجزري:

عباد في عند برفع (حـ) ـز (كفا)

وحجة من جعله جمع "عبد" قوله: {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} [الأنبياء: 26]، يعني الملائكة، وفيه التسوية بين الآدميين والملائكة في أن كلًّا عباد الله. و {عِنْدَ} في هذا ليس يُراد به قرب المسافة، لأن الله في كل مكان بعلمه، كما قال:{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4]، ولكن معنى {عِنْدَ} الرفعة في الدرجة والشرف في الحال، ومن جعله جمع "عبد" دلّ بذلك على نفي قول مَن جعل الملائكة بنات الله، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا، لأنه يخبر أنهم عباده، والولد لا يكون عبد أبيه، فهي قراءة تدلّ على تكذيب من ادعى ذلك، وردًّا لِقوله، فالقراءتان متكافئتان صحيحتا المعنى.

ص: 379

وبعدها ألف ورفع الدال

(1)

.

قوله تعالى: {أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ} [19]، قرأ نافع، وأبو جعفر: بهمزتين: الأولى مفتوحة، والثانية مضمومة مسهلة بين الهمزة والواو وإسكان الشين، وفصل بينهما بألف: قالون، وأبو جعفر، وورش بغير إدخال

(2)

.

والباقون بهمزة واحدة مفتوحة وفتح الشين

(3)

.

قوله تعالى: {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ} [24]، قرأ ابن عامر، وحفص: بفتح القاف وألف بعدها وفتح اللام؛ على الماضي

(4)

، والباقون بضم القاف وإسكان اللام؛ على

(1)

وحجة من جعله ظرفًا إجماعهم على قوله: {وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [الأنبياء: 19] وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [الأعراف: 206]. فهذا كله يُراد به الملائكة، وفي هذه القراءة دلالة على شرف منزلتهم، وجلالة قَدْرهم، وفضلهم على الآدميين (شرح طيبة النشر 5/ 218، النشر 2/ 368، الغاية ص 257، التيسير ص 196، زاد المسير 7/ 307).

(2)

قال ابن الجزري:

أشهدوا اقرأه أأشهدوا (مدا)

وحجة من قرأ بهمزتين والثانية مخفّفة أنه أدخل همزة الاستفهام التي معناها التوبيخ والتقرير على فعل ما لم يسمّ فاعله رباعي، كأنهم وبّخوا حين ادعوا ما لم يشهدوا، والشهادة في هذا المعنى الحضور، والمعنى: هل أُحضروا خلق الله الملائكة إناثًا حتى ادَّعَوا ذلك وقالوه (شرح طيبة النشر 5/ 219، النشر 2/ 368، 369، المبسوط ص 391، الغاية ص 257، التيسير ص 196).

(3)

وحجة من قرأ بهمزة واحدة أنه حمله على أنه فعل ثلاثي، دخلت عليه همزة الاستفهام الذي معناه التوبيخ والتقرير، فالقراءة الأُولى تعدّى الفعل فيها إلى مفعولين، لأنه رباعي، نُقل بالهمزة من الثلاثي، والنقلُ بالهمزة يزيد في المفعولين واحدًا أبدًا كالتضعيف، فالمفعولان: أحدهما المضمر في الفعل، الذي قام مقام الفاعل، والثاني {خَلْقَهُمْ} والقراءة الثانية تعدّى الفعل فيها إلى مفعول، لأنه ثلاثي، غير منقول، وهو {خَلْقَهُمْ} . ولم يُدخل قالون بين الهمزتين ألفًا، ولا يمدّ في هذا على أصله في {أَأُلْقِيَ} و {أَأُنْزِلَ} ، لأنه فعل لم يُجمع عليه أنه رباعي، كما أُجمع في "ألقى وأنزل". فجعل ترك إدخال الألف فيه دلالة على الاختلاف فيه (شرح طيبة النشر 5/ 219، النشر 2/ 369، الغاية ص 257، التيسير ص 196، السبعة ص 585، غيث النفع ص 347).

(4)

قال ابن الجزري:

قل قال (كـ) ـم (عـ) ـلم

وحجة من قرأ على الخبر أنه جعله خبرًا عن قول "النذير" المتقدّم الذِّكر في قوله: {مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِير} "23"، أي: قال لهم النذير: أولو جئتكُم. ثم أخبر الله جلّ ذكره بجوابهم للنذير، فقال عنهم:=

ص: 380

الأمر

(1)

، وقرأ أبو جعفر:"جِئْنَاكُم" بنون مفتوحة بعد الهمزة وبعدها ألف؛ على الجمع

(2)

، والباقون بتاء فوقية مضمومة بعد الهمزة؛ على الإفراد.

قوله تعالى: {عَظِيمٍ} [31]، لا خلاف فيها أنها بالكسر والتنوين.

قوله تعالى: {يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} [32]، {وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ} [32]، رسم {رَحْمَتَ} هنا بالتاء المجرورة فوقف عليها بالهاء: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب، ووقف الباقون بالتاء المجرورة

(3)

.

قوله تعالى: {سُخْرِيًّا} ، لا خلاف في ضم السين هنا.

قوله تعالى: {سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ} [33]، قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بفتح السين، وإسكان القاف

(4)

.

قوله تعالى: {وَلِبُيُوتِهِمْ} [34]، قرأ أبو عمرو، وورش، وحفص، وأبو جعفر: بضم الباء الموحدة، والباقون بكسرها

(5)

.

= {قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} ، و"النذير" بمعنى الجماعة، فلذلك قالوا: إنا بما أرسلتم به كافرون.

(1)

وحجة من قرأ على الأمر أنه حمله على أنه أمر من الله للنذير، ليقول لهم ذلك، يحتج به عليهم، فهو حكاية عن الحال التي جرت من أمر الله جلّ ذكره للنذير فأخبرنا الله "أنه" أمر للنذير، فقال له: قل لهم أولو جئتكم، وأخبرنا الله بما أجابوا به النذير في قوله {إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} . (شرح طيبة النشر 5/ 219، النشر 2/ 369، الغاية ص 257، التيسير ص 196، السبعة ص 585، غيث النفع ص 347).

(2)

قال ابن الجزري:

وجئنا (ثـ) ـمدا

بجئتكم

(النشر 2/ 369، شرح طيبة النشر 5/ 319، إتحاف فضلاء البشر 1/ 385، المبسوط ص 391، الغاية ص 257).

(3)

سبق بيان القراءة قريبًا بما أغنى عن إعادته هنا (انظر: التيسير ص 60، شرح طيبة النشر 3/ 225، 226، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 137).

(4)

قال ابن الجزري:

وسقفًا وحد (ثـ) ـبا (حبر)

ووجه قراءة من قرأ بالتوحيد: أنه على معنى أن لكل بيت سقفًا، ولأن الواحد يدلّ على الجمع، ولأن لفظ {الْبُيُوتِ} يدل على أن لكل بيت سقفًا (النشر 2/ 369، شرح طيبة النشر 5/ 320، إتحاف فضلاء البشر 1/ 385، المبسوط ص 391، الغاية ص 257، السبعة ص 585).

(5)

وهي قراءة يعقوب أيضًا وقد تركها المؤلف في كل المواضع في القرآن الكريم، فإن كان هذا من المؤلف فهو=

ص: 381

قوله تعالى: {يَتَّكِئُونَ} [34]، قرأ أبو جعفر: بنقل حركة الهمزة إلى الكاف وحذف الهمزة، والباقون بكسر الكاف وبعدها همزة مضمومة بعدها واو

(1)

، وإذا وقف حمزة، فله ثلاثة أوجه: نقل الحركة - كأبي جعفر - وإبدالها ياء خالصة، وتسهيلها بين الهمزة والواو.

قوله تعالى: {لَمَّا مَتَاعُ} [35]، قرأ عاصم، وحمزة، وابن جماز، وهشام - بخلاف عنه -: بتشديد الميم

(2)

، والباقون بالتخفيف.

قوله تعالى: {نُقَيِّضْ لَهُ} [36]، قرأ يعقوب، وشعبة - بخلاف عنه -: بالياء التحتية

(3)

، والباقون بالنون.

= خطأ قد وقع فيه، وأن كان من الناسخ فليسامحه الله، احتج من ضم بأن ذلك هو الأصل في الجمع كقلب وقلوب، ولذلك لم يسأل عن الياء وضمتها وباب "فَعْل" في الجمع الكثير "فُعُول" ولما كان هذا النوع لا يجوز في إلا الضم إذا لم يكن الثاني ياء نحو: كعوب ودهور، أجرى ما ثانيه ياء على ذلك؛ لأنه أصله، ولئلا يختلف (شرح طيبة النشر 4/ 94، النشر 2/ 226، المبسوط ص 143، الغاية ص 112، الإقناع 1/ 607، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 284، شرح شعلة ص 286).

سبق بيان قاعدة {الْبُيُوتِ} معرفًا، ومنكرًا، ومضافًا وغير مضاف قبل عدة صفحات، قال ابن الجزري:

بيوت كيف جا بكسر الضم (كـ) ـم

(د) ن (صحبة)(بـ) ـلا

(شرح طيبة النشر 4/ 94، المبسوط ص 143، السبعة ص 177، النشر 2/ 226، التيسير ص 80، كتاب سيبويه 2/ 305، تفسير ابن كثير 1/ 277).

(1)

قال النويري في شرح طيبة النشر (2/ 290) اختص أبو جعفر بحذف كل همز مضموم قبل كسر وبعدها واو نحو "متكئون - مستهزئون"، قال ابن الجزري:

.............. واحذف

كمتكون استهزئوا يطفوا (ثـ) ـمد

ووافقه نافع على حذف همزأ "صابئون" - {وَالصَّابِئِينَ} ، واختلف عن ابن وردان في {الْمُنْشِئُونَ} ؛ فروى الهمز ابن العلاف والحنبلي من طريق الكفاية، وبه قطع الأهوازي، وبالحذف قطع ابن مهران والهذلي وغيرهما، واتفق ابن جماز على حذفه.

(2)

قرا عاصم وحمزة وابن جماز {لَمَّا} بتشديد "ما" واختلف عن هشام فروى عنه المشارقة وأكثر المغاربة تشديدها من جميع طرقه إلا أن الداني أثبت له الوجهين في جامعه حيث قال فيه: وبالتخفيف قرأت على أبي الفتح في رواية الحلواني وابن عباد عن هشام، وهما صحيحان عن هشام، قال ابن الجزري:

ولما اشدد (لـ) ـدى خلف (نـ) ـبا

(فـ) ـي (ذ) ا

(النشر 2/ 369، شرح طيبة النشر 5/ 220، المبسوط ص 398).

(3)

قرأ يعقوب "يقيض" بالياء، واختلف عن شعبة؛ فروى عنه العليمي القراءة بالياء، وكذلك روى اخلف عن =

ص: 382

قوله تعالى: {فَهُوَ لَهُ} [36]، قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء

(1)

، والباقون بالضم.

قوله تعالى: {وَيَحْسَبُونَ} [37]، قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر: بفتح السين

(2)

.

والباقون بالكسر

(3)

.

قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَنَا} [38]، قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وشعبة، وأبو جعفر: بألف بعد الهمزة؛ على التثنية

(4)

، والباقون بغير ألف؛ على

= يحيى، وروى يحيى عن سائر طرقه بالنون، وكذا سائر الرواة عن أبي بكر، قال ابن الجزري:

نقيض يا (صـ) ـدا خلف (ظـ) ـهر

ووجه قراءته بالياء: أنه على إسناده لضمير عائد على الرحمن.

(النشر 2/ 369، شرح طيبة النشر 5/ 220، المبسوط ص 398، الغاية ص 258).

(1)

قرأها المذكورون بسكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن {وَهُوَ} ، {فَهُوَ} ، {وَهِيَ} ، {فَهِيَ} ، {لَهِيَ} ، وزاد الكسائي "ثُمَّ هْيَ" (انظر المبسوط ص 128) وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة، فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وباء نقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وَهُوَ} وكسرتان وضمة في {وَهِيَ} فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).

(2)

يقرأ المذكورون لفظ {يَحْسَبُ} بفتح السين إذا كان مضارعًا خاليًا من الزوائد البنائية خبرًا كان أو استفهامًا، تجرد عن الضمير أو اتصل به، مرفوع أو منصوب، وذلك نحو:{يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ} و {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ} {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ} فخرج بالمضارع الماضي، وبالخالي من الزوائد ذو الزوائد نحو {يَحْتَسِبُونَ} وقيدت بالبنائية؛ أي التي ينتقل الوزن بها إلى وزن آخر لئلا يخرج ذو همزة الاستفهام. قال ابن الجزري:

ويحسب مستقبلًا بفتح سين (كـ) ـتبوا

(فـ) ـي (نـ) ـص (ثـ) بت

ووجه الفتح القياس وهي لغة تميم.

(3)

حسِب وحسَب لغتان حسب يحسب وحسب يحسب وقال قوم: يحسب بكسر السين من حسب وقالوا وقد جاءت كلمات على فعل يفعل مثل حسب يحسب ونعم ينعم ويئس ييئس (حجة القراءات ص 148، وشرح طيبة النشر 4/ 133).

(4)

قال ابن الجزري: =

ص: 383

الإفراد

(1)

، وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف، وإذا وقف حمزة - سهل الهمزة مع المد والقصر، وعنه - أيضًا - إبدالها مع المد والقصر.

قوله تعالى: {فَبِئْسَ الْقَرِينُ} [38]، قرأ ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه -: بإبدال الهمزة ياء

(2)

، والباقون بالتحقيق.

قوله تعالى: {إِذْ ظَلَمْتُمْ} [39]، اتفق الفراء على إدغام ذال "إذ" في الظاء.

قوله تعالى: {أَفَأَنْتَ} [40]، قرأ الأصبهاني بتسهيل الهمزة وصلًا ووقفًا

(3)

، وأما حمزة فسهلها وقفًا لا وصلًا، والباقون بتحقيقها.

قول تعالى: {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ} {أَوْ نُرِيَنَّكَ} [41 - 42]، قرأ رويس بإسكان النون فيهما

(4)

= وجاءنا امدد همزة (صـ) ـف (عم)(د) ر

ووجه القراءة على التثنية على أن المراد به الإنسان وشيطانه وهو قرينه، لتقدّم ذكرهما في قوله {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} "36"، فأخبر عنهما بالمجيء على المحشر، يعني الكافر وقرينه.

(1)

ووجه قراءة من قرأ بالتوحيد، ردّوه على قوله:{يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ} ، فحمل {جَاءَنَا} على {قَالَ} ووحّدهما جميعًا، يريد بذلك "الكافر"، وهو {وَمَنْ} في قوله:{وَمَنْ يَعْشُ} ، وهو الضمير في {يَعْشُ} . وفي {لَهُ} ، وأتى بلفظ الجمع في قوله:{وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ} "37" حملًا على معنى {وَمَنْ} ، وأتى التوحيد في {يَعْشُ} وفي {لَهُ} حملًا على لفظ {وَمَنْ} (النشر 2/ 369، شرح طيبة النشر 5/ 220، المبسوط ص 398، الغاية ص 258، زاد المسير 7/ 316، وتفسير النسفي 4/ 119).

(2)

فيصير النطق "لبِيْسَ"(انظر إتحاف فضلاء البشر ص 143، والمهذب ص 64).

(3)

سبق بيان حكم الهمزة المفتوحة وقبلها مفتوح، قال ابن الجزري:

وعنه سهل اطمأن وكأن

أخرى فأنت فأمن لأملأن

(شرح طيبة النشر 2/ 287).

(4)

اختلف في {لَا يَغُرَّنَّكَ} الآية 196 في سورة آل عمران، و {يَحْطِمَنَّكُمْ} بالنمل: 18، و {يَسْتَخِفَّنَّكَ} بالروم: 60، و {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ} [الزخرف: 41 - 42]؛ فرويس بتخفيف النون مع سكونها في الخمسة واتفق على الوقف له على نذهبن بالألف بعد الباء على أصل نون التأكيد الخفيفة قال ابن الجزري:

يغرنك الخفيف يحطمن

أو نرين ويستخفن نذهبن

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 234).

ص: 384

وإذا وقف على {نَذْهَبَنَّ} - وقف بالألف، والباقون بتشديد النون فيهما وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {تُسْأَلُونَ} [44]، إذا وقف حمزة حذف الهمزة وألقى حركتها على السين، والباقون بإسكان السين وفتح الهمزة، وكذا يفعل حمزة في الوصل

(1)

.

قوله تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ} [45]، قرأ ابن كثير، والكسائي، وخلف: بفتح السين وحذف الهمزة وقفًا ووصلًا وكذا حمزة في الوقف

(2)

.

والباقون بإسكان السين وهمزة مفتوحة

(3)

.

قوله تعالى: {مِنْ رُسُلِنَا} [45]، قرأ أبو عمرو: بإسكان السين

(4)

، والباقون بالرفع

(5)

.

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَ السَّاحِر} [49]، وقف أبو عمرو، والكسائي، ويعقوب: على ألف

(1)

سبق قريبًا.

(2)

قرأ المذكورون لفظ {وَاسْأَلِ} وما جاء من لفظه مثل [{وَاسْأَلُوا اللَّهَ} - {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} - {فَاسْأَلِ الَّذِينَ} - {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ} - {فَاسْأَلُوهُنّ}] بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها؛ وذلك إذا كانت الكلمة فعل أمر وقبل السين واو أو فاء، قال ابن الجزري:

وسل (روى)(د) م

والحجة لمن ترك الهمز أنه لما اتفقت القراء والخط على حذف الألف من قوله {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} وكان أصله "أسأل" في الأمر فنقلوا فتحة الهمزة إلى اليسن فغنوا عن ألف الوصل لحركتها وسقطت الهمزة المنقولة الحركة لسكونها بالتليين وسكون لام الفعل فلما تقدمت الواو بقي الكلام على ما كان عليه قبل دخولها.

(3)

والحجة لمن همز أن الهمزة إنما تسقط فيما كثر استعماله من الأفعال في الأمر فإذا تقدمت الواو عادت الهمزة إلى أصلها ودليله قوله تعالى {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ} فاتفاقهم على همز ذلك يدل على ثبات الهمز في هذا وما ماثله (النشر 1/ 414، الحجة في القراءات السبع 1/ 123).

(4)

يقرأ أبو عمرو {رُسُلُنَا} و {رُسُلُكُمْ} و {رُسُلُهُمْ} و {سُبُلَنَا} إذا كان بعد اللام حرفان بإسكان السين والباء حيث وقع وكذلك مذهبه في سبلنا فإذا كان بعد اللام حرف ضم السين مثل رسله، وحجته أنه استثقل حركة بعد ضمتين لطول الكلمة وكثرة الحركات فأسكن السين والباء فإذا قصرت الكلمة لم يسكن السين.

(5)

وحجتهم أن بناء فعول وفعيل على فعل بضم العين في كلام العرب ولم تدع ضرورة إلى إسكان الحرف فتركوا الكلمة على حق بنيتها (التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 85، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 225).

ص: 385

بعد الهاء

(1)

، ووقف الباقون على الهاء ساكنة

(2)

، وأما الوصل: فابن عامر بضم الهاء، والباقون بفتحها. والرسم بالهاء من غير ألف.

قوله تعالى {مِنْ تَحْتِي أَفَلَا} [51]، قرأ نافع، والبزي، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل - بفتح الياء

(3)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ} [53]، قرأ حفص، ويعقوب - بخلاف عن رويس -: بإسكان السين

(4)

، والباقون بفتح السين وألف بعدها

(5)

.

قوله تعالى: {سَلَفًا} ، قرأ حمزة، والكسائي: بضم السين واللام

(6)

.

(1)

قرأ المذكورون {يَاأَيُّهَ} عند الوقف بالألف، قال ابن الجزري:

ها أيه الرحمن نور الزخرف

(كـ) ـم ضم قف (ر) جا (حما) بالألف

وحجتهم في ذلك: أن الألف إنّما حُذفت في الوصل لسكونها وسكون ما بعدما، فمّا وقف، وزال ما بعدها، ردّها إلى أصلها، فأثبتها، ولم يعرُج على الخط، لأن الخط لم يكتب على الوقف، إنمّا كتب على لفظ الوصل.

(2)

وحجة من حذف الألف في الوقف أنه اتبع الخط، واتبع اللفظ في الوصل، إذ لا ألف في الخط، لأنه كُتب على لفظ الوصل، ولا ألف في الوصل، فحذفها لسكونها ولسكون ما بعدها (شرح طيبة النشر 3/ 247، النشر 2/ 142، غيث النفع ص 352، السبعة ص 455، التيسير ص 161، الغاية ص 219).

(3)

اختلف القراء في خمسة وثلاثين موضعا؛ فقرأ نافع والبزي وأبو عمرو وكذا أبو جعفر {تَحْتِي أَفَلَا} بالزخرف: 51، {إِنِّي أَرَاكُمْ} بهود: 84، و {وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ} بهود: 29، والأحقاف: 23، بالفتح، فقرأ هؤلاء بالفتح، قال ابن الجزري:

(حـ) لل

(مدا) وهم والبز لكني أرى

تحتي مع أني أراكم و (د) رى

(شرح طيبة النشر 3/ 264 - 271، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 145).

(4)

قال ابن الجزري:

أسورة سكنه واقصر (عـ) ـن (ظـ) ـلم

وحجة من قرأ على وزن "أفعلة" أنه جعله على جمع "سِوار" كحمار وحمرة (شرح طيبة النشر 5/ 223، النشر 2/ 369، غيث النفع ص 348، السبعة ص 587، التيسير ص 197، الغاية ص 258).

(5)

حجة من قرأه على وزن "أفاعلة، أنه جعله جمع "أساورا" حكى أبو زيد "إسوار المرأة" و"سِوارها"، وكان القياس في جمع "إسوار" "أساوير"، كإعصار وأعاصير، ولكن جُعلت الهاء بدلًا من الياء، وحُذفت الياء كما جعلوا الهاء بدلًا من الياء في "زنادقة"، ويجوز أن يكون "أساور" جمع "أسورة" كأسقية وأساقي، ودخلت الهاء كما دخلت في قَشعَم وقَشاعِمة.

(6)

قال ابن الجزري: =

ص: 386

والباقون بفتحهما

(1)

.

قوله تعالى: {يَصِدُّونَ} [57]، قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب: بكسر الصاد

(2)

، والباقون بالضم

(3)

.

قوله تعالى: {أَآلِهَتُنَا} [58] هنا ثلاث همزات: الأولى والثانية مفتوحتان، والثالثة ساكنة؛ فلا خلاف في الثالثة أنها مبدلة ألفًا للجميع، ولا خلاف في الأولى أنها محققة للجميع، وأما الثانية: فحققها عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، وروح، وسهلها الباقون. واتفقوا على عدم المد بين الأولى والثانية

(4)

.

قوله تعالى: {وَاتَّبِعُونِ هَذَا} [61]، قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر: بإثبات الياء بعد النون - في الوصل - دون الوقف، وأثبتها يعقوب وصلًا ووقفًا

(5)

، والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا.

= وسلفًا ضما (رضى)

وحجة من ضمّ أنه جعله جمعًا لسلف، كأَمَد وأُسُد وَوثَن ووُثُن، وهو كثير. وقيل: هو جمع لسليف، كرغيف ورغف، وهو كثير أيضًا، و"السليف" المتقدّم، والعرب تقول: مضى منّا سالِف وسَلَف وسليف.

وقيل: السليف جمع سالف، نادر، وسلف جمع سليف، كرغيف ورُغُف، فهو جمع الجمع.

(1)

وحجة من فتح أنه حمله على بناء يقع للكثرة في الجمع، جعله جمع سالف، كخادم وخدم وغائب وغَيَب، فالقراءتان بمعنى واحد (شرح طيبة النشر 5/ 223، النشر 2/ 369، غيث النفع ص 348، السبعة ع 587، التيسير ص 197، الغاية ص 258).

(2)

قال ابن الجزري:

يصد ضم

كسرا (روى)(عم)

وحجة من قرأ بالكسر أنه على معنى "يضجّون"، وقيل: معناه يضحكون، أي: يضحكون من ضرْبِ المَثَل بعيسى. فـ "من" متعلقة بـ {يَصِدُّونَ} في هذه القراءة وقيل: هي متعلقة في القراءة الأخرى بأول الكلام. وقيل: انهما لغتان بمعنى "يضجون".

(3)

وحجة من ضمّ أنه على معنى "يعدلون ويعرضون عما جئتم به" فالمعنى: إذا قومك من أجل المثل يعدلون عما جئتم به (شرح طيبة النشر 5/ 223، النشر 2/ 369، غيث النفع ع 348، السبعة ص 587، التيسير ع 197، الغاية ص 258، إعراب القرآن 3/ 96).

(4)

قال ابن الجزري:

وحقق الثلاث لي الخلف شفا

صف شم ءآلهتنا شهد كف

(5)

قرأ أبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب بإثبات ثمان ياءات وهي {وَاتَّقُونِ يَاأُولِي} [بالبقرة: 197] و {وَخَافُونِ إِنْ} بآل عمران: 175، و {وَاخْشَوْنِ وَلَا} بالمائدة: 44، و {وَقَدْ هَدَانِ} بالأنعام:80،=

ص: 387

قوله تعالى: {قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ} [63]، {لَقَدْ جِئْنَاكُمْ} [78]، قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإدغام دال "قَدْ" في الجيم، والباقون بالإظهار

(1)

.

قوله تعالى: {يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ} [68]، قرأ شعبة، ورويس - بخلاف عنه - في الوصل بفتح الياء، ووقفًا بالياء، وسكنها نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر - في الوصل - ووقفوا بالياء، والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا

(2)

.

قوله تعالى: {مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ} [71]، قرأ نافع، وابن عامر، وحفص،

= و {ثُمَّ كِيدُونِ} بالأعراف: 195، و {وَلَا تُخْزُونِ} بهود: 78، {بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ} بإبراهيم: 22، و {وَاتَّبِعُونِ هَذَا} بالزخرف: 61، وكل على أصله (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 154).

(1)

اختلف في إدغام دال قد في ثمانية أحرف الأول: الجيم نحو {لَقَدْ جِئْنَاكُمْ} الثاني: الذال {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا} ليس غيره. الثالث: الزاي {وَلَقَدْ زَيَّنَّا} الرابع: السين {قَدْ سَأَلَهَا} الخامس: الشين {قَدْ شَغَفَهَا} فقط. الساس: الصاد {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا} السابع: الضاد {قَدْ ضَلُّوا} ، الثامن: الظاء {لَقَدْ ظَلَمَكَ} فأدغمها فيهن أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وكذا خلف وافقهم الأربعة لكن اختلف عن هشام في {لَقَدْ ظَلَمَكَ} فالإظهار له في الشاطبية كأصلها وفاقًا لجمهور المغاربة وكثير من العراقيين وهو في المبهج وغيره عنه من طريقيه والإدغام له في المستنير وغيره وفاقًا لجمهور العراقيين وبعض المغاربة وأدغمها ورش في الضاد والظاء المعجمتين وأظهرها عند الستة وأدغمها ابن ذكوان في الذال والضاد والظاء المعجمات فقط، واختلف عنه في الزاي فالإظهار رواية الجمهور عن الأخفش عنه والإدغام رواية الصوري عنه وبعض المغاربة عن الأخفش والباقون بالإظهار وهم ابن كثير وعاصم وقالون وكذا أبو جعفر ويعقوب، قال ابن الجزري:

بالجيم والصغير والذال ادغم

قد وبضاد الشين والظا تنعجم

حكم شفا لفظا وخلف ظلمك

له وورش الظاء والضاد ملك

والضاد والظا الذال فيها وافقا

ماض وخلفه بزاي وثقا

(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي 1/ 40، التيسير ص 45، النشر 2/ 5).

(2)

أي قرأ {يَاعِبَادِي} هكذا بإثبات الياء مع فتحها حالة الوصل كل من شعبة ورويس بخلف عنهما، وقرأها {يَاعِبَادِ} ، بإثبات الياء مع سكونها وقفًا ووصلًا كل من نافع وأي عمرو وابن عامر وأبي جعفر، وقرأها الباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا. قال ابن الجزري:

يا عباد لا خوف بخلف صليا

ص: 388

وأبو جعفر: بالهاء بعد الياء

(1)

، والباقون بغير هاء

(2)

.

قوله تعالى: {أُورِثْتُمُوهَا} [72]، قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وابن عامر - بخلاف عنه -: بإدغام الثاء المثلثة في التاء المثناة، والباقون بالإظهار

(3)

.

قوله تعالى: {أَمْ يَحْسَبُونَ} [80]، قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر: بفتح السين

(4)

، والباقون بكسرها.

قوله تعالى: {وَنَجْوَاهُمْ بَلَى} [80]، قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة فيهما، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين

(5)

وقرأ أبو عمرو {وَنَجْوَاهُمْ} بالإمالة بين بين، وفتح {بَلَى} ، والباقون بالفتح فيهما.

(1)

قال ابن الجزري:

............ وتشتهيه ها

زد (عم)(عـ) ـلم

بالهاء على الأصل لأنها تعود على الموصول، وهو "ما" بمعنى "الذي"، ولأنه بالهاء في مصاحف المدينة والشام، فاتبعوا الخط.

(2)

وحجة من قرأ بغير هاء، حذفوها لطول الاسم استخفافًا، وقد أجمعوا على الحذف في قوله:{أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا} [الفرقان: 41]، وعلى الحذف في قوله:{عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ} [النمل: 59] أي: اصطفاهم، وعلى الحذف [في قوله] {إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ} [الدّخان: 42]، أي: رحمه الله، فهو كثير في كلام العرب (شرح طيبة النشر 5/ 224، النشر 2/ 370، المبسوط ص 400، الغاية ص 358، التيسير ص 197، السبعة ص 588).

(3)

إذا جاءت الثاء المثلثة قبل التاء المثناة في القرآن الكريم سواء وردت مفردة أو جمعًا فإن القراء المذكورين يدغمون الثاء في التاء، ووجه الإدغام الاشتراك في بعض المخرج والتجانس في الانفتاح والاستفال والهس، وتدغم الثاء في التاء أيضًا في {أُورِثْتُمُوهَا} بالأعراف: 43، والزخرف: 72، فيدغمها أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وافقهم الأربعة واختلف عن ابن ذكوان فالصوري بالإدغام والأخفش بالإظهار وبه قرأ الباقون وأدخل في الأصل هنا خلفًا في اختياره في المدغمين وفيه نظر ولعله سبق قلم بل يظهرها الحرف في السورتين كما تقرر قولًا واحدًا كما في النشر وغيره، قال ابن الجزري:

أورثتموا (رضى)(لـ) ـجا (حـ) ـز مثل خلف

(شرح طيبة النشر 3/ 27، 28، إتحاف فضلاء البشر ص 44).

(4)

سبق بيان القراءة قبل صفحات قليلة (وانظر: شرح طيبة النشر 4/ 132، النشر 2/ 236، المبسوط ص 154، زاد المسير 1/ 328).

(5)

هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

ص: 389

قوله تعالى: {وَرُسُلُنَا} [80] قرأ أبو عمرو بإسكان السين

(1)

، والباقون بالرفع.

قوله تعالى: {لَدَيْهِمْ} [80] قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء

(2)

، والباقون بالكسر

(3)

.

قوله تعالى {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ} [81] قرأ حمزة، والكسائي: بضم الواو وإسكان اللام

(4)

، والباقون بفتح الواو واللام

(5)

.

قوله تعالى: {فَأَنَا أَوَّلُ} [81] قرأ نافع، وأبو جعفر: بالمد على الألف بعد النون وقفًا ووصلًا

(6)

، والباقون بالمد وقفًا لا وصلًا.

قوله تعالى: {حَتَّى يُلَاقُوا} [83] قرأ أبو جعفر بفتح الياء وإسكان اللام وفتح

(1)

سبق بيان حكم القراءة قريبًا.

(2)

وقد قرأ حمزة {عَلَيْهُمْ} و {إِلَيْهُمْ} و {لَدَيْهُمْ} يضم الهاء في هذه الأحرف الثلاثة فقط في القرآن الكريم كله، أما يعقوب فقد قرأها بمشتقاتها مثل:{عَلَيْهُمَا} و {إِلَيْهُمَا} و {عَلَيْهُنَّ} و {فِيهُنَّ} و {فِيهُمْ} وكل ما أشبه ذلك من هاء قبلها ياء سكنة في جميع القرآن بضم الهاء (انظر: المبسوط في القراءات العشر ص 87).

(3)

والباقون هم: أبو عمرو وابن عامر وعاصم والكسائي، فكانوا يكسرون الهاء ويسكنون الميم، فإذا لقي الميم حرف ساكن اختلفوا، فكان ابن كثير ونافع وابن عامر يمضون على كسر الهاء ويضمون الميم إذا لقيها ساكن مثل:{عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} و {مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ} ويوافقه يعقوب وما أشبهه، وكان أبو عمرو يكسر الهاء والمبسوط ص 88، وشرح طيبة النشر للنويري 2/ 53).

(4)

قرأ المذكورون لفظ {وَلَدًا} في مواضعه الأربعة في مريم، وفي الزخرف وفي نوح بضم الواو وإسكان اللام، قال ابن الجزرى:

ولدا مع الزخرف فاضمم أسكنا (رضا)

والحجة لمن ضم أنه أراد جمع ولد وقيل هما لغتان في الواحد كقولهم عدم وعدم وسقم وسقم.

(5)

الحجة لمن فتح أنه أراد الواحد من الأولاد (الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج 1/ ص 239، شرح طيبة النشر 5/ 37، النشر 2/ 319، المبسوط ص 290، السبعة ص 412، التيسير ص 150).

(6)

قرأ نافع وأبو جعفر {وَإِنَّا} بالألف في الوصل إذا تلاه همزة قطع مضمومة، وهو موضعان بالبقرة {أُحْيِي} ويوسف {أَنَا أُنَبِّئُكُمْ} أو مفتوحة وهو في عشرة مواضع، واختلف عن قالون فيما قبل كسر وهو ثلاثة مواضع. قال ابن الجزري:

.... امددا

أنا بضم الهمز أو فتح (مدا)

ووجهت هذه القراءة بأن الاقتصار على الضمير أو حذف الألف تخفيفًا كالكل مع الهمز.

(شرح طيبة النشر 4/ 117).

ص: 390

القاف

(1)

، والباقون بضم الياء وفتح اللام وألف بعدها وضم القاف

(2)

.

قوله تعالى: {فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ} [84]، قرأ قالون، والبزي: بتسهيل الهمزة الأولى مع المد والقصر، وأسقطها أبو عمرو مع المد والقصر

(3)

، وقرأ ورش

(4)

وقنبل، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، ولهما - أيضًا - إبدالها حرف مد، والباقون بتحقيقها.

(1)

قرأ أبو جعفر لفظ "يلقوا" في الزخرف، والطور والمعارج بفتح الياء وإسكان اللام وفتح القاف من غير ألف قبلها مضارع لقي، قال ابن الجزري:

ويلاقوا كلها

يلقوا (ثـ) ـنا

(شرح طيبة النشر 5/ 226، النشر 2/ 370، المبسوط ص 400).

(2)

ووجه القراءة أنها مضارع لاقى.

(3)

سهل الهمزة الأخيرة من الهمزتين المتفقتين مطلقًا رويس يعني من غير طريق أبي الطيب، وكذلك قنبل من طريق ابن مجاهد وهذا مذهب الجمهور عنه ولم يذكر عنه العراقيون وصاحب التيسير غيره، وكذا ذكره ابن سوار منه من طريق ابن شنبوذ، وروى منه عامة المصريين والمغاربة إبدالها حرف مد خالص فتبدل في حالة الكسر ياءً وفي حالة الضم واوًا ساكنة وهي الذي قطع به في الهادي والهداية والتجريد وهما في التبصرة والكافي والشاطبية وروى عنه ابن شنبوذ إسقاط الأولى مطلقًا كما ذكره، وأما ورش فلا خلاف عنه من طريق الأصبهاني في تسهيلها بين بين، واختلف عن الأزرق فروى عنه إبدال الثانية حرف مد جمهور المصريين ومن أخذ منهم من المغاربة وهو الذي قطع به غير واحد منهم، كابن سفيان والمهدوي وابن الفحام، وكذا في التبصرة والكافي وروى عنه تسهيلها مطلقًا بين بين كثير منهم كأبي الحسن بن غلبون وابن بليمة وصاحب العنوان ولم يذكر في التيسير غيره، واختلفوا عنه في حرفين {هَؤُلَاءِ إِنْ} {الْبِغَاءِ إِنْ} فروى منه كثير من رواة التسهيل جعل الثانية فيها ياء مكسورة وقال في التيسير: وقرأت به على ابن خاقان؟، قال وروى عنه ابن شيطا إجراؤهما لنظائرهما، وقد قرأت بذلك أيضًا على أبي الفتح، وأكثر مشيخة المصرين على الأول. وقرأ الباقون وهم ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وروح بتحقيق الهمزتين مطلقًا وجه تخفيف الثانية أنها سبب زيادة الثقل فخصت وطردًا للباقين وجمعًا وهو مذهب الخليل وحكاه عن أبي عمرو، قال ابن الجزري:

وسهل الأخرى رويس قنبل

ورش وثامن وقيل تبدل

مدًّا (ز) كا (جـ) ودًّا وعنه هؤلا

أن والبغا إن كسر ياء أبدلا

ووجه قلبها المبالغة في التخفيف وهو سماعي ووجه الاختلاس مراعاة لأصلها، ووجه التحقيق الأصل.

(انظر: شرح طيبة النشر (2/ 264 - 266)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (1/ 382)، المبسوط (ص 42، 43).

(4)

هو ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

ص: 391

قوله تعالى: {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [85] قرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وخلف، ورويس: بالياء التحتية

(1)

، والباقون بالتاء الفوقية

(2)

.

ويعقوب على أصله بفتح الحرف الأول وكسر الثالث

(3)

، والباقون بضم الأول وفتح الثالث.

قوله تعالى: {وَقِيلِهِ يَا رَبِّ} [88] قرأ عاصم، وحمزة: بكسر اللام والهاء

(4)

، والباقون بنصب اللام ورفع الهاء

(5)

.

(1)

وحجة من قرأ بياء الغيب: أنه على ضمير الغائبين المتقدمين في {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا} قال ابن الجزري:

ويرجعوا (د) م (غـ) ـث (شفا

(2)

وحجة من قرأ بالتاء: أنه على الالتفات إلى المخاطبين أو الاستئناف على التراخي (شرح طيبة النشر 5/ 227).

(3)

وقراءة يعقوب هذه في جميع القرآن بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم، من رجع اللازم سواء كان من رجوع الآخرة نحو {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} و {يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ} وسواء كان غيبًا أو خطابًا وكذلك {تُرْجَعُ الْأُمُورُ} و {يُرْجَعُ الْأَمْر} وقد وافقه أبو عمرو في قوله تعالى:{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة: 281] وإليه أشار ابن الجزري بقوله:

ويرجع الضم افتحا واكسر (ظـ) ـما

أن كان للأخرى ذو يوم حما

(انظر: المبسوط ص 127، النويري في شرح طيبة النشر 4/ 10، والنشر 2/ 208، والغاية في القراءات العشر ص 99).

(4)

قال ابن الجزري:

وقيله اخفض (فـ) ـي (نـ) ـموا

وحجة من خفضه أنه على لفظ الساعة، أي: وعنده علمُ الساعة، وعلمُ قيلِه ياربّ، أي: ويعلم وقت قيام الساعة، ويعلم قوله وتضرّعه.

(شرح طيبة النشر 5/ 226، إتحاف فضلاء البشر 1/ 387، إعراب القرآن 3/ 104).

(5)

وحجة من قرأ بالنصب أنه {وَقِيلِهِ} على أحد خمسة أوجه: الأول: أنه معطوف على مفعول {يَكْتُبُونَ} المحذوف، تقديره: ورسُلنا لديهم يكتبون ذلك وقيله، أي: ويكتبون قيله يا ربّ، والوجه الثاني: أن يكون معطوفًا على مفعول "تعلمون" المحذوف، تقديره: غلّا من شهد بالحق وهم يعلمون الحق وقيله، أي: يعلمون قيله يا ربّ. والوجه الثالث: أن يكون معطوفًا على قوله {سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ} "80"، أي: نسمع سرهم ونجواهم ونسمع قيله يا رب. والوجه الرابع: أن يكون معطوفًا على موضع الساعة، في قوله {وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} "85"، لأن معناه: ويعلم قيله. والوجه الخامس: أن ينتصب على المصدر كأنه قال: ويقول قيلَه (النشر 2/ 370، المبسوط ص 400، السبعة 589، إعراب القرآن 3/ 104).

ص: 392

قوله تعالى: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر بالتاء الفوقية

(1)

، والباقون بالياء التحتية

(2)

.

* * *

(1)

قال ابن الجزري:

ويعلموا (حق)(كفا)

التاء على الخطاب، ويقوّي ذلك ظهور لفظ {وَقُلْ} قبله، والتقدير: قل لهم يا محمد: سلام فسوف تعلمون.

(2)

وحجة من قرأ بالياء على لفظ الغيبة، لأن قبله:"فاصفح عنهم"(شرح طيبة النشر 5/ 226، النشر 2/ 370، المبسوط ص 400، السبعة 589، إتحاف فضلاء البشر 3871، إعراب القرآن 3/ 104).

ص: 393

‌الأوجه التي بين الزخرف والدخان

وبين "الزخرف" و "الدخان" من قوله تعالى: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ} [الزخرف: 89] إلى قوله تعالى: {مُنْذِرِينَ} [الدخان: 3] ثمان مائة وجه وثمانية وخمسون وجهًا غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: مائة وجه واثنان وتسعون وجهًا.

ورش: ستون وجهًا.

ابن كثير: ثمانية وأربعون وجهًا.

أبو عمرو: مائة وعشرون وجهًا.

هشام: ستون وجهًا.

ابن ذكوان: ستون وجهًا.

شعبة: ثمانية وأربعون وجهًا.

حفص: ثمانية وأربعون وجهًا.

خلف: ستة أوجه.

خلاد: ثلاثة أوجه مندرجة مع خلف.

الكسائي: ثمانية وأربعون وجهًا.

أبو جعفر: ثمانية وأربعون وجهًا.

يعقوب: مائة وعشرون وجهًا.

خلف: ثلاثة أوجه مندرجة مع نفسه عن سليم.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 394

(سورة الدخان)

(1)

قوله تعالى: {حم} [1] قرأ أبو جعفر بسكتة لطيفة على الحاء وعلى الميم

(2)

، وأمال الحاء محضة: ابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف، وأمالها ورش من طريق الأزرق بين بين، وعن أبي عمرو الفتح وبين بين.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {رَبِّ السَّمَاوَاتِ} [7] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي

(3)

، وخلف: بخفض الباء الموحدة

(4)

.

والباقون بالرفع

(5)

.

قوله تعالى: {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى} [13] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة

(1)

هي مكية آياتها ست وخمسون آية بالحجازي والشامي، وسبع وخمسون بالبصري، وتسع وخمسون بالكوفي (شرح طيبة النشر 5/ 229).

(2)

يسكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواردة في فواتح السور جميعًا نحو {الم} {الر} {كهيعص} {طه} و {طسم} ويلزم من سكته إظهار المدغم فيها والمخفي وقطع همزة الوصل بعدها. ووجه السكت: أنه يبين به أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست مؤتلفة. وفي كل منها سر من أسرار الله تعالى (انظر شرح طيبة النشر للنويري 2/ 335).

(3)

ما ذكره المصنف من التقليل بين بين لقالون في قوله تعالى {الذِّكْرَى} خطأ، لأن مذهبه الفتح قولًا واحدًا. والله أعلم.

(4)

قال ابن الجزري:

........ رب السماوات خفض رفعا (كفى)

بخفض {رَبِّ} على البدل من (ربّك) المتقدّم.

(5)

وحجة من قرأ بالرفع: أن ذلك على الابتداء، قطعوه مِمّا قبله، وخبره الجملة التي بعده، قوله:{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [الدخان: 8]، ويجوز رفعه على إضمار مبتدأ، أي: هو ربّ السّماوات (شرح طيبة النشر 5/ 229، النشر 2/ 371، والمبسوط ص 401، السبعة ص 592).

ص: 395

فيهما

(1)

، وقرأ نافع {أَنَّى} بالفتح وبين بين

(2)

، و {الذِّكْرَى} كذلك بخلاف عن قالون، وورش بين بين لا غير

(3)

، وقرأ أبو عمرو {أَنَّى} بالفتح وبين اللفظين، و {الذِّكْرَى} محضة، والباقون بالفتح فيهما.

قوله تعالى: {وَقَدْ جَاءَهُمْ} [13] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار دال "قد" عند الجيم، والباقون بالإدغام

(4)

.

وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف

(5)

، والباقون بالفتح.

وإذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر، وعنه - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر

(6)

.

(1)

وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد قرأ هؤلاء بإمالة كل ألف يائية أو مؤنثة أو للإلحاق متطرفة لفظًا أو تقديرًا، قبلها راء مباشرة، لفظًا عينًا كانت أو فاء نحو {أَسْرَى} {أَرَاكُمْ} {افْتَرَى} {اشْتَرَى} {أَرَى} {نَرَى} {وَتَرَاهُمْ} {يَرَاكَ} {تَتَمَارَى} {يَتَوَارَى} {يُفْتَرَى} {الثَّرَى} {الْقُرَى} {مُفْتَرًى} {أَسْرَى} {أُخْرَاكُمْ} {الْكُبْرَى} {ذِكْرَاهُمْ} {الشِّعْرَى} {وَالنَّصَارَى} {سُكَارَى} ، واختلف عن أبي عمرو وأبي بكر في {يَابُشْرَى} بيوسف: 19، فالفتح عن أبي عمرو رواية عامة أهل الأداء وله قطع في التيسير، قال ابن الجزري:

أمل ذوات الياء في الكل شفا

وقال:

وفيما بعد راء حط ملا

خلف

(شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، التيسير ص 46، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 107).

(2)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط، قال ابن الجزري:

وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف

وما به ها غير ذي الرا يختلف

مع ذات باء مع أراكهمو ورد

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(4)

علة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).

(5)

اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} {خَابَ} في [طه: 61] فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.

(6)

قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا {شُرَكَاؤُنَا} {وَجَاءُوا} .. فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة منه ومكسورها مما رسم فيه سورة الهمزة وواوًا وياءً=

ص: 396

قوله تعالى: {يَوْمَ نَبْطِشُ} [16] قرأ أبو جعفر بضم الطاء

(1)

، والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {إِنِّي آتِيكُمْ} [19] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء

(2)

، والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {وَإِنِّي عُذْتُ} [20] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وخلف، وهشام - بخلاف عنه -: بإدغام الذال في التاء

(3)

، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {أَنْ تَرْجُمُونِ} [20]{فَاعْتَزِلُونِ} [21] قرأ ورش بإثبات الياء فيهما وصلًا لا وقفًا، وأثبتهما يعقوب وقفًا ووصلًا

(4)

، والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا.

= الإبدال بهما محضين مع المد والقصر وهو شاذ لا أصل له في العربية (شرح طيبة النشر 2/ 391، 392".

(1)

قرأ أبو جعفر لفظ "يبطش" حيث وقع بضم الهاء، وقيد الضم لأجل المفهوم، قال ابن الجزري:

.... .... .... .... .... .... يبطش كله

بضم كسر (ثـ) ـق

والبطش الأخذ بالقوة والماضي بطش بالفتح فيهما كخرج يخرج وضرب يضرب.

(شرح طيبة النشر 4/ 319، النشر 2/ 274، المبسوط ص 217، الغاية ص 160).

(2)

وقع من ياءات الإضافة تسع وتسعون ياء بعدها همزة مفتوحة لهؤلاء القراء، قال ابن الجزري:

تسع وتسعون بهمزٍ انفتح

ذرون الاصبهاني مع مكٍّ فتح

وقاعدة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو فتح الكل وقاعدة الباقين إسكانها ووجه فتح الكل مع الهمز أنه أحد الأصلين مع قصد ثبوته الخفي عند القوي وليتمكن من كمال لفظ الهمز. ووجه الإسكان مع أنه أحدهما وقصد التقوية محصلان بزيادة المدة (انظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264).

(3)

إذا جاءت الذال قبل التاء مثل {عُذْتُ} فقد أدغمها أبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا خلف، واختلف عن هشام فقطع له المغاربة قاطبة بالإظهار وهو الذي في الشاطبية وغيرها وجمهور المشارقة بالإدغام ورواه في التجريد عنه من طريق الداجوني وفي المبهج من طريق الحلواني، قال ابن الجزري:

.... .... .... .... ....

نبذت (حـ) ـز (لـ) ـمع

خلف (شفا)

(شرح طيبة النشر 3/ 45، النشر 2/ 16).

(4)

قرأ يعقوب بإثبات الياء في الحالين على أصله في سبع عشرة كلمة، ووافقه غيره وهذه الكلمات هي:{دُعَائِي} و {التَّلَاقِي} و {التَّنَادِي} و {أَكْرَمَنِي} و {أَهَانَنِي} و {وَيَسِّري} و {بِالْوَادي} و {الْمُتَعَالِي} و {وَعِيدِي} و {نَذِيري} و {نَكِيرِي} و {يَكْذِبُوني} و {يمقذوني} ، و {لَتُرْدِينِي} و {فَاعْتَزِلُونِي} و {تَرْجُمُونِي} و {وَنُذُرِي}. أما {أَنْ تَرْجُمُونِ} {فَاعْتَزِلُونِ} بالدخان: 20 - 21، فقرأ ورش بإثبات الياء في=

ص: 397

قوله تعالى: {تُؤْمِنُوا لِي} [21] قرأ ورش بفتح الياء في الوصل

(1)

، والباقون بإسكانها.

قوله تعالى: {فَأَسْرِ} [23] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو جعفر: بوصل الهمزة بعد الفاء

(2)

.

والباقون بهمزة قطع مفتوحة

(3)

.

قوله تعالى: {وَعُيُونٍ} [25] قرأ ابن كثير، وابن ذكوان، وحمزة، والكسائي، وشعبة: بكسر العين

(4)

.

والباقون بالرفع

(5)

.

= التسع كلمات وصلًا ويعقوب على أصله بإثباتها في الحالين (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 156).

(1)

وقعت الياء التي بعدها متحرك غير الهمزة في خمسمائة وستة وتسعين موضعًا، المختلف فيه منها خمسة وثلاثون موضعًا، نحو {بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ} {بِي لَعَلَّهُمْ} {وَجْهِيَ لِلَّهِ} فقرأ نافع وهشام وحفص وكذا أبو جعفر بفتح {بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ} بالبقرة والحج، وقرأ هشام وحفص كذلك بنوح، وقرأ ورش كذلك {بِي لَعَلَّهُمْ} بالبقرة: 186، {لِي فَاعْتَزِلُونِ} بالدخان: 21، بالفتح، وبه قرأ نافع وكذا أبو جعفر {وَمَمَاتِي لِلَّهِ} بالأنعام: 162، وله قرأ نافع وابن عامر وحفص وكذا أبو جعفر {وَجْهِيَ لِلَّهِ} بآل عمران: 20، {وَجْهِيَ لِلَّذِي} بالأنعام: 79، (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 149).

(2)

قرأ المشار إليهم لفظ {أَسْرِ} بـ طه والشعراء، و {فَأَسْرِ} في هود والحجر والدخان، بوصل همزة الخمسة وكسر نون الأولين في الوصل والابتداء بكسر الهمزتين، قال ابن الجزري:

أن اسر فاسر صل (حرم)

وحجة من قرأه بهمز وصل على أنه من سرى الثلاثي مثل: {فَاقْضِ} فحذف الياء علامة البناء، وتحذف الهمزة إذا خلفها متحرك (النشر 2/ 290، المبسوط ص 241، شرح طيبة النشر 4/ 371، إعراب القراءات السبع 1/ 291، زاد المسير 4/ 141).

(3)

وحجتهم في ذلك: أنهم جعلوه فعل أمر من أسرى الرباعي مثل: {أَنْ أَلْقِ} وهما لغتان مشهورتان (النشر 2/ 290، المبسوط ص 241، شرح طيبة النشر 4/ 371، إعراب القراءات السبع 1/ 291، زاد المسير 4/ 141).

(4)

اختلف في {عُيُونٍ} فقرأها بكسر العين ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي. قال ابن الجزري:

بيوت كيف جا بكسر الضم (كم)(د) ن

إلى قوله:

عيون مع شيوخ مع جيوب صف

(مـ) ـز (د) م (رضي)

(شرح طيبة النشر 4/ 407، النشر 2/ 226).

(5)

قال ابن الجزري:

.... .... .... .... .... .... وفي ضمي ثمر=

ص: 398

قوله تعالى: {فَاكِهِينَ} [27] قرأ أبو جعفر "فكِهِين"، و "فكهون" حيث وقع وافقه حفص في "المطففين"

(1)

.

قوله تعالى: {عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ} قرأ أبو عمرو - في الوصل -: بكسر الهاء والميم، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب: بضم الهاء والميم، والباقون بكسر الهاء وضم الميم. وأما في الوقف: فالميم ساكنة للجميع، وضم الهاء حمزة ويعقوب، والباقون بكسرها

(2)

.

قوله تعالى: {مَوْتَتُنَا الْأُولَى} [35]{الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [56] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة، ونافع

(3)

، وأبو عمرو: بالفتح وبين بين، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ} [43] رسم {شَجَرَتَ} بالتاء المجرورة، وقف عليها أبو عمرو، وابن كثير، والكسائي، ويعقوب: بالهاء.

والباقون بالتاء

(4)

.

= كيس (شفا) كيس

ووجه الضم: أنه أراد جمع الجمع تقول ثمرة وثمار وثمر كما تقول أكمة وإكام وأكم (شرح طيبة النشر 4/ 267، حجة القراءات - ابن زنجلة ج 1/ ص 264، النشر 2/ 260، المبسوط ص 199، السبعة ص 263، التيسير ص 103).

(1)

اختلف في {فَاكِهِينَ} في يس والدخان والطور والمطففين، فقرأ أبو جعفر {فَاكِهِينَ} بغير ألف بعد الفاء في الأربعة على جعله صفة مشبهة من فكه بمعنى فرح أو عجب أو تلذذ أو تفكه ووافقه حفص في حرف المطففين، واختلف عن ابن عامر؛ فروى الرملي عن الصوري وغيره عن ابن ذكوان القصر، وكذا روى الشذائي عن ابن الأخرم عن الأخفش عنه، وهي رواية أحمد بن أنس عن ابن ذكوان، وروى أبو العلاء عن الداجوني عن هشام كذلك، وروى المطوعي عن الصوري والأخفش كلاهما عن ابن ذكوان بالألف، وكذا رواه الحلواني عن هشام، وهي رواية الثعلبي وابن المعلى عن ابن ذكوان، قال ابن الجزري:

.... .... .... .... .... .... .... وفاكهون فاكهين اقصر (ثـ) ـنا

تطفيف (كـ) ـون الخلف (عـ) ـن (ثـ) ـرا

(شرح طيبة النشر 5/ 170 - 173، النشر 2/ 354 - 355، المبسوط ص 371).

(2)

سبق بيانه قبل صفحات قليلة.

(3)

هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.

(4)

سبق قريبًا.

ص: 399

قوله تعالى: {يَغْلِي} [45] قرأ ابن كثير، وحفص، ورويس: بالياء التحتية

(1)

. والباقون بالتاء الفوقية

(2)

.

قوله تعالى: {فَاعْتِلُوهُ} [47] قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، ويعقوب: بضم التاء

(3)

، والباقون بكسرها

(4)

.

قوله تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ} قرأ الكسائي بفتح الهمزة

(5)

، والباقون بكسرها.

(1)

قال ابن الجزري:

يغلي (د) نا (عـ) ـند (غـ) ـرض

ووجه قراءة من قرأ بالباء، ردّاه إلى تذكير الطعام، جعلا "الغلي" للطعام، فهو الفاعل (شرح طيبة النشر 5/ 229، النشر 2/ 371، الغاية ص 259، السبعة ص 592، غيث النفع ص 350، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 266).

(2)

ووجه قراءة من قرأ بالتاء: أنهم حملوه على تأنيث {الشَّجَرَةَ} ، فجعلوا "الغلي" للشجرة، فهي الفاعلة. والمعنى في القراءتين واحد. لأن {الشَّجَرَةَ} هي {الطَّعَامَ} ، فالطعام هو الشجرة، ولا يجوز حمل التذكير في {يَغْلِي} على {كَالْمُهْلِ} ؛ لأن، {كَالْمُهْلِ} إنما ذُكر للتشبيه، فليس هو الذي يغلي (شرح طيبة النشر 5/ 229، النشر 2/ 371، الغاية ص 259، السبعة ص 592، غيث النفع ص 350، زاد المسير 7/ 349، وتفسير النسفي 4/ 131).

(3)

قال ابن الجزري:

وضم كسر فاعتلوه (إ) ذ (كـ) ـم (د) عا (ظـ) ـهر

وحجة من ضم التاء: أنه جعله أمرًا من المضموم (شرح طيبة النشر 5/ 230، النشر 2/ 371، الغاية ص 259، المبسوط ص 401، التيسير ص 198، السبعة ص 592، غيث النفع ص 350، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 266).

(4)

ضمّ التاء، و كسرها، لغتان؛ يقال: عتل يعتُل ويعتِل مثل عكَف يعكُف ويعكِف، وحشر يحشُر ويحشِر، ومعناه: فردّوه بعنف (شرح طيبة النشر 5/ 230، النشر 2/ 371، الغاية ص 259، المبسوط ص 402، التيسير ص 198، السبعة ص 593، غيث النفع ص 350، إيضاح الوقف والابتداء 889).

(5)

قال ابن الجزري:

وأنك افتحوا (ر) م

حجة من فتح أنه قدّر حرف الجر مع {أَنْ} ففتحها به، والتقدير: ذق بأنك أو لأنك أنت العزيز عند نفسك. وقيل: هو تعريض، ومعناه الذليل المهين. (حجة القراءات ص 657، النشر 2/ 371، الغاية ص 259، شرح طيبة النشر 5/ 230، المبسوط ص 402، التيسير ص 198، السبعة ص 593، غيث النفع ص 350، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 266، وزاد المسير 7/ 350، وتفسير القرطبي 16/ 151).

ص: 400

قوله تعالى: {فِي مَقَامٍ} [51] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر: برفع الميم

(1)

، والباقون بالنصب

(2)

.

{وَعُيُونٍ} [52] ذكر قبيل.

* * *

(1)

وحجة من قرأ بضمّ الميم: أنه اسم المكان من "أقام"، أو يكون مصدرًا على تقدير حذف مضاف، تقديره: في موضع إقامة (حجة القراءات ص 157، النشر 2/ 371، الغاية ص 259، شرح طيبة النشر 5/ 230، المبسوط ص 402، التيسير ص 198، السبعة ص 593).

(2)

وحجة من قرأ بالفتح: أنهم جعلوه اسم مكان من {قَامَ} ، كأنه اسم للمجلس أو للمشهد، كما قال:{فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ} [القمر: 55] وصِفتُه بالأمن يدلّ على أنه اسم مكان؛ لأن المصدر لا يوصف بذلك؛ لأنَّه اسم الفعل (حجة القراءات ص 657، النشر 2/ 371، الغاية ص 259، شرح طيبة النشر 5/ 230، المبسوط ص 402، التيسير ص 198، السبعة ص 593، معاني القرآن 3/ 44، إعراب القرآن 3/ 118).

ص: 401

‌الأوجه التي بين الدخان والجاثية

وبين "الدخان" و "الجاثية" من قوله تعالى: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ} [الدخان: 58] إلى قوله تعالى: {الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [الجاثية: 2] خمسمائة وجه وستة وثلاثون وجهًا، غير الأوجه المندرجة

(1)

.

بيان ذلك:

قالون: مائة وجه وثمانية وعشرون وجهًا.

ورش: ثمانون وجهًا.

ابن كثير: أربعة وستون وجهًا.

أبو عمرو: ثمانون وجهًا.

هشام: ثمانون وجهًا، منها أربعة وستون وجهًا مندرجة مع قالون.

ابن ذكوان: ثمانون وجهًا.

شعبة: أربعة وستون وجهًا مندرجة مع ابن ذكوان.

حفص: أربعة وستون وجهًا مندرجة مع قالون.

خلف: ثمانية أوجه منها أربعة مندرجة مع ابن ذكوان.

خلاد: أربعة أوجه مندرجة مع ابن ذكوان.

الكسائي: أربعة وستون وجهًا مندرجة مع ابن ذكوان.

أبو جعفر: أربعة وستون وجهًا.

يعقوب: ثمانون وجهًا، منها اثنان وستون وجهًا مندرجة مع قالون.

خلف: أربعة أوجه مندرجة مع ابن ذكوان.

* * *

(1)

ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.

ص: 402