المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تمني المنافقين وقوع المسلمين في الكفر الذي وقعوا فيه - شرح كتاب الإيمان الأوسط لابن تيمية - الراجحي - جـ ٥

[عبد العزيز بن عبد الله الراجحي]

فهرس الكتاب

- ‌[5]

- ‌ذكر صفات المنافقين في سورة النساء

- ‌تحاكم المنافقين إلى الطاغوت

- ‌عدم رضا المنافقين بحكم الله ورسوله

- ‌إنكار الله على المؤمنين بسبب اختلافهم في المنافقين

- ‌تمني المنافقين وقوع المسلمين في الكفر الذي وقعوا فيه

- ‌بيان الأصناف الذين نهى الله عن مقاتلتهم

- ‌الصفات التي استحق المنافقون بسببها التبشير بالعذاب الأليم

- ‌واجب المؤمن تجاه من يكفر بآيات الله ويستهزئ بها

- ‌تربص المنافقين بالمؤمنين والتمسك بالدنيا

- ‌خداع المنافقين وتذبذبهم وكسلهم في العبادات

- ‌المنافقون في الدرك الأسفل من النار

- ‌الأسئلة

- ‌مذهب مرجئة الفقهاء في حكم تارك الصلاة

- ‌حكم إدخال العلمانيين في المنافقين

- ‌حقيقة نسبة دعاء (يا حي يا قيوم) لشيخ الإسلام

- ‌عقيدة الرافضة في الإيمان

- ‌عقيدة أبي حنيفة في زيادة الإيمان ونقصانه

- ‌الفرق بين معرفة القلب وتصديقه

- ‌عقيدة شيخ الإسلام في فناء الجنة والنار

- ‌حكم اختبار عامة المسلمين في عقائدهم

- ‌حقيقة الوهابية

الفصل: ‌تمني المنافقين وقوع المسلمين في الكفر الذي وقعوا فيه

‌تمني المنافقين وقوع المسلمين في الكفر الذي وقعوا فيه

لقد بين سبحانه وتعالى شدة عداوة الكفار والمنافقين للمسلمين فقال سبحانه: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء:89] أي: الكفار يودون ويتمنون ويحاولون جاهدين ويبذلون وسعهم في أن يردوا المسلمين عن دينهم حتى يكونوا كفاراً مثلهم، قال سبحانه وتعالى في الآية الأخرى:{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:120] وقال سبحانه في الآية الأخرى: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة:217].

فإذاً: الكفار بجميع أصنافهم وطبقاتهم لا يودون الخير للمسلمين، فلا ينبغي للمسلم أن يركن إليهم.

وقال سبحانه في الآية الأخرى: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة:105] أي: أن المشركين لو يستطيعون أن يقطعوا المدد من السماء على المسلمين لقطعوه، لكن لا يستطيعون.

قوله: {فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ} [النساء:89] أي: كيف توالون الكفرة من اليهود النصارى والوثنيين، وهم هذه حالهم؟! وفي الآية الأخرى:{وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} [آل عمران:118] أي: يودون كل شيء يشق عليكم ويعنتكم ويؤذيكم، ويسعون في إيصاله إليكم، أَبعد هذا يركن المسلم إلى الكفرة ويتخذهم أولياء من دون المؤمنين؟! هذا كلام ربنا، ومن أصدق من الله قيلاً، ومن أحسن من الله حديثاً، فهذه نصيحة الله لعباده المؤمنين، فقد نصحنا سبحانه وتعالى وحذرنا من الأعداء فقال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} [آل عمران:118] أي: لا تتخذوا بطانة ودخلاء من الكفرة، تفاوضونهم وتسرون إليهم أموركم وتفوضون إليهم الأمور، وهم لا يقصرون في إيصال الأذى والشر إليكم بكل طريق.

ثم قال عز وجل: {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} [آل عمران:118] أي: ظهرت من أفواههم الكلمات التي تدل على البغضاء.

{وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} [آل عمران:118] أي: أعظم مما يبدو على فلتات ألسنتهم من كلمات تدل على البغضاء والعداوة وشدة الحقد.

ثم قال سبحانه: {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [آل عمران:118] آيات عظيمة لو تدبرها المسلمون حق التدبر وتعقلوها وتفهموها وامتثلوها لصاروا أعزة، لكن المصيبة أنا نقرأ الآيات وقلوبنا غافلة، ومن تدبر فإنه لا يطبق ولا يمتثل.

قال سبحانه: {فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء:89] أي: لا تتخذوا منهم أصحاباً وأصدقاء ونصحاء حتى يهاجروا في سبيل الله.

قال تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا} [النساء:89] هذا الأمر في سائر الكفار وهذا مع القدرة، وهذه الآية فيها النهي عن أن يتخذ المسلمون منهم أولياء وأنصاراً.

ص: 6