المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كل إنسان ميسر لما خلق له - شرح كتاب الإبانة من أصول الديانة - جـ ٤٨

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ القضاء والقدر

- ‌حكم الاحتجاج بالقدر على المعاصي

- ‌باب ما روي في أن الله تعالى خلق خلقه كما شاء لما شاء

- ‌كيفية الجمع بين آية الميثاق وبين الأحاديث الواردة في إخراج الذرية من ظهر آدم وحده

- ‌كل إنسان ميسر لما خلق له

- ‌إثبات قدر الله السابق على العبد

- ‌خطر الرياء على خاتمة العبد

- ‌حكم الجزم لأحد بجنة أو نار

- ‌بيان تقدير الله لأعمال العباد

- ‌كتابة الله عز وجل لأهل الجنة وأهل النار

- ‌باب الإيمان بأن الله عز وجل أخذ ذرية آدم من ظهورهم فجعلهم فريقين، فريق في الجنة وفريق في السعير

- ‌خلق الله لآدم من جميع الأرض

- ‌إخراج الله لذرية آدم من ظهره

- ‌الميثاق الذي أخذه الله على ذرية آدم

- ‌الأسئلة

- ‌الأصل في العبادة وثمرتها

- ‌ما تقوم به الحجة على الإنسان

- ‌سبب نبذ الرسول صلى الله عليه وسلم للكتابين اللذين فيهما أسماء أهل الجنة وأهل النار

- ‌تقييم كتاب تربية الأولاد للشيخ عبد الله علوان

- ‌حكم صرف الصدقة في طباعة الكتب

- ‌بعض المخالفات التي تقع أثناء الخطبة

- ‌حكم الصلاة في مكان فيه نصارى

- ‌الحالة التي أجاز فيها شيخ الإسلام ابن تيمية التخلي عن الهدي الظاهر

- ‌معنى إسباغ الوضوء على المكاره

- ‌معنى حديث: (لا تأتوا نساءكم مثل البهائم)

- ‌حكم استعمال الأدوية المعينة على الاستمتاع بالزوجة

- ‌حكم أخذ الولي دية قتيله الذي توفي بحادث سيارة

- ‌طلب العلم والزواج، وأهمية التربية

- ‌حكم من أدرك الإمام وهو راكع

- ‌حكم العمليات الفدائية

- ‌حكم البيع والشراء مع اليهود والنصارى

- ‌حكم منع الزوج زوجته من زيارة والديها أو خدمتهما

- ‌حكم صلاة المنفرد خلف الصف

- ‌حكم استهلاك المال العام

الفصل: ‌كل إنسان ميسر لما خلق له

‌كل إنسان ميسر لما خلق له

قال: [وعن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة، فلما انتهينا إلى بقيع الغرقد -وهو مكان المقابر بجوار المسجد النبوي- قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعدنا حوله فأخذ عوداً فنكت به في الأرض -أي: ضرب به في الأرض- ثم رفع رأسه فقال: ما منكم من نفس منفوسة أي: مولودة- إلا قد علم مكانها من الجنة والنار، وشقية أو سعيدة، فقال رجل من القوم: يا رسول الله! ألا ندع العمل ونعمل على كتاب ربنا)؟ أي: نعمل بمقتضى الكتاب الذي كتب تحت العرش في اللوح المحفوظ؟ وليس هناك من يعلم إذا كان مكتوباً شقياً أو سعيداً؟ وهل هو من أهل الجنة أو من أهل النار؟ فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن من كان من أهل الجنة عمل بعمل أهل الجنة وصار إلى السعادة، ومن كان من أهل الشقوة عمل بعمل أهل الشقوة وصار إلى الشقوة.

قال: [(قال النبي عليه الصلاة والسلام: بل اعملوا فكل ميسر لما خلق له)]، أي: على كل واحد منا أن يعمل، فإنه إذا خلق للجنة فإنه ييسر لعمل أهل الجنة، وإذا خلق للنار في علم الله السابق فإنه ييسر لعمل أهل النار ويعمل به حتى يدخل النار، فمن كان من أهل الشقوة يسر لعملها، ومن كان من أهل السعادة يسر لعملها.

قال: [(ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل:5 - 10]).

وفي رواية: قال: (ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة، قالوا: يا رسول الله! ألا نتكل؟ -يعني: ألا تأذن لنا أن نتكل على هذا الكتاب المكتوب؟ - قال: لا، بل اعملوا فكل ميسر لما خلق له)] وهذا النص عن علي بن أبي طالب في الصحيحين.

وأما نص عمر السابق فتشهد له بقية الروايات وإن كان في الإسناد إليه انقطاع.

قال: [وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال: (أخذ بيدي علي رضي الله عنه فانطلقنا نمشي حتى جلسنا على شاطئ الفرات، فقال علي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من نفس منفوسة إلا قد سبق لها من الله عز وجل شقاءٌ أو سعادة، فقام رجل فقال: يا رسول الله! ففيم إذاً نعمل؟ قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له، ثم قرأ هذه الآيات: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} [الليل:5])].

ص: 5