المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌التعريف بالجهم والجهمية - شرح كتاب الإبانة من أصول الديانة - جـ ٦١

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ كتاب الرد على الجهمية باب التعريف بالجهم والجهمية

- ‌التعريف بالجهم والجهمية

- ‌اسم وكنية الجهم بن صفوان

- ‌نسبة الجهم ولقبه

- ‌نشأة الجهم وخروجه على بني أمية

- ‌الناحية العلمية عند الجهم بن صفوان

- ‌مناظرة الجهم لقوم من الزنادقة وبيان عقيدته

- ‌هلاك الجهم بن صفوان

- ‌من شيوخ الجهم بن صفوان: الجعد بن درهم

- ‌سلسلة التجهم المظلمة

- ‌نسبة الجعد ومذهبه وهلاكه

- ‌كلام العلماء في بيان ضلال الجهمية وكفرهم

- ‌أهم آراء جهم

- ‌نفيه لأسماء الله تعالى

- ‌نفيه لصفات الله تعالى

- ‌الإيمان عند الجهمية

- ‌قول الجهمية بالجبر، وإنكارهم الشفاعة والكرسي والاستواء وغير ذلك

- ‌مناظرة الجهم لقوم من السمنية

- ‌الآيات التي بنى عليها الجهم أصل مذهبه

- ‌الأسئلة

- ‌معنى الاستواء في قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى)

- ‌بيان عقيدة علماء دار العلوم

- ‌من صفات الدجال أنه أعور

- ‌حكم الصلاة في مكان أهله أشاعرة

- ‌حكم التجارة بالعملة

- ‌حكم تكفير الجماعات

- ‌نفي بعض الفرق لأسماء الله وصفاته لا يستلزم الخلود في النار

- ‌حكم استعمال السبحة

الفصل: ‌التعريف بالجهم والجهمية

‌التعريف بالجهم والجهمية

إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أما بعد: فهذا هو الجزء الثالث من كتاب الإبانة، وكان الأول بعنوان: الإيمان، والثاني بعنوان: الرد على القدرية، والثالث بعنوان: الرد على الجهمية، ويحسن بنا قبل الدخول في هذا القسم أن نميز الجهمية عن أهل السنة والجماعة؛ لأن الجهمية على أغلب أقوال أهل العلم إنما هم فرقة من الفرق الضالة الهالكة التي قال فيها النبي عليه الصلاة والسلام:(افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة)، فالجهمية على رأس هذه الفرق الهالكة الضالة؛ لأنها خالفت أهل السنة والجماعة في أصول معتقدهم، وكل شر لابد له من منشئ، ولابد له من مؤثر، ولابد له من رجل قال بقول عليك يخالف اعتقاد أهل السنة والجماعة، فكما أن المعتزلة لهم إمام في الاعتزال، والخوارج لهم إمامهم في مذهبهم، والشيعة لهم إمامهم، وغير ذلك من سائر الفرق، فكذلك الجهمية لهم إمام ينتسبون إليه وهو صاحب أصل هذا الضلال، وما من ساقطة في الأرض إلا ولها لاقطة كما قلنا من قبل مراراً، فما من أحد يقول قولاً إلا وله في الخلق أتباع مهما كان قوله.

والذي قرأ منكم أخبار يوم السبت في جريدة (أخبار اليوم) يعلم أن هناك رجلاً قد ادعى الألوهية وله أتباع كثر، وقد تسلح وتحدى العالم أجمع أن يقاتل ويفعل الأفاعيل؛ لأجل فرض إلهيته في الأرض، وهناك شخص قال: أنا نبي! فهذا الجهم إنما خرج على حين غفلة، فقد انتهز اضطراباً واختلافاً فخرج بأقواله، وغالباً إن لم يكن هذا أصل في أهل البدع أنهم لا ينشرون كلامهم علناً، وإنما يسلكون مسلك الدعوة الفردية، فيجلس معك على انفراد، ومع الآخر على انفراد، حتى إذا استقر له الأمر واستتب بدأ يعلن هذا هنا وهناك، ويبحث دائماً عن الشبهات ثم يلقيها على الناس الذين ليس عندهم جواب، ولذا فما من شبهة تلقى على قلبك ليس لها جواب إلا ولابد أن يتعلق شيء منها بقلبك، فيحسن بنا قبل الدخول في الرد على الجهمية أن نتعرف على الجهم الذي تنسب إليه هذه الفرقة، وعلى سيرته وتاريخه الطويل، وكيف خرج بهذه البدعة؟ وما هي أصول أفكاره التي خالف بها أهل السنة والجماعة؟ ثم ما هي فرقة الجهمية؟ وما هو كلامها؟ وما هي مخالفتها لأهل السنة والجماعة؟

ص: 2