المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إخبار المسافر أهله بقدومه والنهي عن طرقهم ليلا - شرح كتاب الجامع لأحكام العمرة والحج والزيارة - حطيبة - جـ ٢

[أحمد حطيبة]

فهرس الكتاب

- ‌ آداب السفر [2]

- ‌تابع آداب السفر

- ‌التكبير عند الصعود والتسبيح عند الهبوط وعدم رفع الصوت بذلك

- ‌ما يقول من أشرف على قرية

- ‌كثرة الدعاء في السفر

- ‌إذا خاف أناساً أو غيرهم فيدعو الدعاء المأثور عند الخوف من عدو وغيره

- ‌خدمة المسافر الذي له نوع فضيلة

- ‌المحافظة على الطهارة وعلى الصلاة في أوقاتها

- ‌الإتيان بالذكر المأثور عند نزول المنزل

- ‌كراهة النزول في قارعة الطريق

- ‌استحباب نزول الرفقة مجتمعين وكراهة تفرقهم لغير حاجة

- ‌الاقتداء بالنبي في كيفية النوم للمسافر

- ‌سرعة الرجوع إلى الأهل بعد قضاء الحاجة

- ‌الذكر المأثور عند الرجوع من السفر

- ‌إخبار المسافر أهله بقدومه والنهي عن طرقهم ليلاً

- ‌استحباب تلقي المسافرين واستقبالهم

- ‌إسراع المسافر السير عند رؤية قريته حال قدومه إليها

- ‌أن يبدأ المسافر بالمسجد قبل أهله

- ‌إتيان البيوت من أبوابها لا من ظهورها

- ‌الدعاء بالتوبة عند دخول الأهل على المسافر

- ‌استحباب النقيعة وهي الإطعام

- ‌ذكر وفد الله وبيان إكرامه سبحانه لهم

- ‌من علامات القبول أن يكون بعد حجه خيراً مما كان قبله

الفصل: ‌إخبار المسافر أهله بقدومه والنهي عن طرقهم ليلا

‌إخبار المسافر أهله بقدومه والنهي عن طرقهم ليلاً

يستحب إذا قرب من وطنه أن يبعث إلى أهله من يخبرهم؛ لئلا يقدم بغتة، فإن كان في قافلة كبيرة واشتهر عند أهل البلد وصولهم ووقت دخلوهم كفاه ذلك عن إرساله معيناً.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينصح أصحابه ألا يطرق أحدهم أهله طروقاً، والآن قد يسر الله تعالى أمر الهاتف، فبإمكانك أن تتصل بأهلك وتقول: أنا الآن في المكان الفلاني راجع إليكم، وبهذا يكون أهل البيت قد عرفوا أنه سيقدم عليهم في وقت كذا، لكن لو فرضنا أنه لا يوجد هاتف والرحلة آتية في الوقت الفلاني، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم:(إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرقن أهله ليلاً)، وفي حديث أنس:(كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يطرق أهله ليلاً، وكان يأتيهم غدوة أو عشية).

أي: من أجل أن يستعد أهل البيت، فلعل المرأة لم تكن متزينة، ولعل البيت لم يكن مرتباً، وهو يكره أن يرى البيت على ذلك، فإذا أخبر أهله أو أرسل إليهم أو اتصل قبل أن يقدم عليهم فإنهم يجهزون أنفسهم لذلك، فلذلك يقول العلماء: يستحب أن يرسل إليهم من يخبر بقدومه في الوقت الفلاني مثلاً، لكن إذا كان في قافلة كبيرة آتية ومعروف ميعاد الرجوع، فلا حاجة إلى مثل ذلك إذا اشتهر ذلك.

فقوله: (إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرقن أهله ليلاً) إذا كان الأمر أنهم يعلمون أنه سيأتي الساعة الثانية عشرة بالليل مثلاً فله أن يطرق أهله ليلاً؛ لأن العلة في ذلك أنه قد يرى ما يؤذيه وقد يرى ما يزعجه إذا قدم بالليل، قد تكون المرأة نائمة فتقوم من النوم في هيئة هو يكره أن يراها على ذلك.

يقول جابر: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً) والطارق: هو القادم بالليل، ومنه قوله تعالى:{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ} [الطارق:1 - 3].

فهو نجم ثاقب، والنجم يكون بالليل وليس بالنهار، فكذلك هنا الطارق هو الإنسان الذي يأتي ليلاً، فيقول لنا جابر رضي الله عنه:(إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً؛ حتى تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة) أي: حتى تتزين المرأة لزوجها بأن تمشط شعرها، وكذلك تستحد المغيبة، أي: تزيل ما على جسدها من شعر.

ص: 15