الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(سورة الجاثية)
(1)
قوله تعالى: {حم} [1] قرأ أبو جعفر بسكتة لطيفة على الحاء، ثم على الميم
(2)
، وأمال الحاء محضة: ابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف، وأمالها ورش من طريق الأزرق: بين بين، وعن أبي عمرو الفتح وبين اللفظين، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [4]{آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [5] قرأ حمزة، والكسائي، ويعقوب: بكسر التاء الفوقية فيهما
(3)
.
قوله تعالى: {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ} [5] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بإسكان الياء، على الإفراد؛ والباقون بفتح الياء وألف بعدها؛ على الجمع.
قوله تعالى: {وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} [6] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو؛ وحفص، وأبو جعفر، وروح: بالياء التحتية
(4)
، والباقون بالتاء
(1)
هي سورة مكية آياتها ست وثلاثون آية لغير الكوفي وسبع وثلاثون للكوفي (شرح طيبة النشر 5/ 232).
(2)
يسكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواردة في فواتح السور جميعًا نحو {الم} {كهيعص} {طه} {طسم} {حم} ويلزم من سكتة إظهار المدغم فيها والمخفي وقطع همزة الوصل بعدها. ووجه السكت: أنه يبين به أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست مؤتلفة. وفي كل منها سر من أسرار الله تعالى (انظر شرح طيبة النشر للنويري 2/ 335).
(3)
قال ابن الجزري:
آيات اكسر ضم تاء (فـ) ـي (ظـ) ـبا (رض)
وحجة من كسر التاء أنه حمله على العطف على اسم "إن" على تقدير حذف "في" وقد ترك المؤلف ذكر قراءة الباقين الذين قرأوا بالرفع، وحجتهم: أنه عطفه على موضع "إن" وما عملت فيه، وموضع "إن" وما عَمِلت فيه رفع بالابتداء، ويجوز الرفع على الاستئناف بعطف جملة على جملة، ويجوز رفع {لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} بالظرف، وهو مذهب الأخفش (النشر 2/ 371، الغاية ص 260، شرح طيبة النشر 5/ 232، المبسوط ص 403، التيسير ص 198، السبعة ص 594).
(4)
قال ابن الجزري:=
الفوقية
(1)
.
قوله تعالى: {اتَّخَذَهَا هُزُوًا} [9] قرأ حمزة في الوصل: بإسكان الزاي، وقرأ حفص بضم الزاي وإبدال الهمزة واوًا وقفًا ووصلًا
(2)
، وقرأ الباقون بضم الزاي، وبعد الزاي همزة مفتوحة منونة
(3)
، وإذا وقف حمزة - أبدل الهمزة واوًا مع إسكان الزاي
(4)
، وله - أيضًا - نقل حركة الهمزة إلى الزاي، وقيل عنه تشديد الزاي؛ وهو ضعيف جدًّا
(5)
، ووقف الباقون بعد ضم الزاي بهمزة مفتوحة من غير تنوين.
قوله تعالى: {مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ} قرأ ابن كثير، وحفص، ويعقوب - في الوصل -: برفع الميم
(6)
، والباقون بالخفض
(7)
، وبكسر التنوين على القراءتين؛ لالتقاء الساكنين.
= يؤمنون (عـ) ـن (شـ) ـذا
…
(حـ) ـرم) حـ) ـبا
وحجة من قرأ بالياء: أنهم ردّوه على لفظ الغيبة التي قبله، وهو قوله تعالى:{لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} {لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} "5".
(1)
ووجه قراءة من قرأ بالتاء: أنها على الخطاب، على معنى: قل لهم يا محمد فبأيِّ حديث بعد الله وآياته تؤمنون أيها الكافرون. ويجوز أن تردّه على الخطاب الذي قبله، في قوله:{وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ} (النشر 2/ 371، المبسوط ص 403، السبعة ص 594، شرح طيبة النشر 5/ 234، التيسير ص 198، الغاية ص 260).
(2)
وعلة حفص أنه أراد التخفيف لأنها همزة مفتوحة قبلها ضمة، فهي تجري على البدل كقوله:{السُّفَهَاءُ أَلَا} في قراءة الحرميين وأبي عمرو (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 247، النشر 1/ 389، المبسوط ص 130، ابن القاصح ص 152، التبصرة ص 423).
(3)
ووجه قراءة من قرأ بالهمز: أنه على الأصل مع إسكان الزاي وصلًا ووفقًا (شرح طيبة النشر 4/ 33، 34، والنشر 2/ 215، وإتحاف فضلاء البشر ص 138، والإقناع 2/ 598).
(4)
فقرأ "هُزَا" فيقف على زاي مفتوحة. وقرأ حمزة "هزؤا" بالهمز على الأصل مع إسكان الزاي وصلًا فقط، قفال ابن الجزري:
وأبدلا
عد هزؤا مع كفؤا هزؤا سكن
…
ضم فتى كفؤا فتى ظن
(النشر 1/ 389، المبسوط ص 130، ابن القاصح ص 152، التبصرة ص 423).
(5)
لأن الإبدال مع الإدغام وعدمه يكون في الواو والياء الأصليتين أو الزائدتين لا في الزاي ولذا أشار المصنف إلى ضعف هذا الوجه لأنَّه غير مقروء به ..
(6)
قرأ المذكورون لفظ {أَلِيمٌ} في سبأ والجاثية برفع الميم، قال ابن الجزري:
وارفع الخفض غنا عم كذا
…
أليم الحرفان (شـ) ـم) د) ن (عـ) ـن (غـ) ـذا
وحجة من قرأ بالرفع: أنه جعله صفة لعذاب.
(7)
ووجه قراءة من قرأ بالجر: أنه جعله صفة لـ {رِجْزَ} (شرح طيبة النشر 5/ 152، النشر 2/ 349،=
قوله تعالى: {لِيَجْزِيَ قَوْمًا} [14] قرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالنون
(1)
، والباقون بالياء التحتية
(2)
، وأبو جعفر بضم الياء وفتح الزاي
(3)
.
والباقون بفتح الياء وكسر الزاي
(4)
.
قوله تعالى: {تُرْجَعُونَ} قرأ يعقوب بفتح التاء وكسر الجيم
(5)
والباقون بضم التاء وفتح الجيم.
= المبسوط ص 360، حجة القراءات ص 582، السبعة ص 526، التيسير 180، وتفسير النسفي 3/ 318).
(1)
قال ابن الجزري:
لنجزي اليا (نـ) ـل (سما)
وحجة من قرأ بالنون: أنه على معنى الإخبار مِن الله جلّ ذكره عن نفسه بالجراء، فهو المجازي كُلًّا بعَملِه. وهذه القراءة حجة لمذهب الكوفيين على إقامة الجار والمجرور بمقام الفاعل مع وجود المفعول به الصريح.
(2)
وحجة من قرأ بالياء: أنهم ردّوه على ذكر اسم الله المتقدّم في قوله: {لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ} ثم قال: {لِيَجْزِيَ قَوْمًا} ، أي: ليجزي الله قومًا (شرح طيبة النشر 5/ 234، النشر 2/ 370، المبسوط ص 403، البحر المحيط 8/ 54، السبعة ص 594، معاني القرآن 3/ 46).
(3)
قال ابن الجزري:
......... ضم افتحا (ثـ) ـق
ووجه قراءة أبي جعفر على أنها للبناء للمفعول والنائب هو الجار والمجرور، أو المصدر المفهوم من الفعل (المبسوط ص 403، شرح طيبة النشر 5/ 234، النشر 2/ 370، السبعة ص 594، البحر المحيط 8/ 54، معاني القرآن 3/ 46، إعراب القرآن 3/ 128).
(4)
ووجه قراءتهم أنها على البناء للفاعل، وإسناد الفعل إلى ضمير اسم الله تعالى (المبسوط ص 403، شرح طيبة النشر 5/ 234، النشر 2/ 370، السبعة ص 594، زاد المسير 7/ 359، وتفسير النسفي 4/ 135).
(5)
وقراءة يعقوب هذه في جميع القرآن بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم، من رجع اللازم سواء كان من رجوع الآخرة نحو {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} و {يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ} وسواء كان غيبًا أو خطابًا وكذلك {تُرْجَعُ الْأُمُورُ} و {يُرْجَعُ الْأَمْرُ} وقد وافقه أبو عمرو في قوله تعالى:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} [البقرة: 281] وإليه أشار ابن الجزري بقوله:
وذو يوم حما
(انظر: المستنير ص 127، شرح طيبة النشر 4/ 10، والنشر 2/ 208، والغاية في القراءات العشر ص 99).
قوله تعالى: {سَوَاءً مَحْيَاهُم} [21] قرأ حمزة، والكسائي، وحفص، وخلف: بالنصب
(1)
.
والباقون بالرفع
(2)
، وأمال {مَحْيَاهُمْ} [21] محضة: الكسائي، وعن نافع الفتح وبين اللفظين
(3)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ} [23] قرأ نافع، وأبو جعفر: بتسهيل الهمزة بعد الراء، وعن ورش - أيضًا - إبدالها ألفًا وأسقطها الكسائي
(4)
والباقون بتحقيقها، وإذا
(1)
وحجة من نصب أنه جعله مصدرًا علم فيه {جَعَلْنَاهُ} كأنه قال: سوّينا فيه بين الناس سواء، وارتفع العاكف بـ {سَوَاءً} ، كأنه قال: مستويًا فيه العاكف. فهو مصدر في معنى اسم الفاعل، كما قالوا: رجل عَدْلٌ أي: عادل. وعلى هذا أجازوا: مررت برجل سواء درهمه، أي مستويًا درهمه. ويجوز أن يكون {سَوَاءً} انتصب على الحال. وإذا نصبته على الحال جعلته حالًا من المضمر، في قوله:{لِلنَّاسِ} المرتفع بالظرف. ويكون الظرف عاملًا في الحال؛ لأنَّه هو العامل في المضمر الذي هو صاحب الحال، أو يكون حالًا من الهاء في {جَعَلْنَاهُ} ويكون العامل في الحال "جعلنا" كما عملت في الهاء التي هي صاحب الحال. قال ابن الجزري:
سوءات انصب رفع (عـ) ـلم الجاثية صحب
(النشر 2/ 326، شرح طيبة النشر 5/ 67، المبسوط ص 306، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 118).
(2)
وحجة من رفع أنه جعله خبرًا لـ "العاكف" مقدّمًا عليه. والتقدير: العاكف والباد سواء فيه، أي ليس أحدهما أحق به من الآخر (النشر 2/ 326، شرح طيبة النشر 5/ 67، المبسوط ص 306، الكشف من وجوه القراءات 2/ 118، تفسير الطبرى 6/ 486، ومعاني القرآن 2/ 221، وإيضاح الوقف والابتداء 783، والتيسير 157، وزاد المسير 5/ 419).
(3)
هي رواية ورش من طريق الأزرق منه فعنه.
(4)
قال ابن الجزري:
أريت كلا (ر) م وسهلها (مدا)
إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد فتح فقرأه قالون وورش من طريق الأصبهاني وكذا أبو جعفر بالتسهيل بين بين في {أَرَأَيْتَ} حيث وقع بعد همزة الاستفهام نحو {أَرَأَيْتُمْ} {أَرَأَيْتَكُمْ} {أَرَأَيْتَ} {أَفَرَأَيْتَ} واختلف عن ورش من طريق الأزرق فأبدلها بعضهم عنه ألفًا خالصة مع إشباع المد للساكنين وهو أحد الوجهين في الشاطبية والأشهر عنه التسهيل كالأصبهاني وعليه الجمهور وهو الأقيس وقرأ الكسائي بحذف الهمز في ذلك كله والباقون بالتحقيق وإذا وقف للأزرق في وجه البدل عليه وعلى نحو {أرأيت} وكذا {أءنت} تعين التسهيل بين بين لئلا يجتمع ثلاث سواكن ظواهر ولا وجود له في كلام عربي وليس ذلك كالوقف على المشدد في نحو صواف الآية 36 لوجود الإدغام.
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 79، شرح طيبة النشر 4/ 287).
وقف حمزة - سهَّلها؛ كنافع.
قوله تعالى: {غِشَاوَةً} [23] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بفتح الغين وإسكان الشين، والباقون بكسر الغين وفتح الشين وبعدها ألف
(1)
.
قوله تعالى: {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [23] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص: بتخفيف الذال
(2)
، والباقون بالتشديد
(3)
.
قوله تعالى: {نَمُوتُ وَنَحْيَا} [24] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة
(4)
، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين
(5)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ} [25] قرأ رويس - بخلاف عنه -: برفع التاء
(6)
،
(1)
قال ابن الجزري:
غشوة افتح اقصرن (فتى)(ر) حا
والغشوة والغشاوة لغتان، كقسوة وقساوة. (شرح طيبة النشر 5/ 235، النشر 2/ 372، المبسوط ص 404، التيسير ص 199، غيث النفع ص 350).
(2)
قرأ المشار إليهم بتخفيف لفظ {تَذكُرون} المضارع المرسوم بتاء واحدة حيث وقع، قال ابن الجزري:
تذكرون (صحب) خففا كلا
(شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).
(3)
ووجه التشديد: أن أصله تتذكرون بتاء المضارعة وتاء التفعيل، ومعناه هنا حصول الفعل بالتراخي والتكرار فخفف بإدغام التاء (شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).
(4)
قاعدة حمزة والكسائي وخلف البزار أنهم أمالوا جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:
وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه
…
وفتحهُ وما بباء رسمه
(النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).
(5)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:
وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف
…
وما به ها غير ذي الرا يختلف
مع ذات ياء مع أراكهمو ورد
(6)
هذه انفرادة لا يقرأ بها، وقد علق عليها ابن الجزري في النشر (2/ 372) بقوله:{حُجَّتَهُمْ} بالنصب إلا ما انفرد به ابن العلاف من النخاس عن التمار عن رويس من الرفع، وهي رواية موسى بن إسحاق عن هارون عن أبي بكر نفسه، ورواية عبد الحميد بن بكار عن ابن عامر وقراءة الحسن البصري وعبيد بن عمير.
والباقون بالنصب.
قوله تعالى: {كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى} [28] قرأ يعقوب بنصب اللام
(1)
، والباقون بالرفع
(2)
.
قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ} [32]{وَقِيلَ الْيَوْمَ} [34] قرأ هشام والكسائي ورويس: بضم القاف
(3)
، والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا} [32] قرأ حمزة بنصب التاء، والباقون بالرفع، وقرأ حمزة - بخلاف عنه - بالمد على {لَا رَيْبَ}
(4)
، والباقون بغير مد.
قوله تعالى: {وَحَاقَ بِهِمْ} [33] قرأ حمزة بإمالة الألف بعد الحاء
(5)
، والباقون بالفتح.
(1)
قال ابن الجزري:
ونصب رفع ثان كل أمة (ظـ) ـل
ووجه قراءة يعقوب: أنها عطف بيان لكل الأول، أو بدل. (شرح طيبة النشر 5/ 235، النشر 2/ 372، المبسوط ص 404، الغاية ص 260، إعراب القرآن 3/ 140).
(2)
ووجه الرفع: أنه على الاستئناف.
(3)
والمراد به بالإشمام وهو عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {وَجِيءَ} و {وَحِيلَ} و {وَسِيقَ} و {سِيءَ} (انظر: المبسوط ص 127، والغاية ص 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص 129).
(4)
يمد حمزة بخلف عنه {لَا} النافية لكنه لا يبلغ بهذا المد حدَّ الإشباع بل يقتصر فيه على التوسط (انظر إتحاف فضلاء البشر ص 126).
(5)
إذا أتى اللفظ الذي على ثلاثة أحرف من الأفعال العشرة وهي: {وَزَادَهُ} {زَاغَ} {جَاءَ} {شَاءَ} {طَابَ} {خَافَ} {خَابَ} {وَضَاقَ} {وَحَاقَ} فإن حمزة يميلها بشرط أن تكون أفعالًا ماضية معتلة العين والإمالة واقعة في وسطها، وسواء اتصلت هذه مع الأفعال بضمير أو لم تتصل، واختلف عن ابن عامر في {وَزَادَهُ} {خَابَ} عن كل من راوييه، فأما هشام فروى عنه إمالة {وَزَادَهُ} الداجوني وفتحها الحلواني، واختلف عن الداجوني في خاب، فأمالها عنه صاحب التجريد والروضة والمبهج وابن فارس وجماعة، وفتحها ابن سوار وأبو العز وآخرون، وأما ابن ذكوان؛ فروى عنه إمالة {خَابَ} الصوري وروى فتحها الأخفش، وأما {وَزَادَهُ} فلا خلاف عنه في إمالة الأولى {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} فروى فيه الفتح وجهًا واحدًا صاحب العنوان وابن شريح والمهدوي ومكي وصاحب التذكرة وبه قرأ الداني على ابن غلبون، وروى الإمالة أبو العز في كتابيه، وصاحب التجريد والمستنير والمبهج والعراقيون وهي طريق الصوري والنقاش عن الأخفش وطريق التيسير، قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة:
والثلاثي (فـ) ـضلا
…
في خاف طاب ضاق حاق زاغ لا=
قوله تعالى: {يَسْتَهْزِئُونَ} [33] قرأ أبو جعفر بنقل حركة الهمزة إلى الزاي وحذف الهمزة
(1)
، والباقون بكسر الزاي وهمزة مضمومة بعد الزاي، وورش على أصله في الوصل بالمد والتوسُّط والقصر، وإذا وقف حمزة - نقل حركة الهمزة إلى الزاي؛ كأبي جعفر
(2)
، وله - أيضًا - إبدال الهمزة ياء
(3)
، وله - أيضًا - تسهيلها بين الهمزة والواو
(4)
.
قوله تعالى: {بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ} [35] قرأ ابن كثير، وحفص، ورويس - بخلاف عنه - بإظهار الذال عند التاء، والباقون بالإدغام
(5)
.
{هُزُوًا} ذكر أول السورة.
قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا} [35] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بفتح الياء
= زاغت وزاد خاب (كـ) ـم خلف (فـ) ـنا
…
وشاء جا (لـ) ـي في خلفه (فتى)(مـ) ـنا
ووجه الإمالة: الدلالة على أصل الياءات، وحركة الواوي، ولما يؤول إليه عند البناء للمفعول، وإشعارًا بكسر الفاء مع الضمير.
(النشر 2/ 59، التيسير ص 50، التبصرة ص 373، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي 1/ 231، الغاية ص 95).
(1)
فتكون قراءة أبي جعفر "يَسْتَهْزُونَ" قال النويري في شرح طيبة النشر (2/ 290) اختص أبو جعفر بحذف كل همز مضموم قبل كسر وبعدها واو نحو {مُتَّكِئِينَ} {وَالصَّابِئِينَ} {الْمُسْتَهْزِئِينَ} قال ابن الجزري:
خلفا ومتكئين مستهزين (ثـ) ـل
(2)
وهذا الوجه على الرسم لقول ابن الجزري:
وعنه تسهيل كخط المصحف
…
فنحو فتشون مع الضم احذف
وإذا وقف عليها مضمومة عليها أن يسكنها ويقف عليها بالسكون (شرح طيبة النشر 2/ 354).
(3)
فيصير النطق "يستهزيون بِهِمْ". لأنَّه إذا وقف عليها بالسكون أبدلت من جنس حركة ما قبلها (شرح طيبة النشر 2/ 354).
(4)
ووجه التسهيل أنه قياس المتحركة بعد الحركة (شرح طيبة النشر 2/ 354).
(5)
كل ذال ساكنة يقع بعدها تاء متحركة يدغمها جميع القراء ويظهرها القراء المشار إليهم بأعلاه وهي قاعدة مطردة في جميع القرآن الكريم، قال ابن الجزري:
وفي أخدت واتخذت (عـ) ـن (د) رى
…
والخلف غث
(انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 139).
التحتية وضم الراء
(1)
، والباقون بضم الياء وفتح الراء
(2)
.
قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ} قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء، والباقون بضمها.
* * *
(1)
وكذلك قرأ حمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان ويعقوب {ومنها تَخرُجُونَ (25) يا بني آدم} بالأعراف بفتح التاء وضم الراء، وقرأ ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف {بلدة ميتًا كذلك تَخرجُون} كذلك، كما قرأ حمزة والكسائي وخلف {تَخرُجُونَ (19) ومن آياته} كالقراءة السابقة واختلف عن ابن ذكوان فروى الطبري والفارسي عن النقاش عن الأخفش عنه كذلك، وبذلك قرأ أبو عمرو الداني على الفارسي عن النقاش، ولم يصرح به في التيسير هكذا، ولا ينبغي أن يؤخذ بسواه، وروى عن ابن ذكوان سائر الرواة من سائر الطرق حرف الروم بضم التاء وفتح الراء، قال ابن الجزري:
وتخرجون ضم فافتح وضم الرا (شفا)
…
ظل حلا وزخرف من شفا وأولا
روم) شفا) (مـ) ـن خلفه الجاثية (شفا)
ووجه الفتح بناء الفعل للفاعل على حد {إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ} (شرح طيبة النشر 4/ 291، النشر 2/ 267، المبسوط ص 207).
(2)
ووجه الضم بناؤه للمفعول وإسناده في الأصل إلى الله تعالى على حد {وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا} (شرح طيبة النشر 4/ 291، النشر 2/ 267، المبسوط ص 207).
الأوجه التي بين الجاثية والأحقاف
وبين "الجاثية" و"الأحقاف" من قوله تعالى: {وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ} [الجاثية: 37] إلى قوله تعالى: {الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [الأحقاف: 2] ألف وجه وسبعمائة وجه واثنان وخمسون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: مائة وجه وأربعة وأربعون وجهًا.
ورش: مائة وجه وستة وسبعون وجهًا.
ابن كثير: مائة وجه وأربعة وأربعون وجهًا.
أبو عمرو: مائة وجه وستة وسبعون وجهًا.
هشام: مائة وجه وستة وسبعون وجهًا.
ابن ذكوان: مائة وجه وستة وسبعون وجهًا.
شعبة: مائة وجه وأربعة وأربعون وجهًا.
حفص: مائة وجه وأربعة وأربعون وجهًا.
خلف: أربعة أوجه.
خلاد: ثمانية أوجه، منها أربعة مندرجة مع خلف.
الكسائي: مائة وجه وأربعة وأربعون وجهًا.
أبو جعفر: مائة وجه وأربعة وأربعون وجهًا.
يعقوب: مائة وجه وستة وسبعون وجهًا.
خلف: أربعة أوجه مندرجة مع ابن ذكوان.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها مند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سورة الأحقاف)
(1)
قوله تعالى: {حم} قرأ أبو جعفر بسكتة لطيفة على الحاء، ثم على الميم
(2)
، وأمال الحاء محضة: حمزة، والكسائي، وخلف، وابن ذكوان، وشعبة، وأمالها ورش - من طريق الأزرق -: بين بين، وعن أبي عمرو الفتح وبين اللفظين، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ} [4] قرأ نافع، وأبو جعفر: بتسهيل الهمزة، وعن ورش - أيضًا - إبدالها ألفًا، وأسقطها الكسائي
(3)
، والباقون بتحقيقها
(4)
.
قوله تعالى: {بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} [6] قرأ أبو عمرو، والدوري عن الكسائي - ورويس،
(1)
هي سورة مكية آياتها أربع وثلاثون آية في غير الكوفي، وخمس وثلاثون في الكوفي (المبسوط ص 405).
(2)
يسكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواردة في فواتح السور جميعًا نحو {الم} {الر} {كهيعص} {حم} {طسم} ويلزم من سكته إظهار المدغم فيها والمخفي وقطع همزة الوصل بعدما. ووجه السكت: أنه يبين به أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست مؤتلفة. وفي كل منها سر من أسرار الله تعالى (انظر شرح طيبة النشر للنويري 2/ 335).
(3)
إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد فتح فقرأه قالون وورش من طريق الأصبهاني وكذا أبو جعفر بالتسهيل بين بين في {أَرَأَيْتَ) حيث وقع بعد همزة الاستفهام نحو {أَرَأَيْتُمْ} {أَرَأَيْتَكُمْ} {أَرَأَيْتَ} {أَفَرَأَيْتَ} واختلف عن ورش من طريق الأزرق فأبدلها بعضهم عنه ألفًا خالصة مع إشباع المد للساكنين وهو أحد الوجهين في الشاطبية والأشهر عنه التسهيل كالأصبهاني وعليه الجمهور، وقرأ الكسائي بحذف الهمز في ذلك كله والباقون بالتحقيق وإذا وقف للأزرق في وجه البدل عليه وعلى نحو {أرأيت} وكذا {أءنت} تعين التسهيل بين بين لئلا يجتمع ثلاث سواكن ظواهر ولا وجود له في كلام عربي وليس ذلك كالوقف على المشدد في نحو صواف الآية 36 لوجود الإدغام، قال ابن الجزري:
أريت كلا (ر) م وسهلها (مدا)
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 79، شرح طيبة النشر 4/ 287).
(4)
والتحقيق هو توفية كل حرف حقه من حركته ونصيبه من الإعراب؛ إذ كانت الهمزة حرفًا من حروف المعجم فيلزمها من الحركة ما يلزم سائر الحروف، لذا جاءوا بكل همزتين مجتمعتين على هيئتها إرادة للتبيين والنطق بكل حرف من كتاب الله على جهته من غير إبدال ولا تغيير (انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص 91، وشرح طيبة النشر للنويري 4/ 9، والمبسوط في القراءات العشر ص 126).
وابن ذكوان - بخلاف عنه -: بالإمالة محضة
(1)
، وقرأ ورش بالإمالة بين بين
(2)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [8] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء
(3)
، والباقون بالضم.
قوله تعالى: {وَمَا أَنَا إِلَّا} [9] قرأ قالون بالمد على الألف بعد النون - بخلاف عنه - والباقون بغير مد، وأما في الوقف: فالجميع بإثبات الألف اتباعًا للرسم.
قوله تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ} [10] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما -: بإدغام الدال في الشين، والباقون بغير إدغام
(4)
.
(1)
قال ابن الجزري:
وكيف كافرين (جـ) ـاد وأمل
(ت) ـب (جـ) ز (مـ) ـنا خلف
…
(غـ) ـلا
ووجه الإمالة المحضة التناسب بين الألف وبين ترقيق الراء، وتنبيهًا على أن الكسرة تؤثر على غير الراء مع مجاورة أخرى ولزومها وكثرة الدور، ولهذا لم يطرد في الكافر وكافر والذاكرين.
(2)
الصواب ورش من طريق الأزرق وحده دون الأصبهاني.
(3)
قرأ المذكورون لفظ {وَهْوَ} بسكون الهاء، حيث وقع في القرآن، إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن {وَهْوَ} ، {فَهْوَ} ، {وَهْيَ} ، {فَهْيَ} ، {لَهْيَ} وزاد الكسائي {ثُمَّ هُوَ} (انظر المبسوط ص 128) وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وَهُوَ} وكسرتان وضمة في {وَهِيَ} فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).
(4)
تدغم الدال في عشرة أحرف، وهي: السين، والذال، والضاد، والتاء، والشين، والثاء، والظاء، والزاي، والصاد، والجيم.
قال الناظم:
الدال في عشر سنا
…
زا ضق ترى شد ثق ظبًا زد
صف جنا إلا بِفتح عن سُكونٍ غَيرَ تا
معناه أن الدال تدغم في هذه الحروف العشرة بشرط ألا تقع الدال مفتوحة بعد ساكن، فإن فتحت بعد ساكن، فإنها لا تدغم إلا في التاء فقط، وذلك لقوة المجانسة، إذ يخرجان معًا من: طرف اللسان، =
قوله تعالى: {مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [10] قرأ أبو جعفر: بتسهيل الهمزة مع المد والقصر
(1)
، والباقون بالتحقيق، وإذا وقف حمزة، سهلها مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ياء مع المد والقصر.
قوله تعالى: {لِيُنْذِرَ الَّذِينَ} [12] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب، والبزي - بخلاف عنه -: بتاء الخطاب
(2)
، والباقون بياء الغيبة
(3)
.
قوله تعالى: {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} [13] قرأ يعقوب بنصب الفاء من غير تنوين
(4)
، والباقون بالرفع، والتنوين، وقرأ حمزة ويعقوب {عَلَيْهِمْ} ضم الهاء
(5)
،
= وأصول الثنايا العليا، كما أنها مشتركان في الصفات الآتية: الشدة، والاستفال، والانفتاح، والإصمات. مثال الدال المفتوحة بعد ساكن قوله تعالى:{وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا} [النحل: 91].
(الهادي 1/ 140 - 142، إتحاف فضلاء البشر ص 42، التيسير ص 24).
(1)
ووجه من قرأ بتسهيل الهمزة مع المد والقصر لتغير السبب، وإذا قرئ له بالإشباع على طريق العراقيين كان له ثلاثة أوجه (انظر إتحاف فضلاء البشر ص 134) واعلم أن كل حرف مد واقع قبل همز مغير يجوز فيه المد والقصر؛ فالمد لعدم الاعتداد بالعارض وهو التسهيل، والقصر اعتدادًا بالعارض، قال ابن الجزري:
والمد أولى إن تغير السبب
…
وبقي الأثر أو فاقصر أحب
(2)
قرأ المذكورون لفظ {لِتُنْذِرَ} بـ يس والأحقاف بالخطاب، واختلف عن البزي فروى الفارسي والشنبوذي عن النقاش بالخطاب، وهي رواية الخزاعي وغيره عن البزي، وبذلك قرأ الداني من طريق أبي ربيعة، وإطلاقه الخلاف في التيسير خروج عن طريقه، وروى الطبري والفحام والحمامي عن النقاش وابن بويان عن أبي ربيعة وابن الحباب عن البزي بالغيب، قال ابن الجزري:
لينذر الخطاب (ظـ) ـل
…
عم) وحرف الأحقاف لهم والخلف (هـ) ـل
(شرح طيبة النشر 5/ 176، النشر 2/ 3355، المبسوط ص 3372، السبعة ص 543، التيسير 185، وزاد المسير 7/ 33).
(3)
ووجه الغيب: إسناده لضمير القرآن في قوله: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ} أي لينذر القرآن بزواجره من كان حيًّا، وإلى ضمير النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ} أي لتنذر يا رسول الله؛ لأنَّه المنذر حقيقة، وفائدة إسناده للقرآن: التنبيه على النيابة بعده (شرح طيبة النشر 5/ 176، النشر 2/ 355، المبسوط ص 372، السبعة ص 543، التيسير 185، وزاد المسير 7/ 33).
(4)
ووجه هذه القراءة على أن لا نافية للجنس تعمل عمل إنّ وهذه قراءة يعقوب في جميع القرآن (انظر: المبسوط ص 129، وشرح طيبة النشر 4/ 20، والنشر 2/ 211، وإتحاف فضلاء البشر ص 134).
(5)
سبق نظيره.
والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا} [15] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بهمزة مكسورة وإسكان الحاء وفتح السين وألف بعدها
(1)
، والباقون بغير همز وضم الحاء وإسكان السين
(2)
.
قوله تعالى: {كُرْهًا} [15] قرأ ابن ذكوان، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب، وهشام - بخلاف عنه -: بضم الكاف فيهما
(3)
.
والباقون بالنصب
(4)
.
(1)
قال ابن الجزري:
وحسنا إحسانًا (كفا)
وحجة من قرأ على وزن "إفعال" أنه جعله مصدرًا لـ {أحْسَنَ} على تقدير: أن يحسن إليهما إحسانًا (النشر 2/ 273، شرح طيبة النشر 6/ 3، المبسوط ص 405، التيسير ص 199، السبعة ص 596، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 271).
(2)
وحجة من قرأ على "فُعْل" أنه على تقدير حذف مضاف وحذف موصوف، تقديره: ووصّينا الإنسان بوالديه أمرًا ذا حسن، أي: ليأت الحسن في أمرهما، فحذف المنعوت، وقام النعت مقامه وهو "ذا"، ثم حذف المضاف وقام المضاف إليه مقامه، وهو حسن، ذكر هذا في سورة البقرة بأشبع من هذا، (النشر 2/ 273، شرح طيبة النشر 6/ 3، المبسوط ص 405، التيسير ص 199، السبعة ص 596، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 271، الغاية ص 261).
(3)
ووافقهم في الأحقاف عاصم ويعقوب وابن ذكوان، واختلف عن هشام فروى منه الداجوني من جميع طرقه إلا هبة الله ضم الكاف، وروى عنه الحلواني من جميع طرقه عنه والمفسر عن الداجوني عن أصحابهما فتحها، قال ابن الجزري:
كرها معًا ضم شفا الأحقاف كفى ظهيرًا
قال ابن عباس: من قرأ {كُرْهًا} بالضم أي بمشقة، جعل ابن عباس الكره فعل الإنسان والكره ما أكره عليه صاحبه تقول: كرهت الشيء كرهًا وأكرهت على الشيء كرهًا، قال أبو عمرو: والكره ما كرهته والكره ما استكرهت علبه ويحتج في ذلك بقول الله جل وعز {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} (النشر 2/ 248، الغاية ص 133، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 195، التيسير ص 95، النشر 2/ 248).
(4)
قال ابن الجزري:
.....
…
…
وفصل في فصال (ظـ) ـبى
الفتح والضم لغتان مشهورتان كالفَقْر والفُقْر والضَّعْف والضُّعْف والشَّهْد والشُّهْد. وقد قيل: إن الكُره، بالضم، المشقة، والكَره بالفتح الإجبار، وقيل الكُره، بالضم، ما كرهته بقلبك، وبالفتح الإجبار، =
قوله تعالى: {وَفِصَالُهُ} [15] قرأ يعقوب بفتح الفاء وإسكان الصاد
(1)
، والباقون بكسر الفاء وفتح الصاد، وبعد الصاد ألف
(2)
.
قوله تعالى: {أَوْزِعْنِي أَنْ} [15] قرأ ورش والبزي - في الوصل -: بفتح الياء
(3)
، والباقون بالإسكان.
قوله تعالى: {فِي ذُرِّيَّتِي} [15] اتفقوا على إسكان الياء وقفًا ووصلًا.
قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ} [16] قرأ حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالنون فيهما مفتوحة ونصب النون من {أَحْسَنَ}
(4)
، والباقون بالياء التحتية مضمومة فيهما، ورفع النون من {أحْسَنَ}
(5)
.
قوله تعالى: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا} [17] قرأ ابن كثير، وابن عامر،
= وقيل: الكُره، بالضم، ما عملته وأنت كاره له من غير أن تجبر عليه، والكَره، بالفتح، ما أجبرت عليه. وقال أبو عمرو: الكُره بالضم، كل شيء يكره فعله، والكَره، بالفتح، ما استُكره عليه. وقال الأخفش: هما لغتان، بمعنى المشقة والإجبار. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 382).
(1)
ووجه قراءته: أنه مصدر فصل (النشر 2/ 273، شرح طيبة النشر 6/ 3، المبسوط ص 405)
(2)
ووجه قراءتهم: أنها مصدر فاصل.
(3)
فتح ياء {أَوْزِعْنِي} ورش من طريق الأزرق، والبزي، وهي موجودة في القرآن في موضعين في النمل والأحقاف، قال ابن الجزري:
.......... وفتح أوزعني (جـ) ـلا (هـ) ـوى
وحجتهما في ذلك: كثرة الحروف.
(شرح طيبة النشر 5/ 267، النشر 2/ 267، السبعة 488).
(4)
وحجة من قرأ بالياء: أنه بنى الفعل للمفعول، فأقام (أحسن) مقام الفاعل فرفعه، والفاعل في القراءتين هو الله جلّ ذكره، كما قال:{إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27](النشر 2/ 373، شرح طيبة النشر 6/ 5، المبسوط ص 406، السبعة ص 597، التيسير ص 199).
(5)
قال ابن الجزري:
نتقبل يا (صـ) ـفى
(كـ) ـهف (سما) مع نتجاوز واضمما أحسن رفعهم
وحجة من قرأ بالنون أنه حمله على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه بالتقبل والمجازاة، وحسُن ذلك؛ لأن قبله إخبارًا عن الله جلّ ذكره عن نفسه في قوله {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ} ، ونصب {أحسن} بوقوع "يتقبل" عليه. (النشر 2/ 373، شرح طيبة النشر 6/ 5، المبسوط ص 406، السمعة ص 597، التيسير ص 199، زاد المسير 7/ 379، وتفسير النسفي 4/ 143).
ويعقوب: بفتح الفاء من غير تنوين
(1)
، وقرأ نافع، وأبو حفص، وأبو جعفر: بكسر الفاء مع التنوين
(2)
، والباقون بكسر الفاء من غير تنوين.
قوله تعالى: {أَتَعِدَانِنِي أَنْ} [17] قرأ هشام بإدغام النون الأولى في النون الثانية؛ فتصير نونًا واحدة مشددة مكسورة، والباقون بنونين مكسورتين ظاهرتين.
وفتح الياء - في الوصل -: نافع، وابن كثير، وأبو جعفر، والباقون بإسكانها
(3)
.
(1)
قال ابن الجزري:
................ وفتح فائه (د) نا (ظـ) ـل (كـ) دا
التنوين وعدمه لغات كلها، وأصل {أُفٍّ} المصدر من قوله: أُفّه وتفه، أي: نتنًا ودَفْرًا، وهو اسم سمي به الفعل، فبني على فتح أو على كسر أو على ضم، منون وغير منون، ذلك جائز فيه لأن فيه لغات مشهورة. فمن نونه قدر فيه التنكير، ومن لم ينونه قدر فيه التعريف، ومعناه: لا يقع منك لهما تكره وتضجر، وموضع {أُفٍّ} نصب بالقول، كما تقول: لا تقل لهما شتمًا (شرح طيبة النشر 4/ 426، النشر 2/ 307، المبسوط ص 386، السبعة ص 379، التيسير ص 139، زاد المسير 5/ 24، وتفسير ابن كثير 3/ 34).
(2)
قرأ المشار إليهم لفظ {أُفٍّ} ، في الإسراء، والأنبياء والأحقاف بكسر الفاء والتنوين، قال ابن الجزري:
............ وحيث أف نون (عـ) ـن (مدا)
(شرح طيبة النشر 4/ 426، النشر 2/ 306، المبسوط ص 386، السبعة ص 379، التيسير ص 139).
(3)
اختلف القراء في خمسة وثلاثين موضعًا؛ فقرأ نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بفتح سبع ياءات من ذلك وهي {من دونَي أولياء} بالكهف: 102، و {إنيَ أراني} الأولان بيوسف: 36، و {يأذن ليَ أبي} فيها و {اجعل ليَ آية} بآل عمران: 41، ومريم: 10، و {ضيفيَ أليس} بهود: 78، وقرأ هؤلاء بفتح {ويسر ليَ أمري} بـ طه: 26، وقرأ ابن كثير وورش من طريق الأصبهاني بفتح {ذرونيَ أقتل} بغافر: 26، وقرأ نافع والبزي وأبو عمرو وكذا أبو جعفر {إِنيَ أراكم} بهود: 84، و {ولكنيَ} بهود: 29، والأحقاف: 23 بالفتح، وقرأ هؤلاء بفتح {تحتيَ أَفلا} بالزخرف: 51، وقرأ نافع وابن كثير وكذا أبو جعفر بفتح {ليحزننيَ أن} بيوسف: 13، و {حشرتنيَ أعمى} بـ طه: 125، {تأمرونيَ أعبد} بالزمر: 64، {أتعداننيَ أن} بالأحقاف: 17، وقرأ نافع وكذا أبو جعفر بالفتح في {سبيليَ أدعو} بيوسف: 108، و {ليبلونيَ أشكر} النمل:40، وقرأ ابن كثير {ادعونيَ أستجب لكم} غافر: 60، بالفتح وقرأ أيضًا بالفتح {فاذكرونيَ أذكركم} البقرة: 152، وقرأ ورش من طريق الأزرق، والبزي بفتح {أوزعنيَ أن} بالنمل: 19، والأحقاف: 15، وقرأ نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بفتح {عنديَ أولم} بالقصص: 78، واختلف فيها عن ابن كثير فروى جمهور المغاربة والمصريين عنه الفتح من روايتيه وقطع جمهور العراقيين للبزي بالإسكان ولقنبل بالفتح والإسكان لقنبل من هذه الطرق عزيز لكن رواه عنه جماعة، وأطلق الخلاف عن ابن كثير الشاطبي والصفراوي وغيرهما وكذا في الطيبة، قال في النشر: =
قوله تعالى: {حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} [18]، قرأ أبو عمرو - في الوصل -: بكسر الهاء والميم، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب: بضم الهاء والميم، والباقون بكسر الهاء وضم الميم، وأما في الوقف: فحمزة ويعقوب بضم الهاء، والباقون بكسرها
(1)
.
= وكلاهما صحيح عنه غير أن الفتح عن البزي ليس من طرق الشاطبية والتيسير وكذا الإسكان عن قنبل انتهى، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وكذا أبو جعفر بفتح {لعليَ} بيوسف: 46، وطه: 10، والمؤمنون: 100، وموضعي القصص: 29، وغافر: 36، وقرأ هؤلاء وحفص بفتح {مَعِىَ} بالتوبة: 83، والملك: 28، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وكذا أبو جعفر بفتح {ما ليَ أدعوكم} بغافر: 41، قال ابن الجزري:
واجعل ضيفي دوني يسر لي ولي
…
يوسف إني أولاها (حـ) لل
- مدا) وهم والبز لكني أرى تحتي مع أني أراكم و (د) رى ادعوني واذكروني ثم المدني والمك
قل حشرتني ويحزنني
مع تأمروني تعدانني و (مدا)
…
يبلوني سبيلي (ا) تل (ثـ) ق (هـ) ـدى
فطرني وفتح أوزعني (جـ) لا
…
(هـ) ـوى وباقي الباب (حرم)(حـ) ملا
وافق فق معي (عـ) ـلا (كـ) ـفؤ وما
…
لي (لـ) ـذ (مـ) ـن الخلف لعلي (كـ) رما
رهطي (مـ) ـن (لـ) ـي الخلف عندي
…
(د) ونا خلف وعن كلهم تسكنا
ترحمنى تفتني اتبعن أرني
(شرح طيبة النشر 3/ 264 - 271، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 145).
(1)
أعلم أن الأصل في {عليهم} بضم الهاء والميم والواو التي بعد الميم، والدليل على ذلك أن هذه الهاء للمذكر تضم وتشبع ضمتها فيتولد منها الواو نحو ضربته وإذا فتحت كانت للمؤنث نحو رأيتها وهذه أيضًا وإن فتحت فأصلها الضم بدلالة قولك للاثنين رأيتهما وللجماعة رأيتهن، وعلامة الجمع في المذكر إلى هذه الهاء هي الميم المضمومة التي بعدها واو كما هي في قولكم ضربتكم وأصله ضربتكمو يتبين لك ذلك إذا اتصل به مضمر آخر ترد معه الواو نحو ضربتكموه، ولا تقول ضربتكمه ومنه قول الله عز وجل {أَنُلْزِمُكُمُوهَا} فهذا مما ببين لك أن الأصل عليهمو بضمتين وواو، وحجة من قرأ {عليهم} بضم الهاء وسكون الميم أن أصلها الضم فأجري على أصل حركتها وطلب الخفة بحذف الواو والضمة فأتى بأصل هو ضم الهاء وترك أصلًا هو إثبات الواو وضم الميم، وأما من قرأ {عليهم} فإنه استثقل ضمة الهاء بعد الياء فكسر الهاء لتكون الهاء محمولة على الياء التي قبلها والميم مضمومة للواو التي بعدها فحمل كل حرف على ما يليه وهو أقرب إليه، وحجة الباقين أن الهاء إذا وقعت بعد ياء أو كسرة كسرت نحو به وإليه وعليه، وإنما اختير الكسر على الضم الذي هو الأصل لاستثقال الضمة بعد الكسرة، ألا ترى أنه قد رفض في أصل البناء فلم يجئ بناء على فعل مضمومة العين بعد كسر الفاء وأما حذف الواو فلأن الميم استغني بها عن الواو والواو أيضًا تثقل على ألسنتهم فإذا لقيت الميم ألف ولام فإنهم مختلفون مثل {عليهم الذلة} و {بهم} =
قوله تعالى: {وَلِيُوَفِّيَهُمْ} [19] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وهشام - بخلاف عنه
(1)
- وعاصم، ويعقوب بالياء التحتية، والباقون بالنون
(2)
.
قوله تعالى {أَذْهَبْتُمْ} [20]، قرأ ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب: بهمزتين مفتوحتين؛ على الاستفهام، وسهل الثانية منهما: ابن كثير، وأبو جعفر، ورويس، وهشام - بخلاف عنه - وحققهما ابن ذكوان، وروح، وهشام - بخلاف عنه
(3)
- وأدخل بينهما ألفًا: أبو جعفر، وهشام، والباقون ممن شفع بغير إدخال
(4)
،
= الأسباب} فقرأ أبو عمرو بكسر الهاء والميم وقرأ حمزة والكسائي بضمهما وقرأ الباقون بكسر الهاء وضم الميم، وإنما كسروا الهاء لمجاورة الياء والكسرة، وإنما رفعوا الميم لأنهم لما احتاجوا إلى تحريكها من أجل الساكن الذي لقيته رد عليها الحركة التي كانت لها في الأصل وهي الضم؛ لأن أصل الميم الضم وقد بيناه فيما تقدم، وأما أبو عمرو فإنه لما غير الهاء عن أصلها كراهية الثقل فعل ذلك في الميم حين أراد تحريكها للساكن بعدها فأتبع الميم كسر ما قبلها كراهية أن يخرج من كسر إلى ضم فأتبع الكسر الكسر ليؤلف بين الحركات عند حاجته إلى تحريك الميم، وحجة من ضم الهاء والميم هي أن الميم لما احتيج إلى تحريكها من أجل الساكن رد عليها الحركة التى كانت في الأصل وهي الضم فلما انضمت الميم غلبت على الهاء وأخرجتها في حيز ما قبلها من الكسر فرجعت الهاء إلى أصلها (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 81).
(1)
فروى الحلواني عنه القراءة بالياء، وروى الداجوني عن أصحابه عنه بالنون، وحجة من قرأ بياء أنه حمله على لفظ الغيبة والأخبار عن الله جلّ ذكره في قوله:{وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ} "17"، وقوله:{إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقُّ} . قال ابن الجزري:
و (نـ) ـل (حق)(لـ) ـما
…
خلف نوفيهم اليا
(شرح طيبة النشر 6/ 5، النشر 2/ 373، المبسوط ص 406، السبعة ص 598، التيسير ص 199، الغاية ص 61).
(2)
وحجة من قرأ بالنون أنه أجراه على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه، وقد تقدّم له نظائر (شرح طيبة النشر 6/ 5، النشر 2/ 373، المبسوط ص 406، السبعة ص 598، التيسير ص 199، الغاية ص 261، زاد المسير 7/ 382، وتفسير النسفي 4/ 144).
(3)
وحجة من حقّق أنه أتى على الأصل كما في {أأنذرتهم} {أأقررتم} وشبهه. فمِن أصل ابن ذكوان أن يحقّق الهمزتين المفتوحتين من كلمة، نحو {أَأَنْتَ قُلْتَ} ، و {أَأَنْذَرْتَهُمْ} فجرى في هذا الموضع على أصله فحقق الهمزتين.
(4)
وكل على أصله في المد؛ إلا أن الداجوني عن هشام من طريق النهرواني يسهل ولا يفصل. قال ابن الجزري:
أذهبتم (ا) تل (حـ) ـز (كـ) ـفا
…
و (د) ن (ثـ) ـنا
(شرح طيبة النشر 2/ 228، النشر 1/ 366).
وقرأ الباقون بهمزة واحدة؛ على الخبر
(1)
.
قوله تعالى: {إِنِّي أَخَافُ} [21] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء
(2)
، والباقون بالسكون.
قوله تعالى: {وَأُبَلِّغُكُمْ} [23] قرأ أبو عمرو بإسكان الباء الموحدة وتخفيف اللام
(3)
، والباقون بفتح الباء وتشديد اللام
(4)
.
قوله تعالى: {وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ} [23] قرأ نافع، وأبو عمرو، والبزي، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء
(5)
، والباقون بالإسكان.
قوله تعالى: {لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ} [25] قرأ عاصم، وحمزة، ويعقوب، وخلف: بالياء التحتية مضمومة، ورفع النون بعد الكاف
(6)
، والباقون بالتاء الفوقية
(1)
قرأ نافع وأبو عمرو والكوفيون {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ} بهمزة واحدة على الخبر، ووجه هذه القراءة: أما على الحذف فيترادفان، أو على الخبر؛ أي يقال لهم: استوفيتم نصيكم في الدنيا فلم يبق لكم نعيم في الأخرى، (شرح طيبة النشر 2/ 228).
(2)
قاعدة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو فتح الكل وقاعدة الباقين إسكانها، قال ابن الجزري:
تسع وتسعون بهمزٍ انفتح
…
ذرون الاصبهاني مع مكٍّ فتح
ووجه فتح الكل مع الهمز أنه أحد الأصلين مع قصد ثبوته الخفي عند القوي وليتمكن من كمال لفظ الهمز.
ووجه الإسكان مع أنه أحدهما وقصد التقوية محصلان بزيادة المدة، وحجة من قرأ بهمزة واحدة أنه أتى به على لفظ الخبر؛ لأنَّه غير استخبار إنما هو تقرير وتوبيخ، فالمعنى يدلّ على الألف المحذوفة، ولفظ التهديد والوعيد في قوله:{فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ} يدلّ على ألف الاستفهام.
(انظر شرح النويري على طيبة النشر 3/ 263، 264، التيسير ص 63، الإقناع 1/ 537).
(3)
قال ابن الجزري:
رد أبلغ الخف (حـ) جا كلا
والحجة لمن خفف أنه أخذه من أبلغ ودليله قوله تعالى لقد أبلغتكم رسالة ربي (شرح طيبة النشر 4/ 301، النشر 2/ 270، المبسوط ص 210، التيسير ص 110، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 158).
(4)
الحجة لمن شدد أنه أراد تكرير الفعل ومداومته ودليله قوله تعالى {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} (شرح طيبة النشر 4/ 301، النشر 2/ 270، المبسوط ص 210، التيسير ص 110.
(5)
سبق قريبًا.
(6)
قال ابن الجزري:=
مفتوحة، ونصب النون
(1)
.
وأمال الألف بعد الراء محضة: أبو عمرو، وحمزة، وخلف، وأمالها ورش بين بين
(2)
، وعن قالون الفتح وبين اللفظين، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {وَحَاقَ بِهِمْ} [26] قرأ حمزة بإمالة الألف بعد الحاء
(3)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {يَسْتَهْزِئُونَ} [26] قرأ أبو جعفر بنقل حركة الهمزة إلى الزاي وحذف الهمزة، وورش
(4)
على أصله بالمد والتوسط والقصر في الوصل والوقف، ويشترك معه القرَّاء في الوقف
(5)
، وإذا وقف حمزة - نقل حركة الهمزة؛ كأبي جعفر، وله - أيضًا - إبدالها ياء خالصة، وله - أيضًا - تسهيلها بين الهمزة والواو
(6)
.
قوله تعالى: {بَلْ ضَلُّوا} قرأ الكسائي بإدغام "لام بَلْ" في الضاد، والباقون بالإظهار
(7)
.
= ........... وترى
…
للغيب ضم بعد ارفع (ضـ) ــمها
وحجة من قرأ بالياء أنه بنى الفعل للمفعول، وهو "المساكن"، فهو فعل ما لم يسمّ فاعله، فارتفعت "المساكن" لقيامها مقام الفاعل، والتقدير: لا يُرى شيء إلا مساكنهم، فلذلك ذُكِّر الفعل؛ لأنَّه محمول على شيء المضمر. فالمساكن أيضًا بدل من "شيء" المقدّر المضمر (النشر 2/ 373، الغاية ص 261، السبعة ص 598، شرح طيبة النشر 6/ 5، التيسير ص 200).
(1)
وحجة من قرأ بالتاء أنه حمله على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، فهو فاعل "ترى"، وانتصب "المساكن" بوقوع الفعل عليها؛ لأن "ترى" من رؤية العين تَتعدّى إلى مفعول واحد، والتقدير: لا ترى شيئًا إلا مساكنهم، لا أحد فيها، و"المساكن" بدل من "شيء" المقدّر المضمر (النشر 2/ 373، الغاية ص 261، السبعة ص 598، شرح طيبة النشر 6/ 5، التيسير ص 200، زاد المسير 7/ 385، وتفسير النسفي 4/ 145).
(2)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:
وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف
…
وما به هاء غير ذي الرا يختلف
مع ذات ياء مع أراكهمو ورد
(3)
سبق بيانه قريبًا في الآية 33 من سورة الجاثية.
(4)
من طريق الأزرق.
(5)
وذلك لأنَّه في الوقف يصبح من قبيل المد العارض للسكون لا من قبيل البدل لأنَّه إذا اجتمع نوعان من المد قدم الأقوى.
(6)
سبق قريبًا في سورة الجاثية.
(7)
قال ابن الجزري:=
قوله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا} [29] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار ذال "إِذْ" عند الصاد
(1)
، والباقون بالإدغام.
قوله تعالى: {أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ} [32] ليس في القرآن نظيره، هنا همزتان مضمومتان من كلمتين، قرأ قالون والبزي بتسهيل الهمزة الأولى كالواو مع المد والقصر، وقرأ أبو عمرو بإسقاط الأولى مع المد والقصر، وقرأ ورش وقنبل، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية كالواو، وعن ورش، وقنبل - أيضًا - إبدال الثانية حرف مد، والباقون بتحقيقهما.
قوله تعالى: {بِقَادِرٍ} [33] قرأ يعقوب بالياء التحتية، وإسكان القاف ورفع الراء
(2)
،
= وبل وهل في تا وثا السين ادغم
…
وزاي طا ظا النون والضاد رسم
والسين مع تاء وثا فد واختلف
…
بالطاء عنه هل ترى الإدغام حف
وعن هشام غير نص يدغم
…
عن جلهم لا حرف رعد في الأتم
(النشر 2/ 7، شرح ابن القاصح ص 97، التيسير ص 43، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 41، الهادي 1/ 271، السبعة ص 127، الغاية ص 81).
(1)
اختلف في إدغام ذال إذ في ستة أحرف وهي حروف تجد والصفير الصاد والسين والزاي فالتاء نحو {إِذْ تَبَرَّأَ} البقرة: 166 والجيم {إِذْ جَاءَ} الصافات: 84، والدال {إِذْ دَخَلُوا} الذاريات: 25، والصاد {وَإِذْ صَرَفْنَا} الأحقاف: 29، ولا ثاني له، والسين {إِذْ سَمِعْتُمُوهُ} النور: 48، والزاي {وَإِذْ زَيَّنَ} الأنفال: 48، فقرأ أبو عمرو وهشام بإدغام الذال في الستة، وأظهرها عند الستة نافع وابن كثير وعاصم وكذا أبو جعفر ويعقوب، واختلف عن ابن ذكوان في الدال فأدغم الذال فيها من طريق الأخفش وأظهرها من طريق الصوري كالخمسة الباقية، وقرأ حمزة وكذا خلف بإدغامها في التاء والدال فقط وبإظهارها عند الأربعة الباقية، وقرأ خلاد والكسائي بإدغامها في غير الجيم، قال ابن الجزري:
إذ في الصفير وتجد أدغم (حـ) ــلا
…
لي وبغير الجيم قاض رتلا
والخلف في الدال مصيب وفتى
…
قد وصل الإدغام في دال وتا
(شرح طيبة النشر 3/ 3 - 5، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 40).
(2)
قرأ يعقوب {بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ} ، بالأحقاف، وقرأ رويس لفظ {يقدر على أن يحيى} بياء مفتوحة وإسكان القاف بلا ألف ورفع الراء في سورة يس، قال ابن الجزري:
بقادر يقدر (غـ) ــص الأحقاف (ظـ) ـــل
ووجه قراءته: أنه فعل مضارع من قدر مثل ضرب يضرب.
(شرح طيبة النشر 5/ 177، النشر 2/ 355، المبسوط ص 373، إعراب القرآن 2/ 736).
والباقون بالباء الموحدة ونصب القاف وألف بعدها وكسر الراء مع التنوين
(1)
.
قوله تعالى: {بَلَى إِنَّهُ} [33]{بَلَى وَرَبِّنَا} [34] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة، وعن نافع الفتح وبين اللفظين
(2)
، والباقون بالفتح، و "بَلَى" الأولى الوقف عليها كاف، ولا يوقف على الثانية؛ لأن بعدها قسمًا.
* * *
(1)
ووجه قراءتهم: أنها اسم فاعل من قدر (شرح طيبة النشر 5/ 177، النشر 2/ 355، المبسوط ص 373، الغابة 248).
(2)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
الأوجه التي بين الأحقاف والقتال
وبين "الأحقاف" و"القتال" من قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ} [الأحقاف: 35] إلى قوله تعالى: {أَعْمَالَهُمْ} [القتال: 1] مائة وجه واثنان وتسعون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: أربعة وستون وجهًا.
ورش: عشرون وجهًا.
ابن كثير: ستة عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: أربعون وجهًا.
ابن عامر: عشرون وجهًا.
عاصم: ستة عشر وجهًا.
حمزة: وجه واحد.
أبو الحارث: ستة عشر وجهًا مندرجة مع ابن عامر.
الدوري: -عن الكسائي- ستة عشر وجهًا.
أبو جعفر: ستة عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
يعقوب: ثلاثة وأربعون وجهًا منها اثنان وثلاثون مع قالون.
خلف: وجه واحد مندرج مع ابن عامر.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
سورة محمد (القتال)
(1)
قوله تعالى: {وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ} [2] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء، والباقون بالضم.
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا} [4] قرأ أبو عمرو، وحفص، ويعقوب: بضم القاف وكسر التاء
(2)
، والباقون بفتحهما وألف بينهما
(3)
.
قوله تعالى: {دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [10] قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء، والباقون بكسرها.
قوله تعالى: {وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا} [10] قرأ أبو عمرو، والدوري -عن الكسائي- ورويس، وابن ذكوان -بخلاف عنه-: بالإمالة محضة
(4)
، وقرأ ورش بالإمالة بين
(1)
هي سورة مدنية. آياتها ثمان وثلاثون آية بالكوفي، وأربعون في البصري، وتسع وثلاثون في المدني (المبسوط ص 408).
(2)
قال ابن الجزري:
وقاتلوا ضم اكسر واقصر علا (حما)
وحجة من قرأ بغير ألف أنه أخبر عمّن قُتل في سبيل الله أن الله يهديه إلى جنته، ويصلح حاله بالنعيم المقيم الدائم، ويدخله جنته، وأنه لا يذهب عمله وسعيه باطلًا، ويجوز أن يكون قوله:{سَيَهْدِيهِمْ} "5" وما بعده لِمن بقي بعد مَن قُتل من المؤمنين، وفي هذه القراءة قوّة وزيادة معنى، وذلك أن من قتل في سبيل الله لم يقتل حتى قاتل، فقد اجتمع له القتال في سبيل الله ثم القتل، فكان من قُتل في قتال في سبيل الله، فقد قاتل وليس كل من قاتَل قُتل.
(شرح طيبة النشر 6/ 7، المبسوط ص 408، النشر 2/ 374، السبعة ص 600، التيسير ص 200، الغاية ص 262).
(3)
وحجة من قرأ بألف أنه أخبر عمّن قاتل في سبيل الله أنّ الله لا يُحبط عمله، وأنه يهديه ويصلح حاله في الدنيا، ويدخله الجنة بعد ذلك، ويقوّي ذلك أن الإخبار بهذا لا يكون عن حيّ لم يقتل فقاتل، أو لأنه مِمّن قتل، ولولا الجماعة أنهم على {وَقَاتِلُوا} بألف لكان {قُتِلُوا} أقوى في المعنى، وأعمّ في الفضل، وأمدح للمخبر عنه (شرح طيبة النشر 6/ 7، المبسوط ص 408، النشر 2/ 374، السبعة ص 600، التيسير ص 200، الغاية ص 262، زاد المسير 7/ 398).
(4)
تقدم ذلك مرارًا.
بين
(1)
، والباقون بالفتح
(2)
.
قوله تعالى: {لَا مَوْلَى لَهُمْ} [11] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة
(3)
، وعن نافع الفتح وبين اللفظين
(4)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ} [13] قرأ ابن كثير، وأبو جعفر: بألف بعد الكاف وبعد الألف همزة مكسورة، إلا أن أبا جعفر يسهل الهمزة مع المد والقصر، وابن كثير يحققها مع المد لا غير
(5)
، والباقون بهمزة مفتوحة بعد الكاف وبعد الهمزة ياء تحتية مشددة منونة، وأما في الوقف: فوقف أبو عمرو ويعقوب على الياء، والباقون على النون.
قوله تعالى: {فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ} [13] قرأ أبو عمرو، ويعقوب -بخلاف عنهما-: بإدغام الراء في اللام
(6)
، والباقون بالإظهار؛ وكذا {زُيِّنَ لَهُ} بإدغام النون في اللام.
قوله تعالى: {غَيْرِ آسِنٍ} [15] قرأ ابن كثير بقصر الهمزة
(7)
.
(1)
الصواب ورش من طريق الأزرق وحده دون الأصبهاني.
(2)
قال ابن الجزري في النشر (2/ 62): واختلف عن ابن ذكوان فأماله الصوري عنه وفتحه الأخفش، وأماله بين بين ورش من طريق الأزرق وفتحه الباقون، وانفرد بذلك صاحب العنوان عن الأزرق عن ورش فخالف سائر الناس عنه.
(3)
سبق قريبًا.
(4)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(5)
قال ابن الجزري:
كأين ثل دم
وقال أيضًا في باب الوقف على مرسوم الخط:
كأين النون وباليا رحما
…
والباء إن تحذف لساكن ظما
وحجتهم أن النون أثبتت في المصاحف للتنوين الذي في أي ونون التنوين لم يثبت في القرآن إلا في هذا الحرف. (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 22، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 175).
(6)
قال ابن الجزري:
إذا التقى خطًّا محركان
…
مثلان جنسان مقاربان
أدغم بخلف الدوري والسوسي معًا
…
لكن بوجه الهمز والمد امنعًا
وقوله:
وقيل عن يعقوب ما لابن العلا
(7)
قرأ ابن كثير {غير أسن} بالقصر بدون ألف، واختلف عن البزي؛ فروى الداني عن أبي الفتح عن السامري=
والباقون بالمد
(1)
.
قوله تعالى: {لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ} [15] قرأ ابن ذكوان -بخلاف عنه-: بإمالة الألف بعد الشين، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {قَالَ آنِفًا} [16] قرأ البزي -بخلاف عنه- بقصر الهمزة قبل النون، والباقون بالمد
(2)
.
قوله تعالى: {زَادَهُمْ هُدًى} [17] قرأ حمزة، وابن ذكوان بخلاف عنه بالإمالة
(3)
والباقون بالفتح.
= عن أصحابه من أبي ربيعة بقصر الهمزة، وانفرد بذلك أبو الفتح؛ لأن كل أصحاب السامري لم يذكروا القصر عن البزي، ولم يأت عن أحد منهم قصر، وعلى تقدير أنهم رووا القصر؛ فليسوا من طريق التيسير؛ فلا وجه لإدخاله هذا الوجه فيه ولا في الشاطبية والتيسير، قال ابن الجزري:
........... وآسن اقصر
…
(د) م آنفا خلف (مـ) ــدا
وحجة من قصر أنه جعله اسم فاعل على"فَعِل"، لأنه غير متعدّ إلى مفعول كحَذِر، وهو قليل، حكى أبو زيد وغيره "أسِن الماء يَأسَن إذا تغيّر. وأسِن الرجل يأسَنُ إذا غُشي عليه من ريح خبيثة" فأسِن بالقَصْر للحال، فالمعنى: غير متغير في حال جَريه. وحُكي أن في بعض المصاحف "غير يسن" بالياء أُبدلت من الهمزة المفتوحة لانكسار ما قبلها، فهذا يدلِّ على القصر فيه، (شرح طيبة النشر 6/ 8، النشر 2/ 374، الغاية ص 262، السبعة ص 601، التيسير ص 200، إعراب القرآن 3/ 172).
(1)
وحجة من مدّه أنه بنى اسم الفاعل على "فاعل"، وهو الأكثر في "فَعِل يَفعَل" نحو: جهِل يجهَل: فهو جاهل، وعلم يعلم فهو عالم، فهذا بناء لِما يُستقبل. فالمعنى: مِن ماء لا يَتغيِّر على كثرة المُكث. وقد يكون للحال مئل الأول، وقد تقدّمت العلة في تمكين ورش للمدّ في حرف المدّ واللين إذا أتى بعده همزة (المبسوط ص 408، شرح طيبة النشر 6/ 8، النشر 2/ 374، الغاية ص 262، السبعة ص 600، التيسير ص 200.
(2)
قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة:
وشاء جا (لي) خلفه (فتى)(مـ) ـــنا .... وخلفه الإكرام شار بينا
فالخلاف الوارد عن ابن ذكوان يفهم من قوله مُنا لأن الميم رمز لابن ذكوان، وقوله وخلفه .. الخلاف قاصر في الكلمات المذكورة بعد على ابن ذكوان وحده.
(3)
قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة:
والثلاثي (فـ) ضلا
…
في خاف طاب ضاق حاق زاغ لا
زاغت وزاد خاب (كـ) ـــم خلف (فـ) ـــنا .... وشاء جا (لـ) ـــي خلفه (فتى)(مـ) ـــنا
قوله تعالى: {وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [17] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة فيهما، وعن نافع الفتح وبين اللفظين
(1)
، وقرأ أبو عمرو:"وتَقْويهم" بالإمالة بين بين، والباقون بالفتح فيهما، وأبو عمرو معهم في"آتيهم".
قوله تعالى: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} [18] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإدغام دال "قَدْ" في الجيم
(2)
، والباقون بالإظهار.
وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف
(3)
، والباقون بالفتح.
وقرأ قالون، وأبو عمرو، والبزي بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر، وقرأ ورش، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس: بتسهيل الهمزة الثانية، وعن ورش، وقنبل -أيضًا- إبدال الثانية حرف مد، والباقون بتحقيقها.
قوله تعالى: {فَأَنَّى لَهُمْ} [18] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة.
وعن نافع
(4)
، وأبي عمرو: الفتح وبين اللفظين، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {ذِكْرَاهُمْ} [18] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة
(5)
، وقرأ ورش بين بين
(6)
.
وعن قالون الفتح بين اللفظين
(7)
، والباقون بالفتح.
(1)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(2)
علة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).
(3)
اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَآءَ} و {جَآءَ} و {وَزَادَهُ} و {خَابَ} في طه: 61، فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.
(4)
هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(5)
من رواية الدوري فقط. قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة:
وأني ويلتي يا حسرتي الخف طوى
(6)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:
وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف
…
وما به ها غير ذي الرا يختلف
مع ذات ياء مع أراكهمو ورد
(7)
ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن=
قوله تعالى: {لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} [20] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإدغام التاء في السين
(1)
، والباقون بالإظهار.
قوله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ} [22] قرأ نافع بكسر السين
(2)
، والباقون بالفتح
(3)
.
قوله تعالى: {إِنْ تَوَلَّيْتُمْ} [22] قرأ رويس بضم التاء الفوقية والواو وكسر اللام
(4)
، والباقون بفتح الثلاثة.
= أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم وهي {التَّوْرَاةَ} فله فيها الفتح والتقليل، قال ابن الجزري:
توراة (جـ) د والخلف فضل بجلا
وله الإمالة والفتح في لفظ {هار} ، قال ابن الجزري:
هار (صـ) ف (حـ) لا (ر) م (بـ) ن (مـ) لا خلفهما
وله الفتح والتقليل في الياء من {يس} قال ابن الجزري:
وبين بين (فـ) ــي (أ) سف خلفهما
وكذلك الهاء والياء أول مريم {كهيعص} قال ابن الجزري:
و (إ) ذ ها يا اختلف
(1)
اختلف في تاء التأنيث عند ستة أحرف وهي: الجيم والظاء المعجمتان، والثاء المثلثة وحروف الصفير الثلاثة، قال ابن الجزري:
وتاء تأنيث بجيم الظا وثا
…
مع الصفير ادغم (رضى)(حـ) ــزو (جـ) ــثا
بالظا وبزار بغبر الثا و (كـ) ــــم .... بالصاد والظا و (سـ) ـــجز خلف (لـ) زم
كهدمت والثا (لـ) ــنا والخلف (مـ) ـــل .... مع أنبتت لاوجبت وإن نقل
(شرح طيبة النشر 3/ 11، 12). وتقدم بيانها مفصلًا.
(2)
قال ابن الجزري:
عسيتم اكسر سينه معًا (أ) لا
ووجه الكسر: أنه لمجانسته لحرف الياء مع ثقل الجمود، والكسر لغة في عسى إذا اتصل بمضمر خاصة، وقد حكي في اسم الفاعل "عَسِي" فهذا يدل على كسر السين في الماضي (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 303، شرح طيبة النشر 4/ 113).
(3)
ووجه الفتح: أنه هو الأصل وهو اللغة الفاشية وعليه أجمع القراء ونافع معهم، إذا لم يتصل الفعل بمضمر (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 303، شرح طيبة النشر 4/ 113، زاد المسير 1/ 292، النشر 2/ 230).
(4)
قال. ابن الجزري:
تبينت مع إن توليتم (غـ) ــلا
…
ضمان مع كسر
قوله تعالى: {وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [22] قرأ يعقوب بفتح التاء وإسكان القاف وفتح الطاء مخففة
(1)
، والباقون بضم التاء وفتح القاف وكسر الطاء مشددة.
قوله تعالى: {وَأُمْلِي لَهُمْ} [25] قرأ أبو عمرو، ويعقوب: بضم الهمزة وكسر اللام، وفتح أبو عمرو الياء وسكنها يعقوب
(2)
، وقرأ الباقون بفتح الهمزة واللام وإسكان الياء المنقلبة
(3)
.
قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ} [26] قرأ حمزة، والكسائي، وحفص، وخلف: بكسر الهمزة
(4)
، والباقون بفتحها
(5)
.
(1)
قال ابن الجزرى:
والحضرمي
…
تقطعوا كتفعلوا
ووجه قراءته: أنها مضارع قطع مثل مرح يمرح. (المبسوط ص 409، شرح طيبة النشر 6/ 9، النشر 2/ 374، الغاية ص 262).
(2)
قال ابن الجزري:
املي اضمم
…
واكسر (حما) وحرك الياء (حـ) ـــلا
ووجه من قرأ بضمّ الهمزة، وكسر اللام وفتح الباء، جعله فعلًا ماضيًا لم يسم فاعله، والفاعل في المعنى هو الله جل ذكره، كما قال:{وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف: 183]، وقال:{إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ} [آل عمران: 178].
(النشر 2/ 374، شرح طيبة النشر 6/ 9، المبسوط ص 408).
(3)
ووجه قراءة من قرأ بفتح الهمزة واللام، وبألف بعد اللام: أنهم بنوه على الإخبار عن الله جل ذكره بذلك، فهو فعل سمّي فاعله، والفاعل مضمر في {وَأَمْلَى} ، وهو الله جل ذكره، مثل قوله:{إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ} وقوله: {فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا} [الرعد: 32]، فالمعنى: الشيطان يُسوّل بهم، و"أَملى االله لهم" أي: أخّر في أعمالهم حتى اكتسبوا السّيئات ولم يعاجلهم بالعقوبة، فالابتداء بـ {وَأَمْلَى لَهُمْ} في القراءتين حسن، ليفرّق بين فعل منسوب إلى الشيطان وفعل الله جل ذكره، وقد قيل: إن المضمر في {وَأَمْلَى لَهُمْ} بفتح الهمزة للشيطان، كأنه الملعون وَسوَس لهم فبعدت آمالهم حى ماتوا على كفرهم، فلا يبُتدأ بـ {وَأَمْلَى لَهُمْ} على هذا التقدير (النشر 2/ 374، شرح طيبة النشر 6/ 9، المبسوط ص 408، التيسير 201، زاد المسير 7/ 409، تفسبر القرطبي 16/ 249).
(4)
قال ابن الجزري:
إسرار فاكسر (صحب)
بكسر الهمزة، وتوجيه القراءة عن من قرأ أنهم جعلوه مصدر "أسرّ"، ووحّد لأنه يدلّ بلفظه على الكثرة (المبسوط ص 409، شرح طيية النشر 6/ 10، النشر 374، السبعة ص 601، التيسير ص 201، إعراب القرآن 3/ 179).
(5)
وحجة من قرأ بفتح الهمزة: أنهم جعلوه جمع "سر" كعِدل وأعدل، وحسن جمعه لاختلاف ضروب=
قوله تعالى: {وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ} [28] قرأ شعبة برفع الراء
(1)
، والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [31] قرأ شعبة بالياء التحتية في الثلاثة
(2)
، والباقون بالنون
(3)
.
وقرأ رويس، وروح -بخلاف عنه
(4)
-: {وَنَبْلُوْ أَخْبَارَكُمْ} بإسكان الواو
(5)
. والباقون بالفتح
(6)
.
قوله تعالى. {إِلَى السَّلْمِ} [35] قرأ شعبة، وحمزة، وخلف: بكسر السين
(7)
،
= الإسرار من بني آدم (المبسوط ص 409، شرح طيبة النشر 6/ 10، النشر 374، السبعة ص 601، التيسير ص 201، اعراب القرآن 3/ 179، زاد المسير 7/ 411، تفسير النسفي 4/ 155).
(1)
قرأ شعبة لفظ {رِضِّوانَ} حيث وقع بضم الراء اتفاقًا إلا في المائدة في قوله تعالى {مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ} فكسر راءه من طريق العليمي، واختلف فيه عن يحيى بن آدم عنه فروى أبو عون عن شعيب ضمه عنه، وهى رواية الكسائي والأعشى وابن أبي حماد كلهم عن شعبة، وروى الكسر فيه عن يحيى الوكيعي والرفاعي وهي رواية العليمي، وهذه قاعدة مطردة أن شعبة عن عاصم قرا كل لفظ {رِضِّوانَ} في جميع القرآن بضم الراء حيث أتى، قال ابن الجزري:
رضوان ضم الكسر (صـ) ـــــف وذو السبل خلف
وله وجهان: الكسر والضم في {رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} [المائدة: 16].
(شرح طيبة النشر 4/ 149، النشر 2/ 238، المبسوط ص 161، 162، السبعة ص 202).
(2)
قال ابن الجزري:
يعلم وكلا
…
نبلوا بيا (صـ) ــــف
وتوجيه القراءة عنده على الإخبار عن الله جل ذكره، حمل ذلك على لفظ الغيبة التي قبله في قوله:(واللهُ يَعلم). (شرح طيبة النشر 6/ 10، النشر 2/ 375، المبسوط ص 409، السبعة ص 601، التيسير ص 201، غيث النفع ص 355).
(3)
وحجة من قرأ بالنون: أنه على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه، لأن قبله اخبارًا أيضًا في قوله:{وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ} "30"(شرح طيبة النشر 6/ 10، النشر 2/ 375، المبسوط ص 409، السبعة ص 601، التيسير ص 201، غيث النفع ص 355، زاد المسير 7/ 411، وتفسير النسفي 4/ 155).
(4)
وما ذكره المؤلف عن الخلاف لروح فهي انفرادة عنه لا يقرأ بها له من طرق النشر.
(5)
ووجه قراءته أنه مرفوع مستأنف (شرح طيبة النشر 6/ 11، النشر 2/ 375، المبسوط ص 409، السبعة ص 601، التيسير ص 201).
(6)
ووجه النصب أنه معطوف (غيث النفع ص 355، زاد المسير 7/ 411، وتفسير النسفي 4/ 155).
(7)
قال ابن الجزري: =
والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ} [38] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بتسهيل الهمزة من "هَآنْتمُ" بين بين
(1)
، وروي عن ورش: إبدالها ألفًا، وأدخل بين الهاء والهمزة المسهلة ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ولم يدخل ورش بين الهاء والهمزة المسهلة ألفًا، فعن قالون، وأي عمرو: ثلاثة أوجه:
الأول: قصر "هَأنتُم" و"هَؤُلاء".
والثاني: مدهما.
والثالث: قصر الأول ومد الثاني.
وكذا يفعل قالون مع الصلة أيضًا، وأما البزي فله وجه واحد:{هَآنْتُمْ} على وزن فاعلتم على مرتبته في المد المنفصل والمتصل فيهما، وأما قنبل: فبغير ألف في {هَأنتمْ} على وزن فعلتم، وأما باقي القراء: فتحقق الهمزة على مراتبهم في المد المنفصل.
وإذا وقف حمزة على {هؤلاء} فله خمسة وعشرون وجهًا: تسهيل الهمزة الأولى،
= وفتح السلم حرم (ر) شفا
عكس القتال (في)(صفا) الأنقال (صـ) ـــر
وهي لغة في السّلمِ الذي هو الإسلام، ويجوز أن يكون "السَّلم" بالفتح اسمًا بمعنى المصدر الذي هو الإسلام كالعطاء والنبات بمعنى الإعطاء والإنبات، ويجوز أن يكون بمعنى الصلح وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأها بالفتح في البقرة والأنفال ومحمد.
(شرح طيبة النشر 4/ 96، المبسوط ص 145، النشر 2/ 227، السبعة ص 181، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 287، شرح شعلة ص 288، تفسير الطبري 4/ 252، الغاية ص 113).
(1)
كان أبو عمرو يذهب في {هأنتُم} إلى أن الهاء بدل من همزة أأنتم بهمزتين ثم أدخل بين الهمزتين ألفَا فقال أاأنتم ثم قلب الهمزة الأولى هاء، فقال ها أنتم، ثم خفف الهمزة من أنتم فصار هانتم والهمزة تقلب هاء كثيرًا لقربها من الهاء كما قيل. هرقت الماء وأرقته وإياك وهياك وأهل وآل، فإنما ذهب أبو عمرو إلى أن الهاء بدل من الهمزة وليست للتنبيه لأن العرب تقول ها أنا ذا ولا تقول: ها أنا هذا فتجمع بين حرفين للتنبيه وكذلك في قوله {ها أنتم أولاء} لا يكون جمع بين حرفين للتنبيه ها للتنبيه وهؤلاء للتنبيه، وقرأ ابن كثير في رواية القواس (هَأَنتُم) مقصورًا على وزن هعنتم والأصل عنده أيضًا أأنتم بهمزتين فأبدل من الهمزة هاء ولم يدخل بينهما ألفًا فصار هأنتم على وزن هعنتم (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 165، التيسير ص 1/ 88، إتحاف فضلاء البشر ص 224، السبعة ص 224).
مع المد والقصر، وفي الثانية المتطرفة المد والقصر والتوسط مع البدل، والمد والتوسط مع التسهيل والروم، فهذه عشرة، ومع إبدال الثانية واوًا تبعًا للرسم مع المد والقصر في خمسته المتطرفة؛ فهذه عشرة أخرى، وله مع تحقيق الأولى مع المد خمسة "في" المتطرفة؛ فهذه خمسة وعشرون
(1)
.
وأما هشام: فله في المتطرفة في الوقف: الخمسة المذكورة.
وأما باقي القراء: وجه واحد في الوقف على المتطرفة، وهو المد مع الهمزة الساكنة لا غير
(2)
.
قوله تعالى: {وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ} [38] إذا وقف حمزة، وهشام -فلهما المد والتوسط والقصر مع البدل، ولهما أيضًا المد والتوسط مع التسهيل والروم، إلا أن حمزة أطول مدًّا من هشام في الوجهين الآخرين
(3)
.
* * *
(1)
تقدم أن الذي رواه ابن الجزري في حالة الوقف على {هَؤُلَاءِ} لحمزة هو خمسة عشر وجهًا يمتنع منهن وجهان ويصح ثلاثة وعشرون وبيانه كالآتي: تحقيق الهمزة الأولى وله في الثانية خمسة أوجه ثلاثة الإبدال (قصر، وتوسط، ومد) والتسهيل بروم مع المد والقصر.
تسهيل الأولى مع المد وعليه في الثانية أربعة أوجه، ثلاثة الإبدال والتسهيل بروم مع المد في الثانية فقط. -تسهيل الثانية مع القصر- وعليه في الثانية أربعة أوجه ثلاثة الإبدال والتسهيل بروم مع القصر، ويمتنع من ذلك وجهان: تسهيل الثانية بروم مع القصر حالة تسهيل الأولى مع المد، وعكسه لتصادم المذهبين والله أعلم.
(2)
قال ابن الجزري في الطيبة في باب الهمز المفرد:
أريت كلأ رم وسهلها مدًا
…
ها أنتم حاز مدًا أبدل جدا
بالخلف فيهما ويحذف الألف
…
ورش وقنبل وعنهما اختلف
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر-الدمياطي 1/ 225، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 110).
(3)
قال ابن الجزري في باب الوقف لحمزة وهشام على الهمزة:
إلا موسطًا أتى بعد ألف
…
سهل ومثله فأبدل ومثله فأبدل في الطرف
وقال أيضًا:
ومثله خلف هشام في الطرق
الأوجه التي بين القتال والفتح
وبين "القتال" و"الفتح" من قوله تعالى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا} [38] إلى قوله تعالى: {مُبِينًا} [الفتح: 1] سبعة وستون وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون أربعة وعشرون وجهًا.
ورش: ثمانية أوجه.
ابن كثير: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
الدوري: ستة عشر وجهًا منها اثنا عشر وجهًا مع قالون.
السوسي: ثمانية أوجه منها ستة مع قالون، ووجهان مع الدوري.
ابن عامر: ثمانية أوجه.
عاصم: ستة أوجه.
خلف: وجهان.
خلاد: وجه واحد مندرج مع خلف.
الكسائي: ستة أوجه مندرجة مع ابن عامر.
أبو جعفر: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
يعقوب: ستة عشر وجهًا، منها اثنا عشر وجهًا مع قالون وأربعة مع الدوري.
خلف: وجه واحد مندرج مع ابن عامر.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورَةُ الفَتحِ)
(1)
قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ} [2] قرأ أبو عمرو، ويعقوب -بخلاف عنهما- بإدغام فيهما
(2)
، والباقون بالإظهار.
قوله تعالى: {وَمَا تَأَخَّر} [2] إذا وقف حمزة، سهل الهمزة -والباقون بتحقيقها
(3)
.
قوله تعالى: {صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [2] قرأ قنبل ورويس بالسين
(4)
.
وقرأ خلف -عن حمزة-: وبين الصاد والزاي
(5)
.
(1)
هي سورة مدنية آياتها تسع وعشرون آية باتفاق (شرح طيبة النشر 6/ 12).
(2)
أدغم أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوصًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله ساكن غير متين إلا قوله {قَالَ رَبِّ} و {كَادَ يَزِيغُ} و {طَرَفَيِ النَّهَارِ} و {بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} فإنه يدغمها، قال ابن الجزري:
إذا التقى خطِّا محركان
…
مثلان جنسان مقاربان
أدغم بخلف الدوري والسوسي معًا
…
لكن بوجه الهمز والمد امنعًا
وقال أيضًا:
وقيل عن يعقوب ما لابن العلا
(الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).
(3)
ويقصد بالتسهيل هنا بين بين لقول ابن الجزري:
وغير هذا بين بين
(4)
الصراط والسراط: بمعنى واحد ولكلٍّ ممن قرأ بالسين أو الصاد حجته، فمن قرأ بالسين قال: إن السين هي أصل الكلمة، أما من قرأ بالصاد فقال: إنها أخف على اللسان؛ لأن الصاد حرف مطبق كالطاء فيتقاربان وتحسنان في السمع، والسين حرف مهموس؛ فهو أبعد من الطاء (انظر: شرح النويري على طيبة النشر 2/ 47، 48، الحجة لابن خالويه 1/ 36، 37، حجة القراءات لابن زنجلة ص 80).
(5)
أي أن خلفًا عن حمزة قرأ بالصاد المشمة صوت الزاي حيث وقعا، وحجته في ذلك أنه لما رأى الصاد فيها مخالفة للطاء في الجهر؛ لأن الصاد حرف مهموس والطاء مجهور أشم الصاد لفظ الزاي للجهر الذي فيها؛ فصار قبل الطاء حرف يشابهها في الإطباق وفي الجهر (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 34). واختلف عن خلاد على أربعة طرق: الأول: الإشمام في الأول من الفاتحة فقط. الثاني: الإشمام في حرفي الفاتحة فقط. الثالث: الإشمام في المعرف باللام في الفاتحة وجميع القرآن. الرابع: عدم الإشمام في الجميع.
والباقون بالصاد.
قوله تعالى: {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ} [6] قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء
(1)
، والباقون بكسرها.
وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو: برفع السين، والباقون بنصبها، وإذا وقف حمزة، وهشام عليها- وقفا على واو ساكنة، وحذفا الهمزة، وعنهما -أيضًا- وكسر الواو وكسرة خفيفة، وهو الذي يسمى: الروم، وعنهما -أيضًا- تشديد الواو مع السكون، وعنهما -أيضًا- الروم مع التشديد
(2)
، ووقف الباقون بالهمز.
قوله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ} [9] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: بالياء التحتية في الأربعة
(3)
، والباقون بالتاء الفوقية
(4)
.
(1)
قال ابن الجزري:
عليهمو إليهمو لديهمو
…
بضم كسر الهاء (ظ) ـــبي فهم
(2)
قال ابن الجزري:
والواو واليا إن يزادا أدغما
…
والبعض في الأعلي أيضا أدغما
علة ذلك أن الواو زائدة. والقاعدة أنه إذا وقعت الواو أو الياء زائدتين {قُروء} و {بَرِيء} فإن حمزة وهشام يبدلان الهمز الواقع بعدهما واوًا بعد الواو وياء بعد الياء، ويدغم الواو في الواو المبدلة، والياء في الياء المبدلة، ووجه البدل: تعذر النقل وضعف التسهيل لقصور الحرفين في المد عن الألف فتعين البدل، وأبدلت من جنس ما قبلها لقصد الإدغام. فإن قلت: لم خرج المد هنا عن حكم {قَالُوا وَهُمْ} و {فِي يَوْمِ} فساغ إدغامه؟ فالجواب: إنما أبدل لإدغام فلا يكون السبب مانعًا، فالمد في {قَالُوا وَهُمْ} و {فِي يَوْمِ} سابق على الإدغام مقارن فافترقا.
(شرح طيبة النشر 2/ 351).
(3)
قال ابن الجزري:
ليؤمنوا مع الثلاث (د) م (حـ) ــــلا
وحجتهما أن قوله: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ} [8] يدل على أن ثمَّ مُرسَلًا إليهم، وهم غُيَّب، فأتى بالياء إخبارًا عن الغيب المرسل إليهم.
(شرح طيبة النشر 6/ 12، النشر 2/ 375، المبسوط ص 410، السبعة ص 603، التيسير ص 201).
(4)
وحجة من قرأ بالتاء فيهن، على المخاطبة للمرسل إليهم من المؤمنين، لأن {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ} يدلّ على أن ثّمَّ مُرسَلًا إليهم فخَصّ المؤمنين بالخطاب، لأنهم أجابوا وآمنوا بالرسول (شرح طيبة النشر 6/ 12، النشر 2/ 375، المبسوط ص 410، السبعة ص 603، التيسير ص 201، وزاد المسير 7/ 427، وتفسير النسفي 4/ 158).
قوله تعالى: {عَلَيْهُ اللَّهَ} [10] قرأ حفص-في الوصل- بضم الهاء
(1)
، والباقون بكسرها.
قوله تعالى: {فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [10] قرأ نافع، وابن كثبر، وابن عامر، وأبو جعفر، وروح -بخلاف عنه
(2)
-: بالنون بعد السين
(3)
، والباقون بالياء التحتية
(4)
.
قوله تعالى: {إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا} [11]، قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: برفع الضاد
(5)
، والباقون بالنصب
(6)
.
(1)
هاء الكناية هي التي يكنى بها عن المفرد الغائب ولها أحوال أربعة:
الأول: أن تقع بين متحركين نحو {إِنَّهُ هُوَ} {لَهُ صَاحِبُهُ} ولا خلاف في صلتها حينئذ بعد الضم بواو وبعد الكسر بياء؛ لأنها حرف خفي.
الثاني: أن تقع بين ساكنين نحو {فِيهِ الْقُرْآنُ} {وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ} .
الثالث: أن تقع بين متحرك فساكن نحو [{لَهُ الْمُلْكُ} - {عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ}]، وهذان لا خلاف في عدم صلتهما، لئلا يجتمع ساكنان على غير حدهما.
الرابع: أن تقع بين ساكن فمتحرك نحو {عَقَلُوهُ وَهُمْ} {فِيهِ هُدًى} وهذا مختلف فيه فابن كثير يصل الهاء بياء وصلًا إذا كان الساكن قبل الهاء ياء نحو {فِيهِ هُدًى} [البقرة: 2]، وبواو إذا كان غير ياء نحو {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ} {واجتبيه وهديه} على الأصل. وقرأ حفص {فِيهِ مُهَانًا} [الفرقان: 69]، بالصلة وفاقًا له؛ إلا أن حفصًا ضمها في {أَنْسَانِيهُ} [الكهف: 63]، {عَلَيْهُ اللَّهَ} [الفتح: 10] (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 50).
(2)
ليس لروح خلاف من طريق النشر، قال ابن الجزري:
نؤتيه يا (غـ) ـــث (حـ) ـــز (كـ) ـــــفى
(3)
بالنون على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه، وهو خروج من غيبة إلى إخبار، ومن إخبار عن واحد الى إخبار عن جمع، لأن النون للجمع (النشر 2/ 375، شرح طيبة النشر 6/ 12، الغاية ص 263، السبعة ص 603).
(4)
وحجة من قرأ بالياء: أنه على لفظ الغيبة المتقدم قبله، وهو قوله:"يد الله"، وقوله:{بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ} أي: "فسيؤتيه اللهُ أَجرًا" النشر 2/ 375، شرح طيبة النشر 6/ 12، الغاية ص 263، السبعة ص 603، زاد المسير 7/ 428).
(5)
قالا ابن الجزري:
........... ضرًّا فضم (شفا)
والصواب بضمها ولا يقال برفعها لأنه جعله من سوء الحال، كما قال:{فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ} [الأنبياء: 84]، أي: مِن سوء حال، فالمعنى: إن أراد بكم سوء حال أو حُسن حال.
(شرح 6/ 12، النشر 2/ 375، الغاية ص 263، المبسوط ص 410) التيسير ص 210، حجة القراءات ص 672).
(6)
وحجة من قرأ بالفتح أنه حمله على الضَّر الذى هو خلاف النفع، ودلّ على أنه المراد ما أتى بعدَه من نقيضه =
قوله تعالى: {بَلْ ظَنَنْتُمْ} [14] قرأ هشام، والكسائي: بإدغام لام {بَلْ} في الظاء والباقون بالإظهار
(1)
.
قوله تعالى: {كَلَامَ اللَّهِ} [15] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بكسر اللام
(2)
، والباقون بفتح اللام وألف بعدها
(3)
.
قوله تعالى: {بَلْ تَحْسُدُونَنَا} [15] قرأ هشام، وحمزة، والكسائي: بإدغام لام {بَلْ} في التاء، والباقون بالإظهار
(4)
.
قوله تعالى: {يُدْخِلْهُ} {يُعَذِّبُهُمْ} قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر: بالنون فيهما
(5)
،
= وهو قوله: {نَفْعًا} ، فالنفع نقيض الضَّرّ بالفتح، وقيل: هما لغتان كالضَّعف والضُّعف والفَقر والفُقر (شرح 6/ 12، النشر 2/ 375، الغاية ص 263، المبسوط ص 410، التيسير ص 210، حجة القراءات ص 672).
(1)
قال ابن الجزري:
وبل وهل في تا وثا السين ادغم
…
وزاي طا ظا النون والضاد رسم
والسين مع تاء وثا فد واختلف
…
بالطاء عنه هل ترى الإدغام حف
وعن هشام غير نص يدغم
…
عن جلهم لا حرف رعد في الأتم
(النشر 2/ 7، شرح ابن القاصح ص 97، التيسير ص 43، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 41، الهادي 1/ 271، السبعة ص 127، الغاية ص 81).
(2)
قال ابن الجزري:
ضرا فضم
…
شفا اقصر اكسر كلم الله لهم
{كَلِمَ اللَّهُ} على وزن "فَعِل"، جعلاه جمع كلمة من الجمع الذي بين واحده وجمعه الهاء كتمرة وتمر وبسرة وبسر، وحسُن ذلك لأنهم قد نزلت فيهم كلمات فأرادوا أن يفعلوا خلافها، فكان الجمع أولى به.
(3)
وأما قراءة {كَلَّمَ اللَّهُ} بألف: أنهم جعلوه مصدرًا يدلّ على الكثرة من الكلام، وهو قوله لنبيّه صلى الله عليه وسلم:{فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا} [التوبة: 83]، ثم أخبر عنهم في هذه السورة أنهم أرادوا الخروج معه لـ"يبدّلوا الكلام" الذي قد أخبر اللهُ به نبيَّه أنه لا يكون، فقالوا:{ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ} ، يريدرن أن يُبدِّلوا ما قد أخبر الله به نبيّه أنهم لا يخرجون معه ولا يقاتلون معه عدوًّا. فالكلام أَولى به لهذا المعنى (المبسوط ص 410، النشر 2/ 375، شرح طيبة النشر 6/ 13، السبعة 604، إتحاف فضلاء البشر 1/ 396، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 281، غيث النفع ص 355).
(4)
سبق قريبًا.
(5)
وحجة من قرأ بالنون أنه أخرج الكلام على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه، بعد لفظ الغيبة، وذلك =
والباقون بالياء التحتية
(1)
.
قوله تعالى: {بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} [24] قرأ أبو عمرو بالياء التحتية
(2)
، والباقون بالتاء الفوقية
(3)
.
قوله تعالى: {أَنْ تَطَئُوهُمْ} [25] قرأ أبو جعفر بإسكان الواو وحذف الهمزة
(4)
، والباقون بهمزة مضمومة بعدها واو ساكنة، وإذا وقف حمزة- سهل الهمزة بين الهمزة والواو.
قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ} [26] قرأ أبو عمرو، ويعقوب -في الوصل-: بكسر
= مستعمل كثير، قال الله جل ذكره:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ} [العنكبوت: 23] فجرى الكلام على لفظ الغيبة ثم قال: {أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي} فرجع بالكلام الى الإخبار من الله عن نفسه، فكذلك هذا. وقال تعالى ذكره:{بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} [آل عمران: 150] قال ابن الجزري:
ويدخله مع الطلاق مع
فوق يكفر ويعذب معه في
…
إنا فتحنا نونها عم
فأتى الكلام على لفظ الغيبة، ثم قال:{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ} [آل عمران: 151] فرجع الكلام إلى الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه.
(1)
وحجة من قرأ بالياء أنه رد آخر الكلام على أوله، فلما أتى أوله بلفظ الغيبة في قوله:[{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}، {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}] قال: [{يُعَذِّبْهُ}، {يُدْخِلْهُ}، {وَيُكَفِّرَ}]، بلفظ الغيبة، ليأتلف الكلام على نظام واحد (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 380، المختار في معاني قراءات أهل الأمصار 1/ 24، وزاد المسير 2/ 33).
(2)
قال ابن الجزري:
ما يعملوا (حـ) ــــط
ووجه من قرأ بالياء، ردّه على لفظ الغُيِّب، وهم الكافرون لتقدّم ذكرهم، وصدّهم المؤمنين عن المسجد الحرام.
(3)
ووجه من قرأ بالتاء على الخطاب للمؤمنين لتقدّم ذكرهم في قوله: {وَصَدُّوكُمْ} ، وقوله:{عَنْكُمْ} ، وقوله:{وَأَيَّدَكُمْ} ، {أَنْ أَظْفَرَكُمْ} فهو خطاب للمؤمنين. ويجوز أن تكون للجميع من المؤمنين والكفار، لتقدّم ذكرهم وغلبة الخطاب على الغيبة، على أصول كلام العرب (المبسوط ص 410، شرح طيبة النشر 6/ 13، النشر 2/ 375، الغاية ص 263، السبعة ص 604، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 282).
(4)
قال ابن الجزري:
ومتكين مستهزين (ثـ) ـــل
…
ومتكّا تطوا يطوا خاطين ول
الهاء والميم، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بضم الهاء والميم، والباقون بكسر الهاء وضم الميم
(1)
.
قولى نعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ} [27] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإدغام دال "قد" في الصاد، والباقون بالإظهار
(2)
.
قوله تعالى: {الرُّؤْيَا} [27] قرأ أبو جعفر بتشديد الياء بعد الراء من غير همزة، وأبدل الهمزة واوًا: أبو عمرو -بخلاف عنه- وإذا وقف حمزة - أبدل الهمزة واوًا
(3)
. وأمال الكسائي {الرُّؤْيَا}
(4)
محضة، وعن نافع
(5)
، وأبي عمرو: الفتح وبين اللفظين.
والباقون بالفتح والتحقيق.
قوله تعالى: {إِنْ شَاءَ اللَّهُ} [27] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الشين
(6)
، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة وهشام أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
(1)
سبق قريبًا.
(2)
تقدم ذكر ذلك مرارًا، قال ابن الجزري:
بالجيم والصفير والذال ادغم
…
قد وبضاد الشين والظا تنعجم
حكم شفا لفظا وخلف ظلمك
…
له وورش الظاء والضاد ملك
الضاد والظا النال فيها وافقا
…
ماض وخلفه بزاي وثقا
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 40، التيسير ص 45، النشر 2/ 5، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).
(3)
إذا أتت الهمزة ساكنة في كلمة فإن أبا جعفر يقرأ هذا الضرب بالإبدال ولم يستثن من ذلك كله إلا كلمتين {أَنْبَأَهُمْ} بالبقرة، {وَنَبِّئْهُمْ} بالحجر، واخئلف عنه في {نَبِّئْنَا} بيوسف، وأطلق الخلاف عنه من الروايتين ابن مهران واتفق الرواة عنه على قلب الواو المبدلة من همز رؤيا والرؤيا وما جاء منه ياء وإدغامها في الياء التي بعدها وإذا أبدل تؤوي وتؤويه جمع بين الواوين مظهرًا (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 76، الإقناع 1/ 42).
(4)
أغفل المصنف ذكر خلف البزار مع أنه يميلها مع الكسائي.
(5)
هي رواية ورش من طريق الأزرق منه فعنه.
(6)
اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} {خَابَ} في طه: 61، فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.
قوله تعالى: {بِالْهُدَى} {وَدِينِ} [28] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة، وعن نافع الفتح وبين اللفظين
(1)
، والباقون بالفتح فيهما.
قوله تعالى: {عَلَى الْكُفَّار} [29] قرأ أبو عمرو، والدوري -عن الكسائي-: بالإمالة محضة، وعن ورش الإمالة بين بين، وعن قالون الفتح وبين اللفظين، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {تَرَاهُمْ} [29] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة.
وعن ورش بين بين
(2)
، وعن قالون الفتح وبين اللفظين
(3)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {وَرِضْوَانًا} [29] قرأ شعبة بضم الراء
(4)
.
والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {سِيمَاهُمْ} [29] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة، وعن نافع، وأبي عمرو: الفتح وبين اللفظين.
والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {فِي التَّوْرَاةِ} [29] قرأ ابن ذكوان، والكسائي، وأبو عمرو، وخلف: بالإمالة محضة
(5)
.
(1)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:
وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف
…
وما به ها غير ذي الرا يختلف
مع ذات ياء مع أراكهمو ورد
(2)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(3)
ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة الفراءة سالفًا عن سالف ان قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم.
(4)
وهذه قاعدة مطردة أن شعبة عن عاصم قرأ كل لفظ {ورُضوان} فى جميع القرآن بضم الراء حيث أتى، وله وجهان: الكسر والضم في {رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} [المائدة: 16] قال ابن الجزري:
رضوان ضم الكسر (صـ) ــــــــف وذو السبل خلف
(شرح طيبة النشر 4/ 149، النشر 2/ 238، المبسوط ص 161، 162، السبعة ص 202).
(5)
قال ابن الجزري: =
وعن ورش الإمالة محضة وبين بين
(1)
، وعن حمزة بين بين، وعن قالون الفتح وبين اللفظين
(2)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {أَخْرَجَ شَطْأَهُ} [29] قرأ ابن كثير، وابن ذكوان: بفتح الطاء
(3)
. والباقون بالإسكان، وأدغم الجيم في الشين السوسي
(4)
.
قوله تعالى: {فَآزَرَهُ} [29] قرأ أبن عامر -بخلاف عن هشام-: بقصر الهمزة
(5)
والباقون بمدها
(6)
.
= توراة (مـ) ـــــــن (شفا)(حـ) ــــــكيمًا ميلا
(النشر 2/ 60، 61، شرح طيبة النشر 3/ 135، إتحاف فضلاء البشر ص 170).
(1)
هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(2)
ما ذكره المؤلف عن قالون كلام غير صحيح قد ذكرناه مرارًا.
(3)
قال ابن الجزري:
شطأه حرك (د) لا (مـ) ــــــــز
فتح الطاء وإسكانها لغنان كالسَمْع والسَّمَع والنَّهْر والنَّهَر، و"شطأه" فِراخه. حكى أبو زيد: أَشطَأَت الشجرةُ إذا أخرجت أغصانَها، وأشطأ الزرع فهو مُشطِئ إذا أفرخ.
(النشر 2/ 375، شرح طيبة النشر 6/ 13، الغاية ص 263، السبعة ص 605).
(4)
وكذا أدغمه دوري أبا عمرو ويعقوب بخلاف عنهما وذلك من طريق طيبة النشر.
(5)
قال ابن الجزري:
آزر اقصر (مـ) ــــــجدا والخلف (لـ) ـــــــــا
فروى الداجوني عنه أصحابه عنه كذلك، وروى الحلواني عنه بالمد، وحجة من قرأ بغير مَدْ: أنه على وزن "فَعَله".
(النشر 2/ 375، شرح طيبة النشر 6/ 13، الغاية ص 263، السبعة ص 605، التيسير 202، وزاد المسير 7/ 448).
(6)
وحجة من قرأ بالمدّ على وزن "فاعله"، أو على وزن "فَفَاعَله"، ومدّ ورش أشبع من غيره على ما تقدّم من أصله، والمدّ والقمر لغتان فيه، يقال: آزَر وآزر، بمعنى. قال أبو عبيدة: فآزره سوّاه، أي: آزر الشَّطأُ الزرعَ، أي: ساواه، أي: كثُرت فِراخه حنى استوت معه في الطُّول والقوة. ففي "آزر" ضمير الشطء، والهاء لـ"الزرع"، وقيل: معنى {فَآزَرَهُ} قوّاه وأعانه، أي: أعان الزرع الشطا وقوّاه، في "آزر" على هذا ضمير "الزرع"، والهاء لـ"الشطء". ويذهب الأخفش أن وزن "آزره" "أفعله". وغيره يقول: وزنه "فاعله"، و"أفعل" فيه أبين، ليكون منقولًا بالهمز على قراءة من قرا {فَآزَرَهُ} على "فَفَعله"، وليست الهمزة للتعدية، إنما هي كـ"ألَتَه وآلَتَه" اذا نَقَصه. و"الشطء" في هذا كناية عمّن دخَل في الإسلام، فيَقوى الإسلامُ به، وهو مَثلٌ ضَرَبه الله لِنبيّه صلى الله عليه وسلم بُعث مُفردًا كما تخرج السُّنبلة مفردة ثم قوّى الله نبيّه صلى الله عليه وسلم بالصّحابة =
قوله تعالى: {عَلَى سُوقِهِ} [29] قرأ قنبل بهمزة ساكنة بعد السين، وعنه أيضًا بهمزة مضمومة ممدودة بعد السين
(1)
، والباقون بواو ساكنة بعد السين.
قوله تعالى: {بِهِمُ الْكُفَّارَ} [29] قرأ أبو عمرو، ويعقوب -في الوصل-: بكسر الهاء والميم، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بضمهما، والباقون بكسر الهاء وضم الميم
(2)
.
* * *
= كما تُقوّى السُّنبلة بفِراخِها (النشر 2/ 375، شرح طيبة النشر 6/ 13، الغاية ص 263، السبعة ص 605، تفسير غريب القرآن 418، تفسير القرطبي 16/ 292، تفسير ابن كثير 4/ 204، تفسير النسفي 4/ 164).
(1)
قرأ قنبل بالهمز في {سأقيها} ، ومثله:{بالسؤق} و {علة سؤقه} هنا في سورة الفتح: 29، قال ابن الجزري:
…
…
…
…
والسوق سافيها وسوق ااهمز (ز) قا
سؤق عنه ضم
قال أبو محمد: وهمز هذه الثلاث الكلمات بعيدٌ في العربية، لا أصل لهن في الهمز. لكن قال بعض العلماء: إنه إنما همز على توهم الضمة التي قبل الواو، فكأنه همز الواو لانضمامها، وهذا بعيد في التأويل، غير قوي في النظر. وحكى الأخفش أن أبا حية النميري، وهو فصيح، كان يهمز الواو إذا انتظم ما قبلها. كأنه يقدر الضمة عليها، فيهمزها، كأنها لغة، وهذه الأقوال لا يمكن شيء منها في همز {سأقيها} ، والذي قيل في همز {سَاقَيْهَا} أنه إنما جاز همزه لجواز همزه في الجمع، في قولك: سُؤق، وإذا جمعت ساقًا على "فعول" أو جمعته على "أفعل" نحوة أسؤق، فلما استمر الهمز في جمعه همز الواحد لهمزه في الجمع. وهذا أيضًا ضعيف لأنه يلزم منه جواز همز "دار" لأنك تهمزه في الجمع في قولك: أدؤر، وهمز دار لا يجوز، فأما من لم يهمزه، فهو على الأصل، لأن كل ما لا أصل له في الهمز لا يجوز همزه إلا لعلة نحو أن تكون فيه واو مضمومة فيجوز همزها وليس في هذا واو مضمومة.
(شرح طيبة النشر 5/ 112، النشر 2/ 338، المبسوط ص 333، زاد المسير 6/ 179، تفسير النسفي 3/ 214، كتاب سيبويه 2/ 147).
(2)
سبق قريبًا.
الأوجه التي بين الفتح والحجرات
وبين "الحجرات" و"الفتح" من قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ} إلى قوله تعالى: {سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الحجرات: 1] خمسمائة وجه وثمانية وثمانون وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون مائة وجه وثمانية وستون وجهًا.
ورش: مائة وجه وثمانية وستون وجهًا.
ابن كثير: اثنان وأربعون وجهًا وهي مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: مائة وجها "واثنا عشر" وجهًا، منها أربعة وثمانون وجهًا مندرجة مع قالون.
ابن عامر: ستة وخمسون وجهًا.
عاصم: اثنان وأربعون وجهًا.
خلف: سبعة أوجه.
خلاد: سبعة أوجه.
الكسائي: اثنان وأربعون وجهًا، مندرجة مع ابن عامر.
أبو جعفر: اثنان وأربعون وجهًا مندرجة مع قالون.
يعفوب: مائة وجه واثنا عشر وجهًا.
خلف: سبعة أوجه مندرجة مع ابن عامر.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورَةُ الحُجُراتِ)
(1)
قوله تعالى: {لَا تُقَدِّمُوا} [1] قرأ يعقوب بفتح التاء والدال
(2)
، والباقون بضم التاء وكسر الدال
(3)
.
قوله تعالى: {مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} [4] قرأ أبو جعفر بفتح الجيم، والباقون بضمها
(4)
.
قوله تعالى: {حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ} [5] قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء
(5)
، والباقون بكسرها.
قوله تعالى: {فَتَبَيَّنُوا} [6] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالثاء المثلثة بعد التاء المثناة.
وبعد المثناة باء موحدة وبعد الموحدة تاء مثناة؛ من التثبت
(6)
، والباقون بالياء
(1)
هي سورة مدنية آياتها ثماني عشرة آية بلا خلاف (شرح طيبة النشر 6/ 15).
(2)
قال ابن الجزري:
تقدموا ضموا اكسروا لا الحضرمي
ووجه قراءة يعقوب: أنها مضارع تقدم اللازم حدفت إحدى تائيه تخفيفًا (شرح طيبة النشر 6/ 15، النشر 2/ 375، الغاية ص 264، المبسوط ص 412).
(3)
ووجهه: أنه مضارع قدَّم المعدى بالتضعيف.
(4)
قال ابن الجزري:
والحجرات فتح ضم الجيم (ثـ) ـــر
الفتح والضم كلاهما جمع حجرة وهما لغتان بمعنى واحد (شرح طيبة النشر 6/ 16، النشر 2/ 366، الغاية ص 264، المبسوط ص 412).
(5)
قال ابن الجزري في سورة فاتحة الكتاب:
عليهمو إلبهمو لديهمو
…
بضم كسر الهاء ظبى فِهمُ
وبعد ياء سكنت لا مفردًا
…
ظاهر
(انظر: المبسوط في القراءات العشر ص 87).
(6)
اختلف في فتبنوا فحمزة والكسائي وخلف قرأوها بثاء مثلثة بعدها باء موحدة بعدها تاء مثناة فوقية من الثبت أو التثبت، أي فتأنوا وتوقفوا حتى تتيقنوا صحة الخبر، قال ابن الجزري: =
الموحدة بعد المثناة، وبعد الموحدة ياء تحتية بعدها نون، من البيان
(1)
.
قوله تعالى: {تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [9] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة بعد تحقيق الأولى المفتوحة بين الهمزة والياء، والباقون بتحقيقهما.
قوله تعالى: {فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [10] قرأ يعقوب بكسر الهمزة وإسكان الخاء وبعد الواو المفتوحة تاء فوقية مكسورة
(2)
والباقون بفتح الهمزة وفنح الخاء وبعد الواو ياء تحتية ساكنة
(3)
.
قولد نعالى: {وَلَا تَلْمِزُوا} [11] قرأ يعقوب بضم الميم
(4)
، والباقون
=
…
…
…
تثبتوا شفا من الثبت معا
مع حجرات ومن البيان عن
…
سواهم
(إتحاف فضلاء البشر 1/ 244، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 209، شرح طيبة النشر 4/ 211، شرح شعلة ص 342، إعراب القراءات 1/ 136).
(1)
وحجة من قرأ بالياء والنون؛ أي فافصحوا وكشفوا وحجتهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إن النبين من الله والعجلة من الشيطان فتبينوا" وحجة من قرأ بالياء أنه لما كان معنى الآية: افحصوا عن أمر من لقيتموه، واكشفوا عن حاله قبل أن تبطشوا بقتله، حتى تتبين لكم حقيقة ما هو عليه من الدين حمل على التبين، لأنه به يظهر الأمر، وأيضًا فإن التبين مع التثبت، لأن كل من تبين أمرًا فليس يتبينه إلا بعد تثبت، ظهر له ذلك الأمر أو لم يظهر له، لابد من التثبت مع التبين، ففي التبين معنى التثبت، وليس كل من تثبت في أمر تبينه. قد يتثبت ولا يتبين له الأمر، فالتبين أعم من التثبت في المعنى لاشتماله على التثبت، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"التبين من الله والعجلة من الشيطان، فتبينوا"، ولأن بها قرأ أبو عبد الرحمن والحسن وأبو جعفر وشيبة والأعرج وقتادة وابن جبير، وهو اختار أبي حاتم وأبي عبيد. وقرأ ابن مسعود وابن وثاب وطلحة والأعمش وعيسى بالثاء، وهو اختيار الطبري (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 394 - 395، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 209، شرح طيبة النشر 4/ 211، شرح شعلة ص 342، إعراب القراءات 1/ 136).
(2)
قرأ يعقوب {بين إخوتكم} بكسر الهمزة وإسكان الخاه وتاء مكسورة بعد الواو، على أنه جمع أخ، قال ابن الجزري:
إخوتكم جمع مثناه ظمى
(النشر 2/ 376، شرح طيبة النشر 6/ 15، المبسوط ص 412، الغاية ص 264).
(3)
وذلك على أنها تثنية أخ.
(4)
قال ابن الجزري: =
بكسرها
(1)
.
قوله تعالى: {وَلَا تَنَابَزُوا} {وَلَا تَجَسَّسُوا} {لِتَعَارَفُوا} [11، 12، 13] قرأ البزي في الثلاثة: بتشديد التاء
(2)
، والباقون بغير تشديد.
قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ} [11] قرأ أبو عمرو، والكسائي: بإدغام الباء الموحدة في الفاء -بخلاف عن هشام وخلاد-
(3)
والباقون بالإظهار.
= بلمز ضم الكسر في الكل (ظـ) ــــــــــلم
(النشر 2/ 279، المبسوط ص 227، الغاية ص 165، المهذب 1/ 279، السبعة ص 315، إعراب القراءات 1/ 249).
(1)
فتح حرف المضارعة وضم الميم وكسرها هما لغتاد في المضارع (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 304).
(2)
قال ابن الجزري:
في الوصل تا تيمموا
…
اشدد تلقف تَلَةً لا تنازعوا تعارفوا
تفرقوا تعاونوا تنابزوا
…
وهل تربصون مع تميزوا
تبرج إذ تلقوا التجسسا
…
وفتفرَّق توفَّى في النسا
تنزَّل الأربع أن تبدلا
…
تخيرون مع تولوا بعد لا
مع هود والنور والامتحان لا
…
تكلَّم البزي تلظى (هـ) ـــــــب (هـ) ــــــلا
تناصروا (ثـ) ـــــق (هـ) ــــــد وفي الكل اختلف
…
له وبعد كنتم ظلتم وصف
(شرح طيبة النشر 4/ 121، 122، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 314، النشر 2/ 232، التيسير ص 83، 84، التبصرة ص 446، المبسوط ص 152).
(3)
فيصير النطق "يَغلِفَّسوف" وقعت الباء الساكنة عند الفاء في خمسة مواضع {يَغْلِبْ فَسَوْفَ} {تَعْجَبْ فَعَجَبٌ} {اذْهَبْ فَمَنْ} {فَاذْهَبْ فَإِنَّ} {يَتُبْ فَأُولَئِكَ} فأدغمها في الخمسة المذكورة أبو عمرو وهشام وخلاد والكسائي إلا أنه اختلف عن هشام وخلاد فأما هشام فالإدغام له من جميع طرقه رواه الهذلي ورواه القلانسي من طريق الحلوانى وابن سوار من طريق المفسر عن الداجوني عنه والإظهار في الشاطبية كأصلها كالجمهور وعليه جميع المغاربة وأما خلاد فالإدغام عنه ذكره الهذلي ومكي والمهدي كالجمهور وعليه جميع المغاربة والإظهار عليه جميع العراقيين وخص بعض المدغمين الخلاف عن خلاد بقوله تعالى {يَتُبْ فَأُولَئِكَ} بالحجرات: 11، كالشاطبي والداني وفي العنوان إظهاره ففط، قال ابن الجزري:
إدغام باء الجزم في الفا (لـ) ي (قـ) ـــــــلا
…
خلفهما ما (ر) م (حـ) ز
ووجه الإدغام: اشتراكهما في بعض المخرج، وتجانسهما في الانفتاح والاستفال (النشر 2/ 8 - 10، شرح طببة النشر 3/ 21، 22، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 42، التيسير ص 44، السبعة ص 121).
قوله تعالى: {لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} [12] قرأ نافع، وأبو جعفر "ورويس" بتشديد الياء التحتية
(1)
، والباقون بالتخفيف.
قوله تعالى: {لَا يَلِتْكُمْ} [14] قرأ أبو عمرو، ويعقوب: بهمزة ساكنة بعد الياء التحتية
(2)
، وأبدلها ألفًا: أبو عمرو -بخلاف عنه-.
والباقون بغير همز ولا إبدال
(3)
.
قوله تعالى: {وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [18] قرأ ابن كثير بالياء التحتية
(4)
والباقون بالتاء الفوقية
(5)
.
* * *
(1)
قال ابن الجزري:
…
…
…
وميتة
…
والميتة اشدد (ثـ) ــــــب والأرض الميتة
(مدًا) وميتًا (ث) ص والانعام (ثـ) وى
…
إذ حجرات (غـ) ث (مدا) و (ثـ) ـــــــب (أ) وى
(صحب) بميت بلد والميت هم
…
والحضرمي
(شرح طيبة النشر 4/ 81 - 84).
(2)
قال ابن الجزري:
بألتكم البصري
وحجة من يقرأ بهمزة سكنة بين الياء واللام،: أنه من ألت يألت كصدق يصدق، وهي لغة غطفان.
(شرح طيبة النشر 6/ 15، 16، النشر 2/ 376، المبسوط ص 413، السبعة ص 606، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 284، غيث النفع ص 356).
(3)
الهمز وعدمه لغتان، يقال: لاتَ يليت ككال يَكيل وأَلَت يأْلَت، وفيه لغة ثالثة يقال: آلَتَ يالَتُ، وحكى التَّوَّزِي: الت يولت، فكله بمعنى النقصان (النشر 2/ 376، شرح طيبة النشر 6/ 15، 16، الغاية ص 264، المبسوط ص 413، السبعة ص 606، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 284، غيث النفع ص 356).
(4)
قال ابن الجزري:
ويعملون (د) ر
ووجه عن قرأ بالياء: أنه على لفظ الغيبة، لتقدّم ذكرها في قوله:{يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} "17"، وقوله:{لَا تَمُنُّوا} .
(5)
وحجة من قرأ بالتاء: أنه على المخاطبة، لتقدّم ذكرها في قوله:{تَمُنُّوا} ، وفي قوله:{إِسْلَامَكُمْ} ، وفي قوله:{عَلَيْكُمْ} ، وقوله:{أَنْ هَدَاكُمْ} إتحاف فضلاء البشر 1/ 398، شرح طيبة النشر 6/ 15، 16، النشر 2/ 376، المبسوط ص 413، السبعة ص 606، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 284، غيث النفع ص 356، تفسير النسفي 5/ 175).
الأوجه التي بين الحجرات و ق
وبين "الحجرات" و"ق" من قوله تعالى: {وَاللَّهُ بَصِيرٌ} [الحجرات: 18] إلى قوله تعالى: {عَجِيبٌ} [ق: 2] ألف وجه وثلاثمائة وجه، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: أربعمائة وجه وثمانية وأربعون وجهًا.
ورش: مائتا وجه وثمانون وجهًا.
ابن كثير: مائة وجه واثنا عشر وجهًا.
أبو عمرو: مائتا وجه وثمانون وجهًا، منها مائتان وأربعة وعشرون وجهًا مندرجة مع قالون.
هشام: مائة وأربعون وجهًا.
ابن ذكوان: مائة وأربعون وجهًا.
عاصم: مائة وجه واثنا عشر وجهًا.
خلف: سبعة أوجه.
خلاد: أربعة عشر وجهًا، منها سبعة مع خلف.
الكسائي: مائة وجه واثنا عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
يعقوب: مائتا وجه وثمانون وجهًا، منها مائتا وجه واثنا عشر وجهًا مع قالون، وستة وخمسون وجهًا مع أبي عمرو.
خلف: سبعة أوجه مندرجة مع ابن ذكوان.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سورة ق)
(1)
قوله تعالى: {وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} [1] قرأ ابن كثير بنقل حركة الهمزة إلى الراء وقفًا ووصلًا؛ وكذلك حمزة وقفًا لا وصلًا
(2)
.
قوله تعالى: {أَنْ جَاءَهُمْ} [2] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم
(3)
، والباقون بالفتح.
وإذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر، وعنه -أيضًا- إبدالها ألفًا مع المد والقصر
(4)
.
قوله تعالى: {أَإِذَا مِتْنَا} قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتسهيل الهمزة المكسورة بعد تحقيق الهمزة المفتوحة
(5)
.
(1)
هي سورة مكية. آياتها خمس وأربعون بلا خلاف (شرح طيبة البشر 6/ 17).
(2)
قال ابن الجزري:
كيف جا القرآن (د) ف
(3)
اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في البشر 2/ 60: واخثلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَاَهُ} {خَابَ} في طه: 61، فأمالها الداجونى وفتحها الحلوانى.
(4)
قال النويري: ومن المتوسط الساكن أن كان ألفًا نحو {شُرَكَاءَهُمْ} {وَجَاءُوا} .. فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة منه ومكسورها مما رسم فيه سورة الهمزة واوًا وياءً الإبدال بهما محضين مع المد والقصر وهو شاذ لا أصل له في العربية (شرح طيبة البشر 2/ 391، 392).
(5)
هناك قاعدة مطردة، وهي أن القراء المشار إليهم يقرأون بتسهيل الهمزة الثانية إذا كانت مكسورة، والهمزة المكسورة تأتى متفق عليها بالاستفهام ومختلفًا فيه فالمتفق عليه سبعة كلم في ثلاثة عشر موضعًا {أَئِنَّكُمْ} بالأنعام: 19، والنمل: 55، وفصلت: 9، {أَئِنَّ لَنَا} بالشعراء: 41، {أَإِلَهٌ} بالنمل: 60 - 64، خمسة {أَئِنَّا لَتَارِكُو} {أَإِنَّكَ} {أَئِفْكًا} الصافات: 36 - 52 - 86، {أئذا متنا} بقاف الآية. قال ابن الجزري:
ثانيهما سهل غنى حرم حلا
(شرح طيبة البشر 4/ 224، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 67).
والباقون بتحقيقهما
(1)
، وأدخل بينهما ألفًا قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر.
وكسر الميم من "مِتْنَا" نافع، وحمزة، والكسائي، وخلف، وحفص
(2)
، والباقون بالضم
(3)
.
قوله تعالى: {لَمَّا جَاءَهُمْ} [5] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم
(4)
. والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة- سهل الهمزة مع المد والقصر.
قوله تعالى: {بَلْدَةً مَيْتًا} [11] قرأ أبو جعفر بتشديد الياء التحتية مع الكسر
(5)
، والباقون بإسكانها.
فولى تعالى: {وَعِيدِ} {أَفَعَيِينَا} [5] قرأ ورش بإثبات الياء بعد الدال وصلًا لا وقفًا،
(1)
والتحقيق هو توفية كل حرف حقه من حركته ونصيبه من الإعراب؛ إذ كانت الهمزة حرفًا من حروف المعجم فيلزمها من الحركة ما يلزم سائر الحروف، لذا جاءوا بكل همزتين مجتمعتين على هيئتها إرادة للتبيين والنطق بكل حرف من كتاب الله على جهته من غير إبدال ولا تغيير (انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص 91، وشرح طيبة البشر للنويري 4/ 9، والمبسوط في القراءات العشر ص 126).
(2)
قال ابن الجزري:
اكسر ضمًّا هنا
في متم (شفا)(أ) رى وحيث جا
…
(صحب) أتى
(حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 178، إتحاف فضلاء البشر ص 230، الهادي 2/ 122).
(3)
وحجتهم أنها من مات يموت فعل يفعل مثل دام يدوم وقال يقول وكان يكون، ولا يقال كنت ولا قلت، وحجة أخرى وهو قوله:{وفيها تموتون} و {يوم أموت} ولو كانت على اللغة الأخرى لكانت تماتون ويوم أمات لأن من مت تمات يجيء فعل يفعل ومن فعل يفعل يجيء قال يقول وقد ذكرناه، وأصل الكلمة عند أهل البصرة موت على وزن فعل مثل قول ثم ضموا الواو فصارت موت، وإنما ضموا الواو لأنهم أرادوا أن ينقلوا الحركة التي كانت على الواو إلى الميم وهي الفتحة ولو نقلوها إلى الميم لم تكن هناك علامة تدل على الحركة المنقولة إلى الميم لأن الميم كانت مفتوحة في الأصل ويقع اللبس بين الحركة الأصلية وبين المنقولة وأيضًا لم تكن هناك علامة تدل على الواو المحذوفة فضموا الواو لهذه العلة ثم نقلوا ضمة الواو إلى الميم فصار مرت واتصل بها اسم المتكلم، فسكنت التاء فاجتمع ساكنان الواو والتاء فحذفت الواو وأدغمت التاء في التاء فصارت متم وكذلك الكلام في قلت (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 178، السبعة ص 217، الهادي 2/ 122، إتحاف فضلاء البشر ص 230).
(4)
سبق نظيره كثيرًا.
(5)
سبق قريبًا.
وأثبتها يعقوب وقفًا ووصلًا
(1)
، والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا.
قوله تعالى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ} [19] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإدغام تاء التأنيث في السين، والباقون بالإظهار، وذكر إمالة الألف بعد الجيم قبيل، ووقف حمزة.
قوله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ} [30] قرأ نافع، وشعبة: بالياء التحتية
(2)
، والباقون بالنون
(3)
.
قوله تعالى: {هَذَا مَا تُوعَدُونَ} [32] قرأ ابن كثير بالياء التحتية
(4)
، والباقون بالتاء الفوقية
(5)
.
قوله تعالى: {مُنِيبٍ} [33]، {ادْخُلُوهَا} قرأ أبو عمرو، وابن ذكوان وعاصم، وحمزة ويعقوب -في الوصل-: بكسر التنوين، والباقون بالضم
(6)
.
(1)
سبق ذكره كثيرًا.
(2)
قال ابن الجزري:
نقول يا (إ) ذ (صـ) ـح
وحجة من قرأ بالياء أنه أجراء على الإخبار عن الله جلّ ذكره، لتقدّم ذكره في قوله:{الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} [36]، وفي قوله:{رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ} [27].
(شرح طيبة البشر 6/ 17، البشر 2/ 376، الغاية ص 264، السبعة ص 607، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 285).
(3)
وحجة من قرأ بالنون أنه أجراه على الأخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه، لتقدّم لفظ الإخبار في قوله:{قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ} "28"، وقوله:{مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [29](شرح طيبة النشر 6/ 17، البشر 2/ 376، الغاية ص 264، السبعة ص 607، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 285، زاد المسير 8/ 19، وتفسير ابن كثير 4/ 226، وتفسير النسفي 4/ 179).
(4)
قال ابن الجزري:
........ ويوعدون (حـ) ـز (د) عا
…
وقاف (د) ن
قراءته بالياء: أنه على الغيبة، لتقدّم ذكر المتقين، وهم غُيَّب (شرح طيبة النشر 5/ 192).
(5)
وحجة من قرأ بالتاء: أنه على معنى الخطاب للمؤمنين على معنى: قل لهم يا محمد هذا ما توعدون.
(6)
اختلف في {فَمَنِ اضْطُرَّ} وبابه مما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة ويبدأ الفعل الذي يلي الساكن الأول بالضم وأول الساكنين أحد حروف لتنود والتنوين فاللام نحو {قُلِ ادْعُوا} والتاء نحو {وَقَالَتِ اخْرُجْ} والنون نحو {فَمَنِ اضْطُرَّ} {أَنِ اغْدُوا} ، والواو نحو {أَوِ ادْعُوا} والدال نحو=
قوله تعالى: {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} [40] قرأ نافع، وابن كثير، وحمزة، وأبو جعفر، وخلف: بكسر الهمزة
(1)
.
والباقون بالفتح
(2)
.
لوله تعالى: {يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ} [41] وقف يعقوب، وابن كثير- بخلاف عنه-: بالياء بعد الدال في {يُنَادِ} ، والباقون بغير ياء، واتفقوا في الوصل على حذف الياء، وأما {الْمُنَادِ} فقرأ ابن كثير، ويعقوب: بإثبات الياء بعد الدال وقفًا ووصلًا، وأثبتها وصلًا
= {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ} والتنوين نحو {فَتِيلًا (49) انْظُرْ} فأبو عمرو بكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التقاء الساكنين، قال ابن الجزري:
والساكن الأول ضم
لضم همز الوصل واكسره (نـ) ما
…
(فـ) ـز غير قل (حـ) ـلا وغير أو (حـ) ـما
والخلف في التنوين مز وان يجر
…
زن خلفه
والحجة لمن ضم أنه لما احتاج إلى حركة هذه الحروف كره الخروج من كسر إلى ضم فأتبع الضم الضم ليأتي باللفظ من موضع واحد، فإن قيل: فلم وافقهم أبو عمرو على الكسر إلا في الواو واللام وحدهما؟ فقل: لما احتاج إلى حركة الواو حركها بحركة هي منها لأن الضم فها أسهل من الكسر ودليله قوله تعالى: {اشتروا الضلالة بالهدى} . فإن قيل: فما حجة ابن عامر في ضم التنوين؟ فقل: الحجة له أن التنوين حركة لا تثبت خطًّا ولا يوقف عليه فكانت الحركة بما بعده أولى من الكسر.
(التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 198، السبعة ص 174، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 92).
(1)
قال ابن الجزري:
أدبار كسر
…
(حرم)(فتى)
وحجة من قرأ بالكسر أنه جعله مصدر "أَدبر"، فنصبه على الظرف، والمصادر تُجعل ظروفًا على تقدير إضافة أسماء الزمان إليها، وحذفُها اتساعًا، والتقدير: ومن الليل فسَبِّحه ووقتَ أدبار السُّجود، أي: وسَبِّحه وقتَ السُّجود، أي: بعد الصلاة، وهو كقولهم: جئت مَقدَمَ الحاج، أي: وقتَ مقدمِ الحاج، ورأيتك وقت خفوق النجم، أي: وقت خفوقه، وحذف المضاف في هذا الباب هو المستعمل في أكثر الكلام، وفي هذه الآية أمر من الله جلّ ذكره لنا أن نسبحه بعد الفراغ من الصلاة، وقيل: يراد بالتسبيح في هذا الركعات بعد المغرب.
(شرح طيبة النشر 6/ 17، المبسوط ص 414، النشر 2/ 376، السبعة ص 607).
(2)
وحجة من قرأ بالفتح أنه جعله جمع "دُبُر" وقد استعمل ذلك أيضًا ظرفًا، قالوا: جئتك دُبُرَ الصلاة، فهو منصوب على الظرف أيضًا (شرح طيبة البشر 6/ 17، المبسوط عى 414، البشر 2/ 376، السبعة ص 607، زاد المسير 8/ 23، وتفسير ابن كثير 4/ 230).
لا وقفًا: نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا.
قوله تعالى: {يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ} [44] قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بتخفيف الشين
(1)
، والباقون بالتشديد
(2)
.
قوله تعالى: {مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [45] قرأ ورش بإثبات الياء بعد الدال في الوصل لا في الوقف، وقرأ يعقوب بإثباتها في الوقف والوصل، والباقون بغير ياء في الوقف والوصل
(3)
.
* * *
(1)
قال ابن الجزري:
شين تشقق كقاف (حـ) ـز (كفا)
ووجه من قرا بالتشديد، على إدغام التاء الثانية في الشين إذ أصله "تتشقق" وحسُن الإدغام وقَوِي لأن الشين أقوى من التاء فإذا أَدغمتَ التاء في الشين نقلتَها إلى حالة أقوى من حالتها قبل الإدغام.
(شرح طيبة النشر 5/ 96، النشر 2/ 334، المبسوط ص 323، السبعة 464)
(2)
ووجه التخفيف: أنه بالتخفيف، على حذف التاء استخفافًا، لاجتماع المثلين (شرح طيبة البشر 5/ 96، النشر 2/ 334، المبسوط ص 323، السبعة 464، التيسير ص 163، إعراب القرآن 2/ 464، زاد المسير 6/ 84).
(3)
سبق قريبًا.
الأوجه التي بين ق والذاريات
وبين "ق" و" الذاريات" من قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} [ق: 45] إلى قوله تعالى: {وَالذَّارِيَاتِ} [الذاريات: 1] ألف وجه وسبعون وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: ثلاثمائة وجه وستة وثلاثون وجهًا.
ورش: مائة وجه وأربعة أوجه.
ابن كثير: أربعة وثمانون وجهًا.
أبو عمرو: مائتا وجه وثمانية أوجه.
ابن عامر: مائة وجه وأربعة أوجه.
عاصم: أربعة وثمانون وجهًا.
خلف: أربعة أوجه.
خلاد: أربعة أوجه.
أبو الحارث: أربعة وثمانون وجهًا مندرجة مع ابن عامر.
الدوري- عن الكسائي-: أربعة وثمانون وجهًا.
أبو جعفر: أربعة وثمانون وجهًا مندرجة مع قالون.
يعقوب: ثمانية وخمسون وجهًا.
خلف: أربعة أوجه مندرجة مع ابن عامر.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سورة الذاريات)
(1)
قوله تعالى: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} [1] قرأ أبو عمرو، ويعقوب- بخلاف عنهما-: بإدغام التاء في الذال
(2)
، والباقون بالإظهار.
قوله تعالى: {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا} [13] قرأ أبو جعفر برفع السين
(3)
، والباقون بالإسكان.
قوله تعالى: {يَوْمَ هُمْ} [13] الميم مقطوعة عن الهاء في الرسم.
قوله ئعالى: {وَعُيُونٍ} [15] قرأ ابن كثير، وابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي: بكسر العين
(4)
، والباقون بالرفع.
قوله تعالى: {مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ} [16] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة. وعن نافع الفتح وبين اللفظين
(5)
. والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ} قرأ شعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف برفع اللام
(6)
(1)
هي سورة مكية آياتها ستون آية بلا خلاف. (المبسوط ص 415).
(2)
سبق كثيرًا.
(3)
اختلف في السين من اليسر والعسر وبابهما فأسكنها كل القراء إلا أبا جعفر فضمها واختلف عن ابن وردان منه في {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا} في الذاريات: 3، فأسكلنها عنه النهرواني وضمها غيره، قال ابن الجزري:
وكيف عسر البسر (ثـ) ـق وخلف (خـ) ـط
…
بالذرو
(شرح طيبة النشر 4/ 37، 38، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 185).
(4)
قال ابن الجزري:
بيوت كيف جا بكسر الضم كم
إلى قوله:
عيون مع شيوخ مع عيوب صف
…
مز دم رضا
(5)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(6)
قال ابن الجزري:
مثل ارفعوا (شفا)(صـ) ـدر
وحجة من رفعه أنه جعله صفة لـ {حَقٌّ} . وحسُن ذلك لأنه نكرة، لأنه لم يتعرف بإضافه إلى معرفة لكثرة الأشاء التي يقع التماثل بها بين المتماثلين، فلمّا لم تعرّفه إضاقه إلى معرفة حسُن أن يوصف به النكرة،=
الباقون بالنصب
(1)
.
قوله تعالى: {حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ} [24] قرأ أبو عمرو، ويعقوب -بخلاف عنهما-: بإدغام الثاء المثلثة في الضاد، والباقون بالإظهار
(2)
.
= وهو {حَقٌ} ، و {مَا} زائدة، و {مِثْلَ} مضاف إلى {أَنَّكُمْ} و {أَنَّكُمْ} في موضع خفض بإضافة مثل إليه، و"أن" وما بعدها مصدر في موضع خفض والتقدير: أنه لحقٌ مثلُ نطقِكم.
(البشر 2/ 377، الغاية ص 265، شرح طيبة النشر 6/ 19، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 287، السبعة ص 609، إتحاف فضلاء البشر 1: 399).
(1)
وحجة من فتح "مثلا" أنه يحتمل ثلاثة أوجه: الأول: أن يكون مبنيًّا على الفتح لإضافته إلى اسم غير مُتمكِّن، وهو "أن"، كما بنيت "غير" لإضافتها إلى "أن" في قوله:
لم يَمنعِ الشُّرب مِنها غيرُ أن نطقَت
لكن {مِثْلَ} لأن بُنيت فهي في موضع رفع صفة لـ {حَقٌّ} .
والوجه الثاني: أن تجعل {مَا} و {مِثْلَ} اسمًا واحدًا وتبنيه على الفتح، وهو قول المازنِيّ، فهو عنده كقول الشاعر:
وتَداعي مِنخراه بدَمٍ
…
مِثلَ ما أثمَرَ حُماض الجَبَل
فبنى" مثلا" لَمَّا جعلها و {مَا} اسمًا واحدًا.
والوجه الثالث: أن تنصب "مثلَ" على الحال من النكرة وهي {حَقٌّ} ، وهو قول الجَرْمي، والأحسن أن يكون حالًا من المضمر المرفوع في {لَحَقٌّ} وهو العامل في المضمر، وفي الحال، وتكون على هذا {مَا} زائدة، و {مِثْلَ} مضافًا إلى {أَنَّكُمْ} ولم يتعرّف بالإضافة لما ذكرنا أولًا، والحال من النكرة قليل في الاستعمال، وقد حكى الأخفش في قوله تعالى:{فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا} [الدخان: 4 - 5] أن {أَمْرًا} الثاني في حال من {أَمْرٍ} الأول، وهو نكرة، والأحسن أن يكون حالًا من المضمر في {حَكِيمٍ} ، وهو بمعنى "يحكم"(البشر 2/ 377، الغاية ص 265، شرح طيبة النشر 6/ 19، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 287، السبعة ص 609، إتحاف فضلاء البشر 1: 399، التيسير 203، زاد المسير 8/ 34، تفسير النسفي 4/ 184).
(2)
يدغم أبو عمرو ويعقوب الثاء إذا وليها خمس حروف هي السين والذال والضاد والتاء والشين، وهي التي ذكرها ابن الجزري بقوله:
(سـ) نا (ذا)(ضـ) ـق (تـ) ـرى (شـ) ـد
فإذا جاء حرف من هذه الأحرف بعد الثاء وما قبل الثاء سكن عدا السين فساكن ومتحرك، فإن أبا عمرو ويعقوب يدغمان الثاء في الحرف التالي، والواقع منه:{مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ {الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ} {الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا} {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ} {وَالْحَرْثِ ذَلِكَ} {حَدِيثُ ضَيْفِ} {حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} {الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ} {حَيْثُ شِئْتُمَا} {حَيْثُ شِئْتُمَا {ثَلَاثِ شُعَبٍ} ، قال ابن الجزري:
ولثا الخمس الأول
(شرح طيبة النشر 2/ 99).
وقرأ هشام {إِبْرَاهَام} بألف بين الهاء والميم وفتح الهاء، والباقون بكسر الهاء وبعدها ياء ساكنة.
قوله تعالى: {إِذْ دَخَلُوا} [25] قرأ نافع، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار ذال "إذْ" عند الدال
(1)
، والباقون بالإدغام.
قوله تعالى: {فَقَالُوا سَلَامًا} [25] قرأ حمزة، والكسائي: بكسر السين وإسكان اللام
(2)
، والباقون بفتح السين واللام وبعد اللام ألف
(3)
.
قوله تعالى: {عَلَيْهِمُ الرِّيحَ} [41] قرأ أبو عمرو- في الوصل-: بكسر الهاء والميم،
(1)
قال ابن الجزري:
إذ في الصفير وتجد أدغم (حـ) ـلا
…
لي وبغير الجيم قاض رتلا
والخلف في الدال مصيب وفتى
…
قد وصل الإدغام في دال وتا
(شرح طيبة البشر 3/ 3 - 5، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 40).
(2)
قال ابن الجزري:
قال سلم سكن
واكسره واقصر مع (ذ) رو (فـ) ـي (ر) با
ووجه من قرأ بكسر السين جعله من السلم وهو الصلح، أي أمري سلم لست مريدًا غير السلامة والصلح، قال الفراء: المعنى نحن سلم لأن التسليم لا يكلن من عدو، وكان الفراء ذهب إلى أن الملائكة لما سلموا عليه كان ذلك دليلًا على براءتهم مما وقع في نفسه من أنهم عدو فقال لهم حيتذ نحن متسالمون آمنون إذ سلمتم عليا ويكون معنى قوله في الذاريات {قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} أي غير معروفين في بلدنا وإن التسليم منكلم منكر لأنه لا يعهده إلا ممن هو على دينه ولم يتقرر عنده أنهم منهم قالوا والدليل على أن الثاني بخلاف معنى الأول أن إعرابهما مختلف فلو كانت الثانية مخرجها مخرج الأولى نصبت كما نصبت الأولى، وقال قوم: يجوز أن يكون معنى قوله سلم في معنى سلام كما قالوا حل وحلال وحرم وحرام قالوا والدليل على صحة ذلك أن التفسير ورد بأنهم سلموا عليه فرد عليهم.
(المبسوط ص 241، البشر 2/ 290، الغاية ص 176، السبعة ص 336، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 346).
(3)
وحجتهم في ذلك أنهم مجمعون على الأول أفه بألف وهو تسليم الملائكة فردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه الأول: نصب على المصدر على معنى سلمنا سلامًا. والثاني: رفع على إضمار عليكم سلام ومن قرأ سلم أي أمري سلم (المبسوط ص 241، البشر 2/ 290، الغاية ص 176، السبعة ص 336، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 346).
وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف: ويعقوب بضم الهاء والميم، والباقون بكسر الهاء وضم الميم
(1)
.
قوله تعالى: {إِذْ قِيلَ لَهُمْ} [43] قرأ هشام، والكسائي، ورويس: بضم القاف
(2)
، والباقون بكسرها.
قوله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ} [44] قرأ الكسائي: بإسكان العين بعد الصاد
(3)
والباقون بألف بعد الصاد وكسر العين
(4)
.
(1)
قال ابن الجزري:
وضم ميم الجمع صل ثبت درا
…
قبل محرك وبالخلف برا
وقبل همز القطع ورش واكسروا
…
قبل السكون بعد كسر حرروا
وصلًا وباقيهم بضم وشفا
…
مع ميم الهاء وأتبع ظرفا
(2)
والمراد به الإشمام فيصير النطق " قُيلَ لَهُمْ " فالضم لا بد وهو عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {وَجَاءَ} {وَحِيلَ} {وَسِيقَ} {وَسَاءَ} ولا بد أن يكون إشمام الضم كسر أوله وكيفية ذلك: أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر. قال ابن الجزري:
وقيل غيض جي أشم
…
في كسرها الضم رجا غنى لزم
(انظر: النشر 2/ 208، الغاية في القراءات العشر ص 98، والتيسير ص 72، والكشف عن وجوه العلل 1/ 230، المبسوط ص 127، والغاية ص 98، والنشر 2/ 208، والأقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص 129).
(3)
قال ابن الجزري:
صاعقة الصعقة رم
ووجه قراءة من قرأ بغير ألف على" فَعْلة"، قال أبو علي الكسائي: هو الصوت الذي يصحب الصاعقة.
(شرح طيبة البشر 6/ 20، البشر 2/ 377، المبسوط ص 415، التيسير ص 203، السبعة ص 609، الكثمف عن وجوه القراءات 2/ 288).
(4)
وحجة من قرأ بالألف: أنه على وزن"فاعِلة" كما أتت {الْوَاقِعَةُ} و {الرَّاجِفَةُ} و {الرَّادِفَةُ {الطَّامَّةُ} و {الصَّاخَّةُ} كله على فاعلة، فجرت الصاعقة على ذلك، وقيل هما لغتان في الصاعقة التي تنزل وتحرق، وقيل:{الصَّاعِقَةُ} بألف هي التي تنزل من السماء وتحرق، و"الصعقة" بغير ألف الزَّجْرة، وهي الصوت عند نزول الصاعقة، والألف فيها أحبّ إليّ، لأن الجماعة على ذلك. وقد رُوي "الصَّعْقة" بغير ألف عن عمر وعن على وعن عثمان وعن ابن الزبير، حملوه على قوله:{فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ} [الأعراف: 78}، ولم يقل {الرَّاجِفَةُ}، وقال: {مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ} [العنكبوت:40] (شرح طيبة البشر 6/ 20، البشر 2/ 377، المبسوط ص 415، التيسير ص 203، السبعة ص 609، الكشف عن وجوه القراءات=
قوله تعالى: {وَقَوْمَ نُوحٍ} [46] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بكسر الميم
(1)
، والباقون بالفتح
(2)
.
قوله تعالى: {بِأَيْدٍ} [47] هذه في الرسم بياء زائدة لا في القراءة.
قوله تعالى: {تَذَكَّرُونَ} [49] قرأ حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف: بتخفيف الذال
(3)
، والباقون بالتشديد
(4)
.
قوله تعالى: {لِيَعْبُدُونِ} [56]{أَنْ يُطْعِمُونِ} [57]{فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ} [59] قرأ يعقوب بإثبات الياء بعد النون في الثلاثة وقفًا ووصلًا، والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا
(5)
.
قوله تعالى: {مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي} [60] قرأ أبو عمرو، ويعقوب- في الوصل-: بكسر الهاء والميم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بضم الهاء والميم
(6)
.
* * *
= 2/ 288، زاد المسير 8/ 40، تفسير النسفي 4/ 187).
(1)
قال ابن الجزري:
قوم اخفضن (حـ) ـسب (فتى)(ر) اض
ووجه قراءة من قرأ بالخفض، على العطف على قوله:{وَفِي مُوسَى} "38"، وأو على قوله:{وَفِي الْأَرْضِ} "20"، وقوله:{وَفِي مُوسَى} معطوف على قوله: {وَتَرَكْنَا فِيهَا} "37"(النشر 2/ 377، شرح طيبة النشر 6/ 20، التيسير ص 203، المبسوط ص 415، السبعة ص 609، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 288، الغاية ص 265).
(2)
وحجة من قرأ بالنصب: أنه على العطف على المعنى، لأن قوله:{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ} معناه: أهلكناهم، فصار التقدير: أهلكناهم وأهلكنا قوم نوح، وأيضًا فيجوز أن يُحمل النصب على معنى:{فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} لأنه بمعنى: أغرقناهم، فيصير التقدير: فأغرقناهم وأغرقنا قوم نوح (النشر 2/ 377، شرح طيبة النشر 6/ 20، التيسير ص 203، المبسوط ص 415، السبعة ص 609، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 288، الغاية ص 265).
(3)
قرأ المشار إليهم بتخفيف لفظ {تَذْكُرون} المضارع المرسوم بتاء واحدة حيث وقع، قال ابن الجزري:
تذكرون (صحب) خففا
…
كلًا
(شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).
(4)
ووجه التشديد: أن أصله تتذكرون بتاء المضارعة وتاء التفعيل، ومعناه هنا حصول الفعل بالتراخي والتكرار فخفف بإدغام التاء (شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).
(5)
سبق قريبًا.
(6)
سبق قريبًا.
الأوجه التي بين الذاريات والطور
وبين "الذاريات" و"الطور" من قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا} [الذارياث: 60] إلى قوله تعالى: {وَالطُّورِ} [الطور: 1] مائتا وجه واثنان وثلاثون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: أربعة وستون وجهًا.
ورش: ثمانون وجهًا منها أربعة وستون وجهًا مع قالون.
ابن كثير: أربعة وستون وجهًا مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: ثمانون وجهًا.
ابن عامر: ثمانون وجهًا منها أربعة وستون مع قالون، وستة عشر وجهًا مع ورش.
عاصم: أربعة وستون وجهًا مندرجة مع قالون.
خلف: أربعة أوجه.
خلاد: أربعة أوجه.
الكسائي: أربعة وستون وجهًا.
أبو جعفر: أربعة وستون وجهًا مندرجة مع قالون.
يعقوب: ثمانون وجهًا مندرجة مع أبي عمرو.
خلف: أربعة أوجه مندرجة مع خلاد.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه
…
(سورة الطور)
(1)
قوله تعالى: {فَاكِهِينَ} [18] قرأ أبو جعفر بغير ألف بين الفاء والكاف
(2)
، والباقون بالألف.
قوله تعالى: {بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ} [18] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة
(3)
، وعن نافع الفتح وبين اللفظين
(4)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {وَاتَّبَعَتْهُمْ} [21] قرأ أبو عمرو بهمزة القطع مفتوحة بعد الواو وإسكان التاء الفوقية وإسكان العين وبعد العين نون مفتوحة بعدها ألف
(5)
والباقون
(1)
هي سورة مكية. آياتها سبع وأربعون آية بالحجازي، وتسع وأربعون بالكوفي والشامي (شرح طيبة النشر 6/ 20).
(2)
قال ابن الجزري:
.... .... ....
…
وفاكهون فاكهين اقصر (ثـ) ـنا
تطفيف (كـ) ـون الخلف (عـ) ـن (ثـ) ـرا
(شرح طيبة النشر 5/ 170 - 173، النشر 2/ 354 - 355، المبسوط ص 371).
(3)
قال ابن الجزري:
وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه
…
وفتحهُ وما بياء رسمه
(النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).
(4)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(5)
قال ابن الجزري:
وأتبعنا (حـ) ـسن
وحجة من قطع الألف أنه أضاف الفعل إلى الله جلّ ذكره، فحمله على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه، كما أتى الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه قبل ذلك وبعده، في قوله:{وَزَوَّجْنَاهُمْ} "20"، وقوله:{أَلْحَقْنَا بِهِمْ} ، وقوله:{وَمَا أَلَتْنَاهُمْ} ، فجرى الكلام على سُنن ما قبله وما بعده، ولمّا أضاف الفعل إلى الله جلّ ذكره انتصبت "الذّريات" بوقوع الفعل عليهم، والتاء غير أصلية، لفظ النصب فيها كلفظ الخفض، لأنها تاء جماعة المؤنث كالمسلمات والصالحات.
(النشر 2/ 377، المبسوط ص 415، الغاية ص 265، السبعة ص 612، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 290، التيسير ص 203).
بهمزة وصل بعد الواو وتشديد التاء الفوقية مفتوحة وفتح العين وبعد العين تاء فوقية ساكنة
(1)
.
قوله تعالى: {ذُرِّيَّتُهُمْ} [الطور: 21] قرأ أبو عمرو بألف بعد الياء التحتية وكسر التاء الفوقية بعد الألف، وقرأ ابن عامر، ويعقوب كذلك، إلا أنهما بضم التاء الفوقية جمعًا
(2)
.
والباقون بغير ألف بعد الياء التحتية وضم التاء الفوقية؛ على الإفراد
(3)
.
قوله تعالى: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الطور: 21] قرأ ابن كثير، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بغير ألف بعد الياء التحتية وفتح التاء الفوقية بعدها؛ إفرادًا
(4)
.
(1)
وحجة من وصل الألف أنه أضاف الفعل إلى "الذرية" فارتفعت بفعلها، ولولا الجماعة لكانت القراءة الأوُلى أحبَّ إليّ لصحة معناها، ولأنه ليس كل من آمن اتَّبعتْه ذريتُه بإيمان، إنما ذلك إلى الله يُوفّق من يشاء من ذرية المؤمنين إلى الإيمان بمثل إيمانهم، ويخذل من يشاء فلا يوَفقه إلى الإيمان (النشر 2/ 377، المبسوط ص 415، الغاية ص 265، السبعة ص 612، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 290، التيسير ص 203، معاني القرآن 3/ 91).
(2)
قال ابن الجزري:
بواتبعت ذرية امدد (كـ) ـم (حما)
…
وكسر رفع التا (حـ) ـلا واكسر (د) ما
وحجة الجمع، لكثرة الذرية، وبكسر التاء لأنه مفعول {أتبعناهم} ، وحجة قراءة ابن عامر كقراءة أبي عمرو، لأنه فاعل {وَاتَّبَعَتْهُمْ} لأن الذرية في قراءته تابعون الآباء (الغاية ص 265، شرح طيبة النشر 6/ 21، 22، النشر 2/ 377، السبعة ص 612، التيسير ص 203).
(3)
وأما وجه قراءة من قرأ بالتوحيد في اللفظ: فإن الذرية تقع للواحد والجمع، فاكتفوا بلفظ الواحد لدلالته على الجمع، ورفعوا الذرية بفعلهم، وهو الاتباع (المبسوط ص 415، الغاية ص 265، شرح طيبة النشر 6/ 21، 22، النشر 2/ 377، السبعة ص 612، التيسير ص 203، زاد المسير 8/ 50، تفسير ابن كثير 4/ 241).
(4)
قال ابن الجزري:
...............
…
ذرية اقصر وافتح التاء (د) نف
(كفى) كثان الطور ياسين لهم
وحجتهم أن الذرية لما في الحجور وما يتناسل بعد والدلالة على ذلك قوله تعالى {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ} فلا شيء أكثر من ذرية آدم والذين لم يرهم: آدم من ذريته أكثر من الذين رآهم وقد أجمعوا هنا على ذرية بلا خلاف بين الأمة فكان رد ما اختلفوا إلى ما أجمعوا عليه أولى بالصواب وقوله عقيب ذلك: {وكنا ذرية من بعدهم} بلفظ واحد أدل دليل على صحة التوحيد إذ كانوا هم الذين أخبر عنهم وقد أجمعوا على التوحيد (إبراز المعاني 2/ 484).
والباقون بألف بعد الياء التحتية وكسر التاء الفوقية بعد الألف؛ جمعًا
(1)
.
قوله تعالى: {وَمَا أَلَتْنَاهُمْ} [الطور: 21] قرأ ابن كثير: بكسر اللام
(2)
، والباقون بفتحها
(3)
.
وَرُوِيَ عن قنبل حذف الهمزة
(4)
، والباقون بإثباتها.
قوله تعالى: {لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ} [الطور: 23] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب: بنصب الواو والميم من غير تنوين
(5)
، والباقون برفعهما مع التنوين، وأبدل الهمزة الساكنة ألفًا: ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو، بخلاف عنه.
قوله تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ} [الطور: 24] قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء
(6)
،
(1)
وحجتهم أن الذريات الأعقاب المتناسلة وأنها إذا كانت كذلك كانت أكثر من الذرية واحتج أبو عمرو في ذلك عند قوله {هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} أن الذرية ما كان في حجورهم وأن الذريات ما تناسل بعدهم وأحال أن تكون ذريات بقد قوله قرة أعين وقال لأن الإنسان لا تقر عينه بما كان بعده (شرح طيبة النشر 4/ 315، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 301، النشر 2/ 273، الغاية ص 159، زاد المسير 3/ 284).
(2)
قال ابن الجزري:
واكسر (د) فا
بكسر اللام، لغةٌ فيه، ويقال: أَلِت يَألَت إلتًا إذا نقص كعلمِ يعلَم عِلمًا.
(3)
ووجه من قرأ بفتح اللام: أنه لغةٌ فيه، يقال: ألَت يألِت كضرَب يضرِب، ويقال فيه أيضًا: لات يَليت ككال يكيل (شرح طيبة النشر 4/ 315، النشر 2/ 273، الغاية ص 159، زاد المسير 3/ 284، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 291).
(4)
وذلك من طريق ابن شنبوذ وهي رواية الحلواني عن القواس، قال ابن الجزري:
لام ألتنا حذف همز خلف (ز) م
(النشر 2/ 377، شرح طيبة النشر 6/ 23، الغاية ص 265، السبعة ص 613، غيث النفع ص 359، المبسوط ص 416).
(5)
قال ابن الجزري:
بيع خلة ولا شفاعة لا بيع لا خلال لا
…
ثأثيم لا لغو (مدا)(كنز)
ووجه قراءتهم: أنها على أن لا نافية للجنس تعمل عمل إنَّ.
(انظر: المبسوط ص 129، وشرح طيبة النشر 4/ 20، والنشر 2/ 211، وإتحاف فضلاء البشر ص 134).
(6)
قرأ يعقوب وحمزة {عَلَيْهِمْ} و {إِلَيْهِمْ} و {لَدَيْهِمْ} بضم كسر الهاء في الثلاث حال وصله ووقفه، ويفهمان من إطلاقه إذا كانت لجمع مذكر ولم يتلها ساكن علم مما بعد، قال ابن الجزري: =
والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {لُؤْلُؤٌ} [الطور: 24] قرأ شعبة، وأبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه -: بإبدال الهمزة الساكنة واوًا، والباقون بتحقيق الهمزة.
وإذا وقف حمزة، أبدل الأولى والثانية، وله في الثانيه الروم والإشمام
(1)
.
قوله تعالى: {نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ} [الطور: 28] قرأ نافع، والكسائي، وأبو جعفر: بفتح الهمزة.
والباقون بالكسر
(2)
.
قوله تعالى: {بِنِعْمَتِ رَبِّكَ} [الطور: 29] بالتاء المجرورة، وقف عليها بالهاء: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب، ووقف الباقون بالتاء، وإذا وقف الكسائي، أمال الهاء على أصله
(3)
.
قوله تعالى: {تَأْمُرُهُمْ} [الطور: 32] قرأ أبو عمرو بإسكان الراء، وروي عن الدوري اختلاس ضمة الراء
(4)
، والباقون برفع الراء. وأبدل الهمزة ألفًا: ورش، وأبو جعفر.
= عليهمو إليهمو لديهمو
…
بضم كسر الهاء (ظ) ــبي (فـ) ــهم
(شرح طيبة النشر 2/ 52).
(1)
قال ابن الجزري:
..................
…
وإن يحرك عن سكون فانقل
(2)
قال ابن الجزري:
وأنه افتح رم مدًا
وحجة من قرأ بكسر الهمزة: أنها على القطع والابتداء، و"إن" حرف للتأكيد، وفي القراءتين معنى التأكيد أن الله بَرٌ رحيم، لكن الكسر فيه معنى الالتزام أنه بَرٌ رحيم على كل حال بالمؤمنين. والفتح فيه معنى فِعل شيء لأجل شيء آخر، لأن دعاءَهم إيّاه كان لأنه بَرٌّ رحيم بالمؤمنين (النشر 2/ 377، المبسوط ص 416، شرح طيبة النشر 6/ 23، السبعة ص 613، الكشف عن وجوه القراءات 21/ 292، إيضاح الوقف والابتداء 909، زاد المسير 8/ 53، تفسير القرطبي 17/ 70).
(3)
قال ابن الجزري:
بالها (ر) جا (حق) وذات بهجة
…
واللات مع مرضات ولات (ر) جه
(التيسير ص 60، شرح طيبة النشر 3/ 225، 226، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 137).
(4)
قال ابن الجزري: =
قوله تعالى: {أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ} [الطور: 37] قرأ هشام بالسين، وقرأ قنبل، وابن ذكوان، وحفص: بالسين والصاد
(1)
، وقرأ حمزة بحرف بين الصاد والزاي، والباقون بالصاد الخالصة.
قوله تعالى: {كِسْفًا} [الطور: 44] لا خلاف في إسكان السين هنا.
قوله تعالى: {حَتَّى يُلَاقُوا} [الطور: 45] قرأ أبو جعفر بفتح الياء التحتية وإسكان اللام وفتح القاف بعدها
(2)
، والباقون بضم الياء وفتح اللام وبعدها ألف وضم القاف
(3)
.
قوله تعالى: {يُصْعَقُونَ} [الطور: 45] قرأ ابن عامر، وعاصم: بضم الياء التحتية
(4)
،
= المصيطرون ضر قي الخلف مع مصيطر والسين لي
…
وفيهما الخلف زكى عن حلى
وقد قرأ أبو عمرو {يأمرْكم} ، {بارْئكم} ، {يأمرْهم} ، {تأمرْهم} ، {وينصرْكم} ، {يشعرْكم} حيث وقعت بإسكان الهمزة والراء وروى جماعة من أهل الأداء عن الدوري اختلاس الحركة فيهما. قال ابن الجزري:
بارئكمُ يأمركُمُ ينْصرْكُمُ
…
يأمرهُمُ تأمرهُمُ يُشعِرْكُم
سكنْ أو اختلسْ حُلًا والخلف طب
(1)
فنص على الصاد فيهما ابن مهران في غايته وابن غلبون في تذكرته وصاحب العنوان وغيرهم، وبه قرأ الداني على شيخه أبي الحسن، ورواه بالسين فيهما زرعان عن عمرو، وهو نص الهذلي عن الأشناني، وروى عنه آخرون {المسيطرون} بالسين، و {بِمُصَيْطِرٍ} وبالصاد، وكذا في المبهج والغاية، وبه قرأ الداني على أبي الفتح، وقطع بالخلاف له في {الْمُصَيْطِرُونَ} وبالصاد في {بِمُصَيْطِرٍ} في التيسير والشاطبية. وأما خلاد فالجمهور من المشارقة والمغاربة على الإشمام فيهما لهو الذي لا يوجد نص عنه بخلافه وأثبت له الخلاف فيهما صاحب التيسير من قراءته على أبي الفتح وتبعه على الشاطبي، والصاد هي رواية الحلواني والبزاز كلاهما عن خلاد (النشر 2/ 378).
(2)
قال ابن الجزري:
ويلاقوا كلها
يلقوا (ثـ) ــنا
(شرح طيبة النشر 5/ 226، النشر 2/ 370، المبسوط ص 400).
(3)
ووجه القراءة: أنها مضارع لاقى.
(4)
وحجة من فتح أنه جعله مستقبل صعِق كعَلِم (النشر 2/ 379، المبسوط ص 417، شرح طيبة النشر 6/ 23، الغاية ص 266، معاني القرآن 3/ 94، التيسير 204، زاد المسير 8/ 59، وتفسير النسفي 4/ 193).
والباقون بفتحها
(1)
.
* * *
(1)
قال ابن الجزري:
يصعق ضم (كـ) ـم (نـ) ـال
حجة من ضمّ الياء أنه نقَلَه إلى الرباعي، وردّه إلى ما لم يسمّ فاعله فعدّاه إلى مفعول، وهو الضمير في {يُصْعَقُونَ} يقوم مقام الفاعل، فهو مثل {يُكرمون} ولا يحسن أن يكون من "صعق" ثم ردّ إلى ما لم يسمّ فاعله كـ "يُضربون"، لأنه إذا كان ثلاثيًا لا يتعدَّى، والفعل الذي لا يتعدَّى لا يردّ على ما لم يسمّ فاعله، على أن يقوم الفاعل مقام المفعول الذي لم يسمّ فاعله. وقد حكى الأخفش "صَعُق" كـ"سعُد" لغة مشهورة، فعلى هذا يجوز أن يكون من الثلاثي غير منقول لغة لا قياس عليها.
(النشر 2/ 379، المبسوط ص 417، شرح طيبة النشر 6/ 23، الغاية ص 266، معاني القرآن 3/ 94).
الأوجه التي بين الطور والنجم
وبين "الطور" و"النجم" من قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ} [الطور: 49] إلى قوله تعالى: {إِذَا هَوَى} [النجم: 1] مائة وجه غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: أحد وعشرون وجهًا.
ورش: ستة وعشرون وجهًا.
ابن كثير: أحد وعشرون وجهًا.
أبو عمرو: ستة وعشرون وجهًا مندرجة مع ورش.
ابن عامر: ستة وعشرون وجهًا، منها أحد وعشرون وجهًا مندرجة مع قالون.
عاصم: أحد وعشرون وجهًا مندرجة مع قالون.
حمزة: وجه واحد.
الكسائي: أحد وعشرون وجهًا.
أبو جعفر: أحد وعشرون وجهًا، منها أحد وعشرون وجهًا مع قالون، وخمسة مع ابن عامر.
خلف: وجه واحد مع الكسائي.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورَةُ النَجمِ)
(1)
قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} [النجم: 1]، {وَمَا غَوَى} [النجم: 2] {عَنِ الْهَوَى} [النجم: 3]، {يُوحَى} [النجم: 4]، {الْقُوَى} [النجم: 5]، {فَاسْتَوَى} [النجم: 6]، {الْأَعْلَى} [النجم: 7]، {فَتَدَلَّى} [النجم: 8]، {أَوْ أَدْنَى} [النجم: 9]، {مَا أَوْحَى} [النجم: 10] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة في العشرة، وقرأ أبو عمرو بين بين
(2)
، وعن نافع الفتح وبين اللفظين
(3)
، وعن ورش بين بين أقوى
(4)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ} [النجم: 11] قرأ هشام، وأبو جعفر: بتشديد الذال
(5)
،
(1)
هي سورة مكية. آياتها ستون آية في غير الكوفي والحمصي، واثنتان وستون فيهما.
(2)
هناك قاعدة مطردة؛ وهي أن حمزة والكسائي وخلف البزار أمالوا جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:
وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه
…
وفتحهُ وما بياء رسمه
ويندرج تحت قوله وما بياء رسمه {مُوسَى} {وَعِيسَى} {وَيَحْيَى} كما أمال الثلاثة كل ألف منقلبة عن ياء حيث وقعت في القرآن الكريم سواء كانت في الرسم أو فعل كموسى وعيسى ويحيى والأشقى والهدى، وأتى، وسعى إلخ وتُعرف ذوات الياء من الأسماء بالتثنية، ومن الأفعال برد الفعل، وقد شاركهم أبو عمرو فيما كان على وزن فعلى مثلثة الفاء فأمالها إمالة صغرى بين بين، قال ابن الجزري:
وكيف فعلى مع رؤوس الآي (حـ) ــد خلف
والمراد برؤوس الآي عند ورش وأبي عمرو آي السور الإحدى عشر وهي "طه، النجم، القيامة، المعارج، النازعات، عبس، الأعلى، الشمس، الليل، الضحى، العلق"(النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).
(3)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:
وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف
…
وما به ها غير ذي الرا يختلف
مع ذات ياء مع أراكهمو ورد
(4)
هو ورش من طريق الأزرق فقط.
(5)
قال ابن الجزري: =
والباقون بالتخفيف
(1)
.
وأبدل الأصبهاني: {الْفُؤَادُ}
(2)
، وإذا وقف حمزة، أبدل
(3)
. والباقون بالهمزة، وورش على أصله بالمد والتوسط والقصر، والباقون بالقصر لا غير.
قوله تعالى: {مَا رَأَى} [النجم: 11]{وَلَقَدْ رَآهُ} [النجم: 13] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف:
بإمالة الراء والهمزة محضة، وأمالهما معًا بين بين ورش
(4)
، واختلف عن شعبة، وابن ذكوان، وقالون
(5)
والسوسي في الراء. وأمال الهمزة: أبو عمرو، وشعبة، وابن ذكوان محضة
(6)
، والباقون بالفتح.
= كذب الثقيل (لـ) ــي (ثـ) ــنا
وحجة من قرأ بالتشديد، جعل الفعل متعدّيًا بنقله إلى التشديد، فتعدّى إلى {مَا} بغبر تقدير حذف حرف جرّ في، والتقدير: ما كذّب فؤاده ما رأت عيناه، بل صدّقه (النشر 2/ 379، المبسوط ص 418، شرح طيبة النشر 6/ 24، الغاية ص 267، معاني القرآن 3/ 94، التيسير 204، زاد المسير 8/ 59، السبعة ص 614).
(1)
ووجه من قرأ بالتخفيف: أنهم عدّوا الفعل إلى {مَا} بحرف جرّ مقدّر محذوف، تقديره: ما كذب فؤادُه فيما رأت عيناه، والمعنى واحد (شرح طيبة النشر 6/ 24، النشر 2/ 379، المبسوط ص 418، الغاية ص 267،، التيسير 204، معاني القرآن 3/ 94 زاد المسير 8/ 59، السبعة ص 614).
(2)
الهمز المتحرك قسمان قبله متحرك، وساكن: فالأول: اختلفوا في تخفيف الهمز فيه في سبعة مواضع: الأول: أن تكون مفتوحة مضمومًا ما قبلها فقرأ هده الكلمات ورش من طريق الأزرق وأبو جعفر كل همزة متحركة وقعت فاء من الكلمة نحو {يُؤَدِّهِ} {يُؤَاخِذُكُمُ} {مُؤَجَّلًا} {مُؤَذِّنٌ} {الْفُؤَادُ} واختلف عن ابن وردان في {يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ} بآل عمران، فروى ابن شبيب من طريق ابن العلاف وغيره من طريق الشطوي وغيره كلاهما عن الفضل بن شاذان تحقيق الهمزة فيه، وكذا روى الرهاوي عن أصحابه عن الفضل، وروى سائرهم عنه الإبدال طردًا للباب، قال ابن الجزري:
والفاء من نحو يؤده أبدلوا
…
(جـ) ــد (ثـ) ــق
(شرح طيبة النشر 2/ 284، إتحاف فضلاء البشر ص 256).
(3)
وقد اختص حمزة بذلك في الوقف من حيث إن قراءته اشتملت على شدة التحقيق والترتيل والمد والسكت، فناسب التسهيل في الوقف (النشر 1/ 430).
(4)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(5)
ما ذكره المصنف من القليل بين بين في الراء لقالون والسوسي بخلف عنهما خطأ، لأن مذهبهما الفتح قولًا واحدًا في الراء. والله أعلم.
(6)
قال ابن الجزري: =
قوله تعالى: {أَفَتُمَارُونَهُ} [النجم: 12] قرأ حمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف: بفتح التاء الفوقية وإسكان الميم
(1)
، والباقون بضم التاء وفتح الميم وألف بعد الميم
(2)
.
قوله تعالى: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ} [النجم: 17]، قرأ حمزة بإمالة الزاي في {زَاغَ}
(3)
.
قوله تعالى: {الْكُبْرَى} [النجم: 18]، {الْأُخْرَى} [النجم: 20] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإمالة الألف المنقلبة بعد الراء محضة
(4)
، وأمالها ورش بين
= حرفي رأى (مـ) ن (صحبة)(لـ) ـنا اختلف
…
وغير الأولى الخلف (صـ) ـف والهمز (حـ) ـف
وذو الضمير فيه أو همز ورا
…
خلف (مـ) ـنى قللهما كلا (جـ) ـرى
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 117).
(1)
وكذلك حذف الألف، فيصير النطق "أفتمرونه" قال ابن الجزري:
تمروا تماروا (حبر)(عم)(نـ) ـصنا
وحجة من قرأ بفتح التاء أنه حمله على "مرى يمري"، إذا جحد، فتقديره: أفتجحدونه على ما يرى، إذ كان شأن المشركين الجحود لِما يأتيهم به محمد صلى الله عليه وسلم فحمل على ذلك.
(شرح طيبة النشر 6/ 25، المبسوط ص 419، النشر 2/ 279، التيسير ص 204، السبعة ص 614، الغاية ص 267).
(2)
وحجة من قرأه بضمّ التاء أنه حمله على "مارى يماري" إذا جادل، فالمعنى: أفتجادلونه فيما علمه ورآه كما قال: {يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ} [الأنفال: 6]، وقد تواترت الأخبار بمجادلة قريش النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الإسراء، والقراءتان متداخلتان، لأن مَن جادل في إبطال شيء فقد جحده، ومن جحد شيئًا جادل في إبطاله، والقراءة بضمّ التاء أحبّ عليّ، لأن الأكثر عليه، ولأن "تمارون" يتعدّى بـ"على"، ولا يتعدَّى "جحد" بـ"على"(شرح طيبة النشر 6/ 25، المبسوط ص 419، النشر 2/ 279، التيسير ص 204، السبعة ص 614، الغاية ص 267، زاد المسير 8/ 68، وتفسير غريب القرآن 428، وتفسير النسفي 4/ 195).
(3)
قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة:
والثلاثي (فـ) ضلا
…
في خاف طاب ضاق حاق زاغ لا
زاغت وزاد خاب (كـ) ـم خلف (فـ) ـنا
…
وشاء جا (لـ) ـيخلفه (فتى)(مـ) ـنا
(النشر 2/ 59، التيسير ص 50، التبصرة ص 373، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي 1/ 230، الغاية ص 95).
(4)
قال ابن الجزري في الطيبة:
والألفات قبل كسر را طرف
…
كالدار نارٍ حُز تفُز منه اختُلِف
(شرح طيبة النشر 3/ 100، التيسير ص 51، النشر 2/ 54، الغاية ص 90).
بين
(1)
، وعن قالون الفتح وبين اللفظين
(2)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ} [النجم: 19] قرأ نافع، وأبو جعفر: بتسهيل الهمزة بعد الراء، وعن ورش - أيضًا - إبدالها ألفًا، وأسقطها الكسائي، والباقون بتحقيقها.
قوله تعالى: {اللَّاتَ} [النجم: 19] قرأ رويس بتشديد التاء
(3)
، والباقون بالتخفيف، ووقف عليها بالهاء: الكسائي
(4)
، ووقف الباقون بالتاء.
قوله تعالى: {وَمَنَاةَ} [النجم: 20] قرأ ابن كثير بهمزة مفتوحة بعد الألف الممدودة، وقرأ الباقون بغير همزة
(5)
.
قوله تعالى: {ضِيزَى} [النجم: 22] قرأ ابن كثير بهمزة ساكنة بعد الضاد، والباقون بياء تحتية ساكنة
(6)
. وأمال رءوس الآي الرائي محضة: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي،
(1)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(2)
ما ذكره المؤلف عن قالون هو كلام خاطى لا يقرأ به.
(3)
قال ابن الجزري:
تا اللات شدد غر
(4)
الوقف على المرسوم متفق عليه ومختلف فيه والمختلف فيه انحصر في خمسة أقسام، فيقف الكسائي بالهاء على {ذَاتَ بَهْجَةٍ} بالنمل، {وَلَاتَ} بـ ص، و {مَرْضَاتِ} في البقرة والنساء والتحريم، و {اللَّاتَ} بالنجم، واللات صنم كان بالطائف تعبده ثقيف، قال ابن الجزري:
وقف لكل باتباع ما رسم
…
حذفا ثبوتا اتصالا في الكلم
لكن حروف عنهمو فيها اختلف
…
كها أنثى كتبت هاء فقف
بالها (ر) جا (حق) وذات بهجه
…
واللات مع مرضات ولات (ر) جه
(التيسير ص 60، شرح طيبة النشر 3/ 225، 226، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 137).
(5)
قال ابن الجزري:
مناة الهمز (ز) د
الهمز وعدمه لغتان، وتركُ الهمز أكثر وأشهر، قال أبو عبيدة: لم أسمع فيه المدّ وهو اسم صَنَم. (النشر 2/ 379، شرح طيبة النشر 6/ 25، المبسوط ص 419، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 296).
(6)
قال ابن الجزري:
مؤصدة بالهمز عن فتى حما
…
ضئزى دري
(ينظر شرح الطيبة لابن الناظم ص 84).
وخلف
(1)
، وأمالها بين بين ورش
(2)
، وعن قالون الفتح وبين اللفظين
(3)
.
وأما رءوس الآي اليائي فأمالها محضة حمزة، والكسائي، وخلف
(4)
، وأمالها أبو عمرو بين بين، وعن نافع الفتح وبين اللفظين
(5)
، وبين اللفظين عن ورش أقوى من الفتح.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ} [النجم: 23] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإدغام دال "قَدْ" في الجيم
(6)
، والباقون بالإظهار.
وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف
(7)
.
وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة مع المد والقصر، وعنه - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر
(8)
.
قوله تعالى: {مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} [النجم: 23] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - في الوصل -: بكسر الهاء والميم
(9)
، وحمزة، والكسائي، وخلف: بضمهما، والباقون بكسر الهاء وضم الميم.
(1)
سبق قريبًا.
(2)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(3)
ما ذكره المؤلف عن قالون لا يقرأ له به لأنه ليس من طريق النشر.
(4)
سبق قريبًا.
(5)
سبق توضيحه.
(6)
علة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشثراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).
(7)
اختلف عن هشام في إمالتها ايضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاَءَ) و {زاد} {خَابَ} في طه: 61، فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.
(8)
قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحو {شُرَكَاؤُنَا} {وَجَاءُوا} .. فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة منه ومكسورها مما رسم فيه صورة الهمزة وواوًا وياءً الإبدال بهما محضين مع المد والقصر وهو شاذ لا أصل له في العربية (شرح طيبة النشر 2/ 391، 392).
(9)
وإنما كسر الهاء لمجاورة الياء والكسرة (انظر تفصيل ذلك في سورة الفاتحة وانظر: التيسير ص 19، والنشر 1/ 272، والسبعة لابن مجاهد ص 108، والتبصرة ص 251).
قوله تعالى: {كَبَائِرَ الْإِثْمِ} [النجم: 32] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بكسر الباء الموحدة، وبعدها ياء تحتية ساكنة
(1)
.
والباقون بفتح الباء وبعدها ألف وبعد الألف همزة مكسورة
(2)
.
قوله تعالى: {فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} [النجم: 32] قرأ حمزة، والكسائي - في الوصل -: بكسر الهمزة، وكسر الميم حمزة، وفتحها الكسائي، والباقون بضم الهمزة وفتح الميم، فإن وقف القارئ على {بُطُونِ} فالقرَّاء الجميع في الابتداء بضم الهمزة
(3)
.
(1)
قال ابن الجزري:
........... وكبائر معا
…
كبير (ر) م (فتى)
و {كَبِيرَ} بلا ألف؛ أى عظيمة؛ حملًا على الشرك، أو إرادة الجنس، وحجة من قرأ بالتوحيد على وزن "فعيل" أن "فعيلًا" يقع بمعنى الجمع، قال الله تبارك وتعالى:{وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69] أي: رفقاء. فهي ترجع إلى القراءة بالجمع في المعنى، ودلّ على الجمع إضافته إلى الإثم، والإثم بمعنى "الآثام". لأنه مصدر يدلّ على الكثير، فإضافة "كبير" إلى الجمع يدل على أنه جمع.
(2)
وحجة من قرأ بالجمع أنه لمّا رأى الله تبارك وتعالى ضمن غفران السيئات الصغائر باجتناب الكبائر قرأ بالجمع في الكبائر، إذ ليس باجتناب كبيرة واحدة تُغفر الصغائر، وأيضًا فإن بعده الفواحش بالجمع، فوجب أن تكون الكبائر بالجمع، ليتفق الشرطان واللفظان (النشر 2/ 367، شرح طيبة النشر 5/ 215، الغاية ص 256، السبعة ص 581، إعراب القرآن 3/ 63، غيث النفع ص 347، زاد المسير 7/ 290، تفسير النسفي 4/ 109).
(3)
قرأ حمزة والكسائي بكسر الهمزة، في المفرد والجمع، في الوصل خاصة، وتفرد حمزة بكسر الميم مع الهمزة في الجمع وذلك حيث وقع، وذلك إذا كان قبل الهمزة كسرة أو ياء، وقرأ ذلك كله الباقون بضم الهمزة، وكلهم ضم الهمزة في الابتداء. قال ابن الجزري:
لأمه في أم أمها كسر
…
ضمًّا لدى الوصل رضى كدا الزمر
والنحل نور النجم تبع فاش
وحجة من كسر الهمزة أنه اسم كثر استعماله، والهمزة حرف مستثقل بدلالة ما أجازوا فيها من البدل والتخفيف والحذف ونقل الحركة، دون غيرها من سائر الحروف. فلما وقع أول هذا الاسم، وهو "أم" حرف مستثقل، وكثر استعماله، وثقل الخروج من كسر، أو ياء إلى ضم همزة، وليس في الكلام "فعل" فلما اجتمع هذا الثقل أرادوا تخفيفه، فلم يمكن فيه الحذف، لأنه إجحاف بالكلمة، ولا أمكن تخفيفه، ولا بدله، لأنه أول، فغيروه بأن أتبعوا حركته حركة ما قبله، ليعمل اللسان عملًا واحدًا، والياء كالكسرة، فإذا ابتدأوا ردوه إلى الضم، الذي هو أصله، إذ ليس قبله في الابتداء ما يستثقل. وقد فعلوا ذلك في الهاء في "عليهم وبهم" أتبعوا حركته حركة ما قبلها، وأصلها الضم، والإتباع في كلام العرب مستعمل كثير. وحجة من كسر الميم مع الهمزة في الجمع أنه أتبع حركة الميم حركة الهمزة، كما قالوا =
{أَفَرَأَيْتَ} [النجم: 33] ذكر في السورة.
قوله تعالى: {فَهُوَ يَرَى} [النجم: 35] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء
(1)
، والباقون بالضم، وذكر إمالة الألف بعد الراء في السورة.
قوله تعالى: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ} [النجم: 36] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا، والباقون بالهمزة
(2)
.
قوله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ} [النجم: 37] قرأ هشام بألف بعد فتح الهاء، والباقون بياء تحتية ساكنة بعد كسر الهاء
(3)
.
= "عليهي" وكسروا الهاء للياء، وأتبعوا حركة الميم حركة الهاء. فمن قال "عليهمي" بكسر الهاء والميم، هو بمنزلة من كسر الهمزة والميم في قوله:{بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} ، ومن كسر الهاء وضم الميم في "عليهمو" هو بمنزلة من كسر الهمزة وفتح الميم، في قوله:{بطون إِمَّهاتكم} ، وعن ضم الهمزة وفتح الميم في {بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} وهو الأصل بمنزلة من قال "عليهمو" بضم الهاء والميم، فهو الأصل، إلا أن تغيير الهاء، مع الكسرة والياء، أقوى وأكثر وأشهر من تغيير الهمزة مع الباء والكسرة، وذلك لخفاء الهاء وجلادة الهمزة. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 379).
(1)
سبق كثيرًا.
(2)
يبدله أبو جعفر لقول ابن الجزري في باب الهمز المفرد:
ولن يبدل أنبئهم ونبئهم إذن
(3)
اختلف القراء في كلمة {إِبْرَاهِيمَ} في ثلاثة وثلاثين موضعًا: من ذلك خمسة عشر موضعًا أولها في سورة البقرة نحو قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} [البقرة: 124].
والثلاث الأخيرة من سورة النساء وهن:
1 -
قوله تعالى: {وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [النساء: 125].
2 -
قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125].
3 -
قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ} [النساء: 163].
والموضع الأخير من سورة الأنعام، وهو قوله تعالى:{دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [الأنعام: 161].
والموضعان الأخيران من سورة التوبة وهما:
1 -
قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ} [التوبة: 114].
2 -
قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة: 114].
وموضع في سورة إبراهيم، وهو قوله تعالى:{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا} [إبراهيم: 35].
وموضعان في سورة النحل وهما:
1 -
قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا} [النحل: 120].
2 -
قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [النحل: 123]. =
قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ} [43، 44، 48، 49] جميع ما في السورة قرأ أبو عمرو ويعقوب - بخلاف عنهما -: بإدغام الهاء في الهاء
(1)
، والباقون بالإظهار.
قوله تعالى: {النَّشْأَةَ} [النجم: 47] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: بفتح الشين وألف بعدها وبعد الألف همزة مفتوحة
(2)
، والباقون بإسكان الشين وبعدها همزة مفتوحة
(3)
.
= وثلاثة مواضع في سورة مريم وهن:
1 -
قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ} [مريم: 41].
2 -
قوله تعالى: {قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَاإِبْرَاهِيمُ} [مريم: 46].
3 -
قوله تعالى: {وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ} [مريم: 58].
والموضع الأخير من سورة العنكبوت وهو قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى} [العنكبوت: 31].
وموضع فى الشورى وهو قوله تعالى: {وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى} [الشورى: 13].
وموضع في الذاريات وهو قوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} [الذاريات: 24].
وموضع النجم وهو قوله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [النجم: 37].
وموضع في الحديد وهو قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ} [الحديد: 26].
والموضع الأول من سورة الممتحنة وهو قوله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ} [الممتحنة: 4]. فقرأ هذه المواضع ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان جميع هذه الألفاظ المتقدمة في الثلاثة والثلاثين موضعًا "إبراهام" بفتح الهاء، وألف بعدها. وقرأ الباقون {وَإِبْرَاهِيمَ} بكسر الهاء، وياء بعدها، وهو الوجه الثاني لابن ذكوان وهما لغتان بمعنى واحد. وقد كتبت هذه المواضع الثلاثة والثلاثون في المصحف الشامي بحذف الياء ليوافق خط المصحف قراءة ابن عامر. وكتبت في بقية المصاحف بإثبات الياء، موافقة لقراءة باقي القراء غير ابن عامر. أما ما عدا هذه المواضع التي فيها الخلاف فقد اتفق القراء العشرة على قراءة لفظ {وَإِبْرَاهِيمَ} بالياء، وقد اتفقت جميع المصاحف على رسمها بالياء، ليوافق خط المصحف القراءة (الهادي 2/ 52 - 54).
(1)
لأن مذهبهما إدغام كل حرفين يلتقيان من جنس واحد أو مخرج واحد أو قريبي المخرج، سواء كان الحرف المدغم ساكنًا أو متحركًا إلا أن يكون مضاعفًا، أو منقوصًا، أو مفتوحًا قبله ساكن غير مثلين. وبذا يكون النطق "أنَّهو" ولا يؤخذ هذا إلا من أفواه المشايخ (الحجة لابن خالويه (1/ 120، النشر 1/ 274، السبعة لابن مجاهد ص 116، إتحاف فضلاء البشر ص 126).
(2)
قال ابن الجزري:
والنشأة امدد حيث جا (حـ) ـفط (د) نا
على أنه اسم مصدر؛ فالألف مقيس (شرح طيبة النشر 5/ 126، النشر 2/ 343، المبسوط ص 243، السبعة ص 498 حجة القراءات ص 550، التيسير ص 173، الغاية ص 231).
(3)
المد والهمز بعد الألف وعدم المد ولا ألف، لغتان كالرأفة والرّآفة والكأبة والكآبة. وقيل: النشأة بغير مد اسم المصدر كالعطاء، والنشاءة بالمد هو المصدر كالإعطاء يدل على المدّة الثانية في الخلق كالكرّة =
قوله تعالى: {عَادًا الْأُولَى} [النجم: 50] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب: بعدم التنوين على الدال وتشديد اللام مضمومة، ويسمى النقل، واختلف عن قالون في همز الواو: فقرأ بهمزة ساكنة، وأيضًا بواو ساكنة، والباقون بالتنوين على الدال وإسكان اللام وبعد اللام همزة مضمومة؛ فيجتمع ساكنان: التنوين، واللام؛ فيكسر التنوين لالتقاء الساكنين، وإذا قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب: بالنقل وهو يكون في حال الوصل والابتداء، فإذا وقف من قرأ بالنقل على "عاد"، ابتدأ بهمزة الوصل "ألولى" وأيضًا: بغير همزة الوصل "لُولَى"، ووجه ثالث، وهو "الأُلَى" إلا ورش، فليس له هذا الوجه الثالث؛ لأنه لا يقرأ في الوصل والابتداء إلا بالنقل
(1)
.
قوله تعالى: {وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى} [النجم: 51] قرأ عاصم، وحمزة، ويعقوب: بغير تنوين على الدال
(2)
، والباقون بالتنوين
(3)
.
= الثانية، فهو مصدر صدر عن غير لفظ "ينشى" ولو صدر عن لفظ "ينشى" لقال: الإنشاءة الآخرة، والتقدير فيه: ثم الله ينشى الأموال، فينشؤون النشأة الآخرة، فهو مثل قوله:{وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} [آل عمران: 37]، ومثل قوله:{وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: 8] ومثل قوله: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} [نوح: 17](شرح طيبة النشر 5/ 126، النشر 2/ 343، المبسوط ص 243، السبعة ص 498، التيسير ص 173، الغاية ص 231، زاد المسير 6/ 265).
(1)
قال ابن الجزري:
وعادًا الأولى فعادًا لولى مدًا حماه مدغمًا منقولا
وخلف همز الواو في النقل بسم
وابدأ لغير ورش بالأصل أثم
…
وابدأ بهمز الوصل في النقل أصل
(2)
قال ابن الجزري:
نون فرع واعكسوا ثمود
ها هنا والعنكبا الفرقان بمج ظبي فنا والنجم نل في ظنه
(ينظر شرح ابن الناظم: 257) من نون جعله اسمًا مذكرًا لحي أو رئيس وحجتهم في ذلك المصحف لأنهن مكتوبات في المصحف بالألف فإن سأل سائل فقال: قوله: {وآتينا ثمود الناقة} من موضع نصب فهلا نون كما نون سائر المنصوبات الجواب أن هذا الحرف كتب في المصحف بغير ألف والاسم المنون إذا استقبله ألف ولام جاز ترك التنوين كقوله: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ} (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 345، شرح طيبة النشر 4/ 369، النشر 2/ 290، الغاية ص 175، معاني القرآن 2/ 20، إيضاح الوقف والابتدا ص 362).
(3)
قال النويري في شرح طيبة النشر (4/ 369): كل من وقف بألف ومن لم ينون وقف بغير ألف، وإن كانت =
قوله تعالى: {وَالْمُؤْتَفِكَةَ} [النجم: 53] قرأ أبو جعفر، وورش، وقالون -بخلاف عنه- وأبو عمرو - بخلاف عنه -: بإبدال الهمزة واوًا، والباقون بالهمز.
قوله تعالى: {رَبِّكَ تَتَمَارَى} [النجم: 55] قرأ يعقوب بإدغام التاء في التاء
(1)
، والباقون بالإظهار في الوصل.
قوله تعالى: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ} [النجم: 59] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما -: بإدغام الثاء المثلثة في التاء المثناة
(2)
، والباقون بالإظهار.
* * *
= مرسومة؛ فبذلك جاء النص منهم باتفاق؛ إلا ما انفرد به أبو الربيع عن حفص عن عاصم أنه كان إذا وقف عليه وقف بالألف.
(1)
أدغم يعقوب من روايتيه الكاف في التاء من قوله تعالى: {رَبِّكَ تَتَمَارَى} ، قال ابن الجزري:
بك تمارى (ظـ) ـن
(النشر 1/ 300، شرح طيبة النشر 2/ 119).
(2)
وذلك إذا وليها خمس حروف هي: السين والذال والضاد والتاء والشين، وهي التي ذكرها ابن الجزري بقوله:
الدال في عشر سنا
…
ذا حقق ترى شد ثق ظبا زد صف جنا
إلى أن قال: ولثا الخمس الأول
فإذا جاء حرف من هذه الأحرف بعد الثاء وما قبل الثاء سكن عدا السين فساكن ومتحرك، فإن أبا عمرو ويعقوب يدغمان الثاء في الحرف التالي، والواقع منه:{حَيْثُ سَكَنْتُمْ} {الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ} {الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا} {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ} {وَالْحَرْثِ ذَلِكَ} {حَدِيثُ ضَيْفِ} {حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} {الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ} {حَيْثُ شِئْتُمَا} {حَيْثُ شِئْتُمْ} {ثَلَاثِ شُعَبٍ} (شرح طيبة النشر 2/ 99).
الأوجه التي بين النجم واقتربت
وبين "النجم" و {اقتربت} من قوله تعالى: {فَاسْجُدُوا} [النجم: 62] إلى قوله تعالى: {وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1] أربعة وعشرون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: ثمانية عشر وجهًا.
ورش: أربعة وعشرون وجهًا، منها ثمانية عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
ابن كثير: ثمانية عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: أربعة وعشرون وجهًا، منها ثمانية عشر مع قالون، وستة مع ورش.
ابن عامر: أربعة وعشرون، منها ثمانية عشر مع قالون، وستة مع ورش.
عاصم: ثمانية عشر وجهًا مع قالون.
حمزة: ثلاثة أوجه مع ورش.
الكسائي، ثمانية عشر وجهًا مع قالون.
أبو جعفر: ثمانية عشر وجهًا مع قالون.
يعقوب: أربعة وعشرون وجهًا، منها ثمانية عشر وجهًا مع قالون، وستة مع ورش.
خلف: ثلاثة أوجه مع ورش.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورَةُ القَمَرِ)
(1)
قوله تعالى: {وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ} [القمر: 3] قرأ أبو جعفر: بخفض الراء
(2)
، والباقون بالرفع
(3)
.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ} [القمر: 4] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإدغام دال "قَدْ" في الجيم
(4)
، والباقون بالإظهار.
قوله تعالى: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى} [القمر: 6] قرأ ورش وأبو عمرو، وأبو جعفر: بإثبات الياء بعد العين في الوصل، وأثبتها البزي، ويعقوب في الوقف والوصل
(5)
والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا.
(1)
هي سورة مكية. آياتها خمس وخمسون آية بلا خلاف (المبسوط ص 421).
(2)
قال ابن الجزري:
مستقر خفض رفعه (ثـ) ـمد
ووجه القراءة: أنه صفة لأمر.
(3)
ووجه قراءتهم: أنها صفة لكل (شرح طيبة النشر 6/ 27، النشر 2/ 380، المبسوط ص 421، الغاية ص 268، إتحاف فضلاء النشر 1/ 404).
(4)
علة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).
(5)
والدليل على ذلك قول ابن الجزري:
ويدع الداع حم
…
هد جد ثوى
وقد قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب بإثبات الياء في عشر كلمات وهي {يَأْتِ} بهود: 105، و {أخرتني} بالإسراء: 62، و {يهديني} و {نبغي} و {تعلمني} و {يؤتيني} الأربعة بالكهف: 24 - 64 - 66 - 40، و {ألا تتبعني} بـ طه: 93، و {الجوار} بالشورى: 32، و {المنادي} بقاف: 41، و {إلى الداعي} بالقمر: 8، ولذلك قرأ الكسائي في {يأتي} بهود و {نبغي} بالكهف محافظة على حرف الإعراب وكل على أصله السابق فابن كثير وكذا يعقوب بإثباتها في الحالين، ونافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بإثباتها وصلًا فقط إلا أن أبا جعفر فتح ياء {ألا تتبعنَي} بـ طه وصلًا وأثبتها وقفًا ساكنة وخرج بتقييد {نبغي} بالكهف {ما نبغي} بيوسف: 65، و {يأتي} بهود أخرج نحو {يأتي بالشمس} و {الداعي} أخرج الداعي {إلي} بالقمر أيضًا (إتحاف فضلاء النشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 152).
قوله تعالى: {إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ} [القمر: 6] قرأ ابن كثير بإسكان الكاف
(1)
، والباقون بالرفع
(2)
.
قوله تعالى: {خُشَّعًا} [القمر: 7] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف: بفتح الخاء وألف بعدها وكسر الشين مخففة
(3)
، والباقون برفع الخاء وفتح الشين مشددة
(4)
.
قوله تعالى: {إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ} [القمر: 8] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بإثبات الياء بعد العين وصلًا، وأثبتها وقفًا ووصلًا: ابن كثير، ويعقوب
(5)
، والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا.
قوله تعالى: {فَفَتَحْنَا} [القمر: 11] قرأ ابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب - بخلاف عن رويس -: بتشديد التاء بعد الفاء
(6)
، والباقون بالتخفيف
(7)
.
(1)
قال ابن الجزري:
والقدس نكر (د) م
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 184، شرح طيبة النشر 4/ 35).
(2)
الإسكان والضم لغتان، وقيل، الأصل الضمّ، والإسكان على التخفيف كـ "رُسُل ورُسْل وكتُب وكتْب" و {نُكُرٍ} صفة، و"فعُل" في الصفات قليل (التيسير 205، شرح طيبة النشر 4/ 34،، وأدب الكاتب 430).
(3)
قال ابن الجزري:
وخاشعا في خشعا (شفا)(حما)
وحجة من قرأ بالتوحيد على "فاعل" أنه لمّا رأى اسم الفاعل متقدمًا قد رفع فاعلًا بعده، وهو {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ} أجراه مجرى الفعل المتقدم على فاعله، فوحّده كما يُوحد الفعل، ولم تلحقه علامة تأنيث الجمع، لأن التأنيث فيه ليس بحقيقي.
(4)
وحجة من قرأ بالجمع أنه فرّق بين الاسم الرافع لما بعده وبين الفعل، فجمع مع الاسم ووحَّد مع الفعل للفرق، وحسُن فيه الجمع، لأن الجمع يدلُّ على التأنيث، فصار في دلالته على التأنيث بمنزلة قولك {أَبْصَارُهُمْ} (شرح طيبة النشر 6/ 25، النشر 2/ 380، المبسوط ص 421، السبعة ص 618، التيسير ص 206، زاد المسير 8/ 90، وتفسير النسفي 4/ 202).
(5)
سبقت في نفس السورة.
(6)
قال ابن الجزري:
فتحنا اشدد (كـ) لف خذه كالأعراف وخلفًا ذق غدا
…
واقتربت كم ثق غلا الخلف شدا
(7)
وحجتهم أن التخفيف يصلح للقليل وللكثير (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 251، إتحاف فضلاء البشر في =
قوله تعالى: {عُيُونًا} [القمر: 12] قرأ ابن كثير، وابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي: بكسر العين
(1)
، والباقون بالضم.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا} [القمر: 15] اتفقوا على إدغام دال "قَدْ" في التاء.
قوله تعالى: {عَذَابِي وَنُذُرِ} [القمر: 18] في هذه السورة ستة، أثبت الياء فيهن بعد الراء وصلًا ورش، وأثبتها وقفًا ووصلًا يعقوب
(2)
، والباقون بغير باء وقفًا ووصلًا.
قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ} [القمر: 23] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: بإدغام تاء التأنيث في الثاء المثلثة
(3)
، والباقون بالإظهار.
= القراءات الأربعة عشر 1/ 263، التيسير ص 102، السبعة ص 257، وشرح الطيبة 4/ 248).
(1)
قال ابن الجزري:
بيوت كيف جا بكسر
إلى أن قال:
عبون مع شيوخ مع جيوب صف مز دم رضًا
(2)
قرأ يعقوب بإثبات الياء في الحالين على أصله في سبع عشرة كلمة، ووافقه غيره في بعض المواضع وهذه
الكلمات هي: {دعائي} و {التلاقي} و {التنادي} و {أكرمني} و {أهانني} و {ويسري} و {بالوادي} و {المتعالي} و {وعيدي} و {نذيري} و {نكيري} و {يذكبوني} و {ينقذوني} و {لترديني} و {فاعتزلوني} و {ترجموني} و {ونذيري} . قال ابن الجزري:
وعبر وندر يكذبون قال مع نذيري
…
فاعتزلون نرجمو نكيري تردين ينقذون جود
(ينظر شرح ابن الناظم 161 - 162).
(3)
اختلف في تاء التأنيث عند ستة أحرف وهي: الجيم والظاء المعجمتان، والثاء المثلثة وحروف الصفير الثلاثة، أما التاء مع الجيم مثل {نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ} ، و {وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} ، وأما التاء مع الظاء مثل {حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا} و {حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا} و {كَانَتْ طَالِمَةً} ، وأما التاء مع الثاء فمثل:{بَعِدَتْ ثَمُودُ} و {كَذَّبَتْ ثَمُودُ} ، و {رَحُبَتْ ثُمَّ} ، وأما التاء مع الزاي مثل {خَبَتْ زِدْنَاهُمْ} ، وأما التاء مع الصاد فمثل:{حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} و {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ} ، وأما التاء مع السين فنحو {أَنْبَتَتْ سَبْعَ} و {أَقَلَّتْ سَحَابًا} و {مَضَتْ سُنَّتُ} و {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ} و {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ} و {أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} اثنان بالتوبة واثنان بمحمد {وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ} و {فَكَانَتْ سَرَابًا} ، فأدغم هذه الستة حمزة والكسائي وأبو عمرو وورش من طريق الأزرق عنه فعنه، وخلف البزار فيها جميعًا عدا الثاء، اختلف عن هشام في تاء التأنيث مع السين والجيم والزاي؛ فروى الإدغام فيها الداجوني عن شيخه عن ابن نفيس، ومن طريق الطرسوسي كلاهما عن السامري عنه، وبه قطع لهشام وحده في العنوان والتجريد، وأظهرها عن الحلواني من جميع طرقه إلا من طريق أبي العز، قال ابن الجزري: =
قوله تعالى: {أَأُلْقِيَ} [القمر: 25] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الأولى المفتوحة، وتسهيل الثانية المضمومة كالواو، والباقون بتحقيقهما، بخلاف عن هشام، وأدخل بينهما ألفًا: قالون، وأبو جعفر، وأبو عمرو، وهشام، بخلاف عنهما
(1)
.
قوله تعالى: {سَيَعْلَمُونَ غَدًا} [القمر: 26] قرأ ابن عامر، وحمزة: بالتاء الفوقية بعد السين
(2)
.
والباقون بالياء التحتية، واختلف عن روح
(3)
.
قوله تعالى: {فَتَعَاطَى} [القمر: 29] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة
(4)
وعن نافع الفتح وبين اللفظين
(5)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ} [القمر: 31] قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء
(6)
،
= وتاء تأنيث بجيم الظا وثا
…
مع الصفير ادغم (رضى)(حـ) ـزو (جـ) ـثا
بالظا وبزار بغير الثا و (كـ) ـم
…
بالصاد والظا وسجز خلف (لـ) زم
كهدمت والثا (لـ) ـنا والخلف (مـ) ـل
…
مع أنبتت لا وجبت وإن نقل
(شرح طيبة النشر 3/ 11، 12).
(1)
سبق كثيرًا.
(2)
قال ابن الجزري:
سيعلمون خاطبوا (فـ) ضلا (كـ) ـما
وحجة من قرأ بالتاء على الخطاب، على معنى: قل لهم ستعلمون غدًا.
(3)
ما ذكره المصنف عن الخلاف عن روح في قوله تعالى {سَيَعْلَمُونَ غَدًا} ليس بصواب لأنه يقرأ بالغيب قولًا واحدًا وسبق ذكر الدليل - والله أعلم، ووجه القراءة بالياء على الغيبة، لأن قبله لفظ الغيبة، فرُدّ على ما قبله، وهو قوله:{أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا} [القمر: 24](شرح طيبة النشر 6/ 27، النشر 2/ 380، الغاية ص 268، السبعة ص 618، حجة القراءات ص 689، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 299، زاد المسير 8/ 97).
(4)
سبق قريبًا.
(5)
هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(6)
قرأ يعقوب وحمزة {عَلَيْهِمْ} و {إِلَيْهِمْ} و {لَدَيْهِمْ} بضم كسر الهاء في الثلاث حال وصله ووقفه، ويفهمان من إطلاقه إذا كانت لجمع مذكر ولم يتلها ساكن علم مما بعد، قال ابن الجزري:
عليهمو إليهمو لديهمو
…
بضم كسر الهاء (ظ) ـبي (فـ) ـهم
(شرح طيبة النشر 2/ 52).
والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ} [القمر: 38] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإدغام دال "قَدْ" في الصاد، والباقون بالإظهار
(1)
.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَ آلَ} [القمر: 41] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار دال "قَدْ" عند الجيم، والباقون بالإدغام
(2)
.
وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف
(3)
، والباقون بالفتح.
وأسقط الهمزة الأولى من المفتوحتين قالون، والبزي، وأبو عمرو مع المد والقصر، وسهل الثانية منها: ورش وقنبل، وأبو جعفر، ورويس، وعن ورش وقنبل - أيضًا -: إبدال الثانية ألفًا، والباقون بتحقيقهما.
وإذا وقف حمزة، وهشام على الأولى، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
قوله تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} [القمر: 45] قرأ روح - بخلاف عنه -: بالنون مفتوحة بعد السين وكسر الزاي ونصب عينا الجَمْع"
(4)
، والباقون بالباء التحتية مضمومة وفتح الزاي ورفع عين "الجَمْع"؛ وهو مرويٌّ عن روح، أيضًا.
* * *
(1)
قال ابن الجزري:
بالجيم والصفير والذال أدغم
…
قد وبضاد الشين والظا تنعجم
حكم شفا لفظا وخلف ظلمك
…
له وورش الظاء والضاد ملك
والضاد والظا الذال فيها وافقا
…
ماض وخلفه بزاي وثقا
(2)
علة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).
(3)
اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} و {خَابَ} في طه: 61، فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.
(4)
ما ذكره المؤلف كلام غير صحيح، ولا يقرأ به، بل هي انفرادة انفرد بها ابن مهران في المبسوط (ص 421) وهي مما انفرد به ابن مهران عن روح، وقال الهذلي: هو سهو؛ لأنه خلاف الجماعة، وقد أشار إلى ذلك ابن الجزري في النشر 2/ 380).
الأوجه التي بين اقتربت والرحمن
وبين "اقتربت" و"الرحمن" من قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ} [القمر: 54] إلى قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ} [الرحمن: 1] مائة وجه وواحد وستون وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: ثلاثة وثلاثون وجهًا.
ورش: اثنان وأربعون وجهًا، منها ثلاثة وثلاثون مندرجة مع قالون.
ابن كثير: ثلاثة وثلاثون وجهًا.
أبو عمرو: اثنان وأربعون وجهًا، منها ثلاثة وثلاثون مع قالون، وتسعة مع ورش.
ابن عامر: اثنان وأربعون وجهًا، منها ثلاثة وثلاثون مع قالون، وتسعة مع ورش.
عاصم: ثلاثة وثلاثون وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.
خلف: وجه واحد.
خلاد: وجه واحد.
الكسائي: ثلاثة وثلاثون وجهًا مندرجة مع قالون.
أبو جعفر: ثلاثة وثلاثون مندرجة مع قالون.
يعقوب: اثنان وأربعون، منها ثلاثة وثلاثون مع قالون، وتسعة مع ورش.
خلف: وجه واحد مع خلاد.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورَةُ الرَّحْمَنِ)
(1)
قوله تعالى: {عَلَّمَ الْقُرْآنَ} [الرحمن: 2] قرأ ابن كثير بالنقل، أي نقل حركة الهمزة إلى الراء، وحمزة يفعل ذلك في الوقف
(2)
، والباقون بغير نقل.
قوله تعالى: {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ} [الرحمن: 12] قرأ ابن عامر بنصب الباء الموحدة بعد الحاء، ونصب الذال، والنون من {وَالرَّيْحَانُ}
(3)
، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف: برفع الباء الموحدة والذال وخفض النون
(4)
.
(1)
هي سورة مكية. آياتها ست وسبعون آية بالبصري، وسبع وسبعون بالحجازي، وثمان وسبعون بالكوفي والشامي (المبسوط ص 423).
(2)
ووجه عدم همز القرآن أنه نقل الهمزة تخفيفًا وهو منقول من مصدر قرأ قرآنًا سمى به المنزل على نبينا صلى الله عليه وسلم، قال ابن الجزري:
كيف جا القرآن (د) ف
(3)
قال ابن الجزري:
والحب ذو الريحان نصب الرفع (كـ) ـم
…
وخفض نونها (شفا)
ووجه نصب الثلاثة عطفًا على الفعلية بتأويل وضعها، خلقها وخلق الحب، وذو صفته ونصب الريحان على حذف مضاف؛ أي وذو الريحان، أو وخلق الريحان.
(4)
حجة من خفض (الريحان) أنه عطفه على {الْعَصْفِ} ، فالتقدير:(والحب ذو العصف والريحان)، فالمعنى: والحبّ ذو الورق وذو الرزق. فالورق رزق البهائم، و {وَالرَّيْحَانُ} هو الرزق لبني آم كما قال:{أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ} [طه: 53، 54] وكما قال: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} [عبس: 31]. فالفاكهة رزق لبني آدم و"الأَبُّ" ما ترعاه البهائم، وأصل {وَالرَّيْحَانُ} أنه اسم وضع موضع المصدر، وأصله عند النحويين "رَيْوحان" على وزن "فَيْعلان" ثم أدغمت الواو والياء، فصار "ريحان" ثم خُفّف كـ "ميت" كراهة التشديد في الياء، مع ثقل طول الاسم "ريحان" فألزمَ التخفيف لطوله، وللزوم الزوائد له، فهو مثل قولك: تُرْبًا وجَنْدَلًا، بما وضع من الأسماء موضع المصدر، ويجوز أن يكون "ريحان" مصدرًا، اختصّ بهذا البناء، كما اختصت المُعتلات بأبنية ليست في السالمة، نحو كينونة، ويكون مِمّا حذفت عينه لطوله، كما حُذفت من "كينونة" و"صيرورة". ويحوز أن يُجعل {وَالرَّيْحَانُ} "فعلان"، ولا تُقدّر فيه حذفًا على أن تكون الياء بدلًا من واو، كما جُعلت الواو بدلًا من ياء في "أشاوى". وانتصاب (الريحان) انتصاب المصادر، تقول: سبحان الله وريحانه، كأنه قال: براءة الله من السوء واسترزاقه، أو قال: تنزيهًا لِله واسترزاقه، إلا أن "ريحان" يخالف "سبحان الله" و"معاذه"، لأنه ينصرف بوجوه الإعراب، وليس ذلك في "سبحان الله" و "معاذه"، لا يكون هذا إلّا منصوبًا. =
والباقون برفع الباء والذال والنون
(1)
، واتفقوا على خفض الفاء من {الْعَصْفِ} .
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ} [الرحمن: 13] قرأ الأصبهاني بتسهيل الهمزة في جميع السورة، والباقون بالتحقيق، وإذا وقف حمزة، سهل
(2)
.
قوله تعالى: {كَالْفَخَّارِ} [الرحمن: 14]{مِنْ نَارٍ} [الرحمن: 15] قرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي -: بإمالة الألف قبل الراء
(3)
، وقرأ ورش بين بين
(4)
، وعن قالون الفتح وبين اللفظين
(5)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {يَخْرُجُ} [الرحمن: 22] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب: بضم الياء التحتية وفتح الراء
(6)
، والباقون بفتح الياء وضم الراء
(7)
.
= (شرح طيبة النشر 6/ 29، النشر 2/ 380، المبسوط ص 423، السبعة ص 619، حجة القراءات ص 690، التيسير 206، وإيضاح الوقف والابتداء 915).
(1)
وحجة من رفع الثلاثة أنه عطف ذلك على المرفوع المبتدأ قبله، وهو قوله:{فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ} [الرحمن: 11]، وهو أقرب إليه من المنصوب، وليس فيه حمل على المعنى. إنما هو محمول على اللفظ، فكان حملُه على ما هو أقرب إليه، وما لا يُتَكلَّف فيه حملٌ على المعنى (شرح طيبة النشر 6/ 29، النشر 2/ 380، المبسوط ص 423، السبعة ص 619، حجة القراءات ص 690، زاد المسير 8/ 108، تفسير القرطبي 17/ 158).
(2)
المراد بالتسهيل بين بين.
(3)
قال ابن الجزري في الطيبة:
والألفات قبل كسر را طرف
…
كالدار نارٍ حُز تفُز منه اختُلِف
(شرح طيبة النشر 3/ 98 - 100، التيسير ص 51، النشر 2/ 54، الغاية ص 90).
(4)
هي رواية ورش من طريق الأزرق منه فعنه.
(5)
ما ذكره المصنف عن قالون من التقليل لا يقرأ به من طريق النشر.
(6)
قال ابن الجزري:
يخرج ضم مع فتح ضم (إ) ذ (حما)
…
(ثـ) ـق
وحجة من قرأ بضم الياء، وفتح الراء، حمل الكلام على معناه، لأن {اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} لا يَخرجان منهما بأنفسهما من غير مُخرج لهما، إنما يُخرجهما مخرج لهما، فحمل الكلام على ما لم يسم فاعله، فارتفع {اللُّؤْلُؤُ} لقيامه مقام الفاعل، {وَالْمَرْجَانُ} عطف عليه.
(شرح طيبة النشر 6/ 30، النشر 2/ 380، المبسوط ص 423، السبعة ص 619، حجة القراءات ص 690، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 301).
(7)
وحجة من قرأ بفتح الياء، وضم الراء: أنهم أضافوا الفعل إلى {اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} على الاتساع، لأنه إذا =
قوله تعالى: {اللُّؤْلُؤُ} [الرحمن: 22] قرأ أبو جعفر، وشعبة، وأبو عمرو - بخلاف عنه -: بإبدال الهمزة الأولى واوًا، والباقون بالهمزة.
وإذا وقف حمزة، أبدل الأولى والثانية، وله في الثانية الإشمام والرَّوْم
(1)
.
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ} [الرحمن: 23] ذكر قبيل للأصبهاني.
قوله تعالى: {وَلَهُ الْجَوَارِ} [الرحمن: 24] قرأ الدوري - عن الكسائي -: بإمالة الألف قبل الراء
(2)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {الْمُنْشَآتُ} [الرحمن: 24] قرأ حمزة، وشعبة - بخلاف عنه -: بكسر الشين
(3)
= أُخرج فقد خرَجَ (شرح طيبة النشر 6/ 29، النشر 2/ 380، المبسوط ص 423، السبعة ص 619، حجة القراءات ص 690، زاد المسير 8/ 113، تفسير النسفي 4/ 209).
(1)
إذا وقعت الهمزة متحركة بأي حركة سواء كانت فتحة، أم كسرة، أم ضمة، وكان الحرف الذي قبلها ساكنًا، سواء كان صحيحًا، أم واوًا أصلية، أم ياءً أصلية، فإن حمزة يخفف هذا النوع بنقل حركة الهمزة إلى الساكن الذي قبلها، ويحذف الهمزة. قال ابن الجزري:
........................
…
وإن يحرك عن سكون فانقل
وقال أيضًا:
واشممن ورم بغير المبدل
…
مدًّا وآخر بروم سهل
(2)
قال ابن الجزري:
......................
…
رؤياك مع هداي مثواي توى
محياي مع آذاننا آذانهم
…
جوار مع بارئكم طغيانهم
مشكاة جبارين مع أنصاري
…
وباب سارعوا
(انظر شرح طيبة النشر (4/ 9، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 106).
(3)
فقطع له جمهور العراقيين من طريقيه كحمزة، وقطع له ابن مهران من طريق يحيى بن آدم كالباقين، وبه قرأ الداني على أبي الفتح من طريق يحيى، قال ابن الجزري:
وكسر في المنشئات الشين (صـ) ـف
…
خلفا (فـ) ـخر
وحجة من كسر أنه بناه على "أنشأت"، فهي "مُنشِئة"، فنسب الفعل إليها على الاتساع، والمفعول محذوف، والتقدير: المنشِآت السير، فأضاف السير إليها اتساعًا.
(شرح طيبة النشر 6/ 30، 31، النشر 2/ 381، الغاية ص 269، السبعة ص 620، المبسوط ص 424).
والباقون بالفتح
(1)
.
قوله تعالى: {وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27]- في الموضعين - قرأ ابن ذكوان - بخلاف عنه -: بإمالة الألف بعد الراء
(2)
، والباقون بالفتح، ورفق ورش الراء على أصله.
قوله تعالى: {هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29] قرأ أبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه -: بإبدال الهمزة ألفًا، وإذا وقف حمزة، أبدلها
(3)
، والباقون بالهمز.
قوله تعالى: {سَنَفْرُغُ} [الرحمن: 31] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالياء التحتية بعد السين
(4)
، والباقون بالنون
(5)
.
(1)
وحجة من فتح الشين أنه بناه على فعل رباعي، وجعله اسم مفعول، فكأنه بناه على "أُنشئت"، فهي "منشَأة" بمعنى "أجريت" فهي "مجراة"، أي: فعل بها الإنشاء، وهذا الذي يعطيه المعنى، لأنها لم تفعل شيئًا، إنما غيرُها أنشأها (شرح طيبة النشر 6/ 30، 31، النشر 2/ 381، الغاية ص 269، السبعة ص 620، المبسوط ص 424، تفسير ابن كثير 4/ 272).
(2)
الخلاف له من طريق هبة الله عن الأخفش وفتحه وروى سائر أهل الأداء عن ابن ذكوان الفتح وكلاهما صحيح عن الأخفش وعن ابن ذكوان أيضًا وذكرهما الشاطبي والصفراوي، قال ابن الجزري:
…
(مـ) ـنا
وخلفه الإكرام شاربينا
…
إكراههن والحواريينا
عمران والمحراب غير ما يجر
…
فهو وأولى لا خلف استقر
(شرح طيبة النشر 3/ 116، إتحاف فضلاء البشر ص 173).
(3)
فيصير النطق (شان).
(4)
قال ابن الجزري:
سنفرغ الياء (شفا)
وحجة من قرأ بالياء أنه ردّه على لفظ الغيبة المتقدمة في قوله تعالى: {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ} [24]، وفي قوله:{وَجْهُ رَبِّكَ} [27].
(شرح طيبة النشر 6/ 31، النشر 2/ 381، المبسوط ص 424، السبعة ص 621، التيسير ص 206، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 301).
(5)
وحجة من قرأ بالنون أنه حمله على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه، وقد تقدّم له نظائر كثيرة. ومستقبل "فرغ" يقال فيه: يفرُغ بالضم، وبه جاء القرآن، ويقال فيه: يَفرَغ، بالفتح، من أجل حرف الحلق. وحكى الأخفش أن بني تميم يقولون: فرِغ يفرَغ، مثل: عَلِم يعلَم، ومعنى الفراغ في الآية القَصْد، وليس معناه الفراغ من شُغُلٍ، تعالى اللهُ عن أن يَشغله شيء، ويدلّ على ذلك أن في حرف أُبَيّ (سنفرغ إليكم)، و"قصد" يتعدَّى بـ"إلى"، ولا يتعدى "فرغ" بـ"إلى" إذا كان من الفراغ من الشغل. ففي تعديته بـ"إلى" =
قوله تعالى: {أَيُّهَ الثَّقَلَانِ} [31] رسم هذه بغير ألف بعد الهاء. وقف عليها أبو عمرو، والكسائي، ويعقوب: بالألف
(1)
، ووقف الباقون على الهاء ساكنة
(2)
، وأما في الوصل: فابن عامر بضم الهاء
(3)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {شُوَاظٌ} [35] قرأ ابن كثير بكسر الشين، والباقون بالرفع
(4)
.
= دليل على أنه ليس من الفراغ من شغل، أو أنه بمعنى "سنقصد" (شرح طيبة النشر 6/ 31، النشر
2/ 381، المبسوط ص 424، السبعة ص 621، التيسير ص 206، الكشف عن وجوه القراءات
2/ 301، زاد المسير 8/ 115، تفسير النسفي 4/ 211، تفسير القرطبي 17/ 168).
(1)
قرأ المذكورون "أيه" عند الوقف بالألف، قال ابن الجزري:
ف (ر) جا (حما) بالألف
وحجتهم في ذلك: أن الألف إنما حُذفت في الوصل لسكونها وسكون ما بعدها، فلما وقف، وزال ما بعدما، ردّها إلى أصلها، فأثبتها، ولم يعرّج على الخط، لأن الخط لم يكتب على الوقف، إنمّا كتب على لفظ الوصل.
(شرح طيبة النشر 3/ 247، النشر 2/ 142، غيث النفع ص 302، السبعة ص 455، التيسير ص 161، الغاية ص 219).
(2)
وحجة من حذف الألف في الوقف أنه اتبع الخط، واتبع اللفظ في الوصل، إذ لا ألف في الخط، لأنه كُتب على لفظ الوصل، ولا ألف في الوصل، فحذفها لسكونها ولسكون ما بعدها (شرح طيبة النشر 3/ 247، النشر 2/ 142، غيث النفع ص 302، السبعة ص 455، التيسير ص 161، الغاية ص 219).
(3)
قال ابن الجزري:
ها أيه الرحمن نور الزخرف
…
(كـ) ـم ضم
والحجة لمن قرأ بضمّ الهاء أنه محذوف الألف في الوصل لالتقاء الساكنين، وكذلك محذوفة من الخط لفقدها من اللفظ، فلمّا كانت الألف محذوفة من خط المصحف أتبع حركةَ الهاء حركةَ الياء قبلها، وقيل: بل ضمّ الهاء لأنه قدّرها آخرًا في المعنى، كما هي أخرى في اللفظ، فضمّ كما يضمّ المنادى المفرد، وكلا اللغتين ضعيف. ويجوز أن تكون لغة مسموعة.
(شرح طيبة النشر 3/ 247، النشر 2/ 142، غيث النفع ص 302).
(4)
قال ابن الجزري:
وكسر ضم
…
شواظ (د) م
كسر الشين، وضمها لغتان بمعنى اللهب.
(شرح طيبة النشر 6/ 31، النشر 2/ 381، المبسوط ص 424، السبعة ص 621، التيسير ص 206، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 302، زاد المسير 8/ 116، إيضاح الوقف والابتداء 95، تفسير غريب القرآن 438، تفسير ابن كثير 4/ 274، تفسير النسفي 4/ 211).
قوله تعالى: {وَنُحَاسٌ} [الرحمن: 35] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وروح - بخلاف عنه
(1)
- في
الوصل: بخفض السين
(2)
، والباقون بالرفع
(3)
.
قوله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ} [الرحمن: 46] قرأ حمزة بإمالة الألف بعد الخاء
(4)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {فِيهِمَا} [الرحمن: 50] قرأ يعقوب بضم الهاء، والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ} [الرحمن: 54] قرأ أبو جعفر بحذف الهمزة، والباقون بإثباتها
(5)
وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة.
قوله تعالى: {مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} [الرحمن: 54] قرأ ورش، ورويس، وابن جماز - بخلاف
(6)
عنه -:
(1)
ما ذكره المصنف انفرادة عن روح لم ترد من طريق النشر وليس له فيها خلاف بل يوافق فيها ابن كثير وأبا عمرو.
(2)
قال ابن الجزري:
نحاس جر الرفع (شـ) ـم (حبر)
حجة من خفضه أنه عطفه على "نار"، فجعل "الشواظ" يكون من "نار"، ويكون من "دخان"، وفيه بعد في المعنى، لأن اللهب لا يكون من الدخان. وحُكي عن أبي عمرو أنه قال: لا يكون الشواظ إلّا من نار وشيء آخر، يعني: من نار ودخان، فتصحّ القراءة بخفض "النحاس" على هذا التفسير. وحكى الأخفش أن بعض العلماء قال: لا يكون "الشواظ" إلا من النار والدخان. وقد قيل: إن تقدير القراءة بخفض "النحاس" يرسل عليكما (شواظ) من نار وشيء من (نحاس)، أي: من دخان، ثم حذف الموصوف، وقامت الصفة مقامه. (النشر 2/ 381، المبسوط ص 424، شرح طيبة النشر 6/ 32، السبعة ص 621، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 302).
(3)
وحجة من رفعه أنه عطفه على "الشُّواظ"، و"الشواظ" اللهب، و"النحاس" والدخان، فالمعنى: يُرسل عليكما لهب من نار، ويُرسل عليكم دخان، فهو المعنى الصحيح (النشر 2/ 381، المبسوط ص 424، شرح طيبة النشر 6/ 32، السبعة ص 621، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 302، زاد المسير 8/ 116، إيضاح الوقف والابتداء 95).
(4)
قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة:
والثلاثي فضلا
…
في خاف طاب ضاق حاق زاغ
(النشر 2/ 59، التيسير ص 50، التبصرة ص 373، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي 1/ 230، الغاية ص 95).
(5)
انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 246، التيسير ص 74، وشرح النويري على طيبة النشر 4/ 33.
(6)
قال ابن الجزري:
وانقل إلى الآخر غير حرف مد
…
لورش إلا ها كتابيه (أ) سد =
بنقل حركة الهمزة إلى النون، والباقون بغير نقل.
قوله تعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ} [الرحمن: 56] قرأ الكسائي بضم الميم - في الموضعين - بخلاف عنه فيهما
(1)
.
قوله تعالى: {فِيهِمَا} [الرحمن: 52]{فِيهِنَّ} [الرحمن: 56] قرأ يعقوب بضم الهاء
(2)
، والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 78] قرأ ابن عامر بالواو ورفع الذال قبلها
(3)
.
= وافق من استبرق تمر
ما ذكره المصنف من النقل في قوله تعالى {مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} لابن جماز بخلف عنه خطأ، لأن مذهبه التحقيق فقط أما النقل فهو لورش ويوافقه رويس فقط من هذا الموضع كما سيأتي في قول ابن الجزري بعد والله أعلم.
(شرح طيبة النشر 2/ 309).
(1)
فروى كثير عنه من روايتيه ضم الأول فقط، وهو الذي في العنوان والتجريد وغاية أبي العلاء، وبه قرأ الداني على أبي الفتح، ورواه آخرون عن الدوري فقط، وآخرون عكسه، وهو كسر الأول وضم الثاني عن أبي الحارث، وهو الذي رواه ابن مجاهد عنه من طريق محمد بن يحيى في الكامل والتذكرة والتبصرة وقال: وهو المختار، وفي الكافي وقال: وهو المستعمل، وفي الهداية وقال: هو الذي قرأ به الداني في التيسير، ورُوي عن الكسائي أنه خيّر في الضم والكسر بعد أن لا يجمع بينهما، قال ابن الجزري:
كلا يطمث بضم الكسر (ر) م خلف
(شرح طيبة النشر 6/ 33، النشر 2/ 381، المبسوط ص 424، 425، الغاية ص 269، السبعة ص 621).
(2)
انظر: المبسوط في القراءات العشر ص 87.
(3)
قال ابن الجزري:
ويا ذي آخرا واوا (كـ) ـرم
وحجة من قرأ بالواو، جعله صفة لاسم، وهذا ممّا يدل على أن الاسم هو المسمى، وهو مذهب أهل السُّنة، ودليله قوله تعالى:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: 1]، فكذلك هذا معناه:{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} ، وكذلك هي في مصاحف أهل الشام بالواو. وكلُّهم قرأ:{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ} بالواو، وفي حرف ابن مسعود {ذِى} بالياء فيهما جميعًا (شرح طيبة النشر 6/ 34، النشر 2/ 381، المبسوط ص 425، الغاية ص 269، السبعة ص 621، إتحاف فضلاء البشر 1/ 407).
والباقون بالياء وكسر الذال قبلها
(1)
. وأمال ابن ذكوان الألف بعد الراء، بخلاف عنه.
* * *
(1)
وحجة من قرأ {دِى} بالياء: أنهم جعلوه صفة لـ"الرب"، فكذلك هي بالياء في أكثر المصاحف سوى مصحف أهل الشام، ومَن جعله صفة لـ {اسم} أرادَ به "الرب" تعالى، فالقراءتان ترجعان إلى معنى (شرح طيبة النشر 6/ 34، النشر 2/ 381، المبسوط ص 425، الغاية ص 269، السبعة ص 621، إتحاف فضلاء البشر 1/ 407، المصاحف 47، المقنع 115).
الأوجه التي بين الرحمن والواقعة
وبين "الرحمن "و"الواقعة" من قوله تعالى: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ} [الرحمن: 78] إلى قوله تعالى: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} [الواقعة: 2] مائة وجه وستة وعشرون وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: أحد وعشرون وجهًا.
ورش: ستة وعشرون وجهًا.
ابن كثير: أحد وعشرون وجهًا مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: ستة وعشرون وجهًا، منها أحد وعشرون وجهًا مندرجة مع قالون.
ابن عامر: ستة وعشرون وجهًا، منها أحد وعشرون وجهًا مندرجة مع قالون.
هشام: ستة وعشرون وجهًا.
ابن ذكوان: اثنان وخمسون وجهًا، منها ستة وعشرون مع هشام.
عاصم: أحد وعشرون وجهًا مع قالون.
خلف: وجه واحد.
خلاد: وجهان، منهما وجه مع خلف، والوجه الآخر مع أبي عمرو.
الكسائي: أحد وعشرون وجهًا.
أبو جعفر: أحد عشرون وجهًا مع قالون.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
يعقوب: ستة وعشرون وجهًا، منها أحد وعشرون وجهًا مع قالون، وخمسة مع أبي عمرو.
خلف: وجه واحد مندرج مع أبي عمرو.
* * *
(سُورَةُ الواقِعَةِ)
(1)
قوله تعالى: {أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} [الواقعة: 9] وقف عليها حمزة بنقل حركة الهمزة إلى الشين وحذف الهمزة
(2)
، والباقون بعدم النقل، وأمال الكسائي
(3)
الهاء في الوقف على أصله.
قوله تعالى: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ} [الواقعة: 17] قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء
(4)
، والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {وَلَا يُنْزِفُونَ} [الواقعة: 19] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بكسر الزاي
(5)
، والباقون بالفتح.
(1)
هي سورة مكية. آياتها ست وتسعون آية بالكوفي، وسبع وتسعون بالبصري، وتسع وتسعون آية بالشامي (شرح طيبة النشر 6/ 35).
(2)
(شرح طيبة النشر 2/ 309).
(3)
لم يذكر المصنف حمزة بخلف عنه في القراءة في هذا الحرف، قال ابن الجزري:
والبعض عن حمزة مثله نما
(4)
قرأ يعقوب وحمزة {عَليْهِمْ} و {إِلَيْهِمْ} و {لَدَيْهِمْ} بضم كسر الهاء في الثلاث حال وصله ووقفه، ويفهمان من إطلاقه إذا كانت لجمع مذكر ولم يتلها ساكن علم مما بعد، قال ابن الجزري:
عليهمو إليهمو لديهمو
…
بضم كسر الهاء (ظ) ـبي (فـ) ـهم
(شرح طيبة النشر 2/ 52).
(5)
قال ابن الجزري:
ينزفوا (فـ) ـز بضم
…
زا ينزفوا اكسر (شفا) الاخرى (كفا)
وحجة من كسر أنه جعله من "أنزف ينزف" إذا سكر، والمعنى: ولا هم عن الخمر يسكرون فتزول عقولهم، أي: تبعد عقولهم، كما تفعل خمر الدنيا، وقيل: هو من أنزف ينزف إذا فرغ شرابُه، فالمعنى: ولا هُم عن الخمر ينفد شرابهم كما ينفدُ شراب الدنيا، فالمعنى الأول مِن نَفاد العقل، والثاني مِن نَفاد الشراب، والأحسن أن يُحمل على نفاد الشراب، لأن نفاد العقل قد نفاه عن خمر الجنة في قوله:{لَا فِيهَا غَوْلٌ} أي: لا تَغتال عقولهم فتُذهبها، فلو حُمل {يُنْزِفُونَ} على نفاد العقل لكان المعنى مكررًا، وحَمْلُه على معنيين أَولى، وأما الذي في الواقعة فيحتمل وجهين، لأنه ليس قبله نفي عن نفاد العقل بالخمر.
قوله تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ} [الواقعة: 22] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف
(1)
: بخفض الراء والنون
(2)
، والباقون برفعهما
(3)
.
قوله تعالى: {كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ} [الواقعة: 23] قرأ أبو جعفر، وشعبة، وأبو عمرو - بخلاف عنه -: بإبدال الهمزة الأولى واوًا، والباقون بالهمز.
وإذا وقف حمزة، أبدل الأولى والثانية، وله في الثانية الرَّوْم
(4)
.
قوله تعالى: {عُرُبًا} [الواقعة: 37] قرأ شعبة، وحمزة، وخلف بإسكان الراء
(5)
(1)
ما ذكره المؤلف عن خلف كلام غير صحيح ولا يقرأ به وصوابه أن الذي قرأ به حمزة والكسائي وأبو جعفر ولم يذكر المصنف الأخير.
(2)
قال ابن الجزري:
حور وعين خفض رفع (ثـ) ـب (رضا)
وحجة من خفض أنه عطفه على {جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [الواقعة: 12]، والتقدير: أولئك المقربون في جنات النعيم وفي حورٍ عين، أي: وفي مُقاربة حور، ثم حذفَ المضاف، وأجاز قُطرُب أن يكون معطوفًا على "الأكواب والأباريق"، فجعلَ "الحور" يُطاف بهن عليهم، ولا يُنكر أن يكون لأهل الجنة لَذة في التطواف عليهم بالحور (النشر 2/ 383، شرح طيبة النشر 6/ 35، المبسوط ص 426، التيسير ص 207، السبعة ص 622، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 304).
(3)
وحجة من رفعهما أنه حمل الكلام على العطف على {وِلْدَانٌ} [الواقعة: 17]، أي: يطوف عليهم ولدانٌ ويطوف عليهم حورٌ عين، ويجوز أن ترفع "حورًا" حملًا على المعنى، لأنه لمّا عُلِم أنه لا يطاف بالحور عليهم، وكان معنى {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ} ، فيها أكواب، أو عندهم كواب، أو لهم كواب، أو ثَمَّ أكواب، فعُطف {وَحُورٌ عِينٌ} على هذا المعنى، كأنه قال: وثمَّ حورٌ عين، أو فيها حور عين، أو عندهم حور عن، أو لهم حور عين، فحُمل ذلك على المعنى، ولا يُحمل الكلام على لفظ "يُطاف"، إذ "الحور" لا يطاف بهن عليهم (النشر 2/ 383، شرح طيبة النشر 6/ 35، المبسوط ص 426، التيسير ص 207، السبعة ص 622، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 304، معاني القرآن 1/ 14، 405، إيضاح الوقف والابتداء 921).
(4)
قال ابن الجزري:
وإن يحرك عن سكون فانقل
(5)
قال ابن الجزري:
وعربا (فـ) ـي (صـ) ـفا
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 184، شرح طيبة النشر 4/ 35).
والباقون بالرفع
(1)
.
قوله تعالى: {أَئِذَا مِتْنَا} [الواقعة: 47] قرأ نافع، والكسائي، وأبو جعفر، ويعقوب: بالاستفهام في الأول، والأخبار في الثاني، والباقون بالاستفهام في الأول والثاني، وسهل الثانية في الاستفهام: نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس، والباقون بتحقيقهما، وأدخل قالون بين الهمزتين ألفًا، وكذا أبو عمرو، وأبو جعفر، وابن عامر بخلاف عنه
(2)
. وكسر الميم من {مِتْنَا} نافع، وحفص، وحمزة، والكسائي، وخلف، والباقون بالرفع
(3)
.
قوله تعالى: {أَوَآبَاؤُنَا} [الواقعة: 48] قرأ قالون، وابن عامر، وأبو جعفر، والأصبهاني: بإسكان الواو من "أَوْ"
(4)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {فَمَالِئُونَ} [الواقعة: 53] قرأ أبو جعفر بنقل حركة الهمزة إلى اللام، وحذف
(1)
الإسكان والضم لغتان، وقيل: الأصل الضمّ، والإسكان على التخفيف كـ "رُسُل ورُسْل وكتُب وكتْب" و"نكُر"، و "فعُل" في الصفات قليل (التيسير 205، شرح طيبة النشر 4/ 34،، وأدب الكاتب 430).
(2)
ما ذكره المصنف من الإدخال لابن عامر بكلماته بخلف عنه ليس بصواب؛ بل ورد ذلك من رواية هشام فقط بخلاف عنه؛ أما ابن ذكوان فليس له إلا التحقيق مع عدم الإدخال. والله أعلم.
(3)
قال ابن الجزري:
......... وأخبرا
…
بنحو أئذا أئنا كرر
أوله: ثبت كما الثاني رد
…
إذ ظهر واو النمل مع نون زد
(ر) ض (كـ) ـس وأولاها (مـ) دا والساهرة
…
(ثـ) نا وثانيها (ظـ) ـبى (إ) ذ (ر) م (كـ) ـر
وأول الأول من ذبح (كـ) وى
…
ثانيه مع وقعت (ر) د (إ) ذ (ثـ) ـوى
والكل أولاها وثاني العنكبا
…
مستفهم الأول (صحبة)(حـ) با
(شرح طيبة النشر 2/ 236 - 240، الكشف في وجوه القراءات 2/ 22).
(4)
اختلف في {أَوَآبَاؤُنَا} في الصافات والواقعة، فقرأ أبو جعفر وابن عامر وقالون بإسكان الواو فيهما، واختلف عن ورش؛ فروى الأصبهاني عنه كذلك إلا أنه ينقل حركة الهمزة بعدها إليها كسائر السواكن، وروى الأزرق عنه فتح الواو، قال ابن الجزري:
أو (عم) لا أزرق معا
(النشر 2/ 357، شرح طيبة النشر 5/ 181).
الهمزة، والباقون بكسر اللام وضم الهمزة
(1)
، وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة كالواو، وله - أيضًا - النقل كأبي جعفر، وله - أيضًا - إبدالها ياء خالصة.
قوله تعالى: {شُرْبَ الْهِيمِ} [الواقعة: 55] قرأ نافع، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر: بضم الشين
(2)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ} [الواقعة: 58]{أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} [الواقعة: 63]{أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي} [الواقعة: 68]{أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ} [الواقعة: 71] قرأ نافع، وأبو جعفر: بتسهيل الهمزة بعد الراء، وعن ورش - أيضًا - إبدالها ألفًا، وأسقطها الكسائي
(3)
، والباقون بالهمز، وإذا وقف حمزة، سهلها كنافع.
قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ} [الواقعة: 59]{أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ} [الواقعة: 64]{أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ} [الواقعة: 69]{أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ} [الواقعة: 72] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس، وهشام - بخلاف عنه - بتسهيل الثانية
(4)
، والباقون
(1)
قال ابن الجزري:
خلفا ومتكين مستهزين (ثـ) ـل
قال النويري في شرح طيبة النشر (2/ 290): اختص أبو جعفر بحذف كل همز مضموم قبل كسر وبعدها واو نحو "المتكون، الصابون".
(2)
قال ابن الجزري:
وشرب فاضممه مد انصر قضا
وحجة من قرأ بضمّ الشين، جعلوه اسمًا للمشروب، وقيل: هو مصدر كـ "الشُّغل".
وقرأ الباقون بفتح الشين، جعلوه مصدر "شرب شَربًا" كـ "الضَرب"، و"الشرب" بالكسر اسم المشروب بلا اختلاف، كما قال الله جلّ ذكره:{لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ} [الشعراء: 155]، فهذا اسم المشروب.
وروي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ (شَرْب) بالفتح.
(3)
قال ابن الجزري:
أريت كلا (ر) م وسهلها (مدا)
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 79، شرح طيبة النشر 4/ 287).
(4)
وحجة ذلك أن الاستثقال مع التخفيف باق، إذ المخففة بزنتها محققة. قال ابن الجزري:
ثانيهما سهل غنى حرم حلا
…
وخلف ذي الفتح لوى أبدل جلا
خلف
وحجة من خفف الهمزة الثانية هو استثقال الهمزة المفردة فتكريرها أعظم استثقالًا وعليه أكثر العرب. =
بتحقيقهما
(1)
. وأدخل بين الأولى والثانية ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وهشام
(2)
، وعن ورش - أيضًا - إبدال الثانية ألفًا
(3)
، وإذا وقف حمزة؛ سهل الثانية، وعنه - أيضًا - إبدالها ألفًا، وعنه - أيضًا - تحقيقها.
قوله تعالى: {نَحْنُ قَدَّرْنَا} [الواقعة: 60] قرأ ابن كثير بتخفيف الدال، والباقون بالتشديد
(4)
.
قوله تعالى: {فِي مَا} [الواقعة: 61] هنا مقطوعة.
قوله تعالى: {النَّشْأَةَ} [الواقعة: 62] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: بفتح الشين وألف بعدها وبعد الألف همزة مفتوحة
(5)
، والباقون بإسكان الشين وبعدها همزة مفتوحة
(6)
.
= وأيضًا لما رأى أن العرب وكل القراء قد خففوا الهمزة الثانية إذا كانت ثانية استثقالًا كان تخفيفها إذا كانت متحركة أولى، لأن المتحرك أقوى من الساكن وأثقل فيصير النطق {أَأَنْذَرْتَهُمْ} (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 73، والنشر (1/ 359).
(1)
وحجة من حقق الهمزتين في كلمة: أنه لما رأى الأولى في تقدير الانفصال من الثانية ورآها داخلة على الثانية قبل أن لم تكن حقق كما يحقق ما هو من كلمتين وحسن ذلك عنده لأنه الأصل، وزاده قوة أن أكثر هذا النوع بعد الهمزة الثانية فيه سكن فلو خفف الثانية التي قبل الساكن لقرب ذلك من اجتماع ساكنين لا سيما على مذهب من يبدل الثانية ألفًا، فلما خاف اجتماع الساكنين حقق ليسلم من ذلك (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 73، والتيسير ص 32).
(2)
قال ابن الجزري:
والمد قبل الفتح والكسر حجر
…
(بـ) ـن (ثـ) ـق له الخلف وقبل الضم ثر
فمن قرأ بالإدخال وهو إدخال ألف بن الهمزتين وهم: قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام بخلف عنه.
(3)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(4)
التخفيف، والتشديد لغتان بمعنى التقدير وهو القضاء، قال ابن الجزري:
خف قدرنا (د) ن
(شرح طيبة النشر 6/ 37، النشر 2/ 383، التيسير ص 207، السبعة ص 623، غيث النفع ص 364).
(5)
قال ابن الجزري:
والنشأة امدد حيث جا (حـ) ـفظ (د) نا
(شرح طيبة النشر 5/ 126، النشر 2/ 343، المبسوط ص 243، السبعة ص 498 حجة القراءات ص 550، التيسير ص 173، الغاية ص 231).
(6)
المد والهمز بعد الألف وعدم المد ولا ألف، لغتان كالرأفة والرّآفة والكأبة والكآبة. وقيل: النشأة بغير مد اسم المصدر كالعطاء، والنشاءة بالمد هو المصدر كالإعطاء بدل على المدّة الثانية في الخلق كالكرّة الثانية، فهو مصدر صدر عن غير لفظ "ينشى" ولو صدر عن لفظ "ينشى" لقال: الإنشاءة الآخرة، والتقدير =
قوله تعالى: {فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ} [الواقعة: 62] قرأ حمزة والكسائي، حفص، وخلف بتخفيف الذال
(1)
.
والباقون بالتشديد
(2)
.
قوله تعالى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} [الواقعة: 65] قرأ البزي - بخلف عنه - بتشديد التاء قبل الفاء
(3)
،
= فيه: ثم الله ينشى الأموال، فينشؤون النشأة الآخرة، فهو مثل قوله:{وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} [آل عمران: 37]، ومثل قوله:{وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: 8] ومثل قوله: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} [نوح: 17]
(شرح طيبة النشر 5/ 126، النشر 2/ 343، المبسوط ص 243، السبعة ص 498 حجة القراءات ص 550، التيسير ص 173، الغاية ص 231، زاد المسير 6/ 265).
(1)
قرأ المشار إليهم بتخفيف لفظ {تَذْكُرون} المضارع المرسوم بتاء واحدة حيث وقع، قال ابن الجزري:
تذكرون (صحب) خففا كلًّا
(شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).
(2)
ووجه التشديد: أن أصله تتذكرون بتاء المضارعة وتاء التفعيل، ومعناه هنا حصول الفعل بالتراخي والتكرار فخفف بإدغام التاء (شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).
(3)
اختلف في تشديد تاء الفعل والتفعل الواقعة في أوائل الأفعال المستقبلة إذا حسن معها تاء أخرى ولم ترسم خطًّا وذلك في إحدى وثلاثين تاء أولها هنا في قوله {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ} فقرأ البزي من طريقيه بتشديد التاء من هذه المواضع كلها حال الوصل مع المد المشبع لالتقاء الساكنين إلا الفحام والطبري والحمامي؛ فإن الثلاثة رووا عن أبي ربيعة عن البزي تخفيفها في المواضع كلها، واتفق أبو جعفر مع البزى في تشديد تاء {لَا تَنَاصَرُونَ} بالصافات، واتفق رويس مع البزي في تشديد {نَارًا تَلَظَّى} ، قال ابن الجزري:
في الوصل تا تيمموا
…
اشدد تلقف تَلَةَ لا تنازعوا تعارفوا
تفرقوا تعاونوا تنابزوا
…
وهل تربصون مع تميزوا
تبرج إذ تلقوا التجسسا
…
وفتفرَّق توفَّى في النسا
تنزَّل الأربع أن تبدلا
…
تخيرون مع تولوا بعد لا
مع هود والنور ولامتحان لا
…
تكلَّم البزي تلظى (هـ) ـب (عـ) ـلا
تناصروا (ثـ) ـق (هـ) ـد وفي الكل اختلف
…
له وبعد كنتم ظلتم وصف
وعلة من شدد: أنه أحال على الأصل لأن الأصل في جميعها تاءات، فلم يحسن له أن يظهرهما فيخالف الخط في جميعها؛ إذ ليس في الخط إلا تاء واحدة، فلما حاول الأصل وامتنع عليه الإظهار، أدغم إحدى التائين في الأخرى، وحسن له ذلك، وجاز اتصال المدغم بما قبله، فإن ابتدأ بالتاء لم يزد شيئًا، وخفف كالجماعة؛ لئلا يخالف الخط، ولم يمكنه الإدغام في الابتداء؛ لأنه لا يبتدأ بمدغم؛ لأن أوله ساكن والساكن لا يبتدأ به، فكان يلزمه إدخال ألف وصل للابتداء (شرح طيبة النشر 4/ 121، 122، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 314، النشر 2/ 232، التيسير ص 83، 84، التبصرة ص 446).
والباقون بغير تشديد.
قوله تعالى: {إِنَّا لَمُغْرَمُونَ} [الواقعة: 66] قرأ شعبة بهمزتين الأولى مفتوحة والثانية مكسورة محققتين، والباقون بهمزة واحدة مكسورة
(1)
.
قوله تعالى: {بَلْ نَحْنُ} [الواقعة: 67] قرأ الكسائي بإدغام لام {بَلْ} في النون، والباقون بالإظهار
(2)
.
قوله تعالى: {أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ} [الواقعة: 72] قرأ أبو جعفر بنقل حركة الهمزة إلى الشين وحذف الهمزة، والباقون بكسر الشين وبعدها همزة مضمومة بعدها واو
(3)
.
قوله تعالى: {بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} [الواقعة: 75] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بإسكان الواو
(4)
، والباقون بفتح الواو وبعدها ألف
(5)
.
(1)
قال ابن الجزري:
إنا لمغرمون غير شعبة
أي أن شعبة يقرأ هذا اللفظ بهمزتين كما ذكر المصنف مخالفًا في ذلك جميع القراء حيت يقرءونه بهمزة واحدة.
(2)
(النشر 2/ 7، شرح ابن القاصح ص 97، التيسير ص 43، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 41، الهادي 1/ 271، السبعة ص 127، الغاية ص 81).
(3)
قال النويري في شرح طيبة النشر (2/ 290) اختص أبو جعفر بحذف كل همز مضموم قبل كسر وبعدها واو نحو "متكون - مستهزون"، قال ابن الجزري:
...................
…
.......... واحذف
كمتكون استهزئوا يطفوا (ثـ) ـمد
ووافقه المدنيان على حذف همز {صابون - صابين} ، واختلف عن (خا خد) في {منشئون} ؛ فروى الهمز ابن العلاف والحنبلي من طريق الكفاية، وبه قطع الأهوازي، وبالحذف قطع ابن مهران والهذلي وغيرهما، واتفق ابن جماز على حذفه.
(4)
قال ابن الجزري:
بموقع (شفا)
وحجة من قرأ {بموقع} بالتوحيد، مِن غير ألف، لأنه مصدر يدلُّ على القليل والكثير، فلم يَحتج إلى جَمْعه، وقد مضى له نظائر (النشر 2/ 383، الغاية ص 270، المبسوط ص 428، السبعة ص 624، التيسير ص 207، وتفسير ابن كثير 4/ 298، وتفسير النسفي 4/ 220).
(5)
وحجة من قرأ بالجمع: أنه على المعنى، لأن مواقع النجوم كثيرة، وذلك حيث يَغيب كلُّ نجم، فجمع =
قوله تعالى: {فَرَوْحٌ} [الواقعة: 89] قرأ يعقوب - بخلاف عن روح -: برفع الراء
(1)
، والباقون بالنصب
(2)
.
قوله تعالى: {وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} [الواقعة: 89] رسمت بالتاء المجرورة، ووقف عليها ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب: بالهاء، والباقون بالتاء، والكسائي بالإمالة في الوقف على أصله
(3)
.
قوله تعالى: {لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ} [الواقعة: 95] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء
(4)
، والباقون بالضم.
* * *
= على المعنى، وقيل: معناه مواقع القرآن حيث نزل على النبي عليه السلام نجومًا، شيئًا بعد شيء، فهي كثيرة أيضًا، ومثله الاختلاف في قوله:{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} [النجم: 1](النشر 2/ 383، الغاية ص 270، المبسوط ص 428، السبعة ص 624، التيسير ص 207، زاد المسير 8/ 151، وتفسير غريب القرآن 451).
(1)
ما ذكره المؤلف غير صحيح فالرواية عن رويس فقط، قال ابن الجزري:
فروح اضمم (غـ) ـذا
وحجته أن الروح بضم الراء هي الرحمة، وقيل الحياة. (شرح طيبة النشر 6/ 37، النشر 2/ 383، الغاية ص 270، المبسوط ص 428).
(2)
وحجة الفتح: أنها بمعنى الفرح، وقيل الراحة، وقيل المغفرة والرحمة، وقيل الجنة (النشر 2/ 383، الغاية ص 270، المبسوط ص 428، إتحاف فضلاء البشر 1/ 409).
(3)
قال ابن الجزري:
بالها (ر) جا (حق) وذات بهجه
…
واللات مع مرضات ولات (ر) جه
(التيسير ص 60، شرح طيبة النشر 3/ 225، 226، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 137).
(4)
علة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وَهُوَ} وكسرتان وضمة في {وَهِىَ} فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).
الأوجه التي بين الواقعة والحديد
وبين "الواقعة" و"الحديد" من قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا} [الواقعة: 95] إلى قوله تعالى: {الْحَكِيمُ} [الحديد: 1] سبعمائة وجه وخمسة وثلاثون وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: مائة وجه وسبعة وأربعون وجهًا.
ورش: مائة وجه واثنان وثمانون وجهًا.
ابن كثير: مائة وجه وسبعة وأربعون وجهًا.
أبو عمرو: مائة وجه واثنان وثمانون وجهًا، منها مائة وسبعة وأربعون وجهًا مندرجة مع قالون.
ابن عامر: مائة وجه واثنان وثمانون وجهًا، منها مائة وسبعة وأربعون وجهًا مندرجة مع ابن كثير.
عاصم: مائة وجه وسبعة وأربعون وجهًا مندرجة مع ابن كثير.
خلف: سبعة أوجه.
خلاد: أربعة عشر وجهًا منها سبعة مع خلف وسبعة مع ابن عامر.
الكسائي: مائة وجه وسبعة وأربعون وجهًا مندرجة مع قالون.
أبو جعفر: مائتا وجه وأربعة وتسعون وجهًا، منها مائة وجه وسبعة وأربعون وجهًا مندرجة مع قالون.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
يعقوب: مائة وجه واثنان وثمانون وجهًا، منها مائة وجه وسبعة وأربعون مندرجة مع ابن كثير.
خلف: سبعة أوجه مندرجة مع ابن عامر.
* * *
(سُورَةُ الحَدِيْدِ)
(1)
قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ} [الحديد: 1]{وَهُوَ عَلَى} [الحديد: 2]{وَهُوَ بِكُلِّ} [الحديد: 3] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء، والباقون بالضم.
قوله تعالى: {تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [الحديد: 5] قرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف: بفتح التاء الفوقية وكسر الجيم
(2)
، والباقون بضم التاء وفتح الجيم.
قوله تعالى: {وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ} [الحديد: 8] قرأ أبو عمرو بضم الهمزة وكسر الخاء ورفع القاف
(3)
، والباقون بفتح الهمزة والخاء ونصب القاف
(4)
.
قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ} [الحديد: 9] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب: بإسكان النون وتخفيف الزاي.
(1)
هي سورة مدنية. آياتها ثمان وعشرون آية بالحجازي والشامي، وتسع وعشرون بالعراقي (شرح طيبة النشر 6/ 38).
(2)
قال ابن الجزري:
وترجع الضم افتحًا واكسر (ظ) ما
…
إلى قوله: الأمور هم والشام
(3)
قال ابن الجزري:
اضمم اكسر أخذا
…
ميثاق فارفع (حـ) ـز
وحجة من قرأ بضمّ الهمزة، وكسر الخاء، ورفع الميثاق: أنه على ما لم يسمّ فاعله، وارتفع "الميثاق" بقيامه مقام الفاعل لـ {أَخَذَ} ، والفاعل هو الله جلّ ذكره، وهو الذي أخذ الميثاق على خلقه. والكلام مفهوم لتقدّم ذكر الله، لكن الفاعل حُذف لدلالة الكلام عليه، وقام "الميثاق" مقامه، ورُدَّ الفعل إلى بناء ما لم يسمّ فاعله (شرح طيبة النشر 6/ 38، الغاية ص 271، النشر 2/ 384، المبسوط ص 429، السبعة ص 625، التيسير ص 208).
(4)
ووجه قراءة من قرأ بفتح الهمزة والخاء، ونَصْب "الميثاق"، أن الجماعة عليه، وأنهم أضافوا الفعل إلى فاعله، وهو الله جلّ ذكره، لتقدّم ذكره في قوله:{وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} ، فانتصب "الميثاق" بوقوع الفعل عليه، وهو {أَخَذَ} ، والتقدير: وقد أخذ الله ميثاقكم، ثم أضمر الاسم لتقدّم ذكره (النشر 2/ 384، شرح طيبة النشر 6/ 38، الغاية ص 271، المبسوط ص 429، السبعة ص 625، التيسير ص 208، زاد المسير 8/ 162، وتفسير النسفي 4/ 224).
والباقون بفتح النون وتشديد الزاي
(1)
.
قوله تعالى: {لَرَءُوفٌ} قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر: بمد الهمزة بعد الراء.
والباقون بالقصر
(2)
.
وورش على أصله بالمد والتوسُّط والقصر
(3)
.
قوله تعالى: {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ} [الحديد: 10] قرأ ابن عامر برفع اللام
(4)
.
والباقون النصب
(5)
.
قوله تعالى: {فَيُضَاعِفَهُ} [الحديد: 11] قرأ ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب: بتشديد العين ولا ألف قبلها
(6)
، والباقون بألف قبل العين وتخفيف
(1)
سبق كثيرًا.
(2)
فيصير النطق {لَرَءُوفٌ} وهذه قاعدة مطردة في جميع القرآن، قال ابن الجزري:
و (صحبة)(حـ) ــما رؤف فاقصر جميعًا
وإذا وقف حمزة على هذا اللفظ فليس له إلا التسهيل قولًا واحدًا.
(3)
هي رواية ورش من طريق الأزرق.
(4)
قال ابن الجزري:
ميثاق فارفع حز وكل (كـ) ـثرا
وحجة من رفع أنه لمّا تقدّم الاسم على الفعل رُفع بالإبداء، وقُدّر مع الفعل "هاء" محذوفة، اشتغل الفعل بها، وتَعدّى إليها، التقدير: وكلٌّ وعدَه الله الحسنى، أي: الجنة. وحذف هذه الهاء إنما يحسُن من الصلات، ويجوز في الصفات، ويقبُح حذفُها من غير ذَينك إلا في شعر.
(شرح طيبة النشر 6/ 38، الغاية ص 271، النشر 2/ 384، المبسوط ص 429، السبعة ص 625، زاد المسير 8/ 164، التيسير ص 208).
(5)
وحجة من نصبه أنه عَدّى الفعل، وهو {وَعَدَ} على "كل" فنصبَه بـ {وَعَدَ} ، كما تقول: زيدًا وعدتُ خيرًا (شرح طيبة النشر 6/ 38، الغاية ص 271، النشر 2/ 384، المبسوط ص 429 المصاحف 47، المقنع 108، السبعة ص 625، التيسير ص 208).
(6)
قال ابن الجزري:
وارفع شفا حرم حلا يضاعفه معًا وثقله وبابه ثوي
كس ون
وحجة من شدد وحذف الألف أنه حمله على الكثير؛ لأن فعلت مشدد العين بابه تكثير الفعل، وحجة من =
العين
(1)
، وقرأ بنصب الفاء: ابن عامر، وعاصم، ويعقوب
(2)
.
والباقون بالرفع
(3)
.
قوله تعالى: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ} [الحديد: 12] قرأ السوسي بإمالة الألف بعد الراء، في الوصل - بخلاف عنه
(4)
- والباقون بالفتح، وأما في الوقف: نقرأ بالإمالة المحضة: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف
(5)
، وقرأ ورش بين اللفظين
(6)
،
= خفف وأثبت الألف أنه حمله على الكثير؛ لأن فعَّلت مشدد العين بابه تكثير الفعل، تقول: غلَّقتُ الأبواب إذا فعلت ذلك مرة واحدة. أما من فتح الفاء فإنه حمل الكلام على المعنى فجعله جوابًا للشرط، لأن المعنى: أن يكون قرض تبعه أضعاف، فحمل يضاعفه على المصدر فعطف على القرض، والقرض اسم فأضمر "أن" ليكون مع {فَيُضَاعِفَهُ} مصدرًا فتعطف مصدرًا على مصدر. وقد اختلف في حذف الألف وتشديد العين منهما ومن سائر الباب وجملته عشرة مواضع: موضعي البقرة، و {مضعّفة} بآل عمران، و {يضعِّفها} بالنساء، و {يضعَّف لهم} بهود، {يضعَّف} بالفرقان، و {يضعَّف لها} بالأحزاب، و {فيضعِّفه له} و {يضعَّف لهم} بالحديد، و {يضعِّفه} بالتغابن، فإن ابن كثير و ابن عامر وأبا جعفر ويعقوب يقرأون بالتشديد مع حذف الألف في جميعها. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 301، شرح طيبة النشر 4/ 107، الغاية ص 115، حجة القراءات ص 139).
(1)
وحجة من خفف وأثبت الألف: أن أبا عمرو حكى أن ضاعفت أكثر من ضعَّف؛ لأن ضعَّف معناه مرتان، وحكى أن العرب تقول: ضعفت درهمك؛ أي جعلته درهمين، وتقول: ضاعفته؛ أي جعلته أكثر من درهمين (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 300، إتحاف فضلاء البشر ص 159، 160).
(2)
فحجة من نصب أنه حمل الكلام على المعنى، لأن المعنى: من ذا الذي يقرض الله، أيقرض الله أحدٌ فيضاعفَه له، فنصب، لأنه جواب الاستفهام بالفاء، فالنصب في الآية محمول على معنى الآية، ثُم على معنى المعنى.
(3)
وحجة من رفع، أنه لمّا رأى الاستفهام في قوله:{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ} إنما هو عن الأشخاص دون القرض فلم يستقم نصبُ الجواب، إذ ألفُ الاستفهام لم تدخل على فعل فيقع الجواب بفعل، إنما دخلت على اسم، فلا يُجاوب الاسم بفعل. لو قلت: أزَيدٌ في الدار فتكرمُه، لم يحسن نصب "تكرمه" على جواب الاستفهام.
(4)
هناك قاعدة مطردة تخص السوسي في هذه المسألة، وهي أنه يقرأ كالجماعة وقفًا، وأما وصلًا فله الوجهان: الفتح والإمالة، قال ابن الجزري:
....... بل قبل ساكن بما أصل قف
وخلف كالقرى التي وصلا يصف
(5)
وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري (شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، إتحاف فضلاء البشر ص 144).
(6)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
وعن قالون الفتح وبين اللفظين
(1)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا} [الحديد: 13] قرأ حمزة بهمزة قطع مفتوحة وكسر الظاء وصلًا وابتداء
(2)
، والباقون بهمزة وصل ورفع الظاء؛ فتسقط في الوصل وتبتدأ بالضم
(3)
.
قوله تعالى: {قِيلَ ارْجِعُوا} [الحديد: 13] قرأ هشام، والكسائي، ورويس: بضم القاف
(4)
، والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {الْأَمَانِيُّ} [الحديد: 14] قرأ أبو جعفر بتخفيف الياء
(5)
، والباقون بالتشديد.
قوله تعالى: {حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} [الحديد: 14] قرأ قالون، والبزي، وأبو عمرو: بإسقاط
(1)
سبق قريبًا.
(2)
قال ابن الجزري:
قطع انظرونا واكسر الضم (فـ) ـرا
وحجة من قرأ بقطع الألف من {أَنْظِرونا} وكسر الظاء: أنهم جعلوه من "الإنظار"، وهو التأخير والإِمهال، كقوله:{أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الأعراف: 14]، أي: أخرني وأمهلني.
(3)
وحجة من قرأ بوصل الألف وضمّ الظاء: أنهم جعلوه من النظر، نظر العين (النشر 2/ 385، المبسوط ص 429، شرح طيبة النشر 6/: 39، الغاية ص 271، السبعة ص 626، التيسير ص 208، زاد المسير 8/ 165، وتفسير النسفي 4/ 25، إعراب القرآن 3/ 357).
(4)
أي بالإشمام وهو عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {وَجِيءَ} {وَحِيلَ} {وَسِيقَ} و {سِيءَ} (انظر: المبسوط ص 127، والغاية ص 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص 129).
(5)
يقرأ أبو جعفر باب الأماني وهو {إلا أمانَي} و {تلك أمانيْهم} و {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب} و {في أمنيته} بتخفيف الياء فيهن مع إسكان الياء المرفوعة والمجرورة من ذلك وبتاء المنصوبة على إعرابها قبل التخفيف وهو على كسر الهاء من (أمانيهم) لكونها بعد ياء ساكنة. قال ابن الجزري:
أمنية والرفع والجر اسكنا
…
باب الأماني خففا (ثـ) ـبت
والأماني جمع أمنية، وهي أفعولة أصلها "أمنوية" اجتمعت ياء وواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء، وهي من منى إذا قدر، لأن المتمني يقدر في نفسه التشديد؛ لأن الياء الأولى في الجمع هي الواو التي كانت في المفرد التي أقلبت فيه ياء، فوجه القراءة التخفيف، جمعه على أفاعل ولم يعتد بحرف المد الذي في المفرد.
(المبسوط ص 131، الغاية ص 103، شرح طيبه النشر 4/ 42، النشر 2/ 217)
الهمزة الأولى مع المد والقصر
(1)
، وقرأ ورش وقنبل، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الأولى، وتسهيل الثانية، وعن ورش
(2)
وقنبل - أيضًا - إبدال الثانية حرف مد.
والباقون بتحقيقهما.
وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف
(3)
.
والباقون بالفتح.
وإذا وقف حمزة، وهشام على الأولى، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر.
والباقون على همزة ساكنة.
قوله تعالى: {لَا يُؤْخَذُ} [الحديد: 15] قرأ ابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب: بالتاء الفوقية
(4)
.
والباقون بالباء التحتية
(5)
.
(1)
وكذا يقرأها قنبل ورويس بخلف عنهما، فإذا اتفقت الهمزتان بالفتح نحو {جَاءَ أَمْرُ} و {شَاءَ أَنْشَرَهُ} و {السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} وشبهه فورش وقنبل يجعلان الثانية كالمدة وقالون والبزي وأبو عمرو يسقطون الأولى والباقون يحققون الهمزتين معًا، قال ابن الجزري في باب الهمزتين من كلمتين:
أسقط الأولى في اتفاق زن غدا
…
خلفهما حز وبفتح بن هدى
وسهلًا في الكسر والضم وفي
…
بالسوء والنبيء الادغام اصطفي
وسهل الأخرى رويس قنبل
…
ورش وثامن وقبل تبدل
مدًا زكا جودًا
(التيسير في القراءات السبع - الداني 1/ 33).
(2)
هي رواية ورش من طريق الأزرق منه فعنه.
(3)
واختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} و {خَابَ} في طه: 61، فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.
(4)
قال ابن الجزري:
يؤخذ أنث (كـ) ـم (ثوى)
وحجة من قرأ بالتاء، أنه لتأنيث فاعله.
(5)
وحجة من قرأ بالياء: لأجل التفرقة بين الفعل و"الفدية"، ولأن "الفدية" والفداء سواء، فحُمل على المعنى، ولأن "الفدية" تأنيثها غير حقيقي، فحسن فيها التذكير (شرح طيبة النشر 6/ 40، النشر 2/ 384، الغاية ص 271، إعراب القرآن 3/ 359، التيسير ص 208، المبسوط ص 429، السبعة ص 626، غيث النفع ص 365، حجة القراءات ص 700).
قوله تعالى: {وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [16] قرأ نافع، وحفص، ورويس: بخلاف عنه: بتخفيف الزاي
(1)
.
والباقون بالتشديد
(2)
.
قوله تعالى: {وَلَا يَكُونُوا} [16] قرأ رويس بالتاء الفوقية
(3)
، والباقون بالياء التحتية
(4)
.
قوله تعالى: {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ} [16] عن ورش في اللام من {فَطَالَ} [16] التغليظ والترقيق
(5)
.
والباقون بالترقيق.
وقرأ أبو عمرو في الوصل (عَلَيهم الأَمَد) بكسر الهاء والميم، وقرأ حمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف: بضم الهاء والميم.
وقرأ الباقون بكسر الهاء وضم الميم.
(1)
ووجه من قرأ بالتخفيف: أنهم أضافوا الفعل إلى {وَمَا} وهو القرآن، وفي {نَزَلَ} ضمير {وَمَا} يعود عليها، وهو القرآن، وقد أجمعوا على قوله:{وَبِالْحَقِّ نَزَلَ} [الإسراء: 105]، وهو القرآن. قال ابن الجزري:
خف نزل (إ) ذ (عـ) ـن (غـ) ـلا الخلف
(2)
ووجه من قرأ بالتشديد: أنهم أضافوا الفعل إلى الله جلّ ذكره، لتقدّم ذكره في قوله:{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} أي: لِما أنزل الله من الحق، وهو القرآن، فهو مفعول به في المعنى، وفي الكلام "هاء" محذوفة تعود على {وَمَا} في القراءة بالتشديد، {وَمَا} في موضع خفض على العطف على ذكر الله، والتقدير: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله، وللذي نزَّل الله من الحق، أي: نزّله، وحُذفت الهاء من الصلة لطول الاسم، وهو حسَن كثير في القرآن (شرح طيبة النشر 6/ 40، النشر 2/ 384، الغاية ص 271، إعراب القرآن 3/ 359، التيسير ص 208، المبسوط ص 429، السبعة ص 626).
(3)
قال ابن الجزري:
ويكونوا خاطبن (غـ) ـوثا
ووجه من قرأ بالخطاب على الالتفات.
(شرح طيبة النشر 6/ 41، النشر 2/ 384، الغاية ص 271، إعراب القرآن 3/ 359).
(4)
ووجه قراءة من قرأ بالياء: أنه على السياق.
(5)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
قوله تعالى: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ} [18] قرأ ابن كثير، وشعبة: بتخفيف الصاد
(1)
، والباقون بالتشديد.
قوله تعالى: {يُضَاعَفُ لَهُمْ} [18] قرأ ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب: بغير ألف بين الضاد والعين وتشديد العين
(2)
.
والباقون بألف بين الضاد والعين وتخفيف العين
(3)
.
قوله تعالى: {وَرِضْوَانٌ} [20] قرأ شعبة برفع الراء، والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {بِمَا آتَاكُمْ} [23] قرأ أبو عمرو بقصر الهمزة
(4)
، والباقون
(1)
قال ابن الجزري:
وخفف (صـ) ـف (د) خل
…
صادي مصدق
وحجتهم: أنها من التصديق أي صدقوا الرسول أي آمنوا بما جاء به، جعلاه من التصديق بالله وكتبه ورسله، ومعناه: إن المؤمنين والمؤمنات، لأن الإيمان والتصديق سواء (النشر 2/ 385، شرح طيبة النشر 6/ 41، الغاية ص 271، السبعة ص 626، التيسير ص 208).
(2)
وحجة من شدد وحذف الألف أنه حمله على الكثير؛ لأن فعلت مشدد العين بابه تكثير الفعل، وحجة من خفف وأثبت الألف أنه حمله على الكثير؛ لأن فعَّلت مشدد السين بابه تكثير الفعل، تقول: غلَّقتُ الأبواب إذا فعلت ذلك مرة واحدة.
أما من فتح الفاء فإنه حمل الكلام على المعنى فجعله جوابًا للشرط، لأن المعنى: أن يكون فرض تبعه أضعاف، فحمل يضاعفه على المصدر فعطف على القرض، والقرض اسم فأضمر "أن" ليكون مع "فيضاعفه" مصدرًا فتعطف مصدرًا على مصدر. وقد اختلف في حذف الألف وتشديد العين منهما ومن سائر الباب وجملته عشرة مواضع: موضعي البقرة، و {مضعَّفة} بآل عمران، و {يضعِّفها} بالنساء، و {يضعَّف لهم} بهود، و {يضعَّف له} بالفرقان، و {يضعَّف لها} بالأحزاب، و {فيضعِّفه له} و {يضعَّف لهم} هنا في سورة الحديد، و {يضعَّفه} بالتغابن، فإن ابن كثير وابن عامر وأبا جعفر ويعقوب يقرأون بالتشديد مع حذف الألف في جميعها (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 301، شرح طيبة النشر 4/ 107، الغاية ص 115، حجة القراءات ص 139).
(3)
وحجة من خفف وأثبت الألف: أن أبا عمرو حكى أن ضاعفت أكثر من ضعَّف؛ لأن ضعَّف معناه مرتان، وحكى أن العرب تقول: ضعفت درهمك؛ أي جعلته درهمين، وتقول: ضاعفته؛ أي جعلته أكثر من درهمين (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 300، إتحاف فضلاء البشر ص 159، 160).
(4)
قال ابن الجزري:
أتاكم اقصرن (حـ) ـز
وحجة مَن قَصَر أنه جعله ماضيًا بمعنى المجيء، فأضاف الفعل إلى {وَمَا} ففي "أتاكم" ضمير {وَمَا} =
بالمد
(1)
، وأمال الألف بعد التاء محضة: حمزة، والكسائي، وخلف
(2)
، وعن نافع الفتح وبين اللفظين
(3)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {بِالْبُخْلِ} [24] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بفتح الباء الموحدة والخاء
(4)
. والباقون بضم الباء وإسكان الخاء
(5)
.
قوله تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [24] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر بغير {هُوَ}
(6)
.
= مرفوع، يعود على {وَمَا} .
(1)
وحجة مَن مدّ أنه أضاف الفعل إلى الله جلّ ذكره، وجعله ماضيًا من الإعطاء، فالفاعل مضمَر في {آتَاكُمْ} يعود على الله جلّ ذكره، لتقدّم ذكره في قوله:{إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} "22" فالهاء محذوفة من الصلة، تقديره: بما آتاكموه، ولا حذفَ "هاء" في القراءة بالقصر، لأن الممدود يَتعدّى إلى مفعولين، وليس كذلك المقصور (شرح طيبة النشر 6/ 41، النشر 2/ 384، الغاية ص 271، السبعة ص 626، التيسير ص 208، زاد المسير 8/ 173، وتفسير ابن كثير 4/ 314، وتفسير النسفي 4/ 228).
(2)
هناك قاعدة مطردة؛ وهي أن حمزة والكسائي وخلف البزار أمالوا جميع الألفات المنقلبة عن باء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:
وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه
…
وفتحهُ وما بياء رسمه
(النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).
(3)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(4)
قال ابن الجزري:
والبخل ضم اسكن معا كم نل سما
وهو لغة في مصدر "بَخِلَ" مثل: "حَزِن حُزْنَا".
(الهادي 2/ 151).
(5)
البُخل والبَخَلَ لغتان مشهورتان، وفيه لغة ثالثة وهي فتح الباء وإسكان الخاء، وكلها مصادر مسموعة. فمن قال:"البَخَل" جعله" كـ "الفَقَر"، ومن قال "البُخْل" جعله كـ"الفُقْر"، ومن قال "البَخَل" جعله كـ "الكَرَم"، حكى سيبويه: بَخَل بَخلًا (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 389).
(6)
قال ابن الجزري:
واحذفن قبل الغني هو (عم)
وحجتهم: أنه على ترك الفصل، وهو أحد المذهبين، وعليه رسم الشامي والمدني.
والباقون {هُوَ الْغَنِيُّ}
(1)
.
قوله تعالى: {أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا} [25] قرأ أبو عمرو بإسكان السين من {رُسُلَنَا}
(2)
.
والباقون بالرفع
(3)
.
قوله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ} [26] قرأ هشام بنصب الهاء وألف بعدها
(4)
، والباقون بكسر الهاء وياء بعدها.
قوله تعالى: {النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ} [26] قرأ نافع بالهمز
(5)
. والباقون بالواو مشددة
(6)
.
قوله تعالى: {بِرُسُلِنَا} [27] قرأ أبو عمرو بإسكان السين، والباقون بالرفع
(7)
.
(1)
وحجة من قرأ بزيادة {هُوَ} : أنه كذلك في مصاحف أهل الكوفة والبصرة ومكة. وإثبات {هُوَ} أَبينُ في التأكيد، وأعظم في الأَجر (شرح طيبة النشر 6/ 42، المبسوط ص 430، النشر 2/ 384، الغاية ص 472، السبعة ص 626، التيسير ص 208).
(2)
يقرأ أبو عمرو {رُسُلَنَا} و {رُسُلُكُم} و {رُسُلُهُم} و {رُسُلَنَا} إذا كان بعد اللام حرفان بإسكان السين والباء حيث وقع وكذلك مذهبه في {سبلنا} فإذا كان بعد اللام حرف ضم السين مثلًا {رسله} وحجته أنه استثقل حركة بعد ضمتين لطول الكلمة وكثرة الحركات فأسكن السين والباء فإذا قصرت الكلمة لم يسكن السين (التيسير في القراءت السبع - الداني 1/ 85).
(3)
وحجتهم أن بناء فعول وفعيل على فعل بضم العين في كلام العرب ولم تدع ضرورة إلى إسكان الحرف فتركوا الكلمة على حق بنيتها (التيسير في القراءات السبع - الداني 1/ 85، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 225).
(4)
وكذا ابن ذكوان بخلف منه، قال ابن الجزري:
ويقرأ ابراهام ذي مع سورته
…
مع مريم النحل أخيرا توبته
إلى أن قال:
مازا لخلف لا
(5)
وقد احتج من همز بأنه أتى به على الأصل؛ لأنه من النبأ الذي هو الخبر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مخبِرٌ عن الله، فهي تبنى على فعيل بمعنى فاعل؛ أي منبيء عن الله؛ أي مخبر عنه بالوحي.
(6)
وحجة من قرأ ذلك بدون همز: أن كل ما في القرآن من جميع ذلك على أفعلاء نحو: {أَنْبِيَاءَ اللَّهِ} (انظر حجة القراءات ص 99، النشر 1/ 400، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص، والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص 98).
(7)
انظر ما سبقه.
قوله تعالى: {رَأْفَةً} [27]، قرأ قنبل - بخلاف عنه -: بفتح الهمزة وألف بعدها
(1)
.
والباقون بإسكانها
(2)
.
قوله تعالى: {رِضْوَانِ اللَّهِ} [27] قرأ شعبة برفع الراء
(3)
، والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ} [29] قرأ ورش بياء تحتية مفتوحة
(4)
، والباقون بهمزة مفتوحة.
* * *
(1)
اختلف عن قنبل، فروى عنه ابن مجاهد وإسكان الهمزة كالجماعة، وروى عنه ابن شنبوذ فتح الهمزة وألف بعدها مثل رعافة، وهي قراءة ابن جريج ومجاهد واختيار ابن مقسم، وحملت رأفة أولًا على الخصوص لقرينة الفرش، قال ابن الجزري:
رأفة (هـ) ـدى
…
خلف (ز) كا حرك وحرك وامددا خلف الحديد زن
(النشر 2/ 330، الغاية ص 217، شرح طيبة النشر 5/ 83، السبعة ص 452).
(2)
فتح الهمزة وإسكانها لغتان في "فعَل وفَعْلة" إذا كان حرف الحلق عينه أو لامه (النشر 2/ 330، الغاية ص 217، شرح طيبة النشر 5/ 83، السبعة ص 452، الكشف من وجوه القراءات 2/ 133، زاد المسير 6/ 7).
(3)
سبق قريبًا.
(4)
اختص الأزرق عن ورش بإبدال الهمزة ياء مفتوحة في {لِئَلَّا} بالبقرة والنساء والحديد (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 78).
الأوجه التي بين الحديد والمجادلة
وبين الحديد والمجادلة من قوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ} [الحديد: 29] إلى قوله تعالى: {سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [المجادلة: 1] ألفا وجه وثلاثمائة وجه، وأربعة وأربعون وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
ببان ذلك:
قالون: مائتا وجه وأربعة وتسعون وجهًا.
ورش: ثلاثمائة وجه وأربعة وستون وجهًا.
ابن كثير: مائة وجه وسبعة وأربعون وجهًا.
الدوري: ثلاثمائة وجه وأربعة وستون وجهًا.
السوسي: مائة وجه واثنان وثمانون وجهًا.
هشام: مائة وجه واثنان وثمانون وجهًا.
ابن ذكوان: مائة وجه واثنان وثمانون وجهًا.
عاصم: مائة وجه وسبعة وأربعون وجهًا.
خلف: سبعة أوجه.
خلاد: أربعة عشر وجهًا.
الكسائي: مائة وجه وسبعة وأربعون وجهًا، مندرجة مع هشام.
أبو جعفر: مائة وجه وسبعة وأربعون وجهًا.
يعقوب: ثلاثمائة وجه وأربعة وستون وجهًا.
خلف: سبعة أوجه مندرجة مع هشام.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سورة المجادلة)
(1)
قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ} [1] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإدغام دال {قَدْ} في السين، والباقون بالإظهار
(2)
.
قوله تعالى: {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ} [2]{وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ} [3] قرأ عاصم بضم الياء التحتية وتخفيف الظاء وبعدها ألف وكسر الهاء
(3)
، وقرأ أبو جعفر، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف: بفتح الياء وتشديد الظاء وألف بعدها وفتح الهاء مخففة
(4)
، وقرأ البافون وهم: - نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب -: بتشديد الظاء وفتح الياء قبلها وتشديد الهاء، ولا ألف بين الظاء والهاء
(5)
.
(1)
هي سورة مدنية. آياتها واحد وعشرون آية بالحجازي، واثنان وعشرون في غيره (شرح طيبة النشر (6/ 44).
(2)
قال: ابن الجزري:
بالجيم والصفير والذال ادغم
…
قد وبضاد الشين والظا تنعجم
حكم شفا لفظا وخلف ظلمك
…
له وورش الظاء والضاد ملك
والضاد والظا الذال فيها وافقا
…
ماض وخلفه بزاي وثقا
(3)
قال ابن الجزري:
وامدد وخف ها يظهروا كنز ثدى
…
وضم واكسر خفف الظا (نـ) ـل معا
وحجة من قرأ بضمّ الياء مخفّفا أنه بناه على: ظاهر يظاهر، فلا تاءَ فيه يوجب إدغامها التشديدُ، فخفّفت الظاء لذلك، وخفّفت الهاء، لأنها مخففة في الأصل في: ظاهر يظاهر.
(4)
قال ابن الجزري:
وامدد وخف تظهروا (كنز)(ثـ) ـدي
وحجة من قرأ بألف أنه بناه على "تفاعل"، فأصله "تظاهروا يتظاهرون"، ثم أُدغمت التاء في الظاء، على ما قدَّمنا، فوقع التشديد في الظاء لذلك، وخُفّفت الهاء، كما كانت مخففة في: تظاهر القوم يتظاهرون، (النشر 2/ 385، الغاية ص 272، المبسوط ص 431، السبعة ص 628، التيسير ص 209، حجة القراءات ص 703).
(5)
وحجة مَن قرأ بغير ألف والتشديد أنه جعل أصله "يَتظهّرون"، على وزن" يتفعّلون" وماضيه "تظهّر" على وزن "تَفعّل"، ثم أدغم التاء في الظاء لقربها منها، وحسُن الإدغام لأنك تنقل الأضعفَ إلى الأقوى، لأن =
قوله تعالى: {إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ} [2] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بياء تحتية سكنة بعد الهمزة، وهم على مراتبهم في المد، وقرأ الباقون بغير ياء بعد الهمزة، وحقق الهمزة قالون وقنبل، ويعقوب: وسهلها ورش، والبزي، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وعن البزي، وأبي عمرو - أيضًا - إبدالها ياء ساكنة، ومن سهلها، يجوز له المد والقصر، ومع وجه إبدالها ياء ساكنة المد لا غير
(1)
.
قوله تعالى: {مَا يَكُونُ} [7] قرأ أبو جعفر بالناء الفوقية
(2)
، والباقون بالياء التحتية.
قوله تعالى: {وَلَا أَكْثَرَ} [7] قرأ يعقوب برفع الراء
(3)
، والباقون بالنصب
(4)
.
قوله تعالى: {أَيْنَ مَا} [7] مقطوعة في المرسوم.
قوله تعالى: {وَيَتَنَاجَوْنَ} [8] قرأ حمزة، ورويس بعد الياء التحتية بنون ساكنة وبعد النون تاء فوقية مفتوحة وضم الجيم؛ وكذا روى رويس في {فَلَا تَتَنَاجَوْا}
(5)
.
= الظاء أقوى عن التاء بكثير، فلمّا أُدغمت التاء في الظاء وقع التشديد في الظاء، والتشديد في الهاء أصل، لأن الهاء عينُ الفعل، والفعل مضاعف العين، فالتشديد ملازم لعين الفعل (النشر 2/ 385، الغاية ص 272، المبسوط ص 431، التيسير ص 209، حجة القراءات ص 703، غيث النفع ص 366).
(1)
قال ابن الجزري:
وحذف يااللائي سما وسهلو
…
غير ظبي به زكا والبدل
ساكتة اليا خلف هاديه حسب
(2)
قال ابن الجزري:
يكون أنث (ثـ) ـق
(3)
قال ابن الجزري:
وأكثر ارفع (ظـ) ـلا
ووجه الرفع: إما على إهمال لا، أو إعمالها عمل ليس، أو عطفًا على محل نجوى لأنه مجرور بمن الزائدة للتأكيد وافقه الحسن وزاد فقرأ بالموحدة بدل المثلثة (شرح طيبة النشر 6/ 44، النشر 2/ 385، المبسوط ص 431، الغاية ص 272، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 535).
(4)
ووجه الفتح: أنه مجرور على لفظ نجوى.
(5)
قرأ رويس وحمزة لفظ {وَيَتَنَاجَوْنَ} بإسكان النون وتقديمها على التاء وضم الجيم بالألف، فيصير النطق {وينتجون} وقرأ رويس وحد لفظ {فَلَا تَتَنَاجَوْا} بتقديم النون كذلك، قال ابن الجزري: =
والباقون بعد الياء التحتية تاء فوقية مفتوحة وبعدها نون مفتوحة بعدها ألف وفح الجيم
(1)
.
قوله تعالى: {وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ} [8] رسم في الحرفين بالتاء المجرورة. وقف عليهما: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب: بالهاء، والباقون بالتاء على الرسم
(2)
.
قوله تعالى: {لِيَحْزُنَ} [10] قرأ نافع بضم الياء وكسر الزاي
(3)
والباقون بفتح الياء وضم الزاي.
قوله تعالى: {فِي الْمَجَالِسِ} [11] قرأ عاصم بفتح الجيم وألف بعدها، على
= وينتجوا كينهوا (غـ) ـدا
…
(فـ) ـز تنتجوا (غـ) ـث
وحجة من قرأ بغير ألف أنه جعله على وزن" يُفْتعون" مشتقًا مِن النَّجوى، وهو السّر، وأصله "ينتجيون" على وزن "يفتعِلون" ثم أُعل على الأصول بأن أُلقيت حركة الباء على الجيم استقالًا لياء مضمومة، قبلها متحرّك، ثم حُذفت الياء لسكونها، وسكون الواو بعدها (شرح طيبة النشر 6/ 45، النشر 2/ 385، المبسوط ص 431، التيسير ص 209، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 314).
(1)
وحجة من قرأ بألف ونون بعد التاء أنه جعله مستقبل "تناجى القوم يتناجون"، وأصله "يتناجيون" على وزن "يفاعلون" مثل "يتضاربون"، فلمّا تحركت الياء، وانفتح ما قبلها، قُلبت ألفًا، ثم حُذفت لسكونها وسكون الواو بعدها، وبقيت فتحةُ الجيم على حالها لتدلّ على الألف المحذوفة، ولولا ذلك لكانت مضمومة، لأن واو الجمع حقُّ ما قبلها أن يكون مضمومًا، لكن بقيت الجيم مفتوحة، يدلّ على الألف المحذوفة، ولو ضُمت لم يبق ما يدل على الألف، وهو أيضًا من النجوى السّر، والنجوى مصدر كالدَّعرى والعَدوى والتَّقوى، ولذلك وقع الجمع، لأنه يدل على القليل والكثير، قال الله جلّ وعزّ:{وَإِذْ هُمْ نَجْوَى} [الإِسراء: 47]، أي: ذوو نجوى، أي: ذوو سرّ، ومثله قوله:{لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ} [النساء: 114]، وقوله:{ما يكون من نجواهم} [النساء: 14]، وقوله:{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ} [المجادلة: 7]، أي: من سرّ ثلاثة، وكلُّه أتى مفرد اللفظ، والمعنى فيه الجمع (شرح طيبة النشر 6/ 45، النشر 2/ 385، المبسوط ص 431، التيسير ص 209، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 314، زاد المسير 8/ 190، وتفسير النسفي 4/ 233).
(2)
سبق قريبًا.
(3)
وهذه قاعدة مطردة أن نافعًا يقرأ لفظ يحزن في كل القرآن بضم الياء وكسر الزاي ما عدا سورة الأنبياء فلا يقرأ في سورة الأنبياء إلا أبو جعفر، قال ابن الجزري:
يحزن في الكل اضمما
…
مع كسر ضم أم الأنبيا ثما
وحجة نافع قول العرب هذا أمر محزن.
(الهادي 2/ 129، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 181).
الجمع
(1)
، والباقون بإسكان الجيم؛ على الأفراد
(2)
.
قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا} [11] قرأ هشام، والكسائي، ورويس: بضم القاف
(3)
، والباقون بالكسر.
وقرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر، وحفص، وشعبة - بخلاف عنه -: بضم الشين.
والباقون بالكسر، ومن قرأ بضم الشين، ابتدأ بضم الهمزة، ومن كسر الشين ابتدأ بكسر الهمزة
(4)
.
قوله تعالى: {أَأَشْفَقْتُمْ} [13] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس، وهشام، بخلاف عنه: بتسهيل الثانية
(5)
.
(1)
قال ابن الجزري:
والمجالس امددا (نـ) ـل
وحجة عاصم في قراءته بالجمع لكثرة مجالس القوم، فهو وإن أُريد به مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم فإن لكل واحد ممن هو في مجلس رسول الله مجلسًا، فجمع لكثرة ذلك.
(2)
وحجة من قرأ بالتوحيد، لأن التفسير أتى أنه يُراد به مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوحّد على المعنى (شرح طيبة النشر 6/ 45، النشر 2/ 385، المبسوط ص 431، التيسير ص 209، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 315، وتفسير ابن كثير 4/ 324، وتفسير النسفي 4/ 234).
(3)
أي بالإشمام وهو عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {وَجَاءَ} {وَحِيلَ} {وَسِيقَ} {وَسَاءَ} (انظر: المبسوط ص 127، والغاية ص 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص 129).
(4)
اختلف عن شعبة في قراءة {انْشُزُوا} ، فروى عنه الجمهور الضم وهو الذي في كثر الكتب، وبه قرأ الداني على أبي الحسن، وهو الذي رواه الجمهور من العراقيين عنه، وروى كثير منهم الكسر وهو الذي في الإرشاد والتجريد، وبه قرأ الداني على الصريفيني على أبي الفتح، وضم الشين، والابتداء بضمّ الألف، لأجل ضمّ الشين، وكسر الشين، والابتداء بكسر الألف، لأجل كسر الشين، قال ابن الجزري:
وانشزوا معا قضم الكسر عم
…
(عـ) ـن صف خلف
وهما لغتان يقال: نشَز ينشُز وينشِز، ومعنى {انْشُزُوا} ، قوموا، وقيل: معناه "انضموا"، وقيل: ارتفعوا. والنَّشَز: المرتفع من الأرض، ومنه نشوز المرأة عن زوجها (شرح طيبة النشر 6/ 46، النشر 2/ 385، المبسوط ص 431، التيسير ص 209، السبعة ص 629، غيث النفع ص 361).
(5)
قال ابن الجزري:
ثانيهما سهل غنى حرم حلا
…
وخلف ذي الفتح لوى أبدل جلا
وحجة من خفف الهمزة الثانية هو استثقال الهمزة المفردة فتكريرها أعظم استثقالًا (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 73) والنشر (1/ 359).
والباقون بالتحقيق
(1)
، وأدخل بينهما ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وهشام وأبو جعفر، والباقون بغير إدخال
(2)
.
وإذا وقف حمزة، فله في الثانية التحقيق والتسهيل وإبدالها ألفًا
(3)
.
قوله تعالى: {غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [14] قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء
(4)
، والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {وَيَحْسَبُونَ} [18] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر: بفتح السين
(5)
.
والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ} [19] قرأ أبو عمرو - في الوصل -: بكسر الهاء والميم، وقرأ حمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف: بضم الهاء والميم.
والباقون بكسر الهاء وضم الميم.
قوله تعالى: {أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ} [21] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء.
(1)
حجة من حقق الهمزتين في كلمة: أنه لما رأى الأولى في تقدير الانفصال من الثانية ورآها داخلة على الثانية قبل أن لم تكن حقق كما يحقق ما هو من كلمتين (انظر الكشف وجوه القراءات 1/ 73).
(2)
الإدخال هو إدخال ألف بين الهمزتين وقرأ به: قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام بخلف عنه، قال ابن الجزري:
والمد قبل الفتح والكسر حجر
…
(بـ) ـن (ثـ) ـق له الخلف وقبل الضم ثر
(3)
ما ذكره المصنف من الإبدال فشاذ ولا يقرأ به.
(4)
قرأ يعقوب وحمزة {عليهُم} و {إليهُم} و {لديهُم} بضم كسر الهاء في الثلاث حال وصله ووقفه، ويفهمان من إطلاقه إذا كانت لجمع مذكر ولم يتلها ساكن علم مما بعد، قال ابن الجزري:
عليهمو إليهمو لديهمو
…
بضم كسر الهاء (ظ) ـبي (فـ) ـهم
(شرح طيبة النشر 2/ 52).
(5)
سبق كثيرًا.
والباقون بالإسكان.
قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ} [22] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - في الوصل -: بكسر الهاء والميم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بضم الهاء والميم.
والباقون بكسر الهاء وضم الميم
(1)
.
* * *
(1)
سبق قريبًا.
الأوجه التي بين المجادلة والحشر
وبين "المجادلة" و"الحشر" من قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ} [المجادلة: 22] إلى قوله تعالى: {الْحَكِيمِ} [الحشر: 1] ألف وجه وثلاثمائة وجه واثنان وتسعون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: مائتا وجه وأربعة وعشرون وجهًا.
ورش: مائة وجه وأربعون وجهًا.
ابن كثير: مائة وجه واثنا عشر وجهًا.
الدوري: مائتا وجه وثمانون وجهًا، منها مائتا وجه وعشرون وجهًا مندرجة مع قالون.
السوسي: مائة وجه وأربعون وجهًا.
ابن عامر: مائة وأربعون وجهًا.
عاصم: مائة وجه واثنا عشر وجهًا.
خلف: سبعة أوجه.
خلاد: أربعة عشر وجهًا، منها سبعة مندرجة مع خلف.
الكسائي: مائة وجه واثنا عشر وجهًا.
أبو جعفر: مائة وجه واثنا عشر وجهًا، مندرجة مع قالون.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
يعقوب: مائتا وجه وأربعة وثمانون وجهًا، منها مائة وجه واثنا عشر وجهًا مندرجة مع ابن كثير.
خلف: سبعة أوجه مندرجة مع ابن عامر.
(سورة الحشر)
(1)
قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ} [1]، قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء
(2)
، والباقون بالضم.
قوله تعالى: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ} بقصر الهمزة بلا خلاف؛ لأنه بمعنى المجيء.
قوله تعالى: {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} [2]{لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [11] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - في الوصل -: بكسر الهاء والميم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بضم الهاء والميم، والباقون بكسر الهاء وضم الميم
(3)
.
وقرأ ابن عامر، والكسائي، وأبو جعفر، ويعقوب: برفع عين {الرعُب}
(4)
، والباقون بالإسكان
(5)
.
قوله تعالى: {يُخْرِبُونَ} [2] قرأ أبو عمرو بنصب الخاء وتشديد الراء
(6)
(1)
هي سورة مدنية. آياتها أربع وعشرون آية بلا خلاف (شرح طيبة النشر 6/ 47).
(2)
(انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).
(3)
سبق كثيرًا.
(4)
قال ابن الجزري:
واعكسا رعب الرعب (ر) م
…
(كـ) ـم (ثـ) ـوى
والحجة لمن ضم أن الأصل عنده الإسكان فأتبع الضم الضم ليكون اللفظ في موضع واحد كما قرأ عيسى بن عمر {تبارك الذي بيده الملُك} بضمتين وكيف كان الأصل فهما لغتان.
(النشر 2/ 216، الحجة في القراءات السيع لابن خالويه 1/ 114، والتيسير ص 90، السبعة ص 217).
(5)
والحجة لمن أسكن أن الأصل الضم فثقل عليه الجمع بين ضمتين متواليتين فأسكن (إتحاف فضلاء البشر 1/ 413، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 114، والتيسير ص 90، السبعة ص 217).
(6)
قال ابن الجزري:
يخربون الثقل (حـ) ـم
وحجة من قرأ بالتشديد وفتح الخاء، على معنى التكثير للخراب من "خرَّب يُخَرّب". (النشر 2/ 386،=
والباقون بإسكان الخاء وتخفيف الراء
(1)
.
قوله تعالى: {بُيُوتَهُمْ} قرأ ورش، وأبو عمرو، وحفص، وأبو جعفر: بضم الباء الموحدة، والباقون بالكسر
(2)
.
قوله تعالى: {عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ} قرأ أبو عمرو - في الوصل -: بكسر الهاء والميم وحمزة، والكسائي، وخلف: بضم الهاء والميم، والباقون بكسر الهاء وضم الميم
(3)
.
قوله تعالى: {كَيْ لَا} [7] كي هنا مفصولة من {لَا} .
قوله تعالى: {يَكُونَ دُولَةً} [7] قرأ أبو جعفر، وهشام - بخلاف عنه -: بالتاء الفوقية في {تكونَ} ورفع {دولةٌ}
(4)
.
والباقون بالياء التحتية، {دُولَةً} بالنصب
(5)
.
قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} [7] بالمد بلا خلاف؛ لأنه بمعنى: الإعطاء.
قوله تعالى: {وَرِضْوَانًا} [8] قرأ شعبة برفع الراء
(6)
، والباقون بالكسر.
= شرح طيبة النشر 6/ 47، المبسوط ص 433، الغاية ص 273، السبعة ص 632، التيسير ص 209).
(1)
ووجه قراءة من قرأ بالتخفيف وإسكان الخاء: أنه من "أخرب يُخرِب"، يقال: خرَّبته وأخربته، لغتان بمعنى "الهدم"، وقال أبو عمرو "أخربت الموضع" تركة خَرابًا، وخرّبته وهدمته. (النشر 2/ 386، شرح طيبة النشر 6/ 47، المبسوط ص 433، الغاية ص 273، السبعة ص 632، التيسير ص 209).
(2)
وهي قراءة يعقوب أيضًا وقد تركها المصنف في كل المواضع في القرآن الكريم، قال ابن الجزري:
بيوت كيف جا بكسر الضم (كـ) ـم
…
(د) ن (صحبة)(تـ) ـلا
(3)
سبق قريبًا.
(4)
قال ابن الجزري:
تكون أنث دولة (ثـ) ـق (لـ) ـي
ووجه القراءة بالتاء، ورفع "دولة"، جعل "كان" بمعنى "وقع وحدث" تامة، لا تحتاج إلى خبر، فرفع "الدولة" بها، وأتى بالتاء لتأنيث لفظ "الدولة"، وعنه أنه قرأ بالياء ورفع "الدولة"، وذكّر الفعل، لأن تأنيث "الدولة" غير حقيقي، وبالوجهين يُقرأ لِهشام.
(5)
ووجه من قرأ بالياء ونصب "الدولة": أنهم جعلوا "كان" ناقصة، تحتاج إلى اسم وخبر فأضمَروا فيها اسمها، ونصبوا "دولة" على خبرها، وأتوا بالياء لتذكير اسم "كان" المضمَر فها، والتقدير: كي لا يكون الفيءُ دُولَة، و"لا" في "كيلا" غير زائدة في القراءتين.
(6)
قال ابن الجزري: =
قوله تعالى: {مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} [9] قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء، والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا} [10] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم
(1)
، والباقون بالفتح.
وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة مع المد والقصر، وعنه - أيضًا - إبدالها واوًا مع المد والقصر
(2)
.
قوله تعالى: {إِنَّكَ رَءُوفٌ} [10] قرأ أبو عمرو، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب: بقصر الهمزة
(3)
، والباقون بالمد، وورش على أصله بالمد والتوسط والقصر
(4)
، وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة؛ وكذا روي عن أبي جعفر - بخلاف عنه - في الوصل والوقف.
قوله تعالى: {أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ} [14] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: بكسر الجيم، ونصب الدال، وبعد الدال ألف
(5)
، والباقون برفع الجيم والدال
(6)
.
= رضوان ضم الكسر (صـ)
…
ـف وذو السبل خلف
(شرح طيبة النشر 4/ 149، النشر 2/ 238، المبسوط ص 161، 162، السبعة ص 202).
(1)
اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} و {خَابَ} في طه: [16]، فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.
(2)
ما ذكره المصنف من الإبدال وقفًا في {جَاءُوا} لحمزة وهشام غير مقروء به وليس لهما إلا التسهيل فقط مع المد والقصر، قال ابن الجزري:
إلا موسطا أتى بعد ألف سهل
(ينظر شرح طيبة النشر 2/ 391 - 392).
(3)
فيصير النطق (لَرَؤُفٌ) وهذه قاعدة مطردة في جميع القرآن، قال ابن الجزري:
و (صحبة)(حـ) ـما رؤف فاقصر جميعًا
(4)
هي رواية ورش من طريق الأزرق.
(5)
قال ابن الجزري:
وجدر جدار (حبر)
ووجه من قرأ بذلك: بالتوحيد، بألف، ويميله أبو عمرو على أصله المدكور، فالتوحيد على معنى أنّ كل فرقة منهم وراء جِدار، لأنهم كلهم وراء جدار واحد، ويجوز أن يكون أتى بالواحد، والمراد الجَمْع، لأن المعنى يدل على الجمع، إذ لا يكون كلُّهم وراء جدار واحد، وقد قبل: إن الجدار في هذه القراءة يُراد به السّور، والسُّور واحد يعمُّ جميعهم ويسترُهم، فتصحّ القراءة على هذا بالتوحيد.
(6)
وحجة من قرأ بالجمع: أنه على معنى أنّ كل فرقة منهم وراء جدار، فهي جدُر كثيرة يَستترون بها في =
قوله تعالى: {تَحْسَبُهُمْ} [14] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر: بفتح السين
(1)
.
والباقون بالكسر
(2)
.
قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ} [16] قرأ أبو جعفر - بخلاف عنه -: بإبدال الهمزة ياء مشددة
(3)
، والباقون بالهمزة، وإذا وقف حمزة، أبدل الهمزة ياء ساكنة، وعنه - أيضًا - الروم والإشمام مع الإدغام
(4)
.
قوله تعالى: {إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ} [16] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بفتح الياء في الوصل، والباقون بالإسكان.
= القتال، فجمع على هذا المعنى، لكثرة الجدران التي يستترون خلفها (النشر 2/ 386، المبسوط ص 433، الغاية ص 273، التيسير ص 209، السبعة ص 632، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 316، زاد المسير 8/ 218، تفسير النسفي 4/ 243).
(1)
يقرأ المذكورون لفظ {يَحْسَبُ} بفتح السين إذا كان مضارعًا خاليًا من الزوائد البنائية خبرًا كان أو استفهامًا، تجرد عن الضمير أو اتصل به، مرفوع أو منصوب، وذلك نحو:{يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ} و {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ} {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ} فخرج بالمضارع الماضي، وبالخالي من الزوائد ذو الزوائد نحو {يَحْتَسِبُونَ} وقيدت بالبنائية؛ أي التي ينتقل الوزن بها إلى وزن آخر لئلا يخرج ذو همزة الاستفهام، قال ابن الجزري:
ويحسب مستقبلًا بفتح سين (كـ) ـتبوا
…
(فـ) ـي (نـ) ص (ثـ) بت
ووجه الفتح القياس وهي لغة تميم.
(شرح طيبة النشر 4/ 132، النشر 2/ 236، المبسوط ص 154، زاد المسير 1/ 328).
(2)
حسِب، وحسَب لغتان حسب يحسب وحسب يحسب وقال قوم: يحسب بكسر السين من حسب، وقالوا: وقد جاءت كلمات على فعل يفعل مثل حسب يحسب ونعم ينعم ويئس ييئس (حجة القراءات ص 148، وشرح طيبة النشر 4/ 133).
(3)
قال ابن الجزري:
هيئة أدغم مع يرى مرى هنى
(4)
لأن الياء هنا زائدة فله إبدالها ياء ساكنة وله الروم والإشمام مع الإدغام، قال ابن الجزري:
والواو والياء إن يزاد أدغما
…
والبعض في الأصلي أيضا أدغما
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 91).
قوله تعالى: {الْبَارِئُ} [24] قرأ أبو جعفر: بإبدال الهمزة ياء مضمومة
(1)
. وإذا وقف حمزة، أبدل الهمزة ياءً ساكنة، وعنه - أيضًا - الروم والإشمام.
قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ} [24] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء
(2)
، والباقون بالضم.
* * *
(1)
فيصير النطق" البارِيُ". وكذا هشام بخلف عنه، وقد أمال الدوري عن الكسائي (البارئ) بخلف عنه. قال ابن الجزري:
وخلف الباري
(ينظر طيبة النشر: 29).
(2)
(انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).
الأوجه التي بين الحشر والممتحنة
وبين الحشر والممتحنة من قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ} [الحشر: 24] إلى قوله تعالى: {أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة:1] ألف وجه وثمانية وأربعون وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون مائة وجه وأربعون وجهًا.
ورش: مائتا وجه وأربعة وستون وجهًا.
ابن كثير: ستة وثلاثون وجهًا.
الدوري: ثمانية وثمانون وجهًا.
السوسي: أربعة وأربعون وجهًا.
هشام: مائة وجه واثنان وثلاثون وجهًا.
ابن ذكوان: أربعة وأربعون وجهًا.
عاصم: ستة وثلاثون وجهًا.
خلف: تسعة أوجه.
خلاد: اثنا عشر وجهًا، منها ستة مندرجة مع خلف.
أبو الحارث: ستة وثلاثون وجهًا.
الدوري -عن الكسائي-: ستة وثلاثون وجهًا.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
أبو جعفر: ستة وثلاثون وجهًا.
يعقوب: مائة وجه وستة وسبعون وجهًا.
خلف: وجه واحد مندرج مع الكسائي.
* * *
(سورة الممتحنة)
(1)
قوله تعالى: {تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ} [1] قرأ حمزة، ويعقوب بضم الهاء، والباقون بالكسر
(2)
.
قوله تعالى: {بِمَا جَاءَكُمْ} [1] قرأ حمزة، وابن ذكوان وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم
(3)
، والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة مع المد والقصر، وعنه - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر
(4)
.
قوله تعالى: {مَرْضَاتِي} [1] قرأ الكسائي، بالإمالة
(5)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {إِلَيْهِمْ} [1] ذكر قبيل.
قوله تعالى: {وَأَنَا أَعْلَمُ} [1] قرأ نافع، وأبو جعفر: بمد الألف بعد النون في الوصل
(6)
، وهم على أصولهم في المد والقصر، والباقون بالقصر. واتفقوا في الوقف على الألف تبعًا للمرسوم
(7)
.
(1)
هي سورة مدنية. آياتها ثلاث عشرة آية باتفاق (المبسوط ص 434).
(2)
سبق قريبًا.
(3)
ولهشام بخلف عنه.
(4)
ما ذكره المصنف من الإبدال ألف مع المد والقصر لحمزة وهشام عند الوقف على {جَاءَكُمْ} خطأ فليس لهشام إلا التحقيق وليس لحمزة سوى التسهيل مع المد والقصر لأنه متوسط. قال ابن الجزري:
إلا موسطًا أتى بعد ألف سهل
وقال أيضًا:
ومثله خلف هشام في الطرف
(5)
سبق قريبًا.
(6)
قال ابن الجزري:
........ امددًا
…
أنا بضم الهمز أو فتح (مدا)
(شرح طيبة النشر 4/ 117).
(7)
ووجه الاتفاق على الألف وقفًا: زيادتها محافظة على حركة النون مراعاة للأصالة، ولهذا لم تدغم، أو لأنه الأصل من خلف هاء السكت، قصد النص على لغته (شرح طيبة النشر 4/ 117، المبسوط ص 150).
قوله تعالى: {فَقَدْ ضَلَّ} [1] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف، وابن عامر، وورش: بإدغام دال {وَقَدْ} في الضاد، والباقون بالإظهار
(1)
.
قوله تعالى: {يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ} [3] قرأ عاصم، ويعقوب: بفتح الباء، وكسر الصاد مخففة بعد إسكان الفاء
(2)
، وحمزة، والكسائي، وخلف: بضم الياء وفتح الفاء وكسر الصاد مثقلة، وابن عامر بخلاف عن هشام: بضم الياء وفتح الفاء والصاد مشددة أيضًا
(3)
، والباقون بضم الياء وإسكان الفاء وفتح الصاد مخففة
(4)
.
قوله تعالى: {أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [4] في الموضعين، قرأ عاصم بضم الهمزة، والباقون بالكسر
(5)
.
(1)
قال ابن الجزري:
بالجيم والصفير والدال ادغم
…
قد وبضاد الشين والظا تنعجم
حكم (شفا)(لـ) فظا وخلف ظلمك
…
له وورش الظاء والضاد ملك
والضاد والظا الذال فيها وافقا
…
(مـ) ـاض
(2)
قال ابن الجزري:
وفتح ضم يفصل (ظـ) ـل (ظـ) ـبي وثقل الصاد (لـ) ـم
خلف (شقا)(مـ) ـنه افتحوا (عم)(حـ) ـلا دم
وحجة من ضمّ الياء، وكسر الصاد أو فتح الياء، وكسر الصاد، أنه أضاف الفعل إلى الله جلّ ذكره، لتقدّم لفظ الإخبار منه تعالى عن نفسه في قوله:{وَأَنَا أَعْلَمُ} [1]، والتشديد فيه معنى التكثير، والتخفيف يحتمل التكثير والتقليل.
(3)
وحجة من ضمّ الياء وفتح الصاد وشدّد أو خفّف أنه بنى الفعل لِما لم يسمّ فاعله، والظرف عند الأخفش يقوم مقام الفاعل، لكنه تُرك على الفتح، لوقوعه مفتوحًا في أكثر المواضع، ومثلُه عنده قوله:{وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ} [الجن: 11]"دون" في موضع رفع على الابتداء، ولكنه تُرك مفتوحًا لكثرة وقوعه كذلك، وقيل: المصدر مضمر، يقوم مقام الفاعل، أي: يفصل الفصل بينكم. ويجوز أن يكون فيه مضمر يقوم مقام الفاعل، تقديره: ويوم القيامة يفصل فيه بينكم، وفيه بُعد للحذف.
(النشر 2/ 386، شرح طيبة النشر 50/ 6، الغاية ص 274، المبسوط ص 434 التيسير ص 210، إعراب القرآن 3/ 413، زاد المسير 8/ 233، وتفسير النسفي 4/ 247).
(4)
وهو كالمشدد من ناحية التوجيه إلا من احتماله التكثير وعدمه.
(5)
قال ابن الجزري:
............ وضم
…
كسرا لدى أسوة في الكل (نـ) ـم
قرأ عاصم لفظ {أُسْوَةٌ} في الأحزاب، والممتحنة بضم الهمزة، وهي لغة قيس وتميم، والأسوة بضم =
قوله تعالى: {فِي إِبْرَاهِيمَ} [4] قرأ هشام بفتح الهاء وألف بعدها، والباقون بكسر الهاء والياء التحتية بعدها
(1)
.
قوله تعالى: {وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا} [4] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الأولى وإبدال الثانية واوًا
(2)
. والباقون بتحقيقها
(3)
، وإذا وقف حمزة، وهشام على الأولى، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسط والقصر، وعنهما - أيضًا - تسهيلها كالواو مع المد والقصر والروم فيهما.
قوله تعالى: {أَنْ تَوَلَّوْهُمْ} [9] قرأ البزي بتشديد التاء الأولى في الوصل
(4)
والباقون بالتخفيف.
= الهمزة، وكسرها لغتان (شرح طيبة النشر 5/ 145، النشر 2/ 348، السبعة ص 520، التيسير ص 178، غيث النفع ص 324).
(1)
سبق بيان ما فيه.
(2)
احتج من أبدل الهمزة الثانية بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي سكنة نحو "كاس" فتقلب الهمزة ألفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فأن تخفف ومعها مثلها أولى (انظر إتحاف فضلاء البشر ص 129، وشرح طيبة النشر للنويري 2/ 341).
(3)
انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص 91، وشرح طيبة للنشر للنوري 4/ 9، والمبسوط في القراءات العشر ص 126).
(4)
قال ابن الجزري:
في الوصل تا تيمموا
…
اشدد تلقف تَلَةً لا تنازعوا تعارفوا
تفرقوا تعاونوا تنابزوا
…
وهل تربصون مع تميزوا
تبرج إذ تلقوا التجسسا
…
وفتفرَّق توفَّى في النسا
تنزَّل الأربع أن تبدلا
…
تخيرون مع تولوا بعد لا
مع هود والنور ولامتحان لا
…
تكلَّم البزي تلظى (هـ) ـب (ء) ـلا
نناصروا (ثـ) ـق (مـ) ـد وفي الكل اختلف
…
له وبعد كنتم ظلتم وصف
{فَأَمْسِكُوهُنَّ} [البقرة: 231]، يدلّ كله على قوة التخفيف، وقوله:{وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ} [الأعراف: 170]، في قراءة الجماعة غير أبي بكر يدلّ على قوة التشديد، فالقراءتان متعادلتان، قال ابن الجزري:
تمسكوا الثقل (حما)
(شرح طيبة النشر 6/ 51، النشر 2/ 387، المبسوط ص 434، الغاية ص 274، السبعة ص 634، التيسير ص 210).
قوله تعالى: {وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ} [2]، قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء، والباقون بالكسر
(1)
.
قوله تعالى: {فَامْتَحِنُوهُنَّ} {بِإِيمَانِهِنَّ} {فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ} {لَا هُنَّ} {أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} {أُجُورَهُنَّ} (10).
إذا وقف يعقوب عليهن، شدد النون، وألحقها بهاء السكت - بخلاف عنه -
(2)
والباقون بالسكون مع التشديد.
قوله تعالى: {وَلَا تُمْسِكُوا} (10) قرأ ابن كثير، والكسائي، وخلف: بفتح السين ولا همزة بعدها، والباقون بإسكان السين وبعدها همزة مفتوحة
(3)
.
قوله تعالى: {وَاسْأَلُوا} قرأ ابن كثير، والكسائي، وخلف: بفتح السين ولا همزة بعدها، والباقون بإسكان السين وبعدها همزة مفتوحة.
(1)
هكذا في المخطوط وكان الأحق بها أن تأتي في موضعها في بداية السورة.
(2)
إذا وقف على جمع المذكر السالم أو ما ألحق به نحو {الْعَالَمِينَ {الْمُفْلِحُونَ} ونحوهما فإن القراء يقفون عليه بالسكون؛ لأنه أصل الوقف كما قال ابن الجزري: (والأصل في الوقف السكون) وهو على هذا عبارة عن تفريغ الحرف من الحركات الثلاث وذلك لغة أكثر العرب وهو اختيار جماعة أما يعقوب فإنه يقف عليه بهاء السكت فيصير النطق "العَالَميُنَهُ""ولا الضَّالينَهْ" وقد رواه عن يعقوب، ابن سوار، وروى أيضًا عن ابن مهران عن رويس ومقتضى تمثيل ابن سوار إطلاقه في الأسماء والأفعال؛ فإنه مثل بقولها {يُنْفِقُونَ} وروى ابن مهران عن هبة الله التمار تقييده بما يلتبس بهاء الكتابة ومثله بقوله {وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} {وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} قال: ومذهب ابن مقسم أن هاء السكت لا تثبت في الأفعال. (هكذا ذكر النويري في شرح طيبة النشر 3/ 234) والعلة في ذلك: إما لبيان حركة الموقوف عليه، أو طلبًا للراحة حال الوقف (انظر شرح النويري على طيبة النشر (2/ 204، 2/ 234، 1/ 44). وما ذكره من إلحاق هاء السكت بالأفعال فضعيف وغير مقروء به وقد ذكره في النشر فأشار إلى ضعفه.
(3)
فتح الميم مشدًا، وإسكان الميم مخففًا، بمعنى واحد، وفي التشديد معنى التكثير، والتخفيف يحتمل القليل والكثير وقوله:{فَإِمْسَاكٌ} [البقرة: 229]، وقوله:{وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ} [البقرة: 231]، وقوله:{فَأَمْسِكُوهُنَّ} [البقرة: 231]، يدلّ كله على قوة التخفيف، وقوله:{وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ} [الأعراف: 170] في قراءة الجماعة غير أبي بكر يدل على قوة التشديد، فالقراءتان متعادلتان، قال ابن الجزري:
تمسكوا الثقل (حما)
(شرح طيبة النشر 6/ 51، النشر 2/ 387، المبسوط ص 434، الغاية ص 274، السبعة ص 634، التيسير ص 210).
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا} [12] قرأ نافع بهمزة مضمومة بعدها همزة مكسورة
(1)
، فإذا وصل بينهما، سهل الثانية كالياء، وعنه - أيضًا - إبدالها واوًا مكسورة، وإذا وقف على الأولى، وقف بهمزة ساكنة، وابتدأ بالثانية بهمزة مكسورة، والباقون بياء مضمومة مشددة، في الوصل، وفي الوقف بياء ساكنة مشددة وابتدءوا بهمزة مكسورة.
قوله تعالى: {عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ} [12]{أَنْ لَا} هنا مقطوعة.
قوله تعالى: {عَلَيْهِمْ} [13] قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء
(2)
، والباقون بالكسر.
* * *
(1)
وقد احتج من همز بأنه أتى به على الأصل؛ لأنه من النبأ الذي هو الخبر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مخبِرٌ عن الله، فهي تبنى على فعيل بمعنى فاعل؛ أي منبئ عن الله، أي مخبر عنه بالوحي (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص 73، والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص 98) و"النبيء" هنا بمعنى المخبر.
(2)
قرأ يعقوب وحمزة {عليهُم} و {إليهُم} و {لديهُم} بضم كسر الهاء في الثلاث حال وصله ووقفه، ويفهمان من إطلاقه إذا كانت لجمع مذكر ولم يتلها ساكن علم مما بعد، قال ابن الجزري:
عليهمو إليهمو لديهمو
…
بضم كسر الهاء (ظ) ـبي (و) ـهم
(شرح طيبة النشر 2/ 52).
الأوجه التي بين الممتحنة والصف
وبين الممتحنة والصف من قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا} [الممتحنة: 13] إلى قوله تعالى: {الْحَكِيمُ} [الصف: 1] ألفًا وجه وثلاثمائة وجه وتسعة وخمسون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: خمسمائة وجه وثمانية وثمانون وجهًا.
ورش: خمسمائة وجه وثمانية وأربعون وجهًا.
ابن كثير: مائة وجه وسبعة وأربعون وجهًا.
أبو عمرو: ثلاثمائة وجه وأربعة وستون وجهًا، منها مائتا وجه وأربعة وتسعون وجهًا. مندرجة مع قالون.
ابن عامر: مائة وجه واثنان وثمانون وجهًا.
عاصم: مائة وجه وسبعة وأربعون وجهًا.
خلف: أربعة عشر وجهًا.
خلاد: أربعة عشر وجهًا منها سبعة مندرجة مع خلف.
الكسائي: مائة وجه وسبعة وأربعون وجهًا.
أبو جعفر: مائة وجه وسبعة وأربعون وجهًا.
يعقوب: ثلاثمائة وجه وأربعة وستون وجهًا.
خلف: سبعة أوجه مندرجة مع ابن عامر.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سورة الصف)
(1)
قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ} [1] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء
(2)
، والباقون بالضم.
قوله تعالى: {لِمَ تَقُولُونَ} [2] إذا وقف يعقوب والبزي على {لِمَ} ، ألحقاها بهاء السكت، بخلاف عن البزي
(3)
.
قوله تعالى: {وَقَدْ تَعْلَمُونَ} [5] اتفقوا على إدغام دال {وَقَدْ} في التاء.
قوله تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا} [5] قرأ حمزة بإمالة الألف بعد الزاى
(4)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ} [6] قرأ أبو جعفر بتسهيل الهمزة بعد الراء مع المد
(1)
هي سورة مدنية. آياتها أربع عشرة آية بلا خلاف (شرح طيبة النشر 6/ 52).
(2)
قرأها هؤلاء بسكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن [{وَهُوَ} ، {فَهُوَ} ، {وَهِيَ} ، {فَهِىَ} ، {لَهِىَ} ، وزاد الكسائي {ثُمَّ هُوَ} (انظر المبسوط ص 128) وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء نقل فلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وَهُوَ} وكسرتان وضمة في {وَهِيَ} فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).
(3)
يقف البزي ويعقوب على خمس كلمات هي {فِيمَا} {لِمَ} {عَمَّ} {بِمَّ} {مِمَّ} يقفان عليها بهاء السكت بخلف عنهما، قال ابن الجزري:
فيمه لمه عمه بمه
ممه خلاف هب ظبى
(الهادي 1/ 372).
(4)
قال ابن الجزرى في باب الفتح والإمالة:
والثلاثي (فـ) ضلا
…
في خاف طاب ضاق حاق زاغ لا
زاغت وزاد خاب (كـ) ـم خلف (فـ) ـنا .. ز وشاء جا (لـ) ـي خلفه (فتى)(مـ) ـنا
(النشر 2/ 59، التيسير ص 50، التبصرة ص 373، الغاية ص 95).
والقصر
(1)
، والباقون بالهمز، وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة، مع المد والقصر، وعنه - أيضًا - إبدالها ياء مع المد والقصر
(2)
.
قوله تعالى: {مِنَ التَّوْرَاةِ} [6] قرأ أبو عمرو، وابن ذكوان، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة
(3)
، وأمالها ورش
(4)
، وحمزة، وقالون - بخلاف عنه -: بين بين
(5)
والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [6] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وشعبة،
(1)
قال ابن الجزري:
سهل اطمأن
…
إلى قوله: واسرائيل ثبت
وقال في باب وقف حمزة:
إلا موسطا أتى بعد ألف سهل
واعلم أن كل حرف مد واقع قبل همز مغير يجوز فيه المد والقصر؛ فالمد لعدم الاعتداد بالعارض وهو التسهيل، والقصر اعتدادًا بالعارض، قال ابن الجزري:
والمد أولى أن تغير السبب
…
وبقي الأثر أو فاقصر أحب
(انظر إتحاف فضلاء البشر ص 134).
(2)
ما ذكره المصنف من إبدال الهمزة {إِسْرَائِيلَ} ياء عند الوقف لحمزة غير مقروء به فليس له سوى التسهيل فقط مع المد والقصر، والله أعلم.
(3)
أمال هولاء المشار إليهم لفظ {التَّوْرَاةِ} حيث وقع، قال ابن الجزري:
توراة (مـ) ـن (شفا)(حـ) ـكيمًا ميلا
(النشر 2/ 60، 61، شرح طيبة النشر 3/ 135، إتحاف فضلاء البشر ص 170).
(4)
لم يمل أحد للأصبهاني عن ورش حرفًا من الحروف إلا التوراة؛ فإنه أمالها محضة، وقال ابن الجزري:
وغيرها للأصبهاني لم يمل
(النشر 2/ 61، 62، شرح طيبة النشر 3/ 136).
(5)
أما الإمالة المحضة فقد رويت عنه في المستنير والجامع لابن فارس والمبهج والكامل والتجريد، وبه قرأ الداني عن شيخه أي الفتح، أما الإمالة بين اللفظين فهي التي في الذكرة والتيسير والعنوان والشاطبية وبها قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون وعلى أبي الفتح أيضًا. أما الإمالة بين اللفظين فقد نقلها عنه صاحب الكامل والتبصرة والذكرة والتلخيصين وبها قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون وقرأ بها أيضًا على شيخه أبي الفتح عن قراءته على السامري من طريق الحلواني وهو ظاهر التيسير؛ أما قراءة الفتح فقد نقلها عنه صاحب الإرشاد والغاية والمستنير والجامع والتجريد، وبها قرأ الداني على أبي الفتح أيضًا من طريق أي نشيط وهي الطريق التي في التيسير وقد ذكر الوجهين جميعًا الشاطبي (النشر 2/ 61).
وأبو جعفر، ويعقوب - في الوصل -: بفتح الياء
(1)
، والباقون بإسكانها.
قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ} [6] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم
(2)
، والباقون بالفتح.
وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة مع المد والقصر، وعنه - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر
(3)
.
قوله تعالى: {هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} [8] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بفتح السين وبعدها ألف وكسر الحاء
(4)
، والباقون بكسر السين وإسكان الحاء
(5)
.
(1)
همزة الوصل العارية عن اللام ووقعت في سبعة مواضع إلا عند ابن عامر ومن معه فستة؛ لقطعه همزة {أخيَ (30) اشدد} وهي {إنيَ اصْطفيتك} {أخيَ (30) اشدد} {لنفسي (41) اذهب} {ذكريَ (42) اذهبا} {يا ليتنيَ اتخذت} {قوميَ اتخذوا} {من بعديَ اسمه أحمد} فقرأهن أبو عمرو بالفتح في السبعة، وقرأ ابن كثير كذلك في {إنيَ اصطفيتك} و {أخيَ (30) اشدد} ، وقرأ نافع وابن كثير وكذا أبو جعفر {لنفسيَ (41) اذهب} و {ذكريَ (42) اذهبا} بالفتح أيضًا، وقرأ نافع والبزي وكذا أبو جعفر وروح {إن قومي اتخذوا} بالفتح، وقرأ نافع وابن كثير وأبو بكر وكذا أبو جعفر ويعقوب {بعديَ اسمه} بالفتح، ولم يأت في هذا النوع ياء أجمع على فتحها أو إسكانها، قال ابن الجزري:
وعند همز الوصل سبع ليتني
…
فافتح (حـ) ـلا
إلى قوله:
وبعدي صف كما
(شرح طيبة النشر 3/ 282، إتحاف فضلاء النشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 149).
(2)
سبق بيان الخلاف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} و {خَابَ} .
(3)
قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحو {شُرَكَاءَهُمْ} {وَجَاءُوا} . فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة منه ومكسورها مما رسم فيه سورة الهمزة واوًا وياءً الإبدال بهما محضين مع المد والقصر وهو شاذ لا أصل له في العربية (شرح طيبة النشر 2/ 391، 392).
(4)
قال ابن الجزري:
وسحر ساحر شف كالصف
وحجتهم إجماع الجميع على قوله {فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} ، واحتجوا أيضًا بأن الإشارة للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو في الأخيرين نبينا صلى الله عليه وسلم وفي الأولين عيسى عليه السلام؛ أي قالوا ما هو إلا ساحر ظاهر السحر (شرح طيبة النشر 4/ 238).
(5)
والحجة لمن حذفها أنه أراد المصدر، وإن بمعنى ما وهذا إثارة إلى ما جاء به عيسى عليه السلام ويجوز =
قوله تعالى: {لِيُطْفِئُوا} [8] قرأ أبو جعفر بضم الفاء وحذف الهمزة بعدها، والباقون بكسر الفاء وبعدها همزة مضمومة بعدها واو
(1)
.
قوله تعالى: {مُتِمُّ نُورِهِ} [8] قرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وحفص، وخلف: بغير تنوين على الميم وكسر الراء والهاء
(2)
، والباقون بتنوين الميم ونصب الراء ورفع الهاء
(3)
.
قوله تعالى: {تُنْجِيكُمْ} [10] قرأ ابن عامر بفتح النون وتشديد الجيم، والباقون بإسكان النون وتخفيف الجيم
(4)
.
قوله تعالى: {أَنْصَارَ اللَّهِ} [14] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بتنوين الراء منصوبة وكسر اللام من الاسم الجليل، وإذا وقفوا، يقفون على الألف
= أن يكون هذا إشارة إلى النبي عليه السلام على تقدير حذف مضاف تقديره إن هذا إلا ذو سحر (مشكل إعراب القرآن - القيسي 1/ 244، التيسير ص 100).
(1)
سبق الكلام عن الهمز المتحرك بعد متحرك قبل صفحات قليلة، قال ابن الجزري:
وبعد كسرة وضم أبدلا
…
أن فتحت ياء وواوا مسجلا
وغير هذا بين بين ونقل
…
ياء كيطفئوا وواوا كسئل
(شرح طيبة النشر 2/ 352، 353).
(2)
قال ابن الجزري:
متم لا تنون اخفض نوره (صحب)(د) رى
ووجه من قرأ بغير تنوين على إضافة اسم الفاعل للتخفيف فلا يعرف لأنها من إضافة الصفة إلى معمولها (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 541).
(3)
وحجة من قرأ بالتنوين والنصب: أنه على إعمال اسم الفاعل (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 541، النشر 2/ 387، شرح طيبة النشر 6/ 52، التيسير ص 210، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 320).
(4)
قال ابن الجزري:
وننجي الخف كيف وقعا
إلى قوله:
(ظـ) ـل وثقل صف (كـ) ـم
(شرح طيبة النشر 4/ 256، النشر 2/ 258، المبسوط ص 195، إتحاف فضلاء البشر ص 265، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 255).
ويبتدئون بلام الجر
(1)
، والباقون بغير تنوين على الراء وهمزة الوصل في الاسم الجليل، وإذا وقفوا، وقفوا على راء ساكنة، وابتدأوا بالهمزة بالاسم الجليل
(2)
.
قوله تعالى: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} [14] قرأ نافع، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء، والباقون بالإسكان
(3)
.
قوله تعالى: {إِسْرَائِيلَ} [14] ذكر في أول السورة.
* * *
(1)
قال ابن الجزري:
أنصار نون لام لله زد
…
(حرم)(حـ) ـلا
وحجة من أضاف أنه على معنى: دوموا على ذلك، فهم أنصار الله، قبل قوله لهم:{كُونُوا أَنْصَارَ} وإنما حثَّهم على الثبات والدوام على النصرة لدين الله، ودليل ذلك أن في حرف عبد الله:"أنتم أنصار" على أنهم على ذلك كانوا قبل أمره لهم، فإنما أمرهم بالثبات على ما هم عليه، وهو مثل قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا} [النساء: 136] أي: دوموا على الإيمان، ومثله قوله:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ} [الفاتحة: 6]، أي: ثبتنا على الدّوام على الهداية. وقد كانوا مهتدين، فسألوا الثبات على ما هم عليه.
(2)
وحجة من نوّنه أنه حمله على معنى أنه أمرهم أن يدخلوا في أمرٍ لم يكونوا عليه، فالمعنى: فافعلوا النصر لِدين الله فيما تستقبلون. ويجوز أن تكون القراءتان بمعنى، كما تقول: كن ناصرًا لدين الله، وكن ناصرَ زيد، وكن ضاربًا لزيد، وكن ضاربَ زَيد (الغاية ص 274، شرح طيبة النشر 6/ 52، النشر 2/ 387، المبسوط ص 435، حجة القراءات ص 708، السبعة ص 635، إعراب القرآن 3/ 424).
(3)
سبق قريبًا وما بين حاصرتين زيادة ليست من الأصول.
الأوجه التي بين الصف والجمعة
وبين "الصف" و"الجمعة" من قوله تعالى: {فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ} [الصف: 14] إلى قوله تعالى: {وَمَا فِي الْأَرْضِ} [الجمعة: 1] أربعمائة وجه وتسعة أوجه غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: مائة وجه وثمانية وعشرون وجهًا.
ورش: مائة وعشرون وجهًا.
ابن كثير: اثنان وثلاثون وجهًا مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: ثمانون وجهًا منها أربعة وستون وجهًا مندرجة مع قالون.
ابن عامر: أربعون وجهًا.
عاصم: اثنان وثلاثون وجهًا.
خلف: أربعة أوجه.
خلاد: ثمانية أوجه، منها أربعة مندرجة مع خلف.
الكسائي: اثنان وثلاثون وجهًا مندرجة مع ابن عامر.
أبو جعفر: أربعة وستون وجهًا.
يعقوب: ثلاثة وثمانون، منها أربعة وستون مندرجة مع قالون، وستة عشر مندرجة مع أبي عمرو.
خلف: وجهان مندرجان مع ابن عامر.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سورة الجمعة)
(1)
قوله تعالى: {يَتْلُو عَلَيْهِمْ} [2] قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء
(2)
، والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {وَيُزَكِّيهِمْ} [2] قرأ يعقوب بضم الهاء
(3)
، والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ} [3] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء
(4)
، والباقون بالضم.
قوله تعالى: {حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ} [5] قرأ أبو عمرو، وابن ذكوان، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة، وقرأ ورش، وحمزة، وقالون -بخلاف عنهم-: بالإمالة بين بين، والباقون بالفتح
(5)
.
قوله تعالى: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ} [5] قرأ أبو عمرو، والدوري -عن الكسائي- وابن
(1)
هي سورة مدنية. آياتها إحدى عشرة آية بلا خلاف (المبسوط ص 436).
(2)
قرأ يعقوب وحمزة {عليهُم} و {إليهُم} و {لديهُم} بضم كسر الهاء في الثلاث حال وصله ووقفه، ويفهمان من إطلاق إذا كانت لجمع مذكر ولم يتلها ساكن علم مما بعد، قال ابن الجزري:
عليهمو إليهمو لديهمو
…
بضم كسر الهاء (ظ) ـبي (فـ) ـهم
(شرح طيبة النشر 2/ 52).
(3)
قال ابن الجزري:
وبعد ياء سكنت لا مفردا (ظـ) ـاهر
(4)
وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وَهُوَ} وكسرتان وضمة في {وَهِيَ} فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص، 93).
(5)
سبق قريبًا.
ذكوان: بإمالة الألف بعد الميم محضة
(1)
، وعن ورش بين بين
(2)
، وعن قالون الفتح وبين اللفظين
(3)
.
قوله تعالى: {بِئْسَ مَثَلُ} [5] قرأ ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو -بخلاف عنهم-: بإبدال الهمزة الساكنة ياء
(4)
، وإذا وقف حمزة، أبدل.
قوله تعالى: {قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} [7] قرأ يعقوب بضم الهاء
(5)
، والباقون بالكسر.
(1)
اختلف عن الأخفش فرواه عنه الجمهور من طريق ابن الأخرم بالأمالة، ورواها آخرون من طريق النقاش وقطع بها ابن ذكوان بكماله صاحب المبهج وصاحب التجريد من قراءته على الفارسي، وصاحب اليسير وقال: إنه قرأ به على عبد العزيز وهو طريق التيسير، قال ابن الجزري:
والألفات قبل كسر را طرف
…
كالدار نار (حـ) ـز (فـ) ز منه اختلف
(شرح طيبة النشر 3/ 108).
(2)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(3)
ما ذكره المؤلف عن قالون كلام غير صحيح ولا يقرأ به من طريق النشر.
(4)
اعلم أن الهمزة إذا توسطت وسكنت فهي تبدل حرفًا خالصًا في حال تسهيلها وذلك نحو قوله تعالى {الْمُؤْمِنُونَ} {يُؤْفَكُونَ} {الرُّؤْيَا} {تَسُؤْكُمْ} {يَأْكُلُونَ} {كَدَأْبِ} {الذِّئْبُ} {وَبِئْرٍ} {بِئْسَ} وشبهه.
(5)
سبق قريبًا (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي 1/ 458).
الأوجه التي بين الجمعة والمنافقون
بين"الجمعة" و"المنافقون" من قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [الجمعة: 11] إلى قوله تعالى: {نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} [المنافقون: 1] ثلاثمائة وجه وثمانية وثمانون وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: أربعة وستون وجهًا.
ورش: ثمانون وجهًا.
ابن كثير: أربعة وستون وجهًا، مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: ثمانون وجهًا منها أربعة وستون مندرجة مع قالون.
هشام: ثمانون وجهًا.
ابن ذكوان: ثمانون وجهًا.
عاصم: أربعة وستون وجهًا.
حمزة: أربعة أوجه.
والكسائي: أربعة وستون وجهًا مندرجة مع هشام.
أبو جعفر: أربعة وستون وجهًا مندرجة مع قالون.
يعقوب: ثمانون وجهًا، منها أربعة وستون مع قالون، وستة عشر مع أبي عمرو.
خلف: أربعة أوجه مندرجة مع ابن ذكوان.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سورة المنافقون)
(1)
قوله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} [1]، قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم
(2)
.
والباقون بالفتح.
وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة مع المد والقصر، وعنه -أيضًا-: إبدالها ألفًا مع المد والقصر
(3)
.
قوله تعالى: {رَأَيْتَهُمْ} [4]{كَأَنَّهُمْ} [4] قرأ الأصبهاني بتسهيل الهمزة فيهما وإذا وقف حمزة، سهل
(4)
، والباقون بالهمز.
(1)
هي سورة مدنية آياتها إحدى عشرة آية باتفاق (شرح طيبة النشر 6/ 54).
(2)
سبق قبل صفحات.
(3)
قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحو {شُرَكَاؤُنَا} {وَجَاءُوا} .. فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، ما ذكره المصنف هنا من إبدال ألف لحمزة عند الوقف على {جَاءَكَ} لا يقرأ به، والله أعلم (شرح طيبة النشر 2/ 391، 392).
(4)
اختص الأصبهاني عن ورش بتسهيل همزة {رَأَيْتُ} وهي في ستة مواضع اثنان في يوسف، وموضع بالنمل، وآخر بالقصص، وموضع بالمنافقين، وانفرد فيما حكاه أبو العز وابن سوار بالتحقيق في {رَأَتْهُ} {حَسِبَتْهُ} في النمل، و {رَآهَا تَهْتَزُّ} ، في القصص، و {تُعْجِبْكَ} في المنافقين، وانفرد السبط في المبهج بالوجهين في هذه الثلاثة وفي {رَأَيْتُهُمْ لِي} في يوسف، {رَآهُ مُسْتَقِرًّا} وانفرد الهذلي عنه بإطلاق تسهيل {رَأَتْهُ} و {رَآهَا} وما يشبهه فلم يخص شيئًا، ومقتضى ذلك تسهيل {رَأَتْهُ} و {رَآهَا} ، وما جاء من ذلك، قال ابن الجزري:
...... رأيتهم رآها بالقصص
…
لما رأته ورآها النمل خص
رأيتهم تعجب رأيت يوسفا
(شرح طيبة النشر 2/ 287، النشر 1/ 398).
قوله تعالى: {خُشُبٌ} [4] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وقنبل -بخلاف عنه-: بإسكان الشين
(1)
، والباقون بالرفع
(2)
.
قوله تعالى: {يَحْسَبُونَ} [4] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر: بفتح السين
(3)
، والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {عَلَيْهِمْ} [4] قرأ حمزة، ويعقوب بضم الهاء
(4)
، والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [4] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة
(5)
.
وقرأ نافع
(6)
، وأبو عمرو بالفتح وبين اللفظين
(7)
، والباقون بالفتح.
(1)
أسكن الشين من {خُشُبٌ} أبو عمرو والكسائي، واختلف عن قنبل؛ فروى ابن مجاهد عنه الإسكان، وروى ابن شنبوذ عنه الضم، قال ابن الجزري:
وخشب (حـ) ـط (ر) ها (ز) د خلف
ووجه قراءة من قرأ بإسكان الشين: أن ذلك استخفافًا.
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 184، شرح طيبة النشر 4/ 35).
(2)
وحجة من قرأ بالضمّ، أن ذلك هو الأصل، لأن الواحد خشَبة والجمع خشُب كـ"بَدَنَة وبُدُن، وأَسَد وأُسُد" والإسكان حسَن، والضمّ لغة أهل الحجاز (النشر 2/ 2116، حجة القراءات ص 709، السبعة ص 636).
(3)
قال ابن الجزري:
ويحسب مستقبلًا بفتح سين (كـ) ـتبوا
…
(فـ) ـي (نـ) ص (ثـ) بت
ووجه الفتح القياس وهي لغة تميم.
(شرح طيبة النشر 4/ 132، النشر 2/ 236، المبسوط ص 154، زاد المسير 1/ 328).
(4)
سبق قريبًا.
(5)
وهي في ثمانية وعشرين موضعًا للاستفهام، وضابطها أن يقع بعدها حرف من خمسة أحرف تجمعها (شليت)(إتحاف فضلاء البشر ص 157).
(6)
هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(7)
من رواية الدوري فقط، قال ابن الجزري:
وأنى ويلتى يا حسرتى الخلف (طـ) ـوى
وأبدل الهمزة واوًا: ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو -بخلاف عنه- وإذا وقف حمزة، أبدل، والباقون بالهمز.
قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ} [5] قرأ هشام، والكسائي، ورويس بضم القاف
(1)
، والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {لَوَّوْا} [5] قرأ نافع، وروح: بتخفيف الواو الأولى
(2)
. والباقون بالتشديد
(3)
.
قوله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ} [6] قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء
(4)
، والباقون بالكسر، وروي عن ابن وردان -بخلاف عنه- بمد الهمزة من أسْتَغْفَرْتَ، والباقون بالقصر.
قوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ} [9] قرأ أبو الحارث بإدغام اللام في الذال
(5)
(1)
والمراد به الإشمام وهو عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، قال ابن الجزري:
وقيل غيض جي أشم
…
في كسرها الضم رجا غنى لزم
(انظر: النشر 2/ 208، الغاية في القراءات العشر ص 98، والتيسير ص 72، والكشف عن وجوه العلل 1/ 230، المبسوط ص 127، والغاية ص 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص 129).
(2)
قال ابن الجزري:
خفف لووا (إ) ذ (شـ) ـم
وحجة من قرأ بالتخفيف في الواو الأولى، أنه يصلح للتكثير والتقليل.
(3)
والقراءة بالتشديد في الواو الأولى، وفي التشديد بمعنى التكثير، أي: لووها مرة بعد مرة، وفي التخفيف معنى التقليل، ويصلح للتكثير أيضًا. وقوله تعالى:{لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ} [النساء: 46] يدلّ على التخفيف، لأن اللّي مصدر لـ"لوى" مثل "طوى طيّا"، وكذلك:{يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ} [آل عمران: 78]، وقوله:{وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ} [آل عمران: 153]، وقوله:{وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا} [النساء: 135]، كلُّه يدلُّ على التخفيف، لأنه كله مِن: لوى يَلوي (شرح طيبة النشر 6/ 55، النشر 2/ 388، المبسوط ص 436، زاد المسير 8/ 276).
(4)
سبق قريبًا.
(5)
فيصير النطق "يَفْعَذَّلِكَ" أدغم أبو الحارث عن الكسائي اللام المجزومة من يفعل ذلك وهو {يَفْعَلُ ذَلِكَ} في ستة مواضع في القرآن في البقرة وآل عمران وفي النساء موضعان وهنا في سورة المنافقون وفي الفرقان =
والباقون بالإظهار.
قوله تعالى: {وَأَكُنْ مِنَ} [10] قرأ أبو عمرو بالواو بعد الكاف ونصب النون
(1)
، والباقون بغير واو وإسكان النون
(2)
.
قوله تعالى: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا} [11] قرأ ورش، وأبو جعفر: بإبدال الهمزة واوًا، وكذا حمزة في الوقف، والباقون بالهمز
(3)
.
قولى تعالى: {إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا} [11] قرأ قالون، والبزي، وأبو عمرو: بإسقاط الهمزة الأولى، وتسهيل الثانية
(4)
وعن ورش، وقنبل -أيضًا- إبدالها ألفًا، والباقون بتحقيقهما.
= فإن لم يكن يفعل مجزومًا لم يدغم نحو {بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ} (التيسير ص 42، إبراز المعاني من حرز الأمانى في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي 1/ 196).
(1)
قال ابن الجزري:
أكن للجزم فانصب (حـ) ـز
وحجة من نصب أنه عطفه على لفظ {فأصدق} ، لأن {فأصدق} منصوب بإضمار "أن"، لأنه جواب التمني، فهو محمول على مصدر {أَخَّرْتَنِي} ، على ما ذكرنا في سورة البقرة في قوله:{فيضاعفَه} على قراءة من نصبه، فهو مثله في العلة والشرح، فلو عطفتَه على لفظ {أَخَّرْتَنِي} لاستحال المعنى، ولصِرتَ تَتمنّى أن تكون من الصالحين، وليس المعنى على ذلك، إنما المعنى أنه التزم الكون من الصالحين إن أُخّر.
(2)
وحجة من جزم أنه عطفه على موضع {فَأَصَّدَّقَ} ، لأن موضعه قبل دخول الفاء فيه جزم، لأنه جواب التمني، وجواب التمني إذا كان بغير فاء ولا واو مجزوم، لأنه غير واجب، ففيه مضارَعة للشرط وجوابه، فلذلك كان مجزومًا، كما يُجزم جواب الشرط، لأنه غير واجب إذ يجوز أن يقع، ويجوز أن لا يقع (النشر 2/ 388، الغاية ص 275، شرح طيبة النشر 6/ 56، السبعة ص 637، التيسير ص 211، إعراب القرآن 3/ 439، زاد المسير 8/ 278، وتفسير النسفى 4/ 260).
(3)
سبق قريبًا.
(4)
إذا اتفقت الهمزتان بالفتح نحو {جَاءَ أَجَلُهُمْ} و {شَاءَ أَنْشَرَهُ} و {السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} وشبهه فورش وقنبل يجعلان الثانية كالمدة وقالون والبزي وأبو عمرو يسقطون الأولى والباقون يحققون الهمزتين معًا، قال ابن الجزري في باب الهمزتين من كلمتين:
أسقط الأولى في اتفاق زن غدا
…
خلفهما حز وبفتح بن هدى
وسهلا في الكسر والضم وفي
…
بالسوء والنبيء الادغام اصطفي
وسهل الأخرى رويس قنبل
…
ورش وثامن وقيل تبدل
مدًا زكا جودا
قوله تعالى: {بِمَا تَعْمَلُونَ} [11] آخر هذه السورة، قرأ شعبة بالياء التحتية
(1)
، والباقون بالتاء الفوقية
(2)
.
(1)
قال ابن الجزري:
ويعملون (صـ) ـن
وحجة من قرأ بالياء، حمله على لفظ الغيبة التي قبله في قوله:{وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا} ، و"النفس" بمعنى الجماعة، فلذلك قال:{بِمَا تَعْمَلُونَ} .
(شرح طيبة النشر 6/ 56، النشر 2/ 388، التيسير ص 211، المبسوط ص 437، الغاية ص 275، السبعة ص 638).
(2)
وحجة من قرأ بالتاء: أنهم جعلوه خطابًا شائعًا لكل الخلق.
الأوجه التي بين المنافقون والتغابن
وبين "المنافقين" و"التغابن" من قوله تعالى: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ} [المنافقون: 11] إلى قوله تعالى: {قَدِيرٌ} [التغابن: 1] ألفا وجه ومائتا وجه واثنان وستون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: مائتا وجه وأربعة وعشرون وجهًا.
ورش: خمسمائة وجه وستون وجهًا.
البزي: مائتا وجه وأربعة وعشرون وجهًا.
قنبل: مائتا وجه وأربعة وعشرون وجهًا.
أبو عمرو: مائتا وجه وثمانون وجهًا، منها مائتا وجه وأربعة وعشرون وجهًا مندرجة مع قالون.
هشام: مائة وجه وأربعون وجهًا.
ابن ذكوان: مائة وجه وأربعون وجهًا.
شعبة: مائة وجه واثنا عشر وجهًا.
حفص: مائة وجه واثنا عشر وجهًا.
خلف: أربعة عشر وجهًا.
خلاد: أربعة عشر وجهًا.
الكسائي: مائة وجه واثنا عشر وجهًا.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
أبو جعفر: مائة وجه وأربعة وعشرون وجهًا.
رويس: مائتا وجه وأربعون وجهًا.
روح: مائة وجه وأربعون وجهًا.
خلف: سبعة أوجه مندرجة مع ابن ذكوان.
(سُورَة التَغَابُن)
(1)
قوله تعالى: {تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ} [6] قرأ أبو عمرو بإسكان السين
(2)
، والباقون بالرفع
(3)
.
قوله تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ} [9] قرأ يعقوب -بخلاف عن روح
(4)
-: بالنون، والباقون بالياء التحتية.
قوله تعالى: {يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ} [9] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر بالنون فيهما
(5)
.
(1)
هي سورة مدنية. عدد آياتها ثمان عشرة آية بلا خلاف (المبسوط ص 437).
(2)
يقرأ أبو عمرو {رسْلنا} و {رسْلكم} و {رسْلهم} و {سبْلنا} إذا كان بعد اللام حرفان بإسكان السين والباء حيث وقع وكذلك مذهبه في سبلنا فإذا كان بعد اللام حرف ضم السين مثل {رسُله} وحجته أنه استثقل حركة بعد ضمتين لطول الكلمة وكثرة الحركات فأسكن السين والباء فإذا قصرت الكلمة لم يسكن السين (التيسير في القراءات السبع - الداني 1/ 85، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 225).
(3)
وحجتهم أن بناء فعول وفعيل على فعل بضم العين في كلام العرب ولم تدع ضرورة إلى إسكان الحرف فتركوا الكلمة على حق بنيتها (التيسير في القراءات السبع - الداني 1/ 85، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 225).
(4)
ما ذكره المصنف من الخلاف لروح عن يعقوب في كلمة {يَجْمَعُكُمْ} غير صحيح، والصواب أن يعقوب بكماله يقرأ بالنون وجهًا واحدًا. قال ابن الجزري:
يجمعكم نون ظبا
(5)
قال ابن الجزري:
ويدخله مع الطلاق مع
فوق يكفر ويعذب معه في
…
إنا فتحنا نونها عم
وحجة من قرأ بالنون أنه أخرج الكلام على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه، بعد لفظ الغيبة، وذلك مستعمل كثيرًا، قال الله جلّ ذكره:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ} [العنكبوت: 23] فجرى الكلام على لفظ الغيبة ثم قال: {أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي} فرجع بالكلام إلى الإخبار من الله عن نفسه، فكذلك هذا. وقال تعالى ذكره:{بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} [آل عمران: 150] فأتى الكلام على لفظ الغيبة، ثم قال:{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ} (151) فرجع الكلام إلى الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 380).
والباقون بالياء التحتية
(1)
.
قوله تعالى: {يُضَاعِفْهُ لَكُمْ} [17] قرأ ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب: بغير ألف بين الضاد والعين وتشديد العين
(2)
، والباقون بالألف وتخفيف العين
(3)
.
(1)
وحجة من قرأ بالياء أنه رد آخر الكلام على أوله، جريًا على السياق (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 381، المختار في معاني قراءات أهل الأمصار 24/ 1، وزاد المسير 2/ 33).
(2)
وحجة من شدد وحذف الألف أنه حمله على الكثير؛ لأن فعلت مشدد العين بابه تكثير الفعل، وحجة من خفف وأثبت الألف أنه حمله على الكثير؛ لأن فعَّلت مشدد العين بابه تكثير الفعل، تقول: غلَّقتُ الأبواب إذا فعلت ذلك مرة واحدة.
أما من فتح الفاء فإنه حمل الكلام على المعنى فجعله جوابًا للشرط، لأن المعنى: أن يكون قرض تبعه أضعاف، فحمل يضاعفه على المصدر فعطف على القرض، والقرض اسم فأضمر "أن" ليكون مع {فيضاعفه} مصدرًا فتعطف مصدرًا على مصدر. وقد اختلف في حذف الألف وتشديد العين منهما ومن سائر الباب وجملته عشرة مواضع: موضعي البقرة، و {مضعَّفة} بآل عمران، و {يضعِّفها} بالنساء، و {يضعَّف لهم} بهود، و {يضعَّف} بالفرقان، و {يضعَّف لها} بالأحزاب، و {فيضعِّفه له} و {يضعَّف لهم} بالحديد، و {يضعِّفه} هنا بالتغابن، فإن ابن كثير وابن عامر وأبا جعفر ويعقوب يقرأون بالتشديد مع حذف الألف في جميعها. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 301، شرح طيبة النشر 4/ 107، الغاية ص 115، حجة القراءات ص 139).
(3)
وحجة من خفف وأثبت الألف: أن أبا عمرو حكى أن ضاعفت أكثر من ضعَّف؛ لأن ضعَّف معناه مرتان، وحكى أن العرب تقول ضعفت درهمك؛ أي جعلته درهمين، وتقول: ضاعفته؛ أي جعلته أكثر من درهمين (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 300، إتحاف فضلاء البشر ص 159، 160، السبعة ص 185).
الأوجه التي بين التغابن والطلاق
بين "التغابن" و"الطلاق" من قوله تعالى: {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا} [التغابن: 17] إلى قوله تعالى: {وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ} [الطلاق: 1] سبعمائة وأربعة وستون وجهًا، غير الأوجه المندرجة.
بيان ذلك
(1)
.
قالون: أربعمائة وجه واثنان وثلاثون وجهًا.
ورش: مائة وجه واثنان وثلاثون وجهًا.
ابن كثير: ستة وثلاثون وجهًا.
الدوري: أربعة وسبعون وجهًا.
السوسي: سبعة وثلاثون وجهًا.
ابن عامر: أربعة وأربعون وجهًا.
عاصم: ستة وثلاثون وجهًا.
خلف: وجه واحد.
خلاد: وجه واحد.
الكسائي: ستة وثلاثون وجهًا.
وأبو جعفر: ستة وثلاثون وجهًا.
يعقوب: مائة وستة وثلاثون وجهًا.
خلف: وجه واحد.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورَةُ الطَّلاقِ)
(1)
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا} [1] قرأ نافع بالهمز
(2)
، والباقون بالياء المشددة
(3)
، فقراءة نافع بتحقيق همزة {النَّبِيُّ} وتسهيل الهمزة الثانية كالياء، وعنه -أيضًا- إبدالها واوًا خالصة.
قوله تعالى: {مِنْ بُيُوتِهِنَّ} [1] قرأ ورش، وأبو عمرو، وحفص، وأبو جعفر: بضم الباء، والباقون بالكسر
(4)
.
قوله تعالى: {مُبَيِّنَةٍ} [1] قرأ ابن كثير، وشعبة: بفتح الياء
(5)
، والباقون بالكسر
(6)
.
(1)
هي سورة مدنية. وعدد آياتها إحدى عشرة آية عند البصري، واثنتا عشرة آية عند غيره (شرح طيبة النشر 6/ 58).
(2)
وقد احتج من همز بأنه أتى به على الأصل؛ لأنه من النبأ الذي هو الخبر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مخبِرٌ عن الله، فهي تبنى على فعيل بمعني فاعل، أي منبئ عن الله؛ أي مخبر عنه بالوحي (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص 73، والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص 98) و {النَّبِيُّ} هنا بمعنى المخبر.
(3)
النبي مأخوذ من نبا ينبو إذا ارتفع، فيكون فعيلًا من الرفعة، والنبوة: الارتفاع، وإنما قيل للنبي نبي لارتفاع منزلته وشرفه تشبيهًا له بالمكان المرتفع. وحجة من قرأ ذلك بدون همز: أن كل ما في القرآن من جميع ذلك على أفعلاء نحو: {أَنْبِيَاءَ اللَّهِ} (انظر حجة القراءات ص 99، النشر 1/ 400).
(4)
(انظر: شرح طيبة النشر 4/ 94، النشر 2/ 226، المبسوط ص 143، الغاية ص 112، الإقناع 1/ 607، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 284، شرح شعلة ص 286).
ووجه هؤلاء قراءتهم بأنهم أتوا بالكسرة مناسبة للياء استثقالًا لضم الياء بعد ضمة وهي لغة معروفة ثابتة ومروية. قال ابن الجزري:
بيوت كيف جا بكسر الضم (كـ) ـم
…
(د) ن (صحبة)(بـ) ـلا
(شرح طيبة النشر 4/ 94، المبسوط ص 143، السبعة ص 177، النشر 2/ 226، التيسير ص 80، كتاب سيبويه 2/ 305، تفسير ابن كثير 1/ 277).
(5)
قال ابن الجزري:
وصف دما بفتح يا مبينة
وحجة من فتح الياء أنه أجراه على ما لم يسم فاعله، أي يبين، أي يبينها مَن يقوم فيها وينكرها، ويبين الآيات أنها آيات، أي يبينها الله أنها آيات.
(6)
وحجة من قرأ بكسر الياء أنه أضاف الفعل إلى الفاحشة، لأنها تبين عن نفسها أنها فاحشة يقبح فعلها، =
قوله تعالى: {فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} [1] قرأ قالون، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار دال "قَدْ" عند الظاء، والباقون بالإدغام
(1)
.
قوله تعالى: {فَهُوَ حَسْبُهُ} [3] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر بإسكان الهاء
(2)
، والباقون بالضم.
قوله تعالى: {بَالِغُ أَمْرِهِ} [3] قرأ حفص بغير تنوين على الغين وكسر الراء والهاء
(3)
، والباقون بالتنوين على الغين مع الرفع ونصب الراء ورفع الهاء
(4)
.
= وتبين الآيات عن نفسها أنها آيات لإعجازه. والفاحشة الزنا فى قول الحسن والشعبي، أى: إن زنت المرأة أخرجت للحد، وصلُح الخَلْع. قال عطاء الخراساني: هو منسوخ، كان الرجل إذا تزوج المرأة فأتت بفاحشة كان له أن يأخذ منها كل ما ساق إليها، فنسخ ذلك بالحدود. وقال الضحاك وقتادة: الفاحشة النشوز: إذا نشزت عنه، كان له أن يأخذ منها الفدية ويدعها. وقيل: المعنى: "إلا أن يزنين" فيحبسن فى البيوت. فهذا كان قبل النسخ بالحدود، وقيل: الفاحشة البذاء باللسان. وقيل: هي خروجهن من بيوتهم فى العدة. (الكشف من وجوه القراءات 1/ 382).
(1)
اختلف في إدغام دال قد في ثمانية أحرف الأول: الجيم نحو {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ} الثاني: الذال {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا} ليس غيره. الثالث: الزاى {وَلَقَدْ زَيَّنَّا} الرابع: السين {قَدْ سَأَلَهَا} الخامس: الشين {قَدْ شَغَفَهَا} فقط. السادس: الصاد {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا} السابع: الضاد {قَدْ ضَلُّوا} الثامن: الظاء "فقد ظلمك" فأدغمها فيهن أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وكذا خلف، لكن اختلف من هشام فى {لَقَدْ ظَلَمَكَ} فالإظهار له في الشاطبية كأصلها وفاقًا لجمهور المغاربة وكثير من العراقيين وهو في المبهج وغيره عنه من طريقيه والإدغام له فى المستنير وغيره وفاقًا لجمهور العراقيين وبعض المغاربة وأدغمها ورش في الضاد والظاء المعجمتين وأظهرها عند الستة وأدغمها ابن ذكوان فى الذال والضاد والظاء المعجمات فقط واختلف عنه في الزاى فالإظهار رواية الجمهور عن الأخفش منه والإدغام رواية الصورى عنه وبعض المغاربة عن الأخفش والباقون بالإظهار وهم ابن كثير وعاصم وقالون وكذا أبو جعفر ويعقوب، قال ابن الجزري:
بالجيم والصفير والذال ادغم
…
قد وبضاد الشين والظا تنعجم
حكم شفا لفظا وخلف ظلمك
…
له وورش الظاء والضاد ملك
والضاد والظا الذال فيها وافقا
…
ماض وخلفه بزاي وثقا
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 40، التيسير ص 45، النشر 2/ 5).
(2)
سبق قبل صفحات قليلة (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).
(3)
وقراءة حفص بالإضافة، لأن "الأمر" مخفوض بإضافة "بالغ" إليه، قال ابن الجزري:
بالغ لا تنونوا وأمره اخفضوا (عـ) ـلا
(4)
التنوين وعدمه لغتان في إثبات التنوين في اسم الفاعل، إذا كان بمعنى الاستقبال أو الحال وحذفه (النشر =
قوله وتعالى: {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ} [3] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي: بإدغام دال "قد" في الجيم، والباقون بالإظهار
(1)
.
قوله تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ} [4]{وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ} [4] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي وخلف: بياء تحتية ساكنة بعد الهمزة، وهم على أصولهم في مراتب المد، وقرأ الباقون بغير ياء بعد الهمزة، وحقق الهمزة: قالون، وقنبل، ويعقوب، وسهلها ورش، والبزي، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وعن البزي، وأبي عمرو -أيضًا- إبدالها ياء ساكنة، ومن سهلها يجوز له المد والقصر، ومع وجه إبدالها ياء ساكنة المد لا غير
(2)
.
قوله تعالى: {مِنْ وُجْدِكُمْ} [6] قرأ رَوْح -بخلاف عنه-: بكسر الواو
(3)
، والباقون بالضم.
قوله تعالى: {بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [7] قرأ أبو جعفر برفع السين فيهما
(4)
، والباقون بالإسكان.
= 2/ 388، الغاية ص 276، السبعة ص 639، حجة القراءات ص 712، إعراب القرآن 3/ 453).
(1)
سبق قريبًا.
(2)
قال ابن الجزري:
وحذف يا اللائي (سما) وسهلوا
…
غير (ظ) ـبي به زكا والبدل ساكنة اليا
خلف هاديه (حـ) ـسب
(3)
قال ابن مهران في المبسوط (ص 438): قرأ يعقوب في رواية روح مختلفًا عنه {مِنْ وُجْدِكُمْ} بكسر الواو، كما روي عن عيسى بن عمر وزيد بن على وغيرهما، والقراء على {وُجْدِكُمْ} بضم الواو وهو الأكثر والأشهر في القراءة واللغة، وفتح الواو أيضًا كثير، وكسرها أقل. فليس هناك خلاف عن روح، قال ابن الجزري:
وجدا كسر الضم (شـ) ـذا
(شرح طيبة النشر 6/ 59، النشر 2/ 388، الغاية ص 276، شرح طيبة النشر 6/ 59).
(4)
اختلف في السين من {الْيُسْرَ} و {الْعُسْرَ} [البقرة: 185] وبابهما فأسكنها كل القراء إلا أبا جعفر فضمها واختلف عن ابن وردان عنه في {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا} في الذاريات: 3، فأسكنها عنه النهرواني وضمها غيره، قال ابن الجزري:
وكيف عسر اليسر (ثـ) ـق
…
وخلف (خـ) ـط بالذرو
(شرح طيبة النشر 4/ 37، 38، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 185).
قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ} [8] وقف أبو عمرو، ويعقوب على الياء، ووقف الباقون على النون. وقرأ ابن كثير، وأبو جعفر: بألف بعد الكاف وبعدها همزة مكسورة، وسهل الهمزة أبو جعفر مع المد والقصر، والباقون بالهمز بعد الكاف وتشديد الياء بعده، وسهلها الأصبهاني
(1)
.
قوله تعالى: {نُكْرًا} [8] قرأ نافع، وابن ذكوان، وشعبة، وأبو جعفر، ويعقوب: برفع الكاف، والباقون بالإسكان
(2)
.
قوله تعالى: {مُبَيِّنَاتٍ} [11] قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب، وشعبة: بفتح الباء التحتية المشددة
(3)
، والباقون بكسرها
(4)
.
(1)
اتفقوا أن رسم {وَكَأَيِّنْ} بنون حيث وقعت، وحجتهم أن ذلك أنزل معاتبة لمن أدبر عن القتال يوم أحد إذ صاح الصائح قتل محمد صلى الله عليه وسلم فلما تراجعوا كان اعتذارهم أن قالوا سمعنا قتل محمد فأنزل {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ} ثم قال بعد ذلك {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} أي جموع كثير فما تضعضع الجموع وما وهنوا لكن قاتلوا وصبروا فكذلك أنتم كان يجب عليكم ألا تهنوا لو قتل نبيكم فكيف ولم يقتل. قال ابن الجزري عطفًا على قوله في الطيبة:
وعنه سهل
كائن في كأئن (ثـ) ـل (د) م
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 22، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 175).
(2)
قال ابن الجزري:
نكرا (ثـ) ـوى (صـ) ـن إذ (مـ) ـلا
…
جرف (لـ) ـي الخلف (صـ) ـف (فتى)(مـ) ـني
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 184، شرح طيبة النشر 4/ 35).
(3)
وحجة من فتح الياء أنه أجراه على ما لم يسم فاعله، أي ييين، أي يبينها مَن يقوم فيها وينكرها، ويبين الآيات أنها آيات، أي يبينها الله أنها آيات.
(4)
وحجة من قرأ بكسر الياء أنه أضاف الفعل إلى الفاحشة، لأنها تبين عن نفسها أنها فاحشة يقبح فعلها، وتبين الآيات عن نفسها أنها آيات لإعجازه. و"الفاحشة" الزنا في قول الحسن والشعبي، أى: إن زنت المرأة أخرجت للحد، وصلُح الخَلْع. قال عطاء الخراساني: هو منسوخ، كان الرجل إذا تزوج المرأة فأتت بفاحشة كان له أن يأخذ منها كل ما ساق إليها، فنسخ ذلك بالحدود. وقال الضحاك وقتادة: الفاحشة النشوز: إذا نشزت عنه، كان له أن يأخذ منها الفدية ويدعها. وقيل: المعنى: "إلا أن يزنين" فيحبسن في البيوت. فهذا كان قبل النسخ بالحدود، وقيل: الفاحشة البذاء باللسان. وقيل: هي خروجهن من بيوتهم في العدة. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 283، النشر 2/ 248).
قوله تعالى: {يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ} [11]، قرأ نافع، وأبو جعفر، وابن عامر، بالنون
(1)
.
والباقون بالياء التحتية
(2)
.
(1)
سبق بيانه في سورة التغابن. قال ابن الجزري:
ويدخله مع الطلاق مع
فوق يكفر ويعذب معه في
…
إنا فتحنا نونها عم
(2)
وحجة من قرأ بالياء أنه رد آخر الكلام على أوله، فلما أتى أوله بلفظ الغيبة في قوله:[{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}، {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}] قال: [{يُعَذِّبَهُ} {وَيُدْخِلْهُ}، {يَكْفُرُ}] بلفظ الغيبة، ليأتلف الكلام على نظام واحد. (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 381، المختار في معاني قراءات أهل الأمصار 24/ 1، وزاد المسير 2/ 33).
الأوجه التي بين الطلاق والتحريم
بين "الطلاق" و"التحريم" من قوله تعالى: {أَنَّ اللَّهَ} [الطلاق: 12] إلى قوله تعالى: {لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ} [التحريم: 1] اثنان وثمانون وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: اثنا عشر وجهًا.
ورش: ستة عشر وجهًا.
ابن كثير: ستة أوجه.
الدوري: ستة عشر وجهًا، منها ستة أوجه مندرجة مع ابن كثير.
السوسي: ثمانية أوجه.
ابن عامر: ثمانية أوجه.
عاصم: ستة أوجه.
خلف: وجهان.
خلاد: وجهان، منها وجه مع خلف.
الكسائي: ستة أوجه مندرجة مع ابن عامر.
أبو جعفر: ستة أوجه مندرجة مع ابن كثير.
يعقوب: اثنان وثلاثون وجهًا، منها ستة أوجه مندرجة مع ابن كثير، وثمانية مع السوسي.
خلف: وجه واحد مندرج مع ابن عامر.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورَةُ التَّحرِيمِ)
(1)
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ} [1] قرأ نافع بالهمزة المرفوعة
(2)
، والباقون بياء تحتية مشددة مرفوعة.
ووقف يعقوب، والبزي -بخلاف عنه- "لِمَه" بهاء السكت، والباقون على الميم.
قوله تعالى: {مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} [1] قرأ الكسائي بإمالة الألف بعد الضاد، والباقون بالفتح، ووقف الكسائي بالهاء
(3)
، والباقون بالتاء.
قوله تعالى: {مَوْلَاكُمْ} [2]{مَوْلَاهُ} [4] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة
(4)
، وعن نافع الفتح وبين اللفظين
(5)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيمُ} [2]، قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر بإسكان الهاء
(6)
، والباقون بالضم.
(1)
هي سورة مدنية. آياتها اثنتا عشرة آية عند الجميع عدا الحمصي فهي عنده ثلاث عشرة آية (شرح طيبة النشر 6/ 60).
(2)
سبق قبل صفحات (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 244، والتيسير ص 73، والنشر 1/ 400، وحجة القراءات ص 98).
(3)
الوقف على المرسوم متفق عليه ومختلف فيه والمختلف فيه انحصر في خمسة أقسام، فيقف الكسائي بالهاء على {ذَاتَ بَهْجَةٍ} بالنمل، و {اللَّاتَ} بالنجم، و {وَلَاتَ} بـ ص، و {مَرْضَاتِ} في البقرة والنساء والتحريم، قال ابن الجزري:
وقف لكل باتباع ما رسم
…
حذفا ثبوتا اتصالا في الكلم
لكن حروف عنهمو فيها اختلف
…
كهاء أنثى كتبت تاء فقف
بالها (ر) جا (حق) وذات بهجة
…
واللات مع مرضات ولات (ر) جه
(التيسير ص 60، شرح طيبة النشر 3/ 225، 226، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 137)
(4)
سبق قريبًا.
(5)
هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(6)
سبق قريبًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير .. =
قوله تعالى: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى} [3] قرأ نافع بالهمز، فإذا وصل (النبيء) بـ {إِلَى} اجتمع معه همزتان مختلفتان من كلمتين، الأولى مضمومة، والثانية مكسورة؛ فيسهل الثانية كالياء، وعنه -أيضًا- إبدالها واوًا مكسورة، وقالون أكثر
(1)
مدًّا من ورش، والباقون بالياء مشددة
(2)
.
قوله تعالى: {عَرَّفَ بَعْضَهُ} [3] قرأ الكسائي بتخفيف الراء
(3)
. والباقون بالتشديد
(4)
.
قوله تعالى: {فَقَدْ صَغَتْ} [4] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإدغام دال "قَدْ" في الصاد، والباقون بالإظهار
(5)
.
قوله تعالى: {وَإِنْ تَظَاهَرَا} [4] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بتخفيف الظاء
(6)
، والباقون بالتشديد
(7)
.
= ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).
(1)
لعل المصنف يقصد الكسر أي أن ورشًا أكثر مدًّا من قالون وأن هذا سبق قلم منه.
(2)
سبق قريبًا.
(3)
قال ابن الجزري:
خفف عرف (ر) م
وحجة من خفّف أنه حمله على معنى جازى النبيُّ على بعض وعفا عَن بعض تكَرُّما منه صلى الله عليه وسلم. (شرح طيبة النشر 6/ 60، النشر 2/ 388، المبسوط ص 440، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 325، التيسير ص 212).
(4)
وحجة من شدّ {عَرَّفَ} أنه حمله على معنى أَنه عرّفها النبي عليه السلام بعضَه، فأخبرها أنها أفَشَت عليه، وأعرَض عن بعض تكرُّمًا منه صلى الله عليه وسلم، والتشديد (شرح طيبة النشر 6/ 60، النشر 2/ 388، المبسوط ص 440، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 325، التيسير ص 212، زاد المسير 8/ 309، وتفسير ابن كثير 4/ 386).
(5)
سبق قريبًا.
(6)
احتج من خفف بأنه حذف التشديد للمبالغة في التخفيف اعتمادًا على المثل ذاتًا وزيادة وشكلًا؛ لذلك اختص بتاء المعارضة دون أخواتها، وبالمبني للفاعل دون المفعول.
(7)
أصلها تتظاهر فأدغمت التاء في الظاء لشدة قرب المخرج، وأتى بالكلمة على أصلها من غير حذف، وحسن الإدغام لأنك تبدل من التاء في الإدغام حرفًا أقوى من التاء وهو الظاء (إتحاف فضلاء البشر ص 140، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 251، النشر 2/ 218، المبسوط ص 132، الإقناع 2/ 599، شرح طيبة النشر 4/ 44).
قوله تعالى: {وَجِبْرِيلُ} [4] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بفتح الجيم والراء، بعد الراء همزة مكسورة بعدها ياء تحتية ساكنة
(1)
، وكذلك شعبة إلا أنه اختلف عنه في إثبات الياء بعد الهمزة، وحذف الياء
(2)
، وقرأ ابن كثير بفتح الجيم وكسر الراء
(3)
، والباقون بكسر الجيم والراء.
قوله تعالى: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ} {عَسَى رَبُّكُمْ} {يَسْعَى} [5 - 8] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالإمالة محضة
(4)
، وعن نافع الفتح وبين اللفظين
(5)
، والباقون بالفتح، وأدغم القاف في الكاف: أبو عمرو، ويعقوب بخلاف عنهما.
(1)
قال ابن الجزري:
جبربل فتح الجيم (د) م وهي ورا
فافتح وزد همزا بكسر صحبة
…
كلا وحذف الياء خلف شعبة
احتج من قرأ بكسر الجيم والراء من غير همز بأن (جبريل) اسم واحد على وزن قطمير، وقد جاء في الشعر حيث يقول حسان بن ثابت:
وجبريل رسول الله فينا
…
وروح القدس ليس له كفاء
(شرح طيبة النشر 4/ 51، حجة القراءات ص 107، المبسوط ص 133، النشر 2/ 219، السبعة ص 166، إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس 1/ 201، الحجة لابن خالويه 2/ 85).
(2)
فيصير النطق {جَبْرَئِل} وقد اختلف عن شعبة في حذف الياء كقراءة حمزة والكسائي وخلف فروى العليمي عنه إثباتها، وروى يحيى بن آدم عنه حذفها وهذا هو المشهور من هذه الطرق.
(3)
احتج من قرأ بفتح الجيم بأن ذلك لغة، وروي عن ابن كثير أنه سمع رسول اللُه صلى الله عليه وسلم في المنام يقرأ:"جَبرِيُلَ ومِيكَائيلَ" فقال: فلا أزال أقرؤهما كذلك (شرح طيبة النشر 4/ 50، النشر 2/ 219، إتحاف فضلاء البشر ص 144، الإقناع 2/ 600).
(4)
هناك قاعدة مطردة؛ وهي أن حمزة والكسائي وخلف البزار أمالوا جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازى في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:
وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه
…
وفتحهُ وما بياء رسمه
(النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).
(5)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:
وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف
…
وما به ها غير ذي الرا يختلف
مع ذات ياء مع أراكهمو ورد
قوله تعالى: {أَنْ يُبْدِلَهُ} [5] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، بفتح الباء الموحدة وبتشديد الدال
(1)
، والباقون بإسكان الباء وتخفيف الدال
(2)
.
قوله تعالى: {تَوْبَةً نَصُوحًا} [8] قرأ شعبة بضم النون
(3)
.
والباقون بالفتح
(4)
.
قوله تعالى: {وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [9] قرأ حمزة ويعقوب بضم الهاء
(5)
، والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ} [10]{امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ} [11]{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ} [12]. المرسوم في الأربعة بالتاء المجرورة. وقف عليهن ابن كثير، وأبو عمرو
(1)
قال ابن الجزري:
ومع تحريم نون يبدلا
…
خفف (ظـ) ـبا (كنز)(د) نا
والحجة لمن شدد أنه أخذه من قولك بدل ودليله قوله: {وَإِذَا بَدَّلْنَا} آية.
(2)
التشديد والتخفيف لغتان بمعنى: بدّل وأبدل، مثل: نجّا وأنجى، ونزّل وأنزل، وأكثر ما جاء هذا في القرآن بالتشديد إجماع، نحو قوله:{بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ} [إبراهيم: 28] وقوله: {لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ} [يونس: 64] التبديل مصدر "بدّل" وقد جاء: {اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ} [النساء: 20] فقد يكون بمعنى "الإبدال" فيكون مصدر "أبدل". وقد قيل: إن "بدّل" بالتشديد هو الذّهاب بالشيء والإتيان بغيره، والإتيان بالشيء وبقاء غيره، كالذي وقع في النسخ و"أبدل" يأتي للإتيان بالشيء وبقاء المبدل منه (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 229، شرح طيبة النشر 5/ 15، النشر 2/ 314، السبعة ص 397، التيسير ص 145، المبسوط ص 281، الغاية ص 198، وزاد المسير 5/ 180، وتفسير النسفي 3/ 22).
(3)
قال ابن الجزري:
ضم نصوحا (صـ) ـف
وحجة من ضمّ أنه جعله مصدرًا أتى على "فَعول"، وهو قليل، كما أتى مصدره أيضًا على "فَعالة"، قالوا: نصح نَصاحة، فهذا نادِر، كذلك "فعول" فيه نادر، وأنكره الأخفش، وقد قالوا: ذهب ذَهوبًا، ومضى مُضيًّا، والتوبة على هذا موصوفة بالمصدر، كما قالوا: رجلٌ عدْلٌ ورضّى (النشر 2/ 388، الغاية ص 276، المبسوط ص 440، شرح طيبة النشر 6/ 62، السبعة ص 641، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 325).
(4)
وحجة من قرأ بالفتح أنه المصدر المعروف المستعمل فى مصدر "نصح". وحكى الأخفش "نصحته" بمعنى "صدقته" وقال: توبة نَصوحًا، أي: صادقة (النشر 2/ 388، الغاية ص 276، المبسوط ص 440، شرح طيبة النشر 6/ 62، السبعة ص 641، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 325، زاد المسير 8/ 313، وتفسير النسفي 4/ 271).
(5)
سبق قريبًا.
والكسائي، ويعقوب: بالهاء، ووقف الباقون بالتاء. وفي الوصل الجميع بالتاء، وأمال الألف من عمران ابن ذكوان بخلاف عنه والباقون بالفتح
(1)
.
قوله تعالى: {وَكُتُبِهِ} [12] قرأ أبو عمرو ويعقوب وحفص برفع الكاف والتاء الفوقية بعده جمعًا
(2)
، والباقون بكسر الكاف وفتح التاء وألف بعد التاء إفرادًا
(3)
.
(1)
سبق بيان ذلك قريبًا في الآية 1 عند قوله تعالى {مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} أما إمالة {عِمْرَانَ} فدليله قول ابن الجزري في باب الإمالة:
منى وخلفه الاكرام
إلى قوله:
عمران والمحراب
(2)
قال ابن الجزري:
وكتابه اجمعوا (حما) عطف
ووجه القراءة بالجمع لكثرة كتب الله، فحمل على المعنى، لأن مريم لم تؤمِن بكتاب واحد بل آمنت بكتب الله كلها، ولمّا قال بـ"كلمات"، فجمع بلا اختلاف، وجبَ مثلُه في {وَكُتُبِهِ} أن يكون بالجمع أيضًا.
(3)
وقراءة التوحيد، يُراد بها الجمع لأنه مصدر يدلّ على الكثير بلفظه (النشر 2/ 388، الغاية ص 276، المبسوط ص 440، شرح طيبة النشر 6/ 63، السبعة ص 641، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 325، زاد المسير 8/ 316، تفسير النسفي 4/ 272).
الأوجه التي بين التحريم والملك
وبين "التحريم" و"الملك" من قوله تعالى: {وَمَرْيَمَ} [التحريم: 12] إلى قوله تعالى: {قَدِيرٌ} [الملك: 1] ألف وجه وستمائة وجه وتسعة وستون وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: مائتا وجه وأربعة وعشرون وجهًا.
ورش: مائتا وجه، وثمانون وجهًا.
ابن كثير: مائة وجه، واثنا عشر وجهًا.
أبو عمرو: مائتا وجه، وثمانون وجهًا.
شعبة: مائة وجه واثنا عشر وجهًا.
حفص: مائة وجه واثنا عشر وجهًا.
خلف: سبعة أوجه.
خلاد: أربعة عشر وجهًا، منها سبعة مع خلف.
الكسائي: مائة وجه، واثنا عشر وجهًا.
أبو جعفر: مائة وجه واثنا عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
يعقوب: مائتا وجه وثلاثة وثمانون وجهًا.
خلف: سبعة أوجه مندرجة مع ابن عامر.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورَةُ المُلكِ)
(1)
قوله تعالى {وَهُوَ عَلَى كُلِّ} [1]{وَهُوَ الْعَزِيزُ} [2]{وَهُوَ حَسِيرٌ} [4]{وَهُوَ اللَّطِيفُ} [14]. قرأ قالون، وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر بإسكان الهاء
(2)
، والباقون بالضم.
قوله تعالى: {مَا تَرَى} [3] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة
(3)
، وقرأ ورش بالإمالة بين بين
(4)
، وعن قالون الفتح وبين اللفظين
(5)
والباقون الفتح.
(1)
هي سورة مكية. آياتها ثلاثون آية في الكوفي والبصري والمدني الأول، وإحدى وثلاثون في عدد إسماعيل (المبسوط ص 441).
(2)
سبق قريبا بيان ما في [{وَهُوَ} {فَهُوَ} {وَهِيَ} {فَهِيَ} {لَهِيَ}] من قراءة (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).
(3)
وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد قرأ هؤلاء بإمالة كل ألف يائية أو مؤنثة أو للإلحاق متطرفة لفظا أو تقديرًا، قبلها راء مباشرة، لفظًا عينًا كانت أو فاءً نحو {أُسَارَى} {أَرَاكُمْ} {افْتَرَى} {اشْتَرَى} {أَرَى} {نَرَى} {وَتَرَاهُمْ} {يَرَاكَ} {تَتَمَارَى} {يَتَوَارَى} {يُفْتَرَى} {الثَّرَى} {الْقُرَى} {مُفْتَرًى} {أَسْرَى} {أُخْرَاكُمْ} {الْكُبْرَى} {ذِكْرَاهُمْ} {الشِّعْرَى} {وَالنَّصَارَى} {سُكَارَى} ، قال ابن الجزري:
أمل ذوات الياء في الكل شفا
وقال:
وفيما بعد راء حط ملا خلف
(شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، إتحاف فضلاء البشر ص 144).
(4)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(5)
ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم وهي {التَّوْرَاةَ} فله فيها الفتح والتقليل، قال ابن الجزري:
توراة (جـ) ـد والخلف فضل بجلا
وله الإمالة والفتح في لفظ {هَارٍ} ، قال ابن الجزري:
هار (صـ) ف (حـ) لا
…
(ر) م (بـ) ن (مـ) لا خلفهم
وله الفتح والتقليل في الياء من {يس} قال ابن الجزري:
وبين بين (فـ) ـي (أسف) خلفهما =
قوله تعالى: {مِنْ تَفَاوُتٍ} [3] قرأ حمزة، والكسائي: بتشديد الواو مع الضم بلا ألف
(1)
، والباقون بالألف بين الفاء والواو وتخفيف الواو.
قوله تعالى: {هَلْ تَرَى} [3] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي: بإدغام اللام في التاء، وأمال الألف المنقلبة بعد الراء محضة: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف
(2)
، وأمالها بين بين ورش، وعن قالون الفتح وبين اللفظين
(3)
، والباقون بالفتح.
فوله تعالى: {خَاسِئًا} [4] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة بعد السين ياءً خالصة
(4)
،
= وكذلك الهاء والياء أول مريم {كهيعص} قال ابن الجزري:
و (إ) ذ ها يا اختلف
(1)
قال ابن الجزري:
ثقل (ر) ضا
تشديد الواو من غير ألف قبلها والتخفيف، وألف قبل الواو، لغتان. حكى سيبويه "ضاعف وضعَّف" بمعنى، وكذلك "فاوت وفوّت" بمعنى. وحكى أبو زيد أنه سمع "تفاوت الأمر تفاوتًا وتفوّتًا"، ونفى الأخفش أن يقال: تفوَّت الأمر. وقال: إنما يقال "تفاوت الأمر"(شرح طيبة النشر 6/ 63، النشر 2/ 389، المبسوط ص 441، الغاية ص 277، السبعة ص 644، التيسير ص 212، إعراب القرآن 3/ 470، حجة القراءات ص 715).
(2)
سبق قريبًا.
(3)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه. وما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم، وقد ذكرنا شاهده بأعلى.
(4)
إذا وقعت الهمزة مفتوحة بعد مكسور فقرأها أبو جعفر بالإبدال ياء {خَاسِئًا} بالملك: 4، وفي {رِئَاءَ النَّاسِ} البقرة: 264، والنساء: 38، والأنفال: 47، وفي {نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} بالمزمل: 6 وفي {شَانِئَكَ} بالكوثر: 3، وفي {اسْتُهْزِئَ} بالأنعام: 10، والرعد: 32، والأنبياء: 41، وفي {قُرِئَ} بالأعراف: 204، والإنشقاق: 21، {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} بالنحل: 26، والعنكبوت: 58، و {لَيُبَطِّئَنَّ} بالنساء: 72، و {مُلِئَتْ} بالجن: 8، و {خَاطِئَةٍ} و {بِالْخَاطِئَةِ} و {مِائَةَ} و {فِئَةٍ} وتثنيتهما واختلف عنه في {مَوْطِئًا} من روايتيه جميعًا كما يفهم من النشر ووافقه الأصبهاني من ورش في {خَاسِئًا} و {نَاشِئَةَ} و {مُلِئَتْ} و {وَزَادَهُ} {فَبِأَيِّ} واختلف عنه. فيما تجرد عن الفاء نحو {بِأَيِّ أَرْضٍ} {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 78).
وكذلك يفعل حمزة في الوقف دون الوصل
(1)
.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا} [5]، قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف، وهشام، وابن ذكوان -بخلاف عنه-: بإدغام دال (قد) في الزاي.
والباقون بالإظهار
(2)
.
قوله تعالى: {وَهِيَ تَفُورُ} [7]، قرأ أبو عمرو، وقالون، والكسائي، وأبو جعفر:
بإسكان الهاء
(3)
.
والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {تَكَادُ تَمَيَّزُ} [8]، قرأ البزي في الوصل: بتشديد التاء الفوقية، والباقون بالتخفيف، وأدغم أبو عمرو ويعقوب -بخلاف عنهما-: الدال في التاء
(4)
، والباقون بالإظهار.
قوله تعالى: {قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ} [9] قرأ نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار دال "قَدْ" عند الجيم، والباقون بالإدغام
(5)
.
(1)
وهذه قاعدة عند حمزة عند الوقف، وهي أنه إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد ضمة نحو {مِائَةٍ} ، و {نَاشِئَةٍ} و {مُلِئَتْ} و {يُؤْذَنُ} ، و {الْفُؤَادُ} فيصير "مِيَهْ، نَاشِيَه، مُلِيَت، يُوَذّنُ، الفُواد"، قال ابن الجزري:
وبعد كسرة وضمّ أبدلا
…
إن فتحت ياء وواوًا مسجلا
(2)
سبق قريبًا.
(3)
سبق قريبًا.
(4)
تدغم الدال في عشرة أحرف هي السين والذال والضاد والتاء والشين والثاء والظاء والزاي والصاد والحاء وذلك إذا تحرك ما قبلها بأي حركة تحركت هي أو سكن ما قبلها وانضمت هي أو انكسرت فقط أو انفتحت مع التاء، وأقسام المدغمة بالنسبة لما قبلها ثلاثة أقسام منها: ما لاقته بعد متحرك وساكن وهو أربعة منها: التاء: في {الْمَسَاجِدِ تِلْكَ} {الصَّيْدِ تَنَالُهُ} {كَادَ تزِيغُ} {بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} {تَكَادُ تَمَيَّزُ} وذلك لتشاركهما في المخرج وتجانسهما في الشدة والانفتاح والاستفال. قال ابن الجزري:
والدال في عشر (سـ) ـنا (ذ) ا ضق ترى
…
(شـ) ـد (ثـ) ـق (ز) د (صـ) ـف (جـ) ـنا
إلا بفتح عن سكون غير تا
(شرح طيبة النشر 2/ 92).
(5)
علة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 144، وشرح طيبة النشر 3/ 8).
وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف
(1)
. والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {فَسُحْقًا} [11] قرأ ابن جماز، والكسائي، وابن وردان -بخلاف عنهما- برفع الحاء.
والباقون بالإسكان
(2)
.
قوله تعالى: {وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} {أَأَمِنْتُمْ} [16]، قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الهمزة الأولى، وتسهيل الثانية
(3)
، وأدخل بينهما ألفًا: قالون وأبو عمرو وأبو جعفر
(4)
، أما هشام: فله التسهيل والتحقيق مع الإدخال، والباقون بتحقيقهما من غير إدخال
(5)
وإذا وصل قنبل {وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} بـ {أَأَمِنْتُمْ} ، أبدل الهمزة واوًا.
قوله تعالى: {مَنْ فِي السَّمَاءِ أَن} {مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ} [16 - 17] قرأ نافع، وابن
(1)
ومعه هشام بخلاف عنه.
(2)
سبق التوجيه قريبًا في {نُكْرًا} قال ابن الجزري:
سحقا (ذ) ق وخلفا (ر) م (خـ) ـلا
(3)
قال ابن الجزري:
ثانيهما سهل غنى حرم حلا
…
وخلف ذي الفتح لوى أبدل جلا
خلف
وحجة ذلك أن الاستثقال مع التخفيف باق، إذ المخففة بزنتها محققة، وحجة هؤلاء من خفف الهمزة الثانية هو استثقال الهمزة المفردة فتكريرها أعظم استثقالًا وعليه أكثر العرب. وأيضًا لما رأى أن العرب وكل القراء قد خففوا الهمزة الثانية إذا كانت ثانية استثقالًا كان تخفيفها إذا كانت متحركة أولى، لأن المتحرك أفوى من الساكن وأثقل.
(انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 73، والنشر 1/ 359).
(4)
قال ابن الجزري:
والمد قبل الفتح والكسر حجر
…
(بـ) ـن (ثـ) ـق له الخلف وقبل الضم (ثـ) ـر
(5)
وحجة من حقق الهمزتين في كلمة: أنه لما رأى الأولى في تقدير الانفصال من الثانية ورآها داخلة على الثانية قبل أن لم تكن حقق كما يحقق ما هو من كلمتين وحسن ذلك عنده لأنه الأصل، وزاده قوة أن أكثر هذا النوع بعد الهمزة الثانية فيه ساكن فلو خفف الثانية التي قبل الساكن لقرب ذلك من اجتماع ساكنين لاسيما على مذهب من يبدل الثانية ألفًا، فلما خاف اجتماع الساكنين حقق ليسلم من ذلك (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 73، والتيسير ص 32).
كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس -في الوصل-: بإبدال الثانية ياء، والباقون بالتحقيق فيهما، وإذا وقف حمزة، وهشام على الهمزة الأولى، أبدلاها ألفًا مع المد والتوسط والقصر، وعن ورش، وقنبل -أيضًا- إبدال الهمزة الثانية حرف مد.
قوله تعالى: {كَيْفَ نَذِيرِ} [17]{فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} [18] قرأ ورش بإثبات الياء بعد الراء فيهما وصلًا، وأثبتها فيهما في الوقف والوصل: يعقوب
(1)
، والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا.
قوله تعالى: {يَنْصُرُكُمْ مِنْ} [20] قرأ أبو عمرو بإسكان الراء، وعنه -أيضًا- اختلاس ضمة الراء، وعن الدوري إتمام الضمة أيضًا، والباقون بإتمام ضمة الراء
(2)
.
قوله تعالى: {سِيئَتْ} [27] قرأ نافع، وابن عامر، والكسائي، وأبو جعفر، ورويس: بضم السين
(3)
، والباقون بالكسر.
(1)
قرأ يعقوب بإثبات الياء في الحالين على أصله في سبع عشرة كلمة، ووافقه غيره وهذه الكلمات هي:{دعائي} و {التلاقي} و {التنادي} و {أكرمني} و {أهانني} و {ويسري} و {بالوادي} و {المتعالي} و {وعيدي} و {نذيري} و {نكيري} و {يكذبوني} و {ينقذوني} و {لترديني} و {فاعتزلوني} و {ترجموني} و {ونذري} . أما {نذيري} بالملك: 17؛ فقرأ ورش بإثبات الياء في التسع كلمات وصلًا ويعقوب على أصله بإثباتها في الحالين؛ فهذه سبع عشرة كلمة وافق فيها هؤلاء يعقوب على ما تقرر وما بقي من رؤوس الآي اختص بإثبات الياء فيه في الحالين يعقوب، قال ابن الجزري:
وعيد ونذر
يكذبون قال مع نذيري
…
فاعتزلوني ترجموا نكيري
تردين ينقذون (جـ) ـود
وقال:
وقف (ثـ) ـنا وكل رؤوس الآي (ظـ) ـل
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة كشر 1/ 156).
(2)
المعروف أن للدوري ثلاثة أوجه: الإشمام والاختلاس والإسكان، وأما السوسي فليس له سوى وجهين فقط، وهما إسكان الراء، واختلاسها، قال ابن الجزري:
بارئكم يأمركم ينصركم
…
يأمرهم تأمرهم يشعركم
سكن أو اختلس (حـ) ـلا والخلف (طـ) ـب
(3)
وهو ما يعرف بالإشمام. فقد أشم {سِيئَتْ} نافع وابن عامر والكسائي وأبو جعفر ورويس ويوقف عليها =
قوله تعالى: {وَقِيلَ هَذَا} [27] قرأ هشام، والكسائي، ورويس: بضم القاف
(1)
، والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ} [27] قرأ يعقوب بإسكان الدال
(2)
، والباقون بفتحها مشددة
(3)
.
قوله تعالى: {أَرَأَيْتُمْ إِنْ} [30] قرأ نافع، وأبو جعفر: بتسهيل الهمزة بعد الراء، وعن ورش -أيضًا- إبدالها ألفًا، وأسقطها الكسائي
(4)
، والباقون بالتحقيق، وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة كنافع، وهو على أصله بالسكت قبل الهمزة والنقل وتركه.
قوله تعالى: {إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ} [30] قرأ حمزة -في الوصل-: بإسكان الياء
(5)
،
= لحمزة بالنقل على القياس وبالبدل مع الإدغام عند من ألحقه بالزائد وأما بين بين فضعيف (ينظر إتحاف فضلاء البشر فى القراءات الأربعة عشر 1/ 551).
(1)
أي بالإشمام وهو عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {وَجِيءَ} و {وَحِيلَ} {وَسِيقَ}) و {سِيءَ} (انظر: المبسوط ص 127، والغاية ص 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص 129).
(2)
قال ابن الجزري:
وتدَّعو تدعوا (ظـ) ـهر
ووجه قراءة يعقوب: أنه مضارع دعا (شرح طيبة النشر 6/ 63، النشر 2/ 389، المبسوط ص 442، الغاية ص 277، إتحاف فضلاء البشر 1/ 420).
(3)
ووجه القراءة: أنها مضارع ادعى.
(4)
سبق قريبًا، قال ابن الجزري:
أريت كلا (ر) م وسهلها (مدا)
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 79، شرح طيبة النشر 4/ 287).
(5)
إذا جاء بعد الياء همزة الوصل المصاحبة للام -والواقع منها اثنان وثلاثون- فإن حمزة يسكنها كلها حمزة على أصله، وسكن ابن عامر موافقة لحمزة {عن آياتي الذين} بالأعراف: 146، وسكن حفص كذلك {عَهْدِي الظَّالِمِينَ} بالبقرة: 124، وسكن ابن عامر وحمزة والكسائي وكذا روح كذلك {قل لعبادي الذين} بإبراهيم: 31، وسكن أبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف كذلك {ياعبادي الذين} بالعنكبوت: 56، والزمر: 53، قال ابن الجزري:
وعند لام العرف أربع عشرت
ربي الذي حرم ربي مسني
…
الآخران آتان مع أهلكني
أرادني عبادي الأنبيا سبا
…
(فـ) ـز =
والباقون بفتحها، ومن فتحها فخم لام الاسم الجليل، ومن سكنها، أسقطها ورقق اللام.
قوله تعالى: {وَمَنْ مَعِيَ أَوْ} [28] قرأ شعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب -في الوصل-: بإسكان الياء
(1)
، والباقون بفتحها.
قوله تعالى: {فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ} [28] قرأ أبو عمرو، والدوري -عن الكسائي- ورويس، وابن ذكوان -بخلاف عنه-: بإمالة الألف بعد الكاف محضة
(2)
، وقرأ ورش بالإمالة بين بين
(3)
.
والباقون بالفتح
(4)
.
قوله تعالى: {فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ} [29] قرأ الكسائي بالياء التحتية بعد السين
(5)
والباقون بالتاء الفوقية
(6)
.
= (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 148).
(1)
اختلف القراء في خمسة وثلاثين موضعًا في ياءات الإضافة؛ فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وكذا أبو جعفر وحفص بفتح {مَعِيَ} بالتوبة: 83، والملك: 28، قال ابن الجزري:
وافق في معي (عـ) ـلا (كـ) ـفؤ
(شرح طيبة النشر 3/ 264 - 271، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 145).
(2)
قال ابن الجزري:
.... .... ....
…
وكيف كافرين (جـ) ـاد وأمل
(تـ) ـب (جـ) ز (مـ) ـنا خلف
…
(غـ) ـلا وروح قل معهم بنمل
(انظر إتحاف فضلاء البشر ص 130، وابن مهران الأصبهاني في المبسوط ص 112).
(3)
المراد ورش من طريق الأزرق وحده دون الأصبهاني.
(4)
قال ابن الجزري في البشر (2/ 62): واختلف عن ابن ذكوان فأماله الصوري عنه وفتحه الأخفش، وأماله بين بين ورش من طريق الأزرق وفتحه الباقون، وانفرد بذلك صاحب العنوان عن الأزرق عن ورش فخالف سائر الناس عنه.
(5)
قال ابن الجزري:
سيعلمون (مـ) ـن (ر) جا
ووجه من قرأ بالغيب: أنه رده على من ذكر الغيبة المتقدم ذكرها. (النشر 2/ 389، شرح طيبة النشر 6/ 63، المبسوط ص 442، السبعة ص 644، التيسير ص 212، حجة القراءات ص 716).
(6)
وحجة من قرأ بالتاء: لتقدّم لفظ الخطاب، وتكرُّره في قوله:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ} "28 - 30" قبله بعده، وفي =
الأوجه التي بين الملك و ن
بين "الملك" و"نون" من قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ} [الملك: 30] إلى قوله تعالى: {بِمَجْنُونٍ} [ن: 2] ألف وجه، وستمائة وجه، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
وبيان ذلك:
قالون: ثلاثمائة وجه وستة وثلاثون وجهًا.
ورش: أربعمائة وجه وستة عشر وجهًا.
ابن كثير: أربعة وثمانون وجهًا.
الدوري: مائتا وجه وثمانية أوجه.
السوسي: مائة وجه وأربعة أوجه.
ابن عامر: مائة وجه وأربعة أوجه.
شعبة: أربعة وثمانون وجهًا.
حفص: أربعة وثمانون وجهًا.
خلف: ثمانية أوجه.
خلاد: أربعة أوجه.
الكسائي: أربعة وثمانون وجهًا.
= قوله: {جُنْدٌ لَكُمْ} ، و {يَنْصُرُكُمْ} "20"، و {يَرْزُقُكُمْ} "21"، وقي قوله:{أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ} "23"، وقوله:{مَا تَشْكُرُونَ} وفي قوله: {ذَرَأَكُمْ} و {وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} ، وفي قوله:{كُنْتُمْ} وكلّهم قرأ الأول بالتاء، وهو قوله:{فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ} "17"(الكشف عن وجوه القراءات 2/ 329، النشر 2/ 389، شرح طيبة النشر 6/ 63، المبسوط ص 442، السبعة ص 644، التيسير ص 212، حجة القراءات ص 716).
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
أبو جعفر: أربعة وثمانون وجهًا.
يعقوب: مائتا وجه وثمانية أوجه مندرجة مع الدوري.
خلف أربعة أوجه مندرجة مع ابن عامر.
(سُورَةُ القَلَمِ)
(1)
قوله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ} [1] قرأ الكسائي، ويعقوب، وخلف، وهشام: بإدغام النون في الواو، واختلف فيه عن ورش، وعاصم، والبزي، وابن ذكوان، والباقون بالإظهار
(2)
.
قوله تعالى: {وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [7]{وَهُوَ مَكْظُومٌ} [48]{وَهُوَ مَذْمُومٌ} [49] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء
(3)
، والباقون بالضم، وأخفى الميم عند الباء: أبو عمرو، ويعقوب -بخلاف عنهما- بعد تسكينها، والباقون بضم الميم.
قوله تعالى: {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ} [14] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي وحفص، وخلف: بهمزة واحدة مفتوحة؛ على الخبر
(4)
، والباقون بهمزتين مفتوحتين
(1)
هي سورة مكية. آياتها اثنتان وخمسون آية باتفاق (شرح طيبة النشر 6/ 65).
(2)
تدغم النون في الواو من {ن وَالْقَلَمِ} القلم: 1، فقرأ قالون وقنبل وأبو عمرو وحمزة وكذا أبو جعفر بالإظهار، وقرأ هشام والكسائي وكذا يعقوب وخلف بالإدغام واختلف عن ورش والبزي وابن ذكوان وعاصم فالإدغام لورش من طريق الأزرق في التجريد وغيره والإظهار في العنوان وغيره والوجهان في الشاطبية وغيرها، والخلاف عن البزي وابن ذكوان وعاصم كالخلاف في {يس} سواء إلا أن سبط الخياط قطع لأبي بكر من طريق العليمي بالإدغام هنا والإظهار في يس ولم يفرق غيره بينهما، قال ابن الجزري:
ويس روى (ظـ) ـعن (لـ) ـوا والخلف (مـ) ـز (نـ) ـل (إ) ذ (هـ) ـوى
كنون لا قالون
(شرح طيبة النشر 3/ 28 - 30، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 45).
(3)
سبق بيان ما في [{وَهُوَ}، {فَهُوَ}، {وَهِىَ}، {فَهِىَ}، {لَهِىَ}](انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).
(4)
قال ابن الجزري:
يخبر أن كان (روى)
…
(ا) علم (حبر)(عـ) ـد
وحجة من قرأ بهمزة واحدة أنه لمّا علِم أن الكلام ليس باستخبار لم يأت بلفظ يدلّ على الاستخبار، =
على الاستفهام
(1)
، وسهل الثانية: ابن عامر، وأبو جعفر، ورويس، ومن بقي من المستفهمين بتحقيقهما، وأدخل بينهما ألفًا: أبو جعفر، وهشام، بخلاف عنه.
قوله تعالى: {أَنِ اغْدُوا} [22] قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب -في الوصل-: بكسر النون، والباقون بالضم
(2)
.
= فـ (أن) في موضع نصب بفعل مضمر، دلّ عليه الكلام تقديره الجحد: لأَنْ كان، أو أتَكفرُ لأَنْ كان. ولا يعمل في (أن){تُتْلَى} ولا {قَالَ} ، لأن {إِذَا} مضافة إلى {تُتْلَى} ، ولا يعمل المضاف إليه فيما قبل المضاف، ولأن {قَالَ} جواب الشرط، ولا يعمل الجواب فيما قبل الشرط، لأن حكم العامل أن يكون قبل المعمول فيه، وحكمُ جواب الشرط أن يكون بعده، والشيء إذا كان في رتبته وموضعه لم يُنوَ بهِ غير موضعه، لو قلت: القتال زيدًا حين يضرب، فنصبت "زيدًا" بـ"يضرب" لم يجز، لأن "حين" مضافة إلى "يضرب" ولا يَعمل المضاف إليه فيما قبل المضاف، لأنه في موضعه ورتبته، فلا يُنوى به غير موضعه. (شرح طيبة النشر 2/ 227).
(1)
وحجة من قرأ بهمزتين أنه أدخلَ فيه الاستفهام على معنى التوبيخ والتقدير للمخبَر عنه، أنه يقول في آيات الله: أساطير الأولين، فهو أبينُ في توبيخه وتقريره على كفره، وكذلك مَن مدَّه، إلّا أنه استثقل الجمع بين همزتين محقَّقتين، فخفّف الثانية بين بين، وأدخل بينهما ألفًا للفصل بين الهمزتين، لأن المخفّفة بزنتها محقّقة كما فعل في {أَأَنْذَرْتَهُمْ} وشبهه (النشر 1/ 367، السبعة ص 646، التيسير ص 213، إيضاح الوقف والابتداء 943، وزاد المسير 8/ 333، وتفسير القرطبي 18/ 236، وتفسير النسفي 4/ 280، وكتاب سيبويه 1/ 557).
(2)
اختلف في {فَمَنِ اضْطُرَّ} وبابه مما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة ويبدأ الفعل الذي يلي الساكن الأول بالضم وأول الساكنين أحد حروف (لتنود) والتنوين فاللام نحو {قُلِ ادْعُوا} والتاء نحو {وَقَالَتِ اخْرُجْ} والنون نحو {فَمَنِ اضْطُرَّ} {أَنِ اغْدُوا} والواو نحو {أَوِ ادْعُوا} والدال نحو {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ} والتنوين نحو {فَتِيلًا (49) انْظُرْ} فأبو عمرو بكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التقاء الساكنين، قال ابن الجزري:
والساكن الأول ضم
لضم همز الوصل واكسره (نـ) ما
…
(فـ) ـز غير قل (حـ) ـلا وغير أو (حـ) ـما
والخلف في التنوين (مـ) ـز وإن يجر (ز) ن خلفه
والحجة لمن ضم أنه لما احتاج إلى حركة هذه الحروف كره الخروج من كسر إلى ضم فأتبع الضم الضم ليأتي باللفظ من موضع واحد، فإن قيل: فلم وافقهم أبو عمرو على الكسر إلا في الواو واللام وحدهما؟ فقل: لما احتاج إلى حركة الواو حركها بحركة هي منها لأن الضم فيها أسهل من الكسر ودليله قوله اشتروا الضلالة بالهدى. فإن قيل: فما حجة ابن عامر في ضم التنوين؟ فقل: الحجة له أن التنوين حركة لا تثبت خطًّا ولا يوقف عليه فكانت الحركة بما بعده أولى من الكسر (التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 198، السبعة ص 174، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 92).
قوله تعالى: {أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا} [24]{أَنْ} هنا مقطوعة عن {لَا} .
قوله تعالى: {بَلْ نَحْنُ} [27] قرأ الكسائي بإدغام اللام في النون، والباقون بالإظهار.
قوله تعالى: {أَنْ يُبْدِلَنَا} [32] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بفتح الباء الموحدة وتشديد الدال، والباقون بإسكان الباء وتخفيف الدال.
قوله ئعالى: {لَمَا تَخَيَّرُونَ} [38] قرأ البزي -في الوصل-: بتشديد التاء الفوقية قبل الخاء
(1)
، والباقون بالتخفيف.
قوله تعالى: {الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ} [44] قرأ أبو عمرو، ويعقوب -بخلاف عنهما-: بإدغام الثاء المثلثة في السين
(2)
، والباقون بالإظهار.
قوله تعالى: {لَيُزْلِقُونَكَ} [51] قرأ نافع، وأبو جعفر: بفتح الياء التحتية قبل الزاي
(3)
(1)
اختلف في تشديد تاء الفعل والتفعل الواقعة في أوائل الأفعال المستقبلة إذا حسن معها تاء أخرى وقد سبق بيان ذلك قريبًا (شرح طيبة النشر 4/ 121، 122، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 314، النشر 2/ 232، التيسير ص 83، 84، التبصرة ص 446، المبسوط ص 152).
(2)
يدغم أبو عمرو ويعقوب الثاء إذا وليها خمسة حروف هي السين والذال والضاد والتاء والشين، وهي التي ذكرها ابن الجزري بقوله:
(سـ) ـنا (ذا)(ضـ) ـق (تـ) ـرى (شـ) ـد
إلى أن قال:
ولثا الخمس الأول
فإذا جاء حرف من هذه الأحرف بعد الثاء وما قبل الثاء سكن عدا السبن فساكن ومتحرك، فإن أبا عمرو ويعقوب يدغمان الثاء في الحرف التالي، والواقع منه:{حَيْثُ سَكَنْتُمْ} {الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ} {الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا} {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ} {وَالْحَرْثِ ذَلِكَ} {حَدِيثُ ضَيْفِ} {حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} {الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ} {حَيْثُ شِئْتُمَا} {حَيْثُ شِئْتُمْ} ، {ثَلَاثِ شُعَبٍ} ، قال ابن الجزري:
(شرح طيبة النشر 2/ 99).
(3)
قال ابن الجزري:
يزلق ضم غير (مـ) ـدا
وحجة من قرأ بفتح الياء: أنه من "زلق"(النشر 2/ 389، المبسوط ص 443، الغاية ص 278، السبعة ص 647، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 332).
والباقون بالضم
(1)
.
(1)
وحجة من قرأ بضمّ الياء: أنه جعله من "أَزلق"، وهذا فعل يتعدّى إذا استعملته على "فعَل يفعُل" بفتح العين في الماضي، فإن استعملته بلغة أخرى وهي "زلِق يزلَق" بكسر العين في الماضي لم يتعدّ، كما يقال: شَتِرت عينه وشتَرتُها، وحزِن الرجل وحزَنته، كذلك تقول: زلِق الرجل وزلَقته. وإذا كان من "أزلق" فهو متعدّ بلا اختلاف، والخليل يذهب إلى أن معنى "شترته وحزنته" جعلت له شترًا وحزنًا، كقولك: دهنته وكحلته، إذا جعلت ذلك فيه. ومعنى {لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ} ، ليصيبونك بالعين، وقيل: معناه "لينظرون إليك نظر البغضاء". قيل: كانوا ينظرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالعداوة والبغضاء حتى كادوا يشقّونه بنظرهم (النشر 2/ 389، المبسوط ص 443، الغاية ص 278، السبعة ص 647، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 332، زاد المسير 8/ 343، وتفسير غريب القرآن 482، وتفسير ابن كثير 4/ 409).
الأوجه التي بين نون والحاقة
بين "نون" و"الحاقة" من قوله تعالى: {وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ} [نون: 52] إلى قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ} [الحاقة: 3] مائتا وجه وأربعة وعشرون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: اثنان وثلاثون وجهًا.
ورش: عشرون وجهًا.
ابن كثير: ستة عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: أربعون وجهًا.
هشام: عشرون وجهًا.
ابن ذكوان: أربعون وجهًا منها عشرون وجهًا مع هشام.
شعبة: ستة عشر وجهًا.
حفص: ستة عشر وجهًا.
حمزة: وجه واحد.
الكسائي: اثنان وثلاثون وجهًا مندرجة مع ابن ذكوان.
أبو جعفر: ستة عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
يعقوب: ثلاثة وأربعون وجهًا.
خلف: وجه واحد مندرج مع ابن ذكوان.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورَةُ الْحَاقّةِ)
(1)
قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ} [3]، قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة، واختلف عن ابن ذكوان، وشعبة
(2)
، وقرأ ورش بالإمالة بين بين
(3)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ} [4] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإدغام التاء في الثاء المثلثة
(4)
، والباقون بالإظهار.
(1)
هي سورة مكية. آياتها خمسون آية بالبصري والدمشقي، واثنتان وخمسون في غيرهما (شرح طيبة النشر 66).
(2)
فأمالها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد قرأ هؤلاء بإمالة كل ألف يائية أو مؤنثة أو للإلحاق متطرفة لفظًا أو تقديرًا، قبلها راء مباشرة، لفظًا عينًا كانت أو فاء نحو {وَمَا أَدْرَاكَ} ، قال ابن الجزري:
أمل ذوات الياء في الكل شفا
وقال:
وفيما بعد راء حط ملا خلف
(شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، التيسير ص 46، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 107).
(3)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(4)
اختلف في تاء التأنيث عند ستة أحرف وهي: الجيم والظاء المعجمتان، والثاء المثلثة وحروف الصفير الثلاثة، أما التاء مع الجيم مثل {نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ} ، و {وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} ، وأما التاء مع الظاء مثل {حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا} و {حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا} و {كَانَتْ ظَالِمَةً} ، وأما التاء مع الثاء فمثل:{بَعِدَتْ ثَمُودُ} {كَذَّبَتْ ثَمُودُ} و {رَحُبَتْ ثُمَّ} ، وأما التاء مع الزاي مثل {خَبَتْ زِدْنَاهُمْ} ، وأما التاء مع الصاد فمثل:{حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} ، و {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ} ، وأما التاء مع السين فنحو {أَنْبَتَتْ سَبْعَ} و {أَقَلَّتْ سَحَابًا} و {مَضَتْ سُنَّتُ} و {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ} و {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ} و {أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} اثنان بالتوبة واثنان بمحمد و {وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ} و {فَكَانَتْ سَرَابًا} ، فأدغم هذه الستة حمزة والكسائي وأبو عمرو وورش من طريق الأزرق عنه فعنه، وخالف البزار فيها جميعًا عدا الثاء، واختلف عن هشام في تاء التأنيث مع السين والجيم والزاي؛ فروى الإدغام فيها الداجوني عن شيخه عن ابن نفيس، ومن طريق الطرسوسي كلاهما عن السامري عنه، وبه قطع لهشام وحده في العنوان والتجريد، وأظهرها عن الحلواني من جميع طرقه إلا من طريق أبي العز، قال ابن الجزري: =
قوله تعالى: {فَتَرَى الْقَوْمَ} [7] قرأ السوسيُّ بإمالة الألف بعد الراء، في الوصل -بخلاف عنه
(1)
- والباقون بالفتح، وأما في الوقف: فوقف بالإمالة محضة: أبو عمرو وحمزة، والكسائي، وخلف
(2)
، ووقف ورش بالإمالة بين بين، وعن قالون الفتح وبين اللفظين
(3)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {فَهَلْ تَرَى} [8] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإدغام اللام في التاء، والباقون بالإظهار، وأمال الألف المنقلبة بعد الراء محضة: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف، وأمالها ورش بين بين، وعن قالون الفتح وبين اللفظين، والباقون بالفتح
(4)
.
قوله تعالى: {وَجَاءَ فِرْعَوْنُ} [9] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم
(5)
، والباقون بالفتح.
وإذا وقف حمزة وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
قوله تعالى: {وَمَنْ قَبْلَهُ} [9] قرأ أبو عمرو، والكسائي، ويعقوب: بكسر القاف
= وتاء تأنيث بجيم الظا وثا
…
مع الصفير ادغم (رضي)(حـ) ـــــزو (جـ) ــــثا
بالظا وبزار بغير الثا و (كـ) ــــــــم
…
بالصاد والظا وسجز خلف (لـ) ــزم
كهدمت والثا (لـ) ـــنا والخلف (مـ) ـــل
…
مع أنبتت لا وجبت وإن نقل
(شرح طيبة النشر 3/ 11، 12).
(1)
هناك قاعدة مطردة تخص السوسي في هذه المسألة، وهي أنه يقرأ كالجماعة وقفًا، وأما وصلًا فله الوجهان: الفتح والإمالة، قال ابن الجزري:
........
…
بل قبل ساكن بما أصل قف
وخلف كالقرى التي وصلا يصف
(2)
وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد ذكر في {وَمَا أَدْرَاكَ} .
(3)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه. وما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.
(4)
انظر سابقه.
(5)
اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {زَادَهُ} و {خَابَ} في طه: 61، فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.
وفتح الباء الموحدة
(1)
، والباقون بفتح القاف وإسكان الباء
(2)
.
قوله تعالى: {وَالْمُؤْتَفِكَاتُ} [9] قرأ أبو جعفر، وورش، وأبو عمرو -بخلاف عنه-: بإبدال الهمزة واوًا، والباقون بالهمز
(3)
.
قوله تعالى: {بِالْخَاطِئَةِ} [9] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياء وصلًا ووقفًا
(4)
.
وأبدلها حمزة وقفًا لا وصلًا
(5)
.
والباقون بالهمز، والكسائي على أصله بالإمالة في الوقف.
قوله تعالى: {أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [12] قرأ نافع بإسكان الذال
(6)
، والباقون بالرفع
(7)
.
قوله تعالى: {فَهِيَ} [16] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء، والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {لَا تَخْفَى} [18] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالياء التحتية
(8)
(1)
قال ابن الجزري:
وقبله (حما)(ر) سم
…
كسرا وتحريكا
وحجة من قرأ بكسر القاف وفتح الباء، على معنى: ومن معه، أي: ومَن تبعه من أصحابه، ويقوّي ذلك أنّ في قراءة أُبَيّ "ومن معه" وأصل "قبل" أنها تُستعمل لِما وَلي الشيء.
(2)
وحجة من قرأ بفتح القاف وإسكان الباء، على معنى "ومَن تقدَّمه منِ الأمم الماضية الكافرة"(شرح طيبة النشر 6/ 66، النشر 2/ 389، المبسوط ص 444، السبعة ص 648، التيسير ص 213، إعراب القراءات 3/ 469، زاد المسير 8/ 347، وتفسير ابن كثير 4/ 413، وتفسير النسفي 4/ 286).
(3)
أغفل المصنف خلاف قالون فلم يذكره فقد ذكر ابن الجزري له الإسكان والإبدال في قوله:
وافق في مؤتفك بالخلف (بـ) ــر
(4)
سبق قريبًا.
(5)
قال ابن الجزري:
فإن يسكن بالذي قبل أبدل
(6)
ووجه القراءة: أنه على التخفيف؛ لاجتماع ضمتين لازمتين كطُنُب وطُنْب، وعُنُق وعنْق (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 503، زاد المسير 3/ 461).
(7)
ووجه القراءة: أنهم جعلوها على الأصل (الكشف عن وجوه القراءات 1/ 503، غيث النفع ص 372).
(8)
قال ابن الجزري:
ولا يخفى (شفا) =
والباقون بالتاء الفوقية
(1)
.
قوله تعالى: {فَهُوَ} [21] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء
(2)
، والباقون بالضم.
قوله تعالى: {كِتَابِيَهْ} [25]{حِسَابِيَهْ} [26]{مَالِيَهْ} [28]{سُلْطَانِيَهْ} [29] قرأ يعقوب بحذف الهاء في الوصل، ووافقه حمزة في {مَالِيَهْ} و {سُلْطَانِيَهْ}
(3)
.
قوله تعالى: {إِلَّا الْخَاطِئُونَ} [37] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياء
(4)
، وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة كالواو، وعنه -أيضًا- إبدالها ياء، وعنه أيضًا إلقاء حركتها على الطاء وحذفها، والباقون بهمزة مضمومة.
قوله تعالى: {قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ} [41]{قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [42] قرأ ابن كثير، ويعقوب، وابن عامر -بخلاف عن ابن ذكوان-: بالياء التحتية فيهما، والباقون بالتاء الفوقية.
= وحجة من قرأ بالياء: أنه للتفرقة بين المؤنث وفعله بـ {مِنْكُمْ} ، ولأنه تأنيث غير حقيقي، ولأنه بمعنى "لا يخفى منكم خافٍ"، فـ"خافية وخاف" سواء.
(شرح طيبة النشر 6/ 66، النشر 2/ 389، الغاية ص 279، حجة القراءات ص 718).
(1)
وحجة من قرأ بالتاء لتأنيث لفظ "الخافية". فهو ظاهر اللفظ (شرح طيبة النشر 6/ 66، النشر 2/ 389، الغاية ص 279، حجة القراءات ص 718، السبعة ص 648، التيسير ص 213).
(2)
سبق قريبًا.
(3)
حذف حمزة ويعقوب الهاء من {سُلْطَانِيَهْ} و {مَالِيَهْ} و {مَاهِيَهْ} وصلًا وأثبتاها وقفًا، وأما {كِتَابِيَهْ} و {حِسَابِيَهْ} فحذف الهاء فيهما وصلًا وأثبثها وقفًا يعقوب، قال ابن الجزري:
سلطانيه وماليه وماهيه
…
(فـ) ــــــي (ظـ) ـــــــاهر كتابيه حسابيه
(ظـ) ـن
(شرح طيبة النشر 3/ 237، 238).
(4)
يحذف أبو جعفر الهمزة في {مُتَّكِئُونَ} ، و {وَالصَّابِئُونَ} ، و {الْخَاطِئُونَ} ، و {خَاطِئِينَ} و {الْمُسْتَهْزِئِينَ} حيث وقعت، وواففه نافع في {وَالصَّابِئِينَ} وعلة عدم الهمز إما أن تكون للتخفيف على البدل، فأبدل منها ياء مضمومة أو واوًا مضمومة في الرفع، فلما انضمت الياء إلى الواو ألقى الحركة على الياء استثقالًا للضم على حرف علة فاجتمع حرفان ساكنان فحذف الأول لالتقاء الساكنين (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 246، التيسير ص 74، وشرح النويري على طيبة النشر 4/ 33).
وخفف الذال: حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف
(1)
، والباقون بالتشديد
(2)
.
قوله تعالى: {عَلَى الْكَافِرِينَ} [50] قرأ أبو عمرو، والدوري -عن الكسائي- ورويس، وابن ذكوان -بخلاف عنه-: بالإمالة محضة
(3)
، وقرأ ورش بالإمالة بين بين
(4)
، والباقون بالفتح
(5)
.
(1)
قرأ المذكورون بتخفيف لفظ {تَذْكُرون} المضارع المرسوم بتاء واحدة حيث وقع، قال ابن الجزري:
تذكرون (صحب) خففا
(شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).
(2)
ووجه التشديد: أن أصله تتذكرون بتاء المضارعة وتاء التفعيل، ومعناه هنا حصول الفعل بالتراخي والتكرار فخفف بإدغام التاء (شرح طيبة النشر 4/ 287، النشر 2/ 266، المبسوط ص 204).
(3)
قال ابن الجزري:
وكيف كافرين (جـ) ـــــــاد وأمل
(تـ) ــــــــب (حـ) ــــــز (مـ) ـــــنا خلف
…
(غـ) ــــــــلا وروح قل معهم بنمل
ووجه الإمالة المحضة التناسب بين الألف وبين ترقيق الراء، وتنبيهًا على أن الكسرة تؤثر على غير الراء مع مجاورة أخرى ولزومها وكثرة الدور.
(4)
الصواب ورش من طريق الأزرق وحده دون الأصبهاني.
(5)
قال ابن الجزري في النشر (2/ 62) واختلف عن ابن ذكوان فأماله الصوري عنه وفتحه الأخفش، وأماله بين بين ورش من طريق الأزرق وفتحه الباقون.
الأوجه التي بين الحاقة والمعارج
بين {الْحَاقَّةُ} و {سَأَلَ سَائِلٌ} من قوله تعالى: {فَسَبِّحْ} [الحاقة: 52] إلى قوله تعالى: {لِلْكَافِرِينَ} [المعارج: 2] ستمائة وجه وثلاثون وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: ثلاثة وستون وجهًا.
ورش: ثمانية وسبعون وجهًا.
ابن كثير: ثلاثة وستون وجهًا.
أبو عمرو: ثمانية وسبعون وجهًا.
ابن عامر -بخلاف عن ابن ذكوان-: ثمانية وسبعون وجهًا.
عاصم: ثلاثة وستون وجهًا.
خلف: ثلاثة أوجه.
خلاد: ثلاثة أوجه.
أبو الحارث: ثلاثة وستون وجهًا.
الدوري -عن الكسائي-: ثلاثة وستون وجهًا.
أبو جعفر: ثلاثة وستون وجهًا مندرجة مع قالون.
رويس: ثمانية وسبعون وجهًا مندرجة مع أبي عمرو.
روح: ثمانية وسبعون وجهًا.
خلف: ثلاثة أوجه مندرجة مع أبي الحارث.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورَةُ الْمَعَارِجِ)
(1)
قوله تعالى: {سَأَلَ} [1] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر: بألف بعد السين من غير همز
(2)
، وسهل الهمزة من {سَائِلٌ} الأصبهاني
(3)
، والباقون بهمزة مفتوحة بعد السين.
قوله تعالى: {لِلْكَافِرِينَ} [2] قرأ أبو عمرو، والدوري -عن الكسائي- وابن ذكوان -بخلاف عنه-: بالإمالة محضة، وقرأ ورش بالإمالة بين بين
(4)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {ذِي الْمَعَارِجِ} [3]{تَعْرُجُ} [4] قرأ أبو عمرو، ويعقوب -بخلاف عنهما-: بإدغام الجيم في التاء
(5)
، والباقون بالإظهار.
وقرأ الكسائي {يَعْرُجُ} بالياء التحتية
(6)
.
(1)
هي سورة مكية. آياتها أربع وأربعون آية بلا خلاف (المبسوط ص 68).
(2)
قال ابن الجزري:
سال أبدل في سأل (عـ) ـم
ووجه القراءة: إما لأنه من سلت تسال، كخفت تخاف، فالعين واو، وألف سال منقلبة عنها، وإما لأنه من السيل كما حكى بعض المفسرين أنه إخبار عن واد في جهنم؛ فالألف بدل من ياء، مثل باع.
(شرح طيبة النشر 6/ 68، النشر 2/ 390، المبسوط ص 446، السبعة ص 650، الغاية ص 279).
(3)
هذه انفرادة لا يقرأ بها، قال ابن الجزري في النشر 2/ 290: وانفرد النهرواني عن الأصبهاني عن ورش بتسهيل {سَأَلَ} بين بين في هذا الموضع خاصة، وكذا رواه الخزاعي عن ابن فليح عن ابن كثير، وسائر الرواة عن الأصبهاني وعن ورش على خلافه، وكذا ذكر النويري في شرح طيبة النشر (6/ 96).
(4)
الصواب ورش من طريق الأزرق وحده دون الأصبهاني.
(5)
تدغم الجيم في موضعين لا ثالث لهما أحدهما: في الشين في {أَخْرَجَ شَطْأَهُ} على خلاف بين المدغمين، والثاني في التاء في {ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ} ، قال ابن الجزري في باب الإدغام الكبير:
الجيم صح من ذي المعارج وشطأه رجح
(إتحاف فضلاء البشر 1/ 34).
(6)
قال ابن الجزري:
تعرج ذكر (ر) م
وحجة من قرأ بالياء: على أن التأنيث مجازي (النشر 2/ 390، المبسوط ص 446، الغاية ص 279، شرح طيبة النشر 6/ 69، السبعة ص 650، إعراب القرآن 3/ 503).
والباقون بالتاء الفوقية
(1)
.
قوله تعالى: {وَلَا يَسْأَلُ} [10] قرأ أبو جعفر، والبزي -بخلاف عنه-: بضم الياء قبل السين
(2)
، والباقون بالفتح
(3)
.
قوله تعالى: {مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ} [11] قرأ نافع، والكسائي، وأبو جعفر: بفتح الميم
(4)
.
والباقون بالكسر
(5)
.
قوله تعالى: {الَّتِي تُؤْوِيهِ} [13] قرأ أبو جعفر، والأصبهاني: بإبدال الهمزة الساكنة
(1)
ووجه القراءة: أنها على الأصل.
(2)
قال ابن الجزري:
ويسأل اضمما (هـ) ــــل خلف (ثـ) ـــــــق
اختلف في {وَلَا يَسْأَلُ} فروي عن البزي من طريق ابن الحباب، قال الداني، وبه قرأت له من طريق ابن الحباب، وروى عنه أبو ربيعة الفتح، وهي رواية الخزاعي، وقرأ أبو جعفر بضم الياء مبنيًا للمفعول ونائبه {حَمِيمٌ} و {حَمِيمًا} نصب بنزع الخافض (شرح طيبة النشر 6/ 69، النشر 2/ 390، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 556، المبسوط ص 446، السبعة ص 650، حجة القراءات ص 722).
(3)
ووجه الفتح: أن معناه لا يسل عنه لشغله بنفسه ولا يسل الصديق عن الصديق ولا القريب عن القريب، فمن مقدرة أيضًا (شرح طيبة النشر 6/ 69، النشر 2/ 390، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 556، المبسوط ص 446، السبعة ص 650، حجة القراءات ص 722).
(4)
قال ابن الجزري:
يومئذ مع سأل فافتح (إ) ذ (ر) فا
…
(ثـ) ـــــــق نمل
جعلا "يوم" و"إذ" بمنزلة اسمين جعلا اسمًا واحدًا كقولك خمس عشرة وقيل إنما فتح لأن الإضافة لا تصح إلى الحروف ولا إلى الأفعال فلما كانت إضافة يوم إلى إذ غير محضة فتح وبني، وحجة من فتح: أنه بناه على الفتح؛ لإضافته إلى غير متمكن، وهو "إذ" وعامل اللفظ ولم يعامل تقدير الانفصال (النشر 2/ 289، شرح طيبة النشر 4/ 368، المبسوط ص 240، زاد المسير 4/ 126، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 344).
(5)
وحجة من كسر: أنهم أجروا الإضافة إلى يوم مجراها إلى سائر الأسماء فكسروا اليوم على الإضافة كما يكسر المضاف إليه من سائر الأسماء وعلامة الإضافة سقوط التنوين من خزي (النشر 2/ 289، شرح طيبة النشر 4/ 368، المبسوط ص 240، زاد المسير 4/ 126، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 344).
واوًا، وإدغامها في الواو التي بعدها، وحمزة يفعل ذلك في الوقف
(1)
، والباقون بالهمزة.
قوله تعالى: {نَزَّاعَةً} [16] قرأ حفص بنصب التاء بعد العين
(2)
، والباقون بالرفع
(3)
.
قوله تعالى: {لَظَى} {لِلشَّوَى} {وَتَوَلَّى} {فَأَوْعَى} [15 - 18] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: في الأربعة: بالإمالة محضة
(4)
، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين
(5)
، وقرأ أبو عمرو بالإمالة بين بين، والباقون بالفتح.
(1)
من المتوسط المضموم ما قبله {وَتُؤْوِي إِلَيْكَ} و {الَّتِي تُؤْوِيهِ} وقد كتبوها بواو واحدة خوف اجتماع المثلين كما فعلوه في نحو {دَاوُودَ} فابدل أبو جعفر همزة "تؤويه" واوًا ساكنة فجمع بين الواوين الأصلية والمبدلة بلا إدغام (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 556).
(2)
قال ابن الجزري:
ونزاعة نصب الرفع (عـ) ــــــــل
وحجة من نصب أنه جعله حالًا من {لَظَى} "15" لأنها معرفة، وهي حال مؤكدة فلذلك أتت حالًا من {لَظَى} ، و {لَظَى} لا تكون إلا نزاعة للشوى، وقد منع ذلك المُبرِّد، وهو جائز عند غيره، على ما ذكرنا من التأكيد، والعامل في {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى} ما دلّ عليه الكلام من معنى التَّلظّي، وقيل: نصبَها بإضمار فعل، على معنى: أعنيها نزاعة، فهي حال أيضًا من {لَظَى} لأن الهاء في "أعنيها" لـ {لَظَى} .
(3)
وحجة من رفع أنه يحتمل الرفع خمسة أوجه: الأول: أن تكون {لَظَى} خبرًا، و {نَزَّاعَةً} خبرًا ثانيًا، كما تقول: إنّ هذا حلوٌ حامضٌ. والثاني: أن تكون {لَظَى} في موضع نصب على البدل من الهاء، في {إِنَّهَا} ، و {نَزَّاعَةً} خبر "إن"، كما تقول: إن زيدًا أخاك قائم. والثالث: أن تكون {لَظَى} خبر "إن"، و {نَزَّاعَةً} بدلًا من {لَظَى} كأنه قال: إنها نزاعةٌ للشوى. والرابع: أن ترفع {نَزَّاعَةً} على إضمار مبتدأ، كأنك قلت: هي نزّاعةٌ للشوى. والخامس: أن تجعل الهاء في {إِنَّهَا} للقصة، و {لَظَى} مبتدأ، و {نَزَّاعَةً} خبر الابتداء، والجملة خبر "إن"(شرح طيبة النشر 6/ 69، النشر 2/ 390، الغاية ص 279، السبعة ص 650، حجة القراءات ص 723، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 335، التيسير 214، والنشر 2/ 374، وإيضاح الوقف والابتداء 948، وزاد المسير 8/ 361).
(4)
أمال حمزة والكسائي وخلف البزار جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:
وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه
…
وفتحهُ وما بياء رسمه
(النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).
(5)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، أما قالون فليس له إلا الفتح، قال ابن الجزري: =
قوله تعالى: {لِأَمَانَاتِهِمْ} [32] قرأ ابن كثير بغير ألف بين النون والتاء، على التوحيد
(1)
، والباقون بالألف على الجمع
(2)
.
قوله تعالى: {بِشَهَادَاتِهِمْ} [33] قرأ حفص، ويعقوب: بألف بين الدال والتاء، على الجمع
(3)
، والباقون بغير ألف؛ على التوحيد
(4)
.
قوله تعالى: {فَمَالِ الَّذِينَ} [36] الألف منفصلة؛ فوقف أبو عمرو على الألف قبل اللام، واختلف في ذلك عن الكسائي، ويعقوب -في الوقف- على الألف وعلى اللام، ووقف الباقون على اللام، والوقف على الألف أصح من الوقف على اللام، وعلى كل
= وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ـــــــف
…
وما به ها غير ذي الرا يختلف
مع ذات ياء مع أركهمو ورد
(1)
قال ابن الجزري:
أمانات معا وحد (د) عم
وحجته أنَّ المصدر يدلّ على القليل والكثير من جنسه بلفظ التوحيد، فآثر التوحيد لخفّته، ولأنه يدل على ما يدل عليه الجمع، ويقوي التوحيد أن بعده {وَعَهْدِهِمْ} ، وهو مصدر. وقد وَحّد إجماع من كثرة العهود واختلافها وتباينها.
(2)
وجه من جمع: لأن المصدر إذا اختلفت أجناسه وأنواعه جمع، والأمانات التي تلزم الناس مراعاتها كثيرة فجمع لكثرتها، وقد قال تعالى:{وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ} [المؤمنون: 63](النشر 2/ 328، شرح طيبة النشر 5/ 74، المبسوط ص 310، التيسير ص 158، السبعة ص 444، زاد المسير 5/ 461، تفسير النسفي 2/ 114).
(3)
قال ابن الجزري:
شهادة الجمع (ظـ) ــــــــما (عـ) ـــــد
ووجه من قرأ بالجمع، لكثرة الشهادات من الناس، ولأنه مضاف إلى جماعة، فحسُن أن يكون المضاف أيضًا جماعة (شرح طيبة النشر 6/ 70، النشر 2/ 390، الغاية ص 279، السبعة ص 650، حجة القراءات ص 723، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 335، التيسير 214).
(4)
وحجة من قرأ بالتوحيد، لأنه مصدر يدلّ على الكثير والقليل، فلفظه مُوحَّد (شرح طيبة النشر 6/ 69، النشر 2/ 390، الغاية ص 279، السبعة ص 650، حجة القراءات ص 723، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 335، التيسير 214، والنشر 2/ 374، وإيضاح الوقف والابتداء 948، وزاد المسير 8/ 361).
حال: إذا وقف على الألف أو على اللام، فلا يبتدأ إلا من أول الكلمة؛ لأن لام الجر لها تعلُّق بما قبلها
(1)
.
قوله تعالى: {حَتَّى يُلَاقُوا} [42] قرأ أبو جعفر بفتح الياء التحتية وإسكان اللام وفتح القاف
(2)
، والباقون بضم الياء التحتية وفتح اللام وبعدها ألف وضم القاف
(3)
.
قوله تعالى: {إِلَى نُصُبٍ} [43] قرأ ابن عامر، وحفص: بضم النون والصاد
(4)
،
(1)
كتبت لام الجر مفصولة في المشهورة {مَالِ هَذَا الرَّسُولِ} و {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ} {فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ} {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا} هذه المواضع الأربعة تنبيهًا على انفصالها من مجرورها في المعنى فوقف أبو عمرو على -ما- لأن حرف الجر من الكلمة الآتية ووقف باقي القراء على اللام اتباعًا للرسم واختلف عن الكسائي ويعقوب، فروى عنه مثل أبي عمرو ومثل الجماعة وتقدير البيت ومال في هذه السور الأربع الوقف فيها على لفظ ما حج أي غلب في الحجة لأن الكلمة مستقلة فوقف عليها ولم يقف على اللام الخافضة لأنها مع ما بعدها كالكلمة الواحدة ولفظه بقوله {ومال} تنبيه على أن الرسم كذلك فمنه نأخذ أن وقف المسكوت عنه من القراء على اللام وقوله:(رتلا) أي بين ومنه ترتيل القراءة وهو الترتيل فيها والتبيين اي نقل الخلاف عن الكسائي في الكتب، قال ابن الجزري:
ومال سال الكهف فرقان النسا
…
قيل على ما حسب حفظه رسا
قال ابن الجزري: وهذه الكلمات قد كتبت لام الجر فيها مفصولة مما بعدها فيحتمل عند هؤلاء الوقف عليها كما كتبت لجميع القراء اتباعًا للرسم حيث لم يأت فيها نص وهو الأظهر قياسًا، ويحتمل أن لا يوقف عليها من أجل كونها لام جر، ولام الجر لا تقطع مما بعدها. أما الوقف على "ما" عند هؤلاء فيجوز بلا نظر عندهم بمذاهبهم والأقيس على أصولهم، وهو الذي اختاره أيضًا وآخذ به فإنه لم يأت عن أحد منهم في دلك نص يخالف ما ذكرنا.
واعلم أنه لا يجوز الوقف على "ما" أو "اللام" إلا اختبارًا -بالباء الموحدة- أو اضطرارًا فقط. فإذا وقف القارئ على "ما" أو "اللام" في حالة الاختبار، أو الاضطرار فلا يجوز الابتداء بـ"اللام" أو بـ"هؤلاء" لما في ذلك من فصل الخبر عن المبتدأ، أو المجرور عن الجار (الهادي 1/ 378، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقى 1/ 277، التيسير ص 61، الهادي 1/ 377).
(2)
قال ابن الجزري:
ويلاقوا كلها يلقوا (ثـ) ـنا
بفتح الياء وإسكان اللام وفتح القاف من غير ألف قبلها مضارع لقي (شرح طيبة النشر 5/ 226، النشر 2/ 370، المبسوط ص 400).
(3)
ووجه القراءة: أنها مضارع لاقى.
(4)
قال ابن الجزري:
نصب اضمم حركن به (عـ) ـفا (كـ) ـم =
والباقون بفتح النون وإسكان الصاد
(1)
.
= وحجة من قرأ بضم النون والصاد: أنهم جعلوه جمع (نَصْب)، وهو العَلَم كـ"سَقْف وسُقُف"، وقيل: النَّصْب الغاية (شرح طيبة النشر 6/ 71، المبسوط ص 447، النشر 2/ 390، الغاية ص 280، السبعة ص 651، التيسير ص 214).
(1)
وحجة من قرأ بفتح النون وإسكان الصاد: أنهم جعلوه واحدًا، وهو العَلَم والغاية. فالمعنى: كأنهم على غاية يُسرعون (شرح طيبة النشر 6/ 71، المبسوط ص 447، النشر 2/ 390، الغاية ص 280، السبعة ص 651، التيسير ص 214).
الأوجه التي بين المعارج ونوح
بين "سأل" و"نوح" من قوله تعالى: {ذَلِكَ الْيَوْمُ} [المعارج: 44] إلى قوله تعالى: {أَلِيمٌ} [نوح: 1] ألف وجه ومائة وجه وثلاثة وثمانون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: أربعمائة وجه وثمانية وأربعون وجهًا.
ورش: مائة وأربعون وجهًا.
ابن كثير: مائة وجه واثنا عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
الدوري: مائتا وجه وثمانون وجهًا، منها مائتا وجه وأربعة وعشرون وجهًا مندرجة مع قالون.
السوسي: مائة وجه وأربعون وجهًا.
ابن عامر: مائة وجه وأربعون وجهًا.
عاصم: مائة وجه واثنا عشر وجهًا.
خلف: واحد وعشرون وجهًا.
خلاد: أربعة عشر وجهًا مندرجة مع خلف.
الكسائي: مائة وجه واثنا عشر وجهًا مندرجة مع ابن عامر.
أبو جعفر: مائة وجه واثنا عشر وجهًا.
يعقوب: مائة وجه وثلاثة وثمانون وجهًا مندرجة مع الدورى إلا الثلاثة الأخيرة.
خلف: سبعة أوجه مندرجة مع ابن عامر.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنعيه.
(سُورَةُ نُوحٍ)
(1)
قوله تعالى: {أَنْ يَأْتِيَهُمْ} [1] قرأ ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو -بخلاف عنه-: بإبدال الهمزة ألفًا
(2)
.
قوله تعالى: {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ} [3] قرأ أبو عمرو، وحمزة، وعاصم، ويعقوب -في الوصل-: بكسر النون، والباقون بالرفع
(3)
، والابتداء بالرفع للجميع، أي: برفع الهمزة قبل العين، وهي همزة الوصل.
قوله تعالى: {وَأَطِيعُونِ} [3] قرأ يعقوب بإثبات الياء بعد النون وقفًا ووصلًا
(4)
والباقون بغير ياء.
(1)
هي سورة مكية. آياتها ثلاثون آية في المدني، وثمان وعشرون في الكوفي، وسبع وعشرون في البصري (المبسوط ص 450).
(2)
قال ابن الجزري:
وكل همز ساكن أبدل حذا خلف
وقال:
ولفا فعل سوى الإيواء اقتقي
…
الخ
والأصبهاني مطلقًا لا كاس
…
الخ
والكل ثق
(3)
اختلف فيما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة ويبدأ الفعل الذي يلي الساكن الأول بالضم وأول الساكنين أحد حروف لتنود والتنوين فاللام نحو {قُلِ ادْعُوا} والتاء نحو {وَقَالَتِ اخْرُجْ} ، والنون نحو {أَنِ اعْبُدُوا} والواو نحو {أَوِ ادْعُوا} والدال نحو {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ} والتنوين نحو {فَتِيلًا (49) انْظُرْ} فأبو عمرو بكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التقاء الساكنين قال ابن الجزري:
والساكن الأول ضم
لضم همز الوصل واكسره (نـ) ما
…
(فـ) ـز غير قل (حـ) ـلا وغير أو (حـ) ـما
(التيسير ص 72، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 198، السبعة ص 174).
(4)
قرأ يعقوب، بإثبات الياء في الحالين من الياءات المحذوفة رسمًا في رؤوس الآي في جميع القرآن نحو {دعائي} {فاتقوا الله وأطيعوني} [آل عمران: 50] {وأطيعوني} قال ابن الجزرى في باب ياءات الزوائد:
وكل رؤوس الآي ظل
قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ} [4] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم
(1)
، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة، أبدلها، والباقون بالهمز.
قوله تعالى: {دُعَائِي إِلَّا} [6] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر -في الوصل-: بفتح الياء، والباقون بالإسكان
(2)
.
قوله تعالى: {فِي آذَانِهِمْ} [7] قرأ الدوري عن الكسائي بإمالة الألف بعد الذال
(3)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ} [9] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر -في الوصل-: بفتح الياء، والباقون بالإسكان.
قوله تعالى: {وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} [16] قرأ أبو عمرو، ويعقوب -بخلاف عنهما-: بإدغام السين في السين، والباقون بالإظهار.
قوله تعالى: {وَوَلَدُهُ} [21] قرأ نافع، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر: بفتح الواوين واللام
(4)
، والباقون بفتح الواو الأولى ورفع الثانية وإسكان اللام.
(1)
اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {وَجَاءَ} و {وَزَادَهُ} و {خَابَ} في طه: 61، فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.
(2)
سبق قريبًا.
(3)
أمال الدروي فقط الألف الثانية من {آذَانِهِمْ} المجرورة وهو سبعة مواضع بالبقرة والأنعام والإسراء وموضعي الكهف وبفصلت ونوح، قال ابن الجزري:
.........
…
رؤياك مع هداي مثواي توى
محياي مع آذاننا آذانهم
…
جوار مع بارئكم طغيانهم
مشكاة جبارين مع أنصاري
…
وباب سارعوا
(انظر طيبة النشر 4/ 9، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 106).
(4)
قال ابن الجزري:
ولده اضمم مسكنا (حق)(شفا)
الضم والفتح لغتان، كحزن وحزن، وبُخْل وبَخَل، ويجوز أن يكون المضموم جمعًا كوثن ووُثُن وأسد وأُسُد. (شرح طيبة النشر 6/ 72، النشر 2/ 390، المبسوط ص 450، السبعة ص 652).
قوله تعالى: {ودًا} [23] قرأ نافع، وأبو جعفر: بضم الواو
(1)
، والباقون بفتحها.
قوله تعالى: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ} [25] قرأ أبو عمرو: بفتح الطاء والياء وألف بعد الياء وضم الهاء
(2)
، والباقون بكسر الطاء وبعدها ياء تحتية ساكنة، وبعدها همزة مفتوحة ممدودة، وبعدها تاء فوقية مكسورة، وكسر الهاء.
قوله تعالى: {مِنَ الْكَافِرِينَ} [26] قرأ أبو عمرو، والدوري، عن الكسائي، ورويس، وابن ذكوان -بخلاف عنه-: بإمالة الألف محضة، وقرأ ورش بالإمالة بين بين
(3)
، والباقون بالفتح
(4)
.
قولى تعالى: {بَيْتِيَ مُؤْمِنًا} [28] قرأ هشام، وحفص -في الوصل-: بفتح الياء، والباقون بالإسكان
(5)
.
(1)
قال ابن الجزري:
ودا بضمه (مدا)
ضم الواو وفتحها لغتان، وهو اسم صنم كانوا يعبدونه في الجاهلية على عهد نوح عليه السلام، يقال: إن كَلْبًا كانت تعبده (الغاية ص 280، شرح طيبة النشر 6/ 72، النشر 2/ 390، المبسوط ص 450، السبعة ص 652، التيسير ص 215، إعراب القرآن 3/ 516).
(2)
قال ابن الجزري:
وقل خطايا (حـ) ـصره
…
مع نوح
وحجته: بالجمع جمع تكسير كما تقول رعية ورعايا وبرية وبرايا وضحية وضحايا. قال سيبويه الأصل في خطايا خطائي مثل خطائع فيجب أن يبدل من هذه الياء همزة فيصير خطائتي مثل خطايع وإنما همز ليكون فرقًا بين الأصلية وغير الأصلية مثل معيشة فتجتمع همزتان فنقلب الثانية ياء فتصير خطائي مثل خطاعي ثم يجب أن تقلب الياء والكسرة إلى الفتحة والألف فتصير خطاءا مثل خطاعا فيحب أن تبدل الهمزة ياء لوقوعها بين ألفين فتصير خطايا وإنما أبدلت الهمزة حين وقعت بين ألفين لأن الهمزة مجانسة للألفات فاجتمعت ثلاثة أحرف من جنس واحد (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 299، شرح طيبة النشر 4/ 312، المبسوط ص 215، النشر 2/ 272، التيسير ص 114).
(3)
الصواب ورش من طريق الأزرق وحده دون الأصبهاني.
(4)
قال ابن الجزري في النشر (2/ 62) واختلف عن ابن ذكوان فأماله الصوري عنه وفتحه الأخفش، وأماله بين بين ورش من طريق الأزرق وفتحه الباقون، وانفرد بذلك صاحب العنوان عن الأزرق عن ورش فخالف سائر الناس عنه.
(5)
سبق قريبًا.
الأوجه التي بين نوح والجن
(1)
وبين "نوح" و"الجن" من قوله تعالى: {وَلَا تَزِدِ} [نوح:28] إلى قوله تعالى: {مِنَ الْجِنِّ} [الجن: 1] ستة وستون وجهًا، غير الأوجه المندرجة.
بيان ذلك:
قالون: اثنا عشر وجهًا.
ورش: ثمانية وأربعون وجهًا.
ابن كثير: اثنا عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: ستة عشر وجهًا، منها اثنا عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
ابن عامر: ستة عشر وجهًا، منها اثنا عشر مندرجة مع قالون، وأربعة مع أبي عمرو.
عاصم: اثنا عشر وجهًا مع قالون.
خلف: أربعة أوجه، منها وجهان مع أبي عمرو.
خلاد: وجهان مع أبي عمرو.
الكسائي: اثنا عشر وجهًا مع قالون.
أبو جعفر: أربعة وعشرون وجهًا، منها اثنا عشر مع قالون، واثنا عشر مع ورش.
يعقوب: ستة عشر وجهًا، منها اثنا عشر مع قالون، وأربعة مع أبي عمرو.
خلف: وجهان مع أبي عمرو.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورَةُ الجِنّ)
(1)
قوله تعالى: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} ، {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ} ، {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ} ، {وَأَنَّا لَمَسْنَا} ، {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ} ، {وَأَنَّا لَا نَدْرِي} ، {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ} ، {وَأَنَّا ظَنَنَّا} ، {وَأَنَّا لَمَّا} ، {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ} [3 - 14]، {وَأَنَّهُ لَمَّا} قرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف، وحفص: بفتح الهمزة، وافقهم أبو جعفر في ثلاثة، وهن:{وَأَنَّهُ تَعَالَى} ، {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ}
(2)
.
والباقون بكسر الهمزة.
قوله تعالى: {مُلِئَتْ} [8] قرأ أبو جعفر: بإبدال الهمزة ياء
(3)
.
(1)
هي سورة مكية. آياتها ثمان وعشرون آية بلا خلاف (المبسوط ص 448).
(2)
ما ذكره المؤلف يعوزه التوضيح فقد أغفل الكثير، وتوضيح ذلك: أن كلَّ القراء فتَح {وَأَنَّ} في هذه السورة في أربعة مواضع وهي قوله: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ} ، وقوله:{وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا} ، وقوله:{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ} ، وقوله:{أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا} . وكلُ القراء كسَر "إن" في هذه السورة، إذا جاءت بعد فاء الجزاء، وبعد القول نحو:{فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ} "23"، ونحو:{فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا} "1"، و {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو} "20". واختلفوا بعد ما ذكرنا في فتح "إن" وكسرِها في هذه السورة في ثلاثة عشر موضعًا: وهي قوله تعالى: {وَأَنَّهُ تَعَالَى} "3"، و {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ} "4"، و {وَأَنَّا ظَنَنَّا} "5"، {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ} "6"، {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا} "7"، {وَأَنَّا لَمَسْنَا} "8"، {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ} "9"، {وَأَنَّا لَا نَدْرِي} "10"، {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ} "14"، {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ} "11"، {وَأَنَّا ظَنَنَّا} "12"، {وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا} "13"، فهذه اثنا عشر موضعًا أولها:{وَأَنَّهُ تَعَالَى} وآخرها على التوالي {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ} والثالث عشر قوله: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ} "19"، فقرأ جميعَ ذلك الحرميان، وأبو بكر وأبو عمرو بالكسر، غير أن أبا عمرو وابن كثير فَتَحا {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ} هذا وحده، وقرأ الباقون بالفتح في جميعها، قال ابن الجزري:
وفتح أن ذي الواو (كـ) ـم
…
(صحب) تعالى كان (ثـ) ـن
(صحب)(كسا) والكل ذو المساجدا
…
وأنه لما اكسر تل (صـ) ـاعدا
التوجيه: أن من فتح الهمزة في هذه المواضع المختلف فيها كلها فإنه عطفها على {وَأَنَّ} من قوله تعالى {أَنَّهُ اسْتَمَعَ} وقد قيل إنها معطوفة على الهاء من قوله {فَآمَنَّا بِهِ} ومن كسر في ذلك كله فعلى الاستئناف. (شرح طيبة النشر 6/ 73، 74، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 340).
(3)
إذا وقعت الهمزة مفتوحة بعد مكسور فقرأها أبو جعفر بالإبدال ياء في {رياء الناس} البقرة: 264، =
وإذا وقف حمزة، أبدلها
(1)
، والباقون بالهمز.
قوله تعالى: {أَنْ لَنْ تَقُولَ} [5] قرأ يعقوب: بفتح القاف والواو مشددة
(2)
، والباقون بضم القاف وسكون الواو
(3)
.
قوله تعالى: {يَسْلُكْهُ} [17] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر: بالنون
(4)
، والباقون بالياء
(5)
، وكذا الأصبهاني، بخلاف
= والنساء: 38، والأنفال: 47، وفي {خاسيًا} بالملك:4. وفي {ناشية الليل} بالمزمل: 6، وفي {شانيك} بالكوثر: 3، وفي {استهزي} بالأنعام: 10، والرعد: 32، والأنبياء: 41، وفي {قري} بالأعراف: 204، والإنشقاق: 21، و {لنوينهم} بالنحل: 26، والعنكبوت: 58، و {ليبطين} بالنساء: 72، و {مليت} بالجن: 8، و {خطية} و {بالخاطية} و {مية} و {فية} وتثنيتهما. (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 78).
(1)
قال ابن الجزري:
وبعد كسرة وضم أبدلا
…
إن فتحت ياء وواوًا مسجلا
وهذه قاعدة عند حمزة عند الوقف، وهي أنه إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد ضمة نحو {مِائَةٍ} و {نَاشِئَةَ}
و {مُلِئَتْ} و {يُؤْذَنُ} و {الْفُؤَادُ} فيصير "مِيَةْ، نَاشِيَه، مُلِيَت، يُوَذّنُ، الفُواد".
(2)
اختلف في {أَنْ لَنْ تَقُولَ} فقرأ يعقوب بفتح القاف وتشديد الواو، وحجته: أنه مضارع تقوَّل أي تكذب والأصل تتقول، فحذف أحد التاءين وانتصب كذبًا حينئذ على المصدر لأن التقول كذب نحو: قعدت جلوسًا، قال ابن الجزري:
تقول فتح الضم والثقل (ظـ) ـمى
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 559، النشر 2/ 392، شرح طيبة النشر 6/ 75، المبسوط ص 449، الغاية ص 281).
(3)
وحجتهم وحجة من قرأ بضم القاف وسكون الواو مضارع أنه قال وانتصب {كَذِبًا} بـ {لَقُولِ} لأنه نوع من القول (النشر 2/ 392، شرح طيبة النشر 6/ 75، المبسوط ص 449، الغاية ص 281).
(4)
قال ابن الجزري:
نسلكه يا (ظـ) ـهر (كفا)
وحجة من قرأ بالياء على لفظ الغيبة: أنهم ردّوه على لفظ الغيبة التي قبله في قوله: {عَن ذِكْرِ رَبِّهِ} (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 559، النشر 2/ 392، شرح طيبة النشر 6/ 75، المبسوط ص 449، الغاية ص 281، التيسير ص 215).
(5)
وحجة من قرأ بالنون: أنه على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه، فهو خروج من غيبة على إخبار، كما قال:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} [الإسراء: 1]، فأتى بلفظ الغيبة ثم قال بعد:{لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} ، وقال:{وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} [الإسراء: 2]، وقال:{وَجَعَلْنَاهُ} ، فرجع إلى الإخبار (إتحاف فضلاء البشر في =
عنه
(1)
.
قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ} [18] اتفق القراء على فتح الهمزة قبل النون.
قوله تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا} [19] قرأ نافع، وشعبة: بكسر الهمزة، والباقون بالفتح
(2)
.
قوله تعالى: {لِبَدًا} [19] قرأ هشام بضم اللام
(3)
.
والباقون بالكسر
(4)
.
قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو} [20] قرأ عاصم، وحمزة، وأبو جعفر: برفع القاف وسكون اللام؛ بصيغة الأمر
(5)
والباقون بفتح القاف وألف بعدها وفتح اللام؛
= القراءات الأربعة عشر 1/ 559، النشر 2/ 392، شرح طيبة النشر 6/ 75، المبسوط ص 449، الغاية ص 281، زاد المسير 8/ 381، تفسير النسفي 4/ 301).
(1)
هذه انفرادة لا يقرأ بها، وقد انفرد بها النهرواني، وقد ذكر ذلك ابن الجزري في النشر (2/ 392) فقال: وانفرد النهرواني بذلك عن هبة الله عن الأصبهاني عن ورش وخالفه سائر الرواة عن هبة الله فرووه بالنون.
(2)
انظر أول السورة.
(3)
اختلف عن هشام في قراءة {لِبَدًا} ، فروى عنه ضمها، وروي عنه كسرها كالباقين، قال ابن الجزري:
الكسر اضمم
…
من لبدا بالخلف (لـ) ـذ
فوجه ضمّ اللام: أنه على معنى الكثرة، من قوله تعالى:{أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا} [البلد: 6]، فحمله على معنى: كادت الجن إذا سمِعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن يركبُ بعضُهم بعضًا ويلصق بعضُهم بعضًا لشدة دنوّهم منه للإصغاء والاستماع. فـ"لُبد" بالضم واحد، يدل على الكثرة (إتحاف فضلاء البشر فى القراءات الأربعة عشر 1/ 559، النشر 2/ 392، شرح طيبة النشر 6/ 76، المبسوط ص 449، الغاية ص 281، السبعة ص 656).
(4)
ووجه الكسر: أنه جمع لبدة وهي الجماعة؛ أي كادوا يكونون عليه كالجماعات (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 559، النشر 2/ 392، شرح طيبة النشر 6/ 75، المبسوط ص 449، الغاية ص 281، زاد المسير 8/ 383، وتفسير ابن كثير 4/ 432، وتفسير غريب القرآن 491).
(5)
قال ابن الجزري:
قل إنما في قال (ثـ) ـق (فـ) ـز (نـ) ـل
ووجه قراءة من قرأ بلا ألف: أنه على الأمر للنبي عليه الصلاة والسلام؛ لأنه قد أتى بعده مثله مما أجمع عليه وهو قوله {قُلْ لَا أَمْلِكُ} و {قُلْ إِنِّي لَنْ} فحصلت المناسبة (النشر 2/ 392، شرح طيبة النشر 6/ 76، المبسوط ص 449، الغاية ص 281، السبعة ص 657، التيسير ص 125).
بصيغة الماضي
(1)
.
قوله تعالى: {رَبِّي أَمَدًا} [20] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر - في الوصل -: بفتح الياء، والباقون بالإسكان
(2)
.
قال تعالى: {لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ} [28] قرأ رويس بضم الياء
(3)
.
والباقون بفتحها
(4)
.
قوله تعالى: {بِمَا لَدَيْهِمْ} [28] قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء
(5)
، والباقون بالكسر
(6)
.
* * *
(1)
ووجه لفظ الماضي: أنه على الخبر عن عبد الله وهو محمد (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 560، شرح طيبة النشر 6/ 76، المبسوط ص 449، الغاية ص 281، النشر 2/ 392، السبعة ص 657، التيسير ص 125).
(2)
سبق قريبًا.
(3)
قال ابن الجزري:
ليعلم اضمما (غـ) ــنا
ووجه القراءة: أنها على البناء للمفعول (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 559، النشر 2/ 392، شرح طيبة النشر 6/ 77، المبسوط ص 449، الغاية ص 281، السبعة ص 657).
(4)
ووجه القراءة أنها على البناء للفاعل.
(5)
قال ابن الجزري:
عليهم لديهم بضم كسر الهاء (ظ) ـــبي فهم
(6)
والباقون هم: أبو عمرو وابن عامر وعاصم والكسائي؛ فكانوا يكسرون الهاء ويسكنون الميم، فإذا لقي الميم حرف ساكن اختلفوا؛ فكان ابن كثير ونافع وابن عامر يمضون على كسر الهاء ويضمون الميم إذا لقيها ساكن مثل:{عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} و {مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ} ويوافقه يعقوب وما أشبهه، وكان أبو عمرو يكسر الهاء والميم فيقرأ {عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} و {دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ} (انظر الحجة لابن خالويه 1/ 43، والنشر 1/ 272، والمبسوط ص 88، وشرح طيبة النشر للنويري 2/ 53).
الأوجه التي بين الجن والمزمل
وبين "الجن" و"المزمل" من قوله تعالى: {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} [الجن: 28] إلى قوله تعالى: {إِلَّا قَلِيلًا} [المزمل: 2] أحد وسبعون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: اثنا عشر وجهًا.
ورش: اثنان وثلاثون وجهًا.
ابن كثير: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: ستة عشر وجهًا، منها اثنا عشر مع قالون.
ابن عامر: ثمانية أوجه.
عاصم: ستة أوجه.
خلف: وجه واحد.
خلاد: وجهان.
الكسائي: ستة أوجه.
أبو جعفر: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
يعقوب: ستة عشر وجهًا، منها اثنا عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
خلف: وجه واحد مندرج مع الكسائي.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورة المُزمِلِ)
(1)
قوله تعالى: {أَوِ انْقُصْ} [2] قرأ عاصم وحمزة - في الوصل -: بكسر الواو، والباقون بالضم
(2)
، وإذا وقف على {أَوِ} فالجميع يبتدئون بضم الهمزة من {انْقُصْ} .
قوله تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ} [6] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياء مفتوحة
(3)
.
وإذا وقف حمزة، أبدل
(4)
، والباقون بهمزة مفتوحة.
قوله تعالى: {هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا} [6] قرأ أبو عمرو، وابن عامر: بكسر الواو وفتح الطاء وبعدها ألف ممدودة منونة، والباقون بفتح الواو وإسكان الطاء وبعدها همزة مفتوحة منونة
(5)
.
قوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقِ} [9] قرأ ابن عامر، وشعبة، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف: بكسر الباء الموحدة
(6)
.
والباقون بالرفع
(7)
.
(1)
هي سورة مكية. آياتها تسع عشرة آية (شرح طيبة النشر 6/ 77).
(2)
سبق قريبًا.
(3)
سبق قريبًا.
(4)
هذه قاعدة عند حمزة عند الوقف، وهي أنه إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد ضمة نحو {مِائَةِ} و {إِنَّ نَاشِئَةَ} و {مُلِئَتْ} و {يُؤْذَنُ} و {الْفُؤَادُ} فيصير "مِيَهْ، نَاشِيَه، مُلِيَت، يُوَذّنُ، الفُواد"، قال ابن الجزري:
وبعد كسرة وضم أبدلا
…
إن فتحت ياء وواوًا مسجلا
(5)
قال ابن الجزري:
وفي وطأ وطاء واكسرا حز كم
(6)
وحجة من قرأ بالخفض: أنه على النعت لـ {رَبِّكَ} في قوله: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ} ، ويحوز أن يكون بدلًا مِن ربك، قال ابن الجزري:
ورب الرفع فاخفض (ظـ) ـــهرا
…
(كـ) ــــن (صحبة)
(شرح طيبة النشر 6/ 78، النشر 2/ 393، المبسوط ص 451، السبعة ض 458، التيسير ص 216).
(7)
بالرفع على الابتداء والقطع مِمّا قبله، والجملة التي هي: لا إله إلا هو، الخبر، ويجوز رفعه على إضمار=
قوله تعالى: {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ} [17] قرأ حفص - بخلاف عنه - بكسر النون
(1)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ} [19] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الشين
(2)
، والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة، وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر.
قوله تعالى: {مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ} [20] قرأ هشام بإسكان اللام
(3)
، والباقون بالرفع.
قوله تعالى: {وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ} [20] قرأ ابن كثير، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بنصب الفاء والثاء المثلثة بعد اللام، ورفع الهاء بعد الفاء وبعد الثاء
(4)
.
والباقون بكسر الفاء والثاء وكسر الهاء فيهما
(5)
.
قوله تعالى: {أَنْ سَيَكُونُ} [20] لا خلاف في رفع النون بعد الواو.
* * *
= "هو"، لأن فيه معنى التأكيد والإيجاب (شرح طيبة النشر 6/ 78، النشر 2/ 393، المبسوط ص 451، السبعة ص 458، التيسير ص 216، زاد المسير 8/ 392).
(1)
هذه انفرادة لا يقرأ بها، وقد ذكرها ابن الجزري في النشر (2/ 393) فقال: واتفقوا على فتح النون من {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ} إلا ما انفرد به أبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصري الجوزجاني عن الأشناني عن عبيد، وعن حفص وعن عاصم، ولكنها رواية أبي بكر محمد بن يزيد بن هارون القطان عن عمرو بن الصباح عن حفص.
(2)
اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} و {خَابَ} في طه: 61، فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.
(3)
أسكنَ اللامَ من {ثلثي الليل} في المزمل هشام من جميع طرقه (النشر 2/ 217).
(4)
قال ابن الجزري:
نصفه ثلثه انصبا
…
(د) هرا (كفا)
وحجة من قرأ بالنصب فيهما: أنهم عطفوهما على {أَدْنَى} ، الذي هو منصوب بـ {تَقُومَ} ، والتقدير: وتقوم نصفه وثلثه (النشر 2/ 393، شرح طيبة النشر 6/ 78، المبسوط ص 451، السبعة ص 658، التيسير ص 216).
(5)
وحجة من قرأ بالخفض فيهما: أنه على العطف على {ثُلُثَيِ اللَّيْلِ} ، أي: وأدنى من نصفه وأَدنى من ثلثه. (النشر 2/ 393، شرح طيبة النشر 6/ 78، المبسوط ص 451، السبعة ص 658، التيسير ص 216، زاد المسير 8/ 395، وتفسير النسفي 4/ 306).
الأوجه التي بين المزمل والمدثر
وبين "المزمل"، و"المدثر" من قوله تعالى:{وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ} [المزمل: 20] إلى قوله تعالى: {فَأَنْذِرْ} [المدثر: 2] مائتا وجه وستة عشر وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: اثنان وسبعون وجهًا.
ورش: أربعة وأربعون وجهًا.
ابن كثير: ستة وثلاثون وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: ثمانية وثمانون وجهًا، منها اثنان وسبعون وجهًا مندرجة مع قالون.
ابن عامر: أربعة وأربعون وجهًا.
عاصم: ستة وثلاثون وجهًا.
خلف: وجهان.
خلاد: وجهان.
الكسائي: ستة وثلاثون وجهًا مندرجة مع ابن عامر.
أبو جعفر: ستة وثلاثون وجهًا مندرجة مع قالون.
يعقوب: ثمانية وثمانون وجهًا، منها اثنان وسبعون مع قالون، وستة عشر مع أبي عمرو.
خلف: وجه واحد مع ابن عامر.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورة المُدثِرِ)
(1)
قوله تعالى: {قُمْ فَأَنْذِرْ} [2] إذا وقف حمزة، حقق الهمزة، وله - أيضًا - تسهيلها؛ لأنه متوسط بزائد، والباقون بالتحقيق.
قوله تعالى: {وَالرُّجْزَ} [5] قرأ أبو جعفر، وحفص، ويعقوب: برفع الراء
(2)
، والباقون بالكسر
(3)
.
قوله تعالى: {عَلَى الْكَافِرِينَ} [10] قرأ أبو عمرو، والدوري، عن الكسائي، ورويس، وابن ذكوان - بخلاف عنه -: بالإمالة محضة
(4)
، وقرأ ورش بالإمالة بين بين
(5)
.
والباقون بالفتح
(6)
.
(1)
هي سورة مكية. آياتها ست وخمسون آية في الكوفي والبصري والمدني الأول، وخمس وخمسون في المدني الأخير (المبسوط ص 452).
(2)
قال ابن الجزري:
الرجز اضمم الكسر (عـ) ــبا ثوى
وحجة من ضمّ أنه جعله اسم صنم، وقيل: هما صنمان كانا عند البيت "إساف ونائلة".
(شرح طيبة النشر 6/ 79، النشر 2/ 393، - الغاية ص 282، السبعة ص 659، المبسوط ص 452).
(3)
وحجة من كسر أنه جعل {والرِّجز} العذاب، والمعنى أنه أُمر ان يهجر ما يحل العذاب من أجله، والتقدير: وذا الرِّجز فاهجر، وهو الصنم، وحسُن إضافة الصنم إلى العذاب، لأن عبادته تُؤدي إلى العذاب، وقيل: هما لغتان في العذاب كـ"الذِّكر والذُّكْر"(شرح طيبة النشر 6/ 79، النشر 2/ 393) الغاية ص 282، السبعة ص 659، المبسوط ص 452، زاد المسير 8/ 401، تفسير غريب القرآن 495، تفسير النسفي 4/ 308).
(4)
سبق قريبًا.
(5)
الصواب ورش من طريق الأزرق وحده دون الأصبهاني.
(6)
قال ابن الجزري في النشر (2/ 62) واختلف عن ابن ذكوان فأماله الصوري عنه وفتحه الأخفش، وأماله بين بين ورش من طريق الأزرق وفتحه الباقون، وانفرد بذلك صاحب العنوان عن الأزرق عن ورش فخالف سائر الناس عنه.
قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ} [27] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة، وابن ذكوان - بخلاف عنه -: بالإمالة محضة، وقرأ ورش بالإمالة بين بين
(1)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {تِسْعَةَ عَشَرَ} [30] قرأ أبو جعفر إسكان العين الثانية
(2)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {إِلَّا ذِكْرَى} [31] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة
(3)
، وقرأ ورش بالإمالة بين بين
(4)
، وعن قالون الفتح وبين اللفظين
(5)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَر} [33] قرأ نافع، وحفص، وحمزة، ويعقوب، وخلف: بإسكان الذال المعجمة، وبعدها همزة مفتوحة وإسكان الدال المهملة بعدها
(6)
، والباقون بفتح الذال المعجمة وبعدها ألف، وفتح الدال المهملة
(7)
.
(1)
هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(2)
سكن أبو جعفر عن عشر حيث وجدت وهو {أَحَدَ عَشَرَ} {اثْنَا عَشَر} {تِسْعَةَ عَشَرَ} وحينئذ لا بد من مد ألف اثنا للساكنين؛ قاله الداني وغيره، وانفرد النهرواني عن زيد في رواية ابن مروان بحذف الألف وهو لغة ولا يقرأ به على شرط الكتاب، قال ابن الجزري:
عين عشر في الكل سكن (ثـ) ـــغبا
ووجه التخفيف قصد الخفة.
(النشر 2/ 278، شرح طيبة النشر 4/ 335، 336، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 502).
(3)
وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق بيان ما في مثل هذه الكلمة من قراءة (وانظر: شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، التيسير ص 46، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 107).
(4)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(5)
سبق قريبًا.
(6)
قال ابن الجزري:
إذا دبر قل إذ أدبره (إ) ذ (ظـ) ــــن (عـ) ــــن (فتى)
وحجة من قرأ بإسكان الذال، وبهمزة قبل الدال، وورش يُلقي حركة الهمزة على الذال، على أصله، جعلوه أمرًا قد مضى. فالمعنى: والليل إذا تولى، يقال: دبَر وأَدبر، إذا وَلّى.
(7)
وحجة من قرأ بألف بعد الذال، "دبر" بغير همز قبل الدال على معنى "انقضى"، فهو أمر لم يمض، لأن "إذا" لما يستقبل، و {إِذْ} لما مضى (شرح طيبة النشر 6/ 79، النشر 2/ 393، الغاية ص 282، السبعة ص 659، المبسوط ص 452، التيسير ص 216، حجة القراءات ص 733، زاد المسير 8/ 409، وتفسير النسفي 4/ 311).
قوله تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ} [37]، {فَمَنْ شَاءَ} [55] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الشين
(1)
، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة، وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
قوله تعالى: {حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ} [50] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر: بفتح الفاء
(2)
، والباقون بالكسر
(3)
.
قوله تعالى: {وَمَا يَذْكُرُونَ} قرأ نافع بتاء الخطاب
(4)
، والباقون بياء الغيبة
(5)
.
* * *
(1)
سبق قريبًا.
(2)
قال ابن الجزري:
وفا مستنفرة
…
بالفتح (عم)
ووجه قراءة من قرأ بفتح الفاء، على معنى أنها استُدعيت لِلنِّفار من القَسورة، فهي مفعول بها في المعنى، كأن النِّفار شيء دخل عليها.
(شرح طيبة النشر 6/ 80، النشر 2/ 393، الغاية ص 282، السبعة ص 659، المبسوط ص 452، التيسير ص 216، حجة القراءات ص 733).
(3)
وحجة من قرأ بكسر الفاء: أنهم جعلوها فاعلة لقوله: {فَرَّتْ} يُقال: نَفَر واستنفر بمعنى، مثل: سخِر واستَسْخَر، وعجِب واستَعْجَب، كلّه بمعنى، أي: نافرة. وقال أبو عبيدة: مستنفِرة مَذعورة، والقَسورة الأسَد، وقيل: الرامي (شرح طيبة النشر 6/ 79، النشر 2/ 393، الغاية ص 282، السبعة ص 659، المبسوط ص 452، التيسير ص 216، حجة القراءات ص 733، زاد المسير 8/ 412، وتفسير غريب القرآن 498، وتفسير النسفي 4/ 312).
(4)
قال ابن الجزري:
و (ا) قل خاطب يذكروا
وحجة من قرأ بالتاء على الخطاب، أي: وما تذكرون وما تَتعِظون به فَتنتفِعون بذلك إلا بمشيئة الله ذلك، أي: قل لهم يا محمد: ما تذكرون.
(شرح طيبة النشر 6/ 80، النشر 2/ 393، الغاية ص 282، السبعة ص 659، المبسوط ص 452، التيسير ص 216، حجة القراءات ص 733، زاد المسير 8/ 412، وتفسير غريب القرآن 498، وتفسير النسفي 4/ 312).
(5)
وحجة من قرأ بالياء: أنه على لفظ الغيبة، ردّوه على الغيبة التي قبله في قوله:{بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ} "52"، وقوله:{يَخَافُونَ الْآخِرَةَ} "53"(شرح طيبة النشر 6/ 80، النشر 2/ 393، الغاية ص 282، السبعة ص 659، المبسوط ص 452، التيسير ص 216، حجة القراءات ص 733، زاد المسير 8/ 412، وتفسير غريب القرآن 498، وتفسير النسفي 4/ 312).
الأوجه التي بين المدثر والقيامة
بين "المدثر" و"القيامة" من قوله تعالى: {وَمَا يَذْكُرُونَ} [المدثر: 56] إلى قوله تعالى: {بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [القيامة: 1] مائة وجه وعشرة أوجه، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
وبيان ذلك:
قالون: اثنا عشر وجهًا.
ورش: ستة عشر وجهًا.
البزي: اثنا عشر وجهًا.
قنبل: ستة أوجه مندرجة مع البزي.
الدوري: ستة عشر وجهًا.
السوسي: ثمانية أوجه.
ابن عامر: ثمانية أوجه.
عاصم: ستة أوجه.
خلف: وجهان.
خلاد: وجهان.
الكسائي: ستة أوجه.
أبو جعفر: ستة أوجه مندرجة مع البزي.
يعقوب: اثنان وثلاثون وجهًا، منها اثنا عشر وجهًا مندرجة مع البزي.
خلف: وجهان.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورة القِيَامة)
(1)
قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [1] قرأ ابن كثير - بخلاف عن البزي -: بحذف الألف بعد اللام
(2)
. والباقون بإثباتها
(3)
، وهم على أصولهم في المد. ووقف الكسائي على تاء التأنيث بالإمالة على الهاء. والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ} [3] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر: بفتح السين
(4)
، والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {أَلَّنْ نَجْمَعَ} [3] رسمت {أَلَّنْ} هنا موصولة، أي: ليس بين الهمزة واللام نون.
(1)
هي سورة مكية. آياتها تسع وثلاثون آية في غير الكوفي والحمصي، أربع وثلاثون فيهما. (شرح طيبة النشر 6/ 81).
(2)
اختلف في {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} وَ {وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ} ؛ فابن كثير من غير طريق بن الحباب عن البزي بحذف الألف التي بعد اللام جعلها لام ابتداء فتصير لام توكد؛ أي لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا علمكم به على لسان غيري، وبذلك قرأ الداني عن ابن غلبون وفارس. قال ابن الجزري:
....
…
واقصر ولا
…
أدرى ولا اقسم الأولى (ز) ن (هـ) ـــلا
خلف
ووجه قصر {لَا أُقْسِمُ} جعل اللام جواب مقدر، ودخلت على مبتدأ محذوف؛ أي لأنا أقسم، وإذا كان الجواب جملة اسمية أكد باللام، وإن كان خبرها مضارعًا وجاز أن يكون الجواب {لَا أُقْسِمُ} المراد به الحال (شرح طيبة النشر 4/ 93، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 200، التيسير ص 101، الغاية ص 170، النشر 2/ 282).
(3)
ووجه المد: أنه جعلها نافية لكلام مقدر {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ} في الإخبار عن البعث؛ فرد عليهم بلا، والمعنى: أقسم باليوم لا النفس، وقيل نفي القسم بمعنى أن الأمر أعظم أو لا زائدة على حد لئلا يعلم (شرح طيبة النشر 4/ 93، إتحاف فضلاء النشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 200، التيسير ص 101، الغاية ص 170، النشر 2/ 282، زاد المسير 4/ 15).
(4)
سبق في سورة البقرة. قال ابن الجزري:
ويحسب مستقبلًا بفتح سين (كـ) تبوا
…
(فـ) ـــي (نـ) ص (ثـ) بت
قوله تعالى: {فَإِذَا بَرِقَ} [7] قرأ نافع، وأبو جعفر: بفتح الراء
(1)
، والباقون بالكسر
(2)
.
قوله تعالى: {بَلْ تُحِبُّونَ} ، {وَتَذَرُونَ} [20 - 21] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر - بخلاف عن ابن ذكوان - ويعقوب: بالياء التحتية فيهما
(3)
، والباقون بالتاء الفوقية فيهما، وأدغم حمزة، والكسائي لام "بَلْ" في التاء، والباقون بالإظهار.
قوله تعالى: {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} [27] قرأ حمزة بسكتة لطيفة على النون من غير تنفس، والباقون بغير سكتة
(4)
.
(1)
قال ابن الجزري:
را برق الفتح (مدا)
وحجة من قرأ بفتح الراء: أنه على معنى "لمَع وشخَص" عند الموت أو عند البعث. وقوله:
(2)
وحجة من قرأ بكسر الراء: أنه على معنى حارَ وفزع البصرُ عند البعث، وقيل: عند الموت. وقوله: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ} . يدلُّ على أن ذلك يكون يوم القيامة (النشر 2/ 393، المبسوط ص 453، الغاية ص 283، شرح طيبة النشر 6/ 83، التيسير ص 216، السبعة ص 661، حجة القراءات ص 736، زاد المسير 8/ 418).
(3)
قال ابن الجزري:
ويذروا معه يحبون (كـ) ـسا
…
(حما)(د) فا
وحجة من قرأ بالياء فيهما، على الغيبة: أنهم ردّوه على لفظ الغيبة المتقدّم الذِّكر، وهو قوله:{يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ} "13"، {الْإِنْسَانُ} ههنا واحد يُراد به الجَمْع، لأنه اسم للجنس (المبسوط ص 453، الغاية ص 283، شرح طيبة النشر 6/ 83، السبعة ص 661، حجة القراءات ص 736، البحر المحيط 8/ 388، التيسير 217، والنشر 2/ 377، وزاد المسير 8/ 422).
(4)
ما ذكر المصنف عن حمزة في السكت على من راق ليس صحيحًا والصواب أن السكت الوارد فيها لحفص فقط قال النويري والدمياطي في الإتحاف: هناك كلمات أربع وردت في القرآن وهي {عِوَجًا} الآية 1 أول الكهف، و {مَرْقَدِنَا} بـ يس: 52، و {مَنْ رَاقٍ} بالقيمة: 27، {بَلْ رَانَ} بالمطففين: 14؛ فحفص بخلف عنه من طريقيه يسكت على الألف المبدلة من التنوين في {عِوَجًا} ثم يقول {قَيِّمًا} وكذا على الألف من {مَرْقَدِنَا} ثم يقول {هَذَا} وكذا على النون من {مَنْ} ثم يقول {رَاقٍ} وكذا على اللام من {بَلْ} ثم يقول {رَانَ} والسكت هو الذي في الشاطبية كأصلها وروى عدمه الهذلي وابن مهران وغير واحد من العراقيين وغيرهم، وقد كان حفص يقف على {عِوَجًا} وقفة خفيفة في وصله، وكذلك كان يقف على {مَرْقَدِنَا} في يس، وعلى {مَنْ} من قوله:{مَنْ رَاقٍ} [القيامة: 27] وعلى: {بَلْ} من قوله: {بَلْ رَانَ} [المطففين: 14]، قال ابن الجزري: =
قوله تعالى: {وَلَا صَلَّى} ، {وَتَوَلَّى} ، {يَتَمَطَّى} ، {فَأَوْلَى} ، {فَأَوْلَى} ، {سُدًى} ، {يُمْنَى} ، {فَسَوَّى} ، {وَالْأُنْثَى} ، {الْمَوْتَى} [31 - 40] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة في العشرة، وقرأ أبو عمرو بالإمالة بين بين (1)، وعن نافع الفتح وبين اللفظين، وعن ورش الإمالة أكثر فيهن
(2)
، وإذا وقف شعبة على "سُدى" أمال.
قوله تعالى: {يُمْنَى} [37] قرأ حفص، ويعقوب، وهشام - بخلاف عنه -: بالياء التحتية، والباقون بالتاء الفوقية
(3)
.
* * *
= وألفي مرقدنا وعوجا
…
بل ران من راق لحفص الخلف جا
وحجته في ذلك أنه اختار للقارئ أن يُبيِّن بوقفه على {عِوَجًا} أنه وقفٌ تام. فإن {قَيِّمًا} ليس بتابع في إعرابه لـ {عِوَجًا} ، إنما هو منصوب بإضمار فِعْل تقديره: أنزله قيمًا، وكذلك وقف على {مَرْقَدِنَا} ، ليبيّن أنّ هذا ليس بصفة لـ "المرقد"، وأنه مبتدأ، وليبيّن أنه ليس من قول الكفار، وأنّه من قول الملائكة مستأنف، وقيل: هو من قول المؤمنين للكفار. وكذلك وقف على {مَنْ} في: {مَنْ رَاقٍ} ، وعلى {بَلْ} في {بَلْ رَانَ} ليبيّن إظهار اللام والنون، لأنهما ينقلبان في الوصل راء، فتصير مدغمة في الراء بعدها، ويذهب لفظ اللام والنون. (شرح طيبة النشر 5/ 3، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 88).
قال ابن الجزري:
وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه
…
وفتحهُ وما بياء رسمه
وقال:
وكيف فعلى مع رؤوس الآي (حـ) ـد خلف
(النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).
(2)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:
وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف
…
وما به ها غير ذي الرا يختلف
(3)
قال ابن الجزري:
يمنى (لـ) ـدى الخلف (ظـ) ـهيرًا (عـ) ـرفا
الأوجه التي بين القيامة والإنسان
وبين "القيامة" و"الإنسان" من قوله تعالى: {أَلَيْسَ ذَلِكَ} [القيامة: 40] إلى قوله تعالى: {مَذْكُورًا} [الإنسان: 1] أربعة وتسعون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: اثنا عشر وجهًا.
ورش: اثنان وثلاثون وجهًا.
ابن كثير: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: ستة عشر وجهًا.
ابن عامر: ثمانية أوجه.
عاصم: ستة أوجه.
خلف: وجهان.
خلاد: وجهان.
الكسائي: ستة أوجه.
أبو جعفر: اثنا عشر وجهًا، منها ستة مندرجة مع قالون.
يعقوب: ستة عشر وجهًا، منها اثنا عشر وجهًا مع قالون.
خلف: وجه واحد مع الكسائي.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعة.
(سُورَةُ الإنْسَانِ)
(1)
قوله تعالى: {سَلَاسِلَ} [4] قرأ نافع، وشعبة، والكسائي، وهشام، ورويس - بخلاف عنهما -: بالتنوين في الوصل، ووقفوا بالألف، والباقون في الوصل بغير تنوين، ووقف منهم بالألف: أبو عمرو، واختلف عن ابن كثير، وابن ذكوان، وحفص، وروح، أي: وقفوا بألف وبغير ألف، ووقف الباقون بغير ألف
(2)
.
قوله تعالى: {فَوَقَاهُمُ} {وَلَقَّاهُمْ} {وَجَزَاهُمْ} [11 - 12] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة، وعن نافع الفتح وبين اللفظين
(3)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ} [13] قرأ أبو جعفر بغير همز بعد الكاف، والباقون بالهمز بعد الكاف
(4)
، وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة.
قوله تعالى: {عَلَيْهِمْ} [15] قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء
(5)
، والباقون بالكسر.
(1)
هي سورة مكية. آياتها إحدى وثلاثون آية باتفاق (شرح طيبة النشر 6/ 83).
(2)
قال ابن الجزري:
سلاسلا نون مدًا (ر) م (لي)(غـ) ـدا
…
خلفهما صف معهم الوقف امددا
عن دن شهم بخلفهم حفا
(3)
من رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(4)
وعلة عدم الهمز إما أنه تكون للتخفيف على البدل، فأبدل منها ياء مضمومة أو واوًا مضمومة في الرفع، فلما انضمت الياء إلى الواو ألقى الحركة على الياء استثقالًا للضم على حرف علة فاجتمع حرفان ساكنان فحذف الأول لالتقاء الساكنين، وكذلك أبدل منها ياء في النصب مكسورة ثم حذفت الكسرة لاجتماع يائين الأولى مكسورة فاجتمع له ياءان ساكنتان فحذفت إحداهما لالتقاء الساكنين فقال:"الصَابِينَ" والبدل في هذا للهمزة في التخفيف مذهب الأخفش وأبي زيد، فأما سيبويه فلا يجيز البدل في المتحركة البتة (انظر: الكشف عن وجوه القراءات 1/ 246، التيسير ص 74، وشرح النويري على طيبة النشر 4/ 33).
(5)
قال ابن الجزري:
عليهمو إليهمو لديهمو
…
بضم كسر الهاء (ظ) ـبي (و) ـهم
(شرح طيبة النشر 2/ 52).
قوله تعالى: {كَانَتْ قَوَارِيرَا} [15] قرأ نافع، وابن كثير، وشعبة، والكسائي، وخلف - في الوصل -: بالتنوين، وقرأ يعقوب بالألف، واختلف فيه عن هشام، والباقون بغير تنوين، وأما في الوقف: فوقف حمزة، ورويس بغير ألف، والباقون بالألف، واختلف عن روح، وكذا عن رويس، أي: في الوقف بالألف وبغير ألف.
قوله تعالى: {قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ} [16] قرأ نافع، وشعبة، والكسائي، وأبو جعفر - في الوصل -: بالتنوين، ووقفوا بالألف، والباقون بغير تنوين في الوصل، ووقفوا بغير ألف، واختلف عن هشام في الوصل وفي الوقف أيضًا
(1)
.
قوله تعالى: {حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا} [19]، قرأ شعبة، وأبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه -: بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
وإذا وقف حمزة، أبدل الأولى والثانية بالواو
(2)
، والباقون بالهمز وقفًا ووصلًا.
قوله تعالى: {عَالِيَهُمْ} [21] قرأ نافع، وحمزة، وأبو جعفر: بإسكان الياء وكسر الهاء بعدها
(3)
، والباقون بفتح الياء وضم الهاء بعدها
(4)
.
(1)
قال ابن الجزري:
نون قوارير رجا حرم صفا
…
والقصر وقفا في غنا شذا اختلف
والثاني نون صفا مدًا رم ووقف
…
معهم هشام باختلاف بالألف
(2)
قال ابن الجزري:
وكل همز ساكن أبدلا (حـ) ـذا خلف
إلى أن قال:
اللؤلؤ (صـ) ـر
ولحمزة الإبدال من قوله:
إذا اعتمد الوقف خفف همزه
توسطا أو طرفا لحمزة
…
فإن يسكن بالذي قبل ابدل
(3)
قال ابن الجزري:
عاليهم اسكن (فـ) ـى (مدا
ووجه القراءة: أنه مبتدأ، وفيه معنى الجمع، و {ثِيَابُ سُنْدُسٍ} خبره، ويجوز أن يكون مبتدأ، و {ثِيَابُ} فاعل سد مسد الخبر.
(4)
ووجه القراءة: أنها ظرف بمعنى فوقهم، أو حال من ضمير لقاهم أو جزاهم، قال الزجاج نصب على=
قوله تعالى: {سُنْدُسٍ خُضْرٌ} [21] قرأ ابن كثير، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف: بخفض الراء
(1)
، والباقون بالرفع
(2)
.
قوله تعالى: {وَإِسْتَبْرَقٌ} [21] قرأ نافع، وابن كثير، وعاصم: برفع القاف
(3)
والباقون بالكسر.
= الحال من شيئين أحدهما من الهاء والميم، المعنى يطوف على الأبرار ولدان مخلدون، على الأبرار ثياب سندس، لأنه قد وصفت أحوالهم في الجنة فيكون المعنى يطوف عليهم في هذه الحال هؤلاء ويجوز أن يكون حالًا من الولدان المعنى إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤًا منثورًا في حال علو الثياب إياهم وقال قوم نصب على الظرف بمعنى فوقهم (النشر 2/ 395، المبسوط ص 455، الغاية ص 284، السبعة ص 664، التيسير ص 218، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 740).
(1)
قال ابن الجزري:
خضرا (عـ) ـرف
…
(عم)(حما)
ومن قرأ {خُضْرٌ} بالخفض فهو نسق على السندس وثياب إستبرق ويكون المعنى عليهم ثياب من هذين النوعين ثياب سندس وإستبرق. وأجود هذه الوجوه قول أبي عمرو ومن معه فرفع الخضر لأنه صفة مجموعة لموصوف مجموع فأتبع الخضر الذي هو جمع مرفوع الجمع المرفوع الذي هو {ثِيَابُ} وأما {وَإِسْتَبْرَقٌ} فجر من حيث كان جنسًا أضيف إليه الثياب كما أضيف إلى {سُنْدُسٍ} فأضاف الثياب إلى الجنسين كما تقول ثياب خز وكتان ويدل على ذلك قوله تعالى {وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} . (حجة القراءات 1/ ص 741، شرح طيبة النشر 6/ 88، النشر 2/ 396، المبسوط ص 455).
(2)
ووجه رفعهما: أن خضرًا صفة لثياب، وحسن لأن فيه وصف الجمع بالجمع مع حسن الوصف للثياب بالخضرة كقوله ثيابًا خضرًا وإستبرق، عطف {ثِيَابُ} على تقدير مضاف؛ أي ثياب سندس وإستبرق (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 741، شرح طيبة النشر 6/ 88، النشر 2/ 396، المبسوط ص 455).
(3)
قال ابن الجزري:
إستبرق (د) م (إ) ذ (نـ) ـبا
…
واخفض لباق فيهما وغيبا
أما {وَإِسْتَبْرَقٌ} فجر من حيث كان جنسًا أضيف إليه الثياب كما اضيف إلى {سُنْدُسٍ} فأضاف الثياب إلى الجنسين كما تقول ثياب خز وكتان ويدل على ذلك قوله تعالى {وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} وأما خفض {خُصْرٌ} {وَإِسْتَبْرَقٌ} بالرفع فإنه أجرى الخضر وهو جمع على السندس لما كان المعنى أن الثياب من هذا الجنس، وأجاز أبو الحسن الأخفش وصف بعض هذه الأجناس بالجمع فقال تقول أهلك الناس الدينار الصفر والدرهم البيض والصفر والبيض جمعان والدرهم لفظه واحد أراد به الجنس {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} "30". (حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 741، شرح طيبة النشر 6/ 88، النشر 2/ 396، المبسوط ص 455).
قوله تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ} [24] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما -: بإدغام الراء في اللام، والباقون بالإظهار.
قوله تعالى: {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ} [29] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الشين
(1)
، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة، وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر
(2)
.
قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا} [30] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر - بخلاف عنه -: بالياء التحتية
(3)
، والباقون بالتاء الفوقية
(4)
.
* * *
(1)
اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} و {خَابَ} في طه: 61، فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.
(2)
قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحو {شُرَكَاؤُنَا} {وَجَاءُوا} .. فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة منه ومكسورها مما رسم فيه صورة الهمزة واوًا وياءً بهما محضين مع المد والقصر وهو شاذ لا أصل له في العربية (شرح طيبة النشر 2/ 391، 392).
(3)
قال ابن الجزري:
وغيبا وما تشاءون (كـ) ـما الخلف (د) نف (حـ) ـط
وحجة من قرأ بالياء ردوه على قوله {وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ} "27"{نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا} فجعلوا قوله يشاؤون خبرًا عنهم إذ أتى في سياق الخبر عنهم ليأتلف الكلام على نظام واحد.
(4)
وحجة من قرأ بالتاء على الخطاب وإنما خاطبهم بذلك بعد انقضاء الخبر عنهم ولأن الخطاب يدخل فيه معنى الخبر فهو أوعب (النشر 2/ 396، المبسوط ص 455، الغاية ص 285، السبعة ص 665، قرأ حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 741).
الأوجه التي بين الإنسان والمرسلات
وبين "الإنسان" و"المرسلات" قوله تعالى: {وَالظَّالِمِينَ} [الإنسان: 31] إلى قوله تعالى: {عُرْفًا} [المرسلات: 1] ثلاثون وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: اثنا عشر وجهًا.
ورش: ثمانية أوجه.
ابن كثير: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: ثمانية أوجه، منها ستة أوجه مع قالون.
ابن عامر: ثمانية أوجه، منها ستة أوجه مندرجة مع قالون، ووجهان مع أبي عمرو.
عاصم: ستة أوجه مع قالون.
خلف: وجهان.
خلاد: وجه واحد مندرج مع أبي عمرو.
الكسائي: ستة أوجه مع قالون.
أبو جعفر: اثنا عشر وجهًا. منها ستة مع قالون.
يعقوب: ثمانية أوجه، منها ستة مع قالون، ووجهان مع أبي عمرو.
خلف: وجه واحد مندرج مع أبي عمرو.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورَةُ المُرْسَلَاتِ)
(1)
قوله تعالى: {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا} [5] قرأ أبو عمرو، ويعقوب، وخلاد - بخلاف عنهم -: بإدغام التاء في الذال
(2)
، والباقون بالإظهار.
قوله تعالى: {عُذْرًا} [6] قرأ روح برفع الذال، والباقون بإسكانها
(3)
.
قوله تعالى: {أَوْ نُذْرًا} [6] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وحفص، وخلف: بإسكان الذال
(4)
.
والباقون بالرفع
(5)
.
(1)
هي سورة مكية. آياتها خمسون آية بلا خلاف (المبسوط ص 456).
(2)
قال ابن الجزري:
والتاء في العشر وفي الطاء ثبتا
وقال أيضًا:
وقبل عن يعقوب حالا به الصلا
وأما عن خلاد فقال:
وذكرا الأخرى صبحًا قرأ خلف
(3)
قرأ روح عن يعقوب {عُذْرًا} بضم الذال، قال ابن الجزري:
وعذرا أو (شـ) ـرط
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 184، شرح طيبة النشر 4/ 37).
(4)
فأما التخفيف فأن يكون مصدرًا مفردًا تقول عذرته عذرًا كما تقول شغلته شغلًا وشكرته شكرًا، قال ابن الجزري:
نذرا (حـ) ـفظ (صحب)
(شرح طيبة النشر 4/ 36، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 742).
(5)
أما التثقيل فأن يكون {عُذْرًا أَوْ نُذْرًا} جمع عذير ونذير تقول عذيري من فلان أي اعذرني منه عذيرًا ومن خفف {عُذْرًا} وثقل {نذُرًا} جعل {نُذرًا} جمع نذير قال الله تعالى {وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ} قال الزجاج العذر والعذر والنذر والنذر بمعنى واحد ومعناهما المصدر (شرح طيبة النشر 4/ 36، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 742).
قوله تعالى: {أُقِّتَتْ} [11] قرأ أبو عمرو: بواو مضمومة؛ وكذا اختلف عن روح
(1)
، والباقون بهمزة مضمومة. وقرأ أبو جعفر - بخلاف عن ابن جماز -: بتخفيف القاف
(2)
والباقون بالتشديد.
قوله تعالى: {فَقَدَرْنَا} [23] قرأ نافع، والكسائي، وأبو جعفر: بتشديد الدال
(3)
والباقون بالتخفيف
(4)
.
قوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ} [30] قرأ رويس: بفتح اللام بعد الطاء
(5)
.
(1)
ما ذكره المؤلف عن أن لروح خلافًا في هذا اللفظ غير صحيح لا يقرأ به بل هي انفرادة انفرد بها ابن مهران وعلق على ذلك ابن الجزري في النشر (2/ 397) وقد اختلف في {أُقِّتَتْ} فأبو عمرو بواو مضمومة مع تشديد القاف على الأصل لأنه من الوقت والهمز بدل من الواو.
قال ابن الجزري:
همز أقتت بواد (ذ) اختلف
…
(حـ) صن (خـ) ـفا
(2)
قرأ ابن وردان وابن جماز من طريق الهاشمي عن إسماعيل بالواو وتخفيف القاف وروى الدوري عن إسماعيل عن ابن جماز بالهمز والتشديد، قال ابن الجزري:
والخف ذو خلف (خـ) لا
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 567، شرح طيبة النشر 6/ 92، النشر 2/ 396، الغاية ص 285، إعراب القراءات 3/ 594، المبسوط ص 456).
(3)
قال ابن الجزري:
ثقل قدرنا (ر) م (مدا)
والحجة لمن شدد أنه أتى باللغتين معًا ودليله قوله تعالى {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ} ولم يقل مهلهم والعرب تقول قدرت الشيء مخففًا بمعنى قدرته مشددًا.
(4)
فالحجة لمن خفف أنه أتى بالفعل على ما أتى به اسم الفاعل بعده في قوله القادرون لأن وزن اسم الفاعل من فعل فاعل ومن أفعل مفعل ومن فعل مفعل ومن فعل فعيل ومن فعل فعل (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 360، شرح طيبة النشر 6/ 93، النشر 2/ 397، الغاية ص 285، إعراب القراءات 3/ 594، المبسوط ص 456).
(5)
قال ابن الجزري:
وانطلقوا الثان افتح اللام (غـ) ـلا
ووجه القراءة بفتح اللام: أنها على الاختيار عن المعنى اللازم من قوله: {انْطَلِقُوا} أولًا؛ لأن الأمر هناك ممتثل قطعًا، وكأنه تفسير لما كانوا به يكذبون. =
والباقون بالكسر، ولا خلاف في الأول بكسر اللام
(1)
.
قوله تعالى: {ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ} [30] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما -: بإدغام المثلثة في الشين، والباقون بالإظهار.
قوله تعالى: {بِشَرَرٍ} [32] قرأ ورش: بترقيق الراء الأولى
(2)
. والباقون بالتفخيم، والثانية مرققة بلا خلاف.
قوله تعالى: {كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ} [33] قرأ حمزة، والكسائي، وحفص، وخلف: بغير ألف بين اللام والتاء؛ على التوحيد
(3)
.
والباقون بالألف؛ على الجمع، وقرأ رويس: برفع الجيم. والباقون بالكسر
(4)
.
قوله تعالى: {فَكِيدُونِ} [39] قرأ يعقوب: بإثبات الياء بعد النون وقفًا ووصلًا
(5)
والباقون بغير ياء، والرسم بالنون بغير ياء.
= (شرح طيبة النشر 6/ 93، النشر 2/ 397، الغاية ص 285، إعراب القراءات 3/ 594، المبسوط ص 456).
(1)
ووجه القراءة: أنه على الأمر كالأول.
(2)
هي رواية ورش من طريق الأزرق، وقد اتفقوا على تفخيم الراء الأولى المفتوحة من {بِشَرَرٍ} إلا الأزرق فرققها عنه الجمهور في الحالين وحيث رققها وقفًا يرقق الثانية تبعًا لها والأولى إنما رققها بسبب كسر الثانية فهو خارج عن أصله في ذلك الحرف وأما غيره فوقف بالتفخيم على القاعدة إلا عند الروم فبالترقيق وعلى هذا الحكم من فخم الأولى عن الأزرق كابن بليمة ومن معه (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 568).
(3)
قال ابن الجزري:
جمالة (صحب) اضمم الكسر (غـ) ـدا
الحجة لمن قرأه بلفظ الواحد أنه عنده بمعنى الجمع لأنه منعوت بالجمع في قوله صفر. (شرح طيبة النشر 6/ 93، النشر 2/ 397، المبسوط ص 457).
(4)
الحجة لمن قرأه بلفظ الواحد أنه عنده بمعنى الجمع لأنه منعوت بالجمع في قوله صفر (شرح طيبة النشر 6/ 93، النشر 2/ 397، المبسوط ص 457).
(5)
قال ابن الجزري في الطيبة:
وكل رؤوس الآي ظل
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 154).
قوله تعالى: {وَعُيُونٍ} [41] قرأ ابن كثير، وابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي: بكسر العين، والباقون بالرفع
(1)
.
قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ} [48] قرأ هشام، والكسائي، ورويس: بضم القاف
(2)
، والباقون بالكسر.
* * *
(1)
قال ابن الجزري:
بيوت كيف جا بكسر الضم كم
إلى قوله:
عيون مع شيوخ صفا حز دم رضيّ
(شرح طيبة النشر 4/ 407، النشر 2/ 226).
(2)
والمراد به الإشمام فيصير النطق "قُيلَ لَهُمْ" فالضم لا بد وهو عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {وَجِيءَ} و {وَحِيلَ} {وَسِيقَ} و {سِيءَ} ولا بد أن يكون إشمام الضم كسر أوله وكيفية ذلك: أن تحرك القاف بحركة مركبة بين حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر. قال ابن الجزري:
وقيل غيض جي أشم في كسرها الضم رجا غنى لزم
(انظر: النشر 2/ 208، الغاية في القراءات العشر ص 98، والتيسير ص 72، والكشف عن وجوه العلل 1/ 230، المبسوط ص 127، والغاية ص 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص 129).
الأوجه التي بين المرسلات والنبأ
وبين "المرسلات" و"النبأ" من قوله تعالى: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ} [المرسلات: 50] إلى قوله تعالى: {مُخْتَلِفُونَ} [النبأ: 3] أربعمائة وجه وثمانية وثلاثون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: ستة وتسعون وجهًا.
ابن كثير: ثمانية وأربعون وجهًا.
الدوري: ستون وجهًا، منها ثمانية وأربعون وجهًا مع قالون.
السوسي: ستون وجهًا.
ابن عامر: ستون وجهًا.
عاصم: ثمانية وأربعون وجهًا.
حمزة: ثلاثة أوجه.
الكسائي: ثمانية وأربعون وجهًا مندرجة مع ابن عامر.
أبو جعفر: ثمانية وأربعون وجهًا.
يعقوب: ثلاثة وستون وجهًا، منها ثمانية وأربعون مع قالون، ومنها اثنا عشر مع الدوري.
خلف: ثلاثة أوجه مندرجة مع ابن عامر.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورَةُ النَّبإِ)
(1)
قوله تعالى: {عَمَّ} [1] وقف يعقوب، والبزي بخلاف عنهما "عمه" بهاء السكت
(2)
، ووقف الباقون على الميم.
قوله تعالى: {وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ} [19] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بتخفيف التاء بعد الفاء
(3)
، والباقون بالتشديد.
قوله تعالى: {فَكَانَتْ سَرَابًا} [20] قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بإظهار تاء التأنيث عند السين، والباقون بالإدغام
(4)
.
(1)
هي سورة مكية. آياتها أربعون آية في غير المكي والبصري، وإحدى وأربعون فيهما (شرح طيبة النشر (6/ 95).
(2)
يقف البزي ويعقوب على خمس كلمات هي [{فِيمَ} - {لَمّ} - {عَمَّ} - {بِمَ} - {مِمَّ}] يقفان عليها بهاء السكت بخلف عنهما، فقال ابن الجزري:
فيمه لمه عمه بمه
ممه خلاف هب ظبى
(الهادي 1/ 372).
(3)
قرأ الكوفيون لفظ [{فُتِحَتْ} - {وَفُتِحَتْ}] بالزمر، و {وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ} بالنبأ بتخفيف التاء، وحجتهم أن التخفيف يصلح للقليل وللكثير (شرح طيبة النشر 5/ 202، النشر 2/ 364، الغاية ص 253، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 251، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 263، التيسير ص 102، السبعة ص 257).
(4)
قال ابن الجزري:
وتاء تأنيث بجيم الظا وثا
…
مع الصفير ادغم (رضى)(حـ) ـزو (جـ) ـثا
بالظا وبزار بغير الثا و (كـ) ـم
…
بالصاد والظا وسجز خلف (لـ) ـزم
كهدمت والثا (لـ) ـنا والخلف (مـ) ـل
…
مع أنبتت لا وجبت وإن نقل
(شرح طيبة النشر 3/ 11، 12).
قوله تعالى: {لَابِثِينَ فِيهَا} [23] قرأ حمزة، وروح: بغير ألف بين اللام والباء الموحدة
(1)
. والباقون بالألف
(2)
.
قوله تعالى: {وَغَسَّاقًا} [25] قرأ حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف: بتشديد السين
(3)
. والباقون بالتخفيف.
قوله تعالى: {وَلَا كِذَّابًا} [35] قرأ الكسائي بتخفيف الذال
(4)
. والباقون بالتشديد
(5)
.
قوله تعالى: {رَبِّ السَّمَاوَاتِ} [37] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، ويعقوب وخلف: بخفض الباء الموحدة
(6)
، والباقون
(1)
قال ابن الجزري:
في لابثين القصر (شـ) ـد (فـ) ـز
لمن حذف أنه أتى به على وزن فرح وحذر ومعنى اللبث طول الإقامة.
(2)
الحجة لمن أثبت أنه أتى به على القياس كقولهم عالم وقادر (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 361، النشر 2/ 397، المبسوط ص 458، شرح طيبة النشر 6/ 95، السبعة ص 668، التيسير ص 190، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 397).
(3)
قال ابن الجزري:
غساق الثقل معا (صحب)
قرأ المذكورون لفظ {وَغَسَّاقٌ} في ص، و {وَغَسَّاقًا} في النبأ بتشديد السين، والتشديد والتخفيف لغتان. (شرح طيبة النشر 5/ 193).
(4)
فالحجة لمن شدد أنه أراد المصدر من قوله وكذبوا وهو على وجهين تكذيبًا وكذابًا فدليل الأولى قوله {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} ودليل الثاني {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا} والحجة لمن خفف أنه أراد المصدر من قولهم كاذبته مكاذبة وكذابًا كما قالوا قاتلته مقاتلة وقتالًا، قال ابن الجزري:
كذاب (ر) م
(الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ ص 361، النشر 2/ 397، المبسوط ص 458، شرح طيبة النشر 6/ 95، السبعة ص 668، التيسير ص 190).
(5)
ووجه قراءة التخفيف: أنه مصدر كذب المخفف ككتب (شرح طيبة النشر 6/ 95).
(6)
قال ابن الجزري: لأن الهاء التي في منه عائدة عليه:
رب اخفض الرفع (كـ) ـلا (ظـ) ـبا (كفا)
الحجة لمن خفضهما أنه أبدلهما من قوله تعالى {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ} {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} والحجة لمن خفض الأول أنه جعله بدلًا ورفع. الثاني مستأنفًا والخبر قوله لا يملكون منه. =
بالرفع
(1)
.
قوله تعالى: {وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ} [37] قرأ ابن عامر، وعاصم، ويعقوب: بخفض النون، والباقون بالرفع
(2)
.
قوله تعالى: {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ} [39] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الشين
(3)
، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة، وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر
(4)
.
* * *
= (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ 362، النشر 2/ 397، المبسوط ص 458، شرح طيبة النشر 6/ 95، السبعة ص 668، التيسير ص 190).
(1)
فالحجة لمن رفعهما أنه استأنفهما مبتدئًا ومخبرًا فرفعهما والحجة لمن خفضهما أنه أبدلهما من قوله تعالى {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ} {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ 362، النشر 2/ 397، المبسوط ص 458، شرح طيبة النشر 6/ 95، السبعة ص 668، التيسير ص 190).
(2)
والتوجيه في القراءتين كالتوجيه في {رَّبِّ} قال ابن الجزري:
الرحمن (نـ) ـل (ظـ) ـل (كـ) ـرا
(الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج 1/ 362، النشر 2/ 397، المبسوط ص 458، شرح طيبة النشر 6/ 96، السبعة ص 668، التيسير ص 190).
(3)
اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} و {خَابَ} في طه: 61، فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.
(4)
قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحو {شُرَكَاؤُنَا} {وَجَاءُو} .. فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة منه ومكسورها مما رسم فيه صورة الهمزة واوًا وياءً الإبدال بهما محضين مع المد والقصر وهو شاذ لا أصل له في العربية (شرح طيبة النشر 2/ 391، 392).
الأوجه التي بين النبأ والنازعات
وبين "النبأ" و"النازعات" من قوله تعالى: {إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ} [النبأ: 40] إلى قوله تعالى: {غَرْقًا} [النازعات: 1] ثمانية وخمسون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: أربعة وعشرون وجهًا.
ورش: ثمانية أوجه.
ابن كثير: ستة أوجه.
أبو عمرو: ستة عشر وجهًا، منها اثنا عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
ابن عامر: ثمانية أوجه.
عاصم: ستة أوجه.
خلف: وجه واحد.
خلاد: وجه واحد.
الكسائي: ستة أوجه مندرجة مع ابن عامر.
أبو جعفر: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
يعقوب: ستة عشر وجهًا، منها اثنا عشر وجهًا مندرجة مع قالون، وأربعة أوجه مندرجة مع أبي عمرو.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورَةُ النَّازِعَاتِ)
(1)
قوله تعالى: {الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا} [6 - 7] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما -: بإدغام التاء في التاء
(2)
، والباقون بالإظهار.
قوله تعالى: {أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ .. (10) أَإِذَا كُنَّا} [10 - 11] قرأ أبو جعفر بالإخبار في الأول. وهو إسقاط الياء التحتية؛ فيقرأ: "إِنَّا"، والاستفهام في الثاني؛ فيحقق الهمزة الأولى المفتوحة، ويسهل الهمزة الثانية المكسورة كالياء، ويدخل بينهما ألفًا، وقرأ نافع، وابن عامر، والكسائي، ويعقوب: بالاستفهام في الأول، والخبر في الثاني، وباقي القراء بالاستفهام في الأول والثاني، فالقراء الجميع في الهمزة الأولى في الأول والثاني بتحقيق الهمزة الأولى في الخبر والاستفهام، وأما الهمزة الثانية في الاستفهام: فسهلها نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس، والباقون بتحقيقها، وأدخل بينهما في الاستفهام ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وهشام - بخلاف عنه - والباقون بغير إدخال
(3)
.
(1)
هي سورة مكية. آياتها خمس وأربعون لغير الكوفي، وست وأربعون له (شرح طيبة النشر (6/ 97).
(2)
أدغم أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوصًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله ساكن غير متين إلا قوله {قَالَ رَبِّ} و"كاد تَزِيغُ" و {الصَّلَاةَ طَرَفَيِ} و {بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} فإنه يدغمها، قال ابن الجزري:
إذا التقى خطًّا محركان
…
مثلان جنسان مقاربان
أدغم بخلف الدوري والسوسي معًا
…
لكن بوجه الهمز والمد امنعًا
وقال أيضًا:
وقيل عن يعقوب ما لابن العلا
(الغاية في القراءات العشر ص 80، المهذب ص 61).
(3)
اختلف القراء في اجتماع الاستفهامين في أحد عشر موضعًا في القرآن، فقرأ نافع والكسائي في جميع ذلك بالاستفهام في الأول، والخبر في الثاني، وخالفا أصلهما في موضعين في النّمل والعنكبوت فقرأهما نافع بالخبر في الأول والاستفهام في الثاني. وقرأ الكسائي في العنكبوت بالاستفهام في الأول والثاني، وقرأ في النّمل على أصله، وَيتفهم بالأول، ويُخبر في الثاني، غير أنه يزيد نونًا في الثاني "إننا". وقرأ ابن عامر في =
قوله تعالى: {عِظَامًا نَّخِرَةً} [11] قرأ شعبة، وحمزة، والكسائي، ورويس، وخلف: بألف بعد النون، والباقون بغير ألف، وفد رُوِيَ عن الدوري - عن الكسائي - الوجهان، والحذف عنه أقوى
(1)
.
قوله تعالى: {حَدِيثُ مُوسَى} ، {طُوًى} ، {طَغَى} ، {تَزَكَّى} ، {فَتَخْشَى} ، {الْكُبْرَى} ، {وَعَصَى} ، {يَسْعَى} ، {فَنَادَى} ، {الْأَعْلَى} ، {وَالْأُولَى} ، {لِمَنْ يَخْشَى} ، {بَنَاهَا} ، {فَسَوَّاهَا} ، {ضُحَاهَا} ، {دَحَاهَا} ، {أَرْسَاهَا} ، {الْكُبْرَى} ، {مَا سَعَى} ، {لِمَنْ يَرَى} ، {مَنْ طَغَى} ، {الدُّنْيَا} ، {الْمَأْوَى} ، {هِيَ الْمَأْوَى} ، {مُرْسَاهَا} ، {مِنْ ذِكْرَاهَا} ، {مُنْتَهَاهَا} ، {مَنْ يَخْشَاهَا} ، {أَوْ ضُحَاهَا} [15 - 46] قرأ حمزة، والكسائي،
= جميع ذلك بالخبر في الأول، وبالاستفهام في الثاني. وخالف أصله من ثلاثة مواضع في النمل والواقعة والنازعات، فقرأ في النمل، يستفهم بالأول، ويُخبر في الثاني، ويزيد نونًا في "إننا" كالكسائي، وقرأ في الواقعة بالاستفهام في الأول والثاني، وقرأ في والنازعات مثل نافع والكسائي، يَستفهم بالأول، ويُخبر بالثاني. قال ابن الجزري:
...... وأخبرا
…
بنحو أئذا أئنا كررا
ثبت كما الثاني (ر) د
…
إذ ظهروا والنمل مع نون (ز) د
إلى أن قال:
(ر) ض (كـ) ـس وأولاها (مـ) ـدًا والساهرة
…
(ثـ) ـنا وثانيها (ظـ) ـبى (إ) ذ (ر) م (كـ) ـره
وأول الأول من ذبح (كـ) ـوى
…
ثانيه مع وقعت (ر) د (إ) ذ (ثوى)
والكل أولاها وثاني العنكبا
…
مستفهم الأول (صحبة)(حـ) ـبا
(شرح طيبة النشر 2/ 236 - 240، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 22).
(1)
قال ابن الجزري:
ناخرة امدد (صحبة (غـ) ـث وترى خير
النخرة على وزن "فَعِلة"، والناخرة، على وزن "فاعلة"، لغتان، ورُوي عن الكسائي أنه خيَّر فيه، فقال: هما لغتان بمعنى "بالية"، كأنّ الريح تَنخُر فيها، أي يسمع لها صوت. ويجوز أن تكون "نخرة" بمنزلة أنها صارت خَلَفًا فيها تَنخُر الريح فيها أبدًا، فهو من باب "فرِق وحذِر"، واسم الفاعل على "فَعِل"، وتكون "ناخرة" على معنى: صارت الريح تنخُر فيها بعد أن لم تكن كذلك، وقد قيل: إن الناخرة البالية، و"النخرة" المتآكلة، وقيل: النخرة البالية، والناخرة العظامِ المُجوَّفة التي تدخل الريح فيها فتنخره، وأكثر الناس على أنهما سواء بمعنى البالية التي قد خَوَت، فدخلت الريح فيها، فيسمع لها فيها نَخير، وهو صوت يحدُث فيها مِن جَرَيان الريح فيها.
(شرح طيبة النشر 6/ 97، النشر 2/ 397، المبسوط ص 460، السبعة ص 670، التيسير ص 132، غيث النفع ص 380).
وخلف جميع ذلك: بالإمالة محضة
(1)
، وقرأ ورش الرائي بين بين بلا خلاف، واليائي بالإمالة بين بين
(2)
، والفتح ضعيف عنه إلا ما فيه لفظ "ها"؛ مثل:"ضُحيها"، "مَرْسيها" فالإمالة بين بين عنه، والفتح سواء، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين في الرائي واليائي
(3)
، وقرأ أبو عمرو الرائي محضة، واليائي بين بين، والباقون بالفتح في الرائي واليائي.
قوله تعالى: {طُوًى} ، {اذْهَبْ} [16 - 17] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف -في الوصل-: بالتنوين
(4)
، والباقون بغير تنوين، وهم على أصولهم المذكورة أعلاه في الإمالة وغيرها.
(1)
سبق بيان قاعدة حمزة والكسائي وخلف البزار. قال ابن الجزري:
وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه
…
وفتحهُ وما بياء رسمه
إلى قوله:
مع رؤوس آي النجم طه اقرأ مع القيامة الليل الضحى
الشمس سأل عبس والنزع
(النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).
(2)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(3)
ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.
(4)
قال ابن الجزري:
طوى معا نونه (كنزا)
فالحجة لمن أسكن ولم يصرف أنه جعله اسم بقعة فاجتمع فيه التعريف والتأنيث وهما فرعان لأن التنكير أصل والتعريف فرع عليه والتذكير أصل والتأنيث فرع عليه فلما اجتمع فيه علتان شبه بالفعل فمنع ما لا يكون إعرابًا في الفعل، وقال بعض النحويين هو معدول عن طاو كما عدل عمر عن عامر فإن صح ذلك فليس في ذوات الواو اسم عدل عن لفظه سواه والاختيار ترك صرفه ليوافق الآي التي قبله.
(شرح طيبة النشر 5/ 40، النشر 2/ 319، الغاية ص 205، الكشف 2/ 96، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 240).
قوله تعالى: {إِلَى أَنْ تَزَكَّى} [18] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو جعفر، ويعقوب: بتشديد الزاي
(1)
، والباقون بالتخفيف
(2)
.
قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ} [27] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس، وهشام - بخلاف عنه -: بتسهيل الهمزة الثانية
(3)
، وعن ورش - أيضًا -: إبدال الثانية ألفًا، والباقون بالتحقيق
(4)
؛ فالأولى محققة للجميع، وأدخل بينهما ألفًا: قالون،
(1)
قال ابن الجزري:
خير تزكى ثقلوا (حرم)(ظـ) ـبى
وحجة من قرأ بالتشديد للزاي، على أن أصله "تتزكى"، ثم أُدغمت التاء في الزاي، وذلك حسَنٌ قوي، لأنك تنقل التاء بالإدغام على لفظ الزاي، والزاي أقوى من التاء بكثير، فأنت بالإِدغام تنقل الأضعف على الأقوى.
(شرح طيبة النشر 6/ 98، النشر 2/ 397، المبسوط ص 460، السبعة ص 670، التيسير ص 132 غيث النفع ص 380، إعراب القرآن 3/ 620).
(2)
وحجة من قرأ بتخفيف الزاي: أنه على حذف التاء الثانية، لاجتماع تاءين بحركة واحدة استخفافًا، وهو مثل {تظاهرون، وتساءلون} وشبهه. ومعنى {تزكى} تنهى نفسك بالتطهير من الشرك بالله، وقد أجمعوا على التشديد في قوله:{وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى} [عبس: 7] ولا يجوز تخفيف الزاي في هذا، إذ لم يجتمع فيه تاءان (شرح طيبة النشر 6/ 97، النشر 2/ 397، المبسوط ص 460، السبعة ص 670، التيسير ص 132 غيث النفع ص 380).
(3)
قال ابن الجزري:
ثانيهما سهل غنى حرم حلا
…
وخلف ذي الفتح لوى أبدل جلا
خلف
وحجة ذلك أن الاستثقال مع التخفيف باق، إذ المخففة بزنتها محققة.
وحجة من خفف الهمزة الثانية هو استثقال الهمزة المفردة فتكريرها أعظم استثقالًا وعليه أكثر العرب.
وأيضًا لما رأى أن العرب وكل القراء قد خففوا الهمزة الثانية إذا كانت ثانية استثقالًا كان تخفيفها إذا كانت متحركة أولى، لأن المتحرك أقوى من الساكن وأثقل (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 73 والنشر (1/ 359).
(4)
حجة من حقق الهمزتين في كلمة: أنه لما رأى الأولى في تقدير الانفصال من الثانية ورآها داخلة على الثانية قبل أن لم تكن حقق كما يحقق ما هو من كلمتين وحسن ذلك عنده لأنه الأصل، وزاده قوة أن أكثر هذا النوع بعد الهمزة الثانية فيه ساكن فلو خفف الثانية التي قبل الساكن لقرب ذلك من اجتماع ساكنين لا سيما على مذهب من يبدل الثانية ألفًا، فلما خاف اجتماع الساكنين حقق ليسلم من ذلك (انظر الكشف عن وجوه القراءات 1/ 73، والتيسير ص 32).
وأبو عمرو، وأبو جعفر، وهشام
(1)
، والباقون بغير إدخال. وإذا وقف عليها حمزة، فله فيها - أي: في الثانية - التحقيق والتسهيل، وعنه - أيضًا - إبدالها.
قوله تعالى: {الْمَأْوَى} [41] قرأ أبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه -: بإبدال الهمزة ألفًا
(2)
، وإذا وقف حمزة، أبدل. والباقون بالتحقيق.
قوله تعالى: {فِيمَ} [43] قرأ البزي، ويعقوب - بخلاف عنهما - في الوقف: بإلحاق هاء السكت بعد الميم
(3)
. ووقف الباقون على الميم.
قوله تعالى: {مُنْذِرُ مَنْ} [45] قرأ أبو جعفر - في الوصل -: بالتنوين على الراء
(4)
.
والباقون بغير تنوين
(5)
.
* * *
(1)
فمن قرأ بالإدخال وهو إدخال ألف بين الهمزتين وهم: قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام بخلف عنه، قال ابن الجزري:
والمد قبل الفتح والكسر حجر
…
(بـ) ـن (ثـ) ـق له الخلف وقبل الضم ثر
(2)
والمراد إبدالها من جنس ما قبلها؛ أي ألفًا.
(3)
يقف البزي ويعقوب على خمس كلمات هي {فِيمَ} {لَمْ} {عَمَّ} {بِمَ} {مِمَّ} يقفان عليها بهاء السكت بخلف عنهما، فقال ابن الجزري:
فيمه لمه عمه بمه
…
ممه خلاف (هـ) ـب (ظـ) ـبى
(الهادي 1/ 372).
(4)
قال ابن الجزري:
منذر (ثـ) ـبا نون
وحجة أبي جعفر في التنوين: أنه على أصل اسم الفاعل، و {مَن} مفعوله (شرح طيبة النشر 6/ 98، النشر 2/ 398، الغاية ص 287، السبعة ص 671، المبسوط ص 461، إعراب القرآن 3/ 624).
(5)
ووجه قراءة من قرأ بترك التنوين: أنه على الإضافة، وهو مثل قوله تعالى {مُتِمُّ نُورِهِ} (شرح طيبة النشر 6/ 98، النشر 2/ 398، الغاية ص 287، السبعة ص 671، المبسوط ص 461، إعراب القرآن 3/ 624).
الأوجه التي بين النازعات وعبس
وبين "النازعات" و"عبس" من قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ} [النازعات: 46] إلى قوله تعالى: {الْأَعْمَى} [عبس: 2] أربعة وتسعون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: أربعة وعشرون وجهًا.
ورش: ستة عشر وجهًا.
ابن كثير: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: ستة عشر وجهًا.
هشام: ثمانية أوجه.
ابن ذكوان: ثمانية أوجه.
عاصم: ستة أوجه.
خلف: أربعة أوجه.
خلاد: ثلاثة أوجه، منها وجهان مع خلف.
الكسائي: ستة أوجه.
أبو جعفر: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
يعقوب: ستة عشر وجهًا، منها اثنا عشر مع قالون.
خلف: وجه واحد.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورَةُ عَبَسَ)
(1)
قوله تعالى: {أَنْ جَاءَهُ} [2] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم
(2)
، والباقون بالفتح.
وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة، مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر
(3)
.
قوله تعالى: {وَتَوَلَّى} ، {الْأَعْمَى} ، {يَزَّكَّى} ، {الذِّكْرَى} ، {مَنِ اسْتَغْنَى} ، {تَصَدَّى} ، {يَزَّكَّى} ، {يَسْعَى} ، {يَخْشَى} ، {تَلَهَّى} [1 - 10]. قرأ حمزة، والكسائي، وخلف العاشر: بالإمالة محضة
(4)
، وقرأ ورش الرائي بالإمالة بين بين
(5)
، واليائي بالفتح وبين اللفظين، وبين اللفظين أقوى، وعن قالون الفتح وبين اللفظين
(6)
، وقرأ أبو عمرو
(1)
هي سورة مكية. آياتها أربعون آية بالدمشقي، وواحد وأربعون بالبصري والحمصي، واثنتان وأربعون بالحجازي والكوفي (شرح طيبة النشر 6/ 99).
(2)
اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} {خَابَ} في طه: 61، فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.
(3)
قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحو {شُرَكَاؤُنَا} {وَجَاءُوا} .. فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، أما الإبدال مع المد والقصر فليس بصحيح لأنه متوسط بالضمير فليس فيه إلا التسهيل فقط مع المد والقصر، والله أعلم.
(4)
وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد بينا ما في هذه الإمالة قبل صفحات قليلة، قال ابن الجزري:
أمل ذوات الياء في الكل شفا
وقال:
وفيما بعد راء حط ملا خلف
(شرح طيبة النشر 3/ 88، 89، التيسير ص 46، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 107).
(5)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(6)
ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم وهي {التَّوْرَاةَ} =
الرائي محضة، واليائي بين بين، والباقون بالفتح في الجميع.
قوله تعالى: {فَتَنْفَعَهُ} [4] قرأ عاصم: بنصب العين
(1)
، والباقون بالرفع
(2)
.
قوله تعالى: {فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى} [6] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو جعفر: بتشديد الصاد، والباقون بالتخفيف
(3)
.
قوله تعالى: {عَنْهُ تَلَهَّى} [10] قرأ البزي - في الوصل -: بتشديد التاء
(4)
، والباقون بالتخفيف.
= فله فيها الفتح والتقليل، قاله ابن الجزري:
توراة (جـ) ـد والخلف فضل بجلا
وله الإمالة والفتح في لفظ {هَارٍ} ، قال ابن الجزري:
هار (صـ) ـف (حـ) ـلا (ر) ـم (بـ) ـن (مـ) ـلا خلفهما
وله الفتح والتقليل في الياء من {يس} قال ابن الجزري:
وبين بين (فـ) ـي (أسف) خلفهما
وكذلك الهاء والياء أول مريم {كهيعص} قال ابن الجزري:
و (إ) ذ ها يا اختلف
(1)
قال ابن الجزري:
فتنفع انصب الرفع (نـ) ـوى
وحجة عاصم في القراءة بالنصب: أنها على الجواب بالفاء لـ"لعل" والنصب على إضمار {أَن} ، فهو تعليله، وحجته كالذي ذكرنا من الحجة في البقرة والحديد في نصب {فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} مِن ردِ الثاني على مصدر الأول حين امتنع العطف على اللفظ، فلم يكن بدٌّ من إضمار {أَن} ليكون مع الفعل مصدرًا، فتعطف مصدرًا على مصدر الأول، لأن صدر الكلام غير واجب، كان تقديره: وما يدريك لعله يكون منه تَذكُّر فانتفاع بالتَّذكُّر، فلمّا أضمرت {أَن} نصبت الفعل (شرح طيبة النشر 6/ 99، النشر 2/ 398، الغاية ص 287، السبعة ص 671، المبسوط ص 462، التيسير ص 220).
(2)
وحجة من قرأ بالرفع: أنه على العطف على {يَزكّى، ويَذكّر} ، والتقدير: فلعله تنفعه الذِّكرى.
(3)
قال ابن الجزري:
له تعدى الحرم
والترجمة معطوفة على التثقيل.
(4)
اختلف في تشديد تاء الفعل والتفعل الواقعة في أوائل الأفعال المستقبلة إذا حسن معها تاء أخرى ولم ترسم خطًّا وذلك في إحدى وثلاثين تاء أولها في قوله {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ} فقرأ البزي من طريقيه بتشديد التاء من هذه المواضع كلها حال الوصل مع المد المشبع لالتقاء الساكنين إلا الفحام والطبري والحمامي؛ فإن الثلاثة رووا عن أبي ربيعة عن البزي تخفيفها في المواضع كلها، واتفق أبو جعفر مع البزي في تشديد تاء {لَا تَنَاصَرُونَ} بالصافات، واتفق رويس مع البزي في تشديد {نَارًا تَلَظَّى} ، قاله ابن الجزري: =
قوله تعالى: {فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ} [12] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الشين
(1)
. والباقون بالفتح.
وإذا وقف حمزة، وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر.
قوله تعالى: {شَاءَ أَنْشَرَهُ} [22] قرأ قالون، وأبو عمرو، والبزي: بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر
(2)
، وقرأ ورش، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية، وعن ورش، وقنبل - أيضًا -: إبدال الثانية حرف مد، والباقون بتحقيقهما.
= في الوصل تا تيمموا
…
اشدد تلقف تلَّه لا تنازعوا تعارفوا
تفرقوا تعاونوا تنابزوا
…
وهل تربصون مع تميزوا
تبرج إذ تلقوا التجسسا
…
وفتفرَّق توفَّى في النسا
تنزَّل الأربع أن تبدلا
…
تخيرون مع تولوا بعد لا
مع هود والنور ولامتحان لا
…
تكلَّم البزي تلظى (هـ) ـب (ء) ـلا
تناصروا (ثـ) ـق (هـ) ـد وفي الكل اختلف
…
له وبعد كنتم ظلتم وصف
وعلة من شدد: أنه أحال على الأصل لأن الأصل في جميعها تاءان، فلم يحسن له أن يظهرهما فيخالف الخط في جميعها؛ إذا ليس في الخط إلا تاء واحدة، فلما حاول الأصل وامتنع عليه الإظهار، أدغم إحدى التائين في الأخرى، وحسن له ذلك، وجاز اتصال المدغم بما قبله، فإن ابتدأ بالتاء لم يزد شيئًا، وخفف كالجماعة؛ لئلا يخالف الخط، ولم يمكنه الإدغام في الابتداء؛ لأنه لا يبتدأ بمدغم؛ لأن أوله ساكن والساكن لا يبتدأ به، فكان يلزمه إدخال ألف وصل للابتداء (شرح طيبة النشر 4/ 121، 122، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 314، النشر 2/ 232، التيسير ص 83، 84، التبصرة ص 446، المبسوط ص 152).
(1)
سبق قريبًا.
(2)
إذا اتفقت الهمزتان بالفتح نحو {جَاءَ أَجَلُهُمْ} و {شَاءَ أَنْشَرَهُ} و {السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} وشبهه فورش وقنبل يجعلان الثانية كالمدة وقالون والبزي وأبو عمرو يسقطون الأولى والباقون يحققون الهمزتين معًا، قال ابن الجزري في باب الهمزتين من كلمتين:
أسقط الأولى في اتفاق زن غدا
…
خلفهما حز وبفتح بن هدى
وسهلا في الكسر والضم وفي
…
بالسوء والنبيء الادغام اصطفي
وسهل الأخرى رويس قنبل
…
ورش وثامن وقيل تبدل
مدًا زكا جودا
(التيسير في القراءات السبع - الداني ج 1/ ص 33).
قوله تعالى: {أَنَّا صَبَبْنَا} [25] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بفتح الهمزة
(1)
. وفتحها رويس في الوصل، وكسرها في الابتداء، والباقون بكسرها
(2)
، وروي عن رويس - أيضًا - كسرها وصلًا وابتداء.
قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ} [33] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم
(3)
، والباقون بالفتح.
وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة مع المد والقصر، وعنه - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر؛ وهو ضعيف
(4)
.
* * *
(1)
قال ابن الجزري:
إنا صببنا افتح (كفا) وصلًا (غـ) ـوى
بفتح الهمزة، على بدل الاشتمال من الطعام، لأن [انصباب الماء وانشقاق الأرض] سبب لحدوث الطعام (شرح طيبة النشر 6/ 99، النشر 21/ 398، المبسوط ص 462، الغاية ص 288، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 362).
(2)
وحجة من قرأ بالكسر: أنه على الاستئناف، جعلوا الجملة تفسيرًا للنظر، أي إلى حدوث الطعام كيف يكون.
(3)
سبق قريبًا.
(4)
سبق التنبيه أن وجه الإبدال غير صحيح لأنه متوسط فليس فيه إلا التسهيل مع المد والقصر.
الأوجه التي بين عبس والتكوير
بين "عَبَسَ" و"التكوير"، من قوله تعالى:{أُولَئِكَ} [عبس: 42] إلى قوله تعالى: {كُوِّرَتْ} [التكوير: 1] ستة وثلاثون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: ستة أوجه.
ورش: ثمانية أوجه.
ابن كثير: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: ثمانية أوجه، منها ستة مع قالون.
ابن عامر: ثمانية أوجه.
عاصم: ستة أوجه.
حمزة: وجه واحد.
الكسائي: أحد عشر وجهًا، منها ستة مع ابن عامر.
أبو جعفر: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
يعقوب: ثمانية أوجه، منها ستة مع قالون، ووجهان مع أبي عمرو.
خلف: وجه واحد مندرج مع ابن عامر.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورَةُ التّكويرِ)
(1)
قوله تعالى: {سُجِّرَتْ} [6] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عن رويس -: بتخفيف الجيم
(2)
، والباقون بالتشديد
(3)
.
قوله تعالى: {بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} [9] قرأ أبو جعفر بتشديد التاء بعد القاف
(4)
، والباقون بالتخفيف، واختلف عن الأصبهاني في تسهيل الهمزة في {بِأَيِّ}
(5)
.
(1)
هي سورة مكية. آياتها تسع وعشرون آية بلا خلاف (المبسوط ص 463).
(2)
اختلف في {سُجِّرَتْ} فقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بخلف عن رويس بتخفيف الجيم على الأصل وفي رواية أبي الطيب عن رويس بالتشديد. قال ابن الجزري:
وخف سجرت (شـ) ـذا (حبر)(غـ) ـفا
وحجة من قرأ بالتخفيف: أنه على معنى إرادة وقوعه للقليل والكثير، ويدلّ على قوة التخفيف إجماعهم على قوله:{وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} [الطور: 6]، ولم يقل "المُسَجَّر"، ومعنى {الْمَسْجُورِ} الممتلئ، وقيل: الفارغ.
(شرح طيبة النشر 6/ 101، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 573، النشر 398، السبعة ص 673، التيسير ص 220).
(3)
وحجة من قرأ بالتشديد: أنه على معنى التكثير، لأنها بحار كثيرة (شرح طيبة النشر 6/ 101، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 573، النشر 398، السبعة ص 673، التيسير ص 220، تفسير غريب القرآن 516).
(4)
قال ابن الجزري:
وقتلت (ثـ) ـب
وحجة أبي جعفر في القراءة بتشديد التاء: أنها على التكثير.
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 573، شرح طيبة النشر 6/ 101، النشر 2/ 398، الغاية 288).
(5)
أبدل همز {بِأَيِّ} يا مفتوحة الأصبهاني بخلفه كما مر في {بِأَيِّ أَرْضٍ} و {بِأَييِّكُمُ} بخلاف ما فيه الفاء نحو {فَبِأَيِّ} فإنه لا خلاف عنه في إبداله {المُوْدَةُ} بحذف الهمزة على وزن الموزة ويوقف عليها لحمزة بالنقل فيصير اللفظ بواوين أولاهما مضمومة والثانية ساكنة كمعونة وبالإبدال مع الإدغام إجراء للأصلي مجرى الزائد على وزن بلوطة لكنه يضعف للثقل كما في النشر وحكم حذف الهمزة والواو بين بين وهما ضعيفان ويوقف له على سئلت بالتسهيل كالياء وبالإبدال واوًا مكسورة على مذهب الأخفش (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 573).
قوله تعالى: {نُشِرَتْ} [10] قرأ نافع، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: بتخفيف الشين
(1)
، والباقون بالتشديد
(2)
.
قوله تعالى: {سُعِّرَتْ} [12] قرأ نافع، وابن ذكوان، ورويس، وعاصم - بخلاف عن شعبة -: بتشديد العين
(3)
، والباقون بالتخفيف
(4)
.
قوله تعالى: {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} [16] قرأ الدوري - عن الكسائي -: بإمالة الألف قبل الراء
(5)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ} [23] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وأبو بكر، وشعبة، وابن ذكوان - بخلاف عنه -: بإمالة الراء والهمزة معًا محضة، وقرأ ورش
(1)
قال ابن الجزري:
وثقل نشرت (حبر)(شفا)
وحجة من قرأ بالتخفيف: لإجماعهم على قوله: {رَقٍّ مَنْشُورٍ} [الطور: 3] ولم يقل "مُنشَّر". (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 573، شرح طيبة النشر 6/ 101، النشر 2/ 398، الغاية 288، السبعة ص 673، التيسير ص 220).
(2)
وعلة من قرأ بالتشديد: لكثرة الصحف ولإِجماعهم على قوله: {صُحُفًا مُنَشَّرَةً} [المدثر: 52]، ولم يقل منشورة، وعلته كعلة {سُجِّرَتْ} (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر 1/ ص 573، شرح طيبة النشر 6/ 101، النشر 2/ 398، الغاية 288، زاد المسير 9/ 40، وتفسير النسفي 4/ 335).
(3)
وهذه القراءة أيضًا لأبي جعفر وأغفله المصنف، لقول ابن الجزري:
وسعرت (مـ) ـن (عـ) ـن (مدا)(صـ) ـف خلف (غـ) ـد
وحجة من قرأ بالتشديد، على التكثير لإِيقاد جهنم مرة بعد مرة، أعاذنا الله منها، ولقوله:{زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} [الإسراء: 97] فأتى بلفظ الزيادة، فهذا يدلُّ على كثرة تسعيرها مرة بعد مرة، وهو اتقادها (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 573، شرح طيبة النشر 6/ 101، النشر 2/ 398، الغاية 288).
(4)
وحجة من قرأ بالتخفيف: لإِجماعم على قوله: {وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} [النساء: 55]، ولم يقل "تسعيرا"، وعلته كعلة {سُجِّرَتْ} .
(5)
قال ابن الجزري:
رؤياك مع هداي مثواي توى
محياي مع آذاننا آذانهم
…
جوار مع بارئكم طغيانهم
مشكاة جبارين مع أنصاري
…
وباب سارعوا
(انظر طيبة النشر (4/ 9، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 106).
بإمالتهما بين بين، وهو على أصله في الهمزة من المد والتوسُّط والقصر، وأمال أبو عمرو الهمزة محضة، واختلف عن السوسي في الراء
(1)
، وقرأ الباقون بالفتح فيهما.
قوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} [24] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب - بخلاف عن روح -: بالظاء المشالة
(2)
، وقرأ الباقون بالضاد، والرَّسْمُ بالضاد
(3)
.
قوله تعالى: {لِمَنْ شَاءَ} [28] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الشين
(4)
، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة، وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر.
* * *
(1)
قال ابن الجزري:
حرفي رأى (مـ) ـن (صحبة)(لـ) ـنا اختلف
…
وغير الأولى الخلف (صـ) ـف والهمز (حـ) ـف
وذو الضمير فيه أو همز ورا
…
خلف (مـ) ـنى قللهما كلا (جـ) ـرى
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 117).
(2)
قال ابن الجزري:
بضنين الظا (ر) غد
…
(حبر)(غـ) ـنا
وحجة من قرأ بالظاء: أنه على معنى "متهم"، أي: ليس محمد بمتهم في أن يأتي مِن عند نفسِه بزيادةِ فيما أُوحي إليه، أو يُنقص منه شيئًا، ودل على ذلك أنه لم يتعدّ إلّا إلى مفعول واحد، قام مقام الفاعل، وهو مضمر فيه، و"ظننت" إذا كانت بمعنى "اتهمت" لم تتعدّ إلّا إلى مفعول واحد، وقد رَوت عائشة رضي الله عنها أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ:"بِظنين" تعني بالظاء.
(النشر 2/ 399، المبسوط ص 464، الغاية ص 288، السبعة ص 673، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 364).
(3)
ووجه القراءة: أنها بمعنى بخيل بما يأتيه من قبل ربه اسم فاعل من ضن بخل (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 574).
(4)
سبق بيان الخلاف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} و {خَابَ} قبل صفحات قليلة.
الأوجه التي بين التكوير والانفطار
وبين "التكوير" و"الانفطار" من قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ} [التكوير: 29] إلى قوله تعالى: {انْفَطَرَتْ} [الانفطار: 1] مائة وجه وستة وثلاثون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: اثنان وثلاثون وجهًا.
ورش: ستون وجهًا.
ابن كثير: ستة عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: أربعون وجهًا، منها اثنان وثلاثون مع قالون.
ابن عامر: عشرون وجهًا.
عاصم: ستة عشر وجهًا.
خلف: وجه واحد.
خلاد: وجه واحد.
الكسائي: ستة عشر وجهًا مندرجة مع ابن عامر.
أبو جعفر: ستة عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
يعقوب: ثلاثة وأربعون وجهًا، منها اثنان وثلاثون مندرجة مع قالون، وثمانية مع أبي عمرو.
خلف: وجه واحد مندرج مع ابن عامر.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورَةُ الانفِطَارِ)
(1)
قوله تعالى: {فَعَدَلَكَ} [7] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي: بتخفيف الدال
(2)
، والباقون بالتشديد
(3)
.
قوله تعالى: {بَلْ تُكَذِّبُونَ} [9] قرأ أبو جعفر بالياء التحتية
(4)
، والباقون بالتاء الفوقية
(5)
.
قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ} ، {ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ} [17 - 18] قرأ أبو عمرو، وابن ذكوان، وحمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة - بخلاف عنه -: بالإمالة محضة
(6)
وقرأ ورش بالإمالة بين بين
(7)
، والباقون بالفتح.
(1)
هي سورة مكية. آياتها تسع عشرة آية (المبسوط ص 465).
(2)
وكذا خلف العاشر وقد أغفله المصنف لقول ابن الجزري:
وخف (كوف) عدلا
وحجة من قرأ بالتخفيف، على معنى "عدل بعضك ببعض فصِرت معتدِل الخَلْق متناسبَه، فلا تفاوت في خَلْقِك" وقيل: معناه: عدّلَك أي شِبهَ أبيك أو خالك أو عمك، أي: صَرَفك إلى شبه مَن شاء مِن قرابتك (شرح طيبة النشر 6/ 103، النشر 2/ 399، المبسوط ص 465، الغاية ص 289، السبعة ص 674).
(3)
وحجة من قرأ بالتشديد على معنى سوّى خَلْقَك في أحسن صورة وأكمل تقويم، فجعلك قائمًا، ولم يجعلك كالبهائم مُتطأطِئًا، والتشديد مَروي عن النبي صلى الله عليه وسلم (شرح طيبة النشر 6/ 103، النشر 2/ 399، المبسوط ص 465، الغاية ص 289، السبعة ص 674، زاد المسير 9/ 48، وتفسير ابن كثير 4/ 481، وتفسير غريب القرآن 518، وتفسير النسفي 4/ 338).
(4)
قال ابن الجزري:
يكذبوا (ثـ) ـبت
وحجة أبي جعفر في القراءة بياء الغيب: لمناسبة {عَلِمَتْ نَفْسٌ} لأنها بمعنى الجماعة (النشر 2/ 399، المبسوط ص 465، الغاية ص 289، شرح طيبة النشر 6/ 103، إعراب القرآن 3/ 645).
(5)
وحجة من قرأ بالتاء: لمناسبة الأقرب.
(6)
سبق قريبًا.
(7)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
قوله تعالى: {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ} [19] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب: برفع الميم
(1)
، والباقون بالنصب
(2)
.
* * *
(1)
قال ابن الجزري:
و (حق) يوم لا
بالرفع، على إضمار مبتدأ، أي: هو يوم لا تملك نفس لنفس شيئًا، أي نفعًا ولا ضرًّا. ويجوز رفعه على البدل من {يَوْمُ الدِّينِ} قبله "18"، أي: يومُ الدين يومُ لا تملك (شرح طيبة النشر 6/ 103، النشر 2/ 399، المبسوط ص 465، السبعة ص 674، التيسير ص 220، إملاء ما من به الرحمن 2/ 152).
(2)
وحجة من قرأ بالنصب: أنه على الظرف لـ {الدِّينِ} ، وهو الجزاء، أي: في يوم لا تملك. فهو خبر للجزاء المضمر، لأنه مصدر، وظروف الزمان تكون أخبارًا للمصادر، تقول: القتال اليوم، والخروج يوم الجمعة، ويجوز أن يكون تقدير النصب في {يَوْمُ} على أنه مرفوع في المعنى، كالقراءة الأُولى، لكن لمّا جرى النصب فيه في أكثر الكلام تُركَ منصوبًا في موضع الرفع، وهو مذهب الأخفش في قوله:{وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ} [الجن: 11] ويجوز نصبه عند البصريين على البدل من {يَوْمَ الدِّينِ} الأول "15"(النشر 2/ 399، المبسوط ص 465، السبعة ص 674، التيسير ص 220، زاد المسير 9/ 49، وتفسير النسفي 4/ 338).
الأوجه التي بين الانفطار والمطففين
وبين "الانفطار" و"المطففين" من قوله تعالى: {وَالْأَمْرُ} [الانفطار: 19] إلى قوله تعالى: {لِلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1] مائة وجه وواحد وسبعون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: ثلاثة وستون وجهًا.
ورش: ثمانية وسبعون وجهًا.
ابن كثير: ثلاثة وستون وجهًا مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: ثمانية وسبعون وجهًا، منها ثلاثة وستون وجهًا مندرجة مع قالون.
ابن عامر: ثمانية وسبعون وجهًا، منها ثلاثة وستون وجهًا مع قالون، وخمسة عشر مع أبي عمرو.
عاصم: ثلاثة وستون وجهًا مع قالون.
خلف: خمسة عشر وجهًا.
خلاد: ثلاثون وجهًا، منها خمسة عشر مع أبي عمرو، وخمسة عشر مع خلف.
الكسائي: ثلاثة وستون وجهًا مندرجة مع قالون.
أبو جعفر: ثلاثة وستون وجهًا مندرجة مع قالون.
يعقوب: ثمانية وسبعون وجهًا، منها ثلاثة وستون مع قالون، وخمسة عشر مع أبي عمرو.
خلف: ثلاثة أوجه مندرجة مع أبي عمرو.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورَةُ المُطفِّفِينَ)
(1)
قوله تعالى: {كِتَابَ الْفُجَّارِ} [7] قرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي -: بإمالة الألف قبل الراء محضة
(2)
، وقرأ ورش بالإمالة بين بين
(3)
، وعن قالون الفتح وبين اللفظين
(4)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ} [8] قرأ أبو عمرو، وابن ذكوان، وحمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة - بخلاف عنه -: بالإمالة محضة، وقرأ ورش بالإمالة بين بين، والباقون بالفتح
(5)
.
قوله تعالى: {بَلْ رَانَ} [14] قرأ شعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإمالة الراء والباقون بالفتح، وقرأ حفص - بخلاف عنه -: بسكتة لطيفة على اللام من {بَلْ} قبل الراء
(6)
.
قوله تعالى: {كِتَابَ الْأَبْرَارِ} [18] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وخلف، وابن ذكوان - بخلاف عنه -: بالإمالة محضة
(7)
. وقرأ ورش
(8)
، وحمزة بخلاف عنه:
(1)
هي سورة مكية وقيل مدنية وهي ست وثلاثون آية في المدني والكوفي (شرح طيبة النشر 6/ 104).
(2)
ولابن ذكوان بخلف عنه، قال ابن الجزري:
والألفات قبل كسر را طرف
…
كالدار نار حز تفز منه اختلف
ووجه الإمالة مناسبة الكسرة، واعتبرت الكسرة على الراء لمناسبة الإمالة والترقيق والتدقيق، واشترط تطرف الراء للقرب (شرح طيبة النشر 3/ 100، التيسير ص 51، النشر 2/ 54، الغاية ص 90).
(3)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(4)
ما ذكره المؤلف عن قالون كلام غير صحيح ولا يقرأ به.
(5)
انظر الآية السابقة.
(6)
قال ابن الجزري في باب السكت:
وألفي مرقدنا وعوجا
…
بل ران من راق لحفص الخلف جا
وسبق بيانه مفصلًا في سورة القيامة (شرح طيبة النشر 5/ 3، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 88).
(7)
انظر الهامش قبل السابق.
(8)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
بالإمالة بين بين
(1)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {أَدْرَاكَ} [19] ذكر قبيل.
قوله تعالى: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} [24] قرأ أبو جعفر، ويعقوب: بضم التاء وفتح الراء و {نَضْرَةَ} بالرفع
(2)
. والباقون بفتح التاء وكسر الراء و {نَضْرَةَ} بالنصب
(3)
.
قوله تعالى: {خِتَامُهُ مِسْكٌ} [26] قرأ الكسائي بفتح الخاء وألف بعدها، وفتح التاء بعد الألف ولا ألف بعد التاء
(4)
. والباقون بكسر الخاء، وألف بعد التاء
(5)
.
(1)
فلحمزة وجهان: الإمالة المحضة، وبين اللفظين؛ لقول ابن الجزري:
وإن تكرر (حـ) ـط (روى)
…
والخلف من فوز
فقد ذكر له الخلاف، وخلافه دائر بين الإمالة الكبرى والصغرى، ويؤكد ذلك ما ذكره الشاطبي بقوله: وإضجاع ذي، قال الأصبهاني في المبسوط ص 111: كان أبو عمرو وحمزة برواية أبي عمر وابن سعدان عن سليم والكسائي يميلون كل ألف في اسم بعدها راء مكسورة إذا كان كسرها كسر إعراب نحو: {وَفِي النَّارِ} {فِي النَّهَارِ} {بِقِنْطَارٍ} وأشباه ذلك. (شرح طيبة النشر 3/ 100، التيسير ص 51، النشر 2/ 54، الغاية ص 90).
(2)
قال ابن الجزري:
تعرف جهل نضرة الرفع (ثوى)
واختلف في {تَعْرِفُ} الآية 24 فأبو جعفر ويعقوب بضم التاء وفتح الراء مبنيًّا للمفعولا ونضرة بالرفع نائب الفاعل (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 576، شرح طيبة النشر 6/ 104، النشر 2/ 399، الغاية ص 289، المبسوط ص 467).
(3)
وحجة من قرأ بذلك: بفتح التاء وكسر الراء مبنيًّا للفاعل نضرة بالنصب مفعوله أي تعرف يا محمد أو كل من صح منه المعرفة (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 576، النشر 2/ 399، الغاية ص 289، المبسوط ص 467).
(4)
قال ابن الجزري:
ختامه خاتمه (تـ) ـوق (سـ) ـوى
وحجة من قرأ بألف قبل التاء أنه جعله اسمًا لِما يُختم به الكأس، بدلالة قوله:{مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ} "25" فأخبر أنه مختوم، ثم بيَّن هيئةَ الخاتم، فقال "خاتمه مسك"، وبذلك قرأ علي بن أبي طالب وابن عباس وعَل قمة والنَّخَعي وقَتادة والضَّحاك.
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 576، النشر 2/ 399، الغاية ص 289، المبسوط ص 467، إعراب القرآن 3/ 656، السبعة ص 676).
(5)
حجة من قرأ بألف بعد التاء أنه حمله على معنى "آخره مسك"، كما قال:{وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40]، أي: آخرهم. والمعنى: "أنه لذيذ الآخر، ذكي الرائحة في آخره"، فإذا كان آخره في طيبه وذكاءِ =
قوله تعالى: {إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا} [31] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - في الوصل -: بكسر الهاء والميم، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بضم الهاء والميم
(1)
، والباقون بكسر الهاء وضم الميم.
قوله تعالى: {فَكِهِينَ} [31] قرأ أبو جعفر، وحفص، وابن عامر - بخلاف عنه -: بغير ألف بين الفاء والكاف
(2)
.
والباقون بالألف بينهما
(3)
.
قوله تعالى: {عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ} [33] قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء
(4)
، والباقون بكسرها.
= رائحته بمنزلة المسك فأَولُه أذكى وأطيب رائحة، لأن الأول من الشراب أصفى وألذ، وهو مصدر "ختم ختامًا"(شرح طيبة النشر 6/ 104، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 576، النشر 2/ 399، الغاية ص 289، المبسوط ص 467، إعراب القرآن 3/ 656، السبعة ص 676، التيسير 221، وإيضاح الوقف والابتداء 70، وتفسير غريب القرآن 520، وزاد المسير 9/ 59، وتفسير ابن كثير 4/ 486، وتفسير النسفي 4/ 341).
(1)
سبق كثيرًا.
(2)
اختلف في {فَاكِهِينَ} في يس والدخان والطور والمطففين، فقرأ أبو جعفر {فَكِهِينَ} بغير ألف بعد الفاء في الأربعة على جعله صفة مشبهة من فكه بمعنى فرح أو عجب أو تلذذ أو تفكه ووافقه حفص في حرف المطففين، واختلف عن ابن عامر؛ فروى الرملي عن الصوري وغيره عن ابن ذكوان القصر، وكذا روى الشذائي عن ابن الأخرم عن الأخفش عنه، وهي رواية أحمد بن أنس عن ابن ذكوان، وروى أبو العلاء عن الداجوني عن هشام كذلك، ووجه قراءة من قرأ بغير ألف، جعله من "فكِه، فهو فكِه" مثل: حَذِرَ فهو حذِرٌ، ومعناه فيما روى أبو عبيد عن أبي زيد: ضاحكين طيبي الأنفس. قال ابن الجزري:
وفاكهون فاكهين اقصر (ثـ) ـنا
تطفيف (كـ) ـون الخلف (عـ) ـن (ثـ) ـرا
(شرح طيبة النشر 5/ 170 - 173، النشر 2/ 354 - 355، المبسوط ص 371).
(3)
وحجة من قرأ بألف: على معنى: ذوي فواكه، وقيل: معناه: معجبين. وقيل ناعمين وقال الفراء: فكهين وفاكهين بمعنى واحد.
(4)
قرأ يعقوب وحمزة {عليهمُ} و {إليهمُ} و {لديهمُ} بضم كسر الهاء في الثلاث حال وصله ووقفه، ويفهمان من إطلاقه إذا كانت لجمع مذكر ولم يتلها ساكن علم مما بعد، قال ابن الجزري:
عليهمو إليهمو لديهمو
…
بضم كسر الهاء (ظـ) ـبي (فـ) ـهم
(شرح طيبة النشر 2/ 52).
قوله تعالى: {هَلْ ثُوِّبَ} [36] قرأ الكسائي، وحمزة: بإدغام اللام في الثاء
(1)
، والباقون بالإظهار.
* * *
(1)
اختلف في إدغام بل وهل في ثمانية أحرف منها: الثاء: نحو {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} فقط وسبق بيان ما فيها من قراءة، قال ابن الجزري:
وبل وهل في تا وثا السين ادغم
…
وزاي طا ظا النون والضاد رسم
والسين مع تاء وثا قد واختلف
…
بالطاء عنه هل ترى الإدغام حف
وعن هشام غير نص يدغم
…
عن جلهم لا حرف رعد في الأتم
(النشر 2/ 7، شرح ابن القاصح ص 97، التيسير ص 43، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 41، الهادي 1/ 271، السبعة ص 127، الغاية ص 81).
الأوجه التي بين المطففين والانشقاق
وبين "المطففين" و"الانشقاق" من قوله تعالى: {هَلْ ثُوِّبَ} [المطففين: 36] إلى قوله تعالى: {انْشَقَّتْ} [الانشقاق: 1] مائة وجه، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: ستة عشر وجهًا.
ورش: عشرون وجهًا.
ابن كثير: ستة عشر وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: عشرون وجهًا، منها ستة عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
هشام: عشرون وجهًا.
ابن ذكوان: عشرون وجهًا.
عاصم: ستة عشر وجهًا.
حمزة: وجه واحد.
الكسائي: ستة عشر وجهًا مندرجة مع هشام.
أبو جعفر: ستة عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
يعقوب: ثلاثة وعشرون وجهًا، منها ستة عشر وجهًا مندرجة مع قالون، وأربعة أوجه مع أبي عمرو.
خلف: وجه واحد مندرج مع هشام.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورَةُ الانْشِقَاقِ)
(1)
قوله تعالى: {وَيَصْلَى} [12] قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، والكسائي: بضم الياء وفتح الصاد وتشديد اللام
(2)
. والباقون بفتح الياء وسكون الصاد وتخفيف اللام
(3)
.
وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة
(4)
، وعن نافع الفتح وبين اللفظين
(5)
، وإذا أمال ورش
(6)
، رقَّق اللام، وإذا فتح، غلظ اللام
(7)
، والباقون بالفتح.
(1)
هي سورة مكية. آياتها ثلاث وعشرون بالدمشقي والبصري، وأربع وعشرون بالحمصي، وخمس وعشرون بالحجازي والكوفي (شرح طيبة النشر 6/ 105).
(2)
قال ابن الجزري:
يصلى اضمم اشدد (كـ) ـم (ر) نا (أ) هل (د) ما
وحجة من قرأ بالفتح في الياء، وإسكان الصاد مخففًا، أضافوا الفعل إلى الداخل في النار، فهو الفاعل، وهو مضمر في الفعل، وجعلوا الفعل ثلاثيًّا يتعدّى إلى مفعول واحد، وهو {سَعِيرًا} ، ودليلهم إجماعهم على قوله:{سَيَصْلَى نَارًا} [المسد: 3]، وقوله:{إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} [الصافات: 163] فكلُّه أُضيف الفعل فيه إلى الداخلين في النار، فكذلك هذا.
(3)
وحجة من قرأ بضم الياء وفتح الصاد مشدّدًا: أنهم أضافوا الفعل على المفعول، فهو فعل لم يسمّ فاعله، والمفعول الذي قام مقام الفاعل مُضمَر في الفعل، لكنهم عدّوا الفعل إلى المفعول بالتضعيف إلى مفعولين: أحدهما تام مقام الفاعل، وهو مضمَر في {وَيَصْلَى} ، والثاني {سَعِيرًا} (النشر 2/ 399، شرح طيبة النشر 6/ 1054، المبسوط ص 466، الغاية ص 290، السبعة ص 677، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 367، زاد المسير 8/ 64، وتفسير النسفي 4/ 343).
(4)
سبق بيان قاعدة حمزة والكسائي وخلف البزار في الإمالة (وانظر: النشر 2/ 35، 36).
(5)
ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.
(6)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(7)
غلظ ورش اللام من طريق الأزرق وذلك لمناسبة حروف الاستعلاء، وقاعدته: هي أن كل لام مفتوحة وقبلها حرف الطاء أو الظاء أو الصاد؛ فورش من طريق الأزرق يغلظ هذه اللام بشرط فتح هذه الحروف أو سكونها.
(انظر إتحاف فضلاء البشر ص 127، والمهذب ص 46).
قوله تعالى: {لَتَرْكَبُنَّ} [19] قرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وخلف: بفتح الباء الموحدة
(1)
، والباقون بالرفع
(2)
.
قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ} [21] قرأ أبو جعفر: بإبدال الهمزة ياء مفتوحة
(3)
. وإذا وقف حمزة، أبدلها ياء ساكنة
(4)
، والباقون بهمزة مفتوحة.
قوله تعالى: {عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ} [21] قرأ ابن كثير بنقل حركة الهمزة إلى الراء وقفًا ووصلًا، وفعل ذلك حمزة في الوقف
(5)
، والباقون بالهمزة.
* * *
(1)
قال ابن الجزري:
يا تركبن اضمم (حما)(عم)(نـ) ـما
وحجة من قرأ بفتح الباء: أنها على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، على معنى: لتركبن يا محمد حالًا بعد حال، وأمرًا بعد أمر. وقد قيل: معناه: لتركبن يا محمد سماء بعد سماء. وقيل: هو خبر عن السماء، وليس بخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمعنى: لتركبن السماء في تشقّقها وتلونها عند قيام الساعة حالًا بعد حال، وهو قول ابن مسعود، وقيل: معناه أنه خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، ومعناه: لتركبن يا محمد الآخرة بعد الأُولى. وقيل: هو خطاب للإنسان، على معنى: لتركبن أبيها الإنسان حالًا بعد حال مِن مرض وصحة وشباب وهرَم (النشر 2/ 399، شرح طيبة النشر 6/ 1054، المبسوط ص 466، الغاية ص 290، السبعة ص 677).
(2)
وحجة من قرأ بضم الباء: على أنها مخاطبة للجميع من المؤمنين، على معنى: لتركبن أبيها الناس حالًا بعد حال. وقيل: معناه: لتركبن الآخرة بعد الأولى. وقيل معناه: لتركبن أبيها الناس سُنَّة من كان قبلكم من الأمم. وقيل: معناه: لتركبن أبيها الناس شدائد وأهوالًا، يعني يوم القيامة، وإنما ضُمت الباء إذا كانت خطابًا للجماعة، لتدلّ على الواو المحذوفة بعدها، وهي واو الجمع حُذفت لسكونها وسكون أول النون المشددة، فبقيت الضمة تدلّ عليها، واللام جواب القسم، والنون لتأكيد القسم (النشر 2/ 399، شرح طيبة النشر 6/ 1054، المبسوط ص 466، الغاية ص 290، السبعة ص 677، زاد المسير 9/ 67، وتفسير غريب القرآن 521، وتفسير ابن كثير 4/ 489).
(3)
سبق بيانه قريبًا (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 78).
(4)
وهذه قاعدة عند حمزة عند الوقف، وهي أنه إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد ضمة نحو {مِائَةِ} و {نَاشِئَةَ} و {مُلِئَتْ} و {يُؤْذَنُ} و {الْفُؤَادُ} فيصير "مِيَهْ، نَاشِيَه، مُلِيَت، يُوَذّنُ، الفُواد"، قال ابن الجزري:
وبعد كسرة وضمّ أبدلا
…
إن فتحت ياء وواوًا مسجلا
(5)
فيصير النطق {القُرَانُ} وقد نقل ابن كثير حركة الهمزة من القرآن معرفًا ومنكرًا إلى الساكن قبلها مع حذفها وصلًا ووقفًا ووجه عدم همز القرآن أنه نقل الهمزة تخفيفًا وهو منقول من مصدر قرأ قرآنًا سمى به المنزل على نبينا صلى الله عليه وسلم، قال ابن الجزري:
كيف جا القرآن (د) ف
الأوجه التي بين الانشقاق والبروج
وبين "الانشقاق" و"البروج" من قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} [الانشقاق: 25] إلى قوله تعالى: {الْبُرُوجِ} [البروج: 1] سبعمائة وجه وأربعة وثمانون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: مائتا وجه واثنان وخمسون وجهًا.
ورش: ثلاثمائة وجه واثنا عشر وجهًا.
ابن كثير: أربعة وثمانون وجهًا مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: مائة وجه وأربعة أوجه، منها أربعة وثمانون وجهًا مندرجة مع قالون.
ابن عامر: مائة وجه وأربعة أوجه.
عاصم: أربعة وثمانون وجهًا.
خلف: ثمانية أوجه.
خلاد: أربعة أوجه مندرجة مع خلف.
الكسائي: أربعة وثمانون وجهًا مندرجة مع ابن عامر.
أبو جعفر: أربعة وثمانون وجهًا، وجهان مندرجان مع قالون.
يعقوب: مائة وجه وأربعة أوجه، منها أربعة وثمانون مع قالون، وعشرون مع أبي عمرو.
وخلف: أربعة أوجه مندرجة مع ابن عامر.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أجد مثل صنيعه.
(سُورَةُ البُرُوجِ)
(1)
قوله تعالى: {النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ} [5] قرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي -: بالإمالة محضة
(2)
، وقرأ ورش بالإمالة وبين اللفظين
(3)
، وعن قالون الفتح وبين اللفظين
(4)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ} [14] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء
(5)
، والباقون بالضم.
قوله تعالى: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} [15] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بخفض الدال
(6)
.
(1)
هي سورة مكية. آياتها اثنتان وعشرون آية بلا خلاف (المبسوط ص 466).
(2)
سبق قريبًا وكذا لابن ذكوان بخلف عنه.
(3)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(4)
ما ذكره المؤلف عن قالون هو كلام خاطئ لا يقرأ به.
(5)
قرأها هؤلاء بسكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن {وَهُوَ} ، {فَهُوَ} ، {وَهِيَ} ، {فَهِيَ} ، {لَهِيَ} وزاد الكسائي {ثُمَّ هُوَ} (انظر المبسوط ص 128) وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وَهُوَ} وكسرتان وضمة في {وَهِيَ} فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).
(6)
قال ابن الجزري:
و (شفا) عكس المجيد
وحجة من قرأ بالخفض: أنهم جعلوه نعتًا لـ {الْعَرْشِ} وقيل: هو نعت لـ"ربك" في قوله: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ} "12". (النشر 2/ 399، شرح طيبة النشر 6/ 1054، المبسوط ص 466، الغاية ص 290، السبعة ص 678، التيسير ص 221، إعراب القراءات 3/ 671).
والباقون بالرفع
(1)
.
قوله تعالى: {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [22] قرأ نافع برفع الظاء
(2)
، والباقون بالخفض
(3)
.
* * *
(1)
وحجة من قرأ بالرفع: أنهم جعلوه نعتًا لـ"الله"، وهو ذو العرش. ومعنى {الْمَجِيدُ} على قول ابن عباس: الكريم. فإذا جعلته نعتًا لـ {الْعَرْشِ} كان معنى "الكريم" الحسَن كما قال: {زَوْجٍ كَرِيمٍ} [الشعراء: 7]، أي: حسَن، وإذا جعلته نعتًا لـ "ربك" كان معنى "الكريم" "ذو الكرم الكامل". وقيل: معناه إذا جعلته نعتًا لـ"ربك" الكثيرُ الخير، وهو مشتق من المجد، وهو العطية، والماجد الكثير الشرف (شرح طيبة النشر 6/ 1054، المبسوط ص 466، الغاية ص 290، السبعة ص 678، التيسير ص 221، إعراب القراءات 3/ 671، زاد المسير 9/ 78، وتفسير ابن كثير 4/ 496).
(2)
قال ابن الجزري:
محفوظ ارفع خفضه (ا) علم
وحجة من قرأ بالرفع: أنه جعله نعتًا لـ"القرآن"، كما قال:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]، فأخبر بحفظه.
(النشر 2/ 399، شرح طيبة النشر 6/ 1054، المبسوط ص 466، الغاية ص 290، السبعة ص 678، التيسير ص 221، إعراب القراءات 3/ 671، زاد المسير 9/ 79، وتفسير ابن كثير 4/ 497).
(3)
وحجة من قرأ بالخفض: أنهم جَعَلوه نعتًا لـ"اللوح".
الأوجه التي بين البروج والطارق
وبين "البروج" و"الطارق" من قوله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ} [البروج: 21] إلى قوله تعالى: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ} [الطارق: 3] ألف وجه وأربعة وسبعون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: مائتا وجه وستة عشر وجهًا.
ورش: مائة واثنان وثلاثون وجهًا.
ابن كثير: ثلاثة وستون وجهًا.
أبو عمرو: مائة وجه وستة وخمسون وجهًا.
هشام: ثمانية وسبعون وجهًا.
ابن ذكوان: مائة وجه وستة وخمسون وجهًا، منها ثمانية وسبعون وجهًا مندرجة مع هشام.
شعبة: ثلاثة وستون وجهًا.
حفص: ثلاثة وستون وجهًا.
خلف: ثلاثة أوجه.
خلاد: ثلاثة أوجه.
الكسائي: ثلاثة وستون وجهًا مندرجة مع ابن ذكوان.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
أبو جعفر: ثلاثة وستون وجهًا.
يعقوب: مائة وجه وستة وخمسون وجهًا.
خلف: ثلاثة أوجه مندرجة مع ابن ذكوان.
* * *
(سُورَةُ الطَّارِقِ)
(1)
قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ} [2] قرأ أبو عمرو، وابن ذكوان، وشعبة - بخلاف عنه - وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة
(2)
، وقرأ ورش بالإمالة بين بين
(3)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {لَمَّا عَلَيْهَا} [4] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر: بتشديد الميم
(4)
، والباقون بالتخفيف.
* * *
(1)
هي سورة مكية. آياتها سبع عشرة آية في الكوفي والبصري والمدني الأخير، وست عشرة آية في المدني الأول (المبسوط ص 467).
(2)
سبق قريبًا.
(3)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(4)
قال ابن الجزري:
............... وشد
…
لما كطارق (نـ) هي (كـ) ـن (فـ) ـي (ثـ) ـمد
يس (فـ) ـي (ذ) ا (كـ) ـأم (ثـ) ـوى
(النشر 2/ 291، شرح طيبة النشر 4/ 373، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 1/ 191، حجة القراءات لابن زنجلة 1/ ص 351، إعراب القراءات السبع 1/ 293، زاد المسير 4/ 164).
الأوجه التي بين الطارق والأعلى
وبين "الطارق" و"الأعلى" من قوله تعالى: {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ} [الطارق: 17] إلى قوله تعالى: {الْأَعْلَى} [الأعلى: 1] ثلاثة وخمسون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: اثنا عشر وجهًا.
ورش: ثمانية أوجه.
ابن كثير: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: ثمانية أوجه.
ابن عامر: ثمانية أوجه، منها ستة مندرجة مع قالون.
عاصم: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
خلف: وجهان.
خلاد: ثلاثة أوجه، منها وجهان مندرجان مع خلف.
أبو الحارث: ستة أوجه.
رويس: ثمانية أوجه.
روح: ثمانية أوجه، منها ستة أوجه مع قالون، ووجهان مع ابن عامر.
خلف: وجه واحد مندرج مع أبي الحارث.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورَةُ الأَعْلى)
(1)
قوله تعالى: {الْأَعْلَى} ، {فَسَوَّى} ، {فَهَدَى} ، {الْمَرْعَى} ، {أَحْوَى} ، {فَلَا تَنْسَى} ، {وَمَا يَخْفَى} ، {لِلْيُسْرَى} ، {الذِّكْرَى} ، {مَنْ يَخْشَى} ، {الْأَشْقَى} ، {الْكُبْرَى} ، {وَلَا يَحْيَى} ، {مَنْ تَزَكَّى} ، {فَصَلَّى} ، {الدُّنْيَا} ، {وَأَبْقَى} ، {الْأُولَى} ، {وَمُوسَى} [1 - 19]. قرأ حمزة، والكسائي، وخلف الجميع: بالإمالة محضة، وقرأ أبو عمرو الرائي محضة، واليائي بين بين
(2)
، وقرأ ورش الرائي بين بين، واليائي بخلاف عنه
(3)
، والإمالة عنه بين اللفظين أقوى من الفتح، وعن قالون الفتح وبين اللفظين
(4)
، والباقون بالفتح.
(1)
في سورة مكية آياتها تسع عشرة آية بلا خلاف (شرح طيبة النشر 6/ 108).
(2)
هناك قاعدة مطردة؛ وهي أن حمزة والكسائي وخلف البزار أمالوا جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:
وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه
…
وفتحهُ وما بياء رسمه
ويندرج تحت قوله "وما بياء رسمه"{مُوسَى} {وَعِيسَى} {وَيَحْيَى} كما أمال الثلاثة كل ألف منقلبة عن ياء حيث وقعت في القرآن الكريم سواء كانت في الرسم أو فعل كموسى وعيسى ويحيى والأشقى والهدى، وأتى وسعى إلخ وتعرف ذوات الياء من الأعماء بالتثنية، ومن الأفعال برد الفعل، وقد شاركهم أبو عمرو فيما كان على وزن فعلى مثلثة الفاء فأمالها إمالة صغرى بين بين، قال ابن الجزري:
وكيف فعلى مع رؤوس الآي (حـ) ـد خلف
والمراد برؤوس الآي عند ورش وأبي عمرو آي السور الإحدى عشر وهي "طه، النجم، القيامة، المعارج، النازعات، عبس، الأعلى، الشمس، الليل، الضحى، العلق"(النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).
(3)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:
وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف
…
وما به ها غير ذي الرا يختلف
مع ذات ياء مع أركهمو ورد
(4)
ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.
قوله تعالى: {وَالَّذِي قَدَّرَ} [3] قرأ الكسائي: بالتخفيف
(1)
، والباقون بالشديد
(2)
.
قوله تعالى: {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [7] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الشين
(3)
، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة، وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر.
قوله تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ} [16] قرأ أبو عمرو: بالياء التحتية؛ على الغيبة، وروي - أيضًا - عن رويس
(4)
، والباقون بالتاء الفوقية على الخطاب
(5)
.
وادغم {بَلْ} في التاء: هشام، وحمزة، والكسائي، والباقون بالإظهار
(6)
.
* * *
(1)
قال ابن الجزري:
قدر الخف (ر) فا
وحجة من قرأ بالتخفيف: أنه من القُدرة على جميع الأشياء، والملك لها، والمعنى فيه: فهدى وأضلّ، ثم حذف لفظ الضلال لدلالة لفظ الهدى عليه. ويجوز أن يكون من التقدير، كما قال:{يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} [الرعد: 26]، وقال:{فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ} [الفجر: 16].
(2)
وحجة من قرأ بالتشديد من التقدير، على معنى: قدر خَلْقه فهدى كل مخلوق إلى مصلحته، وقد قال:{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 2](النشر 2/ 399، 400، شرح طيبة النشر 6/ 108، المبسوط ص 468، التيسير ص 221، السبعة ص 680).
(3)
اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} و {خَابَ} في طه: 61، فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.
(4)
قال ابن الجزري:
ويؤثر (حـ) ـــز
وحجة من قرأ بالياء، على لفظ الغيبة، ردّه على قوله:{الْأَشْقَى} "11"، لأنه للجنس، فهو جمع.
(5)
وحجة من قرأ بالتاء: أنه على الخطاب للخلف الذين جُبلوا على مَحبة الدنيا وإيثارها، وشاهدُ ذلك أن أبيًّا قرأ:"بل أنتم تؤثرون" فهذا خطاب ظاهر (النشر 2/ 400، شرح طيبة النشر 6/ 108، الغاية ص 291، السبعة ص 680، التيسير ص 221، زاد المسير 9/ 92).
(6)
سبق قريبًا.
الأوجه التي بين الأعلى والغاشية
وبين "الأعلى" و"الغاشية" من قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا} [الأعلى: 18] إلى قوله تعالى: {الْغَاشِيَةِ} [الغاشية: 1] ثمانون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: ستة أوجه.
ورش: ثمانية وأربعون وجهًا.
ابن كثير: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: ثمانية أوجه.
ابن عامر: ثمانية أوجه، منها ستة مندرجة مع قالون.
عاصم: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
خلف: وجهان.
خلاد: وجهان، منهما وجه مندرج مع خلف.
الكسائي: ستة أوجه.
أبو جعفر: اثنا عشر وجهًا، منها ستة مندرجة مع قالون.
يعقوب: ثمانية أوجه، منها ستة مع قالون، ووجهان مع أبي عامر.
خلف: وجه واحد.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورة الغَاشِيةِ)
(1)
قوله تعالى: {تَصْلَى} [4]، قرأ أبو عمرو، وشعبة، ويعقوب: بضم التاء الفوقية، والباقون بالفتح
(2)
.
وأمالها محضة: حمزة، والكسائي، وخلف
(3)
، وعن نافع الفتح وبين اللفظين
(4)
، وإذا أمال ورش، رقق اللام، وإذا فتح، فخَّم، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} [5] قرأ هشام - بخلاف عنه -: بإمالة الهمزة، والباقون بالفتح
(5)
.
قوله تعالى: {لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً} [11] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ورويس - بالياء التحتية مضمومة -:{لَاغِيَةٌ} بالرفع
(6)
، وقرأ نافع - بالتاء الفوقية مضمومة -:(لاغيةٌ) بالرفع
(7)
.
(1)
هي سورة مكية. وآياتها ست وعشرون آية. (شرح طيبة النشر 6/ 109).
(2)
قال ابن الجزري:
ضم تصلى صف حما
(3)
سبق بيان الإمالة في السورة السابقة.
(4)
ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.
(5)
المراد من إمالة الهمزة: وكسر حركتها، وعند ذلك ينقلب الألف ياء، فتصير "إينية" قال ابن الجزري:
عين آنية
…
مع عابدون عابد الحجر (لـ) ـــيه
(6)
قال ابن الجزري:
يسمع (غـ) ــــث (حبرا) وضم (ا) علما
(حبر)(غـ) ـــلا
وحجة من قرأ بالياء مضمومة، وبرفع (لاغيةٌ) أنه ذكّر الفعل حملًا على المعنى، ويجوز أن يكون ذكر لمّا فرّق بين المؤنث وفعله بقوله:{فِيهَا} ، ويجوز أن يكون ذكر لأن تأنيث {لَاغِيَةً} غير حقيقي، فأما ضمُّه للياء فإنه بنى الفعل لِما لم يسمّ فاعله، ورفع (لاغية) لقيامها مقام الفاعل.
(7)
وحجة من قرأ بالتاء والرفع، كالحجة في سابقه إلا أنه أَنَّث لتأنيث لفظًا {لَاغِيَةً} ، فأجرى الكلام على =
والباقون - بالتاء الفوقية مفتوح -: {لَاغِيَةً} بالنصب
(1)
.
قوله تعالى: {بِمُصَيْطِرٍ} [22] قرأ هشام بالسين، وقرأ خلف - عن حمزة -: بإشمام الصاد كالزاي، وقرأ خلاد بالإشمام كخلف، وله - أيضًا - بالصاد، وقرأ قنبل، وابن ذكوان، وحفص: بالصاد والسين، والباقون بالصاد
(2)
.
قوله تعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ} [25] قرأ أبو جعفر بتشديد الباء
(3)
.
= ظاهره ولم يحمله على المعنى (النشر 2/ 400، شرح طيية النشر 6/ 109، الغاية ص 291، السبعة ص 681، التيسير ص 222، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 372، زاد المسير 9/ 98، وتفسير ابن كثير 4/ 503، وتفسير النسفي 4/ 352).
(1)
وحجة من فتح التاء ونصب {لَاغِيَةً} أنه بنى الفعل لِما سُمِّي فاعله، فتعدّى إلى {لَاغِيَةً} ، فنصبها بـ {تَسْمَعُ} ، والفاعل هو المخاطب، وهو النبي صلى الله عليه وسلم، "اللاغية" مصدر بمعنى "اللغو "كـ "العاقبة، والعافية". ويجوز أن تكون صفة، على تقدير: ولا تسمع فيها كلمة لاغية، أي كلمة لَغو. وقوله:{لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا} [مريم: 62] يدلّ على حمل {لَاغِيَةً} ، على المصدر، فذلك أَولى بها.
(2)
قرا هشام لفظ {بمسيطر} في الغاشية، و"المسيطرون" في الطور، بالسين فيهما، ورواه خلف عن حمزة بإشمام الصاد الزاي، واختلف عن قنبل وابن ذكوان وحفص وخلاد، فأما قنبل: فرواه عنه بالصاد فيها ابن شنبوذ من المبهج، وكذا نص الداني في جامعه عنه، ورواه عنه بالسين ابن مجاهد وابن شنبوذ من المستنير، ونص على السين في "المسيطرون" والصاد في {بِمُصَيْطِرٍ} الجمهور من العراقيين والمغاربة وهو الذي في الشاطبية والتيسير. وأما ابن ذكوان فرواه عنه بالسين فيهما ابن مهران وابن الفحام من طريق الفارسي من النقاش وهي رواية ابن الأخرم وغيره عن الأخفش، ورواه ابن سوار بالصاد فيهما، وهو الذي في الشاطبية واليسير. وأما حفص فنص على الصاد فيهما ابن مهران في غايته وابن غلبون في تذكرته وصاحب العنوان وغيرهم، وبه قرأ الداني على شيخه أبي الحسن، ورواه بالسين فيهما زرعان عن عمرو، وهو نص الهذلي عن الأشناني، وروى منه آخرون "المسيطرون" بالسين، و {بِمُصَيْطِرٍ} بالصاد، وكذا في المبهج والغاية، وبه قرأ الداني على أبي الفتح، وقطع بالخلاف له في {الْمُصَيْطِرُونَ} وبالصاد في {بِمُصَيْطِرٍ} في اليسير والشاطبية. وأما خلاد فالجمهور من المشارقة والمغاربة على الإشمام فيهما لهو الذي لا يوجد نص منه بخلافه وأثبت له الخلاف فيهما صاحب التيسير من قراءته على أبي الفتح وتبعه على الشاطبي، والصاد هي رواية الحلواني والبزار كلاهما عن خلاد (النشر 2/ 378).
(3)
قال ابن الجزري:
وشد إيابهم (ثـ) ـــبتا
ووجه القراءة: قيل مصدر أيب على وزن فيعل كبيطر يبيطر فاجتمعت الياء والواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء المزيدة فيها وإياب على وزن فيعال وقيل غير ذلك (إتحاف فضلاء=
والباقون بالتخفيف
(1)
.
* * *
= البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 582، النشر 2/ 400، شرح طيبة النشر 9/ 109، المبسوط ص 469، الغاية ص 291).
(1)
ووجه التخفيف: على أنه مصدر آب يؤوب إيابًا رجع كقام يقوم قيامًا.
الأوجه التي بين الغاشية والفجر
بين "الغاشية" و"الفجر" من قوله تعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا} [الغاشية: 25] إلى قوله تعالى: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 2] مائة وجه واثنا عشر وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: ثمانية وأربعون وجهًا.
ورش: ستة عشر وجهًا.
ابن كثير: اثنا عشر وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: اثنان وثلاثون وجهًا، منها أربعة وعشرون وجهًا مندرجة مع قالون.
ابن عامر: سنة عشر وجهًا.
عاصم: اثنا عشر وجهًا.
حمزة: وجهان.
الكسائي: اثنا عشر وجهًا مندرجة مع ابن عامر.
أبو جعفر: اثنا عشر وجهًا.
يعقوب: اثنان وثلاثون وجهًا، منها أربعة وعشرون مندرجة مع قالون، وثمانية أوجه مندرجة مع أبي عمرو.
وخلف وجهان مندرجان مع ابن عامر.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورَة الفَجْرِ)
(1)
قوله تعالى: {وَالْوَتْرِ} [3] قرأ حمزة والكسائي، وخلف: بكسر الواو
(2)
، والباقون بالفتح
(3)
.
قوله تعالى: {إِذَا يَسْرِ} [4] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر: بإثبات الياء بعد الراء وصلًا لا وقفًا، وأثبتها وقفًا ووصلًا: ابن كثير، ويعقوب
(4)
، والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا
(5)
.
قوله تعالى: {إِرَمَ ذَاتِ} [7] قرأ ورش كباقي القراء بتفخيم الراء.
قوله تعالى: {بِالْوَادِ} [9] قرأ ورش بإثبات الياء بعد الدال وصلًا لا وقفًا، وأثبتها البزي، ويعقوب وقفًا ووصلًا، واختلف عن قنبل - في الوقف - فوقف بالياء وبغير باء، وأثبتها في الوصل، والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا
(6)
.
(1)
هي سورة مكية وقيل مدنية وآياتها عشرون وتسع بصري وثلاثون شامي وكوفي وآيتان حجازي (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 583).
(2)
قال ابن الجزري:
وكسر الوتر (ر) د (فتى)
الكسر لغة بني تميم (النشر 2/ 400، شرح طيبة النشر 6/ 110، الغاية ص 291، السبعة ص 683).
(3)
وكسر الواو، وفتحها لغتان، والفتح لغة أهل الحجاز.
(4)
أثبت الياء بعد الراء وصلًا في يسر نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب وإثباتها هو الأصل لأنها لام فعل مضارع مرفوع (إتحاف فضلاء البشر 1/ ص 583).
(5)
وحجة من حذفها: موافقة خط المصحف الكريم ورؤوس الآي ومن فرق بين حالتي الوقف والوصل فلأن الوقف محل استراحة (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 583).
(6)
قرأ يعقوب بإثبات الياء في الحالين على أصله في سبع عشرة كلمة، ووافقه غيره وهذه الكلمات هي:{دعائي} و {التلاقي} و {التنادي} و {أكرمني} و {أهانني} و {ويسرى} و {بالوادى} و {المتعالي} و {وعيدي} ، و {نذيري} و {نكيري} و {يكذبوني} و {ينقذوني} و {لترديني} و {فاعتزلوني} و {ترجموني} و {نذري} .
أما {بِالْوَادِ} فقرأ ورش وابن كثير وكذا يعقوب بإثبات الياء فيه وكل على أصله لكن اختلف عن قنبل في=
قوله تعالى: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ} [13] قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء
(1)
.
والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {رَبِّي أَكْرَمَنِ} ، {رَبِّي أَهَانَنِ} [15 - 16] قرأ نافع، وأبو جعفر: بإثبات الياء فيهما، بعد النون وصلًا لا وقفًا، وقرأ البزي، ويعقوب: بإثبات الياء فيهما وقفًا ووصلًا، وقرأ أبو عمرو - في الوقف -: بغير ياء فيهما، وأما في الوصل فعنه حذف الياء فيهما، وعنه إثبات الياء فيهما وصلًا، والحذف عنه فيهما أفضل، وقرأ الباقون بحذف الياء فيهما وفقًا ووصلًا، وفتح الياء في الوصل من {رَبِّي أَكْرَمَنِ
…
رَبِّي أَهَانَنِ}: نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وسكنها الباقون
(2)
.
قوله تعالى: {فَقَدَرَ عَلَيْهِ} [16] قرأ ابن عامر، وأبو جعفر: بتشديد الدال
(3)
.
والباقون بالتخفيف
(4)
.
= الوقف والإثبات له فيه هو طريق التيسير إذ هو من قراءة الداني على فارس بن أحمد وعنه أسند رواية قنبل في التيسير وفي النشر كلا الوجهين صحيح عن قنبل حالة الوقف نصًّا وأداه والباقون بالحذف في الحالين (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 156).
(1)
سبق قريبًا (وانظر: شرح طيبة النشر 2/ 52).
(2)
أما {أَكْرَمَنِ} {أَهَانَنِ} بالفجر: 15 - 16، فقرأ نافع وكذا أبو جعفر بإثبات الياء فيهما وصلًا، واختلف عن أبي عمرو فالجمهور عنه على التخيير بين الحذف والإثبات والآخرون بالحذف وعليه عول الداني والشاطبي قال في النشر: والوجهان صحيحان مشهوران عن أبي عمرو، والتخيير، أكثر والحذف أشهر، وقرأ البزي بإثباتهما في الحالين كيعقوب. قال ابن الجزري:
أكرمن أهانن هدى (مدى) والخلف (حـ) ــــن
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 156).
(3)
قال ابن الجزري:
فقدر الثقيل (ثـ) ــب (لـ) ــــلا
وحجة من قرأ بالتشديد، على معنى التكثير.
(4)
وحجة من قرأ بالتخفيف: أنه من القُدرة على جميع الأشياء، والملك لها، والمعنى فيه: فهدى وأضلّ، ثم حذف لفظ الضلال لدلالة لفظ الهدى عليه. ويجوز أن يكون من التقدير، كما قال:{يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} [الرعد: 26] النشر 2/ 400، شرح طيبة النشر 6/ 110، الغاية ص 291، المبسوط ص 471، تفسير الطبري 7/ 119، وإيضاح الوقف والابتداء 127، وزاد المسير 9/ 88، وتفسير 4/ 349).
قوله تعالى: {تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} ، {وَلَا تَحَاضُّونَ} ، {وَتَأْكُلُونَ} ، {وَتُحِبُّونَ} [17 - 20] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عن روح -: بالياء التحتية في الأربعة
(1)
، والباقون بالتاء الفوقية
(2)
.
وأثبت الألف بعد الحاء في {تَحَاضُّونَ} : عاصم، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وخلف، ويمدون على الألف
(3)
.
قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} [22] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم
(4)
، والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة، وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
(1)
قال ابن الجزري:
وبعد بل لا أربع غيب (حـ) ــــلا
(شـ) ــــد خلف (غـ) ــــــوث
وحجة من قرأ بالياء في الأربع الكلمات، على لفظ الغيبة، لتقدّم ذكر الإنسان الذي هو اسم للجنس، يدلّ على الجمع بلفظه، فرجعت عليه الياءاتُ لِغيبته (شرح طيبة النشر 6/ 110، الغاية ص 291، المبسوط ص 471، النشر 2/ 401، غيث النفع ص 383).
(2)
ووجه القراءة بالتاء فيهن: أنها على الخطاب من النبي صلى الله عليه وسلم لِمَن أُرسل إليهم على معنى: قل لهم يا محمد كذا وكذا (شرح طيبة النشر 6/ 110، الغاية ص 291، المبسوط ص 471، النشر 2/ 401، السبعة ص 693، غيث النفع ص 383).
(3)
قال ابن الجزري:
وتحضوا ضم حا فافتح ومد (نـ) ــــل (شفا)(ثـ) ـــق
وحجة من قرأ {تَحَاضُّونَ} بألف قبل الضاد، ويمدّون الألف: لسكونها وسكون أول المُشدّد، بمنزلة {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، وأصله "تتحاضضون"، على وزن "تتفاعلون"، أن يَحضّ بعضُكم بعضًا على إطعام المسكين أي يحرّض بعضكم بعضًا على ذلك، فحُذفت إحدى التاءين استخفافًا، كـ "تظاهرون .. وتساءلون"، وأُدغمت الضاد في الضاد (النشر 2/ 401، السبعة ص 693، غيث النفع ص 383، شرح طيبة النشر 6/ 110، الغاية ص 291، المبسوط ص 471، زاد المسير 9/ 120، وتفسير النسفي 4/ 356).
(4)
اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا ضد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} و {خَابَ} في طه: 61، فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.
قوله تعالى: {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ} [23] قرأ هشام، والكسائي، ورويس - بضم الجيم بالإشمام
(1)
.
والباقون بالكسر، ورسم"جِيء" هنا بالالف بعد الجيم في بعض المصاحف، وفي بعض بغير ألف.
قوله تعالى: {لَا يُعَذِّبُ} [25] قرأ الكسائي، ويعقوب: بفتح الدال والثاء
(2)
.
والباقون بالكسر
(3)
.
قوله تعالى: {الْمُطْمَئِنَّةُ} [27] قرأ ابن وردان - بخلاف عنه -: بتسهيل الهمزة
(4)
.
* * *
(1)
وهو عبارة عن النطق بضم الجيم وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {وَجِيءَ} {وَحِيلَ} {وَسِيقَ} و {سِيءَ} (انظر: المبسوط ص 127، والغاية ص 98، والنشر 2/ 208، والإقناع 2/ 597، وإتحاف فضلاء البشر ص 129).
(2)
لم يتعرض المؤلف إلى قوله {يُوثِقُ} وقد قرأ الكسائي ويعقوب قوله: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ} بفتح الذال والثاء، قال ابن الجزري:
وافتحا يوثق يعذب (ر) ض (ظـ) ــــما
وحجة ذلك أنهما قرآه بالبناء للمفعول على ما لم يُسمّ فاعله، أضاف الفعلين إلى الكافر المعذب الموثق، ورفع أحدًا، لأنه مفعول لم يُسمّ فاعله، فالهاء في {عَذَابَهُ} للكافر، وكذلك هي في {وَثَاقَهُ} ، وهو الإنسان المذكور في قوله:{يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ} "23" والتقدير: لا يعذَّبُ أحدٌ مثلَ تعذيبه، ولا يوثَق أحدٌ مثل إيثاقه، فأقام "العذاب" مقام التعذيب، و"الوثاق" مقام الإيثاق، كما استعملوا العطاء في موضع الإعطاء. والعذاب والوثاق اسمان وقعا موقع مصدرين، وذلك مستعمل في كلام العرب. قال الفرّاء في معنى هذه القراءة: فيومئذ لا يُعذَّب أحدٌ في الدنيا كعذاب الله في الآخرة. ورُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يقرأ بفتح الذال والثاء (شرح طيبة النشر 6/ 111، النشر 2/ 401، الغاية ص 292، السبعة ص 685، التيسير ص 222، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 373).
(3)
وحجة من قرأ بكسر الذال والثاء من [{يُعَذِّبُ} - {يُوثِقُ}]: أنهم أضافوا الفعل إلى الله جلّ ذكره، والهاء في {عَذَابَهُ} {وَثَاقَهُ} للهِ جَلَّ ذكره، والتقدير: فيومئذ لا يُعذِّب أحدٌ أحدًا مثلَ تعذيب الله للكافرين ولا يُوثق أحدًا أحدًا مثل إيثاق الله للكافرين، و {أَحَدٌ} فاعل. وقيل: تقديره: فيومئذ لا يُعذب أحدٌ أحدًا مثل تعذيب الكافر، ولا يُوثق أحد أحدًا مثل إيثاق الكافر، فتكون كالقراءة الأُولى على هذا التقدير، لإضافة العذاب إلى الكافر (شرح طيبة النشر 6/ 111، النشر 2/ 401، الغاية ص 292، السبعة ص 685، التيسير ص 222، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 373، زاد المسير 9/ 122).
(4)
إذا جاءت الهمزة المتوسطة مكسورة بعد فتح؛ فقد انفرد الهذلي عن هبة الله بتسهيلها من [{وَتَطْمَئِنَّ} - =
الأوجه التي بين الفجر والبلد
وبين الفجر والبلد من قوله تعالى: {فَادْخُلِي} [الفجر: 29]، إلى قوله تعالى:{الْبَلَدِ} [البلد: 1] مائة وجه وثمانية أوجه، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون أربعة وعشرون وجهًا.
ورش: ستة عشر وجهًا.
ابن كثير: اثنا عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
الدوري: اثنان وثلاثون وجهًا منها، أربعة وعشرون مندرجة مع قالون.
السوسي: ستة عشر وجهًا.
ابن عامر: ستة عشر وجهًا.
عاصم: اثنا عشر وجهًا.
حمزة: أربعة أوجه مندرجة مع ورش.
الكسائي: اثنا عشر وجهًا مندرجة مع ابن عامر.
أبو جعفر: اثنا عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
يعقوب: أربعة وستون وجهًا، منها أربعة وعشرون مندرجة مع قالون، وثمانية مع الدوري، وستة مع السوسي.
خلف: أربعة أوجه مندرجة مع ابن عامر.
* * *
= {مُطْمَئِنَّةً} ] و {وَبِئْسَ} حيث وقع، وليس من شرط الكتاب، قال ابن الجزري:
ومتكًا تطوا بطوا خاطين ول
(شرح طيبة النشر 2/ 291).
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورَةُ البَلَدِ)
(1)
قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا} [1]، قرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما -: بإخفاء الميم عند الباء الموحدة
(2)
، والباقون بالإظهار.
قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ} [5] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر: بفتح السين
(3)
، والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {لُبَدًا} [6] قرأ أبو جعفر بالتشديد
(4)
، والباقون بالتخفيف.
قوله تعالى: {أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} [7] قرأ يعقوب، وابن وردان - بخلاف عنهما -: بقصر الهاء، وقرأ هشام بإسكان الهاء، وأيضًا بإشباعها، والباقون بالإشباع
(5)
.
(1)
هي سورة مكية. آياتها عشرون آية باتفاق (شرح طيبة النشر 6/ 114).
(2)
المراد من هذا الإخفاء هو إسكان الميم بدلًا من ضمها وإخفائها عند الباء كما تخفى الميم الساكنة في الإخفاء الشفهي، قال ابن الجزري في باب الإدغام الكبير:
والميم عند الباء عن محرك
…
تخفى وأشممن ورم أو اترك
(3)
سبق قريبًا، قال ابن الجزري:
ويحسب مستقبلًا بفتح سين (كـ) ــــتبوا في نص تبت
(شرح طيبة النشر 4/ 132، النشر 2/ 236، المبسوط ص 154، زاد المسير 1/ 328).
(4)
قال ابن الجزري:
ولبدا ثقل (ثـ) ـــرا
التشديد والتخفيف لغتان بمعنى واحد (النشر 2/ 401، المبسوط ص 473، الغاية ص 292، شرح طيبة النشر 6/ 114، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 585).
(5)
قرأ {أَنْ لَمْ يَرَه} بسكون الهاء هشام من طريق الداجوني وقرأ ابن وردان ويعقوب بخلفهما بقصر الهاء، وبالإشباع الباقون وبه قرأ هشام من طريق الحلواني وابن وردان ويعقوب في الوجه الثاني، بصلة الهاء بواو على الأصل. فأما مَن رُوي عنهما الإسكان فإنما ذلك قياس على:{يُؤَدِّهِ {وَنُصْلِهِ} وشبهه، والإسكان ضعيف في هذه الهاء، فبعيدٌ أن يقُاس على الضعيف البعيد الوجه، وبعيدٌ أن يخرجَ الشيء عن أصله فيُحمل على غير أصله، لغير رواية صحيحة مشهورة، وبعيدٌ أن يخرُجَ الحرفُ من الإعراب الصحيح المستعمل إلى الإعراب الضعيف البعيدِ المخرَج، بِقياس غير مَروي. وقد عدّه المُبَرِّد من الخطأ مِمّن قرأ به =
قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ} [2] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف، وابن ذكوان، وشعبة - بخلاف عنهما -: بالإمالة محضة
(1)
، وقرأ ورش بالإمالة بين بين
(2)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {فَكُّ رَقَبَةٍ} {أَوْ إِطْعَامٌ فِي} [13 - 14]، قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي: بفتح الكاف. {رَقَبَةٍ} [14] بنصب التاء، ونصب الهمزة قبل الطاء، وفتح الميم بعد العين من غير تنوين ولا ألف بين العين والميم
(3)
.
والباقون برفع الكاف {رَقَبَةٍ} [14] بالجر، وكسر الهمزة قبل الطاء، وألف بين العين والميم ورفع الميم منونة
(4)
.
= واللحن. وقد ذكرنا علة ذلك وعلة ضعفه في سورة آل عمران وفي غيرها (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 585).
(1)
سبق قريبًا.
(2)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(3)
قال ابن الجزري:
أطعم فاكسر وامددا
وارفع ونون فك فارفع رقبه
…
فاخفض (فتى)(عم)(ظـ) ـــهيرا (نـ) ـــدبه
والقراءة على ذلك أنهم جعلوه فعلًا ماضيًا، وبنصب {رَقَبَةً} ، على أنها مفعولة لـ {فَكُّ} ، وقرؤوا:"أو أَطعَم" بفتح الهمزة والميم، مِن غير ألف بعد العين، جعلوه فعلًا ماضيًا .. وحجة من قرأ "فَكَّ" و"أَطعَم" بالفتح أنه لمّا وقع لفظ الماضي في قوله:{فَلَا اقْتَحَمَ} ، واحتاج إلى تفسير الاقتحام ما هو؟ فسَّره بفعل ماض مثله، كما قال:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ} [الحاقة: 3]، ثم فسَّره بفعل ماض بقوله:{كَذَّبَتْ ثَمُودُ} [الحاقة: 4]، ومثله في تفسير الجمل بالفعل الماضي قوله تعالى:{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ} [آل عمران: 59]، ثم فسَّر التمثيل بين آدم وعيسى كيف هو فقال:{خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} ، أي: مِن غير أَبٍ كما خَلَق عيسى مِن غير أب، وهذا قد فُسَّر فيه الاسم بالماضي فتفسير الماض بالماضي أقوى وأَحسن، ولو جعلتَ {فَكَّ رَقَبَةً (13) أَوْ أطْعَم} في قراءة من فتح تفسيرًا لِلجملة في قوله:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ} لحسُن، كما حسُن أن يكون "خلقه من تراب" تفسيرًا لِلجملة التي هي اسم "إن وخبرها" ويُقوّي القراءة بالفتح على الفعل الماضي أن بعده:{ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} [17] فعطف عليه بالفعل الماضي، فوجَبَ أن يكون ما قبله بلفظ الماضي، ليتَّفِق المعطوف والمعطوف عليه في اللفظ.
(4)
حجة من رفع {فَكُّ} و {إِطْعَامٌ} أنه لمّا تقدَّم السؤال في قوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ} [12] احتاج هذا السؤال إلى جواب وتفسير، وتفسير مثل هذا إنّما وقع في القرآن بالجمل، بالابتداء والخبر كقوله:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ} [الهمزة: 5] ثم فسّر هذا السؤال بالابتداء والخبر فقال: {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ} [الهمزة: 6] =
قوله تعالى: {أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} [19] إذا وقف حمزة، نقل حركة الهمزة إلى الشين وحذف الهمزة
(1)
.
قوله تعالى: {عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ} [20] قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء
(2)
، والباقون بالكسر.
وهمز {مُؤْصَدَةٌ} [20] أبو عمرو، وحفص، ويعقوب، وخلف، وحمزة، والباقون بغير همز - أي: بواو ساكنة
(3)
- وإذا وقف حمزة أبدل
(4)
.
* * *
= أي: هي نار الله الموقدة، ومثله:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ} [القارعة: 10] ثم فسّر فقال {نَارٌ حَامِيَةٌ} [القارعة: 11] أي: هي نار حامية، فلمّا احتاج على تفسير السؤال في قوله:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ} فَسْر بالابتداء والخبر، فرفع {فَكُّ} على خبر ابتداء محذوف، وعطف عليه {أَوْ إِطْعَامٌ} ، على الإباحة، وفي الكلام حذفٌ دَلَّ عليه {فَلَا اقْتَحَمَ} [11]، والتقدير: وما أدراك ما اقتحامُ العقبة، ثم حذفَ المضاف، وأُقيم المضاف إليه مقامه، والتفسير: إنما هو على اقتحام العقبة ما هو: ففسَّره بقوله: {فَكُّ رَقَبَةٍ} ، أي: اقتحام العقبة فكُّ رقبة أو إطعام. وإنما احتج إلى هذا الإضمار ليكون المفسَّر مثل المفسِّر، لأنه لمّا فُسِّر بمصدر، وهو {فَكُّ} ، وجب أن يكون المُفسِّر مصدرًا، ولو جعلت {فَكُّ} تفسيرًا لـ {الْعَقَبَةُ} لجعلت المصدر تفسيرًا لغير مصدر، ولو لم تُضمر لصار التقدير: والعقبة فك رقبة، وليس الأمر على ذلك، إنما المعنى: اقتحام العقبة هو فكُّ رقبة (شرح طيبة النشر 6/ 114، النشر 2/ 401، السبعة ص 686، المبسوط ص 473، التيسير ص 223، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 375، زاد المسير 9/ 133، وتفسير ابن كثير 4/ 315).
(1)
فيصير النطق "المَشَمه".
(2)
سبق بيان قراءة يعقوب وحمزة قريبًا (وانظر: شرح طيبة النشر 2/ 52).
(3)
قال ابن الجزري:
مؤصدة بالهمز عن فتى حما
(4)
وحجة من قرأ بغير همز أنه يحتمل أن يكون جعله مِن اللغة التي يقولون فيها "أوصَدت الباب"، أي أطبقته، ففاء الفعل في هذه اللغة واو، فلا يجوز همز اسم المفعول على هذا، إذ لا أصلَ له في الهمز، ويُقوّي ذلك إجماعهم على قوله:{بِالْوَصِيدِ} [الكهف: 18]، بالواو، ولو كان من المهموز لقال بـ"الأصيد"، فهما لغتان يقال أوصدت، وآصدت، ويجوز أن يكون من قرأه بغير همزة أن يكون أصله عنده الهمز، لكن خفّف الهمزة فأبدل منها واوًا لانضمام ما قبلها، على أصل تخفيف الهمزة الساكنة.
الأوجه التي بين البلد والشمس
وبين "البلد" و "الشمس" من قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا} [البلد: 19] إلى قوله تعالى: {وَضُحَاهَا} [الشمس: 1] مائة وجه، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: ثمانية عشر وجهًا.
ورش: ثمانية وأربعون وجهًا.
ابن كثير: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: ثمانية أوجه.
ابن عامر: ثمانية أوجه، منها ستة أوجه مندرجة مع قالون.
شعبة: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
حفص: ستة أوجه.
خلف: وجهان.
خلاد: وجه واحد مندرج مع خلف.
الكسائي: ستة أوجه.
أبو جعفر: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
يعقوب: ثمانية أوجه.
خلف: وجه واحد.
* * *
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
(سُورة الشمس)
(1)
قوله تعالى: {وَضُحَاهَا} ، {تَلَاهَا} ، {جَلَّاهَا} ، {يَغْشَاهَا} ، {بَنَاهَا} ، {طَحَاهَا} ، {سَوَّاهَا} ، {وَتَقْوَاهَا} ، {زَكَّاهَا} ، {دَسَّاهَا} ، {بِطَغْوَاهَا} ، {أَشْقَاهَا} ، {وَسُقْيَاهَا} ، {فَسَوَّاهَا} ، {عُقْبَاهَا} [1 - 15]. قرأ الكسائي جميع ذلك بالإمالة محضة
(2)
، وخالفه حمزة وخلف في:{طَحَاهَا} [6]، و {تَلَاهَا} [2]، وأمالا الباقي، وأمال أبو عمرو الجميع بين بين، وعن نافع الفتح وبين اللفظين
(3)
، وعن ورش: الإمالة بين بين أفضل من الفتح، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {عُقْبَاهَا} [15] قرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر: بالفاء
(4)
، والباقون بالواو
(5)
.
* * *
(1)
هي سورة مكية. آياتها خمس عشرة آية في الكوفي والبصري والمدني الأخير، وستة عشر آية في المدني الأول (المبسوط ص 474).
(2)
اختص الكسائي دون حمزة وخلف بإمالة {دَحَاهَا} {طَحَاهَا} و {تَلَاهَا} و {سَجَى} ، قال ابن الجزري:
........................
…
أحيا بلا واو وعنه ميل
محياهمو تلا خطايا ودحا
…
تقاته مرضاة كيف جا (طـ) ـــحا
(النشر 2/ 37، شرح طيبة النشر 3/ 65، 66).
(3)
قال ابن الجزري:
وقلل الرا ورءوس الآي جف
…
وما به ما غير ذي الرا يختلف
(4)
قال ابن الجزري:
ولا يخاف الفاء (عم)
وحجة من قرأ بالفاء: أنها كذلك هي في مصاحف أهل المدينة والشام (شرح طيبة النشر 6/ 116، النشر 2/ 401، المبسوط ص 474، الغاية ص 293، حجة القراءات ص 689 غيث النفع ص 384).
(5)
وحجة من قرأ بالواو: أنها كذلك هي في مصاحف أهل الكوفة ومكة والبصرة، والفاء للعطف على قوله:{فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا} {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا} ، لأن "العاقر" كان واحدًا، لكن نُسِبَ العقرُ إلى جميعهم، لِرضاهم بفعل ذلك الواحد العاقر، وكذلك مَن قرا بالواو، ويحسُن أن تكون للحال من العاقر، والتقدير:=
الأوجه التي بين الشمس والليل
وبين "الشمس" و"الليل" من قوله تعالى: {فَدَمْدَمَ} [الشمس: 14] إلى قوله تعالى: {إِذَا يَغْشَى} [الليل: 1] خمسة وستون وجهًا، غير الأوجه إلى المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: اثنا عشر وجهًا.
ورش: ستة عشر وجهًا.
ابن كثير: ستة أوجه.
أبو عمرو: ثمانية أوجه.
ابن عامر: ثمانية أوجه، منها ستة أوجه مندرجة مع قالون.
عاصم: ستة أوجه.
حمزة: وجه واحد.
الكسائي: ستة أوجه.
= فعقروها غير خائفين مِن عُقبى العقر، ففاعل {يَخَافُ} "العاقر"، ويجوز أن يكون فاعل يخاف الله جلّ ذكره على معنى: فدَمدَم عليهم ربُّهم غير خائف من عقبي دَمدمتِه بهم، ويجوز أن يكون فاعل {يَخَافُ} النبي المرسل إليهم. وقيل: فاعل {يَخَافُ} {أَشْقَاهَا} ، على تقدير: إذ انبعث أشقاها غير خائف من عقبى عقره للناقة، فكأن الواو في جميع هذه المعاني مُقحمة زائدة، ويجوز أن يكون بعدها مضمر، على تقدير: والعاقر غير خائف، أو والله غير خائف، أو والنبيُّ غير خاف، فلا تكون الواو على هذا زائدة (شرح طيبة النشر 6/ 116، النشر 2/ 401، المبسوط ص 474، الغاية ص 293، حجة القراءات ص 689، غيث النفع ص 384، المصاحف 47، المقنع 111، زاد المسير 9/ 143، وتفسير ابن كثير 4/ 517).
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
أبو جعفر: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
يعقوب: ثمانية أوجه.
خلف: وجه واحد مندرج مع الكسائي.
* * *
(سورة الليل)
(1)
قوله تعالى: {إِذَا يَغْشَى} ، {تَجَلَّى} ، {وَالْأُنْثَى} ، {لَشَتَّى} ، {وَاتَّقَى} ، {بِالْحُسْنَى} ، {لِلْيُسْرَى} ، {وَاسْتَغْنَى} ، {بِالْحُسْنَى} ، {لِلْعُسْرَى} .
{إِذَا تَرَدَّى} ، {لَلْهُدَى} ، {وَالْأُولَى} ، {تَلَظَّى} ، {الْأَشْقَى} ، {وَتَوَلَّى} ، {الْأَتْقَى} ، {يَتَزَكَّى} ، {تُجْزَى} ، {الْأَعْلَى} ، {يَرْضَى} .
قرأ حمزة، والكسائي، وخلف -الجميع-: بالإمالة محضة
(2)
، وقرأ ورش الرائي بين بين بلا خلاف، واليائي بخلاف بين الفتح والإمالة بين بين
(3)
، والإمالة بين بين عنه أفضل، وقرأ أبو عمرو الرائي محضة، واليائي بين بين، وعن قالون الفتح وبين اللفظين
(4)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {لِلْيُسْرَى} [7]، {لِلْعُسْرَى} [10] قرأ أبو جعفر برفع السين فيهما
(5)
، والباقون بالإسكان.
قوله تعالى: {نَارًا تَلَظَّى} [14] قرأ البزي، ورويس: بتشديد التاء قبل اللام
(6)
،
(1)
هي سورة مكية. آياتها إحدى وعشرون آية باتفاق (شرح طيبة النشر 6/ 118).
(2)
سبق بيان قاعدة حمزة والكسائي وخلف في الإمالة قبل صفحات قليلة.
(3)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(4)
ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به، والمعروف والمأخوذ عن أئمة القراءة سالفًا عن سالف أن قالون ليس له إلا الفتح عدا أربع كلمات في القرآن الكريم.
(5)
اختلف في السين من {الْيُسْرَ} و {الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، ويابهما فأسكنها كل القراء إلا أبا جعفر فضمها واختلف عن ابن وردان عنه في {الْجَارِيَاتِ يُسْرًا} في [الذاريات: 3]، فأسكنها عنه النهرواني وضمها غيره، قال ابن الجزري:
وكيف عسر اليسر (ثـ) ـــق وخلف (خـ) ــــط بالذرو
(شرح طيبة النشر 4/ 37، 38، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 185).
(6)
سبق بيان ما في تاء التفعل قبل عدة صفحات (شرح طيبة النشر 4/ 121، 122، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 314، النشر 2/ 232، التيسير ص 83، 84، التبصرة ص 446، المبسوط ص 152).
والباقون بالتخفيف.
قوله تعالى: {لَا يَصْلَاهَا} [15] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة، وعن نافع الفتح وبين اللفظين، وإذا قرأ ورش بالفتح، غلَّظ اللام
(1)
، وإذا قرأ بالإمالة، رقق اللام، والباقون بالفتح، وإذا وصلت {الْأَشْقَى} [15]، {الْأَتْقَى} [17] بما بعدها، امتنعت الإمالة.
التكبير
هو في الأصل سُنَّةُ المكيين عند ختم القرآن العظيم عامة في كل حال، صلاة كانت أو غيرها، وشاع ذلك عنهم، واشتهر، واستفاض، وتواتر، وتلقاه الناس عنهم بالقبول، حتى صار العمل عليه في سائر الأمصار، ولهم في ذلك أحاديث وردت مرفوعة.
قال الشيخ الإمام العالم العلَّامة شيخ القرَّاء والمحدثين والفقهاء بمصر والشام والعراق ومكة واليمن، شمس الدين محمد أبو الخير بن محمد بن الجزري الشافعي - تغمده الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته -: أخبرنا عمر بن الحسن شيخنا - بقراءتي عليه - عن أبي الحسن علي بن أحمد، قال: أنبأنا عمر بن محمد، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد، أنبأنا أحمد بن "محمد بن" النقور، أنبأنا أبو طاهر المخلص، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا أحمد بن أبي بزة - يعني: البزي - قال: سمعت عكرمة بن سليمان، يقول: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، فلما بلغت و {وَالضُّحَى} [الضحى: 1]، قال لي: كَبِّر حتى تختم؛ فإني قرأت على عبد الله بن كثير، فلما بلغت {وَالضُّحَى} [الضحى: 1]، قال لي: كبر حتى تختم. وأخبره: أنه قرأ على مجاهد، فأمره بذلك، وأخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك. وأخبره ابن عباس؛ أن أُبيَّ بن كعب أمره بذلك، وأخبره أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره بذلك، رواه الحاكم في مستدركه
(1)
غلظ ورش اللام من طريق الأزرق وذلك لمناسبة حروف الاستعلاء، وقاعدته: هي أن كل لام مفتوحة وقبلها حرف الطاء أو الظاء أو الصاد؛ فورش من طريق الأزرق يغلظ هذه اللام بشرط فتح هذه الحروف أو سكونها.
(انظر إتحاف فضلاء البشر ص 127، والمهلب ص 46).
الصحيح عن أبي يحيى محمد بن عبد الله بن يزيد الإمام، بمكة، عن محمد بن علي بن زيد الصايغ، عن البزي، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجه البخاري ولا مسلم.
قلت: لم يرفع أحد حديث التكبير سوى البزي، وسائر الناس رَوَوْهُ موقوفًا على ابن عباس ومجاهد وغيرهما. وروينا عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه قال: إن تركت التكبير، فقد تركت سنة من سنن نبيك صلى الله عليه وسلم؛ قال لنا شيخنا الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى -: وهذا يقتضي تصحيحه لهذا الحديث، وقد صح عن ابن كثير التكبير من روايتي البزي، وقنبل وغيرهما، وقرأنا به من رواية السوسي، عن أبي عمرو.
فأما البزي: فلم يختلف عنه، واختلف عن قنبل: فجمهور المغاربة لم يَرْوُوهُ عنه؛ كما في "التيسير"، و"الكافي" و"العنوان" و"التذكرة" و "التبصرة" و"الهادي" و"تلخيص ابن بليمة" و"إرشاد أبي الطيب"، ولكن جمهور العراقيين رَوَوْهُ عنه؛ كما في "المستنير" و"الجامع" و"الوجيز" و"إرشاد القلانسي" و "مبهج سبط الخياط" و"كفايته" و"غاية أبي العلاء"، و"تلخيص أبي معشر" وغيرها، وهو - أيضًا - أحد الوجهين في "الهداية" و"التجريد" و"الشاطبية" و"الإعلان" و"مفردات الداني" و"جامعه".
وأما السوسي: فقطع له به الحافظ أبو العلاء في "غايته" من جميع طرقه، ولم يذكر له فيه خلافًا، وقطع به له صاحب "التجريد" من طريق ابن حبش؛ وذلك من أول {أَلَمْ نَشْرَحْ} . فقط.
وقد كان بعض أئمة القرَّاء يأخذون به عن جميع القراء كل ذلك في وجه البسملة، وكان بعضهم يأخذ به في أول كل سورة من جميع القرآن، وذلك - فيما أحسب - اختيار منهم، والله أعلم.
كل هذا كلام ابن الجزري رحمه الله ثم قال: وأما لفظ التكبير: فلم يختلف أنه "اللهُ أَكْبَرُ" قبل البسملة، وهذا الذي لم يذكر العراقيون - من طريق أبي ربيعة، عن البزي - سواه، وكذا من روى التكبير عن قنبل من المغاربة والمصريين، وقد زاد جماعة قبله التهليل، وهو من طريق ابن الحباب وغيره عن البزى. ورواه جمهور العراقيين عن قنبل
من طريق ابن مجاهد وغيره، ولم يروه أحد - فيما نعلم - عن السوسي، وهو زيادة حسنة ثبت رواتها وصح سندها.
قال ابن الحباب: سألت البزي عن التكبير، كيف هو؟ قال:"لا إله إلا الله، والله أكبر".
روينا في "السنن الكبرى" للنسائي، بالإسناد الصحيح، عن الأغر، أبي مسلم قال: أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنَّ العَبدَ إذَا قَالَ: لا إلَهَ إلا اللهُ، وَاللهُ أكبَرُ، صَدَّقَهُ رَبُّهُ"، وزاد بعض الآخذين عن ابن الحباب، بعد ذلك:"وللهِ الحَمْدُ"، وهي طريق عبد الواحد بن عمرو، عنه، ويشهد لها ما رويناه عن عليٍّ رضي الله عنه:"إذا قَرَأْتَ القُرآنَ، فَبَلَغْتَ قِصَارَ المُفَصَّلِ، فاحْمَدِ الله وَكَبِّره".
ثم اختلف رواة التكبير من أي موضع يبتدأ به، وعلى أي موضع ينتهي: فرواه الجمهور من أول {أَلَمْ نَشْرَحْ} أو من آخر {وَالضُّحَى} على خلاف؛ مبناه: هل التكبير لأول السورة أو لآخرها؟ فنص صاحب "التيسير" على أنه من آخر الضحى؛ وكذلك شيخه أبو الحسن بن غلبون، ووالده أبو الطيب، وصاحب "العنوان"، و"صاحب الكافي"، و"صاحب الهداية"، و"صاحب الهادي"، وابن بليمة، وأبو معشر، ومكي، والهذلي، والشنبوذي، وغيرهم. ونص صاحب "المستنير" على أنه من أول {أَلَمْ نَشْرَحْ} ؛ وكذا أبو العز في "إرشاده"، والحافظ أبو العلاء، وصاحب "التجريد"، وأبو الحسن الخياط، وصاحب "الجامع"، وغيرهم ممن لم يروه من أول الضحى. وروى الآخرون التكبير من أول الضحى، وهو الذي في "الروضة" لأبي عليّ، وبه قرأ ابن الفحَّام على الفارسي والمالكي؛ وبه قطع صاحب "الجامع"، إلا من طريق ابن فرح، عن البزي، وإلا من طريق نظيف، عن قنبل؛ وبه قطع أبو العلاء الحافظ للبزي، ولقنبل من طريق ابن مجاهد، وفي "إرشاد" أبي العز من طريق النقاش، عن أبي ربيعة، وفي "كفايته" للبزي، ولقنبل من طريقيه، وفي "المستنير" من طرق عن البزي، وقنبل وغيرهما، وفي "المبهج" - أيضًا - قال الداني في "جامعه": إنه قرأ به على الفارسي، عن
النقاش، عن أبي ربيعة، عن البزي، ولكنه لم يختره، واختار كونه من آخر الضحى؛ وكذا ذكره في "التيسير" هكذا، ولم يروه أحد من آخر الضحى، ومن ذكره كذلك كالشاطبي وغيره، فإنه يريد من أول الضحى، والله أعلم.
وأما انتهاؤه: فمن كان عنده لآخر السورة، كبَّر حتى ينتهي؛ فيكبر في آخر الناس، ومن كان عنده لأول السورة، قطع التكبير في أول الناس، ولم يكبر في آخرها.
ويتأتى على التقديرين المذكورين - حال وصل السورة بالسورة - ثمانية أوجه يمتنع منها: وصل الكل مع القطع على البسملة، والسبعة الباقية جائزة، فاثنان منها على تقدير أن يكون لآخر السورة، واثنان على تقدير أن يكون لأولها، وثلاثة محتملة على التقديرين.
فاللذان على تقدير كونه لآخر السورة:
أولهما: وصل التكبير بآخر السورة، والوقف عليه مع وصل البسملة بأول السورة؛ وهو اختيار أبي طاهر بن غلبون، ونص "التيسير"، ولم يذكر الداني في "المفردات" سواه؛ وهو أحد الوجهين في "الكافي"، وظاهر كلام الشاطبي، ونص عليه السخاوي، وأبو شامة، وسائر الشُّرَّاح.
ثانيهما: وصله بآخر السورة، والوقف عليه، والوقف على البسملة؛ نص عليه أبو معشر، ونقله الخزاعي، عن البزي، ونص عليه النقاش، والجعبري، وابن مؤمن، وغيرهم.
واللذان على تقدير كونه لأول السورة:
فأولهما: قطعه عن آخر السورة، ووصله بالبسملة، ووصلها بأول السورة؛ نص عليه أبو طاهر، وابن سوار، ولم يذكر غيره؛ وكذا ابن فارس في "الجامع"؛ وهو اختيار أبي العز، وابن شيطا، والحافظ الهمداني، واختيار أبي بكر الشذائي، وحكاه ابن الفحام، والداني، وأبو معشر، وفي "المبهج"، ولم يذكر في "الكفاية" سواه.
ثانيهما: قطعه عن آخر السورة، ووصله بالبسملة، مع الوقف عليها، ثم الابتداء بأول السورة، وهو ظاهر كلام الشاطبي، ونص عليه ابن مهران في "كنزه"، والفارسي
في "شرحه"، ومنعه الجعبري، ولا وجه لمنعه على هذا التقدير؛ إذ غايته أن يكون كالاستعاذة.
والثلاثة الجائزة على التقديرين:
أولها: وصل التكبير بآخر السورة وبالبسملة، وبأول السورة؛ نص عليه الداني، وصاحب "الهداية"، واختار الشاطبي، والشراح، وذكره في "التجريد" و "المبهج".
ثانيها: قطعه عن آخر السورة وعن البسملة مع وصل البسملة بأول السورة؛ نص عليه أبو معشر، واختاره، ونص عليه المهدوي، وابن مؤمن، وقال: إنه اختيار أبي طاهر بن غلبون، ولم أره في "التذكرة"، وذكره صاحب "التجريد" وأبو العز في "كفايته"، ونقله الحافظ أبو العلاء، عن الفحام السامري، ويخرج من كلام الشاطبي، ونص عليه الفارسي، والجعبري وغيرهما.
ثالثها: القطع عن آخر السورة، وعن البسملة، وعن أول السورة؛ نص عليه ابن مؤمن في "كنزه"، وكل من الفارسي، والجعبري، وهو ظاهر من كلام الداني في "جامعه"، ومن كلام الشاطبي، ومنعه مكيٌّ - أيضًا - ولا وجه لمنعه.
بل كل من هذه الأوجه السبعة جائز؛ قرأت به؛ وبه آخذ، ويتأتى منها على كل من التقديرين خمسة أوجه، وهي الوجهان المختصان به، والثلاثة الأخرى.
ثم إنك إذا وصلت أواخر السور بالتكبير، كسرت ما كان أواخرهن ساكنًا أو منونًا؛ نحو:"فَحَدِّثِ الله أَكبَر"، "لَخَبِيرٌ اللهُ أكبَرُ"، و"مَسَدٍ اللهُ أَكْبَرُ"، "تَوَّابًا اللهُ أَكبَر"، وإن كان محركًا تركته على حاله، وحذفت همزة الوصل لملاقاته الساكن؛ نحو: (الحَاكِمِين اللهُ أَكْبَرُ"، و"الأَبْتَرُ الله أكبر"، و"عن النَّعيِم اللهُ أكبر"، و"حَسدَ اللهُ أكبرَ". وإن كان صلة، حدفتها؛ نحو: ربه الله كبر، وإذا وصلته بالتهليل، أبقيته على حاله: فإن كان تنوينًا أدغمته في اللام؛ نحوًا "حَامِيةٌ لا إلهَ إلا الله" ويجوز المد على "لا" للتعظيم، كما قدمنا في باب المد ويجوز القصر على قاعدة المنفصل.
قال: فصل: ورد نصًا عن ابن كثير من روايته وغيرهما: أنه كان إذا انتهى في آخر الختمة إلى سورة الناس، قرأ الفاتحة إلى {الْمُفْلِحُونَ} [البقرة: 5] من أول البقرة. قال:
قال أئمَّتنا - رحمهم الله تعالى -: ولابن كثير في فعله هذا دلائل - من آثار مروية وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم واختيار عن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم ثم صار العمل على هذا في أمصار المسلمين في قراءة ابن كثير وغيرها، ويسمُّون من يفعل ذلك: الحال المرتحل؛ للحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلًا قال: "يا رسول الله" أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: "الحالُّ المُرْتَحِلُ"، قال: وما الحالُّ المرتحل؟ قال: "صَاحِبُ القُرآنِ؛ كُلَّمَا حَلَّ ارْتَحَلَ" وهو حذف مضاف؛ أي: عمل الحال المرتحل.
وورد - أيضًا - عن سلفنا رحمهم الله الدعاء عقب الختم. وقد روينا في "معجم الطبراني الأوسط" عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأ القُرآنَ، كَانتْ له عِندَ اللهِ دَعوْةٌ مُسْتَجَابةٌ"، فلذا كان بعض شيوخنا يستحب أن يكون القارئ هو الذي يدعو؛ عملًا بظاهر الحديث، وروى الحافظ أبو عمرو الداني وغيره من طريق ابن كثير:"أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدعُو عَقبَ الخَتمِ بِدُعَاءِ الخَتمَةِ".
وروى أبو منصور الأرجاني في كتابه "فضائل القرآن" عن داود بن قيس، قال: كان رسول الله يقول عند ختم القرآن: "اللهم، ارحمني بالقرآن، واجعله لي إمامًا ونورًا وهدًى ورحمة، اللهم ذكرني منه ما نُسّيتُ، وعلمني منه ما جهلت، وارزقني تلاوته آناء الليل والنهار، واجعله لي حجة يا رب العالمين". انتهى كلام ابن الجزري، رحمه الله.
* * *
الأوجه التي بين الليل والضحى
وبين "الليل"، و"الضحى" من قوله تعالى:{وَمَا لِأَحَدٍ} [الليل: 19] إلى قوله تعالى: {إِذَا سَجَى} [الضحى: 2] مائة وجه وأربعة وثلاثون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
ببان ذلك:
قالون: اثنا عشر وجهًا.
ورش: ثمانية أوجه.
ابن كثير: ثمانية وسبعون وجهًا، منها - مع عدم التكبير -: ستة أوجه وهي مندرجة مع قالون، ومع التكبير: ستة وثلاثون وجهًا، وبزيادة التهليل قبل التكبير سنة وثلاثون وجهًا؛ لأنه قطع على آخر السورة، فإن وصل التكبير بالبسملة بأول السورة فوجه واحد، وإن قطع على التكبير - أيضًا - ووصلت البسملة بأول السورة، فثلاثة أوجه، "و" إن قطع على التكبير وعلى البسملة، فاثنا عشر وجهًا، وإن وصل التكبير بالبسملة، وقطع عليها، فأربعة أوجه. هذا كله إذا قطع على آخر السورة.
وإن وصل التكبير بآخر السورة، وقطع عليه فثلاثة أوجه، فإن قطع على البسملة - أيضًا - فاثنا عشر وجهًا، وإن وصلت البسملة بأول السورة، فثلاثة أوجه، وإن وصل التكبير بآخر السورة وبالبسملة، والبسملة بأول السورة - فوجه واحد.
فهذه ستة وثلاثون وجهًا مع التكبير خاصة؛ وكذا مثلها مع زيادة التهليل.
وليعلم أن كل هذه الأوجه مبنية على سبعة أوجه تتعلق بوصل التكبير وقطعه بالنظر إلى الطرفين "بعضهم" وقد ذكرت "بعضهم" الآن، وهي معمول بها رواية وأداء، ومنع
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
بعضها، وجوَّزه بعضهم، ووجهه بتوجيه معتبر؛ فليتأمل؛ لأن هذا ليس استيفاء الكلام عليه.
وليعلم - أيضًا - أن ابتداء التكبير للبزي من هذا المحل على قول البعض؛ وكذا التهليل له؛ وكذا التكبير مع التهليل والابتداء لقنبل.
والقسمة العقلية تقتضي وجهًا ثامنًا، وهو: وصل التكبير بآخر السورة بالبسملة والقطع عليها؛ لكنه غير جائز اتفاقًا؛ لأن القطع على البسملة مع وصلها بآخر السورة غير جائز؛ فكذا هذا؛ لأن وصل التكبير -والحالة هذه- لا يخرجه عن ذلك.
قال الشيخ أمين الدين بن موسى رحمه الله: وقد وضعت للأوجه الثمانية المذكورة مثالات في الخارج توضح شأنها؛ فجعلت أربعة خطوط، فتارة أقطعها كلها، وتارة أصلها كلها، وتارة أقطع بعضها وأصل بعضها بحسب ما تقتضيه الحال، وأشرت إلى المختلف فيه بذكر معانيه، وبينت الممتنع قطعًا، وهذه صورتها:
صورة قطع التكبير من آخر السورة، ووصله بالبسملة، وبأول السورة.
صورة قطع التكبير من آخر السورة، والقطع عليه، ووصل البسملة بأول السورة.
صورة قطع التكبير من آخر السورة، والقطع عليه وعلى البسملة -أيضًا- منعه مكي.
صورة قطع التكبير عن آخر السورة، ووصله بالبسملة، والقطع عليها؛ منعه الجعبري.
صورة وصل التكبير بآخر السورة، والقطع عليه، ووصل البسملة بأول السورة.
صورة وصل التكبير بآخر السورة، والقطع عليه وعلى البسملة، أيضًا.
صورة وصل التكبير بآخر السورة، والبسملة وبأول السورة.
صورة الوجه الممتنع، وهو وصل التكبير بآخر السورة وبالبسملة، والقطع عليها.
أبو عمرو: ستة عشر وجهًا.
ابن عامر: ثمانية أوجه.
عاصم: ستة أوجه.
خلف: وجه واحد.
خلاد: وجهان، منها وجه مع خلف.
الكسائي: ستة أوجه.
أبو جعفر ستة أوجه، وهي مندرجة مع قالون.
يعقوب: ستة عشر وجهًا، منها اثنا عشر وجهًا مع قالون.
خلف: وجه واحد مع الكسائي.
* * *
(سُورة الضحى)
(1)
قوله تعالى: {وَالضُّحَى} ، {إِذَا سَجَى} ، {وَمَا قَلَى} ، {مِنَ الْأُولَى} ، {فَتَرْضَى} ، {فَآوَى} ، {فَهَدَى} ، {فَأَغْنَى} [1 - 8]. قرأ الكسائي، وخلف جميع ذلك: بالإمالة محضة، ووافقهما حمزة إلا في {سَجَى} وقرأ أبو عمرو جميع ذلك بالإمالة بين بين
(2)
، وعن نافع الفتح وبين اللفظين
(3)
، والفتح عن ورش ضعيف، والباقون بالفتح.
* * *
(1)
هي سورة مكية. آياتها إحدى عشرة آية بلا خلاف (شرح طيبة النشر 6/ 119).
(2)
سبق قريبًا.
(3)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، وأراد بالفتح من نافع من رواية قالون عنه، وبقوله والفتح من ورش ضعيف: أراد أن الأزرق عن ورش ليس له سوى التقليل في السور الإحدى عشر، وما ورد منه من وجه الفتح فهو ضعيف.
الأوجه التي بين الضحي والشرح
وبين "الضحى" و "ألم نشرح" من قوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ} [الضحى: 11] إلى قوله تعالى: {صَدْرَكَ} [الشرح: 1] اثنان وثمانون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: ستة أوجه.
ورش: ثمانية أوجه، منها ستة أوجه مندرجة مع قالون.
البزي: اثنان وسبعون وجهًا، منها مع التكبير خاصة ستة وثلاثون وجهًا، وبزيادة التهليل قبله ستة وثلاثون وجهًا.
قنبل: ثمانية وسبعون، منها مع عدم التكبير: ستة أوجه، وهي مندرجة مع قالون، واثنان وسبعون وجهًا مندرجة مع البزي.
أبو عمرو: ثمانية أوجه، منها ستة أوجه مندرجة مع قالون، ووجه مع ورش.
ابن عامر: ثمانية أوجه منها ستة مع قالون، ووجه مع ورش، ووجه مع أبي عمرو.
عاصم: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
خلف: وجهان، منها وجه مندرج مع أبي عمرو، والوجه الثاني - وإن اتحد معه لفظًا - فهو مختلف تقديرًا؛ فلهذا لم أجعله مندرجًا.
خلاد: وجه واحد مندرج مع أبي عمرو.
الكسائي: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
أبو جعفر: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
يعقوب: ثمانية أوجه، منها ستة مع قالون، ووجه مع ورش، ووجه مع أبي عمرو.
خلف: وجه واحد، مندرج مع ورش.
* * *
(سُورة الشرح)
(1)
ليس في {أَلَمْ نَشْرَحْ} [1] خلاف سوى الترقيق لورش
(2)
، والنقل له
(3)
، والسكت
(4)
لخلف
(5)
.
* * *
(1)
هي سورة مكية. آياتها ثمان آيات باتفاق (شرح طيبة النشر 6/ 121).
(2)
أي ورد عنه الخلاف في ترقيق راء {وِزْرَكَ} وتفخيمها. قال ابن الجزري:
وزر وحذركم
(3)
النقل في قول الله تعالى {يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ} .
(4)
والسكت أيضًا لخلاد بخلاف عنه.
(5)
أهمل المصنف ضم السين في العسر يسرًا لأبي جعفر وأسكته الباقون. قال ابن الجزري:
وكيف عسر اليسر ثق
الأوجه التي بين الشرح والتين
بين الشرح والتين من قوله تعالى: {فَإِذَا} [الشرح: 7] إلى قوله تعالى: {تَقْوِيمٍ} [التين: 4] أربعمائة وجه واثنان وسبعون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: ثمانية وأربعون وجهًا.
ورش: اثنان وثلاثون وجهًا.
البزي: مائتا وجه وثمانية وثمانون وجهًا، منها مع التكبير خاصة: مائة وجه وأربعة وأربعون وجهًا بزيادة التهليل قبله كذلك.
قنبل: ثلاثمائة وجه، واثنا عشر وجهًا، منها مع التكبير خاصة مائة وجه وأربعة وأربعون وجهًا. وهي مندرجة مع البزي، ومع زيادة التهليل قبله كذلك، وهي مندرجة أيضًا "مع البزي، ومع عدمها، أربعة وعشرون وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: أربعة وستون وجهًا منها ثمانية وأربعون وجهًا مندرجة مع قالون.
ابن عامر: اثنان وثلاثون وجهًا.
عاصم: أربعة وعشرون وجهًا.
خلف: أربعة أوجه.
خلاد: ثمانية أوجه منها أربعة مندرجة مع خلف.
الكسائي: أربعة وعشرون وجهًا مندرجة مع ابن عامر.
أبو جعفر: ثمانية وأربعون وجهًا، منها أربعة وعشرون مع قالون.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
يعقوب: أربعة وستون وجهًا منها ثمانية وأربعون مندرجة مع قالون، وستة عشر مع أبي عمرو.
خلف: أربعة أوجه مندرجة مع ابن عامر.
ليس فيها خلاف غير النقل لورش، والسكت لحمزة، وصلة ميم الجمع وهاء الكناية.
* * *
(سُورة التِّينِ)
(1)
ليس فيها خلاف
(2)
.
* * *
(1)
هي سورة مكية، آياتها ثمان آيات باتفاق (شرح طيبة النشر 6/ 123).
(2)
هذا على اعتبار مواضع الفرش والإفضال النقل لورش والسكت لحمزة وكذا النقل في "أل" نحو الأميين، والإنسان
…
وكذا صلة هاء الضمير في {رَدَدْنَاهُ} لابن كثير، وكذا ميم الجمع، وإخفاء التنوين لأبي جعفر في {أَجْرٌ غَيْرُ} وترقيق الراء لورش.
الأوجه التي بين التين والعلق
وبين "التين" و"اقرأ" من قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ} [التين: 8] إلى قوله تعالى: {مِنْ عَلَقٍ} [العلق: 2] أربعمائة وجه وثمانية وخمسون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: اثنان وثلاثون وجهًا.
ورش: أربعون وجهًا.
البزي: ثلاثمائة وجه، وأربعة أوجه، منها مع التكبير: مائة وجه، واثنان وخمسون وجهًا، بزيادة التهليل قبله كذلك.
قنبل: ثلاثمائة وجه وستة وثلاثون وجهًا، منها مع التكبير مائة وجه واثنان وخمسون وجهًا، وهي مندرجة مع البزي، وبزيادة التهليل كذلك، وهي مندرجة - أيضًا - مع البزي، ومع عدمهما: اثنان وثلاثون، وهي مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: أربعون وجهًا، منها اثنان وثلاثون مندرجة مع قالون.
ابن عامر: أربعون وجهًا، منها اثنان وثلاثون وجهًا مع قالون، وثمانية مع أبي عمرو.
عاصم: اثنان وثلاثون مندرجة مع قالون.
خلف: وجهان.
خلاد: أربعة أوجه، منها وجهان مع أبي عمرو، ووجهان مع خلف.
الكسائي: اثنان وثلاثون وجهًا مندرجة مع قالون.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
أبو جعفر: اثنان وسبعون وجهًا.
يعقوب: أربعون وجهًا، منها اثنان وثلاثون مع قالون، وثمانية مع أبي عمرو.
خلف: أربعة أوجه مندرجة مع أبي عمرو.
* * *
(سُورة العَلق)
(1)
قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [1]{اقْرَأْ وَرَبُّكَ} [3] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا، وإن وقف حمزة عليها، أبدلها
(2)
، والباقون بالهمزة.
قوله تعالى: {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} [4] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما -: بإسكان الميم وإخفائها عند الباء الموحدة
(3)
، والباقون بالإظهار.
قوله تعالى: {لَيَطْغَى} ، {اسْتَغْنَى} ، {الرُّجْعَى} ، {يَنْهَى} ، {إِذَا صَلَّى} ، {عَلَى الْهُدَى} ، {بِالتَّقْوَى} ، {وَتَوَلَّى} ، {يَرَى} [6 - 14] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف جميع ذلك بالإمالة محضة
(4)
، وقرأ ورش الرائي بين بين
(5)
، واليائي بالفتح وبين اللفظين، والفتح عنه ضعيف. وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين
(6)
.
وقرأ أبو عمرو الرائي بالإمالة محضة، واليائي بين بين، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [7] قرأ قنبل - بخلاف عنه -: بقصر الهمزة بعد الراء
(7)
،
(1)
هي سورة مكية. آياتها ثمان عشرة آية للشامي وتسع عشرة آية عند البصري والكوفي، وعشرون عند الحجازيين (شرح طيبة النشر 6/ 125).
(2)
قال ابن الجزري في باب الهمز المفرد:
وكل همز ساكن ابدل (حـ) ــــذا
ثم ذكر المستثنى ثم قال:
والكل (ثـ) ــــق
فبين أن أبا جعفر يبدل كل همز ساكن سواء كان فاء أو عينًا أو لا ما للكلمة؛ إلا ما استثني له.
(3)
يبدل حمزة عند الوقف؛ لأنه من قبيل الهمز الساكن بعد محرك من قوله:
فإن يسكن بالذي قبل ابدل
(4)
سبق قريبًا. (النشر 2/ 35، 36، وشرح طيبة النشر 3/ 55، 56).
(5)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(6)
ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.
(7)
قال ابن الجزري: =
والباقون بمدها
(1)
.
قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي} {أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ} {أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ} [9 - 13] قرأ نافع، وأبو جعفر بتسهيل الهمزة بعد الراء، وعن ورش - أيضًا - إبدالها ألفًا، وقرأ الكسائي بإسقاطها
(2)
، والباقون بتحقيقها
(3)
.
* * *
= أن رآه (ز) كا بخلف
وحجة من قرأ بغير ألف بعد الهمزة أنه لغة لبعض العرب في مستقبل "رأى"، يَحذفون الألف في "يرى" بغير جزم، اكتفاء بالفتحة منها، حُكي عن بعض العرب، أصاب الناسَ جهدٌ، ولو تر أهل مكة، يحذفون ألف "تر" فلمّا حُذفت في "ترى" لغير جازم حُذفت في "رأى" كذلك، وهو بعيد في القياس والنظر والاستعمال. وقد حذفوا الألف في الماضي في "حاش لله"، وفي هذه العلة ضعف من طريق الاستعمال والقياس، وفي ذلك علّة أخرى، وهي أن يكون سهَّل الهمزة من "رأى" على البدل، فاجتمع ساكنان، فحذف الألف الثانية لالتقاء الساكنين، ثم ردّ الهمزة على أصلها، وبقيت الألف على حَذفِها، وهذه علّة أيضًا ضعيفة خارجة عن القياس والنظر، وفي ذلك علة ثالثة، وهي أن يكون لم يعتدّ بالهاء في {رَآهُ} لخفائها، فحذف الألف التي قبل الهاء، لسكونها وسكون السين في {اسْتَغْنَى} ، وعلى ذلك أجاز سيبويه وغيره حذف الواو والياء بعد الهاء التي قبلها ساكن، لسكونها وسكون ما قبل الهاء، ولم يعتدّ بالهاء حاجزًا بينهما لخفائها، وذلك في: فيه، وضربوه، إذا حنف الياء والواو.
(1)
وحجة من قرأ بغير حلف أنه الأصل المُستَعمل الفاشي، وأن عليه الجماعة، وأنه لا وجه قوي للحذف، وأنه لا علة ظاهرة توجب الحذف (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 591، النشر 1/ 402، شرح طيبة النشر 6/ 125، السبعة ص 695، غيث النفع ص 390، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 383، التيسير ص 223).
(2)
قال ابن الجزري:
أريت كلا (ر) م وسهلها (مدا)
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 79، شرح طيبة النشر 4/ 287).
(3)
والتحقيق هو توفية كل حرف حقه من حركته ونصيبه من الإعراب؛ إذ كانت الهمزة حرفًا من حروف المعجم فيلزمها من الحركة ما يلزم سائر الحروف، لذا جاءوا بكل همزتين مجتمعتين على هيئتها إرادة للتبيين والنطق بكل حرف من كتاب الله على جهته من غير إبدال ولا تغيير (انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص 91، وشرح طيبة النشر للنويري 4/ 9، والمبسوط في القراءات العشر ص 126).
الأوجه التي بين العلق والقدر
وبين "العلق" و"القدر" من قوله تعالى: {وَاقْتَرِبْ} [العلق: 19] إلى قوله تعالى: {فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1] مائتا وجه وستة وثلاثون وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: أربعة وعشرون وجهًا.
ورش: ستة عشر وجهًا.
البزي: مائة وجه وأربعة وأربعون وجهًا، منها مع التكبير وحده اثنان وسبعون وجهًا وبزيادة التهليل قبله كذلك.
قنبل: مائة وجه وستة وخمسون وجهًا، منها مع التكبير وحده اثنان وسبعون وجهًا، وبزيادة التهليل قبله كذلك.
قنبل: مائة وجه وستة وخمسون وجهًا، منها مع التكبير وحده اثنان وسبعون وجهًا، وهي مندرجة مع البزي وبزيادة التهليل قبله كذلك. وهي أيضًا مندرجة مع البزي، ومع عدمهما اثنا عشر وجهًا.
أبو عمرو: اثنان وثلاثون وجهًا، منها أربعة وعشرون مع قالون.
ابن عامر: ستة عشر وجهًا.
عاصم: اثنا عشر وجهًا.
خلف: أربعة أوجه.
خلاد: وجهان مندرجان مع خلف.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
الكسائي: اثنا عشر وجهًا، مندرجة مع ابن عامر.
أبو جعفر: اثنا عشر وجهًا، مندرجة مع قالون.
يعقوب: اثنان وثلاثون وجهًا، منها أربعة وعشرون وجهًا مندرجة مع قالون، وثمانية أوجه مع أبي عمرو.
خلف: وجهان مندرجان مع ابن عامر.
* * *
(سُورة القدر)
(1)
قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ} [2] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة
(2)
، وابن ذكوان، وشعبة - بخلاف عنهما - وقرأ ورض بالإمالة بين بين، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ} [4] قرأ البزي: بتشديد التاء
(3)
.
قوله تعالى: {حَتَّى مَطْلَعِ} [5] قرأ الكسائي، وخلف: بكسر اللام بعد الطاء
(4)
، وورش على أصله من تغليظ اللام
(5)
.
* * *
(1)
هي سورة مدنية. آياتها خمس لغير الشامي والمكي، ست لهما.
(2)
سبق قريبًا.
(3)
اختلف في تشديد تاء الفعل والتفعل الواقعة في أوائل الأفعال المستقبلة قبل صفحات قليلة (وانظر: شرح طيبة النشر 4/ 121، 122، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 314، النشر 2/ 232، التيسير ص 83، 84، التبصرة ص 446، المبسوط ص 152).
(4)
قال ابن الجزري:
واكسر مطلع لامه (روى)
وحجة من قرأ بكسر اللام: أنه جعله مصدرًا واسم مكان نادِرًا أتى بالكسر، وفعله "فعَل يفعَل"، وحقُّه الفتح كـ"المدخَل والمخرَج"، من: دخَل يدخُل، وخرَج يخرُج. وقد أتت له نظائر بالكسر خارجة عن القياس نحو المسجِد، والمحيض، وقد ذكرنا "المسكِن" في قراءة من كسر الكاف فهو مثله. وقرأ الباقون بالفتح على الأصل في اسم المكان والمصدر من "فعَل يفعُل" نحو: المقتل، والمسكن، والمخرج، والمدخل، وعلى هذا تأتى نظائره، فحملوه على الأصل وعلى الأكثر (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ 593، النشر 2/ 403، شرح طيبة النشر 6/ 128، السبعة ص 693، غيث النفع ص 391، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 384، التيسير ص 223).
(5)
التغليظ لورش من طريق الأزرق عنه فعنه؛ وذلك لمناسبة حروف الاستعلاء، قال ابن الجزري:
وأزرق لفتح لام غلظا
…
بعد سكون صادًا وطاء وظا
(انظر إتحاف فضلاء البشر ص 127، والمهذب ص 46).
الأوجه التي بين القدر والبينة
وبين "القدر" و"البينة" من قوله تعالى: {سَلَامٌ} [القدر: 5] إلى قوله تعالى: {حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} [البينة: 1] مائة وجه وتسعة وستون وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: أحد عشر وجهًا، ورش: أربعة عشر وجهًا.
البزي: مائة وجه واثنا عشر وجهًا، منها مع التكبير: ستة وخمسون وجهًا، وبزيادة التهليل قبله كذلك.
قنبل: مائة وجه وثلاثة وعشرون، "مندرج منها مع البزي مائة وجه، واثنا عشر وجهًا مع التكبير، ومع زيادة التهليل" قبله مع البزي، وباقيها مع قالون، وهي أحد عشر وجهًا.
الدوري: أربعة عشر وجهًا، منها أحد عشر وجهًا مع قالون.
السوسي: أربعة عشر وجهًا.
ابن عامر: أربعة عشر وجهًا، منها أحد عشر وجهًا مندرجة مع قالون، وثلاثة مع الدوري.
عاصم: أحد عشر وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.
خلف: وجهان، منها وجه واحد مع الدوري.
خلاد: وجه واحد مندرج مع الدوري.
الكسائي: أحد عشر وجهًا.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
أبو جعفر: أحد عشر وجهًا مندرجة مع السوسي.
يعقوب: أربعة عشر وجهًا، منها أحد عشر وجهًا مع قالون، وثلاثة أوجه مع الدوري.
خلف: وجه واحد مندرج مع الدوري.
* * *
(سُورة البينة)
(1)
قوله تعالى: {مَا جَاءَتْهُمُ} [4] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف بإمالة الألف بعد الجيم
(2)
، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة، سهل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر
(3)
.
قوله تعالى: {فِي نَارِ} [6] قرأ أبو عمرو، والدوري، عن الكسائي: بالإمالة محضة
(4)
، وقرأ ورش بالإمالة بين بين
(5)
، وعن قالون الفتح وبين اللفظين
(6)
.
والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {شَرُّ الْبَرِيَّةِ} [6]{خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [7] قرأ نافع، وابن ذكوان: بالهمز فيهما
(7)
.
(1)
هي سورة مكية. آياتها ثمان آيات عند غير البصري والشامي، تسع عندهما (شرح طيبة النشر 6/ 129).
(2)
اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} وَ {وَزَادَهُ} و {خَابَ} في طه: 61، فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.
(3)
قال النويرى: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحو {شُرَكَاؤُنَا} {وَجَاءُوا} .. فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر وتقدم أن ما ذكره المصنف من الإبدال ألف غير صحيح، لأن الهمز هنا متوسط. والله أعلم (شرح طيبة النشر 2/ 391، 392).
(4)
سبق قريبًا.
(5)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(6)
ما ذكره المؤلف عن قالون كلام غير صحيح ولا يقرأ به.
(7)
قال ابن الجزري:
البرية (ا) تل (مـ) ـــز
فيصير النطق "البريئة" وحجة من قرأ بالهمز فيهما: أنه على الأصل، لأنه من "برأ الله الخلق" أي: خلَقَهم. فأصله الهمز. والبرية: الخليفة.
(شرح طيبة النشر 2/ 303).
والباقون بالياء التحتية المشددة
(1)
.
* * *
(1)
وحجة من قرأ بتشديد الياء، من غير همز، على تخفيف الهمز فيه، على الأصول المتقدمة، وذلك لكثرة الاستعمال فيه، فكثر العرب يستعملونه مُخفَّف الهمزة، لكثرة استعمالهم له تخفيفًا، فمِن عادتهم إذا كثُر استعمالهُم لِشيء أَحدَثوا فيه تخفيفًا بوجه من وجوه التخفيف، فلمّا كثُر استعمالهم لهذه الكلمة، وكانت فيها همزة ومدة وياء، ورأَوا الهمز أثقلَ مِن غيره خَفّفوا الهمزة، فأبدلوا منها ياء، وأدغموا الياء الزائدة الي قبلها فيها، على ما قدَّمنا مِن أصول تخفيف الهمز وعلله، فالهمزة إذا كان قبلها حرف مدٍّ ولين زائد لم يحسُن تخفيفها، إلَّا ببدل الهمزة بحرف من جنس الحرف الذي قبلها، وإدغام ما قبلها في الحرف الذي أُبدل منها. وقد بينا هذا بعلله فيما تقدَّم مِن أبواب تخفيف الهمز. ومثل هذا الحرف في تخفيفهم لهمزة أكثر من تخفيفهم لهمزة "النبي". ومن ذلك إجماعهم على تخفيف همزة "الذُرِيّة"، إذا جعلته من "ذَرأَ الله الخلق"، وتخفيفهم لـ "الخابية" وهي من "خبأت"(شرح طيبة النشر 2/ 303، النشر 1/ 407، التيسير ص 224، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 385، زاد المسير 9/ 199، تفسير النسفي 4/ 371).
الأوجه التي بين البينة والزلزلة
وبين "البينة" و"الزلزلة" من قوله تعالى: {ذَلِكَ لِمَنْ} [البينة: 8] إلى قوله تعالى: {أَوْحَى لَهَا} [الزلزلة: 5] مائة وجه واثنان وثلاثون وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: ستة عشر وجهًا.
ورش: أربعون وجهًا.
البزي: مائة وجه واثنان وخمسون وجهًا، منها مع التكبير وحده ستة وسبعون وجهًا بزيادة التهليل قبله كذلك.
قنبل مائة وجه وثمانية وستون وجهًا، منها مع التكبير ستة وسبعون وجهًا، وهي مندرجة مع البزي، وبزيادة التهليل قبله كذلك، وهي مندرجة أيضًا مع البزي، ومع عدمهما ستة عشر وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: عشرون وجهًا، منها سثة عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
ابن عامر: عشرون وجهًا، منها ستة عشر مندرجة مع قالون، وثلاثة أوجه مندرجة مع أبي عمرو.
عاصم: ستة عشر وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.
خلف: وجه واحد.
خلاد: وجهان، منهما وجه مندرج مع خلف.
الكسائي: ستة عشر وجهًا.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
أبو جعفر: اثنان وثلاثون وجهًا، منها ستة عشر وجهًا مندرجة مع قالون، وستة عشر مندرجة مع ورش.
يعقوب: عشرون وجهًا، منها ستة عشر مع قالون، وأربعة أوجه مع أبي عمرو.
خلف: وجه واحد مندرج مع نفسه.
* * *
(سورة الزلزلة)
(1)
قوله تعالى: {يَصْدُرُ النَّاسُ} [6] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ورويس: بإشمام الصاد وهو بين الصاد والزاي
(2)
، والباقون بالصاد الخالصة.
قوله تعالى: {خَيْرًا يَرَهُ} [7]{شَرًّا يَرَهُ} [8] قرأ هشام بإسكان الهاء في الوصل، وقرأ ابن وردان بالإسكان والاختلاس، وقرأ يعقوب فيهما بالاختلاس والإشباع، والباقون بالإشباع
(3)
.
* * *
(1)
هي سورة مكية آياتها ثمان آيات في الكوفي الأول، وتسع في الباقى (شرح طيبة النشر 6/ 130).
(2)
اختلف في {أَصْدَقُ} الآية وبابه وهو كل صاد ساكنة بعد ما دال وهو في اثني عشر موضعًا {وَمَنْ أَصْدَقُ} {هُمْ يَصْدِفُونَ} {الَّذِينَ يَصْدِفُونَ} {كَانُوا يَصْدِفُونَ} {وَتَصْدِيَةً} {وَلَكِنْ تَصْدِيقَ} {فَاصْدَعْ} {قَصْدُ السَّبِيلِ} {يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} {يَصْدُرُ النَّاسُ} فحمزة والكسائي وخلف ورويس بخلف عنه بإشمام الصاد الزاى للمجانسة والخفة ولا خلاف عن رويس في إشمام يصدر معًا والباقون بالصاد الخالصة على الأصل وهي رواية أبي الطيب وابن مقسم من رويس والإشمام طريق الجوهري والنخاس عنه وأبدل أبو جعفر همز فئتين ياء مفتوحة كوقف حمزة (النشر 2/ 242، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 244، التيسير ص 97، إبراز المعاني ص 419).
(3)
سبق بيانه في سورة البلد، قال ابن الجزرى في باب هاء الكناية:
سك يؤده نصله نؤته نول
…
صف لي ثنا خلفهما فناه حل
وهم وحفص اقصرهن كم
…
خلف ظبى بن ثق
(حجة القراءات لابن زنجلة ج 1/ ص 166، السبعة 1/ 208).
الأوجه التي بين الزلزلة والعاديات
وبين "الزلزلة" و"العاديات" من قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ} [الزلزلة: 8] إلى قوله تعالى: {لَكَنُودٌ} [العاديات: 6] ألف وجه وخمسمائة وجه وستة وعشرون وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: مائة وجه واثنا عشر وجهًا.
ورش: مائة وجه وأربعون وجهًا.
البزي: ألف وجه وأربعة وستون وجهًا، منها مع التكبير وحده خمسمائة وجه واثنان وثلاثون وجهًا، ومع زيادة التهليل قبله كذلك.
قنبل: ألف وجه ومائة وستة وسبعون وجهًا، منها مع التكبير وحده: خمسمائة وجه واثنان وثلاثون وجهًا، وهي مندرجة مع البزي، وزيادة التهليل قبله كذلك، وهي - أيضًا - مندرجة مع البزي ومع عدمهما مائة وجه واثنا عشر وجهًا وهي مندرجة مع قالون.
الدوري: مائة وجه وأربعون وجهًا، منها مائة وجه واثنا عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
السوسي: مائة وجه وأربعون وجهًا.
هشام: ستة وستون وجهًا، منها خمسة وثلاثون وجهًا مندرجة مع قالون، وسبعة أوجه مندرجة مع الدوري.
ابن ذكوان: مائة وجه وأربعون وجهًا، منها مائة واثنا عشر وجهًا مندرجة مع قالون وثمانية وعشرون وجهًا مندرجة مع الدوري.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
عاصم: مِائَة وجه واثنا عشر وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.
خلف: أربعة عشر وجهًا.
خلاد: ثمانية وعشرون وجهًا، منها أربعة عشر وجهًا مندرجة مع السوسي.
الكسائي: مِائَة وجه واثنا عشر وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.
أبو جعفر: مِائَة وجه واثنا عشر وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.
يعقوب: مائتا وجه وثمانون وجهًا، منها مِائَة واثنا عشر وجهًا مع قالون، وثمانية وعشرون وجهًا مع الدوري، ومائة وأربعون مع السوسي.
خلف: أربعة عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
* * *
(سُورَةُ العَادِيَاتِ)
(1)
قوله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} [العاديات: 1]{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا} [العاديات: 3] قرأ أَبُو عمرو، ويعقوب، وخلاد - بخلاف عنهم -: بالإدغام في الاثنين
(2)
، والباقون بالإظهار.
قوله تعالى: {لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)} [العاديات: 8] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما -: بإدغام الراء في اللَّام
(3)
، والباقون بالإظهار.
* * *
(1)
هي سورة مكية. آياتها إحدى عشرة آية بلا خلاف (شرح طبية النشر 6/ 131).
(2)
ما ذكره المصف من الإدغام لخلاد بخلف عنه في الموضع الأول {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} غير صحيح وإنما ورد الخلاف عنه في الموضع الثاني فقط لقول ابن الجزري:
ضبحًا قرأ خلف ..
(3)
قال ابن الجزري:
والراء في اللام وهي في الراء لا
إن فتح عن ساكن لا قال
وقال:
وقيل عن يعقوب ما لابن العلا
الأوجه التي بين العاديات والقارعة
وبين "العاديات" و "القارعة" من قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ} [العاديات: 11] إلى قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ} [القارعة: 3] ثمانمائة وجه وثلاثة وسبعون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: مِائَة وجه وأربعة وأربعون وجهًا.
ورش: أربعة وأربعون وجهًا.
البزي: ثلاثمائة وجه واثنا عشر وجهًا، منها مع التكبير وحده مِائَة وجه وستة وخمسون وجهًا، وبزيادة التهليل قبله كذلك.
قنبل: ثلاثمائة وجه وثمانية وأربعون وجهًا، منها مع التكبير وحده مِائَة وجه وستة وخمسون وجهًا، وهي مندرجة مع البزي، وبزيادة التهليل قبله كذلك، وهي مندرجة مع البزي - أيضًا - ومع عدمهما ستة وثلاثون وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: ثمانية وثمانون وجهًا.
هشام: أربعة وأربعون وجهًا.
ابن ذكوان: ثمانية وثمانون وجهًا مع هشام "منها أربعة وأربعون".
شعبة: ستة وثلاثون وجهًا.
حفص: ستة وثلاثون وجهًا.
حمزة: وجه واحد.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
الكسائي: اثنان وسبعون وجهًا، منها ستة وثلانون وجهًا مندرجة مع ابن ذكوان.
أبو جعفر: ستة وثلاثون وجهًا مندرجة مع قالون.
يعقوب: ثمانية وثمانون وجهًا.
خلف: وجه واحد مندرج مع ابن ذكوان.
* * *
(سُورَةُ القَارِعَةِ)
(1)
قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ} [3] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة، وعن ابن ذكوان، وشعبة: الفتح والإمالة محضة
(2)
، وعن ورش الإمالة بين بين
(3)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ} [7] قرأ قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر: بإسكان الهاء
(4)
، وقرأ الباقون بالضم.
قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ} [10 - 11] قرأ حمزة، ويعقوب: بحذف الهاء دون الْوَقْف، والباقون بإثبات الهاء وقفًا ووصلًا
(5)
.
* * *
(1)
هي سورة مكية. آياتها ثمان آيات بالشامي والبصري، وعشر آيات بالحجازي، وإحدى عشرة آية بالكوفي (شرح طيبة النشر 6/ 132).
(2)
سبق قريبًا.
(3)
هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(4)
سبق قريبًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 132، الكشف عن وجوه القراءات 1/ 234، التيسير ص 72، النشر 2/ 202، حجة القراءات ص 93).
(5)
حذف حمزة ويعقوب الهاء من {سُلْطَانِيَهْ} ، و {مَالِيَهْ} و {مَا هِيَهْ} وصلًا وأثبتاها وقفًا، وأما {كِتَابِيَهْ} و {حِسَابِيَهْ} ، فحذف الهاء فيهما وصلًا وأثبتها وقفًا يعقوب، قال ابن الجزري:
سلطانيه وماليه وماهيه
…
(فـ) ـي (ظـ) ـاهر كتابيه حسابيه
(ظـ) ـن
(شرح طيبة النشر 3/ 237، 238).
الأوجه التي بين القارعة والتكاثر
وبين "القارعة" و "التكاثر" من قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ} [القارعة: 10] إلى قوله تعالى: {الْمَقَابِرَ} [التكاثر: 2] مِائَة وجه وتسعة وستون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: اثنا عشر وجهًا.
ورش: ستة عشر وجهًا.
البزي: اثنان وسبعون وجهًا، منها مع التكبير وحده ستة وثلاثون، وبزيادة التهليل قبله كذلك.
قنبل: ثمانية وسبعون وجهًا، منها مع التكبير وحدة ستة وثلاثون وجهًا، وهي مندرجة مع البزي، وبزيادة التهليل قبله كذلك، وهي مندرجة - أيضًا - مع البزي، ومع عدمهما: ستة أوجه، وهي مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: ستة عشر وجهًا.
هشام: ثمانية أوجه.
ابن ذكوان: ستة عشر وجهًا، منها ثمانية أوجه مندرجة مع هشام.
شعبة: ستة أوجه.
حفص: ستة أوجه.
خلف: وجهان.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
خلاد: وجه، وهو مندرج مع خلف.
الكسائي: ستة أوجه.
أبو جعفر: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
يعقوب: ستة عشر وجهًا.
خلف: وجه واحد.
(سُورَةُ التَّكَاثُرِ)
(1)
قوله تعالى: {أَلْهَاكُمُ} [1] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة
(2)
، وعن نافع الفتح وبين اللفظين
(3)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} [6] قرأ ابن عامر، والكسائي: بضم التاء الفوقية
(4)
، والباقون بالفتح
(5)
.
* * *
(1)
هي سورة مكية. آياتها ثمان آيات باتفاق (شرح طيبة النشر 6/ 133).
(2)
سبق تقريبًا.
(3)
هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(4)
قال ابن الجزري:
لترون (كـ) ـم (ر) سا
وحجة من ضمّ أنه جعله فعلًا رباعيًّا لم يُسمّ فاعله، فتعدّى إلى مفعولين: أحدهما قام مقام الفاعل، مضمر في {لَتَرَوُنَّ} ، و "هم" اسم للمخاطبين. والثاني هو الجحيم، وأصلها "لتريون" على وزن "لتفعلن" مثل "تكرمن" فألقِيت حركة الهمزة على الراء، فانفتحت وحُذفت الهمزة كما تُحلف من "ترى" بعد إلقاء حركتها على السكن قبلها، وهو الراء، ثمّ لمّا تَحركت الياء، وقبلها فتحة، قُلبت ألفًا، وحُذفت لسكونها وسكون واو الجمع بعدما، فبقي {لَتَرَوُنَّ} ، فلمّا دخلت النون المشددة لتأكيد القَسَم بُنِي الفِعل، فحُذفت النون، التي هي عَلَم الرفع للبناء وحُذفت الواو لسكونها وسكون أوّل المشدّد، ولم يجز حذفُها لالتقاء السَّاكِنَيْن، لأن قبلها فتحة (النشر 2/ 403، شرح طيبة النشر 6/ 133، السبعة ص 695، المبسوط ص 476، التيسير ص 225).
(5)
وحجة من قرأ بالفتح أنه جعله فعلًا ثلاثيًّا تعدّى إلى مفعول واحد، وهو الجحيم، والفاعل مضمرٌ، وهم المخاطبون، وهو مِن رأى، وعلته وأصله على ما ذكرنا من التعليل في القراءة بالضمّ (النشر 2/ 403، شرح طيبة النشر 6/ 133، السبعة ص 695، المبسوط ص 476، التيسير ص 225، زاد المسير 9/ 220، وتفسير النسفي 4/ 374).
الأوجه التي بين التكاثر والعصر
وبين "التكاثر" و "العصر" من قوله تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ} [التكاثر: 8] إلى قوله تعالى: {إِلَّا} [العصر: 3] مائتا وجه وثمانية وأربعون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: أحد وعشرون وجهًا.
ورش: ستة وعشرون وجهًا.
البزي: مِائَة وجه واثنان وتسعون وجهًا منها مع التكبير ستة وتسعون وجهًا وبزيادة التهليل قبله ستة وتسعون وجهًا.
قنبل: مائتا وجه وثلاثة عشر وجهًا، منها مع التكبير وحده ستة وتسعون وجهًا، وهي مندرجة مع البزي ومع زيادة التهليل قبله كذلك، وهي مندرجة مع البزي أيضًا ومع عدمهما أحد وعشرون، وهي مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: ستة وعشرون وجهًا، منها أحد وعشرون وجهًا مندرجة مع قالون.
ابن عامر: ستة وعشرون وجهًا، منها أحد وعشرون وجهًا مندرجة مع قالون وخمسة أوجه مندرجة مع أبي عمرو.
عاصم: أحد وعشرون وجهًا مندرجة مع قالون.
خلف: ثلاثة أوجه.
خلاد: أربعة أوجه، منها وجه واحد مندرج مع أبي عمرو، ووجهان مندرجان مع خلف.
الكسائي: أحد وعشرون وجهًا وهي مندرجة مع قالون.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
أبو جعفر: اثنان وأربعون وجهًا، منها أحد وعشرون مع قالون، وأحد وعشرون مع ورش.
يعقوب: ستة وعشرون وجهًا، منها أحد وعشرون مع قالون وخمسة مندرجة مع أبي عمرو.
خلف: وجه واحد مندرج مع أبي عمرو.
* * *
(سُورَةُ الْعَصْرِ)
(1)
ليس في "العصر" خلاف
(2)
.
* * *
(1)
هي سورة مكية. آياتها ثلاث آيات عند الجميع، ثنتان عند المدني الأخير (شرح طيبة النشر 6/ 135).
(2)
ليس فيها خلاف فرش ولكن ورد فيها من الأصول النقل، والسكت على {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} وكذا {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} ومد البدل لورش {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} .
الأوجه التي بين العصر والهمزة
وبين "العصر" و"الهمزة" من قوله تعالى: {وَتَوَاصَوْا} [العصر: 3] إلى قوله تعالى: {لُمَزَةٍ} [الهمزة: 1] مِائَة وجه وسبعة وثلاثون وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: أحد عشر وجهًا.
ورش: أربعة عشر وجهًا، منها أحد عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
البزي: مِائَة وجه واثنا عشر وجهًا، منها مع التكبير وحده ستة وخمسون وجهًا وبزيادة التهليل قبله كذلك.
قنبل: مِائَة وجه وثلاثة وعشرون وجهًا، منها مع التكبير واحد ستة وخمسون وجهًا، وهي مندرجة مع البزي، وكذلك مثلها مع التهليل قبله، وهي مندرجة أيضًا مع البزي، ومع عدمهما أحد عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: أربعة عشر وجهًا، منها أحد عشر وجهًا مندرجة مع قالون، وثلاثة أوجه مندرجة مع ورش.
ابن عامر: كأبي عمرو عدة واندراجًا.
عاصم: أحد عشر وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.
حمزة: ثلاثة أوجه مندرجة مع ورش.
الكسائي: أحد عشر وجهًا.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
أبو جعفر: أحد عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
يعقوب: كأبي عمرو عدة واندراجًا.
خلف: وجه واحد مندرج مع ورش.
* * *
(سُورَةُ الهُمَزَةِ)
(1)
قوله تعالى: {الَّذِي جَمَعَ مَالًا} [الهمزة: 2] قرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وخلف، وروح: بتشديد الميم
(2)
، والباقون بالتخفيف
(3)
.
قوله تعالى: {يَحْسَبُ} [الهمزة: 3] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر: بفتح السين
(4)
، والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ} [الهمزة: 5] قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة
(5)
، واختلف عن شعبة، وابن ذكوان: بين الفتح والإمالة، وقرأ ورش بالإمالة بين بين
(6)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ} [الهمزة: 8] قرأ حمزة، ويعقوب بضم الهاء
(7)
، والباقون
(1)
هي سورة مكية. آياتها تسع بلا خلاف (شرح طيبة النشر 6/ 136).
(2)
قال ابن الجزري:
وثقلا جمع (كـ) ـم (ثـ) ـنا (شفا)(شـ) ـم
وحجة من قرأ بالتشديد على معنى تكثير الجمع، أي: جمع شيئًا بعد شيء. وكذلك يُجمع المال شيئًا بعد شيء.
(3)
وحجة من قرأ بالتخفيف، وفيه قُرب وقتِ الجمع، كما قال:{فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا} [الكهف: 99] وقال: {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف: 47] فهذا يدلُّ على جمعهم في أقرب الأوقات بالتشديد على معنى تكثير الجمع، أي: جمع شيئًا بعد شيء. وكذلك يُجمع المال شيئًا بعد شيء. وقرأ الباقون بالتخفيف، وفيه قُرب وقتٍ الجمع، كلما قال:{فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا} [الكهف: 99] وقال: {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف: 47]، فهذا يدلُّ على جمعهم في أقرب الأوقات (النشر 2/ 403، شرح طيبة النشر 6/ 136، التيسير ص 225، السبعة ص 697، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 389، زاد المسير 9/ 228، وتفسير ابن كثير 4/ 548، وتفسير النسفي 4/ 376).
(4)
سبق قريبًا (وانظر: شرح طيبة النشر 4/ 132، النشر 2/ 236، المبسوط ص 154).
(5)
سبق قريبًا.
(6)
هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(7)
قرأ يعقوب وحمزة {عَلَيْهُم} و {إِلَيْهُم} و {لَدَيْهُم} بضم كسر الهاء في الثلاث حال وصله ووقفه، =
بالكسر، وقرأ أبو عمرو، وحفص، وحمزة، ويعقوب، وخلف:{مُؤْصَدَةٌ} [الهمزة: 8] بالهمز، والباقون بالواو
(1)
.
قوله تعالى: {فِي عَمَدٍ} [الهمزة: 9] قرأ شعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف: بضم العين والميم
(2)
، والباقون بفتحهما
(3)
.
* * *
= ويفهمان من إطلاقه إذا كانت لجمع مذكر ولم يتلها ساكن علم مما بعد، قال ابن الجزري:
عليهمو إليهمو لديهمو
…
بضم كسر الهاء (ظـ) ـبى (و) ـهم
(شرح طيبة النشر 2/ 52).
(1)
سبق بيان ما يماثله في سورة البلد (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 77).
(2)
قال ابن الجزري:
وعمد (صحبة) ضميه
وحجة من قرأ بضمتين، جعلوه جمع "عمود" كـ"رَسَول ورُسُل، وزَبور وزُبُر".
(3)
وحجة من قرأ بفتحتين، جعلوه أيضًا جمع "عمود:"أَديم وأَدَم"؛ لأن الياء كالواو في البناء. وقيل: هو اسم للجمع؛ لأن "فَعولًا وفَعَلًا" غير مُستمرَّين في الجموع، وإنما يأتي "فَعَل" جمعًا لفاعل، كـ"حارس وحَرَس، وغائب وغَيَب"(شرح طيبة النشر 6/ 136، النشر 2/ 403، الغاية ص 293، التيسير ص 225، حجة القراءات ص 773، زاد المسير 9/ 230).
الأوجه التي بين الهمزة والفيل
وبين "الهمزة" و"الفيل" من قوله تعالى: {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ} [الهمزة: 8] إلى قوله تعالى: {بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} [الفيل: 1] خمسمائة وجه وثمانية وعشرون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: ثمانية وأربعون وجهًا.
ورش: اثنان وثلاثون وجهًا، منها أربعة وعشرون مندرجة مع قالون.
البزي: مائتا وجه واثنان وثمانون وجهًا، منها مع التكبير وحده مِائَة وجه وأربعة وأربعون وجهًا، وبزيادة التهليل قبله كذلك.
قنبل: ثلاثمائة وجه واثنا عشر وجهًا، منها مع التكبير وحده مِائَة وجه وأربعة وأربعون وجهًا، وهي مندرجة مع البزي بزيادة التهليل قبله كذلك، وهي أيضًا مندرجة مع البزي، ومع عدمهما أربعة وعشرون وجهًا مندرجة مع قالون.
الدوري: اثنان وثلاثون وجهًا.
السوسي: اثنان وثلاثون وجهًا.
ابن عامر: اثنان وثلاثون وجهًا، منها أربعة وعشرون مندرجة مع قالون، وأربعة مندرجة مع ورش.
شعبة: أربعة وعشرون وجهًا.
حفص: أربعة وعشرون وجهًا مندرجة مع الدوري.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
خلف: ثمانية أوجه.
خلاد: أربعة أوجه مندرجة مع خلف.
الكسائي: أربعة وعشرون وجهًا، منها أربعة أوجه مندرجة مع شعبة.
أبو جعفر: أربعة وعشرون وجهًا مندرجة مع قالون.
يعقوب: أربعة وستون وجهًا.
خلف: أربعة أوجه مندرجة مع شعبة.
* * *
(سُورَةُ الْفِيلِ)
(1)
قوله تعالى: {كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ} [الفيل: 1] قرأ أبو عمرو، ويعقوب: بإدغام الفاء في الفاء، واللام في الراء
(2)
، والباقون بغير إدغام.
قوله تعالى: {عَلَيْهِمْ طَيْرًا} [الفيل: 3] قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء
(3)
، والباقون بالكسر.
قوله تعالى: {تَرْمِيهِمْ} [الفيل: 4] قرأ يعقوب: بضم الهاء، والباقون بالكسر
(4)
.
قوله تعالى: {مَأْكُولٍ} [الفيل: 5] قرأ ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو: بإبدال الهمزة ألفًا
(5)
، والباقون بالهمز.
* * *
(1)
هي سورة مكية. آياتها خمس آيات بلا خلاف (شرح طيبة النشر 6/ 137).
(2)
تدغم اللَّام في الراء إذا تحرك ما قبلها مطلقًا أو سكن ولم ينفتح مثلًا {فَعَلَ رَبُّكَ} قال ابن الجزري:
فالراء في اللَّام وهي في الراء لا أن فتح عن ساكن لا قال
(شرح طيبة النشر 7/ 87).
(3)
سبق بيان قراءة يعقوب وحمزة قبل صفحات قليلة (وانظر: شرح طيبة النشر 2/ 52).
(4)
قرأ يعقوب كل هاء وقعت بعد ياء ساكنة بضم الكسر سواء كانت في الثلاثة أو في غيرها في ضمير تثنية أو جمع مذكر أو مؤنث نحو: [{عَلَيْهَا} - {صَيَاصِيهِمْ} - {تَأْتِيَهُمُ} - {تَرْمِيهِمْ} - {عَلَيْهِنَّ}]، قال ابن الجزري:
وبعد ياء سكنت لا مفردا
…
(ظـ) ـاهر وإن تزل كيخزهم (غـ) ـدا
وخلف يلههم قهم ويغنهم
…
عنه ولا يضم من يولهم
(شرح طيبة النشر 2/ 53، 54).
(5)
فيصير النطق "ماكول".
الأوجه التي بين الفيل وقريش
وبين "الفيل"، و"قريش"، من قوله تعالى:{فَجَعَلَهُمْ} [الفيل: 5] إلى قوله تعالى: {قُرَيْشٍ} [قريش: 1] ألف وجه وأربعمائة وجه وستة وخمسون وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
ببان ذلك:
قالون: مِائَة وجه وثمانية وستون وجهًا.
ورش: ثلاثمائة وجه واثنا عشر وجهًا.
البزي: سبعمائة وجه وثمانية وستون وجهًا، منها مع التكبير وحده ثلاثمائة وجه وأربعة وثمانون وجهًا، وبزيادة التهليل قبله كذلك.
قنبل: ثمانمائة وجه واثنان وخمسون وجهًا، منها مع التكبير وحده ثلاثمائة وجه وأربعة وثمانون وجهًا، وهي مندرجة مع البزي، وبزيادة التهليل قبله كذلك، وهي مندرجة - أيضًا - مع البزي، ومع عدمهما: أربعة وثمانون وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.
الدوري: مِائَة وجه وأربعة أوجه، منها أربعة وثمانون وجهًا مندرجة مع قالون.
السوسي: مِائَة وجه وأربعة أوجه مندرجة مع ورش.
ابن عامر مائة وجه وأربعة أوجه.
عاصم: أربعة وثمانون وجهًا وهي مندرجة مع قالون.
حمزة: أربعة أوجه مندرجة مع الدوري.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
الكسائي: أربعة وثمانون وجهًا مندرجة مع قالون.
أبو جعفر: أربعة وثمانون وجهًا.
بعقوب: مائة وجه وأربعة أوجه، منها أربعة وثمانون مندرجة مع قالون، وعشرون مع الدوري.
خلف: أربعة أوجه مندرجة مع الدورى.
* * *
(سُورَةُ قُرَيْشٍ)
(1)
قوله تعالى: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ} [قريش: 1] قرأ ابن عامر بغير ياء بعد الهمزة، وقرأ أبو جعفر بياء ساكنة من غير همزة
(2)
، والباقون بهمزة وياء ساكنة
(3)
.
قوله تعالى: {إِيلَافِهِمْ} [قريش: 2] قرأ أبو جعفر بهمزة مكسورة من غير ياء، والباقون بهمزة مكسورة وياء بعدها
(4)
.
* * *
(1)
هي سورة مكية آياتها أربع بالعراقي والدمشقي، وخمس بالحجازي والحمصي (شرح طيبة النشر 6/ 138).
(2)
قال ابن الجزري:
لئلاف (ثـ) ـمد
بحذف همز واحذف الياء (كـ) ـمن
…
إلاف (ثـ) ـق
وحجة من قرأ بغير ياء، بعد الهمزة، في الأول: أنه جعله مصدر "ألف إلافًا".
(3)
وحجة من قرأ بياء بعد الهمزة: أنهم جعلوه مصدر "آلف"، وهما لغتان، يقال: ألفت كذا، وآلفت كذا. وكل القراء قرؤوا الثاني بياء، بعد الهمزة، على أنه مصدر "آلفت"، فكان ابن عامر جمعَ بين اللغتين في الكلمتين، كما قال تعالى:{فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ} [الطارق: 17] فجمع بين اللغتين؛ لأنَّهُ يقال: مهّل وأَمهل بمعنى، وكذلك يقال: ألفت كذا وآلفت كذا، بمعنى (شرح طيبة النشر 6/ 138 النشر 2/ 403، غيث النفع ص 395، إيضاح الوقف والابتداء 985، زاد المسير 9/ 261، وتفسير القرطبي 20/ 240، وتفسير النسفي 4/ 382).
(4)
انظر الهامش السابق.
الأوجه التي بين قريش والماعون
بين "قريش" و"الماعون" من قوله تعالى: {فَلْيَعْبُدُوا} [قريش: 3] إلى قوله تعالى: {بِالدِّينِ} [الماعون: 1] ألفا وجه وخمسمائة وجه واثنا عشر وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: ثلاثمائة وجه وستة وثلاثون وجهًا.
ورش: ستمائة وجه وأربعة وعشرون وجهًا.
البزى: سبعمائة وجه وثمانية وستون وجهًا منها مع التكبير وحده ثلاثمائة وجه وأربعة وثمانون وجهًا، وبزيادة التهليل قبله كذلك، وثمانمائة وجه واثنان وخمسون وجهًا، منها مع التكبير وحده ثلاثمائة وجه وأربعة وثمانون وجهًا، وهي مندرجة مع البزي وبزيادة التهليل قبله كذلك وهو مندرجة - أيضًا - مع البزي، ومع عدمهما أربعة وثمانون وجهًا.
الدوري: مائتا وجه وثمانية أوجه.
السوسي: مِائَة وجه وأربعة أوجه.
ابن عاهر: مِائَة وجه وأربعة أوجه.
عاصم: أربعة وثمانون وجهًا.
خلف: ثمانية أوجه.
خلاد: أربعة أوجه.
الكسائي: أربعة وثمانون وجهًا.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
أبو جعفر: أربعة وثمانون وجهًا مندرجة مع قالون.
يعقوب: أربعمائة وجه وستة عشر وجهًا، منها مائتا وجه وثمانية أوجه مندرجة مع الدوري، ومائة وجه وأربعة أوجه مندرجة مع السوسي.
خلف: أربعة أوجه مندرجة مع ابن عامر.
* * *
(سُورَةُ الْمَاعُونِ)
(1)
قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي} [الماعون: 1] قرأ نافع، وأبو جعفر: بتسهيل الهمزة بعد الراء، وعن ورش - أيضًا - إبدالها ألفًا، وأسقطها الكسائي
(2)
، والباقون بتحقيقها.
قوله تعالى: {يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} [الماعون: 1] قرأ أبو عمرو، ويعقوب: بإدغام الباء في الباء
(3)
، والباقون بالإظهار.
* * *
(1)
هي سورة مكية. آياتها ست بالحجازي والدمشقي، وسبع في العراقي والحمصي (شرح طيبة النشر 6/ 139).
(2)
سبق قريبًا (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 79، شرح طيبة النشر 4/ 287).
(3)
يقع المثلان من كلمتين في سبعة عشر حرفًا وهي: الباء، والتاء، والثاء، والحاء، والراء، والسين، والعين، والغين، والفاء، والقاف، والكاف، واللام، والميم، والنون، والهاء، والواو، والياء، فإذا كان المثلان من كلمتين فإن أبا عمرو ويعقوب يعممان الإدغام فيهما ويدغمهما بالخلاف ما لم يمنع مانع، وقد ذكرت هذه الموانع في. قال ابن الجزري:
إذا التقى خطًّا محركان
…
مثلان جنسان مقاربان
ادغم بخلف الدوري والسوسي معًا
وقال أيضًا:
وقبل عن يعقوب ما لابن العلا
(الهادي 1/ 132).
الأوجه التي بين الماعون والكوثر
وبين "الماعون" و"الكوثر" من قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ} [الماعون: 6] إلى قوله تعالى: {الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1] ثلاثمائة وجه وعشرون وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: أربعة وستون وجهًا.
ورش: ستون وجهًا.
البزي: مِائَة وجه واثنان وخمسون وجهًا، منها مع التكبير وحده ستة وسبعون وجهًا وبزيادة التهليل قبله كذلك.
قنبل: مِائَة وجه وثمانية وستون وجهًا، منها مع التكبير وحده: ستة وسبعون وجهًا، وهي مندرجة مع البزي، وبزيادة التهليل قبله كذلك، وهي - أيضًا - مندرجة مع البزي، ومع عدمهما: ستة عشر وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: أربعون وجهًا، منها اثنان وثلاثون مندرجة مع قالون.
ابن عامر: عشرون وجهًا.
عاصم: ستة عشر وجهًا.
حمزة: وجه واحد، وهو مندرج مع ورش.
الكسائي: ستة عشرة وجهًا، وهي مندرجة مع ابن عامر.
أبو جعفر: ستة عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
يعقوب: أربعون وجهًا، ومنها اثنان وثلاثون مندرجة مع قالون، وثمانية مع أبي عمرو.
خلف: وجه واحد مع ابن عامر.
(سُورَةُ الْكَوْثَرَ)
(1)
قوله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ} [الكوثر: 3] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياء وقفًا ووصلًا
(2)
وكذا يفعل ذلك حمزة في الوقف
(3)
، والباقون بالهمز.
* * *
(1)
هي سورة مكية. آياتها ثلاث آيات بلا خلاف (شرح طيبة النشر 6/ 140).
(2)
سبق قريبًا قال ابن الجزري:
وشانئك قري نبوي استهزئا
…
باب مائة فئة وخاطئة رئا
يبطئن (ثـ) ـب
(وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 78).
(3)
وهذه قاعدة عند حمزة عند الْوَقْف، وهي أنه إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد ضمة نحو {مِائَةِ} و {نَاشِئَةَ} ، و {مُلِئَتْ} و {يُؤْذَنُ} و {الْفُؤَادُ} فيصير "مِيَهْ، نَاشِيَه، مُلِيَت، يُوَذّنُ، الفُواد"، قال ابن الجزرى:
وبعد كسرة وضمّ أبدلا
…
إن فتحت ياء وواوًا مسجلا
الأوجه التي بين الكوثر والكافرون
وبين "الكوثر" و"الكافرون" من قوله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)} [الكوثر: 3] إلى قوله تعالى: {مَا تَعْبُدُونَ} [الكافرون: 2] ثمانمائة وجه وستة وأربعون وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بين ذلك:
قالون: ستة وتسعون وجهًا.
ورش: ستون وجهًا.
البزي: أربعمائة وجه وستة وخمسون وجهًا، منها مع التكبير وحده مائتا وجه وثمانية وعشرون وجهًا وبزيادة التهليل قبله كذلك.
قنبل: خمسمائة وجه وأربعة أوجه، منها مع التكبير مائتا وجه وثمانية وعشرون وجهًا وهي مندرجة مع البزي، وبزيادة التهليل قبله كذلك وهي مندرجة مع البزي أيضًا ومع عدمهما ثمانية وأربعون وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: مِائَة وعشرون وجهًا، منها ستة وتسعون وجهًا مندرجة مع قالون.
ابن عامر: ستون وجهًا.
عاصم: ثمانية وأربعون وجهًا.
خلف: ثلاثة أوجه.
خلاد: ستة أوجه، منها ثلاثة أوجه مندرجة مع خلف.
الكسائي: ثمانية وأربعون وجهًا مندرجة مع ابن عامر.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
أبو جعفر: ستة وتسعون وجهًا.
يعقوب: مِائَة وعشرون وجهًا، منها سنة وتسعون مندرجة مع قالون، وأربعة وعشرون مع أبي عمرو.
خلف: ثلاثة أوجه مندرجة مع ابن عامر.
* * *
(سُورَةُ الْكَافِرُونَ)
(1)
قوله تعالى: {وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ} [الكافرون: 3]{وَلَا أَنَا عَابِدٌ} [الكافرون: 4]{وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ} [الكافرون: 5] قرأ هشام - بخلاف عنه -: بالإمالة في الثلاثة
(2)
، والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {وَلِيَ دِينِ} [الكافرون: 6] قرأ نافع، وهشام، وحفص، والبزي - بخلاف عنه -: بفتح الياء في الوصل قبل الدَّال
(3)
، والباقون بإسكانها، وأثبت يعقوب الياء بعد النون وقفًا ووصلًا وحذفها الباقون.
* * *
(1)
هي سورة مكية آياتها ست آيات بلا خلاف (شرح طيبة النشر 6/ 141).
(2)
أمال [{عَابِدُونَ} - {عَابِدٌ}] كل ما فيها هشام من طريق الحلواني وفتحه من طريق الداجوني كالباقين وفتح ياء الإضافة من {وَلِيَ دِينِ} نافع والبزي بخلفه وهشام وحفص والوجهان للبزي في الشاطبية وغيرها وصححهما في النشر لكن قال: إن الإسكان أكثر وأشهر (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 604).
(3)
وقعت الياء التي بعدما متحرك غير الهمزة في خمسمائة وستة وتسعين موضعًا، المختلف فيه منها خمسة وثلاثون موضعًا، نحو {بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ} {بِي لَعَلَّهُمْ} {وَجْهِيَ لِلَّهِ} فقرأ نافع وهشام وحفص والبزي بخلف عنه وفي {وَلِيَ دِينِ} بالكافرين (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر 1/ ص 149).
الأوجه التي بين الكافرون والنصر
وبين "الكافرون" و"النصر" من قوله تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ} [الكافرون: 6] إلى قوله تعالى: {فَسَبِّحْ} [النصر: 3] ستمائة وجه واحد وأربعون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: اثنان وأربعون وجهًا.
ورش: ستة وعشرون وجهًا.
البزي: ثلاثمائة وجه وأربعة وثمانون وجهًا، منها مع التكبير وحده مِائَة وجه، واثنان وتسعون وجهًا بزيادة التهليل قبله كذلك.
قنبل: مائتا وجه وثلاثة عشر وجهًا، منها مع التكبير وحده ستة وتسعون وجهًا، وهي مندرجة مع البزي وبزيادة التهليل قبله كذلك، وهي مندرجة - أيضًا - مع البزي، ومع عدمهما أحد وعشرون وجهًا.
أبو عمرو: ستة وعشرون وجهًا.
هشام: ستة وعشرون وجهًا.
ابن ذكوان: ستة وعشرون وجهًا.
شعبة: أحد وعشرون وجهًا.
حفص: أحد وعشرون وجهًا.
حمزة: وجه واحد. الكسائي: أحد وعشرون وجهًا.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
أبو جعفر: أحد وعشرون وجهًا مندرجة مع قنبل.
يعقوب: ستة وعشرون وجهًا.
خلف: وجه واحد مندرج مع ابن ذكوان.
* * *
(سُورَةُ النَّصْرِ)
(1)
قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} [النصر: 1] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم
(2)
، والباقون بالفتح.
وإذا وقف حمزة، وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر.
* * *
(1)
هي سورة مدنية. آياتها ثلاث آيات (شرح طيبة النشر 6/ 142).
(2)
اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر 2/ 60: واختلف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} و {خَابَ} في طه: 61، فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني.
الأوجه التي بين النصر والمسد
بين "النصر" و"المسد" من قوله تعالى: {فَسَبِّحْ} [النصر: 3] إلى قوله تعالى: {وَتَبَّ} [المسد: 1] مِائَة وجه وسبعة عشر وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: اثنا عشر وجهًا.
ورش: ثمانية أوجه.
البزي: اثنان وسبعون وجهًا منها مع التكبير وحده ستة وثلاثون وجهًا، وبزيادة التهليل قبله كذلك.
قنبل: ثمانية وسبعون وجهًا منها مع التكبير وحده ستة وثلاثون وجهًا، وهي مندرجة مع البزي وبزيادة التهليل قبله كذلك، وهي مندرجة - أيضًا - مع البزي، ومع عدمهما ستة أوجه.
أبو عمرو: ستة عشر وجهًا، منها اثنا عشر مندرجة مع قالون.
ابن عامر: ثمانية أوجه.
عاصم: ستة أوجه.
خلف: وجه واحد.
خلاد: وجه واحد مندرج مع ورش.
الكسائي: ستة أوجه مندرجة مع ابن عامر.
أبو جعفر: ستة أوجه مندرجة مع قالون.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
يعقوب: ستة عشر وجهًا، منها اثنا عشر وجهًا مندرجة مع قالون، وأربعة مع أبي عمرو.
خلف: وجه واحد مندرج مع ابن عامر.
(سُورَةُ المَسَدِ)
(1)
قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] قرأ ابن كثير بإسكان الهاء، والباقون بالفتح
(2)
. واتفقوا على فتح الهاء من {ذَاتَ لَهَبٍ} [المسد: 3] ومن {وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ} [المرسلات: 31]؛ لتناسب الفواصل، ولثقل العلم بالاستعمال، والله أعلم.
قوله تعالى: {مَا أَغْنَى} [المسد: 2]{سَيَصْلَى} [المسد: 3] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة، وعن نافع الفتح وبين اللفظين، وإذا فتح ورش، غلَّظ اللَّام
(3)
، وإذا أمال، رققها.
والباقون بالفتح.
قوله تعالى: {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} [المسد: 4] قرأ عاصم بنصب التاء بعد اللَّام
(4)
.
(1)
هي سورة مكية. آياتها خمس آيات بلا خلاف (شرح طيبة النشر 6/ 143).
(2)
قال ابن الجزري:
وها أبي لهب سكن (د) بنا
إسكان الهاء وفتحها لغتان كـ "النَّهَر والنَّهْر، والسَّمَع والسَّمْع" وإنما يكون هذا فيما كان حرفُ الحَلقِ فيه عينَ الفحل أو لامَه في هذا الوزن.
(شرح طيبة النشر 6/ 143، النشر 2/ 404، الغاية ص 294، السبعة ص 700، حجة القراءات ص 776).
(3)
غلظ ورش اللَّام من طريق الأزرق وذلك لمناسبة حروف الاستعلاء، وقاعدته: هي أن كل لام مفتوحة وقبلها حرف الطاء أو الظاء أو الصاد؛ فورش من طريق الأزرق يغلظ هذه اللَّام بشرط فتح هذه الحروف أو سكونها. (انظر إتحاف فضلاء البشر ص 127، والمهذب ص 46).
(4)
قال ابن الجزري:
وحمالة نصب الرفع (نـ) ـم
وحجة من قرأ بالنَّصب: أنه على الذمّ لها؛ لأنَّها كانت قد اشتهرت بالنَّميمة، فجرَت صفتُها على الذّمِ لها، لا للتخصيص، وفي الرفع أيضًا ذمٌّ، لكن هو في النصب أبين؛ لأنك إذا نُصِبَت لم تقصد إلى أن تزيدها تعريفًا وتبيينًا، إذ لم تُجرِ الإعراب على مثل إعرابها، إنما قصدت على ذمِّها، لا لتخصيصها من غيرها =
والباقون بالرفع
(1)
.
* * *
= بهدء الصفة التي اختصصتها بها، وعلى هذا المعنى يقع النصب في غير هذا على المدح (شرح طيبة النشر 6/ 143، النشر 2/ 404، الغاية ص 294، السبعة ص 700، إعراب القرآن 3/ 785).
(1)
وحجة من قرأ بالرفع: أنه على الصفة، أو على إضمار مبتدأ، أي: هي حمالة، أو على البدل من امرأته، أو على الخبر لامرأته. (شرح طيبة النشر 6/ 143، النشر 2/ 404، الغاية ص 294، السبعة ص 700، إعراب القرآن 3/ 785، إيضاح الوقف والابتداء 990، والحجة في القراءات السبع 350، وزاد المسير 9/ 261، وتفسير القرطبي 20/ 240، وتفسير النسفي 4/ 382).
الأوجه التي بين المسد والإخلاص
وبين "المسد" و"الإخلاص" من قوله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ} [المسد: 4] إلى قوله تعالى: {أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] أربعمائة وجه وثلاثة عشر وجهًا غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: ثلاثة وثلاثون وجهًا.
ورش: اثنان وأربعون وجهًا، منها ثلاثة وثلاثون مندرجة مع قالون.
البزي: ثلاثمائة وجه وستة وثلاثون وجهًا، منها مع التكبير وحده مِائَة وجه وثمانية وستون وجهًا، وبزيادة التهليل قبله كذلك.
قنبل: ثلاثمائة وجه وتسعة وستون وجهًا، منها مع التكبير وحده مائة وجه وثمانية وستون وجهًا، وهي مندرجة مع البزي، وبزيادة التهليل قبله كذلك، وهي مندرجة أيضًا مع البزي، ومع عدمهما ثلاثة وثلاثون وهي مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: اثنان وأربعون وجهًا، منها ثلاثة وثلاثون مندرجة مع قالون، وتسعة مندرجة مع ورش.
ابن عامر: كأبي عمرو عاصم ثلاثة وثلاثون وجهًا.
حمزة: ثلاثة أوجه مندرجة مع ورش.
الكسائي: ثلاثة وثلاثون وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
أبو جعفر: ثلاثة وثلاثون وجهًا مندرجة مع قالون.
يعقوب: اثنان وأربعون وجهًا، منها ثلاثة وثلاثون مع قالون، وتسعة أوجه مع ورش.
خلف: ثلاثة أوجه مع ورش.
(سُورَةُ الإِخْلَاصِ)
(1)
قوله تعالى: {كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4] قرأ حفص بإبدال الهمزة واوًا وقفًا ووصلًا ووافقه حمزة في الوقف، وعن حمزة في الوقف أيضًا حذف الهمزة وإلقاء حركتها على الفاء
(2)
، والباقون بهمزة منونة مفتوحة، وقرأ حمزة، ويعقوب، وخلف: بإسكان الفاء، والباقون بالرفع.
* * *
(1)
هي سورة مكية. آياتها أربع آيات باتفاق (شرح طيبة النشر 6/ 144).
(2)
قرأ حمزة "كفؤًا" بالهمز على الأصل مع إسكان الفاء وصلًا فقط، فقال ابن الجزري:
وأبدلا
عد هزؤا مع كفوا هزؤا سكن
…
ضم فتى كفؤا فتى ظن
(ابن القاصح ص 152، التبصرة ص 423).
الأوجه التي بين الإخلاص والفلق
وبين "الإخلاص" و"الفلق"من قوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ} [الإخلاص: 4] إلى قوله تعالى: {خَلَقَ} [الفلق: 2] مائتا وجه وعشرة أوجه، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: ستة عشر وجهًا. ورش: عشرون وجهًا.
البزي: مائة وجه واثنان وخمسون وجهًا، منها مع التكبير وحده ستة وسبعون وجهًا وبزيادة التهليل قبله كذلك.
قنبل: مائة وجه وثمانية وستون وجهًا، منها مع التكبير وحده: ستة وسبعون وجهًا، وهي مندرجة مع البزي وبزيادة التهليل قبله كذلك، وهي مندرجة أيضًا مع البزي ومع عدمهما: ستة عشر وجهًا، مندرجة مع قالون.
أبو عمرو: عشرون وجهًا، منها ستة عشر مندرجة مع قالون.
ابن عامر: عشرون وجهًا، منها ستة عشر وجهًا مع قالون، وأربعة أوجه مع أبي عمرو.
شعبة: ستة عشر وجهًا مندرجة مع قالون.
حفص: ستة عشر وجهًا.
خلف: وجهان.
خلاد: وجه واحد مندرج مع خلف.
الكسائي: ستة عشر وجهًا مع قالون.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
أبو جعفر: ستة عشر وجهًا مع قالون.
يعقوب: عشرون وجهًا، منها ستة عشر مع قالون، وأربعة أوجه مع أبي عمرو.
خلف: وجه واحد مع أبي عمرو.
* * *
(سُورَةُ الفَلِقَ)
(1)
قوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ} [الفلق: 4] قرأ رويس -بخلاف عنه- بألف بعد النون وكسر الفاء مع تخفيفها
(2)
، وروي روح -بخلاف عنه-: بضم النون وتخفيف الفاء
(3)
، والباقون بغير ألف بعد النون وتشديد الفاء مفتوحة بعدها ألف، وكذا قرأ يعقوب في أحد وجهيه
(4)
.
* * *
(1)
هي سورة مدنية. آياتها خمس آيات بلا خلاف (شرح طيبة النشر 6/ 146).
(2)
اختلف في {النَّفَّاثَاتِ} فرويس من طريق النخاس بالمعجمة والجوهري كلاهما عن التمار عنه {النَّفَّاثَاتِ} بألف بعد النون وكسر الفاء مخففة بلا ألف بعدها، وقطع بها لرويس في المبهج والتذكرة وانفرد أبو الكرم في مصباحه عن روح بضم النون وتخفيف الفاء (نفاثة) وهو ما تنفثه من فيك، قال ابن الجزري:
والنافاثات عن رويس الخلف تم
(شرح طيبة النشر 6/ 146، النشر 2/ 405، إتحاف فضلاء البشر 1/ 4045).
(3)
ما ذكره المؤلف انفرادة لا يقرأ بها.
(4)
وحجة من قرأ {النَّفَّاثَاتِ} أنها جمع نفاثة وهي رواية ما في أصحاب التمار عنه عن رويس والرسم محتمل للقراآت الأربع لحذف الألفين في جميع المصاحف والكل مأخوذ عن النفث وهو شبه النفخ يكون في الرقية ولا ريق معه فإن كان معه ريق فهو الثفل (شرح طيبة النشر 6/ 146، النشر 2/ 405، إتحاف فضلاء البشر 1/ 4045).
الأوجه التي بين الفلق والناس
وبين "الفلق" و"الناس" من قوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ} [الفلق: 5] إلى قوله تعالى: {بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] ثلاثمائة وجه وثمانية وثمانون وجهًا، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: أربعة وعشرون وجهًا.
ورش: اثنان وثلاثون وجهًا.
البزي: مائتا وجه وثمانية وثمانون وجهًا منها مع التكبير وحده مائة وجه وأربعة وأربعون وجهًا وبزيادة التهليل قبله كذلك.
قنبل: ثلاثمائة وجه واثنا عشر وجهًا، منها مع التكبير وحده مائة وجه وأربعة وأربعون وجهًا، وهي مندرجة مع البزي وبزيادة التهليل قبله كذلك، وهي مندرجة أيضًا مع البزي، ومع عدمهما أربعة وعشرون وجهًا مندرجة مع قالون.
الدوري: اثنان وثلاثون وجهًا.
السوسي: اثنان وثلاثون وجهًا، منها أربعة وعشرون مندرجة مع قالون.
ابن عامر: اثنان وثلاثون وجهًا، منها أربعة وعشرون مندرجة مع قالون، وثمانية أوجه مندرجة مع السوسي.
عاصم: أربعة وعشرون وجهًا مندرجة مع قالون.
خلف: ثمانية أوجه، منها أربعة أوجه مندرجة مع السوسي.
خلاد: أربعة أوجه مندرجة مع السوسي.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ فل صنيعه.
الكسائي: أربعة وعشرون وجهًا مندرجة مع قالون.
أبو جعفر: أربعة وعشرون وجهًا، منها أربعة وعشرون وجهًا مندرجة مع قالون، وثمانية أوجه مع السوسي.
خلف: أربعة أوجه مندرجة مع السوسي.
* * *
(سُورَةُ النَّاسِ)
(1)
قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ
…
} إلى آخرها، قرأ أبو عمرو -بخلاف عنه: بالإمالة محضة
(2)
، والباقون بالفتح.
* * *
(1)
هي سورة مدنية. آياتها ست آيات في المدني والعراقي، وسبع في المكي والدمشقي (شرح طيبة النشر 6/ 148).
(2)
اختلف عن دوري أبي عمرو في إمالة {النَّاسِ} المجرورة، قال ابن الجزري:
الناس بجر .. (طـ) ـيب خلفًا
(شرح طيبة النشر 3/ 121، 122، إتحاف فضلاء البشر ص 140).
الأوجه التي بين الناس والفاتحة
وبين "الناس" و"الفاتحة" من قوله تعالى: {مِنَ الْجِنَّةِ} [الناس: 6] إلى قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4] ألف وجه، ومائة وجه، وأربعة أوجه، غير الأوجه المندرجة
(1)
.
بيان ذلك:
قالون: أربعة وثمانون وجهًا.
ورش: أربعة وثمانون وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.
البزي: سبعمائة وثمانية وستون وجهًا، منها: مع التكبير وحده ثلاثمائة وجه، وأربعة وثمانون وجهًا، وبزيادة التهليل قبله كذلك.
قنبل: ثمانمائة وجه، واثنان وخمسون وجهًا، منها: مع التكبير وحده ثلاثمائة وجه، وأربعة وثمانون وجهًا، وهي مندرجة مع البزي، وبزيادة التهليل قبله كذلك، وهي مندرجة أيضًا مع البزي، ومع عدمهما أربعة وثمانون وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.
الدوري: أربعة وثمانون وجهًا.
السوسي: أربعة وثمانون وجهًا.
ابن عامر: أربعة وثمانون وجهًا، وهي مندرجة مع قالون.
عاصم: أربعة وثمانون وجهًا.
حمزة: أربعة أوجه، وهي مندرجة مع قالون.
الكسائي: أربعة وثمانون، مندرجة مع عاصم.
(1)
ما يذكره المؤلف بين السور من هذه الأوجه المختلفة لا أساس لها عند السلف من أئمة القراء ولا أحبذ مثل صنيعه.
أبو جعفر: أربعة وثمانون وجهًا، مندرجة مع قالون.
يعقوب: أربعة وثمانون وجهًا، مندرجة مع السوسي.
خلف: أربعة أوجه، مندرجة مع قالون.
قال مؤلفه -رحمه الله تعالى-: وهذا آخر ما تيسر ولله الحمد والمنة على إفضاله وإنعامه، والحمد لله على كل حال ونحمده على جميع الأحوال.
* * *
القراء العشرة ورواتهم المشهورون عنهم أو عن أصحابهم عنه
(1)
1 - نافع المدني
أولهم: إمام المدينة الشريفة ومقرئها: نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي مولاهم المدني؛ كنيته أبو رويم، ويقال إن الذي كناه بهذه الكنية هو يزيد بن القعقاع. وهو أحد القراء العشرة.
مولده: ولد الإمام نافع سنة سبعين من الهجرة، وأصله من أصبهان، أشهر بلاد فارس.
صفته: كان الإمام نافع حسن الخلق صبيح الوجه، فيه دعابة، وكان إمام الناس في القراءة بالمدينة، انتهت إليه رئاسة الإقراء بها، وأجمع الناس عليه بعد التابعين حتى أقرأ بها أكثر من سبعين سنة وكان عالمًا بوجوه القراءات متتبعًا لآثار الأئمة السابقين في بلده، زاهدًا جوادًا، صلى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة، وتوفي سنة تسع وستين ومائة؛ على الصحيح.
قرأ الإمام نافع على سبعين رجلًا من التابعين، منهم: أبو جعفر، وشيبة بن نصاح، ويزيد بن رومان، وعبد الرحمن بن هرمز، وغيرهم.
قال سعيد بن منصور: سمعت مالك بن أنس يقول: قراءة أهل المدينة سنة، قيل له: قراءة نافع؟ قال: نعم.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي: أي القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، قلت: فإن لم يكن؟ قال: قراءة ابن عامر.
وكان نافع إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك، فقيل له: أتتطيب؟ قال: لا، ولكني رأيت فيما يرى النائم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في فيَّ، فمن ذلك الوقت أشم من في هذه الرائحة!.
(1)
اثرنا أن نذكر ترجمة الأئمة ورواتهم بشكل أوسع مما ذكره المؤلف مع وضعنا لأهم ما يتميز به كل إمام من القراءة قدر الإمكان حتى تعم الفائدة، وقد تركنا توثيق المعلومات، في تعريف المؤلف بالقراء.
تلقى القراءة على الإمام نافع جموع لا تعد من المدينة والشام ومصر وسائر بلاد الإسلام، وممن تلقى عليه: مالك بن أنس، والليث بن سعد، وأبو عمرو بن العلاء، وعيسى بن وردان، وسليمان بن مسلم بن جماز، وعثمان بن سعيد، وعيسى بن مينا، وغيرهم، ويعد أشهر الرواة عنه راويان؛ هما: قالون، وورش.
* * *
أما الراوي الأول: فهو أبو موسى عيسى بن مينا. ولقب بقالون لجودة قراءته؛ فإن "قالون" بلغة الروم: جيد.
مولده: ولد قالون: سنة عشرين ومائة، وقرأ على نافع سنة خمسين ومائة، واختص به كثيرًا، فيقال: إنه كان ابن زوجته، وهو الذي لقبه بـ "قالون" وكان "قالون" قارئ المدينة وتخومها، وكان أصم لا يسمع البوق، فإذا قرئ عليه القرآن يسمعه بنظره إلى شفتي القارئ ويرد عليه اللحن والخطأ، وكانت قراءة قالون على نافع سنة (150 هـ).
سئل: كم قرأت على نافع؟ فأجاب: ما لا أحصيه كثرة. حنى قال له نافع: لم تقرأ عليَّ، اجلس إلى أسطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ عليك.
وروي عن قالون من طريقين الأول: طريق أبي نشيط. والثاني: طريق الحلواني.
وتوفي قالون سنة عشرين ومائتين؛ على الصواب.
* * *
أما الراوي الثاني: ورش: فهو عثمان بن سعيد المصري، وكنيته: أبو سعيد، وقيل: أبو عمرو، وقيل: أبو القاسم، وورش لقبه، كان قصيرًا أشقر اللون، يلبس ثيابًا قصارًا، فشبهه نافع بالورش؛ وهو طائر معروف، ثم خفف فقيل ورش. وقيل إن الورش شيء يصنع من اللبن، لقب به لبياضه، ولزمه ذلك حتى صار لا يعرف إلا به. وقد أطلق عليه هذا اللقب أستاذه نافع كما ذكر ورش نفسه حيث قال: أستاذي سماني به.
مولده: ولد ورش سنة عشر ومائة ورحل إلى المدينة؛ ليقرأ على نافع، فقرأ عليه أربع ختمات في سنة خمس وخمسين ومائة، ورجع إلى مصر، فانتهت إليه رئاسة الإقراء بها؛ فلم ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية، ومعرفته بالتجويد، وكان ثقة حجة جيد القراءة، حسن الصوت، يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب، لا يمله سامعه.
وروي عن ورش من طريقين الأول: طريق الأزرق. والثاني: طريق الأصبهاني.
وتوفي بمصر سنة سبع وتسعين ومائة.
منهج نافع في القراءة
لنافع في القراءة اختياران، أو منهجان، أقرأ قالون بأحدهما وورشًا بالآخر.
منهج ورش في القراءة:
1 -
إثبات البسملة بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة، فله ثلاثة أوجه، "القطع، السكت، الوصل". والثلاثة من غير بسملة.
2 -
ضم ميم الجمع مع صلتها بواو إن كان بعدها حرف متحرك سواء كان همزة أم غيرها نحو {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [يس: 10] وله القراءة بسكون الميم أيضًا فله في هذه الميم وجهان الصلة والسكون.
3 -
قصر المد المنفصل وتوسطه نحو [{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}]، ومقدار القصر حركتان والتوسط أربع حركات.
4 -
تسهيل الهمزة الثانية من الهمزتين المجتمعتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما بمقدار حركتين - سواء كانت الهمزة الثانية مفتوحة نحو {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} ، أم مكسورة نحو {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} ، أم مضمومة نحو {وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} .
5 -
إسقاط الهمزة الأولى من الهمزتين المجتمعتين في كلمتين بأن تكون الهمزة الأولى آخر الكلمة الأولى والهمزة الثانية أول الكلمة الثانية، وهذا إذا كانت الهمزتان متفقتي الحركة مفتوحتين نحو {ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} فإذا كانتا متفقتي الحركة مكسورتين نحو {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أم مضمومتين وذلك في قوله تعالى {وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} فإنه يسهل الهمزة الأولى وليس له في الهمزة الثانية في الأحوال الثلاث إلا التحقيق.
أما إذا كانت الهمزتان مختلفتي الحركة فإنه يسهل الثانية منهما بين بين إذا كانت مكسورة والأولى مفتوحة نحو {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} . أو كانت مضمومة والأولى مفتوحة وذلك في {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} ويبدلها ياء خالصة إذا كانت مفتوحة والأولى مكسورة نحو {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} ويبدلها واوًا خالصة إذا كانت مفتوحة والأولى مضمومة نحو {أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} ويسهلها بين بين أو يبدلها واوًا إذا كانت مكسورة والأولى مضمومة نحو {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} وليس في الأولى من المختلفتين في الأنواع المذكورة إلا التحقيق.
6 -
إدغام الذال في التاء في إتخذتم، لأخذت، أخذت ونحو ذلك.
7 -
تقليل ألف لفظ التوراة بخلف عنه في جميع القرآن الكريم. إمالة ألف لفظ {هَارٍ} {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} في {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة: 109] ولا إمالة له إلا في هذه الكلمة.
8 -
فتح ياء الإضافة إذا كان بعدها همزة مفتوحة نحو {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي
جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}، أو مكسورة نحو {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ، أو مضمومة نحو {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} ، أو كان بعدها أداة التعريف نحو {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} على تفصيل في ذلك يعلم من كتب الفن.
9 -
إثبات بعض الياءات الزائدة في الوصل نحو {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} في هود، {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} كتب مثبت الياءات هذه وحصر الكهف.
منهج ورش في القراءة
1 -
له بين كل سورتين ثلاثة أوجه: البسملة، والسكت، الوصل والوجهان بلا بسملة. وله بين الأنفال وبراءة ما لقالون.
2 -
له في المدين المتصل والمنفصل الإشباع بقدر ست حركات، وله في مد البدل نحو [{يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} - {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} - {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}] ثلاثة أوجه: القصر بمقدار حركتين، والتوسط بمقدار أربع حركات، والمد بمقدار ست حركات، وله في حرف اللين الواقع قبل الهمزة نحو "شيئًا"، التوسط والمد، وليس في القراء من يقرأ بالتوسط والمد في البدل واللين غيره.
3 -
يقرأ الهمزتين المجتمعتين في كلمة بتسهيل الثانية منهما بين بين من غير إدخالٍ وبإبدالها حرف مد ألفًا إذا كانت مفتوحة. أما إذا كانت مكسورة أو مضمومة فليس له فيها إلا التسهيل.
4 -
يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين المجتمعتين في كلمتين، المتفقتين في الحركة، وله إبدالها حرف مد، أما الهمزتان المجتمعتان في كلمتين المختلفتان في الحركة فيقرأ الثانية منهما كقالون.
5 -
يبدل الهمزة الساكنة حرف مد إذا كانت فاء للكلمة نحو {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} إلا ما استثني، ويبدل الهمزة المفتوحة بعد ضم واوًا إذا كانت فاء للكلمة نحو {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} .
6 -
يضم ميم الجمع ويصلها بواو إذا كان بعدها همزة قطع نحو {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} .
7 -
يدغم دال قد في الضاد نحو {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} ، وفي الظاء نحو {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} ويدغم تاء التأنيث في الظاء نحو {وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ} ، ويدغم الذال في التاء في {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} ونحوه.
8 -
يقرأ بتقليل الألفات من ذوات الياء بخلف عنه نحو [{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ
تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}] ويقللها قولًا واحدًا إذا وقعت بعد راء نحو [{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} - {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}]، ويقلل الألفات الواقعة قبل راء مكسورة متطرفة نحو {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ} ، {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ} ، {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ، {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} ].
9 -
يرقق الراء المفتوحة نحوًا {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} ، والمضمومة نحو {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} بشروط دونها العلماء في الكتب.
10 -
يغلظ اللامات المفتوِحة إذا وقعت بعد الصاد المفتوحة نحو {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} ، أو الساكنة نحو {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} ، أو وقعت بعد الطاء المفتوحة نحو {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ، أو الساكنة نحو {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر} . أو وقعت بعد الظاء المفتوحة نحو {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} ، أو الساكنة نحو {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} . وليس من القراء من يرقق الراءات ويغلظ اللامات غيره.
11 -
يشترك مع قالون في ياءات الإضافة فيفتح ما يفتحه قالون منها، ويسكن ما يسكنه منها، وهناك ياءات يفترقان فيها قد بينها العلماء في المصنفات.
2 - ابن كثير المكي
هو أبو سعيد عبد الله بن كثير بن عمرو بن زاذان، وكنيته أبو معبد، ويقال له الداري نسبة إلى بنى عبد الدار، وقال بعضهم: قيل له الداري لأنه كان عطارًا. والعرب تسمي العطار داريًا نسبة إلى دارين، موضع بالبحرين يُجلب منه الطيب.
مولده: ولد الإمام ابن كثير سنة خمس وأربعين، وروى عن عدد من الصحابة ممن لقيهم؛ ومنهم: عبد الله بن الزبير، وأبو أيوب الأنصاري، وأنس بن مالك، وغيرهم.
وأخذ القراءة عرضًا على درباس بن موسى بن عباس، ومجاهد بن جبر، وعبد الله بن السائب بن أبي السائب المخزومي، وقرأ عبد الله بن السائب على أبيِّ بن كعب، وعمر بن الخطاب، وقرأ أبيُّ وعمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان ابن كثير إمام الناس في القراءة بمكة لم ينازعه فيها منازع، وكان قاضي الجماعة بمكة، وكان فصيحًا بليغًا مفوهًا، طويلًا جسيمًا أسمر اللون، أبيض اللحية، أشهل العينين "والشهلة هي أن يكون سواد العين بين الحمرة والسواد" عليه السكينة والوقار.
وروى عنه القراءة إسماعيل بن عبد الله القِسط، وإسماعيل بن مسلم، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، والخليل بن أحمد، وسليمان بن المغيرة، وشبل بن عباد، وعبد الملك بن جريج، وابن أبي مليكة، وسفيان بن عيينة، وأبو عمرو بن العلاء، وعيسى بن عمر الثقفي، ونقل الإمام الشافعي قراءة ابن كثير وأثنى عليها، وقال: قراءتنا قراءة عبد الله بن كثير، وعليها وجدت أهل مكة.
توفي ابن كثير سنة عشرين ومائة بغير شك.
ويعد أشهر من روى عنه القراءة راوياه: وهما البزي، وقنبل.
* * *
أما البزي: فهو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم مقرئ مكة ومؤذن المسجد الحرام، وكنيته: أبو الحسن، وهو فارسي الأصل.
مولده: ولد أحمد البزي سنة سبعين ومائة بمكة، قرأ على عبد الله بن زياد، ووهب بن واضح، وقرأ على عكرمة بن سليمان المكي، وقرأ عكرمة على شبل، وقرأ شبل على ابن كثير. وكان إمامًا في القراءة محققًا ضابطًا متقنًا لها، ثقة، انتهت إليه مشيخة الإقراء بمكة، وقرأ عليه كثيرون منهم الحسن بن الحباب، وأبو ربيعة، وأحمد بن فَرْح، ومحمد بن هارون، ومحمد بن عبد الرحمن الشهير بقنبل. وتوفي البزي سنة خمسين ومائتين.
وروي عن البزي من طريقين الأول: طريق أبي ربيعة. والثاني: طريق ابن الحباب عنه.
* * *
أما الراوي الثاني: قنبل: فهو محمد بن عبد الرحمن بن محمد المخزومي المكي، وكنيته: أبو عمر، وقنبل لقب له. واختلف في سبب تلقبه بهذا اللقب، فقيل لأنه من بيت بمكة يقال لهم القنابلة، وقيل لاستعماله دواءً يقال له قُنْبيل معروف عند الصيادلة لداء كان به، فلما أكثر منه عرف به وحذفت الياء تخفيفًا.
مولده: ولد بمكة سنة خمس وتسعين ومائة، قرأ على أبي الحسن أحمد القواس، وقرأ القواس على أبي الأخريط، وقرأ أبو الأخريط على القسط، وأخبره أنه قرأ على شبل، وقرأ شبل على ابن كثير.
وكان إمامًا في القراءة متقنًا ضابطًا، انتهت إليه مشيخة الإقراء بالحجاز، ورحل إليه الناس من الأفطار، وروي أنه قد قطع الإقراء قبل أن يموت بعشر سنين. وروى القراءة عنه عرضًا أناس كثيرون، منهم: أبو ربيعة محمد بن إسحاق وهو من أجلِّ أصحابه، ومحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن الصباح، وأحمد بن موسى بن مجاهد مؤلف كتاب "السبعة" ومحمد بن شنبوذ، وعبد الله بن جبير وهو من أقرانه. وتوفي قنبل سنة إحدى وتسعين ومائتين. وروى عن قنبل من طريقين ابن مجاهد وابن شنبوذ عنه.
منهج ابن كثير في القراءة
1 -
يبسمل بين كل سورتين إلا بين الأنفال والتوبة كقالون.
2 -
يضم ميم الجمع ويصلها بواو إن كان بعدها متحرك بلا خلف عنه.
3 -
يصل هاء الضمير بواو إن كانت مضمومة وقبلها حرف ساكن وبعدها حرف متحرك نحو {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} ويصلها بياء إن كانت مكسورة وقبلها ساكن وبعدها متحرك نحو {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} .
4 -
يقرأ بقصر المنفصل وتوسط المتصل قولًا واحدًا.
5 -
يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين من كلمة من غير إدخال ألف بينهما.
6 -
يختلف راوياه في الهمزتين من كلمتين إذا كانتا متفقتي الحركة فالبزي يقرأ كقالون، أعني بإسقاط الأولى إن كانتا مفتوحتين، وبتسهيلها إن كانتا مكسورتين أو مضمومتين، وقنبل يقرأ بتسهيل الثانية وإبدالها حرف مد كورش أما مختلفتا الحركة فابن كثير من روايتيه يغير الثانية منهما كما يغيرها قالون وورش.
7 -
يفتح ياءات الإضافة إذا كان بعدها همزة قطع مفتوحة أو همزة وصل مقرونة بلام التعريف أو مجردة منها على تفصيل يعلم من المؤلفات.
8 -
يثبت بعض الياءات الزائدة وصلًا ووقفًا، وقد تكفل علماء القراءات ببيانها، وينبغي أن يعلم أن الخلاف بين راويي ابن كثير -البزي وقنبل- إنما هو في كلمات قليلة مبينة في كتب القراءات منثورها ومنظومها.
9 -
يقف على التاءات المرسومة في المصاحف تاء - الهاء نحو {قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} ، {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} .
* * *
3 - أبو عمرو بن العلاء البصري
هو زبان بن العلاء بن عمار بن العريان بن عبد الله بن الحسين بن الحارث ينتهي نسبه إلى عدنان. إمام القراءات، واللغة، والنحو، شيخ القراء، ومقرئ أهل البصرة، وزعيم المدرسة البصرية النحوية.
مولده: ولد أبو عمرو بمكة سنة سبعين وقيل سنة ثمان وستين، ونشأ بالبصرة، وتوجه مع أبيه لما هرب من الحجاج فقرأ بمكة والمدينة، وسمع أنس بن مالك وغيره من الصحابة، فلذلك عد من التابعين، ويوثقه أهل الحديث، ويصفونه بأنه صدوق. وقرأ بالكوفة والبصرة على جماعات كثيرة، فليس في القراء السبعة أكثر شيوخًا منه. قرأ على أبي جعفر يزيد بن القعقاع، والحسن البصري، وأبي العالية، وسعيد بن جبير، وعاصم بن أبي النجود، وعبد الله بن إسحاق الحضرمي، وابن كثير المكي، وعكرمة مولى ابن عباس، وقرأ الحسن على حطان، وأبي العالية، وقرأ أبو العالية على عمر بن الخطاب، وأبيِّ بن كعب.
مر الحسن بأبي عمرو وحلقته متوافرة، والناس عكوف عليه، فقال الحسن: من هذا؟ فقالوا: أبو عمرو، فقال: لا إله إلا الله، لقد كاد العلماء أن يكونوا أربابًا، كل عز لم يؤكد بعلم فإلى ذل يؤول.
روي عن سفيان بن عيينة؛ أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت: يا رسول الله، قد اختلفت عليَّ القراءات، فبقراءة من تأمرني أن أقرأ؟ فقال: بقراءة أبي عمرو بن العلاء.
وكان أبو عمرو لجلالته لا يسأل عن اسمه، وكان من أشراف العرب ووجوههم، مدحه الفرزدق وغيره من الشعراء، وكان أعلم الناس بالقرآن والعربية، وأيام العرب والشعر مع الصدق والثقة والأمانة والزهد والدين.
قال الأصمعي: قال لي أبو عمرو: لولا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قرئ لقرأت كذا
وكذا من الحروف كذا وكذا. وقال ابن كثير في (البداية والنهاية): كان أبو عمرو علامة زمانه في القراءات والنحو والفقه، ومن كبار العلماء العاملين، وكان إذا دخل شهر رمضان لم يتم فيه بيت شعر حتى ينسلخ إنما كان يقرأ القرآن. وتوفي أبو عمرو في قول الأكثرين: سنة أربع وخمسين ومائة، وقيل غير ذلك.
وروى عنه القراءة أناس لا يحصون كثرة، منهم:
عبد الله بن المبارك، ويحيى بن المبارك اليزيدي، وأبو زيد الأنصاري، والأصمعي، وسيبوبه ويونس بن حبيب شيخا النحاة. وأخذ عنه النحو يونس بن حبيب، وسيبويه والخليل بن أحمد ويحيى اليزيدي. وأخذ عنه الأدب وغيره طائفة منهم: أبو عبيدة معمر بن المثنى، والأصمعي، وغيرهم.
ويعد أشهر من روى قراءته هما راوياه: حفص الدوري، والسوسي.
أما الراوي الأول: حفص الدوري: فهو أبو عمر حفص بن عمر المقرئ الضرير، ونسبته إلى الدور، موضع ببغداد بالجانب الشرقي.
مولده: ولد سنة خمسين ومائة في الدور في أيام الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور وكان إمام القراءة في عصره، وشيخ الإقراء في وقته، ثقة ضابطًا كبيرًا وهو أول من جمع القراءات، قال الأهوازي: رحل في طلب القراءات، وقرأ بسائر الحروف متواترها وصحيحها وشاذها وسمع من ذلك شيئًا كثيرًا وقصده الناس من الآفاق لعلو سنده وسعة علمه ومن مصنفاته:(ما اتفقت ألفاظه ومعانيه من القرآن)، (أحكام القرآن والسنن)، (فضائل القرآن)، (أجزاء القرآن).
وروى القراءة عنه أناس كثيرون منهم أحمد بن حرب شيخ المطوعي، وأبو عبد الله الحداد، وغيرهم كثير.
قال أبو داود: رأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمر الدوري.
وروى عنه بعض الأحاديث ابن ماجه في سننه، وقال أبو حاتم عنه: صدوق.
طال عمره في القراءة والإقراء، والأخذ والتلقين. وانتفع الناس بعلمه في سائر الآفاق
حتى توفي في شوال سنة ست وأربعين ومائتين على الصحيح في عهد المتوكل. وروي عن الدوري من طريقين الأول: طريق أبي الزعراء. والثاني: طريق ابن فرح بالحاء المهملة عنه.
* * *
أما الراوي الثاني: فهو السوسي: وهو أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود، ونسبته إلى السوس، موضع بالأهواز. وكان مقرئًا ثقة ضابطًا من أجل أصحاب اليزيدي. روى عنه القراءة ابنه محمد، وأبو الحارث محمد بن أحمد الطرسوسي الرقي، ومحمد بن سعيد الحراني، وعلي بن محمد السعدي، ومحمد بن إسماعيل القرشي؛ وموسى بن جمهور، وأحمد بن شعيب النسائي صاحب السنن، وغيرهم. وتوفي بالرقة أول سنة إحدى وستين ومائتين، وقد قارب التسعين. وروي عن السوسي من طريقين الأول: طريق ابن جرير، والثاني: طريق ابن جمهور عنه.
منهج أبي عمرو في القراءة
1 -
له بين كل سورتين البسملة، السكت، الوصل، سوى الأنفال وبراءة نله القطع، السكت، الوصل، وكل منها بلا بسملة.
2 -
له من رواية السوسي إدغام المتماثلين نحو الرحيم ملك، والمتقاربين نحو:{قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} والمتجانسين نحو: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا} بشروط خاصة.
3 -
له في المد المتصل التوسط من الروايتين، وله في المد المنفصل القصر والتوسط من رواية الدوري، والقصر فقط من رواية السوسي.
4 -
يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين الواقعتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما.
5 -
يسقط الهمزة الأولى من الهمزتين الواقعتين في كلمتين المتفقتين في الحركة وبغير الهمزة الثانية من المختلفتين كما يغيرها ابن كثير.
6 -
يبدل الهمزة الساكنة من رواية السوسي نحو {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} ، {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} ، {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} ، سوى ما استثناه له أهل الأداء.
7 -
يدغم ذال إذ في حروف مخصوصة نحو {قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} ، والدال في حروف معينة نحو {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} ، وتاء التأنيث في بعض الحروف نحو {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ} ، ولام هل في {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} ، {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} بالحاقة، ويدغم بعض الحروف الساكنة في بعض الحروف القريبة منها في المخرج نحو {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي} ، {وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ} ، {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} .
8 -
يقلل الألفات من ذوات الياء إذا كانت الكلمة التي فيها الألف على وزن فعلى بفتح الفاء نحو {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} ، أو كسرها نحو {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} ، أو ضمها نحو {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} ، ويميل الألفات من ذوات الياء إذا وقعت بعد راء نحو {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ
فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} ، {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} ويميل الألفات التي وقع بعدها راء مكسورة متطرفة نحو {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ، {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} . ويميل الألف التي وقعت بين راءين الثانية منهما متطرفة مكسورة نحو {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ} . ويميل ألف لفظ الناس المجرور من رواية الدوري.
9 -
يقف على التاءات التي رسمت في المصاحف تاء بالهاء نحو {بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ} {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ} .
10 -
بفتح ياءات الإضافة التي بعدها همزة قطع مفتوحة نحو {إِنِّي أَعْلَمُ} أو مكسورة نحو {فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ} ، والتي بعدها همزة وصل مقرونة بلام التعريف نحو {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} ، والتي بعدها همزة وصل مجردة عن لام التعريف نحو {هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} . على تفصيل يعلم من كتب الفن.
11 -
يثبت بعض ياءات الزوائد وصلًا نحو {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} .
4 - عبد الله بن عامر الشامي
هو عبد الله بن عامر اليحصبي، ويحصب فخد من حمير، وكنيته: أبو نعيم، وقيل: أبو عمران، وقيل غير ذلك.
مولده: ذكر ابن عامر سنة مولده فقال: ولدت سنة ثمان من الهجرة. وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولي سنتان، وذلك قبل فتح دمشق وانقطعت إلى دمشق بعد فتحها ولي تسع سنين. وهو تابعيٌّ لقي واثلة بن الأسقع، والنعمان بن بشير.
كان إمامًا عالمًا ثقة فيما أتاه، متقنًا لما وعاه، صادقًا فيما نقله.
أخذ القراءة عرضًا عن الصحابي الجليل المغيرة بن أبي شهاب عن عثمان بن عفان، وعلى قراءته أهل الشام والجزيرة تلاوة وصلاة وتلقينًا إلى قرب الخمسمائة.
هو إمام أهل الشام في القراءة، والذي إليه انتهت مشيخة الإقراء بها بعد وفاة أبي الدرداء فأمَّ المسلمين بالجامع الأموي سنين كثيرة في عهد عمر بن عبد العزيز وقبله وبعده، وتولى قضاء دمشق بعد أبي إدريس الخولاني، وكان يأتم به وهو أمير المؤمنين، وناهيك بذلك منقبة. فجمع له بين الإمامة والقضاء، ومشيخة الإقراء بدمشق، ودمشق -إذ ذاك- دار الخلافة، ومحط رحال العلماء والتابعين فأجمع الناس على قراءته وعلى تلقيها بالقبول وهم الصدر الأول وأفاضل المسلمين.
وروى عنه جمع غفير لا يعد، ومنهم: يحيى بن الحارث الذماري، وهو الذي خلفه في القيام بها والإقراء لها، وأخوه عبد الرحمن بن عامر، وإسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر، وخلاد بن يزيد بن صبيح المري وغيرهم، وتوفي بدمشق يوم عاشوراء سنة ثمان عشرة ومائة.
وأشهر من روى قراءته، راوياه، وهما: هشام، وابن ذكوان.
* * *
أما هشام: فهو هشام بن عمار بن نصير السلمي القاضي الدمشقي، وكنيته: أبو الوليد. إمام أهل دمشق وخطيبهم ومقرئهم وفقيههم، الثقة الضابط المتقن العدل.
مولده: ولد هشام سنة ثلاث وخمسين ومائة أيام الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور.
أخذ قراءة ابن عامر عرضًا عن عراك بن خالد المري، عن يحيى بن الحارث الذماري عن ابن عامر. وكان مشهورًا بالعقل والفصاحة والعلم والرواية والدراية.
قرأ على جمع كبير من العلماء منهم: عراك المُرِّي، وأيوب بن تميم، وغيرهما عن يحيى الذماري عن عبد الله بن عامر بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروى عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة ومسلم بن خالد الزنجي وغيرهم. وهو إمام أهل دمشق وخطيبهم ومقرئهم ومحدثهم ومفتيهم مع الثقة والضبط والعدالة. وكان فصيحًا علامة واسع العلم والرواية والدراية قال عبدان الأهوازي سمعته يقول: ما أعدت خطبة منذ عشرين سنة. وقال أبو علي أحمد بن محمد الأصبهاني لما توفي أيوب بن تميم كانت الإمامة في القراءة إلى رجلين هشام وابن ذكوان. وكان هشام مشهورًا بالنقل والعلم والرواية والدراية رزق كبر السن وصحة العقل والرأي فارتحل الناس إليه في القراءات والحديث.
وروى عنه بعض أهل الحديث ببغداد؛ وروى عنه الحديث البخاري في صحيحه وأبو داود والنسائي وابن ماجه في سننهم وحدث عنه الترمذي وجعفر الفريابي وأبو زرعة الدمشقي قال يحيى بن معين: ثقة، وقال الدارقطني: صدوق كبير المحل. حتى أنه قال: سألت ربي عز وجل سبع حوائج فقضى لي ستة منها، ولا أدري ما هو صانع في السابعة، سألته أن يجعلني مصدقًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل، وسألته يرزقني الحج ففعل. وسألته أن يعمرني مائة سنة ففعل، وسألته أن يرزقني ألف دينار حلالًا ففعل، وسألته أن يجعل الناس يفدون إلي في طلب العلم ففعل، وسألته أن أخطب على منبر دمشق ففعل، وأما السابعة التي لا أدري ما هو صانع فيها أن يغفر لي ولوالدي. وتُوفِّيَ هشام سنة خمس وأربعين ومائتين. وروي عن هشام من طريقين الأول: طريق الحلواني عنه. والثاني: طريق الداجوني عن أصحابه عنه.
* * *
أما الراوي الثاني: فهو ابن ذكوان: وهو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذَكْوان القُرَشيُّ
الدمشقي، وكنيته: أبو عمرو الراوي الثقة الضابط المقرئ شيخ الإقراء بالشام، وإمام جامع دمشق بعد أيوب بن تميم.
أخذ القراءة عرضًا عن أيوب بن تميم التميمي، عن يحيى بن الحارث الذماري، عن ابن عامر.
مولده: ولد يوم عاشوراء سنة ثلاث وسبعين ومائة. وأخذ القراءة عرضًا عن أيوب ابن تميم، وقرأ على الكسائي لما قدم الشام. وروى الحروف سماعًا عن إسحاق بن المسيبي عن نافع، وخلفه في القيام بها بدمشق.
قال أبو زُرْعَةَ الحافِظُ الدمشقي: لم يكنْ بالعِراق، ولا بالحجاز، ولا بالشام، ولا بمصر، ولا بخراسانَ، في زمانِ ابنِ ذَكْوان أقرأ عندي منه.
وهو إمام شهير ثقة، انتهت إليه مشيخة الإقراء بدمشق بعد هشام. ألف كتاب "أقسام القرآن وجوابها" وكتاب "ما يجب على قارئ القرآن عند حركة لسانه". روى عنه القراءة ابنه أحمد، وأبو زرعة الدمشقي، وعبد الله بن عيسى الأصبهاني، ومحمد بن إسماعيل الترمذي وآخرون. وتوفي ابن ذكوان في شَوَّال سنة اثنتين وأربعين ومائتين، على الصواب.
منهج ابن عامر في القراءة:
1 -
له ما بين كل سورتين ما لأبي عمرو.
2 -
له التوسط في المدين المتصل والمنفصل.
3 -
له الهمزة الثانية من الهمزتين الملتقيتين في كلمة "التسهيل والتحقيق" مع الإدخال إذا كانت مفتوحة، وله التحقيق مع الإدخال إذا كانت مكسورة أو مضمومة. وهذا كله لهشام، أما ذكوان فيقرأ كحفص.
4 -
يغير الهمزة المتطرفة عند الوقف على تفصيل في ذلك يعلم من محله وهذا لهشام وحده.
5 -
يدغم من رواية هشام ذال إذ في بعض الحروف نحو {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} ويدغم من الروايتين الدال في الثاء نحو {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} ، والثاء في التاء "لبثت ولبثتم"، حيث وقعا، والذال في التاء في "أخذتم وأخذت واتخذتم كيف وقعت".
6 -
ويميل من رواية هشام ألف إناه في {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} في الأحزاب، وألف {وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ} فى يس، وألف {وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} في الكافرون وألف آنية في {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} في الغاشية.
7 -
يقرأ من رواية هشام لفظ {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} في بعض المواضع بفتح الهاء وألف بعدها.
8 -
يميل من رواية ابن ذكوان الألف في الألفاظ الآتية: [{يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} - {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ} - {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}] حيث وقعت وكيف وردت، {حِمَارِكَ} ، {الْمِحْرَابَ} ، {إِكْرَاهِهِنَّ} ، {كَمَثَلِ الْحِمَارِ} ، {وَالْإِكْرَامِ} ، {عِمْرَانَ} .
9 -
يقرأ من رواية ابن ذكوان {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} في الصافات بوصل الهمزة.
* * *
5 - عاصم بن أبي النَّجُود
هو أبو بكر عاصم بن أبي النَّجود بن بَهْدلهَ، مولى بني خزيمة بن مالك بن النضر، والنَّجود -بفتح النون وضم الجيم- وهو مأخوذٌ من: نجدت الثِّياب: إذا سوَّيْت بعضها فوق بعض. واسم أم عاصم "بهدلة" وبذلك يقال عاصم بن بهدلة. اسم أبيه لا يعرف له اسم غير ذلك.
أخذ القراءة عرضًا عن زر بن حبيش، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن حَبِيب السلمي، وقرأ أبو عبد الرحمن عَلى عثمان، ومنه تعلم القرآن، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وعبد الله بن مَسْعود، وزيد بن ثابت، وكان عاصمٌ قد جمع بين الفَصاحةِ، والإتقان، والتحرير، والتجويد، وكان أحسن الناس صوتًا بالقرآن.
وهو الإمام الذي اننهت إليه مشيخة الإقراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السلمي ورحل إليه الناس للقراءة من شتى الآفاق. جمع بين الفصاحة والتجويد، والإتقان والتحرير. قال شعبة: لا أحصي ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول: ما رأيت أحدًا أقرأ للقرآن من عاصم بن أبي النجود، وكان عالمًا بالسنة لغويًا نحويًا فقيهًا. سئل أحمد بن حنبل عن عاصم فقال: رجل صالح خير ثقة، ووثقه أبو زرعة وجماعة. وقال أبو حاتم: محله الصدق، وحديثه مخرج في الكتب الستة.
توفي الإمام عاصم سنة سبع وعشرين ومائة. وقيل: سنة ثمان وعشرين ومائة. قال شعبة: دخلت على عاصم وقد احتضر فجعلت أسمعه يردد هذه الآية {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} [الأنعام: 62] يحققها كأنه في الصلاة، لأن تجويد القراءة صار فيه سجية.
وروى القراءة عنه جمع غفير منهم أبان بن تغلب، وحماد بن سلمة، وحفص بن سليمان، وسليمان بن مهران الأعمش، وحماد بن زيد، وأبو بكر بن عياش، وخلق لا يحصون، وروى عنه حروفًا من القرآن أبو عمرو. ويعد أشهر من روى عنه هما راوياه:
أبو بكر شعبة، وحفص:
أما شعبة: فهو أبو بكر بن عيَّاش بن سالم الأسدي، واسمه: شعبة، وقيل: محمد، و قيل: مُطرف.
مولده: ولد شعبة سنة خمس وتسعين من الهجرة.
عرض القرآن على عاصم أكثر من مرة. وعمر دهرًا طويلًا إلا أنه قطع الإقراء قبل موته بسبع سنين. وكان إمامًا كبيرًا عالمًا حجة من كبار أهل السنة وكان يقول: من زعم أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق عدو الله لا نجالسه ولا نكلمه.
روى القراءة عنه جمع كبير منهم: إسحاق بن عيسى، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وأحمد بن جبر، وعبد الجبار بن محمد العطاردي، وعلي بن حمزة الكسائي، ويحيى العليمي، ويحيى بن آدم وغيرهم، ولما حضرته الوفاة بكت أخته فقال لها: ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية فقد ختمت فيها القرآن ثمان عشرة ألف ختمة.
وتوفي شعبة في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة. وروي عن شعبة من طريقين الأول: طريق يحيى بن آدم. والثاني: طريق يحيى العليمي عنه.
* * *
وحفص: هو أبو عمر حفص بن سليمان بن المغيرة البزاز، وكان عالمًا، يعرف بـ "حفيص"، وتعلم قراءة القرآن من عاصم خمسًا خمسًا؛ كما يتعلمه الصبي من المعلم، وكان عالمًا عاملًا، أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم، وكان ربيب عاصم، ابن زوجته.
مولده: ولد حفص سنة تسعين من الهجرة.
قال الداني: وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة، ونزل بغداد فأقرأ بها، وجاور بمكة فأقرأ بها، قال يحيى بن معين: الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم هي رواية أبي عمر حفص بن سليمان. وقال أبو هشام الرفاعي: كان حفص أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم فكان مرجحًا على شعبة بضبط الحروف، وقال الذهبي: هو في
القراءة ثقة ثبت ضابط، روي عن حفص أنه قال: قلت لعاصم: إن أبا بكر شعبة يخالفني في القراءة، فقال: أقرأتك بما أقرأني به أبو عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه، وأقرأت أبا بكر بما أقرأني به زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وتوفي حفص سنة ثمانين ومائة على الصحيح.
وروي عن حفص من طريقين الأول: طريق عبيد الله بن الصباح. والثاني: طريق عمرو بن الصباح عنه.
وتوفي حفص سنة 180 هـ.
منهج عاصم في القراءة
1 -
أنه يبسمل بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة فله السكت والوصل.
2 -
يقرأ المدين المتصل والمنفصل بالتوسط بمقدار أربع حركات.
3 -
يميل شعبة عنه ألف (رمى){فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} بالأنفال، وألف (أعمى) في موضعي الإسراء، {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا} وألف (نآى) في {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا} في الإسراء، وألف (ران) في {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} في المطففين وألف (هارٍ) في {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} في التوبة، ويميل حفص عنه الألف بعد الراء في {فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
4 -
يفتح من رواية شعبة ياء الإضافة في {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} في الصف ويسكنها من رواية شعبة أيضًا في {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} في المائدة وفي جميع المواضع، و {فَإِنْ
حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} في آل عمران والأنعام.
و {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا} في {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا} بنوح، {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} في الكافرون.
5 -
يحذف الياء الزائدة وصلًا ووقفًا من رواية شعبة في {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ} في النمل.
6 -
يقرأ من رواية شعبة {قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا} بالكهف بإسكان الدال مع إشمامها، ومع كسر النون والهاء وإشباع حركتها.
* * *
6 - حمزة بن حبيب الزيات
هو حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات التيمي، مولى عكرمة بن ربعي التيمي. وكنيته: أبو عمارة. شيخ القراء، وأحد الأئمة العشرة، ويعرف بالزيات لأنه كان يجلب الزيت.
مولده: ولد سنة ثمانين، وأدرك الصحابة بالسن، فيحتمل أن يكون رآى بعضهم فيكون من التابعين. قرأ على أبي محمد سليمان بن مهران الأعمش، وحمران بن أعين، وأبي إسحاق السبيعي، وجعفر بن محمد الصادق، وقرأ الأعمش على أبي محمد يحيى بن وثاب الأسدي، وقرأ يحيى على أبي شبل علقمة بن قيس، وقرأ علقمة على عبد الله بن مسعود، وقرأ عبد الله بن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان إمام الناس في القراءة بالكوفة بعد عاصم والأعمش، وكان ثقة كبيرًا حجة، قيمًا بكتاب الله مجودًا له، عارفًا بالفرائض والعربية، حافظًا للحديث، ورعًا عابدًا خاشعًا ناسكًا زاهدًا قانتًا لله، لم يكن له نظير. وكان يجلب الزيت من العراق إلى حلوان، ويجلب الجبن والجوز منها إلى الكوفة؛ قال له الإمام أبو حنيفة رحمه الله: شيئان غلبتنا عليهما، لسنا ننازعك عليهما: القرآن، والفرائض. وكان شيخه الأعمش إذا رآه يقول: هذا حبر القرآن. وقال حمزة: ما قرأت حرفًا من كتاب الله إلا بأثر. وروي عن حمزة أنه كان يقول لمن يبالغ في المد وتحقيق الهمز لا تفعل، أما علمت أن ما كان فوق البياض فهو برص وما كان فوق الجُعُودَة فهو قطط، وما كان فوق القراءة فليس بقراءة. قال يحيى بن معين: سمعت محمد بن فضيل يقول: ما أحسب أن الله تعالى يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة. وتوفي حمزة سنة ست وخمسين ومائة على الصواب.
وروى عنه القراءة أناس لا يحصيهم العد، منهم: إبراهيم بن أدهم، والحسين بن علي الجعفي، وسليم بن عيسى وهو أضبط أصحابه، وسفيان الثوري، وعلي بن حمزة الكسائي، وهو أجل أصحابه، ويحيى بن زياد الفراء، ويحيى بن المبارك اليزيدي. ويعد أشهر من رووا عنه هما راوياه: خلف، وخلاد.
* * *
أما خلف: فهو أبو محمد خلف بن هشام بن طالب البزار، توفي سنة تسع وعشرين ومائتين، ومولده سنة خمسين ومائة.
مولده: ولد خلف سنة خمسين ومائة، وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين، وابتدأ في طلب العلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة. أخذ القراءة عرضًا عن سليم بن عيسى وعبد الرحمن بن أبي حماد عن حمزة، ويعقوب بن خليفة الأعشى، وأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري عن المفضل الضبي. وسمع من الكسائي الحروف ولم يقرأ عليه القرآن.
وكان ثقةً كبيرًا زاهدًا عالمًا عابدًا روي عنه أنه قال: أشكل علي باب في النحو فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حفظته ووعيته.
وروى القراءة عنه عرضًا وسماعًا جمع كبير من الناس، منهم: أحمد بن يزيد الحلواني، وإدريس بن عبد الكريم الحداد، ومحمد بن إسحاق شيخ ابن شنبوذ وغيرهم وتوفي خلف في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين ببغداد.
وروي عن خلف من طرق ابن عثمان وابن مقسم وابن صالح والمطوعي أربعتهم عن إدريس عنه.
* * *
أما خلاد: فهو أبو عيسى خلاد بن خالد الصيرفي.
مولده: ولد في نصف رجب سنة تسع عشرة - وقيل سنة ثلاثين - ومائة. أيام الخليفة الأموي هشام بن الحكم، أو مروان بن الحكم، وكان إمامًا في القراءة، ثقة عارفًا محققًا مجودًا. قال الداني: هو أضبط أصحاب سليم، وأجلهم.
أخذ خلاد القراءة عرضًا عن سليم، وهو من أضبط أصحابه وأجلهم. وروى القراءة عن حسين بن علي الجعفي عن أبي بكر، وعن أبي بكر نفسه عن عاصم، وعن أبي جعفر محمد بن الحسن الرواسي. وخلاد إمام القراءة ثقة عارف محقق أستاذ مجود ضابط متقن.
روى عنه جمع كبير منهم: القاسم بن يزيد الوزان، ومحمد بن الفضل، ومحمد بن سعيد البزازي، ومحمد بن الهيثم قاضي بكر. وغيرهم كثير.
وتوفي خلاد سنة عشرين ومائتين.
وروي عن خلاد من طرق ابن شاذان وابن الهيثم والوزان والطلحي أربعتهم عن خلاد.
منهج حمزة في القراءة
1 -
أنه يصل آخر كل سورة بأول تاليتها من غير بسملة بينهما.
2 -
أنه يضم الهاء وصلًا ووقفًا في الألفاظ الثلاثة (عليهُم - إليهُم - لديهُم): [{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}، {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}].
3 -
أنه يقرأ بالإشباع في المدين المتصل والمنفصل بمقدار ست حركات.
4 -
أنه يسكن الهاء في: {لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} ، {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} ، {وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ} ، {نُؤْتِهِ مِنْهَا} ، {فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ} .
5 -
أنه يقرأ بالسكت على أل وشيء ويقرأ من رواية خلف بالسكت على المفصول نحو {عَذَابٌ أَلِيمٌ} .
6 -
أنه يغير الهمز عند الوقف سواء كان في وسط الكلمة نحو {يُؤْمِنُونَ} ، أم في آخرها نحو {يُنْشِئُ} على تفصيل في ذلك.
7 -
أنه يدغم من رواية خلف ذال إذ في الدال والتاء، ومن رواية خلاد في جميع حروفها ما عدا الجيم، ويدغم من الروايتين دال (قد) في جميع حروفها، وتاء التأنيث في جميع حروفها، ويدغم لام هل الثاء {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ} في المطففين، ولام بل في السين في {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ} بيوسف وفى التاء نحو {بَلْ تَأْتِيهِمْ} ويدغم الباء المجزومة في الفاء نحو {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ} ، وهذا من رواية خلاد، ويدغم الذال في التاء في (عذت، واتخذتم، فنبذته) والثاء في التاء في {أُورِثْتُمُوهَا} ، وفي (لبث) كيف وقع.
8 -
أنه يميل الألفات من ذوات الياء والألفات المرسومة ياء في المصاحف (الهدى - اشترى - النصارى) نحو [{وَالْهُدَى مِنْ}، {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}].
ويميل الألفات في (خاب - خافوا - طاب - ضاقت - وحاق - زاغ - جاء - شاء - وزاد){قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} ، {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} ، {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} ، {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} ، {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} ، {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ} ، {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} ، {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} ]، ويقلل الألفات الواقعة بين راءين ثانيهما متطرفة مكسورة نحو [{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ}، {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ}].
9 -
أنه يسكن ياءات الإضافة في {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ} بإبراهيم، بالزمر ونحو ذلك وقد حصرها العلماء.
10 -
أنه يثبت الياء الزائدة في {أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ} في النمل، {رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} بإبراهيم.
* * *
7 - الكسائي الكوفي
هو أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي النحوي، من أولاد الفرس، من سواد العراق. وروي عنه أنه قيل له: لمَ سميتْ الكسائي؟ فقال: لأني أحرمت في كساء. وهو الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد حمزة الزيات، قرأ على حمزة، وعليه اعتماده، قرأ عليه القرآن العظيم أربع مرات، وأخذ - أيضًا - عن محمد بن أبي ليلى، وعيسى بن عمر الهداني، وقرأ عيسى بن عمر على عاصم ورحل إلى البصرة، فأخذ اللغة عن الخليل. قال أبو عبيد في كتاب القراءات: كان الكسائي يتخير القراءات، فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضًا. وليس هناك أضبط للقراءة ولا أقوم بها من الكسائي. وقال ابن مجاهد: اختار الكسائي من قراءة حمزة ومن قراءة غيره متوسطة غير خارجة عن آثار من تقدم من الأئمة، وكان إمام الناس في القراءة في عصره. وكان الناس يأخذون عنه ألفاظه بقراءته عليهم، وينقطون مصاحفهم من قراءته. وقال إسماعيل جعفر المدني وهو من كبار أصحاب نافع: ما رأيت أقرأ لكتاب الله تعالى من الكسائي. وقال أبو بكر بن الأنباري: اجتمعت في الكسائي أمور: كان أعلم الناس بالنحو، وأوحدهم بالغرب، وكان أوحد الناس في القرآن؟ فكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخد عليهم فيجمعهم في مجلس، ويجلس على كرسي، ويتلو القرآن من أوله إلى آخره، وهم يسمعون، ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ. وقال ابن معين: ما رأيت بعيني هاتين أصدق لهجة من الكسائي. وكما كان الكسائي إمامًا في القراءات كان إمامًا في النحو واللغة، قال الشافعي: من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي. وكان يؤدب ولدي الرشيد الأمين والمأمون.
وللكسائي مؤلفات في القراءات والنحو ذكر أسماءها ولكن لم نرها، ولم نعرف شيئًا منها "كتاب القراءات"، "كتاب النوادر"، "كتاب النحو"، "كتاب الهجاء"،"كتاب مقطوع القرآن وموصوله"، "كتاب المصادر"، "كتاب الحروف"،"كتاب الهاءات".
وتوفي الكسائي سنة تسع وثمانين ومائة على أشهر الأقوال، عن سبعين سنة.
وروى عنه القراءة عرضًا وسماعًا أناس لا يحصى عددهم، منهم أحمد بن جبير، وأحمد بن منصور البغدادي، وحفص بن عمرو الدوري، وعبد الله بن أحمد بن ذكوان، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وقتيبة بن مهران، والمغيرة بن شعيب، ويحيى بن آدم، وخلف بن هشام البزار، ويحيى بن يزيد الفراء وغيرهم كثيرون. ويعد أشهر من تلقى عنه هما راوياه: أبو الحارث، والدوري:
* * *
أما أبو الحارث: فهو الليث بن خالد المروزي المقرئ.
قال الحافظ أبو عمرو الداني: هو ثقة حاذق ضابط القراءة، محقق لها، وكان الليث من جلة أصحاب الكسائي.
وروى عنه القراءة عرضًا وسماعًا سلمة بن عاصم صاحب الفراء، ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير، والفضيل بن شاذان، وغيرهم. وتوفي سنة أربعين ومائتين. وروي عن أبي الحارث من طريقين الأول: طريق محمد بن يحيى. والثاني: طريق سلمة بن عاصم عنه.
* * *
أما الراوي الثاني: الدوري فهو حفص بن عمرو وقد سبق الكلام عليه عند الحديث عن راويي أبي عمرو البصري، ووفاته في سنة الإمام أبي عمرو بن العلاء، قرأ على الكسائي، وتوفي سنة أربعين ومائتين، وكان ثقة، قيمًا بالقراءة، ضابطًا لها.
وروي عن الدوري من طريقين الأول: طريق جعفر النصبيي. والثاني: طريق أبي عثمان الضرير عنه.
منهج الكسائي في القراءة
1 -
أنه يبسمل بين كل سورتين إلا بين [الأنفال والتوبة] فيقف أو يسكت أو يصل.
2 -
أنه يوسط المدِّيْنِ المتصل والمنفصل بمقدار أربع حركات.
3 -
أنه يدغم ذال إذ فيما عدا الجيم، ويدغم دال وتاء التأنيث ولام هل وبل في حروف كل منها، ويدغم الباء المجزومة في الفاء نحو:{قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا} ويدغم الفاء المجزومة في الباء في {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} في سبأ. ودغم من رواية الليث اللام المجزومة في الذال في {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} ، حيث وقع هذا اللفظ ويدغم الذال في التاء في [{وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ} - {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي} - {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ} - {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ}، ويدغم الثاء في التاء في {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}، {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}، {يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا}].
4 -
يميل ما يميله حمزة من الألفات ويزيد عليه إمالة بعض الألفاظ كما وضح في كتب القراءات.
5 -
يميل ما قبل هاء التأنيث عند الوقف نحو (رحمة)، (الملائكة) بشروط مخصومة.
6 -
يقف على التاءات المفتوحة نحو (شجرت، بقيت، جنت) بالهاء.
7 -
يسكن ياء الإضافة في {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ} بإبراهيم، {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} بالعنكبوت والزمر.
8 -
يثبت الياء الزائدة في {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} في هود، {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} في الكهف، في حال الوصل.
* * *
8 - أبو جعفر المدني
هو يزيد بن القعقاع: قرأ على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وعلى الحبر البحر عبد الله بن عباس الهاشمي، وعلى أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي، وقرأ هؤلاء الثلاثة على أبي المنذر أبي بن كعب الخزرجي، وقرأ أبو هريرة، وابن عباس - أيضًا - على زيد بن ثابت.
وقيل: إن أبا جعفر قرأ على زيد نفسه، وذلك محتمل؛ فإنه صح أنه أتى به أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها - فمسحت على رأسه، ودعت له بالبركة. وأنه صلى بابن عمر بن الخطاب، وأنه أقرأ الناس قبل الحرة، وكانت الحرة سنة ثلاث وستين. وقرأ زيد وأبيٌّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان أبو جعفر تابعيًّا كبير القدر، انتهت إليه رئاسة القراءة بالمدينة. قال يحيى بن معين: كان إمام أهل المدينة أبو جعفر في القراءة، وكان ثقة. وقال يعقوب بن جعفر بن أبي كثير: كان إمام الناس بالمدينة أبو جعفر. وروى ابن مجاهد على أبي الزناد، قال: لم يكن بالمدينة أحد أقرأ للسنة من أبي جعفر. وقال الإمام مالك: كان أبو جعفر رجلًا صالحًا.
وروي عن نافع؛ أنه لما غُسل أبو جعفر بعد وفاته، نظروا ما بين نحره إلى فؤاده، مثل ورقة المصحف، قال: فما شك أحد ممن حضره أنه نور القرآن.
ورئي في المنام بعد وفاته على صورة حسنة، فقال: بشر أصحابي، وكل من قرأ على قراءتي: أن الله قد غفر لهم، وأجاب فيهم دعوتي، ومرهم أن يصلوا هذه الركعات في جوف الليل، كيف استطاعوا.
وتوفي أبو جعفر سنة ثلاثين ومائة - على الأصح.
وروى القراءة عليه جمع كبير، منهم: نافع بن أبي نعيم، وعبد الرحمن بن زيد بن
أسلم، وأبو عمرو بن العلاء، ولكن أشهر من رووا عنه، هما راوياه: عيسى بن وردان، وسليمان بن جماز.
* * *
أما الراوي الأول: ابن وردان: فهو عيسى بن وردان المدني، وكنيته أبو الحارث، من أصحاب الإمام نافع، قال الإمام الداني: هو من جلة أصحاب نافع وقدمائهم، وقد شاركه في الإسناد، وهو إمام مقرئ حاذق، وراو محقق ضابط. وقرأ عليه قالون، ومحمد بن عمر، وإسماعيل بن جعفر.
وتوفي ابن وردان في حدود سنة ستين ومائة.
وروي عن عيسى بن وردان من طريقين الأول: طريق الفضل بن شاذان. والثاني: طريق هبة الله بن جعفر عن أصحابهما عنه.
* * *
أما الراوي الثاني: ابن جماز: فهو سليمان بن محمد بن مسلم جماز الزهري المدني.
روى القراءة عرضًا على أبي جعفر وشيبة. ثم عرض على نافع. وأقرأ بحروف أبي جعفر ونافع.
وروى عنه: إسماعيل بن جعفر وقتيبة بن مهران.
وتوفي ابن جماز بعيد سنة سبعين ومائة، وكان مقرئًا جليلًا ضابطًا نبيلًا، مقصودًا في قراءة أبي جعفر ونافع، روى القراءة عرضًا عنهما.
وروي عن ابن جماز من طريقين الأول: طريق أبي أيوب الهاشمي. والثاني: طريق الدوري عن إسماعيل بن جعفر عنه.
منهج أبي جعفر في القراءة
1 -
قرأ أبو جعفر: بضم ميم الجمع ووصلها بواو لفظية إذا وقعت قبل محرك وصلًا فقط.
2 -
أدغم النون الأولى في النون الثانية من {تَأْمَنَّا} على يوسف إدغامًا تامًّا أي من غير روم أو إشمام.
3 -
قرأ بقصر المنفصل وتوسط المتصل، وروي عنه أيضًا مده ثلاثًا، والعمل على الأول.
4 -
قصر هاء {فِيهِ مُهَانًا} بالفرقان. وسكن هاء {يُؤَدِّهِ} ، و {نُؤْتِهِ} ، و {نُوَلِّهِ} ، و {نُصْلِهِ} . وكسر هاء وما أنسانيهِ، وعليهِ الله.
5 -
سهل أبو جعفر الهمزة الثانية من كل همزتي قطع اجتمعنا في كلمة واحدة. نحو: {أَأَنْذَرْتَهُمْ} ، {أَئِنَّكُمْ} ، {أَأُنْزِلَ} بين الهمزة والحرف المجانس لحركتها وزاد قبلها ألفًا.
وزاد في {أَئِمَّةَ} إبدال الثانية ياء من غير زيادة ألف قبلها.
6 -
قرأ ما تكرر فيه الاستفهام نحو: {أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا} ، بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني، إلا أنه قرأ بعكس ذلك في سورة الواقعة، والموضع الأول من الصافات.
7 -
وقرأ: قالوا {أَإِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ} بالإخبار. {وَآمَنْتُمْ} في الأعراف وطه والشعراء. {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ} بـ ن. و {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ} في الأحقاف. {السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ} بالاستفهام. ويجوز على هذه القراءة في {السِّحْرُ} ما يجوز في باب {آلذَّكَرَيْنِ} . ولا تدخل فيه الألف الفاصلة كما لا تدخل في {آمَنْتُمْ} و {آلِهَتِنَا} وزاد همزة مضمومة بعد همزة {أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ} مع إسكان الشين وسهلها على قاعدته.
8 -
سهل أخرى الهمزتين المتلاصقين من كلمتين بين بين فقط إلا إن: ضم الأول وكسر الثاني/ أو كسر الأول وفتح الثاني/ أو ضم الأول وفتح الثاني؛ فإنه يغير: الأول من هذه الثلاثة بالتسهيل وبالإبدال واوًا خالصة والثاني بإبداله ياء خالصة فقط والثالث بإبداله واوًا خالصة فقط.
9 -
أبدل كل همز ساكن حرف مد من جنس حركة ما قبله إلا همزي {أَنْبِئْهُمْ} و {نَبِّئْهُمْ} فله فيهما التحقيق.
10 -
أبدل همز {رَبَّنَا} وهمز {رُؤْيَا} كيف وقع حرف مد مع إدغامه في مماثله.
11 -
أبدل همز {مُؤَجَّلًا} ونحوه واوًا مفتوحة أي من كل ما كان فاء مفتوحة بعد ضمة لكنه.
12 -
قرأ: {لَيُبَطِّئَنَّ} و {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} وقرى {مُلِئَتْ} و {اسْتُهْزِئَ} و {نَاشِئَةَ} و {رِئَاءَ} و {خَاسِئًا} و {شَانِئَكَ} و {بِالْخَاطِئَةِ} و {خَاطِئَةٍ} و {مِائَةَ} و {فِئَةٍ} ومثنييها بإبدال الهمز ياء فيهن قولًا واحدًا و {مَوْطِئًا} كذلك بخلف عنه. و {سَأَلَ} بإبدال الهمز ألفًا.
13 -
قرأ بحذف الهمز في: {متكَا} و {مكين} و {خاطين} و {الخاطين} و {الصابين} و {المستهزين} و {يطون} و {تطوها} و {تطوهم} . وبحذفه مع ضم ما قبله في: {مستهزون} ونحوه، من كل مضموم بعد كسر وبعده واو من غير خلاف في شيء من الروايتين.
14 -
أبدل همز: {جزءًا، وجزء، وكهيئة، والنسيء} ، حرفًا متجانسًا لما قبله مع الإدغام.
15 -
سهل همز: {أرأيت} حبث جاء، إذا وقع بعد همزة الاستفهام، وهمز كائن، وثاني همزي {إِسْرَائِيلَ} ، وهمز {ها أنتم} .
16 -
حذف ياء {اللائي} وصلًا ووقفًا، ثم سهل همزه في الوصل من غير روم، وسهله في الوقف مع الروم، وجاء عنه إبداله ياء ساكنة، وتعيّن حين الأبدال مده ست حركات لالتقاء الساكنين.
17 -
قرأ: {هزؤا} حيث وقع و {كفؤا} في الإخلاص بالهمز [في] الحالين، وزاد همزة مفتوحة في ربأت [في] الحج وفصلت.
18 -
قرأ: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ} ، في التوبة، بكسر الهمزة ونقل حركتها إلى النون
قبلها. و {ردءا} في القصص بنقل حركة الهمزة إلى الدال مع إبدال تنوينه ألفًا وصلًا ووقفًا و {عاد الأولى} بنقل حركة الهمزة إلى اللام قبلها وإدغام التنوين في اللام. وهذا حكم الوصل، فإن وقفت على {عادا} وابتدأت بالأولى جاز لك الرجوع إلى الأصل وجاز لك النقل مع إثبات همزة الوصل ومع تركها والأول أرجح.
19 -
سكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواقعة في أوائل السور جميعها كألف، ولام، وميم من {الم} ، وياء من {يس} .
20 -
لم يسكت على: [{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا} {قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ}، {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}]، وأدغم نون "من" و"لام " بل في الراء بعدهما.
21 -
أدغم الثاء والذال في الثاء من {لبثتم، وأخذتم، واتخذتم} . سواء اتصلت بميم الجمع أم لا.
وأدغم الذال في التاء من {عذت} . وأظهر الثاء عند الذال من {يلهث} ذلك. والباء عند الميم من {اركب معنا} بهود.
22 -
أخفى النون الساكنة والتنوين عند الخاء والغين، ما عدا:{إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا} ، و {فَسَيُنْغِضُونَ} و {وَالْمُنْخَنِقَةُ} .
23 -
قرأ {مَجْرَاهَا} بفتح الراء من غير إمالة.
24 -
وقف على {يَاأَبَتِ} حيث وقع بالهاء.
25 -
فتح: ياء المتكلم الواقعة قبل همز قطع في ما عدا: {بِعَهْدِي أُوفِ} {آتُونِي أُفْرِغْ} ، وما عدا:{أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ} و {ذُرِّيَّتِي} {يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} و {تَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ} و {تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} و {أَنْظِرْنِي إِلَى} و {يُصَدِّقُنِي إِنِّي} ، وما عدا:{أَرِنِي أَنْظُرْ} ، و {وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ} ، و {اتَّبِعْنِي أَهْدِكَ} ، و {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} ، و {تَفْتِنِّي أَلَا} ، و {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ} و {ذَرُونِي أَقْتُلْ} ، و {أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ} .
26 -
قرأ بفتحها أيضًا في: {عَهْدِي الظَّالِمِينَ} ، و {لِنَفْسِي اذْهَبْ} و {ذِكْرِي (42) اذْهَبَا} ، و {قَوْمِي اتَّخَذُوا} ، و {مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ} ، و {وَمَمَاتِي لِلَّهِ}. وسكنها في:{مَعِيَ} ، قبل غير الهمز، و {مَا لِيَ لَا أَرَى} ، و {مَا كَانَ لِيَ} ، {مَعَا} ، و {مَحْيَايَ} ، و {بَيْتِيَ مُؤْمِنًا} ، و {لِيَ دِينِ} ، و {وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ} ، {إِلَى نِعَاجِهِ} .
27 -
قرأ: {إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ} ، و {يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ} ، و {أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ} ، بياء ثابتة في حالي الوصل والوقف. لكنه يفتحها في الأول والثالث ويسكنها في الثاني. و {فَمَا آتَانِيَ} ، في النمل بحذف الياء في الوقف فقط.
28 -
أثبت الياء وصلًا في: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ} ، في البقرة {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ، في آل عمران/ {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} ، في المائدة/ {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} ، في الأنعام {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ} ، في الأعراف {قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ} {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} ، ثلاثتهن في هود/ {قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ
وَكِيلٌ}، في يوسف {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} ، في إبراهيم {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} ، في الإسراء {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا} {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا} {فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا} {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} {قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} ، في الكهف {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} ، بالحج {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ} ، في النمل {وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ} ، في غافر {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} ، في الشورى {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} ، في الزخرف {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ} ، في ق {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ} {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} ، في القمر {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ} {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ} ، في الفجر.
9 - يعقوب الحضرمي البصري
وهو يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، مولاهم البصري، أحد القراء العشرة، قرأ على أبي المنذر سلام بن سليمان المزني مولاهم الطويل، وعلى شهاب بن شرنفة، وعلى أبي يحيى مهدي بن ميمون المعولي، وعلى أبي الأشهب جعفر بن حيان العطاردي.
كان يعقوب أعلم الناس في زمانه بالقراءات، والعربية، والرواية، وكلام العرب، والفقه وانتهت إليه رياسة الإقراء بعد أبي عمرو، وكان إمامًا كبيرًا، ثقة، صالحًا، عالمًا، ديِّنًا، وكان إمام جامع البصرة سنين. قال أبو حاتم السجستاني: هو أعلم من رأيت بالحروف واختلاف القراءات، ومذاهبها، وعللها ومذاهب النحاة، وهو أروى الناس لحروف القرآن، وحديث الفقهاء. وقال أبو الحسن بن المنادي: في أول كتاب الإيجاز والانتصار في القراءات الثمان: كان يعقوب أقرأ أهل زمانه وكان لا يلحن في كلامه وكان السجستاني أحد غلمانه. وقال أبو عمرو الداني: سمعت طاهر بن غلبون يقول: إمام الجامع بالبصرة لا يقرأ إلا بقراءة يعقوب. ثم روى الداني عن شيخه الخاقاني عن محمد بن محمد بن عبد الله الأصبهاني أنه قال: وعلى قراءة يعقوب إلى هذا الوقت أئمة المسجد الجامع بالبصرة، فكان إمام الجامع بالبصرة لا يقرأ إلا بقراءته حتى المائة التاسعة زمن ابن الجزري الذي استنكر قول من عد قراءته من الشواذ؛ فقال: فليعلم أنه لا فرق بين قراءة يعقوب وقراءة غيره من السبعة عند أئمة المحققين، وهو الحق الذي لا يحيد عنه. وكذلك أدركناهم. وكان يعقوب فاضلًا تقيًا، ورعًا زاهدًا، سرق رداؤه وهو في الصلاة ورد إليه ولم يشعر لشغله بالصلاة. توفي يعقوب وله ثمان وثمانون سنة.
وروى عنه القراءة خلق كثير، منهم زيد بن أخيه أحمد، وعمر السراج، وأبو بشر القطان، ومسلم بن سفيان المفسر، وأبو حاتم السجستاني، وأيوب بن المتوكل، وأحمد بن محمد الزجاج، وأحمد بن شاذان وأبو عمرو الدوري.
وأشهر من روى عنه هما: راوياه: رويس، وروح.
* * *
أما الراوي الأول فهو رويس: وهو محمد بن المتوكل اللؤلؤي البصري. وكنيته أبو عبد الله، ولقبه رويس، أخذ القراءة عن يعقوب الحضرمي، قال الداني: هو من أحذق أصحاب يعقوب. وكان إمامًا في القراءة قيمًا بها، ماهرًا ضابطًا، مشهورًا حاذقًا. قال الزهري: سألت أبا حاتم عن رويس، هل قرأ على يعقوب؟ قال: نعم قرأ معنا، وختم عليه ختمات، وهو مقرئ حاذق.
أخذ القراءة عليه عرضًا أناس كثيرون، منهم محمد بن هارون التمار، وأبو عبد الله الزبير بن أحمد الزبيري الشافعي. توفي رويس بالبصرة سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
وروي عن رويس من طرق النخاس بالمعجمة وأبي الطيب وابن مقسم والجوهري أربعتهم عن التمار عنه.
* * *
أما الراوي الثاني: فهو روح: هو روح بن عبد المؤمن الهذلي البصري النحوي، وكنيته أبو الحسن، عرض على يعقوب الحضرمي وكان مقرئًا جليلًا ثقة ضابطًا، مشهورًا، من أجل أصحاب يعقوب، وأوثقهم، وروى الحروف عن أحمد بن موسى وعبد الله بن معاذ، وهما عن أبي عمرو البصري، روى عنه البخاري في صحيحه وعرض عليه القراءة الطيب بن حمدان القاضي، وأبو بكر محمد بن وهب الثقفي، ومحمد بن الحسن بن زياد، وأحمد بن يزيد الحلواني، وعبد الله بن محمد الزعفراني، ومسلم بن مسلمة، وأبو عبد الله الزبيري، والحسن بن مسلم ورجال غيرهم. وتوفي سنة أربع أو خمس وثلاثين ومائتين.
وروي عن روح من طريقين الأول: طريق ابن وهب. والثاني: طريق الزبيري عنه.
منهح يعقوب في القراءة
1 -
أنه له ما بين كل سورتين ما لأبي عمرو من الأوجه.
2 -
أنه يقرأ من رواية رويس لفظ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} كيف وقع في القرآن معرفًا أو منكرًا بالسين.
3 -
أنه يقرأ بضم هاء كل ضمير جمع مذكر إذا وقعت بعد الياء الساكنة، ونحو "فيهُم عليهُم" وبضم كل هاء ضمير جمع مؤنث إذا وقعت بعد الياء الساكنة نحو "عليهُن، وفيهُن" وبضم كل هاء ضمير الجمع إذا وقعت بعد الياء الساكنة نحو "فيهُم". ويقرأ من رواية رويس بضم هاء ضمير الجمع إذا وقعت بعد ياء ساكنة ولكن حذفت الياء لعارض جزم أو بناء نحو [{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}، {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ}].
4 -
أنه يقرأ الإدغام كالسوسي في بعض الحروف المتماثلة نحو "والصاحب بالجنب" بالنساء، {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ} بالنمل، {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ} .
5 -
أنه يقرأ من رواية رويس باختلاس هاء الكناية - أي بالنطق بالهاء مكسورة كسرًا كاملا من غير إشباع - في لفظ "بيده" حيث وقع.
6 -
أنه يقرأ بقصر المد المنفصل، وتوسط المد المتصل بقدر أربع حركات.
7 -
أنه يقرأ من رواية رويس بتسهيل ثاني الهمزتين من كلمة غير إدخال.
8 -
أنه يقرأ من رواية رويس بتسهيل ثاني الهمزتين من كلمتين المتفقتين في الحركة، أما المختلفتان فيها فيقرأ يتغيير ثانيهما كما يقرأ أبو عمرو.
9 -
أنه يقف على هذه الألفاظ بهاء السكت: [{وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} - {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} - {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} - {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} - {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}]، {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} و {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} و {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} و {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ، {ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} ، {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} .
10 -
أنه يسكن بعض ياءات الإضافة، ويفتح بعضها.
11 -
أنه يثبت الياءات الزائدة في رؤوس الآي وصلًا وقفًا نحو [{قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ}، {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ}]، كما يثبت غيرها مما لم يكن في رؤس الآي.
12 -
أنه يقرأ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} بكسر همزة إن في الموضعين.
13 -
أنه يقرأ {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} بالياء في يرفع ويشاء في موضع النون فيهما.
14 -
أنه يقرأ {فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا} في الأنعام بضم العين والدال وتشديد الواو المفتوحة.
15 -
أنه يقرأ {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} في طه بالنون المفتوحة في موضع الياء المضمومة، مع كسر الضاد ونصب الياء في نقضي ونصب الياء في وحيه.
16 -
أنه يقرأ [{إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا
فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} في التوبة بنصب التاء.
* * *
10 - خلف بن هشام البزار البغدادي
وهو أبو محمد خلف بن هشام بن طالب البزار، توفي سنة تسعٍ وعشرين ومائتين، ومولده سنة خمسين ومائة.
مولده: ولد سنة خمسين ومائة وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين، وابتدأ في طلب العلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة. أخذ القراءة عرضًا عن سليم بن عيسى، وعبد الرحمن بن أبي حماد عن حمزة، ويعقوب بن خليفة الأعشى، وأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري عن المفضل الضبي. وسمع من الكسائي الحروف ولم يقرأ عليه القرآن.
وكان ثقةً كبيرًا زاهدًا عالمًا عابدًا. روي عنه أنه قال: أشكل على باب في النحو فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حفظته ووعيته.
وتوفي خلف في جمادى الآخرة سنة تسع وعشيرين ومائتين ببغداد.
وروى القراءة عنه عرضًا وسماعًا جمع كبير من الناس، منهم: أحمد بن يزيد الحلواني، وإدريس بن عبد الكريم الحداد، ومحمد بن إسحاق شيخ ابن شنبوذ وإسحاق بن إبراهيم الوراق، وغيرهم.
ويعد أشهر من روى عنه هما: راوياه: الوراق، وإدريس الحداد:
أما الراوي الأول: فهو إسحاق الوراق: وهو إسحاق بن إبراهيم بن عثمان بن عبد الله بن المروزي ثم البغدادي الوراق وكنيته أبو يعقوب وهو راوي خلف في إختياره. وقرأ أيضًا على الوليد بن مسلم، وكان ثقة قيمًا بالقراءة ضابطًا لها، منفردًا برواية اختيار خلف، لا يعرف غيرها.
وقرأ عليه ابنه محمد بن إسحاق، ومحمد بن عبد الله بن أبي عمر النقاش، والحسن بن عثمان البرصاطي، وعلي بن موسى الثقفي، وابن شنبوذ. وتوفي إسحاق الوراق سنة ست وثمانين ومائتين. وروي عن إسحاق من طريقين:
الأول: طريق السوسنجردي.
والثاني: طريق بكر بن شاذان عن ابن أبي عمر عنه، ومن طريقي محمد بن إسحاق نفسه والبرصاطي عنه.
* * *
أما الراوي الثاني فهو إدريس: وهو إدريس بن عبد الكريم الحداد البغدادي وكنيته أبو الحسن. قرأ على خلف البزار روايته واختياره، وعلى محمد بن حبيب الشموني، وهو إمام متقن، سئل عنه الدارقطني فقال: هو ثقة وفوق الثقة بدرجة.
روى عنه القراءة سماعًا أحمد بن مجاهد، وعرضًا أناس كثيرون، منهم محمد بن أحمد بن شنبوذ، وموسى بن عبيد الله الخاقاني، ومحمد بن إسحاق البخاري، وأحمد بن بويان، وأبو بكر النقاش، والحسن بن سعيد المطوعي، ومحمد بن عبيد الله الرازي. وتوفي يوم الأضحى سنة اثنتين وتسعين ومائتين عن ثلاث وتسعين سنة.
وروي عن إدريس من طرق الشطي والمطوعي وابن بويان والقطيعي أربعتهم عنه.
منهج خلف في القراءة
1 -
يصل آخر السورة بأول التالية من غير بسملة كحمزة.
2 -
يقرأ بتوسط المدين المتصل والمنفصل.
3 -
يقرأ بنقل حركة الهمزة إلى السين قبلها مع حذف الهمزة في لفظ فعل الأمر من السؤال حيث وقع وكيف ورد إذا كان قبل السين واو نحو {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمً} أو فاء نحوًا {فَاسْأَلُوا} .
وعلى جملة قراءته لا تخرج عن قراءة حمزة الكسائي في جميع القرآن إلا في قوله تعالى: {وَحَرَّمَ} في الأنبياء فإنه قرأ و {وَحَرَامٌ} كحفص.
* * *
أهم المراجع والمصادر
1 -
إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب بمعجم الأدباء. لياقوت الحموي. ط. مرجيلوث بمصر (1907 - 1925).
2 -
الاستيعاب في أسماء الأصحاب. لأبي عمر يوسف عبد الله بن محمد النمري القرطبي المالكي المعروف بابن عبد البر. الطبعة الأولى بمطبعة السعادة بالقاهرة 1328 هـ. مطبوع بهامش الإصابة.
3 -
الإصابة في تمييز الصحابة. لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني. الطبعة الأولى بمطبعة السعادة بالقاهرة (1328 هـ).
4 -
إعراب القرآن. لأبي جعفر أحمد بن إسماعيل النحاس. تحقيق د. زهير غازي زاهد. ط. وزارة الأوقاف العراقية.
5 -
الأعلام لخير الدين الزركلي. الطبعة الثالثة.
6 -
الإقناع في القرءات السبع. لأبي جعفر أحمد بن علي المعروف بابن الباذش، تحقيق د. عبد المجيد قطاش. ط. جامعة أم القرى، مركز البحث العلمي الطبعة الأولى (1453 هـ).
7 -
الأنساب للسمعاني. أبو سعيد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني. نشره المستشرق مرجليوث. ليدن بلندن (1912 م).
8 -
البدور الزاهرة في القراءات العشرة المتواترة. تأليف الشيخ عبد الفتاح القاضي. دار الكتاب العربي بيروت. الطبعة الأولى (1401 هـ - 1981 م).
9 -
تاريخ الأدب العربي - كارل بروكلمان. دار المعارف بمصر ط. الثانية.
10 -
تاريخ بغداد. للحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي. الناشر: دار الكتاب العربي. بيروت.
11 -
تاريخ التراث العربي. لفؤاد سيزكين. ط. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. مطابع الجامعة.
12 -
التبصرة في القراءات السبع، للإمام المقرئ أبي محمد مكي بن أبي طالب. تحقيق. د. محمد غوث الندوي. نشر وتوزيع. الدار السلفية. الهند.
13 -
تذكرة الحفاظ: لشمس الدين أبي عبد الله الذهبي. ط. دار إحياء التراث العربي. بيروت. لبنان "مصورة".
14 -
التعريفات: للعلامة علي بن محمد الشريف الجرحاني الحنفي. طبعة مكتبة لبنان بيروت (1969 م).
15 -
تفسير البحر المحيط. لأبي عبد الله محمد بن يوسف بن علي بن حيان الأندلسي. ط. السعادة بمصر (1329 هـ).
16 -
تفسير الكشاف عن حقائق التنزيل. لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي. دار المعرفة للطباعة والنشر. بيروت.
17 -
تهذيب الأسماء واللغات. للفقيه الحافظ أبي زكريا. محيي الدين يحيى بن شرف النووي. طبع إدارة الطباعة المنيرية بمصر. تصوير دار الكتب العلمية ببيروت.
18 -
التيسير في القراءت السبع، للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني. عني بتصحيحه أوتوبرنزل استانبول مطبعة الدولة (1935 م)
19 -
الحجة في القراءات. للإمام ابن خالويه. تحقيق. د. عبد العال سالم مكرم، ط. دار الشروق الطبعة الثانية (1397 - 1977 م).
20 -
حجة القراءات. للإمام أبي زرعة عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة. تحقيق: سعيد الأفغاني. ط. مؤسسة الرسالة. الطبعة الثانية (1399 - 1979 م).
21 -
السبعة في القراءت. لابن مجاهد. تحقيق: د. شوقي ضيف. الطبعة الثانية دار المعارف بمصر.
21 -
سراج القارئ المبتدى وتذكار المقرئ المنتهى. للإمام أبي القاسم علي بن عثمان بن الحسن القاصح العذري البغدادي. مراجعة الشيخ محمد علي الضباع - القاهرة 1954 م.
23 -
شذرات الذهب في أخبار من ذهب. لعبد الحي بن العماد الحنبلي. دار المسيرة بيروت. "مصورة".
24 -
طبقات المفسرين. للحافظ شمس الدين محمد بن علي أحمد الداودي. تحقيق علي محمد عمر. ط. الإستقلال الكبرى بالقاهرة (1392 هـ - 1972 م).
25 -
العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين. للإمام أبي الطيب التقي الفاسي محمد بن أحمد الحسني المكي. ط. السنة المحمدية.
26 -
غاية النهاية في طبقات القراء. لشمس الدين أبي الخير محمد بن محمد محمد بن الجزري. عني بنشره: بوجستراسر.
27 -
المبسوط في القراءات العشر. لأبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران. مخطوط الظاهرية بدمشق رقم (315).
28 -
معاني القرآن. لأبي زكريا يحيى بن زياد الفراء. تحقيق محمد علي النجار. ط، بمصر 1955.
29 -
المصباح المنير. لأحمد بن محمد بن علي المقرئ الفيومي. الطبعة الثانية بالمطبعة الأميرية بمصر (1909 م).
30 -
معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع. للوزير الفقيه أبي عبيد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي. تحقيق. مصطفى السقا. عالم الكتب بيروت.
31 -
معجم المؤلفين: لعمر رضا كحالة. الناشر مكتبة المثنى بيروت.
32 -
معرفة القراء الكبار. لشمس الدين أبي عبد الله الذهبي. تحقيق. محمد سيد جاد الحق. دار الكتب الحديثة بمصر. ط. الأولى.
33 -
المهذب في القراءات العشر: تأليف د. محمد سالم محيسن. مكتبة الكليات الأزهرية بمصر. الطبعة الثانية (1389 هـ - 1978 م).
34 -
النجوم الزاهرة: لابن تغري بردي. المؤسسة المصرية العامة.
35 -
إتحاف فضلاء البشر. للبناء الدمياطي - مكتبة المشهد الحسيني - القاهرة.
36 -
الإحاطة في أخبار غرناطة. للسان الدين بن الخطيب - تحقيق محمد عبد الله عنان - القاهرة 1973 م.
37 -
أسد الغابة في معرفة الصحابة. تحقيق الدكتور محمد إبراهيم البنا، ومحمد أحمد عاشور.
38 -
الإشتقاق. لابن دريد تحقيق عبد السلام هارون - القاهرة 1985 م.
39 -
إنباء الرواة للقفطي. للقفطي تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم - دار الكتب المصرية 1955 م.
40 -
إيضاح الوقف والابتدا. لابن الأنباري - تحقيق د. محيي الدين رمضان - دمشق 1971 م.
41 -
بغية الوعاة. للسيوطي - تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم - القاهرة 1964 م.
42 -
بغية الملتمس. للضبي - دار الكتاب العربي - القاهرة 1967 م.
43 -
البلغة في تاريخ أئمة اللغة. للفيروزابادي - تحقيق محمد المصري - دمشق 1972 م.
44 -
البيان والتبيين. للجاحظ - تحقيق عبد السلام هارون - القاهرة 1975 م.
45 -
تاج العروس في شرح القاموس. للزبيدي - القاهرة 1306 م.
46 -
تاريخ علماء الأندلس. لابن الفرضي - الدار المصرية للتأليف والنشر 1966 م.
47 -
تهذيب التهذيب. لابن حجر العسقلاني - الهند 1372 هـ.
48 -
الجامع الصغير. للسيوطي - دار الكتب العلمية - بيروت.
49 -
جذوة المقتبس. للحميدي - تحقيق محمد بن تاويت الطنجي - القاهرة 1371 م.
50 -
جمال القراء وكمال الإقراء. للسخاوي "مخطوط".
51 -
جمهرة أنساب العرب. لابن حزم الأندلسي - تحقيق. الدكتور إحسان عباس والدكتور ناصر الأسد - القاهرة.
52 -
الحجة في علل القراءات السبع. لأبي علي الفارسي - تحقيق علي النجدي ناصف وآخرين - الجزءين الأول - القاهرة 1385 هـ.
53 -
خزانة الأدب. للبغدادي - مطبعة البولاق - القاهرة.
54 -
الخصائص. لابن جني - تحقيق محمد علي النجار - دار الكتب المصرية.
55 -
الديباج المذهب. لابن فرحون - تحقيق الدكتور محمد الأحمدى أبو النور - القاهرة 1974 م.
56 -
ديوان جرير - بيروت - 1978 م.
57 -
زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي - المكتب الإسلامي دمشق.
58 -
سنن الدارمي. عناية محمد أحمد دهمان - دار إحياء السنة النبوية.
59 -
شجرة النور الزكية. لمحمد مخلوف - 1350 م.
60 -
شرح طيبة النشر. لابن الجزري تحقيق الشيخ علي محمد الضباع - القاهرة 1950 م.
61 -
شرح القصائد السبع الطوال. لابن الأنباري - تحقيق عبد السلام هارون - القاهرة 1969 م.
62 -
شرح كتاب سيبويه. للسيرافي "مخطوط".
63 -
الصلة. لابن بشكوال. الدار المصرية للتأليف والترجمة - القاهرة 1966 م.
64 -
طبقات النحاة واللغويين. لابن قاضي شهبة (مخطوط).
65 -
غيث النفع. للصفاقسي - على حاشية سراج القارئ المبتدى - القاهرة 1954 م.
66 -
فتح الباري (شرح البخاري). لابن حجر العسقلاني - تحقيق وإشراف سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز.
67 -
فهرست ابن خير الإشبيلي. الطبعة الثانية - القاهرة 1963 م.
68 -
كتاب سيبويه. تحقيق عبد السلام هارون - الهيئة المصرية العامة للكتاب 1973 م.
69 -
الكشف عن وجوه القراءات. لمكي بن أبي طالب - تحقيق الدكتور محيي الدين رمضان - بيروت 1981 م.
70 -
لسان العرب. لابن منظور - طبعة بيروت.
71 -
اللباب في تهذيب الأنساب. لابن الأثير الجزري - دار صادر بيروت 1985 م.
72 -
اللهجات العربية في التراث. الدكتور أحمد علم الدين الجندي - الهيئة المصرية العامة للكتاب.
73 -
المصنف. لابن أبي شيبة - تحقيق مختار أحمد الندوي - الهند 1981 م.
74 -
معاني القرآن. للأخفش - تحقيق الدكتور فائر فارس - الكويت 1400 هـ.
75 -
معاني القرآن. للزجاج - تحقيق الدكتور عبد الجليل شلبي - القاهرة 1972 م.
76 -
معجم البلدان. لياقوت - بيروت 1955 م - 1957 م.
77 -
المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم. محمد فؤاد عبد الباقي - دار الكتب المصرية.
78 -
المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار. لأبي عمرو الداني - تحقيق محمد أحمد دهمان - دمشق 1940 م.
79 -
ميزان الاعتدال. للذهبي - تحقيق محمد علي البجاوي - القاهرة 1963 م.
80 -
النشر في القراءات العشر. لابن الجزري - تصحيح علي محمد الضباع - المكتبة التجارية بالقاهرة.
81 -
هدية العارفين. لإسماعيل باشا البغدادي - استنبول 1951 م.
82 -
الوجيز في أداء القراءات الثمانية. للأهوازي "مخطوط".
* * *
نبذة تعريفية الهيئة القطرية للأوقاف
الوقف علامة فارقة في مسيرة الحضارة الإسلامية، وقد أثبت دوره ومكانته في مجالات التعليم والصحة والعمل الثقافي والإجتماعي بمختلف أشكاله وما زالت المساجد والمدارس والمعاهد والمستشفيات تقف شاهدة على عظمة وأهمية الوقف عبر تاريخنا المجيد.
وفي هذا السياق من العطاء والتواصل الإنساني، تهدف الهيئة القطرية للأوقاف التي أُعلن عن انشاءها بالقرار الأميري رقم 41 لسنة 2006 الى إدارة الأموال الوقفية، واستثمارها على أسس اقتصادية، وفق ضوابط شرعية بما يكفل نماءها وتحقيق شروط الواقفين.
وتعد الأوقاف إحدى أهم مؤسسات المجتمع المدني سواء من ناحية النشأة والقدم أو الاختصاصات المناطة بها.
وانطلاقًا من النهضة الوقفية المعاصرة، تم توسيع نطاق الوقف، وتنويع مصارفه من خلال إنشاء المصارف الوقفية الستة المشتملة على مختلف نواحي الحياة الثقافية، والتربوية، والصحية والاجتماعية
…
إلخ، وذلك تشجيعًا لأهل الخير وإرشادًا لهم لوقف أموالهم على المشاريع الخيرية التنموية، وتنظيمًا لقنوات الصرف، والإنفاق المساهمة في بناء المجتمع الإسلامي الحضاري.
•
وأما المصارف الستة فهي:
1 -
المصرف الوقفي لخدمة القرآن والسنة.
2 -
المصرف الوقفي لرعاية المساجد.
3 -
المصرف الوقفي لرعاية الأسرة والطفولة.
4 -
المصرف الوقفي للبر والتقوى.
5 -
المصرف الوقفي للرعاية الصحية.
6 -
المصرف الوقفى للتنمية العلمية والثقافية.
فانطلاقًا من الإيمان العميق بدور العلم الشرعي، والثقافة الإسلامية بشكل خاص، والعلوم التطبيقية بشكل عام في تقدم الأمة وتطورها، جاء إنشاء المصرف الوقفي للتنمية العلمية والثقافية ليكون رافدًا غنيًا للعطاء الثقافي، والعلمي ضمن نطاق اختصاصاته. وأبرز مثال في إطار أعمال وإنجازات هذا المصرف، رحلات العمرة للمتميزين، إلى جانب إقامة العديد من الدورات العلمية.
ولا ننسى الإشارة الى الدور المهم الذي نهض به الوقف تاريخيًا في تنشيط الحركة العلمية والثقافية، وذلك بإقامة المدارس، والمكتبات والمعاهد وغيرها، ليصنع بذلك حضارة، أفادت منها الأنسانية جمعاء.
•
أهدافه:
- تشجيع ودعم إقامة الأنشطة والفعاليات العلمية والثقافية.
- الحث على الاهتمام بالتعليم، وبيان دوره في رقي الأنسان ونمو المجتمعات.
- نشر العلم الشرعي، والثفافة الإسلامية على أوسع نطاق، والارتقاء بمستوى العاملين في هذا المجال.
•
وسائله:
- إقامة المؤتمرات، والندوات، وحلقات الحوار، والمهرجانات، والمعارض، والمراكز الثقافية الدائمة والموسمية.
- دعم إنشاء المكتبات العامة.
- دعم تنظيم الدورات التدريبية التأهيلية لتنمية المهارات، والقدرات في مختلف المجالات العلمية والثقافية.