الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري (8)
شرح حديث: ((بينا أنا نائم أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر .. )) وحديث: "قال في الدجال: ((إن معه ماء وناراً، فناره ماء بارد، وماؤه نار)) وحديث: ((ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور .. ) وبابٌ: لا يدخل الدجال المدينة، وباب: يأجوج ومأجوج.
الشيخ/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير
((ولكني سأقول لكم فيه قولاً لم يقله نبيٌ لقومه)) أُخبر النبي عليه الصلاة والسلام بصفته؛ لأن أمته سوف تبتلى به دون أمم الأنبياء السابقين، ((إنه أعور، وإن الله ليس بأعور)) الأعور: هو الذي لا يرى إلا بعينٍ واحدة، وسيأتي ما جاء في وصف عينيه.
شرح قوله: حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سالم عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((بينا أنا نائم أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر ينطف أو يهراق رأسه ماء قلت: من هذا؟ قالوا: ابن مريم، ثم ذهبت ألتفت فإذا رجل جسيم أحمر جعد الرأس أعور العين كأن عينه عنبة طافية، قالوا: هذا الدجال أقرب الناس به شبهاً ابن قطن رجل من خزاعة)).
قال: "حدثنا يحيى" ابن عبد الله بن بكير المخزومي، قال:"حدثنا الليث عن عقيل" ابن خالد "عن ابن شهاب عن سالم عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بينا أنا نائم رأيتني -يعني في النوم- أطوف بالكعبة، فإذا رجل آدم -أسمر- سبط الشعر -مسترسل الشعر غير جعد- ينطف أو يهراق -ينطف يعني يقطر- رأسه ماء، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا عيسى بن مريم عليه السلام" -رآه النبي عليه الصلاة والسلام يطوف بالبيت، "ثم ذهبت ألتفت فإذا رجل جسيم، أحمر اللون، جعد شعر الرأس، أعور العين، كأن عينه عنبة طافية)) بارزة عنبة طافية يعني بارزة، وهي غير الممسوحة التي لا ترى، العين اليمنى ممسوحة، هو أعور عين اليمنى، وهذه بارزة تتقد، وفي هذا التصوير من القبح ما فيه، ((كأنها عنبة طافية، قالوا: هذا الدجال أقرب الناس به شبها ابن قطن)) عبد العزى بن قطن بن عمرو، هلك في الجاهلية، رجل من خزاعة، وهذا لأنه رجلٌ كافر يشبه به كافر، وإلا قد يقول قائل: أن مثل هذا لو رأيت رجل من المسلمين عينٌ بارزة وعينٌ لا يرى فيها، هل تقول: إن هذا مثل الدجال؟ تشبه رجل مسلم بكافر؟ وتكون بذلك قد عبته بخلقته التي لا يد له فيها، لكن كافر بكافر لا بأس، من باب التشبيه والتقريب، هو يشبهه من كل وجه، هذا كافر وهذا كافر.
النبي عليه الصلاة والسلام رأى عيسى يطوف، ورأى أيضاً رجلاً جسيماً، أحمر، جعد الرأس، ومعلومٌ أن رؤيا الأنبياء حق، وقد حرم على الدجال أن يدخل مكة والمدينة، فكيف رآه بالرؤيا بمكة؟ يقول ابن حجر:"فيه دلالة على أن قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث أنه لا يدخل مكة دلالة على أن قوله عليه الصلاة والسلام أن الدجال لا يدخل المدينة ولا مكة يعني في زمن خروجه، ولم يرد بذلك نفي دخوله في الزمن الماضي" يعني لا يدخل مكة والمدينة إذا خرج في آخر الزمان، وأما قبل ذلك فلا مانع، بدليل أن النبي عليه الصلاة والسلام رآه في المنام ورؤيا المنام حق، أظن الجمع ظاهر.