المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الانصراف عن الفتن بالقلب - شرح كتاب الإبانة من أصول الديانة - جـ ٢١

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ إعلام النبي صلى الله عليه وسلم أمته أمر الفتن الجارية وأمره العقلاء بلزوم بيوتهم

- ‌باب إعلام النبي صلى الله عليه وسلم أمته أمر الفتن الجارية، وأمره بلزوم البيوت ولزوم العقلاء بيوتهم

- ‌بيان كيف يتصرف المؤمن مع الفتن العامة

- ‌حديث محمد بن مسلمة أن الفتنة لا تضره

- ‌حديث سعد بن أبي وقاص في فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه

- ‌حديث أبي بكرة في كيفية التصرف مع الفتن العامة

- ‌حديث عبد الله بن مسعود في كيفية التصرف مع الفتن

- ‌أحاديث أبي موسى الأشعري في أن هناك فتناً كقطع الليل المظلم

- ‌أحاديث الضحاك بن قيس والمقداد في تقلب المرء في دينه أثناء الفتن

- ‌تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو كيف يتصرف عندما يكون بين حثالة الناس

- ‌بيان معنى قوله تعالى: (عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم)

- ‌إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن هناك فتنة صماء بكماء عمياء

- ‌موقف الصحابة من الفتن والنهي عن الدخول فيها

- ‌إرشاد عبد الله بن مسعود للناس في كيفية التصرف مع الفتنة

- ‌تتابع الفتن حتى يقول الناس إنها سنة

- ‌علامات الزمان الذي تظهر فيه الفتن

- ‌وصية أبي هريرة لمن أظلته الفتن

- ‌موقف التابعين من الفتن وتحذيرهم من الدخول فيها

- ‌الحث على اعتزال الفتن والابتعاد عن صفها

- ‌الانصراف عن الفتن بالقلب

- ‌الدخول على السلاطين وأثره على العلماء والدعاة

الفصل: ‌الانصراف عن الفتن بالقلب

‌الانصراف عن الفتن بالقلب

قال: [وقال إبراهيم: قال شريح: ما أخبرت خبراً ولا استخبرت خبراً منذ وقعت الفتنة، ولا أصيب من مال رجل ولا من دينه.

وقال لرجل: لو كنت مثلك ما كنت أبالي لو مت الساعة].

يعني: يقول: يا ليتني مثلك، مع أنه لم يتكلم، ولم يطلب من أحد أن يخبره بخبر الفتنة، ولم يصب من مال أحد ولا من عرضه، ولم يتكلم قط، وهو مع هذا يتمنى أن يكون كآحاد الناس الموجودين أمامه.

يقول: لو أني مثلك لتمنيت أن أموت الساعة؛ لأنك على خير.

قال: [وقال شريح: فكيف بقلبي وهواي ما التقت فئتان إلا وقلبي يهوى أن تظفر إحداهما].

يعني: رغم أنني ما أصبت من مال أحد ولا من عرضه وما تكلمت في أحد، وكما أنني كذلك لم أستخبر أحداً، ولم أخبر أحداً بشيء، إلا أنه إذا وقعت فتنة بين طائفتين هوى قلبي الظفر والنصر لإحدى الطائفتين، قال: هذه عقوبة وبلاء عظيم جداً.

فهذا النص يا إخواني! نص خطير جداً، ومخوف إلى أقصى حد، حتى الإنسان ينصرف عن الفتنة بقلبه فلا يفكر فيها، ولا تخطر بقلبه ألبتة، بل يلزم بيته لزوماً، كما [قال حذيفة: إن كان الرجل يتكلم الكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون بها منافقاً، وإني لأسمعها اليوم من أحدكم عشر مرات]، كان الرجل يتكلم بها في عمره مرة في حياة النبي عليه الصلاة والسلام فيعد بها من المنافقين، فما بالكم تتكلمون في كل يوم بهذه الكلمة عشر مرات؟

ص: 20