المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الجامع لشعب الإيمان تأليف الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن الحُسين البيهقي 384 - شعب الإيمان - ط الرشد - جـ ١

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

الجامع لشعب الإيمان

تأليف

الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن الحُسين البيهقي

384 هـ - 458 هـ

الجزء الأول

حققه وراجع نصوصه وخرَّج أحاديثه

الدكتور عبد العلي عبد الحميد حامد

مكتبة الرُّشد

ناشرون

ص: 1

حقوق الطبع محفوظة

الطبعة الأولى

1423 هـ - 2003 م

مكتبة الرشد للنشر والتوزيع

* المملكة العربية السعودية - الرياض - طريق الحجاز

ص ب 17522 الرياض 11494 هاتف 4593451 فاكس 4573381

E- MAIL: alrushd@suhuf.net.sa

www.alrushd.com

* فرع مكة المكرمة: - هاتف 5585401 - 5583506

* فرع المدينة المنورة: - شارع أبي ذر الغفاري - هاتف 8340600

* فرع القصيم بريدة طريق المدينة - هاتف 2242214

* فرع أبها: - شارع الملك فيصل هاتف 2314307

* فرع الدمام: - شارع ابن خلدون - هاتف 8282175

وكلاؤنا في الخارج

* الكويت: - مكتبة الرشد - حولي - هاتف 2612247

* القاهرة: - مكتبة الرشد - مدينة نصر - هاتف 2744605

ص: 2

الجامع لشعب الإيمان

ص: 3

بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 4

‌كلمة الناشر

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين والمبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه ومن سار على منهجه واقتدى بهديه إلى يوم الدين.

أما بعد

فيسر مكتبة الرشد بالتعاون مع الدار السلفية بومباي الهند أن تقدم إلى المكتبة الإسلامية هدية نادرة من كتب التراث الإسلامي مطبوعة في صورة تروق عين الناظرين وترضي ذوق العلماء والباحثين وهي الموسوعة الحديثية العظيمة القدر الجامع المصنف في شعب الإيمان للإمام الحافظ المحدث أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (م 458). ونحمد الله عز وجل على فضله وإنعامه بأن وفقنا -بكرمه ولطفه- بإصدار هذا الكتاب بتحقيق علمي. ويعتبر ذلك نجاحا كبيرا وخطوة إلى الأمام في تنفيذ المشاريع العلمية التي تتبناها مكتبة الرشد من يوم نشأتها في مجال إحياء التراث الإسلامي.

وقد سبق أن أصدرت الدار أكثر من ثلاثمائة كتابٍ تتناول الموضوعات المختلفة من التفسير والحديث والعقيدة والفقه والفتاوى.

ونسأل الله سبحانه وتعالى العون والتوفيق والسداد في قيامنا بمزيد من الأعمال لخدمة الدين الإسلامي خالصة لوجهه الكريم.

الناشر

ص: 5

‌كلمة المحقق

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: - 102].

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70].

أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أما بعد!

فهذا هو كتاب "الجامع المصنف في شعب الإيمان" للإمام الحافظ أبي بكر أحمد ابن الحسين البيهقي، تقدمه الدار السلفية للقراء، ولعل ذلك يعتبر من أهم الشروعات العلمية التي يتم تنفيذها في هذه الدار التي عكفت منذ أول يوم نشأتها على إحياء التراث الإسلامي وإشاعة السنة النبوية والجهاد ضد البدع والخرافات

والكتاب يتناول موضوعا هاما يمس حياة المسلم على وجه هذه الأرض، فالله تبارك وتعالى خلق الجن والإنس ليعبدوه، وأرسل الرسل والأنبياء لهدايتهم إلى ما فيه صلاحهم وفلاحهم، وختم هذه الحلقة ببعث أفضل الأنبياء وسيد الرسل محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء يعلم البشر طريقة إقامة الصلة المطلوبة بين العبد وربه، كما أوضح معالم

ص: 7

الحياة السعيدة ونبه على أن مناط الفوز والخسران في الدار الآخرة يكون على نجاح الفرد أو فشله في الوفاء بالشروط والواجبات التي يتطلبها الإيمان بالله. وليس الإيمان عبارة عن التفوّه بكلمة الشهادة، ولا هو عبارة عن مجرد الطقوس والعبادات الظاهرة التي يأتي بها الإنسان. بل الإيمان عبارة عن مجموعة من الخصال والأعمال، تغطي جوانب الحياة كلها كما أشار إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:

"الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان".

وهذه الشعب أشار إليها النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم في أحاديثه. وقد حاول جمعها في كتاب بعض العلماء وأحسن ما ألف فيه على طريقة المحدثين هو هذا الكتاب الذي بين أيديكم الآن. وهو يطبع لأول مرة بالتحقيق العلمي.

والفضل يرجع في إخراجه إلى جهود الأخ الفاضل الشيخ مختار أحمد الندوي صاحب الدار السلفية الذي عرف بجهوده المخلصة لإشاعة السنة النبوية وهدم البدع الذميمة في الهند وخارجها.

وأريد أن أعبر عن خالص شكري للأخ الفاضل الشيخ مختار أحمد الندوي الذي رآني أهلًا لهذا العمل ووضع ثقته فيّ. وأرجو أن أكون وفقت في إنجاز ما عهد إليّ من العمل.

كما أشكر أولاده الثلاثة -أسلم وأكرم وأرشد- الذين قاموا بجانبي طوال مدة العمل يحاولون تذليل الصعاب وإزالة العقبات التي كانت تعرقل سبيلنا، كما حاولوا أن يخففوا عني وطأة المسئوليات الاجتماعية. فجزاهم الله وأطال عمرهم وكتب لهم النجاح والسعادة.

وأود أن أشكر الأستاذ الفاضل الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي -حفظه الله- الذي قام بالتعاون معنا في إخراج هذا الكتاب، وأخبرنا عن نسخ الكتاب ومواضع وجودها، وساعدنا في الحصول على صور منها. وكان لتوجيهاته ونصائحه المخلصة فائدة كبيرة في عملنا. فجزاه الله أحسن الجزاء وأفادنا بعلمه.

ص: 8

وكذلك أشكر الأستاذ الفاضل صبحي السامرائي -حفظه الله- الذي تكرم بإهداء صور "الجامع المصنف لشعب الإيمان" من مكتبته الخاصة كما زودنا بكتب أخرى هامة استفدنا منها في إخراج هذا الكتاب.

كما أشكر الزملاء الذين اشتركوا معي في العمل وهم: السيد/ ضياء الحسن السلفي الذي قام بنسخ الكتاب من المخطوطات، وقام بعمل فهارس ومراجعتها لتخريج أحاديث شعب الإيمان، والسيد/ زكي إختر الذي قام بإعداد فهرس كامل لرجال الكتاب، كما أعد فهرسًا منفصلًا لشيوخ البيهقي الذين يبلغ عددهم حوالي مائتي شيخ، وساهم في البحث عن تراجمهم في كتب التاريخ.

والسيد خورشيد أنور الذي قام بصف الحروف على الكمبيوتر وإعطاء الكتاب شكله النهائي.

أشكر كل هؤلاء وغيرهم ممن ساهم في إخراج هذا الكتاب. وأدعو الله أن يثيبهم على ما قاموا به من عمل ويكتب لهم التوفيق والسعادة.

وضعت في أول الكتاب فصلين يتناول أحدهما ترجمة المؤلف والآخر كتابه الذي نحن بصدد نشره. وقد كتب كثير من العلماء، الذين قاموا بتحقيق كتب البيهقي ونشرها -أخيرًا- ترجمته، ولكن أحسن ما رأيت هو ما كتب أستاذي الجليل السيد أحمد صقر في مقدمة كتاب "معرفة السنن والآثار" ولقد استفدت من كلامه واقتبست منه.

وأرجو الله أن يوفقني للسداد ويعصمني من الخطأ والزلل، ويقبله مني. إنه على كل شئ قدير.

وصلى الله على النبي الأمي وعلى آله وأصحابه وأهل بيته أجمعين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

عبد العلي عبد الحميد حامد

ص: 9

‌الفصل الأول

ترجمة المؤلف

هو الإمام، العلامة، الحافظ، المحدث، الفقيه، الأصولي، الزاهد، أبو بكر أحمد ابن الحسين بن علي بن موسى البيهقي الخسروجردي.

ونسبته إلى بيهق، قال ياقوت: ناحية كبيرة، وكورة واسعة، كثيرة البلدان والعمارة من نواحي نيسابور، وتشتمل على ثلاثمائة واحدى وعشرين قرية بين نيسابور وقومس وجوين، بين أول حدودها ونيسابور ستون فرسخًا، وكان قصبتها أولاً "خسروجرد"، ثم صارت "سبزوار".

وأول حدود بيهق من جهة نيسابور آخر حدود ريوند إلى قرب دامغان خمسة وعشرون فرسخاً طولا وعرضها قريب منه

إلى أن قال:

"وقد أخرجت هذه الكورة من لا يحصى من الفضلاء، والعلماء، والفقهاء، والأدباء، ومع ذلك فالغالب على أهلها مذهب الرافضة الغلاة

(1)

".

ولد الإمام البيهقي في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة في شمعبان، وتوفي سنة ثمان وخمسين وأربعمائة في جمادى الأولى. عاش 74 سنة. وقف حياته كلها في خدمة العلم، في البحث والدراسة، والتصنيف والتأليف، والإفادة والتدريس. ساعده على ذلك القناعة باليسير، والتجمل بالزهد والورع. كانت نفسه أشربت حب العلم والمعرفة فأحاطها من جميع أقطارها، وملك خوف الله عز وجل ومحبة دينه قلبه من كل جانب فلم يترك فيه مكانا للدنيا وأسبابها، ولذائذها ومنافعها. فركز همومه وصرفها إلى جهة واحدة هي العمل على بث العلم، وإفادة الناس، ونشر السنة

(1)

"معجم البلدان"(1/ 537 - 538).

ص: 11

والدفاع عنها، والحرب ضد من تسول له نفسه النيل منها، أو الغض من شأنها. وكان في ذلك كله متدرعًا بسلاحٍ من التقوى والورع والتواضع وكسر النفس، مع نزاهة القصد، وخلوص النية، وسعة الاطلاع، وقوة الحفظ، ودقة الفهم.

كان أول سماعه للحديث في سنة تسع وتسعين وثلاثمائة وهو ابن خمس عشرة سنة

(1)

ورحل وطوف الآفاق في طلب العلم، فسافر إلى العراق والجبال والحجاز، وتجول في قراها ومدنها كنوقان وإسفرايين ونيسابور، والطابران، والدامغان، وبغداد، والكوفة، ومكة، وسمع من شيوخها، وأفاد واستفاد.

وبعدما حصل على بغيته، وسكنت نفسه المتعطشة إلى الطلب والحصول رجع إلى موطنه، وعكف فيه يبث ما كان جمعه من العلوم فأقبل على التأليف والتصنيف والبحث والتدريس بنفس مطمئنة راضية لا يقلقها طلب معاش، وفكر متجمع لا يشوشه فكرة مال ولا تجارة، ولا التقرب إلى ذي سلطان. وهذه ميزة يتعجب منها الإنسان حينما يرى أن العصر الذي عاشه كان يسوده قدر غير قليل من الفتن والقلاقل السياسية والدينية.

‌عصره:

عاش البيهقي في فترة كانت من أشد الفترات اضطرابًا، وأكثرها فتنًا وقلاقل. كانت بلاد المسلمين كلها تموج بالفتن، وكان الوضع السياسي غير مستقر، فضعف الخلافة المركزية في بغداد أتاح لكل مغامر فرصة للوثوب على الحكم، واقتطاع جزء من الأرض لإقامة دولة جديدة. وهكذا كثرت الدويلات في طول البلاد وعرضها، ولم تكن العلاقات بينها تقوم على مودة وصفاء، وتفاهم وتعاون، بل كان يجري بينها حروب متواصلة مما قضى على الأمن والسلام، وأصبح الناس يعيشون في خوف دائم وقلق مستمر. وصار بلاط الأمراء والوزراء مسرح مؤامرات ومكيدات. ولم يكن يهم الإمام البيهقي ما كان يجري في الدوائر السياسية، ولكن كان عصره يموج بنوع

(1)

"السير"(18/ 164).

ص: 12

آخر من الفتن كان كل عالم مخلص يقلق لها. كانت الأمة الإسلامية انقسمت إلى معسكرات متناحرة متقاتلة

(1)

، فهناك طائفة الشيعة في حرب مع أهل السنة، وهؤلاء في مناظرة مع المعتزلة، وأهل السنة أنفسهم لم يكونوا متوافقين فيما بينهم، مجتمعين على كلمة واحدة. فكانت العلاقات بينهم عبارة عن مطارحات ومناقشات كانت سرعان ما تتحول إلى قتال دامٍ. وكانت الوحدة التي دعا إليها الإسلام اختفت، والألفة بين الناس تلاشت، وعواطف الأخوة والمحبة انعدمت، ومات الشعور بالتعاون والتضامن، وحل مكانه الشعور بالأنانية، والتفرق والتشتت والكراهية والحقد، والاختلاف والتحازب. وكانت النتيجة أن ضعفت شوكة المسلمين، وانعدم ذلك الرعب الذي نصر الله به هذه الأمة، وذهبت ريح المسلمين طبقًا لما أنذر الله في كتابه حين قال:{وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}

(2)

.

وكان العلماء أهملوا واجبهم، فبدلاً من أن يعملوا على تأليف القلوب والإصلاح بين الناس، صاروا في مقدمة الذين يوقدون نيران الفتن، أو ينضمون للقائمن عليها.

وهذا التشتت في صفوف الأمة أدى إلى ضعف بين أدركه أعداء الإسلام الذين كانوا يتربصون بالمسلمين، فاغتنموا ذلك، وأعدوا عدتهم، وبدأوا حملاتهم، وأذاقوا المسلمين أنواعا من العذاب من القتل والأسر والتشريد.

وكان الخلفاء والأمراء والسلاطين يخوضون أحيانًا غمار هذه الفتن. وكان انحيازهم إلى طائفة ما يعني غلبتها وانتصارها من مخالفيهم الذين كانوا يتعرضون لأقصى المحن والبلايا على أيديهم. فمثلا كان هوى الخليفة القادر بالله مع أهل السنة وقام بنصرتهم في أكثر من موقع، ففي سنة ثمان وأربعمائة وقعت فتنة عظيمة في بغداد بين أهل السنة والشيعة قتل فيها عدد كبير من الخليقة، فتدخل الخليفة، وطرد زعماء الباطنية والجهمية والمشبهة، واستتاب فقهاء المعتزلة فأظهروا الرجوع، وتبرءوا من

(1)

انظر "الكامل" لابن الأثير و"البداية والنهاية" لابن كثير و"شذرات الذهب" حوادث سنة 408 هـ، 420 هـ، 458 هـ.

(2)

الأنفال (8/ 46).

ص: 13

الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام -وتبع السلطان محمود بن سبكتكين- وهو الحاكم على خراسان، خطوة الخليفة، فسعى في قتل المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة، وصلبهم وحبسهم، ونفاهم وأمر بلعنهم على المنابر، وأبعد جميع طوائف أهل البدع، ونفاهم عن ديارهم.

ولم يكتف الخليفة على ما فعل من استتابة المعتزلة وطرد زعماء أهل البدع، فجمع كتابا في مظاهرة أهل السنة، فيه الرد على أهل البدع وتفسيق من قال بخلق القرآن، وأمر بجمع العلماء والأعيان من كل الفرق، وقرئ عليهم الكتاب، وأخذت عهودهم ومواثيقهم بالموافقة عليه.

ثم تقدم الخليفة خطوة أخرى فعزل خطباء الشيعة وولى خطباء السنة وعلى تشجيع من الخليفة اضطهد السلطان محمود بناحية من الري بطائفة من الباطنية، وأحل بهم قتلا ذريعا وصلبا شنيعا.

وهكذا تمتع أهل السنة بنوع من حماية الدولة وأفادوا منها وانتفعوا بها في تنكيل معارضيهم، ولكن لم تدم هذه الحماية، ودالت الدولة عليهم فمات الخليفة المنتصر لهم، وزالت دولة بني سبكتكين، واستولى آل سلجوق على الملك في خراسان، ووجدت أهل التشيع والرفض والاعتزال الفرصة فانتصروا من أهل السنة، وكالوا لهم الكيل، وأشعلوا بمساعدة الحكام نيرانا للفتن اصطلى فيها البيهقي نفسه مع غيره من العلماء فعُذّبوا، وطُردوا من ديارهم، وسُجنوا ونُهبت بيوتهم، وأُبعدوا عن الوظائف ولا سيما الخطابة، وأُحل غيرهم محلهم.

حدث ذلك في سنة خمس وأربعين وأربعمائة وكان طغرلبك سلطان الوقت وكان رجلاً سنيا حنفيا. والأحناف كانوا معروفين بلين الجانب مع المعتزلة بخاصة

(1)

فانتهز هؤلاء الفرصة وتقربوا إلى وزيره عميد الملك أبي نصر محمد بن نصر الكندري الذي يقول عنه السبكي

(2)

الذي ذكر هذه الفتنة بإسهاب -إنه كان معتزليا، رافضيا،

(1)

انظر "السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي"(ص 242).

(2)

"طبقات الشافعية"(2/ 270) وانظر فيه خبر هذه الفتنة.

ص: 14

خبيث العقيدة. كان جمع أنواعا من النقائص والنقائض، فكان يقول بخلق الأفعال وغيره من قبائح القدرية، وسبّ الشيخين وسائر الصحابة وغير ذلك من قبائح شر الروافض، وتشبيه الله بخلقه وغير ذلك من قبائح الكرامية والمجسمة.

فاجتمع حوله طوائف من القدرية والباطنية وتظاهروا بالانتساب إلى المذهب الحنفي. وتقربوا إليه، وما زالوا يمكرون ويدبرون حتى أغروه بالتوسل لدى السلطان، إقناعه بسب المبتدعة على المنابر في أيام الجمع، فأصدر أمره بذلك. فاتخذ الكندري ومعارضو الأشعريين ذلك وسيلة إلى سبّ أبي الحسن الأشعري على المنابر وأحلوا بأصحابة من الشافعية أنواعا من النكال بالإهانة والأذى، والضرب والسجن، والمنع من الوعظ والتدريس، والإقصاء عن الوظائف ولا سيما الخطابة وإحلال الأحناف محلهم. ونسبوا إلى الأشعري أقوالاً لم يقلها، فقالوا إنه يقول إن نبوة النبي صلى الله عليه وسلم انتهت بموته، إن الله تعالى لا يجازي المطيعين على إيمانهم وطاعتهم، ولا يعذب الكفار والعصاة على كفرهم ومعاصيهم، إن موسى عليه السلام لم يسمع كلام الله عز وجل، وإن القرآن لم يكن بين الدفتين، وليس القرآن في المصحف. واتهموا الأشعري أيضًا بأنه يقول بتكفير العوام.

وقد ردّ على هذه الاتهامات الباطلة أبو القاسم القشيري في رسالة وجهها إلى علماء البلاد وسماها "شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من الفتنة"

(1)

وأثارت الرسالة مشاعر العلماء فكتبوا إلى الوزير يطلبون منه إخماد نيران هذه الفتنة التي طار شررها في الآفاق في خراسان والشام والعراق والحجاز ومن الذين كتبوا إليه أبو إسحاق الشيرازي، والقاضي الدامغاني. والبيهقي، ولم يكن لهذه الرسائل أثر في نفس الكندري وعملائه. وسدروا في غيهم، وتمادوا في عدوانهم حتى ضاقت على أهل السنة الأرض بما رحبت، واضطروا إلى الفرار بأنفسهم وأهاليهم فمنهم من خرج إلى العراق، ومنهم من ذهب إلى الحجاز وكان فيمن ذهب إلى الحج الحافظ أبو بكر البيهقي، والأستاذ أبو القاسم القشيري، وإمام الحرمين أبو المعالي الجويني. ويقال

(1)

انظر نص هذه الرسالة في المرجع المذكور (2/ 275 - 288).

ص: 15

جمعت تلك السنة أربعمائة قاض من قضاة المسلمين من الشافعية والحنفية

(1)

هجروا بلادهم بسبب عدوان الوزير الكندري وعملائه.

وقدر الله أن يموت السلطان طغرلبك في عام 455 هـ وأن يتولى الملك بعده ابنه ألب أرسلان، ولم يمض شهور حتى نقم السلطان الجديد على الكندري وعزله وولى الوزارة مكانه نظام الملك، وأمره بالقبض على الكندري، وسجنه ومصادرة أمواله ثم قتله. وأبطل الوزير الجديد ما كان بدأ الكندري من سبّ الأشاعرة على المنابر، وانتصر للشافعية وأكرم علمائهم.

في هذا العصر المليء بالمحن والفتن عاش الإمام البيهقي، وجاهد وكافح في سبيل مناصرة السنة. وألف كتبا في علوم الحديث والفقه وأصول الدين والزهد. وهذه النواحي الأربعة هي أبرز ما عنده ولذلك نود أن نخصص كل واحد منها بالكلام على وجه الاختصار.

(أ) البيهقي وعلم الحديث:

يبدو أن علم الحديث كان أول ما استرعى انتباه البيهقي وجذبه إليه فاندفع في تعلمه وتلقيه من الشيوخ برغبة شديدة وطموح جامح. فبدأ السماع وهو لا يزال في مقتبل الشباب في الخامسة عشرة من عمره، واستمر يقصد الشيوخ الكبار ويضرب أكباد الإبل إلى المدن البعيدة في طلب الحديث النبوي حتى تم له ما أراد، وأتقن علم الحديث وتبحّر فيه، وصار له في ذلك مكانة مرموقة ومنزلة عالية، وقد اعترف بفضله، وعلو درجته في علم الحديث، ومعرفة الوجوه والأسانيد، وإتقانه صناعة المحدثين الشيخ أبو محمد الجويني والد إمام الحرمين أبي المعالي الجويني الذي كان بدأ بتاليف كتاب سماه "بالمحيط" وعزم فيه على عدم التقيد بالمذهب، فلما اطلع البيهقي على الأجزاء الأولى من هذا الكتاب، رأى فيه أوهامًا حديثية فبادر بالكتابة إليه يبين له ذلك، ويوضح ما كان خفي على أبي محمد من معرفة علوم الحديث. فلما

(1)

نفس المرجع (2/ 272).

ص: 16

وصلت الرسالة

(1)

إلى أبي محمد ما كان منه إلا التوقف عما كان عزم عليه، والاعتراف بمبلغ علم البيهقي في الحديث.

وقال البيهقي في رسالته: "وقد علم الشيخ -أدام الله توفيقه- اشتغالي بالحديث واجتهادي في طلبه، ومعظم مقصودي فيه في الابتداء التمييز بين ما يصح الاحتجاج به من الأخبار وبين ما لا يصح".

وقد نعى على الفقهاء عدم خبرتهم بالحديث وعدم الدقة في نقل الألفاظ مما يعطي المعارضين للشافعي الفرصة للكلام عليه. بينما كان منهج الإمام التمسك بما صح من السنة وترك العمل برواية الضعفاء والمجهولين.

ثم وضح أن كل عالم يريد أن يشتغل بالحديث ويتكلم في متونه عليه أن يعلم مبدئيا أن الأحاديث المرفوعة على ثلاثة أنواع.

1 -

نوع اتفق أهل العلم به على صحته.

2 -

ونوع اتفقوا على ضعفه.

3 -

ونوع اختلف في ثبوته.

فبعضهم يضعف بعض رواته بأسباب ظهرت له وخفيت على غيره، أو علل اطلع عليها فاتت من عداه. وكان البيهقي من أول أمره مولعا بالجمع والتصنيف لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتمييز بين الصحيح والضعيف، كما عبر عن ذلك بنفسه، فيقول في كتابه "معرفة السنن والآثار":"وإني مذ نشأت وابتدأت في طلب العلم، أكتب أخبار سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى آله أجمعين، وأجمع آثار الصحابة الذين كانوا أعلام الدين، وأسمعها ممن حملها. وأتعرف أحوال رواتها من حفاظها، وأجتهد في تمييز صحيحها من سقيمها، ومرفوعها من موقوفها، وموصولها من مرسلها".

(1)

وقد ذكر السبكي في "طبقات الشافعية"(3/ 210 - 217)"الرسالة" كاملة.

ص: 17

كما أشار إلى منهجه في التأليف فيما يتعلق بقبول الأخبار وردها. فقال في مقدمة "دلائل النبوة"

(1)

: "وعادتي في كتبي المصنفة في الأصول والفروع الاقتصار من الأخبار على ما يصح منها دون ما لا يصح، أو التمييز بين ما يصح منها وما لا يصح، ليكون الناظر فيها من أهل السنة على بصيرة لما يقع الاعتماد عليه ولا يجد من زاغ قلبه من أهل البدع عن قبول الأخبار مغمزا فيما اعتمد عليه أهل السنة من الآثار".

وأضاف قائلا: "ومن وقف على تمييزي في كتبي بين صحيح الأخبار وسقيمها -وساعده التوفيق- علم صدقي فيما ذكرته. ومن لم ينعم النظر في ذلك ولم يساعده التوفيق فلا يغنيه شرحي لذلك وإن أكثرت، ولا إيضاحي له وإن بلغت كما قال الله عز وجل:{وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ}

(2)

".

وتوفرت له الوسائل الكفيلة لبلوغ هذه الدرجة من الإتقان والخبرة في علوم الحديث بأن رزقه الله شيوخا كانوا بلغوا الغاية في هذا الفن، ولما أحسوا منه الرغبة الصادقة واكتشفوا مواهبه، عنوا به عناية بالغة وقاموا بتدريبه على أحسن وجه، وأعدوه أكمل إعداد، لكي يكون خلفا من بعدهم في بث العلم وإذاعة السنة، على بصيرة ومعرفة.

وقد ظفرت مؤلفات البيقهي في الحديث بإعجاب العلماء وتقديرهم قديما وحديثا، فقال النووي: إن الحفاظ متفقون على أنه أشد تحريا من أستاذه وشيخه الحاكم أبي عبد الله صاحب "المستدرك"

(3)

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاواه (32/ 240) البيهقي أعلم أصحاب الشافعي بالحديث. ولقبه ابنه أبو علي شيخ القضاة "بشيخ السنة"

(4)

، ولقبه أستاذنا السيد أحمد صقر

(5)

في العصر الحديث "بمنظم السنة"،

(1)

انظر "المدخل إلى دلائل النبوة"(تحقيق أستاذنا السيد صقر)(ص 58، 59).

(2)

سورة يونس (10/ 101).

(3)

"تدريب الراوي"(1/ 156) نقلا عن المجموع شرح المهذب.

(4)

تبيين كذب المفتري (266).

(5)

مقدمة "دلائل النبوة"(7).

ص: 18

لجهوده في تنظيم السنة وتقريبها إلي طلابها. ورجع كماله وفضله في هذا المجال إلى شيوخه الذين تدرب على أيديهم البيهقي، والذين عنوا بالبيهقي المتعلم لما رأوا فيه من الاهتمام بهذا العلم. وفي مقدمة هؤلاء الشيوخ:

1 -

أبو عبد الله الحاكم، محمد بن عبد الله بن محمد بن حَمدوَيْه، النيسابوري، الملقب بابن البيّع (321 - 405 هـ)

(1)

.

صاحب "المستدرك على الصحيحين" وشيخ المحدثين في عصره. طلب الحديث في صغره بعناية والده وخاله. وكان أول سماعه في سنة ثلاثين ولحق الأسانيد العالية بخراسان، والعراق وما وراء النهر، يقال إنه سمع من نحو ألفي شيخ.

وحدث عن أبي العباس الأصم، وأبي عبد الله بن الأخرم، ومحمد بن أحمد بن بالويه الجلاب، وأبي بكر أحمد بن إسحاق الصبغي، وأمم سواهم.

روى عنه الدارقطني -وهو من شيوخه- وأبو يعلى الخليلي، وأبو القاسم القشيري، وأبو ذر الهروي، وأبو بكر البيهقي وخلق سواهم.

وصنف وخرج، وجرح وعدل، وصحح وعلل، وكان من بحور العلم على تشيع قليل منه.

كان يقول: شربت ماء زمزم وسألت الله أن يرزقني حسن التصنيف

(2)

.

قال ابن طاهر: سألت سعد بن علي الحافظ عن أربعة تعاصروا أيهم أحفظ؟

(1)

ترجمه في "تاريخ بغداد"(5/ 473، 474)، "الأنساب"(2/ 400 - 402 البيع) تبيين كذب المفتري (227 - 231)، "وفيات الأعيان"(4/ 280 - 291)، "السير"(17/ 162 - 177)، "التذكرة"(3/ 1039 - 1043)، "الميزان"(3/ 608)، "الوافي"(3/ 320 - 321)، "التقييد"(1/ 64)، "طبقات السبكي"(3/ 64 - 72)، "طبقات ابن قاضي شهبة"(1/ 189 - 191)، "شذرات الذهب"(3/ 176)، "تاريخ التراث العربي"(1/ 454 - 457).

(2)

انظر "تبيين كذب المفتري"(228)، "الأنساب"(2/ 401)، "السير"(17/ 171)، "تذكرة الحفاظ"(3/ 1044)، "طبقات السبكي"(3/ 66).

ص: 19

قال. من؟

قلت: الدارقطني، وعبد الغني، وابن منده، والحاكم.

قال: أما الدارقطني فأعلمهم بالعلل، وأما عبد الغني فأعلمهم بالأنساب، وأما ابن منده فأكثرهم حديثا مع معرفة تامة. وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفا

(1)

.

قال الخطيب: كان من أهل العلم والفضل والمعرفة والاطلاع

(2)

.

وقال عبد الغافر: هو أمام أهل الحديث في عصره، العارف به حق معرفته

(3)

.

له مؤلفات كثيرة يقال إنها خمسمائة جزء، وقيل ألف جزء، وقيل ألف وخمسمائة جزء

(4)

. منها:

1 -

المستدرك على الصحيحين: قصد فيه جمع أحاديث صحت على شرط

الشيخين -البخاري ومسلم- أو على شرط أحدهما ولم يخرجاه، ولكنه لم يلتزم بمنهجه فأخرج فيه أشياء كثيرة من الضعيف والموضوع وانتقده العلماء لذلك.

وقيل في الدفاع عنه أنه لم يجد فرصة لإعادة النظر فيما كتب، فمات ولم يبيض المسودة، والله أعلم.

2 -

معرفة علوم الحديث.

3 -

تاريخ نيسابور.

4 -

الإكليل.

5 -

المدخل إلى الصحيح.

6 -

فضائل الشافعي. وغير ذلك. روى عنه البيهقي فأكثر ومعظم الروايات في هذا الكتاب عنه.

(1)

"السير"(17/ 174)، "تذكرة الحفاظ"(3/ 1045)، "طبقات السبكي"(3/ 66).

(2)

"تاريخ بغداد"(5/ 473).

(3)

"تذكرة الحفاظ"(3/ 1043)، "السير"(17/ 169).

(4)

"طبقات ابن قاضي شهبة"(1/ 190).

ص: 20

2 -

علي بن أحمد بن عبدان بن الفرج، أبو الحسن الأهوازي، الشيرازي (م 415 هـ)

(1)

.

ثقة، مشهور، عالي الإسناد، سمع أحمد بن عبيد الصفار وأبا القاسم الطبراني وعدة. أكثر عنه البيهقي في هذا الكتاب.

3 -

أبو علي الروذباري، الحسين بن محمد بن محمد بن علي بن حاتم، الطوسي

(2)

(م 403 هـ).

سمع إسماعيل الصفار، وأبا بكر بن داسة، وعبد الله بن عمر بن شوذب وطائفة. حدث بسنن أبي داود بنيسابور، وعقد له مجلس في الجامع، ثم مرض ورد إلي وطنه بالطابران وتوفي هناك.

حدث عنه الحاكم -وهو من أقرانه- والبيهقي وعدد كثير.

أكثر عنه البيهقي في هذا الكتاب.

4 -

علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، أبو الحسن، الأموي، البغدادي

(3)

(328 - 415 هـ).

قال الخطيب: كان تامّ المروءة، ظاهر الديانة، صدوقا، ثبتا.

وقال الذهبي

(4)

: روى شيئا كثيرا على سداد وصدق وصحة رواية. وكان عدلا وقورا.

سمع من أبي جعفر بن البختري، وإسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك وعدة

(1)

ترجمته في "تاريخ بغداد"(11/ 329)، "تاريخ جرجان"(548)، "السير"(17/ 397).

(2)

ترجمته في "الأنساب"(6/ 187 - 188)، " التقييد"(1/ 303)، "السير"(17/ 219)،

"شذرات"(3/ 168).

(3)

ترجمته في "تاريخ بغداد"(12/ 98)، "السير"(17/ 311 - 312)، "شذرات"(3/ 203)، "تاريخ التراث"(1/ 469).

(4)

"السير"(17/ 312).

ص: 21

حدث عنه الخطيب، والحسن بن البناء، وعاصم بن الحسن وغيرهم. أكثر عنه البيهقي في هذا الكتاب.

5 -

أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود بن علي، العلوي، الحسني، النيسابوري

(1)

(م 401 هـ).

رئيس السادة. سمع أبا حامد بن الشرقي، ومحمد بن الحسين القطان، وأبا بكر بن دلويه الدقاق، وعدة.

حدث عنه الحاكم والبيهقي -وهو أكبر شيخ له- ومحمد بن القاسم الصفار وخلق سواهم.

ذكره الحاكم في تاريخه فقال: هو ذو الهمة العالية، والعبادة الظاهرة. وكان يسأل أن يحدث فلا يحدث، ثم في الآخر عقدتُ له مجلس الإملاء، وانتقيت له ألف حديث. وكان يعد في مجلس ألف محبرة، فحدث وأملى ثلاث سنين

(2)

.

روى عنه البيهقي كثيرا في هذا الكتاب.

6 -

محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل أبو الحسين، القطان، البغدادي

(3)

(335 - 415 هـ).

سمع وهو ابن خمس سنين من إسماعيل الصفار -وهو أكبر شيخ له- وعبد الله ابن جعفر بن درستويه الفارسي، وروى عنه تاريخ الفسوي.

وهو مجمع على ثقته. أكثر البيهقي الرواية عنه في هذا الكتاب، ومعظم أحاديث الفسوي عنده من طريقه.

(1)

ترجمته في "السير"(17/ 98)، "الوافي"(2/ 373)، "طبقات السبكي"(2/ 150)، "شذرات"(3/ 162).

(2)

راجع "السير"(17/ 99)، و"طبقات السبكي"(2/ 150).

(3)

ترجمته في "تاريخ بغداد"(2/ 249 - 250)، "الأنساب"(10/ 452 - 453)، "السير"(17/ 331)، "التقييد"(1/ 49)، "شذرات"(3/ 203).

ص: 22

7 -

الحسين بن الحسن بن محمد بن حلبس، أبو عبد الله المخزومي، الغضائري، البغدادي

(1)

(م 414 هـ).

كان ثقة، فاضلا. والغضائري نسبة إلى الغضارة، وهو إناء يؤكل فيه الطعام، سمع إسماعيل بن محمد الصفار، وأبا عمرو بن السماك، وجعفر الخلدي وغيرهم.

روى عنه البيهقي كثيرا في هذا الكتاب.

8 -

أبو حازم العبدويي، عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه، النيسابوري

(2)

(م 417 هـ).

ولد بعد سنة 320 هـ، وتميز في علم الحديث وكتب العالي والنازل، وجمع وخرج.

قال الخطيب: لم أر أحدا أطلق عليه اسم الحافظ غير رجلين: أبو نعيم وأبوحازم العبدويي.

سمع من أبي بكر الإسماعيلي، وأبي أحمد الحاكم، وأبي عمرو بن مطر، وطبقتهم.

وقال: كتبت بخطي عن عشرة من شيوخي عشرة آلاف جزء، عن كل واحد ألف جزء.

قال الخطيب: كان أبو حازم ثقة، صادقا، حافظا، عارفا

(3)

.

وقال الذهبي: من ورعه أنه ما حدث عن الصِّبغي ولا عن حامد الرفَّاء لصغره، وكانا أكبر مشايخه

(4)

.

أكثر عنه البيهقي الرواية في هذا الكتاب.

(1)

ترجمته في "تاريخ بغداد"(8/ 34)، "الأنساب"(10/ 52)، "السير"(17/ 327 - 328)، "شذرات"(3/ 200).

(2)

ترجمته في "تاريخ بغداد"(1/ 272)، "الأنساب"(9/ 189)، "تبيين كذب المفتري"(241)، "التذكرة"(3/ 1072)، "السير"(17/ 333 - 336)، "طبقات السبكي"(4/ 7 - 8)، "شذرات"(3/ 208)، "البداية والنهاية"(12/ 12).

(3)

"تاريخ بغداد"(11/ 272).

(4)

"السير"(17/ 335).

ص: 23

9 -

يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، أبو زكريا بن أبي إسحاق، النيسابوري

(1)

(333 - 414 هـ).

شيخ التزكية في بلده، الشيخ الإمام الصدوق، القدوة العالم.

حدث عن أبي العباس الأصم، وأبي عبد الله بن الأخرم، ومحمد بن علي بن

دحيم، وغيرهم. وأملى مدة على ورع وإتقان، وكان شيخا ثقة، نبيلا، خيّرًا، زاهدا، ورعا، متقنا. ما كان يحدث إلا وأصله بيده يعارض. حدث بالكثير. وكان بصيرا بمذهب الإمام الشافعي. تفقه على أبي الوليد حسان بن محمد.

10 -

محمد بن الفضل بن نظيف، أبو عبد الله، المصري، الفراء

(2)

(341 - 431 هـ).

قال الذهبي: تفرد في الدنيا بعلوّ الإسناد

(3)

.

سمع من أبي الفوارس أحمد بن محمد بن السندي الصابوني، والعباس بن محمد ابن نصر الرافقي، وأحمد بن محمد بن أبي الموت المكي، وغيرهم.

حدث عنه البيهقي وأبو القاسم القشيري، والقاضي أبو الحسن الخلعي، وغيرهم.

قال أبو إسحاق الحبال: كان أبو عبد الله بن نظيف يصلي بالناس في مسجد عبد الله سبعين سنة وكان شافعيا يقنت. فأم بعده رجل مالكي، وجاء الناس على عادتهم فلم يقنت فتركوه وانصرفوا وقالوا: لا يُحسن يصلّي

(4)

.

أكثر عنه البيهقي في هذا الكتاب وغيره.

هؤلاء بعض مشايخه الذين تدرب عليهم البيهقي في الحديث، وكان خير خلف لهم. وألف مؤلفات نافعة منها:

1 -

كتاب السنن الكبرى في عشر مجلدات.

(1)

ترجمته في "التذكرة"(3/ 1058)، "السير"(17/ 295)، "شذرات"(3/ 202)"تاريخ التراث"(1/ 468).

(2)

ترجمته في" السير"(17/ 476 - 477)، "الوافي"(4/ 323)، "شذارت"(3/ 245).

(3)

"السير"(17/ 476).

(4)

"السير"(17/ 477).

ص: 24

2 -

المدخل إلى السنن.

3 -

الجامع المصنف في شعب الإيمان.

4 -

دلائل النبوة.

5 -

كتاب الدعوات.

6 -

الترغيب والترهيب. وغير ذلك.

(ب) البيهقي والفقه:

لم تكن رغبة البيهقي في تعلم الفقه، ومعرفة وجوه الاستنباط أقل من رغبته في إتقان صناعة الحديث. ولذلك اهتم منذ مبدأ أمره بهذا العلم وتلقاه من الشيوخ الكبار في عصره حتى بلغ رتبة الاجتهاد والفتيا، يقول الذهبي: لو شاء البيهقي أن يعمل لنفسه مذهبا يجتهد فيه لكان قادرا على ذلك لسعة علومه ومعرفته بالاختلاف

(1)

. ولكنه آثر البقاء في حدود المذاهب المعروفة في أيامه ووقع اختياره علي مذهب الإمام المطلبي أبي عبد الله الشافعي لأنه رآه بعد المقارنة أقرب إلى السنة من غيره من المذاهب الفقهية. يقول:

"وقد قابلت بتوفيق الله تعالى أقوال كل واحد منهم (أي الأئمة المجتهدين) بمبلغ علمي من كتاب الله ثم بما جمعت من السنن والآثار في الفرائض والنوافل، والحلال والحرام، والحدود والأحكام، فوجدت الشافعي أكثرهم اتباعا، وأقواهم احتجاجا، وأصحّهم قياسا، وأوضحهم إرشادا. وذلك فيما صنف من الكتب القديمة والجديدة في الأصول والفروع بأبْين بيان وأفصح لسان، وكيف لا يكون ذلك وقد تبحر أولاً في لسان من ختم الله النبوة به، وأنزل به القرآن؟ مع كونه عربيّ اللسان، قرشي الدار والنسب من خير قبائل العرب، من نسل هاشم والمطلب، ثم اجتهد في حفظ كتاب الله حتى عرف الخاص من العام، والمفسر من المجمل، والفرض من الأدب، والحتم من الندب، واللازم من الإباحة، والناسخ من المنسوخ، والقوي من الأخبار من

(1)

"السير"(18/ 169).

ص: 25

الضعيف، والشاذ منها من المعروف، والإجماع من الاختلاف. ثم شبه الفرع المختلف فيه بالأصل المتفق عليه، من غير مناقضة منه للبناء الذي أسسه، ولا مخالفة منه للأصل الذي أصله. فخرجت -بحمد الله ونعمته- أقواله مستقيمة وفتاويه صحيحة

(1)

".

فهذا الاختيار من البيهقي لمذهب الشافعي لم يكن إلا بعد دراسة وبحث، ومقارنة وتحقيق، واختبار واقتناع. ولكنه تمسك بمسلك الاعتدال فلم يتعصب لمذهبه يؤيده بحق وبباطل، بل قام يدافع عن كل المذاهب وفقهائها، وأعلن أنهم كلهم على حق، بنى كل واحد منهم مذهبه على مبلغ علمه من الكتاب والسنة، وقصد قصد الحق في الاجتهاد للمسائل الحادثة. وهو إن شاء الله يكون مأجورا عند الله وإن أخطأ في ذلك.

قال: "ونحن نرجو أن لا يؤخذ على واحد منهم أنه خالف كتابا نصا، ولا سنة قائمة ولا جماعة، ولا قياسا صحيحا عنده، ولكن قد يجهل الرجل السنة، فيكون له قول يخالفها، لا أنه عمد خلافها، وقد يغفل المرء، ويخطئ في التأويل

(2)

".

وهكذا دافع البيهقي عن أئمة المذاهب وفقهائهم، وليت الأمر كان كذلك، فإن كثيرا من فقهاء المذاهب لا يتركون قول إمامهم وإن ظهر لهم الحق في خلافه بدلائل قوية وحجج دامغة. نعوذ بالله من فتن التعصب والضلال!

وبعد أن وقع اختيار البيهقي لمذهب الإمام الشافعي، تجرد للدفاع عنه وعمل على جمع نصوصه، وشرح أقواله، وتبين أرائه، وتأييد مذهبه، وعكف حياته في خدمة مذهبه حتى قال إمام الحرمين أبو المعالي الجويني: ما من فقيه إلا وللشافعي عليه منة إلا أبا بكر البيهقي، فإن المنة له على الشافعي لتصانيفه في نصرة مذهبه

(3)

.

(1)

"معرفة السنن والآثار"(1/ 141، 142).

(2)

نفس المرجع (1/ 141).

(3)

"السير"(17/ 168)، "التذكرة"(3/ 1133)، "تبيين كذب المفتري"(226)، "وفيات الأعيان،"(1/ 76). وقد أشار ابن تيمية إلى نصرته لمذهب الشافعي (فتاوى 32/ 240).

ص: 26

ويقال إن الشافعي أثنى علي كتبه في المنام كما يحكي قاضي القضاة أبو علي بن البيهقي عن ثلاثة أشخاص رأوا الإمام في المنام وهو يمسك بيده تصانيف البيهقي ويلقبه بالفقيه. ويقول الذهبي: هذه رؤيا حق. فتصانيف البيهقي عظيمة القدر، غزيرة الفوائد، قل من جود تآليفه مثله

(1)

.

ومن تصانيفه المفيدة في الفقه "المبسوط في نصوص الشافعي"، "ومعرفة السنن والآثار"، و"كتاب الخلافيات بين أبي حنيفة و الشافعي". و"أحكام القرآن"، و"بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" و"كتاب رد الانتقاد علي أبي عبد الله الشافعي". وغير ذلك.

وكان عصره يزخر بالفقهاء الشافعية وقد حاول الاستفادة من كبار علمائهم ففي مقدمة الشيوخ الذين تفقه بهم:

1 -

أبو الفتح، ناصر بن الحسين بن محمد بن علي، القرشي العمري المروزي

(2)

(م 444 هـ).

الإمام الفقيه، شيخ الشافعية. تفقه علي أبي بكر القفال، وعلى أبي الطيب الصعلوكي، وأبي طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي. وروى الحديث عن أبي العباس السرخسي، وأبي محمد المخلدي، وجماعة.

وبرع في المذهب، ودرّس في أيام مشايخه، وتفقه به أهل نيسابور، وكتب بخطه الكثير، وكان مدار الفتوى والمناظرة عليه، وكان مع ذلك متواضعا، فقيرا، خيرا، متعففا قانعا باليسير، كبير القدر.

وقد روى عنه البيهقي في هذا الكتاب وله عنه رواية في "السنن الكبرى" وغيره.

(1)

"السير"(17/ 167، 168). وراجع "تبيين كذب المفتري"(267).

(2)

ترجمته في "السير"(17/ 643،644)، "طبقات السبكي"(4/ 27)، "شذرات"(3/ 272).

ص: 27

2 -

أبو الطيب الصعلوكي، سهل بن محمد بن سليمان، النيسابوري

(1)

(م 404 هـ). الإمام، مفتي نيسابور. سمع الحديث من أبي العباس الأصم، وأبي علي الوفاء، وطائفة. وتفقه بوالده أبي سهل الذي كان من العلماء الفقهاء وكان يُجلّ ابنه.

كان أبو الطيب فقيها أديبا، جمع رياسة الدنيا والدين، أخذ عنه فقهاء نيسابوو اتفق علماء عصره على أمانته وسيادته وجمعه بين العلم والعمل والأصالة والرئاسة.

قال الحاكم: هو من أنظر من رأينا، تخرج به جماعة وحدث وأملى وقال: بلغني أنه كان في مجلسه أكثر من خمسمائة محبرة

(2)

وكان بعض العلماء يعدّه المجدد للأمة دينها على رأس الأربعمائة

(3)

. وله كلمات بديعة منها

(4)

:

من تصدّر قبل أوانه، فقد تصدى لهوانه.

ومنها: أنا نحتاج إلى إخوان العشرة لوقت العسرة.

وسئل عن الشطرنج فقال: إذا سلم المالُ من الخسران، والصلاة عن النسيان فذلك أنس بين الإخوان، وكتبه سهل بن محمد بن سليمان.

وكان فيما قيل: عالماً في شخص، وأمة في نفس، وإمام الدنيا بالإطلاق وشافعي عصره بالإطباق. لو رآه الشافعي لقرت عينه. وشهد أنه صدر المذهب وعينه

(5)

.

أكثر عنه المؤلف الرواية في هذا الكتاب.

(1)

ترجمته في "الأنساب"(8/ 307، 308)، "تبييين كذب المفتري"(211 - 214)، "تهذيب الأسماء والصفات"(1/ 238 - 239)، "وفيات الأعيان" (2/ 435):"السير، (17/ 207 - 209)، "طبقات السبكي" (3/ 169 - 174)، "طبقات ابن قاضي شهبة" (1/ 174)، "شذرات" (3/ 172).

(2)

انظر "الأنساب"(8/ 308)، "تبيين كذب المفتري"(211 - 212)، "تهذيب الأسماء والصفات"(1/ 238)، "السير"، (17/ 208)، "طبقات السبكي"(3/ 169).

(3)

"السير"(17/ 208)، "طبقات السبكي"(3/ 170).

(4)

"السير"، (17/ 208)، "طبقات السبكي"(3/ 171 - 172).

(5)

"طبقات السبكي"(3/ 170).

ص: 28

3 -

أبو عمرو الرزجاهي، محمد بن عبد الله بن أحمد البسطامي

(1)

(351 - 427 هـ).

وهو من أقران أبي الطيب الصعلوكي ومن تلاميذ والده أبي سهل. سمع الحديث من الإسماعيلي، وابن عدي، وطائفة من الفقهاء، والمحدثين، والأدباء.

روى عنه البيهقي كثيرا في هذا الكتاب.

4 -

أبو إسحاق الطوسي، إبراهيم بن محمد بن إبراهيم

(2)

.

أحد كبار الفقهاء والمناظير، تفقه على الأستاذ أبي الوليد الفقيه، وروى الحديث عن أبي العباس الأصم، وغيره.

روى عنه البيهقي قليلاً في هذا الكتاب.

5 -

أبو بكر البرقاني، أحمد بن محمد بن غالب، الخوارزمي

(3)

(336 - 425 هـ).

شيخ الفقهاء والمحدثين، تفقه في حداثته، وصنف في الفقه، ثم اشتغل بعلم الحديث فصار فيه إماما، وانقطع إلى هذا العلم، قال يوما لرجل من الفقهاء معروف بالصلاح وقد حضر عنده، ادع الله أن ينزع شهوة الحديث من قلبي. فليس لي اهتمام بالليل والنهار إلا به

(4)

.

سمع من أبي بكر الإسماعيلي، وأبي بكر القطيعي، وأبي أحمد الحاكم، وعدة.

قال الخطيب: كان البرقاني ثقة، ورعا، ثبتا، فهما، لم نر في شيوخنا أثبت منه.

عاما بالفقه، له حظ من علم العربية، كثير الحديث صنف "مسندا" ضمنه ما

(1)

ترجمته في "تاريخ جرجان"(462)، "الأنساب"(2/ 232 - البسطامي) - (6/ 112 - الرُّزجاهي).

"السير"(17/ 504)، "طبقات السبكي"(3/ 63)، "شذرات"(3/ 230).

(2)

ترجمته في "طبقات السبكي"(3/ 114). "طبقات ابن قاضي شهبة"(1/ 160).

(3)

ترجمته في "تاريخ بغداد"(4/ 373 - 376)، "طبقات الشيرازي"(127)، "الأنساب"(2/ 168 - 169)، "التذكرة"(3/ 1074 - 1076)، "السير"، (17/ 464 - 468)، "البداية والنهاية"(12/ 36 - 37)، "الوافي"، (7/ 331)، "طبقات السبكي"(3/ 19)، "شذرات"(3/ 228)، "تاريخ التراث العربي"(1/ 474).

(4)

"تاريخ بغداد"(4/ 374).

ص: 29

اشتمل عليه صحيح البخاري ومسلم

(1)

. كان حريصا على العلم، منصرف

الهمة إليه. ولم يترك التصنيف حتى مات.

لم يرو عنه البيهقي في هذا الكتاب إلا قليلاً، وله عنه رواية في كتبه الأخرى.

6 -

أبو بكر الطوسي، النَّوقاني، محمد بن بكر بن محمد

(2)

(م 420 هـ).

إمام أصحاب الشافعي في نيسابور وفقيههم ومفتيهم ومدرسهم، كان إليه الفتوى والمناظرة وله مع ذلك الورع والزهد، والانقباض عن الناس، وترك طلب الجاه والدخول على السلاطين، وما لا يليق بأهل العلم من الدخول في الوصايا والأوقاف.

تفقه على أبي الحسن الماسرجسي بنيسابور، وببغداد على الشيخ أبي محمد البافي.

قال محمد بن مأمون: كنت مع الشيخ أبي عبد الرحمن السلمي ببغداد فقال لي: تعال حتى أريك شابا ليس في جملة الصوفية ولا المتفقهين أحسن طريقة، ولا أكثر أدبا منه فأخذ بيدي فذهب إلى حلقة البافي وأراني الشيخ أبا بكر الطوسي

(3)

.

تفقه عليه جماعة منهم الأستاذ أبو القاسم القشيري.

وللبيهقي عنه في هذا الكتاب روايات قليلة.

7 -

أبو طاهر الزيادي، محمد بن محمد بن محمش، الفقيه، النيسابوري

(4)

(327 - 410 هـ).

عرف بالزيادي لكونه يسكن ميدان زياد بن عبد الرحمن. وقيل إنه نسبة إلى بعض أجداده

(5)

.

(1)

"تاريخ بغداد"(4/ 374).

(2)

ترجمته في "طبقات الشافعية" للسبكي (3/ 49)، و"طبقات ابن قاضي شهبة"(1/ 184).

(3)

راجع "طبقات السبكي"(3/ 49).

(4)

ترجمته في "الأنساب"(6/ 360)، "تهذيب الأسماء واللغات"(2/ 245)"السير"(17/ 276 - 278)، "التذكرة"(3/ 1051)" الوافي"(1/ 271)، "طبقات السبكي"(3/ 82)، "طبقات ابن قاضي شهبة"(1/ 193)، "شذرات"(3/ 192).

(5)

راجع "الأنساب"(6/ 360)، وطبقات السبكي (3/ 82).

ص: 30

كان إماما في المذهب الشافعي، متبحرا في علم الشروط

(1)

، وله فيه مصنف، بصيرا بالعربية كبير الشأن. وكان إمام أصحاب الحديث بخراسان، ومسندهم ومفتيهم بالاتفاق بلا مدافعة.

قال عبد الغافر الفارسي: أملى نحوا من ثلاث سنين، ولولا ما اختص به من الإفتاء، وحرفة أهل العلم، لما تقدم عليه أحد

(2)

. أخذ الفقه عن أبي الوليد، وأبي سهل. كان متبحرا في الفقه، لا يصعب عليه شيء. يناظر غيره بكل مهارة واتقان.

روى الحديث عن أبي العباس الأصم، وأبي بكر بن القطان، وعدة.

أكثر عنه البيهقي في هذا الكتاب.

8 -

القاضي أبو عمر، محمد بن الحسين بن محمد بن الهيثم، البسطامي

(3)

(م 401 هـ).

كان أحد الأئمة في المذهب الشافعي وكبير العلماء تولى قضاء نيسابور سمع الحديث من الطبراني والقطيعي وأحمد بن جارود وعدة.

له رحلة واسعة وفضائل جمة. وعظ مدة ثم تصدر للإفتاء والإفادة. كان كبير القدر. وافر الحشمة.

روى عنه البيهقي في هذا الكتاب.

ج- البيهقي وعلم الكلام:

عاش البيهقي في فترة كانت مسائل الكلام موضوع مناقشات ومناظرات بين علماء الفرق المختلفة، فلم يجد بدأ من أن يدل بدلوه في هذا المضمار وألف كتبا حول

(1)

قال حاجي خليفة في "كشف الظنون"(2/ 1045): علم الشروط والسجلات وهو علم باحث عن كيفية ثبت الأحكام الثابتة عن القاضي في الكتب والسجلات على وجه يصح الاحتجاج به عند انقضاء شهود الأحوال.

(2)

راجع "السير"(17/ 277).

(3)

ترجمته في "تاريخ بغداد"(2/ 247)، "تبيين كذب المفتري"(236)"السير"(17/ 320)، "الوافي"(3/ 6)، "طبقات السبكي"(3/ 59)، "طبقات ابن قاضي شهبة"(1/ 186)، "شذرات"(3/ 187).

ص: 31

"الإيمان" و"القدر" و"الرؤية" و "الأسماء والصفات و"الاعتقاد". وكتابه "الجامع المصنف في شعب الإيمان" يختص بمباحث هذا العلم. وكان منهج البيهقي في كتبه هو ما جرى عليه أصحاب الحديث من إثبات الحق بنصوص من القرآن والسنة. ولم يلجأ إلى دلائل العقل والمنطق إلا للرد على معارضي السنة.

وقد وصفه كثير من المؤرخين بالأصولي

(1)

، وهذه الكلمة -كما قال أبو سعد السمعاني

(2)

- تطلق على من اختص بالأصول وهي علم الكلام. وعدّه شيخ الإسلام ابن تيمية من فضلاء الأشعرية الذين يمشون على السنة. وقد تخرج البيهقي على أساتذة متخصصين ممن لهم اليد الطولى في هذا العلم والذين اعترف بنبوغهم ومهارتهم العلماء من عصرهم ومن بعدهم.

وفي مقدمة هؤلاء:

1 -

أبو إسحاق الإسفراييني

(3)

، إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران (م 418 هـ).

المتكلم، الأصولي الشافعي، كان يلقب بركن الدين. أحد العلماء المجتهدين في عصره، وأوحد زمانه في علم الكلام. أخذ عامة علماء نيسابور الكلام والأصول عنه. وكان ثقة ثبتا في الحديث انتخب عليه الحاكم عشرة أجزاء وذكره في "تاريخه" لجلالته ووصفه بالأصولي، الفقيه، المتكلم.

تقدم ونبغ في هذه العلوم، أقر له بالتقدم والفضل أهلُ العراق وخراسان.

(1)

راجع "السير"(18/ 167)، "التقييد"(1/ 148)، "البداية والنهاية"(12/ 94)، "طبقات السبكي"(3/ 3).

• مجموعة فتاوى ابن تيمية (6/ 53).

(2)

راجع "الأنساب"(1/ 295).

(3)

ترجمته في "طبقات الشيرازي"(126)، "الأنساب"(1/ 225، 295، 296)، "تبيين كذب المفتري"(243، 244)، "تهذيب الأسماء واللغات"(2/ 170،169)، "وفيات الأعيان"(ا/ 28)، "السير"(17/ 353 - 355)، "الوافي"(6/ 105،104)، "طبقات السبكي"(3/ 111 - 114)، "طبقات ابن قاضي شهبة"(1/ 158 - 160)، "البداية والنهاية"(12/ 24)، "شذرات"(3/ 209).

ص: 32

قال السبكي

(1)

: هو أحد أئمة الدين كلاما وأصولا وفروعا. جمع أشتات العلوم، واتفقت الأئمة على تبجيله وتعظيمه وجمعه شرائط الإمامة.

من مصنفاته:

"جامع الحليّ في أصول الدين والرد على الملحدين" في خمسة أجزاء.

"مسائل الدور".

"أدب الجدل".

"تعليقة في أصول الفقه".

وقد ذكر السبكي حكاية مناظرة بينه وبين القاضي عبد الجبار المعتزلي، قال: قال عبد الجبار في ابتداء جلوسه: "سبحان من تنزه عن الفحشاء".

فقال الأستاذ مجيبا: "سبحان من لا يقع في ملكه إلا ما يشاء".

فقال القاضي عبد الجبار: "أفيشاء ربنا أن يعصى؟ ".

فقال الأستاذ: "أيُعصى ربنا قهرًا؟ ".

فقال القاضي: "أفرأيت إن منعني الهدى وقضى علي بالردى، أحسن إلى أم أساء؟ " فقال الأستاذ: "إن كان منعك ما هو لك فقد أساء، وإن كان منعك ما هو له فيختص برحمته من يشاء".

فانقطع عبد الجبار

(2)

.

وقال النووي: كان الأستاذ أحد الثلاثة الذين اجتمعوا في عصر واحد على نصر مذهب الحديث والسنة في المسائل الكلامية، القائمين بنصرة مذهب الشيخ أبي الحسن الأشعري، وهم الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني، والقاضي أبو بكر الباقلاني، والإمام أبو بكر بن فورك.

(1)

"طبقات الشافعية"(3/ 111).

(2)

"طبقات الشافعية"(3/ 114).

ص: 33

وكان الصاحب بن عباد يثني عليهم الثناء الحسن مع أنه معتزلي، مخالف لهم ولكنه أنصفهم فكان يقول:

ابن الباقلاني بحر مغرق، وابن فورك صل مطرق، والإسفراييني نار تحرق

(1)

.

أخذ عنه البيهقي اعتمد عليه في المسائل الكلامية، وفي هذا الكتاب نقل عنه شرحه لأسماء الله الحسنى.

2 -

محمد بن الحسن بن فورك، أبو بكر الأصبهاني

(2)

(م 406 هـ).

الإمام العلامة، شيخ المتكلمين، والحبر الذي لا يجارى فقها وأصولا، وكلاما، ووعظا، ونحوا، مع مهابة وجلالة، وورع بالغ، رفض الدنيا وراء ظهره، وتوكل على الله.

كان رأسا في فن الكلام على مذهب الأشاعرة، أقام بالعراق مدة يدرس العلم، ثم توجه إلى الري فسعت به المبتدعة، فراسله أهل نيسابور والتمسوا منه التوجه إليهم، ففعل وورد نيسابور فبنى له بها مدرسة ودارا. وأحيا الله تعالى به أنواعا من العلوم وظهرت بركاته على جماعة المتفقهة.

سمع مسند أبي داود الطيالسي من عبد الله بن جعفر بن فارس وأخذ الكلام من أبي الحسن الباهلي.

كان شديد الرد على الكرَّامية، وهو الذي كسر شوكتهم، ولكنهم لم يتركوه ولم يزالوا به حتى وشوا به إلى السلطان محمود بن سبكتكين واتهموه بأنه يعتقد أن نبينا محمدًا المصطفى صلى الله عليه وسلم ليس نبيا اليوم، وأن رسالته قد انقطعت بموته، فأمر

(1)

"تهذيب الأسماء واللغات"(2/ 170)، وراجع أيضًا "تبيين كذب المفتري"(244)، "السير"(17/ 354)، و"طبقات السبكي"(3/ 112)، و"طبقات ابن قاضي شهبة"(1/ 159، 160).

(2)

ترجمته في "تبيين كذب المفتري"(232)، "إنباه الرواة" للقفطي (3/ 110)، "وفيات الأعيان"(4/ 372)، "السير"(17/ 214 - 216)، "الوافي"(2/ 344)، "طبقات السبكي"(3/ 52 - 55)، "طبقات ابن قاضي شهبة"(1/ 185، 186)، و"فيه محمد بن حسين""شذرات"(3/ 181، 182)، "تاريخ التراث"(4/ 51 - 54).

ص: 34

السلطان بإحضاره، وسأله عن ذلك فكذّب الواشين، وبن ما هو معتقد الأشاعرة على الإطلاق من أن النبي صلى الله عليه وسلم حيّ في قبره على الحقيقة، وأنه كان نبيا وآدم بين الماء والطين، ولم تبرح نبوته باقية ولا تزال.

ولما أيست الكرامية من النيل منه لدى السلطان سلطوا عليه من سمّه. وذكر ابن فورك سبب اشتغاله بعلم الكلام فقال: "إني كنت بأصبهان اختلف إلى فقيه فسمعت أن الحجر يمين الله في الأرض فسألت ذلك الفقيه عن معناه فلم يجب بجواب شاف. فأرشدت إلى فلان من المتكلمين فسألته فأجاب بجواب شاف، فقلت لا بدَّ لي من معرفة هذا العلم فاشتغلت به"

(1)

.

بلغت مصنفاته في أصول الفقه وأصول الدين ومعاني القرآن قريبا من مائة مصنف. منها:

1 -

بيان مشكل الحديث. وله أسماء أخرى.

2 -

كتاب الحدود في الأصول.

3 -

النظامي في أصول الدين.

4 -

رسالة في علم التوحيد.

5 -

تفسير القرآن.

6 -

الإبانة عن طريق القاصدين والكشف عن مناهج السالكين والتوفر إلى عبادة رب العالمين.

7 -

مجرد مقالات أبي الحسن الأشعري.

8 -

شرح كتاب العلم والمتعلم.

وقد روى عنه البيهقي كثيرا في هذا الكتاب ونقل أقواله.

(1)

راجع "طبقات السبكي"(3/ 53).

ص: 35

3 -

الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان، أبو علي البزاز

(1)

(339 - 425 هـ).

الإمام الفاضل الأصولي.

سمع من أبي عمرو بن السماك وعبد الله بن جعفر بن درستويه، وأبي سهل بن زياد، وغيرهم، وله "مشيخة كبرى" وهي عواليه من الكبار، و"مشيخة صغرى" عن كل شيخ حديثا.

روى عنه الخطيب، وأبو إسحاق الشيرازي، وخلق كثير.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صحيح السماع، صدوقا يفهم الكلام على مذهب أبي الحسن الأشعري، ويشرب النبيذ على مذهب الكوفيين ثم تركه بأخرة

(2)

. وكان يعدّ من أحسن محدثي عصره.

روى عنه البيهقي كثيرا في هذا الكتاب، وله عنه رواية في كتبه الأخرى.

4 -

أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص، أبو بكر، الحرشي، الحيري، النيسابوري

(3)

(325 - 421 هـ).

مسند خراسان، قاضي القضاة، عالم، محدث، أصولي، فقيه. درس الفقه على أبي الوليد حسان بن محمد، والكلام والأصول على أصحاب أبي الحسن الأشعري. وسمع الحديث من أبي العباس الأصم، وأبي أحمد بن عدي وغيرهما.

انتقى عليه الحاكم، وأثنى عليه، وفخم أمره، وكان بصيرا بالمذهب، فقيه النفس، يفهم الكلام. وله مصنفات في الأصول والحديث.

أكثر عنه البيهقي الرواية في هذا الكتاب وفي كتبه الأخرى.

(1)

ترجمته في "تاريخ بغداد"(7/ 279، 280)، "تبيين كذب المفتري"(245)، "السير"(17/ 415 - 418)، "التذكرة"(3/ 1075)، "البداية والنهاية"(12/ 39)، "الجواهر المضيئة"(1/ 186، 187)، "شذرات"(3/ 228، 229)، "تاريخ التراث"(1/ 475).

(2)

"تاريخ بغداد"(7/ 379).

(3)

ترجمته في "الأنساب"(4/ 122 - 124 - الحرشي) و (4/ 327 - الحيري)، "السير"(17/ 356 - 358)"الوافي"(6/ 306)، "طبقات السبكي"(3/ 3)، "شذرات"(3/ 217).

ص: 36

5 -

أبو ذر الهروي، عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، الأنصاري، الخراساني، المالكي

(1)

(355 - 434 هـ).

الحافظ الإمام، المجود، راوي صحيح البخاري عن الثلاثة: المستملي والحموي والكشميهني، سكن مكة وبها توفي.

أخذ الكلام على مذهب أبي الحسن الأشعري عن القاضي أبي بكر الباقلاني، وبث ذلك بمكة، وحمله عنه المغاربة إلى المغرب والأندلس. وقبل ذلك كان علماء المغرب لا يدخلون في الكلام بل يتقنون الفقه أو الحديث أو العربية.

ويذكر أبو ذر قصة ميله إلى علم الكلام فيقول: "إني كنت ماشيا ببغداد مع الحافظ الدارقطني فلقينا أبا بكر بن الطيب -الباقلاني- فالتزمه الشيخ أبو الحسن، وقبل وجهه وعينيه، فلما فارقناه قلت له: من هذا الذي صنعت به ما لم أعتقد أنك تصنعه وأنت إمام وقتك؟ ".

فقال: هذا إمام المسلمين، والذابّ عن الدين. هذا القاضي أبو بكر محمد بن الطيب.

قال أبو ذر: فمن ذلك الوقت تكررت إليه مع أبي

(2)

.

قال الذهبي: ولأبي ذر مصنفات في الصفات على منوال أبي بكر البيهقي بحدثنا وأخبرنا

(3)

. ومن مؤلفاته:

1 -

"مستدرك" لطيف على الصحيحين.

2 -

كتاب السنة.

(1)

ترجمته في "تاريخ بغداد"(11/ 141)، "تبيين كذب المفتري"(255، 256)، "السير"(17/ 554 - 562)، " تذكرة الحفاظ"(3/ 1103 - 1108)، "البداية والنهاية"(12/ 50، 51)، "طبقات المفسرين" للداودي (1/ 372 - 374)، "شذرات"(3/ 254)، "تاريخ التراث العربي"(1/ 479).

(2)

راجع "السير"(17/ 558)، "التذكرة"(3/ 1104، 1105).

(3)

راجع "السير"(17/ 559).

ص: 37

1 -

كتاب الجامع.

4 -

كتاب دلائل النبوة.

5 -

كرمات الأولياء. وغير ذلك.

روى عنه البيهقي في هذا الكتاب وفي كتبه الأخرى.

6 -

أبو منصور البغدادي، عبد القاهر بن طاهر

(1)

(م 429 هـ).

كان من أكبر تلامذة الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني، وكان متبحرا في سبعة عشر فنا. وكان يضرب به المثل.

قال أبو عثمان الصابوني: كان الأستاذ أبو منصور من أئمة الأصول وصدور الإسلام بإجماع أهل الفضل، بديع الترتيب، غريب التأليف، إماما، مقدما، مفخما، ومن خراب نيسابور خروجه منها، وكان خرج منها لأجل فتنة وقعت من التركمان، ولما وصل إلى إسفرايين ابتهجوا بمقدمه إلى الغاية

(2)

.

أخذ عنه أكثر أهل خراسان وله مؤلفات كثيرة نافعة منها:

1 -

تفسير القرآن.

2 -

تأويل متشابه الأخبار.

3 -

فضائح المعتزلة.

4 -

فضائح الكرامية.

5 -

الإيمان وأصوله.

6 -

الفرق بين الفرق.

7 -

أصول الدين. وغير ذلك.

(1)

ترجمته في "تبيين كذب المفتري"(253)، "إنباه الرواة"(2/ 185 - 186)، "وفيات

الأعيان" (3/ 203)، "فوات الوفيات" (2/ 370 - 372)، "السير" (17/ 572، 573)،

"طبقات السبكي"(3/ 328 - 342)، "البداية والنهاية"(12/ 44)، "طبقات ابن قاضي

شهبة" (1/ 213 - 215)، "بغية الوعاة" (2/ 105).

(2)

"تبيين كذب المفتري"(253)، وراجع "السير"(17/ 572، 573).

ص: 38

أخذ عنه البيهقي وروى عنه في هذا الكتاب وفي كتبه الأخرى.

7 -

أبو عثمان الصابوني، إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم، النيسابوري

(1)

(373 - 449 هـ).

الواعظ، المفسر، المتفنن. كان أبوه من أئمة الوعظ بنيسابور فقتل ولولده هذا تسع سنين، فأجلس مكانه، وحضر أول مجلسه أئمة الوقت في بلده، كالشيخ أبي الطيب الصعلوكي، والأستاذ أبي بكر بن فورك، والأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني، ثم كانوا يلازمون مجلسه ويتعجبون من فصاحته وكمال ذكائه وحسن إيراده. وصفه الأستاذ أبو إسحاق بـ "سيف السنة وغيظ أهل الزيغ"

(2)

.

وقال فيه البيهقي: "إمام السلمين حقا، وشيخ الإسلام صدقا".

وروى عنه في هذا الكتاب وغيره.

د- البيهقي والتصوف:

كان الإمام البيهقي ممن طلق الدنيا وآثر عليها الاخرة، فكان يعيش حياة زهد وتَقَشُّفٍ بنفس مطمئنةٍ راضيةٍ قانعةٍ باليسير وكان يقضي أوقاته في ذكر الله، ويلازم المشقات ويفارق الشهوات، والتصوف -كما قيل: حملُ النفس على الشَّدائد وصرفُها عن العوائد- قيل: إنه سرد الصوم ثلاثين سنة

(3)

.

وكان قدوته في حياة الزهد والورع ومربِّيه في منازل التصوف علماء عُرِفوا بوصول الغاية في هذا الفن وفي مقدمتهم:

(1)

ترجمته فى "طبقات السبكي"(3/ 117 - 129)، "البداية والنهاية"(12/ 76)، "طبقات ابن قاضي شهبة"(1/ 230 - 232)، "معجم الأدباء"(7/ 16)، "شذرات"(3/ 282).

(2)

"طبقات السبكي"(1/ 119).

(3)

راجع "طبقات السبكي"(43/ 5)، وانظر "طبقات ابن قاضي شهبة"(1/ 227).

ص: 39

1 -

أبو عبد الرحمن السُّلَمي، محمد بن الحسين بن محمد بن موسى بن خالد، الأزدي، النيسابوري

(1)

(325 أو 330 - 412 هـ).

من أعلام الصوفية، وشيخ خراسان في وقته، وله عناية في الحديث، سمع كثيرا من جدِّه لأمه إسماعيل بن نجيد، ومن أبي العباس الأصم، وأبي عبد الله ابن الأخرم، وأبي بكر الصبغي، وخلق سواهم. وكتب الحديث بنيسابور ومَرْو والعراق والحجاز.

وَرثَ التصوُّف من أبيه وجده، وجمع من الكتب كثيرا، وصنَّف في علوم القوم وفي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت تصانيفه مقبولة تباع بأغلى الأثمان، وكان يزدحم الناس لسماعها.

وكان محله كبيرا بين الناس، وكان هو مرضيا عند الخاص والعام، والموافق والمخالف، والسلطان والرعية في بلده وفي سائر بلاد المسلمين.

وكان يقول: أصل التصوف ملازمةُ الكتاب والسنة، وتركُ الأهواء والبدَعِ وتعظيمُ حرمات المشايخ، ورويةُ أعذار الخلق، والدوامُ على الأوراد.

قال الخطيب: جمع صنوفا، وترجم أبوابا، وعمل دُويْرة للصوفية، وصنَّف سننا وتفسيرا. ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: تكلموا فيه وليس بعمدة

(2)

.

وقال الخطيب: قال لي محمد بن يوسف القطَّان النيسابوري: كان أبو عبد الرحمن السلمي غير ثقة. وكان يضع للصوفية الأحاديث

(3)

.

(1)

ترجمته في "تاريخ بغداد"(2/ 248، 249)، "الأنساب"(7/ 183)، "السير"(17/ 247 - 255)، "التذكرة"(3/ 1046، 1047)، "الميزان"(3/ 523 - 524)، "الوافي"(2/ 380، 381)، "طبقات السبكي"(3/ 60 - 62)، "البداية والنهاية"(12/ 12، 13)، "طبقات الأولياء"، (313 - 315)، "لسان الميزان"(5/ 140، 141)، "طبقات المفسرين للداودي"(2/ 142، 143)، "شذرات"(3/ 196، 197)، "تاريخ التراث العربي"(4/ 178 - 184)، وراجع مقدمة نور الدين شريبة على كتابه "طبقات الصوفية".

(2)

"الميزان"(3/ 523).

(3)

"تاريخ بغداد"(2/ 248).

ص: 40

قال الذهبي: وللسلمي سؤالاتٌ للدارقطني عن أحوال المشايخ الرواة سؤال عارف. وفي الجملة في تصانيفه أحاديث وحكايات موضوعة وفي "حقائق تفسيره" أشياءٌ لا تسوغ أصلا عدَّها بعض الأئمة من زندقة الباطنية، وعدّها بعضهم عرفانا وحقيقته. نعوذ بالله من الضلال ومن الكلام بهوى. فإن الخير كل الخير في متابعة السنة، والتمسك بهدي الصحابة والتابعين

(1)

.

وقال أيضا: قيل بلغت تآليف السلمي ألف جزء، و "حقائقه" قرمطة، وما أظنه يتعمد الكذب بل يروي عن محمد بن عبد الله الرازي الصوفي أباطيل، وعن غيره

(2)

.

وقال الواحدي: صنف أبو عبد الرحمن السُلَميُّ "حقائق التفسير" فإن كان اعتقد أن ذلك تفسيرٌ فقد كفر

(3)

.

وقد حاول السبكي الدفاع عنه وإبطال التهم الموجهة إليه

(4)

.

من مؤلفاته:

1 -

حقائق التفسير.

2 -

طبقات الصوفية.

3 -

مناهج العارفين.

4 -

جوامع آداب الصوفية.

5 -

أداب الصحبة وحسن العشرة. وغير ذلك.

أكثر عنه البيهقي في هذا الكتاب.

(1)

"السير"(17/ 252).

(2)

"السير"(17/ 255).

(3)

"السير"(17/ 255) وانظر ما كتبه أستاذنا السيد أحمد صقر في تقديمه لكتاب "أسباب نزول القرآن" للواحدي (ص 6 - 8).

(4)

"طبقات الشافعية"(3/ 61).

ص: 41

2 -

أبو سعد الماليني، أحمد بن محمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل الهروي الصوفي

(1)

(م 412 هـ).

رحل وطوَّف في الآفاق في طلب المشايخ للأخذ والتلقِّي، وسافر إلى نيسابور وأصبهان، وبغداد، والشام، ومصر، والحرمين، وجمع وصنف.

حدث عنه ابن عدي، وإسماعيل بن نجيد، وأبي الشيخ، وطبقتهم.

حدث عنه الخطيب، وتمَّام الرازي، والبيهقي في آخرين.

قال الذهبي: كان ذا صدقٍ وورعٍ واتقانٍ حصل المسانيد الكبار

(2)

.

وقال: قد ألف أربعين حديثا، كل حديث من طريق صوفي معتبر، وجاء في ذلك مناكير لا تنكر للقوم، فإنَّ غالبَهم لا اعتناء لهم بالرواية

(3)

.

أكثر عنه البيهقي في مؤلفاته.

3 -

عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بامويه، أبو محمد الأردستاني. المشهور بالأصبهاني

(4)

(315 - 409 هـ).

المحدث الصالح، شيخ الصوفية.

حجَّ وصحب أبا سعيد بن الأعرابي وأكثر عنه. وسمع بنيسابور من أبي بكر ابن الحسين القطان، والأصم، وعدَّة. وكان أضرّ بأخرة حدَّث عنه البيهقي في هذا الكتاب وغيره فأكثر.

(1)

ترجمته في "تاريخ جرجان"(128)، "تاريخ بغداد"(4/ 371، 372)، "الأنساب"(12/ 54، 55)، "السير"(17/ 301 - 303)، "التذكرة"(3/ 1070 - 1072)، "الوافي"(7/ 330)، "طبقات السبكي"(3/ 24)، "البداية والنهاية"(12/ 11)، "شذرات"(3/ 195)، "تاريخ التراث"(4/ 185).

(2)

"السير"(17/ 302).

(3)

"السير"(17/ 303).

(4)

ترجمته في "الأنساب"(1/ 158)، "معجم البلدان"(1/ 146)، "السير"(17/ 239)، "التذكرة"(3/ 1049)، "تبصير المنتبه"(1/ 56)، "شذرات"(3/ 188).

ص: 42

4 -

عبد الملك بن أبي عثمان محمد بن إبراهيم، أبو سعيد الخركوشي النيسابوري

(1)

(م 407 هـ).

الإمام القدوة، شيخ الإسلام، الزاهد الواعظ الصوفي.

حدَّث عن حامد الرفاء، ويحيى بن منصور، وأبي عمرو بن مطر، وإسماعيل ابن نجيد وطبقتهم، وصحب الكبار، وجمع وصنَّف، ورُزِقَ القبولَ الزائد، وطاَر صيتُه في الآفاق.

حدَّث عنه الحاكم -وهو أكبر منه- وأبو القاسم القشيري، والبيهقي. قال الحاكم: إني لم أرَ أجمعَ منه علما وزهدا وتواضعا وإرشادا إلى الله وإلى الزهد، زاده الله توفيقا وأسعدنا بأيامه.

وقد سارت مصنفاته

(2)

.

وقال الخطيب: كان ثقةً، ورعا، صالحا

(3)

.

وقال الذهبي: كان ممن وُضع له القبولُ، وكان الفقراء في مجلسه كالأمراء، وكان يعمل القلانس ويأكل من كسبه، بنى مدرسةً ودارا للمَرْضى، ووقف الأوقاف وله خزانة كُتُب موقوفة

(4)

.

وله مصنفات جليلة منها:

1 -

كتاب شرف المصطفى في السيرة النبوية.

2 -

دلائل النبوة.

(1)

ترجمته في "تاريخ بغداد"، (10/ 432)، "الأنساب"(5/ 101، 102)، "تبيين كذب المفتري"(233)، "معجم البلدان"(2/ 360، 361)، "السير"(17/ 256)، " التذكرة"(3/ 1066)، "طبقات السبكي"، (3/ 282، 283). "شذرات"(3/ 184، 185)، "تاريخ التراث العربي"(4/ 177، 178).

(2)

"السير"(17/ 256).

(3)

"تاريخ بغداد"(10/ 432).

(4)

"السير"(17/ 257)، وانظر "الأنساب"(5/ 102).

ص: 43

3 -

كتاب الزهد.

4 -

تهذيب الآثار.

5 -

كتاب البشارة والنذارة في تعبير الرؤيا والمراقبة.

أكثر عنه البيهقي في هذا الكتاب.

‌مؤلفاته:

شرع البيهقي في التأليف في سنة 406 هـ. وترك ثروة ضخمة من دواوين السنة والفقه والأصول وغيرها من العلوم الدينية. أنعم الله عليه بالقدرة على جودة التأليف وحسن الترتيب، وكتب لمؤلفاته القبول، لإخلاصه النية، وصدقه في العمل.

قال الذهبي: بورك له في عمله لحسن مقصده، وقوة فهمه وحفظه. وعمل كتبا لم يسبق إلى تحريرها

(1)

.

ونقل عن عبد الغافر قوله: تآليفه تقارب ألف جزء مما لم يسبقه إليه أحد

(2)

.

واشتهرت مؤلفاته في حياته وحازت بإعجاب العلماء والشيوخ. واطلع أستاذه في الفقه الإمام الشريف أبو الفتح ناصر بن الحسين العمري على كتابه "المبسوط" -الذي هو من أوائل مؤلفاته- رضيه وأعجب به وحمد أثره فيه.

وكذلك كتابه في الحديث "السنن الكبرى" أنفق الشيخ الإمام أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني -والد إمام الحرمين أبي المعالي- على تحصيله شيئا كثيرًا، ولما قرأه ارتضاه، وشكر سعيه فيه.

ويقول البيهقى معبِّرًا عن شكره لله تعالى على هذه النعمة الجليلة: "فالحمد لله على هذه النعمة حمدا يوازيها، وعلى سائر نعمته حمدا يكافيها"

(3)

.

(1)

"تذكرة الحفاظ"(3/ 1132).

(2)

"تذكرة الحفاظ"(3/ 1133) وراجع "السير"(18/ 167).

(3)

"معرفة السنن والآثار"(1/ 143).

ص: 44

وقد مرّ بنا أن ثلاثة من علماء عصره رأوا في المنام اعتناء الإمام الشافعي، بكتب

"الفقيه البيهقي". وهذا شيء لابد أن يكون وقع من نفس البيهقي موقع الرضا والاطمئنان؛ فإنه شهادة من الإمام الذي أحبّه، وقضى حياته لحفظ آثاره من الضياع.

وبالغ السبكي في الثناء على مؤلفاته فقال:

أما "السنن الكبرى" فما صُنف في علم الحديث مثله تهذيبا وترتيبا وجودة، وأما "المعرفة- معرفة السنن والآثار" فلا يستغني عنه فقيهٌ شافعيٌّ، وأما "المبسوط في نصوص الشافعي" فما صُنِّف في نوعه مثله، وأما كتاب "الأسماء والصفات" فلا أعرف له نظيرا. وأما كتاب "الاعتقاد"، و كتاب "دلائل النبوة"، وكتاب "شعب الإيمان"، و كتاب "مناقب الشافعي" و كتاب "الدعوات الكبير" فأقسم ما لواحد منها نظير، وأما كتاب "الخلافيات" فلم يسبق إلى نوعه ولم يصنف مثله.

ثم ذكر مؤلفاته الأخرى وقال:

وكلها مصنفات نظَاف مليحة الترتيب والتقريب، كثيرة الفائدة، يشهد من يراها من العارفين بأنها لم تتهيأ لأحد من السابقين

(1)

.

وكان علماء عصره يجتهدون في سماع كتبه منه، فوجهت إليه الدعوة في عام 441 هـ من علماء نيسابور لتكريمها بحضوره، فقبل الدعوة وتوجه إليها، ولما وصل إليها عقدوا له المجلس لسماع كتاب "المعرفة" وحضره الأئمة

(2)

.

ويبدو أنه ورد نيسابور أكثر من مرة.

قال الذهبي: قدم قبل موته بسنة أو أكثر إلى نيسابور وتكاثر عليه الطلبة، وسمعوا منه كتبه. وجلبت إلى العراق والشام والضواحي. واعتنى بها الحافظ أبو القاسم الدمشقي وسمعها من أصحاب البيهقي ونقلها إلى دمشق هو وأبو الحسن المرادي

(3)

.

(1)

"طبقات الشافعية"(3/ 4).

(2)

"تبيين كذب المفتري"(266)، "السير"(18/ 167).

(3)

"السير"(18/ 168).

ص: 45

عدد مؤلفاته خمسة وثلاثون كتابًا بالإضافة إلى رسالتين طويلتين وجه إحداهما إلى عميد الملك الكندري وزير السلطان طغرلبك أيام محنة الأشاعرة، والأخرى وجهها إلى الشيخ أبي محمد الجويني لما اطلع على كتابه المحيط.

وفيما يلي أسماء مصنفاته بالإشارة إلى ما طبع منها وما لم يطبع:

1 -

الآداب: طبع حديثا في أربعة مجلدات.

2 -

إثبات الرؤية: مخطوط.

3 -

إثبات عذاب القبر: طبع في عمان، بتحقيق الدكتور شرف محمود.

4 -

أحكام القرآن: طبع بمصر بتحقيق عبد الغني عبد الخالق في عام 1371 هـ.

ثم أعيد طبعه في بيروت في 1395 هـ.

5 -

الأربعون الصغرى: طبع أخيرا.

6 -

الأربعون الكبرى: مخطوط.

7 -

الأسماء والصفات: طبع مرات في الهند وفي مصر.

8 -

الاعتقاد: طبع مرات.

9 -

الإيمان: أشار إليه المؤلف في هذا الكتاب.

15 -

البعث والنشور: طبع أخيرا.

11 -

بيان خطأ من أخطأ على الشافعي: طبع بتحقيق الدكتور الشريف نايف الدعيس من مؤسسة الرسالة في سنة 1983.

12 -

تخريج أحاديث الأم: مخطوط.

13 -

الترغيب والترهيب: لم أعرف شيئا عن وجوده.

14 -

الجامع في الخاتم: مخطوط.

15 -

الجامع المصنف في شعب الإيمان: وهو هذا الكتاب وانظر الفصل الآتي.

16 -

حياة الأنبياء في قبورهم: طبع في مصر سنة 1349 هـ.

ص: 46

17 -

الخلافيات: مخطوط.

18 -

الدعوات الصغير: ذكره حاجي خليفة

(1)

، والسبكي

(2)

.

19 -

الدعوات الكبير: مخطوط.

20 -

دلائل النبوة: كان أستاذنا الجليل السيد أحمد صقر بدأ تحقيقه وصدر منه الجزء الأول في عام 1970 م ولكنه لم يتمه، وصدر أخيرا في سبعة أجزاء بتحقيق الدكتور عبد المعطي قلعجي.

21 -

رد الانتقاد على لفظ الإمام الشافعي: مخطوط.

22 -

رسالة في حديث الجويباري: مخطوط.

23 -

الزهد الكبير: طبع بتحقيق الدكتور تقي الدين الندوي في الكويت الطبعة الثانية في 1983 م.

24 -

السنن الصغير: مخطوط.

25 -

السنن الكبير: طبع في الهند في عشرة مجلدات كبار.

26 -

فضائل الأوقات: مخطوط.

27 -

فضائل الصحابة: أشار إليه المؤلف في هذا الكتاب.

28 -

القدر: أشار إليه المؤلف في هذا الكتاب، وهو مخطوط.

29 -

القراءة خلف الإمام: طبع في الهند قديما. وطبع أخيرًا في بيروت بتحقيق محمد السعيد بن بسيوني زغلول.

30 -

كتاب الإسراء، وقيل: الأسرى، وقيل: الأسرار - لم أعرف عنه شيئا.

31 -

المبسوط في نصوص الشافعي: كتاب كبير لم يصلنا خبر عن وجود نسخة منه.

32 -

المدخل إلى السنن: طبع بتحقيق أخينا الفاضل الدكتور محمد ضياء الرحمن الأعظمي، الأستاذ بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

(1)

"كشف الظنون"(1/ 1417).

(2)

"طبقات الشافعية"(3/ 4).

ص: 47

33 -

معرفة السنن والآثار: صدر الجزء الأول منه في عام 1970 م، بتحقيق أستاذنا السيد أحمد صقر. ثم توقف.

وهو ضمن مشروعات مركز البحوث العلمية الإسلامية بالدار السلفية. وفقنا الله لإخراجه.

34 -

مناقب أحمد بن حنبل: لم نعثر على نسخة منه.

35 -

مناقب الإمام الشافعي: طبع في جزأين بتحقيق الأستاذ الجليل السيد أحمد صقر.

وذكر الدكتور تقي الدين الندوي تصانيف البيهقي في المقدمة التى كتبها على كتاب "الزهد الكبير" فوصل بها إلى 41 فزاد:

1 -

المعارف: وبعد البحث وجدت أن ابن العماد الحنبلي ذكره في "شذرات الذهب"

(1)

.

ويبدو أنه مصحف من "المعرفة" أي "معرفة السنن والآثار" لأنه لم يذكره.

2 -

كتاب الخلافة: ولم يذكر مصدره أيضا -ولعله الخلافيات- ولكنه ذكره.

3 -

كتاب معرفة علوم الحديث: وسيأتي الكشف عن حاله قريبا.

4 -

كتاب الأسرار، وذكر كتاب الأسرى: وكلاهما كتاب واحد ذكره بعض المؤلفين بعنوان كتاب الأسرار

(2)

، وبعضهم بعنوان كتاب الأسرى

(3)

، والبعض الآخر باسم كتاب "الأسرار"

(4)

.

5 -

رسالة أبي محمد الجويني: وهي رسالة البيهقي إلى أبي محمد الجويني.

6 -

جامع أبواب وجوه قراءة القرآن.

7 -

جامع أبواب قراءة القرآن في الصلاة على الإمام والمأموم: وقد ذكر كتاب

(1)

"طبقات الشافعية"(3/ 305).

(2)

"هدية العارفين"(1/ 78).

(3)

"طبقات السبكي"(3/ 4).

(4)

"السير"(18/ 166).

ص: 48

القراءة خلف الإمام، وهذان الكتابان ليسا غيره. والالتباس جاء من حاجي خليفة

(1)

فإنه ذكره باسم "جامع أبواب وجوب (وجوه) قراءة القرآن" وجاء إسماعيل باشا البغدادي

(2)

فجعله "جامع أبواب وجوه قراءة القرآن".

هذا هو ترجمة الباب الأول من الكتاب المذكور.

8 -

ينابيع الأصول: ذكره إسماعيل باشا البغدادي

(2)

. واعتمد في ذلك على حاجي خليفة في "كشف الظنون" الذي قال: الينابيع في الأصول لأبي القاسم أحمد بن الحسين البيهقي الحنفي المتوفي 458 هـ

(3)

، فواضح أنه رجل آخر فهذا أبو القاسم، والبيهقي أبو بكر، وهذا حنفي والبيهقي شافعيّ بحت. وإن كانا يتفقان في الاسم وتاريخ الوفاة.

9 -

ترتيب الصلاة: كذا ذكره من مقدمة لامع الدراري (57).

وهو ترغيب الصلاة كما ذكره حاجي خليفة

(4)

، ولكنه لم يذكر اسم مؤلفه كاملا بل قال "للإمام أحمد

البيهقي". وجاء إسماعيل باشا

(2)

فذكره ضمن مؤلفات البيهقي.

وأغلب الظن أنه "الترغيب والترهيب" فإن صاحب كشف الظنون لم يذكره.

10 -

الزهد الصغير: قال الدكتور: "لقد ذكر السيوطي

(5)

في مؤلفات البيهقي "الزهد الكبير والصغير" وابن عماد

(6)

، والحاجي خليفة

(7)

، والسمعاني"

(8)

.

(1)

"كشف الظنون"(1/ 593).

(2)

"هدية العارفين"(1/ 78).

(3)

"كشف الظنون"(2/ 2051).

(4)

"كشف الظنون"(1/ 400).

(5)

"تدريب الراوي"(2/ 367).

(6)

راجع "شذرات الذهب"(3/ 305).

(7)

"كشف الظنون"(2/ 1422).

(8)

"الأنساب"(2/ 412، 413).

ص: 49

ولقد بحثت فوجدت أنه لم يذكره أحد ممن ذكره الدكتور غير السيوطي، وحاجي خليفة وعنه أخذ إسماعيل باشا في هدية العارفين.

هذا ولم يذكر الدكتور الفاضل الكتب التالية من تصانيف البيهقي.

كتاب الإيمان.

كتاب القدر.

تخريج أحاديث الأم.

الدعوات الصغير.

وقام أخونا الفاضل الدكتور محمد ضياء الرحمن الأعظمي الأستاذ بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في المقدمة التي كتبها على كتاب "المدخل إلى السنن الكبرى"- الذي نشره بتحقيقه بالتعريف تصانيف البيهقي، وحاول استيعابها فذكر له ستة وأربعين كتابا، لكن فاته ذكر بعض مؤلفات البيهقي، واشترك مع الدكتور الندوي في عزو كتب إليه ليست له، كما زاد عليه كتبا أخرى مما لم يصنّفه البيهقي. فمما فاته كتاب الإيمان وقد أشار البيهقي إلى هذا الكتاب مرارا في "شعب الإيمان".

وشارك الدكتور الندوي في عزو كتاب "ينابيع الأصول" و "كتاب الزهد الصغير"، وكتاب "جامع أبواب وجوه قراءة القرآن"، وكتاب "معرفة علوم الحديث".

وكتاب "جامع أبواب وجوه قراءة القرآن" واعتمد في ذكره على كتاب "هدية العارفين". وفيه "جماع أبواب وجوه القرآن". وأما كتاب معرفة علوم الحديث، فذكره ياقوت في "معجم البلدان"

(1)

، وأغلب الظن أنه رأى كتاب "المدخل إلى السنن" ولم يطلع على اسمه فذكره بهذا الاسم حيث إن الكتاب يتضمن مباحث في علوم الحديث وذكره حاجي خليفة

(2)

فقال:

كتاب المعرفة للبيهقي ولأبي نعيم ولابن منده.

وعندي أن "للبيهقي" هنا محرف عن "للبغوي" فإن البغوي، أبا القاسم عبد الله ابن محمد بن عبد العزيز (م 317 هـ) له كتاب "معجم الصحابة"

(3)

، والبيهقي له

(1)

(1/ 538).

(2)

"كشف الظنون"(2/ 1460).

(3)

راجع "تاريخ التراث العربي"(1/ 345)، وانظر ترجمته في "السير"(14/ 440)، وانظر مصادر ترجمته فيه (10).

ص: 50

"فضائل الصحابة". وأبو نعيم وابن منده لكل واحد منهما "معرفة الصحابة".

ومما نسبه الدكتور الأعظمي للبيهقي وليس له.

1 -

مختصر دلائل النبوة:

وقال إنه محفوظ في دار الكتب الظاهرية

(1)

.

وهو مختصر "كتاب دلائل النبوة" الذي ألفه البيهقي، اختصره مؤلف مجهول وسماه "بغية السائل عما حواه كتاب الدلائل" كما أشار إليه أستاذنا السيد أحمد صقر

(2)

، ولعل الالتباس جاء من أن مرتب الفهرس ذكره باسم "مختصر دلائل النبوة للبيهقي" فظُنَّ أن المختصر له وإنما أراد نسبة "الدلائل" إليه.

2 -

معالم السنن:

قال الدكتور: ذكره إسماعيل باشا في "هدية العارفين"

(3)

.

واختصره أبو الحسن عيسى بن إبراهيم (ت 746 هـ).

وهو خطأ والعهدة في هذا على حاجي خليفة

(4)

ومنه أخذ صاحب "هدية العارفين".

والكتاب مختصر لكتاب "المعالم" للفخر الرازي كما بينه الحافظ ابن حجر

(5)

.

كما ذكر الدكتور الأعظمي

(6)

كتاب "العيون في الرد على أهل البدع"، وقال: أن نسخة منه توجد في مكتبة امبروزيانا في إيطاليا. ولم يذكره أحد ممن ترجم للبيهقي.

وذكر كتاب "تخريج أحاديث

(7)

الأم" وكتاب "أحاديث

(8)

الشافعي" وعدهما

(1)

"المدخل"(ص 60).

(2)

راجع مقدمة "دلائل النبوة"(ص 11)، وراجع "تاريخ الأدب العربي" لبروكلمان (6/ 231).

(3)

"المدخل"(ص 54).

(4)

"كشف الظنون"(2/ 1726).

(5)

"الدرر الكامنة"(4/ 235).

(6)

"المدخل"(ص 62).

(7)

"المدخل"(ص 54).

(8)

" المدخل"(ص 60).

ص: 51

كتابين وهو كتاب واحد، ذكره بروكلمان في "تاريخه"

(1)

بالعنوان الأول، وفؤاد سزكين في "تاريخه"

(2)

بالاسم الثاني.

‌تلاميذه:

استفاد من الإمام البيهقي خلق كثير وفيما يلي أسماء بعض تلاميذه الذين سمعوا منه مؤلفاته وبلغوها إلى من بعدهم:

1 -

ابنه أبو علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي

(3)

(428 - 507 هـ).

المعروف بشيخ القضاة. سمعه والده الكثير من مشايخ عصره. سمع من والده "مسند الشافعي" و"صحيح الإسماعيلي" و "كتاب الكامل" لابن عدي، وكثيرا من مسموعاته وتآليفه. وكان من المكثرين. وكان عارفا بالمذهب، مدرِّسا جليل القدر، أجاز لأبي سعد المعاني جميع مسموعاته.

سافر الكثير، وأقام بخوارزم ثم ببلخ مدة.

2 -

حفيده أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد بن الحسين البيهقي

(4)

(449 - 523 هـ).

سمع الكتب من جده، وسمع من أبي يعلى الصابوني وأبي سعد أحمد بن إبراهيم المقرئ، وعدة، وجمع وحدث ببغداد.

قال ابن عساكر: ما كان يعرف شيئا، وكان يتغالى بكتابة الإجازة.

وقال: سمع لنفسه جزء، وكان سماعه فيما عداه صحيحا.

3 -

زاهر بن طاهر، أبو القاسم الشحامي.

(1)

(6/ 233).

(2)

(3/ 184).

(3)

راجع ترجمته في "التقييد"(1/ 247، 248)، "السير"(19/ 313، 314)، "طبقات

السبكي" (3/ 204، 204)، "البداية والنهاية" (12/ 176)، "التحبير" (1/ 83 - 85).

(4)

ترجمته في" السير"(19/ 503)، "الميزان"(3/ 15)، "لسان الميزان"(4/ 116)، "شذرات الذهب"(4/ 67).

ص: 52

4 -

محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد، أبو عبد الله الفُراوي النيسابوري.

وسيأتي ذكرهما في الفصل التالي.

5 -

عبد الجبار بن محمد بن أحمد، أبو محمد الخُواري البيهقي

(1)

(445 - 536 هـ).

إمام جامع نيسابور، عارف بالمذهب، مفت مصيبُ بفقهه، سمع من البيهقي فأكثر، وأبي القاسم القشيري وأبي الحسن الواحدي المفسر.

قال أبو سعد السمعاني: سمعت منه بنيسابور الكثير، من جملة ما سمعت كتاب "معرفة السنن والاثار" لأبي بكر البيهقي في خمسة مجلدات.

وحدث عنه أبو القاسم بن عساكر، وأبو الحسن المرادي وآخرون.

6 -

أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده، الأصبهاني

(2)

(434 - 511 هـ).

أكثر عن أبيه وعمه أبي القاسم، وأملى وصنف وجمع.

روى عنه أبو طاهر السلفي، وابن ناصر، وأبو موسى المديني وخلق.

وكان ثقة، حافظا، مكثرا، صدوقا، كثير التآليف، أوحد بيته في زمانه.

كان يقال: بيت بني منده بُديء بيحيى، وخُتم بيحيى.

7 -

محمد بن إسماعيل بن محمد بن الحسين بن القاسم، أبو المعالي، الفارسي النيسابوري

(3)

(448 - 539).

(1)

ترجمته في "الأنساب"(2/ 215، 216)، "التحبير"(1/ 423 - 425)، "معجم البلدان"(2/ 394)،" السير"(20/ 71)، "طبقات السبكي"(4/ 243)، "التقييد"(2/ 105، 106)، "تبصير المنتبه "(2/ 553)، "شذرات"(4/ 113).

(2)

ترجمته في "التحبير"(2/ 378 - 382)، "التقييد"(2/ 302)، و "وفيات الأعيان" (6/ 168 -

171)، "السير" في (19/ 395)، "التذكرة"(4/ 1250 - 1252)، "ذيل طبقات الحنابلة"(1/ 127 - 137)، "شذرات"(4/ 32).

(3)

ترجمته في "التحبير"(2/ 97)، "التقييد"(1/ 15)، "السير"(20/ 93)، "شذرات"(4/ 124 - 125).

ص: 53

ثقة، مكثر من الحديث. سمع "السنن الكبرى" للبيهقي، وكتاب "المدخل" له.

قال ابن نقطة: حدث عنه شيخنا منصور بن عبد المنعم الفراوي "بالسنن الكبير" لأبي بكر البيهقي سماعًا. وإجازة أن لم يكن سمعه. وذلك لأنه فُقد من أصل البيهقي أجزاء من مواضع متفرقة، فكل ما وجد من الأصل وجد عليه سماع منصور منه.

8 -

عبد الجبار بن عبد الوهاب بن عبد الله بن محمد الدهان، النيسابوري

(1)

، شيخ سديد الطريقة، من بيت ثروة ومروءة. سمع أبا بكر البيهقي فأكثر.

سمع منه عبد الرحيم بن عبد الرحمن الشعري "السنن الكبرى" بروايته عن المؤلف.

قال أبو سعد السمعاني: أجاز لي في سنة 527 هـ، وهو شيخ ثقة، من أهل الخير والأمانة، عنده تصانيف البيهقي.

وذكره عبد الغافر أيضا، وأثنى عليه. ولم يدركه ابن عساكر.

9 -

الحسين بن أحمد بن علي بن حسن بن فُطيمة، أبو عبد الله، القاضي، الخسروجردي

(2)

(م 536 هـ).

سمع كتاب "معرفة السنن والآثار" للبيهقي. وسمع من أبي القاسم القشيري وغيره، ذكره السمعاني وأثنى عليه وقال: سمعت منه الكثير وكتب لي أجزاء.

10 -

أبو المظفر عبد المنعم بن أبي القاسم عبد الكريم القشيري

(3)

(445 - 532 هـ).

سمع "مسند أبي يعلى" من أبي سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، وسمع "مسند أبي عوانة" من والده وسمع من البيهقي وغيره.

(1)

ترجمته في "التحبير"(1/ 430)، "السير"(20/ 46).

(2)

ترجمته في "التحبير"(1/ 222 - 225)، "معجم البلدان"(1/ 538)، "التقييد"(1/ 295)، "السير"(20/ 60 - 62)، "طبقات السبكي"(4/ 214).

(3)

ترجمته في "الأنساب"(10/ 427)، "التقييد"(2/ 149)، "السير"(19/ 623 - 625)، "طبقات السبكي"(4/ 264)، "البداية والنهاية"(12/ 213)، "شذرات"(4/ 99).

ص: 54

سمع منه أبو سعد السمعاني وابن عساكر، وأثنى عليه السمعاني، وكان ابن عساكر يفضله على الفراوي.

‌وفاته:

ذكر معظم المؤرخين أن البيهقي توفي في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، وتفرد ياقوت

(1)

بذكر وفاته في سنة أربع وخمسين وأربعمائة.

وكانت وفاته في نيسابور، فغسل هناك وكفّن وعمل له تابوت فنقل

(2)

ودفن ببيهق -موطنه ومحتده- وهي على يومين من نيسابور.

(1)

"معجم البلدان"(1/ 538).

(2)

قلت لا ندري هل تمَّ نقل جثة البيهقي من مكان موته إلى بلده على وصية منه أو على رغبة أصحابه وأهله، فالحديث النبوي يشير إلى المنع من ذلك. فقد روى أبو عزة الهذلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له فيها حاجة".

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1282) وابن حبان (1815 - موارد) وأحمد (3/ 429) والحاكم (1/ 42) وصححه.

وجاء في حديث آخر عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان أجل أحدكم بأرض أثبت الله إليها حاجة، فإذا بلغ أقصى أثره توفاه فتقول الأرض يوم القيامة: يا رب! هذا ما استودعتني".

أخرجه ابن ماجه (2/ 1424 رقم 4264) وابن أبي عاصم في "السنة"(346) والطبراني في "المعجم الكبير"(20/ 229) والحاكم (1/ 41 - 42) وصححه.

وقد ذكر الألباني الحديثين مع شواهد أخرى في الصحيحة (1221، 1222): وعن عبد الله بن عمرو قال توفي رجل بالمدينة ممن ولد بالمدينة فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا ليته مات في غير مولده! فقال رجل من الناس: ولم يا رسول الله؟ قال: إن الرجل إذا مات في غير مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة.

رواه ابن ماجه (1/ 515 رقم 1614)، والنسائي (4/ 7، 8).

وقال الألباني: حسن.

ص: 55

الفصل الثاني

" الجامع لشعب الإيمان"

وهو سفر جليل في بيان شعب الإيمان التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه

حين قال: "الإيْمان بِضْعٌ وسبْعُون شُعْبةً، فأرفعُها قول لا إله إلا الله، وأدْناها إماطة الأذى عنِ الطرِيقِ. والحياءُ شُعْبةٌ مِن الإيْمانِ".

وقد ورد ذكر هذا الكتاب في مؤلفات البيهقي. وقد اختصر القدماء اسمه فقالوا "شعب الإيمان"

(1)

، وجاء في "منتخب سياق نيسابور"

(2)

: "الجامع لشعب الإيمان".

أما المتأخرون فذكروه باسمه الكامل "الجامع المصنف في شعب الإيمان"

(3)

.

والبيهقي نفسه أشار إليه باسم "الجامع"

(4)

.

ونفهم من قراءة الكتاب أن الإمام البيهقي ألفه بعد تأليف كتبه التالية:

1 -

السنن الكبرى.

2 -

المدخل.

3 -

الأسماء والصفات.

4 -

الإيمان.

5 -

القدر.

6 -

الرؤية.

7 -

دلائل النبوة.

8 -

البعث والنشور.

9 -

إثبات عذاب القبر.

10 -

الدعوات.

11 -

الآداب.

12 -

فضائل الصحابة.

(1)

راجع "وفيات الأعيان"(1/ 76)، "الأنساب"(2/ 412)،" السير"(1/ 166)، "الوافي"(6/ 354)، "البداية"(12/ 94)، وغير ذلك.

(2)

"منتخب سياق نيسابور"(30/ أ).

(3)

راجع "كشف الظنون"(1/ 574)، "الأعلام"(1/ 116)، "معجم المؤلفين"(1/ 206)، "تاريخ الأدب العربي"(6/ 231).

(4)

انظر "الاعتقاد"(ص 114،96،91،30)، "والزهد"(85).

ص: 56

كما يشير إلى كتبه "المخرجة في السنن على ترتيب مختصر أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني" وهو يشير بهذا إلى كتابه "المبسوط في نصوص الشافعي" فإنه يقول في مقدمة كتابه "معرفة السنن والآثار".

"وخرّجتُ -بتوفيق الله تعالى- مبسوط كلامه (أي الشافعي) في كتبه بدلائله وحججه على مختصر أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني"

(1)

.

وقد بنى كتابه "الزهد" على بعض أبواب "شعب الإيمان" فإنه يقول في مقدمة "الزهد": "وقد ذكرت في كتاب "الجامع" في باب الزهد بعض ما حضرني من الأخبار والآثار في الزهد وقصر الأمل. وذكرت في كتاب "دلائل النبوة" وغيره كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم. ووجدت أقاويل السلف والخلف رضي الله عنهم في فضيلة الزهد، وكيفية قصر الأمل، والمبادرة بالعمل كثيرة، فذكرت في هذه الأجزاء ما حضرني من ذلك مستعينا بالله فيه وفي جميع أموري، فنعم المولى ونعم النصير"

(2)

.

سبب تأليفه: كان الدافع لتأليف هذا الكتاب هو أن الإمام البيهقي اطلع على كتاب في شعب الإيمان للفقيه الشافعي أبي عبد الله الحليمي فأعجب به وأدرك ضرورة توفير مثله نظرا لما كان يشهد عصره من مناقشات ومناظرات حول أصول الدين الأساسية من معنى الإيمان وكيفية زيادة الإيمان ونقصانه وكون القرآن مخلوقا أو غير مخلوق وما إلى ذلك. يقول: "

فإن الله -جل ثناؤه وتقدست أسماؤه- بفضله ولطفه وفقني لتصنيف كتب مشتملة على أخبار مستعملة في أصول الدين و "فروعه"، والحمد لله على ذلك كثيرًا. ثم إني أحببت تصنيف كتاب جامعٍ أصل الإيمان وفروعه، وما جاء من الأخبار في بيانه وحسن القيام به لما ورد في ذلك من الترغيب والترهيب، فوجدت الحاكم أبا عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي -رحمنا الله وإياه- أورد في كتاب "المنهاج" المصنف في بيان شعب الإيمان المشار إليها

(1)

"معرفة السنن والآثار"(1/ 142).

(2)

"الزهد"(ص 85).

ص: 57

في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من حقيقة كل واحدة من شعبه، وبيان ما يحتاج إليه مستعمله من فرضه وسننه وأدبه، وما جاء في معناه من الأخبار والآثار ما فيه كفاية، فاقتديت به في تقسيم الأحاديث على الأبواب، وحكيتُ من كلامه ما تبين به المقصود من كل باب"

(1)

.

الحليمي: أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي

(2)

، البخاري، هو شيخ الشافعية، ورئيس المحدثين والمتكلمن بما وراء النهر. ولد في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، كان من العلماء المجتهدين الموصوفين بالذكاء والفهم، خبيرا بالمسائل في الفقه الشافعي، له آراء منفردة في المذهب

(3)

، وكان طويل الباع في الأدب والبيان، ساهم بالكتابة في فنون مختلفة، ونبغ واشتهر بتبحره في علم الكلام ومباحث التوحيد.

أخذ الفقه عن الأستاذ أبي بكر محمد بن علي القفال، والإمام أبي بكر الأوْدني وروى الحديث عن خلف بن محمد الخيام، وأبي بكر محمد بن أحمد بن خنب وجماعة.

حدث عنه أبو عبد الله الحاكم -وهو أكبر منه- والحافظ أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري، وأبو سعد الكنجروذي وجماعة.

المنهاج: ألف الحليمي كتابه "المنهاج" لما رأى من سيطرة الجهل والغفلة على عقول الناس ووقوع الإعراض عن العلوم بالجملة، والتهافت في الحلال والحرام، والتنافس في رتب الدنيا، والتغافل عن درج الأخرى، والانقياد لدواعي الهوى، والميل في عامة الأمور إلى الحفظ والدعة، وفساد النيات والدخل، وفتور العزائم والهمم، حتى أصبحت طاعة الله -تعالى جده- تقام فيما تدعو إليه الضرورات الحاصلة، وتترك فيما

(1)

"شعب الإيمان"(1/ 94).

(2)

انظر ترجمته في "تاريخ جرجان"(ص 198)، "الأنساب"(4/ 222)، "وفيات الأعيان"(2/ 137، 138)، "السير"(17/ 231، 232)، "الوافي"(12/ 351)، "طبقات السبكي"(3/ 147 - 150)، "البداية والنهاية"(11/ 349)، "شذرات"(3/ 167، 168).

ولم يذكر أحد ممن ترجم للبيهقي أنه أخذ عن الحليمي ولكن ذكره بعض المعاصرين ضمن شيوخ البيهقي.

(3)

راجع "طبقات السبكي"(3/ 150).

ص: 58

تحرك عليه المتوقعات الآجلة، وكان الهم بالعلم بقدر الهم بالعمل، والنتيجة أن الناس اقتصروا في العلم والعمل بما اضطروا إليه بسبب اجتماعي أو معاشي. أما في التوحيد ومسائل أصول الدين فقد رضوا بالتقليد، وعابوا الذين اشتغلوا به وجاهدوا به أعداء الله تعالى جده

(1)

.

وقد استنكر الحليمي موقف الفقهاء، وقصورهم عن تعلم علم التوحيد وعاب عليهم أنهم يدعون النبوغ في الفقه، ويذمون من يشتغل بعلم الكلام، ويزرون بقدره، ويبخسون بحقه، بينما اسم "الفقه" يتضمن علوم الشريعة كلها، أعلاها الذي يتوصل به إلى معرفة الله ووحدانيته وقدسيته وعامة صفاته ومعرفة أنبياء الله ورسله، ثم يأتي بعد ذلك علم العبادات وغيره

(2)

.

وأراد الحليمي ملء الفرغ الموجود في الدراسات الدينية بهذا الكتاب وقسمه إلى اثني عشر بابا

(3)

وهي:

الباب الأول: في البيان عن حقيقة الإيمان.

الباب الثاني: في زيادة الإيمان ونقصانه.

الباب الثالث: في الاستثناء في الإيمان وما يصح منه وما لا يصح.

الباب الرابع: في ألفاظ الإيمان وما يصح وما لا يصح.

الباب الخامس: في إيمان المقلد والمرتاب.

الباب السادس: فيمن يكون مؤمنا بإيمان غيره.

الباب السابع: فيمن يصح إيمانه أو لا يصح.

الباب الثامن: فيمن لم تبلغه الدعوة.

(1)

راجع "المنهاج"(1/ 7 - 15).

(2)

راجع "المنهاج"(1/ 13 - 15).

(3)

راجع "المنهاج"(1/ 4 - 7).

ص: 59

الباب التاسع: فيمن مات مستدلا.

الباب العاشر: في شعب الإيمان.

وهي سبع وسبعون شعبة:

1 -

الإيمان بالله عز وجل.

2 -

الإيمان بالنبي ومن تقدمه من النبيين صلوات الله عليهم أجمعين.

3 -

الإيمان بالملائكة.

4 -

الإيمان بالقرآن وسائر الكتب المنزلة.

5 -

الإيمان بالقدر خيره وشره.

6 -

الإيمان باليوم الآخر.

7 -

الإيمان بالبعث.

8 -

الإيمان بالحساب والميزان.

9 -

الإيمان بالجنة والنار، وفيه ذكر الصراط.

10 -

محبة الله تعالى.

11 -

مخافة الله والتفكر في وعيده.

12 -

رجاؤه والثقة بوعده، وفيه ذكر الدعاء وشروطه وآدابه.

13 -

التوكل على الله، وفيه القول في التداوي من الأمراض والاسترقاء.

14 -

حب النبي صلى الله عليه وسلم وآله وأصحابه.

15 -

تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره.

16 -

الشح بالدين.

17 -

طلب العلم.

18 -

نشر العلم.

19 -

تلاوة القرآن وآدابها.

20 -

الطهارات.

21 -

الصلوات.

22 -

الصدقات.

23 -

الصيام.

24 -

الاعتكاف.

25 -

المناسك.

ص: 60

26 -

الجهاد.

27 -

المرابطة في سبيل الله.

28 -

الثبات للعدو عند الالتقاء.

29 -

أداء خمس المغنم.

30 -

العتق ووجه التقرب به إلى الله.

31 -

الكفارات.

32 -

الإيفاء بالعهود.

33 -

تعديد نعم الله وما يجب من شكرها.

34 -

حفظ اللسان.

35 -

الأمانات وما وجب من أدائها إلى أهلها.

36 -

تحريم النفوس والجنايات عليها.

37 -

تحريم الفروج وما يجب من التعفف عنها.

38 -

تحريم أموال الناس.

39 -

المطاعم والمشارب وما يجب من التورع عنها منه.

40 -

الملابس والزينة والأواني وما يكره منها.

41 -

تحريم الملاعب والملاهي.

42 -

الاقتصاد في النفقة وتحريم أكل المال بالباطل.

43 -

الحث على ترك الغل والحسد.

44 -

تحريم أعراض الناس وما يلزم من ترك الرتع فيها.

45 -

إخلاص العمل للّه وتحريم الرياء.

46 -

السرور بالحسنة والاغتمام بالسيئة.

47 -

معالجة كل ذنب بالتوبة.

48 -

القرابين والإبانة عن معناها وغرضها.

49 -

طاعة أولي الأمر.

50 -

التمسك بما عليه الجماعة.

51 -

الحكم بين الناس.

ص: 61

52 -

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

53 -

التعاون على البر والتقوى، ونصرة المظلوم وإغاثة اللهفان.

54 -

الحياء.

55 -

برُّ الوالدين.

56 -

صلة الأرحام.

57 -

كظم الغيظ وحسن الخلق ولين الجانب والتواضع.

58 -

الإحسان إلى المماليك.

59 -

حق السادة على المماليك.

60 -

حقوق الأولاد والأهلين على الناس.

61 -

مقاربة أهل الدين وموادتهم وإفشاء السلام فيهم.

62 -

رد السلام.

63 -

عيادة المريض.

64 -

الصلاة على من مات من أهل القبلة.

65 -

تشميت العاطس.

66 -

مباعدة الكفار والمفسدين والغلظة عليهم.

67 -

إكرام الجار.

68 -

إكرام الضيف.

69 -

الستر على أصحاب القروف.

70 -

الصبر على المصائب.

71 -

الزهد وقصر الأمل.

72 -

الغيرة والمذاء.

73 -

الإعراض عن اللغو.

74 -

الجود والسخاء.

75 -

رحم الصغير وتوقير الكبير.

76 -

الإصلاح بين الناس.

77 -

أن يحب الرجل لأخيه المسلم ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه.

الباب الحادي عشر: في ذكر آيات وأحاديث اشتمل كل واحد منها على عدة من الشعب المذكورة.

البات الثاني عشر: في بيان السبب الذي لأجله اختار المؤلف تخريج هذه الشعب على سبعة وسبعين بابا.

ص: 62

وهذا الكتاب القيم النافع الفريد في بابه لم ير النور ولم يتزين بزينة الطباعة، ومُني أخيرا بمحقق أصدر طبعة

(1)

مشوهة محرفة، فلا نجد صفحة إلا وفيها أخطاء كثيرة من النوع الذي يدل على عدم معرفة المحقق بمبادئ علم الكلام وعلم الحديث، بل وقلة اطلاعه باللغة العربية وقواعدها.

ليس هذا فحسب بل جاء الكتاب في تحقيقه في عشرة أبواب فقط ينقص منه البابان الأخيران. وكان الباب الأخير هاما جدًّا لأنه يتضمن الكلام حول الحديث الذي يشير إلى شعب الإيمان ووجوه ترجيح رواية "بضع وسبعين"

(2)

.

وقد بين الحليمي وجه تفسير "بضع" بسبع. وهو قول إمام اللغة والنحو خليل

(3)

ابن أحمد. وقد أشار إلى أن بعض من ألف في شعب الإيمان خرجها في تسعة وسبعين بابا

(4)

.

وذكرها الحافظ ابن حجر في شرح البخاري فجعلها تسعا وستين خصلة وقال: لم يتفق من عدّ الشعب على نمط واحد، وأقربها إلى الصواب طريقة ابن حبان ولكن لم نقف على بيانها من كلامه، وقد لخصت مما أوردوه ما أذكره

ثم ذكرها وقال: فهذه تسع وستون خصلة، ويمكن عدّها تسعا وسبعين خصلة باعتبار إفراد ما ضم بعضه إلى بعض مما ذكر

(5)

.

(1)

نشرته دار الفكر ببيروت سنة 1399 هـ 1979 م بتحقيق الأستاذ حلمي محمد فودة.

(2)

أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(1/ 52).

(3)

راجع ترجمته في "طبقات النحويين" للزبيدي (47 - 51)، "معجم الأدباء لياقوت"(11/ 72 - 77)، "إنباه الرواة"(1/ 341 - 347)، "وفيات الأعيان"(2/ 244 - 248)، "السير"(7/ 429 - 431).

انظر مصادر أخرى لترجمته فيه.

وانظر تفسيره في "فتح الباري"(1/ 51)، وراجع اللسان (بضع).

(4)

"المنهاج"(1/ 6).

(5)

راجع "فتح الباري"(1/ 52، 53).

ص: 63

والغريب أن الحافظ لم يشر إلى عدّ الحليمي تقسيمه الشعب إلى سبعة وسبعين بابا وهو يكثر من النقل من قوله في شرحه

(1)

.

شعب الإيمان: اعتمد البيهقي على "المنهاج" في تأليف "الجامع" واتبع خطوات الحليمي وسار على منهجه فرتب كتابه على نفس الأبواب ونفس الشعب، إلا أن الحليمي سار على طريقة المتكلمين في الاستدلال بالدلائل العقلية والبراهن المنطقية، وسرد الأحاديث بدون الأسانيد، والبيهقي نهج منهج المحدثين فاستدل على أقواله بالأحاديث النبوية وساقها بأسانيدها، وهو يشير إلى مخرجها من الصحيح، ويوضح إن كان هناك ضعف أو علة في السند.

ولم يقتصر على الأحاديث المرفوعة بل سرد أقوال الصحابة والتابعين، كل ذلك بأسانيده إليهم، كما أورد بأسانيده أيضا كلام المتصوفة، وأكثر منه في بعض الأبواب، وفيه حكاية غريبة وأقوال شاذة ما كان يجدر بالبيهقي الإمام المحدث أن يلتفت إليها.

وقد حظي كتاب شعب الإيمان بعناية وتقدير العلماء، واعتمد عليه المتأخرون في تأليف مجموعات السنن النبوية كالتبريزي في "مشكاة المصابيح" والسيوطي في "الجامع الصغير" و "الجامع الكبير"، والمتقي الهندي في "كنز العمال"، ولكن لم تفز هذه الموسوعة الحديثية باهتمام الناشرين ولم تطبع ولعل ذلك كان لعدم وجود نسخ كاملة صحيحة ولتشابك الموضوعات التي يتناولها الكتاب إلا ما كان من محاولة الحافظ عزيز بيك صاحب المطبعة العزيزية فإنه قام بإصدار الجزء الأول منه بالتصحيح والتعليق عليه ثم توقف عن إصدار الأجزاء التالية، والجزء الذي أصدره فيه أخطاء كثيرة بعضها من الأصل الذي اعتمد عليه وبعضها منه.

هذا وقد قام بعض العلماء باختصار كتاب البيهقي وقد ذكر بروكلمان في "تاريخه"

(2)

مختصرا لعمر بن علي المعروف بابن الملقن وهو سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد المصري (723 - 804 هـ).

(1)

انظر مثلا "فتح الباري"(1/ 75، 13/ 366 - 374).

(2)

"تاريخ الأدب العربي"(6/ 232).

ص: 64

ومختصرا آخر لأبي حفص عمر القزويني. كذا ذكر بروكلمان. وقد ذكر الأستاذ عبد القادر الأرناؤوط أن مؤلفه أبو المعالي عمر بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد (652 - 699) أي حفيد أبي حفص عمر المذكور.

وزاد حاجي خليفة

(1)

مختصرين آخرين أحدهما لشمس الدين القونوي والآخر للإمام معين الدين محمد بن حمويه. ولم أعرف عنهما شيئا.

‌نسخ الكتاب:

توجد "للجامع المصنف في شعب الإيمان" - حسب المصادر المتوفرة لدينا - النسخ التالية:

1 -

نسخة كاملة في مكتبة طبقبو سراي، مجموعة أحمد الثالث برقم 499 وهي في ثلاثة أجزاء ومجموع صفحاتها 1184 ومسطرتها 33 سطرًا.

ولم يظهر تاريخ النسخ على النسخة المصورة الموجودة لدينا. ولكنها قديمة الخط، ربما يرجع تاريخها إلى القرن السابع، أو الثامن. وهي مقروءة عليها بعض التعليقات والتصحيحات أغلب الظن أنها من العلامة سراج الدين بن الملقن لأن اسمه ذكر في بعض الأماكن في الهامش، وقد رأينا اهتمامه بهذا الكتاب حيث إنه عمل مختصرا له.

2 -

نسخة كاملة كانت في مكتبة نور عثمانية في ثلاثة أجزاء برقم (1123 - 1125) ومجموع أوراقها 1679 ومسطرتها من البداية إلى الورقة 40 حوالي 35 سطرا بخط واضح، ثم يتغير الخط وينقص عدد السطور فيصير 21 سطرا. وهي نسخة حديثة كتبت في سنة 1159 هـ ويبدو أنها منقولة من النسخة التالية.

وقد تفضل بإهداء صور النسختين إلينا الأخ الفاضل صبحي السامرائي بتوصية من الأستاذ الجليل الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي - حفظهما الله تعالى وأجزل ثوابهما -.

(1)

"كشف الظنون"(1/ 574).

ص: 65

3 -

نسخة كاملة في مكتبة رئيس الكتاب بإستانبول في خمس مجلدات مجموع أوراقها 1273 ومسطرتها تتراوح بين 21 و 25 سطر وتاريخ نسخها 737 هـ. حصلنا على ميكروفيلم منها من بعض الجهات ولكن انطمست قطعة كبيرة من أول الفيلم لعدم عناية صاحبه به، فاضطررنا إلى الاعتماد - في عملنا هذا - على الجزء المطبوع في حيدراباد حيث إنه مبني على تلك النسخة.

4 -

نسخة كاملة في مكتبة عاطف أفندي في إستانبول في جزأين. الجزء الأول برقم 565 وعدد أوراقه 386 ورقة، والجزء الثاني برقم 566 وعدد أوراقه 501. وعدد السطور في الصفحة 35 سطرا. وهي نسخة حديثة كتبت في 1123 هـ. لم نتمكن من الإطلاع عليها. ولا الحصول على صورة منها.

5 -

قطعة من الكتاب في 179 ورقة تبدأ من خلال الكلام على الأربعين من شعب الإيمان وتنتهي خلال الكلام على الرابع والأربعين منها. وهي في حوزة الشيخ محب الله شاه الراشدى الباكستاني تفضل بإهداء نسخة مصورة منها الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي - حفظه الله -.

6 -

قطعة من الكتاب تحتوي على الأجزاء 36 - 46 وتبدأ من الكلام على الأربعين من شعب الإيمان، وتنتهي في أول الباب السابع والخمسين. وعدد أوراقها 167. وهي محفوظة في مكتبة الجامعة المستنصرية ببغداد تكرم بإهداء صورة منها أستاذنا الشيخ حمدي بعد المجيد السلفي ساعده في ذلك الدكتور غانم قدوري الحمد - فجزاهما الله أحسن الجزاء.

7 -

أجزاء من الكتاب محفوظة في دار الكتب المصرية بالقاهرة اطلع الولد العزيز أبو محمد أكرم مختار على الجزء الموجود برقم 33897 (ميكروفيلم) في 472 ورقة يبدأ من "فصل في تعلم القرآن" والجهود مستمرة للحصول على نسخة مصورة منها.

ص: 66

8 -

نسخة في الرباط بالمغرب رآها العلامة المؤرخ خير الدين الزركلي

(1)

ولم نعرف عنها شيئا.

‌أسانيد الكتاب:

روي هذا الكتاب عن المؤلف من ثلاث طرق:

الأولى: رواية الإمام الحافظ أبي محمد القاسم ابن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه، ابن عساكر، عن الشيخ المحدث الفقيه أبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي. كلاهما عن البيهقي.

الثانية: رواية الحافظ أبي محمد القاسم، عن أبيه أبي القاسم بن عساكر، وعن أبي الحسن علي بن سليمان المرادي، عن زاهر بن طاهر الشحامي، عن البيهقي.

الثالثة: رواية الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن، ابن عساكر، عن زاهر بن طاهر الشحامي، عن البيهقي.

وجاء هذا السند في بداية نسختي رئيس الكتاب نور عثمانية، وأما نسخة أحمد الثالث والأجزاء التالية من نسخة رئيس الكتاب فعليهما الإسنادان. الأولان.

‌تراجم رجال السند:

1 -

زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد بن أحمد بن يوسف، أبو القاسم، الشحامي

(2)

(446 - 533 هـ).

ولد في بيت علم ومعرفة، كان أبوه

(3)

من الفقهاء المحدثين، وكانت له عناية بعلم الحديث. حدث عن القاضي أبي بكر الحيري والأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني وجماعة. وصنف كتابا بالفارسية في الشرائع واستملى على نظام الملك الوزير،

(1)

"الأعلام"(1/ 116).

(2)

انظر ترجمته في "المنتظم"(10/ 79 - 80)، "التقييد"(1/ 329 - 332)، "السير"(20/ 9 - 12)، "الميزان"(2/ 64)، "البداية"(12/ 215)، "لسان الميزان"(2/ 470)، "شذرات"(4/ 102)، "تاريخ الأدب العربي" لبروكلمان (6/ 246).

(3)

انظر ترجمته في "السير"(18/ 448 - 449)، "شذرات"(3/ 363).

ص: 67

وكان فقيها، أديبا، بارعا، شاعرا، صالحا، عابدا، أسمع أولاده وأحفاده، وحصل لهم الأسانيد العالية. نشأ زاهر في كنف هذا الوالد العالم الذي اعتنى بابنه فسمعه في الخامسة واستجاز له، فحصلت له الإجازة من أبي الحسين عبد الغافر الفارسي، وأبي حفص بن مسرور، وأبي محمد الجوهري.

سمع الحديث من جماعة وسمع من البيهقي "سننه الكبرى" ومؤلفاته الأخرى. وروى الكثير، واستملى على جماعة وخرج وجمع، وانتقى لنفسه السباعيات وأشياء تدل على اعتنائه بالفن. وله رحلات واسعة وأملى نحوا من ألف مجلس، وكان لا يملّ من التسميع.

قال أبو سعد السمعاني: كان مكثرا متيقظا، ورد علينا مرو قاصدا للرواية بها، وخرج معي إلى أصبهان لا شغل له إلا الرواية بها، وازدحم عليه الخلق وكان يعرف الأجزاء وجمع ونسخ وعُمّر. قرأت عليه "تاريخ نيسابور" في أيام قلائل كنت أقرأ فيها سائر النهار، وكان يكرم الغرباء ويعيرهم الأجزاء، ولكن كان يخل بالصلوات إخلال ظاهرا وقت خروجه معي إلى أصبهان فقال لي أخوه وجيه: يا فلان! اجتهد حتى يقعد، لا يفتضح بترك الصلاة.

وظهر الأمر كما قال وجيه: وعرف أهل أصبهان ذلك وشغبوا عليه وترك أبو العلاء أحمد بن محمد الحافظ الرواية عنه وأنا، فوقت قراءتي عليه التاريخ ما كنت أراه يصلي، وعرفنا بتركه الصلاة أبو القاسم الدمشقي (أي ابن عساكر) قال:"أتيته قبل طلوع الشمس فنبهوه فنزل لنقرأ عليه، وما صلى، وقيل له في ذلك فقال: لي عذر وأنا أجمع الصلوات كلها، ولعله تاب والله يغفر له. وكان خبيرا بالشروط، وعليه العمدة في مجلس الحاكم"

(1)

.

وما أدري ماذا يبقى بعد بيان زاهر العذرَ في تركه الصلاة. والغريب من الحافظ الذهبي أنه نقل قول السمعاني ثم علق عليه قائلا

(2)

.

الشره يحملنا على الرواية لمثل هذا!

(1)

راجع "السير"(20/ 11، 12).

(2)

راجع "السير"(20/ 12).

ص: 68

ولم يكتف بذلك بل ليّنه في الرواية فقال: "ما هو بالماهر في الحديث وهو واهٍ من قبل دينه".

وقال ابن الجوزي

(1)

معلقا على كلام السمعاني:

ومن الجائز أن يكون به مرض، والمريض يجوز له الجمع بين الصلوات فمن قلة فقه هذا القادح أنه رأى هذا الأمر المحتمل قادحا!

وقال ابن نقطة

(2)

: سماعاته صحيحة، وهو ثقة في الحديث.

2 -

أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد بن أبي العباس الصاعدي، الفراوي

(3)

، النيسابوري (م 530 هـ).

الشيخ الإمام الفقيه، مسند خراسان ومفتيها. سمع "صحيح" مسلم من أبي الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، و "صحيح" البخاري من سعيد بن أبي سعيد العيار، وأبي سهل الحفصي.

وسمع من أبي بكر البيهقي، وأبي القاسم القشيري، وأبي سعد الكنجروذي، وأبي إسحاق الشيرازي، وطائفة.

وتفرد "بصحيح مسلم" و "بالأسماء والصفات" و "دلائل النبوة"، و"الدعوات الكبير" و "بالبعث" للبيهقي.

قال السمعاني: هو إمام مفتٍ، مناظر، واعظ، حسن الأخلاق والمعاشرة، مكرم للغرباء ما رأيت في شيوخي مثله، وكان جوادا كثير التبسم.

روى عنه أبو سعد السمعاني، وأبو الحسن المرادي، وأبو القاسم بن عساكر، وعبد الرحيم بن عبد الرحمن الشعري وجماعة.

(1)

"المنتظم"(10/ 80).

(2)

"التقييد"(1/ 329).

(3)

انظر ترجمته في "تبيين كذب المفتري"(ص 322)، "معجم البلدان"(4/ 245)، "التقييد"(1/ 100)، "وفيات الأعيان"(4/ 290 - 291)، "السير"(19/ 615 - 619)، "الوافي"(4/ 323)، "طبقات السبكي"(4/ 92 - 94)، "البداية"(12/ 211)، "طبقات ابن قاضي شهبة"(1/ 352)، "شذرات"(4/ 96).

ص: 69

وأجاز لأبي محمد القاسم بن أبي القاسم بن عساكر.

وذكره عبد الغافر في "سياقه" فقال: فقيه الحرم، البارع في الفقه والأصول، الحافظ للقواعد، نشأ بين الصوفية ووصل إليه بركة أنفاسهم. درس الأصول والتفسير على زين الإسلام القشيري، ثم اختلف إلى مجلس أبي المعالي، ولازم درسه ما عاش، وتفقه وعلق عنه الأصول، وصار من جملة المذكورين من أصحابه، وحج وعقد المجلس ببغداد وسائر البلاد، وأظهر العلم بالحرمين، وكان منه بهما أثر وذكر، وما تعدّى حدّ العلماء وسيرة الصالحين من التواضع والتبذل في الملبس والعيش، وتستر بكتابة الشروط لاتصاله بالزمرة الشحَّامية مصاهرةً. ودرس بالمدرسة الناصحية، وأم بمسجد المطرز، وعقد به مجلس الإملاء في الأسبوع يوم الأحد. وله مجالس الوعظ المشحونة بالفوائد والمبالغة في النصح

(1)

.

كان أملى أكثر من ألف مجلس.

قال السمعاني سمعت عبد الرشيد بن علي الطبري بمرو يقول

(2)

: الفراوي ألف راوي.

لما توفي حضر جنازته خلق كثير، وكان صُلِّي عليه بكرة ولكن لم يصلوا به إلى المقبرة إلا بعد الظهر لكثرة الزحام، ودفن عند إمام الأئمة ابن خزيمة.

3 -

أبو الحسن المرادي، علي بن سليمان بن أحمد الشقُّوري

(3)

(م 544 هـ) من العلماء الفقهاء المحدثين. مولده قبل الخمسمائة.

ارتحل إلى خراسان فتفقه بمحمد بن يحيى وسمع "صحيح مسلم" وتآليف البيهقي من أبي عبد الله الفراوي، وزاهر بن طاهر الشحامي، وعبد المنعم بن القشيري، وهبة الله السيدي. وأقام هناك مدة، ثم قدم بغداد وكتب الكثير،

(1)

"السير"(19/ 617).

(2)

"السير"(19/ 618).

(3)

انظر ترجمته في "الأنساب"(8/ 129، 10/ 191، 192 الفرغليطي)، "معجم البلدان"(4/ 254)، "التقييد"(2/ 159، 160)، "السير"(20/ 187 - 189)، "طبقات السبكي"(4/ 278).

والشقُّوري نسبت إلى شقُّورة - بفتح الشين وتشديد القاف مضمومة - ناصية بقرطبة.

ص: 70

ثم قدم دمشق في حدود سنة أربعين وخمسمائة بكتبه فنزل على الحافظ ابن عساكر فسُرَّ بقدومه لأنه كان اتكل عليه في كثير مما سمعا. فحدث في دمشق "بالصحيحين".

قال أبو سعد السمعاني: كنت أنس به كثيرا. كان أحد العُبَّاد، خرجنا معا إلا نوقان لسماع "تفسير الثعلبي" فلمحت منه أخلاقا وأحوالا قلما تجتمع في ورع، وعلقت عنه الكثير.

وقال ابن عساكر: نُدب للتدريس بحماة فمضى إليها، ثم ندب للتدريس بحلب فدرس بمدرسة ابن العجمي، وكان ثبتا صلبا في السنة.

4 -

علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله، أبو القاسم الدمشقي المعروف بابن عساكر

(1)

(م 499 - 571 هـ).

صاحب تاريخ دمشق والتصانيف الكثيرة البديعة، من العلماء الأعلام، والحفاظ المتقنين، نبغ في فنون متنوعة، رحل وطوّف في الآفاق في طلب العلم والسماع وسمع بنيسابور من أبي عبد الله الفراوي، وأبي محمد السيدي، وزاهر بن طاهر الشحامي، وعبد المنعم القشيري، خلق غيرهم. عدد شيوخه الذين رتبهم في "معجمه" ألف وثلاثمائة شيخ بالسماع، وستة وأربعون شيخا أنشدوه، ومائتان وتسعون شيخا بالإجازة، وبضع وثمانون امرأة

(2)

.

وحدّث ببغداد والحجاز وأصبهان ونيسابور ولازم الدرس والتفقه بالنظامية ببغداد، وصنف وجمع فأحسن وأجاد وأملى أربعمائة مجلس وثمانية.

(1)

ترجمته في "معجم الأدباء"(13/ 73 - 83)، "التقييد"(2/ 191 - 192)، "وفيات الأعيان"(3/ 309 - 311)، "السير"(20/ 554 - 571)، "تذكرة الحفاظ"(4/ 1328 - 1234)، "طبقات السبكي"(4/ 273 - 277)، "البداية والنهاية"(12/ 294)، "شذرات"(4/ 239 - 240)، "تاريخ الأدب العربي" لبروكلمان (6/ 69 - 73).

وانظر المراجع الأخرى لترجمته في "السير"(20/ 554) وأصدر المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية في سوريا كتاب "ابن عساكر في ذكرى مرور تسعمائة سنة على ولادته" فيه ترجمات ابن عساكر من المراجع القديمة والحديثة وذكر مؤلفاته.

(2)

"السير"(20/ 556).

ص: 71

قال الذهبي: كان فهمًا، حافظًا، متقنًا، ذكيًا، بصيرًا بهذا الشأن، لا يلحق شأوه ولا يشق غباره ولا كان له نظير في زمانه وكان له إجازات عالية.

وقال ابنه القاسم: روى عنه أشياء من تصانيف بالإجازة في حياته واشتهر اسمه في الأرض.

ومن تصانيفه الكثيرة

(1)

: "تاريخ مدينة دمشق"، "غرائب مالك"، "فضائل أصحاب الحديث"، "تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري". وغير ذلك. وكان مواظبا على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن، يختم كل جمعة، ويختم في رمضان كل يوم، ويعتكف في المنارة الشرقية، وكان كثير النوافل والأذكار، يحيي ليلة النصف والعيدين للصلاة والتسبيح، ويحاسب نفسه على لحظة تذهب في غير طاعة، وكان زاهدا في الدنيا لم يتطلع إلى تحصيل الأملاك وبناء الدور، وأعرض عن طلب المناصب من الإمارة والخطابة، وأباها بعد أن عرضت عليه، ولم يلتفت إلى الأمراء والسلاطين، وأخذ نفسه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تأخذه في اللّه لومة لائم.

اعترف علماء عصره بفضله وعلو درجته، وكان يسمى ببغداد "شعلة نار" من توقده وذكائه وحسن إدراكه.

قال الحافظ أبو محمد المنذري: سألت شيخنا أبا الحسن علي بن المفضل الحافظ عن أربعة تعاصروا. فقال: من هم؟ قلت: الحافظ ابن عساكر، والحافظ ابن ناصر. فقال: ابن عساكر أحفظ. قلت: ابن عساكر وأبو موسى المديني؟ قال: ابن عساكر. قلت: ابن عساكر وأبو طاهر السلفي؟ فقال: السلفي شيخنا، السلفي شيخنا.

ويعلق عليه الذهبي قائلا: لوح بأن ابن عساكر أحفظ ولكن تأدب مع شيخه. وقال لفظا محتملا أيضًا لتفضيل أبي طاهر

(2)

.

(1)

انظر أسماء مؤلفاته في "السير"(20/ 559 - 562) و"تاريخ الأدب العربي" لبروكلمان (6/ 69 - 73).

(2)

"السير"(20/ 567، 568).

ص: 72

وكان له اهتمام كبير بمؤلفات البيهقي أخذها عن زاهر بن طاهر الشحَامي، وأبي عبد الله الفراوي، وأبي الحسن عبيد الله بن محمد بن أبي بكر البيهقي، شاركه في ذلك أبو الحسن المرادي.

وكان ابن عساكر ينتظر بلهفة واشتياق رجوع المرادي إذا كان في سفر، ومرة تأخر وصوله فانتابه قلق شديد حتى أنه فكر في القيام برحلة بنفسه، وبعد أيام وصل أبو الحسن المرادي بأربعة أسفاط كتب ممسوعة ففرح ابن عساكر بذلك فرحا شديدا إذ كفاه مؤنة السفر، وأقبل على تلك الكتب فنسخ واستنسخ وقابل، وبقي من مسموعاته أجزاء نحو ثلاثمائة فأعانه عليها أبو سعد السمعاني فنقل منها جملة حتى لم يبق عليه أكثر من عشرين جزءا وكان كلما حصل له جزء منها كأنه قد حصل على ملك الدنيا

(1)

.

وكان لرغبته الشديدة في العلم والطلب يستمر في القراءة ساعات لا يمل ولا يضجر حتى كان يضجر شيوخه.

قال الفراوي: قدم علينا ابن عساكر فقرأ علي ثلاثة أيام فأكثر، فأضجرني، فآليت أن أغلق بابي وأمتنع، جرى هذا الخاطر لي بالليل فقدم الغد شخص، فقال: أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك، رأيته في النوم فقال: امض إلى الفراوي وقل له، إن قدم بلدكم رجل من أهل الشام أسمر يطلب حديثي فلا يأخذك منه ضجر ولا ملل.

فما كان الفراوي بعد ذلك يقوم حتى يقوم الحافظ ابن عساكر أولا

(2)

.

وكان السمعاني زميله في الرحلة، وذكره وأثنى عليه، وقال: أبو القاسم: كثير العلم، غزير الفضل، حافظ، متقن، جمع بين معرفة المتون والأسانيد، إلى أن قال: جمع ما لم يجمعه غيره وأربى على أقرانه.

وكان بينه وبين السمعاني تعاون في العلم فكانا يتبادلان الكتب والرسائل. توفي في رجب سنة 571 هـ. وحضر جنازته السلطان صلاح الدين في خلق كثير.

(1)

"السير"(20/ 566).

(2)

"السير"(20/ 564، 565).

ص: 73

5 -

أبو محمد القاسم بن أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله، الدمشقي

(1)

، الشافعي، بهاء الدين (527 - 600 هـ).

اعتنى به أبوه من صغره وسمعه، واستجاز له من كثير من الشيوخ فأجاز له أبو عبد اللّه الفراوي، وزاهر الشحامي، وعبد المنعم القشيري، ومحمد بن إسماعيل الفارسي، وعبد الجبار الخواري، وهؤلاء من تلاميذ البيهقي، وأجاز له آخرون ممن لقيهم والده، وأكثر الرواية عن أبيه أبي القاسم الحافظ.

قال الذهبي

(2)

: ما علمت أحدا سمع من أبيه أكثر من هذا الابن حتى ولا ابن الإمام أحمد بن حنبل، لعل القاسم سمع من أبيه ثلاثة آلاف جزء.

وقال: هو أوسع رواية وسماعا من أبي الفرج بن الجوزي، وله عمل جيد، ولكن ابن الجوزي أعلم منه بكثير بالرجال والمتون وبعدّة فنون، وكل منهما لم يرحل بل قنع أبو محمد ببلده ووالده، وناهيك بذلك. وقنع أبو الفرج ببغداد. نعم حج أبو محمد سنة 555 هـ. فسمع بمكة وبمصر، وحدّث بها وبالحجاز وبيت المقدس ودمشق. حدث "بصحيح مسلم" بسماعه من علي بن سليمان المرادي، وبإجازته من أبي عبد الله الفراوي، وأملى وصنف، ونُعت بالحفظ والفهم ولكن وصف خطُّه بالرداءة وعدم الجودة.

قال ابن نقطة

(3)

: هو ثقة، ولكن خطه لا يشبه خط أهل الضبط، وكان يعيش عيش زهد وقناعة، ولي بعد أبيه مشيخة النورية، فما كان يقبل من الرواتب شيئا، بل كان يعطيه لمن يرحل في طلب الحديث.

منهجنا في تحقيق الكتاب: بعد دراسة المخطوطات المتوفرة لدينا قررنا أن نأخذ نسخة أحمد الثالث أصلا، وذلك لسببين:

أولًا: هي نسخة مقروءة فيها تصحيحات، ويبدو أنها أقدم من أختيها.

(1)

ترجمته في "التقييد"(2/ 229 - 230)، "التكملة"(2/ 8، 9)، "السير"(21/ 405 - 410)، "طبقات السبكي"(5/ 148)، "البداية"(13/ 38)، "شذرات"(4/ 347).

(2)

"السير"(21/ 406).

(3)

"التقييد"(2/ 230).

ص: 74

ثانيًا: هي مروية بسندين عن المؤلف. من طريق زاهر بن طاهر الشحامي، وأبي عبد الله الفراوي عنه، بينما الأخريان رويتا عن زاهر فقط، وزاهر فيه كلام من جهة الديانة، وأبو عبد اللّه ثقة، ثبت، عابد زاهد، ورع متقن.

ورمزنا عليها "بالأصل" ورمز نسخة نور عثمانية "ن".

وبذلنا أقصى جهدنا في تقويم النص، وتقريبه إلى الصحة، واستعنا في ذلك بكتاب "المنهاج" للحليمي، وأثبتنا في المتن ما رأيناه قريبا إلى الصحة، وأشرنا إلى الفروق بين النسخ في الهامش، وخرجنا النسخ من مصادرها، وقمنا بتخريج الأحاديث والآثار من المصادر المتوفرة لدينا، وترجمنا لرواة الإسناد وكان اعتمادنا في ذلك على "التقريب" فيما يتعلق برجال التهذيب، وفيما عدا ذلك رجعنا إلى كتب التراجم لمعرفة درجة الراوي من العدالة والضعف، وذكرنا مصادر ترجمته واكتفينا - في الأغلب - بذكر الكتب التي تذكر المصادر، كما حاولنا أن نحكم على كل حديث بالنظر إلى السند الذي ساقه به البيهقي. أما درجة الحديث من حيث هو باعتبار شواهده ومتابعته فيمكن معرفتها من التخريج. واستندنا في كثير من الأحيان إلى أقوال بقية السلف، ومحدث العصر أستاذنا الجليل الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - حفظه اللّه تعالى - في كتبه وبحوثه.

ونرجو من اللّه تعالى أن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم وأن ينفع به عباده الصالحين، وأن يعيننا على إكمال هذا الكتاب ونشره على النمط الذي يرضي القراء والعلماء.

ربَّنا تقبل منَّا إنَّك أنتَ السَّميع العَليم، وتُبْ عَلينَا إنَّكَ أنْتَ التَّوَّاب الرَّحيم، وآخر دَعْوانَا أن الحَمدُ لله ربِّ العَالَمين. وصلّى الله على النبي الكرِيم وعَلى آلِهِ وصَحبهِ أجْمَعين.

ص: 75

صورة الورقة الأخيرة من مخطوط أحمد الثالث

ص: 77

الصفحة الأخيرة من مخطوط نور عثمانية

ص: 78

لوحة من مخطوط المستنصرية

ص: 79

اللوحة الأولى من مخطوط نور عثمانية

ص: 80

صورة الغلاف من مخطوط نور عثمانية

ص: 81

صورة الغلاف من مخطوط أحمد الثالث

ص: 82

بسم الله الرحمن الرحيم

رب يسر وأعن يا كريم

(1)

أخبرنا الإمام الحافظ أبو محمد القاسم ابن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسين الشافعي قراءة عليه، قال: أخبرنا الفقيه أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي وأبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي حدثني أبي وأبو الحسن علي بن سليمان المرادي، عن زاهر قال: أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسن بن علي بن موسى البيهقي الحافظ رحمه الله، قال: الحمد للّه الواحد القديم الماجد العظيم الواسع العليم

(2)

الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم وعلمه أفضل تعليم وكرمه على كثير ممن خلق أبين تكريم، أحمده وأستعينه وأعوذ به من الزلل وأستهديه

(3)

لصالح القول والعمل وأسأله أن يصلي على النبي المصطفى الرسول الكريم المجتبى محمد خاتم النبين وسيد المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين ويسلم كثيرا.

أما بعد، فإن اللّه جل ثناؤه وتقدست أسماؤه بفضله ولطفه وفقني لتصنيف كتب مشتملة على أخبار مستعملة في أصول الدين وفروعه (والحمد للّه على ذلك كثيرا ثم إني

(1)

وفي (ن) والمطبوعة:

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين. الحمد لله رب العالمين، وصلاته وسلامه على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وصلاة دائمة إلى يوم الدين.

أخبرنا الشيخ الإمام، العالم، الحافظ، الثقة، أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد اللّه بن الحسين الشافعي رضي الله عنه قراءة عليه وأنا أسمع يوم الأحد ثامن جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين وخمسمائة بمدينة دمشق حرسها الله.

قال: حدثنا الشيخ أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد الشحامي بقراءتي عليه بنيسابور.

قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقي الحافظ رضي الله عنه.

(2)

زيادة من (ن) والمطبوعة.

(3)

في المطبوعة "أشهد به".

ص: 83

أحببت تصنيف كتاب جامعٍ أصلَ الإيمان وفروعه)

(1)

، وما جاء من الأخبار في بيانه وحسن القيام به لما في ذلك من الترغيب والترهيب فوجدت الحاكم أبا عبد الله

(2)

الحسين بن الحسن الحليمي رحمنا الله وإياه أورد في "كتاب المنهاج" المصنف في شعب الإيمان المشار إليها في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من حقيقة كل واحدة

(3)

من شعبه وبيان ما يحتاج

(4)

إليه مستعمله

(5)

من فرضه وسننه وأدبه وما جاء في معناه من

(6)

الأخبار والآثار ما فيه كفاية فاقتديت به في تقسيم الأحاديث على الأبواب وحكيت

(7)

من كلامه عليها

(8)

ما تبين به المقصود من كل باب إلا أنه رضي الله عنه اقتصر في ذلك على ذكر المتون وحذف الإسناد تحريا للاختصار وأنا على رسم أهل الحديث أحب إيراد ما أحتاج إليه من المسانيد والحكايات بأسانيدها، والاقتصار على ما لا يغلب على القلب كونه كذبا.

ففي الحديث الثابت عن سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال

(9)

: "من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين"

(10)

.

وحكينا عن الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رحمه

(11)

الله تعالى روايته، عن سفيان بن عيينة أنه قال: حدثني الزهري يوما بحديث فقلت هاته بلا إسناد، فقال الزهري

(11)

: أترقى السطح بلا سلم!.

(1)

العبارة بين القوسين سقطت من (ن) والمطبوعة.

(2)

في الأصل "أبو عبد الله".

(3)

في الأصل "واحد".

(4)

في (ن) والمطبوعة "تحتاج".

(5)

في (ن)، والمطبوعة "مستعملة".

(6)

في الأصل "في".

(7)

في (ن)، "جليت".

(8)

سقطت من (ن) والمطبوعة.

(9)

حديث صحيح. أخرجه مسلم في مقدمة "صحيحه" عن سمرة بن جندب والمغيرة بن شعبة (1/ 9)، وأخرجه الترمذي في العلم (5/ 36)، وأحمد (4/ 250، 255)، وابن ماجه في المقدمة (1/ 15 رقم 41) عن المغيرة، وأخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 422 رقم 1020 - 1022)، والبغوي في "مسند ابن الجعد"(1/ 402 رقم 558، 2/ 805 رقم 2158). وأخرجه أحمد (5/ 14، 20)، وابن ماجه (رقم 39)، وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7/ 215 رقم 6757)، والبغوي "مسند ابن الجعد"(رقم 144) عن سمرة.

وجاء عن علي بن أبي طالب أخرجه ابن ماجه (1/ 14 رقم 38، 40).

(10)

في (ن)"الكذابين".

(11)

زيادة من (ن)، والمطبوعة.

ص: 84

وقد ذكرت إسناد هذا

(1)

الحديث وهذه الحكاية في "كتاب المدخل" وأوردت في "كتاب الأسماء والصفات" و"كتاب الإيمان" و "القدر" و "الرؤية" و "دلائل النبوة" و"البعث والنشور" و"عذاب القبر" و"الدعوات" ثم في الكتب

(2)

المخرجة في السنن على ترتيب مختصر

(3)

أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني رحمه الله من الأخبار والآثار ما وقعت الحاجة إليه في كل باب. فاقتصرت في هذا الكتاب على إخراج ما يتبين

(4)

به بعض المراد وأحلت الباقي

(5)

على هذه الكتب خوفا من الملال في الإطناب واستعنت

(6)

بالله عز في ذلك وفي جميع أموري استعانة من لا حول له ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

(1)

لم أجده في كتاب "المدخل" المطبوع بتحقيق الدكتور محمد ضياء الرحمن الأعظمي، ولا في "مدخل دلائل النبوة" في أول كتاب "دلائل النبوة".

وروى ابن أبي حاتم في كتاب "الجرح والتعديل" عن يعقوب بن محمد بن عيسى قال: كان ابن شهاب إذا حدث أتى بالإسناد ويقول: لا يصلح أن يرقى السطح إلا بدرجة (2/ 16)، وقال لرجل كان يحدث بدون إسناد: أسند حديثك، تحدثونا بأحاديث ليس بها خطم ولا أزمة! راجع "حلية الأولياء"(3/ 365)، و"الكفاية في علم الرواية"(556)، و"جامع التحصيل"(59)، وروى الخطيب عن ابن المبارك أنه قال:"مثل الذي يطلب أمر دينه بلا إسناد كمثل الذي يرتقي السطح بلا سلم""الكفاية"(ص 558)، ونقله صلاح الدين العلائي في "جامع التحصيل"(59).

(2)

في (ن)، والمطبوعة "كتبي".

(3)

مختصر المزني: متن معروف في فقه الشافعية وهو أقدم المختصرات الفقهية المتداولة، ألفه أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن مسلم المزني، صاحب الإمام الشافعي، من أهل مصر، كان إمام الشافعية في عصره وأعرفهم بطرق الشافعي وفتاواه، صنف كتبًا كثيرة في مذهب الإمام الشافعي منها "الجامع الكبير" و "الجامع الصغير" و "المختصر".

كان إذا فرغ من مسألة وأودعها مختصره قام إلى المحراب وصلى ركعتين شكرًا لله تعالى.

وهو أصل الكتب المصنفة في مذهب الشافعي، وعليه شروح كثيرة، وقال أبو العباس أحمد بن سريج: يخرج مختصر المزني من الدنيا عذراء لم تفتض، توفي عام 264 هـ.

راجع ترجمته في "وفيات ابن خلكان"(1/ 217)، و"سير أعلام النبلاء"(12/ 492 - 496)، و "طبقات الشافعية"(1/ 238 - 247)، وراجع في شروح المختصر "كشف الظنون" لحاجي خليفة (2/ 1635).

(4)

في (ن)، والمطبوعة "تبين".

(5)

في (ن)، والمطبوعة "بالباقي".

(6)

كذا في الأصل بصيغة الماضي، وفي النسختين "أستعين".

ص: 85

‌باب ذكر الحديث الذي ورد

(1)

في شعب الإيمان

[1]

أخبرنا

(2)

أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه رحمه الله تعالى، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي وأبو سعيد محمد

(1)

سقطت كلمة "ورد" من (ن).

[1]

إسناده: صحيح، رجاله ثقات، رجال الصحيحين.

• أبو عبد الله، محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه الضبي النيسابوري، يعرف بابن البيع واشتهر بالحاكم (321 - 405 هـ). إمام أهل الحديث في عصره غير مدافع، أكثر عنه البيهقي الرواية في هذا الكتاب وفي كتبه الأخرى، بلغت تصانيفه قريبًا من خمسمائة جزء، وقيل: ألف جزء، وقيل: ألف وخمسمائة جزء، من أهمها "المستدرك على الصحيحين"، و"معرفة علوم الحديث"، و"المدخل إلى الصحيح"، و"تاريخ نيسابور"، كان يميل إلى التشيع، راجع ترجمته في "تذكرة الحفاظ"(3/ 1039 - 1045)، و "تاريخ بغداد"(5/ 473 - 474)، "السير"(17/ 162 - 176)، "الوفيات"(4/ 280)، "طبقات السبكي"(3/ 64 - 72)، وراجع "تاريخ التراث العربي" لفؤاد سيزكن (1/ 454 - 457).

• أبو عبد الله، محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني النيسابوري، المعروف بابن الأخرم (250 - 344 هـ). كان من علماء الحديث المتقنين، فصيح العبارة، لم يؤخذ عليه لحن قط، صاحب القول الحسن في العلل والرجال، كان ابن خزيمة يقدمه على كافة أقرانه، ويعتمد قوله فيما يرد عليه، وإذا شك في شيء عرضه عليه. صنف "المستخرج على الصحيحين" و"المسند الكبير"، راجع "التذكرة"(3/ 864 - 865)، "السير"(15/ 466 - 469)، و "شذرات"(2/ 368).

• أبو عمرو، أحمد بن المبارك المستملي، النيسابوري، عرف بحمكويه، (م 284 هـ)، كان من علماء الحديث الزاهدين، ومن المجابي الدعوة، كان يصوم النهار ويحيي الليل، استملى من سنة 228 هـ إلى أواخر أيامه، راجع "التذكرة"(2/ 644)، و"السير"(13/ 373 - 375)"الوافي "(7/ 302)، "شذرات"(2/ 186)، وقع في (ن)"أبو عمرو بن أحمد" وهو خطأ.

• أبو سعيد محمد بن شاذان الأصم، الجندفرجي، النيسابوري (م 286 هـ) ثقة، متقن (الأنساب 3/ 347).

• وأبو قدامة، عبيد الله بن سعيد بن يحيى بن برد اليشكري السرخسي، (م 241 هـ)، نزيل نيسابور - ثقة مأمون، من رجال البخارى ومسلم.

• أبو عامر العقدي = عبد الملك بن عمرو القيسي البصري، (م 204 هـ)، ثقة - أخرج له الجماعة.

• سليمان بن بلال التيمي القرشى بالولاء (م 172 هـ)، ثقة كثير الحديث، أخرج له الجماعة.

• عبد الله بن دينار العدوي، أبو عبد الرحمن المدني، مولى ابن عمر (م 127 هـ)، ثقة ثبت، احتج به الجماعة.

• أبو صالح، هو السمان الزيات اسمه ذكوان مولى جويرية بنت الأحمسي، (101 هـ). ثقة ثقة (ع).

(2)

قد آثرت كتابة كلمة "أخبرنا" و"حدثنا" بكاملها وهي هكذا في (ن)، وهناك اختلاف في بعض الأماكن في النسخ بين "أخبرنا" أو "حدثنا" ولكني جريت على اختيار ما جاء في (ن).

ص: 86

ابن شاذان الأصم، قالا: حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا سليمان بن بلال، عن عبد الله بن دينار، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان". رواه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في الصحيح

(1)

، عن عبد الله بن محمد المسندي، عن أبي عامر

(2)

ورواه أبو الحسن مسلم بن الحجاج

(3)

، عن عبيد الله بن سعيد.

[2]

أخبرنا أبو صالح العنبر بن الطيب بن محمد العنبري ابن ابنة يحيى بن منصور

(1)

في الإيمان (1/ 8).

• وعبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر البخاري (م 229 هـ)، ثقة. كان إمامًا في الحديث في عصره بلا مدافعة، سمي بالمسندى لأنه كان يطلب المسندات ويرغب عن المرسلات، وقال الحاكم: سمي به لأنه أول من جمع مسند الصحابة بما وراء النهر.

(2)

في (ن)"أبي محمد" وهو خطأ.

(3)

في الإيمان (1/ 63).

اضطربت أقوال الرواة عن عبد الله بن دينار في قوله "بضع وستون". فجاء في رواية عبد الله بن محمد المسندي عن أبي عامر عن سليمان بن بلال عنه "بضع وستون" أخرجها البخاري، وهكذا جاء في رواية عبيد الله بن سعيد عند المؤلف، ولكن مسلمًا رواه من طريقه ومن طريق عبد بن حميد عن أبي عامر عنه بلفظ "بضع وسبعون" بدون شك، وجاءت هذه اللفظة في رواية النسائي (8/ 110) عن محمد بن عبد الله بن المبارك عن أبي عامر، وفي رواية ابن منده في "كتاب الإيمان"(1/ 295) من طريق أحمد بن عصام عن عبد الحميد الحنفي عن أبي عامر عنه.

كما رواه بدون شك الترمذي في الإيمان (5/ 10 رقم 2614)، والنسائي في الإيمان (8/ 110)، وأحمد (2/ 445)، من طريق سفيان عن سهيل عن عبد الله بن دينار، تابعه حماد بن سلمة عند أحمد (2/ 414)، وأبي داود (5/ 55) ووهيب عند الطيالسي (ص 316). ورواه بالشك "بضع وستون أو بضع وسبعون" عن سفيان عن سهيل عن عبد الله بن دينار، أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(ص 156)، وابن ماجه (1/ 22 رقم 57)، والبيهقي في "الاعتقاد"(ص 97)، تابعه جرير عند مسلم، (1/ 63)، وابن ماجه (1/ 22 رقم 57)، وابن منده في "كتاب الإيمان"(1/ 297).

ورجح الحليمي والقاضي عياض رواية "بضع وسبعون" لكونها زيادة ثقة، ورجع ابن الصلاح والبيهقي وابن حجر رواية الأقل لكونه المتيقن، والظاهر من كلام ابن حجر أنه فاتته رواية مسلم التي جاء فيها "بضع وسبعون" بالجزم، ورجحها الألباني لكونها جاءت من طريقين عن أبي عامر عن عبد الله بن دينار بالإضافة إلى كونها زيادة الثقة. راجع "فتح الباري"(1/ 51 - 52)، و"الأحاديث الصحيحة للألباني"(رقم 1769).

[2]

إسناده: رجاله ثقات، غير أني لم أجد ترجمة لشيخ البيهقي والظن به أنه صالح.

• أبو صالح العنبر بن الطيب بن محمد العنبري، ذكر فيمن روى عنه البيهقي ولم أجد له =

ص: 87

القاضي، حدثنا جدي، حدثنا أحمد بن سلمة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وعمرو بن زرارة الكلابي، قالا: حدثنا جرير، عن سهيل بن أبي صالح، عن عبد اللّه بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الإيمان بضع وستون أو سبعون شعبة فأرفعها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان". رواه مسلم في الصحيح

(1)

، عن زهير بن حرب، عن جرير.

قال الإمام أحمد

(2)

رحمه الله

(3)

تعالى: وهذا شك

(4)

وقع من سهيل بن أبي صالح في "بضع وستين" أو في "بضع وسبعين". وسليمان بن بلال قال: "بضع وستون" لم يشك

(5)

فيه وروايته أصح عند أهل العلم بالحديث غير أن بعض الرواة عن سهيل

= ترجمة، وفي (ن)، "العنبري بن الطيب".

• يحيى بن منصور بن يحيى بن عبد الملك، أبو محمد قاضي نيسابور، (م 351 هـ)، كان غزير الحديث، محدث نيسابور في وقته، كان يحضر مجلسه الحفاظ، راجع "السير"(16/ 28)، "شذرات"(3/ 9).

• أحمد بن سلمة بن عبد الله، أبو الفضل النيسابوري البزار (م 286 هـ)، كان رفيق مسلم بن الحجاج في الرحلة، جمع وصنف، له "مستخرج كهيئة صحيح مسلم". راجع "السير"(13/ 373)، "التذكرة"(2/ 637)، "تاريخ بغداد"(4/ 186)، "شذرات"(2/ 192).

• إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي، المعروف بابن راهويه، المروزي، (م 238 هـ)، أحد الأئمة الأعلام من الثقات المتقنين.

• عمرو بن زرارة الكلابي النيسابوري المقري الحافظ، (م 238 هـ)، ثقة من رجال البخاري ومسلم.

• جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي، أبو عبد الله الرازي (م 188 هـ)، ثقة متفق عليه، (ع).

• سهيل بن أبي صالح ذكوان السمان، أبو يزيد المدني (م 138 هـ)، من الثقات الأثبات، تغير حفظه بآخرة، (ع).

(1)

راجع "الصحيح"(1/ 63)، وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" عن معمر عن سهيل به (11/ 126 رقم 20105)، وراجع التعليق على الحديث رقم 1.

(2)

هو البيهقي المؤلف، وفي (ن)"عن الإمام أحمد".

(3)

زيادة من (ن)، والمطبوعة.

(4)

كذا في (ن)، والمطبوعة، وفي الأصل "الشك".

(5)

قال ابن حجر: "فيه نظر" قال: أخرجه أبو عوانة من طريق بشر بن عمرو عن سليمان بن بلال فقال: "بضع وستون أو بضع وسبعون"، راجع فتح الباري (1/ 51).

ص: 88

رواه من غير شك قال: "

بضع وسبعون أفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى

(1)

والعظم عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان".

[3]

أخبرنا أبوعلي الحسين بن محمد بن محمد بن علي الروذباري، أنبا أبوبكر محمد بن بكر، حدثنا أبوداود السجستاني، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا سهيل بن أبي صالح فذكره من غير شك وهذا زائد فأخذ به صاحب كتاب "المنهاج" في تقسيم

(2)

ذلك على سبعة وسبعين بابا بعد بيان صفة الإيمان وبالله التوفيق.

‌باب حقيقة الإيمان

قال: أبوعبد الله الحليمي

(3)

رحمه الله تعالى: "الإيمان مشتق من الأمن الذي هو ضد الخوف". كما قال الله عز وجل

(4)

: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ

} والَاية، ومعناه والغرض الذي يراد له عند إطلاقه، هو التصديق والتحقيق، لأن الخبر هو القول الذي يدخله الصدق والكذب. والأمرُ والنهي كلُّ

(1)

ليس في الأصل.

[3]

إسناده: رواته ثقات.

• أبوعلي، الحسين بن محمد بن محمد بن علي بن حاتم الروذباري الطوسي، (م 403 هـ) - كلمة الروذبار (بضم الراء وسكون الذال المعجمة) تطلق على المواضع عند الأنهار الكبيرة، منها موضع على باب الطابران بطوس، نسب إليها صاحب الترجمة- حدث سنن أبي داود بنيسابور، أكثر عنه البيهقي، راجع "السير"(17/ 219)، "الأنساب"(6/ 187)، و"شذرات"(3/ 168).

• في الأصل "أبوبكر بن محمد" خطأ، وهو:

أبوبكر محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق بن داسة البصري التمار (م 346 هـ) راوي "سنن أبي داود"، وهو آخر من حدث بالسنن كاملَا عن أبي داود، راجع "السير"(15/ 538)، "شذرات"(2/ 373).

• أبوداود السجستاني، سليمان بن الأشعث صاحب السنن.

• موسى بن إسماعيل، أبوسلمة التبوذكي البصري (م 223 هـ)، ثقة ثبت من صغار التاسعة، ع.

• حماد بن سلمة بن دينار البصري، أبوسلمة (م 167 هـ)، ثقة عابد، تغير حفظه بآخره، م 4.

والحديث أخرجه أبوداود في "سننه"(5/ 56)، وأحمد (2/ 414)، وفيه "العظم" بدل "الأذى".

(2)

في (ن)، والمطبوعة "تقسيمه".

(3)

راجع المنهاج (1/ 19).

(4)

البقرة (2/ 239).

ص: 89

واحد منهما قول يتردد بين أن يطاع قائله وبين أن يعصى فمن سمع خبرا فلم يستشعر في نفسه جوازَ أن يكون كذبا واعتقد أنه حق وصدق فكأنما آمن

(1)

نفسه باعتقاد ما أعتقد فيما سمع من أن يكون مكذوبا أو ملبسا عليه، ومن سمع أمرا أو نهيا فاعتقد الطاعة له فكأنما آمن نفسه باعتقاد ما اعتقد فيما سمع من أن يكون مظلوما أو مستسخرا

(2)

أو محمولا على ما لا يلزمه قبوله والانقياد له، فمن ذهب إلى هذا أنزل قول القائل: أمنت بكذا. والمراد آمنت نفسي، منزلة قولهم

(3)

وطنت

(4)

نفسي أو حملت نفسي على كذا أو يكون تركهم ذكر النفس في قولهم: "آمنت" اختصارا لكثرة الاستعمال كما يقال: بسم الله بمعنى بدأت أو: أبدأ بسم الله.

قال

(5)

: وفيه وجه آخر: وهو أن يكون معنى آمنت أي آمنت مخبري أو الداعي لي من التكذيب

(6)

والخلاف بما صرحت له به من التصديق والوفاق ثم الإيمان

(7)

الذي يراد به التصديق لا يعدى إلى من يضاف إليه ويلصق به إلا بصلة. وتلك الصلة قد تكون باء وقد تكون لاما وقد ورد الكتاب بكل واحد منهما.

فالإيمان

(8)

بالله عز وجل ثناؤه: إثباته والاعتراف بوجوده والإيمان له: القبول عنه

والطاعة له.

والإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم إثباته والاعتراف بنبوته.

والإيمان للنبي صلى الله عليه وسلم اتباعه وموافقته والطاعة له.

ثم إن

(9)

التصديق الذي هو معنى الإيمان بالله وبرسوله منقسم فيكون منه ما يخفى وينكتم وهو الواقع منه بالقلب ويسمى اعتقادا ويكون منه ما ينجلي ويظهر وهو الواقع باللسان ويسمى إقرارا وشهادة، وكذلك الإيمان لله

(10)

(1)

في (ن) والمطبوعة "امن في نفسه".

(2)

"مستسخراً" كذا في الأصل وهو مطابق و في "المنهاج" واستسخر: استهزأ، قال الله تعالى:{وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ} (الصافات 37/ 14)، وفي المطبوعة:"متحسراً" أي متلهفاً، وفي (ن) (مستحسرا" (بالحاء المهملة) وهو استفعال من حسر: إذا أعليى وكلّ.

(3)

في (ن) والطبوعة "قوله".

(4)

في (ن)"وظننت".

(5)

أي الحليمي في "المنهاج"(1/ 19).

(6)

في (ن) والمطبوعة "من الكذب".

(7)

راجع "المنهاج"(1/ 20).

(8)

أيضا (1/ 21).

(9)

أيضاً (1/ 25).

(10)

في المطبوعة "بالله" وهو خطا.

ص: 90

ولرسوله ينقسم إلى جلي وخفي:

والخفي منه هو النيات والعزائم التي لا تجوز العبادات إلا بها واعتقاد الواجب واجبا والمباح مباحا والرخصة رخصة والمحظور محظورا والعبادة عبادة والحد حدا ونحو ذلك.

والجلي منها ما يقام بالجوارح إقامة ظاهرة وهو عدة أمور منها الطهارة ومنها الصلاة ومنها الزكاة ومنها الصيام

(1)

ومنها الحج والعمرة ومنها الجهاد في سبيل الله، وأمور سواها ستذكر في مواضعها إن شاء الله تعالى.

وكل ذلك إيمان وإسلام وطاعة لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم، إلا أنه إيمان لله بمعنى أنه عبادة له وإيمان للرسول بمعنى أنه قبول عنه دون أن يكون عبادة له إذ العبادة لا تجوز إلا لله عز وجل.

قال

(2)

: والإيمان بالله ورسوله أصل وهو الذي ينقل من الكفر، والإيمان لله ورسوله فرع وهو الذي يكمل بكماله الإيمان، وينقص بنقصانه الإيمان ومعنى هذا أن أصل الإيمان إذا حصل ثم تبعته

(3)

طاعة زائدة زاد الإيمان المتقدم بها لأنه

(4)

إيمان انضم إليه إيمان كان يقتضيه، ثم إذا تبعت تلك الطاعة طاعة أخرى ازداد الأصل المتقدم، والطاعة التي تليه بها وعلى هذا إلى أن تكمل شعب الإيمان.

قال

(5)

: ونقصان الإيمان هو انفراد أصله عن بعض

(6)

فروعه، أو انفراد أصله وبعض فروعه عما بقي منها مما اشتمل عليه الخطاب والتكليف، لأن النقصان خلاف

(7)

الزيادة فإذا قيل لمن آمن وصلى زاد إيمانه وجب أن يقال لمن آمن ووجبت عليه الصلاة فلم يصل: إنه ناقص الإيمان وإنه صار بتركها مع القدرة عليها فاسقا عاصيا، وعلى هذا سائر الأركان.

(1)

سقط من المطبوعة.

(2)

أي الحليمي في المصدر المذكور (1/ 65).

(3)

في الأصل "ثم تبعه طاعة زاد الإيمان".

(4)

في (ن)"كان".

(5)

راجع "المنهاج"(1/ 66).

(6)

في (ن) والمطبوعة "عن فروعه".

(7)

في (ن) والمطبوعة "خلف".

ص: 91

فأما ما يتطوع به الإنسان مما ليس بواجب عليه بمعنى تصديق العقد والقول بالفعل موجود فيه فيزداد به الإيمان وتركه بالإضافة إلى من لم يتركه يجوز أن يسمى نقصانا لكن لا يوجب لتاركه عصيانا وهذا معنى قوله.

قال

(1)

: واذا أوجبنا أن تكون الطاعات كلها إيمانا لم نوجب أن تكون المعاصي الواقعة من المؤمنين كفرا، وذلك أن الكفر بالله أو برسوله مقابل للإيمان به فإذا كان الإيمان بالله أو برسوله الاعتراف به والإثبات له كان الكفر جحوده والنفي له والتكذيب به، وأما الأعمال فإنها إيمان لله وللرسول بعد وجود الإيمان به والمراد به:(إقامة الطاعة على شرط الاعتراف المتقدم فكان الذي يقابله هو)

(2)

الشقاق والعصيان دون الكفر.

وقد ذكرت في "كتاب الإيمان" من الأخبار والَاثار ما يكشف عن صحة هذه الجملة، فانا أشير في هذا الكتاب إلى طرف

(3)

منها بمشيئة الله عز وجل.

‌باب الدليل

(4)

على أن التصديق بالقلب والإقرار باللسان أصل الإيمان وأن كليهما شرط في النقل عن الكفر عند عدم العجز

قال الله تعالى

(5)

: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ

} والَاية، فامر المؤمنين أن يقولوا آمنا بالله.

وقال الله عز وجل

(6)

: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} فاخبر أن القول العاري عن الاعتقاد ليس بإيمان وأنه لو كان في قلوبهم إيمان لكانوا مؤمنين لجمعهم بين التصديق بالقلب والقول باللسان ودلت السنة على مثل ما دل عليه الكتاب.

(1)

"المنهاج"(1/ 24).

(2)

العبارة بين القوسين سقطت من الأصل

(3)

في المطبوعة "طريق".

(4)

راجع ما قاله الحليمي في "المنهاج"(1/ هـ 2 وما بعدها).

(5)

البقرة (2/ 136).

(6)

الحجرات (49/ 14).

ص: 92

[4]

أخبرنا أبومحمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة، حدثنا أبوجعفر محمد ابن علي بن دحيم، حدثنا أبوعمرو أحمد بن حازم الغفاري، حدثنا يعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، وعن

(1)

أبي صالح، عن أبي هريرة قالا

(2)

: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله عز وجل".

أخرجه مسلم في الصحيح

(3)

من وجه آخر عن الأعمش.

[4] إسناده: رجاله ثقات.

• أبومحمد، جناح بن نذير بن جناح - ذكره ابن نقطة في استدراكه على الإكمال لابن ماكولا، راجع "الإكمال"(2/ 178 - تعليق رقم 1).

• أبوجعفر، محمد بن علي بن دحيم الشيباني الكوفي، (م 352 هـ)، كان أحد الثقات من محدثي الكوفة، راجع "السير"(1/ 366)، "شذرات"(3/ 9).

• أبوعمرو، أحمد بن حازم بن محمد بن يونس بن قيس بن أبي غرزة (بفتح الغين المعجمة بعدها راء ساكنة بعدها زاي معجمة) الغفاري الكوفي (م 276 هـ)، كان متقنًا، وصنف مسنداً كبيرًا، راجع "السير"(13/ 239)، "التذكرة"(2/ 594)، "الوافي"(6/ 290)، "شذرات"(2/ 168 - 169)، وانظر "تاريخ التراث العربي لفؤاد سيزكين"(1/ 289 - 290).

• يعلى بن عبيد بن أبيِ أمية، الكوفي، أبويوسف الطنافسي (م 209 هـ)، ثقة إلا في حديثه عن الثوري ففيه لين- من كبار التاسعة - (ع).

• الأعمش هو سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي، أبومحمد الكوفي، (م 148 هـ) ثقة، حافظ عارف بالقواءة، ورع إلا أنه كان يدلس، من الخامسة، (ع).

• أبوسفيان، طلحة بن نافع الواسطى، صدوق- من الرابعة، قيل: لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث، قال ابن حجر: لم يخرج له البخاري سوى أربعة أحاديث لعلها هى التي سمعها من جابر، (تهذيب).

(1)

في (ن) والمطبوعة "عن أبي صالح".

(2)

في (ن)"قال".

(3)

في الإيمان عن أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا حفص بن غياث عن الأعمش به (1/ 52)، وأخرجه النسائي (7/ 79)، والمؤلف في "سننه"(3/ 92) من طريق يعلى عن الأعمش به، وقد ورد عن جمع من الصحابة بطرق متعددة، وعده السيوطي في "الجامع الصغير" من المتواتر.

فجاء من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، أخرجه مسلم (1/ 53)، وأبوداود (3/ 101)، والترمذي (5/ 3)، و"النسائي"(7/ 79).

وجاء من طريق الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة، أخرجه البخاري في الزكاة (2/ 109)، وفي الاعتصام (8/ 140،50)، ومسلم (1/ 52)، وأبوداود (2/ 198)، والنسائي في الزكاة (5/ 14)، وفي الجهاد (6/ 15)، وفي تحريم الدم (7/ 77)، والترمذي في الإيمان (5/ 3)، وأحمد (2/ 423، 528).

كما روي من طرق أخرى عن أبي هريرة. =

ص: 93

[5]

أخبرنا أبوصالح بن أبي طاهر العنبري، حدثنا جدي يحيى بن منصور القاضي،

=وجاء من طريق الأعمش عن أبي سفيان عن جابر، أخرجه مسلم (1/ 53)، وابن ماجه (2/ 1295 رقم 3927)، و روي من وجوه أخرى عن جابر، وراجع "المعجم الكبير" للطبراني" (1/ 217 - 218)، وأخرجه الجوزقاني في" الأباطيل" (1/ 53 رقم 48) من طريق البيهقي، عن أبي نعيم حدثنا سفيان عن أبي الزبر عن جابر به، وروي عن أبي عمر أخرجه

البخاري (1/ 11)، ومسلم (1/ 53).

كما روي عن طارق بن أشيم الأشجعي، وأوس بن أبي أوس الثقفي، والنعمان بن بشير، وأنس بن مالك، فهؤلاء سبعة، وذكر الألباني أحاديثهم في" الصحيحة"(رقم 407 - 411)، وقال المناوي: روي عن خمسة عشر صحابياً، فمنهم:

جرير بن عبد الله البجلي، أخرج حديثه الطبراني في "الكبير"(2 رقم 2276)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 24): فيه إبرأهيم بن عيينة، قد ضعفه الأكثرون، وقاك ابن معين: كان مسلماً صدوقاً، راجع "الميزان"(1/ 51).

وسهل بن سعد الأنصاري، أخرج حديثه أيضاَ الطبراني في "الكبير"(6/ 161 رقم 5746)، وقال في "المجمع"(1/ 25) في إسناده مصعب بن ثابت، وثقه ابن حبان والأكثر على تضعيفه.

ومعاذ بن جبل، أخرج حديثه أحمد (5/ 245 - 246)، والبزار والطبراني في "الكبير"(20/ 63 رقم 115)، قال الهيثمي: فيه شهر بن حوشب وهو ضعيف "مجمع الزوائد"(5/ 372).

وابن عباس، أخرج حديثه الطبراني في "الكبير" (11/ 200 رقم 11487) ورجاله موثقون إلا أن فيه إسحاق بن زيد الخطابي. قال الهيثمي: لم أعرفه، "مجمع الزوائد"(1/ 25).

وأبو مالك الأشجعي، وحديثه عند الطبراني في "الكبير" (8/ 382) قال الهيثمي: رجاله موثقون، "مجمع الزوائد"(1/ 25).

وأبوبكر الصديق- وحديثه في "مسند أبي بكر الصديق لأبي بكر المروزي" رقم (77)، وأخرجه البزار- قال: وهذا الحديث لا أعلمه يروى عن أنس عن أبي بكر إلا من هذا الوجه، وأحسب أن عمران- وهو القطان، أخطأ في إسناده، راجع "مجمع الزوائد"(1/ 25).

وأبو بكرة، أخرج حديثه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط "، وفيه عبد الله بن عيسى الخراز، وهو ضعيف لا يحتج به، قاله الهيثمي في "المجمع"(1/ 25).

وسمرة بن جندب، أخرج حديثه الطبراني في "الأوسط"، وفيه مبارك بن فضالة، واختلف في الاحتجاج به، (مجمع الزوائد 1/ 25).

[5]

اسناده: رجاله ثقات من رجال الصحيح.

0 أحمد بن عبدة الضبي، أبوعبد الله البصري، رمي بالنصب، ثقة أخرج له الجماعة إلا البخاري،

قال ابن حجر: روى عنه البخارى في غير الجامع، توفي (245) هـ- (م-4). . عبد العزيز بن محمد الدراوردي، أبومحمد، (م 186 هـ)، صدوق، كان يحدث من كتب غيره فيخطئ - من الثامنة - (ع).

• العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي (بضم المهملة وفتح الراء بعدها قاف) أبوشبل (م 139 هـ)، كثير الحديث صدوق ربما وهم- من الخامسة (م-4).

• أبوه عبد الرحمن بن يعقوب، ثقة من الثالثة- لم يخرج له البخاري، وأخرج له مسلم والأربعة.

ص: 94

حدثنا أحمد بن سلمة، حدثنا أحمد بن عبدة، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإن

(1)

شهدوا أن لا إله إلا اللّه وأمنوا بي وبما جئت به فقد عصموا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على اللّه ". رواه مسلم في الصحيح

(2)

عن أحمد بن عبدة.

وأخرج

(3)

حديث عكرمة بن عمار، عن أبي كثير، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم

"اذهب فمن لقيت يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة".

[6]

أخبرنا أبوعبد الله الحافظ، أخبرنا أبوالحسن محمد بن أحمد بن تميم القنطري، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي، حدثنا أبوحذيفة، حدثنا عكرمة بن عمار بإسناده ومعناه.

(1)

في (ن) والمطبوعة "فإذا شهدوا".

(2)

في الإيمان (1/ 52 رقم 34)، وقال الألباني: تفرد به مسلم (الصحيحة 407).

وقد تابع عبد الله بن مسلمة القعنبي، أحمد بن عبدة عن الدراوردي، وأخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان"(2/ 358) عن أحمد بن إسحاق بن أيوب، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب عنه به، كما وجدت عنده متابعة للدراوردي عن العلاء من طريق أمية بن بسطام، ثنا يزيد بن زريع، ثنا روح بن القاسم عن العلاء به، وسياتي برقم (122)، تابعه أيضاَ سعيد بن سلمة بن أبي الحسام (2/ 508 - 509).

(3)

في الإيمان عن زهير بن حرب، ثنا عمرو بن يوسف الحنفي، ثنا عكرمة بن عمار به (1/ 59) في حديث طويل- وأخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان"(1/ 226) من طريق أحمد بن يوسف السلمي، ثنا النضر بن محمد، ثنا عكرمة بن عمار به، وعكرمة بن عمار العجلي، أبوعمار اليماني، صدوق يغلط، مضطرب الحديث في حديث يحيي بن أبي كثير، من الخامسة (م-4)، وشيخه أبوكثير السحيمي (بمهملتين مصغراً) الغبري (بضم المعجمة وفتح الموحدة) اليمامي، قيل اسمه: يزيد بن عبد الرحمن، وقيل: يزيد بن عبد الله بن أذينة أو ابن غفيلة، ثقة من الثالثة. (م-4).

[6]

إسناده: فيه لين.

• أبوالحسن محمد بن أحمد بن تميم القنطري (م 348). كان ينزل بقنطرة البردان، محلة ببغداد، ذكر الخطيب عن محمد بن أبي الفوارس أنه كان فيه لين، راجع "تاريخ بغداد"(1/ 283)، و"الأنساب"(10/ 501).

• أحمد بن محمد بن عيسى القاضي، أبوالعباس البرتي البغدادي (م 280 هـ)، كان ثقة ثبتا حجة، ذا عبادة وصلاح، جمع وصنف وتفقه به أئمة وعلماء، راجع "السير"(13/ 407 - 409)، "التذكرة"(2/ 596 - 597)، "تاريخ بغداد"(5/ 61 - 63)، "شذرات"(2/ 175).

• أبوحذيفة، هو النهدي، موسى بن مسعود البصري (م 221 هـ)، صدوق سيئ الحفظ، وكان يصحف، من صغار التاسعة، أخرج عنه البخاري، وانتقد في ذلك، (خ د ت هـ).

ص: 95

[7]

أخبرنا أبوطاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه، أخبرنا أبوحامد أحمد بن محمد

[7] إسناده: رجاله ثقات.

• محمد بن محمد بن. محمش بن علي بن داود الفقيه، أبوطاهر الزيادىِ (م 410 هـ). كان إمام أصحاب الحديث، وفقيههم ومفتيهم بنيسابور بلا مدافع، متبحراً في علم الشروط له فيها مصنف، بصيراً بالعربية، كثير الشأن، "محمش" على بناء (مسجد). راجع ترجمته في "السير"(17/ 276 - 278)، "طبقات السبكىِ"(3/ 82 - 83)، "الوافي"(1/ 271)، "شذرات"(3/ 192).

• أبو حامد أحمد بن محمد بن يحي بن بلال النيسابوري، (م 330 هو المعروف بالخشاب لكونه يسكن في الخشابين، محلة بنيسابور، وكان يكره هذه النسبة، ثقة، مأمون مشهور، سمع منه الكبار، وانتهى إليه علو الإسناد، راجع "السير" (15/ 284)، "الأنساب"(5/ 131)، "شذرات"(2/ 325)، وانظرا "تاريخ التراث العربي لفؤاد سيزكين"(1/ 356).

• علي بن الحسن بن موسى، أبوالحسن بن أبي عيسى الدارابجردي (م 267 هـ) - نسبة إلى درابجرد- أو- دارابجرد، محلة في أعلى نيسابور. ثقة. قال الحاكم: كان من علماء نيسابور وابن عالمهم- راجع "الأنساب"(5/ 270 م 327)، وهو من رجال "التهذيب".

• محمد بن عرعرة بن البرند (بكسر الموحدة والراء وسكون النون) توفي في 213 هـ، ثقة من صغار التاسعة، (خ د س)، وفي (ن) والمطبوعة "البريد" مصحفا.

• شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي، أبوبسطام الواسطى، (م 160 هـ)، ثقة حافظ متقن- أول من تكلم في الرجال بالعراق، (ع).

• قتادة بن دعامة السدوسي، أبوالخطاب البصري، (م 119 هـ)، ثقة ثبت، هو رأس الطبقة الرابعة، (ع). وحديث معاذ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" من طريق محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن قتادة به، (رقم 1134)، وأحمد في "مسنده"(5/ 229)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(2/ 470 رقم 79)، كما أخرجه من وجه أخر عن أنس بن مالك عن معاذ به، ومن طريق النسائي أخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان"(1/ 236)، وأخرجه الخطيب في "تاريخه"(5/ 287) من طريق أبي بدر عباد بن الوليد، ثنا محمد بن عرعرة، ثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أمن مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة" قال الخطيب: رواه أبويحيي محمد بن عبد الرحيم البزاز وابراهيم بن راشد الَادمي عن محمد بن عرعرة فقالا عن أنس عن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك رواه غندر ومعاذ بن معاذ وعثمان بن عمر عن شعبة، ورواه أبوداود الطيالسي عمرو بن مرزوق عن شعبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل ذلك، راجع "مسند الطيالسي"(هـ 265)، ومن طريقه أخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان"(1/ 235).

والخلاصة أن الرواة عن شعبة اختلفوا فمنهم من جعله من مسند أنس، ومنهم من جعله من مسند معاذ بن جبل.

وأخرجه البخاري (1/ 41)، ومسلم (1/ 61)، من طريق معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن

أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك لمعاذ، وراجع "حلية الأولياء"(7/ 173 - 174)، و "كتاب الإيمان " لابن منده (1/ 223 - 250).

ص: 96

ابن يحيى، حدثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى الدارابجردي، حدثنا محمد بن عرعرة ابن البرند، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صادقا من قلبه دخل الجنة".

وروينا في هذا المعنى، عن عتبان

(1)

بن مالك ورفاعة

(2)

بن عرابة وغيرهما

(3)

، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

[8]

أخبرنا أبوعبد الله الحافظ، حدثنا أبوبكر بن إسحاق أخبرنا العباس بن الفضل

= وأخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات"(هـ 126) من وجه آخر عن شعبة عن قتادة عن أذس يحدث عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، دخل الجنة"، وسياتي برقم (124).

(1)

أخرجه مسلم في "صحيحه"(1/ 61)، في حديث طويل: ولفظه: "لايشهد أحد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فيدخل النار، أو قال: "فتطعمه". وأخرجه البخاري في مواضع من "صحيحه" بمعناه، راجع (1/ 109/110، 2/ 55،6/ 202،8/ 54).

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(رقم 1103 - 1108)، وأحمد في "مسنده"(4/ 44، 5/ 449)، والمؤلف في "الأسماء والصفات"(هـ 127).

(2)

راجع "مسند أحمد"(4/ 16) وأخرجه أيضا ابن حبان (رقم 9 - موارد).

(3)

فروي عن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حرم الله عليه النار"، أخرجه مسلم (1/ 58)، والترمذي (5/ 23)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1128)، وأحمد (5/ 318)، وأخرجه المؤلف في" الأسماء والصفات"(125). وروي عن أبي الدرداء، أخرجه أحمد (6/ 442) والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1125).

وعن أبي ذر أخرجه مسلم (1/ 95) والنسائي (1117 - 1118)، وأحمد (5/ 159، 252، 161).

وعن عثمان أخرجه مسلم (1/ 55) والنسائي (113 ا- 1115)، وهو عند المؤلف في "الأسماء والصفات"(هـ 124)، وعن أبي أيوب الأنصاري أخرجه الطبراني في "الكبير"(4/ 204 رقم 4041).

[8]

إسناده: فيه مجهول، والحديث مرسل.

• أبوبكر بن إسحاق = أحمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي (م 342 هـ) نسبة إلى الصبغ (بكسر الصاد المهملة وسكون الموحدة بعدها الغين المعجمهَ)، من العلماء المعروفين، جمع وصنف، وبرع في الفقه وتميز في علم الحديث، راجع "السر"(15/ 483 - 489)، و"الأنساب"(8/ 276)، و "طبقات السبكي"(2/ 80 - 82)، و"شذرات"(2/ 361)، وصحف نسبته =

ص: 97

الأسفاطي، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا فضيل بن عياض، عن هشام، عن الحسن، عن بعض أصحابه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه".

[9]

وأخبرنا أبونصر بن قتادة، حدثنا أبوعمرو بن مطر، حدثنا خشنام بن بشر بن

= فقال "الضبعي"(بالضاد المعجمة والعين المهملة في أخره).

0 العباس بن الفضل الأسفاطى (م 283 هـ) استدركه ابن الأثير على السمعاني وقال: هي نسبة إلى بيع الأسفاط وعملها (جمع سفط ما يوضع فيه الطيب وغيره من أدوات النساء) نسب إليها العباس بن الفضل الأسفاطي، سمع أبا الوليد الطيالسي وعلي بن المديني وغيرهما، وروى عنه الطبراني، راجع "اللباب"(76)، وانظر رواية الطبراني عنه في "المعجم الصغير"(1/ 209)، وقال الصفدي: كان صدوقاً، حسن الحديث "الوافي"(16/ 658)، وانظر "تهذيب ابن عساكر"(7/ 255).

• أحمد بن يونس= أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي اليربوعي (م 227 هـ) - ينسب إلى جده ثقة حافظ، من كبار العاشرة (ع).

• فضيل بن عياض بن مسعود التميمي اليربوعي (م 187 هـ)، الزاهد المشهور، أصله من خراسان و ثقة، عابد، إمام، من الثامنة (خ م د ت س).

• هشام بن حسان الأزدي القردوسي (بضم كقاف والدال) أبوعبد الله البصري (م 147 هـ)، ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال، قيل: كان يرسل عنهما من السادسة (ع).

• الحسن بن أبي الحسن يسار البصري (م 110 هـ)، ثقة، فاضل، فقيه، مشهور، كان يرسل كثيراً ويدلس، وهو رأس أهل الطبقة الثالثة (ع). والحديث أخرجه أحمد في "مسنده" من حديث قتادة عن أنس بن مالك رفعه، وزاد فيه:"ولا يدخل رجل الجنة لا يامن جاره بوائقه"(3/ 198).

[9]

إسناده: فيه من لم أعرفه.

• أبونصر بن قتادة هو عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة، لم أجد من ترجمه.

• أبوعمرو بن مطر= محمد بن جعفر بن محمد بن مطر النيسابورى المزكي (م 360 هـ)، شيخ العدالة، كان من الحفاظ المتقنن، روى عنه أبونصر بن قتادة وغيره، راجع "السير"(16/ 162)، و "شذرات"(3/ 31).

• خشنام بن بشر بن العنبر- لم أجد له ترجمة، (م 236 هـ).

• إبراهيم بن المنذر بن عبد الله الأسدي الحزامي (بالزاي) توفي م 236 هـ، صدوق، تكلم فيه أحمد لأجل القرأن، (خ ت س هـ)، وفي (ن)"الجراحي"(بالجيم والراء والحاء المهملة) خطأ.

• أبوضمرة، أنس بن عياض بن ضمرة الليثي (م 2500 هـ)، ثقة من الثامنة (ع)، في (ن) والمطبوعة "حدثنا أبوضمرة، حدثنا أنس بن عياض".

• عبد الله بن يرفأ، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/ 206) وقال: مولى ابن الليث روى عنه أبوضمرة والحميدي، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً.

• عبد الرحمن بن فروخ، مقبول، من الثالثة، (خت)، وفي (ن) والمطبوعة (عبد الله بن فروخ" وذكر الحافظ ابن حجر في "التقريب" رجلين بهذا الاسم. =

ص: 98

العنبر، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا أبوضمرة أنس بن عياض، حدثني عبد اللّه بن يرفأ، عن عبد الرحمن بن فروخ، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذل بها لسانه واطمأن بها قلبه لم تطعمه النار".

[10]

حدثنا حمزة بن عبد العزيز، أخبرنا أبوبكر محمد بن أحمد بن دلويه، حدثنا أحمد بن حفص بن عبد اللّه، حدثني أبي، حدثني إبراهيم بن طهمان، عن عمر بنِ سعيد، عن سليمان، عن مجاهد أنه قال في قول اللّه عز وجل:{إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}

(1)

، قال: شهد بالحق وهو يعلم أن اللّه ربه.

‌باب الدليل على أن الطاعات كلها إيمان

قال الله عز وجل في وصف المؤمنين: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}

(2)

إلى قوله {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} .

= * عبد الله بن فروخ التيمى، مولى عائشة، المدني، نزيل الشام، ثقة، من الثالثة. (م د).

* وعبد الله بن فروخ التيمي، مولى آل طلحة، صدوق، من الثالثة. (س).

* عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري، المدني، (م 95 هـ)، ثقة، قليل الحديث، من الثانية (ع).

[10]

إسناده: حسن.

• حمزة بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن حمزة، أبويعلى المهلبي النيسابوري (م 406 هـ)، شيخ الطب، طلب الحديث ثم تقدم في معرفة الطب، راجع "السير"(17/ 264)، "الأنساب"(8/ 360)، "شذرات"(3/ 181).

• أبوبكر محمد بن أحمد بن دلويه الدقاق الدلوي (بكسر الدال المهملة وتشديد اللام المرفوعة وفي آخرها الياء التحتانية) توفي في 329 هـ، كان شيخاَ صالحا ثقة مأموناً من أهل نيسابور، "الأنساب"(5/ 370).

• أحمد بن حفص بن عبد الله بن راشد السلمي النيسابوري، أبوعلي (م 258 هـ)، صدوق، من الحادية عشرة (خ د س).

• وأبوه حفص بن عبد الله (م 209 هـ)، كان كاتب الحديث لإبراهيم بن طهمان، صدوق، من التاسعة (خ د س هـ)، وقوله "حدثني أبي" سقط من المطبوعة.

• إبراهيم بن طهمان الخراساني، أبوسعيد (م 68 ا هـ)، ثقة، يغرب، تكلم فيه للإرجاء، ويقال: رجع عنه- من السابعة (ع).

• عمر بن سعيد بن مسروق الثوري، أخوسفيان، ثقة، من السابعة (م د س).

• سليمان هو الأعمش.

• ومجاهد هو ابن جبر، أبوالحجاج المخزومي الكي (م 104 هـ)، ثقة، إمام في التفسير والعلم، من الثالثة (ع). والأثر ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(7/ 396) برواية المؤلف.

(1)

سورة الزخرف (43/ 86).

(2)

الأنفال (8/ 2 - 4).

ص: 99

فأخبر أن المؤمنين هم الذين جمعوا هذه الأعمال فدل ذلك على أنها من جوامع الإيمان.

قال الحليمي

(1)

رحمه الله تعالى: إذا ثبت أن المؤمنين الموصوفين في هذه الآية إنما استوجبوا اسم المؤمنين حقا لمكان الأعمال التي وصفهم الله تعالى بها، ولم تكن الأعمال المتعبد بها هذه وحدها صح أن المراد بذكرها: هي وما في معناها من الأعمال المفروضة أو المندوب إليها "فالصلاة" إشارة إلى الطاعات التي تقام بالأبدان خاصة و "الإنفاق مما رزق الله" إشارة إلى الطاعات التي تقام بالأموال و"وجل القلب" إشارة الاستقامة من كل وجه ويدخل فيها إقامة الطاعات والانزجار

(2)

عن المعاصي.

قال: والآية فيمن إذا ذكر الله وجل قلبه وليس ارتكاب المعاصي ومخالفة الأوامر من أمارات الوجل، والاية فيمن إذا تليت عليه أيات الله زادته إيمانا، وليس التخلف عن الفرائض والقعود عن الواجبات اللوازم من زيادة الإيمان بسبيل، فصح أن الذين نفينا أن يكونوا مؤمنين حقا وأوجبنا أن يكونوا ناقصي الإيمان غير داخلين في الآية.

قال الله عز وجل

(3)

{وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} .

فقابل بين ما حببه إلينا وبن ما كره إلينا ثم أفرد الإيمان بالذكر فيما حبب وقابله بالكفر والفسوق فيما كره فدل ذلك

(4)

على أن للإيمان ضدين أو أن من الإيمان ما نقيضه الكفر ومن الإيمان ما نقيضه الفسوق، وفي ذلك ما أبان أن الطاعات كلها إيمان ولولا ذلك لم يكن الفسوق

(5)

ترك الإيمان والله أعلم.

قال الإمام أحمد: وفصل بين الفسوق والعصيان وفي ذلك دلالة على أن من المعاصي ما لا يفسق به وإنما يفسق بارتكاب ما يكون منها من الكبائر أو الإصرار على ما يكون منها من الصغائر واجتناب جميع ذلك من الإيمان وبالله التوفيق.

وقال الله تعالى

(6)

: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} .

(1)

راجع (المنهاج)(1/ 34)

(2)

في المطبوعة"الارتجاز".

(3)

الحجرات (7/ 49).

(4)

وفي (ن) والمطبوعة "فدل على".

(5)

في الأصل "الفسوق".

(6)

البقرة (2/ 143).

ص: 100

وأجمع

(1)

المفسرون على أنه أراد به صلاتكم إلى بيت المقدس فثبت أن الصلاة إيمان و اذا ثبت ذلك فكل طاعة إيمان إذ لا فارق

(2)

يفرق بينهما.

قال الإمام أحمد: وقد روينا في الحديث الثابت عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب في صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما قدم المدينة قبل بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا ثم حولت إلى البيت وأنه مات، قبل أن تحول، رجال وقتلوا، فلم ندر ما نقول فيهم، فانزل الله عز وجل:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} .

[11]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو النضر الفقيه، حدثنا عثمان ابن سعيد الدارمي، حدثنا النفيلي، حدثنا زهير، حدثنا أبو إسحاق، فذكره.

(1)

راجع "المنهاج"(1/ 37).

(2)

في الأصل "فرق".

[11]

إسناده: رواته ثقات من رجال الصحيح.

• أو النضر الفقيه= محمد بن محمد بن يوسف الطوسي الشافعي (م 344 هـ)، شيخ المذهب بخراسان، جمع وصنف، وعمل مستخرجاَ على "صحيح مسلم "، كان من أئمة خراسان بلا مدافعة، راجع "السير"(15/ 490)"الأنساب"(9/ 96 - 97)"التذكرة"(3/ 893)"الوافي"(1/ 210)"شذرات"(2/ 368).

• عثمان بن سعيد الدارمي، أبوسعيد (م 280 هـ)، طوف الأقاليم في طلب الحديث، وصنف "المسند الكبير" والتصانيف في "الرد على البتدعه"، قال الذهبي: كان عثمان الدارمي جذعاً في أعين المبتدعة وهو الذي قام على محمد بن كرام وطرده من هراة- فيما قيل، راجع "السير"(13/ 319 - 326)"التذكرة"(2/ 621)"شذرات"(2/ 176) وانظر فؤاد سزكين (4/ 31)، وفي المطبوعة "عمار".

• النفيلي = أبو جعفر، عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل (م 234 هـ)، ثقة، حافظ، من كبار العاشرة (خ- 4).

• زهير، هو ابن معاوية بن حديج، أبو خيثمة الكوفي (م 173 هـ)، ثقة، ثبت، إلا أن سماعه من أبي إسحاق بآخرة- من السابعة (ع).

• أبو إسحاق هو السبيعي "بفتح المهملة وكسر الموحدة" عمرو بن عبد الله الهمداني (م 129 هـ) ثقة، مكثر، عابد، اختلط بآخرة. من الثالثة (ع).

ص: 101

أخرجاه

(1)

في الصحيح من حديث زهير بن معاوية، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور من الإيمان وذلك فيما:

[12]

أخبرنا أبوعبد اللّه الحافظ وأبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قالا: حدثنا أبوالحسن أحمد بن محمد بن عبدوس، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثا مسلم بن إبراهيم، حدثنا أبان بن يزيد، عن يحيي بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:"الطهور شطر الإيمان".

(1)

أخرجه البخاري فقط من طريق زهير. أما مسلم فاخرجه من طريق أبي الأحوص وسفيان عن أبي إسحاق به في المساجد (1/ 374) وليس فيه ذكر نزول الآية. وأخرجه البخاري بكامله في الإيمان (1/ 15) عن عمرو بن خالد عن زهير، وفي التفسير (5/ 150) عن أبي نعيم عن زهير به. ومن نفس الطريق أورده المؤلف في "السنن الكبرى"(2/ 2)، وأخرجه أيضا ابن سعد في "طبقاته"(1/ 243 - 244)، وابن أبي شيبة في "مصنفه"(14/ 327 - 330)، والترمذي في التفسير (5/ 207 - 258) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق، وذكر نزول الآية من نفس الطريق عن ابن عباس، والنسائي في "الكبرى" راجع "تحفة الأشراف"(2/ 48)، كما أخرجه أحمد (4/ 283). وابن جرير في تفسيره (2/ 3) وسبب نزول ا لآية في (2/ 17)، وأخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان"(1/ 328) من طريق زهير.

[12]

إسناده: رجاله ثقات من رجال الصحيح.

• أحمد بن محمد الأشناني = هو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حمدون الأشناني، (م 416 هـ)، كان ثقة جليلاً. انظر "المدخل"(ص 23 تعليق) نقلا عن "المنتخب من السياق"(23 / ب).

• أبوالحسن أحمد بن محمد بن عبدوس بن سلمة، العنزي النيسابوري الطرائفي، (م 346 هـ)، صدوق، أكثر عن عثمان بن سعيد الدارمي. راجع "السير"(15/ 519)، "الوافي"(8/ 45)، "الأنساب"(9/ 60)، "شذرات"(2/ 372).

• مسلم بن إبراهيم الأزدى الفراهيدي، أبو عمرو البصري، (م 222 هـ). ثقة، مأمون، مكثر، من صغار التاسعة (ع).

• أبان بن يزيد العطار البصري، أبويزيد، ثقة من رجال الصحيحين، من السابعة.

• يحيي بن أبي كثير الطائي، أبونصر اليمامي، (م 134 هـ)، ثقة، ثبت ولكنه يدلس ويرسل، من الخامسة (ع).

• زيد بن سلام بن أبي سلام الحبشي - ثقة من السادسة (م-4).

• أبوسلام ممطور الحبشي، ثقة، يرسل. من الثالثة. (م-4).

ص: 102

أخرجه مسلم في الصحيح

(1)

من حديث أبان بن يزيد العطار

(2)

.

[13]

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد اللّه البيهقي السديوري فيما قرأت عليه من أصله

(1)

في الطهارة عن إسحاق بن منصور، حدثنا حبان بن هلال، حدثنا أبان به، (1/ 203)، وتمامه:"والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السموات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها". وبنفس الطريق أخرجه الترمذي في الدعوات (5/ 355) وقال: حديث صحيح. وأخرجه المؤلف بكامله في الطهارة في "السنن الكبرى"(1/ 42) من طريق إسحاق بن منصور عن حبان، ومن طريق أخرى عن عفان عن أبان به. وعن عفان أخرجه أحمد في "مسنده"(5/ 342 - 343). وأخرجه الدارمي عن مسلم بن إبراهيم عن أبان به في الوضوء (ص 167).

(2)

في (ن)"القطان ".

[13]

، إسناده: لا بأس به، إلا أن شيخ البيهقي لم أعرفه.

• أبو عبد الله الحسين بن عبد الله السديوري، كذا في المطبوعة، وفي النسخ الخطية، "السديري"، والسديوري (بفتح السين وكسر الدال المهملتين وسكون الياء وفتح الوأو آخرها راء) نسبة إلى السديور، ويقال لها سدور- وهي إحدى قرى مرو، راجع "الأنساب"(7/ 108) ولم أجد لأبي عبد الله هذا ترجمة- وقد روى عنه البيهقي كثيرًا.

• أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين الخطيب الخسروجردي (م 355 هـ)، ذكره الحاكم في "التاريخ" وقال: شيخ كبير السن، حسن العرفة بالأدب، وقلما كان يرد البلد، إنما كان ملازماً بخسروجرد يخطب بها، راجع "الأنساب"(5/ 127 - 128).

• داود بن الحسين بن عقيل بن سعيد الخسروجردي البيهقي، أبوسليمان (م 293 هـ) الإمام الثقة، مسند نيسابور، قال الذهبي: أخرج البيهقي له كثيراَ في كتبه، راجع ترجمته في "السير"(13/ 579)، و"الأنساب"(5/ 126)، و"تهذيب لابن عساكر"(5/ 199).

• حميد بن زنجويه = حميد بن نحلد بن قتيبة بن عبد الله الأزدي، أبو أحمد بن زنجويه النسائي (م 247 هـ أو 251 هـ)، ثقة، ثبت، صاحب تصانيف، من الحادية عشرة (د س). أبوالشيخ الحر اني هو عبد الله بن مروان. قال أبوحاتم: ثقة، راجع "الجرح والتعديل"(5/ 166)، "تاريخ بغداد"(10/ 151)، "الإكمال"(5/ 95).

• موسى بن أعين الجزري، أبوسعيد (م 175 أو 177 هـ)، ثقة، عابد، من الثامنة (خ م د س هـ).

• ليث- هو ابن أبي سليم بن زنيم (بالزاء والنون مصغراً) توفي سنة 148 هـ، صدوق اختلط أخيراَ، ولم يتميز حديثه، فترك، من السادسة (م-4).

• عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق الجملي (بفتح الجيم والميم) المرادي، أبو عبد الله (م 118 هـ)، ثقة، عابد، كان لا يدلس، رمي بالإرجاء، من الخامسة (ع).

• معاوية بن سويد بن مقرن المزني، أبوسويد الكوفي، ثقة، من الثالثة (ع).

ص: 103

بخسر وجرد وقال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين البيهقي، حدثنا داود بن الحسين البيهقي، حدثنا حميد بن زنجويه النسائي، حدثنا أبوشيخ الحراني، حدثنا موسى بن أعين، عن ليث، عن عمرو بن مرة، عن معاوية بن سويد قال: أراه قال: عن أبيه- الشك من أبي شيخ- قال: "كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم يوما نتحدث فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: أتدرون أى عرى

(1)

الإيمان أوثق؟ فقالوا: الصلاة، فقال: إن الصلاة لحسنة وما هي بها، فقالوا: الجهاد، فقال:، إن الجهاد لحسن وما هو به، فقالوا: الحج، فقال: حسن

(2)

وليس به، فقالوا: الصيام، فقال: الصيام لحسن وليس به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوثق عرى الإيمان أن تحب لله وتبغض له".

ورواه جرير بن عبد الحميد، عن ليث بن أبي سليم، عن عمرو بن مرة، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب، عن النبى صلى الله عليه وسلم.

[14]

أخبرناه أبومنصور النخعي بالكوفة، حدثنا أبو جعفر بن دحيم

(3)

، حدثنا أحمد بن

(1)

في المطبوعة، "حسن الإيمان".

(2)

في الأصل، "الحسن".

[14]

إسناده: لا بأس به.

• أبومنصور النخعي، هو محمد بن محمد بن عبد الله بن نوح من أولاد إبراهيم النخعي، كما جاء في "السنن الكبرى"(3/ 369).

(3)

وفي (ن) والمطبوعة "حدثنا أبو جعفر، حدثنا دحيم".

والحديث أخرجه أحمد (4/ 286) في مسند البراء عن إسماعيل، عن ليث به، وفيه "أوسط" مكان "أوثق". وأخرجه ابن أبي شيبة في " كتاب الإيمان"(ص 42 رقم 110) عن ابن فضيل، عن ليث به مختصراً.

وهو ضعيف لأجل ليث بن أبي سليم، ولكن له شواهد. فاخرج الطبراني في "المعجم الكبير" (11/ 215 رقم 11537) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: أي عرى الإيمان- أظنه قال- أوثق؟ قال الله ورسوله أعلم. قال المواداة في الله، والمعادات في الله، والحب في الله، والبغض في الله. وسنده ضعيف.

جاء نحوه من مسند أبي ذر أخرجه أحمد (5/ 146) وفيه رجل لم يسم- وله شاهد من حديث ابن مسعود.

وأخرجه الطيالسي (ص 50 رقم 378) والطبر اني في"الصغير"(1/ 223 - 224) وفي "الأوسط" وفيه عقيل الجعدي، قال البخاري: منكر الحديث: "مجمع الزوائد"(1/ 163)، وأخرجه في "الكبير"" (10/ 211 - 212 رقم 10357،10/ 271 - 272 رقم 10531) وقال الهيثمي=

ص: 104

حازم، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير

ذكره بإسناده نحوه. غير أنه

قال في آخره: "فذكروا شرائع الإسلام فلما رأهم لا يصيبون قال: إن أوثق عرى

الإيمان أن تحب في الله وأن تبغض في الله ". فجعل هذه الشرائع كلها من الإيمان،

وشاهده في الحب والبغض ما:

[15]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا محمد بن صالح هانئ وإبراهيم بن عصمة قالا:

= في "مجمع الزوائد"(7/ 260 - 261)، رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير بكير بن معروف وثقه أحمد وغيره وفيه ضعف، ورواه الحاكم (2/ 180) وصححه ورده الذهبي، ولكن له طرق أخرى بها يتقوى، خرجها الألباني في "الروض النضير" (651) وقال: إن الحديث بمجموع طرقه يرتقى إلى درجة الحسن على الأقل، راجع "الصحيحة"(رقم 1728)، عثمان بن أبي شيبة محمد بن إبراهيم العبسي، أبو الحسن الكوفي، (239 هـ)، ثقة، حافظ، شهير، له أوهام، من العاشرة (خ م د س هـ).

جرير بن عبد الحميد بن قرط (بضم القاف وسكون الراء بعدها طاء مهملة) الضبي الكوفي (م 188 هـ)، ثقة، صحيح الكتاب، قيل: كان في آخر عمره يهم من حفظه (ع).

[15]

إسناده: حسن.

• وابراهيم بن عصمة العدل النيسابوري (م 347 هـ)، قال الحاكم في "تاريخه": أدركته وتد شاخ .. وكانت أصوله صحاحا، وسماعاته صحيحة فوقع إليه بعض الوراقين فزاد فيه أشياء قد برأ الله أبا إسحاق منها، راجع "لسان الميزان"(1/ 80).

• السري بن خزيمة بن معاوية، أبو محمد الأبيوردي، (م 275 هـ)، محدث نيسابور، قال الحاكم: هو الشيخ فوق الثقة، وكان لا يحدث إلا من أصل كتابه، راجع "السير"، (13/ 245).

• عبد الله بن يزيد المكي، أبو عبد الرحمن المقرئي (م 213 هـ)، ثقة، فاضل، من التاسعة، وهو من كبار شيوخ البخاري، (ع).

• سعيد بن أبي أيوب الخزاعي، المصري، أبويحيي (م 161 هـ)، ثقة، ثبت، من السابعة (ع).

• أبومرحوم- عبد الرحيم بن ميمون المدني، نزيل مصر (م 143 هـ)، صدوق، زاهد من السادسة، ضعفه ابن معين، وقال أبوحاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، (د ت س هـ).

• سهل بن معاذ بن أنس الجهني، نزيل مصر، لا بأس به إلا في روايات زبان عنه، من الرابعة (بخ د ت هـ). والحديث عند الحاكم في "المستدرك"(2/ 164) وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، (قلت) أبومرحوم وسهل بن معاذ ليسا من شرط الشيخين، وقال الألباني: إسناده حسن.

وأخرجه الترمذي في القيامه (4/ 675) عن عباس الدوري عن عبد الله بن يزيد المقرئي به وقال: هذا حديث حسن. =

ص: 105

حدثا السري بن خزيمة حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن أبي مرحوم، محن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من أعطى لله ومنع لله وأحب لله وأبغض لله وأنكح لله فقد استكمل إيمانه".

وروى ذلك أيصاً في حديث أبي أمامة

(1)

الباهلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير الإنكاح فصرح بان هذه الخصال كلها إيمان وأبان أن أوثق عرى

(2)

الإيمان الإخلاص.

[16]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبوبكر أحمد بن إسحاق الفقيه، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي، حدثنا علي بن موسى بن جعفر

(3)

بن

= وأحمد عن المقرئ به (3/ 440) ومن طريق زبان عن سهل بن معاذ (3/ 438) وأخرجه الطبراني في "الكبير"، (20/ 88 ا رقم 412) من طريق ابن لهيعة عن زبان عن سهل به وله شاهد من حديث أبي أمامة، وسياتي تخريجه.

(1)

أخرجه أبوداود في السنة من سننه (5/ 60) بسند حسن، والبغوي في "شرح السنة"(13/ 54) وأخرجه ابن عدي في "الكامل" بسند ضعيف (6/ 2315). وراجع الصحيحة (380). وفي المطبوعة "أبي أسامة".

(2)

راجع"المنهاج"(1/ 46).

[16]

إسناده: ضعيف.

• علي بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور، أبو الحسن البغوي (م 280 هـ)، كان حسن الحديث، ثقة مأمون، جمع وصنف "المسند الكبير"، راجع "السير"" (13/ 348)، "التذكرة" (2/ 622)، "شذرات" (2/ 193).

• عبد السلام بن صالح بن سليمان، أبوالصلت الهروي (م 236 هـ)، صدوق له مناير، كان يتشيع، اتهم بالكذب، (5)، وله ترجمة طويلة في تاريخ بغداد (11/ 46 - ا 5)، وراجع "السير"(1/ 446 - 448).

• علي بن موسى الرضا (م 203 هـ)، صدوق، والخلل لمن روى عنه، من كبار العاشرة (5).

• وأبوه موسى بن جعفر الكاظم (م 183 هـ)، صدوق، عابد، من السابعة.

• وأبوه جعفر بن محمد الصادق (م 148 هـ)، صدوق، فقيه، إمام، من السادسة (م 4)، وأبوه محمد بن علي بن الحسين، أبو جعفر الباقر (م 119 هـ)، ثقة، فاضل، (ع)، وأبوه علي بن الحسين بن علي، زين العابدين (م 93 هـ)، ثقة، ثبت، عابد، فقيه، فاضل، مشهور، من الثالثة (ع)، قال الزهري ما رأيت قرشياً أفضل منه.

(3)

وفي (ن)"حدثنا علي بن موسى بن جعفر عن أبيه عن علي بن الحسين". والحديث أخرجه ابن ماجه من طريق عبد السلام بن صالح أبي الصلت الهروي عن علي به (1/ 25). ونسبه السيوطي في "الجامع الصغير" للطبراني في "الكبير" ولم أجده في "العجم الكبير"، في ترجمة =

ص: 106

محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، حدثني أبي، عن جعفر، عن أبيه، عن

= علي بن أبي طالب، ومن طريق الطبراني وغيره أخرجه الخطيب في "تاريخه"(1/ 225، 10/ 343) ونقل عن الدارقطني أنه قال: أبوالصلت متهم بوضع هذا الحديث، لم يحدث به إلا من سرقه منه (11/ 51)، راجع "الكامل لابن عدي"(2/ 457، 5/ 1968). وقال الألباني: موضوع راجع "ضعيف الجامع الصغير"(رقم 2308)، وراجع "الموضوعات" لابن الجوزي (1/ 128) حيث أورد هذا الحديث من طريق الخطيب وذكر قول الدارقطني، وقال ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1/ 151 - 152): قال المزى في "التهذيب "(2/ 832): "تابع أبا الصلت الحسن ابن علي التميمي وأحمد بن عيسى العلوي ". وهذان المتابعان عند تمام في فوائده، وتابعه أيضاً الحسن بن محمد بن علي السيد المحجوب رواه الشيرازي في الألقاب.

ومحمد بن زياد السهمي رواه الصابرني في المائتين، ومحمد بن أسلم رواه البيهقي في "الشعب"، وعبد الله بن موسى بن جعفر رواه ابن السني في "كتاب الإخوة والأخوات "، وأبو سعيد الأعرابي في "معجمه"، وقال الديلمي في "مسند الفردوس": و دخل علي بن موسى الرضا نيسابور خرج علماء البلد في طلبه: يحيي بن يحيي واسحاق بن راهويه وأحمد بن حرب ومحمد ابن رافع- فتعلقوا بلجام بغلته وقال له إسحاق: بحق أبائك الطاهرين حدثنا بحديث سمعته من أبيك فقال: حدثنا العبد الصالح أبي موسى بن جعفر .. وذكر الحديث، وله شاهدان: أحدهما حديث أبي قتادة: و من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول اللّه فذل بها لسانه واطمان بها قلبه، لم تطعمه النار، أخرجه البيهقي في "الشعب". وثانيهما من حديث عائشة:"الإيمان بالله إقرار باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالأركان" أخرجه الديلمي والشيرازي في الألقاب. انتهى كلام ابن عراق.

(قلت) الحسن بن علي ذكره ابن حجر في "لسان الميزان"(2/ 255) فقال: الحسن بن علي بن فضال بن عمرو التيمي، روى عن موسى بن جعفر وابنه علي بن موسى. روى عنه الفضل ابن شاذان وبالغ في الثناء عليه بالزهد والعبادة وكان من مصنفي الشيعة، له تصانيف، توفي سنة 224 هـ. وأحمد بن عيسى العلوي هو أحمد بن عيسى بن علي بن الحسن بن علي بن الحسن ابن علي بن أبي طالب، كذا ذكره المزي، وذكره الصفدي في "الوافي" (7/ 272) وقال: توفي سنة 250 هـ. والحسن بن محمد بن علي السيد المحجوب، لم أجده، وكذا محمد بن زياد السهمي غير أني وجدت في تاريخ جرجان للسهمي (487) سنداً يروي فيه أبوحاتم عنه.

ومحمد بن أسلم- ثقة- كما سياتي، وعبد الله بن موسى بن جعفر: لم أجده. وروي أيضا من طريق عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي عن أبيه عن علي الرضا ولكنه كان أمياً، غير مرضي (تاريخ بغداد 9/ 386)، كما تابع أبا الصلت أيضاً، علي بن غراب: وثقه ابن معين والدارقطني، وقال أبوحاتم: لا بأس به وقال ابن حبان: حدث بالموضوعات- قال ابن حجر في "التقريب": أفرط ابن حبان في تضعيفه. ومحمد بن سهل البجلي (تاريخ بغداد 1/ 255)، وداود بن سليمان بن وهب الغازي- وهما مجهولان. وبهذه المتابعات يخرج الحديث عن كونه موضوعاً بل ولعله يبلغ درجة الحسن لمجيئه من طريق محمد بن أسلم وهو ثقة فاضل.

ص: 107

علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان".

[17]

وحدثنا أبو محمد عبيد بن محمد بن مهدي القشيري، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب، حدثنا أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب البيهقي، حدثنا أبوالصلت الهروي عبد السلام ومحمد بن أسلم قالا: حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه

فذكره بإسناده غير أنه قال: "الإيمان إقرار باللسان ومعرفة بالقلب وعمل بالجوارح".

وشاهد هذا الحديث ما مضى في الحديث

(1)

الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدد شعب الإيمان.

وأما قول اللّه عز وجل: {إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

}

(2)

فافرد

العمل الصالح بالذكر، وقد قال أيضا

(3)

: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

[17] إسناده: رجاله ثقات غير أبي الصلت، ولم أعرف شيخ البيهقي.

• أبو محمد عبيد بن محمد بن مهدي القشيري، لم أقف له على ترجمة.

• أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب، الكعبي، النيسابوري (م 349 هـ)، ذكره الحاكم فقال: محدث، كثير الرحلة والسماع، صحيح السماع، "السير"(15/ 530 - 531)، "الأنساب"(11/ 122).

• محمد بن أسلم بن سالم بن يزيد، أبو الحسن الكندي الخراساني الطوسي (م 242 هـ) قال الحاكم: كان من الأبدال المتبعن للآثار، صنف "المسند" و"الرد على الجهمية" وقال أبو نعيم الأصبهاني: صنف في الإيمان وفي الأعمال الدالة على تصديق القلب وأماراته كتاباً جامعًا كبيراً، ووصفه الذهبي بشيخ الإسلام، وقال: ثقة فاضل، راجع "السير"(12/ 195 - 207)"التذكرة"(2/ 532 - 534)"الوافي"(2/ 204)"شذرات"(2/ 100 - 101) و"حلية الأولياء"(9/ 238 - 254).

(1)

راجع الحديث رقم (1، 2).

(2)

وردت هذه الجملة في مواضع كثيرة، راجع مثلأ سورة البقرة (2/ 277) والكهف (18/ 107،30).

(3)

"سورة العصر"(3/ 103).

ص: 108

وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} فأفرد التواصي بالحق والتواصي بالصبر بالذكر

(1)

ولم يدل

(2)

ذلك على أنهما ليسا من الأعمال الصالحة.

فكذلك قوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} لا يدل على أن عمل الصالحات ليس بإيمان وإنما معناه أن الذين آمنوا أقل الإيمان وهو الناقل عن الكفر ثم لم يقتصروا عليه ولكنهم ضموا إليه الصالحات فعملوها حتى ارتقى إيانهم من درجة الأقل إلى الأكمل، أو نقول: إن المراد "بالذين أمنوا" الإيمان بالله وبعمل الصالحات الإيمان لله والإيمانان

(3)

متغايران على ما بينا فلذلك سميا باسمن

(4)

والله اعلم.

‌باب الدليل على

(5)

أن الإيمان والإسلام على الإطلاق عبارتان عن دين واحد

قال: الله عز وجل

(6)

: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَمُ} وقال

(7)

: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ} فصح أن قولنا آمنا بالله إسلام.

وقال في قصة لوط

(8)

: {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} فسماهم مرة "مؤمنين" و ومرة "مسلمين" و وإنما أراد تمييزهم عن غيرهم بأديانهم، فصح أن الإيمان والإسلام اسمان لدين واحد وإن كانت حقيقة الإسلام التسليم وحقيقة الإيمان التصديق فاختلاف الحقيقة فيهما لا يمنع من أن يجعلا اسما لدين واحد كالغيث والمطر هما اسمان لمسمى واحد وإن كان حقيقة الغيث في اللسان غير حقيقة المطر.

(1)

سقطت هذه الكلمة من (ن).

(2)

في جميع النسخ "لم يدلك".

(3)

في (ن)"الإيمان".

(4)

يا (ن)"باسمان".

(5)

راجع "المنهاج"(1/ 42 - 43).

(6)

آل عمران (3/ 19).

(7)

البقرة (2/ 136).

(8)

الذاربات (51/ 35 - 36).

ص: 109

[18]

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ الإسفراييني بها، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدثنا عمرو بن مرزوق، حدثنا شعبة، عن أبي جمرة، عن ابن عباس رضي الله عنه "أن وفد عبد القيس لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَنِ القوم؟ قالوا: ربيعة. قال: مرحبا بالوفد غير الخزايا

(1)

ولا النادمين، قالوا: يا رسول اللّه إنا حي من ربيعة وإنا نأتيك من شقة بعيدة وإنه يحول بيننا وبينك هذا الحى من كفار مضر وإنا لا نصل إليك إلاو شهر حرام فمرنا بأمر

[18] أبو الحسن علي بن محمد الإسفراييني: لم أقف له على ترجمة غير أن الحافظ الذهبي قال في "السير"(5 ا/ 536): في ترجمة شيخه الحسن بن محمد: "حديثه كثير في تواليف البيهقي من جهة علي بن محمد بن علي المقرئ عنه"، في الأصل كنيته "أبوالحسين"، الحسن بن محمد بن إسحاق ابن إبراهيم الأزهري، أبو محمد الإسفراييني (م 346 هـ)، وصفه الذهبي بالإمام الحافظ المجود،

وهو ابن أخت الحافظ أبي عوانة، روى عنه الحاكم وقال: كان محدث عصره ومن أجود الناس أصولَا، راجع "السير"(15/ 535)، "الوافي"(12/ 265)، "الأنساب"(1/ 234)، "شذرات"(2/ 372)، يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي، أبو محمد البغدادي (م 297 هـ)، صاحب التصانيف في السنن، الإمام، الحافظ، الفقيه، الكبير، الثقة. قال الخطيب: كان ثقة، صالحاً، عفيفاً، مهيباً، راجع "السير"(14/ 85 - 87)، "تاريخ بغداد"(14/ 310 - 312)، "التذكرة"(2/ 660)"شذرات"(2/ 227)، عمرو بن مرزوق الباهلي (م 224 هـ)، ثقة، له أوهام، من صغار التاسعة (خ د).

أبو جمرة = نصر بن عمران بن عصام الضبعي (بضم المعجمة وفتح الموحدة، بعدها مهملة)(م 28 اهـ)، مشهور بكنيته، ثقة، ثبت، من الثالثة (ع).

(1)

كذا جاء معرفاً عند الطبراني فى "المعجم الكبير"(12/ 222 رقم 12949) من طريق عمرو بن مرزوق عن شعبة، وجاء في رواية النسائي "ليس الخزايا ولا النادمين"، وجاء في رواية الصحيحين بدون أداة التعريف.

و "خزايا" جمع خزيان وهو الذي أصابه خزي، والمعنى أنهم أسلموا طوعا من غير حرب أو سبي يخزيهم ويفضحهم. و"ندامى" قال الخطابي: كان أصله نادمين جمع نادم لأن ندامى إنما هو جمع ندمان أي المنادم في اللهو

لكنه هنا خرج على الاتباع كما قالوا: العشايا والغدايا، وغداة جمعها الغدوات لكنه اتبع.

قال الحافظ ابن حجر: وقد حكى القزاز والجوهري وغيرهما من أهل اللغة أنه يقال: "نادم" وندمان في الندامة بمعنى، فعلى هذا فهو على الأصل ولا اتباع فيه واللّه أعلم، "فتح الباري"(1/ ا 13 - 132).

ص: 110

‌فصل ندعو إليه من وراءنا وندخل به الجنة. قال: فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: أمركم بأربع وأنهاكم عن أربع

(1)

: أمركم با لإيمان بالله وحده أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول اللّه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تعطوا من المغانم الخمس. وأنهاكم عن أربع: عن الدباء

(2)

والحنتم والنقير والمزفت. قال: وربما قال: المقير، احفظوهن وادعوا إليهن من وراءكم ". أخرجه البخاري

(3)

ومسلم في الصحيح من حديث شعبة وغيره

.

(1)

في (ن)"باربع".

(2)

الدباء (بضم المهملة وتشديد الموحدة والمد) هو القرع، قال النووي: والمراد اليابس منه، والحنتم:(بفتح المهملة وسكون النون وفتح المثناة من فوق) هي الجرة، وعن عطاء: أنها جرار كانت تعمل من طين وشعر ودم، والنقير:(بفتح النون وكسر القاف) أصل النخلة ينقر فيتخذ مه وعاء، والمزفت:(بالزاي والفاء) ما طلي بالزفت. والمُقَيَز: (بالقاف والياء) ما طلي بالقار ويقال له القير: وهو نبت يحرق إذا يبس تطلى به السفن وغيرها كما تطلى بالزفت. وفي "مسند أبي داود الطيالسي، (ص 120 رقم 882) عن أبي بكر قال: فأما الدباء فإنا معشر ثقيف كنا ناخذ الدباء فنخرط فيها عناقيد العنب ثم ندفنها ثم نتركها حتى تهدر ثم تموت. وأما النقير فإن أهل اليمامة كانوا ينقرون أصل النخلة فيشدخون فيه الرطب البسر ثم يدعونه حتى يهدر ثم يموت. وأما الحنتم فجرار كان يحمل إلينا فيها الخمر. وأما المزفت فهي هذه الأوعية التي فيها هذا الزفت. قال الحافظ ابن حجر: إسناده حسن، وتفسير الصحابي أولى أن يعتمد عليه من غيره لأنه أعلم بالمراد، ومعنى النهي عن الانتباذ في هذه الأوعية بخصوصها لأنه يسرع فيها الإسكار، فربما شرب منها من لا يشعر بذلك، ثم ثبتت الرخصة في الانتباذ في كل وعاء مع النهي عن شرب كل مسكر. "فتح الباري" (1/ 134 - 135)(قلت): حديث أبي بكرة أخرجه البيهقي في سننه من طريق الطيالسي (8/ 359 - 310).

(3)

أخرجه البخاري "الإيمان"(1/ 19) وفي الَاحاد (8/ 136) عن على بن الجعد، وفي العلم (1/ 30) عن بندار عن غندر، وفي الَاحاد (8/ 136) عن إسحاق عن النضر ثلاثتهم عن شعبة به. ومسلم في الإيمان من طريق غندر عن شعبة (1/ 47). وهو في مسند علي بن الجعد (1/ 584 رقم 1319). ورواه البخاري من طريق عباد بن عباد عن أبي جمرة في المواقيت (1/ 133) وفي الخمس (4/ 44) ومسلم في الإيمان (1/ 46) وفي الأشربة مختصراً (2/ 1579) والجوزقاني في الأباطيل (1/ 36 رقم 31). كما أخرجاه من طريق حماد بن زيد عن أبي جمرة: البخاري في الزكاة (2/ 109) وفي المناقب (4/ 157) وفي المغازي (5/ 116) ومسلم في الإيمان (1/ 47)، ومن طريق قرة بن خالد عن أبي جمرة البخاري في المغازي (5/ 116) =

ص: 111

فسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة الشهادة في هذا الحديث إيمانا وسماها في حديث آخر إسلاما، وذلك فيما:

[19]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى وأبو عبد الله البوشنجي قالا

(1)

: حدثنا مسدد وأخبرنا أبونصر عمر بن

= وفي التوحيد (8/ 217) ومسلم في الإيمان (1/ 47)، والمؤلف في "المدخل (ص 236).

وأخرجه البخاري من طريق أبي التياح عن أبي جمرة في الأدب (7/ 114). وأخرجه أيضا أبو داود في الأشربة (4/ 94) وفي السنة (5/ 57) والترمذي في الإيمان (5/ 8) والنسائي في الأشربة (8/ 323) وأحمد في مسنده (1/ 228). والطبراني في الكبير (2/ 222 - 226 الأحاديث 12949 - 12956) وابن منده في كتاب الإيمان (1/ 156 - 158، 305 - 309).

[19]

إسناده: صحيح.

• يحيي بن محمد بن يحيي الذهلي، أبوزكريا النيسابوري يلقب حيكان، قال الحاكم: هو إمام نيسابور في الفتوى والرئاسة وابن إمامها وأمير المطوعة بخراسان بلا مدافعة- يعني الغزاة- قتله أحمد بن عبد الله الخجستاني ظلماً لكونه قام عليه وحاربه لاعتدائه وعسفه. راجع "السير"(12/ 285 - 294)، "التذكرة"(2/ 616 - 618)، "تاريخ بغداد"(14/ 217 - 219)،. "شذرات"(2/ 152).

• أبو عبد الله البوشنجي= محمد بن إبراهيم بن سعيد بن عبد الرحمن (م 291 هـ)، شيخ أهل الحديث في عصره بنيسابور ومن الفقهاء المالكية، ارتحل شرقاً وغرباً، ولقي الكبار وجمع وصنف، وسار ذكره، روى عنه البخاري حديثاً في الصحيح راجع "السير"(13/ 581 - 589)"التذكرة"(2/ 657 - 659)، "الوافي"(1/ 342)، "طبقات السبكي"(1/ 288 - 295)، "شذرات"(2/ 205) وله ترجمة في "تهذيب الكمال"(3/ 1157) - مصورة- "وتهذيب التهذيب "(8/ 9 - 10).

(1)

في (ن)"قال":

* مسدد بن مسرهد البصري، أبو الحسن (م 22 هـ)، ثقة، حافظ، يقال إنه أول من صنف

المسند بالبصرة، من العاشرة (خ د ت س)، وفي المطبوعة تحرف اسمه إلى"بسنده".

• أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعد الحافظ النيسابوري الحاجي البزاز (م 349 هـ)، ثقة، مأمون، كتب الكثير، وجمع الشيوخ والأبواب والملح، راجع "لسير"(16/ 5)، "التذكرة"(3/ 907)، "شذرات"(2/ 381)، وفي النسخ كلها (عبد الله بن أحمد بن سعيد".

• يحيي بن سعيد هو القطان البصري، أبرسعيد (م 98 ا هـ)، ثقة، متقن، حافظ، إمام، قدوة، من كبار التاسعة (ع).

• عثمان بن غياث الراسبي البصري، ثقة، رمي بالإرجاء، من السادسة (خ م د س)، وفي (ن) والمطبوعة "عمر بن غياث حدثني عبد الله بن عمر عنه عن يحيى". =

ص: 112

عبد العزيز بن عمر بن قتادة من أولاد النعمان بن بشير، حدثنا أبو محمد عبد الله ابن أحمد ابن سعد الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي، حدثنا أبو الحسن مسدد بن مسرهد، حدثنا يحيى بن سعيد، عن عثمان بن غياث، حدثني عبد الله بن بريدة، عن يحيي بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن قالا: "لقينا عبد الله بن عمر فذكرنا له القدر وما يقولون فيه فقال: إذا رجعتم إليهم فقولوا لهم: إن ابن عمر منكم بريء وأنتم منه برأء. ثلاث مرات ثم قال: أخبرني عمر أو قال: حدثني عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أنهم بينا هم جلوس عند رسول اللّه صلى الله عليه وسلم جاء رجل حسن الوجه حسن الشعر عليه ثياب بِيض

(1)

فنظر القوم بعضهم إلى بعض فقالوا: ما نعرف هذا ولا هذا صاحب سفر. ثم قال: يا رسول الله أتيك؟ قال: نعم قال: فجاء فوضع ركبتيه عند ركبتيه ويديه على فخذيه فقال: ما الإسلام؟ قال: الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وحده وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت، قال: فما الإيمان؟ قال: أن تؤمن باللّه وملائكته والجنة والنار والبعث بعد الموت والقدر كله

(2)

، قال: فما الإحسان؟ قال: أن تعمل كأنك ترى

(3)

فإن لم تكن

(4)

تراه فإنك تُرى قال: فمتى

(5)

الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائلء قال: فما أشراطها؟ قال: إذا رأيت الحفاة العراة العالة رعاء

=. عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي، أبوسهل (م 105 هـ)، ثقة، من الثالثة (ع).

• يحيي بن يعمر البصري، ثقة، فصيح، وكان يرسل، من الثالثة، (ع)، وفي المطبوعة يحيي ابن أزهر".

• حميد بن عبد الرحمن الحميري البصري، ثقة، فقيه، من الثالثة، (ع)، وفي المطبوعة (جنيد".

(1)

في الأصل والمطبوعة "بياض".

(2)

وفي رواية مسلم "والقدر خيره وشره وكذا في رواية أبي داود.

(3)

كذا في الأصل والمطبوعة، وفي (ن)"تراه".

(4)

في (ن) والمطبوعة "فإن لا تكن".

(5)

في الأصل "فما".

ص: 113

الشاء يتطاولون في البنيان وولدت الإماء أربابهن، ثم قال: علي بالرجل فطلبوه فلم يروا شيئا فلبث يومين أو ثلاثة ثم قال: يا ابن الخطاب أتدري من السائل، عن كلذا وكذا؟ قال: الله ورسوله أعلم قال: ذاك جبريل جاءكم يعلمكم أمر دينكم".

قال: و"سأله رجل من جهينة أو مزينة قال: يا رسول اللّه فيما نعمل أفي شئ قد خلا أومضى أو شيء يستأنف الآن؟ قال: في شيء قد خلا ومضى فقال رجل أو بعض القوم: فيما نعمل إذن! قال: إن أهل الجنة ييسرون لعمل أهل الجنة وإن أهل النار ييسرون لعمل أهل النار".

رواه مسلم في الصحيح

(1)

، عن محمد بن حاتم، عن يحيى بن سعيد.

(1)

في الإيمان (1/ 38 رقم 3)، تفرد مسلم عن البخاري بإخراجه عن عمر بن الخطاب، وأخرجه هو والبخاري وغيرهما من حديث أبي هريرة وسياتي تخريجه. أما حديث عمر فاخرجه أيضا أحمد في "مسنده" عن يحيي بن سعيد 11/ 27) ومن طريقه أخرجه المؤلف في "دلائل النبوة"(7/ 69 - 70). وأخرجه أبو داود عن مسدد بكامله (5/ 73 رقم 4696). وابن منده في كتاب الإيمان عن محمد بن يعقوب الشيباني- وهو أبن الأخرم، ومن طرق أخرى عن مسدد به (1/ 137 - 139) وذكر متابعة ليحيى من أبي معشر البراء ولعثمان من عبيد الله بنا العيزار وعبد الله بن عطاء. وراجع "كتاب السنة" لابن أبي عاصم (1/ 55 - 58) و"شرح السنة" للالكائي. (2/ 585 - 587 رقم 1037). وقال الحافظ ابن حجر: وإنما لم يخرج البخاري حديث عمر لاختلاف فيه على بعض رواته فمشهورة رواية كهمس (بسين مهملة قبلها ميم مفتوحة) بن الحسن عن عبد الله بن بريدة عن يحيي بن يعمر (بفتح الميم أوله ياء تحتانية مفتوحة) عن عبد الله ابن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب. رواه عن كهمس جماعة من الحفاظ. وتابعه مطر الوراق عن عبد الله بن بريدة، وتابعه سليمان التيمي عن يحيي بن يعمر. وكذا رواه عثمان بن غياث عن عبد الله بن بريدة لكنه قال: عن يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن معاً- عن ابن عمر عن عمر، زاد فيه "حميداً"، وحميد له في الرواية المشهورة، ذكر، لا رواية. وأخرج مسلم هذه الطرق ولم يسق منها إلا متن الطريق الأصلى، وأحال الباقي عليها وبينها اختلاف كثير. فأما رواية مطر فأخرجها أبوعوانة في صحيحه وغيره، وأما رواية سليمان التيمي فاخرجها ابن خزيمة في صحيحه وغيره، وأما رواية عثمان بن غياث فاخرجها أحمد في "مسنده". وقد خالفهم سليمان بن بريدة- أخو عبد الله- فرواه عن يحيي بن يعمر عن عبد الله بن عمر قال: بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم: فجعله من مسند ابن عمر لا من روايته عن أبيه، أخرجه أحمد أيضاً (1/ 52). وكذا رواه أبو نعيم في "الحلية" من طريق عطاء الخراساني عن يحيي بن يعمر =

ص: 114

قال: الإمام أحمد

(1)

: وفي تسمية كلمة الشهادة في هذا الحديث إسلاما وفي الحديث الأول إيمانا دلالة على أنهما اسمان لمسمى واحد إلا أنه فسر في هذا الحديث الإيمان بما هو صريح فيه وهو التصديق وفسر الإسلام بما هو أمارة له وإن كان اسم

= (6/ 207). وكذا روي من طريق عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عمر أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 430 رقم 13581). انتهى كلام الحافظ.

(قلت): حديث كهمس عن عبد الله أخرجه- بالإضافة إلى مسلم (1/ 36 - 37) أبو داود في السنة (5/ 69 رقم 4695)، والترمذي في الإيمان (5/ 7) والنسائي في الإيمان (8/ 97) وابن ماجه في المقدمة (1/ 24 رقم 63) وأحمد في مسنده (1/ 51) وابن منده في كتاب الإيمان (1/ 116 - 126) والبغوي في "شرح السنة" (1/ 7 - 9) وابن أبي عاصم في "السنة" (1/ 56 وقم 123). وسيذكر المؤلف سنده (رقم 121) والحديث بطوله برقم (174). ورواية مطر الوراق أخرجها مسلم من طرق عن حماد بن زيد عنه (1/ 38) ولم يسق متنها بل قال:"بمعنى حديث كهمس وإسناده، وفيه بعض زيادة ونقصان حرف" وأخرجها ابن أبي عاصم في كتاب "السنة"(1/ 55 رقم 120). وأخرجها ابن منده في الإيمان (1/ 141) وقال: إنها خلاف حديث كهمس واختلف أصحاب حماد عليه في اللفظ، وجعل أخر الحديث عن شهر بن حوشب، وتركه أولى، و ان كان مطر محله الصدق. ورواية سليمان التيمي ساق مسلم طريقها عن حجاج ابن الشاعر حدثنا يونس بن محمد المؤدب، حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه

وأخرجها ابن منده في كتاب الإيمان (1/ 143 - 146) وابن أبي عاصم في كتاب السنة (1/ 58) من طريق يونس عن المعتمر به. وأخرجها ابن خزيمة عن يوسف بن واضح الهاشمي عن المعتمر، ومن طريقه أخرجها ابن حبان (راجع "الموارد" رقم 16)، وأخرجه المؤلف من طريق يونس بن محمد عن معتمر به في "المدخل"(هـ 234)، ورواية سليمان بن بريدة أخرجها أبو نعيم في "الحلية" أيضا (8/ 202).

وأما رواية أبي هريرة فاخرجها البخاري في الإيمان (1/ 18) وفي التفسير (6/ 20) ومسلم في الإيمان (1/ 39 رقم 5) وابن ماجه في المقدمة (1/ 25 رقم 64) بتمامها وفي الفتن (2/ 1342 رقم 4044) ببعضها. وأخرجها أحمد في مسنده (2/ 426) وابن مندة في كتاب الإيمان (1/ 151 - 153)، وقال ابن حجر: وفي الباب عن أنس أخرجه البزار بإسناد حسن. وعن جرير البجلي أخرجه أبوعوانة في صحيحه وفي إسناده خالد بن يزيد وهو العمري ولا يصلح للصحيح وعن ابن عباس وأبي عامر الأشعري أخرجهما أحمد بإسناد حسن "فتح الباري"(1/ 116) وراجع "مجمع الزوائد"(1/ 38 - 41).

(1)

في الأصل: "قال الإمام أبو عبد الله البيهقي".

ص: 115

صريحه يتناول أماراته واسم أماراته يتناول صريحه وهذا كما فصل بينهما وبين الإحسان، وإن كان الإيمان والإسلام إحسانا والإحسان الذي فسره بالإخلاص واليقين يكون إيمانا والله تعالى أعلم.

[20]

أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، حدثنا أحمد ابن مهران، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا حنظلة بن أبي سفيان، عن عكرمة بن خالد، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله أظنه قال: وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان". رواه البخاري" الصحيح

(1)

، عن عبيد الله بن موسى وقال وأن محمدًا رسول الله ولم يذكره بعض الرواة، عن عبيد الله ولا أكثرهم، عن حنظلة. وأخوجه مسلم

(2)

عن وجه آخر، عن حنظلة.

[20] إسناده: رجاله ثقات:

• أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار، الأصبهافي الزاهد (م 339 هـ) قال الحاكم: هو محدث عصره، كان مجاب الدعوة، لم رفع رأسه إلى السماء- كما بلغنا- نيفا وأربعين سنة، جمع وصنف في الزهديات. راجع "السير"(15/ 437)، "الأنساب"(8/ 315 - 316)، "الوافي"(3/ 316)، "طبقات السبكي"(2/ 166)، "شذرات"(2/ 349).

• أحمد بن مهران بن خالد الأصبهاني، أبو جعفر (م 284 هـ)، ذكره أبو نعيم في أخبار أصفهان (1/ 95) وقال: كان لا يخرج من بيته إلا إلى الصلاة.

• عبيد الله بن موسى بن أبي المختار، باذام، العبسي (م 213 هـ)، ثقة، كان يتشيع من التاسعة، قال أبوحاتم: كان أثبت في إسرائيل من أبى نعيم (ع).

• حنظلة بن أبي سفيان بن عبد الرحمن الجمحي (م ا 5 ا هـ)، ثقة، حجة، من السادسة (ع).

• عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي القرشي، ثقة، من الثالثة (خ م د ت س)، وفي (ن)(عكرمة بن أبي خالد).

(1)

في الإيمان (1/ 8) وأخرجه في التفسير من رواية نافع عن ابن عمر (5/ 157) ومن طريق البخاري أخرجه البغوي في "شرح السنة"(1/ 17).

(2)

في الإيمان (1/ 45)، وذكر الألباني للحديث عن ابن عمر سبع طرق:

الأولى: عن عكرمة بن خالد وهي هذه، وأخرجه أيضا النسائي في الإيمان (8/ 107) والترمذي في الإيمان (5/ 5) وأحمد في مسنده (2/ 143) وابن منده في الإيمان (1/ 184، 301).

والثانية: عن سعد بن عبيدة عنه مرفوعا به إلا أنه قال: "على أن يعبد الله ويكفر بما دونه".=

ص: 116

فسمى هذه الأركان الخمسة في هذه الرواية إسلاما وقد سماهن في رواية أخرى إيمانا.

[21]

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبوبكر أحمد بن إسحاق الفقيه، حدثنا

= بدل الشهادة، والباقي مثله سواء أخرجه مسلم (1/ 45) والبيهقي في "سننه"(4/ 199) وابن منده "الإيمان"(1/ 186 - 187). وأخرجه اللالكائي في "شرح السنة"(2/ 810 رقم 1490) بلفظ الشهادة.

والثالثة: عن عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً به أخرجه مسلم وأحمد (2/ 120) وابن منده في الإيمان (1/ 185، 302).

والرابعة: عن نافع عن ابن عمر موقوفا عليه وهو في حكم المرفوع، أخرجه البخاري (5/ 157) كما مر. رواه الضحاك بن حجوة عن محمد بن عبيد الطنافسي عن عبيد الله بن عمر عن نافع فذكره مر فوعا. والضحاك: منكر الحديث عن الثقات. راجع "الكامل"(4/ 1419).

والخامسة: عن حبيب بن أبي ثابت عنه مرفوعا به، أخرجه الترمذي (5/ 5) وجاء من وجه ضعيف أخرجه ابن عدى "الكامل"(2/ 660).

السادسة: عن يزيد بن بشر عنه به وسيأتى بعد هذا الحديث.

والسابعة: عن أبي سويد العبدي عنه مرفوعًا به، أخرجه أحمد (2/ 93) وأبو سويد هذا مجهول. وقد وجدت للحديث طريقين أخريين عن ابن عمرعند الطبراني في "الكبير".

الأولى: عن سالم بن عبد الله عن أبيه (12/ 309 رقم 13203).

والثانية: عن مجاهد عنه مرفوعا به (2 ا/ 412 رقم 13518) والسند إليه ضعيف.

وله طريق أخرى عن واقد بن محمد بن زيد عن أبيه عنه، رواه عنه أحمد بن يونس عن عاصم ابن محمد عنه به مرفوعا. أخرجه ابن منده في كتاب الإيمان (1/ 302) وأخرى عن أبي وائل يروي عنه الحارث العكلي أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 62)، وله شواهد من حديث جرير ابن عبد الله البجلي وعبد الله بن عباس، راجع "إرواء الغليل"(3/ 248 رقم 781).

[21]

إسناده: فيه مجهول.

• موسى بن إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى الأنصاري، أبوبكر (م 297 هـ) من فقهاء الشافعية، قاضي نيسابور، كان يضرب به المثل في ورعه، ثقة، صدوق. راجع "السير"(13/ 579 - 581)، "التذكرة"(668 - 669)، "تاريخ بغداد"(13/ 52 - 54)، "طبقات السبكي"(2/ 78)، "شذرات"(2/ 226 - 227).

• عبد الله بن أبي شيبة هو عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، أبوبكر بن أبي شيبة الكوفي (235 هـ) ثقة، حافظ، صاحب التصانيف له "المصنف" من العاشرة (خ م د س هـ).

• منصور هو ابن المعتمر بن عبد الله السلمي (م 132 هـ)، ثقة، ثبت، وكان لا يدلس (ع).

• سالم بن أبي الجعد رافع الغطفاني، الكوفي (م 98 هـ)، ثقة، وكان يرسل كثيرا، من الثالثة. (ع).

• عطية مولى بني عامر، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 383 - 384) =

ص: 117

موسى بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن أبي شيبة، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن عطية مولى بني عامر، عن يزيد السكسكي قال: قدمت المدينة فدخلت على عبد الله بن عمر فأتاه رجل من أهل العراق فقال

(1)

: يا أبا عبد الرحمن ما لك تحج وتعتمر وقد تركت الغزو في سبيل الله؟ قال: ويلك إن الإيمان بني عك خمس: تعبد الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج البيت وتصوم رمضان، قال: فردها عليه فقال عبد الله: كذلك حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الجهاد بعد ذلك حسن.

قال: أحمد

(2)

: وإنما أراد والله أعلم أن الجهاد من فروض الكفايات وليس بفرض على الأعيان.

[22]

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ، حدثنا الحسن بن محمد بن

= فقال روى عن يزيد بن بشر عن ابن عمر حديث "بني الإسلام على خمس .. " وعنه سالم بن أبي الجعد، وهو عطية بن قيس الذي رأى ابن أم مكتوم، سئل أبي عنه فقال: صالح الحديث.

(قلت) عطية بن قيس الكلابي من رجال التهذيب، قال ابن حجر في "التقريب": ثقة، مقرئ، من الثالثة مات سنة 21 اهـ (م 4).

• يزيد بن بشر السكسكي، قال أبوحاتم: مجهول، وذكره ابن حبان في الثقات، راجع "لسان الميزان"(6/ 285)، "الجرح والتعديل"(9/ 254)، وفي (ن) والمطبوعة "الشكشكي".

(1)

هنا سقط في المطبوعة حوالي 40 سطراً.

والحديث أخرجه أحمد في "مسنده" من طريق سفيان عن منصور عن سالم عن يزيد بن بشر مختصراً (2/ 26) وإسناده منقطع لأن سالماً لم يسمعه عن يزيد بل بينهما عطية، راجع ما قاله أحمد محمد شاكر في التعليق على هذا الحديث (المسند 7/ 17 رقم 4798) وانظر "تعجيل المنفعة"(هـ 449).

(2)

في الأصل "قال الإمام أبو عبد الله البيهقي رحمه الله".

[22]

إسناده: فيه مجهول.

• سليمان بن حرب الأزدي البصري (م 224)، ثقة، إمام، حافظ، من التاسعة (ع).

• حماد بن زيد بن درهم الأزدى، أبوإسماعيل البصري (م 179 هـ)، ثقة، ثبت، فقيه، من كبار الثامنة (ع).

• أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني (بفتح المهملة بعدها معجمة ثم تحتانية مكسورة =

ص: 118

إسحاق، حدثنا يوسف بن يعقوب، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، حدثنا أحمد بن عبيد الصفار حدثنا عبيد بن شريك، حدثنا أبوصالح، حدثنا الفزاري، حدثنا سفيان بن سعيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل من أهل الشام من أهل الإسلام

(1)

، عن أبيه قال: "جاء رجل إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فسأله، عن الإسلام- وفي رواية حماد قال: عن

= وبعد الألف النون) (م 131 هـ)، ثقة، ثبت، حجة، من كبار الفقهاء العباد من الخامسة (ع).

• أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان بن الفرج بن سعيد بن عبدان الشيرازي (م 415 هـ)، قال الذهبي: ثقة، مشهور، عالي الإسناد، راجع "السير"(17/ 397)، "تاريخ بغداد"(11/ 329)، وفي (ن) والمطبوعة "علي بن محمد".

• أحمد بن عبيد بن إسماعيل الصفار، أبو الحسن البصري (م 341 هـ)، الحافظ الثقة، الإمام، الحافظ، المجود، مصنف السنن الذي يكثر أبوبكر البيهقي من التخريج منه في سخنه، انتهى إليه علو الإسناد، كان ثقة ثبتا، راجع "السير"(15/ 438 - 440)، "التذكرة"(3/ 876)، "تاريخ بغداد"(4/ 261).

• عبيد بن عبد الواحد بن شريك، أبو محمد البزار (م 285 هـ)، قال الدارقطني صدوق، وقال ابن المنادي: أكثر الناس عنه ثم أصابه أذى فغيره في آخر أيامه، وكان على ذلك صدوقًا، قال ابن حجر: فما ضره التغيير، ولله الحمد، راجع "تاريخ بغداد"(11/ 99 - 100)، "لسان الميزان"(4/ 120).

• أبوصالح = محبوب بن موسى أبوصالح الأنطاكي الفراء (م 231 هـ)، ثقة، صاحب سنة، من العاشرة (دس).

• الفزاري= إبراهيم بن محمد بن الحارث، أبو إسحاق (185 هـ) ثقة، حافظ، له تصانيف، من الثامنة (ع).

• سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفي (م 161 هـ)، ثقة حافظ، فقيه، عابد. إمام حجة، من رءوس الطبقة السابعة ربما يدلس (ع).

• أبوقلابة= عبد الله بن زيد بن عمرو (م 104 هـ)، ثقة، فاضل كثير الإرسال. (ع).

(1)

زيادة في الأصل. تخريجه:

الحديث أخرجه عبد الرزاق في "مصنف"(11/ 127) عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن عمرو بن عبسة به، ومن طريقه أخرجه أحمد في "مسنده" (4/ 114) كما أخرجه الطبراني في "الكبير" وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 59) بعدما نسبه لأحمد والطبراني: رجاله ثقات، وقال في موضع أخر: رجاله رجال الصحيح (3/ 207).

ص: 119

أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: أسلم تسلم قال: وما الإسلام؟ قال: يسلم قلبك لله ويسلم المسلمون من لسانك ويدك. قال: فاي الإسلام أفضل؟ قال: الإيمان.

قال: فما الإيمان؟ قال: تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالبعث بعد الموت.

قال: فأي الإيمان أفضل؟ قال: الهجرة. قال: وما الهجرة؟ قال: أن تهجر السوء.

قال: فاي الهجرة أفضل؟ قال: الجهاد. قال: وما الجهاد؟ قال: أن تجاهد- أو قال: تقاتل- الكفار إذا لقيتهم. وفي رواية سفيان قال: تقاتل العدو إذا لقيتهم ولا تغل ولا تجبن. وفى رواية حماد: ثم لا تغل ولا تجبن. وزاد: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثم عملان هما من أفضل الأعمال إلا من عمل عملا بمثلهما وقال بإصبعيه هكذا السبابة والوسطى: حجة مبرورة أو عمرة مبرورة".

قال: الحليمي

(1)

رحمه الله تعالى: فأبان هذا الحديث أن الإسلام الذي أخبر الله عز وجل أنه هو الدين عنده بقوله

(2)

: {إِن الدّينَ عِنْدَ اللَّهِ الأسْلَامُ} وهو وقوله

(3)

: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}

وقوله

(4)

: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيِناً} ينتظم الاعتقاد والأعمال الظاهرة ث لأن قوله: "الإسلام أن يسلم قلبك لله"

(5)

، إشارة إلى تصحيح الاعتقاد. وقوله:"أن يسلم المؤمنون من لسانك ويدك " إشارة إلى تصحيح المعاملات الظاهرة. ثم صرح بذلك فأخبر أن الإيمان أفضل الإسلام وفسره بانه الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث أراد أن الإيمان بالغيب أفضل من الإيمان بما يشاهد ويرى وهذا موافق لقول الله عز وجل: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}

(6)

، مدحا لهم وثناء عليهم ثم أبان أن الاعتقاد وعامة الأعمال

(1)

راجع "المنهاج"(1/ 45 - 46).

(2)

ال عمران (3/ 19).

(3)

ال عمران (3/ 85).

(4)

المائدة (5/ 3).

(5)

سقط من (ن) هو في المنهاج.

(6)

سورة البقرة (2/ 3).

ص: 120

إيمان فقال: "أفضل الإيمان الهجرة" ثم فرع الهجرة فدل ذلك على أن الطاعات كلها إيمان كما هي إسلام وأن الإسلام هو الإذعان لله عز وجل سواء وقع بامر باطن أو بأمر ظاهر بعد أن يكون الأمران مما رضي اللّه تعالى لعباده أن يتقربوا به إليه.

[23]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبوالعباس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري، حدثنا ابن نمير، عن الأعمش.

وأخبرنا أبو عبد الله أخبرني أبوالنضر محمد بن يوسف الفقيه، حدثنا معاذ بن نجدة القرشي، حدثنا خلاد بن يحيي، حدثنا سفيان، عن منصور والأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود قال: "قال رجل يا رسول اللّه أيؤاخذ الله الرجل بما عمل في

[23] إسناده: فيه من تكلم فيه.

• أبوالعباس محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان النيسابوري الأصم (م 346 هـ) وكان يكره أن يقال له الأصم. كان محدث عصره، لم يختلف أحد في صدقه وصحة سماعاته، سمع منه الَاباء والابناء والأحفاد، وكفاه شرفاً أن يحدث طول تلك السنين ولا يجد أحد فيه مغمزاً بحجة. راجع "السير"(15/ 452 - 460)، "التذكرة"(3/ 860 - 864)،"الوافي"(5/ 223)، "شذرات"(2/ 373 - 374).

• الحسن بن علي بن عفان العامري، أبو محمد الكوفي (م 270 هـ)، صدوق، من الحادية عشر (دهـ).

• ابن نمير = عبد الله بن نمير، أبوهشام الكوفي (م 199 هـ) ثقة، صاحب حديث، من أهل السنة، من كبار التاسعة (ع).

• معاذ بن نجدة الهروي (م 282 هـ) قال الذهبي: صالح الحال، تكلم فيه. (الميزان 4/ 133).

• خلاد بن يحيى بن صفوان السلمي، أبو محمد الكوفي (م 213 هـ أو بعدها) صدوق، رمي بالإرجاء وهو من كبار شيوخ البخاري. من التاسعة (خ د ت).

وسفيان هو الثوري، ومنصور هو ابن المعتمر بن عبد الله بن ربيعة السلمي، أبو عتاب (بمثلثة ثقيلة ثم موحدة) الكوفي (م 132 هـ)، ثقة ثبت، وكان لا يدلس.

أبو وائل= شقيق بن سلمة الأسدي، الكوفي. ثقة. مخضرم. مات في خلافة عمر بن عبد العزيز وله مائة سنة (ع).

ص: 121

الجاهلية؟ قال: من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء في الإسلام أخذ با لأول والآخر". لفظ حديث أبي النضر، رواه البخاري في الصحيح

(1)

عن خلاد بن يحيي. ورواه مسلم

(2)

، عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه.

(1)

في "استتابة المرتدين"(8/ 49) ورواه أحمد عن يحيى عن سفيان به (1/ 429).

(2)

في الإيمان (1/ 111 رقم 190) وأخرجه من طريق جرير عن منصور عن أبي وائل به (رقم 189). وأخرجه ابن ماجه في الزهد (2/ 1417 رقم 4242) عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه. وأخرجه الدارمي في المقدمة (1/ 2) وأحمد في "مسنده"(1/ 379، 431، 462) والطيالسى في "مسنده"(ص 34) والحميدي في "مسنده"(1/ 61) وأبو عوانة في "صحيحه"(1/ 71) من طريق الأعمش عن أبي وائل به، كما أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار"(1/ 211) من طريق سفيان عن منصور والأعمش به. وأخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان" عن محمد بن يعقوب، ثنا الحسن بن علي به (2/ 496) كما أخرجه من طريق خلاد بن يحيى (2/ 497) ومن طرق عن منصور به (2/ 497 - 498)، وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" عن معمر عن جرير به (10/ 454) ومن طريقه أخرجه أحمد في "مسنده"(1/ 409) كما أخرجه عن جرير عن منصور به (1/ 379).

وقال ابن حجر في شرح الحديث:

قوله "ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر" قال الخطابي: ظاهره خلاف ما أجمعت عليه الأمة أن الإسلام يَجُبُّ ما قبله. وقال تعالي: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} . (8/ 38). قال: ووجه هذا الحديث أن الكافر إذا أسلم لم يؤاخذ بما مضى، فإن أساء في الإسلام غاية الإساءة، وركب أشد المعاصي، وهو مستمر على الإسلام، فإنه إنما يؤاخذ بما جناه من المعصية في الإسلام، ويبكت با كان منه في الكفر كأن يقال: ألست فعلت كذا وأنت كافر، فهلا منعك إسلامك عن معاودة مثله؟ انتهى ملخصا. وحاصله أنه أول المؤاخذة في الأول بالتبكيت وفي الآخر بالعقوبة. والأولى قول غيره أن المراد بالإساءة الكفر لأنه غاية الإساءة وأشد المعاصي، فاذا ارتد ومات على كفره كان كمن لم يسلم، فيعاقب على جميع ما قدمه. ونقل ابن بطال عن المهلب قال: معنى حديث الباب: من أحسن في الإسلام بالتمادي على محافظته، والقيام بشرائطه، لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية. ومن أساء في الإسلام أي في عقده بترك التوحيد أخذ بكل ما أسلفه. قال ابن بطال: فعرضته على جماعة من العلماء فقالوا لا معنى لهذا الحديث غير هذا، لا تكون الإساءة هنا إلا الكفر للإجماع على أن المسلم لا يؤاخذ بما عمل في الجاهلية وبه جزم المحب الطبري. ثم قال ابن حجر: ثم وجدت في =

ص: 122

قال الحليمي

(1)

رحمه الله تعالى: وهذا على

(2)

أن الطاعات في الإيمان إيمان وأن المعاصي في الكفر كفر، فإذا أسلم الكافر أحبط إسلامه كفره فإن أحسن في الإسلام أحبط طاعته تلك العاصي التي قدمها في حال كفره وإن لم يحسن في الإسلام بقيت تلك العاصي بحالها لم يجد ما يحبطها فأخذ بإساءته في الإسلام وفيما قبله؟ وبسط الكلام في شرح ذلك ولا يلزم على هذا إلزامه قضاء ما ترك من صوم وصلاة لأنه إن صام وصلى بعد ما أسلم سقط عنه ما ترك في الكفر بدلالة الحديث، وإن لم يصل ولم يصم أمر بهما وحمله على ذلك حمل له على ما إذا فعله سقط عنه ما مضى.

[24]

أخبرنا أبو جعفر كامل بن أحمد المستملي وأبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة

= كتاب "السنة" لعبد العزيز بن جعفر وهو من رءوس الحنابلة ما يدفع دعوة الخطابي وابن بطال الإجماع الذي نقلاه، وهو ما نقل عن الميموني عن أحمد أنه قال: بلغني أن أبا حنيفة يقول: إن من أسلم لا يؤاخذ بما كان في الجاهلية، ثم رد عليه بحديث ابن مسعود ففيه أن الذنوب التي كان الكافر يفعلها في جاهليته إذا أصر عليها في الإسلام، فإنه يؤاخذ بها لأنه بإصراره لا يكون تاب منها، وإنما تاب من الكفر فلا يسقط عنه ذنب تلك المعصية لإصراره عليها، والي هذا ذهب الحليمي من الشافعية. وتأول بعض الحنابلة قوله:{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} على أن المراد ما سلف مما انتهوا عنه. قال: والاختلاف في المسألة مبني على أن التوبة هي الندم على الذنب مع الإقلاع عنه والعزم على عدم العود إليه. والكافر إذا تاب من الكفر ولم يعزم على عدم العود إلى الفاحشة لا يكون تائبًا منها فلا تسقط عنه المطالبة بها.

والجواب عن الجمهور أن هذا خاص بالمسلم، وأما الكافر فإنه يكون بإسلامه كيوم ولدته أمه، والأخبار دالة على ذلك، كحديث أسامة و أنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم قتل الذي قال لا إله إلا الله حتى قال في آخره: حتى تمنيت أنني كنت أسلمت يومئذ، انتهى كلام الحافظ ملخصاً، راجع فتح الباري (12/ 266 - 267).

قلت: كلام الحليمي يدل على أنه يذهب إلى أنه لا بد لمحو السيئات من عمل الحسنات، فالذي أسلم ولم يعمل حسنة، تبقى سيئاته لأنه لم يوجد ما يمحوها، فتأمل.

(1)

راجع "المنهاج"(1/ 50 - 52).

(2)

وفي (ن)"وعلى هذا".

[24]

إسناده: فيه من لم أعرف حاله ومعظم رجاله رجال الصحيح.

• كامل بن أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر العزايمي، النيسابوري، أبو جعفر (405 هـ) مشهور، حافظ، بارع في الروايهَ، كثير الشيوخ والسماع والاستملاء، له معرفة بالنحو،=

ص: 123

قالا: أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي، حدثنا الحسن بن علي بن زياد السري، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء ابن يسار، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إذا أسلم العبد فحسن إسلامه كفر اللّه عنه كل سيئة (كان)

(1)

زلفها وكتب اللّه له كل حسنة كان زلفها ثم كان القصاص الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عز وجل" أخرجه البخاري في الصحيح

(2)

فقال: وقال مالك فذكره.

= راجع "المدخل"(38 نقلاً عن المنتخب من السياق 127/ ب).

• أبو العباس محمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي (م 354 هـ) أخو الإمام أبي بكر أحمد وهو أكبر سنًا منه لزم الفتوة إلى آخره، قال الحاكم: كان الشيخ (أبوبكر) ينهانا عن القراءة عليه ولما كان يتعاطاه ظاهراً، لا لحرج في سماعه، راجع "السير"(15/ 489) و "الأنساب"(8/ 276 - 277).

• الحسن بن علي بن زياد السري، ذكره ابن ماكولا في "الإكمال"(4/ 569) روى عنه أبوبكر إسحاق الصبغي النيسابوري.

• إسماعيل بن أبي أويس عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، أبو عبد الله (م 226 هـ) ابن أخت مالك الإمام ونسيبه، صدوق، أخطأ في أحاديث من حفظه، من العاشرة (خ م ت هـ).

• مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، أبو عبد الله (م 179 هـ)، إمام دار الهجرة، رأس المتقنين وكبير المثبتين، الفقيه المحدث، قال البخاري: أصح الأسانيد كلها: مالك عن نافع عن ابن عمر، من السابعة (ع).

• زيد بن أسلم العدوي، مولى عمر (م 136 هـ)، ثقة، عالم، وكان يرسل، من الثالثة (ع).

• عطاء بن يسار الهلالي، أبو محمد المدني مولى ميمونة (م 94 هـ)، ثقة فاضل، صاحب مواعظ وعبادة، من صغار الثالثة، (ع).

(1)

زيادة من صحيح البخاري.

(2)

تعليقَا كما أشار إليه المؤلف- في الإيمان (1/ 15).

• وقال الحافظ ابن حجر: وقد وصله الحسن بن سفيان والبزار والإسماعيلي"الدارقطني في غرائب مالك والبيهقي في "الشعب" من طرق عن مالك به "فتح الباري" (1/ 99)، وأخرجه النسائي من طريق صفوان بن صالح: حدثنا الوليد قال حدثنا مالك عن زيد به (8/ 105). (قلت): لم يذكر البخاري في روايته كتابة الحسنات المتقدمة قبل الإسلام، قال الحافظ ابن حجر: وقد ثبت في جميع الروايات ما سقط في رواية البخاري وهو كتاب =

ص: 124

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الحسنات المتقدمة قبل الإسلام، وقوله:"كتب الله" أي أمر أن يكتب. وللدارقطني من طريق زيد بن شعيب عن مالك بلفظ: "يقول الله لملائكته اكتبوا"، فقيل: إن المصنف أسقط ما رواه غيره عمداً لأنه مشكل على القواعد، وقال المازري: الكافر لا يصح منه التقرب، فلا يثاب على العمل الصالح المصادر منه في شركه، لأن من شرط المتقرب أن يكون عارفًا لمن يتقرب إليه، والكافر ليس كذلك. وتابعه القاضي عياض على تقرير هذا الإشكال، واستضعف ذلك النووي فقال: الصواب الذي عليه المحققون- بل نقل بعضهم فيه الإجماع- أن الكافر إذا فعل أفعالاً جميلة كالصدقة وصلة الرحم ثم أسلم ومات على الإسلام أن ثواب ذلك يكتب له. أما دعوى أنه مخالف للقواعد فغير مسلم لأنه قد يعتد ببعض أفعال الكافر في الدنيا ككفارة الظهار فإنه لا يلزمه إعادتها إذا أسلم وتجزئه، انتهى كلام النووي.

• قال ابن حجر: والحق أنه لا يلزم من كتابة الثواب للمسلم في حال إسلامه تفضلاً من الله وإحساناً أن يكون ذلك لكون عمله المصادر منه في الكفر مقبولاً، والحديث إنما تضمن كتابة الثواب ولم يتعرض للقبول، ويحتمل أن يكون القبول يصير معلقاً على إسلامه، فيقبل ويثاب إن أسلم والا فلا. وهذا قوي، وقد جزم بما جزم به النووى- إبراهيم الحربي وأبن بطال وغيرهما من القدماء، والقرطبي وابن المنير من المتأخرين.

• قال ابن المنير: المخالف للقواعد دعوى أن يكتب له ذلك في حال كفره، وأما أن الله يضيف إلى إحسانه في الإسلام ثواب ما كان صدر منه مما كان يظنه خيَرا، فلا مانع منه كما لو تفضل عليه ابتداء من غير عمل، وكما يتفضل على العاجز بثواب ما كان يعمل وهو قادر، فإذا جاز أن يكتب له ثواب ما لم يعمل البتة جاز أن يكتب له ثواب ما عمله غير موفى الشروط.

• وقال ابن بطال: لله أن يتفضل على عباده بما شاء، ولا اعتراض لأحد عليه. واستدل غيره بان من آمن من أهل الكتاب، يؤتى أجره مرتين، كما دل عليه القرآن والحديث الصحيح، وهو لو مات على إيمانه الأول، لم ينفعه شيء من عمله الصالح، بل يكون هباء منثوراً، فدل على أن ثواب عمله الأول يكتب له مضافَا إلى عمله الثاني، وبقوله صلى الله عليه وسلم لما سألته عائشة عن ابن جدعان وما كان يصنعه من الخير هل ينفعه؟ فقال:"إنه لم قل يوماً رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين" فدل على أنه لو قالها بعد أن أسلم نفعه ما عمله في الكفر، "فتح الباري"(1/ 99 - 100).

• قال الألباني معلقاً على هذا الكلام: وهذا هو الصواب الذي لا يجوز القول بخلافه لتضافر الأحاديث على ذلك، ولهذا قال السندي في حاشيته على النسائي: وهذا الحديث يدل على أن حسنات الكافر موقوفة، إن أسلم تقبل وإلا ترد، وعلى هذا فنحو قوله تعالى: =

ص: 125

قال: الإمام أحمد رحمه الله أسنده مالك وأرسله

(1)

ابن عيينة.

[25]

أخبرناه أبوالحسين بن بشران، حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا سعدان

= {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ} (24/ 39) محمول على من مات على الكفر، والظاهر أنه لا دليل على خلافه، وفضل اللهَ أوسع من هذا وأكثر فلا استبعاد فيه وحديث الإيمان يَجُبُ ما قبله من الخطايا في السيئات لا في الحسنات.

• قال الألباني: وكذا سائر الآيات الواردة في إحباط العمل بالشرك فإنها كلها محمولة على من مات مشركاً. ويؤيده ما روي عن الزهري وهشام بن عروة كلاهما عن عروة بن الزبير أن حكيم بن حزام أخبره أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي رسول الله أرأيت أموراً كنت أتحنث بها في الجاهلية من صدقة أو عتاقة أو صلة رحم، أفيها أجر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أسلمت على ما أسلفت من خير" أخرجه البخاري في الزكاة (2/ 119) وفي البيوع (3/ 73) وفي العتق (3/ 121) وفي الأدب (7/ 73) ومسلم فى الإيمان (1/ 113 - 114) وأبوعوانة (1/ 72 - 73) وأحمد في "مسنده"(3/ 402)، وانظر و"الصحيحة"(رقم 249،248،247).

(1)

قال ابن حجر: رويناه في الخلعيات، وقد حفظ مالك الوصل فيه وهو أتقن لحديث أهل المدينة من غيره.

• وقال الخطيب: هو حديث ثابت، وذكر البزار أن مالكاً تفرد بوصله "فتح الباري" (1/ 99). [25] إسناده: صحيح.

• أبوالحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، الأموي البغدادي (م 415 هـ)، روى شيئًا كثيراً على سداد وصدق وصحة رواية، كان عدلاً، وقوراً، قال الخطيب: كان تام، المروءة، ظاهر الديانة، صدوقاً ثبتاً. راجع "السير"(17/ 311 - 313)"تاريخ بغداد"(12/ 98)"شذرات"(3/ 203)"تاريخ التراث العربي" فؤاد سزكين (1/ 469).

• إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، أبوعلي (م ا 34 هـ)، الإمام النحوي الأديب، صحب أبا العباس المبرد، وأكثر عنه، له شعر وفضائل، وكان مقدماً في العربية انتهى إليه علو الإسناد. قال الدارقطني: كان ثقة متعصباً للسنة، راجع "السير"(15/ 440)"تاريخ بغداد"(6/ 352 - 4، 3) إنباه الرواة (1/ 211 - 213)"شذرات"(2/ 358).

• سعدان بن نصر بن منصور، أبوعثمان الثقفي البغدادي البزاز (م 265 هـ) وسعدان لقب واسمه سعيد، وقال أبوحاتم: صدوق، وقال الدارقطني: ثقة، مأمون. راجع "السير"(12/ 357)"تاريخ بغداد"(9/ 205)"شذرات"(2/ 149).

• سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي، أبو محمد الكوفي ثم المكي (م 198 هـ)، ثقة، حافظ، فقيه، حجة إلا أنه تغير حفظه في آخرة، وكان ربما دلس لكن عن الثقات، من رءوس الطبقة الثامنة، كان أثبت الناس في عمرو بن دينار (ع).

ص: 126

ابن نصر، حدثنا سفيان بن عيينة، عن زيد بن أسلم سمع عطاء بن يسار يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يقبل الله منه كل حسنة زلفها وكفر عنه كل سيئة زلفها وكان في الإسلام ما كان الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة والسيئة بمثلها أو يمحوها الله

(1)

عز وجل".

‌باب القول في زيادة الإيمان ونقصانه وتفاضل أهل الإيمان في إيمانهم

وهذا يتفرع على

(2)

قولنا في الطاعات إنها إيمان وهو أنها إذا كانت إيمانا كان تكاملها تكمال

(3)

الإيمان وتناقصها تناقص الإيمان، وكان المؤمنون متفاضلين في إيمانهم كما هم يتفاضلون في أعمالهم وحرم أن يقول قائل: إيماني وإيمان الملائكة والنبيين صلوات الله عليهم أجمعين واحد، قال الله عز وجل:{لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ}

(4)

. وقال: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}

(5)

. وقال: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}

(6)

. وقال: {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا}

(7)

. فثبت

(8)

بهذه الآيات أن الإيمان قابل للزيادة و اذا كان قابلا للزيادة فعدمت الزيادة كان عدمها نقصانا على ما مضى بيانه ودلت السنة على مثل ما دل عليه الكتاب.

(1)

سقطت لفظة "الجلالة" من (ن).

(2)

في (ن) والمطبوعة "عن".

(3)

في (ن)"إيمان" و بدون اللام في الموضعين، وسقطت كلمتا "تكامل" و"تناقص" من المطبوعة.

(4)

سورة الفتح (48/ 4).

(5)

الأنفال (8/ 2).

(6)

التوبة (9/ 124).

(7)

سورة المدثر (74/ 31).

(8)

راجع "المنهاج"(1/ 55 وما بعدها).

ص: 127

[26]

أخبرنا أبوطاهر الفقيه، أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص الزاهد، حدثنا السري بن خزيمة

(1)

الأبيوردى، حدثنا عبد الله بن يزيد هو المقرئ، حدثنا سعيد هو ابن أبي أيوب، حدثني محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا".

[27]

وأخبر نا أبوطاهر الفقيه، أخبرنا أبو محمد حاجب بن أحمد الطوسي، حدثنا محمد

[26] إسناده: حسن.

• أبو طاهر الفقيه هو محمد بن محمد بن محمش الزيادي.

• أبو بكر محمد بن عمر بن حفص النيسابوري، السمسار العابد (335 هـ) كان في مكسب عظيم فتركه، واشتغل بالعبادة، والصلاة والتلاوة. راجع "السير"(15/ 376).

(1)

في المطبوعة "حرب".

• محمد بن عجلان المدني (م 148 هـ) صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة. من الخامسة (م 4).

• القعقاع بن حكيم الكناني المدني ثقة، من الرابعة (م-4)، والحديث أخرجه الدارمي (ص 719) عن عبد الله بن يزيد: وكذا أحمد في "مسنده"(2/ 527) وابن أبي شيبة في "مصنفه"(8/ 328، 11/ 28) وفي كتاب الإيمان (ص 21) ومن طريق عبد الله بن يزيد أخرجه الحاكم أيضا (1/ 3)، قال الألباني: هو حسن فإن ابن عجلان أخرج له مسلم متابعة وفيه بعض الكلام. "الصحيحة"(284).

[27]

إسناده: حسن:

• حاجب بن أحمد بن يرحم بن سفيان، أبو محمد الطوسي (م 336 هـ) مسند نيسابور، وثقه ابن منده واتهمه الحاكم وقال: لم يسمع شيئا وهذه كتب عمه، راجع "السير"(15/ 336)، "الأنساب"(9/ 97 - 98)، "لسان الميزان"(2/ 146).

• محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذهلي، النيسابوري (م 258 هـ)، ثقة، حافظ جليل، من الحادية عشرة (خ-4)، وانظر ما جرى له مع الإمام البخاري في "السير"(12/ 453 - 462) ومقدمة "فتح الباري"(490 - 491)، و "تاريخ بغداد"(2/ 30 - 33).

• ويعلى بن عبيد هو الطنافسي (ع).

• محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني (م 145 هـ).

• صدوق له أوهام. من السادسة (ع).

• أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري (م 94 هـ) قيل اسمه عبد الله، وقيل إسماعيل، ثقة، مكثر. من الثالثة (ع).

ص: 128

ابن يحيى الذهلي، حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم

(1)

لنسا ئكم".

قال الحليمي رحمه اللّه تعالى: فدل هذا القول على أن حسن الخلق إيمان وأن عدمه نقصان إيمان وأن المؤمنين متفاوتون في إيمانهم فبعضهم أكمل إيمانا من بعض.

[28]

أخبرنا أبوالحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا الحسن بن على بن عفان، حدثنا ابن نمير، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه قال: أخرج مروان المنبر

(2)

وبدأ بالخطبة قبل الصلاة فقام رجل

(3)

فقال: يا مروان.! خالفت السنة، أخرجت المنبر ولم يكن يخرج،

(1)

"خيركم" في (ن) والمطبوعة.

والحديث أخرجه الترمذي من طريق عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو به (3/ 466) وأحمد في "مسنده"، عن ابن إدريس عن محمد (2/ 250) وعن يحيى بن سعيد عنه به (2/ 472) ومن طريقه أبو داود الشطر الأول فقط (5/ 60)، وابن أبي شيبة في مصنفه (11/ 27)، وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 248) وأخرجه الحاكم من طريق عبد الوهاب عن محمد بن عمرو. وقال: صحيح علي شرط مسلم وواففه الذهبي، وتعقبهما الألباني فقال: إنما هو حسن فقط لأن محمد بن عمرو فيه ضعف يسير وليس هو على شرط مسلم فإنه إنما أخرج له متابعة.

ثم قال: وهو صحيح بطريقه الَاتية وهي عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبي هريرة به. أخرجه ابن حبان (1311 موارد). ورجاله ثقات غير أن المطلب هذا كثير التدليس كما في "التقريب" وقد عنعنه، راجع "الصحيحة"(284).

[28]

إسناده: رجاله ثقات.

• وابن نمير هو عبد اللّه (ع).

• إسماعيل بن رجاء بن ربيعة الزبيدي، أبو إسحاق الكوفي. ثقة، تكلم فيه الأزدي بلا حجة. من الخامسة (م-4).

• وأبو رجاء بن ربيعة الزبيدي، أبوإسماعيل الكوفي. صدوق من الثالثة (م د هـ).

(2)

سقطت كلمة "المنبر" من (ن) والمطبوعة.

(3)

قال النووي في شرح مسلم (2/ 22): جاء في الحديث الآخر الذي اتفق البخاري ومسلم على إخراجه في باب صلاة العيد أن أبا سعيد هو الذي جذب بيد مروان حين رآه يصعد المنبر وكانا =

ص: 129

وبدأت بالخطبة قبل الصلاة. فقال أبو سعيد: من هذا؟ فقالوا: فلان فقال أبو سعيد: قد قضى هذا الذي عليه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من رأى أمرا منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".

أخرجه مسلم في الصحيح

(1)

من حديث الأعمش.

[29]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، حدثنا ابن بكير، حدثنا الليث، عن ابن الهاد، عن عبد الله بن دينار، عن عبد اللّه بن عمر أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار. قالت امرأة منهن.

(2)

وما لنا يا رسول الله؟

= جاءا معا فيحتمل أنهما قضيتان. واليه ذهب ابن حجر فقال: ويدل على التغاير أيضا أن إنكار أبي سعيد وقع بينه وبينه، وانكار الآخر وقع على رءوس الناس. هذا بالإضافة إلا المغايرة الواقعة بين الروايتين ففي رواية رجاء أن مروان أخرج المنبر معه، وفي الرواية الثانية، أن المنبر بني بالمصلى (فتح الباري 2/ 450).

(1)

لم يسق مسلم لفظه بل أحاله على رواية سفيان وشعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب (1/ 69)، وأخرجه الترمذي من حديث طارق بن شهاب (4/ 469) وكذا أحمد (3/ 20، 49، 54، 92) والنسائي (8/ 111 - 112). والمؤلف في "سننه"(6/ 94 - 95) ولم يذكرا القصة، وأخرجه أحمد من طريق الأعمش (3/ 52) وأخرجه أبو داود في الصلاة (1/ 677) وفي الملاحم بدون القصة (4/ 511) وابن ماجه في الإقامة (1/ 406 رقم 1275) وفي الفتن (2/ 1330 رقم 4013) من الطريقين معا وكذا أحمد في "مسنده"(3/ 10)، وأخرجه المؤلف في "سننه"(3/ 296 - 297) وأبو نعيم في "الحلية" من حديث طارق (10/ 27 - 28). وأخرجه ابن منده عن أحمد بن محمد بن زياد ثنا الحسن بن على بن عفان به (2/ 341)، كما أخرجه من طريق إسماعيل بن رجاء عن أبيه وعن طريق طارق بن شهاب معا (2/ 342).

[29]

إسناده: صحيح.

• أحمد بن إبراهيم بن ملحان، أبو عبد الله البلخي ثم البغدادي (م 290 هـ)، صاحب يحيى بن بكير، وثقه الدارقطني، راجع "السير"(13/ 533)"تاريخ بغداد"(4/ 11).

• ابن بكير = يحيي بن عبد الله بن بكير المخزومي مولاهم، المصري (م 231 هـ)، وقد ينسب إلي جده، ثقة في الليث وقد تكلموا في سماعه من مالك. من كبار العاشرة (خ م هـ).

• الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، أبو الحارث المصري (م 170 هـ)، ثقة، ثبت، فقيه، إمام مشهور. من السابعة (ع).

• ابن الهاد = يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي، أبو عبد الله المدني (م 139 هـ)، ثقة، مكثر. من الخامسة (ع).

(2)

وفي المطبوعة "ولم ذاك يا رسول الله"؟.

ص: 130

قال

(1)

: تكثرن اللعن وتكفرن العشير وما رأيت من

(2)

ناقصات عقل ودين أغلب لذي اللب منكن. قالت: يا رسول الله! وما نقصان العقو والدين؟ قال: أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل فهذا نقصان العقل وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين". رواه مسلم في الصحيح

(3)

عن محمد ابن رمح، عن الليث. وأخرجاه

(4)

من حديث أبي سعيد.

[30]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبومنصور محمد بن القاسم العتكي، أخبرنا

(1)

سقط من (ن).

(2)

سقطت "من" من الأصل.

(3)

في الإيمان (1/ 186) كما أخرجه بنفس السند ابن ماجه في "سننه" في الفتن (2/ 1326 رقم 4003)، وأخرجه أبو داود (5/ 59) أحمد (2/ 66 - 67) من طريق أبن الهاد به كما أخرجه إبن أبي عاصم في "السنة"(2/ 463 رقم 955) وهو عند المؤلف في "السنن"(10/ 148) من طريق أحمد بن عبيد الصفار عن ابن ملحان به، وأخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان" عن علي بن محمد ابن نصر ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان حدثنا يحيي بن بكيى عن الليث ومن طرق أخرى عن ابن الهاد به (2/ 657 - 659).

(4)

أخرجه البخاري في كتاب الحيض (1/ 78) وفي الزكاة (2/ 126) مطولا: وفي الصوم (2/ 239) وفي الشهادات (3/ 153) مختصرا. وأخرجه مسلم في الإيمان (1/ 87 رقم 132)، كما أخرجه ابن منده في كتاب الإيمان (2/ 659) والبغوي في "شرح السنة"(1/ 36 - 37)، وأخرجه أحمد مختصرا (3/ 36، 42، 54)، وجاء من حديث أبي هريرة أخرجه مسلم (1/ 88) والترمذي (5/ 10) وأحمد (2/ 373 - 374) وابن أبي عاصم في "كتاب السنة"(2/ 464 رقم 956)، ومن حديث عبد الله بن مسعود أخرجه أحمد (1/ 376، 423، 425، 433، 436)، والحاكم في المستدرك و (4/ 602 - 603)، وصححه ووافقه الذهبي ومن حديث جابر أخرجه مسلم (1/ 603) وأحمد (3/ 318).

[30]

إسناده: صحيح رجاله ثقات.

• محمد بن القاسم بن عبد الرحمن، أبومنصور العتكي النيسابوري (م 346 هـ)، أكثر عه الحاكم وأثنى عليه وقال: كان شيخَا متيقظا فهماَ، صدوقاً، جيد القراءة، صحيح الأصول، راجع "السير"(15/ 529) وفي (ن) والمطبوعة "منصور بن محمد بن القاسم العتكي".

• الفضل بن محمد بن المسيب، أبو محمد الشعراني النيسابوري (م 282 هـ)، عرف بالشعراني لأنه كان يرسل شعره. قال أبو حاتم: تكلموا فيه، قال الحاكم: لم أر خلافَا بين الأئمة الذين سمعوا منه في ثقته وصدقه. وكان أديبًا فقيهًا، عالمًا، عابدًا، كثير الرحلة في طلب الحديث "فهمًا" عارفًا بالرجال، راجع "السير"(13/ 317 - 319)،"التذكرة"(2/ 626)، =

ص: 131

الفضل بن محمد الشعراني، أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني مالك ح.

وأخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن ابن سفيان، حدثنا هارون بن سعيد الأيلي، حدثنا عبد الله بن وهب، حدثني مالك، عن عمرو بن يحمص المازني أخبرني أبي، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "يدخل الله

(1)

أهل الجنة الجنة ويدخل من يشاء برحمته، ويدخل أهل النار النار ثم

= "الميزان"(3/ 358)، "شذرات"(2/ 179)، وفي (ن)"المفضل".

• أبو عمرو محمد بن عبد الله بن أحمد، الرزجاهي (بضم الراء وفتحها وسكون الزاي) البسطامي (م 427 هـ)، العلامة، المحدث، الأديب، الفقيه الشافعي، كتب الكثير، وكان من أهل العام والفضل راجع "السير"(17/ 504)، "الأنساب"(6/ 112) و "طبقات السبكي"(3/ 63)،"شذرات"(3/ 230).

• أبو بكر الإسماعيلي، أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني (م/ 371 هـ)، إمام، حافظ، حجة، صنف تصانيف تشهد له بالإمامة في الفقه والحديث، منها"المستخرج علي الصحيح"، راجع "السير"(16/ 292 - 296)، "تاريخ جرجان"(158 - 116)، "الوافي"(6/ 213)، "التذكرة"(3/ 947 - 951)، "شذرات"(2/ 72 - 75)، "فواد سزكين"(1/ 407).

• الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز ابوالعباس، الشيباني النسوي (م 303 هـ)، الإمام، الحافظ، الثبت، صاحب المسند. وهو من أقران أبي يعلى، ولكن أبو يعلى أعلى إسنادًا منه، وأقدم لقاء. كان محدث خراسان في عصره، مقدما في الثبت والكثرة، والفهم، والفقه، والأدب. قال الحافظ أبو بكر الرازي: ليس للحسن في الدنيا نظير، راجع- "السير"(14/ 157 - 162)"التذكرة"(2/ 703 - ، 705)"الوافي"(12/ 32)"تهذيب ابن عساكر"(4/ 178 - 182)"شذرات"(2/ 241).

• هارون بن سعيد الأيلي (بفتح الهمزة وسكون التحتانية) أبو جعفر (م 253 هـ)، ثقة، فاضل.

من العاشرة (م د س هـ).

• عبد الله بن وهب بن مسلم، أبو محمد، المصري (م 197 هـ)، ثقة، حافظ، فقيه. من التاسعة (ع).

• عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن المازني المدني (م بعد 130 هـ)، ثقة. من السادسة. (ع).

• وأبوه يحيى بن عمارة المازني. ثقة. من الثالثة (ع).

(1)

سقطت لفظة الجلالة من الأصل، غريب الحديث:"حمما" أي فحماً، واحدته حممة كحطمة.

"امتحشوا" بصيغة المعلوم- أي احترقوا- والحمش: احتراق الجلد وظهور العظم. وروي بصيغة المجهول، "الحيا" المطر سمي به لأنه تُحيا به الأرض. "الحبة" بكسر الحاء وتشديد الموحدة - بذور البقول وحب الرياحين. "جانب السيل" المراد أن الغثاء الذي يجيء به السيل يكون فيه الحبة فيقع في جانب الوادي فتصبح من يومها نابتة. وجاء في رواية "حميل السيل" وهو ما يحمله =

ص: 132

يقول: انظروا من وجدتم في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان فاخرجوه فيخرجون منها حمما قد امتحشوا ويلقون في نهر الحياة أو الحيا فينبتون فيه كما تنبت الحبة إلى جانب السيل ألم تروها ثخرج صفراء ملتوية". هذا لفظ حديث ابن وهب

(1)

. رواه البخاري

(2)

في الصحيح، عن ابن أبي أويس ورواه مسلم

(3)

، عن هارون بن سعيد.

قال الحليمي

(4)

رحمه الله تعالى. ووجه هذأ أن يكون في قلب واحد توحيده ليس معه خوف غالب على القلب فيردع

(5)

ولا رجاء حاضر له فيطمع بل يكون صاحبه ساهيا قد أذهلته الدنيا عن الآخرة، فانه إذا كان بهذه الصفة

(6)

انفرد التوحيد في قلبه عن قرائنه

(7)

التي لوكانت لكانت أبوابا من الإيمان تتكثر بالتوحيد ويتكثر التوحيد بها، إذ

(8)

كانت تصديقا والتصديق من وجه واحد أضعف من التصديق من وجوه كثيرة، فإذا كانت ذلك خف وزنه داذا تتابعت شهاداته ثقل وزنه.

= السيل. وفي رواية أخرى "حمئة السيل"(بالحاء والميم والهمزة ثم هاء) وهو ما تغير لونه من الطين وخص بالذكر لأنه يقع فيه النبت غالبا. قال ابن أبي جمرة: فيه إشارة إلى سرعة نباتهم، لأن الحبة أسرع في النبات من غيرها، وفي السيل أسرع لما يجتمع فيه من الطين الرخو الحادث مع الماء مع ما خالطه من حرارة الزبل المجذوب معه. راجع "فتح الباري"(11/ 458).

(1)

في المطبوعة "وهيب".

(2)

في الإيمان (1/ 11) ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 405 رقم 842).

(3)

في الإيمان (1/ 172)، وأخرجه هو والبخاري في "الرقاق"(7/ 302) وفي "التوحيد"(8/ 181 - 185) من طرق أخرى. كما أخرجه أحمد (3/ 56). وأخرجه ابن منده في كتاب الإيمان من طريق عبد الله بن وهب (3/ 784 رقم 820) ومن طريق ابن أبي أويس (رقم 821) عن مالك، ومن طرق أخرى عن يحيي بن عمرو به (3/ 785 - 786) والبغوي في "شرح السنة"(15/ 190) ومن طريق الفضل بن محمد الشعراني. وأبو نعيم في الحلية عن سليمان بن أحمد- وهو الطبراني- حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي حدثنا إسماعيل به، وقال أبو نعيم: غريب من حديث مالك تفرد به إسماعيل وعبد الله بن وهب (6/ 350).

(4)

راجع "المنهاج"(1/ 107 وما بعدها).

(5)

كذا في الأصل. وردعه عن الأمر: كفه. وفي (ن) والمطبوعة "فنروع" وراعه الأمر: أفزعه.

(6)

سقطت كلمة "الصفة" من الأصل.

(7)

في المطبوعة "قرابته التي لو كانت لكلمت".

(8)

في الأصل. و (ن)"إذا".

ص: 133

وله وجه آخر وهو أن يكون إيمان واحد في أدنى مراتب اليقين

(1)

حتى إن شكك

(2)

يشكك، و ايمان آخر في أقصى غايات اليقين فهذا يثقل وزنه والأول يخف وزنه.

وله وجه آخر: وهو أن يكون إيمان واحد ناشئا عن استدلاو قوي ونظر كامل و ايمان آخر واقع عن الخبر، والركون إلى المخبر به على ما نذكره فيكون الأول أثقل وزنا والثاني أخف وزنا وهذا الخبر

(3)

يدل علْى تفاوت الناس في إيمانهم.

قال الإمام أحمد

(4)

رحمه الله تعالى: وقد روي عن عبد الرحمن بن بزرج قال: سمعت أباهريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أخاف على أمتي إلا ضعف اليقين".

[31]

أخبرنا

(5)

علي بن أحمد بن عبدان، حدثنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا أحمد بن بشر المرثدي، حدثنا أحمد بن عيسى، حدثنا عبد الله بن وهب، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن عبد الرحمن بن بزرج

فذكره وهذا أيضا يدل على تفاوتهم في اليقين.

أما قوله عز وجل

(6)

: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ ديِنَكُمْ). (وما ورد في معناه فإنه لا

(1)

في المطبوعة "أدنى مراتب أن شكك".

(2)

كذا في (ن) والمطبوعة وهو الأصح. وفي الأصل "تشكك".

(3)

يعني حديث أبي سعيد المذكور.

(4)

في الأصل "قال الحافظ أبو عبد الله البيهقي".

[31]

إسناده: لا بأس به.

(5)

في (ن)"أخبرناه".

• أحمد بن بشر بن سعد، أبو علي المرثدي (م 286 هـ)، وثقه ابن المنادي، راجع" تاريخ بغداد"(4/ 54)"والأنساب"(12/ 185).

• أحمد بن عيسى بن حسان المصري، يعرف بابن التستري (م 243 هـ)، صدوق تكلم في

بعض سماعاته. قال الخطيب. بلا حجة. من العاشرة (خ م س هـ).

• عبد الرحمن بن بزرج (بفتح الموحدة وضم الزاي وسكون الراء المهملة)، الفارسي، مولى أم

حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، يروي عن أبي هريرة. روى عنه سعيد بن أبي أيوب. قاله ابن

يونس، (الإكمال 1/ 256) وراجع "الجرح والتعديل"(5/ 216). وفي (ن) والمطبوعة "عبد الرحمن بن برزخ" والحديث أخرجه الطبراني في الأوسط، وقال الهيثمي: رجاله ثقات (1/ 107)، وقال الألباني: ضعيف (ضعيف الجامع الصغير 4989).

(6)

سورة المائدة (5/ 3).

ص: 134

يمنع من قولنا بزيادة الإيمان ونقصانه لأن معنى قوله {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}

(1)

أي أكملت لكم وضعه فلا أفرض عليكم من بعد ما لم أفرضه

(2)

عليكم إلى اليوم، ولا أضع عنكم بعد اليوم ما قد فرضته قبل اليوم فلا تغليظ من الآن ولا تخفيف ولا نسخ ولا تبديل، وليس معناه أنه أكمل لنا ديننا من قبل أفعالنا لأن ذلك لوكان كذلك لسقط عن المخاطبين بالآية الدوام على الإيمان ة لأن الدين

(3)

قد كمل وليس بعد الكمال شيء فإذا كان الدوام على الإيمان مستقبلا وهو إيمان فكذلك الطاعات الباقية التي تجب شيئا فشيئا كلها إيمان، والكمال راجع إلى إكمال الشرع والوضع لا إلى إكمال أداء المؤدين له وقيام

(4)

القائمين به والله أعلم.

[32]

أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محبوب الدهان، أخبرنا الحسين بن محمد بن هارون، حدثنا أحمد بن محمد بن نصر، حدثنا يوسف بن بلال، حدثنا محمد بن

(1)

العبارة بين العلامتين سقطت من (ن) والمطبوعة.

(2)

في (ن) والمطوعة "ما لم أفرضه اليوم".

(3)

في ا لأصل "الإيمان".

(4)

في (ن) والمطوعة "القيام".

[32]

إسناده: ضعيف.

• محمد بن عبد الرحمن بن محبوب الدهان، ورد اسمه فيمن روى عنه البيهقي، (م 403 هـ)، راجع "المدخل"(ص 45) نقلاً عن "المنتخب من السياق"(4 / ب).

• الحسن بن محمد بن هارون.

• وأحمد بن محمد بن نصر.

• ويوسف بن بلال. لم أجدهم.

• محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل السدي (بضم المهملة و تشديد الدال)، الصغير، كوفي متهم بالكذب. من الثامنة. قال البخاري: لا يكتب حديثه البتة. وهو صاحب الكلبي. راجع "الميزان"(4/ 32 - 33).

• الكلبي هو محمد بن السائب بن بشر، أبو النفر الكوفي، (م 46 اهـ)، النسابة، المفسر، متهم بالكذب، ورمي بالرفض، من السادسة (ت)، قال الذهبي: لا يحل ذكره في الكتب فكيف. الاحتجاج به! راجع "الميزان"(3/ 556 - 559).

• أبو صالح = باذام ويقال باذان، تابعي مولى أم هانئ، ضعيف، مدلس، من الثالثة (4)، قال ابن عدي: عامة ما يرويه تفاسير و ما أقل ما له من المسند ويروي في التفسير ما لم يتابعه أهل التفسير عليه. وقال ابن معين: إذا روى عنه الكلبى فليس بشيء. راجع "الميزان"(1/ 296)، وانظر "الكامل لابن عدي"(2/ 501 - 504)، والأثر ذكره السيوطي في "الدر المنثور". (3/ 16) برواية المؤلف.

ص: 135

مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في هذه الآية:{الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ} يقول: يئس أهل مكة أن ترجعوا إلى دينهم عبادة الأوثان أبدا {فَلَا تَخْشَوْهُمْ} و في اتباع محمد صلى الله عليه وسلم {وَاخْشَوْنِ} في عبادة الأوثان وتكذيب محمد صلى الله عليه وسلم فلما كان واقفا بعرفات نزل عليه جبريل عليه السلام وهو رافع يده والمسلمون يدعون الله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيَنَكُمْ} .

يقول: حلالكم وحرامكم فلم ينزل بعد هذا حلال ولا حرام {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} قال: منتي فلم يحج معكم مشرك (وَرَضِيتُ)

(1)

يقول: واخترت {لَكُمُ الأسْلَامَ ديناً} ثم مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية إحدى وثمانين يوما ثم قبضه الله تعالى إليه والى رحمته.

[33]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبوالحسين علي بن عبد الرحمن بن عيسى الدهقان بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري، حدثنا جعفر بن عون، عن أبي العميس، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب أن رجلا من اليهود قال لعمر: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرءونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا! قال: أي آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكمَلْتُ لَكُمْ دينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأسْلَامَ دينًا}

(2)

فقال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت

(1)

في (ن)"ورضيت لكم الإسلام دينًا".

[33]

إسناده: رجاله ثقات.

• أبو الحسين، علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن زيد بن ماتي، الكوفي (347 هـ)، قال الخطيب: كان ثقة، راجع "السير". (15/ 566)"تاريخ بغداد"(12/ 32)"شذرات"(2/ 272)، وفي الأصل (أبو الحسين بن علي) وهو خطأ.

• جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث المخزومىِ. (م 206 هـ)، صدوق، من التاسعة (ع).

• أبوالعميس (بمهملتين مصغرا) - عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله-بن مسعود الهذلي الكوفي. ثقة، من السابعة (ع).

• قيس بن مسلم الجدلى (بفتح الجيم)، أبو عمرو الكوفي (م 120 هـ)، ثقة، رمي بالإرجاء، من السادسة (ع).

(2)

المائدة (5/ 3).

ص: 136

فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات يوم جمعة. رواه البخاري في الصحيح

(1)

عن الحسن بن الصباح. ورواه مسلم

(2)

عن عبد بن حميد كلاهما، عن جعفر بن عون.

وذهب بعض من قال بزيادة الإيمان

(3)

ونقصانه إلى أنه إذا ارتكب معصية فإنها تحبط مما يقدمها من الطاعات بقدرها، وحتى ارتقى بعضهم إلى أصل الإيمان غير أنه لا يقول بالتخليد

(4)

، وأمره موكول إلى الله تعالى إن شاء عفا عنه برحمته (أو بشفاعة الشافعين وإن شاء عاقبه بذنوبه ثم أدخله الجنة برحمته)

(5)

. واحتجِ بعض من قال بقولهم بقول الله عز وجل

(6)

: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ

} الآية.

إنما أراد بذلك أن رفع الصوت فوق صوته يقع معصية فيخرج إيمان الرافع ويحبط بعض عمله واحتج أيضا بقوله

(7)

: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} .

قال: الحليمي

(8)

رحمه الله تعالى: وقد يخرج هذا على غير ما قاله المحتج به، وهو أن يكون المعنى لا يحملنكم أيها المهاجرون هجرتكم معه ولا أيها الأنصار إيواؤكم إياه على أن تضيعوا حرمته وترفعوا أصواتكم فوق صوته فتكونوا بذلك صارفين

(9)

(1)

في الإيمان (1/ 16) ورواه من طريق سفيان الثوري عن قيس بن مسلم به في "المغازي"(5/ 127) وفي "التفسير"(5/ 186) وأخرجه في الاعتصام عن الحميدي عن سفيان هو ابن عيينة- عن مسعر وغيره عن قيس بن مسلم به (8/ 137) وقال: سمع سفيان من مسعر ومسعر قيسًا وقيس طارقًا، وهو في "مسند الحميدي"(1/ 19).

(2)

في التفسير (3/ 2313) وأخرجه من طريق أخرى عن قيس به، كما أخرجه الترمذي في التفسير (5/ 250) والنسائي في المناسك (5/ 251) وفي الإيمان (8/ 114) وأحمد في "مسنده"(1/ 28) ومن طريقه الواحدي في "أسباب النزول"(182) وأخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان" من طريق جعفر بن عون عن أبي العميس به (2/ 364) وابن جرير الطبري في "تفسيره"(6/ 82).

وأخرجه المصنف في "سننه" عن أبي منصور المظفر بن محمد بن أحمد الحسيني إملاء حدثنا علي بن

عبد الرحمن به (5/ 118).

(3)

سقط من الأصل.

(4)

في المطبوعة "بالتخليق".

(5)

العبارة بين القوسين ساقط من (ن) والمطبوعة.

(6)

الحجرات (49/ 2).

(7)

البقرة (2/ 264).

(8)

راجع "المنهاج"(1/ 72).

(9)

في (ن)"صادقين على".

ص: 137

ما تقدم منكم من الهجرة والإيواء والنصرة من ابتغاء وجه الله به إلى غرض غيره ووجه سواه فلا تستوجبوا به مع ذلك أجرا.

ويخرج

(1)

على وجه آخر وهو أن يقال: {وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ}

(2)

فإن ذلك قد يبلغ بكم حد الإزراء به والاستخفاف له فتكفروا وتحبط أعمالكم إلا أن تتوبوا وتسلموا وكذلك قوله

(3)

: {لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَن وَالْأَذَى} فليس على أن المن يحبط الصدقة وإنما وجهه أن

(4)

الصدقة يبتغى بها وجه الله، تعالى جده، وهو المأمول منه ثوابها، فإذا مَنَّ المتصدق على السائل وآذاه بالتعيير فقد صرفها عن ابتغاء

(5)

وجه اللّه بها إلى وجه السائل، فحبط أجره عند الله لهذا (و) وصلت عند المتصدق عليه مع ذلك ث لأنه إن كان حباه فقد أذاه وإن كان

(6)

أعطاه فقد أخزاه

(7)

ولو كان ذلك على معنى إفساد الطاعة بالمعصية لم يختص بالبطلان صدقته.

وبسط الكلام فيه إلى أن قال: وإن من الطعن على هذا القول أن سيئات المؤمن متناهية الجزاء وحسناته ليست بمتناهية، لأن مع ثوابه الخلود في الجنة فلا يتوهم أن تكون التبعة المتناهية التي يستحقها المؤمن بسيئة تأتي على ثواب حسنة لا نهاية له، فأما قول النبي صلى الله عليه وسلم

(8)

: "من اقتنى كلبا إلا كلب صيد

(1)

المرجع المذكور.

(2)

سورة الحجرات (49/ 2).

(3)

سورة البقرة (2/ 264).

(4)

في المطبوعة "وجهه ابتغاء وجه الله".

(5)

في المطبوعة "ابتغاء السائل".

(6)

في ا لأصل "أعطى".

(7)

في (ن)"أجزأه".

(8)

روي بهذا اللفظ من حديث ابن عمر أخرجه البخاري في الصيد والذبائح من رواية عبد الله بن دينار وسالم ونافع عنه (6/ 219 - 220)، وفي رواية سالم "من أجره" وأخرجه مسلم من طرق عنه في المساقاة (2/ 1201 - 1202 ح 50 - 56)، وأخرجه الترمذي في الصيد (4/ 78)، والنسائي في الصيد والذبائح (7/ 187 - 189)، والدارمي في الصيد (ص 486)، ومالك في "الموطأ"(2/ 969)، وأحمد في "مسنده"(2/ 4/8/ 37،،47، 60، 101، 103، 156) والحميدي في "مسنده"(2/ 283 أحاديث 632، 633)، والبغوي في "شرح السنة"(11/ 208)، وابن أبي شيبة في "مصنفه"(5/ 408، 14/ 258)، وهو عند المؤلف في "السنن"(6/ 9). ومن حديث أبي هريرة بزيادة "وزرع"، أخرجه البخاري في المزارعة (3/ 67)، وفي بدء الخلق (4/ 101)،=

ص: 138

أو ماشية

(1)

فإنه يَنْقُص من عمله كل يوم قيراطان" (فإنما هو على معنى أنه ينقص من أجر عمله كل يوم قيراطان)

(2)

وهو في أكثر الرواية

(3)

، عن أبن عمر في هذا الحديث "من أجره" وفي بعضها "من عمله".

قال الحليمي

(4)

: و

(5)

هو على معنى أنه يحرم لأجل هذه السيئة بعض ثواب عمله ولسنا ننكر جواز أن يحرم الله تعالى المؤمن بعض جزاء إحسانه

(6)

ويقلل ثوابه لأجل سيئة أو سيئات تكون منه وإنما أنكرنا قول من يقول: إن السيئة قد تحبط الطاعة أو توجب

(7)

إبطال ثوابها أصلا، وذلك أنه لم يأت به كتاب ولا خبر ولا يمكن أن يكون مع ثبوت الخلود للمؤمنين في الجنة والله تعالى أعلم.

قال الإمام أحمد

(8)

رحمه الله: وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم

(9)

: "أتدرون ما المفلس؟

= ومسلم في المساقاة (2/ 1203 أحاديث 57 - 60) كما أخرجه الترمذي (4/ 79)، والنسائي (7/ 189)، وابن ماجه (2/ 1069 رقم 3204)، كلهم في الصيد، وابن أبي شيبة في "مصنفه"(5/ 409، 14/ 208) والمؤلف في "السنن"(1/ 251). ومن حديث سفيان بن أبي زهير.

أخرجه البخاري في المزارعة (3/ 67)، وفي بدء الخلق (4/ 101)، ومسلم في المساقاة (2/ 1204 رقم 61). كما أخرجه النسائي (7/ 188)، وابن ماجه (2/ 1069 رقم 3206)، والدارمي (ص 486)، ومالك في" الموطأ"(2/ 969)، وأحمد في" مسنده"(5/ 219 - 220)، وابن أبي شيبة في "مصنفه"(5/ 409، 14/ 208)، والمؤلف في "السنن"(6/ 10). ومن حديث عبد الله بن مغفل. أخرجه الترمذي (4/ 80)، والنسائي (7/ 188)، وابن ماجه (2/ 1069 رقم 32005)، والبغوي في "شرح السنة"(11/ 208).

(1)

في المطبوعة "ما أشبه".

(2)

سقطت العبارة بين العلامتين من (ن) والمطبوعة.

(3)

لم يرد قوله "من أجره" إلا في حديث ابن عمر من رواية الزهري عن سالم عند البخاري، ومن روايته ورواية أبي الحكم عند مسلم، أما رواية نافع وعبد الله بن دينار عندهما ورواية حنظلة بن أبي سفيان عند مسلم ففيها "من عمله"، نعم وروي بكلا اللفظين عنه في رواية هؤلاء جميعًا عند أحمد وغيره. وفسر قوله "من عمله" أي من أجر عمله.

(4)

راجع "المنهاج"(1/ 73)، وانظر ما ذكره الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(5/ 6 - 7).

(5)

في (ن) والمطبوعة "وإنما هو".

(6)

في المطبوعة "حسناته".

(7)

في (ن)"يوجب".

(8)

في الأصل "قال الإمام الحافظ أبو عبد الله البيهقي رحمه الله".

(9)

سيأتي تخريجه والكلام عليه في فصل القصاص من المظالم و في الثامن من شعب الإيمان.

ص: 139

قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع قال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وياتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار". فهذا إنما احتج به من قال بإحباط السيئة الحسنة.

ووجهه عندي والله أعلم: أنه يعطى خصماؤه من أجر حسناته ما يوازي عقوبة سيئاته فإن فنيت حسناته أي

(1)

أجر حسناته الذي

(2)

قوبل بعقوبة سيئاته أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار حتى يعذب بها إن لم يغفر له حتى إذا انتهت عقوبة تلك الخطايا رد إلى الجنة بما كتب له من الخلود ولا يعطي خصماؤه ما زاد من الأجر على ما قابل عقوبة سيئاته لأن ذلك فضل من الله تعالى يخص به مو وافى القيامة مؤمنا والله تعالى أعلم.

[34]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، حدثنا يحيي بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن

(1)

في (ن) و المطبوعة "يعني".

(2)

في (ن) والمطبوعة "التي".

[34]

إسناده: رجاله ثقات.

• أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل، البغدادي المعروف بالنجاد (بالنون وتشديد الجيمِ في أخره دال)، توفي سنة 348 و كان صدوقاً، عارفًا، عابدَا، جمع المسند، وصنف ديوانًا كبيرًا في السنن، راجع "السير"(15/ 502 - 504)، "تاريخ بغداد"(4/ 189 - 191)، "التذكرة"(3/ 868)، "الوافي بالو فيات"(6/ 400)، "شذرات"(2/ 376) - وفي الأصول "أحمد بن سليمان" وهو خطأ.

• الليث = هو ابن سعد الإمام.

• عقيل (بالضم مصغرًا) بن خالد بن عقيل (بالفتح مكبرًا) الأيلي، أبوخالد (م 114 هـ)، ثقة، ثبت، من السادسة (ع).

• الزهري= محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب القرشي، أبو بكر (م 125 هـ)، الفقيه، الحافظ، متفق على جلالته وإتقانه، من رءوس الطبقة الرابعة (ع).

• أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي، المدني (م 94 هـ)، قيل اسمه محمد، وقيل أبو بكر اسمه وكنيته أبو عبد الرحمن، وقيل اسمه كنيته، ثقة، فقيه، عابد، من الثالثة (ع).

ص: 140

أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبي هريرة أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: و لا يزني الزاني حين يزني

(1)

وهو مؤمن ولا يسرق

(2)

السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن".

وبهذا الإسناد، عن ابن شهاب عن سعيد

(3)

وأبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث أبي بكر ولم يذكر النهبة. رواه البخاري في الصحيح

(4)

عن

(1)

سقط من (ن).

(2)

في (ن)"ولا يسرق وهو مؤمن".

(3)

في (ن) والمطبوعة "سعيد بن أبي سلمة"

(4)

في الحدود (8/ 13)، وأخرجه من طريق سعيد بن عفير عن الليث به في المظالم (3/ 107)، وأخرجه مسلم عن عبد اللك بن شعيب بن الليث بن سعد قال: حدثني أبي عن جدي

فذكره (1/ 76 رقم 101)، وحديث ابن شهاب: عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب أخرجه البخاري في الأشربة (6/ 241) وقال: قال ابن شهاب: وأخبرني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أبابكر كان يحدثه عن أبي هريرة. ثم يقول: كان أبو بكر يلحق معهن "ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه أبصارهم فيها حين ينتهبها وهو مؤمن". وكذا أخرجه مسلم (1/ 67 رقم 100)، ومن طريق الليث أخرجه النسائي في الاشربة (8/ 313)، وابن ماجه في الفتن (2/ 1299 رقم 3936)، وابن منده في "كتاب الإيمان"(2/ 575 رقم 512) ومن طريق يونس عن ابن شهاب (رقم 512) وأخرجه المؤلف في "المدخل"(237 - 238)، وفي "سننه" (10/ 186) من طريق ابن ملحان. وقال البخاري بعد إيراد الحديث من طريق عقيل عن الزهري: "وعن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

مثله إلا النهبة" وكذا قال مسلم. قال الحافظ ابن حجر: وظاهره أن الحديث عند عقيل عن الزهري عن الثلاثة على هذا الوجه

، ورواه مسلم من طريق الأوزاعي عن الزهري عن الثلاثة بتمامه (1/ 76) وكان الأوزاعي حمل رواية سعيد وأبي سلمة علي رواية أبي بكر، والذي فصلها أحفظ منه فهو المحفوظ. (فتح الباري 5/ 120)، (قلت): وكذا أخرجه من طريق الأوزاعي عن الزهري عن الثلاثة ابن منده في "كتاب الإيمان"(1/ 574 رقم 510)، والبغوي في "شرح السنة"(1/ 87 - 88)، وأخرجه الدارمي من طريق الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة (هـ 511) فلم يذكر النهبة، وابن أبي شيبة من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة بكامله في "المصنف"(8/ 6، 11/ 32)، وبدون ذكر السرقة في الإيمان (24 رقم 38). وأخرجه البخاري في الحدود (8/ 15) ومسلم- (1/ 77 رقم 104) من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بدون ذكر النهبة، وأخرجه أبو داود في السنة (5/ 64) والترمذي في الإيمان (5/ 15) وأحمد (2/ 376، 479) والبغوي في "مسند ابن الجعد"(1/ 447 رقم 758) وابن منده في "كتاب الإيمان" =

ص: 141

يحيي بن بكير. ورواه

(1)

مسلم من وجه آخر، عن الليث.

وإنما أراد والله تعالى أعلم: "وهو مؤمن" مطلق الإيمان لكنه ناقص الإيمان بما ارتكب من الكبيرة وترك الانزجار عنها ولا يوجب ذلك تكفيرا بالله عز وجل كما مضى شرحه وكل موضع من كتاب

(2)

أو سنة ورد فيه تشديد على من ترك فريضة أو ارتكب كبيرة فإن المراد به نقصان الإيمان فقد قال الله عز وجل

(3)

: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} وذكرنا في "كتاب الإيمان" من الأخبار والآثار التيَ تدل على صحة ما ذكرنا

(4)

من التاويل ما فيه كفاية وبالله التوفيق.

وذكر الحليمي رحمه الله تعالى هاهنا آثارا تدل على أن الطاعات من الإيمان وأن

= (1/ 578 رقم 518)، والمؤلف في "سننه"(10/ 186 - 187)، كا روي من طرق أخرى عن أبي هريرة راجع "مسند الإمام أحمد"(2/ 243، 317، 386) وابن منده في "كتاب الإيمان"(2/ 574 - 578)، وله شواهد من حديث عائشة أخرجه البخاري (8/ 18) وأحمد (6/ 139) وابن أبي شيبة في "مصنفه"(11/ 32) وفي "الإيمان"(رقم 39)، ومن حديث ابن عباس أخرجه البخاري (8/ 15) والنسائي (8/ 63)، وابن أبي أوفى أخرجه ابن الجعد في "مسنده"(33811 رقم 269) وابن أبي شيبة في "المصنف"(11/ 33) وفي "الإيمان"(رقم 40).

(1)

في (ن) والمطبوعة " أخرجه".

(2)

في (ن) والمطبوعة "كتاب الله".

(3)

النساء (4/ 48، 116).

(4)

وهو أن النفي لكمال الإيمان والمعنى: لا يفعل هذه المعاصي وهو كامل الإيمان. قال النووي: هذا هو الصحيح الذي قال المحققون، وذكر الحافظ ابن حجر تاويلات أخرى في معنى الحديث وقال:"وحاصل ما اجتمع لنا من الأقوال في معنى هذا الحديث ثلاثة عشر قولا خارجا عن قول الخوارج وعن قول المعتزلة" راجع "فتح الباري"(12/ 60 - 62)، وقال الحافظ: قال القاضي عياض: أشار بعض العلماء إلى أن في هذا الحديث تنبيها على جميع أنواع المعاصي والتحذير منها. فنبه بالزنا على جميع الشهوات، وبالسرقة على الرغبة في الدنيا والحرص على الحرام، وبالخمر على جميع ما يصد عن الله تعالى ويوجب الغفلة عن حقوقه. وبالانتهاب الموصوف على الاستخفاف بعباد الله وترك توقيرهم والحياء منهم، وعلى جميع الدنيا من غير وجهها، والأولى أن يقال إن الحديث يتضمن التحرز من ثلاثة أمور وهي من أعظم أصول المفاسد، وأضدادها من أصول الصالح: وهى استباحة الفروج والأموال المحرمة وما يؤدي إلى اختلال العقل. وخص الخمر بالذكر لكونها أغلب الوجوه في ذلك، والسرقة بالذكر لكونها أغلب الوجوه التي يؤخد بها مال الغير بغير حق. (فتح الباري 12/ 62).

ص: 142

الإيمان يزيد

(1)

وينقص وأن أهل الإيمان يتفاضلون في الإيمان ونحن قد ذكرناها في "كتاب الإيمان" ونشير إلى طرف منها ها هنا بمشيئة الله عز وجل:

[35]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، حدثنا محمد بن عيسى بن السكن، حدثنا موسى بن عمران، حدثنا ابن المبارك، عن ابن شوذب، عن محمد بن جحادة، عن سلمة بن كهيل، عن هزيل بن شرحبيل قال: قال عمر بن

(1)

في الأصل "تزيد وتنقص" موضع قوله "إن الإيمان يزيد وينقص".

[35]

إسناده: رجاله ثقات،

• محمد بن عيسى بن السكن، أبو بكر الواسطي، يعرف بابن أيي قماش (م 287 هـ) ذكره الخطيب في تاريخ بغداد وقال: كان ثقة. راجع "تاريخ بغداد"(2/ 400).

• موسى بن عمران لعله موسى أبا عمران وهو موسى بن أيوب بن عيسى النصيبي، الأنطاكي، يروي عن عبد الله بن المبارك وغيره، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبوحاتم: صدوق. وهو من رجال التهذيب.

• ابن المبارك = عبد الله، المروزي (م 187 هـ) ثقة، ثبت، فقيه، عالم، جواد، مجاهد، جمعت فيه خصال الخير. من الثامنة. (ع) وفي (ن)"ابن مبارك".

• ابن شوذب = عبد الله، الخراساني، أبو عبد الرحمن (م 157 هـ) صدوق، عابد. من السابعة. (ع).

• محمد بن جحادة (بفتح الجيم وتخفيف المهملة) الكوفي (م 131 هـ) ثقة، من الخامسة (ع) وفي

المطبوعة "محمد بن سلمة بن كهيل".

• سلمة. بن كهيل الحضرمي، أبويحيي، الكوفى (م 122 هـ)، ثقة، من الرابعة (ع).

• هزيل بن شرحبيل، الأودي، الكوفي، ثقة، مخضرم. من الثانية (ح- 4)، والأثر ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(4/ 12) ونسبه للحكيم الترمذي، وقال السخاوي في "المقاصد" (349): أخرجه إسحاق بن راهويه والبيهقي في الشعب بسند صحيح.

وأخرجه ابن عدي (5/ 1895) مرفوعا من حديث ابن عمر بلفظ "لو وضع إيمان أبي بكر على إيمان هذه الأمة لرجح بها" وفي سنده عيسى بن عبد الله بن سليمان القرشي قال ابن عدي: الضعف على حديثه بين. وأخرجه أيضا في ترجمة عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه (4/ 1518) وقال: له غير ما ذكرت أحاديث لم يتابعه أحد عليه، ولم أر للمتقدمين فيه كلاما، والمتقدمون تكلموا فيمن هو أصدق من عبد الله، وأخرجه أيضا أبو بكر القطيعي في "زيادات فضائل الصحابة"(1/ 418 رقم 653) من طريق أيوب بن سويد الرملي- وهو ضعيف- عن ابن شوذب به، وله شاهد من حديث أبي بكرة رفعه: أن رجلا قال: يا رسول الله! رأيت كأن ميزانا أنزل من السماء فوزنت أنت وأبوبكر فرجحتا أنت، ثم وزن أبو بكر بمن بقي فرجح.

أخرجه أبو داود (5/ 30) والترمذي (4/ 540) وأحمد (5/ 44، 50).

ص: 143

الخطاب رضي الله عنه: "لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح بهم".

[36]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر بن إسحاق، حدثنا محمد بن أيوب، حدثنا سهل بن بكار، عن محمد بن طلحة، عن زبيد، عن ذر قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ربما أخذ بيد الرجل والرجلين فيقول: "تعالوا نزداد إيمانا".

[37]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا بشر بن موسى، أخبرنا هوذة بن خليفة، حدثنا عوف، عن عبد الله بن عمرو بن هند قال: قال علي رضي الله عنه: "إن الإيمان يبدأ لمظة بيضاء في القلب فكلما ازداد الإيمان عظما ازداد ذلك

[36] إسناده: رجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعا.

• محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس، أبو عبد الله، البجلي الرازي (م 294 هـ) صاحب كتاب "فضائل القرأن" انتهى عليه علو الإسناد بالعجم مع الصدق والمعرفة. قال الخليلي: هو ثقة، محدث ابن محدث. راجع "السير"(13/ 449 - 452)، "التذكرة"(2/ 643)، "الوافي"(2/ 234)، "شذرات"(2/ 216).

• سهل بن بكار بن بشر الدارمي، البصري، أبو بشر المكفوف (م 228 هـ) ثقة، ربما وهم، من العاوة (خ د س).

• محمد بن طلحة بن مصرف، اليامي. (م 267 هـ)، كوفي، صدوق، له أوهام. وأنكروا سماعه من أبيه لصغره. من السابعة (خ م د ت ق).

• زبيد (بموحدة مصغرا) بن الحارث بن عبد الكريم بن عمرو بن كعب اليامي، أبو عبد الرحمن الكوفي (م 122 هـ)، ثقة، ثبت، عابد. من السادسة. (ع).

• ذر بن عبد الله المرهبي (بضم الميم)، ثقة، عابد، رمي بالإرجاء، من السادسة (ع). والأثر أخرجه ابن أبي شيبة في "الإيمان"(36 رقم 158) عن أبي أسامة عن محمد بن طلحة- وإسناده إسناد الصحيح غير أن ذرا لم درك عمر، وهذا الخبر ليس في النسخة المطبوعة.

[37]

إسناده: رجاله موثقون.

• بشر بن موسى بن صالح، أبوعلي الأسدي البغدادي (م 288 هـ) من بيت حشمة وأصالة. كان ثقة أمينا، عاقلا، ركينا. راجع "السير"(13/ 352)، "تاريخ بغداد"(7/ 86 - 88)، "التذكرة"(2/ 611)، "شذرات"(2/ 196).

• هوذة (بفتح الهاء) بن خليفة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي، البكراوي أبو الأشهب البصري (م 216 هـ) صدوق. من التاسعة (ق).

• عوف = هو ابن أبي جميلة الأعراب. العبدي، البصري (م 146 هـ) ثقة، رمي بالقدر وبالتشيع. من السادسة (ع)

ص: 144

البياض، فإذا استكمل الإيمان ابيض القلب كله. وإن النفاق يبدو لمظة في القلب فكلما ازداد النفاق عظما ازداد ذلك سوادا فإذا استكمل النفاق أسود القلب كله، وايم اللّه لو شققتم عن قلب مؤمن لوجدتموه أبيض، ولو شققتم عن قلب منافق لوجدتموه أسود قال: واللمظة

(1)

هي الذوقة وهو أن يلمظ الإنسان بلسانه

(2)

شيئا يسيرا أي يتذوقه فكذلك القلب يدخل من الإيمان شئ يسير ثم يتسع فيه فيكثر".

[38]

أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني، حدثنا عبيد الله بن غنام بن حفص بن غياث، حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا سفيان بن عيينة، عن محمد بن سوقة، عن العلاء بن عبد الرحمن قال: قام رجل إلى علي بن أبي طالب

=. عبد الله بن عمرو بن هند المرادي، الجملي، الكوفي، صدوق. من الثالثة. لم يثبت سماعه من علي (ت ص).

(1)

وقال في النهاية: اللمظة (بالضم) مثل النكتة، من البياض، ومنه فرس ألمظ إذا كان بجحفلته بياض يسير. ونسب في اللسان هذا التفسير إلى الأصمعي. انظر مادة "لمظ"، والأثر أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب "الإيمان" عن أبي أسامة ثنا عوف به (رقم 8).

(2)

وفي (ن) والمطبوعة "الإنسان بلسانه، أو الدابة شيئا".

[38]

إسناده: ضعيف.

• أبو زكريا يحيى بن أبي إسحاق. إبراهيم بن محمد بن يحيى، النيسابوري (م/ 414 هـ) شيخ التزكية ببلده. كان شيخا ثقة، نبيلا، خيرا، زاهدا، ورعا، متقنا، ما كان يحدث إلا وأصله بيده يعارض حدث بالكثير. وأملى مدة على ورع وإتقان انظر ترجمته في "السير"(17/ 295)"شذرات"(3/ 202)"فؤاد سزكين"(1/ 468).

• أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني (م 356 هـ) من أولاد عبد الله بن مغفل المزني. كان يقال له "الشيخ الجليل". ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور فقال: إمام أهل العلم والوجوه وأولياء السلطان بخراسان في عصره بلا مدافعة. وكان من مفاخر عصره. انظر "الأنساب"(12/ 227 - 229).

• عبيد الله= وجاء في "السير" عبيد- ابن غنام بن حفص بن غياث، أبو محمد، النخعي الكوفي (م 297 هـ) ثقة، صدوق، أكثر عن ابن أبي شيبة. قال الذهبي: تاليف أبي نعيم مشحونة بحديث ابن غنام انظر ترجمته و "السير"(13/ 558)، "شذرات"(2/ 225).

• سفيان بن وكيع بن الجراح، أبومحيد الرؤاسي، الكوفي (م 247 هـ) كان صدوقا إلا أنه ابتلي بوراقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنصح فلم يقبل، فسقط حديثه. من العاشرة (ت ق) وسقط اسمه من الإسناد في المطبوعة. =

ص: 145

رضي الله عنه فقال: "يا أمير المؤمنين ما الإيمان؟ فقال: الإيمان على أربع دعائم: على الصبر والعدل واليقين والجهاد". ثم ذكر تقسيم كل واحدة من هذه الدعائم.

وقد روينا من أوجه آخر، عن علي:

[39]

أخبرنا أبو بكر الأشناني، حدثنا أبو الحسن الطرائفي، أخبرنا عثمان بن سعيد، حدثنا عبد الله بن رجاء البصري، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ليلى، قال: قال حجر بن عدي: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: "الوضوء نصف الإيمان".

[40]

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني، حدثنا أبو الحسن الطرائفي، حدثنا عثمان ابن سعيد الدارمي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبوخالد الأحمر، عن عمرو بن

=. محمد بن سوقة (بضم المهملة) الغنوي، أبو بكر الكوفي العابد. ثقة، مرضي، عابد، من الخامسة (ع).

• العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي (بضم المهملة وفتح الراء بعدها قاف) أبو شبل المدني (م 139 هـ) صدوق، ربما وهم. من الخامسة (م-4)، قال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (8/ 178 - 188) روى الغلابي عن ابن معين أنه قال- في حديث علي هذا: العلاء بن عبد الرحمن هذا ليس بالمدني مولى الحرقة، وتعقبه الخطيب بان قال: ليس فى الرواة من اسمه العلاء واسم أبيه عبد الرحمن غير مولى الحرقة، ثم ساق الحديث من طويق أبي جعفر الطبري بسنده إلى محمد بن سوقة عن العلاء بن عبد الرحمن حدثنا شيخ أن رجلا سأل عليا

فذكره. والأثر ذكره السيوطي في "الدر المنثور" برواية المؤلف (1/ 160) وأخرجه اللالكائي في "شرح السنة"(2/ 842 - 843 رقم 1570) بسند آخر عن علي في سياق طويل.

[39]

إسناده: لا بأس به.

• أبوليلى هو الكندي، اسمه سلمة بن معاوية، وقيل: معاوية بن سلمة، وقيل: سعيد بن أشرف بن سنان، وقيل المعلى. قال ابن معين في رواية عنه: ثقة، مشهور. وفي أخرى: كان ضعيفا. وقال العجلي: أبوليلى الكندي: كوفي، تابعي، ثقة.

• حجر بن عدي- الكندي- ذكره ابن حبان في الثقات (4/ 176). والأثر أخرجه ابن أبي شيبة في "كتاب الإيمان"(ص 41 رقم 120،123) وفي "المصنف"(1/ 6) من طريق سفيان عن أبي إسحاق بلفظ: "إن الطهور شطر الإيمان". وقال الألباني: والسند ضعيف إلى علي رضى الله عنه، ولكن الحديث صحيح مرفوعا أخرجه مسلم وغيره من حديث أبي مالك الأشعري.

[40]

إسناده: فيه انقطاع.

• أبوخالد الأحمر هو سليمان بن حيان الأزدي، الكوفي (م 195 هـ) صدوق، يخطئ. من الثامنة. (ع).

ص: 146

قيس، عن أبي إسحاق قال: قال علي: "الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد وإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان".

[41]

أخبرنا أبو بكر الأشناني، أخبرنا أبو الحسن الطرائفي، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا ابن نمير، حدثنا محمد بن أبي إسماعيل عن معقل الخثعمي قال: أتى عليًّا رضي الله عنه رجل وهو في الرحبة، فقال:"يا أمير المؤمنين ما ترى في امرأة لا تصلي؟ قال: من لم صل فهو كافر".

[42]

أخبرنا أبو بكر الأشناني، حدثنا أبو الحسن الطرائفي، حدثنا عثمان بن سعيد،

=. عمرو بن قيس الملائي (بضم الميم وتخفيف اللام) أبو عبد الله الكوفي (م 146 هـ) ثقة، متقن، عابد. من السادسة. (م-4).

• أبو إسحاق هو السبيعي، عمرو بن عبد الله. والأثر أخرجه ابن أبي شيبة في "كتاب الإيمان"(ص 44 رقم 130) ورواه اللالكائي في "شرح السنة"(2/ 842 رقم 1569)، وأبو إسحاق لم يسمع من علي رضي الله عنه فالإسناد منقطع.

[41]

إسناده: فيه مجهول.

ابن نمير = عبد اللّه.

• محمد بن أبي إسماعيل بن راشد السلمي المدني (م 142 هـ) ثقة. من الخامسة (م د س).

• معقل الخثعمى- مجهول من الثالثة (د). والأثر أخرجه ابن أبي شيبة في "كتاب الإيمان"(ص: 42 رقمِ 126) وفي "المصنف"(2/ 387) والبخاري في "تاريخه"- ولا يصح لجهالة معقل. "الرَّحبَةَ" قال البكرى: بفتح أوله وثانيه: موضع يتصل بسلمى، جبل طي، وقال:"رُحْبة"، بضم أوله وإسكان ثانيه: من بلاد عذرة. وقال السمهودى: "الرحبة" كرقبة: بلاد عذرة، قرب "ادي القرى وسقيا الجزل. وفي "اللسان": قال الفراء: يقال للصحراء بين أفنية القوم والمسجد رَحْبة ورَحَبَة. وسميت الرحبة رحبة لسعتها بما رحبت. راجع "اللسان"(رحب) و"معجم ما استعجم"(2/ 642 - 644) و"وفاء الوفاء (4/ 1217).

[42]

إسناده: حسن،

• شريك هو ابن عبد الله النخعي الكوفي (م 177 هـ) القاضي بواسط ثم الكوفة. صدوق يخطئ كثيرا. تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلا، فاضلا، عابدًا، شديدا على أهل البدع. من الثامنة (م-4).

• عاصم هو ابن بهدلة، أبي النجود (بفتح النون) الأسدي، الكوفي، أبو بكر (م 128 هـ) أحد القراء المعروفين، حجة في القراءة، صدوق له أوهام. حديثه في الصحيحين مقرون. من السادسة (ع). =

ص: 147

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شريك، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود قال:"من لم يصل فلا دين له". وقد روينا عن بريدة

(1)

بن الحصيب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر".

و انما أراد- والله تعالى أعلم- كفرا يكون نقيض الإيمان لله تعالى بترك شعبة من شعبه ولم يرد به كفرا يكون نقيض الإيمان بالله تعالى، إذا

(2)

لم يجحد فرضها ويشبه أن يكون تخصيصه الصلاة بالذكر لوجوب القتل بتركها

(3)

كوجوبه بترك الإيمان بالله تعالى.

[43]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا بشر بن موسى، حدثنا أبو نعيم، حدثنا الأعمش، عن جامع بن شداد، عن الأسود بن هلال قال

(4)

: قال معاذ بن جبل لأصحابه: "اجلسوا بنا نؤمن أظنه قال: ساعة أي نذكر الله".

= والأثر أخرجه ابن أبى شيبة في "الإيمان"(ص 15 رقم 47) وفي "المصنف"(2/ 387) عن شريك به. ورواه الطبراني في "الكبير" من طريقين عن عاصم (9/ 215 ح 8941، 8942) في إحداهما أبو نعيم ضرار بن صرد وهو ضعيف. وراجع "مجمع الزوائد"(1/ 295).

(1)

انظر تخريجه في الحادي والعشرين من شعب الإيمان- وهو الصلاة.

(2)

كذا في جميع النسخ والأصوب "إذ".

(3)

في الأصل "بذكرها".

[43]

إسناده: صحيح.

• أبو نعيم هو الفضل بن دكين (بضم المهملة مصغرا) الكوفي (م 218 هـ) ثقة، ثبت. من التاسعة (ع) وسقط اسمه من الإسناد في المطبوعة.

• جامع بن شداد المحاربي، أبو صخرة الكوفي (م 128 هـ) ثقة، من الخامسة (ع).

• الأسود بن هلال المحاربي، أبو سلام الكوفي (م 84 هـ) مخضرم، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، ثقة جليل. من الثانية (خ م د س).

(4)

سقط من (ن) والمطبوعة، والأثر أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان عن وكيع، ثنا الأعمش وعن أبي أسامة عن الأعمش به

بدون شك (ص 35/ رقم 105، 107) وسنده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" من طريق أبي بكر بن عياش عن الأعمش به (1/ 235) وأخرجه أبو عيد في "الإيمان"(ص 72 رقم 20) عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن جامع به. وذكره البخاري تعليقا في الإيمان من صحيحه (1/ 8) وقال ابن حجر وصله أحمد (في الإيمان) وأبو بكر- هو ابن أبي شيبة- بسند صحيح إلى الأسود بن هلال "فتح الباري"(1/ 48).

ص: 148

[44]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا محمد بن أيوب، أخبرنا عبد الله بن الجراح، حدثنا محمد بن فضيل، عن أبيه، عن شباك، عن إبراهيم عن علقمة، عن عبد الله أنه قال:"اجلسوا بنا نزدد إيمانا".

[45]

أخبرنا أبو عبد الله، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا محمد بن أيوب، حدثنا عبد الله بن الجراح، حدثنا ابن الحماني، حدثنا شريك، عن هلال الوزان، عن عبد الله بن عكيم، عن عبد الله يعني ابن مسعود أنه كان يقول:"اللهم زدني إيمانا وفقها".

[44] إسناده: حسن.

• عبد الله الجراح بن سعيد التميمي، أبو محمد القهستاني (بضم القاف والهاء وسكون المهملة ثم مثناة)(م 232 هـ) صدوق، يخطئ. من العاشرة (د ق).

• محمد بن فضيل بن غزوان الضبي، أبو عبد الرحمن الكوفي (م 195 هـ). صدوق، عارف،

رمي بالتشيع. من التاسعة (ع) وفي (ن) والمطبوعة "وحدثنا محمد بن فضيل".

• وأبوه فضيل بن غزوان بن جرير الضبي، أبوالفضل (م بعد 140 هـ) ثقة من كبار السابعة (ع).

• شباك (بكسر الشين المعجمة وتخفيف الموحدة آخره كاف) الضبي الكوفي، ثقة، له ذكرفي صحيح مسلم. وكان يدلس. من السادسة (م د س ق)

• إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي، أبوعمران الكوفي (م 96 هـ) فقيه، ثقة، إلا أنه يرسل كثيرا. من الخامسة (ع).

• علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي الكوفي (م بعد 60 هـ) ثقة، ثبت، فقيه، عابد، من الثانية (ع) وسياتي مثله من قول علقمة (رقم 55).

[45]

إسناده: ليس بالقوي.

• ابن الحماني (بكسر المهملة وتشديد الميم) = يحيي بن عبد الحميد بن عبد الرحمن، الكوفي (م 228 هـ) حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث. من صغار التاسعة (م) (قلت) قال الذهبي في "الميزان" (4/ 392): إنه شيعي بغيض.

• شريك هو ابن عبد الله القاضي.

• هلال بن أبي حميد، الصيرفي الوزان. وفي اسم أبيه وفي كنيته أقوال، كوفي، ثقة، من السادسة (خ م د ت س).

• عبد الله بن عكيم (بالتصغير) الجهني، أبو سعيد الكوفي. ثقة، مخضرم، من الثانية. وقد سمع كتاب النبي صلى الله عليه وسلم جهينة (م-4)

والأثر أخرجه أحمد في "كتاب الإيمان"- قاله الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(1/ 48).

ص: 149

[46]

أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أخبرنا أبو منصور النضروي، حدثنا أحمد بن نجدة، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا شريك. . فذكره بإسناده نحوه وزاد:"يقينا وعلما".

[47]

حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي إملاء، حدثنا عبد الله بن محمد

[46] إسناده: حسن.

• أبو منصور النضروي، العباس بن الفضل بن زكريا بن نضرويه الهروي (م 372 هـ)، ثقة، انظر و "السير"(16/ 231)"شذرات"(3/ 79)"اللباب"(3/ 314)"الإكمال"(7/ 377)، وفي المطبوعة "البصروي"(بالموحدة) مصحفًا.

• أحمد بن نجدة بن العريان، أبوالفضل الهروي (م 296 هـ)، كان من الثقات، انظر "السير"(13/ 571)"تاريخ بغداد"(11/ 170)"شذرات"(2/ 210 - 211).

• سعيد بن منصور بن شعبة، أبو عثمان الخراساني (م 227 هـ)، ثقة، مصنف، وكان لا يرجع عما في كتابه لشدة وثوقه به، من العاشرة (ع).

[47]

إسناده: صحيح.

• أبو الحسن محمد بن الحسن بن داود بن علي، الحسني العلوي النيسابوري (م 401 هـ)، قال الحاكم: هو ذو الهمة العالية والعبادة الظاهرة، كان يسأل أن يحدث فلا يحدث ثم في الاخر عقدت له مجلس الإملاء، وهو أكبر شيخ للبيهقي. انظر ترجمته في "السير"(17/ 98)"الوافي"(2/ 373)"شذرات"(3/ 162).

• عبد الله بن محمد بن الحسن النصر آباذي- نسبة إلى نصر آباذ- محلة في أعالي نيسابور، وهو أبو محمد بن الشرقي، أخو أبي حامد (م 328 هـ). كان أوحد وقته في علم الطب، لم يدع الشرب إلى أن مات، فنقموا عليه ذلك، وكانت سماعاته صحيحة. انظر "السير"(15/ 40)"ميزان الاعتدال"(2/ 494)"شذرات"(2/ 313).

• عبد الله بن هاشم بن حيان (بتحتانية) العبدي، أبو عبد الرحمن الطوسي (م 259 هـ)، ثقة، صاحب حديث، من صغار العاشرة (م).

قال الذهبي: قد جمع زاهر بن طاهر- تلميذ البيهقى- عوالي ابن هاشم، سمعناه "السير"(12/ 328)

• أبو ظبيان (بفتح المعجمة وسكون الموحدة) حصين بن الجندب بن الحارث الجنبي (بفتح الجيم وسكون النون ثم موحدة) الكوفي (م 90 هـ)، ثقة، من الثانية (ع).

والحديث أخرجه المؤلف في "الزهد"(1/ 28) وهو عند وكيع في "الزهد"(رقم 203) والطبراني في "الكبير"، (9/ 107 رقم 8544) من طريق أبي معاوية عن الأعمش، وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح "مجمع الزوائد"(1/ 57). وأورد البخاري الشطر الأخير منه تعليقًا (1/ 8) وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(5/ 34)، والبيهقي في "الزهد" مرفوعًا، وقال ابن حجر: لا يثبت رفعه "فتح الباري"(1/ 48). كما أخرجه مرفوعًا الخطيب في "تاريخه"(13/ 226)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(2/ 330 - 331) ورفعه لا يصح، كما أشار إليه المؤلف، وانظر الكلام عليه في "الزهد" لوكيع (رقم 203 - التعليق) وراجع "الضعيفة"(رقم 499).

ص: 150

ابن الحسن النصرآباذي، حدثنا عبد الله بن هاشم، حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن أبي ظبيان، عن علقمة قال: قال عبد الله بن مسعود: "الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله". وقد روي هذا من وجه آخر غير قوي مرفوعا.

وروينا عن ابن مسعود من أقواله في هذا المعنى شواهد وهو في "كتاب الإيمان" مذكور من أراد الوقوف عليه رجع إليه إن شاء الله.

[48]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا بشر بن موسى، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن عمار قال:"ثلاثة من جعهن فقد جمع الإيمان: الإنفاق من الإقتار والإنصاف من النفس وبذل السلام للعالم".

[48] إسناده: صحيح.

• أبو نعيم هو الفضل بن دكين، وسفيان هو الثوري، وأبو إسحاق هو السبيعي.

صلة بن زفر العبسي: تابعي كبير، ثقة جليل، من الثانية (ع). والحديث أخرجه وكيع في "الزهد"(رقم 241) عن سفيان به، ومن طريقه ابن أبي شيبة في "الإيمان" (ص 44 رقم 131) وأخرجه معمر في "جامعه" عن أبي إسحاق وعنه عبد الرزاق في "المصنف" (10/ 386) وقال ابن حجر: وهذا موقوف صحيح وقد روي مرفوعاً. وأخرجه البخاري تعليقاً في الإيمان (1/ 12). وقال الحافظ في "الفتح": وأخرجه أحمد بن حنبل في "كتاب الإيمان" من طريق سفيان الثوري، وأخرجه يعقوب بن شيبة في "مسنده" من طريق شعبة وزهير بن معاوية وغيرهما كلهم عن أبي إسحاق السبيعي عن صلة بن زفر، عن عمار ولفظ شعبة "ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان" وهو بالمعنى. وقد روي مرفوعاً قال الحافظ: وحدث به عبد الرزاق بأخرة فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكذا أخرجه البزار في "مسنده"(1/ 25 رقم 30 - كشف الأستار) وابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 145) كلاهما عن الحسن بن عبد الله الكوفي، وكذا رواه البغوي في "شرح السنة" من طريق أحمد بن كعب الواسطي، وأخرج ابن الأعرابي في "معجمه" عن محمد بن الصباح الصنعاني، ثلاثتهم عن عبد الرزاق مرفوعًا.

واستغربه البزار وقال أبوزرعة: هو خطأ. (قلت): وهو معلول من حيث صناعة الإسناد لأن عبد الرزاق تغير بأخرة، وسماع هؤلاء منه في حال تغيره، إلا أن مثله لا يقال بالرأي، فهو في حكم المرفوع، وقد رويناه مرفوعاً من وجه آخر عن عمار، أخرجه الطبراني في "الكبير" وفي إسناده ضعف، وله شواهد أخرى بينتها في تغليق التعليق. "فتح الباري" (1/ 82 - 83) (قلت): قال الهيثمي عن حديث البزار: رجاله رجال الصحيح إلا أن شيخ البزار لم أر من ذكره، وهو الحسن بن عبد الله الكوفي "مجمع الزوائد" (1/ 56). وقال عن طريق الطبراني: فيه القاسم أبو عبد الرحمن وهو ضعيف "مجمع الزوائد"(1/ 57) فالمحفوظ هو الموقوف، والرفع خطأ، وراجع "الزهد" لوكيع (رقم 241).

ص: 151

[49]

أخبرنا أبو عبد اللّه، حدثنا أبو بكر بن إسحاق، حدثنا محمد بن أيوب، أخبرنا أحمد ابن يونس، حدثنا شيخ أهل المدينة، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار أن عبد الله بن رواحة قال لصاحب له: "تعال حتى نؤمن ساعة قال: أولسنا بمؤمنين؟!

قال: بلى ولكنا نذكر الله فنزداد إيمانا".

[50]

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الله البيهقي أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن البيهقي، حدثنا داود بن الحسين البيهقي، حدثنا حميد بن زنجويه، حدثنا الحجاج بن نصير، حدثنا حماد بن نجيح، عن أبي عمران الجوني قال: سمعت جندب البجلي قال: "كنا فتيانا حزاورة مع نبينا صلى الله عليه وسلم فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا وإنكم اليوم تعلمنا القرآن قبل الإيمان".

[51]

قال: وحدثنا حميد بن زنجويه، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن

[49] إسناده: فيه جهالة وانقطاع.

• صفوان بن سليم (بالتصغير) المدني، أبو عبد الله الزهري، (م 132 هـ)، ثقة، عابد، مفت، رمي بالقدر، من الرابعة (ع)، والأكثر فيه مجهول. وأخرج ابن أبي شيبة في "الإيمان" (ص 38 رقم 116) عن ابن سابط قال: كان عبد الله بن رواحة ياخذ بيد النفر من أصحابه فيقول:"تعالوا فلنؤمن ساعة، تعالوا فلنذكر الله ولتزدادوا إيمانَا، تعالوا نذكر الله بطاعته، لعله يذكرنا بمغفرته"، وابن سابط لم يدرك ابن رواحة.

[50]

إسناده: ضعيف.

• الحجاج بن نصير (مصغراً) الفساطيطي، القيسي، أبو محمد البصري (م 213 هـ)، ضعيف، كان يقبل التلقن، من التاسعة (ت).

• حماد بن نجيح (بفتح النون) الإسكاف السدوسي، أبو عبد الله البصري، صدوق. من السادسة. (س ق).

• أبو عمران الجوني (بفتح الجيم وسكون الواو) عبد الملك بن حبيب الأزدي (م 128 هـ)، ثقة، من كبار الرابعة (ع).

والحديث أخرجه ابن ماجه في المقدمة (1/ 23 رقم 61) من طريق وكيع عن حماد بن نجيح به دون أخره، وقال في "الزوائد": إسناد هذا الحديث صحيح، ورجاله ثقات. حزاور جمع حَزْوَر (بفتح فسكون) وحَزَوَّر (بفتحتين وتشديد الواو) هو الصبي الذي قارب البلوغ.

[51]

إسناده: رجاله ثقات.

• إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي (م 160 هـ)، ثقة، تكلم فيه بلا حجة، من السابعة (ع). =

ص: 152

منصور، عن طلحة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال:"ثلاث من الإيمان: أن يحتلم الرجل في الليلة الباردة فيقوم فيغتسل لا يراه إلا الله والصوم في اليوم الحار وصلاة الرجل في الأرض الفلاة لا يراه إلا الله".

[52]

أخبرنا أبو بكر الأشناني، حدثنا أبو الحسن الطرائفي، حدثنا عثمان بن سعيد، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس وأبي هريرة قالا:"الإيمان يزداد وينقص".

[53]

وبإسناده

قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا حريز بن عثمان الرحبي، عن أبي حبيب الحارث بن مخمر، عن أبي الدرداء قال:"الإيمان يزداد وينقص".

= طلحة بن مصرف اليامي (م 112 هـ)، ثقة، قارئ، فاضل من الخامسة (ع).

• أبوحازم = هو الأشجعي سلمان الكوفي، ثقة، من الثالثة (ع)، والأثر رجال سنده ثقات، ولم أجد من خرجه.

[52]

إسناده: ضعيف.

• إسماعيل بن عياش بن سليم، أبوعتبة الحمصي (م 181 هـ)، صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم، من الثامنة (4)، وفي المطبوعة "إسماعيل بن عباس"(بالموحدة).

• عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر المكي، متروك، وكذبه الثوري، قال ابن الجوزي: أجمعوا على ترك أحاديثه، من السابعة (ق)، والحديث أخرجه ابن ماجه في المقدمة من طريق إسماعيل بن عِاش، عن عبد الوهاب (1/ 28 رقم 74). وهو ضعيف.

[53]

إسناده: حسن.

• حريز (بفتح الحاء) بن عثمان الرحبي، الحمصي (م 163 هـ)، ثقة، ثبت، رمي بانصب، من الخامسة (خ 4)، وفي المطبوعة (جرير)(بالجيم) مصحفاً.

• جاء في النسخ "الحارث بن محمد" وهو الحارث بن مخمر (بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الميم الثانية) ضبطه ابن ماكولا في "الإكمال"(7/ 226 - 227)، أبو حبيب القاضي، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ولاه عبد الملك القضاء بعمان، يروي عن أبي سعيد الخدري روى عنه القاسم بن مخيمرة وحريز بن عثمان، ويقال: كنيته أبوحسن (4/ 131).

وذكره البخاري في "التاريخ"(1/ 2/ 279) وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 89) وراجع "الكنى" للدولابي (1/ 143). وورد اسمه- الحارث بدون نسبة في رواية ابن ماجه، وقال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" وأظنه الحارث بن عبد الله الذي مضى ذكره. والأثر أخرجه ابن ماجه في الإيمان (1/ 28 رقم 75) من طريق إسماعيل عن حريز عن الحارث- أظنه- عن مجاهد أبي الدرداء.

ص: 153

[54]

وبإسناده

حدثنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الله بن ربيعة الحضرمي، عن أبي هريرة قال:"الإيمان يزداد وينقص".

[55]

أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ أخبرنا أبو بكر بن إسحاق و حدثنا الحسن بن علي بن زياد، حدثنا أبو نصر التمار، حدثنا حماد بن سلمة.-. وأخبرنا أبو بكر الأشناني، أخبرنا الطرائفي، حدثنا عثمان بن سعيد، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي، عن أبيه، عن جده عمير بن حبيب بن خماشة أنه قال: "الإيمان يزيد وينقص فقيل له وما زيادته وما نقصانه قال: إذا ذكرنا ربنا وخشينا فذلك زيادته واذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه

(1)

هذا لفظ حديث عفان".

[54] إسناده: حسن.

• صفوان بن عمرو السكسكي، أبو عمرو الحمصي (م 155 هـ). ثقة، من الخامسة. (م-4).

• عبد الله بن ربيعة الحضرمي، ذكره البخاري في "تاريخه"(1/ 3/ 85) وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(5/ 51) ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 27).

[55]

إسناده: لا بأس به.

• أبو نصر التمار = عبد الملك بن عبد العزيز القشيري، النسائي (م 228 هـ) ثقة، عابد، من صغار التاسعة. (م س).

• حماد بن سلمة بن دينار البصري، أبوسلمة (م 167 هـ) ثقة. عابد، أثبت الناس في ثابت، وتغير حفظه بأخرة. من كبار الثامنة (م-4).

• عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلي، أبو عثمان الصفار، البصرى (م 219 هـ) ثقة، ثبت. قال ابن المديني: كان إذا شك في حرف من الحديث تركه، وربما وهم. وقال ابن معين: أنكرناه في صفر سنة 19 ومات بعدها بيسير. من كبار العاشرة (ع). وجاء في المطبوعة و"ن""حدثنا أبو نصر التمار، حدثنا حماد بن سلمة، عن عفان".

• أبو جعفر الخطمي = عمير بن يزيد بن عمير بن حبيب بن خماشة (بضم المعجمة وتخفيف الميم) الخطمي (بفتح المعجمة وسكون الطاء المهملة) المدني. صدوق. من السادسة (4).

• وأبوه يزيد بن عمير لم أجد له ترجمة، ولكن قال عبد الرحمن بن مهدي: كان أبو جعفر وأبوه وجده قوما يتوارثون الصدق بعضهم عن بعض. وأخرجه ابن أبي شيبة في "الإيمان" بنفس السند (ص 7 رقم 14) وأخرجه البغوي من طريق أبي نصر التمار، وابن شاهين من وجه أخر عن حماد بن سلمة وقال ابن السكن: تفرد به حماد بن سلمة، راجع "الإصابة"(3/ 31).

(1)

زيادة من الأصل.

ص: 154

[56]

أخبرنا الأشناني، أخبرنا الطرائفي، حدثنا عثمان بن سعيد، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن فضيل، عن أبيه، عن شباك، عن إبراهيم، عن علقمة أنه كان يقول لأصحابه: "امشوا

(1)

بنا نزداد إيمانا".

[57]

وبإسناده

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن هشام ابن عروة، عن أبيه قال:"ما نقصت أمانة عبد قط إلا نقص من إيمانه".

[58]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق و حدثنا محمد بن أيوب، أخبرنا شيبان، حدثنا جرير، حدثنا عيسى بن عاصم، عن عدي بن عدي أن عمر بن عبد العزيز كتب إليه:"أما بعد فإن للإيمان حدودا وشرائع وفرائض منا استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان".

[56] إسناده: حسن.

• أخرجه ابن أبي شيبة عن ابن فضيل في "كتاب الإيمان"(34 رقم 104) وقال الألباني: سنده حسن وفيه سماك (بالميم) وهو خطأ. وقد مر مثل هذا عن ابن مسعود راجع رقم (43).

(1)

في المطبوعة "آتوا بنا"

[57]

إسناده: صحيح.

• وهو عند ابن أبي شيبة في "كتاب الإيمان"(هـ 6 رقم 10) وإسناده صحيح.

[58]

إسناده: حسن.

• شيبان بن فروخ الحبطي، أبو محمد (م 236 هـ) صدوق يهم، ورمي بالقدر. قال أبوحاتم.

اضطر الناس إليه أخيرا. من صغار التاسعة. (م د س).

• جرير بن حازم بن زيد بن عبد الله الأزدي، أبوالنضر البصري (م 170 هـ). ثقة، لكن في حديثه عن قتادة ضعف، وله أوهام إذا حدث من حفظه وهو من السادسة، مات بعد ما اختلط، ولكنه لم يحدث في حال اختلاطه (ع).

• عيسى بن عاصم الأسدي، الكوفي ثقة، من السادسة (د ت ق).

• عدي بن عدي بن عميرة (بفتح المهملة) الكندي، أبو فروة (م 120 هـ) ثقة، فقيه، عمل لعمر بن عبد العزيز على الموصل. من الرابعة (د س ق). وأخرجه ابن أبي شيبة في "كتاب الإيمان" (ص 45 رقم 135) واللالكائي في "شرح السنة" (2/ 844 رقم 1572) من طريق جرير به. وزاد في آخره:"فإن أعش فسابينها لكم حتى تعملوا بها، و إن أنا مت قبل ذلك فما أنا على صحبتكم بحريص"، وراجع "شرح السنة" للبغوي (1/ 40)، وذكره البخاري تعليقا بكامله في الإيمان (1/ 8) وقال الحافظ في "الفتح" (1/ 47): وصله أحمد بن حنبل وابن أبي شيبة في "كتاب الإيمان" لهما من طريق عيسى بن عاصم. وعند البخاري وابن أبي شيبة زيادة "سننا" بعد "فرائض".

ص: 155

[59]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا بشر بن موسى، حدثنا عبد الصمد بن حسان، حدثنا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن تجاهد قال:"الإيمان قول وعمل يزيد وينقص".

[60]

أخبرنا أبو بكر الأشناني، أخرنا أبو الحسن الطرائفي، حدثنا عثمان بن سعيد قال: حدثت، عن على بن المديني، عن خلف بن خليفة، عن ليث، عن مجاهد في قوله تعالى

(1)

: {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} قال: "أزداد إيمانا إلى إيماني". ورويناه أيضا، عن سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي.

[61]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر بن إسحاق، حدثنا يوسف بن يعقوب، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا أبو هلال، حدثنا بكر بن عبد الله المزني قال: قال عيسى عليه السلام لبعض الحواريين: "أرني يدك يا قصير الإيمان".

[59] إسناده: ضعيف.

• عبد الصمد بن حسان المروزي- ويقال المروذي- (211 هـ) روى عن الثوري واسرائيل وعنه الذهلي وجماعة. وهو صدوق إن شاء الله- راجع الذهبي في "الميزان"(2/ 620).

• يزيد بن أبي زياد الهاشمي مولاهم، الكوفي (م 136 هـ) ضعيف. كبر فتغير، صار يتلقن وكان شيعيا. من الخامسة (م-4).

[60]

إسناده: ضعيف.

• علي بن المديني = علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح، أبو الحسن بن المديني. البصري (م 134 هـ) ثقة، ثبت، إمام، أعلم أهل عصره بالحديث وعلله، قال البخاري: ما استصغرت نفسي إلا عنده. قال النسائي: كان الله خلقه للحديث. من العاشرة (خ د ت س).

• خلف بن خليفة بن صاعد الأشجعي، أبو أحمد الكوفي (م 181 هـ) صدوق اختلط في الآخر. من الثامنة (م-4).

• ليث = هو ابن أبي سليم.

(1)

سورة البقرة (2/ 260). والأثر أخرجه الطبري في "تفسيره" من طريق زيد بن الحباب، ثنا خلف بن خليفة به (3/ 51). وكذا أخرج أقوال سعيد بن جبير وإبراهيم (3/ 50 - 51).

[61]

إسناده: حسن.

• أبو هلال = محمد بن سليم الراسبي، البصري (م 167 هـ) صدوق فيه لين. من السادسة. (4).

• بكر بن عبد الله المزني، أبو عبد الله البصري (م 106 هـ) ثقة، ثبت، جليل. من الثالثة. (ع).

ص: 156

وهذا حين مشى على الماء فتبعه واحد فذهب يضع

(1)

رجله فإذا هو قد انغمر فقال له عيسى عليه الصلاة والسلام: "هات يدك يا قصير الإيمان".

[62]

أخبرنا أبو بكر الأشناني، أخبرنا أبو الحسن الطرائفي، حدثنا عثمان بن سعيد،

حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبوشهاب، عن ليث، عن عبد الرحمن بن سابط قال:

"واللّه ما أرى إيمان أهل الأرض يعدل إيمان أبي بكر رضي الله عنه ولا أرى إيمان أهل مكة يعدل إيمان عطاء".

[63]

أخبرنا أبو عبد الله البيهقي، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين البيهقي، حدثنا داود بن الحسين البيهقي، حدثنا حميد بن زنجويه، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد، حدثنا نافع بن عمر قال: "قيل لابن أبي مليكة إنه يجالسك رجل يزعم أن إيمانه مثل إيمان جبريل عليه السلام قال: والله لقد فضل الله جبريل فى الثناء فقال

(2)

. {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ. ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ. مُطاعٍ ثَمَّ

(1)

في (ن)"فذهب بعض رجله" والأثر أخرجه أحمد في الزهد عن بهز، عن أبي هلال بنحوه (ص 56 - 57) وسنده جيد. وبهز هو ابن أسد العمي. ثقة.

[62]

إسناده: لا بأس به.

• أبو شهاب- عبدربه بن نافع الكناني، الحناط (بمهملة ونون مشددة)(م 171 هـ) صدوق، يهم، من الثامنة (خ م د س ق).

• عبد الرحمن بن سابط- ويقال ابن عبد الله بن سابط- قال ابن حجر: وهو الصحيح (م 118 هـ) ثقة، كثير الإرسال. من الثالثة (م د ت ق).

[63]

إسناده: رجاله ثقات.

• يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد المكي القلزمي (م نحو 220 هـ) ثقة، قال أبو حاتم: محله الصدق، لا بأس. سكن القلزم بمصر فنسب إليها. راجع "الأنساب"(10/ 475)، و "الجرح والتعديل"(9/ 203). وذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 285).

• نافع بن عمر بن عبد الله الجمحي المكي (م 167 هـ) ثقة، ثبت. من كبار السابعة (ع) وفي (ن)"نافع عن ابن عمر" وفي المطبوعة "نافع عن عمر".

• ابن أبي مليكة = عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة (بضم الميم) التيمي المدني (م 117 هـ) أدرك ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ثقة، فقيه. من الثالثة (ع). والأثر أخرحه أبو عبيد في "كتاب الإيمان" له عن سعيد بن أبي مريم عن نافع به (ص 70 رقم 17).

(2)

التكوير (81/ 19 - 22).

ص: 157

أَمِينٍ. وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} وتزعمون

(1)

أن إيمان مهران- رجل كان يضرب في الخمر كل ساعة - مثلَ إيمان جبريل عليه السلام".

[64]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا أبو عتبه، حدثنا بقية، أخبر نا عبد الملك بن أبي النعمان شيخ من أهل الجزيرة، عن ميمون ابن مهران قال:"خاصمه رجل في الإرجاء قال: فبينما هما على ذلك إذ سمعا امرأة تغني فقال ميمون: أين إيمان هذه من إيمان مريم بنت عمران؟ قال: فلما قالها له انصرف الرجل ولم يرد عليه شيئا".

[65]

أخبرنا أبو عبد الله البيهقي، أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين، حدثنا داود بن

(1)

في (ن) والمطبوعة "تزعموا".

[64]

إسناده: فيه جهالة.

• أبوعتبة = أحمد بن الفرج بن سليمان، الكندي الحمصي، الملقب بالحجازي المؤذن (م 271 هـ) كانت له رحلة وعناية بالحديث. قال أبو حاتم: علي الصدق. وقال ابن عدي: قد احتمله الناس وليس ممن يحتج به. راجع "السير"(12/ 584 - 586)"تاريخ بغداد"(4/ 339 - 341)"الوافي"(7/ 287)"شذرات"(12/ 62) وهو من رجال التهذيب.

• بقية هو ابن الوليد بن صائد الكلاعي. أبويحمد (بضم التحتانية وسكون المهملة وكسر الميم)(م 197 هـ). صدوق كثير التدليس عن الضعفاء. من الثامنة (م-4).

• عبد اللك بن أبي النعمان لم أجده.

• ميمون بن مهران الجزري، أبوأيوب (م 117 هـ) ثقة، فقيه، ولي الجزيرة لعمر بن عبد العزيز، كان يرسل. من الرابعة (م- 4)، وأخرج أبو عبيد في "كتاب الإيمان" هذا الأثر عن ميمون تعليقَا (ص 70 رقم 19).

[65]

إسناده: ضعيف.

• عبيد الله بن موسى، هو باذام، العبسي، مر، وفي (ن) والمطبوعة "عبد الله".

• أبو بشر الحلبي: قال ابن حجر في التقريب: مجهول. قيل اسمه عبد الله بن بشر، وقيل: هو الوليد بن محمد البلقاوي. من السابعة (ت) وفي الميزان زياد، أبو بشر عن الحسن: مجهول (2/ 96)، والحديث أخرجه الخطيب في "اقتضاء العلم والعمل" من طريق عبيد الله بن موسى (ص 177 رقم 56) وأخرج أحمد في "الزهد" من وجه أخر بعضه (263) وابن أبي شيبة في "الإيمان"(ص 31 رقم 93)، وقال الشيخ الألباني: لا يصح. وذكره السيوطي في "الجامع الصغير" من حديث أنس مرفوعًا ونسبه لابن النجار والديلمى، وقال الألباني هو موضوع راجع "ضعيف الجامع الصغير"(4883). وروي مرفوعاً أيضا من حديث أبي هريرة اخرجه اللالكائي في "شرح السنة"(2/ 839 رقم 1561) ولا يصح.

ص: 158

الحسين، حدثنا حميد بن زنجويه، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا أبو بشر الحلبي، عن الحسن قال:"ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقته الأعمال من قال: حسنا وعمل غير صالح رده الله على قوله ومن قال: حسنا وعمل صالحا رفعه العمل". ذلك بأن الله تعالى قال: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} قال الإمام أحمد

(1)

رحمه الله تعالى: وقد روينا أيضا قولنا في الإيمان، عن محمد ابن

(1)

في الأصل "الحافظ أبو عبد الله البيهقي".

• محمد ابن الحنفية = أبوالقاسم، محمد بن علي بن أبي طالب، القريشي، الهاشمي (م 81 هـ)، وأمه من سبي اليمامة زمن أبي بكر الصديق، وهي خولة بنت جعفر الحنفية، وإليها نسب فقيل له: ابن الحنفية. كان مائلاً إلى عبد الملك لإحسانه إليه، ولإساءة ابن الزبير إليه. قال إبراهيم بن الجنيد: لا نعلم أحداً أسند عن علي أكثر ولا أصح مما أسند أبن الحنفية.

ترجمته في "طبقات ابن سعد"(5/ 91 - 116)"الحلية"(3/ 174 - 180)"وفبات ابن خلكان"(4/ 169)"السير"(4/ 110 - 129)"شذرات"(1/ 88).

• عطاء بن أبي رباح، أبو محمد، القريشي مولاهم، المكي (م 115 هـ). كان أعلم الناس بمناسك الحج، ثقة، فقيها، عالما، كثير الحديث. فاق أهل مكة في الفتوى. كان يطيل الصمت، فإذا تكلم فكأنه يؤيد. ترجمته في "طبقات ابن سعد"(5/ 467 - 470)"وفيات ابن خلكان"(3/ 261)"السير"(5/ 78 - 88)"الميزان"(3/ 70)"شذرات"(1/ 147).

• الحسن بن أبي الحسن يسار، البصري، أبو سعيد (م 110 هـ) كان سيد أهل زمانه علماً وعملاً. كان جامعاً، عالماً، رفيعاً، فقيهاً، ثقة، حجة، مأموناً، عابداً، ناسكاً، كثير العلم، فصيحاً، جميلاً، وسيماً. وكان يدلس ويرسل وقالوا: ما أرسله فليس بحجة.

ترجمته في "طبقات ابن سعد"(7/ 156 - 178)"الحلية"(1/ 132 - 161)"وفيات ابن خلكان"(2/ 69)"السير"(4/ 563 - 588)"شذرات"(1/ 136).

• محمد بن سيرين، أبو بكر الأنصاري، البصري (م 110 هـ) أدرك ثلاثين صحابيا، لم يكن بالبصرة أحد أعلم بالقضاء منه. قال ابن جرير: كان ابن سيرين فقيهاً، عالماً، ورعاً، أديباً، كثير الحديث، صدوقا، شهد له أهل العلم والفضل بذلك. وكان صاحب ضحك ومزاح، وكان له خبرة في تعبير الرؤيا. ترجمته في "طبقات ابن سعد"(7/ 193 - 206) و "الحلية"(2/ 263 - 282)"تاريخ بغداد"(5/ 331)"وفيات الأعيان "(4/ 181)"التذكرة"(1/ 73)"السير"(4/ 606 - 622)"شذرات"(1/ 138).

• عبيد بن عمير بن قتادة، الليثي، الجندعي، المكي، أبوعاصم (م 74 هـ) ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من ثقات التابعين وأئمتهم بمكة وكان يذكر الناس، فيحضر ابن عمر مجلسه. ترجمته في "طبقات ابن سعد"(5/ 463 - 464)""الحلية" (3/ 266 - 279) "السير" (4/ 156 - 157).

ص: 159

........................................................

= • وهب بن منبه، أبو عبد الله، الأبناوي، الصنعاني (م 110 - وقيل غيره) العلامة، الأخباري القصصي. روى عن جمع من الصحابة والتابعين، وروايته للمسند قليلة، وإنما غزارة علمه في الإسرائيليات، ومن صحائف أهل الكتاب. ترجمته في "طبقات ابن سعد"(5/ 543)"الحلية"(4/ 23 - 81)"وفيات الأعيان"(6/ 37)"السير"(4/ 544 - 556)"شذرات"(1/ 150).

• حبيب بن أبي ثابت، أبو يحيى القرشي الأسدي مولاهم (م 119 هـ) كان من أئمة العلم، حافظا، فقيها. ترجمته فى "طبقات ابن سعد"(6/ 320)"السير"(5/ 288 - 291)"التذكرة"(1/ 116)"شذرات"(1/ 156).

• الأوزاعي = عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد، أبو عمرو (م 157 هـ). كان جمع العبادة، والعلم والقول بالحق. قال فيه مالك: الأوزاعى إمام يقتدى به، وقال إسحاق بن راهويه: إذا اجتمع الثوري والأوزاعى ومالك على أمر فهو سنة. قال الذهبي: كان الأوزاعى كبير الشان. وهو عالم أهل الشام ترجمته في "طبقات ابن سعد"(7/ 488)"المعرفة والتاريخ"(2/ 390 - 397، 408 - 410)"الجرح والتعديل"(1/ 184 - 219)"الحلية"(6/ 135 - 139). "وفيات الأعيان"(3/ 127 - 128)"التذكرة"(1/ 178 - 185)"السير"(7/ 107 - 134)"شذرات"(1/ 241 - 242).

• مالك هو ابن أنس بن مالك بن أبي عامر، الأصبحي، الإمام أبو عبد الله (م 179 هـ) إمام دار الهجرة، شيخ الإسلام، حجة الأمة، عالم أهل الحجاز. لم يكن بالمدينة عالماً من بعد التابعين يشبه مالكاً في العلم، والفقه، والجلالة، والحفظ. ترجمته في "الحلية"(6/ 316 - 355)"ترتيب المدارك"(1/ 102 - 254)"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (2/ 75 - 79)"وفيات الأعيان"(4/ 135 - 139)"التذكرة"(1/ 107 - 213)"السير"(8/ 48 - 135)"الديباج المذهب "(1/ 55 - 139)"شذرات"(2/ 12 - 15)، وراجع لقوله في الإيمان "السير"(8/ 101).

• سفيان بن عيينة الهلالي، أبو محمد، الكوفي، ثم المكي (م 196 هـ). الإمام الكبير، حافظ عصره، طلب الحديث وهو غلام، ولقي الكبار وحمل عنهم علماً جماً. وأتقن، وجود، وجمع وصنف، وازدحم الخلق عليه، وانتهى إليه علو الإسناد. وهو قرين مالك الإمام.

قال الإمام الشافعي: لولا مالك وسفيان بن عيينة لذهب علم الحجاز. ترجمته في "طبقات ابن سعد"(5/ 497 - 498)"الجرح والتعديل"(1/ 23 - 54)"الحلية"(7/ 270 - 318)"السير"(4/ 458 - 474)"وفيات الأعيان"(2/ 391 - 393)"شذرات"(1/ 354).

وراجع لقوله في الإيمان "السير"(8/ 468).

• الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر، أبوعلي، التميمي، اليربوعي، الخراساني (م 187 هـ) الإمام، الزاهد، القدوة، كان ثقة، نبيلاً، فاضلاً، عابداً، ورعاً، كثير الحديث.

قال الرشيد: ما رأيت في العلماء أهيب من مالك، ولا أورع من الفضيل. ترجمته في "طبقات الصوفية"(6 - 14)"الحلية"(8/ 84 - 139)"وفيات الأعيان"(4/ 47 - 50)"التذكرة"(1/ 245)"السير"(8/ 421 - 448)"شذرات"(1/ 361). =

ص: 160

الحنفية وعطاء بن أبي رباح والحسن وابن سيرين وعبيد بن عمير ووهب بن منبه وجيب بن أبي ثابت وغيرهم من أئمة المسلمين: الأوزاعي ومالك وسفيان بن عيينة والفضيل بن عياض والشافعي وأحمد بن حنبل واسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد ابن إسماعيل البخاري وغيرهم رحمهم الله:

[66]

أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، حدثنا أبو العباس، أخبرنا الربيع قال: قال

=. الشافعي، هوالإمام أبو عبد الله، محمد بن إدريس، الشافعي، القرشي المطلبي (م 204 هـ) الإمام، عالم الحديث، ناصر السنة، فقيه الأمة، دون العلم، وصنف التصانيف ودافع عن الحق، وألف في أصول الفقه وفروعه. وذاع صيته. وتكاثرت عليه الطلبة، ترجمته في "الحلية"(9/ 163 - 191)"تاريخ بغداد"(2/ 56 - 73)"معجم ياقوت"(17/ 281 - 327)"وفيات الأعيان"(4/ 163 - 169)"الوافي"(2/ 171 - 178)"السير"(10/ 5 - 99). وانظر فيه مصادر أخرى لترجمته. وللبيهقي "مناقب الشافعي" مطبوع بتحقيق الأستاذ السيد صقر، وقوله أخرجه المؤلف في "الاعتقاد"(99).

• أحمد بن محمد بن حنبل، الإمام، أبو عبد الله، الشيباني، المروزي (م 241 هـ) الإمام العلم، شيخ الإسلام حقا، سيد الحفاظ، لم يكن أحد أعلم بفقه الحديث ومعانيه منه، جاهر بالحق أمام السلطان، وثبت وابتلي بالمحنة فلم تزده إلا ثباتاً، وأصبح معياراً للفصل بين الحق والباطل. ترجمته في "طبقات ابن سعد"(7/ 354)"الجرح والتعديل"(1/ 292 - 313)"الحلية"(9/ 161 - 233)"السير"(1/ 177 - 358). وانظر فيه مصادر أخرى لترجمته.

وقوله في الإيمان نقله الذهبي في"السير"(1/ 287)، وللإمام رسالة في الإيمان.

• إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، أبويعقوب، الحنظلي، المروزي (م 238 هـ) المعروف باسحاق ابن راهويه، شيخ المشرق، سيد الحفاظ. كان قرين أحمد بن حنبل الإمام، وقال فيه أحمد: لا أعرف لإسحاق في الدنيا نظيراً. قال الذهبي: كان مع حفظه إماماً في التفسير، رأساً في الفقه، من أئمة الاجتهاد. ترجمته في "الحلية"(9/ 234 - 238)"تاريخ بغداد"(6/ 345 - 355)"طبقات الحنابلة"(1/ 109)"وفيات الأعيان"(11/ 99 - 201)"التذكرة"(2/ 433)"السير"(11/ 358 - 382)"الوافي"(8/ 386 - 388)"شذرات"(2/ 89).

• محمد بن إسماعيل، البخاري، أبو عبد الله (م 256 هـ) صاحب "الجامع الصحيح" أصح الكتب بعد كتاب الله. وأمير المؤمنين في الحديث، له ترجمة طويلة في "السير"(12/ 391 - 466). وانظر هناك مصادر أخرى وراجع لهذه الأقوال "شرح السنة" للالكائي (2/ 830 - 851).

[66]

إسناده: رجاله ثقات.

• أبو سعيد بن أبي عمرو= محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان، الصيرفي النيسابوري (م 421 هـ). كان والده أبو عمرو مثريا، وكان ينفق على الأصم- أي أبي العباس- فكان لا يحدث حتى يحضر محمد هذا. وان غاب عن سماع جزء، أعاده له، فاكثر عنه جدا. وهو ثقة، مأمون. انظر ترجمته في "السير"(17/ 350)"شذرات"(3/ 220). =

ص: 161

الشافعي رحمه الله تعالى في مسألة ذكرها في كتاب "السير""الصلاة من الإيمان".

وقال: في التسمية على الذبيحة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: "ولا أكره

(1)

مع التسمية على الذبيحة أن يقول: صلى الله على رسوله بل أحبه له، لأن ذكر اللّه والصلاة على رسول الله إيمان بالله وعبادة له يؤجر عليها إن شاء الله تعالى من قالها".

وروينا، عن يوسف بن عبد الأحد، عن الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول: "الإيمان قول وعمل يزيد وينقص"

[67]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا الزبير بن عبد الواحد، حدثني يوسف

فذكره.

[68]

أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبوعلي الحسين بن صفوان، حدثنا عبد الله

=. أبو العباس، هو الأصم. محمد بن يعقوب.

• الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المرادي، المصري (م 170 هـ) صاحب الإمام الشافعي، وناقل علمه. قال الذهبي في "السير" (12/ 588) ما هو بمعدود في الحفاظ وإنما كتبته في "التذكرة" (2/ 586) وهنا لإمامته وشهرته بالفقه والحديث. وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: ثقة، من الحادية عشرة (د س ق).

(1)

راجع "السنن الكبرى"(9/ 285) حيث بوب المؤلف "للصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الذبيحة" وذكر نفس الأثر. وذكر حديث عبد الرحمن بن عوف في فضيلة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وسيأتي في الخامس عشر من شعب الإيمان وهو في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم واجلاله وتوقيره، في باب "ذكر الصلاة والتسليم عليه لما جرى ذكره".

[67]

. الزبير بن عبد الواحد بن محمد بن زكريا، أبو عبد الله الأسد أباذي (م 347 هـ) رحال، جوال. كان من الصالحن المذكورين والحفاظ، صنف الشيوخ والأبواب. وقال الخطيب: كان حافظا، متقنا، مكثرا. انظر ترجمته في "السير"(15/ 570)"التذكرة"(3/ 900)"تاريخ بغداد"(8/ 472)"الأنساب"(1/ 201). والأثر أخرجه الحاكم في "مناقب الشافعي" قاله الحافظ في "الفتح"(1/ 47) وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(9/ 115) في ترجمة الشافعي وفيه "يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية" ثم تلا هذه الآية {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} (المدثر 74/ 31). وأخرجه المؤلف في "الاعتقاد"(99) بنفس السند.

[68]

إسناده: رجاله موثقون وفي بعضهم كلام.

• أبوعلي الحسين بن صفوان بن إسحاق بن إبراهيم البرذعي (م 340 هـ) والبرذعي (بالذال العجمة) نسبة إلي برذاع الحمير وعملها. صدوق روى عن ابن أبي الدنيا كتبه ومصنفاته. انظر "السير"(15/ 442)"الأنساب"(2/ 153)"تاريخ بغداد"(8/ 54)"شذرات"(2/ 356). =

ص: 162

ابن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا إبراهيم بن سعيد، حدثنا عبد الصمد بن النعمان، حدثنا هارون البربري، عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: "الإيمان قائد والعمل سائق والنفس حرون

(1)

فإذا ونى قائدها لم تستقم لسائقها، وإذا ونى سائقها لم تستقم لقائدها ولا يصلح هذا إلا مع هذا حتى تقدم على الخير الإيمان بالله مع العمل لله، والعمل للّه مع الإيمان بالله". تابعه قبيصة بن عقبة، عن هارون.

[69]

أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا محمد بن

=. عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان، المعروف بابن أبي الدنيا، القرشي (م 281 هـ) صاحب التصانيف السائرة: كان مؤدب المعتضد، صدوق. حافظ. انظر "السير"(13/ 397 - 405)"تاريخ بغداد"(10/ 89 - 91)"التذكرة"(2/ 677 - 679)

• إبراهيم بن سعيد الجوهري، أبو إسحاق، الطبري (م 249 أو بعده) ثقة، حافظ. تكلم فيه بلا حجة. من العاشرة (م-4).

• عبد الصمد بن النعمان، البغدادي البزار (م 216 هـ) وثقه يحيى بن معين، والعجلي، وقال الدارقطني: ليس بالقوي وكذا قال النسائي. راجع "الميزان"(2/ 621)"واللسان"(4/ 23) وذكره ابن حبان في الثقات و (8/ 415).

• هارون البربري، أبو محمد، مولى آل المغيرة. قيل اسم أبيه إبراهيم، و قيل ميمون. ثقة،

ثبت، من السادسة. وتع اسمه محرفا في جميع النسخ. ففي الأصل "هارون اليزيد" وفي (ن)"اليزيدى" وفي المطبوعة "البريدى".

• عبد الله بن عبيد بن عمير، الليثي المكي (م 113 هـ) ثقة. من الثالثة. استشهد غازيا. (م-4) وفي (ن) والمطبوعة "عبد الله عن عبيد الله بن عمير".

• قبيصة بن عقبة بن محمد بن سفيان السوائي، أبوعامر الكوفي (م 215 هـ) صدوق، ربما خالف. من التاسعة (ع).

والأثر أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 354) في ترجمة عبد الله بن عبيد بن عمير من طريق أبي إدريس عن هارون عنه، وفيه "الهوى" بدل "الإيمان" وينتهي عند قوله "لا يصلح هذا إلا مع هذا حتى يردا معا"، وأخرج بنحوه من قول وهب بن منبه (4/ 31). وأخرجه اللالكائي في "شرح السنة"(2/ 846 رقم 1579).

(1)

في المطبوعة "حروف"(بالفاء) و "حرون ": صعب الانقياد. و "ونى" فتر، وضعف.

[69]

إسناده: ضعيف.

• محمد بن إسحاق الصغاني (بفتح الهملة ثم المعجمة)، أبو بكر (م 270 هـ) ثقة، ثبت. من الحادية عشرة (م- 4).

• يعلى بن عبيد = الطنافسي.

• أبوسنان، عيسى بن سنان القسملي (بفتح القاف وسكون الهملة وفتح الميم وتخفيف اللام) الفلسطيني. لين الحديث. من السادسة (ت س).

• الضحاك بن مزاحم الهلالي. صدوق، كثير الإرسال. من الخامسة (4).

ص: 163

إسحاق الصغاني، حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا أبوسنان، عن الضحاك في قول الله

(1)

: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} . قال: العمل الصالح

(2)

يرفع الكلام الطيب.

‌باب الاستثناء في الإيمان

[70]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن إبراهيم، عن علقمة قال: قال رجل عند عبد الله بن مسعود: "أنا

(3)

مؤمن".

قال

(4)

: "قل: إني في الجنة ولكنا نقول: أمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله".

[71]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن علي بن دحيم الشيباني، حدثنا إبراهيم

(1)

وفي (ن) والمطبوعة "قوله تعالى". والآية في سورة فاطر (35/ 10).

(2)

زيادة في الأصل. والخبر أخرجه ابن المبارك في "الزهد" عن أبي سنان (ص 30 رقم 90). ونسبه السيوطي في "الدر المنثور"(7/ 9) إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم أيضا. وروي مثله عن شهر بن حوشب ومجاهد. راجع " تفسير الطبري"(22/ 121) و"الزهد" لابن المبارك (ص 30).

[70]

إسناده: صحيح.

• أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب بن فضيل، المحبوبي المروزي (م 346 هـ) راوي جامع أبي عيسى الترمذي عنه، كانت الرحلهَ إليه في سماع الجامع. قال الحاكم: سماعه صحيح. راجع "السير"(15/ 537)"الوافي"(2/ 40)"الأنساب"(12/ 112)"شذرات" في (2/ 373).

• سعيد بن مسعود بن عبد الرحمن، أبو عثمان المروزي (م 271 هـ). أحد الثقات. ترجم له الذهبي في "السير" (12/ 504). والأثر أخرجه ابن أبي شيبة في "كتاب الإيمان" (ص 9 رقم 22) عن غندر عن شعبة بنحوه. وقال الألباني: موقوف صحيح الإسناد.

(3)

في (ن)"أخبرنا مؤمن".

(4)

في (ن) والمطبوعة " قال: لا، قل".

[71]

إسناده: صحيح.

• إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبسي، أبو إسحاق، الزهري، الكوفي (م 277 هـ) كان ثقة،

خيرا، فاضلا، دينا. صالحا. انظر ترجمته في "السير"(13/ 198)"تاريخ بغداد"(6/ 25).

والخبر أخرجه ابن أبي شيبة في " كتاب الإيمان" عن جرير عن منصور وعن أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم به مختصراً (ص 9 رقم 24)(ص 23 رقم 75) وليس فيه "إن شاء الله".

وأخرجه أبو عبيد في "الإيمان و عن جرير عن منصور به بلفظ المتن (ص 68 رقم 15).

ص: 164

ابن إسحاق الزهري، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم قال: قال رجل لعلقمة "أمؤمن أنت؟ قال: أرجو إن شاء الله".

وقد روينا هذا

(1)

عن جماعة من الصحابة والتابعين والسلف الصالح

(2)

رضي الله تعالى عنهم أجمعين. وروينا عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه خطبهم فقال: "أنتم المؤمنون أنتم أهل الجنة والله إني لأطمع أن يكون عامة من

(3)

تصيبون من أهل فارس والروم في الجنة لأن أحدهم يعمل لكم العمل فيقول أحسنت رحمك الله أحسنت بارك الله فيك". والله يقول

(4)

: {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} .

[72]

أخبرنا أبو محمد المؤملي، حدثنا أبو عثمان البصرى، حدثنا محمد بن عبد الوهاب أخبرنا يعلى بن عبيد، حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن سلمة بن سبرة قال: "خطبنا معاذ

فذكره".

(1)

سقط هذا، من (ن).

(2)

كذا في الأصل. وفي (ن) والمطبوعة "الصالحين".

(3)

وفي (ن) والمطبوعة "ما".

(4)

سورة الشورى (42/ 26).

[72]

إسناده: صحيح.

• أبو محمد المؤملي = الحسن بن علي بن المؤمل الماسرجي (م 407) كان ثقة، عدلا. والمؤملي نسبة إلى جده كما أن الماسرجي نسبة إلى جده الأكبر. انظر "المدخل"(26) نقلا عن "المنتخب من السياق" وراجع "الأنساب"(12/ 31). وفي المطبوعة لا الموصلي".

• أبو عثمان البصري= عمرو بن عبد الله بن درهم (م 334 هـ) قال الحاكم عن أبيه: ما رأيت مثل اجتهاده حضرا وسفرا. راجع "السير"(15/ 364).

• محمد بن عبد الوهاب بن حبيب بن مهران العبدي، أبو أحمد الفراء النيسابوري (م 272 هـ) ثقة، عارف. من الحادية عشرة (س).

• شقيق = ابن سلمة، أبووائل.

• سلمة بن سبرة عن معاذ، روى عنه أبووائل. منقطع. قاله البخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 2 / 78) وقال العجلي: كوفي، تابعي ثقة "الثقات"(ص 197) وذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 317). والخبر أخرجه الحاكم في التفسير من طريق جرير وعبد الله بن إدريس عن الأعمش به (2/ 444) وصححه ووافقه الذهبي وأخرجه الطبري في "تفسيره"(25/ 29) من طريق هشام عن الأعمش، وذكره ابن كثير في "تفسيره"(4/ 115) برواية ابن أبي حاتم. وأخرجه ابن أبي شيبة في "الإيمان"(11 رقم 23) عن عبد الله بن إدريس عن الأعمش به مختصراً. وأخرجه ابن الجعد في "مسنده"عن زهير عن الأعمش (2/ 968 رقم 2787).

ص: 165

وفي هذا الحديث

(1)

أنه يخاطب الجماعة

(2)

بذلك ولم يعين به شخصا وقد رجع في آخر الحديث إلى الاستثناء في دخول الجنة فقال: "إني لأطمع".

[73]

وأخبرنا أبو عبد الله بن عبد الله السديري، أخبرنا أبو حامد الخسروجردي حدثنا داود بن الحسين الخسروجردي، حدثنا حميد بن زنجويه، حدثنا أبو شيخ الحراني، حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن يسار قال: "بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا بالشام يزعم أنه مؤمن فكتب إلى أميره أن ابعثه إلي، فلما قدم عليه قال: أنت الذي تزعم أنك مؤمن قال: نعم

(3)

يا أمير المؤمنين قال: ويحك ومم ذاك؟ قال: أولم تكونوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصنافا: مشرك ومنافق ومؤمن فمن أيهم كنت؟ قال: فمد عمر يده إليه معرفة

(4)

لما قال حتى أخذ بيده".

[74]

وبإسناده، حدثنا حميد بن زنجويه، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عثمان بن الأسود قال: "قلت لعطاء بن أبي رباح الرجل يقول: لا أدري

(5)

(1)

سقط من الأصل والمطبوعة.

(2)

سقط من الأصل.

[73]

إسناده: حسن.

• محمد بن سلمة بن عبد الله، الباهلي مولاهم، الحراني (م 191 هـ) ثقة، من الثامنة (م-4).

• محمد بن إسحاق بن يسار، أبو بكر، المدني (م 150 هـ) إمام المغازي، صدوق يدلس، ورمي بالتشيع والقدر من صغار الخامسة (م-4).

• سعيد بن يسار، أبوالحباب (بضم المهملة وتخفيف الموحدة) المدني (م 117 هـ) ثقة، متقن، من الثالثة. (ع) ولا (ن) والمطبوعة "سعيد بن بشار". أخرجه ابن أبي شيبة في "الإيمان و عن ابن إدريس عن محمد بن إسحاق به (19 رقم 63) وابن إسحاق مدلس وقد ععنه.

(3)

في (ن) والمطبوعة نعم، والله! يا أمير المؤمنين".

(4)

كذا في جميع النسخ. وفي كتاب الإيمان "رضى" و وهو الصواب.

[74]

إسناده: لا بأس به.

• هشام بن عمار بن نصير (بنون مصغرا) السلمي الدمشقي (م 245 هـ) صدوق، مقرئ، كبر فصار يتلقن، فحديثه القديم أصح. من كبار العاشرة (خ-4).

• صدقة بن خالد الأموي، أبو العباس الدمشقي (م 171 هـ) ثقة. من الثامنة (خ د س ق).

• عثمان بن الأسود بن موسى المكي (م 150 هـ) ثقة، ثبت، من كبار السابعة (ع).

(5)

وفي (ن) والمطبوعة "مما أدري"

ص: 166

أمؤمن أنا أم لا؟ قال: سبحان الله قال الله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} فهو الغيب فمن آمن بالغيب

(1)

فهو مؤمن بالله".

قال: الإمام أحمد

(2)

رحمه الله تعالى: فهذا الذي روينا من إطلاق معاذ وما روي مرسلا من تصويب قول عمر وقول عطاء في تسمية من أمن بالله وبرسله بالمؤمن يرجع إلى الحال.

قال الحليمي

(3)

رحمه الله تعالى: لا ينبغي للمؤمن أن يمتنع من تسمية نفسه مؤمنا في الحال لأجل ما يخشاه من سوء العاقبة، نعوذ بالله منه، لأن ذلك، وان وقع وحبط ما قدم من إيمانه، فليس ينقلب الوجود منه معدوما من أصله وإنما يحبط أجره ويبطل ثوابه. وبسط الكلام في شرح ذلك.

وأما من أنكر من السلف إطلاق اسم الإيمان، فالوضع الذي يليق به ما قال: أن يقول الواحد: أنا مؤمن وأعيش مؤمنا وأموت مؤمنا وألقى اللّه مؤمنا ولا يستثني؛

ولذلك قال ابن مسعود: قل إني في الجنة لأن من مات مؤمنا كان في الجنة وليس كل من كان مؤمنا في ساعة من عمره أو يوما أو سنة كان في الجنة

(4)

فعلمنا أن عبد الله إنما قال هذا لمن اتكل على إيمانه فقطع بأنه مؤمن مطلق في عامة أحواله وأوقاته ولا يعيش إلا مؤمنا ولا يموت إلا مؤمنا ولم يكل أمره إلى الله عز وجل.

فأما قول المؤمن أنا الآن مؤمن فليس مما ينكر وإنما يصح الاستثناء إذا كان الخبر عن المستقبل خاصة فيكون المعنى أرجو أن يمن الله علي بالتثبت ولا يسلبني هدايته بعد أن آتانيها.

قال: وللاستثناء موضع آخر يصح فيه

(5)

ويحسن وهو أن يرد على كمال الإيمان

(1)

في (ن) والمطبوعة "فمن أمن فقد آمن بالله".

(2)

في الأصل "قال الإمام الحافظ أبو عبد الله البيهقي".

(3)

المنهاج (1/ 129).

(4)

في الأصل "في الجاهلية".

(5)

في (ن)"به".

ص: 167

لا على أصله وأسه

(1)

، كما روي أن رجلا

(2)

سأل قتادة: أمؤمن أنت؟ فقال: أما أنا فأؤمن بالله وملائكته وبكتبه

(3)

وبرسله وبالبعث بعد الموت وبالقدر خيره وشره وأما الصفة التي ذكرها الله عز وجل

(4)

: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ

} قرأ الآيات

(5)

إلي قوله {يُنْفِقُونَ. أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} . فلا أدري أنا منهم أو لا.

فقد أبان قتادة أنه

(6)

قد آمن الإيمان الذي يبعده عن الكفر، ولكنه لا يدري

(7)

استكمل الأوصاف التي حكى الله تعالى بها قوما من المؤمنن فاوجب لهم بها المغفرة والدرجات وكان ذلك تشككا منه فى الاستكمال الذي يوجب له الدرجات لا في مجانبة الكفر الذي يسقط عنه العذاب فمن وضع الاستثناء في أحد هذين الموضعين فليس من الشكاك.

قال أحمد

(8)

رحمه الله تعالى: وقد روينا معنى هذا عن الحسن البصري:

[75]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني أبو أحمد الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن

(1)

في (ن)"وآلته".

(2)

سقط من الأصل.

(3)

سقط من المطبوعة.

(4)

سورة الأنفال (8/ 2 - 4).

(5)

في (ن) والمطبوعة "قرأ الايات وكتبها".

(6)

كذا في الأصل. وفي النسختن "أنه قد آمن إيمان الذي".

(7)

سقط من الأصل.

(8)

فيالأصل "قال الحافظ أبو عبد الله البيهقي".

[75]

إسناده: ضعيف.

• أبو أحمد الحافظ = محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري الكرابيسي، الحاكم الكبير (م 378 هـ) مؤلف "كتاب الكنى"، كان من بحور العلم. قال الحاكم ابن البيع: هو إمام عصره في هذه الصنعة، كثير التصنيف، مقدم في معرفة شروط الصحيح، والأسامي والكني. انظر ترجمته في "السير"(16/ 370 - 376)"التذكرة"(3/ 976 - 979)"الوافي"(1/ 115)"شذرات"(3/ 93)

• محمد بن شادل (بالدال المهملة، وأخره لام) ابن علي، أبو العباس الهاشمي (م 311 هـ) كان صحيح الأصول، مقرئ، كان يختم القرآن كل ليلة وفي الأصول كلها "شاذان" ترجمته في.

"السير"(14/ 263)"والعبر"(2/ 155)"شذرات"(2/ 263).

• أحمد بن نصر بن زياد النيسابوري، الزاهد المقرئ، أبو عبد الله بن أبي جعفر (م 245 هـ) ثقة، فقيه، حافظ. من الحادية عشرة (س ت). =

ص: 168

شادل الهاشمي، حدثنا أحمد بن نصر المقري الزاهد، حدثنا عبد الله بن عبد الجبار الحمصي، أخبرنا بقية بن الوليد، عن تمام بن نجيح قال: سال رجل الحسن البصري عن الإيمان فقال: "الإيمان إيمانان، فإن كنت تسألني عن الإيمان بالله وملائكثه وكتبه ورسله والجنة والنار والبعث والحساب فأنا مؤمن".

وإن كنت تسالني عن قول الله عز وجل: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ

} الاية. إلى قوله {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} . فوالله ما أدري أنا منهم أو لا.

[76]

وأخبرنا أبو منصور الفقيه، أخبرنا أبو أحمد بن إسحاق الحافظ قال: سمعت أبا العباس الثقفي يقول: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: هذا قول الأئمة المأخوذ

(1)

في الإسلام والسنة بقولهم فذكر الحكاية

قال: "والإيمان يتفاضل والإيمان قول وعمل ونية والصلاة من الإيمان والزكاة من الإيمان والحج من الإيمان و اماطة الأذى عن الطريق من الإيمان".

=. عبد الله بن عبد الجبار الخبايري (بمعجمة وموحدة وبعد الألف تحتانية) أبو القاسم الحمصي (م 235) صدوق. من صغار التاسعة (د).

• تمام بن نجيح الأسدي الدمشقي ضعيف. من السابعة (دت). والأثر أخرجه المؤلف في "الاعتقاد"(ص 100) بنفس السند.

[76]

إسناده إلى قتبة بن سعيد: صحيح.

• أبو منصور، عبد القاهر بن طاهر البغدادي (م 429 هـ) أحد أعلام الشافعية، وصاحب التصانيف البديعة. كان أكبر تلامذة أبي إسحاق الإسفراييني، وكان يدرس في سبعة عشر فنا، ويضرب به المثل. انظر ترجمته في "السير"(17/ 572)"إنباه الرواه" للقفطي (2/ 185)"ابن خلكان"(3/ 203)"فوات الوفيات"(2/ 370).

• أبو العباس الثقفي = محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران المعروف بالسراج، الثقفي (م 313 هـ). صاحب "المسند الكبير" على الأبواب والتاريخ، كان من الثقات الأثبات، راجع ترجمته في "السير"(14/ 388 - 398)"التذكرة"(2/ 731 - 735)"تاريخ بغداد"(1/ 248 - 252)"الوافي"(2/ 187 - 188)"شذرات"(2/ 268).

• قتيبة بن سعيد بن جميل (بفتح الجيم) أبورجاء، الثقفي (م 204 هـ)، ثقة، ثبت. من العاشرة (ع).

(1)

وفي (ن) والمطبوعة "الموجودين".

ص: 169

ونقول: "الناس عندنا مؤمنون بالاسم الذى سماهم الله في الإقرار والحدود والمواريث ولا نقول حقا ولا نقول عند الله ولا نقول كإيمان جبريل وميكائيل لأن إيمانهما متقبل".

قال الإمام الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى

(1)

: وروينا عن وكيع أنه قال: كان سفيان الثوري يقول: "أنا مؤمن وأهل القبلة كلهم

(2)

مؤمنون في النكاح والدية والمواريث". ولا يقول: أنا مؤمن عند الله عز وجل والمراد بهذا والله أعلم أن اللّه تعالى يعلم إلى ما يصير أمره في الستقبل وهو لا يعلم فيكل الأمر فيما لا يعلم إلى عالمه ويخبر عما هو عليه في الحال وبالله تعالى التوفيق.

‌باب ألفاظ الإيمان

قال الله عز وجل

(3)

: {وَإِذْ

(4)

قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ تَعْبُدُونَ. إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ 0 وَجَعَلَهَا

(5)

كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ

} الآية.

قيل

(6)

: وهي قول لا إله إلا اللّه. وروينا، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال

(7)

: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل".

(1)

وفي (ن) والمطبوعة "قال الإمام أحمد"

(2)

زيادة من الأصل.

(3)

سورة الزخرف (43/ 26 - 28).

(4)

في (ن)"واذا".

(5)

وفي (ن) والمطبوعة "وترأها إلى قوله في عقبه".

(6)

روي عن ابن عباس، أخرجه عبد بن حميد. راجع "الدر المنثور"(7/ 373). وكذلك روي عن مجاهد وقتادة والسدي، راجع "تفسير الطبري"(25/ 63). وعن عكرمة والضحاك انظر "ابن كثير"(4/ 126).

(7)

قد مر برقم (4، 5).

ص: 170

[77]

أخبرنا أبوطاهر الفقيه أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي، حدثنا عبد الرحيم بن منيب، حدثنا جرير بن عبد الحميد، أخبرنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأعطين الراية غدا رجلا يحب ألله ورسوله يفتح الله عليه".

قال سهيل: "أحسبه خيبر".

قال عمر: "فما أحببت الإمارة قط حتى يومئذ فدعا عليا فبعثه".

ثم قال: "اذهب فقاتل حتى يفتح الله عليك ولا تلتفت".

قال علي رضي الله عنه: "على ماذا أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا عبده ورسوله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك

(1)

دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل". أخرجه مسلم في الصحيح

(2)

من وجه آخر، عن سهيل.

[77]، إسناده: ليس بالقوي.

• عبد الرحيم بن منيب لم أقف على من ترجمه. وذكر في "الأنساب" فيمن روى عنه صاحب الطوسى. وجاء في "السير""عبد الرحمن" وهو خطأ. وفي (ن) والمطبوعة "حدثنا جرير أبوطاهر الفقيه، أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي، أخبرنا عبد الرحيم بن عبد الحميد". وفي الأصل "جرير بن عبد الله".

(1)

في الأصل "عصموا منكم" ولكن ما أثبته هو في رواية مسلم، وهو مطابق للسياق.

(2)

في فضائل الصحابة عن قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب- يعني ابن عبد الرحمن القارئ - عن سهيل عن أبيه به (2/ 1871 - 1872). وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده"(هـ 320) وأحمد في "مسنده"(2/ 384) وفي "فضائل الصحابة"(2/ 602 رقم 1030) وابن سعد في "طبقاته"(2/ 110). عن وهيب عن سهيل به. وأخرجه أبو بكر القطيعي في "زوائد فضائل الصحابه" عن علي بن طيفور عن قتيبة بن سعيد به (2/ 659 رقم 1122) وابن منده في "كتاب الإيمان" من طريق أبي عوانة عن سهيل. وقال: "رواه جرير وعبد العزيز بن المختار ويعقوب (1/ 262) وأورده المؤلف في "الدلائل" (4/ 206) بنفس السند هنا. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (14/ 464) وأحمد في "فضائل الصحابة" (2/ 603 رقم 1030، 2/ 611 رقم 1044) وابن أبي عاصم في "السنة" (2/ 608 رقم 1377) وأبو بكر القطيعي في "زوائد فضائل الصحابة" (2/ 618 رقم 1056) كلهم من طريق حماد بن سلمة عن سهيل به.

وأخرجه الخطيب في "تاريخه"(8/ 5) من طريق حبيب كاتب مالك عن مالك عن سهيل به وحبيب ضعيف. وللحديث شواهد: =

ص: 171

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الأول: من حديث سهل بن سعد. أخرجه المؤلف في "الدلائل"(4/ 205) وفي "المدخل"(129 رقم 76) وقال: رواه البخاري ومسلم في الصحمِح عن قتيبة بن سعيد. (قلت) أخرجه البخاري في المغازي (5/ 76) وفضائل أصحاب النبي (4/ 207) ومسلم في الفضائل (2/ 1872). كما أخرجه البخاري في الجهاد (4/ 5) من وجه أخر عن أبي حازم عن سهل به. وأخرجه أحمد في "مسنده"(5/ 333) وفي "فضائل الصحابة"(2/ 607 رقم 1037) وأبونعيم في "الحلية"(1/ 62) والبغوي في "شرح السنة"(14/ 111). وراجع "المعجم الكبير"، للطبراني (6/ 156 رقم 5730، 187 رقم 5818، 231 رقم 5950، 205 رقم 5877، 242 رقم 5991). وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" و (12/ 69، 14/ 1469) من طريق يزيد بن كيسان أبي منين عن أبي حازم - فجعله من مسند أبي هريرة- وعلى هذا فيكون أبوحازم هو الأشجعي، لا الأعرج التمار لأنه لم يسمع من أبي هريرة. وأبومنين هذا صدوق يخطئ، قال أبو حاتم حي سئل: يحتج بحديثه؟ فقال: لا بعض ما ياتي به صحيح وبعض لا (الجرح والتعديل 9/ 285). وقال ابن حبان في "الثقات"(7/ 628): كان يخطئ ويخالف. لم يفحش خطؤه حتى يعدل به عن سبيل العدول. ولا أتى بما ينكر فهو مقبول إلا ما يعلم أنه أخطا فيه فيترك خطؤه كغيره من الثقات.

الثاني: من حديث سلمة بن الاكوع. أخرجه المؤلف في "الدلائل"(4/ 206) و"السنن"(6/ 362) وقال: رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد. راجع البخاري في فضائل أصحاب النبي (4/ 207) ومسلم (2/ 1872) كما أخرجه البخاري في المغازي من وجه أخر (5/ 76). وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(12/ 71) وابن سعد في "الطبقات"(2/ 110 - 111) وراجع "المعجم الكبير" للطبراني (7/ 14 رقم 6233، 18 رقم 6243، 34 رقم 6287، 39 رقم 6303، 40 رقم 6304).

الثالث: من حديث بريدة الأسلمي. أخرجه المؤلف في "دلائل النبوة"(4/ 210 - 211) وأخرجه أحمد في "المسند"(5/ 353 - 358) في "فضاثل الصحابة"(2/ 604 رقم 1036) وابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 658 رقم 1380) وهو صحيح وفي بعض طرقه ضعف، والحاكم في "المستدرك"(3/ 437).

الرابع: من حديث علي. أخرجه المؤلف في "الدلائل"(4/ 213). وأخرجه أحمد في "مسنده"(1/ 99) وابن أبي شيبة في "مصنفه"(14/ 464 - 465 - 469) وابن ماجه في المقدمة من سننه (1/ 43 رقم 117) وفي سنده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو ضعيف. وساقه الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 124) ونسبه للطبر اني في "الأوسط" وقال: إسناده حسن.

الخامس: من حديث سعيد بن أبي وقاص. أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(12/ 61 - 62) وأحمد في "مسنده"(1/ 185) وسنده صحيح.

السادس: من حديث أبي سعيد الخدري. أخرجه أحمد في "المسند"(3/ 16) وفي "فضائل الصحابة"(2/ 584 رقم 987) وسنده لا بأس به.

ص: 172

[78]

وفيما أنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازة، حدثنا أبو العباس الأصم، حدثنا الربيع قال: قال الشافعي رحمه الله تعالى: "الإقرار بالإيمان وجهان فمن كان من أهل الأوثان ومن لا دين له يدعي أنه دين نبوة، فإذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فقد أقر بالإيمان، ومتى رجع عنه قتل ومن كان على دين اليهودية والنصرانية

(1)

فهولاء يدعون دين موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام وقد بدلوا منه وقد أخذ عليهم فيه الإيمان بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكفروا بترك الإيمان به واتباع دينه مع ما كفروا به من الكذب على الله قبله ققد قيل لي إن فيهم من هو مقيم على دينه يشهد أن لا إله إلا الله ويشهد أن محمدا رسول الله ويقول لم يبعث إلينا، فإن كان فيهم أحد هكذا فقال أحد منهم: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لم يكن هذا مستكمل الإقرار بالإيمان حتى يقول وأن دين محمد حق أو فرض وأن محمدا رسول الله، وأبرأ مما خالف دين محمد صلى الله عليه وسلم أو دين الإسلام فإذا قال هذا فقد استكمل الإقرار بالإيمان" وبسط الكلام فيه.

وعلى قياس هذا كل من تلفظ بكلام محتمل لم يكن ذلك منه صريح إقرار بالإيمان حتى يأتي بما يخرجه عن حد الاحتمال.

وقد بسط الحليمي

(2)

رحمه الله تعالى الكلام في شرحه.

وقد ينعقد الإيمان بغير القول المعروف إذا أتى بما يؤدي معناه وما ذكرنا من الآية دلالة على ذلك.

قال البيهقي

(3)

رحمه الله تعالى: وقد روينا في حديث المقداد بن الأسود أنه قال:

"يا رسول الله أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ مني بشجرة فقال: أسلمت لله أقتله يا رسول الله بعد أن

[78] إسناده إلى الشافعي: صحيح.

(1)

سقط من المطبوعة.

(2)

راجع "المنهاج"(1/ 134 - 104).

(3)

في النسختين "قال الإمام أحمد".

ص: 173

قالها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتله" فقلت: يا رسول الله إنه قطع يدي ثم قال: ذلك بعد، أقتله؟ فقال:"لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وإنك بمنزلته قبل أن يقول: كلمته التي قال".

[79]

أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، حدثنا ابن بكير، حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، عن المقداد أنه قال: يا رسول الله

فذكره. أخرجاه في الصحيح

(1)

.

[79]، إسناده: صحيح رجاله ثقات.

• ابن بكير= يحيي بن عبد الله بن بكير، وينسب إلى جده فيقال يحيي بن بكير. ثقة.

• عطاء بن يزيد الليثي المدني (م 105 هـ)، ثقة، من الثالثة (ع).

• عبيد الله بن عدي بن الخيار القرشي، المدني، كان في الفتح مميزاً فعد فى الصحابة لذلك، وعده العجلي وغيره في ثقات التابعين (خ م د س).

(1)

فأخرجه البخاري في الغازي (5/ 19) من طريق ابن جريج، وفي الديات (8/ 35) من طريق يونس كلاهما عن الزهري به. وأخرجه مسلم في الإيمان عن قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح كلاهما عن الليث به (1/ 95) كما أخرجه من طرق أخرى عن الزهري به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" عن شبابة بن سوار عن الليث به (10/ 12،126/ 378) وأبوداود في كتاب الجهاد من "سننه" عن قتيبة عن الليث به (3/ 103) وعبد الرزاق في "مصنفه" عن معمر عن الزهري به (10/ 173) ومن طريقه أحمد (6/ 6،5) كما أخرجه من وجه (6/ 4).

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 246 - 251) وابن منده في "الإيمان"(1/ 201 - 203) من طرق عن ابن شهاب به. وأخرجه المؤلف في "السنن الكبرى" من طريق عبد الله بن المبارك عن يونس عن الزهري (8/ 195) وفي "الأسماء والصفات" من طريق عبد الرزاق (125). وأما قوله "فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله إلخ ". فقال الخطابي: معناه أن الكافر مباح الدم بحكم الدين قبل أن يسلم فإذا أسلم صار مصان الدم كالمسلم. فإن قتله المسلم بعد ذلك صار دمه مباحًا بحق القصاص كالكافر بحق الدين، وليس المراد إلحاقه بالكفر كما تقوله الخوارج من تكفير المسلم بالكبيرة. وحاصله اتحاد المنزلتين مع اختلاف الماخذ، فالأول أنه مثلك في صون الدم، والثاني أنك مثله في الهدر. ونقل ابن التين عن الداودي قال: معناه إنك صرت قاتلاً كما كان هو قاتلاً. قال: وهذا من المعاريض لأنه أراد الإغلاظ بظاهر اللفظ دون باطنه، وإنما أراد أن كلا منهما قاتل ولم يرد أنه صار كافراً بقتله إياه. وقال القاضي عياض: معناه إنك مثله في مخالفة الحق وارتكاب الإثم دن اختلف النوع في كون أحدهما كفرَا والآخر معصية. راجع "فتح الباري"(12/ 189 - 190)، وأما حديث عقبة بن مالك. فأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" =

ص: 174

وروينا في حديث عقبة بن مالك في قصة شبيهة بقصة المقداد غير أنه قال: "فقال إني مسلم". فذكر ما كان من النبي صلى الله عليه وسلم من إعراضه عن قاتله وقوله: "إن الله أبى من قتل مؤمنا".

‌فصل فيمن كفر مسلما

.

[80]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبوالوليد الفقيه، أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن بشر وعبد الله بن نمير قالا: حدثنا

= (10/ 126، 12/ 378 - 379) عن بشر بن عاصم الليثي قال: حدثني عقبة بن مالك الليثي قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فأغارت على القوم. فشذ رجل من القوم واتبعه رجل من السرية ومعه سيف شاهر، فقال الشاذ من القوم:"إني مسلم ". فلم ينظر فيما قال فضربه فقتله. فنمى الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولا شديداً. فبلغ القاتل، فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذ قال القاتل: والله يا نبي الله! ما قال الذي قال إلا تعوذا من القتل، فاعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم وعمن يليه من الناس. فعل ذلك مرتين، كل ذلك يعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يصبر أن قال الثالثة مثل ذلك، فاقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه تعرف المساءة في وجهه فقال:"إن الله أبى علىّ فيمن قتل مؤمنا" ثلاث مرات يقول ذلك. وأخرجه أحمد في "مسنده"(4/ 110، 5/ 289) وابن سعد في "الطبقات"(7/ 48 - 49) والنسائي في "الكبرى""تحفة الأشراف"(7/ 343) والطبراني في "الكبير"(17/ 355 - 356) و"الحاكم"(1/ 18 - 19) وصححه ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو يعلى فقال عقبة بن خالد بدل عقبة بن مالك، وقال الهيثمى: رجاله ثقات كلهم "مجمع الزوائد"(1/ 27). وهو عند المؤلف في "السنن الكبرى"(9/ 116).

[80]

إسناده: صحيح.

• أبوالوليد الفقيه، حسان بن محمد بن أحمد بن هارون النيسابوري (م 349 هـ)، فقيه شافعي صنف "الأحكام على مذهب الشافعي" وصنف "المستخرج على صحيح مسلم". قال الحاكم: هو إمام أهل الحديث بخراسان، وأزهد من رأيت من العلماء واعبدهم، راجع "السير"(15/ 492 - 495)"التذكرة"(3/ 895 - 897)"شذرات"(2/ 380).

• محمد بن بشير العبدي، أبو عبد الله (م 203 هـ)، ثقة، حافظ، من التاسعة (ع).

• عبيد اللّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، العمري المدني، أبو عثمان (م 147 هـ، ثقة، ثبت، قدمه أحمد بن صالح على مالك، في نافع، وقدمه ابن معين في القاسم عن عائشة على الزهري عن عروة عنها، من الخامسة (ع).

• نافع، أبو عبد الله المدني، مولى ابن عمر (م 117 هـ)، ثقة، ثبت، فقيه مشهور، من الثالثة (ع).

ص: 175

عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها

(1)

أحدهما". رواه مسلم في الصحيح

(2)

، عن أبي بكر بن أبي شيبة وفي رواية

(3)

عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر:"إن كان كما قال وإلا رجعت إليه".

قال: الحليمي

(4)

رحمه الله تعالى: إذا قال ذلك مسلم لمسلم فهذا على وجهين: إن أراد أن الدين الذي يعتقده كفر كفر بذلك وإن أراد أنه كافر في الباطن ولكنه يظهر الإيمان نفاقا لم يكفر وإن لم يرد شيئا لم يكفر لأن ظاهره أنه رماه بما لا يعلم في نفسه مثله.

قال البيهقي

(5)

رحمه الله تعالى: قد روينا

(6)

عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى

(1)

في المطبوعة "يأتها".

(2)

في الإيمان (1/ 79 رقم 111). أخرجه أحمد في "مسنده" عن ابن نمير وحماد بن أسامة عن عبيد الله به (2/ 142). وأخرجه البخاري في الأدب (7/ 97) من طريق مالك عن عبد الله بن دينار ولفظه: "أيما رجل قال لأخيه يا كافر

" وهو عند مالك في "الموطأ" (ص 984).

وأخرجه الترمذي في "الإيمان"(5/ 22) وأحمد في "مسنده"(2/ 113) والبغوي في "شرح السنة"(13/ 131). وأخرجه أحمد من وجوه أخرى عن عبد الله بن دينار (2/ 18، 47، 112،60).

(3)

ساقها مسلم من طرق عن إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار (1/ 79). وأخرجه أحمد نحوه من طريق شعبة عن عبد الله بن دينار (2/ 44) وكذا ابن الجعد في "مسنده"، (2/ 685 رقم 1955) ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (13/ 131). وأخرج أحمد أيضا نحوه من طريق صخر بن جويرية عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم (2/ 105). وله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه البخاري في الأدب من "صحيحه" (7/ 97). ومعنى الحديث: أن المقول له إن كان كافرا كفرا شرعيا فقد صدق القائل وذهب بها المقول له، وان لم يكن، رجعت للقائل معرة ذلك القول واثمه.

قال الحافظ ابن حجر: وهو من أعدل الأجوبة وقد أخرج أبودواد عن أبي الدرداء بسند جيد رفعه: "إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتعلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتأخذ يمنة ويسرة، فإن لم تجد مساغا رجعت إلى الذىِ لعن، فان كان أهلا وإلا رجعت إلى قائلها"(5/ 210). وله شاهد عند أحمد من حديث ابن مسعود بسند حسن (1/ 408).

وآخر عند أبي داود (5/ 212) والترمذي (4/ 350) عن ابن عباس، ورواته ثقات. "فتح الباري"(10/ 466 - 467).

(4)

راجع "المنهاج"(1/ 143).

(5)

في (ن) والمطبوعة "أحمد".

(6)

سيأتي في السادس والستين من شعب الإيمان وهو باب في مباعدة الكفار والمفسدين والغلظ عليهم.

ص: 176

عنه أنه قال في حاطب بن أبي بلتعة حين خان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكتابة إلى مكة: "دعني أضرب عنق هذا المنافق".

فسماه عمر منافقا ولم يكن منافقا فقد صدقه

(1)

النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخبر عن نفسه، ولم يصر به عمر كافرا لأنه أكفره بالتاويل وكان ما ذهب إليه عمر يحتمل.

‌باب القول في إيمان المقلد والمرتاب

المقلد من تدين ما تدين لأنه دين آبائه وقرابته وأهل بلده وليس عنده وراء ذلك حجة ياوي إليها.

والمرتاب من يقول: اعتقدت الإسلام وتابعت أهله احتياطا لنفسي فإن كان حقا فقد فزت وإن لم يكن ذلك شيء لم يضرني

(2)

وواحد من هذين ليس بمسلم.

وبسط الحليمي

(3)

رحمه الله تعالى فيه الكلام قال: والمؤمن الذي ليس بمقلد رجلان: أحدهما: الذي عرف الله، تعالى جده، بالدلائل والحجج معرفة تامة لا شك معها وعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجج الدالة على صدقه ثم اعترف باللّه ورسوله، وقبل عن رسوله جميع ما جاء به من عنده وأسلم نفسه بالطاعة له فيما أمره به ونهاه عنه.

والآخر: من يؤمن بالله إجابة لدعوة نبيه بعد قيام الحجة على نبوته وبسط الكلام فيه إلى أن قال: ثم ينظر فإن كان المؤمن قبل أن آمن يثبت الله تعالى جده إلا أنه يلحد في أسمائه وصفاته كان إيمانه الحادث ترك ذلك الإلحاد لما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم ويدعوه إليه.

و إن كان قبل ذلك لا يدين دينا

(4)

ويرى أن لا صانع للعالم وأنه لم يزل على ما هو عليه الآن فوجه إيمانه بالله لدعوة نبيه هو أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن للعالم إلها واحدا لم يزل ولا يزال ولا يشبه شيئا قادرا لا يعجزه شيء عالما حكيما كان ولا شيء غيره وأبدع كل موجود سواه واخترعه اختراعا لا من أصل وأنه أرسله إلى الناس ليعرفه إليهم وينبههم على آثار خلقه التي يرونها ويغفلون

(5)

عنها ويدعوهم إلى طاعته وعبادته،

(1)

في النسختين "صدق".

(2)

في (ن) والمطبوعة "لم ضر".

(3)

راجع "المنهاج": باب في إيمان المقلد والمرتاب (1/ 145 - 150).

(4)

في (ن) والمطبوعة "دنياوي".

(5)

في النسختين "يعقلون".

ص: 177

وأن دلالته على صدقه هي ما أيده به من كذا وكذا مما لا يستطيع الناس وإن تظاهروا أن يأتوا بمثله، وإنه إذا كان وأحد من الناس يجمعه وإياهم البشرية ثم يجمعه وأهل بلده الهواء والأرض والماء، وكان ما عدا هذا الذي يذكر أنه أمد به ليكون دلالة على صدقه لا يباين

(1)

فيه أحدا من الناس ويحتاج من الطعام والشراب إلى مثل ما يحتاجون إليه، ولا يقدر من الأشياء المعتادة إلا على مثل ما يقدرون عليه ويعجز عما يعجزون عنه، وجب أن يعلموا أنه من فعل هذا

(2)

الذي اختص به مما هو خارج عن قضية العادات، عاجز مثلهم وإنه وإن

(3)

كان عاجزا عنه وقد وجد به وظهر على يده حق أنه ليس من صنعه ولكن من صنع غيره، ولا جائز أن يكون ذلك الغير من جنسه أو مثله أو في القدرة نظيره إذ لو كان كذلك لاستحال وجوده (من غيره كما استحال وجوده)

(4)

منه.

وفي ذلك ما يوجب أن يكون من صنع صانع لا يفعل الأشياء بمثل القوة والقدرة التي بها يصنع

(5)

الصناع المشاهدون، وأنه كما لم شبه صنعه صنعهم فكذلك هو غير مشبه إياهم ولا جائز عليه من معاني النقص ما هو جائز عليهم، فانتظمت حجته هذه إثبات

(6)

الصانع على من يجهله ولا يعترف به، وإثبات رسالته من عنده فمن أستسلم لحجته وصدقه في جميع قوله وأمن بجملة دعوته كان إثبات الرسول والمرسل منه معا في مقام واحد.

فهذا وجه الإيمان بالله إجابة لدعوة رسوله إليه وهذا إجابة بحجة ومن هذا الوجه كان إيمان عامة المستجيبين للأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم.

ثم قد كان فيهم من تنبه بعد فرأى ونظر وبحث فبصره

(7)

الله من الدلائل ما شد به أزره وعصم دينه وقوى يقينه وطلب من هذا العلم ما ينصر به الدين ويجادل به أعداءه وينتصب

(8)

به للدفع عنه.

(1)

في المطبوعة "لأننا نرقبه"

(2)

في النسخ كلها "من فعل هذا الاله الذي" والتصحيح من "المنهاج".

(3)

في المنهاج "وأنه إذا" وهو الأصح.

(4)

سقطت العبارة بين العلامتلان من "ن".

(5)

وفي (ن)"صنع الصانع المشاهدات".

(6)

في (ن)"أمارات".

(7)

في (ن) والمطبوعة "فنصره الله".

(8)

في المنهاج "ينتصر".

ص: 178

[81]

أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد المقرئ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق، حدثنا يوسف بن يعقوب، حدثنا نصر بن علي، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعن عبيد اللّه بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وعن عروة بن الزبير رضي الله عنه وصلب الحديث، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "إن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتن أصحابه بمكة أشار عليهم أن يلحقوا بأرض الحبشة فذكر الحديث بطوله

إلى أن قال: فكلمه جعفر يعني النجاشي قال: كنا على دينهم- يعني دين أهل مكة- حتى بعث الله عز وجل فينا رسولا نعرف نسبه وصدقه وعفافه فدعانا إلى أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا ونخلع ما يعبد قومنا وغيرهم من دونه، وأمرنا بالمعروف، ونهانا عن المنكر وأمرنا بالصلاة والصيام والصدقة وصلة الرحم وكل ما يعرف من الأخلاق الحسنة وتلا علينا تنزيلا جاءه من الله عز وجل لا يشبهه شئ غيره، فصدقنا وأمنا به وعرفنا أن ما جاء به هو الحق من عند الله عز وجل قال: ففارقنا عند ذلك قومنا وأذونا وفتنونا فلما بلغ منا ما يكره ولم نقدر على الامتناع، أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بالخروج إلى بلادك اختيارا لك على من سواك لتمنعنا منهم. فقال النجاشبى: هل معكم مما أنزل عليه شيء تقرءونه علي؟ قال جعفر: نعم فقرأ {كهيعص} فلما قرأها بكى النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم وقال النجاشي: إن هذا الكلام والكلام الذي جاء به عيسى

ليخرجان من مشكاة واحدة".

[81] إسناده: رجاله ثقات إلا أني لم أجد ترجمة لشيخ البيهقي.

• نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي (م 250 هـ) ثقة، ثبت، من العاشرة. طلب القضاء فامتنع (ع)

• وهب بن جرير بن حازم، الأزدي، أبو عبد الله البصري (م 206 هـ) ثقة، من التاسعة (ع)،

• عبيد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، أبو عبد الله المدني (م 94 هـ) ثقة، فقيه، ثبت. من الثالثة (ع)،

• عروة بن الزبير بن العوام الأسدي، أبو عبد الله، المدني (م 94 هـ) ثقة، فقيه، مشهور. من الثانية

(ع). والحديث أخرجه المؤلف بكامله في "دلائل النبوة"(2/ 301 - 306). وأخرجه أحمد في "مسنده"(1/ 201 - 203، 5/ 290 - 292). وهو عند ابن هشام في "السيرة"(1/ 334 - 338) وابن كثير في "البداية والنهاية"(3/ 72 - 76).

ص: 179

[82]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا فضيل بن عبد الوهاب، حدثنا شريك، عن سماك، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بم كنت نبيا؟ قال: أرأيت إن دعوت شيئا من هذه النخل

(1)

فأجابني تؤمن بي؟ قال: نعم. فدعاه فأجابه فاَمن به وأسلم".

وكذا رواه محمد بن سعيد بن الأصبهاني، عن شريك وأتم من هذا

(2)

، ورواه أيضا عن الأعمش، عن أبي ظبيان وقد ذكرنا شواهد هذا في كتاب "دلائل النبوة"

(3)

، وذكرنا فيه من إيمان من أمن حين وقف على صدق النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزته ما يكشف عن صحة ما قاله الحليمي رحمه الله تعالى.

[82] إسناده: حسن.

• العباس بن محمد بن حاتم الدوري (بضم الدال وسكون الواو) أبوالفضل البغدادي (م 271 هـ) ثقة، حافظ. من الحادية عشرة (4). وراجع ترجمته في "السير"(12/ 522 - 524)، "تاريخ بغداد"(12/ 144 - 146)، "التذكرة"(2/ 579).

• فضيل بن عبد الوهاب بن إبراهيم الغطفاني، أبو محمد القناد (بالقاف وتشديد النون)، السكري، الكوفي. ثقة. من العاشرة (د)، وفي المطبوعة "فضيل بن عبد الله".

• سماك (بكسر المهملة وتخفيف اليم) ابن حرب بن أوس، الذهلي الكوفي. أبوالمغيرة (م 123 هـ)، صدوق. وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بأخرة، فكان ربما يلقن. من الرابعة (م- 4).

• محمد بن سعيد بن سليمان، الكوفي، أبو جعفر، ابن الأصبهاني (م 220 هـ)، يلقب حمدان، ثقة، ثبت. من العاشرة (خ ت).

وحديثه أخرجه الحاكم في المستدرك و قال: أخبر نا أبو بكر بن إسحاق، أنبا علي بن عبد العزيز، ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، عن شريك به (2/ 620) ومن طريقه المؤلف في "الدلائل" (6/ 15) وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وذكره ابن كثير في"تاريخه"(1/ 2/ 3) برواية المؤلف وساقه البخاري في "تاريخه"(ق 21/ 3)، فقال: قال محمد بن سعيد:

ثنا شريك، ومن طريقه أخرجه الترمذي في "سننه"(5/ 594)، وقال: حسن غريب صحيح.

أما رواية الأعمش عن أبي ظبيان فاوردها المؤلف في "دلائل النبوة" من طريق أبي معاوية عنه (6/ 15)، وأخرجه أحمد في "مسنده"(1/ 223)، ومن طريق أبي عبيدة عن الأعمش (6/ 16)

وساقه ابن كثير في "تاربخه"(6/ 124 - 125).

(1)

في (ن)"النخل".

(2)

في (ن) والمطبوعة "منه".

(3)

راجع الجزء السادس منه.

ص: 180

[83]

أخبرنا أبوطاهر الفقيه أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، أخبرنا أحمد بن يوسف السلمي، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، حدثنا سفيان، عن جعفر بن برقان، عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه

(1)

أنه سأله رجل عن شيء من الأهواء فقال: "عليك بدين الأعرابي والغلام في الكتاب والْهُ عمن سواه).

قال: الإمام البيهقي

(2)

رحمه الله تعالى: وهذا الذي قاله عمر بن عبد العزيز وقال غيره من السلف في النهي عن الخوض في مسائل الكلام فإنما هو لأنهم رأوا أنه لا يحتاج إليه لتبين صحة الدين في أصله، إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما بعث مؤيدا بالحجج فكانت مشاهدتها للذين شاهدوها وبلاغها المستفيض لمن

(3)

بلغه كافيا في إثبات التوحيد والنبوة معا عن غيرها، ولم يأمنوا إن توسع الناس في علم الكلام أن يكون فيهم من لا يكمل عقله ويضعف رأيه فيرتبك في بعض ضلالة

(4)

الضالين وشبه الملحدين، ولا يستطيع منها مخرجا كالرجل الضعيف غير الماهر بالسباحة إذا وقع في ماء غامر قوي لم يؤمن أن يغرق فيه ولا يقدر على التخلص منه، ولم ينهوا عن علم الكلام لأن عينه مذموم أو غير مفيد، وكيف يكون العلم الذي يتوصل به إلى معرفة

[83] إسناده: رجاله ثقات.

• أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن بن خليل، النيسابوري القطان (م 332 هـ)، مسند خراسان، شيخ صالح، انظر "السير"(15/ 318)"الأنساب"(15/ 451)"الوافي"(2/ 372)"شذرات"(2/ 332).

• أحمد بن يوسف بن خالد، أبو الحسن السلمي، النيسابوري، يلقب بحمدان (م 264 هـ)، كان محدث خراسان في عصره، حافظ، ثقة، من الحادية عشرة (د س ق)، راجع ترجمته في "السير"(12/ 384).

• محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان، الضبي الفريابي (بكسر الفاء وسكون الراء بعدها تحتانية وبعد الألف موحدة)(م 212 هـ)، ثقة، فاضل، يقال: أخطا في شيء من حديث سفيان، وهو مقدم فيه مع ذلك على عبد الرزاق، من التاسعة (ع).

• سفيان = هو الثوري.

• جعفر بن برقان (بضم الموحدة وسكون الراء بعدها قاف) الكلابي، أبو عبد الله الرقي (م 150 هـ)، صدوق، يهم في حديث الزهري. من السابعة (م-4).

(1)

زيادة في ا لأصل.

(2)

في (ن) والمطبوعة "أحمد".

(3)

في النسخ "ومن" وما أثبته في "المنهاج".

(4)

كذا في الأصل، وفي (ن) والمطبوعة "صلاته" وفي المنهاج "ضلالات" وهو الأصوب.

ص: 181

الله عز وجل وعلم صفاته ومعرفة رسله والفرق بين النبي الصادق

(1)

وبين المتنبئ الكاذب عليه مذموما أو مرغوبا عنه؟ ولكنهم لإشفاقهم على الضعفاء أن لا يبلغوا ما يريدون منه فيضلوا، نهوا عن الاشتغال به.

ثم بسط الحليمي رحمه الله تعالى الكلام في التحريض على تعلمه إعدادا لأعداء الله عز وجل، وقال

(2)

غيره في نهيهم عن ذلك: إنما هو لأن السلف من أهل السنة والجماعة كانوا يكتفون بمعجزات الرسل صلوات الله عليهم على الوجه الذي بينا، و انما يشتغل في زمانهم بعلم الكلام أهل الأهواء، فكانوا ينهون عن الاشتغال بكلام أهل الأهواء ثم إن أهل الأهواء كانوا يدعون على أهل السنة أن مذاهبهم فى الأصول تخالف المعقول، فقيض الله تعالى جماعة منهم للاشتغال بالنظر والاستدلال حتى تبحروا فيه وبينوا بالدلائل النيرة والحجج الباهرة أن مذاهب أهل السنة توافق المعقول كما هي موافقة لظاهر الكتاب والسنة، إلا أن الإيجاب يكون بالكتاب والسنة لما يجوز

(3)

في العقل أن يكون غير واجب، دون العقل وقد كان من السلف من يشرع في علم الكلام ويرد به على أهل الاهواء.

[84]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن سهل، حدثنا إبراهيم بن معقل، حدثنا حرملة، حدثنا ابن وهب، حدثنا مالك أنه دخل يوما على عبد الله بن يزيد بن هرمز فذكر قصة ثم قال: وكان- يعني- ابن هرمز بصيرا بالكلام وكان يرد على أهل الأهواء وكان من أعلم الناس بما اختلفوا فيه من هذه الأهواء.

(1)

في النسختين "الصادق صلى الله عليه وسلم".

(2)

في (ن) والمطبوعة"وقد قال"

(3)

في (ن)"فيما يحترز".

[84]

إسناده: رجاله موثقون.

• أحمد بن سهل بن حمدويه، أبو نصر، استدركه ابن نقطة على ابن ماكولا، راجع "الإكمال"(2/ 556 - التعليق).

• إبراهيم بن معقل بن الحجاج، الفقيه، القاضي، أبو إسحاق النسفي (م 295 هـ)، قاضي مدينة نسف، ثقة، حافظ، صنف "المسند الكبير""التفسير" وغير ذلك، راجع ترجمته في "السير"(13/ 493)"التذكرة"(2/ 686)"الوافي"(6/ 149)"شذرات"(2/ 218).

• حرملة بن يحيى بن حرملة بن عمران، أبوحفص التجيبي، المصري (243 هـ)، صاحب الشافعي، صدوق، من الحادية عشرة (م س ق).

• ابن وهب= عبد الله المصري (ع).

ص: 182

‌باب القول فيمن يكون مؤمنا بإيمان غيره

[85]

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله بن يعقوب، حدثنا محمد بن شاذان، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال:"كل إنسان تلده أمه على الفطرة وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه فإن كانا مسلمين فمسلم".

"كل إنسان تلده أمه يلكزه الشيطان في حضنيه

(1)

إلا مريم وابنها". رواه مسلم في الصحيح

(2)

عن قتيبة.

وقد حكينا عن الشافعي رحمه الله تعالو أنه قال

(3)

: "كل مولود يولد على الفطرة".

هي الفطرة التي فطر اللّه تعالى عليها الخلق فجعلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يفضحوا بالقول فيختاروا أحد القولين الإيمان أو الكفر لا حكم لهم في أنفسهم إنما الحكم

[85] إسناده: صحيح.

• أبو عبد الله بن يعقوب = محمد بن الاخرم.

• محمد بن شاذان، لعله الجوهري، ثقة.

(1)

في (ن) والمطبوعة "خصيته".

(2)

في القدر (3/ 2048 رقم 25). وروى هو من طرق أخرى عن أبي هريرة الجزء الأول فقط (3/ 2047 - 2048) وهو عند البخاري في الجنائز (2/ 97 - 104) وفي القدر (7/ 211) وفي التفسير (5/ 20). وأخرجه المؤلف في "سننه"(6/ 203) بنفس السند بكامله، ومن وجه آخر الجزء الاول (6/ 202). كما أخرج الجزء الاول فقط، وأخرجه الإمام مالك في "الموطأ"(241) وعنه أبو داود في السنة من "سننه"(5/ 86) وعنه المؤلف في "الاعتقاد"(ص 88) كما أخرجه الطيالسي في "مسنده"(311 رقم 2359) وأحمد في "مسنده"(2/ 233، 275، 393) وعبد الرزاق في "مصنفه"(11/ 119) والبغوي في "شرح السنة"(1/ 161) وأبونعيم في "الحلية"(9/ 26، 228) والخطيب في "تاريخه"(7/ 355). وراجع طرقه وشواهده في "إرواء الغليل"(رقم 1220). وأما الجزء الاخير منه فجاء عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: "ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخًا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه". أخرجه البخاري في الأنبياء (4/ 138) وفي التفسير (5/ 166). ومسلم في الفضائل (2/ 1838) كما أخرجه أحمد في "مسنده"(2/ 233، 274) وابن أبي شيبة في "مصنفه"(1/ 3851) وابن الجعد في "مسنده"(2/ 1004 رقم 2908) والطبري في "تفسيره"(3/ 240) والبغوي في "شرح السنة"(14/ 406)، والمؤلف في "السنن"(6/ 257).

(3)

ذكره المؤلف في "كتاب الاعتقاد" أيضا (ص 88)، وفي "السنن الكبرى"(9/ 130).

ص: 183

لهم بآبائهم فما كان أباؤهم يوم يولدون فهم بحاله إما مؤمن فعلى إيمانه وإما

(1)

كافر فعلى كفره.

فذهب الشافعي رحمه الله تعالى في هذا إلى أن الله تعالى خلق المولود لا حكم له في نفسه وإنما هو تبع لوالديه

(2)

في الدين في حكم الدنيا حتى يعرب

(3)

عن نفسه بعد البلوغ.

وأما في الاخرة فمنهم من ألحقهم بابائهم

(4)

في حكم الآخرة أيضا، ومنهم من ألحق ذراري المسلمين بهم وزعم أن أولاد المشركين خدم أهل الجنة ومنهم من توقف في الجميع ووكل أمرهم إلى الله عز وجل. وهذا أشبه الأقاويل بالسنن الصحيحة واللّه تعالى أعلم.

وقد ذكرنا أقاويل السلف في ذلك وما احتج به كل فريق منهم في آخر "كتاب القدر"

(5)

، فمن أحب الوقوف عليه رجع إليه إن شاء الله تعالى.

(1)

كذا في النسختين. في الأصل "أو".

(2)

وفي النسختن "لأبويه".

(3)

في المطبوعة "يعذب".

(4)

وفي النسختين "بأيمانهم".

(5)

وراجع "الاعتقاد"(ص 88 - 93).

قال الحافظ ابن حجر: اختلف العلماء قديما وحديثا في هذه المسألة على أقوال: الأول: أنهم في مشيئة الله تعالى، وهو منقول عن الحمادين، وابن المبارك وإسحاق. ونقله البيهقي في "الاعتقاد" عن الشافعي في حق أولاد الكفار خاصة. وقال ابن عبد البر وهو مقتضى صنيع مالك. وليس عنده في هذه المسألة شيء منصوص. إلا أن أصحابه صرحوا بأن أطفال المسلمين في الجنة، وأطفال الكفار خاصة في المشيئة. والحجة فيه حديث:"الله أعلم بما كانوا عاملين"(أخرجه البخاري 2/ 104، ومسلم 3/ 2049) وغيرهما.

الثاني: أنهم تبع لَابائهم، فاولاد المسلمين في الجنة، وأولاد الكفار في النار، وحكاه ابن حزم عن الأزارقة من الخوارج. واحتجوا بقوله تعالي:{رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} (سورة نوح 71/ 26). وتعقبه بان المراد قوم نوح خاصة. وإنما دعا بذلك و أوحى الله إليه. {أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ} (هود 11/ 36). وأما حديث "هم من آبائهم أو منهم"(مسلم 2/ 1365، أبو داود 3/ 122). فذاك ورد في حكم الحرب وروى أحمد من حديث عائشة، سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ولدان المسلمين: قال: "في الجنة" وعن أولاد المشركين، قال:"في النار". فقلت: يا رسول الله! لم دركوا الأعمال. قال: ربك أعلم بما =

ص: 184

ومتى ما أسلم الأبوان أو أحدهما صار الولد مسلما بإسلام أبويه

(1)

أو أحدهما.

وقد ذكرنا في "كتاب السنن"

(2)

إسلام من صار مسلما بإسلام أبويه أو أحدهما من أولاد الصحابة.

= كانوا عاملين لو شئت أسمعتك تضاغيهم في النار. وهو حديث ضعيف جداً لأن في إسناده أبا عقيل مولى بهية وهو متروك.

الثالث: أنهم يكرنون في برزخ بين الجنة والنار، لأنهم لم يعملوا حسنات يدخلون بها الجنة،

ولا سيئات يدخلون بها النار.

الرابع: خدم أهل الجنة. وفيه حديث عن أنس ضعيف أخرجه أبو داود الطيالسي (ص 282) وأبو يعلى وكذا البزار- راجع "مجمع الزوائد"(7/ 219) والطبراني والبزار من حديث سمرة مرفوعا: "مجمع الزوائد"(7/ 219) 0 "أولاد المشركين خدم أهل الجنة" إسناده ضعيف.

الخامس: أنهم يصيرون ترابا. روي عن ثمامة بن أشرس.

السادس: هم في النار، حكاه عياض عن أحمد. وغلطه ابن تيمية بأنه قول لبعض أصحابه، ولا يحفظ عن الإمام أصلاً.

السابع: أنهم يمتحنون في الآخرة بان ترفع لهم نار، فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما، ومن أبى عذب. أخرجه البزار من حديث أنس وأبي سعيد ("مجمع الزوائد"7/ 216). وأخرجه الطبراني من حديث معاذ بن جبل (مجمع الزوائد 7/ 216 - 217). وقد صحت مسالة الامتحان في حق المجنون ومن مات في الفترة من طرق صحيحة، وحكى البيهقي في "كتاب الاعتقاد" أنه المذهب الصحيح. وتعقب بان الأخرة ليست دار تكليف فلا عمل فيها ولا ابتلاء وأجيب بان ذلك بعد أن يقع الاستقرار في الجنة أو النار وأما في عرصات القيامة فلا مانع من ذلك. وقد قال تعالى:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} (القلم 68/ 42). وفي الصحيحين:" أن الناس يؤمرون بالسجود فيصير ظهر المنافق طبقا، فلا يستطيع أن يسجد"(البخاري في التفسير 6/ 72) وفي التوحيد، في حديث طويل (8/ 187 - 189) ومسلم في الإيمان (1/ 167 - 171) ورواه أحمد في "مسنده"(3/ 17).

الثامن: أنهم في الجنة. قال النووي: وهو المذهب الصحيح المختار الذي صار إليه المحققون. لقوله تعالي: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} (الإسراء 17/ 15). وإذا كان لا يعذب العاقل لكونه لم تبلغه الدعوة فلأن لا يعذب غير العاقل من باب الأولى. ولحديث سمرة، وعمة خنساء، وعائشة (أخرجها البخاري في الجنائز).

التاسع: الوقف.

العاشر: الإمساك. وفي الفرق بينهما دقة. (فتح الباري 3/ 246 - 247).

(1)

وفي (ن) والمطبوعة "بإسلامهما أو إسلامه".

(2)

في كتاب اللقطة (6/ 204 - 205).

ص: 185

وإذا سبي الصغير من دار الحرب ومعه أبواه أو أحدهما فدينه دين من

(1)

معه من أبويه وإن سبي وحده فدينه دين السابي

(2)

لأنه وليه الذي أولى به منه فقام في دينه مقام أبويه كما قام في الولاية والكفالة مقامهما والله تعالى أعلم.

‌باب القول فيمن يصح إيمانه أو لا يصح

قال الله عز وجل

(3)

: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا} .

فأخبر أنه إنما يثبت عليهم الفرض في إيذانهم في الاستئذان إذا بلغوا.

قال: {إِنَّ في خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} إلى قوله {لَاَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}

(4)

.

وفي موضع آخر {لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}

(5)

. وخاطب بالفرائض من عقلها.

[86]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا محمد بن أيوب، حدثنا أبو الوليد الطيالسي وموسى بن إسماعيل قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن حماد،

(1)

وفي النسختين "ومن معه".

(2)

في المطبوعة "السبايا".

(3)

سورة النور (24/ 59).

(4)

سورة البقرة (2/ 164).

(5)

سورة آل عمران (3/ 195).

[86]

إسناده: رجاله ثقات.

• أبو الوليد الطيالسي، هشام بن عبد الملك الباهلي، البصري (م 227 هـ) ثقة، ثبت من التاسعة (ع).

• حماد هو ابن أبي سليمان مسلم الأشعري، أبو اسماعيل الكوفي، (م 120 هـ)، فقيه، صدوق، له أوهام. من الخامسة. رمي بالإرجاء (م- 4).

• إبر ا هيم= النخعي.

• الأسود بن يزيد بن قيس النخعي، أبو عمرو أو أبو عبد الرحمن (م 75 هـ) مخضرم، ثقة، مكثر، فقيه. من الثانية (ع).

والحديث أخرجه الحاكم في البيوع بنفس السند (2/ 59) وفيه حدثنا أبو بكر بن إسحاق وأبو محمد بن أبي موسى قالا: أخبرنا محمد بن أيوب "قال: صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي. وهو كا قالا. ومن طريقه المؤلف في "سننه" (6/ 84، 206 - 8/ 41 - 10/ 317) وأخرجه أبو داود فىِ الحدود (4/ 558 رقم 4398) والنسائي في الطلاق (6/ 156) وابن ماجه أيضا في الطلاق (1/ 658 رقم 2041) والدارمي في الحدود (567) وابن حبان (1496) =

ص: 186

عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"رفع القلم عن ثلاثة: عن الصبي حتى يحتلم وعن المعتوه حتى يفيق وعن النائم حتى يستيقظ".

وأما ما روي من إسلام علي وصلاته مع النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال الحليمي

(1)

رحمه الله تعالى: و أمره رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالإسلام والصلاة فهو أحد شيئين:

أما أن يكون خصه بالخطاب لما صار من أهل التمييز والمعرفة دون سائر الصغار ليكون ذلك كرامة له ومنقبة، فلما توجه عليه الخطاب والدعوة صحت منه الإجابة، وسائر الصغار لا يتوجه عليهم الخطاب والدعوة ولا يصح منهم الإسلام.

أو يكون خطاب النبي صلى الله عليه وسلم إياه بالدعاء إلى الإسلام والصلاة يومئذ علي أنه بالغ عنده لأن البلوغ بالسن ليس مما شرع في أول الإسلام بل ليس يحفظ قبل قصة ابن عمر

(2)

في أحد والخندق في ذلك شيء، والظاهر أن الناس كانوا يجرون في ذلك على

= وابن الجارود في المنتقى (هـ 58 رقم 148) وأحمد (6/ 100، 101، 144) وابن أبي شيبة في "مصنفه"(5/ 268). كلهم من طريق حماد بن سلمة عن حماد عن إبراهيم عن الأسود به.

وله شاهد من حديث علي علقه البخاري في الحدود (12/ 120 الفتح). وأخرجه أبو داود (4/ 558 - 560) والترمذي (4/ 32) وابن خزيمة في صحيحه (2/ 102 رقم 1003) وعنه ابن حبان (رقم 1497) والحاكم (2/ 59، 4/ 389) وأحمد (1/ 116، 118، 140، 154، 158) وابن ماجه (1/ 658 رقم 2042) والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(2/ 74) من طرق عنه.

وأخرجه المؤلف في "سننه"(6/ 57، 7/ 359). وقال الألباني عنه: رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع. وله شاهد أخر من حديث أبي قتادة. أخرجه الحاكم (4/ 389) وصححه ورده الذهبي. وله شواهد أخرى ذكرها الهيثمي في "المجمع"(6/ 251) والزيلعي في نصب الراية و (4/ 164 - 165) لا يخلو أسانيدها من مقال. وراجع "إرواء الغليل "(رقم 297).

(1)

راجع "المنهاج"(1/ 165 - 168) وانظر حديث إسلام علي وصلاته مع النبي صلى الله عليه وسلم في "طبقات ابن سعد"(3/ 21) و "فضائل الصحابة" لأحمد بن حنبل (2/ 589 - 591) و "خصائص علي" للنسائي (31 - 41).

(2)

روى المؤلف في "سننه" عن نافع عن ابن عمر قال: عرضني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في القتال- وأنا ابن أربع عشرة- فلم يجزني وعرضني يوم الخندق- وأنا ابن خمس عشرة- سنة فاجازني.

قال نافع: فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو يومئذ خليفة فحدثته بهذا الحديث، فقال: =

ص: 187

رأيهم وما تعارفوه من أن الصبي

(1)

لا يمكن أن يولد له والرجل من يمكن أن يولد له، وكان علي رضي الله عنه ابن عشر سنين و أسلم وظاهر قول

(2)

من قال: إنه ابن عشر أنه استكمل

(3)

عشرا ودخل في الحادي عشر، ومن بلغ هذا السن فقد يمكن أن يولد له، فلما شرع البلوغ بعد ذلك بالسنين نظر إلى السن التي كل من بلغها جاز أن يولد له دون السن التي يندر ممن بلغها الإيلاد، وكان من قصرت سنوه عن ذلك الحد صغيراً في الحكم ولم يجز أن يصح إسلامه والله تعالى أعلم.

وقد ذكرنا في "كتاب السنن"

(4)

وفي"كتاب الفضائل" سائر ما قيل فيه.

‌باب الدعاء إلى الإسلام

[87]

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا محمد بن إبراهيم المزكي

وأخبرنا أبوصالح بن أبي طاهر العنبري، أخبرنا جدي يحيي بن منصور قالا: حدثنا

=إن هذا لحد بين الصغير والكبير. وكتب إلى عماله أن يفرضوا لمن كان ابن خمس عشرة سنة وما كان دون ذلك فاجعلوه في العيال (9/ 21 - 22) وأخرجه أيضا في "الدلائل"(3/ 395).

وأخرجه البخاري "الشهادات"(3/ 158) وفي المغازي (4/ 45) ومسلم في الإمارة (2/ 1490) وأبو داود في الحدود (4/ 561) وابن ماجه أيضا في الحدود (2/ 850 رقم 2543) وأحمد في "مسنده"(2/ 17) وابن سعد في "الطبقات"(4/ 143). وأخرجه الترمذي في الأحكام فلم يذكر أسماء اليومين. (3/ 641).

(1)

في المطبوعة "إن الصبي من لا يمكن".

(2)

كذا في النسختين. وفي الأصل "وظاهر من يقال".

(3)

وقد أخرج عبد الرزاق في "مصنفه"(1/ 226) عن معمر عن قتادة عن الحسن وغيره أن عليا أول من أسلم بعد خديجة وهو يومئذ ابن خمس عشرة سنة أو ست عشرة سنة ورجال سنده ثفات لا علة فيه غير تدليس قتادة. وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة (2/ 589 رقم 998) والحاكم في "المستدرك"(3/ 111).

(4)

"السنن الكبرى"(9/ 22).

[87]

إسناده: صحيح رجاله ثقات.

• محمد بن إبراهيم بن الفضل، أبوالفضل الهاشمي النيسابوري، المزكي (م 347 هـ) أحد أصحاب الحديث. روى عنه الحاكم وأثنى عليه. راجع "السير"(15/ 572).

• زكريا بن إسحاق المكي. ثقة، رمي بالقدر. من السادسة (ع). =

ص: 188

أحمد بن سلمة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا وكيع، حدثنا زكريا بن إسحاق المكي، عن يحيي بن عبد الله بن صيفي، عن أبي معبد، عن عبد الله بن عباس "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك تأتي قوما أهل كتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أجابوك لذلك فاعلمهم أن الله قد افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم، فإن هم أجابوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم وإياك ودعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب". رواه البخاري

(1)

عن يحيي بن موسى، عن وكيع. ورواه مسلم، عن إسحاق بن إبراهيم وغيره. ودعاء من لم تبلغه الدعوة مستحق ودعاء من بلغته الدعوة إذا لم يحتج إلى التثبت في قهرهم مستحب وقد مضى الكلام وما ورد فيه من الأخبار في "كتاب السنن"

(2)

.

=. يحيى بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن صيفي، المكي. ثقة. من السادسة (ع).

• أبو معبد، نافذ (بفاء ومعجمة) مولى ابن عباس (م 104 هـ) ثقة. من الرابعة (ع). وفي (ن) والمطبوعة "أبو سعيد" خطأ.

(1)

أورده. بهذا الطريق في المظالم مختصرا (3/ 99). وأخرجه من طرق أخرى عن يحيى بن عبد الله ابن صيفي به في الزكاة (2/ 108، 125، 136) وفي المغازي (5/ 109). وأخرجه مسلم في الإيمان (1/ 50 - 51) والنسائي في الزكاة (5/ 2، 55) وابن ماجه أيضا في الزكاة (1/ 568 رقم 1783) والدارمي في الزكاة أيضاً (1/ 379) والترمذي (3/ 21 رقم 627) ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(5/ 472) كما أخرجه أحمد في "مسنده"(1/ 233) وعنه أبو داود (2/ 242 رقم 1584). كما أخرجه المؤلف في "سننه" من وجه أخر عن يحيى به (4/ 101) و (7/ 7) وكذا في "المدخل"(ص 232 رقم 314). وأخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان" من طرق عن يحيى بن عبد الله به (1/ 252 - 257، 2/ 379 - 380) والطبراني في "الكبير"(1/ 426 رقم 12207). وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" فجعله من مسند معاذ (3/ 114).

(2)

راجع "السنن الكبرى"، كتاب "السير" باب دعاء من لم تبلغه الدعوة من المشركين وجوبا، ودعاء من بلغته نظرا (9/ 106 - 107).

ص: 189

(1)

الأول من شعب الإيمان وهو باب في الإيمان بالله عز وجل

[88]

قال: أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، أخبرنا أبو مسلم، حدثنا محمد بن كثير، حدثنا سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عنا عبد الله ابن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون أفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان".

قال الحليمي

(1)

رحمه الله تعالى: وهذه الشهادة فرض يجمع الاعتقاد بالقلب والاعتراف باللسان، فالاعتقاد والإقرار، وان كانا عملين يعملان بجارحتين مختلفتين، فإن نوع العمل واحد والمنسوب منه إلى القلب هو المنسوب إلى اللسان والمنسوب إلى اللسان هو المنسوب إلى القلب كما أن المكتوب مما جمع بين كتابه وقوله هو المقول والمقول هو المكتوب.

قال: والعمل الصالح بالاعتقاد والإقرار مجموع عدة أشياء:

1 -

أحدها: إثبات الباري جل جلاله ليقع به مفارقة التعطيل.

[88] إسناده: صحيح.

• أبو مسلم هو الكجي، إبراهيم بن عبد الله بن مسلم، البصري (م 292 هـ) كان سريا، نبيلا، متمولا، عالما بالحديث وطرقه، عالي الإسناد. صنف "السنن" وثقه الدارقطنى وغيره. انظر ترجمته في "السير"(13/ 423 - 425)"التذكرة"(2/ 62.)"تاريخ بغداد"(6/ 120 - 124)"الوافي"(6/ 29)"شذرات"(2/ 120).

• محمد بن كثير العبدي البصري (م 223 هـ) ثقة، قال ابن حجر: لم يُصِب مَنْ ضَعَّفه. من كبار العاشرة (ع). والحديث أخرجه المؤلف في "كتاب الاعتقاد" من وجه آخر عن سفيان به (ص 97) وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(ص 156 رقم 598) عن محمد بن كثير، عن سفيان، وابن ماجه من طريق وكيع عن سفيان (1/ 22 رقم 57). وروي عن سفيان، "بضع وسبعون" بدون شك أخرجه الترمذي، والنسائي وأحمد. راجع التعليق على الحديث (1).

(1)

راجع "المنهاج"(1/ 183).

ص: 190

2 -

والثاني: إثبات وحدانيته ليقع به البراءة من الشرك.

3 -

والثالث: إثبات أنه ليس بجوهر ولا عرض ليقع به البراءة من التشبيه.

4 -

والرابع: إثبات أن وجود كل ما سواه كان معدوما

(1)

من قبل إبداعه له واختراعه إياه ليقع به البراءة من قول من يقول بالعلة والمعلول.

5 -

والخامس: إثبات أنه مدبر ما أبدع ومصرفه على

(2)

ما يشاء ليقع به البراءة من قول القائلن بالطبائع أو تدبير

(3)

الكواكب أو تدبير الملائكة.

فأما البراءة بإثبات الباري جل ثناؤه والاعتراف له بالوجود من معاني التعطيل؛ فلأن قوما ضلوا عن معرفة الله جل ثناؤه فكفروا وألحدوا وزعموا أنه لا فاعل لهذا العالم، وأنه لم يزل على ما هو عليه ولا موجود إلا المحسوسات وليس وراءها شيء، وأن الكوائن والحوادث إنما تكون وتحدث من قِبَل الطبائع التي في العناصر وهي الماء والنار والهواء والأرض ولا مدبر للعالم يكون ما يكون باختياره وصنيعه.

فإذ أثبت المثبت للعالم إلها ونسب الفعل والصنع إليه فقد فارق الإلحاد والتعطيل وهذا أحسن مذاهب الملحدين، والقائلون

(4)

به يسميهم غيرهم من أهل الإلحاد الفرقة المتجاهلة، ويدعونهم

(5)

غير الفلاسفة.

أما البراءة من الشرك بإثبات الوحدانية فلأن قوما ادعوا فاعلين وزعموا أن أحدهما يفعل الخير والاخر يفعل الشر.

وزعم قوم أن بدء الخلق كان من النفس إلا أنه كان يقع منها لا على سبيل السداد والحكمة فأخذ الباري على

(6)

يدها وعمد إلى مادة قديمة كانت موجودة معه لا تزال

(7)

فركب منها هذا العالم على ما هو عليه من السداد والحكمة.

(1)

سقطت هذه الكلمة من الأصل.

(2)

سقطت "على" من (ن).

(3)

ليس في المطبوعة.

(4)

في الأصل "القائلين".

(5)

كذا في الأصل. وفي النسختن "وقد يدعوهم غيرهم الفلاسفة".

(6)

في (ن) والمطبوعة "ندها".

(7)

وفي النسختين "لم تزل".

ص: 191

فإذا أثبت المثبت أن لا إله إلا الله وحده

(1)

ولا خالق سواه ولا قديم غيره فقد انتفى

(2)

عن قوله التشريك الذي هو

(3)

في البطلان ووجوب اسم الكفر لقائله كالإلحاد

(4)

والتعطيل.

وأما البراءة من التشبيه بإثبات أنه ليس بجوهر ولا عرض فلأن قوما زاغوا عن الحق فوصفوا الباري جل وعز ببعض صفات المحدثين فمنهم من قال: إنه جوهر.

ومنهم من قال: إنه جسم. ومنهم من أجاز أن يكون على العرش قاعدا كما يكون الملك على سريره وكل ذلك فيوجوب اسم الكفر لقائله كالتعطيل والتشريك.

فإذا أثبت المثبت أنه ليس كمثله شيء، وجماع ذلك أنه ليس بجوهر ولا عرض فقد انتفى عن التشبيه. لأنه لو كان جوهرا أو عرضا لجاز عليه ما يجوز على سائر الجواهر والأعراض، وإذا لم يكن جوهرا ولا عرضا لم يجز عليه ما يجوز على الجواهر من حيث إنها جواهر كالتأليف

(5)

والتجسيم وشغل الأمكنة والحركة والسكون، ولا ما يجوز على الأعراض من حيث إنها أعراض كالحدوث وعدم البقاء.

وأما البراءة من التعطيل بإثبات أنه مبدع كل شيء سواه، فلأن قوما من الأوائل خالفوا المعطلة ثم خذلوا

(6)

عن بلوغ الحق فقالوا: إن الباري موجود غير أنه علة لسائر الموجودات وسبب لها، بمعنى أن وجوده

(7)

اقتضى وجودها شيئا فشيئا على ترتيب لهم يذكرونه

(8)

، وأن المعلول إذا كان لا يفارق العلة فواجب إذا كان الباري لم يزل أن يكون مادة هذا العالم لم تزل معه.

فمن أثبت

(9)

أنه المبدع الموجد

(10)

المحدث لكل

(11)

ما سواه من جوهر وعرض

(1)

لا النسختين "واحد".

(2)

في النسختين "ابتلى".

(3)

زيادة من النسختين.

(4)

في النسختين "والإلحاد".

(5)

كذا في الأصل. وفي النسختين كالتآلف والتجسم" وهو أشبه.

(6)

في (ن) والمطبوعة "جدلوا".

(7)

في النسختين "أن وجود ما اقتفى".

(8)

في النسختين "في أن".

(9)

وفي النسختين "زعم".

(10)

في (ن)"الموجود".

(11)

في المطبوعة "بطل".

ص: 192

باختياره وإرادته المخترع

(1)

لها لا من أصل فقد انتفى عن قوله التعليل

(2)

الذىِ هو في وجوب اسم الكفر لقائله كالتعطيل.

وأما البراءة من الشرك

(3)

في التدبير بإثبات أنه لا مدبر لشيء من الموجودات إلا الله، فلأن قوما زعموا أن الملائكة تدبر العالم وسموها آلهة وقد قال الله عز وجل للملائكة

(4)

: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} . ومعنى المدبرات المنفذات و دبر الله على أيديها كما يقال لمن ينفذ حكم الله بين الخصوم حاكم.

وزعم قوم أن الكواكب تدبر ما تحتها وأن كل كائنة

(5)

وحادثة في الأرض فإنما هي من آثار حركات الكواكب وافتراقها واقترانها واتصالها

(6)

وانفصالها وغير ذلك من أحوالها.

فمن أثبت أن الله عز وجل هو المدبر لما أبدع ولا مدبر سواه فقد انتفى عن قوله التشريك في التدبير الذي هو في وجوب اسم الكفر لقائله كالتشريك في القدم أو في الخلق.

ثم إن الله عز وجل ثناؤه ضمن هذه المعاني كلها كلمة واحدة وهي لا إله إلا الله وأمر المأمورين بالإيمان أن يعتقدوها ويقولوها فقال جل وعز

(7)

: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} .

وقال فيما ذم مشركي العرب

(8)

: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ. أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ}

والمعنى أنهم كانوا إذا قيل لهم قولوا

(9)

لا إله إلا الله، استكبروا ولم يقولوا بل قالوا مكانها:{أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ} .

(1)

في الأصل "المخترع من أصل".

(2)

كذا في المطبوعة. وفي الأصل و (ن)"التعطيل" خطأ.

(3)

كذا في الأصل. وفي النسختين " الشريك".

(4)

النازعات (79/ 5).

(5)

وفي النسختين "غائبة".

(6)

في النسختين "إيصالها".

(7)

سورة محمد (47/ 19).

(8)

الصافات (37/ 35 - 36).

(9)

زيادة من (ن) والمطبوعة.

ص: 193

[89]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبوالنضر الفقيه، حدثنا علي بن محمد بن عيسى الحكاني، أخبرنا أبو اليمان، أخبرني شعيب، عن الزهري أخبرنا سعيد بن المسيب أن أبا هريرة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال: لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على اللّه".

رواه البخاري في الصحيح

(1)

عن أبي اليمان.

[90]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا الحسن بن يعقوب، حدثنا الحسين بن محمد

[89]، إسناده: صحيح.

• علي بن محمد بن عيسى الخزاعي، الهروي، الحكاني (بالحاء) أبو الحسن (م 292 هـ) ذكره الذهبي في "السير" (13/ 454) فقال:"حكان محلة على باب مدينة هراة وقال: وثقه بعض الحفاظ".

وضبطه ياقوت في "معجم البلدان"(2/ 148) جكان (بالجيم وتشديد الكاف).

• أبو اليمان= الحكم بن نافع الحمصي (م 222 هـ) مشهور بكنيته، ثقة، ثبت. يقال إن أكثر حديثه عن شعيب مناولة. من العاشرة. (ع).

• شعيب بن أبي حمزة الأموي، مولاهم، أبو بشر الحمصي (م 162 هـ) ثقة، عابد. قال ابن معين: من أثبت الناس في الزهري. من السابعة (ع).

• سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب، القرشي المخزومي (م بعد 90 هـ) أحد العلماء الأثبات، الفقهاء الكبار. من كبار الثانية. اتفقوا على أن مرسلاته اصح المراسيل. قال ابن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علما منه (ع).

(1)

في الجهاد (4/ 5 - 6). وأخرجه مسلم في الإيمان (1/ 52) والنسائي في الجهاد (6/ 4) وفي تجريم الدم (7/ 77) وابن منده في كتاب الإيمان و (1/ 162 - 163) من طريق يونس بن يزيد عن الزهري به. كما أخرجه النسائي من طريق عثمان بن سعيد (6/ 7، 78/ 7) ومن طريق الوليد (6/ 5، 7/ 78) كلاهما عن شعيب به. وأخرجه ابن منده من طريق يحيى بن سعيد عن الزهري (2/ 360) ومن طريق أبي زرعة عن أبي اليمان به (2/ 359). وقد مر هذا الحديث برقم (4) وراجع تخريجه هناك.

[90]

إسناده: حسن.

• الحسن بن يعقوب بن يوسف، البخاري ثم النيسابوري، أبوالفضل (م 342 هـ) قال الحاكم: كان هو وأبوه من ذوي اليسار والثروة، فانفق هذه الأموال على العلماء والصلحاء، وبقي يأوي إلى مسجد. وصفه الذهبي بالصدوق النبيل. انظر ترجمته في "السير"(15/ 433)"وشذرات"(2/ 362).

• الحسن بن محمد بن زياد النيسابوري، أبو علي القباني (م 289 هـ) ثقة، حافظ، مصنف. من الثانية عشرة. قيل: إن البخاري روى عنه. وهو من رجال التهذيب. راجع ترجمته في "السير"(13/ 499 - 502)"التذكرة"(2/ 680 - 682)"الميزان"(1/ 545)"شذرات"(2/ 201). =

ص: 194

القباني، حدثنا محمد بن بشار، حدثنا يحيي، حدثنا يزيد بن كيسان حدثني أبو حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه: "قل لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة".

فقال: "لولا أن تعيرني قريش إنما حمله عليه الجزع لأقررت بها عينك".

فأنزل الله عز وجل: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} .

رواه مسلم في الصحيح

(1)

عن محمد بن حاتم، عن يحيي بن سعيد.

=. محمد بن بشار بن عثمان العبدي، البصري، أبو بكر، بندار (م 252 هـ) ثقة، من العاشرة (ع)،

• يحيى بن سعيد بن فروخ (بفتح الفاء وتشديد الراء المضمومة وسكون الواو بعدها خاء معجمة) التميمي، أبو سعيد القطان البصري (م 198 هـ) ثقة، متقن، حافظ، إمام، قدوة. من كبار التاسعة (ع).

• يزيد بن كيسان اليشكري، أبو إسماعيل أو أبو منين (بالنون مصغرا) الكوفي، صدوق. يخطئ- وقد مر فيه أقوال العلماء في التعليق على الحديث (77)(م-4).

• أبو حازم، هو الأشجعي سلمان، الكوفي. ثقة. من الثالثة (ع).

(1)

في الإيمان (1/ 55). وأخرجه الترمذي في التفسير (5/ 341) والطبري في "تفسيره"(20/ 92) عن محمد بن بشار حدثنا يحيى به. وأخرجه الطبري وابن منده في "كتاب الإيمان"(1/ 181 - 182) من وجوه أخر عن يزيد بن كيسان به. وأخرجه أحمد عن يحيى بن سعيد (2/ 434) وعن محمد بن عبيد، عن يزيد به (2/ 441). وهو عند المؤلف في "دلائل النبوة" عن محمد بن بشار وغيره (2/ 344 - 345) وقي "كتاب الاعتقاد" من طريق أخرى عن يحيى بن سعيد به (ص 79) و كما أخرجه المؤلف في "الدلائل" (2/ 342 - 343) عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لما حضرت أباطالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أباجهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية. قال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا عم! قل لا إله إلا الله، أحاج لك بها عند الله. وقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: أي أباطالب! أترغب عن ملهَ عبد المطلب؟ قال: فكان آخر كلمة أن قال: على ملة عبد المطلب. قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لأستغفرن لك ما لم أنه عنك. قال فنزلت: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} - إلى- {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} (التوبة 9/ 113 - 114). قالَ: لما مات وهو كافر. ونزلت: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} (القصص 28/ 56). وأخرجه البخاري في مناقب الأنصار (4/ 247) وفي التفسير (5/ 208، 6/ 17 - 18) ومسلم في الإيمان (1/ 54) والنسائي في الجنائز (4/ 90) وأحمد في "مسنده"(5/ 433) وابن جرير في "تفسيره"(20/ 92) وابن منده في "كتاب الإيمان"(1/ 179). وأخرجه الحاكم في" المستدرك"(2/ 335 - 336) عن سعيد بن المسيب فقال عن أبي هريرة.

ص: 195

[91]

أخبرنا أبوعلي الروذباري، أخبرنا أبو محمد بن شوذب الواسطي، حدثنا شعيب ابن أيوب، حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، حدثنا عبد السلام بن حرب، عن عبد الله بن بشر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: "لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوس ناس من أصحابه فكنت ممن وسوس فمر علي عمر رضي الله عنه، فسلم علي فلم أرد عليه فشكاني إلى أبي بكر رضي الله عنه فجاء فقال: سلم

(1)

عليك أخوك فلَمْ تسلم عليه؟ فقلت: ما علمت تسليمه، وإني

[91] إسناده: ضعيف.

• أبو محمد بن شوذب، عبد الله بن عمر بن شوذب: الواسطي (م 342 هـ) قال أبو بكر أحمد بن بيري: ما رأيت أحدا أقرأ لكتاب الله منه. راجع "السير"(15/ 466)"شذرات"(2/ 362).

• شعيب بن أيوب بن زريق الصريفيني القاضى (م 261 هـ) صدوق، يدلس. من الحادية عشرة.

أصله من واسط (د) راجع "الأنساب"(8/ 300).

• أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، الكوفي (م 217 هـ) سبط حماد بن أبي سليمان، ثقة، متقن،

صحيح الكتاب، عابد. من صغار التاسعة (ع).

• عبد السلام بن حرب بن سلمة النهدى، أبو بكر الكوفي (م 187 هـ) ثقة، حافظ له مناكير. من

صغار الثامنة (ع).

• عبد الله بن بشر (بكسر الموحدة وسكون المعجمة) الرقي، القاضي. اختلف فيه قول ابن معين وقول ابن حبان. وقال أبوزرعة والنسائي: لا بأس به. وحكى البزار أنه ضعيف في الزهري خاصة. من السابعة (س ق).

(1)

وفي (ن) والمطبوعة "يسلم". والحديث أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(1/ 20 رقم 9) وراجع "المقصد العلي"(ص 91 رقم 7) وابن عدي في "الكامل"(4/ 1558) عن مسروق بن المرزبان، والخطيب في "تاريخه" من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل وإسحاق بن منصور السلولي، ثلاثتهم عن عبد السلام بن حرب عن عبد الله بن بشر به. وقال الخطيب: هكذا روى هذا الحديث عبد الله بن بشر الرقي عن الزهري وقيل عن مالك بن أنس وعن ابن أبي ذئب جميعا عن الزهري مثله، ورواه ابن أخي الزهري- واسمه محمد بن عبد الله بن مسلم- وعمر بن سعيد بن سرجة التنوخي وعيسى بن المطلب المديني، ثلاثتهم عن الزهري، عن ابن المسيب، عن عبد الله ابن عمرو بن العاص، عن عثمان. وكلا القولين وهم، والصواب عن الزهري، قال: حدثني رجل من الأنصار لم يسمه أن عثمان دخل على أبي بكر. رواه كذلك عن الزهري الحفاظ من أصحابه: يونس بن يزيد وعقيل بن خالد وغيرهما. "تاريخ الخطيب"(1/ 272 - 273).

قلت: حديث ابن أخي الزهري الذي أشار إليه الخطيب أخرجه ابن سعد في "طبقاته"(2/ 312 - 313) من رواية الواقدي عنه. وأشار إليه البزار في "مسنده". وحديث عمر بن سعيد بن سرجة التنوخي، ساقه ابن عدي في "الكامل" وقال عنه: إن أحاديثه غير مستقيمة، =

ص: 196

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقال بعد أن ذكر الحديث: هذا الحديث لم يجود إسناده عن الزهري غير عمر بن سعيد هذا وأتى في إسناده بثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعضهم عن بعض. وغيره يرويه عن الزهري ويسقط منه بعضهم (الكامل 5/ 1717)، وأما عيسى بن المطلب أبو هارون فضعفه الدارقطني. وقال ابن حجر: ذكره (أي الدارقطني) في "غرائب مالك" أنه روى عن الزهري حديثا منكرا روى عنه غير مهدي بن هلال "اللسان"(4/ 416) فلعله أشار إلى هذا الحديث. وأما حديث الزهري عن "رجل من الأنصار من أهل الفقه غير متهم" فأخرجه أحمد في "مسنده"(1/ 6) من طريق شعيب عنه والطبراني في "الأوسط" باختصار، وأخرجه أبويعلي بتمامه من طريق صالح ابن كيسان (1/ 21 - 22 رقم 10) والبزار بنحوه من طريق صالح ومعمر كلاهما عن الزهري.

وقال البزار: هكذا رواه معمر وصالح بن كيسان وقد تابعهما غير واحد على هذه الرواية عن الزهري، عن رجل من الأنصار. وقد روى هذا عبد الله بن بشر عن الزهري عن سعيد بن المسيب، عن عثمان، عن أبي بكر

ئم قال البزار: ولا أحسب إلا أن عبد الله بن بشر هو الذي أخطا والحديث حديث صالح ومعمر مع من تابعهما. راجع "كشف الأستار"(1/ 9)"والمقصد العلي"(94 رقم 8)" ومجمع الزوائد"(1/ 14 - 15). وكذا قال أبوزرعة أن تسمية سعيد بن المسيب خطأ. راجع "علل ابن أبي حاتم"(2/ 159)، ومن طريق صالح عن الزهري أخرجه أبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر الصديق"(46 - 48 رقم 14) وروى أبو يعلى نحوه من وجه أخر عن محمد بن جبير أن عمر مر على عثمان "فذكره". (المقصد العلي 117 رقم 29) وسنده ضعيف- راجع "مجمع الزوائد"(1/ 33). وروي من وجه آخر عن عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن حمران بن أبان أن عثمان بن عفان حدث عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقًّا من قلبه فيموت إلا حرم على النار، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يخبرناها. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنا أخبرك بها، هي كلمة الإخلاص التي أكرم الله بها محمدَا صلى الله عليه وسلم وأصحابه. رواه الحاكم في "المستدرك" (1/ 351) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة. وإنما انفرد مسلم بإخراج حديث خالد الحذاء عن الوليد بن مسلم، عن حمران، عن عثمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة. ووافقه الذهبي. (قلت): عبد الوهاب من رجال مسلم، ولم يخرج له البخاري في الصحيح وأخرجه أيضًا أحمد في "مسنده"(1/ 63) وأبونعيم- مخصراً- في "الحلية"(2/ 296، 7/ 174) وابن حبان (رقم 1). كما أخرج الحاكم (1/ 350) من طريق منجاب بن الحارث عن علي بن مسهر، عن مطرف بن طريف الحارئي، عن الشعبي، عن يحيي بن طلحة بن عبيد الله، عن أبيه قال: إن عمر رضي الله عنه رآه كئيبَا، فقال له: ما لك؟ لعلك ساءتك إمرة ابن عمك؟. قال: لا- وأثنى على أبي بكر رضي الله عنه ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا فرج الله عنه كربته وأشرق لونه- فما منعني أن أساله عنها إلا القدرة عليه حتى مات فقال عمر- رضي الله عنه: إني لأعرفها. =

ص: 197

عن ذلك لفي شغل. فقال أبو بكر رضي الله عنه: ولم؟ فقلت

(1)

: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أساله عن نجاة هذا الأمر 0 قال: قد سألته عن ذلك. قال: فقمت إليه فاعتنقته فقلت بأبي أنت وأمي أنت أحق بذلك. قال: قد سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نجاة هذا الأمر. قال: "من قِبَل

(2)

الكلمة التى عرضتها على عمي فهي له نجاة".

[92]

وأخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدثنا أبو العباس بن يعقوب، حدثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري، حدثنا مالك بن إسماعيل

فذكره بإسناده مثله غير أنه قال في أخره: "من قِبَل الكلمة التي عرضتها على عمي فردها فهي له نجاة".

[93]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله الصفار الأصبهاني، حدثنا أحمد بن

= فقال له طلحة: وما هي؟. فقال له عمر- رضي الله عنه: هل تعلم كلمة هي أعظم من كلمة أمر بها عمه؟ لا إله إلا الله، فقال طلحة- رضي الله عنه: هي الله هي قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخن ولم يخرجاه، وأقره الذهبي. (قلت) يحيي بن طلحة بن عبيد الله لم يخرج له الشيخان.

ومنجاب بن الحارث من رجال مسلم ولم يخرج له البخاري في الصحيح. ومن طريق الحاكم

أخرجه المؤلف في كتاب "الأسماء والصفات" كما أخرجه من وجه أخر عن الشعبي (124). وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" من طرق عن الشعبي به (1098 - 1102) وأحمد في "مسنده"(1/ 28، 37، 161). وأخرجه ابن حبان عن يحيي بن طلحة عن أمه سعدى المرية (2). وروي عن أبي وائل أن الذي كلم طلحة هو أبو بكر. أخرجه أبويعلي وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح إلا أن أبا وائل لم يسمعه من أبي بكر "مجمع الزوائد"(1/ 15) وراجع "المقصد العلي"(90 رقم 6) و"مسند أبي بكر الصديق"(45 - 46 رقم 12 - 13).

(1)

في الأصل "قال" وفي (ن) والمطبوعة "فإن" والتصحيح من مسند أبي يعلى.

(2)

في (ن) والمطبوعة "قال".

[93]

إسناده: حسن.

• أحمد بن مهدي بن رستم، أبو جعفر الأصبهاني (م 272 هـ). الإمام القدوة، العابد، الحافظ، المتقن، صنف "المسند" كان من الأئمهَ الثقات، قال محمد بن يحيي بن منده: لم يحدث في بلدنا منذ أربعين سنة أوثق منه. راجع "السير"(12/ 597)"الوافي"(8/ 198)"شذرات"(2/ 162).

• أبو عاصم النبيل، الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني، البصري (م 212 هـ)، ثقة، ثبت، من التاسعة (ع).

• عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري (م 153 هـ)، صدوق، رمي بالقدر، وربما وهم، من السادسة (م- 4)

• صالح بن أبي عريب (بفتح الهملة وكسر الراء)، مقبول، من السادسة (د س ق).

• كثير بن مرة الحضرمي، الحمصي، ثقة. من الثانية. ووهم من عده في الصحابة. =

ص: 198

مهدي بن رستم، حدثنا أبوعاصم النبيل، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، حدثني صالح ابن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان أخر كلامه لا إله إلا الله دخل الحنة".

[94]

أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد آبادي، حدثنا

= والحديث أخرجه الحاكم بنفس السند (1/ 351) وصححه ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو داود (3/ 486 رقم 3116) وأحمد في "مسنده"(5/ 247) والطبراني في "الكبير"(20/ 112) والخطيب في "تاريخه"(10/ 335) والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 312) وعنه المؤلف في "الاعتقاد" كلهم من طريق أبي عاصم عن عبد الحميد بن جعفر به، وأخرجه أحمد في "مسنده" من طريق أخرى عن عبد الحميد به (5/ 233). وقال الألباني: حسن. رجاله ثقات كلهم غبر صالح ابن أبي عريب، قال ابن منده: مصري مشهور. وقال ابن القطان: لا يعرف حاله، ولا يعرف من روى عنه غير عبد الحميد بن جعفر. قال الذهبي: قلت بلى، روى عنه حيدة بن شريح والليث وابن لهيعة وغيرهم وله أحاديث. وثقه ابن حبان. (إرواء الغليل رقم 687). راجع "الميزان"(2/ 298) وذكر الذهبي هذا الخبر في ترجمته، وانظر "الثقات" لابن حبان (6/ 457).

[94]

إسناده: حسن.

• أبو طاهر محمد بن الحسن بن محمد، النيسابوري، المحمد آباذي الأديب (م 336 هـ)، كان من أعيان الثقات العالمين بمعاني التنزيل وبالأدب باللغة. كان الإمام ابن خزيمة وأبو بكر الصبغي يرجعان إلى قوله في اللغة. راجع "السير"(15/ 304 - 329)"الوافي"(2/ 373)"شذرات"(2/ 343)"الأنساب"(12/ 120).

• أبو قلابة، عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك الرقاشي (بفتح الراء وتخفيف القاف) البصري (م 276 هـ)، يكنى أبا محمد، وأبوقلابة لقب. صدوق، يخطئ، تغير حفظه لما سكن بغداد. من الحادية عشرة (ق)، وراجع فيه "الميزان"(2/ 663) و"السير"(13/ 177).

• عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد العنبري، أبو بشر البصري (م 207 هـ)، صدوق، ثبت في شعبة، من التاسعة (ع).

• خالد بن مهران الحذاء (بفتح المهملة وتشديد الذال المعجمة) البصري (141 هـ)، ثقة، يرسل، من الخامسة، وقد أشار حماد بن زيد إلى أن حفظه تغير لما قدم الشام وعاب عليه بعضهم دخوله في عمل السلطان. (ع).

• الوليد بن مسلم بن شهاب العنبري، أبو بشر البصري، ثقة، من الخامسة، (م د س)، وفي (ن) والمطبوعة "الوليد بن أبي بشر".

• حمران بن أبان، مولى عثمان بن عفان، (م 75 هـ)، ثقة. من الثانية (ع)، وفي المطبوعة "حمدان"، والحديث أخرجه من طريق شعبة عن خالد النسائى في "عمل اليوم والليلة"(رقم 1114) وأحمد في "مسنده"(1/ 65) وأبونعيم في "الحلية"(7/ 174) والخطيب في "تاريحه"(6/ 75). وجاء في رواية للنسائى (1113)"وهو يشهد". وأخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان"(1/ 173) بلفظ "من علم أن لا إله إلا الله دخل الجنة".

ص: 199

أبو قلابة، حدثنا عبد الصمد، حدثنا شعبة، عن خالد الحذاء، عن الوليد أبي بشر، عن حمران بن أبان أنه سمع عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة".

[95]

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا إسماعيل بن علية، عن خالد

فذكره غير أنه قال: "من مات وهو يعلم أن لا إله إلا اللّه دخل الجنة". رواه مسلم، عن زهير بن حرب وغيره، عن ابن علية.

قال البيهقي

(1)

رحمه الله تعالى: وقد ذكرنا من فضائل

(2)

هذه الكلمة في الجزء الخامس من كتاب

(3)

"الأسماء والصفات" جملة كافية فاقتصرنا ها هنا على ما ذكرنا.

[95] إسناده: رجاله ثقات.

• أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب البغدادي القطيعي، أبو بكر (م 368 هـ) والقطيعي (بفتح القاف وكسر الطاء) نسبة إلى قطيعة الدقيق، محلة في أعلى غربي بغداد، راوي كتب الإمام- أحمد، رحل وكتب وخرج. قال الدارقطني:"ثقة زاهد قديم"، وكان اختل في أخر عمره، راجع "السير"(16/ 210 - 212)، "تاريخ بغداد"(4/ 73)، "الوافي"(6/ 290)، "الأنساب"(10/ 465)، "شذرات"(3/ 65)، وا نظر "الميزان"(1/ 87)، "اللسان"(1/ 145).

• عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، أبو عبد الرحمن الشيباني المروزي ثم البغدادي (م 290 هـ)، الإمام ابن الإمام، محدث بغداد، روى عن أبيه شيئًا كثيراً، وكان أبوه يثني عليه، كان ثقهّ، ثبتا، فهما. راجع "السير"(13/ 516 - 526)، "تاريخ بغداد"(9/ 375)، "التذكرة"(2/ 665)، "شذرات"(2/ 203).

• وأبوه أحمد بن محمد بن حنبل، أبو عبد الله الشيباني (م 241 هـ)، أحد الأئمة، ثقة حافظ، فقيه حجة، وهو رأس الطبقة العاشرة (ع).

• إسماعيل ابن علية هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي، أبو بشر البصري المعروف بابن علية (بضم العين وفتح وتشديد الياء المفتوحة)(م 193 هـ). ثقة، حافظ. من الثامنة. (ع).

والحديث أخرجه مسلم في "الإيمان"(1/ 55). وأخرجه من طريق ابن علية أيضاً أحمد في "سنده"(1/ 69) وابن أبي شيبة في "مصنفه"(3/ 238)، وأخرجه ابن حبان من طريق بشر ابن المفضل عن خالد به (6). وهو من طريق بشر بن المفضل عن خالد عند المؤلف في كتاب "الاعتقاد"(9) ومن طريق علي بن منصور عن إسماعيل ابن علية في "الأسماء والصفات"(124). وأخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان"(1/ 174).

(1)

في (ن) والمطبوعة "أحمد".

(2)

في (ن) و المطبوعة "فضل".

(3)

راجع "الأسماء والصفات" باب ما جاء في فضل الكلمة الباقية (121 - 136).

ص: 200

[96]

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدثنا البزار يعني أحمد بن عمرو، حدثنا أبوكامل، حدثنا أبو عوانة، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن الأغر، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره أصابه قبل ذلك ما أصابه".

[97]

وأخرنا علي، أخبرنا أحمد، حدثنا ابن ملحان، حدثنا عمرو بن خالد، حدثنا

[96] إسناده: رجاله ثقات معروفون.

• أحمد بن عبيد= أبو الحسن الصفار، وفي (ن) والمطبوعة "أحمد بن عبيدة البزار".

• البزار، أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، البصري، أبو بكر (م 292 هـ) صاحب "المسند الكبير"، الذي تكلم على أسانيده. قال الدارقطني: ثقة، يخطئ ويتكل على حفظه، وقال أبو أحمد الحاكم: يخطئ في الإسناد والمتن. وقال الخطيب: كان ثقة، حافظا، صنف"المسند"، وتكلم على الأحاديث وبين عللها. راجع ترجمته في "السير"(13/ 554 - 557)"تاريخ بغداد"(4/ 334)"التذكرة"(2/ 653)"الوافي"(7/ 268)"واللسان"(1/ 237 - 239)"شذرات"(2/ 209).

• أبوكامل = فضيل بن حسين بن طلحة الجحدري (م 237 هـ)، ثقة، حافظ من العاشرة، (م د ت س).

• أبو عوانة = وضاح (بتشديد المعجمة وآخرها مهملة) بن عبد الله اليشكري الواسطي (م 175 هـ) مشهور بكنيته، ثقة، ثبت. من السابعة (ع).

• هلال بن يساف (بكسر التحتانية ثم مهملة ثم فاء) ويقال ابن إساف (بكسر الهمزة) الأشجعي، الكوفي، ثقة، من الثالثة. (م-4).

• الأغر هو سلمان، أبو عبد الله المدني، مولى جهينة ثقة، من كبار الثالثة. (ع)، وفي نسخة (ن) والمطبوعة "الأعرج" وهو خطأ. والحديث أخرجه البزار في "مسنده" ولم يذكر الأغر وقال: وهذا لا نعلمه يروى عن البي مجنيو إلا بهذا الإسناد، ورواه عيسى بن يونس عن الثوري، عن مصور، أيضًا، وقد روي عن أبي هريرة موقوفَا، ورفعه أصح. راجع "كشف الأستار"(ص 10). وساقه الهيثمى في "مجمع الزوائد"(1/ 17) بهذا اللفظ غير أنه قال "يصيبه" وقال رواه البزار والطبراني في "الأوسط" وفي "الصغير" ورجاله رجال الصحيح، وكذا قال المنذري في "الترغيب"(2/ 414) وهو غير صحيح بالنسبة للطبراني، فروايته في "الأوسط" كما بينه الشيخ الألباني- من طريق حديج بن معاوية عن حصين، عن هلال، وحديج ليس من رواة الصحيح.

وروايته في "الصغير"(1/ 140) من طريق حفص الغاضري عن موسى الصغير عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. وموسى الصغير هو موسى بن مسلم الحزامي، أبوعيسى الكوفي الطحان ثقة.

من رجال التهذيب ولكنه ليس من رجال الصحيح. وأما حفص الغاضري فهو حفص بن سليمان أبي داود، أبوعمر الأسدي الكوفي صاحب القراءة. فهو متروك. (الميزان 1/ 558).

[97]

إسناده: صحيح.

• عمرو بن خالد بن فروخ بن سعيد التميمي، أبو الحسن الحراني (م 229 هـ) نزيل مصر، ثقة، =

ص: 201

عيسى بن يونس، عن سفيان الثوري، عن منصور

فذكره بنحوه غير أنه قال: "أنجته" بدل "نفعته".

[98]

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، أخبرنا أحمد ابن إبراهيم بن ملحان

فذكره بإسناده نحوه.

[99]

أخبرنا

(1)

عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي إملاء ببغداد، حدثنا حبيب

= من العاشرة (خ ق).

• عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعى، أخو إسرائيل (م 187 هـ)، ثقة. مأمون. من الثامنة (ع). وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 46) والخطيب في "الموضح" (2/ 205) من طريق عمرو بن خالد. وقال الألباني: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات من رجال الشيخين غير عمرو ابن خالد المصري وهو ثقة وهو من شيوخ البخاري. راجع "الصحيحة"(1932). وأخرجه أبو نعيم من نفس الطريق في موضع أخو من "الحلية"(10/ 397) بلفظ "من قال لا إله إلا الله، دخل الجنة يومَا من الدهر

".

(1)

في (ن) والمطبوعة "حدثنا".

[99]

إسناده: ضعيف ..

• عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله بن محمد الحرفي، أبو القاسم، البغدادي الحربي (م 423 هـ) والحرفي (بضم الحاء وسكون الراء بعدها فاء) قال السمعاني: هذه النسبة للبقال ببغداد، ومن يبيع الأشياء التي تتعلق بالبذور والبقالين. قال الخطيب: كان صدوقاً إلا أن سماعه في بعض ما رواه عن النجاد كان مضطربَا، راجع فيه "السير"(17/ 411)"تاريخ بغداد"(10/ 303)"الانساب"(4/ 127)"شذرات"(3/ 226).

• حبيب بن الحسن بن داود بن محمد بن عبيد الله، أبو القاسم القزاز (م 359 هـ). ضعفه البرقاني، وقال الخطيب: حبيب عندنا من الثقات وكان يؤثر عنه الصلاح ولا أدري من أي جهة ألحق البرقاني به الضعف. وقد سالت أبا نعيم عنه فقال: ثقة. ووثقه غيره. راجع "تاريخ بغداد"(8/ 253 - 254)"شذرات"(3/ 28).

• أحمد بن يحيى بن إسحاق، أبو جعفر البجلي الحلواني (م 296 هـ)، وثقه غير واحد، انظر "تاريخ بغداد"(5/ 212)"شذرات"(2/ 224).

• أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص، الأنصاري الهروي، أبوسعد الماليني الصوفي الملقب بطاوس الفقراء (412 هـ)، جال وطوف البلاد في طلب العلم ولقاء المشايخ، وجمع وصنف، وكان ذا صدق وورع وإتقان، حصل المسانيد الكبار. انظر ترجمته في "السير"(17/ 301 - 303)"تاريخ بغداد"(4/ 371)"الوافي"(7/ 330)"الأنساب"(12/ 54 - 55)"شذرات"(3/ 195).

• أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن المبارك، ابن القطان الجرجاني (م 365 هـ)، الإمام، الحافظ، الناقد، الجوال، صاحب كتاب "الكامل" في الضعفاء والمجروحين. =

ص: 202

ابن الحسن القزاز، حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيي بن إسحاق الحلواني، حدثنا يحيى يعني ابن عبد الحميد.

وأخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني واللفظ له، أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ، حدثنا محمد بن (إبراهيم بن) أبان بن ميمون السراج وأحمد بن محمد بن خالد البراثي قالا: حدثنا يحيي الحماني، حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم، وكأني باهل لا إله إلا اللّه ينفضون التراب عن رءوسهم يقولون {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ}

(1)

. تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.

= قال ابن عساكر: كان ثقة على لحن فيه، وقال حمزة السهمي: كان ابن عدي حافظاً متقناً، لم يكن في زمانه أحد مثله. انظر ترجمته في "السير"(16/ 154 - 156)"التذكرة"(3/ 940 - 942)"الأنساب"(3/ 238)"شذرات"(3/ 15)"تاريخ جرجان"(266 - 268)

• محمد بن إبراهيم بن أبان بن ميمون البغدادي السراج، أبو عبد الله (م 305 أو 306 هـ)، ثقة، انظر "السير"(14/ 222) و"تاريخ بغداد"(1/ 401)""شذرات" (2/ 246).

• أبو العباس أحمد بن محمد بن خالد البغدادي، البراثي (م 300 هـ)، والبراثي (بفتح الباء الموحدة وتخفيف الراء وفي آخرها ثاء مثلثة) نسبة إلى براثا قرية ببغداد من سواد نهر الملك. وفي (ن) والمطبوعة "أحمد بن خالد البراثي"، وهو إمام مقرئ، مجود، محدث. قال الدارقطني: ثقة، مأمون، انظر ترجته في "السير"(14/ 92)"تاريخ بغداد"(5/ 3)"الأنساب"(2/ 124).

• عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، العدوي، مو لاهم (م 182 هـ)، ضعيف، من الثامنة (ت ق) أما أبوه زيد فثقة من رجال الصحيحين. وفي (ن) والمطبوعة "يزيد" وهو خطأ.

(1)

سورة فاطر (35/ 34). والحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" و بنفس السند (4/ 1582) في ترجمة عبد الرحمن بن زيد بن أسلم- وقال عنه: وهو ممن احتمله الناس وصدقه بعضهم، وهو ممن يكتب حديثه (4/ 1585) وقد نقل في أول الترجمة قول ابن معين: بنو زيد بن أسلم ليسوا بشيء، وضعفه البخاري والنسائي. راجع "الميزان" (2/ 564 - 566). وذكر ابن حبان هذا الحديث في ترجمة عبد الرحمن هذا وقال: كان ممن يقلب الأخبار وهو لا يعلم حتى كثر ذلك في روايته من رفع المراسيل و اسناد الموقوف فاستحق الترك. (المجروحين 2/ 59 - 61). وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 333) وقال: رواه الطبر اني وفيه جماعة لم أعرفهم. وساق في موضع أخر (10/ 82) بلفظين وقال في سند أحدهما يحيي الحماني وفي الآخر مجاشع بن عمرو وكلاهما ضعيف. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" من طريق يحيي بن عبد الحميد (1/ 266) ومن طريق عبد الرحمن بن واقد، أبي مسلم الواقدي (10/ 265) كلاهما عن عبد الرحمن بن زيد.

وعبد الرحمن بن واقد قال الحافظ في "التقريب": صدوق يغلط، واتهمه ابن عدي بسرقة =

ص: 203

قال البيهقي

(1)

رحمه الله تعالى: وروي من وجه آخر ضعيف عن ابن عمر قد أخرجناه في "كتاب البعث والنشور" وذكرنا انضمام هذه الكلمة ما أشرنا إليه من العقائد الخمس، لأن من قال

(2)

لا إله إلا الله فقد أثبت الله ونفى غيره فخرج بإثبات ما أثبت من التعطيل وبما ضم إليه من نفي غيره عن التشريك

(3)

وأثبت باسم الإله الإبداع والتدبير، ونفى عنه التشبيه لأن أسم الإله لا يجب إلا للمبدع وإذا وقع الاعتراف بالإبداع فقد وقع بالتدبير، لأن الإيجاد تدبير وابقاءه وإحداث الأعراض فيه واعدامه بعد إيجاده تدبير، ولا يجوز أن يكون له من خلقه شبيه لأنه لو كان لوجب أن يجوز عليه من ذلك الوجه ما يجوز على شبيهه، وإذا جاز ذلك عليه لم يستحق اسم الإله كما لا يستحقه

(4)

خصمه الذي شبهه به فدل على أن اسم الإله والشبيه لا يجتمعان كما أن اسم الإله ونفي الإبدل لا يأتلفان.

وقد ذكر الحليمي

(5)

رحمه اللّه تعالى حديث الأسامي، وضم إليها من الأسامي ما

= الأحاديث وقال: يحدث عن الثقات بالمناكير. "الكامل"(4/ 1626)"الميزان"(2/ 596)، وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" و من طريق الحماني (ص 325). وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 498) من طريق بهلول بن عبيد قال: سمعت سلمة بن كهيل عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. قال ابن عدي: أحاديثه- أي بهلول- عمن روى عنه فيه نظر، وترجم ابن حبان لبهلول هذا في المجروحين (1/ 193) وقال: شيخ يسرق الحديث لا يجوز الاحتجاج به بحال ثم ساق الحديث من طريقه وقال: هذا حديث ليس يعرف إلا من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر، حدثناه أبو يعلى، حدثنا الحماني، عن عبد الرحمن بن زيد وعبد الرحمن ليس بشيء في الحديث. وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 433 - 434) برواية ابن عدي ونقل قول ابن حبان. ولعل هذه هي الطريق التي أشار إليها المؤلف. ورواه الخطيب عن ابن عباس بسند فيه محمد بن سعيد الطائفي (5/ 305). ذكره ابن حبان في "المجروحين" (2/ 264 - 265) وقال: لا يجوز به الاحتجاج بحال. ثم ذكر الحديث. وقال: هذا خبر باطل. وإنما يعرف هذا من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر. كما ذكر أبو نعيم الأصبهاني محمد بن سعيد هذا في "الضعفاء"(139)، وقال: روى عن ابن جريج خبرًا موضوعاً في أهل لا إله إلا الله.

(1)

في (ن) والمطبوعة "قال الإمام أحمد".

(2)

انظر "المنهاج"(1/ 186) ونقل المؤلف كلامه في "الأسماء والصفات"(ص 122).

(3)

في (ن) والمطبوعة "التشريك".

(4)

في الأصل "كما يستحقه".

(5)

راجع "المنهاج"(1/ 187 - 210).

ص: 204

ورد في غير ذلك الحديث وجعلها منقسمة بين العقائد الخمس ونحن قد نقلنا جميع ذلك في كتاب "الأسماء والصفات"

(1)

وأضفنا إليه، من الشواهد ومعرفة الصفات وتأويل الآيات المشكلات والأحاديث المشتبهات، ما لا بد من معرفته. من أحب الوقوف عليه

(2)

رجع إليه إن شاء الله تعالى.

وذكر الحليمي

(3)

رحمه الله تعالى في إثبات حدث العالم وما يدل على أن له صانعا ومدبرا لا شبيه له من خلقه فصولا حسانا لا يمكن حذف شيء منها فتركتها على حالها، ونقلت ها هنا من كلام غيره ما لا بد منه في هذا الباب.

‌فصل في معرفة الله عز وجل ومعرفة صفاته وأسمائه

حقيقة المعرفة أن نعرفه موجودا قديما، لم يزل ولا يفنى، أحدا صمدا شيئا واحدا لا يتصور في الوهم ولا يتبعض ولا يتجزأ، ليس بجوهر ولا عرض ولا جسم قائما بنفسه، مستغنيا عن غيره حيا قادرا عالما مريدا

(4)

سميعا بصيرا متكلما، له الحياة والقدرة والعلم والإرادة والسمع والبصر والكلام لم يزل ولا يزال هو بهذه الصفات ولا يشبه شيء منها شيئا من صفات المصنوعات، ولا يقال فيها إنها هو ولا غيره ولا هي

(5)

هو وغيره ولا يقال إنها تفارقه أو تجاوزه أو تخالفه أو توافقه أو تحله بل هي نعوت له أزلية وصفات له أبدية، تقوم به موجودة بوجوده قائمة بدوامه ليست بأعراض ولا بأغيار ولا حالة في أعضاء غير مكيفة بالتصور في الأذهان، ولا مقدورة

(6)

بالتمثيل في الأوهام فقدرته تعم المقدورات وعلمه يعم المعلومات وإرادته تعم المرادات، لا يكون إلا ما يريد ولا يريد ما لا يكون وهو المتعالي عن الحدود والجهات، والأقطار والغايات، المستغني عن الأماكن والأزمان لا تناله الحاجات ولا تمسه المنافع والمضرات ولا تلحقه اللذات ولا الدواعي ولا الشهوات ولا يجوز عليه شيء مما جاز على المحدثات يدل على حدوثها.

(1)

راجع "الأسماء والصفات"(13/ 120).

(2)

في (ن)"الوقوف إليه رجع"، وفي المطبوعة "من أحب الوقوف إليه إن شاء الله".

(3)

"المنهاج"(1/ 210 - 224).

(4)

في المطبوعة "مدبراً".

(5)

سقطت هذه الجملة من المطبوعة.

(6)

في (ن) والمطبوعة "مقدرة".

ص: 205

ومعناه أنه لا يجوز عليه الحركة ولا السكون والاجتماع والافتراق والمحاذاة والمقابلة والمماسة والمجاوزة ولا قيام شيء حادث به ولا بطلان صفة أزلية عنه ولا يصح عليه

(1)

العدم.

ويستحيل أن يكون له ولد أو زوجة أو شريك قادر على إماتة على حي سواه

(2)

،

ويجوز منه إفناء على شيء غيره، وإعادته الأجسام بعده وخلق أمثالها من غير قصر على حد قادر على كل شيء يتوهم على الانفراد حدوثه، له الملك وله الحمد

(3)

على ما أنعم به تفضل منه وكل ما أضربه

(4)

عدل منه

(5)

، لا يجوز عليه جور ولا يصح منه ظلم.

[100]

حدثا محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ

(1)

في الأصل "عنه".

(2)

في الأصل "غيره".

(3)

كذا في (ن) وفي الأصل والمطبوعة "الحكم".

(4)

كذا في الأصل. وفي (ن)، "ألم به" وفي المطبوعة "أكرمه".

(5)

في المطبوعة "منحه".

[100]

إسناده: حسن.

• الحسين بن الفضل بن عمير، أبوعلي، البجلي، الكوفي ثم النيسابوري (م 282 هـ) العلامة، المفسر، الإمام، اللغوي، المحدث. كان إمام عمره في معاني القرآن، وكان يركع في اليوم والليلة ستمائة ركعة، ويقول: لولا الضعف والسن لم أطعم بالنهار. راجع ترجمته في "السير"(13/ 414 - 416)"لسان الميزان"(2/ 307 - 358) الداوودي: "طبقات المفسرين"(1/ 156)"شذرات"(2/ 178).

• محمد بن سابق، التميمي، أبو جعفر، أو أبو سعيد البزاز، الكوفي (م 213 هـ أو 214 هـ) صدوق. من كبار العاشرة. (خ م د ت س).

• أبو جعفر الرازي، عيسى بن ابي عيسى عبد الله بن هامان. مشهور بكنيته. صدوق. سيئ الحفظ، خصوصا عن مغيرة، من كبار السابعة (4).

• الربيع بن أنس البكري أو الحنفي، (م 140) بصري نزل خراسان، صدوق، له أوهام. رمي بالتشيع. من الخامسة (4).

• أبو العالية، رفيع (مصغرا) ابن مهران، الرياحي (م 90 أو 93 هـ) ثقة، كثير الإرسال. من الثانية (ع). وأخرجه المؤلف بنفس السند والمتن في "الأسماء والصفات"(49/ 50).

وهو عند الحاكم في التفسير من "مستدركه"(2/ 540) وصححه ووافقه الذهبي وأخرجه

الترمذي في التفسير (5/ 451) وابن جرير الطبري في "تفسيره"(30/ 342) والواحدي في

"أسباب نزول القرآن"(510). ومن طريق أحمد بن منيع حدثنا أبو سعد الصاغاني عن أبي

جعفر الرازي به. وأخرجه أحمد في "مسنده" عن أبي سعد (5/ 134). وأخرجه البخاري

في "تاريخه".

ص: 206

وأبو جعفر محمد بن صالح قالا: حدثنا الحسين بن الفضل، حدثنا محمد بن سابق، حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب:"أن المشركين قالوا: يا محمد انسب لنا ربك فأنزل الله عز وجل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. اللَّهُ الصَّمَدُ} قال: الصمد الذي {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت وليس شئ يموت إلا سيورث، وأن الله تيارك وتعالى لا يموت ولا يورث {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} لم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء".

[101]

أخبرنا أبو منصور أحمد بن علي الدامغاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي وحدثنا

[101] إسناده: ضعيف.

• ولم أجد ترجمة لأبي منصور الدامغاني، شيخ البيهقي. محمد بن الحسين بن موسى، الأزدي، السلمي، أبو عبد الرحمن، النيسابوري الصوفي (م 412 هـ) شيخ خراسان، وكبير الصوفية، صاحب التصانيف. كان مرضيا عند الخاص والعام، وحببت تصانيفه إلى الناس قال الذهبي: وما هو بالقوي في الحديث. وفي تصانيفه أحاديث وحكايات موضوعة. وفي "حقائق تفسير" أشياء لا تسوغ أصلاً. وقال الواحدي: صنف السلمي "حقائق التفسير" فإن كان اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر! وقال الخطيب: قال لي محمد بن يوسف القطان النيسابوري: كان أبو عبد الرحمن السلمي غير ثقة وكان يضع للصوفية أحاديث. انظر ترجمته في "السير"(17/ 247 - 255)"تاريخ بغداد"(2/ 248)"التذكرة"(3/ 1046)"الميزان"(3/ 523)"اللسان"(5/ 140)"طبقات الداودي"(2/ 137 - 139)"شذرات"(3/ 196).

• إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف بن خالد السلمي، أبو عمرو، النيسابوري الصوفي (م 365 هـ) كبير الطائفة ومسند خراسان وهو جد أبي عبد الرحمن السلمي لأمه. ورث من أبائه أموالا كثيرة فانفق سائرها على العلماء والزهاد. انظر "السير"(16/ 146 - 148)"طبقات السبكي"(2/ 189)"شذرات"(3/ 50).

• علي بن بندار بن الحسين الصوفي العابد، وكان يعرف بالصيرفي (م 357 هـ) روى عنه الحاكم ووثقه. راجع "السير"(16/ 109) "طبقات الصوفيةو (501 - 504)،.

• أبو عمرو بن حمدان محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن سنان الحيرى (م 376 هـ) الإمام، المحدث، الثقة، النحوي، البارع، الزاهد العابد، مسند خراسان. قال الحاكم: كان من القراء والنحويين، وسماعاته صحيحة. قال ابن طاهر المقدسي: كان يتشيع. قال الذهبي: تشيعه خفيف كالحاكم. انظر ترجمته في "السير"(16/ 356 - 358)"الوافي"(2/ 46)"الميزان"(3/ 57)"اللسان"(5/ 38)"شذرات"(3/ 87).

أبو بكر بن قريش هو محمد بن عبد الله بن محمد بن قريش. لم أجد ترجمته. =

ص: 207

. . . . . . . . . . . . . . . .

= • صفوان بن صالح بن صفوان، مولاهم، أبو عبد الملك الدمشقي (م 238 هـ)، ثقة، كان يدلس تدليس التسوية. من العاشرة (د س ت).

• الوليد بن مسلم القرشي، مولاهم، أبو العباس الدمشقي (م 195 هـ)، ثقة، لكنه كثر التدليس والتسوية. من الثامنة. (ع).

• أبو الزناد، عبد الله بن ذكوان القرشي، أبو عبد الرحمن، المدني (م 130 هـ). معروف بأبي الزناد، ثقة، فقيه. من الخامسة. (ع).

• الأعرج، عبد الرحمن بن هرمز، أبو داود المدني، مولى ربيعهَ بن الحارث (م 117 هـ)، ثقة، ثبت. عالم. من الثالثة (ع). والحديث أخرجه ابن حبان (2384 - موارد) عن الحسن بن سفيان وغيره. والترمذي في الدعوات (5/ 530) والبغوي في "شرح السنة"(5/ 32) من طريق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، والحاكم في "المستدرك"(1/ 16) من طريق محمد بن أحمد بن الوليد الكرابيسي، والمؤلف في "سننه"(10/ 27 - 28) من طريق جعفر بن محمد الفريابي، كلهم عن صفوان بن صالح به. ومن طريق الحاكم رواه البيهقي في "الاعتقاد" (ص 18). وقال الترمذي: هذا حديث غريب، حدثنا به غير واحد عن صفوان بن صالح، ولا نعرفه إلا من حديث صفوان بن صالح وهو ثقة عند أهل الحديث، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبى هريرة عن النيي صلى الله عليه وسلم ولا نعلم في كثر شيئ من الروايات له إسناد صحيح ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث، وقد روى أدم بن أبي إياس هذا الحديث بإسناد غير هذا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر فيه الأسماء وليس له إسناد صحيح. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، قد خرجاه في الصحيحين بأسانيد صحيحة دون ذكر الأسامي، والعلة فيه عندهما أن الوليد بن مسلم تفرد بسياقته بطوله ولم يذكرها غيره، وليس هذا بعلة. فإني لا أعلم خلافاً عند أهل الحديث أن الوليد أوثق وأحفظ وأجل وأعلم من بشر بن شعيب وعلي بن عياش وغيرهما من أصحاب شعيب. قال الحافظ في الفتح: يشير (الحاكم) إلى أن بشراً وعليًّا وأبا اليمان رووه عن شعيب بدون سياق الأسماء فرواية أبي اليمان عند البخاري (3/ 185، 8/ 169) ورواية على عند النسائي في "الكبرى، تحفة الأشراف"(10/ 174) ورواية بشر عند البيهقي في "الأسماء والصفات"(15) وليست العلة عند الشيخين تفرد الوليد فقط. بل الاختلاف فيه والاضطراب وتدليسه واحتمال الإدراج. قال البيهقي: يحتمل أن يكون التعيين وقع من بعض الرواة من طريقين معاً ولهذا وقع الاختلاف الشديد بينهما ولهذا الاحتمال ترك الشيخان تخريج التعيين. وقال الحافظ أيضاً: لم يقع في شيء من طرقه سرد الأسماء إلا في رواية الوليد بن مسلم عند الترمذي وفي رواية زهير بن محمد عن موسى بن عقبة عند ابن ماجه (2/ 1269 رقم 3861) وهذان الطريقان يرجعان إلى رواية الأعرج وفيهما اختلاف شديد في سرد الأسماء والزيادة والنقص. وقد وقع سرد الأسماء أيضاً في طريق ثالثة أخرجها الحاكم في "المستدرك" وجعفر الفريابي في "الذكر" من طريق عبد العزيز بن الحصن عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة (1/ 17)، واختلف العلماء في سرد الأسماء هل هو مرفوع أو مدرج في الخبر من بعض الرواة فمشى كثير منهم على الأول واستدلوا به على جواز تسمية الله تعالى بما لم يرد في القرآن =

ص: 208

أبو عبد الرحمن السلمي محمد بن الحسين، أخبرنا جدي إسماعيل بن نجيد، وأبو عمرو بن مطر، وعلي بن بندار الصيرفي، وأبو عمر و بن حمدان، وأبو بكر بن قريش وغيرهم قالوا حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا صفوان بن صالح، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدة إنه وتر يحب الوتر من أحصاها دخل الجنة: هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العز يز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الغفار، القهار، الوهاب، الرزاق، الفتاح، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرافع، المعز، المذل، السميع، البصير، الحكم، العدل، اللطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشكور، العلي، الكبير، الحفيظ، المقيت، الحسيب، الجليل، الكريم، الرقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المجيد، الباعث، الشهيد، الحق، الوكليل، القوي، المتين، الولي، الحميد، المحصي، المبدئ، المعيد، المحي، المميت، الحي، القيوم، الماجد، الواجد، الواحد، الأحد

(1)

، الصمد، القادر، المقتدر، المقدم، المؤخر، الأول، الآخر، الظاهو، الباطن، البر، التواب، المنتقم، العفو، الرءوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، الوالي، المتعالي، المقسط، الجامع، الغني، المغني، الرافع، الضار، النافع، النور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرشيد، الصبور

(2)

.

= بصيغة الاسم. لأن كثيرَا من هذه الأسماء كذلك. وذهب آخرون إلى أن التعيين مدرج لخلو أكثر الروايات عنه. راجع "فتح الباري"(11/ 214 - 227). قلت: قال الحاكم بعد إيراد حديث عبد العزيز بن الحصن: هو ثقة. فتعقبه الذهبي فقال: "بل ضعفوه"، وراجع "الميزان"(2/ 627). ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "الاعتقاد"، (19). والحاصل أن سرد الأسماء لم يثبت من حديث صحيح. وأما الحديث بدون الأسماء، فأخرجه البخاري في الشروط (3/ 185) وفي الدعوات (7/ 169) وفي التوحيد (8/ 169). ومسلم في الذكر (3/ 2062) والترمذي في الدعوات (5/ 532) وابن ماجه في الدعاء (2/ 1269 رقم 3860) وابن جرير في "تفسيره"(9/ 133) وأحمد في "مسنده"، (2/ 267، 314، 427، 499، 503، 516) وهو عند المؤلف في "الأسماء والصفات"(15) وفي "السنن"(6/ 84) و (10/ 27).

(1)

ليس في (ن) والمطبوعة،

(2)

وبعده زيادة في الأصل. "الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير". وليس ذلك في المصادر التي أخرجت هذا الحديث.

ص: 209

وقال غيره:

(1)

"المانع" و بدل قوله "الرافع".

وقال: "الوالي المتعالي" عقب قوله "الباطن".

وقال البيهقي

(2)

رحمه الله تعالى: وذكر الأستاذ أبو إسحاق إبراهيم

(3)

بن محمد الإسفراييني قوله

(4)

: "من أحصاها دخل الجنة يريد: من علمها

(5)

. وذكر أن من هذه الأسماء ثمانية وعشرين اسما للذات وثمانية وعشرين اسما لصفات الذات وثلاثة وأربعين اسما للفعل

(6)

.

(1)

انظر رواية الترمذي والحاكم.

(2)

في (ن) والمطبوعة "الإمام أحمد".

(3)

إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران، أبو إسحاق، الإسفراييني. الأصولي (م 418 هـ).

العلامة، الأستاذ، أحد المجتهدين في عصره وصاحب المصنفات الباهرة. كان ثقة، ثبتا في الحديث، أخذ عامة شيوخ نيسابور عنه الكلام والأصول، وكان الصاحب بن عباد إذا انتهى إلى ذكر هؤلاء يقول: ابن الباقلاني بحر مغرق، وابن فورك صل مطرق، والإسفراييني نار تحرق. (الصل: السيف القاطع، وقيل: الداهية). راجع ترجمته في "السير"(17/ 353 - 356)"ابن خلكان"(1/ 28)"الوافي"، (6/ 104)"شذرات"(3/ 209).

(4)

في (ن) والمطبوعة "إن قوله".

(5)

وقال النووي: قال البخاري وغيره من المحققين معناه "حفظها" وهذا هو الأظهر لثبوته نصًّا في الخبر، وذكر ابن حجر أقوالاً أخرى. راجع "فتح الباري"(11/ 225 - 226).

(6)

وقد تبع المؤلف هنا تقسيم الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني فقسم الأسماء إلى ثلائة: أسماء الذات، وأسماء صفات الذات، وأسماء الفعل وأما في كتابه "الأسماء والصفات" فصنفها على طريقة الحليمي في "المنهاج" على خمسة أصناف:

1 -

الأسماء التي تتبع إثبات الباري جل ثناؤه، والاعتراف بوجوده.

2 -

الأسماء التي تتبع إثبات وحدانيته عز اسمه.

3 -

الأسماء التي تتبع إثبات الإبداع والاختراع له.

4 -

الأسماء التي تتبع نفي التشبيه عن الله تعالى جده.

5 -

الأسماء التي تتبع إثبات التدبير له دون ما سواه.

وشرح على اسم- في الغالب- بما شرحه الحليمي غير أنه أورد أحاديث وآثاراً تتعلق بالباب، ثم عقد فصلاً- مثل ما فعل الحليمي- في بيان أسماء الله عز وجل سوى ما ذكر وقام بشرحها. وأما كتابه "الاعتقاد" ففيه "شرح موجز للأسماء بدون تقسيم إلى صفات الذات أو صفات الفعل، ولكنه يشير إلى ذلك أحياناً في شرح الاسم. راجع "الاعتقاد" (20 - 30) "والأسماء والصفات" (23 - 118) و"المنهاج" (1/ 188 - 210).

ص: 210

‌بيان معاني أسماء الذات

[1]

" اللّه" وله معان: منها أنه القادر على الخلق وأنه لا يكون إلا ما يريد وأنه الغالب الذي لا يغلب وأنه القاهر الذي لا يقهر وأنه لا يصح التكليف إلا منه.

[2]

"الملك" ومعناه أنه يعز من يشاء ويذل من يشاء ويستحيل عليه الإذلال.

[1] قال الحليمي: ومعناه الإله، وهذا أكثر الأسماء، وأجمعها للمعاني والأشبه أنه كأسماء الأعلام موضوع غير مشتق، ومعناه القديم التام القدرة، فإنه إذا كان سابقاً لعامة الموجوات، كان وجودها به، وإذا كان تام القدرة، أوجد المعدوم، وصرف ما يوجده على ما يريده، فاختص لذلك باسم الإله، ولهذا لا يجوز أن يسمى بهذا الاسم أحد سواه بوجه من الوجوه. راجع "المنهاج" (1/ 190 - 191). ونقله المؤلف في "الأسماء والصفات" (34 - 35) ثم ذكر أقوال العلماء في كونه علماً موضوعاً أومشتقا وختم ذلك بقوله:"وأحب هذه الأقاويل إلي قول من ذهب إلى أنه اسم علم، وليس بمشتق كسائر الأسماء المشتقة. والدليل على أن الألف واللام من بنية هذا الاسم، ولم تدخلا للتعريف دخول حرف النداء عليه كقولك: يا الله وحروف النداء لا تجتمع مع الألف واللام للتعريف. ألا ترى أنك لا تقول: يا الرحمن ويا الرحيم، كما تقول: يا اللّه، فدل على أنه من بنية الاسم، والله أعلم". وراجع "شأن الدعاء" للخطابي (30 - 35). وقال في "الاعتقاد"(ص 29) في معنى "الله": "من له الإلهية وهي القدرة على اختراع الأعيان، وهذه صفة يستحقها بذاته".

[2]

وردت كلمة "الملك" لله عز وجل في أربعة مواضع في القرآن: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} في موضعين: سورة طه (20/ 114) وسورة المؤمنون (23/ 116). و {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ} في موضين: سورة الحشر (59/ 23) وسورة الجمعة (62/ 1). كما ورد {مَلِكِ النَّاسِ} بالإضافة مرة واحدة في سورة الناس وبلفظ {مَلِيكِ} و مرة في سورة القمر (54/ 55). وقالَ الحليمي في معناه: وذلك مما يقتضى الإبداع، لأن الإبداع هو إخراج الشيء من العدم إلى الوجود، فلا يتوهم أن يكون أحد احق بما أبدع منه، ولا أولى بالتصرف فيه منه، وهذا هو الملك. وأما المليك فهو مستحق السياسة، وذلك فيما بيننا قد يصغر ويكبر، بحسب قدر المسوس وقدر السائس في نفسه ومعانيه. وأما ملك الباري عز اسمه فهو الذي لا يتوهم ملك يدانيه فضلاً على أن يفوته، لأنه إنما استحقه بإبداعه و يسوسه، وإيجاده إياه بعد أن لم كن، ولا يخشى أن ينزع منه أو يدفع عنه فهو الملك حقًا، وملك من سواه مجاز. (المنهاج 1/ 194). ونقله المؤلف في "الأسماء والصفات" (45 - 46). وقال في "الاعتقاد" (20):"هذه صفة يستحقها بذاته" وقال ابن حجر في "فتح الباري"(11/ 368). يحتمل وجهين: أحدهما أن يكون بمعنى القدرة فيكون صفة ذات. والثاني أن يكون بمعنى القهر والصرف عما يريدون فيكون صفة فعل. وقال الخطابي: الملك.: هو التام الملك، الجامع لأصناف المملوكات. فأما المالك فهو الخاص الملك.=

ص: 211

وقد قيل: إن معناه أنه

(1)

الملك السالب الممكن المانع، النافع.

وقد قيل: إن معناه أنه يولي

(2)

ويعزل ولا يتوجه عليه العزل والسلب.

وقد قيل

(3)

: إن معناه أنه المتفرد بالعز والسلطان لا يشاركه أحد في معناه.

[3]

"القدوس" وله معان: أحدها أنه البريء عن المعايب "الشركاء والأنداد والأضداد.

ومنها: أن له الكمال في كل وصف يختص به.

ومنها: أن تطهير غيره من العيوب إليه.

ومنها: أن الأوهام لا تدركه بالتحديد والأبصار لا تدركه بالتصوير.

= والمصدر من الملك: الملك. مضمومة الميم. ومن المالك: الملك، مكسورتها. وقد يسمى بعض المخلوقين ملكاً إذا اتسع ملكه إلا أن الذي يستحق هذا الاسم هو الله- جل وعز- لأنه مالك الملك، وليس ذلك لأحد غيره، يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء بيده الخير، وهو على على شيء قدير. راجع "شأن الدعاء"(39 - 40).

(1)

زيادة من الأصل.

(2)

في المطبوعة "يؤتي".

(3)

في (ن) والمطبوعة "وقيل معناه".

[3]

"القدوس" ورد مرتين في القرآن: في سورة الحشر (59/ 23)، وسورة الجمعة (62/ 1). قال الحليمي: ومعناه الممدوح بالفضائل والمحاسن. فالتقديس مضمن في صريح التسبيح، والتسبيح مضمن في صريح التقديس، لأن نفي المذام إثبات للمدائح كقولنا: لا شريك له، ولا شبيه له إثبات أنه واحد أحد، وكقولنا: لا يعجزه شيء إثبات أنه قادر قوي، وكقولنا: إنه لا يظلم أحدَا إثبات أنه عدل في حكمه. وإثبات المدائح له نفي للمذام عنه كقولنا: إنه عالم، نفي للجهل عنه، وكقولنا: إنه قادر، نفي للعجز عنه، إلا أن قولنا: هو كذا ظاهره التقديس، وقولنا: ليس بكذا، ظاهره التسبيح. ثم التسبيح موجود في ضمن التقديس، والتقديس موجود في ضمن التسبيح، وقد جمع الله تعالى بينهما في سورة الإخلاص فقال- عز اسمه:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 0 اللَّهُ الصَّمَدُ} فهذا تقديس، ثم قال:{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} . فهذا تسبيح. والأمران راجعان الى إفراده وتوحيده، ونفي الشريك والشبيه عنه. "المنهاج" (1/ 198) وراجع "الأسماء والصفات" (55 - 56). وقال في "الاعتقاد" في معنى "القدوس": هو الطاهر من العيوب، المنزه عن الأولاد. وهذه صفة يستحقها بذاته (ص 20).

ص: 212

[4]

"السلام"

(1)

وله معان: منها أن السلام به ومنه؟ ومنها: أن من أطاعه سلم؛ ومنها: أنه سليم من النقائص، ومنها: أنه يسلم منه من عبده على تحقيق المراد.

[5]

"المؤمن" وله معان: منها أن الهدى

(2)

والإيمان إليه، ومنها: أن التصديق والتكذيب به؛ ومنها: أن الحقائق تنكشف لديه، ومنها: أن الأمر يؤخذ منه؛ ومنها: أن القول قوله لا خلاف

(3)

عليه ة ومنها: استحالة الزوال عليه؛ ومنها: تعذر المنازعة له.

[6]

"المهيمن" وهو من أسامي الكمال الذي لا يصح عليه الزوال تدخل فيه الشهادة

[4]"السلام" ورد مرة فى القرآن في سورة الحشر (59/ 23). قال المؤلف في "الأسماء والصفات"(53) نقلاً عن الحليمي: معناه أنه السالم من المعايب، إذ هى غير جائزة على القديم، فإن جوازها على المصنوعات لأنها أحداث وبدائع، فكما جاز أن يوجدوا بعد أن لم يكونوا موجودين، جاز أن يعدموا بعدما وجدوا، وجاز أن تتبدل أعراضهم، وتتناقص أو تتزايد أجزاؤهم. والقديم لا علة لوجوده فلا يجوز التغير عليه، ولا يمكن أن يعارضه نقص أو شين أو تكون له صفة تخالف الفضل والكمال، وراجع "المنهاج" (1/ 196). وقال في "الاعتقاد" (21):"هو الذي سلم من كل عيب، وبرئ من كل أفة. وهذه صفة يستحقها بذاته. وقيل: هو الذي سلم المؤمنون من عقوبته". وراجع "شأن الدعاء"(41).

(1)

سقط تفسير "السلام" بكامله، وقوله "المؤمن" وله معان، من (ن) والمطبوعة. ففيهما السلام وله معان، منها أن الهدى والإيمان إليه".

[5]

"المؤمن" ورد في القرآن مرة فقط ضمن أسماء الله الحسنى في سورة الحشر (59/ 23). قال الحليمي: "معناه المصدق، لأنه إذا وعد، صدق وعده، ويحتمل: المؤمن عباده، بما عرفهم من عدله ورحمته، من أن يظلمهم ويجور عليهم ". راجع "المنهاج"(1/ 202) وقال الخطابي: أصل الإيمان في اللغة: التصديق. فالمؤمن: المصدق. وقد يحتمل ذلك وجوهًا: أحدها: أنه يصدق عباده وعده، ويفي بما ضمنه لهم من رزق في الدنيا، وثواب على أعمالهم الحسنة في الأخرة. والوجه الآخر: أنه يصدق ظنون عباده المؤمنين، ولا يخيب أمالهم. وقيل: بل المؤمن الموحد نفسه بقوله: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} . (آل عمران 3/ 18). وقيل: بل المؤمن الذي أمن عباده المؤمنين في القيامة من عذَابه. وقيل: هو الذي أمن خلقه من ظلمه. راجع "شأن الدعاء"(45 - 46). وذكرها البيهقي في "الأسماء والصفات"(83 - 84) وقال: وقد دخل أكثر هذه الوجوه في ما قاله الحليمي إلا أن هذا أبين.

(2)

في (ن) والمطبوعة "الهدايه".

(3)

في النسختين "خلافه".

[6]

"المهيمن" ورد مرة في سورة الحشر (59/ 23). وقال الخطابي: أصله مؤيمن، فقلبت الهمزة هاء، لأن الهاء أخف من الهمزة. وقال في معناه: الشاهد على خلقه بما يكون منهم من قول =

ص: 213

والحفظ والعطاء والمنع والاختصاص به، عن الغير.

[7]

"العزيز" وله معان: منها: أنه لا يرام، ومنها: أنه لا يخالف في المراد، ومنها: أنه لا يخوف بالتهديد، ومنها: أنه لا يحط عن المنزلة، ومنها: أنه يعذب من أراد، ومنها: أنه ملجا الهاربين، ومنها: أن إليه مطالب المريدين، ومنها: أن عليه طريق المارقين

(1)

، ومنها أن عليه ثواب العاملين، ومنها: أنه لا يوجد له مثل وأنه لا يحد بحد وأنه لا يصح عليه نقص.

[8]

"الجبار" وله معان: منها: أنه لا يحنو عند التعذيب ولا يشفق عند البذل إذا

= أو فعل. وقيل: المهيمن: الرقيب على الشئ والحافظ له، (شأن الدعاء 46). وقال الحليمي في "المنهاج" (1/ 252 - 203):"معناه لا ينقص للمطيعين يوم الحساب من طاعاتهم شيئاً فلا يثيبهم عليه، لأن الثواب لا يعجزه، ولا هو مستكره عليه، فيضطر إلى كتمان بعض الأعمال أو جحدها، وليس ببخيل فيحمله استكثار الثواب إذا كثرت الأعمال على كتمان بعضها، ولا يلحقه نقص بما يثيب، فيحبس بعضه، لأنه ليس منتفعاً بملكه حتى إذا نفع غيره به، زال انتفاعه بنفسه. وكما لا ينقص الطيع من حسناته شيئاً، لا يزيد العصاة على ما اجترحوه من السيئات شيئاً، فيزيدهم عقاباً على ما استحقوه، لأن واحدا من الكذب والظلم غير جائز عليه. وقد سمى عقوبة أهل النار جزاء، فما لم يقابل منها ذنباً، لم يكن جزاء، ولم يكن وفاقاً، فدل ذلك على أنه لا يفعله". وراجع "الأسماء والصفات"(84 - 85) و"الاعتقاد"(ص 21).

[7]

"العزيز" وقد ورد كاسم لله في 88 موضعاً. وقال الحليمي في معناه: الذي لا يوصل إليه، ولا يمكن إدخال مكروه عليه، فإن العزيز في لسان العرب من العزة وهي الصلابة، فإذا قيل لله "العزبز" فإنما يراد به الاعتراف بالقدم الذي لا يتهيأ معه لغيره عما لم يزل عليه من القدرة والقوة، وذلك عائد إلى تنزيهه عما يجوز على المصنوعين لاعتراضهم بالحدوث في أنفسهم للحوادث أن تصيبهم وتغيرهم. وقال الخطابي:"العزيز" هو المنيع الذي لا يغلب، والعز قد يكون بمعنى الغلبة ويقال منه: عز يعز- بضم العين من يعز- وقد يكون بمعنى الشدة والقوة، ويقال منه: عز يعز- بفتح العين- وقد يكون بمعنى نفاسة القدر ويقال منه: عز الشيء يعز- بكسر العن- فيتناول معنى العزيز على هذا: أنه لا يعادله شيء، وأنه لا مثيل له. والله أعلم. "شأن الدعاء" (47 - 48) راجع "الأسماء والصفات" (51) وانظر "المنهاج" (1/ 195 - 196) وقال في "الاعتقاد" (21): هو من صفات الذات. وقال الحافظ ابن حجر: والعزة يحتمل أن تكون صفة ذات بمعنى القدرة والعظمة، وأن تكون صفة فعل بمعنى القهر لمخلوقاته، والغلبة لهم. ولذلك صحت إضافة اسمه إليها. (فتح الباري 13/ 369). وانظر "لسان العرب ""عزز".

(1)

كذا في النسخ، ولعله "العارفين".

[8]

ورد في القرآن لله تبارك وتعالى مرة في سورة الحشر (59/ 23). وذكره المؤلف في "الأسماء والصفات" تبعاً للحليمي مرة في باب "ذكر الأسماء التي تتبع إثبات الإبداع والاختراع له" =

ص: 214

أعطى أعطى عن سعة، وإذا منع منع عن قدرة. ومنها: أنه لا يكترث بالناكبين، ولا يفرح بالمخلصين، ومنها: أنه لا يتمنى مالا يكون، ولا يتلهف على ما لم يكن، ومنها: أنه لا يناقش في الفعل ولا يطالب بالعلة ولا يحجر عليه في مقدوره وأنه لا يجب عليه شيء بتة وأنه يذل عند عزته الأعزاء ويشرف

(1)

عند تقريبه الأذلاء.

[9]

"المتكبر"، وله معان: منها أنه لا مقدار لشيء عنده، ومنها: أنه لا يؤثر فيه اللوم ولا يصح فيه العقاب، ومنها: أنه لا يخلق للنفع ولا يخترع للدفع وأنه لا يتوجه

= ونقل عن الحليمي أنه يكون هذا إذا كان من الجبر الذي هو نظير الإكراه، لأنه يدخل فيه إحداث شيء عن عدم، فإنه إذا أراد وجوده كان، ولم يتخلف كونه عن حال إرادته، ولم يمكن فيه غير ذلك، فيكون فعله له كالجبر إذ الجبر طريق إلى دفع الامتناع عن المراد، فإذا كان ما يريده الباري- جل ثناؤه- لا يمتنع عليه فذلك في الصورة جبر. (ص 48). ثم ذكره في باب "ذكر الأسماء التي تتبع إثبات التدبير له دون ما سواه" وقال: إن هذا يكون في قول من جعل ذلك من "جبر الكسر" أي المصلح لأحوال عباده، والجابر لها، والمخرج لهم مما يسوءهم إلى ما يسرهم، ومما يضرهم إلى ما ينفعهم. (ص 87). وقال أبوسليمان الخطابي في معناه:"الجبار" الذي جبر الخلق على ما أراد من أمره ونهيه. ويقال: هو الذي جبر مفاقر الخلق، وكفاهم أسباب المعيشة والرزق. ويقال: بل "الجبار": العالي فوق خلقه. "شأن الدعاء"(48) راجع "الأسماء والصفات"(48) و"المنهاج"(1/ 195، 1/ 203 - 204). وقال في "الاعتقاد"(21): هو الذي لا تناله الأيدي، ولا يجري في ملكه غير ما أراد. وهو من الصفات التي يستحقها بذاته.

وقل: هو الذي جبر الخلق على ما أراد، وقل: هو الذي جبر مفاقر الخلق، وهو على هذا المعنى من صفات فعله.

(1)

في (ن) و المطبوعة "بشروا".

[9]

"المتكبر" ورد في القرآن لله- جل ثناؤه- مرة واحدة في سورة الحشر (59/ 23)، وقال الحليمي في معناه: هو المكلم عباده وحياً، وعلى ألسنة الرسل- يعني في الدنيا- قال الله تعالى:{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} (الشورى 42/ 51). وقال الخطابي: هو المتعاليَ عن صفات الخلق. ويقال: هَو الذي يتكبر على عتاة خلقه إذا نازعوه العظمة، فيقصمهم، والتاء في "التكبر" تاء التفرد والتخصص بالكبر، لا تاء التعاطي والتكلف، والكبر لا يليق باحد من المخلوقين، وإنما سمة العبيد: الخشوع والتذلل. وقيل إن "المتكبر" من الكبرياء الذي هو عظمة الله تعالى، لا من الكبر الذي هو مذموم عند الخلق. (شأن الدعاء 48 - 49). وراجع "الأسماء والصفات" (93 - 94) و"المنهاج" (1/ 205). وفي "الاعتقاد" (21): هذه صفة يستحقها بذاته.

ص: 215

عليه المنة بالطاعة والعبادة ولا يلزمه الثواب عن المتابعة، وأنه لا يشرف بالاتباع ولا ينحط بالاعتداء وأنه لا يأمر لفائدة ولا ينهى لعائدة.

[10]

"العلي" وله معان: منها: أنه عليٌّ عن المالك والَامر والناهي"التهديد والرسم والمنع والإيجاب، ومنها: أنه عليُّ عن الحاجة إلى الخلائق والخلق. ومنها: أنه لا يسأل عما يفعل ولا يحاسب على ما يقبض.

[11]

"العظيم" وله معان: منها: أنه يستحيل عليه التحديد والمساحة، ومنها: نفي الكثافة والرقة، ومنها: وجوب التذلل

(1)

والخضوع عند الطاعة.

[10]"العلي" ورد في القرآن في صفة الله تعالى مرات، وقال الحليمي في معناه: هو الذي ليس فوقه فيما يجب له من معاني الجلال أحد، ولا معه من يكون العلو مشتركاً بينه وبينه. ولكنه العلي بالإطلاق."المنهاج" (1/ 190) وانظر "الأسماء والصفات" (31). وقال الخطابي في "شأن الدعاء" (66). العلي: هو العالي القاهر، فعيل بمعنى فاعل، كالقدير والقادر، والعليم والعالم، وقد يكون ذلك من العلو الذي هو مصدر على يعلو فهو عال. كقوله:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه 20/ 5). ويكون ذلك من علاء المجد والشرف يقال منه على يعلى علاء ويكون معناه: الذي على وجل أن تلحقه صفات الخلق، أو تكيفه أوهامهم، وفي "الاعتقاد" (23): هو العالي القاهر. وقيل: هو الذي علا وجل من أن يلحقه صفات الخلق، وهذه صفة يستحقها بذاته. وذكر الراغب في "مفرداته"(357) أن علا يعلو علوًّا فهو عال، وعلي يعلى فهو علي فعلا في الأمكنة والأجسام، وعلي (بالكسر) في القدر والمنزلة. وقيل: علا يقال في المحمود والمذموم، وعلي لا يقال إلا في المحمود وإذا وصف به الله تعالى فمعناه: يعلو أن يحيط به وصف الواصفين بل علم العارفين.

[11]

"العظيم" ورد خمس مرات في القرآن لله تعالى. وقال الحليمي في معناه: إنه الذي لا يمكن الامتناع عليه بالإطلاق لأن عظيم القوم إنما يكون مالك أمورهم، الذي لا يقدرون على مقاومته ومخالفة أمره، إلا أنه- وإن كان كذلك ماهيته- فقد يلحقه العجز بافات تدخل عليه فيما بيده، فيوهنه ويضعفه حتى يستطاع مقاومته، بل قهره وإبطاله، والله تعالى- جل ثناؤه - قادر لا يعجزه شيء ولا يمكن أن يعصى كرهًا، أو يخالف أمره قهراً. فهو العظيم إذا حقاً وصدقًا، وكان هذا الاسم لمن دونه مجازاً. (المنهاج 1/ 195). وقال الخطابي: العظيم هو ذو العظمة والجلال، ومعناه ينصرف إلى عظم الشأن وجلالة القدر، دون العظيم الذي هو من نعوت الأجسام لما يوجد فيها من زيادة الأجزاء، ويقال للرجل السيد: هو عظيم قومه. "شأن الدعاء"(64 - 65) وراجع "الأسماء والصفات"(50 - 51). وفي "الاعتقاد"(23) هو المستحق لأوصاف العلو، والرفقة، والجلال، والعظمة، والتقديس من كل آفة. وهو من الصفات التي يستحقها بذاته.

(1)

ونب المطبوعة "التذليل".

ص: 216

[12]

"الجليل" وله معان: منها: أنه يجل عن أن يجوز عليه ما دل على الحدوث؛

ومنها: أنه يجب الانقياد له، ومنها: أنه لا يجل إلا من رفعه.

[13]

"الكبير" وله معان: وهي أنه لا يقع عليه المقدار والتقدير ولا يرد عليه في التدبير ولا يخالف في الأمور.

[14]

"الحميد" وله معان: محمودة، وله صفات المدح والكمال.

[12]"الجليل" و لم يرد في القرآن ضمن أسماء الله تعالى، وورد به الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم في خبر الأسامي. وجاء في الكتاب {ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (الرحمن 55/ 27). ومعناه: المستحق للأمر والنهي، فإن جلال الواحد فيما بين الناس إنما يظهر بان يكون له على غيره أمر نافذ لا يجد من طاعته فيه بدّاً. فإذا كان من حق الباري- جل ثناؤه- على من أبدعه أن يكون أمره عليه نافذًا، وطاعته له لازمة، وجب له اسم "الجليل" حقا، وكان لمن عرفه أن يدعوه بهذا الاسم، وبما يجري مجراه، ويؤدي معناه. وقال الخطابي: هو من الجلال والعظمة، ومعناه منصرف إلى جلال القدر، وعظم الشأن، فهو الجليل الذي يصغر دونه على جليل، ويتضع معه كل رفيع. "شأن الدعاء" (70) وانظر "الأسماء والصفات" (39 - 40) و"المنهاج" (1/ 192). وفي" الاعتقاد" (23 - 24): هذه صفة يستحقها بذاته. وقال الراغب في "مفرداته"(92): الجلالة: عظم القدر، والجلال (بغير الهاء): التناهي في ذلك. وخص بوصف الله تعالى فقيل "ذو الجلاو والإكرام" ولم يستعمل في غيره. و"الجليل ": العظيم القدر، ووصفه تعالى بذلك إمالخلقه الأشياء العظيمة المستدل بها عليه، أو لأنه يجل عن الإحاطة به، أو لأنه يجل عن أن يدرك بالحواس.

[13]

"الكبير" ورد في القرآن في صفة الله جل ثناؤه 6 مرات. وقال الحليمي في معناه: أنه المصرف عباده على ما يريده منهم من غير أن يروه. وكبير القوم هو الذي يستغني عن التبذل لهم، ولا يحتاج في أن يطاع إلى إظهار نفسه، والمشافهة بأمره ونهيه، إلا أن ذلك في صفة الله تعالى جده إطلاق حقيقة، وفيمن دونه مجازاً، لان من يدعى كبير القوم قد يحتاج مع بعض الناس وفي بعض الأمور إلى الاستظهار على المأمور بإبداء نفسه له ومخاطبته كفاحاً لخشية أن لا يطيعه إذا سمع أمره من غيره. والله سبحانه وتعالى جل ثناؤه لا يحتاج إلى شئ، ولا يعجزه شيء.

(المنهاج 1/ 196). وقال الخطايي: "الكبير" و الموصوف بالجلال وكبر الشان. يصغر دون جلاله كل كبير. ويقال: هو الذي كبرعن شبه المخلوقين "شأن الدعاء"(66) وراجع "الأسماء والصفات"(52 - 53). وفي "الاعتقاد" هذه صفة يستحقها بذاته (23).

[14]

"الحمد" ورد في القرآن لله تعالى 17 مرة. وقال الحليمي في معناه: هو المستحق لأن يحمد، لأنه جل ثناؤه بدأ فأوجد، ثم جمع بين النعمتن الجليلتين: الحياة والعقل، ووالى بين منحه، وتابع آلاءه ومننه حتى فاتت العد، وإن استفرغ فيها الجهد. فمن ذا الذي يستحق الحمد سواه؟ بل له الحمد كله لا لغيره، كما أن المن منه لا من غيره. (المنهاج 1/ 252). وقال الخطابي: هو المحمود الذي استحق الحمد بفعاله، وهو فعيل بمعنى مفعول. وهو الذي يحمد في السراء =

ص: 217

[15]

"المجيد" وله معان: منها: أنه

(1)

لا يساوي فيما له من أوصاف الكمال؛ ومنها: أنه المنفرد بالجلال والكبرياء والعز ة ومنها: أن الذي يفيد من أوصاف المدح لغيره لا يكون إلا به.

[16]

"الحق" وله معان: منها: أن لا يمكن رده ولا يصح رفعه ولا يوصف بالقدرة على ما يوجب ذمه، ومنها: أن ما لم يكن بأمره من غيره لم يحمد وصفه، ومنها: المبين لخلقه ما أرادهم له.

= والضراء، وفي الشدة والرخاء، لأنه حكيم لا يجري في أفعاله الغلط، ولا يعترضه الخطأ فهو عمود على كل حال. "شأن الدعاء"(78) وانظر "الأسماء والصفات، (80). وفي "الاعتقاد" (25) قيل: هو من له صفات المدح والكمال، وهذه صفة يستحقها بذاته.

[15]

"المجيد" ورد في القرآن في صفة الله عز وجل مرتين: في سورة هود (11/ 73) وفي سورة البروج (85/ 15). وقال الحليمي فى معناه: المنغ المحمود. لأن العرب لا تقول لكل محمود "مجيد" ولا لكل منيع "مجيد" وقد يكون الواحد منيعًا غير محمود كالمتآمر الخليع الجائر، أو اللص المتحصن ببعض القلاع، وقد يكون محموداً غير منيع كأميرالسوقةو والمصابرين من أهل القبلة، فلما لم يقل لكل واحد منهما مجيد، علمنا أن المجيد من جمع بينهما، وكان منيعًا لا يرام وكان في منعته حسن الخصال، جميل الفعال، والباري جل ثناؤه، يجل عن أن يرام، أو يوصل إليه، وهو مع ذلك محسن منعم مجمل مفضل، لا يستطيع العبد أن يحصي نعمته ولو استنفد فيه مدته، فاستحق اسم المجيد وما هو أعلى منه. "المنهاج" (1/ 197). وقال الخطابي: المجيد: الواسع الكرم. وأصل المجد في كلامهم: السعة ويقال رجل ماجد، إذا كان سخيًّا، واسع العطاء. "شأن الدعاء" (74) وانظر "الأسماء والصفات" (57). وفي "الاعتقاد" (24): هو الجليل الرفيع القدر المحسن الجزيل البر، فالمجد في اللغة قد يكون بمعنى الشرف، وقد يكون بمعنى السعة، وهو على المعنى الأول صفة يستحقها بذاته.

(1)

زيادة يقتضيها السياق.

[16]

"الحق" ورد في القرآن لله تعالى 6 مرات منها مرة مع صفته "المبين" وذكره المؤلف معاً "الحق المبين" في "الأسماء والصفات" وأما الحليمي فقد فصلهما وقال في معنى "الحق": ما لا يسع إنكاره، ويلزم إثباته والاعتراف به، ووجود الباري- عز اسمه- أولى ما يجب الاعتراف به ولا يسع جحوده، إذ لا مثبت يتظاهر عليه من الدلائل البينة الظاهرة ما تظاهرت على وجود الباري جل جلاله. "المنهاج" (1/ 188) وراجع "الأسماء والصفات" (26 - 27). وفي "الاعتقاد". (24) وهو الموجود حقًّا. وهذه صفة يستحقها بذاته. وقال ابن بطال: هو الموجود الثابت الذي لا يزول ولا يتغير، ذكره ابن حجر في "فتح الباري" (13/ 372). وقال الخطابي: الحق: هو المتحقق كونه ووجوده، وكل شيء صح وجوده وكونه فهو حق. "شأن الدعاء"(76).

ص: 218

[17]

"المبين" وله معان: منها: أنه بين لذوي العقول، ومنها: أن الفضل يقع به، ومنها: أن التحقيق والتمييز إليه، ومنها: أن الهداية به.

[18]

"الواحد" وله معان: منها: أنه لا يجوز عليه التبعيض ولا يجوز عليه التشبيه ولا يصح الخروج من ملكه ولا حد لسلطانه.

[17]"المبين" ورد مرة واحدة فقط في صفة الله جل ثناؤه في سورة النور (24/ 25)، وقال الحليمي في معناه: هو الذي لا يخفى ولا ينكتم، والباري- جل ثناؤه- ليس بخاف ولا منكتم، لأن له من الأفعال الدالة عليه ما يستحيل معها أن يخفى فلا يوقف عليه ولا يدرى. "المنهاج" (1/ 179) وراجع "الأسماء والصفات" (27). وفي "الاعتقاد" (29): هو البين أمره في الوحدانية. وهذه صفة يستحقها بذاته.

[18]

"الواحد" ورد في القرآن في صفة الله عز وجل 6 مرات. وقال الحليمي: إنه يحتمل وجوها: أحدها: أنه لا قديم ولا إله سواه، فهو واحد من حيث أنه ليس له شريك فيجري عليه حكم العدد، وتبطل به وحدانيته. والآخر: أنه واحد بمعنى أن ذاته ذات لا يجوز عليه التكثر بغيره، والإشارة فيه إلى أنه ليس بجوهر ولا عرض، لأن الجوهر قد يتكثر بالانضمام إلى جوهر مثله، فيتركب منهما جسم، وقد يتكثر بالعرض الذي يحله، والعرض لا قوام له إلا بغير يحله، والقديم فرد لا يجوز عليه حاجة إلى غيره، ولا يتكثر بغيره، وعلى هذا لو قيل إن معنى "الواحد" أنه القائم بنفسه، لكان ذلك صحيحًا، ولرجع المعنى إلى أنه ليس بجوهر، ولا عرض، لأن قيام الجوهر بفاعله ومثبته، وقيام العرض بجوهر يحله.

والثالث: أن معنى الواحد هو القديم، فإذا قلنا الواحد فإنما نريد به الذي لا يمكن أن يكون أكثر من واحد. والذي لا يمكن أن يكون أكثر من واحد هو القديم، لأن القديم متصف في الأصل بالإطلاق السابق للموجودات. ومهما كان قديماً، كان على واحد منها غر سابق بالإطلاق، لأنه إن سبق غير صاحبه فلشو بسابق صاحبه، وهو موجود كوجوده، فيكون إذاً قديماً من وجه وغير قديم من وجه، ويكون القدم وصفاً لهما معاً، ولا يكون وصفًا لكل واحد منهما، فثبت أن القديم بالإطلاق لا يكون إلا واحداً، فالواحد إذاً هو القديم الذي لا يمكن أن يكون إلا واحدًا. (المنهاج 1/ 189). وانظر "الأسماء والصفات" (29 - . 3). وقال الخطابي: الواحد: هو الفرد الذي لم يزل وحده، ولم يكن معه آخر. وقيل: هو المنقطع القرين، المعدوم الشريك والنظير، وليس كسائر الأجسام المؤلفة، إذ كل شيء سواه يدعى واحدًا، فهو واحد من جهة، غير واحد من جهات. والله سبحانه الواحد الذي ليس كمثله شيء. (شأن الدعاء 82). وفي "الاعتقاد" (26): هو الفرد الذي لم يزل وحده بلا شريك. وقيل: هو الذي لا قسيم لذاته، ولا شبيه له ولا شريك. وهذه صفة يستحقها بذاته. وقال في موضع أخر (29) الواحد: الذي لا شريك له ولا عديل. وعبر عنه بعبارة أخرى فقيل "الأحد" وهو المنفرد بالمعنى، لا يشاركه فيه أحد، والواحد: المنفرد بالذات لا يضاهيه أحد. وهما من الصفات التي يستحقها بذاته.

ص: 219

[19]

"الماجد" وله معان: منها: الارتفاع والعلو على المبالغة. ومنها: التقريب على حسب المشيئة، ومنها: الاختصاص بالولاية والتولية.

[20]

"الصمد" وله معان: منها: أنه لا يتجزأ في الوهم، ومنها: أن الكون والأحوال منه تطلب.

[19]"الماجد" لم يرد في الكتاب وورد في حديث الأسامي. وقد تقدم تفسير "المجيد" وذكر هناك أن أصل "المجد" السعة. قال الخطابي: وقد يحتمل أن يكون إنما أعيد هذا الاسم ثانيًا، وخولف بينه في البناء وبين "المجيد" ليؤكد به معنى "الواجد" الذي هو الغني، فيدل به على السعة والكثرة في الوجد، وليأتلف الاسمان أيضاً ويتقاربا في اللفظ. فإنه قد جرت عادة العرب باستحسان هذا النمط من الكلام. وهو من باب مظاهرة البيان. راجع "شأن الدعاء" (82). سقط من (ن) والمطبوعة الاسم "الماجد" والقولان الأولان في تفسيره. وأما قوله "ومنها: الاختصاص بالولاية والتولية، فجاء في تفسير قوله "الواحد".

[20]

"الصمد" ورد مرة واحدة في سورة الإخلاص. وقال الحليمي معناه: المصمود بالحوائج أي المقصود بها. وقد يقال ذلك على معنى أنه المستحق لأن يقصد بها. ثم لا يبطل هذا الاستحقاق ولا تزول هذه الصفة بذهاب من يذهب عن الحق ويضل السبيل، لأنه إذا كان هو الخالق والمدبر لما خلق، لا خالق غيره، ولا مدبر سواه، فالذهاب عن قصده بالحاجة- وهي بالحقيقة واقعة إليه، ولا قاضي لها غيره- جهل وحمق. والجهل بالله تعالى جده كفر. (المنهاج 1/ 201 - 202). وذكر المؤلف في "الأسماء والصفات" (78 - 80) بعد إيراد قول الحليمي تفاسير أخرى ونقل عن الخطابي أنه قال:"الصمد": السيد الذي يصمد إليه في الأمور، ويقصد إليه في الحوائج والنوازل. وأصل الصمد: القصد. يقال للرجل: "اصمد صمد فلان": أي اقصد قصده. وأصح ما قيل فيه ما يشهد له معنى الاشتقاق. وانظر "شأن الدعاء"(85). وفي "الاعتقاد"(26): وقيل: هو الباقي الذي لا يزول، وهو من صفات الذات. وراجع "تفسير سورة الإخلاص" لشيخ الإسلام ابن تيمية (طبعة الدارالسلفية).

(21 - 22)"الأول والآخر" وردا معاً في سورة الحديد فقط (58/ 3) وذكرهما الحليمي ثم المؤلف في "الأسماء والصفات" معاً. وقال الحليمي: فالأول: هو الذي لا قبل له. ولا "الآخر": هو الذي لا بعد له. وهذا لأن قبل وبعد نهايتان "فقبل، نهاية الوجود من قبل ابتدائه" و "بعد" غايته من قبل انتهائه فإذا لم يكن له ابتداء ولا انتهاء لم يكن للوجود قبل وبعد. فكان هو الأول والآخر. راجع "المنهاج"(1/ 88) و"الأسماء والصفات"(25 - 26). وفي "الاعتقاد"(26): "الأول" و هو الذي لا ابتداء لوجوده، "الآخر": هو الذي لا انتهاء لوجوده. وهما صفتان يستحقهما بذاته. وقال الخطابي في "شأن الدعاء"(87) الأول: هو السابق للأشياء كلها، الكائن الذي لم يزل قبل وجود الخلق، فاستحق الأولية إذ كان موجودًا ولا شيء قبله ولا معه.

"والأخر" هو الباقي بعد فناء الخلق، وليس معنى الأخر ماله الانتهاء، كما ليس معنى الأول ما له الابتداء، فهو الأول والآخر، وليس لكونه أول ولا آخر.

ص: 220

[21]

"الأول" وله معان: منها: أنه لم يزل ومنها أنه لا يكافأ على النعمة والبلية ولا يسبق بالفعل.

[22]

"الآخر" ومعناه الدائم، فإنه يستحيل عليه العدم.

[23]

"الظاهر" ومعناه أنه يصح إدراكه بالأدلة على القطع واليقين.

[24]

"الباطن" ومعناه أنه لا يدرك باللمس والشم والذوق وأنه يقف على الخفيات.

[25]

"المتعال" وله معان: أحدها: أنه تعالى عن أن يطاق، والثاني: أنه تعالى عن الزوال بالذات والصفة، والثالث: أنه تعالى عن الحاجة.

[23]"الظاهر" ورد مرة في سورة الحديد (57/ 3). قال الحليمي في معناه: إنه البادي في أفعاله، وهو- جل ثناؤه- بهذه الصفة فلا يمكن معها أن يجحد وجوده، وينكر ثبوته. (المنهاج 1/ 189). وقال الخطابي: هو الظاهر بحججه الباهرة، وبراهينه النيرة، وشواهد أعلامه الدالة على ثبوت ربوبيته، وصحة وحدانيته، ويكون "الظاهر" فوق على شيء بقدرته. وقد يكون الظهور بمعنى العلو، ويكون بمعنى الغلبة. (شأن الدعاء 88). راجع "الاسماء والصفات"(27 - 28) و "الاعتقاد"(26).

[24]

"الباطن" ورد مرة واحدة فقط مع "الظاهر". وقال الحليمي: "الباطن" الذي لا يحس، وإنما يدرك بآثاره وأفعاله. وقال الخطابي: وقد يكون معنى الظهور والبطون: تجليه لبصائر المتفكرين واحتجابه عن أبصار الناظرين، وقد يكون معناه: العالم بما ظهر من الامور والمطلع على ما بطن من الغيوب. راجع "الأسماء والصفات"(52) و"المنهاج"(1/ 196). وفي "الاعتقاد"(26): هو الذي لا يستولى عليه توهم الكيفية. ثم ذكر قول الخطابي الاخير وقال: وهما- الظاهر والباطن- من صفات الذات.

[25]

"المتعال" ورد في القرآن مرة واحدة في سورة الرعد (13/ 9). قال الحليمي معناه: المرتفع عن أن يجوز عليه ما يجوز على المحدثين من الأزواج والاولاد، والجوارح والاعضاء، واتخاذ السرير للجلوس عليه، والاحتجاب بالستور عن أن تنفذ الأبصار إليه، والانتقال من مكان إلى مكان، ونحو ذلك، فإن إثبات بعض هذه الأشياء يوجب النهاية، وبعضها يوجب الحاجة، وبعضها يوجب التغير والاستحالة وشيء من ذلك غير لائق بالقديم ولا جائز عليه. "المنهاج"(1/ 196) و "الاسماء والصفات"(51 - 52). وقال في "الاعتقاد"(26) هو المنزه عن صفات الخلق، وهذه صفة يستحقها بذاته. وقد يكون بمعنى العالي فوق خلقه بالقهر، وراجع "شأن الدعاء"(89).

ص: 221

[26]

"الغني" وله معان: منها: أنه لا يتعلق بالقدرة ولا يحتاج إلى دعامة أوعلاقة؛ وأنه لا يتوهم حدوث شيء إلا يصح منه بما له من الصفات من غير توقف على استحداث حكم.

[27]

"النور" وله معان: منها أنه لا يخفى على أوليائه بالدليل ويصح إدراكه بالأبصار ويظهر لكل ذي لب بالعقل.

[28]

"ذو الجلال" ومعناه المختص بما ذكرناه من الأوصاف.

وقال وفي بعض الأخبار

(1)

أنه "السيد".

[26]"الغني" ورد في القرآن لله تعالى 18 مرة. قال الحليمي في معناه: إنه الكامل بما له وعنده، فلا يحتاج معه إلى غيره، وربنا- جل ثناؤه بهذه الصفة. لأن الحاجة نقص، والمحتاج عاجز عن ما يحتاج إليه إلى أن يبلغه ويدركه، وللمحتاج إليه فضل بوجود ماليس عند المحتاج، فالنقص منفي عن القديم بكل حال، والعجز غير جائز عليه، ولا يمكن أن يكون لأحد عليه فضل، إذ كل شيء سواه خلق له وبدع أبدعه، لا يملك من أمره شيئاً، وإنما يكون كما يريد اللّه عز وجل ويدبره عليه. فلا يتوهم أن يكون له مع هذا اتساع لفضل عليه. راجع "المنهاج" (1/ 196) "الأسماء والصفات" (53 - 54). وفي "الاعتقاد" (27): هو الذي استغنى عن الخلق. وقيل: المتمكن من تنفيذ إرادته في مراداته، وهذه صفة يستحقها بذاته. وراجع " شأن الدعاء"(92 - 93).

[27]

"النور" قال الله عز وجل: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (سورة النور 24/ 35). قال الحليمي: وهو الهادي لا يعلم العباد إلا ما علمهم، ولا يدركون إلا ما يسر لهم إدراكه، فالحواس والعقل فطرته وخلقه وعطيته. وقال الخطابى: هو الذي بنوره يبصر ذو العماية، وبهدايته يرشد ذو الغواية. ولا يجوز أن يتوهم أن الله سبحانه وتعالى نور من الأنوار فإن النور تضاده الظلمة، وتتعاقبه فتزيله، وتعالى الله أن يكون له ضد أو ند. "الأسماء والصفات" (102 - 103) و "المنهاج" (1/ 207). وفي "الاعتقاد": هو الهادي، وقيل: هو المنور، وهو من صفات الفعل، وقيل: هو الحق. وقيل: هو الذي لا يخفى على أوليائه بالدليل، وتصح رؤيته بالأبصار. وهذه صفة يستحقها الباري تعالى بذاته (ص 28).

[28]

"ذوالجلال" قد مر في "الجليل".

(1)

قال المؤلف في "الأسماء والصفات"(39): ومنها "السيد" وهذا اسم لم يأت به الكتاب ولكنه ماثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم ثم ذكر حديثا بسنده عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال قال أبي رضي الله عنه: "انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: أنت سيدنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "السيد الله". فقلنا: فافضلنا فضلاً، وأعظمنا طولاً. فقال صلى الله عليه وسلم: "قولوا بقولكم أو ببعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان". =

ص: 222

قال الإمام البيهقي- رحمه الله تعالى- وقد ذكرت إسناده في كتاب "الأسماء والصفات" وإسناد غيره مما ورد به الحديث.

قال الأستاذ

(1)

ومعناه: أنه مالك كل مخلوق وأنه متفرد بالإيجاد.

[29]

"المولى" ومعناه أنه يغير ما شاء كيف شاء.

[30]

"الأحد" ومعناه أنه لا يصح عليه الاتصال والماسة ولا يجوز عليه النقصان والزيادة.

= رواه أبو داود في "سننه" في الأدب (5/ 154) وأحمد في "سنده"(4/ 24 - 25) ورجال إسنادهما ثقات. وقال الحليمي في معناه: هو المحتاج إليه بالإطلاق، فإن سيد الناس إنما هو رأسهم الذي إليه يرجعون، وبأمره يعملون، وعن رأيه يصدرون، ومن قوله يستهدون. فإذا كانت الملائكة والإنس والجن خلقا للباري- جل ثناؤه- ولم يكن بهم غنية عنه في بدء أمرهم وهو الوجود، إذ لو لم يوجدهم لم يوجدوا، ولا في البقاء بعد الإيجاد، ولا في العوارض العارضة أثناء البقاء، كان حقا له- جل ثناؤه- أن يكون سيدا، وكان حقا عليهم أن يدعوه بهذا الاسم. "المنهاج"(1/ 192). ولم يذكره المؤلف في "الاعتقاد".

(1)

يعنى أبا إسحاق الإسفراييني.

[29]

قال الله عز وجل: {نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِرُ} (الأنفال 8/ 40، الحج 22/ 78) وقال الحليمي في معناه: إنه المأمول منه النصر والمعونة لأنه هو المالك ولا مفزع للمملوك إلا مالكه. (المنهاج 1/ 204). وانظر "الأسماء والصفات"(88 - 89) و"شأن الدعاء" للخطابي (101).

[30]

"الأحد" ورد مرة في سورة الإخلاص {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} . قال الحليمي: وهو الذي لا شبيه له ولا نظير، كما أن الواحد هو الذي لاشريك له ولا عديل، ولهذا سمى الله عز وجل نفسه بهذا الاسم و وصف نفسه بأنه "لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد" فكان قوله جل وعلا:{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} من تفسير قوله "أحد" والمعنى: لم يتفرع عنه شيء ولم يتفرع هو عن شيء كما يتفرع الولد عن أبيه وأمه، ويتفرع عنهما الولد، أي فإذا كان كذلك فما يدعوه المشركون إلها من دونه لا يجوز أن يكون إلهاً، إذ كانت أمارات الحدوث من التجزئ والتناهي قائمة فيه، لازمة له. والباري تعالى لا يتجزأ، ولا يتناهى، فهو إذا غير مشبه إياه، ولا مشارك له في صفته. "المنهاج" (1/ 195) و"الأسماء والصفات" (49 - 50). وانظر "الاعتقاد" (29). قال الخطابي: والفرق بين "الواحد" و"الأحد" أن الواحد هو المنفرد بالذات لا يضاهيه آخر و"الأحد" هو المنفرد بالمعنى لا يشاركه فيه أحد. ولذلك قيل للمتناهي في العلم: هو أحد الأحدين. ومما يفترقان به في معاني الكلام: أن الواحد في جنس المعدود- وقد يفتتح به العدد- والأحد ينقطع معه العدد، وأن "الأحد" يصلح في الكلام في موضع الجحود، و"الواحد" في موضع الإثبات، تقول: لم يأتني من القوم أحد، وجاءني منهم واحد، ولا يقال: جاءني منهم احد، فأما "الوحيد" فإنما =

ص: 223

[31]

"الفرد" ومعناه أنه لا تصح له الزوجة والولد.

[32]

" الوتر" ومعناه أنه لا يعد في المعدودات بالمعنى وتحقيقه أنه لا يوصف بصفة يصح وصف غيره بها إلا وله اختصاص ومباينة.

‌أسامي صفات الذات

(أ) فمن أسامي صفات الذات الذي عاد إلى القدرة

[1]

" القاهر" ومعناه الغالب.

[2]

"القهار" ومعناه الذي لا يقصد، ولا يغلب.

= يوصف به في غالب العرف: المنفرد عن أصحابه، المنقطع عنهم، وإطلاقه في صفة الله- سبحانه- ليس بالبين عندي صوابه. ولا أستحسن التسمية بعبد الوحيد كما استحسنها بعبد الواحد، وبعبد الأحد، وأرى كثيراً من العامة قد تسموا به. (شأن الدعاء 83). وراجع "تفسير سورة الإخلاص" لابن تيمية (طبعة الدار السلفية).

[31]

"الفرد" لم يرد في القرآن لله تعالى، ولم يرد ذكره في خبر الأسامي الذي ساقه المؤلف ولم يذكره الحليمي في "المنهاج" ولا المؤلف في "الأسماء والصفات" أو "الاعتقاد". وقال الراغب الأصفهاني في "مفرداته" (389) "الفرد": الذي لا يختلط به غيره فهو أعم من "الوتر" وأخص من الواحد

ويقال في الله "فرد" تنبيهًا على أنه بخلاف الأشياء كلها في الازدواج المنبه عليه بقوله {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} (الذاريات 51/ 49). وقيل: معناه المستغني عما عداه كما نبه عليه بقوله {غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} ، واذا قيل هو منفرد بوحدانيته فمعناه هو مستغن عن كل تركيب وازدواج تنبيهَا على أنه مخالف للموجودات كلها.

[32]

"الوتر" لم يرد في القرآن، وفي الحديث "إنه وتر يحب الوتر". لأنه إذا لم يكن قديم سواه- لا إله ولا غير إله - لم ينبغ لشيء من الموجودات أن يضم إليه فيعبد معه، فيكون المعبود معه شفعاً، لكنه واحد، وتر. راجع "المنهاج"(1/ 190) و"الأسماء والصفات"(30). وفي، "الاعتقاد": هو الفرد الذي لا شريك له ولا نظير وهذه صفة يستحقها بذاته.

[1]

"القاهر" ورد مرتين في سورة الأنعام (6/ 18، 61). وقال الحليمي معناه: أنه يدبر خلقه بما يريد، فيقع في ذلك ما يشق ويثقل، ويغم ويحزن، ويكون منه سلب الحياة أو بعض الجوارح فلا يستطيع أحد رد تدبيره والخروج من تقديره. راجع (المنهاج)(1/ 202) و"الأسماء والصفات"(82).

[2]

"القهار" ورد في القرآن 6 مرات. قال الحليمي: وهو الذي يقهر ولا يقهر بحال. (المنهاج 1/ 202). وقال الخطابي: هو الذي قهر الجبابرة من عتاة خلقه بالعقوبة، وقهر الخلق كلهم بالموت. "شأن الدعاء"(53) ولم يذكر "القاهر" راجع "الأسماء والصفات"(82). =

ص: 224

[3]

"القوي" ومعناه المتمكن من كل مراد.

[4]

"المقتدر" ومعناه الذي لا يرده شئ عن المراد.

[5]

"القادر" ومعناه إثبات القدرة.

= وفي "الاعتقاد": (21 - 22) هو القاهر على المبالغة، وهو القادر فيرجع معناه إلى صفة القدرة التي هي صفة قائمة بذاته. وقيل: هو الذي قهر الخلق على ما أراد. ولم يذكر فيه "القاهر". وفي (ن) والمطبوعة "إلا ويغلب".

[3]

"القوي" ورد في القرآن 9 مرات في صفة الله تعالى. ولم يذكره الحليمي: وقال الخطابي، "القوي" قد يكون بمعنى القادر: ومن قوي على شيء فقد قدر عليه. وقد يكون معناه التام القوة الذي لا يستولي عليه العجز في حال من الأحوال. والمخلوق وإن وصف بالقوة فإن قوته متناهية، وعن بعض الأمور قاصرة، (شأن الدعاء 77). وراجع "الأسماء والصفات"(61). وفي "الاعتقاد"(25) مثله مختصراً.

[4]

"المقتدر" ورد في القرآن لله تعالى 3 مرات. وقال الحليمي: "المقتدر" المظهر قدرته بفعل ما يقدر عليه، وقد كان ذلك من الله تعالى فيما أمضاه، وإن كان يقدر على أشياء كثيرة لم يفعلها، ولو شاء لفعلها، فاستحق بذلك أن يسمى"مقتدراً" (المنهاج 1/ 194). وقال الخطابي:"المقتدر" هو التام القدرة الذي لا يمتنع عليه شيء، ولا يحتجز عنه بمنعة وقوة. ووزنه "مفتعل" من القدرة إلا أن الاقتدار أبلغ وأعم، لأنه يقتضي الإطلاق. والقدرة قد يدخلها نوع من التضمين بالمقدور عليه. (شأن الدعاء 86). وراجع "لأسماء والصفات"(45) و "الاعتقاد"(26).

[5]

"القادر" ورد في القرآن معرفا مرة واحدة في (سورة الأنعام 6/ 65) وورد منكرا منسوبا لله تعالى 6 مرات. وقال الحليمي في معناه: إنه لا يعجزه شيء بل يستتب له ما يريد على ما يريد، لأن أفعاله قد ظهرت، ولا يظهر الفعل اختيارا إلا من قادر غير عاجز، كما لا يظهر إلا من حي عالم. راجع "المنهاج" (1/ 191) و "الأسماء والصفات" (37 - 38). وقال في "الاعتقاد" (26): هو الذي له القدرة الشاملة. والقدرة له صفة قائمة بذاته. وقال الخطابي: في "شأن الدعاء"(85) وقد يكون "القادر" بمعني المقدر للشيء. وجاء في القرآن "قدير" في صفة الله تعالى 45 مرة. وقال الحليمي: وهو تام القدرة لا يلابس قدرته عجز بوجه. راجع "المنهاج"(1/ 198) و "الأسماء والصفات"(58). وقال الراغب الأصفهاني في "مفرداته"(409): القدرة إذا وصف بها الإنسان فاسم لهيئة له بها يتمكن من فعل شيء ما. وإذا وصف الله تعالى بها فهي نفي العجز عنه. ومحال أن يوصف غير الله بالقدرة المطلقة معنى، وإن أطلق عليه لفظا، بل. حقه أن يقال قادر على كذا. ومتى قيل: هو قادر فعلى سبيل معنى التقييد، ولهذا لا أحد غير الله يوصف بالقدرة من وجه إلا ويصح أن يوصف بالعجز من وجه، والله تعالى هو الذي ينتفي عنه العجز من كل وجه. "والقدير" هو الفاعل لما يشاء على قدر ما تقتضي الحكمة لا زائدا عليه ولا ناقصا عنه ولذلك لا يصح أن يوصف به إلا الله تعالى.

ص: 225

[6]

"ذو القوة المتين" ومعناه نفي النهاية في القدرة وتعميم المقدورات.

قال: وروي في بعض الآثار

(1)

"الغلاب" ومعناه يُكْرِه على ما يريد ولا يُكْرَه على ما يُراد.

(ب) ومن أسامي صفات الذات ما هو للعلم ومعناه

(2)

[7]

فمنها: "العليم" ومعناه تعميم المعلومات. ومنها:

[6]"ذو القوة المتين" جاء في الكتاب: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: (الذاريات 51/ 58). وقال الحليمي في معنى "المتين": هو الذي لا تتناقص قوته فيهن ويفتر، إذ كان يحدث ما يحدث في غيره لا في نفسه، وذلك أن التغير لا يجوز عليه. (المنهاج 1/ 199)، "الأسماء والصفات"(61). وقال المؤلف في "الاعتقاد"(25) هو الشديد القوة الذي لا تنقطع قوته، ولا يمسه في أفعاله لغوب، ويرجع معناه أيضاً إلى صفة القدرة. وراجع "شأن الدعاء" للخطابي (77).

(1)

لم أقف عليه وجاء في القرآن {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ} (يوسف 12/ 21). وقال الحليمي: هو البالغ مراده من خلقه أحبوا أو كرهوا. وهذا أيضاً إشارة إلى كمال القدرة والحكمة وأنه لا يقهر ولا يخدع. "المنهاج"(1/ 198). وراجع "الأسماء والصفات"(58).

(2)

في (ن) والمطبوعة "للعلم هو معناه".

[7]

"العليم" ورد في القرآن في صفة الله تعالى 151 مرة. وقال الحليمي في معناه: إنه المدرك لا يدركه المخلوقون بعقولهم وحواسهم، وما لا يستطيعون إدراكه من غير أن يكون موصوفَا بعقل أو حس، وذلك راجع إلى أنه لا يعزب (أي لا يغيب) عنه شيء، ولا يعجزه إدراك شيء، كما يعجز عن ذلك من لا عقل له أو لا حس له من "المخلوقين. ومعنى ذلك أنه لا يشبههم ولا يشبهونه.

(المنهاج 1/ 199). وقال الخطابي: العليم هو العالم بالسرائر والخفيات التي لا يدركها علم الخلق. وجاء على بناءا "فعيل" للمبالغة في وصفه بكمال العلم. والآدميون وان كانوا يوصفون بالعلم فإن ذلك ينصرف منهم إلى نوع من المعلومات دون نوع، وقد يوجد ذلك منهم في حال دون حال، وقد تعرضهم الَافات فيخلف علمهم الجهل، ويعقب ذكرهم النسيان، وقد نجد الواحد منهم عالماً بالفقه، غيرعالم بالنحو، وعالمَا بهما، غيرعالم بالحساب والطب ونحوهما من الأمور، وعلم الله سبحانه علم حقيقة وكمال. {قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} (الطلاق 65/ 12). راجع "شأن الدعاء" (57). وانظر "الأسماء والصفات" (ص 63). وفي "الاعتقاد" (22):"العلم له صفة تائمة بذاته". وجاء "العلام" في أسمائه تعالى، وهو في القرآن بالإضافة {عَلًّامُ الْغُيُوبِ} 4 مرات. وقال الحليمي في معناه: العلام بأصناف المعلومات على تفاوتها، فهو يعلم الموجود، ويعلم ما هو كائن، وأنه إذا كان، كيف يكون ث ويعلم ماليس بكائن، وأنه لو كان كيف كان يكون. (المنهاج 1/ 199) وراجع "الأسماء والصفات"(63 - 64). =

ص: 226

[8]

"الخبير" ويختص بأن يعلم ما يكون قبل أن يكون. ومنها:

[9]

"الحكيم" ويختص بأن يعلم دقائق الأوصاف- ومنها:

[10]

"الشهيد" ويختص بان يعلم الغائب والحاضر ومعناه أنه لا يغيب عنه شيء ومنها:

= وجاء أيضاً "العالم " وهو في القرآن بالإضافة {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} 10 مرات، {عَالِمُ الْغَيْبِ} مرتين {عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} مرة واحدة (فاطره 3/ 38) وبالجمع "عالمين" مرتين (الأنبياء 21/ 51، 81). وقال الحليمي في معناه: إنه مدرك الأشياء على ما هي به، وإنما وجب أن يوصف- عز اسمه- بالعالم لأنه قد ثبت أن ما عداه من الموجودات فعل له، وأنه لا يمكن أن يكون فعل إلا باختيار وارادة. والفعل على هذا الوجه لا يظهر إلا من عالم، كما لا يظهر إلا من حي. (المنهاج 1/ 191) وانظر "الأسماء والصفات"(37).

[8]

"الخبير" ورد في القرآن في صفة الله عز وجل 43 مرة. وقال الحليمي: معناه المتحقق و يعلم كالمستيقن من العباد، إذ كان الشك غير جائز عليه، فإن الشك ينزع إلى الجهل، وحاشا له من الجهل. ومعنى ذلك أن العبد قد يوصف بعلم الشيء، إذا كان ذلك يوجبه أكثر رأيه، ولا سبيل له إلى أكثر منه، وان كان يجيز الخطأ على نفسه فيه، والله جل ثناؤه لا يوصف بمثل ذلك إذ كان العجز غير جائز عليه، والإنسان إنما يؤتى فيما وصفت من قبل القصور والعجز. (المنهاج 1/ 199 - 200). وقال الخطابي في "شأن الدعاء" (63) يقال: فلان بهذا الأمر خبير، وله به خبر، وهو أخبر به من فلان أي أعلم. إلا أن الخبر في صفة المخلوقين إنما يستعمل في نوع الحلم الذي يدخله الاختبار، ويتوصل إليه بالامتحان والاجتهاد، دون النوع المعلوم ببدائه العقول. وراجع "الأسماء والصفات" (64). وقال المؤلف في "الاعتقاد" (23): هو العالم بكنه الشيء، المطلع على حقيقته. وقيل: الخبير: المخبر. وهو من صفات ذاته.

[9]

"الحكيم" وجاء في القرآن 92 مرة لله تعالى. قال الحليمي في معناه: الذي لا يقول ولا يفعل إلا الصواب، وإنما ينبغي أن يوصف بذلك لأن أفعاله سديدة، وصنعه متقن، ولا يظهر الفعل المتقن السديد إلا من حكيم، كمالا يظهر الفعل على وجه الاختيار إلا من حي عالم قدير. (المنهاج 1/ 191 - 192). وقال الخطابي:"الحكيم،: هو المحكم لخلق الأشياء. صرف عن المفعل إلى فعيل. ومعنى الإحكام لخلق الأشياء إنما ينصرف إلى إتقان التدبير فيها، وحسن التقدير لها، إذ ليس على الخليقة موصوفَا بوثاقة البنية وشدة الأسر كالبقة والنملة، وما أشبههما من ضعاف الخلق، إلا أن التدبير فيهما، والدلالة بهما على وجود الصانع وإثباته ليس بدون الدلالة عليه بخلق السماء والأرض والجبال وسائر معاظم الخليقة. (شأن الدعاء 73)، وراجع "الأسماء والصفات" (38). وقال المؤلف في "الاعتقاد" (24): هو المحكم لخلق الأشياء، وقد يكون بمعنى المصيب في أفعاله. وقال الراغب في مفرداته و (126): الحكمة من الله تعالى معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الإحكام، ومن الإنسان معرفة الموجودات وفعل الخيرات.

[10]

"الشهيد" ورد في القرآن 19 مرة في صفة الله تعالى. وقال الحليمي في معناه: إنه المطلع على ما لا يعلمه المخلوقون إلا بالشهود وهو الحضور. ومعنى ذلك أنه وان كان لا يوصف بالحضور =

ص: 227

[11]

"الحافظ " ويختص بأنه لا ينسى ما علم. ومنها:

[12]

"المحصي" ويختص بأنه لا يشغله الكثرة عن العلم وذلك مثل ضوء النور واشتداد الريح وتساقط الأوراق فيعلم عند ذلك عدد أجزاء الحركات في كل ورقة وكيف لا يعلم وهو الذي خلقها؟ وقد قال

(1)

: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}

= الذي هو المجاورة، أو المقاربة في المكان، فإن ما يجري ويكون من خلقه لا يخفى عليه، كما يخفى على البعيد النائي عن القوم ما يكون منهم، وذلك أن النائي إنما يؤتى من قبل قصور آلته ونقص جارحته، والله تعالى- جل ثناؤه- ليس بذي ألة ولا جارحة، فيدخل عليه فيهما ما يدخل على المحتاج إليهما. "المنهاج" (1/ 250) "الأسماء والصفات" (64 - 65). وقال المؤلف في كتابه "الاعتقاد" (هـ 24): هو الذي لا يغيب عنه شيء. وقيل: هو العالم الرائي. فيرجع معناه إلى صفة العلم وصفة الرؤية. وراجع " شأن الدعاء"(75 - 76).

[11]

"الحافظ" ورد في القرآن {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا} (يوسف 12/ 64). وجاء {بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} (النساء 4/ 34) قال الحليمي: "ومن حفظ فهو حافظ". وجاء بصيغة الجمع {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر 15/ 9) و {وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ} (الأنبياء 21/ 82). ومعناه: الصائن عبده عن أسباب الهلكة في أمور دينه ودنياه. راجع "المنهاج"(4/ 251) و"الأسماء والصفات"(89 - 95). ومن أسمائه تعالى "الحفيظ" وسيأتي. وجاء في الأصل "الخافض" في هذا المكان خطأ.

[12]

"المحصي" لم يرد في الكتاب بهذا اللفظ، وجاء ذكره في خبر الأسامي، وفي القرآن {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} (الجن 72/ 28). قال الحليمي في معناه: العالم بمقادير الحوادث ما يحيط به منها علوم العباد ومالا يحيط به منها علومهم كالأنفاس والأرزاق، والطاعات والمعاصي والقرب، وعدد القطر والرمل والحصى والنبات وأصناف الحيوان والموات وعامة الموجودات، وما يبقى منها أو يضمحل ويفنى. وهذا راجع إلى نفي العجز الموجود في المخلوقين عن إدراك ما يكثر مقداره، ويتوالى وجوده، وتتفاوت أحواله عنه- عز اسمه- "المنهاج"(1/ 198 - 199)، "الأسماء والصفات" (60). وقال الخطابي: هو الذي أحصى كل شيء بعلمه، فلا يفوته منها دقيق، ولا يعجزه جليل، ولا يشغله شيء منها عما سواه، أحصى حركات الخلق وأنفاسهم وما عملوِه من حسنة، واجترحوه من سيئة لقوله تعالى:{مَا لِهَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} (الكهف 18/ 49). راجع "شأن الدعاء"(79). وقال في "الاعتقاد"(25)، هو الذي أحصى كل شيء بعلمه، فيرجع معناه إلى صفة العلم.

(1)

سورة الملك (67/ 14).

ص: 228

(ج) ومن أسامي صفات الذات ما يعود إلى الإرادة

فمنها

[13]

"الرحمن" وهو المريد لرزق كل حي في دار البلوى والامتحان ومنها:

[14]

"الرحيم" وذلك المريد لإنعام أهل الجنة. ومنها:

[13]"الرحمن" ورد في القرآن في صفة الله تعالى 56 مرة غير ما جاء في "بسم الله الرحمن الرحيم" في أول كل سورة إلا سورة التوبة. ونقل الحافظ ابن حجر عن ابن بطال قال: الرحمن وصف وصف الله تعالى به نفسه، وهو متضمن لمعنى الرحمة. والمراد برحمته: إرادته نفع من سبق في علمه أن ينفعه. قال: أما الرحمة التي جعلها في قلوب عباده فهي من صفات الفعل وصفها بأنه خلقها في قلوب عباده وهي رقة على المرحوم، وهو سبحانه وتعالى منزه عن الوصف بذلك، فتتاول بما يليق به. وقال ابن التين: قيل: "الرحمن" و "الرحيم" يرجعان إلى معنى الإرادة فرحمته إرادته تنعيم من يرحمه. وقيل يرجعان إلى تركه عقاب من يستحقه. راجع (فتح الباري 13/ 358 - 359). وقال الحليمي في المنهاج (1/ 200): هو المزيح للعلل وذلك أنه لما أمر الجن والإنس أن يعبدوه، عرفهم وجوه العبادات، وبين لهم حدودها وشروطها وخلق لهم مدارك ومشاعر، وقوى وجوارح يعملون بها لتنفيذ ما أراده منهم، وخاطبهم وكلفهم، وبشرهم وأنذرهم، وأمهلهم، وحملهم دون ما تتسع به بنيتهم، فصارت العلل مزاحة، وحجج العصاة والمقصرين منقطعة. ونقله المؤلف في "الأسماء والصفات" (69) ونقل قول الخطابي في اختلاف الناس في تفسير "الرحمن" وهل هو مشتق من الرحمة أم لا؟. قال الخطابي: ذهب الجمهور من الناس إلى أنه مشتق من الرحمة مبني على المبالغة، ومعناه: ذو الرحمة، لا نظير له فيها. واستشهد له بحديث عبد الرحمن بن عوف أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"قال الله عز وجل: أنا الرحمن، خلقت الرحم، وشققت لها اسمًا من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته". قال الخطابي: "فالرحمن" ذو الرحمة الشاملة التي وسعث الخلق في أرزاقهم وأسباب معايشهم ومصالحهم، وعمت المؤمن والكافر، والصالح والطالح، أما "لرحيم" فخاص للمؤمنن.

راجع "شأن الدعاء"(35 - 38) وانظر "اسماء والصفات"(70 - 72). وقال المؤلف في "الاعتقاد"(20): "الرحمن، من له الرحمة، و الرحيم" و "الراحم". فعيل بمعنى فاعل على المبالغة. وقيل: "الرحمن": المريد لرزق كل شيء في الدنيا، و "الرحيم" المريد لإكرام المؤمنين بالجنة في العقبى. فيرجع معناهما إلى صفة الإرادة التي هي صفة قائمة بذاته.

[14]

"الرحيم" وصف الله تعالى به نفسه في كتابه 114 مرة. قال الحليمي في معناه: هو المثيب على العمل، فلا يضيع لعامل عملا، ولا يهدر لساع سعيا، وينيله بفضل رحمته من الثواب أضعاف عمله. (المنهاج 1/ 200). قال الخطابي:"الرحيم" خاص للمؤمنين قال الله تعالى {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} (الأحزب 33/ 43) و"الرحيم" وزنه فعيل بمعنى فاعل، أي راحم. راجع "الأسماء والصفات" (70 - 71). وقال الراغب الأصفهاني في "مفرداته": ولا يطلق الرحمن إلا على الله تعالى من حيث أن معناه لا يصح إلا له إذ هو الذي وسع كل شيء رحمة. و "الرحيم" يستعمل في غيره، وهو الذي كثرت رحمته (ص 197).

ص: 229

[15]

"الغفار" وهو المريد لإزالة العقوبة بعد الاستحقاق. ومنها:

[16]

"الودود" وهو المريد للإحسان إلى أهل الولاية. ومنها:

[17]

"العفو" وهو المريد لتسهيل الأمور على أهل المعرفة. ومنها:

[15]"الغفار" ورد في صفة الله عز اسمه في القرآن خمس مرات. وذكر الحليمي في معناه: أنه المبالغ في الستر، فلا يشهر الذنب لا في الدنيا ولا في الآخرة. "المنهاج"(1/ 201)، "الأسماء والصفات" (76). وجاء {غَافِرِ الذَّنْبِ} مرة واحدة في سورة المؤمن (40/ 3) و "الغفور" 91 مرة. ومعناه: هو الذي يكثر منه الستر على المذنبين من عباده ويزيد عفوه على مؤاخذته. راجع "المنهاج"(1/ 201) و "الأسماء والصفات"(76 - 77). وقال الخطايي: "الغفار" هو الذي يغفر ذنوب عباده مرة بعد أخرى. كلما تكررت التوبة من الذنب من العبد، تكررت المغفرة كقوله سبحانه:{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (طه 20/ 82)، وأصل المغفر في اللغة: الستر والتغطية، ومنه قيل لجنة الرأس: المغفر. فالغفار: الستار لذنوب عباده، والمسدل عليهم ثوب عطفه ورأفته ومعنى الستر فى هذا أنه لا يكشف أمر العبد لخلقه ولا يهتك ستره للعقوبة التي تشهره في عيونهم. (شأن الدعاء 52). وقال الراغب في "مفردات القرآن" (374): الغفران والمغفرة من الله هو أن يصون العبد من أن يمسه العذاب.

[16]

"الودود" وصف الله تعالى به نفسه في كتابه في موضعين: سورة هود (11/ 90) وسورة البروج (85/ 14). قيل في معناه: هو الواد لأهل طاعته، أي الراضي عنهم باعمالهم، والمحسن إليهم لأجلها، والمادح لهم بها. وقال الخطابي: وقد يكون معناه أن يوددهم إلى خلقه. وقال الحليمي: وقد قيل هو المودود لكثرة إحسانه، أي المستحق لأن يود، فيعبد ويحمد. وقاو الخطابي: فهو فعول في محل مفعول كما قيل: "رجل هيوب" بمعنى مهيب، و "فرس ركوب" بمعنى مركوب. والله سبحانه مودود في قلوب أوليائه لما يتعرفونه من إحسانه إليهم وكثرة عوائده عندهم. شأن الدعاء (74). وراجع "الأسماء والصفات"(151) و "المنهاج"(1/ 206).

[17]

"العفو" وجاء 5 مرات في صفة الله تعالى في القرآن. وقال الحليمي في معناه: إنه الواضع عن عباده تبعات خطاياهم وأثامهم فلا يستوفيها منهم، وذلك أنهم إذا تابوا واستغفروا، أو تركوا لوجهه أعظم مما فعلوا، فيكفر عنهم ما فعلوا با تركوا، أو بشفاعة من يشفع لهم، أو يجعل ذلك كرامة لذي حرمة لهم به وجزاء. وقال الخطابي: العفو: وزنه فعول من العفو، وهو بناء المبالغة. والعفو: الصفح عن الذنب، وترك مجازاة المسيء. وقيل: إن العفو ماخوذ من "عفت الريح الأثر": إذا درسته فكأن العافي عن الذنب يمحوه بصفحه عنه. و "شأن الدعاء"(90 - 91). وراجع "الأسماء والصفات"(75) و "المنهاج"(1/ 201). وقال المؤلف في "الاعتقاد"(27): العفو من العفو على المبالغة، ثم قد يكون بمعنى المحو فيرجع معناه إلى الصفح عن الذنب. وقد يكون بمعنى المفضل فيعطي الجزيل من الفضل.

ص: 230

[18]

"الرءوف" وهو المريد للتخفيف عن العبادة. ومنها:

[19]

"الصبور" وهو المريد لتاخير العقوبة. ومنها:

[20]

"الحليم" وهو المريد لإسقاط العقوبة على المعصية. ومنها:

[18]"الرءوف" وصف الله به نفسه في كتابه 10 مرات. قال الحليمي في معناه: المتساهل على عباده لأنه لم يحملهم- يعني من العبادات- ما لا يطيقون يعني بزمانة أو علة أو ضعف، بل حملهم أقل مما يطيقونه بدرجات كثيرة، ومع ذلك غلظ فرائضه في حال شدة القوة، وخففها في حال الضعف ونقصان القوة، وأخذ المقيم بما لم ياخذ به المسافر، والصحيح بما لم ياخذ به المريض، وهذا كله رأفة ورحمة. المنهاج (1/ 201). وقال الخطابي: وقد تكون الرحمة في الكراهة للمصلحة، ولا تكاد الرأفة تكون في الكراهة. فهذا موضع الفرق بينهما."شأن الدعاء" (91). راجع "الأسماء والصفات" (77 - 78). وقال المؤلف في "الاعتقاد": الرءوف هو الرحيم. والرأفة شدة الرحمة. ورحمة الله إرادته إنعام من شاء من عباده، فيرجع معناه إلى صفة الإرادة، ثم قد تسمى تلك النعمة رحمة. (27).

[19]

"الصبور" لم يرد في الكتاب وجاء في خبر الأسامي. ومعناه: الذي لا يعاجل بالعقوبة، وهذه صفة ربنا جل ثناؤه لأنه يملي ويمهل، وينظر ولا يعجل قاله الحليمي في "المنهاج" (1/ 201). وانظر "الأسماء والصفات" (75). وقال الخطابي: هو الذي لا يعاجل العصاة بالانتقام منهم. بل يؤخر ذلك إلى أجل مسمى، ويمهلهم بوقت معلوم فمعنى الصبور في صفة الله قريب من معنى "الحليم" إلا أن الفرق بين الأمرين أنهم لا يأمنون العقوبة في صفة "الصبور" كما يسلمون منها في صفة الحليم. والله أعلم. "شأن الدعاء" (97 - 98). وفي "الاعتقاد" (28): هو قريب من معنى "الحليم" وصفة الحليم أبلغ في السلامة من عقوبته.

[20]

"الحليم" ورد في القرآن 11 مرة في صفة الله تعالى. وقال الحليمي في تفسيره: إنه الذي لا يحبس إنعامه وافضاله عن عباده لأجل ذنوبهم، ولكنه يرزق العاصي، كما يرزق المطيع، ويبقه وهو منهمك في معاصيه، كما يبقي البر التقي، وقد يقيه الافات والبلايا، وهو غافل لا يذكره فضلا عن أن يدعوه، كما يقيها الناسك الذي يساله، وربما شغلته العبادة عن المسألة. (المنهاج 1/ 200 - 201). وقال الخطابي: هو ذو الصفح والأناة الذي لا يستفزه غضب، ولا يستخفه جهل جاهل، ولا عصيان عاص، ولا يستحق الصفح مع العجز اسم الحليم. إنما الحليم هو الصفوح مع القدرة، المتأني الذي لا يعجل بالعقوبة. "شأن الدعاء" (63). وراجع "الأسماء والصفات" (72 - 73). وقال المؤلف في "الاعتقاد": هو الذي يؤخر العقوبة عن مستحقيها ثم قد يعفوعنهم. (ص 23). وفي (ن) والمطبوعة زيادة "في الأصل" بعد "العقوبة".

ص: 231

[21]

"الكريم" وهو المريد لتكثير الخيرات عند المحتاج. ومنها:

[22]

"البر" وهو المريد لإعزاز أهل الولاية.

[21]"الكريم" ورد في القرآن في صفة الله تعالى مرتين: في سورة النمل (27/ 40) وسورة الانفطار (82/ 6). وجاء في الأصل "الكبير" وهو خطأ. "فالكريم" معناه- كما قال الحليمي-: النفاع، من قولهم "شاة كريمة" إذا كانت غزيرة اللبن. تدر على الحالب، ولا تقلص باخلافها، ولا تحبس لبنها. ولا شك في كثرة المنافع التي من الله بها على عباده ابتداء منه وتفضلا فهو باسم "الكريم" أحق من كل كريم. (المنهاج 1/ 201). وقال أبوسليمان الخطابي: من كرم الله سبحانه وتعالى أنه يبتدئ بالنعمة من غير استحقاق، ويتبرع بالإحسان من غير أستثابة، ويغفر الذنوب، ويعفو عن المسئ؛ ويقول الداعي فى دعائه: يا كريم العفو!. وقيل: إن من كريم عفوه أن العبد إذا تاب عن السيئة، محاها عنه، وكتب له مكانها حسنة. "شأن الدعاء" (71). وانظر "الأسماء والصفات" (73 - 74). ومنه "الاكرم" و قال الله تبارك وتعالى:{وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ} (العلق: 96/ 3). وجاء في خبر الأسامي. وقال الخطابي: هو أكرم الأكرمين، لا يوازيه كريم ولا يعادله فيه نظير. وقد يكون الاكرم بمعنى الكريم، كما جاء "الأعز" بمعنى العزيز. (الأسماء والصفات: 75). وقال المؤلف في "الاعتقاد"(24): هو المنزه عن الدناءة، وهذه صفة يستحقها بذاته. وقيل:"الكريم ": الكثير الخير. وقيل: المحسن بما لا يجب عليه، والصفوح عن حق وجب له. وهو على هذا المعنى من صفات فعله. وقال الراغب، الكرم إذا وصف الله تعالى به فهو اسم لإحسانه وإنعامه المتظاهر وإذا وصف به الإنسان فهو اسم لأخلاقه، والأفعال المحمودة التي تظهر منه، ولا يقال هو كريم حتى يظهر ذلك منه. راجع "مفردات القرآن"(446).

[22]

"البر". ورد في القرآن كاسم لله تعالى مرة في سورة الطور (52/ 28). قال الحليمي: ومعناه الرفيق بعباده يريد بهم اليسر، ولا يريد بهم العسر ويعفو عن كثير من سيئاتهم، ولا يؤاخذهم بجميع جناياتهم، وبِحزيهم بالحسنة عشر أمثالها، ولا يجزيهم بالسيئة إلا مثلها، ويكتب لهم الهم بالحسنة، ولا يكتب عليهم الهم بالسيئة. والولد البر بابيه هو الرفيق به، المتحري لمحابه، المتوقي لمكارهه. وقال الخطابي: البر هو العطوف على عباده، المحسن إليهم، عم بره جميع خلقه، فلم يبخل عليهم برزقه، وهو البر باوليائه، إذ خصهم بولايته واصطفاهم لعبادته، وهو البر بالمحسن في مضاعفة الثواب له: والبر بالمسئ في الصفح والتجاوز عنه. (شأن الدعاء 89 - 90) وقال الحليمي: وقد قيل إن البر في صفات الله تعالى هو الصادق من قولهم:"بر في يمينه، وأبرها إذا صدق فيها أو صدقها،. راجع "الأسماء والصفات" (91 - 93) و"المنهاج" (1/ 204). وكلام الحليمي الأخير ذكره المؤلف في "الأسماء والصفات" وهو غير موجود في "المنهاج" المطبوع الموجود بين أيدينا. وقال المؤلف في "الاعتقاد": هو المحسن إلى خلقه، عمهم برزقه، وخص من شاء منهم بولايته ومضاعفة الثواب له على طاعته، والتجاوز عن معصيته (ص 27).

ص: 232

(د) ومن أسامي صفات الذات ما يرجع إلى السمع

[23]

وهو "السميع".

(هـ) ومنها ما يرجع إلى البصر:

[24]

وهو "البصير"

(و) ومنها ما يرجع إلى الحياة:

[25]

وهو "الحي".

[23]"السميع" جاء ضمن أسماء الله عز وجل فى القرآن 46 مرة. قال الحليمي في معناه: إنه المدرك للأصوات التي يدركها المخلوقون باذانهم من غير أن يكون له أذن، وذلك راجع إلى أن الأصوات لا تخفى عليه. وان كان غير موصوف بالحس المركب في الأذن، لا كالأصم من الناس، و لم تكن له هذه الحاسة، لم يكن أهلا لإدراك الأصوات. وقال الخطابي: و السميع، بمعنى السامع إلا أنه أبلغ في الصفة، وبناء فعيل بناء المبالغة، وهو الذي يسمع السر والنجوى، سواء عنده الجهر والخفوت، والنطق والسكوت. قال: وقد يكون السماع بمعنى الإجابة والقبول كقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يسمع" أي من دعاء لا يستجاب ومن هذا قول المصلي: سمع الله لمن حمده، ومعناه: قبل الله حمد من حمده. "شأن الدعاء"(59). وراجع "الأسماء والصفات"(62) و "المنهاج"(1/ 199). وفي "الاعتقاد"(22): السمع له صفة قائمة بذاته.

[24]

"البصير" ورد في القرآن لله تعالى في 42 موضعا. وقال الحليمي: معناه المدرك للأشخاص والأبدان التي يدركها المخلوقون بابصارهم من غير أن يكون له جارحة العين، وذلك راجع إلى أن ما ذكرناه لا يخفى عليه، وان كان غير موصوف بالحس المركب في العين، لا كالأعمى الذي لما لم تكن له هذه الحاسة، لم يكن أهلا لإدراك شخص ولا لون. وقال الخطابي:"البصير" هو المبصر، ويقال: العالم بخفيات الأمور. "شأن الدعاء"(60 - 61) راجع "الأسماء والصفات"(63) وانظر "المنهاج"(1/ 199). وهى صفة قائمة بذاته. "الاعتقاد"(22).

[25]

"الحي" ورد في القرآن في صفة الله جل ئناؤه خمس مرات. قال الحليمي: وإنما يقال ذلك لأن الفعل على سبيل الاختيار لا يوجد إلا من حي. وأفعال الله جل ثناؤه كلها صادرة عنه باختياره، فإذا أثبتناها له، فقد أثبتنا أنه حي. (المنهاج 1/ 191). قال أبو سليمان الخطابي:"الحي" في صفة الله سبحانه وتعالى: هو الذي لم يزل موجودا، وبالحياة موصوفا، لم تحدث له =

ص: 233

(ز) ومنها ما يرجع إلى البقاء:

[26]

وهو "الباقي" وفي معناه.

[27]

"الوارث" الذي يبقى بعد فناء خلقه.

(ح) ومنها ما يرجع إلى الكلام:

[28]

وهو "الشكور".

= الحياة بعد موت، ولا يعترضه الموت بعد الحياة. وسائر الأحياء يعتورهم الموت والعدم في أحد طرفي الحياة أو فيهما معا، (شأن الدعاء: 80). وانظر "الأسماء والصفات"(35). وفي "الاعتقاد"(25) أنها صفة قائمة بذاته.

[26]

"الباقي" لم يرد في الكتاب بهذا اللفظ، نعم، جاء فيه {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (الرحمن 55/ 27) وهو مذكور في خبر الأسامي. قال الحليمي: هذا أيضا من لوازم قوله "قديم"، لأنه إذا كان موجردا لا عن أول ولالسبب، لم يجز عليه الانقضاء والعدم، فإن كل منقض بعد وجوده، فإنما يكون انقضاؤه لانقطاع سبب وجوده، فلما لم يكن لوجود القديم سبب يتوهم أن ذلك السبب إن ارتفع عدم، علمنا أنه لا انقضاء له. (المنهاج 1/ 188).

وراجع "الأسماء والصفات"(26). وفي "الاعتقاد"(28): "البقاء صفة قائمة بذاته. وقال الخطايي: هو الذي لا تعترض عليه عوارض الزوال وهو الدي بقاؤه غير متناه ولا محدود، وليست صفة بقائه ودوامه كبقاء الجنة والنار ودوامهما، وذلك أن بقاءه أزلي أبدي. وبقاء الجنة والنار أبدي غير أزلي. ومعنى الأزلي: ما لم يزل. ومعنى الأبد: ما لا يزال. فالجنة والنار مخلوقتان كائنتان بعد أن لم تكونا. فهذا فرق ما بين الأمرين. (شأن الدعاء 96).

[27]

"الوارث" هذا الاسم مما يؤثرعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في خبر الأسامي. وجاء في التنزيل بصيغة الجمع: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ} (الحجره 1/ 23). ومعناه: الباقي بعد ذهاب غيره. وربنا جل ثناؤه بهذه الصفة لأنه يبقى بعد ذهاب الملاك الذين أمتعهم في هذه الدنيا بما آتاهم لأن وجودهم ووجود الأملاك كان به، ووجوده ليس بغيره. قاله الحليمي في "المنهاج"(1/ 189)، وراجع "الأسماء والصفات"(28). وقال الخطابي، هو الباقي بعد فناء الخلق، المسترد أملاكهم وموارثهم بعد موتهم، ولم يزل الله باقيا مالكا لأصول الأشياء كلها، يورثها من يشاء ويستخلف فيها من أحب. "شان الدعاء"(96 - 97).

[28]

"الشكور" ورد هذا الاسم لله تعالى في الكتاب العزيز 4 مرات، وجاء "شاكر" مرتين. قال الحليمي في معنى "الشكور" هو الذي يدوم شكره، ويعم كل مطيع وكل صغير من الطاعة =

ص: 234

(ط) ومنها ما يرجع إلى العلم والسمع والبصر:

[29]

وهو "الرقيب"

‌أسامي صفات الفعل

[1]

منها: "الخالق" ويختص باختراع الشيء. ومنها:

[2]

"البارئ" ويختص باختراعه على الحسن. ومنها:

= أو كبير. وقال في معنى "الشاكر": المادح لمن يطيعه والمثني عليه، والمثيب له بطاعته فضلا من نعمته. (المنهاج 1/ 205). وقال الخطابي:"الشكور" هو الذي يشكر باليسير من الطاعة فيثيب عليه الكثير من الثواب، ويعطي الجزيل من النعمة فيرضى باليسير من الشكر، قال، وقد يحتمل أن يكون معنى الثناء على الله عز وجل بالشكور ترغيب الخلق في الطاعة قلت أو كثرت لئلا يستقلوا القليل من العمل فلا يزكوا اليسير من جملته إذا أعوزهم الكثير منه. راجع "شأن الدعاء" (65 - 66) انظر "الأسماء والصفات" (91). وقال المؤلف في "الاعتقاد": الشكور هو الذي يشكر اليسير من الطاعة ويعطي عليه الكثير من المثوبة، وشكره قد يكون بمعنى ثنائه على عبده في فيرجع معناه إلى صفة الكلام التىِ هي صفة قائمة بذاته (ص 23).

[29]

"الرقيب" ورد في القرآن 3 مرات لله تعالى. ومعناه: هو الذي لا يغفل عما خلق فيلحقه نقص، أو يدخل عليه خلل من قبل غفلته عنه قال الزجاج: الرقيب: الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء. قال المؤلف في "الاعتقاد"(24): في فيرجع معناه إلى صفة العلم. وراجع "الأسماء والصفات"(99) و "المنهاج"(1/ 206) و "شأن الدعاء"(71 - 72).

[1]

"الخالق" ورد في القرآن مرة "الخالق"(الحشر 59/ 24) وأربع مرات بالإضافة {وَخَلَقَ كُلًّ شَيْءِ} ومرتين {خَالِقٌ بَشَرًا} وفي موضع {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} (فاطره 3/ 3) وجاء "الخلاق" في موضعين (الحجر 15/ 86، يس 36/ 81). قال الحافظ ابن حجر: الخالق من الخلق وهو التقدير المستقيم، ويطلق على الإبداع وهو إيجاد الشيء على غير مثال، ويطلق على التكوين، (فتح الباري 13/ 391). وقال الحليمي في معناه: هو الذي صنف المبدعات، وجعل لكل صنف منها قدرا فوجد فيها الصغير والكبير، والطويل والقصير، والإنسان والبهيمة، والدابة والطائر، والحيوان والموات. ولا شك أن الاعتراف با لإبداع يقتضي الاعتراف بالخلق، إذ أن الخلق هيئة الإبداع فلا يغنى أحدهما عن الآخر. و "الخلاق": هو الخالق خلقا بعد خلق. راجع "الأسماء والصفات"(42)"المنهاج"(1/ 193). وقال الخطابي: هو المبدع للخلق، والمخترع له على غير مثال سبق فأما في نعوت الَادميين فمعنى الخلق: التقدير. (شأن الدعاء 49).

[2]

"البارئ" هذا الاسم ورد مرة واحدة فقط في القرآن في سورة الحشر (59/ 24) وهو من البرء وأصله خلوص الشيء عن غيره إما على سبيل التقصي عنه وإما على سبيل الإنشاء. وقيل البارئ: الخالق البريء من التفاوت والتنافر المخلين بالنظام. وقال الحليمي: هذا الاسم =

ص: 235

[3]

"المصور" ويختص بانواع التركيب. ومنها:

[4]

"الوهاب" ويختص بكثرة العطية واستحالة ورود ما يحجزه عنه. ومنها:

= يحتمل معنيي: أحدهما: الموجد لما كان في معلومه من أصناف الخلائق. وهذا هو الذي يشير إِليه قوله جل وعز: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} (الحديد 57/ 22). ولا شك أن إثبات الإبداع والاعتراف به للباري عز وجل ليَس يكون على أنه أبدع بغتة من غير علم سبق له بما هو مبدعه، لكن على أنه كان عالما بما أبدع قبل أن يبدع. فكما وجب له عند الإبداع اسم "البديع "، وجب له اسم البارئ. والآخر: أن المراد بالبارئ قالب الأعيان أي أنه أبدع الماء والترإب "النار والهواء لا من شيء ثم خلق منها الأجسام المختلفة كما قال جل وعز: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} (الأنبياء 21/ 35) وقال: {إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ} (ص 38/ 71) وغير ذلك من آلأيات فيكون هذا من قولهم "برأ القواس القوس": إذا صنعَها من موادها التي كانت لها فجاءت منها لا كهيئتها. والاعتراف لله عز وجل بالإبداع يقتضي الاعتراف له بالبرء إذ كان المعترف يعلم من نفسه أنه منقول من حال إلي حال إلى أن صار ممن يقدر على الاعتقاد والاعتراف. "المنهاج" (1/ 192 - 193) وانظر "الأسماء والصفات" (40 - 41) و "الاعتقاد" (21) و "شأن الدعاء" (50).

[3]

المصور، ورد في سورة الحشر فقط (59/ 24). قال الحليمي: معناه المهيئ لمناظر الأشياء على ما أراده من تشابه أو تخالف. والاعتراف بالإبداع يقتضى الاعتراف بما هو من لواحقه. وقال الخطابي: "المصور" الذي أنشا خلقه على صور مختلفة ليتعارفوا بها. ومعنى التصوبر: التخطيط والتشكيل. وخلق الله الإنسان في أرحام الأمهات ثلاث خلق يعرف بها ويتميز عن غيره بسمتها، جعله علقة ثم مضغة، ثم جعله صورة وهو التشكيل الذي يكون به ذا صورة وهيئة، فتبارك الله أحسن الخالقين. (شأن الدعاء 51 - 52). وانظر "الأسماء والصفات" (44 - 45). وقال الحافظ ابن حجر:"المصور" هو مبدع صور المخترعات، ومرتبها بحسب مقتضى الحكمة. فالله خالق كل شيء بمعنى أنه موجده من أصل ومن غير أصل، وبارئه بحسب ما اقتضته الحكمة من غير تفاوت ولا اختلال، ومصوره في صورة يترتب عليها خواصه ويتم بها كماله. (فتح الباري 13/ 391).

[4]

"الوهاب" ورد هذا الاسم لله تعالى في كتابه ثلاث مرات. قال الحليمي في معناه: أنه المتفضل بالعطايا، المنعم بها لا عن استحقاق عليه. (المنهاج 1/ 206). وقال أبو سليمان الخطابي: ومعنى الهبة: التمليك بغير عوض ياخذه الواهب من الموهوب له، فكل من وهب شيئا من عرض الدنيا لصاحبه فهو واهب. ولا يستحق أن يسمى وهابا إلا من تصرفت مواهبه في أنواع العطايا، فكثرت نوافله ودامت، والمخلوقون إنما يملكون أن يهبوا ما لا ونوالا في حال دون حال، ولا يملكون أن يهبوا شفاء لسقيم ولا ولدا لعقيم، ولا هدى لضال، ولا عافية لذي بلاء. والله الوهاب سبحانه يملك جميع ذلك. وسع الخلق جوده ورحمته فدامت مواهبه، واتصلت مننه وعوائده. (شأن الدعاءه 35). راجع "الأسماء والصفات" (97 - 98). وقال المؤلف في "الاعتقاد" (22): هو الذي يجود بالعطاء الكثير من غير استثابة.

ص: 236

[5]

"الرزاق" ويختص بعطية ما يقوت ويدفع التلف. ومنها:

[6]

"الفتاح" ويختص بتيسير ما عسر. ومنها:

[7]

" القابض" ويختص بالسلب. ومنها:

[8]

"الباسط" ويختص بالتوسعة

(1)

في المنح. ومنها:

[5]"الرزاق" ورد مرة واحدة في سورة الذاريات (51/ 58). ومعناه: هو الرزاق رزقا بعد رزق، والمكثر الموسع له. قاله الحليمي في "المنهاج" (1/ 203). وقال الخطابي:"الرزاق" هو المتكفل بالرزق، والقائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها. قال: وكل ما وصل منه إليه من مباح وغير مباح فهو رزق الله، على معنى أنه قد جعله له قوتا ومعاشا. إلا أن الشيء إذا كان مأذونا له في تناوله فهو حلال حكما، وما كان منه غير مأذون فهو حرام حكما وجميع ذلك رزق على ما بيناه. "شأن الدعاء" (54 - 55). راجع "الأسماء والصفات" (87) و "الاعتقاد" (22). وجاء "الرازق" في خبر الأسامي. وفي القرآن {خَيْرُ الرَّازِقِينَ} و في خمسة مواضع. وقال الحليمي في معنى "الرازق": المفيض على عباده ما لم يجعل لأبدانهم قواما إلا به، والمنعم عليهم بإيصال حاجتهم من ذلك إليهم لئلا ينغص عليهم لذة الحياة بتاخيره عنهم، ولا يفقدوها أصلا لفقدهم إياه. "المنهاج" (1/ 203) "الأسماء والصفات" (86 - 87). وقال الراغب: الرازق يقال لخالق الرزق ومعطيه والمسبب له، وهو الله تعالى. ويقال ذلك للإنسان الذي يصير سببا في وصول الرزق. والرزاق لا يقال إل الله تعالي. (مفردات القرآن 199 - 200).

[6]

"الفتاح" ورد هذا الاسم مرة في سورة سبأ (34/ 26). قال الحليمي: وهو الحاكم أي يفتح ما انغلق بين عباده، ويميز الحق من الباطل ويعلي المحق، ويخزي المبطل. وقد يكون ذلك منه في الدنيا والأخرة. وقال الخطابي: ويكون معنى "الفتاح" أيضا: الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده، ويفتح المنغلق عليهم من أمورهم وأسبابهم، ويفتح قلوبهم وعيون بصائرهم ليبصروا الحق. ويكون الفاتح أيضا بمعنى الناصر كقوله تعالى:{إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} (الأنفال 8/ 19). قال أهل التفسير: معناه "إن تستنصروا فقد جاءكم النصر". (شأن الدعاء 56). وانظر "الأسماء والصفات"(82) و "المنهاج"(1/ 202). وقال المؤلف في "الاعتقاد": "الفتاح" هو الحاكم بين عباده. ويكون الفتاح الذي يفتح المنغلق على عباده من أمورهم ديناً ودنيا، ويكون بمعنى الناصر (22). وفي (ن) والمطبوعة "بتيسير ما يعسر". [7 - 8]"القابض" و "الباسط" لم يردا في الكتاب، نعم جاء فيه {وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ} (البقرة 2/ 245) وهما مذكوران في خبر الأسامي. قال العلماء: لا ينبغي أن يدعىَ الله عز وجل باسم القابض حتى يقال معه الباسط. وقال الحليمي في معنى "القابض": يطوي بره ومعروفه عمن يريد، ويضيق ويقتر، أو يحرم فيفقر. وأما الباسط فهو الناشر فضله على عباده، يرزق ويوسع، ويجود ويفضل، ويمكن ويخول، ويعطي أكثر مما يحتاج إليه. (المنهاج 1/ 203). وقال الخطابي: وقيل: القابض الذي يقبض الأرواح بالموت الذي كتبه على العباد. (شأن الدعاء 58). وراجع "الأسماء والصفاتأ (85) و "الاعتقاد" (22).

(1)

وفي (ن) والمطبوعة "بالتوسع".

ص: 237

[9]

"الخافض" ويختص بإذلال الجاحدين. ومنها:

[10]

"الرافع" ويختص بإعطاء المنازل. ومنها:

[11]

"المعز" ويختص بتحسين الأحوال. ومنها:

[12]

"المذل" ويختص بالحط. ومنها:

[13]

"الحكم" ويختص بان يفعل ما يريد. ومنها:

[9 - 10]"الخافض" و"الرافع". هذان الاسمان مذكوران في خبر الأسامي ولم يرد ذكرهما في القرآن. ولا ينبغي أن يفرد الخافض عن الرافع في الدعاء، فالخافض هو الواضع من الأقدار. و"الرافع": المعلي للأقدار. راجع "المنهاج"(1/ 206) و"الأسماء والصفات"(98). وقال المؤلف في "الاعتقاد"(22): الخافض: هو الذي يخفض من يشاء بانتقامه. و"الرافع": هو الذي يرفع من يشاء بنعامه. وقال الخطابي: فالخافض هو الذي يخفض الجبارين، ويذل الفراعنة المتكبرين. و "الرافع" هو الذي يرفع أولياعه بالطاعة فيعلي مراتبهم، وينصرهم على أعدائه ويجعل العاقبة لهم، لا يعلو إلا من رفعه الله، ولا يتضع إلا من وضعه وخفضه. (شأن الدعاء 58).

[11 - 12]"المعز" و"المذل": هما أيضاً مذكوران في خبر الأسامي، وجاء في الكتاب {وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ} (آل عمران 3/ 26). والمعز: هو الميسر أسباب النعمة، والمذل: هو المعرض للهوان والضعة، ولا ينبغي أن يدعى اللّه جل ثناؤه بالمذل إلا مع المعز كما قلنا في "لقابض والباسط". وقال الخطابي: أعز بالطاعة أولياعه، وأظهرهم على أعدائهم في الدنيا، وأحلهم دار الكرامة في العقبى، وأذل أهل الكفر في الدنيا بان ضربهم بالرق وبالجزية وبالصغار، وفي الأخرة بالعقوبة والخلود في النار. (شأن الدعاء 58 - 59). وانظر "الأسماء والصفات" (108) وراجع "المنهاج" (1/ 208). وقال المؤلف في " الاعتقاد": يعز من يشاء ويذل من يشاء، لا مذل لمن أعزه، ولا معز لمن أذله. ص (22).

[13]

"الحكم" ذكر في خبر الأسامي. وفي الكتاب {حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} (الأعراف 7/ 87). قال الحليمي: وهو الذي إليه الحكم. وأصل الحكم منع الفساد، وشرائع الله تعالى كلها استصلاح للعباد. (المنهاج 1/ 257). وقال الخطابي: وقيل للحاكم حاكم لمنعه الناس عن التظالم، وردعه إياهم، يقال: حكمت الرجل عن الفساد، إذا منعته منه، وكذلك أحكمت- بالألف- ومن هذا قيل: حكمة اللجام، وذلك لمنعها الدابة من التمرد والذهاب في غير جهة القصد. (شأن الدعاء 61). "الأسماء والصفات" (101 - 102). وقال في "الاعتقاد": الحكم هو الحاكم. وحكمه خبره، وخبره قوله في فيرجع معناه إلى صفة الكلام. وقد يكون بمعنى حكمه لواحد بالنعمة ولَاخر بالمحنة، فيكون من صفات فعله (22).

ص: 238

[14]

"العدل" ويختص بأن لا يقبح منه ما يفعل. ومنها:

[15]

"اللطيف" ويختص بدقائق الأفعال. ومنها:

[16]

"الحفيظ" ويختص بان لا يشغله دفع عن دفع. ومنها:

[14]"العدل": لم يرد في القرآن، وجاء ذكره في خبر الأسامي. ومعناه لا يحكم إلا بالعدل، ولا يقول إلا الحق، ولا يفعل إلا الحق. راجع "المنهاج"(1/ 207)"الأسماء والصفات"(101).

وقال الخطابي: هو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم. (شأن الدعاء 62). وقال المؤلف في "الاعتاد"(22): هو الذي له أن يفعل ما يفعل. وهذه صفة يستحقها بذاته.

[15]

"اللطيف" جاء ذكره في صفة الله تعالى فى الكتاب العزيز 7 مرات. وقال الحليمي في معناه: وهو الذي يريد لعباده الخير واليسر، ويقيض لهم أسباب الصلاح والبر. "المنهاج" (1/ 252). وذكره المؤلف في "الأسماء والصفات" (83) وأضاف: قلت: أراد عباده المؤمنين خاصة عند من لا يرى ما يعطيه الله عز وجل الكفار من الدنيا نعمة. وأراد المؤمنين خاصة في أسباب الدين، وأراد المؤمنين والكافرين عامة في أسباب الدنيا عند من يراها نعمة في الجملة. وقال الخطابي:"اللطيف": هو البر بعباده الذي يلطف بهم من حيث لا يعلمون ويسبب لهم مصالحهم من حيث لا يحتسبون كقوله تعالى: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ} (الشورى 42/ 19). قال: وحكى أبو عمر عن أبي العباس عن ابن الأَعرابي أنه قال: "اللطيف": الذي يوصل إليك أربك في رفق. ومن هذا قولهم: "لطف الله بك" و أي أوصل إليك ما تحب في رفق. قال: ويقال: هو الذي لطف عن أن يدرك بالكيفية. "شأن الدعاء"(62). وراجع "الأسماء والصفات"(83). وقال المؤلف في "الاعتقاد": هو البر بعباده، وهو من صفات فعله. وقد يكون بمعنى العالم بخفايا الأمور فيكون من صفات ذاته (23).

[16]

"الحفيظ" هذا الاسم ورد في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع. قال الحليمي: معناه الموثوق منه بترك التضييع، راجع "المنهاج" (1/ 205). وقال الخطابي: الحفيظ هو الحافظ، فعيل بمعنى فاعل كالقدير والعليم، يحفظ السموات والأرض وما فيهمالتبقى مدة بقائها فلا تزول ولا تدثر، قال الله عز وجل:{وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} (البقرة 2/ 255). وقال جل وعلا: {وَحِفْظَا مِنْ كُل شَيْطَانٍ مَارِدِ} (الصافات 7/ 37) - أي حفظناها حفظا- وهو الذي يحفظ عباده من المهالك والمعاطب. ويقيهم مصارع الشر. قال الله عز وجل: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ} (الرعد 13/ 11)، أي إمره. ويحفظ على الخلق أعمالهم، ويحصي عليهم أقوالهم، ويعلم نياتهم، وما تكن صدورهم فلا تغيب عنه غائبة. ولا تخفى عليه خافية.

ويحفظ أولياءه فيعصمهم عن مواقعة الذنوب، ويحرسهم من مكايد الشيطان ليسلموا من شره وفتنته. "شأن الدعاء" (68). وراجع "الأسماء والصفات" (90). وقال المؤلف في"الاعتقاد" (23): هو الحافظ لكل ما أراد حفظه ومن أراد. وقيل: هو الذي لا ينسى ما علم، في فيرجع معناه إلى صفة العلم.

ص: 239

[17]

"المقيت" ويختص بان لا يشغله فعل بلية عن بلية. ومنها:

[18]

"الحسيب" ويختص بان لا يشغله شأن عن شأن. ومنها:

[19]

"المجيب" ويختص بالبذل عند المسألة. ومنها:

[20]

"الواسع" ويختص بان لا يتعذر عليه عطية. ومنها:

[17]"المقيت" جاء في الكتاب {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} (النساء 4/ 85). قال الحليمي: وعندنا أنه الممد، وأنه من القوت الذي هو مدد البرية، ومعناه أنه دبر الحيوانات بان جبلها على أن يحلل منها على ممر الأوقات شيئاً بعد شيء، ويعوض مما يتحلل غيره، فهو يمدها في كل وقت بما جعله قواماً لها إلى أن يريد إبطال شيء منها، فيحبس عنه ما جعله مادة لبقائه فيهلك، "المنهاج" (1/ 203). وراجع "الأسماء والصفات" (86). وقال في "الاعتقاد": هو المقتدر، فيرجع معناه إلى صفة القدرة، وقيل:"المقيت": الحفيظ، وقيل هو معطي القوت فيكون من صفات الفعل (ص 23). وراجع "شأن الدعاء"(68).

[18]

"الحسيب" ورد هذا الاسم في الكتاب العزيز ثلاث مرات. وقال الحليمي: معناه المدرك للأجزاء والمقادير التي يعلم العباد أمثالها بالحساب، من غير أن يحسب، لأن الحاسب يدرك الأجزاء شيئاً فشيئًا، ويعلم الجملة عند انتهاء حسابه، والله تعالى لا يتوقف علمه بشيء على أمر يكون، وحال يحدث. وقد قيل:"الحسيمب" هو المكافي، فعيل بمعنى مفعل. تقول العرب:"نزلت بفلان فاكرمني وأحسبني"، أي أعطاني ما كفاني حتى قلت "حسبي". "المنهاج"(1/ 200). وراجع "شأن الدعاء"(69) و "الأسماء والصفات"(65). و "الاعتقاد"(23). وعبارة الأصل هنا فيها تخليط ففيه "الحسيب" ويختص بان لا تشغله موافقة عن موافقة. ومنها "الرقيب" ويختص بأن لا يشغله شأن عن شأن. وقد مر "الرقيب"

[19]

"المجيب" ورد في القرآن الكريم {إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبُّ} (هود 11/ 61). قال الحليمي: أكثر ما يدعى بهذا الاسم مع القريب فيقال:"القريب المجَيب" أو يقال مجيب الدعاء، أو مجيب دعوة المضطرين، ومعناه الذي ينيل سائله ما يريد ولا يقدر على ذلك غيره. "المنهاج" (1/ 204). وانظر "الأسماء والصفات" (88). وفي "الاعتقاد" (24): هو الذي يجيب المضطر إذا دعاه، ويغيث الملهوف إذا ناداه. وراجع "شأن الدعاء"(72).

[20]

"الواسع" ورد في القرآن في صفة الله تعالى 8 مرات، وجاء مرة بالإضافة {وَاسِعُ الْمَغفِرَةِ} ((النجم 53/ 32). وقال الحليمي: معناه الكثير مقدوراته ومعلوماته، والمنبسط فضله ورحمته وهذا تنزيه له من النقص والعلة، واعتراف بأنه لا يعجزه شيء، ولا يخفى عليه شيء، ورحمته وسعت كل شيء. "المنهاج" (1/ 198). وقال الخطاب: و "الواسع" الغني الذي وسع غناه مفاقر عباده، ووسع رزقه جميع خلقه "شأن الدعاء" (72). وراجع (الأسماء والصفات" (59). وفي "الاعتقاد" (24): هو العالم، فيرجع معناه إلى صفة العلم.

ص: 240

[21]

"الباعث" ويختص بالحشر. ومنها:

[22]

"الوكيل" ويختص بكفالة

(1)

الخلق. ومنها:

[23]

"المبدئ" ويختص بابتداء التفضل. ومنها:

[24]

"المعيد" ويختص بالإعادة. ومنها:

[25]

"المحيي" ويختص بخلق الحياة. ومنها:

[21]"الباعث" ورد ذكره في حديث الأسامي، وجاء في القرآن {وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ} (الحج 22/ 7). قال الحليمي: يبعث من في القبور أحياء ليحاسبهم ويجزيهم بأعمالهم. "المنهاج"(1/ 207). وقال الخطابي: يبعث الخلق بعد الموت أي يحييهم فيحشرهم للحساب ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى. قال ويقال: هو الذي يبعث عباده عند السقطة، وينعشهم بعد الصرعة. و "شأن الدعاء"(75) وراجع "الأسماء والصفات"(107) و"الاعتقاد"(24).

[22]

"الوكيل" ورد في الكتاب العزيز 13 مرة في صفة اللّه تعالى. ولم يفسره المؤلف فى "الأسماء والصفات" وقال في "الاعتقاد": هو الكافى، وهو الذي يستقل بالأمر الموكول إليه. وقيل هو الكفيل بالرزق والقيام على الخلق بما يصلحهم (25). وقال الحليمي في "المنهاج" (1/ 208): هو المؤكل والمفوض إليه علماً بان الخلق والأمر إليه، لا يملك أحد من دونه شيئًا. وقال الخطابي: ويقال معناه "إنه الكفيل بارزاق العباد، والقائم عليهم بمصالحهم، وحقيقته أنه الذي يستقل بالأمر الموكول إليه""شأن الدعاء"(77).

(1)

كذا في النسختين. وفي الأصل "بكفاية".

[23 - 24]"المبدئ" و"المعيد" ما ورد ذكرهما في القرآن وجاء في حديث الأسامي. وفي الكتاب {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ} (البروج 85/ 13). ولم يذكرهما الحليمي في "المنهاج" وقال المؤلف في "الأسماء والصفات"(95) نقلاً عن الخطابي: "المبدئ": الذي أبدأ الإنسان أي ابتدأ مخترعًا فأوجده عن عدم. يقال: بدأ وأبدأ وابتدأ بمعنى واحد، و "المعيد" الذي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات ثم يعيدهم بعد الموت إلى الحياة كقوله عز وجل:{وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (البقرة 2/ 28). وكقوله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ} (85/ 13). انظرب "شأن الدعاء"(79). وراجع "الاعتقاد"(ص 25).

[25 - 26]"المحيي" و"المميت" ورد ذكرهما في الحديث. أما القرآن فجاءا فيه بلفظ الفعل {قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ} (الجاثية 45/ 26). ولا يوصف الله جل ثناؤه بالمميت إلا مع الحيي. وقال الحَليمي في معنى "المحيي": إنه جاعل الخلق حياً بإحداث الحياة فيه، وفي معنى "المميت": أنه جاعل الخلق ميتًا بسلب الحياة وإحداث الموت فيه. "المنهاج"(1/ 205). =

ص: 241

[26]

"المميت" ويختص بخلق الموت. ومنها:

[27]

"القيوم" ويختص بإدامة الخلق على الأوصاف. ومنها:

[28]

"الواجد" ويختص بوجود ما يريد. ومنها:

[29]

"المقدم" ويختص بتقديم ما يويد. ومنها:

[30]

"المؤخر" ويختص بتأخير ما يريد. ومنها:

= وقال الخطابي: "المحيي" هو الذي يحصي النطفة الميتة، فيخرج منها النسمة الحية، ويحمى الأجسام البالية بإعادة الأرواح إليها عند البعث، ويحمى القلوب بنور المعرفة، ويحيي الأرض بعد موتها بإنزال الغيث وإنبات الرزق. وقال في معنى "المميت": هو الذي يميت الأحياء، ويوهن بالموت قوة الأصحاء الأقوياء {يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (الحديد 57/ 2). تمدح- سبحانه وتعالى بالإماتة، كما تمدح بالإحياء، ليعلم أن مصدر الخير والشر، والنفع والضر من قبله، وأنه لا شريك له في الملك، استأثر بالبقاء، وكتب على خلقه الفناء. "شأن الدعاء"(80). وراجع "الأسماء والصفات"(95 - 196) و"الاعتقاد"(25).

[27]

"القيوم" ورد ذكره في القرآن 3 مرات في صفة الله عز وجل. وقال الحليمي: إنه القائم على كل شيء من خلقه يدبره بما يريد- جل وعلا- "المنهاج"(1/ 200). وقال الخطابي: "القيوم " القائم الدائم بلا زوال. ووزنه فيعول من القيام، وهو نعت للمبالغة في القيام على كل شئ. ويقال: هو القيم على كل شيء بالرعاية له. "شأن الدعاء"(80 - ا 8). وانظر "الأسماء والصفات"(67 - 68). وقال المؤلف في "الاعتقاد": هو القائم الدائم بلا زوال، فيرجع معناه إلى صفة البقاء، والبقاء من صفة الذات. وقيل: هو المدبر والمتولي لجميع ما يجري في العالم، وهو على هذا المعنى من صفات الفعل (25).

[28]

"الواجد" لم يرد في القرآن، وهو مذكور في خبر الأسامي. وقال الحليمي: معناه الذي لا يضل عنه شيء، ولا يفوته شيء. "المنهاج" (1/ 198). وقيل: هو الغني الذي لا يفتقر، والواجد: الغني. ذكره الخطابي في "شأن الدعاء"(81). وراجع "الأسماء والصفات"(60). وقال في "الاعتقاد"(25 - 26): وقد يكون من الوجود، وهو الذي لا يئوده طلب ولا يحول بينه وبن المطلوب هرب. وقد يكون بمعنى العالم. [29 - 30] "المقدم" و"المؤخر" وهما في خبر الأسامي. قال الحليمي: المقدم: هو المعطي لعوالي الرتب. والمؤخر: هو الدافع عن عوالي الرتب. "المنهاج"(1/ 207 - 208). وقال الخطابي: هو المنزل للأشياء منازلها، يقدم ما شاء منها، ويؤخر ما شاء، قدم المقادير قبل أن يخلق الخلق، وقدم من أحب من أوليائه على غيرهم من عبيده، ورفع الخلق بعضهم فوق بعض درجات، وقدم من شاء بالتوفيق إلى مقامات السابقين، وأخر من شاء عن مراتبهم، وثبطهم عنها، وأخر الشيء عن حين توقعه لعلمه بما في عواقبه من الحكمة، لا مقدم لما أخر، ولا مؤخر لما قدم. قال: والجمع بين هذين الاسمين أحسن من التفرقة." شأن الدعاء"(86 - 87). وراجع "الأسماء والصفات"(107 - 158) و"الاعتقاد"(26).

ص: 242

[31]

"الولي" ويختص بحفظ أهل الولاية. ومنها:

[32]

"التواب" ويختص بخلق توبة التائبن. ومنها:

[33]

"المنتقم" ويختص بعقاب الناكثين. ومنها:

[34]

"المقسط" ويختص بفعل العدل. ومنها:

[35]

"الجامع" ويختص بجمع الخصوم والإنصاف. ومنها:

[31]"الولي" ورد في القرآن مرتين في سورة الشورى (42/ 9، 28)، وجاء بالإضافة:{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} (البقرة 2/ 257) و {ولى المؤمنين} (آل عمران 3/ 68)، وجاء {وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا} (النساء 4/ 45). وقال الحليمي: هوْ الوالي ومعناه مالك التدبير، ولهذا يقال للقيم على اليتيم: ولي اليتيم، والأمير: الوالي. "المنهاج"(1/ 204). وقال الخطابي: والولي أيضاً: الناصر، ينصر

عباده المؤمنين. قال جل وعلا: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} (البقرة 2/ 257) وقال: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} (محمد 47/ 11). "شأن الدعاء"(78) وراجع "الأسماء والصفات" و"الاعتقاد"(25).

[32]

"التواب" وصف الله تعالى به نفسه في كتابه 11 مرة. قال الحليمي: وهو المعيد إلى عبده فضل رحمته إذا هو رجع إلى طاعته، وندم على معصيته. فلا يحبط ما قدم من خير، ولا يمنعه ما وعد المتقين من الإحسان. "المنهاج" (1/ 206). وقال الخطابي: التواب: هو الذي يتوب على عباده فيقبل توبتهم، كلما تكررت التوبة تكرر القبول. وهو يكون لازمَا ومتعديًا. يقال "تاب الله على العبد" بمعنى وفقه للتوبة فتاب العبد، كقوله {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} (التوبة 9/ 118). ومعنى التوبة: عود العبد إلى الطاعة بعد المعصية. "شأن الدعاء"(90). وراجع "الأسماء والصفات"(99).

[33]

"المنتقم" جاء في الحديث. وقال الحليمي: هو المبلغ بالعقاب قدر الاستحقاق. وجاء في الكتاب {وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} (ال عمران 3/ 4)، وجاء {انَّا مُنْتَقِمُونَ} (الدخان 44/ 16). وراجع "المنهاج" (1/ 208) و "الأسماء والصفات" (115). وقال الخطابي: هو الذي يبالغ في العقوبة لمن شاء كقوله تعالي: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} (الزخرف 43/ 55). وقال المؤلف في "الاعتقاد"(27): هو الذي ينتصر من أعدائه، ويجازيهم بالعذاب على معاصيهم. وقد يكون بمعنى المهلك لهم.

[34]

"المقسط" لم يرد هذا الاسم في الكتاب، وهو مذكور في خبر الأسامي. وقال الحليمي في معناه: هو المنيل عباده القسط من نفسه، وهو العدل. وقد يكون الجاعل لكل واحد منهم قسطا من خيره. "المنهاج" (1/ 207). وقال الخطابي: هو العادل في حكمه، لا يحيف ولا يجور. يقال: أقسط فهو مقسط: إذا عدل في الحكم كقوله تعالى: {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} . (الحجرات 49/ 9). وقسط فهو قاسط: إذا جار. كقوله تعالى: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} (الجن 72/ 14). "شأن الدعاء"(92). وراجع "الأسماء والصفات"(102).

[35]

"الجامع" في الكتاب {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ} (آل عمران 3/ 9). =

ص: 243

[36]

"المغني" ويختص بإزالة النقائص والحاجات. ومنها:

[37]

"النافع" ويختص بخلق اللذات. ومنها:

[38]

"الهادي" ويختص بفعل الطاعات. ومنها:

= وقال الحليمي"معناه: الضام لأشتات الدارسين من الأموات، وذلك يوم القيامة "المنهاج" (1/ 207). وقال الخطابي: هو الذي يجمع الخلائق ليوم لا ريب فيه بعد مفارقة الأرواح الأبدان. وبعد تبدد الأوصال والأقران ليجزى الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى. ويقال: الجامع: هو الذي جمع الفضائل، وحوى الماثر والمكارم. "شأن الدعاء" (92). وراجع "الأسماء والصفات" (106 - 107). وقال المؤلف في "الاعتقاد" (27): وهذه صفة يستحقها بذاته. وقد سقط هذان الاسمان من (ن) والمطبوعة وجاء فيهما تفسير "الجامع" للمنتقم.

[36]

"المغني" ورد ذكره في حديث الأسامي. أما في القرآن فجاء بلفظ الفعل: {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى} (النجم 53/ 48). ولم يذكره الحليمي وقال الخطابي في معناه: هو الذي جبر مفاقر الخلق وساق إليهم أرزاقهم فاغناهم عما سواه. ويكون المغني بمعنى الكافي، من الغناء- ممدودا مفتوح الغين- وهو الكفاية. "شان الدعاء"(93). وراجع "الأسماء والصفات"(110) و "الاعتقاد"(27).

[37]

ورد هنا "النافع" فقط. وذكر المؤلف في "الأسماء والصفات"(96)"النافع والضار" معا، وفصلهما في "الاعتقاد"، كما فصلهما الحليمي في "المنهاج"(1/ 205)، وقال الحليمي في معنى الضار: إنه الناقص عبده مما جعل له إليه الحاجة. وقال في معنى النافع: إنه الساد للخلة أو الزائد على ما إليه الحاجة. وقد يجوز أن يدعى الله جل ثناؤه باسم النافع وحده، ولا يجوز أن يدعى بالضار وحده. حتى يجمع بين الاسمين "المنهاج" (1/ 255 - 256). وقال الخطابي- وقد ذكرهما معا-: وفي اجتماع هذين الاسمين وصف الله تعالى بالقدرة على نفع من يشاء وضر من يشاء، وذلك أن من لم يكن على النفع والضر قادرا لم يكن مرجوا ولا مخوفا. وقد يكون معناه أيضا أنه يقلب المضار بلطيف حكمته منافع. فيشفي بالسم القاتل إذا شاء كما يميت به إذا شاء، ليعلم أن الأسباب إنما تنفع وتضر إذا اتصلت المشيئة بها. "شأن الدعاء"(94 - 95). وراجع "الأسماء والصفات"(96 - 97) و "الاعتقاد"(28). ورد في الأصل "الرافع" بدل "النافع" وهو خطأ.

[38]

"الهادي" جاء في القرآن {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} (سورة الفرقان 25/ 31)، وجاء أيضا:{وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا} (الحج 22/ 54). وقال الحليمي: هو الدال على سبيل النجاة، والمبين لها لئلا يزيغ العبد ويضل، فيقع فيما يرديه ويهلكه. "المنهاج"(1/ 207). وقال الخطابي، هو الذي مَنَّ بهداه على من أراد من عباده فخصه بهدايته وأكرمه بنور توحيده كقوله تعالى:{وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (يونس 10/ 25). وهو الذي هدى سائر الخلق من الحيوان إلى مصالحها وألهمها كيف تطلب الرزق، وكيف تتقي المضار والمهالك. =

ص: 244

[39]

"المضل" ويختص بخلق المعاصي يعني يخلقها. ومنها:

[40]

"البديع" ويختص باستحالة المشاركة له في الخلق. ومنها:

[41]

"الرشيد" ويختص باصابة المقصود. ومنها:

[42]

"مالك الملك" ويختص بالتبديل.

= "شأن الدعاء"(95 - 96). وانظر "الأسماء والصفات"(103 - 105). وقال المؤلف في "الاعتقاد": هو الذي بهدايته اهتدى أهل ولايته. وبهدايته اهتدى الحيوان لما يصلحه، واتقى ما يضره. (28).

[39]

"المضل" لم يذكره المؤلف في "الأسماء والصفات" أو في "الاعتقاد" وكذا الحليمي في "المنهاج" ولم يرد ذكره في حديث الأسامي الذي ساقه المؤلف في هذا الكتاب أو في "الأسماء والصفات"

[40]

"البديع" ورد في القرآن: {بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرضِ} (البقرة 2/ 117. الأنعام 6/ 101). قال الحليمي: إنه المبدع، وهو محدث ما لم يكن مثله قط. قال الله عز وجل:{بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرضِ} أي مبدعهما، والمبدع من له إبداع. فلما ثبت وجود الإبداع من الله عز وجل لعامة الجواهر والأعراض، استحق أن يسمى بديعاً أو مبدعًا. "المنهاج" (1/ 192). وراجع "الأسماء والصفات" (40). وقال المؤلف في "الاعتقاد" (28): هو الذي فطر الخلق مبدعًا له لا على مثال سبق. وهو من صفات الفعل. وقد يكون بمعنى لا مثل له، فيكون صفة يستحقها بذاته. وراجع "شأن الدعاء"(96).

[41]

"الرشيد" لم يرد ذكره في القرآن وهو مذكور في خبر الأسامي. وقال الحليمي: وهو المرشد، ومعناه: الدال على المصالح، والداعي إليها وهذا من قوله عز وجل:{وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} (الكهف 18/ 10)، فإن مهيئ الرشد مرشد. وقال تعالى:{وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا} (18/ 17). فكان ذلك دليلًا على أن من هداه فهو وليه ومرشده. "المنهاج"(1/ 207). وراجع "الأسماء والصفات"(103). وقال الخطابي: هو الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم. فعيل بمعنى مفعل. ويكون بمعنى الحكيم ذي الرشد لاستقامة تدبيره، واصابته في أفعاله. "شأن الدعاء"(97).

[42]

"مالك الملك". قال الخطابي: معناه أن الملك بيده بؤتيه من يشاء. كقوله تعالي، {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} (آل عمران 3/ 26). وقد يكون معناه مالك الملوك، كما يقال رب الأرباب، وسيد السادات. وقد يحتمل أن يكون معناه وارث الملك يوم لا يدعي الملك مدع، ولا ينازعه فيه منازع، كقوله عز وجل:{الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ} (الفرقان 25/ 26). "شأن الدعاء"(91). راجع "الأسماء والصفات"(47).

(فائدة): اعلم أن الحديث تضمن أسماء وردت في القرآن، ومنها ما لم يرد إلا في الحديث، واختلفت الروايات كثيَرا في سردها كما أشار إليه الحافظ ابن حجر في "فتح البارى" ثم قام =

ص: 245

قال

(1)

: ويمكن تأويل بعض هذه العبارات على أسامي الذات.

قال: واعلم أن أسماء

(2)

اللّه تعالى على ثلاثة أقسام

(3)

:

= بسرد الأسماء التي وردت في القرآن بصيغة الاسم لكن فيها ما ورد بصيغة الجمع مثل "المنتقم" و "الوارث". وهي: 1 - الله، 2 - الرحمن، 3 - الرحيم، 4 - الملك، 5 - القدوس، 6 - السلام، 7 - المؤمن، 8 - المهيمن، 9 - العزيز، 15 - الجبار، 11 - المتكبر، 12 - الخالق، 13 - البارئ، 14 - المصور، 15 - الغفار، 16 - القهار، 17 - التواب، 18 - الوهاب، 19 - الخلاق، 20 - الرزاق، 21 - الفتاح، 22 - العليم، 23 - الحليم، 24 - العظيم، 25 - الواسع، 26 - الحكيم، 27 - الحي، 28 - القيوم، 29 - السميع، 30 - البصير، 31 - اللطيف، 32 - الخبير، 33 - العلى، 43 - الكبير، 35 - المحيط، 36 - القدير، 37 - المولى، 38 - النصير، 39 - الكريم، 40 - الرقيب، 41 - القريب، 42 - المجيب، 43 - الوكيل، 44 - الحسيب، 45 - الحفيظ، 46 - المقيت، 47 - الودود، 48 - المجيد، 49 - الوارث، 50 - الشهيد، 51 - الولي، 52 - الحميد، 53 - الحق، 54 - المبين، 55 - القوي، 56 - الغني، 57 - المتين، 58 - المالك، 59 - الشديد، 60 - القادر، 61 - المقتدر، 62 - القاهر، 63 - الكافي، 64 - الشاكر، 65 - المستعان، 66 - الفاطر، 67 - البديع، 68 - الغافر، 69 - الأول،70 - الآخر، 71 - الظاهر، 72 - الباطن، 73 - الكفيل، 74 - الغالب، 75 - الحكم، 76 - العالم، 77 - الرفيع، 78 - الحافظ، 79 - المنتقم، 80 - القائم، 81 - المحيي- 82 - الجامع، 83 - المليك، 84 - المتعالي، 85 - النور، 86 - الهادي، 87 - الغفور، 88 - الشكور، 89 - العفو، 90 - الرءوف، 91 - الأكرم، 92 - الأعلى، 93 - البر، 94 - الحفي، 95 - الرب، 96 - الإله، 97 - الواحد، 98 - الأحد، 99 - الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد. "فتح الباري"(11/ 219).

(1)

أي الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني.

(2)

وفي (ن) والمطبوعة "أسامي".

(3)

وقال المؤلف في "الاعتقاد"(31): "فلله- عز اسمه- أسماء وصفات، وأسماؤه صفاته، وصفاته أوصافه، وهي على قسمين: أحدهما عقلا، والآخر سمعي. فالعقلي: ما كان طريق إثباته أدلة العقول مع ورود السمع به وهو على قسمين:

أحدهما: ما يدل خبر المخبر به عنه ووصف الواصف به على ذاته، كوصف الواصف له بأنه شيء، ذات، موجود، قديم، إله، ملك، قدوس، جليل، عظيم، عزيز، متكبر، والاسم والمسمى في هذا القسم واحد.

والثاني: ما يدل خبر المخبر به عنه ووصف الواصف به على صفات زائدات على ذاته، قائمات به. وهو كوصف الواصف له بأنه حي، عالم، قدير، مريد، سميع، بصير، متكلم، باق. فدلت هذه الأوصاف على صفات زائدة على ذاته قائمة به، كحياته، وعلمه، وقدرته، =

ص: 246

قسم منها للذات، وقسم لصفات الذات، وقسم وصفات الفعل

(1)

.

فالقسم الأول: الاسم والمسمى واحد وهو مثل "قديم"

(2)

و"شيء" و "إله" و"مالك".

ومعنى قوله "الاسم هو المسمى" أنه لا يثبت بالاسم زيادة صفة للمسمى بل هو إثبات للمسمى.

الثاني: الاسم صفة قائمة بالمسمى ولا يقال إنها هي المسمى ولا يقال إنها غير المسمى وهو مثل "العالم" و "القادر" لأن الاسم هو العلم والقدرة.

القسم الثالث: وهو من صفات الفعل فالاسم فيه غير المسمى وهو مثل الخالق والرازق

(3)

لأن الخلق والرزق غيره.

فأما التسمية إذا كانت من المخلوق فهي فيها غير الاسم والمسمى اذا كانت التسمية

(4)

من الله عز وجل فإنها صفة قائمة بذاته وهي كلامه

(5)

.

ولا يقال إنها المسمى ولا غير المسمى ولا يقال إنها العلم والقدرة.

وذهب بعض أصحابنا

(6)

من أهل الحق في جمع أسماء الله عز وجل إلى أن الاسم والمسمى واحد.

= وإرادته، وسمعه، وبصره، وكلامه، وبقائه، والاسم في هذا القسم صفة قائمة بالمسمى لا يقال إنها هي المسمى، ولا إنها غهر المسمى. وأما السمعي: فهو ما كان طريق إثباته الكتاب والسنة فقط، كالوجه واليدين، والعينين. وهذه أيضاً صفات قائمة بذاته لا يقال فيها إنها هي المسمى ولا غير المسمى، ولا يجوز تكييفها. فالوجه له صفة وليست بصورة، واليدان له صفتان وليستا الجارحتين، والعين له صفة وليست بحدقة. وطريق إثباتها له صفات ذات ورود خبر الصادق به". وانظر أيضاً "الأسماء والصفات" (137 - 138).

(1)

فى (ن) والمطبوعة "الفعل به".

(2)

في الأصل "القديم".

(3)

كذا في الأصل. وفي النسختين "الرزاق".

(4)

ليس في الأصل.

(5)

وفي النسختين "هو".

(6)

وراجع "الاعتقاد"(32): حيث نقل المؤلف عن الشافعي أن كلامه يدل على أنه لا يقال في أسماء الله تعالى إنها أغيار.

ص: 247

قال: والاسم في قولنا "عالم" و "خالق" لذات الباري التي لها صفات الذات مثل العلم والقدرة وصفات الفعل مثل الخلق والرزق.

قال: ولا نقول لهذه الصفات إنها أسماء بل الاسم ذات الله الذي له هذه الصفات.

قال البيهقي

(1)

رحمه اللّه تعالى: وإلى هذا ذهب الحارث بن أسد المحاسبي

(2)

فيما حكاه عنه الأستاذ أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك

(3)

قال

(4)

: ويصح ذلك عندي بما يشهد له اللسان بذلك ألا ترى إلى قوله عز وجل

(5)

: {بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى} . فأخبر أن اسمه يحيي ثم قال: {يا يحيى}

(6)

فخاطب اسمه فعلم ان المخاطب يحيى وهو اسمه واسمه هو وكذلك قال

(7)

: {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا} .

وأراد المسميات ولأنه لو كان

(8)

غيره أو لا هو المسمى لكان القائل إذا قال: عبدت

(1)

في (ن) والمطبوعة "الأمام أحمد".

(2)

الحارث بن أسد المحاسبي، أبو عبد الله (م 243 هـ)، قيل له "المحاسبي"، لكثرة ما كان يحاسب نفسه. وهو من أعلام المتصوفة، وأحد من اجتمع له الزهد والمعرفة بعلم الظاهر والباطن، صف في الزهد وفي أصول الديانات، وفي الرد على المعتزلة والرافضة وغيرهما. قال الخطيب: كتبه كثيرة الفوائد، جمة المنافع، وقال: كان أحمد بن حنبل يكره للحارث نظره في الكلام، وتصنيفه الكتب فيه، ويصد الناس عنه. فلما مات الحارث لم يصل عليه إلا أربعة نفر. روى الحديث وهو صدوق في نفسه، لكن نقموا عليه تصوفه. وبعض تصانيفه. راجع "تاريخ بغداد"(8/ 211 - 216)، "حلية الأولياء"(10/ 73 - 109)، "السير"(12/ 110 - 112)، "وفيات ابن خلكان"(2/ 57)، "الأنساب"(12/ 103 - 104)، "ميزان الاعتدال"(1/ 430 - 431). "تاريخ التراث العربي"(4/ 113 - 119).

(3)

أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك الأصبهاني (م 456 هـ). أحد شيوخ البيهقي، شيخ المتكلمين في عصره، وله مشاركة في الفلسفة والأصول، والفقه واللغة، كان على مذهب أبي الحسن الأشعري، كان جل اهتمامه العلمي منصباً على علم الكلام. وكان يبحث في الحديث والقرآن من وجهة النظر الكلامية، وله مؤلفات كثيرة. انظر ترجمته في "وفيات ابن خلكان"(4/ 272 - 273)، "أنباء الرواة"(3/ 110 - 111)،"الوافي"(2/ 344)، "السير"(17/ 214 - 216)، "شذرات"(3/ 181 - 182)، "تاريخ التراث العربي"(4/ 51 - 54)، "تاريخ الأدب العربي" لبروكلمان (3/ 218 - 219).

(4)

سقط من الأصل.

(5)

سورة مريم (19/ 7).

(6)

سورة مريم أيضاً (19/ 12).

(7)

سورة يوسف (12/ 40).

(8)

وفي (ن)"لو كان غير هؤلاء المسمى".

ص: 248

الله والله اسمه أن يكون عبد اسمه إما

(1)

غيره وإما لا. فقال: إنه هو وذلك محال.

وقوله: "إن لله تسعة وتسعين اسما" معناه تسميات العباد لله لأنه في نفسه واحد قال الشاعر

(2)

:

إلى الحول ثم اسم السلام عليكما

قال أبو عبيد: أراد ثم

(3)

السلام عليكما لأن اسم السلام هو السلام ومن أصحابنا من أجرى الأسماء مجرى الصفات وقد مضى الكلام فيها والمختار من هذه الأقاويل ما اختاره الشيخ أبو بكر بن فورك رحمه الله تعالى.

[102]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول: سمعمت أبا عثمان سعيد بن إسماعيل وسئل عن قوله تعالى {تبَارَكَ} فقال: ارتفع وعلا.

‌فصل في الإشارة إلى أطراف الأدلة في معرفة الله عز وجل وفي حدث العالم

العالم عبارة عن كل شيء غير الله، هو جملة الأجسام والأعراض وجميع ذلك موجود عن عدم بإيجاد الله عز وجل واختراعه إياه قال الله عز وجل

(4)

: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} .

(1)

كذا في النسخ الموجودة لدينا والعبارة غير مستقيمة، وصوابه ما في "الاعتقاد"(33)، "إما غيره أو ما لا يقال إنه هو، وذلك محال".

(2)

هو لبيد بن ربيعة العامري. وعجز البيت: ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر. راجع "العقد الفريد"(2/ 78، 3/ 57).

(3)

وفي (ن) والمطبوعة "إرادته السلام عليكما".

[102]

أبو عثمان سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور النيسابوري، الحيري، الصوفي (م 298 هـ) الشيخ الإمام، المحدث، الواعظ، القدوة. كان مجاب الدعوة، ومجمع العباد والزهاد، يجله العلماء ويعظمونه. وقال الذهبي: إن الحاكم ذكر أخباره في 25 ورقة. انظر ترجمته في "الحلية"(10/ 244 - 246)، "تاريخ بغداد"(9/ 99 - 102)، "وفيات ابن خلكان"(2/ 369 - 370)، "الوافي"(15/ 200)، "السير"(14/ 62 - 66)، "شذرات"(2/ 230)، "طبقات ابن المللقن"(239 - 243).

(4)

سورة الروم (30/ 27).

ص: 249

وسئل نبينا صلى الله عليه وسلم عن بدء هذا الأمر فقال: "كان الله ولم يكن شئ غيره، ثم ذكر الخلق"

(1)

.

فإن قال قائل

(2)

: فهل في العقل دليل على حدث الأجسام؟

قيل: نعم وقد وجدنا الأجسام لا تنفك عن الحوادث المتعاقبة عليها كالاجتماع والافتراق، والسكون والحركة، والألوان، والطعوم، والأرايح

(3)

وما لم ينفك من الحوادث ولم يسبقها محدث مثلها

وإن قال

(4)

: وهل فيه دليل على حدث الأعراض؟

قيل: نعم قد وجدناها تتضاد في الوجود ولا يصبح وجود جميعها معا في محل فثبت

(5)

أن بعضها يبطل ببعض وما يجوز عليه البطلان لا يكون إلا حادثا لأن القديم لم يزل ولا يصح

(6)

عليه العدم.

فإن قال: فهل فيه دليل على أن الحوادث لابد لها من محدث؟

قيل: نعم. حقيقة المحدث ما وجد عن عدم، ولولا أن موجودا أوجده لم يكن وجوده أولى من عدمه؛ و

(7)

يتقدم بعضها على بعض، فلولا أن مقدما قدم ما تقدم منه لم يكن حدوثه متقدما أولى من حدوثه متاخرا وكذلك وجود بعضه على بعض الهيئات المخصوصة يدل على جاعل خصه بتلك

(8)

، لولاه لم يكن بعض الهيئات أولى من بعض ولأنا شاهد الأجسام ينتقل أسبابها وتتبدل أحوالها فلولا أن منقلا

(9)

نقلها، لم يكن انتقالها أولى من بقائها عليها وفي ذلك دليل على

(10)

تعلقها بمن نقلها

(1)

سيأتي الحديث بكامله في الخامس من شعب الإيمان، وهو باب في القدر خيره وشره من الله تعالى.

(2)

راجع لهذه المباحث "المنهاج"(1/ 210 - 222)، "الاعتقاد"(9/ 17).

(3)

سقطت من الأصل.

(4)

وفي (ن) والمطبوعة "وإن قيل".

(5)

وفي (ن) والطبوعة "فبدت".

(6)

كذا في الأصل وفي النسختين "فلا يصح".

(7)

وفي النسختين "وإنه تقدم".

(8)

وفي (ن) والطبوعة "بذلك".

(9)

وفي (ن)"فلولا أن مقلًّا يقلها".

(10)

كذا في الأصل، وفي النسختين "على أن تعلقها من نقلها، وحاجتها أولى من غيرها".

ص: 250

وحاجتها إلى من غيرها وأنها مصنوعة وأن لها صانعا غيرها ونحن نصوره في الإنسان الذي هو في غاية الكمال والتمام بأنه

(1)

كان نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ولحما ودما، وقد علمنا أنه لم ينقل نفسه من حال إلى حال لأنا نراه في حال كمال قوته وتمام عقله لا يقدر على أن يحدث لنفسه سمعا ولا بصرا ولا أن يخلق لنفسه جارحة فدل ذلك على أنه قبل تكامله واجتماع قوته عن ذلك أعجز وقد رأيناه طفلا ثم شابا ثم كهلا ثم شيخا، وقد علمنا أنه لم ينقل نفسه من حال إلى حال (فدل على أن ناقلا نقله من حال إلى حال)

(2)

ودبره على ما هو عليه، ومما يبين ذلك: أن القطن لا يجوز أن يتحول غزلا مفتولا ثم ثوبا منسوجا من غير صانع ولا مدبر، والطين والماء لا يجوز أن يصيرا لَبِنا مشيدا من غير بان، وكما لا يجوز صانع

(3)

لا صنع له لا يجوز صنع إلا من صانع، وقد نبهنا الله تعالى يف غير موضع من كتابه العزيز على ما ذكرنا من العبر فقال عز وجل

(4)

: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ. وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا

(5)

لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ. وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ. وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ. وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ. وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ}.

وان قال قائل: ومن لكم بأن أثر الصنع موجود في السماوات والأرض قال الحليمي رحمه الله تعالى

(6)

:

قيل له إن السماء جسم محدود متناه فالمحدود المتناهي لا يجوز أن يكون قديما؛ لأن

(1)

وفي (ن) والمطبوعة "فإنه".

(2)

العبارة بين العلامتين ساقطة في (ن).

(3)

في (ن)"صانع ولا صنع له".

(4)

سورة الروم (30/ 20 - 25).

(5)

إلى هنا فقط في (ن) والطبرعة. وبعده "قرأ الخمس أيات وكتبها إلى قوله {إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ} ".

(6)

راجع "المنهاج"(1/ 211).

ص: 251

القديم هو الموجود الذي لا سبب لوجوده وما لا سبب

(1)

لوجوده، فلا جائز أن يكون له نهاية لأنه لا يكون وجوده إلى تلك النهاية أولى

(2)

من وجوده دونها أو ورائها ولأن المتناهي لا يكون خالص الوجود لأنه إلى نهايته يكون موجودا ثم يكون وراء نهايته معدوما، والقديم لا يعدم، فصح أن المتناهي لا يجوز أن يكون قديما والسماء متناهية فثبت أنهاليست بقديم.

فإن قيل: وما الدليل على أنها متناهية؟

قيل: الدليل على ذلك

(3)

أنها متناهية عيانا

(3)

من الجهة التي تلينا فدل ذلك على أنها متناهية من الجهات التي لا نراها ولا نشاهدها لأن تناهيها من هذه الجهة

(4)

قد أوجب أن لا يكون ما يلينا منها قديما موجودا إلا بسبب، فصح

(5)

أن ما لا تلينا منها فهي كذلك أيضا لأنه

(6)

لا يجوز أن يكون شيء واحد بعضه قديم

(7)

وبعضه غير قديم.

وأيضا فإن السماء جسم ذو أجزاء على جزء منه محدود متناه فدل ذلك على أن جميعها محدود متناه ثم ساق الكلام إلى أن قال

(8)

: وما قلته في السماء فهو في الأرض مثله وأبين لأن أجزاء الأرض تقبل في العيان أنواعا من الاستحالة وكذلك الماء والهواء لأن أجزاء كل واحد من هذه الأشياء يجتمع مرة ويفترق

(9)

أخرى وينتقل من حال إلى حال فصار حكمها حكم غيرها من الأجسام

(10)

التي ذكرنا في الحاجة إلى مغير غيرها وناقل نقلها وهو الله الواحد القهار.

قال البيهقي

(11)

رحمه اللّه تعالى: فإن قال قائل: وهل في العقل دليل على أن محدثها

(1)

سقط من الأصل.

(2)

في (ن) والمطبوعة "أولى به".

(3)

زيادة من "المنهاخ".

(4)

كذا في الأصل و "المنهاج". وفي (ن) والمطبوعة "الجهات".

(5)

وفي (ن) والمطبوعة "وصح".

(6)

سقط من الأصل.

(7)

وفي (ن) والمطبوعة "قديماً".

(8)

"المنهاج"(1/ 214 - 251).

(9)

كذا في النسختين وهو الأنسب. وفي الأصل "يتفرق".

(10)

وفي (ن) والمطبوعة "الذي".

(11)

في (ن) والمطبوعة "الإمام أحمد".

ص: 252

واحد؟ قيل: نعم وهو استغناء الجميع في حدثه

(1)

بمحدث واحد، والزيادة عليه لا ينفصل منها عدد من عدد ولأنه لو كان للعالم صانعان لكان لا يجري تدبيرهما على نظم

(2)

ولا يتسق

(3)

على أحكام، كما قال الله عز وجل:{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ}

(4)

ولكان العجز يلحقهما أو أحدهما وذلك أنه لو أراد أحدهما إحياء جسم، أراد

(5)

الآخر إماتته كان لا يخلو من أن يتم مرادهما وهذا مستحيل أو لا يتم (مرادهما أو)

(6)

مراد أحدهما دون صاحبه ومن لم يتم مراده كان عاجزا والعاجز لا يكون إلها

(7)

ولا قديما. وبعبارة

(8)

أخرى وهي أن حال الاثنين لا يخلو من صحة المخالفة أو تعذر المنازعة، فإن صحت المخالفة

(9)

كان الممنوع من المراد موصوفا بالقهر وان تعذرت المنازعة كان على واحد منهما موصوفا بالنقص والعجز، وذلك يمنع من التشبيه وقد دعانا الله عز وجل إلى توحيده في غير موضع من كتابه بما أرانا من الآيات وأوضح لنا من الدلالات فقال عز وجل

(10)

: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} قرأها إلى قوله {الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} . إلى سائر ما ورد في الكتاب من الدلالات

(11)

على صنعه وتوحيده.

[103]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس الأصم، حدثنا أحمد بن الفضل

(1)

وفي (ن) والمطبوعة "حدوثه".

(2)

في (ن) والمطبوعة "نظام".

(3)

سقط غن الأصل.

(4)

سورة الأنبياء (21/ 22). وليس في (ن) والمطبوعة قوله "فسبحان الله".

(5)

و في (ن) و المطبوعة "وأراد".

(6)

سقطت العبارة بين القوسين من الأصل ففيه "أو لا يتم مراد أحدهما دون صاحبه".

(7)

في الأصل "إلهًا قديماً".

(8)

وفي الأصول "وعبارة".

(9)

وفي (ن) والمطبوعة تكررت العبارة التالية: "وإن تعذرت المنازعة وان صحت المخالفة، كان الممنوع من المراد موصوفًا بالقهر".

(10)

سورة البقرة (2/ 163 - 164).

(11)

وفي الأصل "الدلالة".

[103]

إسناده: لا بأس به.

• أحمد بن الفضل الصايغ، أبو جعفر العسقلاني. قال ابن أبي حاتم: كتبنا عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. "الجرح والتعديل" (2/ 67). وقال ابن حجر: قال ابن حزم: مجهول "لسان الميزان"(1/ 247).

• وأدم هو ابن أبي إياس. ثقة عابد، توفي سنة 221 هـ (خ د ت س). =

ص: 253

الصائغ، حدثنا آدم، حدثنا أبو جعفر الرازي، حدثنا سعيد بن مسروق، عن أبي الضحى (في قوله)

(1)

: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} . لما نزلت هذه الآية عجب المشركون وقالوا: إن محمدا يقول: وإلهكم إله واحد فليأتنا باية إن كان من الصادقن فأنزل اللّه عز وجل: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} الآية يقول: إن في هذه الآيات

{الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} .

[104]

حدثنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني محمد بن يوسف الدقيقي قال: وجدت في كتاب

(2)

للشافعي رحمه الله:

فيا عجبا كيف يعصى الإلـ

ـه أم كيف يجحده جاحد؟

وللّه في كل تحريكة

وتسكينة أبدا شاهد

وفي كل شيء له آية

تدل على أنه واحد

ويقال إن هذه الأبيات لأبي العتاهية

(3)

.

[105]

أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال: سمعت أبا الحسين عبد الواحد بن أبي عبد الرحمن ناقله أي القسم المذكور يقول: حكى جدي في كتبه، عن شيوخه أن

=. وأبو جعفر الرازي هو عيسى بن أبي عيسى عبد اللّه بن ماهان. صدوق سيئ الحفظ.

• وسعيد بن مسروق، هو الثوري والد سفيان، ثقة. من السادسة توفي سنة 126 هـ وقيل بعدها (ع).

• أبو الضحى هو مسلم بن صبيح (مصغرًا) الهمداني، الكوفي (م 100 هـ). ثقة، فاضل، من الرابعة. (ع). والخبر أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(2/ 61 - 62) من طريق سفيان الثوري عن أبيه، ومن طريق عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه، والطريق إلى سفيان غير سليمة، وكذلك عبد اللّه ضعيف. ولكن الخبر يخرج من كونه ضعيفًا بمتابعة سفيان لأبي جعفر، ومتابعة آدم لعبد الله. وهو في تفسير سفيان الثوري (ص 14) وراجع "ابن كثير"(1/ 202). ونسبه السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 395) إلى وكيع، وآدم بن أبي إياس،

وسعيد بن منصور، وابن أبي حاتم وأبي الشيخ في "العظمة" والمؤلف.

(1)

زيادة يقتضيها السياق.

(2)

في (ن) والمطبوعة "كتابي".

(3)

وهي في ديوانه (122).

ص: 254

أبا العتاهية

(1)

إسماعيل بن قاسم جاء إلى دكان سقيفة الوراق فجلس وتحدث ثم ضرب

بيده إلى دفتر فكتب في ظهره:

فيا عجبا كيف يعصى الإ

له أم كيف يجحده الجاحد

ولله

(2)

في كل تحريكة

وتسكينة أبدا شاهد

وفي كل شيء له آية

تدل على أنه وأحد

ثم ألقاه ونهض فلما كان من الغد

(3)

أو بعد ذلك جاء أبونواس فجلس وتحدث وضرب بيده إلى ذلك الدفتر فقال: أحسن قاتله الله

(4)

والله لوددته لي بجميع ما قلته.

لمن هي؟ قلت: لأبي العتاهية. فقال هو أحق به.

ثم أخذ أبونواس الدفتر فكتب:

سبحان

(5)

من خلق

الخالق من ضعيف مهين

يسوقه من قرار

إلى قرار مكين

يحول

(6)

شيئا فشيئا

في الحجب دون العيون

حتى بدت حركات

مخلوقة من سكون

فلما عاد أبو العتاهية نظر فيه فقال: أحسن قاتله

(7)

الله والله لوددت أنهالي بجميع ما قلت وما أقول لمن هي؟ فقلنا: لأبي نواس.

(1)

في النسخ كلها "القاسم بن إسماعيل" و وأبوالعتاهة اسمه إسماعيل بن قاسم بن سويد بن كيسان

العنزي. شاعر مجيد، سار شعر لجودته وحسنه وعدم تقعره. ترجمته في "الشعر والشعراء " (791 -

795)، "الموشح"(230 - 238)، "الأغاني"(4/ 1 - 112). "تاريخ بغداد"(6/ 250 - 260)،

"وفيات الأعيان"(1/ 219 - 226)، "السير"(10/ 195 - 198)، "شذرات"(2/ 25).

(2)

ترتيب البيتن الأخيرين في الأصل مختلف عما هنا. ففيه البيت الثالث مكان الثاني، والثاني

مكان الثالث.

(3)

وفي (ن) والمطبوعة "من الغداة بعد ذلك".

(4)

وفي (ن) والمطبوعة "أحسن قائله".

(5)

الأبيات في ديوانه (666).

(6)

في الديوان "يحور" أي ينتقل.

(7)

في (ن) والمطبوعة "أحسن قائله".

ص: 255

فقال: الشيطان، ثم كتب أبو العتاهية:

فإن أك حالكا فالمسك أحوى

ومالسوادجلدي من بقاء

ولكني عن الفحشاء ناء

كبعد الأرض من جو السماء

[106]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السري بن خزيمة، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى

(1)

: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ}

(2)

. قال: خلقوا في أصلاب الرجال ثم صوروا في أرحام النساء.

[107]

حدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان، حدثنا عبد الله بن محمد ابن علي بن زياد الدقيقي، حدثنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن المديني، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أخبرنا بقية بن الوليد، حدثنا بحير بن سعيد، عن خالد ابن معدان قال: قال أبوذر رضي الله عنه: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "قد أفلح من أخلص اللّه قلبه للإيمان، وجعل قلبه سليما ولسانه صادقا ونفسه مطمئنة وخليقته

[106] إسناده: صحيح،

• المنهال بن عمرو الأسدي، مولاهم، الكوفي. صدوق ربما وهم، من الخامسة (خ-4).

• سعيد بن جبير الأسدي مولاهم، الكوفي (م 95 هـ). ثقة، ثبت، فقيه. من الثالثة. روايته عن عائشة وأبي موسى ونحوهما مرسلة. (ع). والحديث عند الحاكم في "المستدرك" وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي (2/ 319). ولكن المنهال ليس من رجال مسلم. ونسبه السيوطي إلى المؤلف، وإلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ. "الدر المنثور"(3/ 424). وهو في "تفسير الطبري" من قول عكرمة والأعمش (8/ 127).

(1)

سقط من الأصل.

(2)

سورة الأعراف (7/ 11).

[107]

إسناده: قال الهيثمي: إسناده حسن،

• أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان، العجلي، الحنفي، ثم الصعلوكي، النيسابوري الفقيه الشافعي (م 404 هـ). شيخ الشافعية بخراسان، قال الحاكم: هو من أنظر من رأينا، تخرج به جماعة، وحدث وأملى، قال: وبلغني أنه كان في مجلسه أكثر من خمسمائة مجرة. وقال أبوي سحاق الشيرازي: كان أبو الطيب فقيهاً أديباً، جمع رئاسة الدنيا والدين. ترجمته في "طبقات الشافعية" للشيرازي (100)، "وفيات ابن خلكان"(2/ 435 - 436)، "السير"(7/ 207 - 209)، "طبقات السبكي"(3/ 169 - 171)، "شذرات"(3/ 172).

ص: 256

مستقيمة (وجعل أذنه مستمعة)

(1)

وعينه ناظرة فأما الأذن فقمع وأما العين فمقرة لما يوعى القلب وقد أفلح من جعل الله قلبه واعيا".

[108]

أخبرنا أبو الحسن بن بشران، حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "القلب ملك وله جنود فإذا صلح الملك صلحت جنوده وإذا فسد الملك فسدت جنوده والأذنان قمع والعينان مسلحة

(2)

واللسان ترجمان واليدان جناحان والرجلان بريدان

(3)

والكبد رحمة والطحال ضحك والكليتان مكر والرية نفس".

قال البيهقي

(4)

رحمه الله تعالى: هكذا

(5)

جاء موقوفا ومعناه في القلب جاء في حديث النعمان بن بشير مرفوعا

(6)

. أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد النسوى، حدثنا.

(1)

الجملة بين القوسين سقطت من الأصل. والحديث أخرجه أحمد في "مسنده" عن إبراهيم بن أبي إسحاق حدثنا بقية به (5/ 147). وقال المناوي: أخرجه ابن لال والبيهقي. وقال الهيثمي: إسناده حسن. "مجمع الزوائد"(1./ 232). وقال المنذري: وفي إسناد أحمد احتمال للتحسين. "الترغيب"(1/ 56). وقال المناوي: خص السمع والبصر لأن الأيات الدالة على وحدانية الله إما سمعية. فالأذن التي تجعل القلب وعاء لها. أو نظرية، والعين هي التي تقرها في القلب وتجعله وعاء لها. انظر "فيض القدير" (4/ 508). القمع: ما يوضع في فم السقاء ثم يصب فيه الماء والشراب أو اللبن.

[108]

إسناده: صحيح.

• أحمد بن منصور الرمادي، البغدادي. أبو بكر (م 265 هـ). ثقة، حافظ، طعن فيه أبو داود لمذهبه في الوقف في القرآن. من الحادية عشرة (ق).

• وعاصم هو ابن بهدلة أبي النجود، المقرئ، صدوق، حديثه في الصحيحين مقرون، والحديث عند عبد الرزاق في "مصنفه"(1/ 22).

(2)

المسلحة، كالثغر والمرقب. والمسلحة أيضاً القوم الذين يحفظون الثغور من العدو.

(3)

كذا في المصنف. وفي النسخ الموجودة لدينا "بريد".

(4)

في (ن) والمطبوعة "الإمام أحمد".

(5)

سقط من الأصل.

(6)

أما حديث النعمان بن بشير فهو: " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب ". أخرجه البخاري في الإيمان (1/ 19) ومسلم في المساقاة (2/ 122.) وابن ماجه (2/ 1319 رقم 3984) والدارمي (641) وأحمد في "المسند"(4/ 270 - 274) والحميدي في "مسنده"(2/ 4.9) وعبد الرزاق في "المصنف"(11/ 221).

ص: 257

[109]

وقد رواه عبد الله بن المبارك، عن معمر بإسناده وقال رفعه.

إسماعيل بن إبراهيم النيسابوري قال: سئل الحسن بن عيسى، عن حديث ابن المبارك فقال: حدثني أبو الأسود، حدثنا عبد الله، أخبرنا معمر، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه فذكره. ورواه أيضا الحكم بن فضيل وعن عطية، عن أبي سعيد

(1)

مرفوعا.

[110]

أخبرنا أبو علي الروذباري، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا عباس بن محمد، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا سفيان، عن ابن جريج، عن محمد بن

[109] إسناده: فيه من لم أعرفه.

• أبو سعيد أحمد بن محمد النسوي، (وفي (ن)"النشوي " وهو خطأ)، هو أحمد بن محمد بن رميح (م 357 هـ). قال الحاكم: حافظ ثقة، وقال الخطيب: كتب وصنف كثيرًا وكان معدوداً في حفاظ المحدثين. راجع "تاريخ بغداد"(5/ 6 - 8)، " التذكرة"(3/ 930)، "التقييد"(1/ 201).

• إسماعيل بن إبراهيم النيسابوري: لم أعرفه.

• الحسن بن عيسى بن ماسرجس، أبو علي النيسابوري (م 240 هـ). ثقة. من العاشرة (م دس). وهو مولى ابن المبارك يروي عنه بلا واسطة ولكن جاء هنال"حدثني أبو الأسود حدثنا عبد الله ولم أعرف "أبو الأسود" هذا.

(1)

ذكره ابن عدي في "الكامل"(2/ 633)، في ترجمة الحكم بن فضيل العبدي، وقال: وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن عطية غير الحكم بن فضيل. والحكم هذا قد روى عن غير عطية مثل خالد الحذاء وغيره، وهو قليل الرواية. وما تفرد به لا يتابعه عليه الثقاتا. وأورده الذهبي في "الميزان" (1/ 578). وأضاف: وثقه (أي الحكم) أبو داود وعطية واه. وذكر الخطيب أن ابن معين وأبا داود وثقاه (8/ 222) توفي 175 هـ.

[110]

إسناده: رجاله ثقات.

• ابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم، المكي (م 150 هـ)، ثقة، ففيه، فاضل، وكان يدلس ويرسل. من السادسة (ع).

• ومحمد بن المرتفع، وثقه أحمد. راجع "الجرح والتعديل"(98/ 8). والأثر أخرجه الطبري من طريق سفيان. راجع "تفسيره"(204/ 26). ونسبه السيوطي في " الدر المنثور"(7/ 619) للفريابي، وسعيد بن مصور وابن المنذر وابن أبي حاتم. وأخرجه المؤلف بنفس السند في "الاعتقاد"(12) إلا أن فيه "محمد بن المنكدر" مكان "محمد بن المرتفع".

وهو خطأ.

ص: 258

المرتفع، عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه:{وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}

(1)

.

قال: سبيل الخلاء والبول".

[111]

أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو جعفر الرزاز، حدثنا أحمد بن الوليد الفحام، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن ابن جريج، عن عبد الله بن كثير، عن

(2)

عبد الله بن الزبير: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} قال: سبيل الخلاء والبول كذا قال.

[112]

وأخبرنا أبو طاهر الفقيه، أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص التاجر، حدثنا السري بن خزيمة الأبيوردي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن ابن جريج، عن محمد بن المرتفع، عن ابن الزبير فذكره.

[113]

أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، حدثني محمد بن محمد بن عبيد الله

(1)

سورة الذاريات (51/ 21)

[111]

إسناده: صحيح.

• أبو جعفر الرزاز، محمد بن عمرو بن البختري بن مدرك، البغدادي (م 339 هـ). مسند العراق، الثقة، المحدث، الإمام، قال الحاكم: كان ثقة مأموناً. وقال الخطيب: كان ثقة، ثبتا. ترجمته في "تاريخ بغداد"(3/ 132)، "السير"(1/ 3855 - 386)، "الأنساب"(6/ 109)، "الوافي"(4/ 291)، "شذرات"(2/ 350).

• أحمد بن الوليد بن أبي الوليد. أبو بكر الفحام (م 273 هـ). ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد"(5/ 188) وقال: كان ثقة. وراجع "شذرات الذهب"(2/ 164).

• عبد الله بن كثير الداري، المكي، أبو معبد القارئ. (م 120 هـ)، أحد الأئمة، صدوق. من السادسة. (ع).

(2)

في الأصل "عن ابن الزبير".

[113]

إسناده: فيه من لم أعرفه.

• محمد بن محمد بن عبيد الله الأديب، لم أعرفه.

• محمود بن محمد، لم أعرفه.

• عبد الله بن الهيثم بن عثمان، أبو محمد العبدي (م 261 هـ). من أهل البصرة. قدم بغداد وحدث بها. قال الخطيب: كان ثقة. راجع "تاريخ بغداد"(10/ 195).

• الأصمعي هو عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي، أبو سعيد (م 215 هـ). الإمام، العلامة، الحافظ، حجة الأدب، لسان العرب، اللغوي الأخباري. كان من أعلم الناس في فنه. وكان بحرًا في اللغة. كتب شيئاً لا يحصى عن العرب، وكان ذا حفظ، وذكاء، =

ص: 259

الأديب، حدثنا محمود بن محمد، حدثنا عبد الله بن الهيثم، حدثنا الأصمعي قال: سمعت ابن السماك يقول لرجل: "تبارك من خلقك فجعلك تبصر بشحم وتسمع بعظم وتتكلم بلحم".

[114]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في أخرين قالوا: حدثنا أبو العباس الأصم، حدثنا أبو أمية، حدثنا أبو عاصم، حدثنا صالح الناجي، عن ابن جريج، عن ابن شهاب في قوله تعالى

(1)

: {يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} قال: حسن الصوت.

= ولطف عبارة. له نوادر كثيرة. وروى الحديث، قال أبو داود: صدوق، وأثنى عليه أحمد بن حنبل في السنة. راجع ترجمته في "تاريخ بغداد"(10/ 410 - 420)، "أنباه الرواة"(2/ 197 - 205)، "وفيات ابن خلكان"(3/ 170 - 176)، "السير"(10/ 175 - 181)"شذرات"(2/ 36 - 38).

• ابن السماك هو أبو العباس محمد بن صبيح العجلي مولاهم، الكوفي (م 183 هـ). الزاهد، القدوة، سيد الوعاظ. قال ابن نمير: صدوق. ليس له شيء في الكتب الستة. وله مواقف حسنة مع الرشيد. انظر ترجمته في "تاريخ بغداد"(5/ 368 - 373)، "المعرفة والتاريخ" للفسوي (2/ 671)،"الحلية"(8/ 203 - 207)"وفيات ابن خلكان"(4/ 301 - 302)، "السير"(8/ 328 - 320)، "شذرات"(1/ 303). وساقه المؤلف بنفس الإسناد والمتن في "الاعتقاد"(ص 12).

[114]

إسناده: نيه من لم يذكر بجرح ولا تعديل.

• أبو أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم البغدادي، ثم الطرسوسي (م 273 هـ). محدث طرسوس، وصاحب "المسند" والتصانيف. كان فهماً حسن الحديث. قال أبو داود، ثقة. وقال الحاكم: صدوق، كثير الوهم. راجع ترجمته في "الجرح والتعديل"(7/ 187)، "تاريخ بغداد"(1/ 394 - 396)، "طبقات الحنابلة"(1/ 265 - 266)، "السير"(13/ 91 - 93)، "شذرات"(2/ 164).

• أبو عاصم هو النبيل، الضحاك بن مخلد.

• صالح الناجي، قال ابن أبي حاتم: هو صالح بن زياد. ثم ذكر هذا الأثر."الجرح والتعديل"(4/ 404). وقال البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 292) بعد ما ذكر الأثر من رواية علي بن نصر عن أبي عاصم: قال علي سمعت أبي يقول: ذهبت أنا ومسلم إلى صالح فسألناه، فقال: لا أحفظ عن ابن جريج هذا، ولكن بلغني عن مقاتل بن سليمان. ونسبه السيوطي في "الدر المنثور"(7/ 4) لعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم. وقال ابن كثير في "تفسيره" (3/ 546): رواه عن الزهري البخاري في "الأدب"، وابن أو حاتم في "تفسيره".

(1)

سورة فاطر (35/ 1).

ص: 260

[115]

قال: وحدثنا أبو أمية الطرسوسي، حدثنا محمد بن سليمان البصري، حدثنا إبراهيم بن الجنيد، عن عمر بن حفص العسقلاني، عن خليد بن دعلج، عن قتادة في قوله:{يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} . قال: الملاحة في العينين.

[116]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا محمد بن إسحاق قال: سمعت أبا عثمان الخياط يقول: حدثنا ذو النون بن إبراهيم المصري قال: "إن الله عز وجل خلق القلوب أوعية للعلم، ولولا أن الله سبحانه وبحمده أنطق اللسان بالبيان وافتتحه بالكلام ما كان الإنسان إلا بمنزلة البهيمة يومئ بالرأس ويشير باليد".

[117]

أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا سعدان

[115] إسناده: ضعيف.

• محمد بن سليمان البصري. لم أعرفه.

• إبراهيم بن الجنيد هو إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، الختلي، أبو إسحاق. وثقه الخطيب وقال: له كتب في الزهد والرقائق. قال الذهبي في "التذكرة": لم أظفر له بوفاة وكأنها في حدود الستين ومائتين. راجع "التذكرة"(2/ 586)، "السير"(12/ 631)، "تاريخ بغداد"(6/ 125)، "طبقات الحنابلة"(1/ 96).

• خليد بن دعلج، أبو عمر السدوسي (م 160 هـ). ضعفه أحمد، ويحيي. وقال أبو حاتم: ليس بالمتين في الحديث وهو صالح. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الدارقطني: متروك. وفي (ن) والمطبوعة "حالد". وهذا الأثر ذكره ابن عدي في "الكامل"(3/ 917) وعنه الذهبي في "الميزان"(1/ 664) وفي "السير"(7/ 196).

[116]

أبو عثمان الخياط هو سعيد بن عثمان بن عياش، (وفي تاريخ بغداد"الحناط")(م 294 هـ). راجع "تاريخ بغداد"(9/ 99).

• ذو النون بن إبراهيم المصري الإخميمي، أبوالفيض (م 245 هـ). "ذو النون" لقب، واسمه ثوبان. أحد أعلام التصوف. كان عالماً، فصيحاً، حكيماً، واعظاً. له كلام جميل في الحكم والمواعظ. قال الدارقطني، روى عن مالك أحاديث فيها نظر. انظر ترجمته في "طبقات الصوفية"(15 - 26)، "طبقات الأولياء"(218 - 223)، "الحلية"(9/ 331 - 10،391/ 3 - 4)،"تاريخ بغداد"(8/ 393)، "السير"(11/ 532 - 536).

[117]

إسناده: رجاله ثقات.

• أبو معاوية هو محمد بن خازم (بمعجمتين) الضرير، الكوفي (م 195 هـ). عمي وهو صغير، ثقة، أحفظ الناس لحديث الأعمش. وقد يهم في حديث غيره. من كبار التاسعة (ع)

• أم الدرداء هي زوجة أبي الدرداء. اسمها هجيمة، وقيل جهيمة، الأوصابية الدمشقية. =

ص: 261

ابن نصر، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء

(1)

قال: "تفكر ساعة خير من قيام ليلة".

[118]

وأخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار قال: حدثنا سعدان بن نصر، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد:"قيل لأم الدرداء: ما كان أفضل أعمال أبي الدرداء؟ قالت: التفكر".

[119]

أخبرنا حمزة بن عبد العزيز، أخبرنا أبوالفضل عبدوس بن الحسين بن منصور،

= قال ابن حجر: وهي الصغرى. وأما الكبرى فاسمها خيرة. ولا رواية لها في هذه الكتب.

والصغرى ثقة فقيهة. من الثالثة (ع). أخرجه ابن سعد في "طبقاته" عن أبي معاوية به (7/ 392) وكذا أحمد في "الزهد"(139)، ورواه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 209) من طريق قيس ابن عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد به.

(1)

سقط من (ن) والمطبوعة.

[118]

إسناده: صحيح.

• أخرجه أبو نعيم في "الحلية" من طريق أحمد بن حنبل ثنا أبو معاوية به (1/ 208)، وأخرج وكيع في "زهده"(رقم 224) عن مالك بن مغول والمسعودي عن عون بن عبد الله بن عتبة، قال: سألت أم الدرداء: ما كان أفضل عبادة أبي الدرداء؟ قالت: التفكر والاعتبار.

ومن طريق وكيع أخرجه أحمد في "الزهد"(135) وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 258) من طريق عمرو بن مرزوق عن المسعودي. وقال: ورواه وكيع عن المسعودي وانظر الكلام عليه في "الزهد" لوكيع.

[119]

إسناده: ضعيف.

• حمزة بن عبد العزيز، وشيخه أبوالفضل عبدوس بن الحسين بن منصور، لم أجد لهما ترجمة.

• أبو حاتم محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران الرازي (م 277 هـ)، الإمام، الحافظ، الناقد، كان من بحور العلم، طوف البلاد، وبرع في المتن والإسناد، وجمع وصنف، وجرح وعدل، وصحح وعلل. كان ثقة من أهل الأمانة والمعرفة. يبلغ عدد شيوخه زهاء ثلاثة آلاف. انظر ترجمته في "الجرح والتعديل"(1/ 349 - 372)، "تاريخ بغداد"(2/ 73 - 77)، "طبقات الحنابلة"(1/ 284 - 286)، "التذكرة"(2/ 567 - 569)، "السير"(13/ 247 - 262)"الوافي"(2/ 183)، "شذرات"(2/ 171).

• محمد بن حاتم الزمي (بكسر الزاي وتشديد الميم) المؤدب الخراساني (م 246 هـ)، ثقة. من العاشرة. (ت س).

• علي بن ثابت الجزري، أبو أحمد، الهاشمي مولاهم، صدوق. ربما أخطأ. قد ضعفه الأزدي بلا حجة. من التاسعة (د ت).

• الوازع بن نافع العقيلي الجزري. قال أحمد ويحيى: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك.

ص: 262

حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، حدثنا محمد بن حاتم الزمي المؤدب، أخبرنا علي بن ثابت، عن الوازع بن نافع، (عن سالم)

(1)

، عن ابن عمر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تفكروا في آلاء الله يعني عظمته ولا تتفكروا في الله" هذا إسناد فيه نظر.

[120]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا علي بن محمد المروزي، حدثنا محمد بن إبراهيم الرازي، حدثنا يحيى بن معاذ قال: "جملة التوحيد في كلمة واحدة وهي أن لا تتصور في وهمك شيئا

(2)

إلا واعتقدت أن الله عز وجل

(3)

مالكه من جميع الجهات".

قال البيهقي

(4)

رحمه الله تعالى: فإن قال قائل: وأين

(5)

الدليل على أنه سبحانه موجود؟

(1)

سقط من (ن) والمطبوعة. والحديث بهذا الإسناد ضعيف. أورده ابن عدي في "الكامل"(7/ 2556) وعنه الذهبي في "الميزان"(4/ 327) وابن حجر في "لسان الميزان"(6/ 213). وراجع العقيلي في "الضعفاء"(4/ 330). وأخرجه الطبراني في الاوسط "مجمع الزوائد"(1/ 81)، ونسبه الألباني أيضاً إلى أبي الشيخ واللالكائي في "شرح السنة"(2/ 525 رقم 927) وحسنه لشواهد ذكرها في "الصحيحة (رقم 1788).

[120]

سنده: ضعيف جدا.

• علي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حبيب، أبو أحمد، الحبيبي، المروزي (م 351 هـ) قال الحاكم: يكذب مثل السكر. الحسنوي أحسن حالا منه. راجع "السير"(16/ 48)، "الميزان"(3/ 155)، "لسان الميزان"(4/ 258)، "الأنساب"(4/ 56)، "شذرات"(3/ 8).

• محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي، أبو عبد الله، الطيالسي (م 313 هـ). ضعفه أبو أحمد الحاكم، وقال الدارقطني: متروك الحديث. وكان من المعمرين. راجع "تاريخ بغداد"(1/ 404 - 407)، "السير"(14/ 458)، ""الميزان" (3/ 448)، "لسان الميزان" (5/ 22 - 23) "شذرات" (2/ 268).

• يحيى بن معاذ الرازي، أبو زكريا (م 258 هـ) من كبار مشايخ الصوفية، ومن الواعظين المعروفين. كان أوحد وقته في فنه. له كلام جيد ومواعظ مشهورة. انظر ترجمته في "طبقات الصوفية"(107 - 114)، الحلية" (10/ 51 - 70)، "طبقات الأولياء" (321 - 326)، "السير" (13/ 15)، "وفيات ابن خلكان" (6/ 165 - 168)، "تاريخ بغداد" (14/ 208 - 212)، "شذرات" في (2/ 138 - 139).

(2)

في الأصل وفي (ن)"شيء".

(3)

في (ن) والطبوعة "أن الله عز وجل هو مالكه".

(4)

في (ن) والمطبوعة "الإمام أحمد".

(5)

في الأصل "وأيش".

ص: 263

قيل: قد بينا أنه أوجد العالم وأحدثه والفعل لا يصح وقوعه إلا من ذوي قدرة والقدرة

(1)

لا تقوم بنفسها فوجب أنها تقوم بقادر موجود.

ولأن استحالة وقوع

(2)

الفعل من معدوم كاستحالة وقوعه لا من فاعل (فلما استحال فعل لا من فاعل استحال)

(3)

فعل من معدوم وفى ذلك دليل على وجوده.

فإن قال قائل: وما الدليل على أنه سبحانه قديم لم يزل؟

قيل: قد ثبت

(4)

أنه موجود ولو كان محدثا لتعلق بغيره لا إلى نهاية، فالموجود

(5)

لا ينفك من أن يكون قديما أو محدثا فلما فسد كونه محدثا ثبت أنه قديم.

وإن شئت قلت قد بينا احتياج المحدثات إلى مقدم يقدم ما تقدم منها ومؤخر يؤخر ما تأخر منها ومخصص يخصص بعضها ببعض الهيئات دون بعض، فلو كان الذى يفعل ذلك بها مشاركا لها فى الحدوث لشاركها في الحاجة إلى المقدم والمؤخر والمخصص ولو كان بهذا الوصف لاقتضى على محدثا قبله ويستحيل وجود محدثات واحد قبل واحد لا إلى أول لاستحالة الجمع بين الحدوث ونفي الابتداء فثبت أنه قديم لم يزل.

فإن قال قائل: فما الدليل على أنه ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض؟

قيل: لأنه لو كان جسما لكان مؤلفا والمؤلف شيئان وهو سبحانه شيء واحد ولا يحتمل التأليف. وليس بجوهر، لأن الجوهر هو الحامل للأعراض المقابل للمتضادات، ولو كان

كذلك لكان ذلك دليلا على حدوثه وهو سبحانه تعالى قديم لم يزل.

وليس بعرض لأن العرض لا يصح بقاؤه ولا يقوم بنفسه وهو سبحانه قائم بنفسه لم يزل موجودا فلا يصح عدمه.

(1)

سقط من الأصل.

(2)

في (ن) والمطبوعة وجود.

(3)

العبارة بين القوسين ساقطة في الأصل.

(4)

في (ن) والمطبوعة "بينا".

(5)

في (ن) و المطبوعة "والموجود".

ص: 264

فإن قال قائل: فإذا كان القديم سبحانه شيئا لا كالأشياء ما أنكرتم أن يكون جسما لا كالأجسام؟

قيل له: لو لزم ذلك للزم أن يكون صورة لا كالصور وجسدا لا كالأجساد وجوهرا لا كالجواهر فلما لم يلزم ذلك لم يلزم هذا.

وبعد: فإن الشيء سمة لكل موجود وقد سمى الله سبحانه نفسه شيئا قال الله عز وجل

(1)

: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} ولم يسم نفسه جسما (ولا سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا اتفق المسلمون عليه)

(2)

قال الله عز وجلا

(3)

: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} .

فإن قال قائل: وما

(4)

الدليل على أنه لا يشبه المصنوعات ولا يتصور في الوهم؟

قيل: لأنه لو أشبهها لجاز عليه جميع

(5)

ما يجوز على المصنوعات من سمات النقص

(1)

سورة الأنعام (6/ 19). وفي (ن) والمطبوعة "قال عز وجل".

(2)

العبارة بين المعقوفتين تكررت في الأصل. هذا هو القول الفصل في هذا الباب وهو منهج السلف من أئمة السنة والجماعة، المعتصمين بالكتاب والسنة، المتبعين ما أنزل إليهم من ربهم وهو- كما ترر شيخ الإسلام ابن تيمية- "أن ننظر فما وجدناه الرب قد أثبته لنفسه في كتابه، أثبتناه، وما وجدناه قد نفاه عن نفسه نفيناه. وكل لفظ وجد في الكتاب والسنة بالإثبات، أثبت ذلك اللفظ، وكل لفظ وجد منفيا نفى ذلك اللفظ، وأما الألفاظ التي لا توجد في الكتاب والسنة بل ولا في كلام الصحابة والتابعين لهم باحسان، وسائر أمة المسلمن لا إثباتها ولا نفيها.

وقد تنازع فيها الناس، فهذه الألفاظ لا تثبت ولا تنفى إلا بعد الاستفسار عن معانيها. فإن وجدت معانيها مما أثبته الرب لنفسه، أثبتت، وإن وجدت مما نفاه الرب عن نفسه نفيت. وإن وجدنا اللفظ أثبت به حق وباطل، أو نفي به حق وباطل، أو كان مجملا يراد به حق وباطل، وصاحبه أراد به بعضها لكنه عند الإطلاق يوهم الناس أو يفهمهم ما أراد وغير ما أراد، فهذه الألفاظ لا يطلق إثباتها ولا نفيها كلفظ "الجوهر" و "الجسم" و"التحيز" و "الجهه" ونحو ذلك من الألفاظ التي تدخل في هذا المعنى. فقل من تكلم بها نفيا أو إثباتا إلا وأدخل فيها باطلا، وإن أراد بها حقا. والسلف والأئمة كرهوا هذا الكلام المحدث لاشتماله على باطل وكذب وقول على الله عز وجل". (تفسير سورة الإخلاص طبعة الدار السلفية ص 120).

(3)

سورة الأعراف (7/ 185).

(4)

في (ن) والمطبوعة "فما".

(5)

سقطت كلمة "جميع" من النسختين.

ص: 265

وأمارات الحدث والحاجة إلى محدث غيره وذلك يقتضي نفيه فوجب أنه كما وصف نفسه

(1)

: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ولأنا نجد كل صنعة فيما بيننا لا تشبه

(2)

صانعها كالكتابة لا تشبه الكاتب والبناء لا يشبه الباني فدل ما ظهر لنا من ذلك على ما غاب عنا وعلمنا أن صنعة الباري لا تشبهه.

فإن قال قائل: وما الدليل على أنه قائم بنفسه، مستغن عن غيره؟

قيل: لأن خلاف

(3)

هذا الوصف يوجب حاجته إلى غيره والحاجة دليل الحدث لأنها تكون إلى وقت ثم تبطل بحدوو ضدها وما جاز دخول الحوادث عليه كان محدثا مثلها وقد قامت الدلالة على قدمه.

فإن قال قائل: وما الدليل على أنه حي عالم قادر؟

قيل: ظهور فعله دليل على حياته وقدرته وعلمه لأن ذلك لا يصح وقوعه من ميت ولا عاجز ولا جاهل به

(4)

فدل ذلك على أنه بخلاف وصف من لا يتأتى ذلك منه ولا يكون بخلاف ذلك إلا وهو حي قادر عالم.

فإن قال قائل: وما الدليل على أنه مريد؟

قيل: لأنه حي عالم ليس بمكره ولا مغلوب ولا به آفة تمنعه من ذلك وكل حي

خلا مما يضاد العلم ولم يكن به آفة تخرجه من الإرادة كان مريدا مختارا قاصدا.

فإن قال قائل: وما الدليل على أنه سميع بصير؟

قيل: لأنه حي ويستحيل وجود حي يتعرى

(5)

عن الوصف بما يدرك المسموع والمرئي أو بالآفة المانعة منه ويستحيل تخصيصه من أحد هذين الوصفين بالآفة لأنها منع والمنع يقتضي مانعا وممنوعا ومن كان ممنوعا كان مغلوبا، وذلك صفة الحدث والباري قديم لم يزل فهو سميع بصير لم يزل ولا يزال.

(1)

سورة الشورى (42/ 11).

(2)

في (ن) والمطبوعة "لا يشبه".

(3)

في الأصل "خالق".

(4)

في الأصل بعده "وإذا وقع في (كذا) شيء لم يصح وقوعه من ميت ولا عاجز ولا جاهل، دل ذلك على أنه بخلاف".

(5)

في (ن) و المطبوعة "متغيري".

ص: 266

فإن قال قائل: وما الدليل على أنه متكلم؟

قيل: لأنه حي ليس بساكت ولا به أفة تمنعه من الكلام وكل حي كان كذلك كان متكلما ولأنه

(1)

يستحيل لزوم الخطاب ووجود الأمر عمن لا يصح منه الكلام فوجب أن يكون متكلما.

فإن قال قائل: فما

(2)

الدليل على أنه لم يزل حيا قادرا عالما مريدا سميعا بصيرا متكلما؟

قيل: لأنه لو لم يكن كذلك لكان موصوفا باضدادها من موت أو عجز أو آفة ولو كان كذلك لاستحال أن يقع منه فعل وفي صحة الفعل منه دليل على أنه لم يزل كذلك ولا يزال كذلك.

فإن قال قائل: وما الدليل على أنه حي قادر عالم مريد سميع بصير متكلم له الحياة والقدرة والعلم والإرادة والسمع والبصر والكلام؟

قيل: لأنه يستحيل إثبات موجود بهذه الأوصاف مع نفي هذه الصفات عنه، وحين لزم إثباته بهذه الأوصاف لزم إثبات هذه الصفات له قال الله عز وجل

(3)

: {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} وقال تعالى

(4)

: {وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} وقال

(5)

: {وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} . أي علمه قد أحاط بالمعلومات كلها إلى سائر الآيات التي وردت في هذا المعنى. وقال

(6)

: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} . فأثبت القوة لنفسه وهي القدرة وأثبت العلم فدل على أنه عالم بعلم قادر بقدرة ولأنه لو جاز عالم لا علم له لجاز علم ل العالم

(7)

به كما أنه لو جاز فاعل لا فعل له لجاز فعل لا لفاعل

(8)

فلما استحال فاعل لا فعل له كما استحال فعل لا فاعل له كذلك يستحيل عالم لا علم له كما يستحيل علم لا العالم

(9)

.

(1)

وفي (ن) والمطبوعة "ولا يستحيل".

(2)

في (ن) والمطبوعة "وما".

(3)

سورة البقرة (2/ 255).

(4)

سورة طه (20/ 98).

(5)

سورة الطلاق (65/ 12).

(6)

سورة الذاريات (51/ 58).

(7)

في الأصل "لا عالم".

(8)

في الأصل "لا فاعل".

(9)

في الأصل "لا عالم".

ص: 267

ولأن العلم لو لم يكن شرطا في كون العالم عالما لم يضر عدمه في كل عالم حتى يصح على عالم أن يكون عالما مع عدم العلم وحين كان شرطا في كون بعضهم

(1)

عالما وجب ذلك في كل عالم لامتناع اختلاف الحقائق في الموصوفين.

ولأن إحكام الفعل يمتنع مع عدم العلم منا به كما يمتنع (مع)

(2)

كوننا غير عالمين به، فكما وجب استواء جميع المحكمين في كونهم علماء كذلك يجب استواؤهم في كون العلم لهم لاستحالة وقوعه من غير ذي علم به منا كاستحالة وقوعه من غير عالم به منا.

ولأن حقيقة العلم ما يعلم به العالم وبعدمه يخرج عن كونه عالما فلو كان القديم عالما بنفسه كانت نفسه علما له ولا يجوز أن يكون العالم

(3)

في معنى العلم.

فإن عارضوا ما ذكرنا من الآيات بقول الله عز وجل

(4)

: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} . قلنا: لسنا نقول إن الله ذو علم على التنكير

(5)

وإنما نقول: إنه ذو العلم على التعريف كما نقول إنه ذو الجلال والإكرام على التعريف ولا نقول إنه ذو جلال واكرام على التنكير. فمعنى الآية إذا "وفوق على ذي علم محدث من هو أعلم منه".

فإن قالوا: فيقولون: إن علمه قديم وهو قديم؟ قيل: من أصحابنا من لا يقول ذلك مع إثباته له أزليا ومنهم من يقول ذلك ولا يجب به الاشتباه، لأن القديم هو المتقدم في وجوده بشرط المبالغة والتقدم في الوجود هو الوجود، والوجود لا يوجب

(6)

الاشتباه عند أحد فكذلك التقدم في الوجود لا يوجب الاشتباه ولأن القدم وصف مشترك

(7)

يقال "شيخ قديم" و"بناء قديم" و"عرجون قديم". فالاشتباه لا يقع بالاشتراك في الوصف المشترك. ولأنه لو كان الاشتباه يقع بالاشتراك في القدم لكان يقع بالاشتراك في الحدث فلما لم قع بالاشتراك في الحدث لم قع بالاشتراك في القدم.

(1)

في الأصل "في كون العالم عالما".

(2)

سقط من الأصل.

(3)

في (ن) والمطبوعة "العامل".

(4)

سورة يوسف (12/ 76). وفي (ن) والطبوع "بقوله عز وجل".

(5)

انظر "الأسماء والصفات"(152).

(6)

في الأصل "لا تجب".

(7)

في (ن) والمطبوعة "وصف اسم مشترك".

ص: 268

ولأن عندنا حقيقة المشتبهين هما الغيران اللذان يجوز على أحدهما جميع ما يجوز على صاحبه وينوب منابه وصفات الله تعالى ليست بأغيار له.

فإن قالوا: لو كان له علم لم يخل من أن يكون هو أو غيره أو بعضه؟

قيل: هذه دعوى بل ما ينكر من علم لا يجوز أن يقال هو هو لاستحالة أن يكون العلم عالما، ولا يجوز أن يقال غيره لاستحالة مفارقته له ومعنى الغيرين ما لا يستحيل مفارقة أحدهما لصاحبه بوجه ولا يجوز أن يقال بعضه إذ ليس الموصوف به متبعضا.

فإن قال

(1)

: لو كان له علم لكان عرضا مكتسبا أو مضطرا إليه وكان اعتقادا من جنس علومنا

(2)

لأن ذلك حكم

(3)

العلم المعقول.

قيل: ليس الأمر كذلك لأن العلم لم يكن علما لأنه عرض أو بصفة

(4)

مما ذكرتم وإنما كان

(5)

علما لأن العالم به

(6)

يعلم ثم ينظر

(7)

فإن كان العلم محدثا كان علمه عرضا مكتسبا أو مضطرا إليه. وإن لم يكن محدثا لم يصح وصفه بما يوجب الحدث ولما وجب أن يكون عالما غير معتقد ولا مكتسب ولا مضطر وجب أن يكون له علم لا يصح وصفه بشيء مما ذكرتم.

فإن قالوا: لو كان عالما بعلم لكان محتاجا إلى علمه.

قيل: لا تجوز عليه الحاجة لأنه غني ليس علمه ولا سائر صفاته الذاتية أغيارا له ولا أبعاضا- حتى يصح وصفه بالحاجة إلى غيره أو إلى بعضه. فإن قالوا: فيقولون إن علمه علم بكل ما يصح أن يعلم.

قيل: كذلك نقول، ولذلك وصف الله تعالى علمه فقال

(8)

: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ

(1)

وقبله في (ن) والمطبوعة: و أخبرنا الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن الشيخ الحسين بن علي البيهقي رضي الله عنه، قال".

(2)

وفي (ن) والمطبوعة "فإن قيل".

(3)

في (ن) والمطبوعة "جنس العلم".

(4)

كذا في الأصل. وفي النسختين "نصفه".

(5)

وفي (ن) والمطبوعة "وإن كان".

(6)

في الأصل "العلم".

(7)

في الأصل "يضطر".

(8)

سورة الطلاق (65/ 12).

ص: 269

{عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} وأما غير الله عز وجل فإنه لا يصح أن يكون عالما بكل معلوم فلم يصح أن يكون له علم بذلك، فالله سبحانه وتعالى يجب كونه عالما بكل معلوم وكذلك يجب أن يكون علمه علما بكل ما يصح أن يعلم. والكلام في سائر الصفات الذاتية كالكلام في العلم، ولا يجوز في شيء من ذلك أن يقال إنه يجاوره

(1)

لأن المجاورة تقتيها المماسة أو القاربة في المكان، وذلك

(2)

صفة للأجسام التي هي محل الحوادث، ولا يقال إنها تحله، لأن الحلول يقتضي المجاورة وقد قامت الدلالة على بطلانها، ولا يقال إنها تخالفه أو تفارقه، لأن المفارقة والمخالفة فرع للغيرية والتغاير بينه وبين صفاته محال، ولا يقال إنه ملكه، لأن ما يملك يصح أن يفعل، وصفاته أزلية لا يصح أن تفعل، ولا يقال في صفات ذاته إنها في أنفسها مختلفة لا متفقة لأنها ليست بمتغايرة.

ولا يقال إنها مع الله أو في الله بل هي مختصة بذاته قائمة به لم يزل كان

(3)

موصوفا بها ولا يزال هو موصوفا بها. وللّه تعالى صفات خبرية

(4)

منها الوجه واليد وطريق إثباتها ورود خبر الصادق بها فنثبتها ولا نكيفها، وأما صفات الفعل كالخلق والرزق فإنها أغيار

(5)

وهي فيما لا يزال ولا يصح وصفه بها في الأزل، وأبى المحققون من أصحابنا أن يقولوا (فى)

(6)

اللّه جل ثناؤه أنه لم يزل خالقا ورازقا، ولكن يقولون: خالقنا لم يزل ورازقنا لم يزل قادرا على الخلق والرزق، لأنه لم يخلق في الأزل ثم خلق، وإذا سمي خالقا بعد وجود الخلق لم يوجب ذلك تغيرا في ذاته كما أن الرجل إذا سمي أبا بعد أن لم يسم أبا لم يوجب ذلك تغيرا في نفسه ومن أصحابنا من قال: يجوز القول بأنه لم يزل خالقا رازقا على معنى أنه سيخلق وسيرزق وبالله التوفيق.

(1)

كذا في الأصل. و (ن) وفي المطبوعة "يحاوزه".

(2)

في الأصل "كذلك".

(3)

زيادة من الأصل.

(4)

راجع "الاعتقاد"(ص 40).

(5)

في المطبوعة "اعتبار".

(6)

زيادة يقتضيها السياق.

ص: 270

[121]

أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، أخبرنا أبو الحسن الطرائفي، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله:{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}

(1)

هل تعلم للرب

(2)

عز وجل مثلا أو شبها.

[122]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب "ح" وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، حدثنا علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماتي قالا: حدثنا أحمد بن حازم بن أبى غرزة الغفاري، حدثنا خالد بن يزيد، حدثنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله عز وجل {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}. قال: ليس أحد يسمى الرحمن غيره.

[121] إسناده: لا بأس به. وفيه انقطاع.

• عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم، الجهني، أبو صالح المصرى، (م 222 هـ). كاتب الليث. صدوق، كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة. من العاشرة (خت د ت ق)

• معاوية بن صالح بن حدير (بالمهملة مصغرا) الحضرمي، أبو عمرو أو أبو عبد الرحمن الحمصي (م 158 هـ). قاضي الأندلس. صدوق، له أوهام. من السابعة (م-4).

• علي بن أبي طلحة سالم. مولى بني العباس (م 143 هـ). أرسل عن ابن عباس ولم يره. صدوق، قد يخطئ. من السادسة (م د س ق). والحديث في "الأسماء والصفات"(355)، وفي "الاعتقاد"(15) بنفس السند، وإسناده حسن لا بأس به. عبد الله بن صالح تكلم فيه واحتج به البخاري. ومن طريقه أخرج ابن جرير الطبري هذا الخبر في "تفسيره"(16/ 106).

(1)

سورة مريم (19/ 65).

(2)

في (ن) والمطبوعة "للذات".

[122]

إسناده: رجاله ثقات.

• أبو الحسن بن الفضل القطان هو محمد بن الحسن بن محمد بن الفضل، البغدادي (م 415 هـ). الشيخ العالم المسند، مجمع على ثقته. ترجمته في "تاريخ بغداد"(2/ 249 - 250)، "السير"(17/ 331)، "شذرات"(3/ 203).

• خالد بن يزيد بن زياد الأسدي، الكاهلي، أبوالهيثم، الطبيب الكوفي (م 212 أو 215 هـ)

صدوق، مقرئ، له أوهام. من العاشرة (خ). والأثر رجال إسناده ثقات، وقد أخرجه المؤلف من طريق الحاكم في كتابه "الأسماء والصفات"(72) وهو في "المستدرك"(2/ 375)، وقال الحاكم: صحمِح الإسناد. وأقره الذهبي.

ص: 271

(2)

الثاني من شعب الإيمان وهو باب في الإيمان برسل الله صلوات اللّه عليهم

عامة اعتقادا واقرارا إلا أن الإيمان بمن عدا نبينا

(1)

صلى الله عليه وسلم هو الإيمان بأنهم كانوا مرسلين إلى الذين ذكروا لهم أنهم رسل الله إليهم وكانوا في ذلك صادقين محقين

(2)

.

والإيمان بالمصطفى نبينا صلى الله عليه وسلم هو التصديق بأنه نبيه ورسوله إلى الذين بعث فيهم وإلى من بعدهم من الجن والإنس إلى قيام الساعة.

قال الله عز وجل

(3)

: {آمِنُوا باللَّهِ وَرَسُولِهِ} و فقرن الإيمان برسوله بالإيمان به. وقال

(4)

: {وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} وقال

(5)

: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ

} الآية إلى أخرها.

ففي هذه الآية أن الله عز وجل

(6)

جعل الكفر ببعض رسله كفرا بجميعهم ثم جعل الكفر بجميعهم كفرا به وقال بعد ذلك

(7)

: (وَالَذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِه} الآية.

فثبت أن حسن المآب إنما يكون لمن لم يفرق بين رسل الله عز وجل وآمن بجماعتهم وقد روبنا في حديث ابن عمر، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الإيمان فقال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكلتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن

(8)

بالقدر كله خيره وشره".

(1)

كلام المؤلف هنا مأخوذ عن الحليمي في "المنهاج"(1/ 237).

(2)

في (ن) والمطبوعة "محققين".

(3)

سورة الحديد (57/ 7).

(4)

سورة البقرة (2/ 285).

(5)

سورة النساء (4/ 105).

(6)

زيادة من (ن) والمطبوعة.

(7)

سورة النساء (4/ 152).

(8)

وفي (ن) والمطبوعة "يؤمن".

ص: 272

[123]

أخبرناه أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو جعفر الرزاز، حدثنا عيسى بن عبد الله الطيالسي، حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، حدثنا كهمس بن الحسن قال: سمعت عبد الله بن بريدة، يحدث عن يحيي بن يعمر، عن ابن عمر، عن عمر

(1)

رضي الله عنهما بذلك. أخرجه مسلم في الصحيح

(2)

من حديث كهمس.

[124]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، حدثنا محمد ابن إبراهيم البوشنجي، حدثنا أمية بن بسطام، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا روح بن القاسم، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " (أمرت أن)

(3)

أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله

[123] إسناده: صحيح.

• أبو جعفر الرزاز، وهو محمد بن عمرو بن البخترى بن مدرك البغدادي، وقد مرت ترجمته وفي (ن) والمطبوعة "أبو جعفر الداراني".

• عيسى بن عبد الله بن سنان دلويه، أبوموسى، البغدادي، الطيالسي، المعروف بزغاث (م 277 هـ) وثقه الدارقطني. وقال ابن المنادي: كان يعد في الحفاظ. ترجمته في تاريخ بغداد (11/ 170)"السير"(12/ 618)"التذكرة"(2/ 610).

• أبو عبد الرحمن المقرئ: عبد الله بن يزيد المكي (م 213 هـ) ثقة، فاضل، أقرأ القرآن نيفا وسبعين سنة، من التاسعة، وهو من كبار شيوخ البخاري. (ع).

• كهمس بن الحسن التميمي، أبو الحسن البصري. (م 149 هـ) ثقة. من الخامسة (ع).

(1)

سقط من (ن) والمطبوعة.

(2)

في أول كتاب الإيمان (1/ 36) وقد مر برقم (19) فراجعه.

[124]

إسناده: صحيح.

• أبو زكريا يحيي بن محمد بن عبد الله بن عنبر بن عطاء السلمي مولاهم، العنبري، النيسابوري، المعدل (م 344 هـ) قال الحاكم: اعتزل أبو زكريا الناس وقعد عن حضور المحافل بضع عشرة سنة. وقال أبو علي الحافظ: أبو زكريا يحفظ من العلوم ما لو كلفنا حفظ شيء منها لعجزنا عنه وما أعلم أني رأيت مثله. ترجمته في "الأنساب"(9/ 388) معجم ياقوت (20/ 34)، "السير"(15/ 533)"شذرات"(2/ 369).

• أمية بن بسطام، أبو بكر، البصري (م 231 هـ) صدوق، من العشضرة. (خ. م. س).

• يزيد بن زريع البصري، أبو معاوية (م 182 هـ) ثقة، ثبت، من الثامنة (ع).

• روح بن القاسم التميمي العنبري، أبوغياث (م 141 هـ) ثقة، حافظ من السادسة. (خ، م، د، س، ق).

(3)

سقط من (ن) والمطبوعة.

ص: 273

ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على ربهم عز وجل". رواه مسلم في الصحيح

(1)

عن أمية بن بسطام.

[125]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه، حدثنا عبد اللّه بن محمد بن الليث، حدثنا إسحاق بن منصور، أخبرنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ بن جبل رديفه على الرحل فقال:"يا معاذ قال: لبيك يا رسول اللّه وسعديك! قال: ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار قال: يا رسول الله أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: إذًا يتكلوا قال: وأخبر بها معاذ عند موته تأثما". رواه مسلم في الصحيح

(2)

عن إسحاق بن منصور.

[126]

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي ببغداد، حدثنا أبو عمرو

(1)

في الإيمان (1/ 52) وقد مر برقم (4، 5) في هذا الكتاب. وقد تابع ابن علية يزيد بن زريع أخرجه الذهبي بسنده في "السير"(16/ 56).

[125]

إسناده: فيه من لم أعرفه، والحديث صحيح لمجيئه من طرق أخرى صحيحة.

• أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه. لم أجد له ترجة.

• عبد الله بن محمد بن الليث. لم أعثر له على ترجمة.

• إسحاق بن منصور بن بهرام، الكوسج، أبويعقوب التميمي، المروزي (م 251 هـ). ثقة، ثبت، من الحادية عشرة. (خ م ت س ق).

• معاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، البصري (م 200 هـ)، صدوق، ربما وهم. من التاسعة. (ع).

• وأبوه هشام الدستوائي. ثقة، ثبت. من كبار السابعة، توفي سنة (154 هـ)(ع).

(2)

في الإيمان (1/ 61). وأخرجه البخاري في العلم عن إسحاق بن إبراهيم عن معاذ به (1/ 41)، وأخرجه أحمد في "مسنده" من طريق همام عن قتادة عن أنس عن معاذ به (5/ 230). وأخرجه ابن منده في كتاب الإيمان و عن محمد بن يعقوب قال: حدثنا أبو عمرو أحمد بن المبارك قال: حدثنا إسحاق بن منصور

فذكره (1/ 234)، واللالكائي في "شرح السنة"(2/ 840 - 841 رقم 1564).

[126]

إسناده: لا بأس به.

• أبو الحسن، علي بن عبد الله بن إبراهيم، الهاشمي، العباسي، العيسوي (م 415 هـ)، الإمام، العلامة، القاضي، الصدوق، قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. ترجمته في "تاريخ بغداد"(12/ 8 - 9)، "السير"(17/ 321 - 322)، "شذرات"(3/ 203). =

ص: 274

عثمان بن أحمد بن السماك، حدثنا عبد الله بن روح المدائني، حدثنا عثمان بن عمر بن فارس، حدثنا شعبة، عن قتادة قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يحدث عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا من قلبه وأن محمدا رسول الله دخل الجنة".

[127]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس بن يعقوب، حدثنا أبو قلابة "ح"

=. أبو عمرو، عثمان بن أحمد بن عبد الله، البغدادي، ابن السماك (م 344 هـ). المحدث، المكثر، الصادق، وثقه الدارقطني. وقال الخطيب: كان ابن السماك ثقة، ثبتا. ترجمته في "تاريخ بغداد"(11/ 352 - 303)، "السير"(15/ 444)، "الميزان"(3/ 31)، "شذرات"(2/ 366)، "الأنساب"(7/ 204).

• عبد الله بن روح المدائني، أبو محمد عبدوس (م 277 هـ). قال الدارقطني: ليس به بأس. ترجمته في "تاريخ بغداد"(9/ 454 - 455)، "السير"(13/ 5)، "لسان الميزان"(3/ 286).

• عثمان بن عمر بن فارس العبدي (م 209 هـ). ثقة. قيل: كان يحيى بن سعيد لا يرضاه. من التاسعة (ع) والحديث صحيح وقد روي من طرق عن شعبة. وقد مر برقم (7) وانظر هناك الكلام عليه.

[127]

إسناده: ليس بالقوي.

• أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف، البغدادي (م 350 هـ) الحافظ، العلامة. القاضي، وهو تلميذ أبي جعفر الطبري. قال الخطيب: كان من العلماء بالاحكام، وعلوم القرآن، والنحو، والشعر والتواريخ. وله في ذلك مصنفات. قال الدارقطني: كان متساهلاً. ربما حدث من حفظه بماليس في كتابه. وأهلكه العجب. كان يختار لنفسه، ولا يقلد أحدا. ترجمته- في "تاريخ بغداد"(4/ 357 - 359)، "معجم ياقوت"(4/ 102 - 108)، "أنباه الرواة"(1/ 67)، "السير"(15/ 544 - 546)، "الوافي"(7/ 298)، "لسان الميزان"(1/ 249)، "شذرات"(3/ 2).

• أبو قلابة هو الرياشي، عبد الملك بن محمد، وقد مر.

• قريش بن أنس الانصاري (م 208 هـ) من رجال الصحيحين إلا أنه اختلط. قال الحافظ ابن حجر: سماع المتاخرين عنه بعد اختلاطه مثل ابن أبي العوام، وأبي قلابة.

• حبيب بن الشهيد الازدي، أبو محمد البصري (م 145 هـ) ثقة، ثبت. من الخامسة (ع).

• حميد بن هلال العدوي، أبو نصر البصري ثقة، عالم توقف فيه ابن سيرين لدخوله عمل السلطان. من الثالثة (ع).

• هصان بن كاهل- ويقال كاهن (بالنون) - العدوي مقبول من الثالثة. (سي، ق).

• عبد الرحمن بن سمرة بن جيب بن عبد شمس، أبو سعيد (م 50 هـ أو بعدها) صحابي، من مسلمة الفتح، افتتح سجستان، ثم سكن البصرة ومات بها. والحديث بهذا السند ليس بصحيح لأنه من رواية المختلط عن المختلط- أبو قلابة عن قريش- وقال ابن المديني: =

ص: 275

وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي،

حدثنا عبد الملك بن محمد يعني أباقلابة، حدثنا قريش بن أنس، حدثنا حبيب بن

الشهيد، عن حميد بن هلال، عن هصان بن كاهل، عن عبد الرحمن بن سمرة، عن

معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من مات يشهد أن لا اله إلا اللّه وأني رسول الله يرجع ذلك الى قلب موقن دخل الجنة".

[128]

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي، حدثنا قريش بن أنس

فذكره بإسناده نحوه. غير أنه قال: عن عبد الرحمن بن سمرة، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

[129]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن

= رواه رجل مجهول من بني عدي يقال له هصان لم يرو عنه إلا حميد بن هلال. فهصان عنده مجهول (تهذيب التهذيب 11/ 64) وعليه مدار الحديث وقد وثق. وأما الذين دونه فقد توبعوا: فأخرجه أحمد عن ابن أبي عدي عن حبيب بن الشهيد بنحوه (5/ 229) وأخرجه أحمد (5/ 229) والحميدي في "مسنده"(1/ 182 رقم 370) والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1136 - 1137) وابن ماجه (2/ 1247 رقم 3796) من طريق يونس بن عبيد عن حميد بن هلال به. كما رواه أحمد وابن حبان (31 موارد) والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1138) من طريق الحجاج بن الصواف عن حميد به. وروي من وجوه أخر. راجع "عمل اليوم والليلة"(1132 - 1134).

[128]

إسناده: فيه أيضا هصان.

• إبراهيم بن عبد الله بن يزيد السعدي، أبو إسحاق، التميمي النيسابوري (م 267 هـ) محدث كبير، أديب، كثير الرحلة. ثقة ترجمته في "السير"(13/ 44)، "الوافي"(6/ 29).

[129]

إسناده: ضعيف.

• أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن عمير بن عطارد، أبو عمر، التميمي العطاردي، الكوفي

(م 272 هـ) قال ابن عدي: رأيت أهل العراق مجمعين على ضعفه. ثم قال: ولا يعرف له حديث منكر رواه، وإنما ضعفوه على أنه لم يلق من يحدث عنهم. ومال الذهبي إلى توثيقه. وقال ابن حجر في "التقريب": ضعيف، وساعه للسيرة صحيح. وراجع "الكامل" لابن عدي (1/ 194)، "تاريخ بغداد"(4/ 262 - 265)، "الميزان"(1/ 112)، "السير"(13/ 55 - 57)، "الوافي"(7/ 15)، "شذرات"(2/ 162).

• وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي (بضم الراء، وهمزة ثم مهملة)، أبو سفيان الكوفي (م 197 هـ) ثقة، حافظ، عابد. من الأئمة الأعلام. من كبار التاسعة (ع).

• المسعودى هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، الكوفي المسعودي (م 160 أو 165 هـ) =

ص: 276

يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا وكيع، عن المسعودي قال: أنباني أبو عمر الدمشقي (عن)

(1)

عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر:"قال: قلت: يا رسول الله كم المرسلون؟ قال: ثلاثمائة وبضعة عشر جما غفيرا. قال: قلت أدم نبي كان؟ قال: نعم نبي مكلم".

[130]

(قال)

(2)

: وحدثنا وكيع، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن ثابت، عن أبي

= صدوق، اختلط قبل موته. فمن سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط. من السابعة (خت-4).

• أبو عمر الدمشقي، وقيل: أبو عمرو قال الدارقطني: متروك. وقال ابن حجر في "التقريب": ضعيف، من السادسة (س).

• عبيد بن الخشخاش (بمعجمات، وقيل: بمهملات) لين. من الثالثة (س).

(1)

سقط من (ن) والمطبوعة. والحديث أخرجه أحمد في "مسنده"(5/ 178 - 179) عن وكيع، وعن يزيد عن المسعودي به. ورواه البزار والطبراني في "الأوسط" بنحوه في سياق أطول. وقال الهيثمي: وعند النسائي طرف منه. وفيه المسعودي، وهو ثقة ولكنه اختلط (مجمع الزوائد 1/ 159 - 160) ورواه ابن حبان من طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني عن أبيه عن جده عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر بنحوه في سياق طويل. وقال أبو حاتم وغيره في إبراهيم بن هشام أنه كذاب. راجع "موارد الظمأن"(ص 52 رقم 94)، "والميزان" (1/ 72 - 73) وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 79) ونقده الذهبي بقوله:"إبراهيم بن هشام أحد المتروكين الذين مشاهم ابن حبان فلم يصب". (الميزان 4/ 378) وساق ابن كثير في "تفسيره"(1/ 585 - 586) هذا الحديث من رواية ابن مردويه. وقال: وقد روى هذا الحديث بطوله الحافظ أبو حاتم بن حبان البستي في كتابه "الأنواع والتقاسيم" وقد وسمه بالصحة، وخالفه أبو الفرج. بن الجوزي فذكر هذا الحديث في كتابه الموضوعات واتهم به إبراهيم بن هشام هذا ولا شك أنه قد تكلم فيه غير واحد من أئمة الجرح والتعديل من أجل هذا الحديث والله أعلم.

[130]

هذا الحديث بنفس سند الحديث الذي قبله إلى وكيع. وهو ضعيف كالذي قبله، موسى بن عبيدة الربذي، قال أحمد: لا يكتب حديثه وضعفه النسائي وغيره، وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال ابن عدي: الضعف على رواياته بين. راجع "الكامل"(6/ 2333 - 2336)، "الميزان" (4/ 213) ومحمد بن ثابت مجهول من السادسة. قال الذهبي: ما روى عنه إلا موسى. والحديث أخرجه القاضي إسماعيل بن إسحاق الجهضمي في "فضل الصلاة على النبي"(رقم 45) من طريق عمر بن هارون عن موسى بن عبيدة به. وقال الألباني: إسناده واه جدا، عمر بن هارون هو البلخي، متروك وشيخه موسى بن عبيدة مثله أو أقل منه ضعفا. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" من طريق أبي عاصم عن موسى به. ولكن شيخ الخطيب- وهو أبو عبد الله الحسن بن محمد بن أحمد التميمي المؤدب - ضعيف. قال فيه الخطيب ليس بمحل الحجة. (تاريغ بغداد 8/ 105). ورواه الخطيب من حديث أنس بسند فيه مجهول (7/ 380 - 381).

(2)

سقط من (ن) والمطبوعة.

ص: 277

هريرة قال قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "صلوا على أنبياء الله ورسله فإن الله بعثهم كما بعثني".

[131]

وروى يحيى بن سعيد السعدي البصري وهو ضعيف، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير الليثي، عن أبي ذر رضي الله عنه: "اقال: قلت:

[131] إسناده: ضعيف،

• أبو الحسن علي بن الفضل بن إدريس السامرى، الستوري (م 343 هـ) قال الذهبي: له نسخة عن الحسن بن عرفة عالية، تفرد في زمانه بها، ما علمته روى سواها. وقال الخطيب: سمعت العتيقي يوثقه. وقال: ما سمعت شيوخنا يذكرونه إلا بجميل.

• الحسن بن عرفة بن يزيد، أبو علي العبدي، البغدادي المؤدب (م 257 هـ) المحدث، الثقة، مسند وقته. عمر طويلا، كتب عنه خمس طبقات. إليه انتهى علو الإسناد. انظر ترجمته في "تاريخ بغداد"(7/ 394 - 396)، "طبقات الحنابلة"(1/ 140 - 141)، "السير"(11/ 547 - 551)، "شذرات"(2/ 136).

• يحيى بن سعيد السعدي، وقيل السعيدي. يقال إنه كوفي وقيل إنه بصري. قال العقيلي: لا يتابع على حديثه وليس بمشهور بالنقل (الضعفاء 4/ 404) وقال ابن حبان: يروي المقلوبات والملزقات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. (المجروحين 3/ 95).

• عطاء بن أبي رباح (بفتح الراء وتخفيف الموحدة) المكي (م 114 هـ) ثقة، فقيه، فاضل. لكنه كثير الإرسال. من الثالثة (ع).

• عبيد بن عمير بن قتادة الليثي، أبو عاصم المكي. ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو من كبار التابعن. مجمع على ثقته. مات فبل ابن عمر (ع) والحديث عند الحاكم في "المستدرك" وأشار الذهبي إلى ضعف السعدي (2/ 597) وهو أخرجه المؤلف بنفس السند في "السنن "(9/ 4)، وذكره ابن عدي في ترجمة السعدي من "الكامل"(7/ 2699). وقال يحيى بن سعيد يعرف بهذا الحديث. كما أشار إليه ابن حبان في "كتاب المجروحين"(3/ 95 - 96) وقال، ليس هذا من حديث ابن جريج، ولا عطاء، ولا عبيد بن عمير. وأشبه ما فيه رواية أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر. وقال ابن عدي: ليس له من الطرق إلا من رواية إبي إدريس الخولاني والقاسم بن محمد عن أبي ذر. والثالث حديث ابن جريج. وهذا أنكر الروايات. (قلت): مرت الإشارة إلى حديث أبي إدريس الخولاني في التعليق على الحديث رقم (127) ولعله الحديث الذي أشار إليه المؤلف بقوله: "وروي ذلك من وجه أخر غير قوي عن أبى ذر". أما حديث القاسم فلم أجده. وقد روي مثله عن أبىِ أمامة أخرجه أحمد (5/ 265) والطبراني في "الكبير"(8/ 258 رقم 7871) من طريق معان بن رفاعة عن علي ابن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة به، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 159، 3/ 115) ومداره على علي بن يزيد وهو ضعيف. وقال ابن كثير في "تفسيره"(1/ 586) بعد أن ذكره برواية ابن أبي حاتم: معان بن رفاعة السلامي ضعيف وعلي بن يزيد ضعيف، والقاسم أبو عبد الرحمن ضعيف أيضا. وراجع "اليزان"(4/ 134، 3/ 161، 373) لهؤلاء الرواة الثلاثة. راجع "تاريخ بغداد"(12/ 48)، "السير"(15/ 442)، "شذرات"(2/ 365).

ص: 278

يا رسول اللّه كم النبيون؟ قال: مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي. قال: قلت كلم المرسلون منهم؟ قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر".

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو الحسن علي بن الفضل السامري ببغداد، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا يحيى بن سعيد السعدي البصري فذكره. وروي ذلك من وجه آخر غير قوي، عن أبي ذر.

[132]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو زكريا العنبري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عمرو بن محمد، حدثنا إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله عز وجل:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا} قال: كان الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة: نوح وصالح وهود ولوط وشعيب وإبراهيم و إسماعيل إسحاق ويعقوب ومحمد صلى الله عليه وسلم ولم يكن من الأنبياء من له اسمان إلا إسرائيل وعيسى فإسرائيل يعقوب وعيسى المسيح. قال: البيهقي رحمه الله تعالى

(1)

: والإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم يتضمن الإيمان له وهو قبول ما جاء به من عند اللّه عنه والعزم على العمل به لأن تصديقه في أنه رسول الله التزام لطاعته وهو راجع إلى الإيمان بالله والإيمان له لأنه من

(2)

تصديق الرسل وفي طاعة الرسول طاعة المرسل، لأنه بأمره أطاعه.

[132] إسناده: صحيح.

• محمد بن عبد السلام بن بشار النيسابوري، الوراق الزاهد (م 286 هـ) وسقط اسمه ميت السند في المطبوعة. سمع الكتب من يحيى بن يحيى التميمي النيسابوري، والتفسير من إسحاق، وكان ينسخ التفسير ويتقوت. انظر "السير"(13/ 460)، "التذكرة"(2/ 649).

• إسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه الإمام.

• عمرو بن محمد العنقزي (بفتح المهملة والقاف بينهما نون ساكنة) أبو سعيد الكوفي (م 199 هـ) ثقة. من التاسعة. (م-4) والحديث في المستدرك و بنفس السند وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي (2/ 373 - 374) وأخرجه الطبراني في "الكبير" من وجهان عن إسرائيل به (11/ 276 رقم 11723) وقال الهيثمي: رجاله ثقات (مجمع الزوائد 8/ 211).

(1)

في (ن) والمطبوعة "قال الإمام أحمد" وكلام المؤلف هنا مأخوذ من كلام الحليمي في "المنهاج"(1/ 238).

(2)

وفي (ن) والمطبوعة "لأن في تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم تصديقا للمرسلين وفي طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم طاعة المرسل".

ص: 279

قال الله تعالى

(1)

: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} .

قال

(2)

: والنبوة اسم مشتق من النبأ وهو الخبر إلا أن المراد به في هذا الموضع خبر خاص وهو الذي يكرم الله عز وجل به أحدا من عباده فيميزه عن غيره بإلقائه إليه ويوقفه به على شريعته بما فيها من أمر ونهي ووعظ وإرشاد ووعد ووعيد، فتكون النبوة على هذا الخبر والمعرفة بالمخبرات الموصوفة. والنبي

(3)

صلى الله عليه وسلم هو المخبر بها فإن انضاف إلى هذا التوقيف أمر بتبليغه الناس ودعائهم إليه كان نبيا رسولا وإن ألقي إليه ليعمل به في خاصته ولم يؤمر بتبليغه والدعاء إليه كان نبيا ولم يكن رسولا فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا.

قال: وقد

(4)

أرشد اللّه تعالى إلى أعلام النبوة في القرآن كما أرشد إلى آيات الحدث الدالة على الخالق والخلق فقال عز اسمه

(5)

: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} وقال

(6)

: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} وقال

(7)

: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} .

فأخبر (تعالى)

(8)

أنه بعث الرسل لقطع حجة العباد وقيل في ذلك وجوه:

أحدها: أن الحجة التي قطعت على العباد هي أن لا

(9)

يقولوا إن الله جل ثناؤه إن كان خلقنا لنعبده فقد كان ينبغي أن يبين لنا العبادة التي يريدها منا ويرضاها لنا ما هي؟ وكيف هي؟ فإنه وإن كان في عقولنا الاستجداء

(10)

له والشكر على نعمه التي

(1)

سورة النساء (4/ 80) وفي (ن) والمطبوعة "قال عز وجل".

(2)

أي البيهقي- المؤلف- وهو كلام الحليمي في كتابه.

(3)

في (ن) والمطبوعة "فالنبي".

(4)

راجع "المنهاج"(1/ 255 - 256).

(5)

سورة الحديد (57/ 25).

(6)

النساء (4/ 165).

(7)

طه (20/ 134).

(8)

زيادة من (ن).

(9)

في الأصل "أن يقولوا".

(10)

كذا في الأصل وهو موافق و جاء في (المنهاج". وفي (ن) والمطبوعة "أن نسجد له"،

والاستجداء: طلب المنفعة.

ص: 280

أنعمها علينا فلم يكن فيها أن التذلل والعبودية منا بماذا ينبغي أن يكون وعلى أي

(1)

وجه ينبغي أن يظهر

(2)

فقطعت حجتهم بان أمروا ونهوا وشرعت لهم الشرائع ونهجت لهم المناهج فعرفوا ما يراد منهم وزالت الشبهة عنهم.

والآخر: أن الحجة التي قطعت هي ألا يقولوا إنا ركبنا تركيب سهو

(3)

وغفلة وسلط علينا الهوى

(4)

ووضعت فينا الشهوات

(5)

فلو أمدنا بمن إذا سهونا

(6)

نبهنا واذا مال بنا الهوى إلى وجه قومنا و كان

(7)

منا إلا الطاعة ولكن لما خلينا ونفوسنا ووكلنا إليها وكانت أحوالنا ما ذكرنا غلبت الأهواء علينا ولم نملك قهرها وكانت المعاصي منا لذلك.

والثالث: أن الحجة التي قطعت هي ألا يقولوا قد كان في عقولنا حسن الإيمان والصدق

(8)

والعدل وشكر المنعم وقبح الكذب والكفر والظلم، ولكن لم يكن فيها أن من ترك الحسن إلى القبيح عذب بالنار خالدا مخلدا فيها (وأن من ترك القبيح إلى الحسن أثيب بالجنة خالدا مخلدا فيها)

(9)

لأنه إذا كان لا يدرك بالعقل أن لله جل جلاله خلقا هو الجنة أو خلقا هو النار الغائبة فكيف يدرك أن أحدهما معد

(10)

للعصاة

(11)

والآخر لأهل طاعة.

ولو علمنا أنا

(12)

نعذب على معاص وذنوب متناهية عذابا متناهيا أو غير متناه أو نثاب

(13)

على الطاعة

(14)

المتناهية ثوابا غير متناه و كان منا إلا الطاعة

(15)

. فقطع الله تبارك وتعالى هذه الحجج كلها ببعثة الرسل وبالله التوفيق.

(1)

في (ن) والمطبوعة "على الأوجه".

(2)

في (ن) والمطبوعة "أن يظهره".

(3)

كذا في الأصل. وفي (ن) والمطبوعة "شهوة".

(4)

وفي المطبوعة "الأهواء".

(5)

سقطت هذه الكلمة في الأصل.

(6)

في الأصل "سهينا".

(7)

وفي (ن) والمطبوعة "كانت".

(8)

في (ن) والمطبوعة "التصديق".

(9)

العبارة بين المعقوفتن ساقطة من (ن) والمطبوعة.

(10)

في (ن) والمطبوعة "معدا".

(11)

في الأصل "المعاصي" ولعله "لأهل المعاصي" سقط منه "لأهل". والله أعلم.

(12)

في (ن) والمطبوعة "بان".

(13)

في المطبوعة "يثاب".

(14)

في (ن) والمطبوعة "بالطاعة".

(15)

وبعده في "المنهاج": "ولم يكن منا بحال معصيته".

ص: 281

ثم إن الحليمي رحمه الله تعالى احتج

(1)

في صحة بعث الرسل بما عرف من بروج الكواكب وعددها وسيرها، ثم بما في الأرض مما يكون قوتا وما يكون دواء لداء

(2)

بعينه وما يكون سما وما يختص بدفع ضرر السم وما يختص بجر الكسر وغير ذلك من المنافع والمضار التي لا تدرب إلا بخبر. ثم بوجود الكلام من الناس فإن من ولد أصم لم ينطق أبدا ومن سمع

(3)

لغة ونشأ عليها تكلم بها، فبان بهذا أن أصل الكلام سمع وأن أول من تكلم من البشر تكلم عن تعليم ووحي، كما قال الله عز وجل

(4)

: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} وقال تعالى

(5)

: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ. عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} ثم إن كل رسول أرسله الله تعالى إلى قوم فلم يخله من أية أيده بها وحجة آتاها إياه، وجعل تلك الآية مخالفة للعادات إذ كان ما يريد الرسول إثباته بها من رسالة الله عز وجل

(6)

أمرا خارجا عن العادات ليستدل لاقتران

(7)

تلك الآية بدعواه أنه رسول الله.

وبسط الحليمي رحمه الله تعالى الكلام في ذلك إلى أن قال

(8)

: والكذب على الله تعالى (والافتراء)

(9)

عليه بدعوى الرسالة من عنده من أعظم الجنايات، فلا يليق بحكمة الله تعالى أن يظهر على من تعاطى ذلك آية ناقضة للعادات فيفتتن العباد به وقد نزل

(10)

الله تعالى من هذا الصنع

(11)

نصا في كتابه فقال يعني نبيه صلى الله عليه وسلم

(12)

: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ. لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ}

(13)

. قال: وكل آية آتاها الله رسولا فإنه يقرر بها عند الرسول أولا أنه رسول حقا ثم عند غيره، وقد يجوز أن يخصه

(14)

بان يعلم بها نبوة نفسه ثم يجعل له

(1)

راجع "النهاج"(1/ 256 - 260).

(2)

في (ن) والمطبوعة "دواء الداء".

(3)

في الأصل "لم يسمع".

(4)

سورة البقرة (2/ 31).

(5)

سورة الرحمن (55/ 3 - 4).

(6)

زيادة من الأصل.

(7)

كذا في الأصل. وفي (ن) والمطبوعة "باقتران".

(8)

"المنهاج"(1/ 260).

(9)

زيادة من الأصل.

(10)

في (ن) و المطبوعة "بين"

(11)

في (ن) والمطبوعة "الصنيع".

(12)

زيادة من الأصل.

(13)

سورة الحاقة (69/ 44 - 46).

(14)

في (ن) والمطبوعة "يحضه بها".

ص: 282

على قومه دلالة سواها. ومعجزات

(1)

الرسل

(2)

كانت أصنافا كثيرة وقد أخبر الله عز وجل أنه أعطى موسى عليه السلام

(3)

تسع آيات بينات: العصا، واليد، والدم، والطو فان، والجراد، والقمل، والضفادع، والطمس، والبحر.

فأما العصا فكانت حجته على الملحدين والسحرة جميعا، وكان السحر في ذلك الوقت فاشيا فلما انقلبت

(4)

عصاه حية تسعى وتلقفت حبال السحرة وعصيهم علموا أن حركتها عن حية

(5)

حادثة فيها حقيقة

(6)

وليست

(7)

من جنس ما يتخيل بالحيل فجمع ذلك الدلالة على الصانع وعلى نبوته جميعا.

وأما سائر الآيات التي لم يحتج إليها مع

(8)

السحرة فكانت دلالات على فرعون وقومه القائلين

(9)

بالدهر، فأظهر الله تعالى بها صحة ما أخبرهم به موسى (عليه أفضل الصلاة والسلام)

(10)

من أن له ولهم ربا وخالقا، وألان الله عز وجل الحديد لداود وسخر له الجبال والطير فكانت تسبح معه بالعلشي والإشراق.

وأقدر الله

(11)

عيسى بن مريم (عليه أفضل الصلاة والسلام)

(12)

على الكلام في المهد فكان يتكلم فيه كلام الحكماء وكان يحيى له الموتى ويبرئ بدعائه أو بيده إذا مسح الأكمه والأبرص، وجعل له أن يجعل من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، ثم إنه رفعه من بين اليهود لما أرادوا قتله وصلبه فعصمه الله تعالى بذلك

(13)

(1)

الكلام من هنا إلى قوله

و "عجزهم عن الإتيان بمثله" في ص (252) نقله في "دلائل النبوة" أيضا (1/ 7 - 16).

(2)

في (ن)"الرسول".

(3)

ليس في الأصل.

(4)

في المطبوعة "انفلتت".

(5)

كذا في اوصل. وفي (ن) والمطبوعة "حياة" وكذا في الدلائل.

(6)

في (ن) والمطبوعة "بالحقيقه".

(7)

في (ن) والمطبوعة "ليس".

(8)

سقط من الأصل.

(9)

سقط من الأصل.

(10)

العبارة بين القوسين ليست في الأصل.

(11)

لفظة الجلالة ليست في الأصل والمطبوعة.

(12)

العبارة بين المعقوفتن ليست في الأصل.

(13)

زيادة من الأصل.

ص: 283

من أن يخلص ألم القتل. والصلب إلى بدنه وكان الطب عاما غالبا في زمانه فأظهر الله تعالى بما أجراه على يده

(1)

وعجز الحذاق من الأطباء عما هو

(2)

أقل من ذلك بدرجات كثيرة من أن التعويل على الطبائع وإمكان ما خرج عنها باطل، وأن للعالم خالقا ومدبرا ودل بإظهار ذلك له وبدعائه على صدقه وبالله التوفيق.

وأما المصطفى

(3)

نبينا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين صلوات الله عليهم وعليه وعلى آله الطيبن (وصحبه أجمعين)

(4)

فإنه

(5)

أكثر الرسل آيات وبينات، وذكر بعض أهل العلم أن أعلام نبوته تبلغ ألفا، فأما العلم الذي اقترن بدعوته ولم يزل يتزايد أيام حياته ودام في أمته بعد وفاته فهو القرآن المعجز المبين الذي هو كما وصفه به من أنزله فقال

(6)

: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ. لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} وقال تعالى

(7)

: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ. فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ. لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ. تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وقال

(8)

: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ. فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} وقال

(9)

: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} وقال

(10)

: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وقال

(11)

: {إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ. فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ. فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ. مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ. بِأَيْدِي سَفَرَةٍ. كِرَامٍ بَرَرَةٍ} وقال

(12)

: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ

(1)

وبعده في المنهاج: "من زوال الداء العظيم دفعة واحدة بدعائه، وحدوث جارحة لم تكن أصلا، ورجوع الحياة إلى البدن الميت، وعجز الحذاق

"

(2)

في الأصل "على ما يقل من ذلك".

(3)

راجع المنهاج (1/ 263 وما بعدها) وكلمة "المصطفى" سقطت من الأصل.

(4)

ليس في الاصل.

(5)

في (ن)"فإن أكثر الرسل اتباعا وأيات بينات".

(6)

سورة حم السجدة (41/ 41 - 42).

(7)

سورة الواقعة (56/ 77 - 80).

(8)

سورة البروج (85/ 21 - 22).

(9)

سورة ال عمران (3/ 62).

(10)

سورة الأنعام (6/ 155).

(11)

سورة عبس (80/ 11 - 16).

(12)

سورة الإسراء (17/ 88).

ص: 284

بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)} فأبان جل ثناؤه أنه أنزله على وصف مباين لأوصاف كلام البشر لأنه منظوم وليس بمنثور ونظمه ليس نظم

(1)

الرسائل ولا نظم الخطب ولا نظم الأشعار ولا هو كأسجاع الكهان وأعلمه أن أحدا لا يستطيع يأتي بمثله ثم أمره أن يتحداهم على الإتيان بمثله إن ادعوا أنهم يقدرون عليه

(2)

أو ظنوه فقال لَعالى

(3)

: {فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ} ثم نقصهم تسعا فقال

(4)

: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} فكان

(5)

ما يقصه من الأمر غير أن من قبل ذلك دلالة وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان غير مدفوع عند الموافق والمخالف عن الحصافة والمتانة وقوة العقل

(6)

والرأي ومن كان بهذه المنزلة وكان مع ذلك قد انتصب لدعوة الناس إلى دينه لم يعجز بوجه من الوجوه أن يقول للناس: أن ائتوا بسورة من مثل ما جئتكم به من القرآن ولن تستطيعوه. إن أتيتم به فانا كاذب وهو يعلم من نفسه أن القرآن لم ينزل عليه ولا يأمن أن يكون في قومه من يعارضه وإن ذلك

(7)

إن كان بطلت دعواه فهذا إلى أن نذكر ما بعده دليل قاطع على أنه لم يقل للعرب أن ائتوا بمثله إن استطعتموه ولن تستطيعوه إلا وهو واثق متحقق أنهم لا يستطيعونه

(8)

ولا يجوز أن يكون هذا اليقن وقع له إلا من قبل ربه الذي أوحى إليه به فوثق بخبره. وبالله التوفيق.

وأما ما

(9)

بعد هذا فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم: ائتوا بسورة من مثله إن كنتم صادقين فطالت المهلة والنظرة لهم في ذلك وتواترت الوقائع والحروب بينه وبينهم فقتلت صناديدهم وسبيت ذراريهم ونساؤهم، وانتهبت أموالهم، ولم يتعرض أحد لمعارضته فلو قدروا عليها لافتدوا بها أنفسهم وأولادهم وأهاليهم وأموالهم ولكان الأمر في ذلك قريبا سهلا عليهم إذ كانوا أهل لسان وفصاحة وشعر وخطابة، فلما لم

(1)

في (ن) والمطبوعة "بنظم".

(2)

في الأصل "به".

(3)

سورة هود (11/ 13).

(4)

سورة البقرة (2/ 23).

(5)

كذا في الأصل، و"دلائل النبوة". وفي (ن) والمطبوعة"فكان من الأمر ما يقصه".

(6)

في (ن) والمطبوعة "النقل".

(7)

في الأصل "وإن".

(8)

في (ن) والمطبوعة "لا يستطيعون".

(9)

في (ن) والمطبوعة "أما بعد هذا".

ص: 285

يأتوا بذلك ولا ادعوه صح أنهم كانوا عاجزين عنه وفي ظهور عجزهم بيان أنه في العجز مثلهم إذ كان بشرا مثلهم لسانه لسانهم وعادته عادتهم وطباعه طباعهم وزمانه زمانهم واذا كان كذلك وقد جاء بالقرآن فوجب القطع

(1)

أنه من عند اللّه تعالى جده لا من عنده وبالله التوفيق.

فإن ذكروا سجع مسيلمة فكل ما جاء به مسيلمة لا يعدو أن يكون بعضه محاكاة وسوقة وبعضه كأساجيع الكهان وأراجيز العرب وكان

(2)

النبى صلى الله عليه وسلم يقول ماهو أحسن لفظا وأقوم معنى وأبين فائدة ثم لم تقل له العرب ها أنت تتحدانا على الإتيان بمثل القرآن وتزعم أن الإنس والجن لو اجتمعوا على أن ياتوا بمثله لم يقدروا عليه ثم قد جئت بمثله مفترى إنه ليس من عند اللّه وذلك قوله

(3)

:

أنا النبي لا كذب

أنا ابن عبد المطلب

وقوله

(4)

:

تالله لولا الله ما اهتدينا

ولاتصدقناولاصلينا

فأنزلن سكينة علينا

وثبت الأقدام إن لاقينا

وقوله

(5)

:

إن العيش عيش الآخره

فارحم الأنصار والمهاجرة

(1)

في (ن) و المطبوعة "بأنه"

(2)

في (ن) رالمطبوعة "وقد كان".

(3)

أخرجه البخاري في الجهاد (3/ 218، 220، 233، 4/ 28) وفي المغازي (5/ 99)، ومسلم في الجهاد (2/ 1400 - 1401)، والترمذي في الجهاد (4/ 200) وأحمد في "مسنده"(4/ 281، 289، 354) وابن سعد في- "طبقاته"(1/ 24 - 25) من حديث البراء بن عازب.

(4)

أخرجه البخاري في الجهاد (3/ 213)، وفي المغازي (5/ 47، 72)، وفي القدر (7/ 216)، ومسلم في الجهاد (2/ 1428 - 1431)، والدارمي (ص 617)، وابن سعد في "طبقاته"(2/ 70 - 71) من حديث البراء.

(5)

أخرجه البخاري في الجهاد (3/ 212، 4/ 8)، وفي مناقب الأنصار (4/ 225، 258)، وفي المغازي (5/ 45)، وفي الرقاق (7/ 170).

ومسلم في الجهاد (2/ 1431 - 1432)، والترمذي في المناقب (5/ 694)، وابن ماجه في =

ص: 286

وقوله

(1)

: "تعس عبد الدينار والدرهم وعبد الخميصة إن أعطي منها رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكسو (وإن شيك)

(2)

فلا انتقش"

(3)

فلم يدع أحد من العرب أن شيئا من هذا يشبه القرآن وأن فيه كثيرا كقوله.

وحكى الأستاذ أبو منصور الأشعري

(4)

رحمه اللّه تعالى فيما كتب إلي عن بعض أصحابنا أنه قال: يجوز أن يكون هذا النظم قد كان فيما بينهم فعجزوا عنه عند التحدي فصار معجزة لأن إخراج ما في العادة عن العادة نقض للعادة كما أن إدخال ما ليس في العادة في الفعل نقض للعادة. وبسط الكلام في شرحه.

وأيهما كان فقد ظهرت بذلك معجزته واعترفت العرب بقصورهم عنه وعجزهم عن الإتيان بمثله.

[133]

حدثنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن علي الصنعاني بمكة، حدثنا

= المساجد (1/ 245 رقم 742) وأحمد في "مسنده"(3/ 118، 172، 180، 216، 276)، والنسائي في فضائل الصحابة (رقم 209 - 213) من حديث أنس. كما أخرجه الترمذي (5/ 693) وأحمد (5/ 332) والنسائي في فضائل الصحابة (رقم 207) من حديث سهل بن سعد.

(1)

أخرجه البخاري في الجهاد (3/ 223) من حديث أبي هريرة. وأخرجه في الرقاق ببعضه (7/ 175). وهو عند ابن ماجه مختصرا (2/ 1386 رقم 4135، 4136). وأخرجه أبوالشيخ في "الأمثال"(رقم 116) بنحوه وانظر بقية التخريج هناك.

(2)

سقط من (ن) والمطبوعة.

(3)

في المطبوعة "فلا انتفس"(غريب الحديث)"تعس": دعاء عليه بالهلاك والخسران. "الخميصة": هي ثوب خز أو صوف معلم. ومعنى كونه عبدا لهذه الأشياء أنه يهتم بتحصيلها ويقضي على أوقاته في كيفية الحصول عليها، ولا يهتم بامور الآخرة. "انتكس ": انقلب على رأسه. وهو دعاء عليه بالخيبة. "و اذا شيك فلا انتقش": أي إذا شاكته شوكة فلا يقدر على انتقاشها والخلاص منها.

(4)

هو محمد بن الحسن بن أبي أيوب، الأستاذ، حجة الدين، المتكلم النيسابوري (م 421 هـ) إمام باهر ذكي. صاحب البيان والحجة والنظر الصحيح، أنظر من كان في عصره على مذهب الأشعري. تلمذ لا بن فورك، وكان فقيراً، نزهاً، قانعًا، مصنفاً. راجع "السير"(17/ 573)، "الوافي"(3/ 10)، "طبقات السبكي" (3/ 62) وفي "الطبقات" و "الوافي":"محمد بن الحسين".

[133]

إسناده: صحيح رجاله ثقات غير شيخ الحاكم وهو:

• أبو عبد اللّه محمد بن علي الصنعاني، لم أجد له ترجمة، ويكثر عنه الحاكم =

ص: 287

إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب السختياني، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأن رق له فبلغ ذلك أباجهل فذكر ما جرى بينهما إلى أن قال الوليد: "والله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني ولا أعلم برجزه ولا بقصيدته مني ولا بأشعار الجن والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا والله إن لقوله الذى يقول حلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه

(1)

مغدق أسفله وإنه ليعلو وما يعلى وإنه ليحطم ما تحته" وذكر الحديث.

قال البيهقي

(2)

رحمه الله تعالى: هكذا حدثناه موصولا. ورواه حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة مرسلا

(3)

، وذكر الآية التي قرأها:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ}

(4)

الآية.

وروينا من وجه آخر

(5)

عن ابن عباس أتم من ذلك حين اجتمع الوليد بن المغيرة

=. إسحاق بن إبراهيم هو الدبري، أبويعقوب الصنعاني (م 285 هـ) راوية عبد الرزاق، سمع تصانيفه منه في سنة 210 هـ باعتناء أبيه به، وكان حدثَا، فإن مولده في سنة 195 هـ، وسماعه صحيح. قال الدارقطني: صدوق، ما رأيت فيه خلافا. ترجمته في "السير"(3/ 416 - 418)، "الميزان"(1/ 181 - 182)، "الكامل" لابن عدي (1/ 338)، "الأنساب"(5/ 304)، "الوافي"(8/ 394)، "شذرات"(2/ 190).

• عبد الرزاق بن همام بن نافع، أبو بكر الصنعاني (م 211 هـ) ثقة، حافظ، مصنف، صاحب "المصنفط و "التفسير". وكان يتشيع، عمي في أخر عمره فتغير. من التاسعة (ع). وراجع "السير" لمراجع ترجمته (9/ 563) والحديث أخرجه المؤلف في "دلائل النبوة" بنفس السند (2/ 198 - 199) وهو في "المستدرك" للحاكم (2/ 506 - 507) وقال الحاكم: صحيح الإسناد وأقره الذهبي. وانظر القصة في "السيرة النبوية" لابن هشام (1/ 270) ونقلها ابن كثير في "تاريخه" (3/ 60 - 61) برواية البيهقي.

(1)

في (ن) والمطبوعة "وإنه لينمو أعلاه ويقذف أسفله".

(2)

في (ن) والمطبوعة "الإمام أحمد".

(3)

وأخرجه الطبري بسند أخر عن عكرمة (29/ 156) ونسبه السيوطي في "الدر المنثور"(8/ 330) إلى أبي نعيم في "الحلية" وعبد الرزاق وابن المنذر.

(4)

سورة الخل (16/ 90).

(5)

سيسوق المؤلف إسناده في أخر الحديث. وقد أخرجه في "دلائل النبوة"(2/ 199 - 201) ونقله عنه ابن كثير في "تاريخه"(3/ 61) وراجع "السيرة النبوية" لابن هشام (1/ 270).

ص: 288

ونفر من قريش وقد حضر الموسم ليجتمعوا على رأي واحد فيما يقولون في محمد صلى الله عليه وسلم لوفود العرب فقالوا: فأنت يا أباعبد شمس فقل وأقم لنا رأيا نقوم به فقال: بل أنتم فقولوا أسمع. فقالوا: نقول كاهن. فقال: ما هو بكاهن لقد رأيت الكهان فما هو بزمزمة الكاهن وسحره. فقالوا: نقول مجنون

(1)

. فقال: ما هو بمجنون ولقد رأينا

(2)

الجنون وعرفناه فماهو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته. فقالوا: نقول شاعر. قال: ما هو بشاعر ولقد عرفنا الشعر برجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر. قالوا: فنقول هو ساحر. قال: فما هو بساحر لقد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثه ولا عقده. فقالوا: فماتقول

(3)

يا أباعبد شمس؟ قال: والله إن لقوله لحلاوة وإن أصله لمغدق

(4)

وإن فرعه لجنى

(5)

فما أنتم بقائلن من هذا شيئاً إلا عرف أنه باطل وإن أقرب القول أن تقولوا ساحر يفرق بين المرء وبين أبيه وبين المرء وبين أخيه وبن المرء وبين زوجته

(6)

وبين المرء وبين عشيرته. فتفرقوا عنه بذلك فأنزل الله عز وجل في الوليد بن المغيرة: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا

}

(7)

إلى قوله {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ} .

[134]

أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق

(8)

، حدثني محمد (بن أبي محمد)

(9)

،

(1)

في (ن) والمطبوعة "هو مجنون".

(2)

في المطبوعة "رأيت".

(3)

في (ن) لي المطبوعة "ما تقول".

(4)

كذا في النسخ. وأغدقت الأرض: أخصبت وفي السيرة النبوية "لعذق" والعذق: النخلة.

(5)

الجني: ما يجتنى من الشجر من الثمر. والجني: الرطب.

(6)

في (ن) والمطبوعة "زوجه".

(7)

سورة المدثر (74/ 11 - 26).

[134]

إسناده: ضعيف.

• أحمد بن عبد الجبار، ضعيف.

• يونس بن بكير بن واصل الشيباني، أبو بكر، الجمال، الكرفي (م 199 هـ) صدوق، يخطئ. من التاسعة (خت م د ت ق).

• محمد هو ابن أبي محمد الأنصاري، مولى زيد بن ثابت، مدني، مجهول. من السادسة. تفرد عنه ابن إسحاق. (د).

(8)

في (ن) والمطبوعة "أبي إسحاق".

(9)

زيادة من الأصل.

ص: 289

عن سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الوليد بن المغيرة اجتمع ونفر من قريش

فذكره.

وقد ذكرناه في كتاب "دلائل انبوة"

(1)

في الجزء الثامن منه مع سائر ما وود عن النضر بن الحارث وعتبة بن ربيعة

(2)

وغيرهما فيما قالوا عند سماع القرآن واعترفوا به من أنهم لم يسمعوا مثله.

وفي القرآن

(3)

وجهان آخران من الإعجاز:

أحدهما: ما فيه من الخبر عن الغيب وذلك في قوله عز وجل

(4)

: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} . وقوله

(5)

: {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ} وقوله في الروو

(6)

: {وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ} . وغير ذلك من وعده إياه بالفتوح في زمانه وبعده ثم كان كما أخبر، ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم النجوم ولا الكهانة ولا يجالس أهلها.

والآخر ما فيه من الخبر عن قصص

(7)

الأولين من غير خلاف ادعي عليه فيما وقع الخبر عنه من كان من أهل تلك الكتب.

ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يقرأ كتابا ولا يخطه ولا يجالس أهل الكتاب للأخذ عنهم.

وحين زعم بعضهم أنه يعلمه بشر رد الله تعالى ذلك عليه فقال

(8)

: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} .

(1)

راجع هذه الأحاديث فيه (2/ 201 - 207).

(2)

في المطبوعة "عتبة بن المغيرة".

(3)

ذكره المؤلف في "الدلائل" أيضا (1/ 17).

(4)

سورة التوبة (9/ 33)، وسورة الصف (61/ 9).

(5)

سورة النور (24/ 55).

(6)

سورة الروم (30/ 3 - 4).

(7)

في (ن) والطبوعة "القصص".

(8)

سورة النحل (16/ 103).

ص: 290

[135]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في التفسير، أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا أدم بن أبي إياس، حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: قالت قريش إنما يعلم محمدا عبد لابن الحضرمي رومي وكان صاحب كتب يقول الله عز وجل: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ} أي يتكلم بالرومية {وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} .

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في "كتاب المستدرك"

(1)

فقالط: عن مجاهد، عن ابن عباس

[136]

وبهذا الإسناد حدثنا ورقاء، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن مسلم

[135] إسناده: ضعيف.

• عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن محمد، أبو القاسم، الأسدي، الهمذاني (م 352 هـ) قال صالح بن أحمد الحافظ: ضعيف، ادعى الرواية عن ابن ديزيل فذهب علمه. وقال القاسم ابن أبي صالح: يكذب. ترجمته في "تاريخ بغداد"(10/ 392 - 394)، "الميزان"(2/ 556)، "السير"(16/ 15)، "لسان الميزان"، (3/ 411).

• إبراهيم بن الحسين بن علي، أبو إسحاق، الهمذاني، الكسائي، ويعرف بابن ديزيل (م 281 هـ) الإمام، الحافظ، الثقة، العابد. سمع بالحرمين ومصر، والشام، والعراق والجبال، وجمع فاوعى. كان يصوم يوما ويفطر يوما. قال الذهبي: إليه المنتهى في الإتقان. راجع ترجمته في "التذكرة"(2/ 608 - 610)، "السير"(13/ 184 - 191)، "الوافي"(5/ 346)، "شذرات"(2/ 177).

• آدم بن أبي إياس- عبد الرحمن - العسقلاني، أبو الحسن (م 221 هـ) ثقة، عابد. من التاسعة (خ د س ت).

• ورقاء بن عمرو اليشكري، أبو بشر الكوفي، نزيل الدائن. صدوق، في حديثه عن منصور لين. من السابعة (ع).

• ابن أبي نجيح هو عبد الله، أبويسار، الكي، (م 131 هـ أو بعدها) ثقة، رمي بالقدر، وربما دلس. من السادسة. وهو من أخص الناس بمجاهد. (ع).

(1)

في "كتاب التفسير"(357/ 2) وصححه ووافقه الذهبي.

[136]

سنده: ضعيف لأجل أحمد بن عبد الجبار.

• حصين بن عبد الرحمن السلمي، أبوالهذيل الكوفي (م 136 هـ) ثقة، تغير حفظه في الآخر.

من الخامسة (ع).

• عبيد الله بن مسلم الحضرمي. ذكره ابن حجر في "الإصابة"(2/ 439) في ترجمة عبيد بن مسلم الأسدي. وذكر أن هذا الحديث أخرجه البغوي من طريق ابن فضيل عن حصين =

ص: 291

ابن الحضرمي قال: كان لنا غلامان نصرانيان من أهل عين التمر

(1)

ويسمى أحدهما يسار

(2)

والآخر جبر وكانا صيقلين

(3)

وكانا يقرآن كتابا لهما فربما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام عليهما فقال المشركون: إنما يتعلم محمد صلى الله عليه وسلم منهما فأنزل الله عز وجل هذه الآية.

وزعم الكلبي فيما روى عن أبي صالح

(4)

عن ابن عباس

(5)

رضي الله عنهما أنهما كانا أسلما فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ياتيهما فيحدثهما ويعلمهما وكانا يقرآن كتابيهما بالعبرانية.

قال البيهقي

(6)

رحمه الله: ومن تعلق بمثل هذا الضعيف لم يسكت عن شيء يتهمه به فدل على أنهم لو اتهموه بشيء مما نفيناه عنه لذكروه ولم يسكتوا عنه وبالله التوفيق.

وبسط الحليمي

(7)

رحمه الله تعالى كلامه في الإشارة إلى ما في كتاب الله تعالى من أنواع العلوم وما في ذلك من الإعجاز.

ثم إن له

(8)

صلى الله عليه وسلم وراء القرآن من الآيات الباهرة إجابة الشجرة إياه

(9)

لما دعاها

= عنه. وبنفس الطريق أخرجه الواحدي في "أسباب النزول"(287) والطبري في "تفسيره" مختصرا، كما أخرجه من طريق هشيم عن حصين به (14/ 178) وراجع "السيرة النبوية" لابن هشام (1/ 393).

(1)

وفي (ن) والمطبوعة "عين النمير" وهو خطأ. وعين التمر بلدة قريبة من الأنبار، غرب الكوفة.

(2)

وفي (ن)"سيار".

(3)

الصيقل: صانع السيوف.

(4)

في المطبوعة "أبي صائغ".

(5)

وأخرج الطبري من طريق مجاهد عن ابن عباس قال، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم قينا بمكة، وكان أعجمي اللسان، وكان اسمه بلعام، فكان المشركون يرون رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يدخل عليه، وحين يخرج من عنده فقالوا إنا يعلمه بلعام. فأنزل الله هذه الآية (14/ 177) وفي سنده ضعف.

(6)

في (ن) والمطبوعةو "الإمام أحمد".

(7)

راجع "المنهاج"(1/ 272 - 275).

(8)

هذا الكلام مذكور "دلائل النبوة"(1/ 19).

(9)

أخرج المؤلف في "دلائل النبوة"(6/ 7 - 8) عن جابر قال: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا واديا أفيح، فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته، واتبعته بإداوة من ماء. فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ير شيئا يستتر به، وإذا بشجرتين بشاطئ الوادي. فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إحداهما فاخذ بغصن من أغصانها فقال: انقادي علي بإذن الله تعالى. فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده، حتى أتى الشجرة الأخرى فاخذ بغصن من أغصانها فقال: انقادي علي بإذن الله! فانقادت معه كذلك، حتى إذا كان بالمنصف فيما بينهما لأم بينهما- يعني جمعهما- فقال التئما =

ص: 292

وتكلم الذراع

(1)

المسمومة إياه وازدياد الطعام

(2)

لأجله حتى أصاب

(3)

منه ناس كثير

(4)

وخروج

(5)

الماء من بين أصابعه في الخضب حتى توضأ منه ناس كثير وحنين

(6)

الجذع وظهور صدقه

(7)

في مغيبات كثيرة أخبر عنها وغيى هذه كما قد ذكر ودون، وفي الواحد منها كفاية غير أن الله جل ثناؤه لما جمع له بين أمرين:

أحدهما: بعثه إلى الجن والإنس عامة.

= علي بإذن الله، فالتاما. في حديث طويل. وأخرجه مسلم في وصحيحه، في الزهد (3/ 2356 - 2309) والدارمي في المقدمة من "سننه"(ص 10) وذكر المؤلف روايات أخرى في "الدلائل"(6/ 7 - 10).

(1)

في المطبوعة "تكليم". ذكر ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 285 - 288) حديثا طويلا في هذه القصة من رواية محمد بن السري التمار في "جزئه " من حديث ابن عباس. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا نشك في وضعه. فما أجهل واضعه! وما أرك لفظه وأبرده! ولولا أني أتهم به غلام خليل (أحد الرواة) فإنه عامي كذاب لقلت إن واضعه قصد شين الإسلام بهذا الحديث. وفي إسناده محمد بن جابر (اليمامي) قال يحيى بن معين: ليس بشيء وقال أحمد بن حنبل: لا يحدث عنه إلا من هو شر منه وما كان مثل ذلك يبلغ به الجهل إلى وضع مثل هذا. وما هو إلا من عمل غلام خليل. وأقر السيوطي بوضعه. راجع "اللالئ المصنوعة"(1/ 269 - 271).

(2)

في هذا الباب أحاديث كثيرة ذكرها المؤلف في "الدلائل"(6/ 83 - 104) أشهرها قصة أبي طلحة الأنصاري الذي زاره رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن عنده إلا شيء قليل من الطعام ولكن أكل منه حوالي ثمانين رجلا وشبعوا ببركة النبي صلى الله عليه وسلم. راجع القصة أيضا في البخاري في المناقب (4/ 171) وفي الإيمان والنذور (7/ 231) وفي الفضائل عند مسلم (2/ 1612) والمناقب عند الترمذي (5/ 595 - 596).

(3)

في (ن) والمطبوعة "أجاب".

(4)

في (ن) والمطبوعة "عظيم".

(5)

عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بالزوراء فدعا بقدح ماء، فوضع كفه في الماء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه، وأطراف أصابعه حتى توضأ القوم. الحديث أخرجه البخاري في المناقب (4/ 168) ومسلم في الفضائل (2/ 1783) والترمذي في المناقب (5/ 596) وفي الباب أحاديث أخرى راجعها في "لأدلائل النبوة "(1/ 124 - 128، 6/ 11).

(6)

عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع، فلما وضع المنبر حن إليه حتى أتاه فمسحه، فسكن. ذكره المؤلف في "الدلائل" بسنده (6/ 66 - 67) وأخرجه البخاري في المناقب (4/ 173). وانظر في "الدلائل" روايات أخرى في هذا الباب.

(7)

راجع الروايات في ذلك في "الدلائل" للمؤلف (6/ 312) وما بعدها.

ص: 293

والآخر: ختمه النبوة به ظاهر له بين الحجج حتى إن شذت واحدة عن فريق بلغتهم أخرى وإن لم ينجع واحدة نجعت أخرى وإن درست على الأيام واحدة بقيت أخرى.

ولله في كل حال الحجة

(1)

البالغة وله الحمد على نظره لخلقه ورحمته إياهم كما يستحقه. وذكر الحليمي رحمه الله تعالى فصولا

(2)

في الكهنة ومسترقي السمع.

وقد ذكرنا في كتاب "دلائل النبوة" ما ورد في

(3)

ذلك من الأخبار وما وجد من الكهنة

(4)

والجن

(5)

في تصديق نبينا صلى الله عليه وسلم واشاراتهم على أوليائهم (من) الإنس بالإيمان به ولا يجوز على مؤمني الجن أن يحملوا أولياءهم على الكذب على الله أو على متابعة من يكذب على الله وعلى كفارهم أن يأمروا أولياءهم بالإيمان بمن كفروا به فدل على أن من آمن به منهم إنما هو لمعرفة وقعت له لصدقه لمن آمن به من الإنس وبالله التوفيق.

[137]

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا عبيد بن شريك، حدثنا يحيى هو ابن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب أنه قال: قال سعيد بن المسيب إن أبا هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "بعثت بجوامع الكلم ونصرت بالرعب وبينما أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي".

قال أبوهريرة: فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتثلونها.

(1)

في الأصل "الحجج".

(2)

راجع "المنهاج"(1/ 276 - 294).

(3)

في (ن) والمطبوعة "من".

(4)

راجع "الدلائل"(2/ 243 - 254).

(5)

ايضا (2/ 225 - 233).

[137]

إسناده: صحيح.

• يحيى بن بكير هو يحيى بن عبد الله بن بكير، المخزومي مولاهم، المصري (م 231 هـ) ثقة، في الليث، وتكلموا في سماعه عن مالك. من كبار العاشرة (خ م ق) وفي الأصل "هو محمد ابن بكير" وهو خطأ.

ص: 294

قال ابن شهاب: وبلغني أن جوامع الكلم أن الله تعالى جمع

(1)

له الأمور الكبيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد والأمرين أو نحو ذلك. رواه البخاري في الصحيح

(2)

عن ابن بكير. وأخرجه مسلم

(3)

من حديث يونس، عن ابن شهاب.

[138]

أخبرنا أبو طاهر الفقيه

(4)

أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد آبادي، حدثنا أبو بكر عمر بن حفص السدوسي، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا جويرية بن بشير الهجيمي قال: سمعت الحسق قرأ يوما هذه الآية

(5)

: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ .. } إلى أخرها. ثم وقف فقال: إن الله عز وجل جمع لكم الخير كله والشر كله في آية واحدة فوالله ما ترك {الْعَدْلِ وَالأحْسَانِ} من طاعة اللّه شيئا إلا جمعه ولا ترك (الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} من معصية الله شيئا إلا جمعه.

(1)

في (ن) والأصل: "يجمع".

(2)

في الجهاد (4/ 12) وليس فيه تفسير الزهري. وأخرجه في التعبير عن سعيد بن عفير عن الليث به. وذكر تفسير الزهري (8/ 76)، كما أخرجه في الاعتصام مختصراً (8/ 138).

(3)

في المساجد من صحيحه (1/ 371 - 372)، كما أخرجه النسائي في الجهاد (6/ 3)، وأحمد في "مسنده"(2/ 264، 268، 455). وليس في هذه الروايات تفسير الزهري. وأخرج الحديث عبد الرزاق في "مصنفه"(11/ 99 رقم 20033) عن معمر عن الزهري به.

[138]

إسناده، حسن

• عمر بن حفص بن عمر بن يزيد السدوسي، أبو بكر (م 293 هـ)، ذكره الخطيب في "تاريخه" (11/ 216) وقال: كان ثقة. وفي (ن) والمطبوعة "أبو بكر بن عمر".

• عاصم بن علي بن صهيب الواسطي، أبو الحسن (م 221 هـ)، صدوق، ربما وهم. من التاسعة (و ت ق).

• جويرية بن بشير الهجيمي. قال ابن معين: ثقة. (الجرح والتعديل 2/ 531). والحديث ذكره السيوطي في "الدر النثور"(5/ 160) برواية المؤلف، ورجال إسناده ثقات.

(4)

سقط من (ن).

(5)

سورة النحل (16/ 90).

ص: 295

(3)

الثالث من شعب الإيمان "وهو باب في الإيمان بالملائكة"

والإيمان

(1)

بالملائكة ينتظم معاني: أحدها: التصديق بوجودهم. والآخر: إنزالهم منازلهم واثبات أنهم عباد الله وخلقه كالإنس والجن مأمورون مكلفون لا يقدرون إلا على ما قدرهم

(2)

الله تعالى عليه والموت عليهم

(3)

جائز ولكن الله تعالى جعل لهم أمدا بعيدا فلا يتوفاهم حتى يبلغوه ولا يوصفون بشيء يؤدي وصفهم به إلى إشراكهم بالله تعالى جده ولا يدعون آلهة كما ادعتهم الأوائل.

والثالث: الاعتراف بان منهم رسل

(4)

الله يرسلهم إلى من يشاء من البشر. وقد يجوز أن يرسل بعضهم إلى بعض ويتبع ذلك الاعتراف بان منهم حملة العرش، ومنهم الصافون، ومنهم خزنة الجنة، ومنهم خزنة النار، ومنهم كتبة الأعمال، ومنهم الذين يسوقون السحاب، وقد ورد القرآن بذلك كله أو بأكثره قال الله تعالى

(5)

في الإيمان بهم

(6)

خاصة: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ}

(7)

. وروينا

(8)

عن ابن عمر عن عمر

(9)

رضي الله عنهما

(10)

عن النبيَ صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الإيمان فقال: "أن تؤمن باللّه وملائكته وكتبه ورسله".

(1)

راجع "المنهاج" للحليمي (1/ 302).

(2)

في (ن) و المطبوعة "يقدرهم".

(3)

في (ن) والمطبوعة "والموت جائز عليهم".

(4)

كذا في (ن) والمطبوعة. وفي الأصل "رسلا".

(5)

وفي (ن) والمطبوعة "عز وجل".

(6)

وفي (ن)"به".

(7)

سورة البقرة (2/ 285).

(8)

وفي (ن) والمطبوعة "وروي" وقد مر الحديث برقم (19).

(9)

سقط من (ن) والمطبوعة.

(10)

زيادة من- (ن) والمطبوعة.

ص: 296

‌فصل "في معرفة الملائكة

"

قال الحليمي

(1)

رحمه الله تعالى: من الناس من ذهب إلى أن الأحياء العقلاء الناطقين فريقان إنس وجن

(2)

وكل واحد من الفريقين صنفان أخيار وأشرار فأخيار الإنس يدعون أبرارا ثم ينقسمون إلى رسل وغير رسل وأشرارهم يدعون فجارا ثم ينقسمون إلى كفار وغير كفار.

وأخيار الجن يسمون ملائكة ثم ينقسمون إلى رسل وغير رسل وأشرارهم يدعون شياطين ثم قد يستعار هذا الاسم لفجار الإنس تشبيها لهم بفجار الجن.

وقد يحتمل هذا التقسيم

(3)

وجها آخر وهو: أن الجن منهم سكان الأرض ومنهم سكان السماء فالذين هم سكان السماء يدعون الملأ الأعلى ويدعون الملائكة، والذين هم سكان الأرض هم الجن بالإطلاق وينقسمون إلى أخيار وفجار ومؤمنين

(4)

وكافرين.

و إنما قيل للملأ

(5)

الأعلى ملائكة لأنهم يستصلحون للرسالة التي تسمى ألوكا

(6)

. وأكثر الناس على أن الملك أصله مالك وأن ملأك مقلوب وأنه قيل لواحد الملائكة مالك بمعنى أنه موضع للرسالة بكونه مصطفى مختارا للسماء أن يسكنها إذ كانت الرسالة منها تأتي سكان الأرض.

ومن ذهب إلى هذا قال: أخبر الله عز وجل (أنه أمر)

(7)

الملائكة أن يسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس فلو لم يكن من الملائكة لم يكن لاستثنائه منهم معنى ثم قال في آية أخرى: {إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}

(8)

فأبان

(9)

أن

(1)

"المنهاج"(1/ 305 - 307).

(2)

كذا في (ن) والمطبوعة وهو موافق لما سيأتي. وفي الأصل "جان".

(3)

في (ن) والمطبوعة "التفسير".

(4)

وفي (ن)"وهو مبين".

(5)

وفي (ن)"بالملأ".

(6)

الألوك: الرسالة. وفي (ن) و الوحي، وفي الطبوعة "الولا".

(7)

سقطت العبارة بين المعقوفتين من (ن) والمطبوعة.

(8)

راجع الآية (50) من سورة الكهف (18).

(9)

في (ن) والمطبوعة "فإذا بان".

ص: 297

المأمورين بالسجود كانوا طبقة واحدة إلا أن إبليس لما عصى ولعن صار من الجن الذين يسكنون الأرض.

وأيضا فإن الله عز وجل أخبر عن الكفار الذين قالوا إن الملائكة

(1)

بنات الله فقال تعالى

(2)

: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} فدل ذلك على أن الملائكة من الجن وأن النسب الذي جعلوه بين اللّه تعالى وبين الجن

(3)

قولهم الملائكة بنات الله تعالى عما قالوا علوا كبيرا

(4)

.

وأيضا فإن الإنس هم الظاهرون والجن هم المجتنون والملائكة مختبئون

(5)

. وأيضا فإن الله تعالى لما

(6)

وصف الخلائق قال

(7)

: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ. وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَار} فلو كانت

(8)

الملائكة صنفا ثالثا لما كان يدع أشرف

(9)

الخلائق فلا يتمدح بالقدرة على خلقه.

قال

(10)

: ومن خالف هذا القول قال: إن سكان الأرض ينقسمون (إلى)

(11)

إنس وجن فأما من

(12)

خرج عن هذا الحد لم يلحقه اسم الإنس وإن كان مرئيا ولا اسم الجن و ان كان غير مرئي.

والذي يدل على أن الملائكة غير الجن أن الله عز وجل و أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أخبر الله عز وجل عن سبب مفارقته الملائكة فقال

(13)

: {إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} فلو كانوا

(14)

كلهم جنا لاشتركوا

(1)

كذا في (ن) والمطبوعة، وفي الأصل "قالواللملائكة بنات الله".

(2)

سورة الصافات (37/ 158).

(3)

وفي (ن)، "الجنة".

(4)

وفي (ن)، والمطبوعة "تعالى الله عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا".

(5)

كذا في الأصل، وفي المطبوعة "مجتنون" وغير واضح في (ن).

(6)

في (ن) والمطبوعة "صنف"

(7)

سورة الرحمن (55/ 14 - 15).

(8)

في المطبوعة "فلو كانت الملائكة".

(9)

في (ن) والمطبوعة "أشراف".

(10)

أي الحليمي في "المنهاج".

(11)

زيادة من الأصل.

(12)

في الأصل "ما".

(13)

سورة الكهف (18/ 50).

(14)

في (ن) والمطبوعة "كان"

ص: 298

في الامتناع عن السجود ولم يكن في أن إبليس كان من الجن ما يحمله على أن لا يسجد وفي هذا ما أبان أن الملائكة خير والجن خير وأنهما فريقان شتى وإنما دخل إبليس في الأمر الذي خوطبت به الملائكة لأن الله تعالى قد أذن له في مساكنة الملائكة ومجاورتهم بحسن عبادته وشدة اجتهاده فجرى في عدادهم، فلما أمرت الملائكة بالسجود لآدم دخل في الجملة الملك الأصلي والملحق بهم غير أن مفارقته الملائكة في أصل

(1)

جبلته حملته على مفارقتهم في الطاعة فلذلك قال اللّه عز وجل: {إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} وأما قول الله عز وجل

(2)

: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} فيحتمل أن ذلك تسميتهم الأصنام ألهة ودعواهم أنها

(3)

بنات الله عز وجل وتقربهم بعبادتها إلى الله عز وجل وذلك حين كان شياطين الجن يدخلون أجوافها

(4)

ويكلمونهم منها فكانوا ينسبون ذلك الكلام إلى الله عز وجل فقال الله تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} (الأنهم يسمون الأصنام لمكان تكليم الجنة إياهم من أجوافها آلهة وادعوا أَنها بنات اللّه فأثبتوا بين الله تعالى وبن الجنة نسبا)

(5)

جهلا منهم.

[139]

قال البيهقي

(6)

رحمه اللّه تعالى: وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في تفسير هذه الآية أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا آدم، حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله تعالى:{وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} قال: قال

(7)

كفار قريش الملائكة بنات اللّه تعالى فقال لهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه

(8)

: فمن أمهاتهم؟ فقالوا بنات سروات الجن فقال الله عز وجل: (وَلَقَدْ عَلِمَتِ

(1)

في (ن)"في أصله حمله" وفي المطبوعة "في أصله جملة".

(2)

سورة الصافات (37/ 158).

(3)

في الأصل "أنهم".

(4)

في الأصل "أجوافهم".

(5)

العبارة بين القوسين ساقطة في الأصل.

[139]

إسناده: ضعيف.

(6)

في (ن) والمطبوعة "الإمام أحمد"

(7)

في (ن) والمطبوعة "قالت".

(8)

زيادة من (ن) والمطبوعة.

ص: 299

الجنَّةُ إنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ}

(1)

يقول: إنها ستحضر الحساب قال: والجنة هي الملائكة.

وروينا عن قتادة

(2)

أنه قال: جعلوا الملائكة بنات الله من الجن وكذب أعداء الله.

وعن أبي عمران الجوني قال: قالت اليهود إن الله صاهر الجن فخرجت الملائكة.

وروينا عن الكلبي

(3)

أنه قال: يقول: ذلك لقولهم الملائكة بنات الله يقول الله عز وجل: {وَلَقَدْ عَلِمَتِ الجنَّةُ انَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} محضرون النار الذين قالوا الملائكة بنات الله.

قال: ويقال نزلت هذه الآية في الزنادقة وذلك أنهم قالوا خلق الله الناس والدواب والأنعام فقال إبليس لأخلقن خلقا أضرهم (به)

(4)

فخلق الحيات والعقارب والسباع فذلك قوله تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} قالوا هو إبليس أخزاه

(5)

اللّه، تعالى (الله)

(6)

عما يشركون.

[140]

أخبرناه أبو عبد الرحمن الدهان أخبرنا الحسين بن محمد بن هارون أخبرنا أحمد بن محمد بن نصر، حدثنا يوسف بن بلال، حدثنا محمد بن مروان عن الكلبي فذكره.

قال الحليمي

(7)

رحمه الله تعالى: وأما قول الله عز وجل

(8)

: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ. وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} فإنما هو بيان ما ركبه من خلق

(1)

سورة الصافات (37/ 158). والأثر أخرجهْ الطبري في "تفسيره"(23/ 108) وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(7/ 133) وعزاه للمؤلف وابن المنذر وابن أبي حاتم.

(2)

روى الطبري في "تفسيره" عنه أنه قال: قالت اليهود إن الله تبارك وتعالى تزوج إلى الجن فخرج منهما الملائكة. قال: سبحانه، نفسه (23/ 108). وذكره السيوطي في "الدر المنثور) (5/ 624) ونسبه لابن المنذر وابربم حاتم.

(3)

راجع "تفسير ابن الجوزي"(7/ 91).

(4)

زيادة يقتضيها السياق.

(5)

في (ن) والمطبوعة "لعنه".

(6)

زيادة من (ن) والمطبوعة

[140]

إسناده: ضعيف.

• أبو عبد الرحمن الدهان هو محمد بن عبد الرحمن بن محبوب. مرت ترجمته.

(7)

"المنهاج"(1/ 307 - 308).

(8)

سورة الرحمن (55/ 14 - 15).

ص: 300

متقدم

(1)

فلم تدخل الملائكة في ذلك لأنهم مخترعون قال الله عز وجل لهم "كونوا" فكانوا كما قال للأصل الذي منه خلق الجن والأصل الذي خلق منه الإنس هو التراب والماء والنار والهواء: "كن" فكان فكانت الملائكة في الاختراع

(2)

كأصول الجن والإنس لا كأعيانهم فلذلك لم يذكروا معهم. (والله

(3)

أعلم).

قال البيهقي

(4)

رحمه الله تعالى: وأبين من هذا كله في أن الملائكة صنف غير الجن حديث عائشة رضي الله عنها

(5)

وذلك فيما:

[141]

أخبرنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي أخبرنا أبو حامد بن الشرقي، حدثنا محمد بن يحيى وأبو الأزهر وحمدان السلمي، قالوا حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها

(6)

قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق أدم مما وصف لكم". رواه مسلم

(7)

عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق وفي

(1)

في (ن) والمطبوعة "من خلق مقدم ولم تدخل".

(2)

في (ن) والمطبوعة "في اختراعهم".

(3)

زيادة من الأصل.

(4)

في (ن) والمطبوعة "الإمام أحمد".

(5)

زيادة من (ن) والمطبوعة.

[141]

إسناده: صحيح.

• أبو حامد بن الشرقي هو أحمد بن محمد بن الحسن النيسابوري (م 325 هـ)، الإمام، العلامة، الثقة، حافظ خراسان، وتلميذ مسلم بن الحجاج، قال الحاكم: هو واحد عصره حفظًا وإتقانًا ومعرفة. وقال الخليلي: هو إمام وقته بلا مدافعة. انظر ترجمته في "تاريخ بغداد"(4/ 246 - 247)، "الأنساب"(7/ 45)، "التذكرة"(3/ 821 - 823)، "السير"(15/ 37 - 40)، "الوافي"(7/ 379)، "شذرات"(2/ 306).

• أبوالأزهر، أحمد بن الأزهر بن منيع، العبدي، النيسابوري (م 263 هـ)، الحافظ، الثقة، الثبت، محدث خراسان في زمانه. قالي الذهبي: هو ثقة بلا تردد، غاية ما نقموا عليه ذاك الحديث في فضل علي رضي الله عنه، ولا ذنب له فيه. انظر ترجمته في "تاريخ بغداد"(39/ 4 - 40)"السير"(12/ 363 - 369)، "الميزان"(1/ 82)، "شذرات"(12/ 46 - 147).

(6)

زيادة من (ن) والمطبوعة.

(7)

في الزهد من "صحيحه"(3/ 2294). كما أخرجه أحمد في "مسنده"(6/ 168) وابن منده في كتاب "التوحيد"(208) من طريق أحمد بن يوسف السلمي، والسهمي في "تاريخ جرجان" =

ص: 301

فصله بينهما

(1)

في الذكر دليل على أنه أراد نورا

(2)

آخر غير نور النار والله تعالى أعلم.

[142]

أخبرنا أبو طاهر الفقيه أخبرنا أبو بكر القطان، حدثنا إبراهيم بن الحارث البغدادي، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثا زهير بن محمد، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن صالح مولى التوءمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:"إن من الملائكة قبيلة يقال لها الجن وكان إبليس منها وكان يسوس ما بين السماء والأرض فسخط الله عليه فمسخه شيطانا رجيما".

= (103) من طريق أحمد بن منصور الرمادي كلهم عن عبد الرزاق به. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(11/ 425). وأخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات" بنفس الإسناد (489).

وقال الألباني: صحيح. (الصحيحة 459).

(1)

في (ن) و المطبوعة "بينها".

(2)

في (ن) والمطبوعة "من نور أخر".

[142]

إسناده: حسن.

• أبو بكر القطان هو محمد بن الحسين بن الحسن النيسابوري. وقد مر.

• إبراهيم بن الحارث بن إسماعيل، أبو إسحاق البغدادي (م 265 هـ)، الحافظ، الثقة، روى عنه البخاري. ترجمته في "تاريخ بغداد"(6/ 54 - 56)، "السير"(13/ 23)، "الوافي"(5/ 342)، "تهذيب التهذيب"(1/ 112).

• يحيى بن أبي بكير، اسمه نسر (بفتح النون وسكون المهملة) الكرماني (م 208 أو 209 هـ) ثقة، من التاسعة (ع).

• زهير بن محمد التميمي، أبو المنذر الخراساني (م 162 هـ) سكن الشام ثم الحجاز. رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها. قال البخاري عن أحمد: كان زهير الذي يروي عنه الشاميون آخر، وقال أبو حاتم: حدث بالشام منا حفظه فكثر غلطه. من السابعة (ع).

• شريك بن عبد الله بن أبي نمر، أبو عبد الله المدني، توفي في حدود (140 هـ). صدوق، يخطئ، من الخامسة (خ م د س ق). وفي الأصل شريك عن أبيه، وهو خطأ.

• صالح مولى التوءمة هو صالح بن، نبهان، المدني (م 125 أو 126 هـ)، صدوق اختلط بآخرة. قال ابن عدي: لا بأس برواية القدماء عنه كابن أبي ذئب وابن جريج. من الرابعة. وقد أخطأ من زعم أن البخاري أخرج له (د ت ق). والحديث أخرجه الطبري في "تفسيره" و من طريق شريك بن عبد الله (1/ 226) ومن طريق ابن جريج عن صالح به (15/ 260)، وسنده لا بأس به. ونسبه السيوطي في "الدرالمنثور"(5/ 401) لابن المنذر وأبي الشيخ في "العظمة"، والمؤلف.

ص: 302

قال البيهقي

(1)

رحمه الله تعالى: فهذا إن ثبت دل

(2)

على مفارقة هذه

(3)

القبيلة غيرهم من الملائكة في التسمية وزعم مقاتل بن سليمان

(4)

أن

(5)

خلق إبليس وخلق هؤلاء وقع من نار السموم ومن مارج من نار وهم كانوا خزان

(6)

الجنة رأسهم إبليس وكانوا أهل السماء

(7)

الدنيا فهبطوا إلى الأرض حين اقتتلت

(8)

الجن الذين كانوا سكان الأرض وهم الذين أوحى اللّه عز وجل إليهم: {إنِّي جَاعِلٌ فيِ الْأَرْضِ خَلِيفَةَ}

(9)

.

وزعم الكلبي: أنهم كانوا خزان الجنان

(10)

يقال لذلك الجنة (الجن)

(11)

اشتق لهم اسم من الجنة وكان مع إبليس أقاليد الجنان وخلقه من مارج من نار وهي نار لا دخان لها فاقتتل الجن

(12)

بنو الجان فيما بينهم فبعث الله تعالى إبليس من السماء (الدنيا)

(13)

في جند من الملائكة فهبطوا إلى الأرض وأخرجوا الجن بني الجان منها وألحقوهم بجزائر البحر

(14)

وسكنوا الأرض وهم الذين قال الله عز وجل لهم: {إِنَّي جَاعِلٌ في الْأَرضِ خَلِيفَةَ} هو. ولم يعن به الملائكة الذين في السماء.

قال البيهقي

(15)

رحمه الله تعالى: (فعلى)

(16)

هذا يحتمل إن كان خلق هؤلاء أيضا وقع من مارج من نار أن يكونوا إنما يسمون الجن و ذكره الكلبي أو لموافقتهم الجن في

(1)

في (ن) والمطبوعة "الإمام أحمد".

(2)

في (ن) والمطبوعة "يدل".

(3)

في (ن) والمطبوعة "هؤلاء".

(4)

مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي، الخراساني، أبو الحسن البلخي (م 150 هـ)، مفسر، كذبوه، وهجروه. رمي بالتجسيم. من السابعة. قال ابن المبارك: ما أحسن تفسيره لو كان ثقة! وقال الذهبي: أجمعوا على تركه. ترجمته في "الجرح والتعديل"(8/ 354 - 355)، "وفيات ابن خلكان"(5/ 255 - 257)"الميزان"(4/ 173 - 175)، "السير"(7/ 201 - 202)، "طبقات الداودي"(2/ 330).

(5)

في (ن) والمطبوعة "إنه".

(6)

في (ن)"أخزان".

(7)

في الأصل "سماء الدنيا".

(8)

في (ن) والمطبوعة "اقتتل".

(9)

سورة البقرة (2/ 30).

(10)

في المطبوعة "الجن".

(11)

سقطت من الأصل.

(12)

في (ن) والمطبوعة "الجان".

(13)

زيادة من (ن) والمطبوعة.

(14)

في (ن) والمطبوعة "البحور".

(15)

في (ن) والمطبوعة "الإمام أحمد".

(16)

زيادة من (ن) والمطبوعة.

ص: 303

أصل الخلقة وخلق غيرهم من الملائكة (وقع من نور كما روينا من حديث عائشة وقوله: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} يحتمل أن يكون المراد به هذه القبيلة التي يقال لها الجن دون غيرهم من الملائكة)

(1)

.

قال الحليمي

(2)

رحمه الله تعالى: ومما يدل على مفارقة الجن الملائكة أن الله عز وجل أخبر أنه يسأل الملائكة يوم القيامة، عن المشركين فيقول لهم:{أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ}

(3)

فيقول الملائكة: {أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ}

(4)

فثبت بهذا أن الملائكة غير الجن.

فقال البيهقى

(5)

رحمه الله: ويحتمل أن يكون هذا التبري من الملأ الأعلى الذين كانوا لا يسمون

(6)

جنا والله أعلم.

[143]

أخبرنا أبو الحسن بن بشران أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن عبد الله الأصم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "إن ناركم هذه (التي توقدون)

(7)

لجزء

(8)

من سبعين جزءا من (نار)

(9)

جهنم وإن السموم الحار

(10)

التي خلق الله تعالى منها الجان لجزء من سبعلىين (جزءا من نار)

(11)

جهنم".

(1)

العبارة بين القوسن ساقطة من الأصل.

(2)

"المنهاج"(1/ 308).

(3)

سورة سبأ (34/ 40).

(4)

سورة سبأ (34/ 41).

(5)

في (ن) والمطبوعة "الشيخ".

(6)

في الأصل "يسمون".

[143]

إسناد.: فيه من لم أعرف حاله.

• أبو إسحاق هو السبيعى، ثقة.

• عمرو بن عبد الله الأصم. ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً (3/ 242). واسمه غير واضح في الأصل وفي (ن) والمطبوعة "عمرو بن عاصم" والتصحيح من "المستدرك" و"تفسير ابن كثير". والحديث نسبه ابن كثير في "تفسيره"(2/ 550) والسيوطي في "الدرالمنثور"(5/ 78) إلى أبي داود الطيالسي ولم أجده في مسنده، وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" من طريق الطيالسي (14/ 30). وأخرج الحاكم الجملة الأخيرة منه من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق. وصححه ووافقه الذهبي (2/ 474).

ونسبه السيوطي أيضاً إلى المؤلف، والفريابي، والطبراني، وابن أبي حاتم.

(7)

زيادة في الأصل.

(8)

في (ن) والمطبوعة "جزء".

(9)

سقطت من الأصل.

(10)

وفي (ن) والمطبوعة"سموم الجان".

(11)

سقط من الأصل.

ص: 304

[144]

أخبرنا أبو الحسن بن بشران، أخبرنا أبو عمرو بن السماك، حدثنا حنبل بن إسحاق، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عباد، عن سفيان بن حسين، عن يعلى بن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:"كان اسم إبليس عزازيل وكان من أشراف الملائكة من ذوي الأربعة الأجنحة ثم أبلس بعد".

[145]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: حدثنا أبو العباس بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان ابليس من خزان الجنة وكان يدبر أمر السماء

(1)

الدنيا".

[144] إسناده: رجاله موثقون.

• حنبل بن إسحاق بن حنبل، أبو علي الشيباني، ابن عم الإمام أحمد (م 273 هـ)، كان ثقة. ثبتا. قال الذهبي: له مسائل كثيرة عن أحمد، ويتفرد ويغرب. راجع "تاريخ بغداد"(8/ 286 - 287)، "طبقات الحنابلة"(1/ 143 - 145)، "السير"(13/ 51 - 53)، "التذكرة"(2/ 600 - 601)، "شذرات"(2/ 163 - 164).

• سعيد بن سليمان، الضبي أبو عثمان الواسطي، الملقب بسعدويه (م 225 هـ). ثقة، حافظ، من كبار العاشرة (ع).

• عباد بن العوام بن عمر، الكلابي مولاهم، أبوسهل الواسطي (م 185 هـ أو بعدها)، ثقة، من الثامنة (ع).

• سفيان بن حسين بن حسن، أبو محمد، أو أبو الحسن الواسطي. ثقة في غير الزهري باتفاقهم. من السابعة (م-4).

• يعلى بن مسلم بن هرمز المكي. أصله من البصرة، ثقة، من السادسة. (خ، م، د، ت، س) والخبر أخرجه ابن كثير في "تفسيره" من رواية أبي حاتم (1/ 77). ونسبه السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 123) إلى ابن أبي الدنيا في "مكايد الشيطان" وابن الأنباري في "كتاب الأضداد" والمؤلف.

[145]

إسناده: ضعيف.

• حبيب بن أبي ثابت- قيس ويقال هند- بن دينار الأسدي مولاهم، أبو يحيى الكوفي (م 119 هـ)، ثقة، فقيه، جليل، وكان كثير الإرسال والتدليس. من الثالثة (ع). وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 124) ونسبه للمؤلف ووكيع وابن المنذر. وفي إسناده أحمد ابن عبد الجبار العطاردي وقد ضعف. وراجع "تفسير الطبري"(1/ 224 - 225).

(1)

في الأصل "سماء الدنيا".

ص: 305

[146]

أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ومحمد بن موسى قالا: حدثنا أبو العباس الأصم، حدثنا السري بن يحيى، حدثنا عثمان بن زفر، حدثنا يعقوب القمي، عن جعفر، عن سعيد بن جبير في قوله:{كَانَ مِنَ الْجِنَّ} و

(1)

قال: كان من الجنانين الذين يعملون في الجنة.

قال الحليمي

(2)

رحمه الله تعالى: ثم إن الملائكة يسمون روحانيين- بضم الراء- وسمى الله عز وجل جبريل عليه السلام "الروح الأمين"

(3)

"وروح القدس"

(4)

وقال

(5)

: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا} .

فقيل

(6)

: إن المراد به جبريل عليه السلام وقيل: إنه ملك عظيم سوى جريل يقوم وحده صفا والملائكة صفا. ومن قال هذا قال: الروح جوهر وقد يجوز أن يؤلفْ اللّه عز وجل أرواحا فيجسمها ويخلق خلقا ناطقا عاقلا. وقد يجوز أن يكون أجسام الملائكة على ما هي عليه اليوم مخترعة كما اخترع عيسى وناقة صالح عليهما السلام

(7)

.

[146] إسناده: لا بأس به.

• السري بن يحيى بن السري التميمي. أبوعبيدة الكوفي. ابن أخي هناد بن السري. قال ابن أبي حاتم: لم يقض لنا السماع منه، وكتب إلينا بشيء من حديثه، وكان صدوقاً. (الجرح والعديل 4/ 285). وفي (ن) والمطبوعة "السيري عن يحيى".

• عثمان بن زفر بن مزاحم التميمي، أبوزفر أو أبو عمر الكوفي (م 218 هـ). صدوق. من كبار العاشرة (ت س).

• يعقوب القمي هو يعقوب بن عبد الله بن سعد الأشعري، أبو الحسن القمي (م 174 هـ). صدوق، يهم. من الثامنة (خت-4).

• جعفر هو ابن أبي المغيرة الخزاعي، القمي. صدوق، يهم. من الخامسة (بخ دت س فق)، قال ابن منده: ليس بالقوي في سعيد بن جبير. والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(5/ 402) برواية المؤلف وحده.

(1)

سورة الكهف (18/ 50).

(2)

"المنهاج"(1/ 308).

(3)

{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} سورة الشعراء (26/ 193 - 194).

(4)

قال تعالى: {وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} (البقرة 2/ 87، 253).

(5)

سورة النبأ (78/ 38).

(6)

راجع لهذه الأقوال "تفسير الطبري"(30/ 22 - 23).

(7)

زيادة من (ن) والمطبوعة.

ص: 306

وقال بعض الناس: إن الملائكة روحانيون- بفتح الراء- بمعنى أنهم ليسوا

(1)

محصورين في الأبنية والظلل ولكنهم في فسحة وبساطة.

وقد قيل: إن ملائكة

(2)

الرحمة هم الروحانيون وملائكة العذاب هم الكروبيون فهذا من الكرب "ذاك

(3)

من الروح والله أعلم.

قال

(4)

رحمه الله: وذكر وهب بن منبه أن الكروبيين سكان السماء السابعة يبكون وينتحبون.

وقد ذكرنا الأخبار التي"ردت في تفسير الروح والملك الذي يسمى روحا في الثالث عشر من كتاب "الأسماء والصفات"

(5)

.

وقد تكلم الناس

(6)

قديما وحديثا في (المفاضلة بين)

(7)

الملائكة والبشر فذهب ذاهبون إلى أن الرسل من البشر أفضل من الرسل من الملائكة والأولياء من البشر أفضل من الأولياء من الملائكة وذهب أخرون إلى أن الملأ الأعلى مفضلون على سكان الأرض ولكل واحد من القولين وجه.

[147]

وقد أخبرنا أبو طاهر الفقيه أخبرنا أبو حامد بن بلال، حدثنا أبوزرعة الرازي،

(1)

في الأصل: "ليس هم محصورين".

(2)

في (ن) والمطبوعة "الملائكة".

(3)

في الأصل: "هذا".

(4)

في (ن) والمطبوعة "الإمام أحمد".

(5)

راجع "الأسماء والصفات"(463 - 464).

(6)

"المنهاج"(1/ 309).

(7)

سقطت العبارة بين القوسين من (ن) والمطبوعة.

[147]

إسناده: فيه من لم أعرف حاله.

• أبوزرعة الرازي هو عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ (م 264 هـ). الإمام، المحدث الحافظ. وصفه الذهبي بسيد الحفاظ. اشتغل بطلب العلم من حداثة سنه، ورحل وطوف البلاد، وكتب ما لا يحصى كثرة. قال ابن أبي شيبة: ما رأيت أحفظ من أبي زرعة. راجع ترجمته في "الجرح والتعديل"(1/ 328 - 349، 5/ 324 - 326)، "تاريخ بغداد"(10/ 326 - 337)، "طبقات الحنابلة"(1/ 199 - 203)، "التذكرة"(2/ 557 - 559)، "السير"(13/ 65 - 85)، "تهذيب التهذيب"(7/ 30 - 34). "شذرات"(2/ 148 - 149).

• هشام بن عمار، ثقة. مر. وفي الأصل "هشيم" وهو خطأ.

• عبد ربه بن صالح القرشي الدمشقي. ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 44) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 155). وفي (ن) والمطبوعة "عبد الله بن صالح النرسي" وهو خطأ.

ص: 307

حدثنا هشام بن عمار، حدثنا عبد ربه بن صالح القرشي، حدثنا عروة بن رويم، عن الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لما خلق اللّه أدم عليه السلام

(1)

وذريته قالت الملائكة يا رب خلقتهم يأكلون ويشربون وينكحون ويركبون فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة فقال الله تبارك وتعالى: لا أجعل من خلقته بيدي ونفخت فيه من روحي كمن قلت له كن فكان".

قال البيهقي

(2)

رحمه الله: وقال فيه غيره، عن هشام بن عمار بإسناده، عن جابر

(3)

ابن عبد الله الأنصاري وفي ثبوته نظر. ومن قال في الملائكة: هم قبيلان أشبه أن يقول في هذا أراد القبيل الذي كان منهم إبليس دون الملأ الأعلى وهم الأشراف والعظماء والله تعالى أعلم. وروينا عن عبد الله بن سلام أنه قال: " إن أكرم خليقة الله تعالى على الله سبحانه أبو القاسم صلى الله عليه وسلم قال: بشر (قلت)

(4)

: رحمك اللّه فاين الملائكة؟! (فنظر إلي وضحك فقال: يابن أخي وهل تدرى ما الملائكة؟ إنما الملائكة)

(5)

خلق كخلق الأرض وخلق السماء وخلق السحاب وخلق الجبال وخلق الرياح وسائر الخلائق وإن أكرم الخلائق على الله تعالى أبو القاسم صلى الله عليه وسلم. وذكر الحديث.

=. عروة بن رويم (بضم الراء مصغرا) اللخمي، أبو القاسم (م 135 هـ) صدوق، يرسل كثيرا.

من الخامسة (د س ق) عامة أحاديثه مرسلة.

• الأنصاري، قيل إنه جابر بن عبد الله (تهذيب التهذيب 7/ 179) وقد أخرج المؤلف هذا الحديث في "الأسماء والصفات" من وجه أخر من حديث جابر (402) وأخرجه بنفس السند (401). وهذا الإسناد رجاله ثقات. وأخرج الطبراني بنحوه في "الكبير" و"الأوسط" عن عبد الله بن عمرو. وقال الهيثمي: في إسناد "الكبير" إبراهيم بن خالد بن عبد الله المصيصي وهو كذاب متروك. وفي سند "الأوسط" طلحة بن زيد وهو كذاب أيضا (مجمع الزوائد 1/ 82) وأخرج ابن جرير في "تفسيره"(15/ 126) وعبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم بنحوه. راجع "الدر المنثور"(5/ 315).

(1)

زيادة من (ن) والمطبوعة.

(2)

في (ن) والمطبوعة "الإمام أحمد".

(3)

أخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات"(452) وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(5/ 316) والراوي عن هشام- وهو جنيد بن حكيم- ليس بالقوي. راجع "الميزان"(1/ 425)، و "اللسان"(2/ 141).

(4)

زيادة من (ن) والمطبوعة.

(5)

العبارة بين القوسين ساقطة من الأصل.

ص: 308

[148]

أخبرناه أبو الحسين المقرئ أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق، حدثنا يوسف بن يعقوب، حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، حدثنا مهدي بن ميمون، حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن بشر بن شغاف، عن ابن سلام فذكره.

[149]

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد، حدثنا إسماعيل

[148] إسناده: رجاله ثقات.

• عبد الله بن محمد بن أسماء، أبو عبيد الضبعي (م 231 هـ) ثقة جليل. من العاشرة (خ م د س)

• مهدي بن ميمون الأزدي، المعولي (بكسر الميم وسكون المهملة وفتح الواو)، أبو يحيى البصري (م 172 هـ) ثقة من صغار السادسة. (ع).

محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، التيمي، البصري، قد ينسب إلى جده ثقة. من السادسة (ع).

• بشر بن شغاف (بفتح المعجمتين أخره فاء) ضبي، بصري، ثقة، من الثالثة. (د ت س).

رواه الطبراني بنحوه مختصرا بسند فيه يحيى بن طلحة اليربوعي قال الهيثمي: وثقه ابن حبان وضعفه النسائي وبقية رجاله ثقات (مجمع الزوائد 8/ 254).

أما إسناد حديث الكتاب فصحيح. رجاله كلهم ثقات لا أرى فيه علة. وأخرجه المؤلف في "الدلائل"(5/ 2485) بنفس السند ببعضه وليس فيه هذا الجزء. راجع رقم (358).

[149]

إسناده: ضعيف.

• في النسخ كلها "أبومحمد عبد الجبار بن يحيى السكري" والتصحيح من "دلائل النبوة" هو أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، البغدادي يعرف يابن وجه العجوز (م 417 هـ) قال الخطيب كتبنا عنه وكان صدوقا. راجع "تاريخ بغداد"(10/ 199)، "السير"(17/ 386)، "شذرات"(3/ 208).

• إسماعيل بن محمد الصفار، مر. وفي الأصل "محمد بن إسماعيل، وهو خطأ.

• عباس بن عبد الله بن أبي عيسى، أبو محمد، الباكسائي، الزقفي (م 267 هـ) المحدث، الحجة، أحد الرحالين في السنن. قال أبو بكر الخطيب: كان ثقة، صالحا، عابدًا. ووثقه الدارقطني. ترجمته في لأتاريخ بغداد! (2/ 143 - 144)، "السير"(13/ 12 - 14)، "شذرات" و (2/ 153) وهو من رجال التهذيب.

• حفص بن عمر بن ميمون العدني، الصنعافإ، أبو إسماعيل، الملقب بالفرخ ضعيف، من التاسعة (ق) قال أبو حاتم: لين الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة.

• الحكم بن أبان العدني، أبو عيسى (م 154 هـ) صدوق، عابد، له أوهام. من السادسة (4).

والحديث في دلاثل النبوة" بنفس السند (5/ 486 - 487) وسنده ضعيف لأجل حفص بن عمر العدني لكن تابعه يزيد بن أبي حكيم عن الحكم، عند الدارمي (25) والحاكم (2/ 350) والطبراني في المعجم "الكبير"، (11/ 239 رقم 11610). =

ص: 309

ابن محمد الصفار، حدثنا عباس بن عبد الله الترقفي، حدثنا حفص بن عمر، عن الحكم، عن عكرمة قال، سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: "إن الله عز وجل فضل محمدا صلى الله عليه وسلم على أهل السماء وعلى الأنبياء قالوا: يابن عباس ما فضله على أهل السماء؟ قال: لأن الله عز وجل قال: لأهل السماء

(1)

: {وَمَنْ يَقُله مِنْهُمْ إِنَّي الَهٌ مِنْ دُويهِ

(2)

فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كذَلِكَ نَجْزِي الظَالمِينَ} وقال

(3)

لمحمد صلى الله عليه وسلم: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}

(4)

.

قالوا: يابن عباس ما فضله على الأنبياء؟ قال: لأن الله عز وجل يقول: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ}

(5)

وقال اللّه تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا}

(6)

فارسله الله تعالى الى الإنس والجن".

وكذلك رواه إبراهيم

(7)

بن الحكم بن أبان، عن أبيه وليس بالقوي ومن قال بالقول الآخر عارضه بقوله عز وجل

(8)

{لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} إلا أن يقول قائل: الخطاب وقع إليه والمراد به غيره أو يقول: إن كان هو المراد به فقد أمنه الآية

(9)

التي قرأها ابن عباس فيما روي عنه.

= وقال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وقال الهيثمي عن رواية الطبراني رجاله رجال الصحيح غير الحكم بن أبان وهو ثقة. ورواه أبو يعلى باختصار (مجمع الزوائد 8/ 258 - 259).

ونسبه السيوطي في "الدر المنثور"(5/ 4) إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه أيضا.

(1)

سورة الأنبياء (21/ 29).

(2)

في (ن)"من دون الله".

(3)

وفي (ن) والمطبوعة "قال الله تعالى".

(4)

سورة الفتح (48/ 1 - 2).

(5)

سورة إبراهيم (4/ 14).

(6)

سورة النساء (4/ 79).

(7)

إبراهيم بن الحكم بن أبان قال الذهبي في "الميزان"(1/ 27) تركوه وقل من مشاه. قال النسائي، متروك الحديث، وقال البخاري: سكتوا عنه. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه راجع "الكامل"(1/ 241) وانظر روايته عند المؤلف في "الدلائل"(5/ 487).

(8)

سورة الزمر (39/ 65).

(9)

الأية (28) من سورة الفتح {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} . راجع "المنهاج"(1/ 315).

ص: 310

[150]

أخبرنا أبو طاهر الفقيه، حدثنا أبو حامد بن بلال، حدثنا أبو الأزهر، حدثنا أبو قتيبة، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي المهزم، عن أبي هريرة رضي الله عنه

(1)

قال: "المؤمن أكرم على الله من الملائكة"

(2)

. كذا رواه أبو المهزم، عن أبي هريرة مو قوفا وأبو المهزم متروك.

[151]

أخبرنا الأستاذ أبو منصور عبد القاهر بن طاهر من أصله، حدثنا أبو العباس أحمد

[150] إسناده: ضعيف،

•أبو قتيبة هو مسلم بن قتيبة الشعيري (بفتح المعجمة) الخراساني (م 200 هـ أو بعدها) صدوق. من التاسعة (خ-4) قال أبو حاتم: كثير الوهم ليس به بأس.

• أبو المهزم يزيد بن سفيان، وهو بكنيته أشهر. ضعفه ابن معين، وقال النسائي: متروك. وقال شعبة: كان أبو المهزم مطروحا في مسجد ثابت لو أعطاه إنسان فلسا لحدثه سبعين حديثا. ترجم له ابن عدي في "الكامل"(7/ 2721) وذكر هذا الحديث من طريق الوليد بن مسلم عن حماد بن سلمة عن أبي المهزم، وقال أبن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ.

وراجع "الميزان"(4/ 426) ومن طريق الوليد بن مسلم أخرجه ابن ماجه في "سننه" و في الفتن مرفوعا (2/ 1301 - 1302 رقم 3947) وفيه "من بعض ملائكته" وأخرجه الطبراني في "الأوسط" مرفوعا بلفظ: قال الله: عبدي المؤمن أحب إلي من بعض ملائكتي، وقال الهيثمي: فيه أبو المهزم وهو متروك. (مجمع الزوائد ا/ 82) وراجع "المقاصد الحسنة"(438) و "المجروحين" لابن حبان (3/ 55 - 56).

(1)

زيادة من (ن) والمطبوعة.

(2)

وفي (ن)"من ملائكته" وفي رواية ابن ماجه "من بعض ملائكته".

[151]

إسناده: ضعيف.

• أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد العمروي، لم أعرفه.

• أبو بكر محمد بن حمويه بن عباد النيسابوري، يعرف بالطهماني (م 313 هـ) إنما عرف بالطهماني لجمعه حديث إبراهيم بن طهمان. ثقة. راجع "تاريخ بغداد"(2/ 293)، 9 "الأنساب"(9/ 108).

• عبد الغفار بن عبيد الله الكريزي. ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 54) وقال: حديثه في البصريين، روى عن شعبة وصالح بن أبي الأخضر وأبيه وأبي المقدام هشام بن زياد. روى عنه أبي ومحمد بن مسلم بن وارة. فلعله هو.

• عبيد الله بن تمام السلمي، أبو عاصم ضعفه الدارقطني، وأبوحاتم، وأبوزرعة وغيرهم. قال البخاري: عنده عن خالد الحذاء ويونس بن عبيد عجائب. وقال الساجي: كذاب يحدث بمناكير عن يونس وخالد وابن أبي هند. راجع "اللسان"(4/ 97 - 98) والحديث أخرجه الطبراني في "الصغير" من طريق معمر بن سهل ثنا عبيد الله بن تمام عن يونس عن الوليد بن بشر عن بشر بن شغاف عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: =

ص: 311

ابن محمد بن أحمد العمروي إملاء، حدثنا أبو بكر محمد بن حمويه بن عباد السراج، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا عبد الغفار بن عبيد الله، حدثنا عبيد الله بن تمام السلمي، عن خالد الحذاء، عن بشر بن شغاف، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من شيء أكرم على الله من ابن آدم قال: قيل يا رسول الله ولا الملائكة؟ قال، الملائكة مجبورون بمنزلة الشمس والقمر" تفرد به عبيد الله بن تمام.

قال البخاري: عنده عجائب ورواه غيره، عن خالد الحذاء موقوفا على عبد الله بن عمرو وهو الصحيح.

[152]

أخبرناه علي بن أحمد بن عبدان أخبرنا أحمد بن عبيد، حدثنا ابن أبي قماش حدثنا وهب بن بقية، عن خالد الحذاء، عن بشر بن شغاف (عن أبيه)

(1)

- كذا قال- سمعت عبد الله بن عمرو يقول: "ليس شيء أكرم على اللّه عز وجل من ابن أدم قلت: الملائكة؟ قال: أولئك بمنزلة الشمس والقمر أولئك مجبورون".

[153]

حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد

= ليس شيء أكرم على الله من المؤمن. قال الطبراني لم يروه عن يونس إلا عبيد الله تفرد به معمر. (2/ 47) ورواه في "الأوسط" أيضا (مجمع الزوائد 1/ 81) ولفظ المتن عنده "الكبير" وقال الهيثمي: فيه عبيد الله بن تمام وهو ضعيف (مجمع الزوائد 1/ 82) وقد ذكر الهيثمي أحاديث أخرى في هذا الباب كلها ضعيفة وحديث عبد الله بن عمرو أخرجه الخطيب في "تاريخه"(4/ 45) وفيه أيضا عبيد الله.

[152]

إسناده: رجاله ثقات.

• ابن أبي قماش هو محمد بن عيسى بن السكن. ثقة.

• وهب بن بقية بن عثمان الواسطي، أبو محمد، يقال له وهبان (م 239 هـ) ثقة، من العاشرة.

(م د س).

(1)

سقط من (ن) والمطبوعة.

[153]

إسناده: رجاله ثقات وقد تكلم في بعضهم.

• عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بامويه، أبو محمد، الأردستاني، المشهور بالأصبهاني (م 409 هـ) من كبار الصوفية وثقات المحدثين. كثرعنه البيهقي. راجع ترجمته في "الأنساب"(1/ 158)، "السير"(17/ 239)، "تبصير المنتبه"(1/ 56)، "شذرات"(3/ 188).

• إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي نسبة إلى ديبل (بفتح الدال المهملة وسكون =

ص: 312

الديبلي، حدثنا محمد بن علي بن زيد الصائغ، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا الحارث ابن عبيد الأيادي، عن أبي عمران الجوني، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينا أنا قاعد إذ جاء جبريل عليه السلام فوكز بين كتفي فقمت إلى شجرة فيها مثل وكري الطير فقعد في أحدهما وقعدت في الآخر فسمت

(1)

وارتفعت حتى إذا سدت الخافقين وأنا أقلب

(2)

طرفي ولو شئت أن أمس السماء لمسست فالتفت فإذا جبريل عليه السلام كأنه حلس

(3)

لاطئ فعرفت فضل علمه بالله عز وجل علي"

(4)

.

ورواه حماد

(5)

بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن عطارد، عن النبي صلى الله عليه وسلم

= الياء التحتانية وضم الباء الموحدة) بلدة من بلاد الساحل من بلاد الهند قريبة من السند. وفي "ن"

والمطبوعة "الديلي" وهو خطأ راجع "الأنساب"(5/ 439 - 440).

• محمد بن علي بن زيد، أبو عبد الله، الصائغ، المكي (م 291 هـ) محدث، ثقة، مع الصدق والفهم، وسعة الرواية. حدث عنه خلق كثير. ترجمته في "السير"(13/ 428)، "شذرات"(2/ 259).

• الحارث بن عبيد الإيادي، أبوقدامة البصري. صدوق، يخطئ. من الثامنة (خت م د ت) والحديث أخرجه المؤلف في "الدلائل" من وجه آخر عن سعيد بن منصور به (2/ 268 - 269) وأخرجه البزار والطبراني في "الأوسط" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح (مجمع الزوائد 1/ 75) وقال البزار: وهذا لا نعلم رواه إلا أنس ولا رواه عن أبي عمران إلا الحارث وكان بصريا مشهورا (كشف الأستار 1/ 47) وذكره ابن كثير في "تفسيره"(4/ 248 وقال: الحارث بن عبيد هذا هو أبوقدامة الإيادي أخرج له مسلم في "صحيحه" و إلا أن ابن معين ضعفه وقال: ليس هو بشيء. قال الإمام أحمد: مضطرب الحديث. وقال أبو حاتم الرازي: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن حبان: كثر وهمه فلا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. فهذا الحديث من غرائب رواياته فإن فيه نكارة وغرابة ألفاظ وسياقا عجيبا، ولعله منام والله أعلم. انظر عن الحارث "الكامل" (2/ 607)، "الميزان"(1/ 438)، و"المجروحين" و لابن حبان (1/ 216).

(1)

في (ن) والمطبوعة "فسميت".

(2)

في جميع النسخ "أقبل".

(3)

الحلس (بكسر المهملة وسكون اللام) ما يبسط على الأرض من حصير ونحوه. لاطئ: لازق.

(4)

وبعده في "الزوائد": وفتح باب من أبواب السماء ورأيت النور الأعظم وإذا دون الحجاب رفرفة الدر والياتوت فأوحى إلي ما شاء أن يوحي.

(5)

راجع "الدلائل"(2/ 369) ومحمد بن عمير بن عطارد صاحب الدارين. ذكره ابن حجر في "الإصابة" في القسم الرابع- وهو من ذكر في الصحابة خطأ- وقال: قال ابن منده: =

ص: 313

وقال صلى الله عليه وسلم: "فوقع جبريل مغشيا عليه كأنه حلس فعرفت فضل خشيته على خشيتي فأوحي إلي: نبيا ملكا أم نبيا عبدا؟ أو إلى الجنة؟ فأومأ إلي جبريل وهو مضطجع أن تواضع فقلت: لا بل نبيا عبدا".

[154]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، حدثنا أبو السري موسى بن الحسن بن عباد، حدثنا حبيش بن مبشر الفقيه قال: كنا عند يزيد بن هارون فذكر قصة ثم قال يزيد: حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا أبو عمران الجوني، عن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب التميمي، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما أسري بي كنت أنا في شجرة وجبريل في شجرة فغشينا من أمر الله بعض ما غشينا فخر جبريل عليه السلام مغشيا عليه وثبت على أمري فعرفت فضل إيمان جبريل على إيماني".

= ذكر في الصحابة، ولا يعرف له صحبة ولا رؤية. قلت: حديثه الذي أشار إليه جزم البخاري بأنه مرسل وهو ما رواه حماد بن سلمة عن أب عمران الجوني عن محمد بن عمير بن عطارد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في نفر من أصحابه فأتاه جبريل فنكت في ظهره قال: فذهب بي إلي شجرة فيها مثل وكري الطائر فقعد في أحدهما وقعدت في الأخر

الحديث. أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(73 رقم 220) عن حماد وتابعه الحسن بن سفيان عن إبراهيم بن الحجاج عن حماد، وكذلك يزيد بن هارون عن حماد فزاد فيه بعد محمد بن عطارد: عن أبيه، وكذا جزم ابن أبي حاتم عن أبيه وكذلك العسكري وابن حبان بأنه مرسل. راجع "الإصابة"(3/ 490)، "واللسان" (5/ 330) وأخرج أحمد في "مسنده" عن أبي هريرة قال: جلس جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنظر بلى السماء فإذا ملك ينزل فقال جبريل: إن هذا الملك ما نزل منذ يوم خلق قبل الساعة فلما نزل قال: يا محمد! أرسلني إليك ربك قال: أفملكا نبيا يجعلك أو عبدا رسولا؟ قال جبريل: تواضع لربك يا محمد! قال: بل عبدا رسولا. (2/ 231) وأخرجه ابن حبان (2137).

[154]

إسناده: لاباس به.

• أبو السري موسى بن الحسن بن عباد النسائي، الملقب بالجلاجلي لطيب صوته (م 287 هـ) قال الدارقطني: لا بأس به هو من المحدثين، المقرئين. راجع "التذكرة"(2/ 623 - 624)، "السير"(13/ 378)، "طبقات ابن الجزري"(1/ 506)، "شذرات"(2/ 177).

• حبيش بن مبشر (بموحدة ومعجمهَ ثقيلة) ابن أحمد بن محمد الثقفي، أبو عبد الله الطوسى

(م 258 هـ) ثقة، فقيه، سني. من الحادية عشرة. وكان أخوه جعفر من كبار المعتزلة (ق).

ص: 314

[155]

أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو أسامة عبد اللّه بن أسامة الكلبي، حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى عن أبيه حدثنا ابن أبي ليلى، عن مقسم، عن ابن عباس قال: "بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل عليه السلام يناجيه إذ انشق أفق السماء فأقبل جبريل يتضاءل ويدخل بعضه في بعض ويدنو من الأرض فإذا ملك قد مثل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويخيرك بين أن تكون نبيا ملكا وبين أن تكون نبيا عبدا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأشار

[155] إسناده: ضعيف.

• عبد الله بن أسامة أبو أسامة الكلبي ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(5/ 10) وقال: كتبت عنه مع أبي وهو صدوق.

• محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أبو عبد الرحمن الكوفي صدوق. من العاشرة. (بخ ت) وقال مسلمة بن قاسم: ثقة (تهذيب التهذيب 9/ 381) قال أبو حاتم: كوفي صدوق أملى علينا "كتاب الفرائض" عن أبيه عن ابن أبي ليلى عن الشعبي من حفظه لا يقدم مسألة عن مسألة (الجرح والتعديل 8/ 41).

• وأبوه عمران. مقبول من الثامنة (ت ق).

• وأبوه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. أبو عبد الرحمن، الكوفي، القاضي (م 148 هـ) صدوق، سيئ الحفظ جدا. من السابعة (4). قال أحمد: مضطرب الحديث. قال ابن معين: ليس بذاك. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال الذهبي: صدوق، إمام، سيئ الحفظ، وقد وثق (الميزان 3/ 613).

• الحكم هو ابن عتيبة (بالمثناة ثم الموحدة مصغرا) أبو محمد الكندي، الكوفي (م 113 هـ) ثقة، ثبت فقيه إلا أنه ربما دلس. من الخامسة (ع) وقال أحمد وغيره: لم يسمع الحكم من مقسم إلا خمسة أحاديث وغيرها كتاب. وعدها يحيى القطان: حديث الوتر، والقنوت، وعزمة الطلاق، وجزاء الصيد، والرجل يأتي امرأته وهي حائض. (تهذيب التهذيب 2/ 434).

• مقسم (بالكسر فسكون) بن بجرة (بضم الموحدة وسكون الجيم) ويقال نجدة (بفتح النون وبدال) أبو القاسم، مولى عبد الله بن الحارث. ويقال له مولى ابن عاس للزومه له.

صدوق. وكان يرسل (م 101 هـ). من الرابعة (خ-4) ليس له في البخاري إلا حديث واحد. والحديث أخرجه الطبراني في "الكبير"(11/ 379 - 380 رقم 12061) عن محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا محمد بن عمر بن أبي ليلى- كذا "عمر" والصواب "عمرال"- وقال الهيثمي: فيه محمد بن أبي ليلى وقد وثقه جماعة ولكنه سيئ الحفظ، وبقية رجاله ثقات. (مجمع الزوائد 9/ 19). ونسبه السيوطي في "الدر النثور"(1/ 216) إلي أبي الشيخ في "العظمة" والمؤلف، وقال: إسناده حسن.

ص: 315

جبريل إلي بيده أن تواضع، فعرفت أنه ناصح فقلت: عبدا نبيا، فعرج ذلك الملك إلى السماء، فقلت: يا جبريل قد كنت أردتَ أن أسألك عن هذا، فرأيت من حالك ما شغلني عن المسألة، فمن هذا يا جبريل؟ قال: هذا إسرافيل خلقه الله يوم خلقه بين يديه صافنا قدميه لا يرفع طرفه، بينه وبين الرب سبعون نورا، ما منها نور يدنو منه إلا احترق، بين يديه اللوح الحفوظ فإذا أذن الله في (شيء)

(1)

من السماء أو في الأرض ارتفع ذلك اللوح يطرب جبينه، فينظر فيه فإن كان من عملى أمرني به وإن كان من عمل ميكائيل أمره بعمله، وإن كان من عمل ملك الموت أمره به فقلت: يا جبريل على أي شيء أنت؟ قال: على الرياح والجنود قلت: على أي شيء ميكائيل؟ قال: على النبات (والقطر)

(2)

قلت: على أي شيء ملك الموت؟ قال: على قبض الأنفس وما ظننت أنه هبط إلا بقيام الساعة، وما ذاك الذي رأيت مني إلا خوفا من قيام الساعة".

قوله: بينه وبين الرب سبعون نورا يحتمل أن يريد بينه وبين عرش الرب.

[156]

أخبرنا أبو محمد بن يوسف أخبرنا أبوحفص عمر بن محمد الجمحي بمكة، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن سابط قال:"يدبر أمر الدنيا أربعة جبريل وميكائيل وملك الموت وإسرافيل فأما جبريل فوكل بالرياح والجنود، وأما ميكائيل فوكل بالقطر والنبات، وأما ملك الموت فوكل بقبض الأرواح، وأما إسرافيل فهو ينزل بالأمر عليهم".

[157]

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسن، أخبرنا حاجب بن أحمد، حدثنا محمد بن

(1)

سقط من الأصل.

(2)

زيادة من "دلائل النبوة".

[156]

إسناده: فيه من لم أعرفه.

• أبوحفص عمر بن محمد الجمحي. لم أعرفه.

• أبو نعيم هو الفضل بن دكين. (ع) مر. وفي (ن) والمطبوعة "أبو يعمر" وهو خطأ ولم أجد من خرج هذا الأثر.

[157]

إسناده: ضعيف.

• أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد، أبو بكر، الحيري، النيسابوري (م 421 هـ) كنيته أبو بكر.

شافعي الذهب، كان بصيرا بالذهب، فقيه النفس، يفهم الكلام. قلد قضاء نيسابور مدة.

ثقة في الحديث، وصنف في الأصول والحديث. راجع "الأنساب"(4/ 122، 327)، =

ص: 316

حماد، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق قال: قال عبد الله: "إن (في) السموات لسماء ما فيها موضع شبر إلا وعليها جبهة ملك أو قدماه ثم قرأ: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ. وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ}

(1)

.

[158]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: حدثنا أبو العباس بن يعقوب،

= "السير"(17/ 356 - 358)، "الوافي"(6/ 306)، "شذرات"(3/ 217).

• حاجب بن أحمد الطوسي، ضعيف.

• محمد بن حماد الإبيوردي، الزاهد (م 249 هـ) ثقة. من العاشرة.

• مسلم بن صبيح، أبو الضحى (م 100 هـ) مشهور بكنيته، ثقة، فاضل. من الرابعة. (ع).

• مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني، الوادعي، أبو عائشة، الكوفي (م 63 هـ) ثقة، فقيه، عابد، مخضرم، من الثانية (ع). والحديث أخرجه الطبراني في "الكبير"(9/ 242 - 243 رقم 9042) عن عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا الفريابي، عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن أبي الضحى عن ابن مسعود به. قال الهيثمي: عبد الله بن محمد- شيخ الطبراني- ضعيف (مجمع الزوائد 7/ 98). (قلت): في رواية الطبراني "عن أبي الضحى عن ابن مسعود" بدون ذكر مسروق بينهما. وأبوالضحى لم يدرك ابن مسعود. وأخرجه الطبري في "تفسيره"(23/ 112) من طريق سفيان عن الأعمش به. ونسبه السيوطي في "الدر المنثور"(7/ 135) إلى الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم أيضا.

(1)

سورة الصافات (37/ 165 - 166).

[158]

إسناده: لا بأس به.

• يحيى بن أبي طالب جعفر بن عبد الله بن الزبرقان، أبو بكر البغدادي (م 275 هـ) الإمام، المحدث. قال البرقاني، أمرني الدارقطنى أن أخرج ليحيى بن أبي طالب في الصحيح. وقال أبو حاتم: محله الصدق، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين. وقال موسى بن هارون: أشهد عليه أنه يكذب. قال الذهبي: يريد في كلامه لا في الرواية. راجع "تاريخ بغداد"(14/ 220 - 221)، "الجرح والتعديل"(9/ 134)، "الميزان"(4/ 386 - 387)، "السير"(12/ 619 - 625)، "اللسان"(6/ 245، 262).

• عبد الوهاب بن عطاء، الخفاف، أبو نصر العجلي مولاهم، البصري (م 206 هـ) صدوق، ربما أخطأ. أنكروا عليه حديثا في فضل العباس، يقال: دلسه عن ثور. من التاسعة (م-4).

• حميد بن أبي حميد الطويل، أبوعبيدة البصري (م 142 هـ) ثقة، مدلس، عيب عليه دخوله في أمر السلطان. من الخامسة (ع).

• إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي. ثقة. من الثالثة. (د). وأبوه أجمعوا على توثيقه (م 99)(ع).

• كعب هو كعب الأحبار ابن ماتع الحميري، أبو إسحاق. ثقة، من الثانية، مخضرم. =

ص: 317

حدثنا يحيى بن أبي طالب أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا حميد الطويل، عن إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث، عن أبيه، أنه سأل كعبا عن قول الله:{يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ}

(1)

{وَلا يَسْئمُونَ}

(2)

.

"فقال: هل يؤذيك طرفك؟ قال: لا قال: فهل يؤذيك نفسك؟ قال: لا قال: فإنهم ألهموا التسبيح كما ألهمتم النفس والطرف".

[159]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا أبو معاوية، عن أبي إسحاق الشيباني، عن حسان بن المخارق، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل قال: قلت لكعب: أرأيت قول الله: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} "أما شغلهم رسالة أما شغلهم عمل؟ فقال: من هذا؟ فقال: غلام من بني عبد المطلب فأخذني فضمني وقال: يابن أخي إنه جعل لهم التسبيح كما جعل لكم النفس ألست تاكل وتشرب وتجيء وتذهب وتتكلم وأنت تتنفس فكذلك جعل لهم التسبيح".

قال البيهقي: ومن قال بالأول زعم أنهم خلقوا بلا شهوة فمن يعبد اللّه وطينه معجون بالهوى والشهوة كانت عبادته أفضل ألا ترى من ابتلي من الملائكة بالشهوة كيف وقع في العصية؟ وذكر قصة هاروت وماروت.

= من أوعية العلم وكبار علماء أهل الكتاب. تكلم فيه رجال في العصر الحديث. راجع التفسير والمفسرون لمحمد حسين الذهبي (1/ 187 - 194).

(1)

سورة الأنبياء (21/ 20).

(2)

سورة حم السجدة (41/ 38).

[159]

إسناده: فيه أحمد بن عبد الجبار العطاردي وقد ضعف.

• أبو إسحاق الشيباني، سليمان بن أبي سليمان، الكوفي. ثقة، من الخامسة، مات في حدود الأربعين ومائة. (ع).

• حسان بن المخارق. ذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 163) وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 235) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وراجع "التاريخ الكبير"(2/ 1/23).

والخبر أخرجه الطبري في "تفسيره"(17/ 12 - 13) من طريق الحسين عن أبي معاوية. ونسبه السيوطي في "الدر المنثور"(5/ 621) إلى المؤلف، وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ في "العظمة" وذكره ابن كثير في "تفسيره" من رواية محمد بن إسحاق عن حسان به (3/ 175).

ص: 318

[160]

أخبرنا الشيخ أبوإلحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي، أخبرنا أبو حامد أحمد

[160] إسناده: فيه من هو مستور.

• موسى بن جبير الأنصاري، المدني الحذاء، مولى بنى سلمة. نزيل مصر مستور. من السادسة (د. ق) قال ابن حبان: يخطئ ويخالف. وقال ابن القطان: لا يعرف حاله. وفي (ن) والمطبوعة "موسى بن عبيد". والحديث أخرجه أحمد عن يحيى بن بكير به (2/ 134) وأخرجه ابن حبان من طربق أبي بكر بن أبي شيبة عن يحيى (1717 - موارد) ونسبه السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 114) إلى المؤلف والى عبد بن حميد في "مسنده" وابن أبي الدنيا في كتاب "العقوبات". وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" وقال رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح خلا موسى بن جبير وهو ثقة (5/ 68، 6/ 313) وساقه ابن كثير في "تفسيره"(1/ 138) من رواية أحمد وقال: وهكذا رواه أبو حاتم بن حبان في "صحيحه" عن الحسن بن سفيان، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يحيى بن بكير به، وهذا حديث غريب من هذا الوجه ورجاله كلهم ثقات من رجال الصحيحين إلا موسى بن جبير هذا، وهو الأنصاري السلمي مولاهم، المديني الحذاء، روى عن ابن عباس وأبي أمامة بن سهل ابن حنيف، ونافع، وعبد الله بن كعب بن مالك، وروى عنه ابنه عبد السلام، وبكر بن مضر، وزهير بن محمد، وسعيد بن سلمة، وعبد الله بن لهيعة. وعمرو بن الحارث. ويحيى ابن أيوب. وروى له أبو داود وابن ماجه. وذكره ابن أبي حاتم في كتاب "الجرح والتعديل"(8/ 139) ولم يحك فيه شيئا من هذا ولا هذا، فهو مستور الحال. وقد تفرد به عن نافع مولى ابن عمر عن ابن عمر رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وروي له متابع من وجه آخر عن نافع كما قال ابن مردويه: حدثنا دعلج بن أحمد، حدثنا هشام بن علي بن هشام، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا سعيد بن سلمة، حدثنا موسى بن سرجس، عن نافع، عن ابن عمر سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره بطوله. وقال أبو جعفر بن جرير: حدثنا القاسم، أخبرنا الحسين- وهو سنيد بن داود صاحب التفسير- أخبرنا الفرج بن فضالة، عن معاوية ابن صالح، عن نافع قال:" سافرت مع ابن عمر فلما كان من أخر الليل قال، يا نافع! انظر طلعت الحمراء؟ قلت: لا، مرتين أو ثلاثا، ثم قلت قد طلعت. قال: لا مرحبا بها ولا أهلا! قلت: سبحان الله! نجم مسخر سامع مطيع. قال: ما قلت لك إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال- قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الملائكة قالت: يا رب! كيف صبرك على بني أدم لا الخطايا والذنوب؟ قال: إني ابتليتهم وعافيتكم. قالوا: لو كنا مكانهم ما عصيناك. قال: فاختاروا ملكين منكم. قال: فلم يألوا جهدا أن يختاروا. فاختاروا هاروت وماروت،. (تفسيرالطبري 1/ 458) وهذان أيضاً غريبان جدَا. وأقرب ما يكون في هذا أنه من رواية عبد الله بن عمر عن كعب الأحبار لا عن النبي صلى الله عليه وسلم كما قال عبد الرزاق في "تفسيره" عن الثوري، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر، عن كعب الأحبار قال، ذكرت الملائكة أعمال بني أدم وما يأتون من الذنوب. فقيل لهم: اختاروا منكم اثنين. فاختاروا هاروت وماروت. فقال لهما: إني أرسل إلى بنى أدم رسلا، وليس بيني وبينكم رسول. انزلا، لا تشركا بي شيئا، ولا تزنيا، ولا تشربا الخمر. قال كعب: =

ص: 319

ابن محمد ابن الحسن الحافظ، حدثنا العباس بن محمد الدوري وإبراهيم بن الحارث البغدادي قالا: حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا زهير بن محمد، عن موسى بن جبير، عن نافع مولى عبد اللّه بن عمر، عن عبد الله بن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن آدم عليه السلام و أهبطه الله تعالى إلى الأرض قالت الملائكة: أي رب {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} قالوا: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم قال اللّه تعالى للملائكة: هلموا ملكين من الملائكة حتى نهبطهما إلى الأرض فننظر كيف تعملون قالوا: ربنا هاروت

(1)

وماروت. فأهبطا إلى الأرض، ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءتهما فسألاها نفسها فقالت: لا واللّه حتى تكلما بهذه الكلمة من الإشراك، قالا: لا واللّه لا نشرك بالله شيئًا أبدا. فذهبت عنهم ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها

= فوالله ما أمسيا من يومهما الذي أهبطا فيه حتى استكملا جميع ما نهيا عنه. رواه أبن جرير من طريقين عن عبد الرزاق به (1/ 456) ورواه ابن أبي حاتم عن أحمد بن عصام عن مؤمل عن سفيان الثوري به. ورواه ابن جرير أيضا (1/ 457) حدثني المثنى أخبرنا المعلى- وهو ابن أسد- أخبرنا عبد العزيز بن المختار عن موسى بن عقبة حدثني سالم أنه سمع ابن عمر يحدث عن كعب الأحبار فذكره. فهذا أصح وأثبت إلى عبد الله بن عمر من الإسنادين المتقدمين. وسالم أثبت في أبيه من مولاه نافع، فدار الحديث ورجع إلى نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل. والله أعلم. انتهى كلام ابن كثير، وقد ذكر في "تفسيره" الآثار الواردة في ذلك عن الصحابة والتابعين (1/ 139 - 142) وقال، وقد روي في قصة هاروت عن جماعة من التابعين كمجاهد والسدي، والحسن البصري، وقتادة، وأبي العالية، والزهري، والربيع بن أنس، ومقاتل بن حيان وغيرهم. وقصها خلق من المفسرين من المتقدمين والمتاخرين، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى. وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراد الله تعالى والله أعلم بحقيقة الحال (1/ 141). وانظر "البداية والنهاية" (1/ 37 - 38) وقال الأستاذ العلامة رشيد رضا المصري معلقا علي كلام ابن كثير: من المحقق أن هذه القصة لم تذكر في كتبهم المقدسة، فإن لم تكن وضعت فى زمن روايتها فهي من كتبهم الخرافية. ورحم الله ابن كثير الذي بين لنا أن الحكاية خرافية إسرائيلية وأن الحديث المرفوع لا يثبت. ومال الأستاذ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" للإمام أحمد إلى قول ابن كثير وتكلم في كل حديث جاء في هذا الباب. راجع، المسند" (9/ 29 - 33).

(1)

في جميع النسخ "لهاروت وماروت" ولعل الصواب ما أثبته.

ص: 320

فقالت

(1)

: لا والله حتى تقتلا هذا الصبي، فقالا: لا والله لا نقتله. فذهبت عنهما ثم رجعت بقدخ خمر تحمله فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى تشربا هذا الخمر. فشربا فسكرا فوقعا عليها، وقتلا الصبي، فلما أفاقا قالت المرأة: والله ما تركتما مما أبيتما علي إلا وقد فعلتماه حين سكرتما، فخيرا عند ذلك بين عذاب الدنيا وبين عذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا". كذا رواه زهير بن محمد، عن موسى بن جبير، عن نافع. ورواه سعيد بن سلمة، عن موسى بن جبير.

[161]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب أخبرنا محمد ابن يونس بن موسى، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا سعيد بن سلمة، عن موسى بن

(1)

في الأصل "فقال".

[161]

إسناده: ضعيف جدا.

• محمد بن يونس بن موسى بن سليمان، أبو العباس، الكديمي، القرشي، البصري (م 286 هـ) ضعفوه. قال أحمد: كان محمد بن يونس الكديمي حسن الحديث، حسن المعرفة، ما وجد عليه إلا صحبته لسليمان الشاذكوني. قال ابن عدي: اتهم الكديمي بوضع الحديث، وادعى رؤية قوم لم يرهم، ترك عامة مشايخنا الرواية عنه. وقال ابن حبان: لعله قد وضع أكثر من ألف حديث. راجع "الجرح والتعديل"(8/ 122)، "كتاب المجروحين والضعفاء"(2/ 305 - 306)، "الكامل" لابن عدي (6/ 2294)، "تاريخ بغداد"(3/ 435 - 445)، "السير"(13/ 302 - 304)، "الميزان"(4/ 74 - 76)، "الوافي"(5/ 291).

• عبد الله. بن رجاء بن عمر الغداني (بضم الغين المعجمة وتخفيف الدال) البصرى (م 220 هـ) صدوق، يهم قليلا. من التاسعة (خ خد س ق) وثقه أبو حاتم. وقال الفلاس: صدوق كثير الغلط والتصحيف، ليس بحجة. (الميزان 2/ 421).

• سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، العدوي مولاهم، أبو عمرو المدني. صدوق صحيح الكتاب. يخطئ إذا حدث من حفظه. من السابعة (بخ م د س).

• موسى بن عقبة بن أبي عياش، الأسدي، مولى أل الزبير (م 141 هـ) ثقة، فقيه، إمام في المغازي. من الخامسة (ع)

•سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أبو عمر، أو أبو عبد الله المدني (م 106 هـ) أحد الفقهاء السبعة، وكان ثبتا، عابدًا، فاضلا. كان يشبه بأبيه في الهدي والسمت. من كبار الثالثة (ع). والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 238) برواية المؤلف وحده.

وقد مر في التعليق على الحديث السابق أن ابن كثير ذكر مثله برواية ابن مردويه من طريق عبد الله بن رجاء عن سعيد بن سلمة، فقال: عن موسى بن سرجس عن نافع عن ابن عمر. (تفسير ابن كثير 1/ 138). وضعفه أحمد شاكر راجع المسند (9/ 31).

ص: 321

جبير، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشرفت الملائكة على الدنيا فرأت بني آدم يعصون، فقالوا: يا رب ما أجهل هؤلاء ما أقل معرفة هؤلاء بعظمتك فقال: لو كنتم في مسلاخهم لعصيتموني، قالوا: كيف يكون هذا ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟! قال: فاختاروا منكم ملكين قالوا

(1)

: فاختاروا هاروت وماروت، ثم أهبطا إلى الدنيا، وركبت فيهما شهوات بني آدم، ومثلت لهما امرأة فما عصما حتى واقعا المعصية، فقال الله عز وجل لهما: فاختارا عذاب الدنيا أو عذاب الآخرة، فنظر أحدهما إلى صاحبه فقال: ما تقول قال: أقول إن عذاب الدنيا منقطع وأن عذاب الآخرة لا ينقطع. فاختارا عذاب الدنيا فهمًا اللذان ذكرهما اللّه عز وجل في كتابه. {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ} الاية. ورويناه من وجه آخر، عن مجاهد، عن ابن عمر موقوفا عليه

(2)

وهو أصح فإن ابن عمر إنما أخذه، عن كعب.

[162]

أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن القطان، حدثنا أحمد ابن يوسف السلمي، حدثنا محمد بن يوسف قال: ذكر سفيان، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر، عن كعب قال:"ذكرت الملائكة بني آدم وما يأتون من الذنوب قال قال: فاختاروا منكم ملكين فاختاروا هاروت وماروت فقال لهما: إني أرسل رسولي إلى الناس وليس بينى وبينكم رسل انزلا فلا تشركا بي شيئا ولا تسرقا ولا تزنيا".

قال عبد الله: قال كعب: فما استكملا يومهما الذي نزلا فيه حتى أتيا فيه بما

(1)

كذا في الأصل. وفي النسختين الأخريين "قال".

(2)

ذكره ابن كثير في "تفسيره" برواية ابن أبي حاتم وقال: "هذا أثبت وأصح إسنادا"(1/ 139 - 140).

[162]

إسناده، رجاله ثقات.

• محمد بن يوسف هو الفريابي.

• وسفيان هو الثوري. والخبر أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(1/ 456) وابن كثير في "تفسيره" برواية ابن أبي حاتم (1/ 138) ونسبه السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 239) إلى ابن المنذر وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في "العقوبات" والمؤلف أيضا.

ص: 322

حرم عليهما وهذا أشبه أن يكون محفوظا. وروي في ذلك عيط علي بن أبي طالب

(1)

رضي الله عنه.

ومن قال بالقول الاخر

(2)

أشبه أن يقول: إذا كان التوفيق للطاعة والمعصية من الله عز وجل وجب أن يكون الأفضل من كان توفيقه له وعصمته إياه أكثر، ووجدنا الطاعة التي وجودها بتوفيقه وعصمته من الملائكة أكثر، فوجب أن يكونوا كذلك.

وذكر الحليمي

(3)

رحمه الله توجيه القولين ولم أنقله واختار تفضيل الملائكة وأكثر أصحابنا ذهبوا إلى القول الأول والأمر فيه سهل وليس فيه من الفائدة إلا معرفة الشئ على ما هو به وبالله التوفيق.

[163]

أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ومحمد بن موسى قالا: حدثنا أبو العباس الأصم

(1)

أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(1/ 456) والحاكم في "المستدرك"(2/ 265 - 266) عن عمير ابن سعيد النخعي. وسياق الحاكم: قال عمير: سمعت عليا رضي الله عنه يخبر القوم أن هذه الزهرة تسميها العرب الزهرة، وتسميها العجم أناهيد. وكان الملكان يحكمان بين الناس فأتتهما امرأة فأرادها على واحد منهما من غير علم صاحبه، فقال أحدهما لصاحبه، يا أخي! إن في نفسي بعض الأمر أريد أن أذكره لك. قال: اذكره يا أخي! لعل الذي في نفسي مثل الذي في نفسك، فاتفقا على أمر في ذلك. فقالت لهما المرأة: ألا تخبراني بما تصعدان إلي السماء وبما تهبطان إلى الأرض. فقالا: بسم الله الأعظم به نهبط وبه نصعد. فقالت: ما أنا بمواتيتكما الذي تريدان حتى تعلمانيه، فقال أحدهما لصاحبه: علمها إياه. فقال، كيف لنا بشدة عذاب الله؟ قال الأخر: إنا نرجو سعة رحمة الله. فعلمها إياه، فتكلمت به فطارت إلى السماء ففزع ملك في السماء لصعودها فطأطأ رأسه فلم يجلس بعد، ومسخها الله فكانت كوكبا. ورجال إسناده ثقات.

وذكره ابن كثير برواية ابن جرير ثم ذكر إسناد ابن أبي حاتم وقال: وهو غريب جدا (1/ 139).

ونسبه السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 239) أيضا إلى ابن راهويه وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في "العقوبات"، وأبي الشيخ في "العظمة". وأخرج ابن مردويه عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن الله الزهرة فإنها هي التي فتنت الملكين هاروت وماروت. وذكره ابن كثير وقال: وهذا أيضا لا يصح وهو منكر جدا (1/ 139).

(2)

أي بتفضيل الملائكة على البشر.

(3)

راجع "المنهاج"(1/ 309 - 316).

[163]

إسناده: ضعيف.

• إسماعيل بن رجاء بن ربيعة الزبيدي (بضم الزاي)، أبو إسحاق الكوفي. ثقة، تكلم فيه الأزدي بلا حجة. من الخامسة (م-4).

• عمير مولى ابن عباس، هوعمير بن عبد الله الهلالي، أبو عبد الله المدني. مولى أم الفضل، ويقال له مولى ابن عباس. ثقة. (خ م د س). =

ص: 323

حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء عن عمير مولى ابن عباس، عن ابن عباس قال:" إنما قوله جبريل وميكائيل كقوله عبد اللّه وعبد الرحمن".

[164]

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو الحسن عبد الصمد بن علي ابن مكرم البزار ببغداد، حدثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي، حدثنا إسحاق بن محمد الفروي، حدثنا عبد الملك بن قدامة الجمحي، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن

=. أحمد بن عبد الجبار، العطاردي. ضعف. والحديث أخرجه ابن جرير من طريق عكرمة عن ابن عباس (1/ 437) وأخرجه ابن أبي حاتم راجع " تفسير ابن كثير"(1/ 132). ونسبه السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 225) إلى المؤلف، والخطيب في "المتفق والمفترق" أيضا.

[164]

إسناده: ضعيف.

• عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم، أبو الحسن، البغدادي، الطستي (م 346 هـ) محدث، ثقة، عاش ثمانين سنة. راجع "تاريخ بغداد"(11/ 41)، "الأنساب"(9/ 75)، "السير"(15/ 555)"شذرات"(2/ 373).

• جعفر بن محمد بن أبي عثمان، أبوالفضل، الطيالسي، البغدادي (م 282 هـ) أحد الأعلام والحفاظ. قال الخطيب: كان ثقة ثبتا، صعب الأخذ، حسن الحفظ. وقال ابن المنادي: كان مشهورا بالإتقان والحفظ والصدق. قال الذهبي: توفي في عشر التسعين. راجع "السير"(13/ 346)، "تاريخ بغداد"(7/ 188 - 189)، "طبقات الحنابلة"(1/ 132)"التذكرة"(2/ 626)، "شذرات"(2/ 178).

• إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة الضروي، المدني (م 226 هـ) صدوق، كف بصره، فساء حفظه، من العاشرة (خ، ق، ن) قال النسائي: متروك. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال العقيلي: جاء عن مالك باحاديث كثيرة تفرد بها لا يتابع عليها. وقال ابن عدي: بعض ما يرويه منكر لا يتابع عليه. نقم على البخاري إخراجه له.

راجع "الكامل"(320 - 323)"الضعفاء" للعقيلي (1/ 106)"الميزان"(1/ 198 - 199).

• عبد الملك بن قدامة بن إبراهيم بن محمد، الجمحي، المدني: ضعيف. من السابعة (ق).

• عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، مولى ابن عمر. صدوق يخطئ. من السابعة (خ، د، ت، س) قال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال ابن عدي: هو من جملة من يكتب حديثه من الضعفاء. راجع "الكامل"(4/ 1607)"الميزان"(2/ 572) والحديث أخرجه الحاكم في "المستدرك"(3/ 87 - 88) وقال: صحيح على شرط البخاري. ورد عليه الذهبي قائلا: منكر غربب، وما هو على شرط البخاري. عبد الملك ضعيف تفرد به. وقال ابن حجر في "الإصابة" (4/ 32): ليس في سنده الا عبد الملك بن قدامة الجمحي وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين والعجلي، وضعفه أبو حاتم والنسائي وقال البخاري: يعرف وينكر. راجع "الميزان"(2/ 661).

ص: 324

أبيه، عن عبد الله بن عمر: "أن عمر بن الخطاب جاء والصلاة قائمة فذكر قصة امتناع أبي جحش الليثى عن الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هلم يا عمر اجلس حتى أحدثك بغنى الرب تبارك وتعالى عن صلاة أبي جحش، إن لله في سمائه ملائكة خشوعا لا يرفعون

(1)

رءوسهم حتى تقوم الساعة، فإذا قامت الساعة رفعوا رءوسهم قالوا: ربنا ما عبدناك حق عبادتك وإن لله في السماء الثانية ملائكة سجودا لا يرفعون رءوسهم حتى تقوم الساعة فإذا قامت الساعة رفعوا رءوسهم ثم قالوا: ربنا ما عبدناك حق عبادتك".

قال البيهقي رحمه الله تعالى: قد أخرجته بطوله في مناقب عمر رضي الله عنه.

[165]

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، حدثنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا عبيد بن شريك، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا عبد الله بن فروخ، أخبرني أسامة بن زيد، حدثني أبان بن صالح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: "إن لله عز وجل ملائكة سوى الحفظة يكتبون ما سقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: أعينوا

(2)

عباد الله يرحمكم الله تعالى".

(1)

في الأصل "لا يرفعوا" وفي (ن) والمطبوعة "لم يرفعوا" والتصحيح من "المستدرك".

[165]

إسناده: حسن.

• عبيد بن شريك هو عبيد بن عبد الواحد بن شريك، صدوق.

• ابن أبي مريم هو سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم بن أبي مريم، أبو محمد المصري (م 224 هـ) ثقة، ثبت، فقيه، من كبار العاشرة. (ع) وفي الأصل "ابن أبي عمر".

• عبد الله بن فروخ الخراساني، أو اليمامي (م 175 هـ) صدوق، يغلط، من الثامنة. (د) قال الخطيب: في حديثه نكرة.

• أسامة بن زيد الليثي مولاهم أبوزيد المدني (م 153 هـ) صدوق، يهم. من السابعة (خت م-4).

• أبان بن صالح بن عمير بن عبيد القرشي مولاهم (م 111 هـ) وثقه الأئمة، قال ابن حجر: وهم ابن حزم فجهله، وابن عبد البر فضعفه. من الخامسة (خت-4) والحديث أخرجه البزار مرفوعا وقال: لا نعلم يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد. قال الحافظ ابن حجر: هذا حديث حسن الإسناد غريب جدا. وحسنه السخاوي أيضا في "الابتهاج" وقال الهيثمي: رجاله ثقات (مجمع الزوائد 10/ 132) قال الألباني: الأرجح أنه موقوف، وليس هو من الأحاديث التي يمكن القطع بأنها في حكم المرفوع لاحتمال أن يكون ابن عباس تلقاها من مسلمة أهل الكتاب. راجع "الضعيفة"(2/ 111).

(2)

في الأصل "أغيثوا".

ص: 325

(4)

الرابع من شعب الإيمان وهو باب في الإيمان بالقرآن المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر الكتب المنزلة على الأنبياء صلوات اللّه عليهم أجمعين

قال اللّه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ

(1)

عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ}

(2)

.

وقال: {وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ}

(3)

.

وقال: {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ}

(4)

. وغير ذلك من الآيات في هذا المعنى. وروينا في حديث

(5)

ابن عمر، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الإيمان، فقال:"أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله".

والإيمان بالقرآن

(6)

يتشعب شعبا فأولاها الإيمان بأنه كلام اللّه تبارك وتعالى وليس من وضع محمد صلى الله عليه وسلم ولا من وضع جبريل عليه السلام.

والثانية: الاعتراف بأنه معجز النظم لو اجتمعت الإنس

(7)

والجن على أن يأتوا بمثله لم يقدروا عليه.

والثالثة: اعتقاد أن جميع القرآن الذي توفي النبي صلى الله عليه وسلم (عنه)

(8)

هو هذا الذي في مصاحف المسلمين لم يفت منه شيء ولم يضع بنسيان ناس، ولا ضلال صحيفة، ولا موت قارئ ولا كتمان كاتم ولم يحرف منه شيء ولم يزد فيه حرف ولم ينقص منه

(1)

في الأصل "أنزل" وهو خطأ.

(2)

سورة النساء (4/ 136).

(3)

سورة البقرة (2/ 285).

(4)

سورة البقرة (2/ 4).

(5)

مر برقم (19).

(6)

هذا الكلام مأخوذ من الحليمي في "المنهاج"(1/ 317).

(7)

في الأصل "الجن والإنس".

(8)

سقط من الأصل.

ص: 326

حرف فأما الوجه الأول فإن الله عز وجل قال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}

(1)

.

وقال: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ}

(2)

.

وقال: {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}

(3)

.

وقال: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ}

(4)

.

وقال

(5)

: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} . ومعناه والله أعلم أنزلنا الرسول المؤدى له به فيكون الرسول منتقلا من علو إلى سفل مؤديا للكلام الذي حفظه وذلك بين في الآية قبلها وهو أنه أخبر أنه نزل به الروح الأمين على قلب محمد صلى الله عليه وسلم (فيكون جبريل عليه السلام منتقلا به من مقامه المعلوم إلى الأرض مؤديا له إلى محمد صلى الله عليه وسلم

(6)

وأخبر في الآية قبلها أنه أنزله بعلمه وفي الآية قبلها أنه من عنده لا من عند غيره وقال: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}

(7)

.

ففصل بين المخلوق والأمر ولو كان الأمر مخلوقا لم يكن لتفصيله معنى وقال: {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ}

(8)

.

والسبق على الإطلاق (يقتضي)

(9)

سبق كل شيء سواه وقال: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}

(10)

.

فلو كان قوله مخلوقا تعلق- بقول أخر وذلك حكم ذلك القول حتى يتعلق بما لا

(1)

سورة النساء (4/ 82).

(2)

سورة الأنعام (6/ 155).

(3)

سورة النساء (4/ 166).

(4)

سورة الشعراء (26/ 192 - 194).

(5)

سورة يوسف (12/ 2).

(6)

العبارة بين القوسين ساقطة في (ن).

(7)

سورة الأعراف (7/ 54).

(8)

سورة طه (20/ 129).

(9)

زيادة من (ن) والمطبوعة.

(10)

سورة النحل (16/ 40).

ص: 327

يتناهى وذلك محال، قال الأستاذ أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله: فيما عسى (أن)

(1)

يقال على هذا من السؤال الكلام على الحقيقة لا ينقل عنه إلا بدليل وقوله "كن" أمر تكوين للمعدوم لا أمر تكليف بمنزلة قوله: {كُونُوا حِجَارَةً}

(2)

. {وكُونُوا قِرَدَةً خَاِسِئِينَ}

(3)

.

ويكون قوله "كن" متعلقا با يكون في الوقت الذي يكون في المعلوم أنه يكون فيه فلا يكون ذلك الوقت إلا كان كما يكون نفسه سامعا للصوت وقت وجود الصوت، وإن كان قبل ذلك سامعا أيضا إلا أنه يتعلق بالصوت وقت وجوده في أنه سمعه حينئذ لا قبله والفاء في قوله "فيكون" لا تقتضي أن يكون للتعقيب مع ما علق عليه لأن ذلك جواب "إنما" فكانه قال: لا يكون قوله "كن" متعلقا بما يكون إلا كان في الحال التي علم أنه يكون فيها وأن لا يوجب استقبال لأن ذلك مع ما بعده بمنزلة المصدر كما كان قوله: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ}

(4)

. معناه والصيام خير

(5)

لكم وذلك لا يقتضي استقبالا قلنا وقد قال: الله عز وجل في إثبات صفة الكلامِ لنفسه ونفي النفاد عنه {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}

(6)

.

وإنما ذكرها بلفظ الجمع على طريق التعظيم كقوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}

(7)

.

قال البيهقي رحمه الة قال: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}

(8)

.

فذكره بالتكرار وأخبر الله عز وجل بما كلم به موسى فقال: {يَا مُوسَى. إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى. وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى. إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}

(9)

إلى قوله {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفسِي} .

(1)

زيادة من الأصل.

(2)

سورة الإسراء (17/ 50).

(3)

سورة البقرة (2/ 65).

(4)

سورة البقرة (2/ 184).

(5)

في (ن)"خيرا".

(6)

سورة الكهف (18/ 109).

(7)

سورة الحجر (15/ 9).

(8)

سورة النساء (4/ 164).

(9)

سورة طه (20/ 12 - 41).

ص: 328

وقال: {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}

(1)

.

فهذا كلام سمعه موسى عليه السلام من ربه بإسماع الحق إياه بلا ترجمان كان بينه وبينه ودل بذلك على ربوبيته ودعاه إلى وحدانيته وعبادته وإقامة الصلاة لذكره وأخبره أنه اصطفاه لنفسه واصطفاه لرسالاته

(2)

وبكلامه وأنه مبعوث إلى خلقه فمن زعم أنه إنما سمعه من غير الله عز وجل فقد زعم أن غير الله ادعى الربوبية لنفسه ودعا موسى إلى وحدانية نفسه وذلك كفر وإن زعم أن ذلك الغير دعا إلى الله كذبه قوله: {إِنَّي أَنَا رَبُّكَ} و {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي} .

ولكان ذلك الغير يقول: ربي وربك فاعبده دل أنه إنما سمعه ممن له الربوبية والوحدانية ولأن الأمة اجتمعت مع سائر أهل الملل على أن موسى كان مخصوصا بفضل كلام الله عز وجل ولو كان إنما سمعه من مخلوق لم يكن له خاصية ولا شبه أن يكون من سمعه من جبريل أكثر خاصية منه لزيادة فضل جبريل على صوت يخلقه الله عز وجل في الوقت لموسى.

وقد روينا

(3)

في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة مناظرة آدم وموسى قال: "فقال آدم لموسى: أنت نبي بني إسرائيل الذي كلمك

(4)

الله من وراء الحجاب، لم يجعل الله بينك وبينه رسولا من خلقه".

[166]

أخبرنا أبو علي الروذباري، أخبرنا أبو بكر بن داسة، حدثنا أبو داود، حدثنا

(1)

سورة الأعراف (7/ 144).

(2)

في (ن)"برسالته".

(3)

أخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات"(ص 253) من طريق أبي داود، وهو في "سنن أبي داود" في كتاب السنة (5/ 78 رقم 4702). وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (ص 143) وأبو يعلى في "مسنده" (1/ 209 رقم 243) من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر. قال الألباني: هذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن سعد، وهو صدوق له أوهام، وقد حسنه ابن تيمية في أول رسالته في القدر. راجع "الصحيحة"(1702) وستاتي القصة برواية أبي هريرة برقم (178).

(4)

في (ن)"كلمه".

[166]

إسناده: رجاله موثقون.

• عثمان بن المغيرة الثقفي مولاهم، أبوالمغيرة الكوفي. وهو عثمان بن أبي زرعة، ثقة. من السادسة (خ-4). والحديث أخرجه المؤلف في "دلائل النبوة" بنفس السند ومن وجه =

ص: 329

محمد ابن كثير، حدثنا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن سالم يعني ابن أبي الجعد، عن جابر بن عبد اللّه قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرض نفسه على الناس بالموسم فقال: ألا رجل يحملني إلى قومه فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي عز وجل". وروينا عن

(1)

أبي بكو الصديق رضي الله عنه: "أنه لما قرأ سورة الروم على مشركي مكة فقالوا: هذا ما أتى به صاحبك قال: لا ولكنه كلام الله عز وجل وقوله" وفي رواية أخرى

(2)

: "ليس بكلامي ولا كلام صاحبي ولكنه كلام الله عز وجل" وروينا

(3)

عن عامر بن شهر أنه قال: "كنت عند النجاشي فقرأ ابن له أية من الإنجيل فضحك فقال: أتضحك من كلام الله عز وجل".

وروينا

(4)

عن خباب بن الأرت أنه قال: "تقرب ما استطعت واعلم أنك لن تتقرب إلى الله بشيء أحب إليه من كلامه".

= أخر عن إسرائيل (2/ 413) وهو عند أبي داود في "سننه" في السنة (5/ 103 رقم 4734).

وأخرجه الترمذي عن محمد بن إسماعيل، وهو البخاري، عن محمد بن كثير به (5/ 184 رقم 2925) وهو عند البخاري في "خلق أفعال العباد"(13). كما أخرجه ابن ماجة في المقدمة (1/ 73 رقم 201)، والدارمي في فضائل القرآن (ص 836)، وأحمد في "مسنده"(3/ 390) من طريق إسرائيل عن عثمان به. وأخرجه اللالكائي في "شرح السنة"(رقم 555) عن سليمان عن محمد بن كثير به.

(1)

أخرجه المؤلف فى "الأسماء والصفات"(309) من طريق محمد بن يحيى الذهلي عن شريح بن النعمان حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة بن الزبير عن نيار بن مكرم فذكر قصة أبي بكر مع المشركين. قال البيهقي، وهذا إسناد صحيح. (قلت): عبد الرحمن بن أبي الزناد تكلموا فيه، وضعفه جماعة، راجع "الميزان"(2/ 575).

(2)

أخرجه في "الأسماء والصفات"(309) من طريق أبي معمر الهذلي عن شريح عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه. وأخرجه الترمذي في "التفسير"(5/ 344 رقم 3194) من طريق ابن أبي الزناد، وصححه. وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(6/ 480) للدارقطني في "الأفراد"، والطبراني، وابن مردويه، وأبي نعيم في" الدلائل". وانظر روايات أخرى في هذا الصدد في "الدلائل" للمؤلف (2/ 330 - 334).

(3)

أخرجه في "لأسماء والصفات"(310) بسند ضعيف. ورواه أبو داود في كتاب السنة من "سننه"(4/ 105 رقم 4736) وسنده أيضا ضعيف.

(4)

راجع "الأسماء والصفات" أيضا (310 - 311) وقال المؤلف عن إسناده أنه صحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(10/ 510 - 511). كما أخرجه أحمد في "الزهد"(35) بسند صحيح. وذكره البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" بدون سند (13).

ص: 330

وروينا عن ابن مسعود

(1)

أنه قال: "أصدق الحديث كلام الله عز وجل".

وعن عمر بن الخطاب

(2)

رضي الله عنه قال: "القرآن كلام اللّه عز وجل".

وعن عثمان بن عفان

(3)

رضي الله عنه قال: "لو أن قلوبنا طهرت لما شبعنا من

كلام ربنا".

وعن علي بن أبي طالب

(4)

رضى الله عنه أنه قال: "ما حكمت مخلوقا إنما حكمت القرآن".

وعن ابن عباس

(5)

"أنه صلى على جنازة فقال رجل: اللهم رب القرآن العظيم اغفر له فقال ابن عباس: ثكلتك أمك إن القرآن منه إن القرآن منه".

وقد ذكرنا أسانيد هذه الآثار في كتاب الصفات مع سائر ما ورد فيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه والتابعين وأتباعهم.

[167]

أخبرنا أبو بكر محمد بن إبرهيم الفارسي في "التاريخ "، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم

(1)

انظر "الأسماء والصفات"(311) و "المدخل"(426). وأخرجه البخاري بسنده في "خلق أفعال العباد"(14).

(2)

أخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات"(312) من طرق. وأخرجه الدارمي في فضائل القرآن (ص 837).

(3)

"الأسماء والصفات"(313).

(4)

أيضاً، وراجع "شرح السنة" للالكائي (1/ 228 - 229).

(5)

"الأسماء والصفات"(312)، و"شرح السنة" للالكائي (2/ 230) وراجع "شرح السنة" للبغوي (1/ 186).

[167]

أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي، ذكره الذهبي في"السير" (17/ 429) وقال: روى عنه البيهقي، ولا أعلم متى توفي.

• إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق بن جعفر، أبو إسحاق الأصبهاني، يعرف بالقصار (م 373 هـ) ذكره الخطيب في "تاريخه" (6/ 127) وقال قال الحاكم: لقب بالقصار لأنه كان يغسل الموتى لورعه وزهده واجتهاده في العبادة. وراجع "أخبار أصبهان"(1/ 201).

• أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس الدلال (م 312 هـ). من أهل نيسابور، كانت له ثروة ظاهرة وتجارة واسعة، فذهبت فاشتغل بالدلالة بعد أن كان أنفق على العلم الأموال الكثيرة، وكان التمس من محمد بن إسماعيل البخاري نزول داره فنزل عنده مدة وقرأ عليه كتاب "التاريخ". قال أبو عبد الله بن الأخرم الحافظ: ما أنكرنا عليه الا لسانه، فإنه كان فحاشاً "الأنساب"(5/ 431 - 432)، "شذرات"(2/ 265). =

ص: 331

ابن عبد الله الأصبهاني أخبرنا أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: الحكم بن محمد أبو مروان الطبري حدثناه سمع ابن عيينة قال: أدركت مشيختنا منذ سبعين سنة منهم عمرو بن دينار يقولون: "القرآن كلام الله ليس بمخلوق" كذا قال البخاري

(1)

: عن الحكم ورواه سلمة بن شبيب

(2)

، عن الحكم بن محمد قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار قال: سمعت مشيختنا منذ سبعين يقولون فذكر معنى هذه الحكاية.

[168]

أخبرنا أبو منصور الفقيه، أخبرنا أبو أحمد الحافظ، أخبرنا أبو عروبة السلمي قال: أخبرنا سلمة بن شبيب فذكره. وكذلك

(3)

رواه (غير)

(4)

الحكم بن محمد، عن سفيان. قال البيهقي رحمه الله: مشيخة عمرو بن دينار جماعة من الصحابة

(5)

منهم عبد الله

=. محمد بن إسماعيل البخاري، أبو عبد الله (م 256 هـ)، هو الإمام العلم، أمير المؤمنين في الحديث، صاحب "الجامع الصحيح".

• الحكم بن محمد، أبو مروان الطبري (م 219 هـ)، ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 195) وترجم له الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب"(2/ 438).

• عمرو بن دينار المكي، أبو محمد الأثرم، الجمحي مولاهم (م 126 هـ). ثقة، ثبت. من الرابعة (ع).

(1)

راجع "خلق أفعال العباد"(7) وأخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات"(315) وأخرجه اللالكائي في "شرح السنة" من وجه أخر عن الحكم (1/ 234) ومن طريق البخاري (1/ 236).

(2)

أخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات" أيضاً (315) وأخرجه اللالكائي في "شرح السنة"(1/ 234). من طريق محمد بن منصور الأملي عن الحكم به.

[168]

إسناده: رجاله ثقات.

• أبو عروبة السلمي، الحسين بن محمد بن أبي معشر مودود، السلمي، الحراني (م 318 هـ). محدث حران، وصاحب التاريخ، كان من نبلاء الثقات. قال ابن عدي: كان عارفًا بالرجال وبالحديث، وكان مع ذلك مفتي أهل حران. راجع "التذكرة"(2/ 774 - 775)، "السير"، (14/ 510 - 512)، "شذرات"(2/ 279).

• سلمة بن شبيب المسمعي، النيسابوري (م بضمع وأربعين ومائتين). ثقة، من كبار الحادية

عشر (م-4).

(3)

راجع "الأسماء والصفات"(315).

(4)

زيادة من "الأسماء والصفات".

(5)

(قلت): الصحابة لم يعرف عنهم أنهم خاضوا في مثل هذه المناقشات. وقد روى المؤلف من طريق أب أحمد بن عدي عن أنس أنه قال: "القرآن كلام الله. وليس كلام الله بمخلوق".

وقال: قال أبو أحمد: هذا الحديث وإن كان موقوفًا على أنس رضي الله عنه فهو منكر، لأنه =

ص: 332

ابن عباس وعبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وعبد الله بن الزبير وأكابر التابعين.

وروينا هذا القول

(1)

عن علي بن الحسين وجعفر بن محمد الصادق ومالك بن أنس

= لا يعرف للصحابة، رضي الله عنهم، الخوض في القرآن. قلت:(أي البيهقي) إنما أراد به أنه لم يقع في الصدر الأول ولا الثاني من يزعم أن القرآن مخلوق حتى يحتاج إلى إنكاره، فلا يثبت عنهم شيء بهذا اللفظ الذي روينا عن أنس، وروى أيضاً مثله وأبين منه عن عمر، وعلي وعبد الله بن مسعود، لكن قد ثبت عنهم إضافة القرآن إلى الله تعالى وتمجيده بأنه كلام الله تعالى. راجع، "الأسماء والصفات" (313 - 314). وأخرج اللالكائي في "شرح السنة" عن عمرو بن دينار قال: أدركت تسعة من أصحاب رسول الله و يقولون: من قال القرآن مخلوق فهو كافر، ثم قال: وقد لقي عمرو بن دينار ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وجابر بن عبد الله والمسور بن مخرمة وسجد بن عائذ القرظي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم والسائب بن يزيد الكندي وأبا الطفيل عامر بن واثلة، وروى له عن أنس فهؤلاء تسعة (1/ 228).

(1)

راجع "شرح السنة"(1/ 227 - 335) حيث ذكر أسماء العلماء وأقوالهم في هذه المشكلة.

• علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب، السيد الإمام، زين العابدين يكنى أبا الحسن، ويقال: أبو الحسن (م 94 هـ). قال ابن سعد: كان علي بن الحسن ثقة، مأمونًا كثير الحديث، عاليًا، رفيعاً، ورعاً. وقال الزهري: ما رأيت قرشيّا أفضل من علي بن الحسين. وقال: ما رأيت أحداً كان أفقه منه ولكنه كان قليل الحديث. وانظر ترجمته في "طبقات ابن سعد"(5/ 211 - 222)، "المعرفة والتاريخ"(1/ 544)،، "الحليه"(3/ 133 - 145)، "وفيات ابن خلكان"(3/ 266 - 269)، "السير"(5/ 386 - 400)، "البداية والنهاية" (9/ 103 - 115). وأما عن قوله في القرآن فقد روى ابن أبي ذئب عن الزهري قال: سألت علي بن الحسن عن القرآن فقال: كتاب الله وكلامه. ذكره الذهبي في "السير"(5/ 396) وأخرجه المؤلف بسنده في "الأسماء والصفات"(316)، وأخرجه اللالكائي في "شرح السنة" (1/ 238). كما روي من وجه أخر أنه قال و سئل عن القرآن: ليس بخالق ولا مخلوق، وهو كلام الخالق، وأخرجه اللالكائي في "شرح السنة"(1/ 237).

• جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الإمام الصادق، أبو عبد الله القرشى الهاشمي (م 148 هـ). أحد الأعلام، ومن جلة علماء المدينة. قال أبوحنيفة: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد. كان من الكرماء النبلاء فكان يُطعم حتى لا يبقى لعياله شيء. راجع ترجمته في "الحلية"(13/ 92 - 206)، "وفيات ابن خلكان"(1/ 327 - 328)"السير"(6/ 255 - 274)، "الميزان"(1/ 414 - 415)، "شذرات"(1/ 25). وراجع لقوله في القرآن "الأسماء والصفات"(317)، "وخلق أفعال العبادو له"(15،8)، و "شرح السنة" للالكائي (1/ 241 - 243).

• مالك بن أنس، إمام دار الهجرة، له ترجمة مفصلة في "السير"، (8/ 48 - 135) وانظر فيه مصادر أخرى لترجمته. وأما قوله في القرآن فأخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات" =

ص: 333

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (318) وذكره الذهبي في "السير"(8/ 101) والبخاري في "خلق أفعال العباد"(12)، كما أخرج المؤلف بسنده عن سويد بن سعيد قال: سمعت مالك بن أنس، وحماد بن زيد، وسفيان ابن عيينة، والفضيل بن عياض، وشريك بن عبد الله، ويحيى بن سليم، ومسلم بن خالد، وهشام بن سليمان المخزومي، وجرير بن عبد الحميد، وعلي بن مسهر، وعبدة، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، ووكيعاً ومحمد بن فضيل، وعبد الرحيم بن سليمان، وعبد العزيز بن أبي حازم، والدراوردي، واسماعيل بن جعفر، وحاتم بن إسماعيل، وعبد الله بن يزيد المقرئ، وجميع من حملت عنهم العلم يقولون:"الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص، والقرأن كلام الله تعالى، وصفة ذاته غير مخلوق، من قال إنه مخلوق فهو كافر بالله العظيم"(الأسماء والصفات 318 - 319). وراجع "شرح السنة"(1/ 249 - 251).

• الليث بن سعد الإمام. له ترجمة مبسوطة في "السير"(8/ 136 - 163) وانظر فيه مصادر أخرى لترجمته. وراجع "شرح السنة"(1/ 250).

• سفيان بن عيينة الهلالى، الإمام الكبير، حافظ عصره (م 196 هـ)، وقوله في القرآن أخرجه الذهبي في "السير"(8/ 466). وراجع "خلق أفعال العباد" للبخاري (11)"والحلية"(7/ 296).

• حماد بن زيد بن درهم، الإمام الحافظ الثبت، (م 179 هـ). ترجمته في "طبقات ابن سعد"(7/ 286)،"الحلية"(6/ 256 - 267)، "السير"(7/ 456 - 466). وقوله ذكره الذهبي في "السير"(7/ 461).

• عبد الله بن المبارك، الحنظلي، المروزي (م 181 هـ). عالم زمانه، وأمير الأتقياء في وقته، الإمام، الثبت. راجع ترجمته في"الحلية"(8/ 162 - 195)، "وفيات ابن خلكان"(3/ 32)، "السير"(8/ 378 - 420). وقوله أخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات"(319) والذهبي في "السير"(8/ 403) وراجع "خلق أفعال العباد"(7) و "شرح السنة"(1/ 244).

• عبد الرحمن بن مهدي بن حسان، العنبري، البصري (م 198 هـ) الإمام الناقد، المجود، سيد الحفاظ، ثقة، حجة، متفق على إمامته. ترجمته في "طبقات ابن سعد"(7/ 297)، "الحلية"(9/ 3 - 63)، "السير"(9/ 192 - 208). وانظر مصادر ترجمته فيه. وقوله أخرجه المؤلف بسنده في "الأسماء والصفات"(319 - 320) وذكره الذهبي في "السير"(9/ 204) وراجع "خلق أفعال العباد"(15) وقول الشافعي أخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات"(322 - 323) وراجع "السير"، (10/ 30)، و "شرح السنة"(1/ 252 - 255).

• يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن، أبو زكريا التميمي، المنقري، النيسابوري (م 226 هـ) عالم خراسان، ومحدث عصره. قال أحمد: كان يحيى بن يحيى عندي إمامَا. ولو كانت عندي نفقة لرحلت إليه. ترجمته في "السير"(10/ 512 - 518) وانظر فيه مصادر أخرى لترجمته. وقوله أخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات"(324).

• الإمام أحمد بن حنبل، أخرج المؤلف قوله في "الأسماء والصفات"(324) وذكر الذهبي في "السير"(11/ 232 - 265)، وأبونعيم في "الحلية"(9/ 254 - 216) خبر محنته في مشكلة خلق القرآن. =

ص: 334

والليث بن سعد وسفيان بن عيينة وحماد بن زيد وعبد الله بن المبارك وعبد الرحمن ابن مهدي ومحمد بن إدريس الشافعي ويحيى بن يحيى وأحمد بن حنبل وأبي عبيد ومحمد ابن إسماعيل البخاري في مشيخة أجلة سواهم وإنما أحدث هذه البدعة الجعد ابن درهم ومنه كان ياخذ جهم فذبحه خالد بن عبد الله القسري يوم الأضحى.

قال الأستاذ أبو بكر بن فورك رحمه الله: لو كان كلام الباري جل وعز محدثا كان قبل حدوثه موصوفا بأنه يمنع منه كما لو كان غير عالم كان موصوفا بجهل وآفة

(1)

مانعة منه ولو كان كذلك (لما)

(2)

صح أن يتكلم في حال كما لا يصح أن يعلم لو كان لم يزل غير

(3)

عالم فوجب أنه لم يزل متكلما و لم يلق به أضداد الكلام من السكوت والخرس والطفولية.

و إن شئت قلت: كلام اللّه عز وجل لو كان مخلوقا كان يجب أن يكون موصوفا بضده قبل خلقه له لاستحالة أن يخلو الحي من الكلام وضده وضد الكلام لو كان قديما لم يجز عدمه وكان يؤدي إلى إحالة وصفه بالأمر والنهي والخبر وذلك خلاف الدين.

=. أبو عبيد، القاسم بن سلام (بالتشديد) بن عبد اللّه (م 224 هـ) الإمام الحافظ، المجتهد، ذو الفنون. أخذ اللغة عن أبي عبيدة وأبي زيد وجماعة. وصنف التصانيف المونقة التي سارت بها الركبان. إمام في اللغة والقراءات، ثقة مأمون في الحديث ترجمته في "طبقات ابن سعد"(7/ 355)، "تاريخ بغداد"(12/ 403 - 416)، "نزهة الألباء"(136 - 142)، "معجم ياقوت"(16/ 254 - 261)، "إنباه الرواة"(3/ 12 - 23)، "وفيات ابن خلكان"(4/ 60 - 63)، "السير"(10/ 490 - 509)، وانظر مصادر أخرى لترجمته هناك. وقوله أخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات"(324) وفي جميع النسخ "أبي عبيد الله". وهو خطأ، وقول الإمام البخاري أيضاً أخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات"(324) وراجع "خلق أفعال العباد"(7 - 16)، و "السير"(12/ 456)، وانظر محنته في هذه المشكلة فيه (12/ 453 - 466)، وانظر قصة الجعد بن درهم في "الأسماء والصفات"(325)"وخلق أفعال العباد" للبخاري (7).

• خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد القسري (م 126 هـ) أحد خطباء العرب وأجوادهم، ولي مكة سنة 89 هـ للوليد بن عبد الملك ثم ولاه هشام بن عبد الملك العراقين- الكوفة والبصرة- سنة 105 هـ. ثم عزله في 120 هـ ولى مكانه يوسف بن عمر الثقفي وأمره أن يحاسبه فسجنه يوسف وعذبه، ثم قتله في أيام الوليد بن يزيد. راجع "وفيات الأعيان"(2/ 226 - 231) وانظر "تاريخ الطبري" حوادث 105 - 120 هـ.

(1)

في الأصل "وأنه".

(2)

زيادة لا يصح المعنى إلا بها.

(3)

في (ن) والمطبوعة "غيره عالما".

ص: 335

ولأن الكلام لو كان مخلوقا كان لا يخلو من أن يخلقه في نفسه (وهذا محال)

(1)

لاستحالة أن يكون محلا للحوادث، ويستحيل أن يخلقه في غيره لأنه لو كان مخلوقا في غيره لكان مضافا إلى ذلك الغير باخص أوصافه كسائر الأعراض التي هي علم وقدرة وحياة إذا خلقها في غيره ولو كان كذلك لم يكن كلام الله ولا أمرا له.

فإن قيل: يكون كلاما له كما يكون فعله تفضلا له وإن كان في غيره.

قيل: التفضل هو اسم يعم أجناسا، ونحن قلنا يضاف إليه باخص أوصافه فإن كان قوة أضيفت إلى ما خلقت فيه وإن كان سمعا وبصرا فكذلك فقولوا بأنه يضاف إليه باسم الأمر والنهي بلفظ الكلام والقول فإن لم يضيفوه لا بالأخص ولا بالأعم ولا إلى الجملة ولا إلى المحل فقد افترق الأمر فيهما.

فإن قيل: لو كان كلامه غير مخلوق لكان لم يزل مخبرا: {انَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا}

(2)

ولم يزل يرسل وذلك كذب.

قيل: أو ليس قد قال

(3)

: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ} ولم يقل بعد

(4)

أفهو كذب فإن قال: معناه سيقول.

قيل ذلك قوله: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} . في أزله خبرا، عن أن "سنرسل نوحا" قبل إرساله فإذا أرسل يكذب

(5)

خبرا، عن إرساله أنه وقع من غير أن يحدث خبرا كما أن علمه بان سيكون الدنيا علمه بأنه كائن واذا كان لم يحدث علم إنما حدث المعلوم والمخبر عنه، دون العلم والخبر، فإن قالوا: لو كان لم يزل متكلما لكان لم يزل أمرا وأمر من ليس بموجود محال.

قيل: من قال من أصحابنا لم يزل أمرا فهو يقول: لم يزل أمرا له

(6)

يكون على معنى إذا خلقت وبلغت وكمل عقلك فافعل كذا كأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم لمن

(7)

يأتي بعده

(1)

زيادة لا يستقيم المعنى إلا بها.

(2)

سورة نوح (71/ 1).

(3)

سورة إبراهيم (14/ 22).

(4)

في (ن) والمطبوعة "ولم يقل يعدوا فهو كذب".

(5)

كذا في جميع النسخ ولعله "يكون".

(6)

في جميع النسخ "لم" ولعل الصواب ما أثبته.

(7)

في (ن)"لما".

ص: 336

ومن قال: لم يزل غير آمر وإنما يكون كلامه أمرا لحدوث معنى فنقول لا يجب إذا كان لم يزل متكلما أن يكون لم يزل أمرا لأن حقيقة الكلام غير حقيقة الأمر ولم يكن كلاما لأنه أمر وإنما كان كلاما لأنه مسموع يفيد معاني المتكلم وينفي السكوت ويكون أمر العلة الإفهام أن كذا يلزمه أن يفعله.

فإن قيل لو كان لم يزل متكلما لكان هاذيا إذ لا أحد يسمع كلامه.

قيل: أليس المسبح لا يسمع كلامه أحد ولا يكون هذيا فإن قيل: الله يسمعه قيل: فهو يسمع الهذيان أيضا ولايخرجه من أن يكون هذيانا ولأن معنى الهذيان أنه كلام لا يفيد وكلام الله يفيد المعاني الجليلة.

فإن احتج محتج بالحروف وتاخر بعضها عن بعض، وفي ذلك دلالة على الحدث وكلام الباري ليس بحروف وإنما هو معنى موجود قائم بذاته يسمع وتفهم معانيه والحروف تكون أدلة عليه كما تكون الكتابة أمارات الكلام ودلالات عليه وكما يعقل

(1)

متكلما لا مخارج له ولا أدوات كذلك يعقل له كلاما ليس بحروف ولا أصوات وقوله: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ}

(2)

دليلنا لأنه لولا أن في الأذكار ذكرا غير محدث ما كانت له فائدة كما أن من قال: جاءني رجل له رأس ما كانت له فائدة إذ لا يخلو منه رجل. ومعنى الذكر كلام الرسول صلى الله عليه وسلم أو نفس الرسول لأنه هو الذي يأتي في الحقيقة وأما النسخ والتبديل والحفظ فكل ذلك راجع إلى الإحكام وإلى القراءة الدالة على الكلام لا إلى عين الكلام وكذلك التبعيض إنما هو في القراءة الدالة عليه والقراءة غير المقروء كما أن ذكر الله غير الله وقوله: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا}

(3)

. يريد به سميناه كقوله: {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا}

(4)

أي وصفوا الملائكة إناثا.

(1)

في المطبوعة "تفعل".

(2)

سورة الأنبياء (21/ 2).

(3)

سورة الزخرف (43/ 3).

(4)

أيضًا (43/ 19).

ص: 337

قال الحليمي

(1)

رحمه الله: وقوله عز وجل: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}

(2)

إلى قوله: {وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ} و في سورة أخرى {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ. ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ. مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ}

(3)

.

فإنما معناه إنه لقول رسول كريم، أي قول تلقاه، عن رسول كريم، أو قول سمعه، عن رسول كريم أو نزل به عليه رسول كريم، وقد قال في آية أخرى:{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}

(4)

.

فاثبت أن القرآن كلامه ولا يجوز أن يكون كلامه و كلام جبريل معا فدل أن معناه ما قلنا.

قال البيهقي رحمه الله: والمقصود من تلك الآية تكذيب المشركين فيما كانوا يزعمون من وضع النبي صلى الله عليه وسلم هذا القرآن ثم قد أخبر الله عز وجل أنه هو الذي نزل به الروح الأمن عليه السلام على قلب محمد صلى الله عليه وسلم وأن جبريل نزل به من عنده وباللّه التوفيق.

وأما الوجه الثاني وهو الاعتراف بأنه معجز النظم فقد مضى الكلام فيه، والإعجاز عند أكثر أصحابنا يقع في قراءة القرآن فنظم حروفه ودلالاته في عين كلامه القديم، ولما كان الجن والإنس عاجزين عن الإتيان بمثله، والملائكة أيضا عاجزون عن الإتيان بمثله، لأنه في قول أكثر أهل العلم ليس من جنس نظوم كلام الناس ولا يهتدى إلى وجهه (ليحتذى)

(5)

ويمثل وهو كزكيب الجواهر لتصير أجساما وقلب

(6)

الأعيان إذ كما

(7)

لا يقدر عليه الجن والإنس لا يقدر عليه الملائكة، وإنما وقع التحدي عليه للجن والإنس دون الملائكة لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أرسل إلى الجن والإنس دون الملائكة وفي ذلك ما أبان أن نظم القرآن ليس من عند جبريل ولكنه من عند اللطيف الخبير وهذا معنى كلام

(8)

الحليمي رحمه الله.

(1)

راجع المنهاج (1/ 318).

(2)

سورة الحاقة (69/ 40 - 42).

(3)

سورة التكوير (81/ 19 - 21).

(4)

سورة التوبة (9/ 6).

(5)

زيادة من "المنهاج".

(6)

وفي "المنهاج""ولا على قلب الأعيان، ولا يقدرون عليه من ذلك".

(7)

في (ن) والمطبوعة "أو".

(8)

راجع "المنهاج"(1/ 319 - 320).

ص: 338

الوجه الثالث: فبيانه أن الله عز وجل ضمن حفظ القرآن فقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}

(1)

.

وقال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ. لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}

(2)

.

فمن أجاز أن يتمكن أحد من زيادة شيء في القرآن أو نقصانه منه أو تحريفه فقد كذب الله في خبره وأجاز الخلف فيه وذلك كفر.

وأيضا فإن ذلك لو كان ممكن لم يكن أحد من المسلمين على ثقة مما في دينه ويقين مما هو متمسك به لأنه كان لا يأمن أن يكون فيما كتم من القرآن أو ضاع بنسخ شيء مما هو ثابت من الأحكام أو تبديله بغيره، وبسط الحليمي

(3)

رحمه الله الكلام فيه فصح أن من تمام الإيمان بالقرآن الاعتراف بان جميعه هو هذا المتوارث

(4)

خلفا عن سلف، لا زيادة فيه ولا نقصان منه وبالله التوفيق.

‌ذكر حديث جمع القرآن

[169]

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن

(1)

سورة الحجر (15/ 9).

(2)

سورة حم السجدة (41/ 41 - 42).

(3)

"المنهاج"(1/ 325).

(4)

وفي (ن)"المتواتر".

[169]

إسناده: فيه من لم أعرفهم. والحديث صحيح.

• أبو الحسين علي بن محمد بن سختويه. لم أظفر بترجمة له، وكذا أبو نصر محمد بن محمد بن علي بن مقاتل الهاشمي.

• الحسن بن موسى الأشيب، أبو علي، البغدادي (م 209 أو 210 هـ) قاضي الموصل وغيرها، ثقة. من التاسعة (ع).

• إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أبو إسحاق (م 185 هـ) ثقة، حجة، تكلم فيه بلا قادح. من الثامنة (ع).

• أبو خليفة الفضل بن الحباب بن عمرو بن محمد بن شعيب، الجمحي، البصري (م 305 هـ) الحباب لقب، واسمه عمرو. كان ثقة، صادقا، مأمونا، أديبا فصيحا، مفوها، رحل إليه من الآفاق. ترجمته في " طبقات الحنابلة"(1/ 249 - 251)، "السير"(14/ 7 - 10)، "اللسان"(4/ 438 - 445)، "شذرات"(2/ 246).

• عبيد بن السباق (بمهملة وموحدة شديدة) المدني الثقفي، أبو سعيد. ثقة، من الثالثة (ع).

ص: 339

سختويه، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا الحسن بن موسى الأشيب، عن إبراهيم بن سعد الزهري، عن ابن شهاب -ح-.

وأخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي بن مقاتل الهاشمي الفروي، حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن عبيد بن السباق، عن زيد بن ثابت قال: "أرسل إلي أبو بكر الصديق رضى الله عنه مقتل أهل اليمامة فإذا عمر جالس عنده فقال أبو بكر: إن عمر جاءني فقال: إن القتل

(1)

فقد أستحر وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: هو واللّه خير، فلم يزل يراجعني حتى شرح الله

(2)

لذلك صدري ورأيت في ذلك الذي رأى عمر رضي الله عنه".

قال زيد قال أبو بكر: "إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن واجمعه".

قال زيد: "فواللّه لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمروني به من جمع القرآن قال قلت: وكيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو واللَه خير، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح اللَه صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر قال: فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع

(3)

والعسب (واللخاف) وصدور الرجال حتى وجدت أخر سورة التوبة مع أبى خزيمة".

(1)

في "الدلائل" و"صحيح البخاري": "أن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، واني أخشى أن إن استحر القتل بالقراء في المواطن كلها"، وعند البخاري- بالمواطن- "فيذهب كثير من القرآن واني أرى أن تأمر".

(2)

في "الدلائل""حتى شرح الله صدري للذي شرح صدره".

(3)

الرقاع جمع رقعة: ما يكتب عليه من جلد أو نحوه. العسب جمع عسيب: جريد النخل من غير خوصة. وكان يستخدم للكتابة عليه، وفي رواية البخاري بعده:"واللخاف". واللخاف: جمع لخفة: حجارة بيض عربضة رقاق يستخدم للكتابة عليها. وهذه الكلمة ليست في النسخ الموجودة لدينا.

ص: 340

وفي رواية أبي الوليد: "مع خزيمة

(1)

أو أبي خزيمة

(2)

الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره".

{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} خاتمة سورة براءة.

قال: وكانت الصحف عند أبي بكر حياته حتى توفاه الله عز وجل ثم عند عمر حياته حتى توفاه الله عز وجل ثم عند حفصة بنت عمر أم المؤمنين. انتهى حديث الأشيب وزاد أبو الوليد

(3)

في روايته قال إبراهيم بن سعد: حدثني ابن شهاب، عن أنص بن مالك: " أن حذيفة قدم على عثمان بن عفان وكان بغازى أهل الشام مع أهل العراق في فتح أرمينية وأذربيجان فافزع حذيفة

(4)

اختلافهم فى القراءة فقال لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب كما اختلفت اليهود والنصارى. فبعث عثمان إلى حفصة: أرسلي المصحف أو قال الصحف

(1)

قال ابن حجر: اختلف الرواة فيه على الزهري فمن قائل مع خزيمة، ومن قائل مع أبي خزيمة، ومن شاك فيه يقول:"خزيمة أو أبي خزيمة". والأرجح أن الذي وجد معه آخر سورة التوبة أبو خزيمة بالكنية، والذي وجد معه الآية من الأحزاب خزيمة. راجع فتح الباري (9/ 15). وقد أخرج البخاري في التوحيد من طريق إبراهيم عن ابن شهاب فقال:"أبي خزيمة" وفي رواية شعيب عن الزهري في التفسير "خزيمة الأنصاري" وجاء عند أحمد والترمذي في رواية عبد الرحمن بن مهدي عن إبراهيم (خزيمة بن ثابت" وكذا في رواية أبي داود الطيالسي عن إبراهيم عند ابن أبي داود، وفي رواية يونس عن الزهري عنده "خزيمة بن ثابت الأنصاري" راجع "المصاحف" (12 - 14). وأبوخزيمة قال الحافظ في "الفتح"(9/ 5): قيل هو ابن أوس يزيد بن أصرم، مشهور بكنيته دون اسمه، وقيل: هو الحارث بن خزيمة. ولم يذكره في "الإصابة" لا في الحارث ولا في أبي خزيمة، وذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب" في الموضعين وقال في "الكنى": أبو خزيمة بن أوس بن زيد بن أصرم بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار شهد بدرا وما بعدها من المشاهد وتوفي في خلافة عثمان وهو أخو مسعود بن أوس. ثم ذكر حديث زيد بن ثابت وقال: وهو هذا ليس بينه وبن الحارث بن خزيمة إلا اجتماعهما في الأنصار أحدهما أوسي والآخر خزرجي (الاستيعاب 4/ 50 - 51).

(2)

في (ن)"ابن خزيمة".

(3)

أخرجه ابن أبي داود في "المصاحف"(26) من طريق عبد الرحمن عن إبراهيم بن سعد به.

(4)

في الأصل، و (ن)"لحذيفة".

ص: 341

ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فبعثت بها إليه فدعا زيد بن ثابت وأمره وأمر عبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص".

وقال غير أبي الوليد وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام: "وأمرهم أن ينسخوا الصحف في المصاحف وقال لهم: ما اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانكم".

فكتبت الصحف في المصاحف فبعث إلى على أفق بمصحف وأمر بما سوى ذلك من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يمحى أو يحرق.

قال ابن شهاب

(1)

: وأخبرني خارجة بن زيد أنه سمع زيد بن ثابت يقول: فقدت آية من سورة الأحزاب حين نسخت الصحف كنا نسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها فالتمستها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} فالحقتها به في سورتها في المصحف.

قال ابن شهاب

(2)

: فاختلفوا يومئذ في التابوت فقال زيد بن ثابت: التابوه وقال ابن الزبير وسعيد بن العاص: التابوت فرفع كلامهم إلى عثمان فقال اكتبوه التابوت. رواه البخاري في الصحيح

(3)

عن موسى بن إسماعيل، عن إبراهيم بن سعد دون

(1)

راجع "البخاري" في الجهاد (3/ 205) وفي المغازي (5/ 31) وفي التفسير (6/ 22). وخزيمة ابن ثابت بن الفاكه الأنصاري الأوسي. من السابقين الأولين شهدا بدرا وما بعدها. واستشهد بصفين مع علي. وكان النبي صلى الله عليه وسلم جعل شهادته شهادة رجلين. راجع "الإصابة"(1/ 425)، "الاستيعاب"(1/ 416).

(2)

راجع "الترمذي"، و "المصاحف" لابن أبي داود، و "الدلائل" (7/ 151). قال الحافظ: وهذه الزيادة أدرجها إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع في روايته عن ابن شهاب في حديث زيد بن ثابت، وقال الخطيب: وإنما رواها ابن شهاب مرسلة (فتح الباري 9/ 20)

(3)

في فضائل القرآن (6/ 98 - 99). وأخرجه عن محمد بن عبيد الله أبي ثابت عن إبراهيم بن سعد به في "الأحكام"(8/ 118 - 119) وفي "التفسير" من وجه أخر عن الزهري به (5/ 210).

وأخرجه من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري الترمذي في التفسير من "سننه"(5/ 283) وأحمد في "مسنده"(5/ 188) وابن أبي داود في "المصاحف"(12 - 13) كما أخرجه هو (14 - 15) وأحمد (1/ 13) من وجه أخر عن الزهري نحوه. وأخرجه النسائي في فضائل القرآن (57 - 63) ببعضه. وأخرجه المؤلف في "سننه"(2/ 40 - 42) وفِى "الدلائل"(7/ 148 - 151).

ص: 342

قول ابن شهاب قال البيهقي رحمه الله: وتأليف القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

روينا عن زيد بن ثابت

(1)

أنه قال: "كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع".

وإنما أراد- والله تعالى أعلم- تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورتها وجمعها فيها بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم ثم كانت مثبتة في الصدور، مكتوبة في الرقاع واللخف والعسب، فجمعت منها في صحف بإشارة أبي بكر وعمر وغيرهما من المهاجرين والأنصار ثم نسخ ما جمع في الصحف في مصاحف باشارة عثمان بن عفان على مارسم المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وروينا عن سويد بن غفلة

(2)

أنه قال: قال علي بن أبي طالب: يرحم الله عثمان لو كنت أنا لصنعت

(3)

في المصاحفط ما صنع عثمان.

وقد ذكرنا في كتاب المدخل

(4)

وفي أخر كتاب دلائل النبوة ما يقوي هذا الإجماع ويدل على صحته والحمد لله على حفظ عباده وتركهم على الواضحة وفقنا لمتابعة السنة ومجانبة البدعة

(5)

.

[170]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى

(1)

أخرجه المؤلف بسنده عن زيد بن ثابت في "الدلائل"(7/ 147). وأخرجه الترمذي في أخر المناقب (5/ 534 رقم 3954) والحاكم في "المستدرك"(2/ 229).

(2)

ذكره ابن أبي داود في "المصاحف"(7/ 29 - 30).

(3)

و في (ن) و المطبوعة "لضعفت".

(4)

لم أجده في النسخة المطبوعة.

(5)

راجع (7/ 147 - 160).

[170]

إسناده: رجاله ثقات.

• أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس، النيسابوري (م 350 هـ) أحد البلغاء والفصحاء. بنى دارا للمحدثين وأدر عليهم الأرزاق. راجع "السير"(16/ 23 - 24)، "والأنساب"(12/ 35).

• النفيلي هو أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل، ثقة. من رجال البخاري (م 234 هـ).

• عبد العزيز بن رفيع (مصغرا) الأسدي، أبو عبد الملك المكي (م 103 هـ) ثقة، من الرابعة (ع).

• شداد بن معقل الكوفي صدوق، من الثانية. قليل الحديث.

ص: 343

أخبرنا الفضل بن محمد بن المسيب، حدثنا النفيلي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد العزيز بن رفيع قال:"دخلت مع شداد بن معقل على ابن عباس فسألناه: هل ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا سوى القرآن؟ قال: ما ترك سوى ما بين هذين اللوحين ودخلنا على محمد ابن الحنفية فسألناه فقال مثل ذلك ". رواه البخاري في الصحيح

(1)

عن قتيبة عن سفيان.

[171]

أخبرنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي، حدثنا أبو حامد أحمد بن

(1)

في "فضائل القرآن"(6/ 106).

[171]

إسناده، ضعيف.

• محمد بن يزيد بن سنان الجزري، أبو عبد الله بن أبي فروة الرهاوي (م 220 هـ) ليس بالقوي، من التاسعة. قال الدارقطني: ضعيف. قال أبو حاتم: ليس بشيء هو أشد غفلة من أبيه مع أنه كان رجلاً صالحاً. وقال أبو داود: ليس بشيء. راجع "تهذيب التهذيب"(9/ 524 - 525)، "الميزان"(4/ 69)، "الجرح والتعديل" (8/ 137). (قلت): قال أبو حاتم أيضًا: صدوق. وذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 73).

• أما أبوه يزيد بن سنان بن يزيد، أبو فروة الرهاوي (م 155 هـ) فضعيف، من كبار السابعة (ت ق) ضعفه ابن معين، وأحمد، وابن المديني، وتركه النسائي. وقال البخاري: مقارب الحديث راجع "الميزان"(4/ 427)، "والكامل"(7/ 2723)، و"الضعفاء" اللعقيلي (4/ 382). وقال ابن حبان في "كتاب المجروحين"(3/ 63) كان ممن يخطئ كثراً حتى يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات ولا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا وافق الثقات فكيف إذا انفرد بالمعضلات!.

• وعطاء هو ابن أبي رباح. والحديث ذكره ابن عدي في "الكامل"(7/ 2724) من طريق داود بن أحمد البارزي عن محمد بن يزيد عن أبيه به، كما ذكره من طريق أبي خالد الأحمر عن يزيد بن سنان عن أبي المبارك عن عطاء عن أبي سعيد عن النبى صلى الله عليه وسلم. وقال: وهاتان الروايتان رواهما يزيد بن سنان وهما غير محفوظتان. وراجع "الميزان"(4/ 427). وأخرجه الترمذي في فضائل القرآن من "جامعه"(5/ 180) من طريق وكيع حدثنا أبو فروة يزيد بن سنان عن أبي المبارك عن صهيب فذكره مرفوعا. قال أبو عيسى: هذا حديث ليس إسناده بالقوي، وقد خولف وكيع في روايته وقال محمد (يعني البخاري): أبو فروة يزيد بن سنان الرهاوي ليس بحديثه بأس إلا رواية ابنه محمد عنه فإنه يروىِ عنه مناكير. قال أبو عيسى: وقد روى محمد بن يزيد بن سنان عن أبيه هذا الحديث فزاد في هذا الإسناد عن مجاهد عن سعيد بن المسيب عن صهيب ولا يتابع محمد بن يزيد على روايته وهو ضعيف. وأبو المبارك رجل مجهول. قال الذهبي في "الميزان": أبوالمبارك عن عطاء بن أبي رباح وعنه يزيد بن أبي سنان، لا يدرى من هو، وخبره منكر، ثم ذكر الحديث (4/ 567 - 568). والحديث رواه الطبراني في "الكبير" عن عبد الله بن الحسن المصيصي ثنا محمد بن يزيد عن أبيه. =

ص: 344

الحسن الحافظ، حدثنا محمد بن يحيى الذهلي وأبوحاتم الرازي قالا: حدثنا محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، حدثنا يزيد بن سنان يعني أباه، عن عطاء قال: سمعت أبا الحجاج مجاهد بن جبر يقول: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت صهيبا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما أمن بالقرآن من استحل محاومه".

[172]

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخرني أبو أحمد بن أبي الحسن، حدثنا محمد بن

= فذكره بسند المؤلف (8/ 36 رقم 7295) وضعفه في "المجمع"(1/ 177) لمحمد بن يزيد وأبيه.

وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 54) من طريق أبي خالد الاحمر عن يزيد، وذكر الطرق الاخرى ثم ذكر عن أبيه أنه قال: هذه كلها منكرة وليس فيها حديث يمكن أن يقال إنه صحيح، وكأنه شبه الموضوع، وحديث أبيه أنكرها ومحل يزيد محل الصدق، والغالب عليه الغفلة، فيحتمل أن يكون سمع من أبي المبارك هذا وهو شبه المجهول. (قلت): وقد ساق الذهبي في "الميزان" هذا الحديث بسنده عن عبد الرحمن بن أبي حاتم سمعت أبي يقول سمعت محمد ين يزيد ابن سنان الرهاوي يقول سمعت أبي يقول: سمعت عطاء يقول سمعت مجاهدا يقول سمعت سعيد بن المسيب يقول سمعت صهيبَا يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، فذكره.

[172]

إسناده: رجاله ثقات.

• أبو أحمد بن أبي الحسن، الحسن بن علي بن محمد بن يحيى التميمي، النيسابوري، المعروف بِحُسَيْنَكَ، ويقال له أيضاً: ابن مُنَينهَ (م 375 هـ) إمام، حافظ، قال الخطيب: كان ثقة حجة. وقال الحاكم: الغالب على سماعاته الصدق. وأثنى عليه ترجمته في "تاريخ بغداد"(8/ 74 - 75)، "التذكرة"(3/ 968 - 969)، "السير"(15/ 407 - 408)، "شذرات"(3/ 84).

• محمد بن إسحاق بن خزيمة، أبو بكر، السلمي، النيسابوري (م 311 هـ) الحافظ، الحجة، الفقيه، الإمام، صاحب التصانيف، عني بحداثته بالحديث والفقه حتى صار يضرب به المثل في سعة العلم والإتقان. قال الدارقطني: كان ابن خزيمة إماما ثبتا معدوم النظير.

وقال الذهبي: ولابن خزيمة عظمة في النفوس وجلالة في القلوب لعلمه ودينه واتباعه السنة. راجع ترجمته في "التذكرة"(2/ 720 - 731)، "السير"(14/ 365 - 382)، "الوافي"(2/ 196)، "شذرات"(2/ 262 - 263).

• أحمد بن سعيد بن إبراهيم الرباطي المروزي، أبو عبد الله الأشفر (م 246 هـ) ثقة، حافظ، من الحادية عشرة. (خ م دت س) وفي المطبوعة "الرياحي".

• صدقة بن سابق الزمن، كنيته أبو عمرو ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: هو الذي يقال له صدقة المقعد، مولى بني هاشم، (8/ 320) وراجع "الجرح والتعديل"(4/ 434).

• المفضل بن المهلهل السعدي، أبو عبد الرحمن الكوفي (م 167 هـ) ثقة، ثبت، نبيل عابد، من السابعة (م س ق) ولكنه لم درك مجاهدا وكانت هذه متابعة قوية ليزيد بن سنان لولا الانقطاع الذي في السند.

ص: 345

إسحاق بن خزيمة، حدثنا أحمد بن سعيد الرباطى، قال حدثنا صدقة بن صادق مولى

بني هاشم، حدثنا مفضل بن مهلهل، عن مجاهد، عن سعيد بن المسيب قال: سمعت

صهيبا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما آمن بالقرآن من استحل محارمه".

قال البيهقي رحمه الله: وأما الإيمان بسائر الكتب مع الإيمان بالقرآن فهو نظير الإيمان بسائر الرسل مع الإيمان بنبينا صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعن، والذي يحق علينا معرفته في كلام الله عز وجل أن نعرف أن كلامه صفة من صفات ذاته يقوم به وكلامه مقروء في الحقيقة بقراءتنا محفوظ في قلوبنا، مكتوب في مصاحفنا غير حال فيها كما أن الله تعالى مذكور في الحقيقة بالسنتنا، معلوم في قلوبنا معبود في مساجدنا غير حال فيها وكلام الله إذا قرئ بالعربية سمي قرأنا وإذا قرئ بالسريانية سمي إنجيلا واذا قرئ بالعبرانية سمي توراة وإنما يجوز في هذه الشريعة قراءة ما سمي قرآنا دون ما سمي توراة وإنجيلا، لأن الله تعالى كذب أهل التوراة والإنجيل الذين كانوا على عهد نبينا صلى الله عليه وسلم وأخبر عن

(1)

خيانتهم وتحريفهم الكلام عن مواضعه، ووضعهم الكتاب ثم يقولون هذا من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون فلا يأمن السلم إذا قرأ شيئا من كتبهم أن يكون ذلك من وضع اليهود والنصارى.

[173]

وقد أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، حدثنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا عبد الله بن الصقر بن نصر السكري، حدثنا أبو مروان، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس قال: "كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء، وكتابكم الذي أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم أحدث

(1)

في (ن) والمطبوعة "في"

[173]

إسناده: حسن.

• عبد الله بن الصقر بن نمر البغدادي، أبو العباس السكري (م 302 هـ) إمام، ثقة. وثقه الخطيب، وقال الدارقطني: صدوق. راجع "تاريخ بغداد"(9/ 482)، "السير"(14/ 173)، "طبقات ابن الجزري"(1/ 423). وفي النسخ كلها "اليشكري".

• أبو مروان، محمد بن عثمان بن خالد العثماني (م 241 هـ) صدوق يخطئ، من العاشرة. (ص ق) قال البخاري: صدوق، وقال أبو حاتم: ثقة، وقال صالح جزرة: ثقة إلا أنه يروي عن أبيه المناكير، قال الحاكم: في حديثه بعض المناكير. قال الذهبي: نكارتها من قبل أبيه راجع "الميزان"(3/ 640 - 641).

ص: 346

الأخبار تقرءونه محضا لم يشب ثم يخبركم اللّه في كتابه أنهم قد غيروا كتاب اللّه وبدلوه وكتبوا الكتاب بايديهم ثم قالوا هو من عند الله ليشتروأ به ثمنا قليلا ألا ينهاكم العلم الذي

(1)

جاءكم عن مسألتهم، والله ما رأينا رجلا منهم قط سألكم عما أنزل الله إليكم".

[174]

وأخبرنا علي بن

(2)

أحمد بن عبيد، حدثنا عبيد بن بشر، حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد اللّه، عن ابن

(3)

عباس قال: "يا معشر المسلمين

(4)

كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء، وكتابكم الذي أنزل الله على نبيكم أحدث الأخبار بالله تقرءونه" فذكر نحوه. رواه البخاري في الصحيح، عن يحيى بن بكير

(5)

وعن موسى بن إسماعيل

(6)

، عن إبراهيم بن سعد وقد روينا، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم أن عمر أتاه فقال: "إنا نسمع أحاديث من اليهود تعجبنا أفترى أن نكتب

(7)

بعضها؟ فقال: أمتهوكون

(8)

أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟! لقد جئثكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي".

(1)

تكررت هذه الجملة في الأصل.

[174]

إسناده: صحيح.

(2)

كذا في جميع النسخ ولعل الصواب "علي بن أحمد بن عبدان".

(3)

وفي النسخ كلها "عبيد الله بن عبد الله بن عباس".

(4)

في (ن) والمطبوعة "المسلمون".

(5)

في الشهادات (3/ 163).

(6)

في "الاعتصام"(8/ 160) وأخرجه في "التوحيد" عن أبي اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري به، ومن طريق عكرمة عن ابن عباس به مختصرا (8/ 208)، وأخرجه في كتاب "خلق أفعال العباد" عن أبي اليمان به (54). وأخرجه الخطيب في "الجامع"(2/ 115 رقم 1345) من طريق علي بن محمد بن عيسى الجكاني أخبرنا أبو اليمان. فذكره.

(7)

في (ن) والمطبوعة "يكتب".

(8)

في نسخ عندنا "لتتهوكون" والتصحيح من "غريب الحديث" وتهوك وتهور أخوان في معنى وقع في الأمر بغير روية. وقال الأصمعي: المتهوك: الذي يقع في كل أمر. وراجع "الفائق" للزمخشري (3/ 218). وقال أبو عبيد في شرحه، يقول أمتحيرون أنتم في الإسلام؟ لا تعرفون دينكم حتى تاخذوه من اليهود والنصارى؟ (غريب الحديث 3/ 29).

ص: 347

[175]

أخبرناه أبو عبد الرحمن السلمي أخبرنا أبو الحسن الكارزي أخبرنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، حدثنا هشيم أخبرنا مجالد فذكر نحوه.

قال أبو عبيد: وحدثنا معاذ، عن ابن عون، عن الحسن يرفعه نحو ذلك قال قال: ابن عون فقلت للحسن: ما متهوكون؟ قال: متحيرون.

[176]

حدثنا أبو محمد بن يوسف الأصبهاني إملاء أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن

[175] إسناده: ليس بالقوي.

• أبو الحسن الكارزي، محمد بن محمد بن الحسن بن الحارث الكارزي، نسبة إلى كارز (بتقديم الراء المكسورة على الزاي) قرية على نصف فرسخ من نيسابور. كان صحيح السماع مقبولاً في الرواية (م 346 هـ).

• أبو عبيد هو القاسم بن سلام صاحب "غريب الحديث".

• هشيم (بالتصغير) ابن بشير (بوزن عظيم) ابن القاسم بن دينار السلمي أبو معاوية بن أبي خازم (بمعجمتين) الواسطي (م 183 هـ)، ثقة، ثبت، كثير التدليس والإرسال الخفي. من السابعة (ع).

• مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني، أبو عمرو الكوفي (م 144 هـ). ليس بالقوي، وقد تغير في أخر عمره. من صغار السادسة. (م-4).

• الشعبي، عامر بن شراحيل، أبو عمرو، ثقة، مشهور، فقيه، فاضل، من الثالثة (ع). قال مكحول: ما رأيت أفقه منه. له ترجمة مبسوطة في "السير"(4/ 294 - 319) وانظر مصادر أخرى لترجمته هناك والحديث أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث، عن هشيم به (3/ 28 - 29). وأخرجه أحمد في "مسنده" (3/ 387) عن سريج النعمان قال: حدثنا هشيم أخبرنا مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب اصابه من بعض أهل الكتب فقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم فغضب فقال: أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ والذي نفسى بيده! لقد جئتكم بها بيضاء نقية. لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به، أو بباطل فتصدقوا به. والذي نفسيى ييده! لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيًّا ما وسعه إلا أن يتبعني. وانظر "مجمع الزوائد"(1/ 173 - 174، 8/ 262) وذكر الهيثمي روايات أخرى وقال عن هذا الحديث: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه مجالد بن سعيد ضعفه أحمد ويحيى بن سعيد وغيرهما.

• معاذ هو ابن معاذ بن نصر بن حسان العنبري، أبوالمثنى البصري القاضي (م 196 هـ) ثقة، متقن، من كبار التاسعة (ع).

• ابن عون، عبد الله بن عون بن أرطبان، أبوعون البصري (م 150 هـ) ثقة، ثبت، فاضل. من أقران أيوب السختياني في العلم والعمل والسن. من السادسة (ع).

[176]

إسناده: لين.

• أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد، ابن الأعرابي، البصري، الصوفي (م 340 هـ) الإمام، =

ص: 348

زياد البصري بمكة، حدثنا الهيثم بن سهل التستري، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا مجالد ابن سعيد.

وأخبرنا أحمد بن الحسن القاضي، حدثنا أبو علي حامد بن محمد الرفاء، حدثنا محمد بن شاذان الجوهري، حدثنا زكريا بن عدي، حدثنا حماد بن زيد، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسالوا أهل الكتاب عن شيء، فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا". زاد القاضي في روايته: "واللّه لو كان موسى عليه السلام حيا ما حل له إلا أن يتبعني" وروي عن جبير بن نفير، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم في محو ما كتب من قول اليهود بريقه والنهي عن ذلك.

= المحدث، القدوة، الحافظ، رحل إلى الأقاليم، وجمع وصنف، صحب المشايخ وخرج معجماً

كبيرًا. قال الذهبي: كان كبير الشأن، بعيد الصيت، عالي الإسناد راجع "طبقات الصوفية" للسلمي (427 - 430)، "الحلية"(10/ 375 - 376)، "السير"(15/ 407 - 511)، "التذكرة"(3/ 852 - 853)، "شذرات"(2/ 354 - 355)، "طبقات الأولياء"(77 - 78).

• الهيثم بن سهل التستري (م بعد 260 هـ) شيخ معمر، عالي الإسناد، لين الحديث. ضعفه الدارقطني. راجع "السير"(12/ 158 - 159)، "الميزان"(4/ 323)، "لسان الميزان"(6/ 207)، و"تاريخ بغداد"(14/ 60 - 61).

• أبو على حامد بن محمد بن عبد الله، الهروي الرفاء (م 356 هـ) الشيخ الإمام المحدث، اشتهر اسمه، وانتشر حديثه، وكان ذا معرفة وفهم وسعة علم، وانتهى إليه علو الإسناد بهراة.

وثقه الخطيب وغيره. راجع "تاريخ بغداد"(8/ 172 - 174)، "الأنساب"(6/ 145 - 146)، "السير"(16/ 16)، "شذرات"(3/ 19).

• محمد بن شاذان بن يزيد، أبو بكر، الجوهري (م 286 هـ) ذكره الخطيب في "تاريخه" وقال: سمع هوذة بن خليفة، وزكريا بن عدي، ومعلى بن منصور وعمرو بن حكام. ذكره الدارقطني فقال، ثقة صدوق. راجع "تاريخ بغداد"(5/ 353 - 354).

• زكريا بن عدي بن الصلت، أبو يحيى (م 211 أو 212 هـ) ثقة، جليل، يحفظ. من كبار العاشرة (بخ م ت س ق). والحديث أخرجه أحمد عن يونس وغيره ثنا حماد به (3/ 338) وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (4/ 102 رقم 2135) وكذا البزار. راجع "كشف الأستار" (1/ 78 - 79) و "مجمع الزوائد" (1/ 174). وروي موقوفا من قول ابن مسعود أخرجه اللالكائي في "شرح السنة" (2/ 743 رقم 1384) وعبد الرزاق في "مصنفه" (10/ 312 - 313) وقال ابن حجر: سنده حسن. راجع "فتح الباري"(13/ 334).

• جبير بن نفير بن مالك بن عامر الحضرمي، الحمصي ثقة، جليل. من الثانية، مخضرم ولأبيه صحبة، فكأنه هو ما وفد إلا في عهد عمر. وقيل: في سماعه عن عمر نظر (بخ م-4) وروي عن خالد بن عرفطة أن عمر ضرب رجلا من عبد القيس لكتابته كتب دانيال وامره بمحوها.

راجع (مجمع الزوائد 1/ 182).

ص: 349

(5)

الخامس من شعب الإيمان "وهو باب في القدر خيره وشره من اللّه عز وجل"

قال الله تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}

(1)

قرأها.

وفي هذه الآية دلالة على أن قوله: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}

(2)

.

معناه ما أصابك من شيء يسرك من صحة بدن أو ظفر بعدو وسعة رزق ونحو ذلك فالله مبتديك بالإحسان به إليك وما أصابك من شيء يسوءك ويغمك فبكسب يدك لكن الله مع ذلك سابقه إليك والقاضي به عليك، وهو كما قال في أية أخرى:{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}

(3)

.

وقد يكون فيما يسوءه جراحات تصيبه أو قتل أو أخذ مال أو هزيمة وقد أمر في الآية الأخرى بأن يقول فيها وفيما يصيبه من خلافها {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}

(4)

.

فدل أن ذلك كله بتقدير الله عز وجل غير أنه في أية أخرى أخبر أنه إنما يصيبه جزاء له بما جناه. على نفسه بكسبه وليس ذلك بخلاف و أمر به في الآية الأولى.

[177]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو بكر بن إسحاق أخبرنا بشر بن موسى، حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، حدثنا كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى ابن يعمر قال: "كان أول من قال في القدر معبد الجهني بالبصرة قال: فانطلقنا حجاجا أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري فلما قدمنا المدينة وافقنا عبد الله بن عمر

(1)

سورة النساء (4/ 78).

(2)

سورة النساء (4/ 79).

(3)

سورة الشورى (42/ 30).

(4)

سورة النساء (4/ 78).

[177]

إسناده: صحيح.

ص: 350

وهو في المسجد فقلت: يا أباعبد الرحمن إن قبلنا ناسا يقرءون القرآن ويتقفرون

(1)

العلم ويقولون لا قدر وإنما الأمر أنف

(2)

قال: فإذا لقيت أولئك فاخبرهم أني منهم بريء وأنهم مني براء، والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو كان لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر كله خيره وشره".

حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثوب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر سفر

(3)

، ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ثم قال: يا محمد أخبرتي، عن الإيمان ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره قال: صدقت" وذكر الحديث. أخرجه مسلم في صحيحه من وجه أخر

(4)

عن كهمس.

ورواه يزيد بن زريع

(5)

عن كهمس وقال في الحديث: "أن تؤمن باللّه وملائكته وكتبه ورسله وبالقدر خيره وشره حلوه ومره وبالبعث بعد الموت قال: صدقت".

(1)

يتقفرون العلم: أي يطلبونه ويتتبعونه. وقيل معناه: يجمعونه.

(2)

أنف: أي مستأنف لم يسبق به قدر ولا علم من الله تعالى وإنما يعلمه بعد وقوعه.

(3)

في المطبوعة "أثر سفره".

(4)

في كتاب الإيمان من طريق وكيع ومعاذ العنبري عن كهمس (1/ 36)، ومر تخريجه في رقم (19).

(5)

أخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان" أخبرنا محمد بن محمد بن يونس، ثنا أحمد بن مهدي، ثنا محمد ابن المنهال الضرير. وأنبأ أحمد بن إسحاق بن أيوب، ثنا أبوالمثنى معاذ بن المثنى العنبري، ثنا محمد ابن المنهال، ثنا يزيد بن زريع، ثنا كهمس بن الحسن البصري. فذكره بطوله (1/ 131 - 132).

وذكر طريقا ثالثة إلى يزيد - وهي أبو القاسم حمزة بن محمد بن العباس الكناني ثنا أبو عبد الرحمن أحمد ابن شعيب- وهو النسائي صاحب "السنن"- أنبأ محمد بن عبد الله بن بزيع ثنا يزيد بن زريع به.

ورجال هذه الطرق كلها ثقات. وأخرج المؤلف هذا الحديث في "الاعتقاد" من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ عن كهمس (67/ 68)، وجاء في رواية يزيد بن هارون عن كهمس:"تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره". أخرجه اللالكائي في "شرح السنة"(2/ 201 - 202 رقم 332).

ص: 351

[178]

وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرنا أبو بكر بن إسحاق أنبأنا أبو المثنى، حدثنا محمد بن المنهال، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا كهمس فذكره.

وقد روينا، عن أبي هريرة

(1)

عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة "وتؤمن بالقدر كله".

وروينا في الإيمان بالقدر، عن علي بن أبي طالب

(2)

، وعبد الله بن عمر

(3)

وأنس بن مالك

(4)

، وعدي بن حاتم

(5)

، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

[178] إسناده: صحيح.

• أبو بكر بن إسحاق هو أحمد بن إسحاق بن أيوب الفقيه الإمام المحدث. وقد مرت ترجمته.

• أبو المثنى هو معاذ بن المثنى بن معاذ بن نصر بن حسان، العنبري (م 288 هـ) ثقة، متقن. ترجمته في "تاريخ بغداد"(13/ 136)، "طبقات الحنابلة"(1/ 339)، "السير"(13/ 527).

• محمد بن المنهال الضرير، أبو عبد الله، أو أبو جعفر البصري، التميمي (م 231 هـ) ثقة، حافظ، من العاشرة. هذه الطريق هي الثانية عند ابن منده.

(1)

حديث أبي هريرة هذا أخرجه مسلم في الإيمان (1/ 40) عن زهير بن حرب حدثنا جرير عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة. وروأه هو والبخاري من وجه أخر عنه بدون قوله "وتؤمن بالقدر كله". راجع البخاري في الإيمان (1/ 18)، وفي التفسير (6/ 20)، ومسلم في الإيمان (1/ 39). ووردت هذه الجملة عند ابن منده في "كتاب الإيمان"(1/ 153).

(2)

رواية علي تأتي برقم 179 - وجاء عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال، لا يؤمن عبد حتى يؤمن باربع يشهد أن لا إله إلا الله وآني محمد رسول الله بعثني بالحق، ويؤمن بالموت، وبالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدر. أخرجه الترمذي في القدر (4/ 452 رقم 2145)، وأحمد في "المسند"(1/ 97) وابن ماجه في المقدمة (رقم 81) واللالكائي في "شرح السنة"(2/ 625). وأبو يعلى في "مسنده"(1/ 438 رقم 583).

(3)

روي عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لن يؤمن من لم يؤمن بالقدر خيره وشره".

وروي مثله عن عبد الله بن عمرو أخرجهما اللالكائي في "شرح السنة"(2/ 621 - 622).

(4)

أخرج الترمذي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله. فقيل كيف يستعمله يا رسول اللّه؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل الموت. وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح (4/ 450 رقم 2142). وأخرجه أحمد (3/ 106) واللالكائي في "شرح السنة"(2/ 10 رقم 1089).

(5)

عن عامر الشعبي قال قدم عدي بن حاتم الكوفة فأتيته في ناس من علماء الكوفة وأنا يومئذ شاب فقلنا: حدثنا حديثا سمعته من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: نعم، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأسلم، فقال: يا عدي بن حاتم! أسلم تسلم، قلت: وما الإسلام؟ قال: تشهد أن لا إله إلا الله وتشهد أني رسول الله وتؤمن بالأقدار كلها خيرها وشرها حلوها ومرها. رواه الطبراني وفيه عبد الأعلى بن أبي المسور وهو متروك. راجع "مجمع الزوائد"(7/ 199).

ص: 352

[179]

وقد أخبرنا أبوعلا الحسين بن محمد الروذباري أخبرنا محمد بن بكر، حدثنا أبو داود، حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان، عن أبي سنان، عن وهب بن خالد الحمصي، عن ابن الديلمي قال:" أتيت أبي بن كعب فقلت له: وقع في نفسي شيء من القدر فحدثني بشيء لعل الله جل ثناؤه أن يذهبه من قلبي فقال: لو أن الله جل ثناؤه عذب أهل سمواته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما تقبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير هذا لدخلت النار قال: ثم لقيت عبد الله بن مسعود فقال مثل ذلك ثم أتيت حذيفة ابن اليمان فقال مثل ذلك ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثني، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك".

[179] إسناده: حسن.

• محمد بن بكر، أبو بكر بن داسة. مر وفي (ن)"محمد بن أبي بكر".

• أبو داود هو السجستاني صاحبا "السنن".

• سفيان هو الثوري، وفي (ن) والمطبوعة "سفيان بن أبي سنان".

• أبو سنان، سعيد بن سنان البرجمي (بضم الموحدة والجيم بينهما راء ساكنة) الشيباني، الكوفي. صدوق، له أوهام، من السادسة (م د ت س ق) قال أحمد: ليس بالقوي، ووثقه أبو حاتم وأبو داود ويعقوب بن سفيان.

• وهب بن خالد الحمصي، أبوخالد، الحميري. ثقة، من السابعة (د ت ق).

• ابن الديلمي، عبد الله بن فيروز. ثقة، من كبار التابعن، ومنهم من ذكره في الصحابة (د س ق).

والحديث أخرجه أبو داود في "سننه" بنفس السند في كتاب السنة (5/ 75 رقم 4699). وأخرجه ابن ماجه في المقدمة (1/ 29 رقم 77) من طريق أبي سنان عن وهب بسياق أطول. وأخرجه ابن حباب عن الفضل بن حبان حدثنا محمد بن كثير به (1817). وأخرجه أحمد (5/ 185، 189) وابن أبي عاصم في " السنة "(1/ 109 رقم 245)، والطبراني في "الكبير" (5/ 178 رقم 4945) من حديث زيد بن ثابت. وقال الألباني عن حديث ابن أبي عاصم: إسناده صحيح ورجاله ثقات.

وذكره الهيثمي من رواية أبي الأسود الدؤلي وقال: رواه الطبراني بإسنادين ورجال هذه الطريق ثقات (مجمع الزوائد)(7/ 198). وأخرجه المؤلف في "الاعتقاد"(77 - 78) عن أبي الحسين بن بشران أخبرنا أبو علي إساعيل بن محمد الصفار حدثنا الحسن بن مكرم حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي حدثنا أبو سنان الشيباني عن وهب بن خالد. فذكره. قال البيهقي: تابعه سفيان الثوري فرواه في "جامعه" عن أبي سنان هذا، ورواه أيضاً كثير بن مرة عن ابن الديلمي إلا أنه زاد سعد بن أبي وقاص في أوله، ولم يذكر حذيفة. ورواه اللالكائي في "شرح السنة" من طريق إسحاق بن سليمان أبي يحيى الرازي عن أبي سنان به (2/ 612 رقم 1092 - 1093). كما أخرجه من طريق سفيان عن أبي سنان به (2/ 672 رقم 1232).

ص: 353

وقد روينا، عن عبادة بن الصامت

(1)

وغيره في كيفية الإيمان بالقدر نحو ذلك. وفي ذلك بيان أن المراد بالحديث الأول أن على مقدور فالله قادره وأن الخير والشر وإن كانا ضدين فإن قادرهما واحد وليس قادر الشر غير قادر الخير كما تقوله الثنوية

(2)

فإذا ثبت أن الإيمان بالقدر شعبة من شعب الإيمان فقد دل الكتاب ثم السنة على أن اللّه تعالى علم في الأزل ما يكون من عباده من خير وشر ثم أمر القلم فجرى في اللوح المحفوظ بما علم قال الله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}

(3)

.

وقال: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا}

(4)

.

وقال: {كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}

(5)

.

وروينا عن

(6)

عمرادْ بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان الله ولم يكن شئ

(1)

حديث عبادة أخرجه المؤلف في "الاعتقاد"(69 - 70) من طريق أبي داود عن أبي حفصة قال قال عبادة بن الصامت لابنه: يا بني! إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن أول ما خلق الله جل ثناؤه القلم، فقال له: اكتب، قال: رب، وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة". يا بني! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من مات على غير هذا فليس مني، وهو في "سنن أبي داود" في السنة (5/ 76 رقم 4700). وأخرجه الترمذي من وجه آخر ضعيف في القدر من "سننه" (4/ 457 - 458 رقم 2155)، وأحمد في "مسنده" (5/ 317) وابن الجعد في "مسنده" (183/ 12 رقم 3569). ومن طريقه اللالكائي في "شرح السنة" (2/ 615 رقم 1097). وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (79 رقم 577) وراجع "مجمع الزوائد" (7/ 198).

(2)

وهم المجوس الذين ادعوا أن العالم يدبره إلهان يقتسمان الخير والشر، والنفع والضر، والصلاح والفساد، يسمون أحدهما النور، والثاني الظلمة. راجع لمعرفة تفاصيل معتقداتهم "الملل والنحل" للشهرستاني (72/ 2 - 90).

(3)

سورة يس (36/ 12).

(4)

سورة الحديد (57/ 22).

(5)

سورة الإسراء (17/ 58).

(6)

ذكره المؤلف في "الأسماء والصفات"(ص 23، 300، 478)، وفي "الاعتقاد"(ص 42).

وأخرجه البخاري في بدء الخلق (4/ 72) وفي "التوحيد"(8/ 175) من طريق الأعمش عن جامع ابن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران به.

ص: 354

(غيره)

(1)

وكتب في الذكر على شئ ثم خلق السموات والأرض".

وروينا في هذا المعنى أحاديث كثيرة

(2)

ثم إن الله جل ثناؤه خلق الخلق على ما علمه منهم وعلى ما قدره عليهم قال الله عز وجل: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}

(3)

.

يعني بحسب ما قدرناه قبل أن نخلقه

(4)

، فجرى الخلق على علمه وكتابه والسبب في نزول هذه (ما):

[180]

أخبرنا أبو الحسن بن الفضل القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر النحوي، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو نعيم ح.

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو بكر بن إسحاق أخبرنا أبو المثنى حدثنا محمد

(1)

زيادة من (ن) والمطبوعة.

(2)

راجع "الأسماء والصفات"(477 - 480).

(3)

سورة القمر (54/ 49).

(4)

في (ن) والمطبوعة يخلقه".

[180]

إسناده: فيه من "تكلم فيه".

• عبد الله بن جعفر بن درستويه، أبو محمد، الفارسي، النحوي، (م 347 هـ) تلميذ المبرد، الإمام، العلامة، شيخ النحو، سمع يعقوب الفسوي فاكثر، برع في العربية، وصنف التصانيف، ورزق الإسناد العالي، وكان ثقة. ترجمته في "تاريخ بغداد"(9/ 428 - 429)، "نزهة الألباء"(197 - 198)، "إنباه الرواة"(2/ 113 - 114)، "وفيات ابن خلكان"(3/ 44 - 45)، "السير"(15/ 531 - 532)، "لسان الميزان"(3/ 267 - 268)، "شذرات"(2/ 375).

• يعقوب بن سفيان بن جوان الفارسي، أبويوسف الفسوي، (م 277 هـ) الفسوي نسبة إلى فساة مدينة من بلاد فارس. إمام، حافظ، حجة، محدث إقليم فارس. ارتحل إلى الأمصار، ولحق الكبار له "كتاب المعرفة والتاريخ"، مطبوع في ثلاث مجلدات كبار. ترجمته في "طبقات الحنابلة"(1/ 416)، "التذكرة"(2/ 582)، "السير"(13/ 180 - 183)، "شذرات"(2/ 171) وهو من رجال التهذيب. في النسخ المتوفرة لدينا "إبراهيم" وصوابه "أبو نعيم" كما جاء في "الاعتقاد"(69) وفي "المعرفة والتاريخ"(3/ 236).

• وأبو نعيم هو الفضل بن دكين، ثقة، ثبت من رجال الجماعة وهو من كبار شيوخ البخاري، يروي عنه يعقوب بن سفيان وهو يروي عن الثوري.

• وسفيان هو الثوري.

• زياد بن إسماعيل السهمي، ويقال المخزومي ضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس به بأس وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 320) وقال الفسوي في "المعرفة والتاريخ"(3/ 236): ضعيف لا يفرح بحديثه.

• محمد بن عباد المخزومي. ثقة. من الثالثة (ع).

ص: 355

ابن كثير قالا: حدثنا سفيان، عن زياد بن إسماعيل السهمي، عن محمد بن عباد المخزومي، عن أبي هريرة قال:"كان مشركو قريش عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالفونه في القدر فنزلت هذه الآية":

{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ. يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي (النَّارِ)

(1)

عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ. إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}

(2)

. أخرجه مسلم في الصحيح

(3)

من حديث سفيان.

[181]

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة، حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن طاوس سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"احتج آدم وموسى فقال موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا أخرجتنا من الجنة. فقال له آدم: يا موسى اصطفاك

(1)

سقط من الأصل.

(2)

سورة القمر (54/ 47 - 49).

(3)

في القدر من طريق وكيع عن سفيان به (3/ 2046). كما أخرجه الترمذي في التفسير (5/ 389) وفي القدر (4/ 459) وابن ماجه في المقدمة (1/ 34 رقم 83) وأحمد في "مسنده"(2/ 444، 476) والطبري في "تفسيره"(27/ 110) من طريق وكيع عن سفيان به. وأخرجه الطبري من طريقي أخرين عن سفيان به. وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(19) والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(3/ 236) من طريق أبي نعيم. واللالكائي في "شرح السنة" من طريق أبي أحمد والحسين ابن حفص (3/ 540 رقم 946، 947) كلهم عن سفيان به. وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول"(452) ومدار الحديث على زياد بن إسماعيل. وقد تكلم فيه. وقد ساقه المؤلف في "الاعتقاد"(ص 69) بسندين ذكرأحدهما هنا.

[181]

إسناده: صحيح.

• الحسن بن محمد بن الصباح، البغدادي، أبو علي الزعفراني- نسبة إلى الزعفرانية- قرية بقرب بغداد (م 265 هـ) الإمام، العلامة، شيغ الفقهاء والمحدثين. قرأ على الشافعي كتابه القديم وكان مقدما في الفقه والحديث، ثقة، جليلا، عالي الرواية، كبير المحل. روى عنه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي. و ترجمته في "تاريخ بغداد"(7/ 407 - 410)، "طبقات الحنابله"(1/ 138)، "وفيات ابن خلكان"(2/ 73)، "الأنساب"(6/ 298)، "التذكرة"(2/ 525)، "السير"(12/ 262 - 263)، "شذرات"(2/ 140).

• عمرو هو ابن دينار المكي (ع).

ص: 356

الله بكلامه وخط لك التوراة أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني قال: فحج آدم

(1)

موسى". أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح

(2)

من حديث سفيان بن عيينة.

(1)

تكررت هذه الجملة في الأصل.

(2)

أخرجه البخاري في القدر (7/ 214) عن علي بن عبد الله. ومسلم في القدر أيضاً (3/ 2042) عن

محمد بن حاتم، وإبراهيم بن دينار، وابن أبي عمر المكي، وأحمد بن عبدة الضبي كلهم عن سفيان

ابن عيينة به. كما أخرجه الحميدي فى "مسنده"(2/ 475) وأحمد (2/ 248) عن سفيان به.

وأخرجه أبو داود في كتاب السنة من "سننه"(5/ 76 رقم 4701)، وابن ماجه في المقدمة (1/ 31 رقم 80) وابن أبي عاصم في "السنة"(1/ 66 رقم 145)، واللالكائي في "شرح السنة"(1/ 339 رقم 552، 3/ 413 رقم 693، 3/ 581 رقم 1032) من طريق سفيان عن عمرو به. وأخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات"، (249) وفي "الاعتقاد"(71) بنفس السند، كما أخرجه في "الأسماء والصفات" من طريق الحميدي عن سفيان به (400). ورواه مالك بن أنس عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به. في "المؤطأ"(ص 898). وأخرجه من طريقه مسلم (3/ 2043)، وله عن أبي هريرة طرق.

• طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عنه، أخرجه البخاري في التفسير (5/ 239) وأحمد في "مسنده"(2/ 468 - 2870). وابن أبي عاصم في "السنة"(1/ 67 - 68) من طرق عنه.

والمؤلف في "الأسماء والصفات"(400). وأشار إليها مسلم (3/ 2044).

• طريق حميد بن عبد الرحمن عنه. أخرجه البخاري في الأنبياء (4/ 131) وفي التوحيد (8/ 203) ومسلم في القدر (3/ 2044) وأحمد في "مسنده"(2/ 264) وابن أبي عاصم في "السنة"(1/ 67 رقم 146) والمؤلف في "الأسماء والصفات"(250).

• طريق محمد بن سيرين عنه، أخرجه البخاري في التفسير (5/ 239) وأحمد في "المسند"(2/ 392، 448) وابن أبي عاصم في "السنة"(1/ 70 رقم 158) وأشار إليها مسلم في وصحيحه و (3/ 2044).

• طريق يزيد بن هرمز وعبد الرحمن الأعرج عنه، أخرجه مسلم (3/ 2043) وابن أبي عاصم في "السنة"(1/ 69 رقم 156) والمؤلف في "الأسماء والصفات"(301) وفي "الاعتقاد"(ص 47).

• طريق أبي صالح عنه، أخرجه الترمذي في القدر (4/ 444 رقم 2124) وأحمد في "مسنده"(2/ 398) وابن أبي عاصم في "السنة"(رقم 157،141)

•طريق همام بن منبه عنه، أشار إليها مسلم (3/ 2044). وأخرجه أحمد (2/ 314) وابن أبي عاصم في "السنة"(1/ 70 رقم 159).

• طريق عمر بن الحكم بن ثوبان عنه، أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1/ 70 رقم 160). وقال الألباني: إسناده صحيح ورجاله ثقات. وراجع لهذه الطرق ولشواهد الحديث كتاب "السنة" لابن أبي عاصم (1/ 63 - 70).

ص: 357

وفي هذا دليل على تقدم علم الله عز وجل بما يكون من أفعال العباد

(1)

، وصدورها عن تقدير منه وأنه ليس لأحد من الَادميين أن يلوم أحدا على القدر المقدر الذي لا مدفع له إلا على وجه

(2)

التحذير للوقوع في المعصية ولم يكن قول موسى بعد خروج آدم من دار الدنيا في وقت يكون للتحذير فيه معنى فصار بما عارضه به آدم محجوجا بقضية المصطفى صلى الله عليه وسلم والله أعلم.

[182]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر بن إسحاق أخبرنا الحسن بن محمد بن زياد، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو الأحوص، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه قال: "كنا في جنازة فلما انتهينا إلى بقيع الغرقد قعد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وقعدنا حوله فأخذ عودا فنكت به الأرض، ثم رفع رأسه فقال: ما منكم من نفس منفوسة إلا وقد علم مكانها من الجنة والنار وشقية أم سعيدة، قال: فقال رجل من القوم: يا رسول الله ألا ندع العمل ونتكل

(3)

على كتابنا، فمن كان منا من أهل السعادة صار إلى السعادة ومن كان من أهل الشقوة صار إلى الشقاء؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعملوا فكل ميسر، فمن كان من أهل الشقوة ييسر

(4)

لعملها ومن كان من أهل السعادة ييسر

(4)

لعملها. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(5)

:

{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى. وَأَمَّا مَنْ

(1)

في المطبوعة "من أفعال الصادر".

(2)

في (ن) والمطبوعة "جهة".

[182]

إسناده: صحيح.

• أبو الأحوص، سلام بن سليم، الكوفي (م 179 هـ). ثقة، متقن. من السابعة. (ع).

• منصور هو ابن المعتمر. وفي (ن) والمطبوعة "منصور بن سعد بن عبيدة".

• سعيد بن عبيدة السلمي، أبوحمزة الكوفي. ثقة، من الثالثة (ع).

• أبو عبد الرحمن السلمي، عبد الله بن حبيب، الكوفي، المقرئ. مشهور بكنيته، ولأبيه صحبة، ثقة، ثبت. من الثانية (ع).

(3)

في (ن) والمطبوعة "نعمل".

(4)

في المطبوعة "يتيسر".

(5)

سورة الليل (92/ 5 - 10).

ص: 358

بَخِلَ وَاسْتَغْنَى. وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} رواه مسلم

(1)

عن أبي بكر بن أبي شيبة وأخرجه

(2)

من حديث جرير بن عبد الحميد، عن منصور، ومن حديث الأعمش، عن سعد.

[183]

أخبرنا أبو طاهر الفقيه أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسن المحمدآباذي، حدثنا أبو قلابة، حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا عزرة بن ثابت، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى ابن يعمر، عن أبي الأسود اّلدئلي قال: قال لي عمران بن حصين: "أرأيت ما يعمل الناس ويكدحون فيه أشيء قضى عليهم من قدر قد سبق أو مما

(3)

يستقبلون مما

(1)

في القدر (3/ 2040) ولم يسق لفظه، بل أحاله على حديث عثمان بن أبي شيبة عن جرير (3/ 2539).

(2)

كذا في النسخ والحديث أخرجه البخاري ومسلم كلاهما من طريق جرير ومن طريق

الأعمش. فأخرجه البخاري في التفسير (6/ 85) من طريق جرير عن منصور به، وأخرجه من

طريق الاعمش عن سعد في القدر (7/ 212) مختصرا، ومن طريق منصور والأعمش سمعا

سعد بن عبيدة في "التوحيد"(8/ 215) وفي الأدب (7/ 123) مختصراً أيضا. وأخرجه مسلم

أيضا من طريق الأعمش ومن طريق منصور والأعمش معا عن سعد به (3/ 2040). وأبو يعلى في "مسنده"(1/ 306 رقم 375، 435 رقم 582) عن طريق منصور عن سعد به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة عن ابن أبي شيبة به (1/ 74 رقم 171). وأخرجه أحمد (1/ 82، 410)، وابن ماجه في المقدمة (1/ 30 رقم 78)، والمؤلف في "الاعتقاد"(70)، واللالكائي في "شرح السنة"و (2/ 598 رقم 1063) من طريق الأعمش عن سعد به. ورواه عبد الرزاق في "مصنفه"(11/ 115)، والترمذي في التفسير من "جامعه"(15/ 441 رقم 3344)، والبغوي في "شرح السنة"(1/ 131) من طريق منصور عن سعد به. وأخرجه الطبري في "تفسيره"(30/ 223) من كلا الوجهين عن سعد.

[183]

إسناده: حسن.

• أبو قلابة الرقاشى، عبد الملك بن محمد. صدوق، مر.

• عثمان بن عمر هو ابن فارس العبدي، (ع).

• عزرة بن ثابت بن أبي زيد بن أخطب الأنصاري. بصري، ثقة. من السابعة (خ م ت س ق) وفي النسخ كلها "عروة" وهو خطأ.

• يحيى بن عقيل (بالتصغير) البصري، نزيل مرو. صدوق. من الثالثة (بخ م د س ق).

• أبو الأسود الديلي (بكسر المهملة وسكونْ التحتانية) ويقال الدؤلي (بالضم بعدها همزة مفتوحة) البصري، اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان، ويقال: عمرو بن عثمان، أو عثمان بن عمرو (م 69 هـ) ثقة فاضل مخضرم (ع). وفي المطبوعة "الديلمي".

(3)

في المطبوعة "فيما".

ص: 359

أتاهم به نبيهم وثبتت عليهم به الحجة؟ قلت

(1)

: لا بل شيء قضي عليهم قال: فهل يكون ذلك ظلما قال: ففزعت من ذلك فزعا شديدا، وقلت: ليس شيئا إلا وهو خلق الله وملكه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون قال: فقال لي: يرحمك الله إني والله ما سألتك إلا لأحزر

(2)

عقلك، إن رجلين أو قال: رجل من مزينة أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت ما يعملون (ويكدح)

(3)

الناس فيه اليوم فيه شيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر قد سبق أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم واتخذت عليهم به الحجة؟ قال: لا بل شيء قضي عليهم ومضى عليهم قال: وفيما نعمل إذًا؟ قال: من كان خلقه الله لواحدة من المنزلتن فييسره لها وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}

(4)

رواه مسلم في الصحيح

(5)

عن إسحاق بن إبراهيم، عن عثمان بن عمر.

وفي هذا والذي قبله دلالة على أن العبد إنما ييسر

(6)

و خلق له وإن التيسير إنما هو بحق الملك و {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} ويشبه

(7)

أن يكونوا إنما تعبدوا بهذا النوع من التعبد ليتعلق خوفهم بالباطن المغيب عنهم فلا يتكلوا على ما يظهر من أعمالهم، ورجاءهم بالظاهر البادي لهم فيرجوا به حسن أحوالهم والخوف والرجاء مدرجا

(8)

(1)

في (ن) والمطبوعة "قال"

(2)

أحزر (بتقديم الزاي على الراء) أختبر، وأقدر.

(3)

سقط من الأصل.

(4)

سورة الشمس (91/ 7 - 8).

(5)

في "القدر"(13/ 24051). وأخرجه أحمد في "مسنده"(4/ 438) وابن أبي عاصم في "السنة"(1/ 76 رقم 174)، وابن جرير الطبري في "تفسيره"(30/ 211) والطبراني في "المعجم الكبير"(18/ 223 رقم 557) من طريق عزرة بن ثابت عن يحيى به. وللحديث طرق عن عمران بن حصين عند الطبراني في "الكبير"(18/ 129 - 131). وراجع "خلق أفعال العباد" للبخاري (36). و "شرح السنة" للالكائي (2/ 542 - 543 رقم 950 - 953). وأخرجه المؤلف في "الاعتقاد"(77) بسند الكتاب ومن طريق إسحاق بن إبراهيم عن عثمان.

(6)

في المطبوعة "يتيسر".

(7)

في (ن) والمطبوعة "ويشبه إنما يكونوا إنما يعبدوا".

(8)

و في (ن)"درجة".

ص: 360

العبودية فيستكملوا بذلك صفة الإيمان، وفي مثل هذا المعنى حديث عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم:

[184]

أخبرناه علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا سعدان بن منصور أخبرنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الله قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث إليه الملك فينفخ فيه الروح، ثم يؤمر باربع: بكتمب رزقه وعمله وأجله، وشقي هو أم سعيد فوالذى لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب، فيختم له بعمل أهل الجنة فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب، فيختم له بعمل أهل النار فيدخلها". رواه مسلم في "الصحيح"

(1)

عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره، عن أبي معاوية وأخرجه البخاري من وجه آخر، عن الأعمش.

[184] إسناده، رجاله ثقات.

• سعدان بن منصور هو سعدان بن نصر بن منصور- صدوق، مر.

• زيد بن وهب الجهني، أبو سليمان الكوفي (م 96 هـ) مخضرم، ثقة جليل، لم يصب من قال:

في حديثه خلل (ع).

(1)

في القدر (3/ 2036) وأخرجه من طرق أخرى عن الأعمش به. وأخرجه البخاري في بدء الخلق (4/ 78) وفي الأنبياء (4/ 103) وفي القدر (7/ 210)، وفي "التوحيد"(8/ 188). وأبو داود في السنة (5/ 82 رقم 4708). وأحمد في"المسند"(1/ 414، 430) وابن أبي عاصم في "كتاب السنة"(1/ 77 رقم 175) والحميدي في "مسنده"(1/ 69)، وابن الجعد في "مسنده"(رقم 2688)، وا بن منده في "كتاب التوحيد"(1/ 234)، والسهمي في "تاريخ جرجان"(84/ 107)، وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 367، 8/ 115، 378)، والخطيب في "تاريخه"(9/ 60)، والبغوي في "شرح السنة"(1/ 128)، واللالكائي في "شرح السنة"(2/ 591 رقم 1041 - 1042) من طريق الأعمش عن زيد به. كما أخرجه الترمذي في القدر (4/ 446 رقم 2138) وابن ماجه (1/ 35 رقم 76)، وأحمد في مسنده، (1/ 382)، وابن أبي عاصم في "السنة"(رقم 176) من طريق أبي معاوية عن الأعمش به. وأخرجه أحمد (1/ 414) والطبراني في "الصغير"(74/ 1) وأبو نعيم في "الحلية"(10/ 170) من وجه آخر عن زيد به. وهو عند المؤلف في"الأسماء والصفات"(490) بسند الكتاب وبسند أخر عن الأعمش، وفي "الاعتقاد"(70) عن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز، ثنا سعدان بن نصر به.

ص: 361

[185]

حدثنا الشيخ أبو بكر بن فورك، حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد الأصبهاني قال: حدثني أبي، حدثنا عمرو بن علي أبوحفص، حدثنا أبو عبد الله الأسفاطي قال:"رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله بلغنا عنك حديث الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود في القدر؟ فقال: نعم أنا قلته رحم الله الأعمش ورحم الله زيد بن وهب ورحم الله عبد الله بن مسعود ورحم الله من حدث بهذا الحديث".

[186]

أخبرنا أبو علي الروذباري أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب المتوثي بالبصرة إملاء، حدثنا أبو داود هو السجستاني، حدثنا محمد بن يزيد الأعور قال:"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام جالسا مع عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب فقلت يا رسول الله حديث عبد الله بن مسعود وحديث الصادق المصدوق أريد حديث القدر، قال: أنا والله الذي لا إله إلا هو حدثته به فاعادها ثلاثا غفر الله للأعمش كما حدث به غفر الله لمن حدث به قبل الأعمش وغفر الله لمن حدث به بعد الأعمش"

[185] إسناده: حسن.

• أبو بكر بن فورك هو محمد بن الحسن بن فورك.

• عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، أبو محمد، الأصبهاني (م 346 هـ) المحدث الصالح، مسند أصبهان، من المعمرين كان قارب المائة، وكان من الثقات العباد، انتهى إليه علو الإسناد.

راجع "ذكر أخبار أصبهان"(2/ 80)، "السير"(15/ 553)، "شذرات"، (2/ 372).

وأبوه جعفر بن أحمد بن فارس (م 289 هـ) سمع الموطأ من أبي مصعب عن مالك. راجع

"ذكر أخبار أصبهان"(1/ 245).

• عمرو بن علي بن بحر، أبو علي، الفلاس، الصيرفي، الباهلي، البصري، (م 249 هـ) ثقة، حافظ، من العاشرة. (ع).

أبو عبد الله الأسفاطي هو محمد بن يزيد بن عبد الملك، البصري، الأعوو، صدوق، من الحادية عشرة (قد، ق).

[186]

إسناده: لا بأس به. لم نعرف حال المتوثي.

• أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب المتوثي، البصري. والمتوثي (بتشديد التاء المضمومة وسكون الواو بعدها مثلثة) نسبة إلى متوث: بلدة بين قرقوب وكور الأهواز.

ذكره الذهبي في "السير"(13/ 206) ضمن تلامذة أبي داود السجستاني وقال: هو راوي "كتاب القدر" له.

• محمد بن يزيد الأعور هو أبو عبد الله الأسفاطي المذكور في الخبر الذي قبل هذا.

ص: 362

قال البيهقي رحمه الله: وفي الحديث دلالة على أن الاعتبار بما يختم عليه عمله، وإنه إنما يختم بما سبق كتابه وفي ذلك كله دلالة على أن الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء وأن أعمال عباده مخلوقة له مكتسبة للعباد ومما دل عليه قوله عز وجل:{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}

(1)

.

وما يعمله ابن آدم ليس هو الصنم وإنما هو حركاته واكتساباته وقد حكم بأنه خلقنا وخلق ما نعمله وهو حركاتنا واكتساباتنا.

وقال: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}

(2)

.

وقال: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا}

(3)

.

وأفعال الخلق بينهما ولا يتناول ذلك شيئا من صفات ذاته لأن صفات ذاته ليست بأغيار له فلا يتناولها كما لا يتناول ذاته وقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ}

(4)

.

كما قال: {مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ}

(5)

.

فكما لا إله إلا هو كذلك لا خالق إلا هو وقال: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ}

(6)

وهذه الآية كما هي حجة في الهداية والإضلال فهي حجة في خلق الهداية والضلال لأنه قال: "يشرح" و "يجعل" وذلك يوجب الفعل والخلق، والَايات في هذا المعنى كثيرة، وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال

(7)

: "اعملوا فكل ميسر و خلق له".

وعن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إن الله خالق على صانع وصنعته":

[187]

أخبرنا أبو الحسن محمد بن أبي المعروف أخبرنا أبوسهل الإسفراييني أخبرنا

(1)

سورة الصافات (37/ 96).

(2)

سورة الزمر (39/ 62).

(3)

سورة السجدة (22/ 4) وغيرها.

(4)

سورة فاطر (35/ 3).

(5)

سورة القصص (28/ 71 - 72).

(6)

سورة الأنعام (6/ 125).

(7)

قد مر آنفا في حديث علي برقم 179.

[187]

إسناده: رجاله ثقات، غير شيخ البيهقي: أبي الحسن محمد بن أبي المعروف فلم أجد من ترجمه،

•أبوسهل الإسفراييني، بشر بن أحمد بن بشر بن محمود (م 370 هـ) الإمام، المحدث، الثقة =

ص: 363

أبو جعفر الحذاء، حدثنا علي بن المديني، حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، حدثنا أبو مالك، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله صانع كل صانع وصنعته".

وروينا عن

(1)

أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الخير والشر خليقتان تنصبان للناس يوم القيامة".

وروينا في هذا الباب أحاديث كثيرة وهي في "كتاب القدر" مذكورة من أراد الوقوف عليها رجع إليها إن شاء الله تعالى.

قال أصحابنا: ولأن الإنسان لو صح أن يحدث شيئا

(2)

مما يصح أن يحدث لم يكن بعض ما يصح أن يحدث بأن يكون محدثه بأولى من بعض كما أن الله سبحانه وتعالى لما

= مسند وقته، كبير إسفرايين، وأحد الموصوفين بالشهامة والشجاعة. قال الحاكم: انتخبت عليه، وأملى زمانا من أصول صحيحه. ترجمته في "السير"(16/ 228 - 229)، "شذرات"(3/ 71)، و الأنساب، (5/ 424).

• أبو جعفر الحذاء هو أحمد بن الحسين بن نصر (م 299 هـ) قال الدارقطني: ثقة. راجع "تاريخ بغداد"(4/ 97 - 98).

• مروان بن معاوية الفزاري، أبو عبد الله، الكوفي (م 193 هـ) ثقة، حافظ. كان يدلس أسماء الشيوخ. من الثامنة (ع).

• أبو مالك الأشجعي، سعد بن طارق، الكوفى. ثقة. من الرابعة، (خت م 4).

• ربعي بن حراش (بكسر المهملة، وأخره معجمة)، أبومريم، العبسي، الكوفي (م 100 هـ) ثقة، من الثانية (ع). والحديث أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (ص 17) عن علي ابن المديني ومن طريقه أخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات" (هـ 332). وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/ 31) عن أبي النصر الفقيه حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا علي بن المديني به. ومن طريقه أخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات" (491) وفي "الاعتقاد" (ص 75) كما أخرجه من وجه أخر في "الأسماء والصفات" (43). وأخرجه ابن منده في "كتاب التوحيد" (1/ 267 رقم 115) واللالكائي في "شرح السنة" (2/ 539 رقم 943) وفي كل هذه الروايات "إن الله يصنع كل صانع وصنعته" وابن عدي في "الكامل" (6/ 2046) وجاء فيه محرفا هكذا:"إن الله يضع كل صنعة بصنعته" النسخة المطبوعة 0 وراجع "الصحيحة"(1637).

(1)

أخرجه المؤلف في "الاعتقاد"(75) وهو في "مسند الإمام أحمد" بلفظ مختلف (4/ 391).

(2)

في المطبوعة "فما".

ص: 364

صح أن يحدث لم يكن بعض ما يصح أن يحدث بأن يصح منه إحداثه باولى من بعض، ولأن الإنسان محدث والمحدث لا يصح أن يحدث كما أن الحركة لا يصح أن تتحرك

(1)

ولأن هذه الحوادث التي هي تقع على وجوه لا يقصدها ككون الكفر قبيحا من الكافر غير واقع على قصده، لأن الكافر يقصد أن يقع كفره حسنا غير قبيح ولا يقع إلا قبيحا فدل أن قاصدا قصد إيقاعه قبيحا لأنه يستحيل أن يقع كذلك من غير فاعل فعله على ما هو به وكذلك الإيمان يقع متعبا مؤلما ولو قصد (المؤمن)

(2)

أن يقع على خلاف هذا الوجه لم يتأت منه ذلك دل (على)

(2)

أنه وقع كذلك لقصد موقع أوقعه كذلك غير الذي لو جهد لخلافه أن يقع لم يقع.

ولأنا نجد الإنسان غير عالم بحقائق أفعاله كلها وكمياتها وعدد أجزائها ولا يجوز أن يكون مخترعا لها وهو لا يحيط بها علما إذ لو ساغ ذلك لم ينكر أن يكون سائر المخترعين كذلك وأن يكون كذلك حكمة الباري في اختراعه ولا يدخل عليه الكسب لأن الكسب هو اختراع عالم بحقائقه من (جميع)

(3)

وجوهه جعله كسبا لنا ونحن مكتسبون له غير مخترعين له والذي يؤكد هذه الطريقة قوله عز وجل: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ. أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير}

(4)

.

وظاهر هذا أنه خلق الإسرار والجهر اللذين يكتسبان بالقلب وأنه عليم كما وكيف لا يعلم وهو خلقهما؟ فدل (على)(2) أن الخلق يقتضي علم الخالق بالخلق من كل

(5)

الوجوه.

ولأن الدلالة قد قامت أن على مقدور فالله قادر عليه لقيام

(6)

الدلالة على أن القدرة من صفات ذاته كالعلم فوجب أن يقدر على كل مقدور كما يعلم كل معلوم وإذا كان كذلك فوجب أن يكون إذا وجد وهو مقدور أن يكون

(7)

مرادا له، وأن يكون فعله كما إذا وجد مقدور الإنسان مرادا له ألم يكن فعله.

(1)

في (ن)"تحرك".

(2)

زيادة من الأصل.

(3)

زيادة من (ن) والمطبوعة.

(4)

سورة الملك (67/ 13).

(5)

الأصل "من كمال الوجوه".

(6)

في الأصل "ولقيام الدلالة".

(7)

زيادة من الأصل.

ص: 365

فإن قيل إذا كان الله خالقا لكسب العباد أفتقولون إن الفعل وقع من فاعلين؟

(قيل)

(1)

: لا فاعل في الحقيقة إلا الله عز وجل كما أنه لا خالق إلا هو والإنسان مكتسب على الحقيقه غير فاعل ولا محدث العين عن العدم.

وكان الشيخ الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان يقول: فعل القادر القديم خلق وفعل القادر المحدث كسب، فتعالى القديم عن الكسب وجل، وصغر المحدث عن الخلق وذل.

فإن قيل: أفتقولون هو مقدور لقادرين؟

قيل: نعم أحدهما يخلقه ويخترعه ويخرجه عن العدم، وهو الله سبحانه وتعالى.

والثاني يكتسبه ولا يخلقه وهو العبد والخلق ما تعلقت به قدرة حادثة فالقدرة الأزلية تؤثر في الاختراع والقدرة الحادثة تؤثر في الاكتساب.

فإن قالوا: فإذا كان الله تعالى خلق أعماله كلها أعمالا له فكيف يثيبه ويعاقبه؟

قيل: ليس الثواب من الله عز وجل إلا بتفضل عليه

(2)

وأما العقاب فهو لو ابتلاه في العذاب كان له أن يفعله لأنه ملكه وفي قبضته وليس الكفر علة العقاب ولا الإيمان علة الثواب إنما هما أمارتان جعلتا

(3)

علمين لهما.

فقيل: إن كنت كافرا عذبت في الآخرة وإن كنت مؤمنا عوفيت وأثبت وجمغ ذلك من الثواب والعقاب والكفر والإيمان خلقه واختراعه لا لعلة يفعل ما يشاء.

فإن قيل: فإذا عاقبه على ما خلقه له كان ظالما له.

قيل: لم قلت ذلك وما ينكر أن حقيقة الظلم هو تعدي الحد

(4)

والرسم الذي يرسمه الامر الذي لا آمر فوقه وأن لا يكون للظلم منه معنى إذ أفعاله كلها تقع على غير وجه التعدي والتحكم فيما لا يملك فلا يستحق اسم الظالم ولو ساغ ما قلته لم

(1)

سقط من الأصل.

(2)

في المطبوعة "تفضل".

(3)

في المطبوعة "معلتا".

(4)

في (ن) والمطبوعة "الحدود لرسم".

ص: 366

ينفصل ممن قال إذا أمكنه من الكفر وعلم أنه لا يأتي إلا بالكفر لم يصح أن يعقابه لأنه يكون ظالما له حينئذ وما الفصل وكذلك إذا خلق له الآلات والحياة والقدرة والشهوة للمعاصي وعلم أنه لا يفعل بها إلا كفرا به عرضه للهلاك والعطب فيكون له ظالما ووجب أن يكون في إيلام الأطفال والمجانين والبهائم ظالما ولا معنى لتقدير العوض فيه فإن العوض لا يحسن به القبيح في الشاهد إلا بمرضاه

(1)

فإذا كان جميع ذلك منه غير منسوب إلى الظلم لأنه المالك على الحقيقة وهو فيما يفعله في ملكه غير متعد ذلك ما قلنا لا فصل بينهما.

فإن قيل: من خلق الكفر كان كافرا ومن خلق الظلم كان ظالما.

قيل له: ما ينكر على من يقول: من خلق النوم كان نائما ومن خلق الخوف كان خائفا ومن خلق المرض كان مريضا ومن خلق الموت كان ميتا فإذا لم يلزم ذلك من هذه الأشياء لم يلزم في الكفر والظلم.

فإن قيل أفتقولون: إن الله يشاء الكفر والظلم قيل له: إن أردت بقولك يشاء

الكفر نفي الغلبة والعجز والإكراه على ما يشاء فنعم يشاء أن يكون ما يريد.

وجواب أخر: وهو أن يشاء أن يكون موجودا و لم يزل عالما بأنه يكون موجودا فلا يكون خلاف ما علم والكفر مما لم يزل كان عالما به أنه يكون موجودا ألا تراه يقول: {يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ}

(2)

وفيه جواب آخر وهو أنه شاء أن يكون الكفر من الكافر خلاف الإيمان من المؤمن ألا ترى أن موسى وهارون سألا إضلال فرعون. وقومه والشد على قلوبهم فلا يؤمنوا فقال الله تعالى: {قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا}

(3)

فشاء إضلالهم والشد على قلوبهم فلا يؤمنوا و أجاب دعوتهما.

وفيه جواب أخر يشاء

(4)

أن يكون الكفر قبيحا ضلالا عمى خسارا لا نورا وهدى وحقا وبيانا وإن أردت تقول يشاء الكفر أي يامر به فتقول ذلك.

(1)

كذا في (ن) والمطبوعة. ولا وجه له. وفي الأصل غير واضح ولعله "بمراضاة".

(2)

سورة ال عمران (3/ 176).

(3)

سورة يونس (10/ 89).

(4)

وفي النسخ "تبعا" ولعل الصواب ما أثبته.

ص: 367

فإن قيل: الحكيم من يريد أن يشتم ويذكر بسوء؟

قيل: الحكيم من يجري الشتم على لسان النائم والمبرسم ولا فعل لهما الحكيم من يخلق عبدا يعلم أنه لا يزال يشتمه ويجحده ثم يحدث له كل ساعة قوة جديدة. وقيل

(1)

: من كان الشتم ينقصه فليس بحكيم ومن لم ينقصه فحكيم؛ لأنه يشاء ما لم يكن ولأن من يريد أن يكون شتم الشاتم له بخلاف مدح المادح له فحكيم؛ ومن أراد أن يكون شتم الشاتم له معصية من الكافر لا طاعة فحكيم، لأن من يريد الشيء على ما لا يكون خلافه فحكيم، ومن أراد أن يكون الشتم موجودا في الوقت الذي لم يزل به عالما أنه يكون فيه موجودا فحكيم، لأنه أراد الشيء في الوقت الذي كان يكون فيه، ومن أراد أن لا يكون مغلوبا مقهورا مكرها على كون ما لا يريد فحكيم والكلام في هذا يطول.

فإن قيل: ما تقولون في استطاعة العبد؟

قيل: نقول هي قدرته وهي مع فعل العبد وهي توفيق من الله تعالى للطاعة

وخذلان منه في المعصية قال الله عز وجل

(2)

: {فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا} .

وقد كانوا لسبيل الباطل مستطيعين فدل على أنه نفى عنهم استطاعة الحق لأنهمِ لم يكونوا فاعلين له، وقال مخبرا عن صاحب موسى عليه

(3)

السلام: {إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}

(4)

فنفى عنه استطاعة الصبر حين أراد أن ينفي عنه الصبر وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل ميسر لما خلق له".

فدل أنه في حال كسبه ميسر وتيسيره قدرته ولأن المسلمين يقولون إنه لا يستطيع الخير إلا بالله وهو قبل كونه ليس بخير فدل على أن استطاعتهم تكون معه ولأن الاستطاعة سبب للفعل يوجد بوجودها ويعدم بعدمها فجرت مع الكسب مجرى العلة مع المعلول ولا يصح تقدم العلة على المعلول

(5)

فلا يصح

(6)

تقدم الاستطاعة (على)

(7)

الكسب.

(1)

في الأصل "ثم قيل".

(2)

سورة الفرقان (25/ 9).

(3)

في الأصل "عليهم السلام".

(4)

سورة الكهف (18/ 67).

(5)

في الأصل "على المعلوم".

(6)

في الأصل وفي (ن)"فلا تصح".

(7)

سقط من الأصل.

ص: 368

[188]

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا علي بن حكيم الأودي أخبرنا شريك، عن يحيى بن سعيد وعاصم، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها قالت:"فقدت النبي صلى الله عليه وسلم فاتبعته فانتهى إلى المقابر فقال: السلام عليكم ديار قوم مؤمنين أنتم فرط لنا. ثم التفت إلي فقال: ويحها لو استطاعت ما فعلت وما استطاعت". وهذا يدل على ما قلنا في الاستطاعة لأنه نفى عنها الاستطاعة في المكث دون الاتباع.

فإن قيل: يقولون إن الله كلف العبد ما لا يطيقه إلا به وهذا معنى قول المسلمين: لا حول ولا قوة إلا بالله ولذلك أمر الله عباده أن يقولوا: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ولا تكون عبادة العبد إلا بمعونة الرب وقوله: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}

(1)

.

فمعناه إلا ما يحل لها، أو لا تعجز عن فعله بزمانه أو غيرها أو لا يكلف الله نفسا مؤمنة إلا وسعها لأنها نزلت في العفو عن المؤاخذة بحديث النفس وقد قال فيما علمنا:{رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ}

(2)

.

[188] إسناده: ضعيف،

•علي بن حكيم بن ذبيان، الأودي، الكوفي (م 231 هـ) ثقة. من العاشرة (بخ م س).

• شريك هو ابن عبد الله النخعي.

• يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري، المدفي (م 144 هـ أو بعدها) ثقة، من الخامسة (ع).

• عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي، المدني (م 132 هـ) ضعيف، لا يحتج به، من الرابعة (عخ د ت س ق).

• القاسم هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق، التيمي (م 106 هـ) ثقة، أحد الفقهاء بالمدينة، قال أيوب: ما رأيت أفضل منه. من كبار الثالثة (ع). والحديث أخرجه الطيالسي في "مسنده"عن شريك عن عاصم عن القاسم به (ص 202 رقم 1429)، كذا أحمد (6/ 76) عن أسود بن عامر عن شريك بهز وقال: ذكره شريك مرة أخرى فقال عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرجه بهذا الإسناد (6/ 111). وأخرجه أحمد (6/ 71) وابن ماجه (1/ 493 رقم 1546) وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(172 رقم 592) من طريق شريك عن عاصم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن عائشة به مختصراً دون أخره. وقال الألباني: وفيه شريك القاضى وهو سيئ الحفظ، وقد اضطرب في سنده، راجع "الإرواء"(3/ 237).

(1)

سورة البقرة (2/ 286).

(2)

نفس الموضع.

ص: 369

ولولا جواز ذلك و علمنا هذه المسألة واذا جاز تكليف ما قد علم أنه لا يكون فقد جاز تكليف ما لا يوفق له ولا يعان عليه.

فإن قيل: أفتقولون إن في مقدور الله لطفا لو فعله بالكافر لآمن؟

قيل: نعم وذلك اللطف هو القدرة التي بها يفعل الطاعة وهو ضد ما فعله بالكافر قال اللّه عز وجل: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا}

(1)

.

قال: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}

(2)

وقال: وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}

(3)

.

والآيات في هذا المعنى كثيرة وكذلك الأخبار ولا يجب على الله ذلك وهو متفضل في فعله إن شاء فعل وإن شاء ترك ومن زعم أنه سوى بإن الكافر في النظر بطل قوله بنفسين أمات أحدهما قبل البلوغ وأمات الآخر بالغا كافرا مع علمه بأنه لو بلغ كان كافرا ونفسين أمات أحدهما مؤمنا وأبقى الآخر سنة أخرى حتى كفر مع علمه بأنه يكفر والكلام في هذا يكثر.

[189]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال: سمعت أبا عثمان الخياط يقول: سمعت ذا النون يقول: " ثلاثة من علامات التوفيق: الوقوع في أعمال البر بلا استعداد له، والسلامة من الذنب مع الميل إليه، وقلة الهرب منه، واستخراج الدعاء والابتهال وثلائة من علامات الخذلان: الوقوع في الذنب مع الهرب منه، والامتناع من الخير مع الاستعداد له، وانغلاق باب الدعاء والتطوع".

قال البيهقي رحمه الله: وقد روينا في هذه المسائل ما جاء في الأخبار والآثار في "كتاب القدر" وأجبنا عما يحتجون به من الآيات والأخبار واقتصرنا على ما قلنا في هذا الكتاب نحو الاختصار وباللّه التوفيق.

(1)

سورة الم السجدة (32/ 13).

(2)

سورة النحل (16/ 93).

(3)

سورة النساء (4/ 83).

ص: 370

ومما تحق معرفته في هذا الباب أن الله عز وجل لا يجب عليه شيء، ولا علة لصنعه، ولا يقال لم فعل لأنه لو كان لفعله علة فإن كانت قديمة اقتضت قدم معلولها وذلك محال وإن كانت حادثة كانت لها علة أخرى ولتلك العلة علة أخرى، حتى تؤدي إلى ما لا يتناهى وذلك محال، وإن استغنت العلة عن العلة، استغنى الحوادث عن العلة وذلك محال، فدل أن ربنا عز وجل فعال لما يريد لا علة

(1)

لفعله ولا معقب لحكمه وأنه علم في الأزل ما يكون من الحوادث بخلقه فقدره على ما لم يزل عالما به، ثم خلقه على ما قدره فلا تبديل لحكمه ولا مرد لقضائه، وفي الإيمان به وجوب التبري من الحول والقوة إلا إليه والاستسلام للقضاء والقدر بالقلب واللسان أما بالقلب بأن لا يبطر ولا يأشر

(2)

مما يجري به القضاء مما يوافقه، ولا يأسف ولا يحزن و يأتي به القضاء مما لا يوافقه.

وأما باللسان فهو أن لا يفتخر بما يعجبه على غيره، ولا ينسب ذلك إلى سبب يكون مرجعه إلى نفسه، ولا يتضجر مما يسوءه فعل من يشكو أحدا، أو ينسبه إلى ظلم أصابه من قبله لكن يضيف الأمرين إلى الله جل ثناؤه، وينسبهما إلى فضله وقدره ويذعن ويستسلم لما يكرهه ويحمد الله على ما يسره:

قال البيهقي رحمه الله: وقد روينا أحاديث وحكايات في الترغيب في الاستسلام للقضاء والقدر والتبري من الحول والقوة من ذلك ما.

[190]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الرحمن بن الحسن الهمداني، حدثنا إبراهيم

(1)

في جميع النسخ "لا لعلة" ولعل الصواب ما أثبته.

(2)

لا يبطر: لا يتجاوز الحد في المرح والزهو. لا يأشر: لا يمرح ولا يستكبر.

[190]

إسناده: ليس بالقوي.

• يحيى بن سليم، أو ابن أبي سليم، أبو بلج (بفتح الموحدة وسكون اللام بعدها جيم) الفزاري، الكوفي. مشهور بكنيته، صدوق، ربما اخطا. من الخامسة (4) وثقه ابن معين وابن سعد والدارقطني والنسائي والجوزجاني والأزدي. وقال البخاري: فيه نظر. راجع "تهذيب التهذيب"(12/ 47) وفي "الميزان"(4/ 384) أن الجوزجاني قال: غير ثقة.

• عمرو بن ميمون الأودي، أبرعبد الله، ويقال: أبو يحيى (م 74 هـ) مخضرم، مشهور، ثقة، عابد، نزل الكوفة (ع). والحديث أخرجه الحاكم بهذا السند ومن طريق أخرى عن شعبة به. وقال: هذا حديث صحيح ولا تحفظ له علة، وقد احتج مسلم بيحيى بن أبي سليم =

ص: 371

ابن الحسين، حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا يحيى بن سليم قال: سمعت عمرو بن ميمون، يحدث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أعلمك أو أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة الا حول)

(1)

ولا قوة إلا بالله يقول: الله عز وجل أسلم عبدي واستسلم".

[191]

وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخرني أبو بكر بن عبد الله أخبرنا الحسن بن

= (1/ 21). وأخرجه الطيالسي (ص 326 رقم 2494) وابن الجعد في "مسنده"(رقم 1782)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(رقم 13)، وأحمد في "المسند"(2/ 298، 363، 369، 520) من طريق شعبة عن أبي بلج به. كما أخرجه أحمد من طريق زهير (2/ 355، 403) ومن طريق أبي عوانة (2/ 335) عن أبي بلج به. وأخرجه أحمد (2/ 309، 469، 520) والحاكم في "المستدرك"(1/ 517) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 207) من وجه أخر عن أبي هريرة به. وقال النسائي في "عمل اليوم والليلة" بعد إيراد الحديث: خالفه- أي أبابلج- محمد بن السائب، وهو المكي فرواه عن عمرو بن ميمون عن أبي ذر، ثم ساقه بروايته (رقم 14). (قلت): وحديث أبي ذر هذا أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" من طريق النسائي. وأخرجه الحميدي في "مسنده"(1/ 72 رقم 130) وابن حبان (2339 - موارد) ورواه أحمد في، "مسنده"(15/ 65) وابن ماجه (2/ 1256 رقم 3825) من طريق الأعمش عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي ذر به. وسنده صحيح ورجاله ثقات. وللحديث شاهد من حديث أبي موسى الأشعري أخرجه البخاري في المغازي (5/ 75) وفي الدعوات (7/ 162، 169) وفى القدر (7/ 213) ومسلم في الذكر (3/ 2078) وأبو داود في الصلاة (أبواب الوتر-2/ 182 - 183 رقم 1526 - 5128)، والترمذي في الدعوات (5/ 457 رقم 3374) وابن ماجه (2/ 1256 رقم 3824) والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(رقم 537) وابن السني (رقم 518) وعبد الرزاق في "مصنفه"(5/ 160) والمؤلف في "الأسماء والصفات"(229 - 233). وسيأتي الحديث في الباب الثاني عشر من شعب الإيمان وهو باب في النجاة من النار.

(1)

زيادة من "المستدرك" وغيره من الأصول ليست في النسخ الموجودة لدينا.

[191]

إسناده: رجاله ثقات.

• أبو بكر بن عبد الله: لعله محمد بن عبد الله بن محمد بن شيرويه، النيسابوري (م 380 هـ) سمع الحسن بن سفيان وابن خزيمة وأبا العباس الثقفي. ثقة. صدوق. قال الذهبي: ضيعه أهل تلك الديار، ولم يغتنموا إسناده العالي. راجع "السير"(16/ 402 - 453)، و "التقييد لابن نقطة"(1/ 61 - 62).

• محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني، أبو عبد الرحمن، الكوفي (م 234 هـ) ثقة، حافظ، فاضل. من العاشرة (ع). =

ص: 372

سفيان، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن ربيعة بن عثمان،

عن محمد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن باللّه ولا تعجز، وإن أصابك شر، فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا قل قدر الله وما شاء الله فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان". رواه مسلم في الصحيح

(1)

عن ابن نمير.

وروينا، عن أنس بن مالك قال

(2)

: "خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما أرسلني في حاجة قط فلم تتهيأ إلا قال، لو قضى الله كان ولو قدر كان".

=. عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، أبو محمد، الكوفي (م 192 هـ) ثقة، فقيه، عابد. من الثانة. (ع).

• ربيعة بن عثمان بن ربيعة، التيمي، أبو عثمان، المدفي (م 154 هـ) صدوق، له أوهام. من السادسة (م س ق).

• محمد بن يحيى بن حبان (بفتح المهملة وتشديد الموحدة) الأنصاري، المدني (م 121 هـ) ثقة، فقيه، من الرابعة (ع).

• الأعرج هو عبد الرحمن بن هرمز، ثقة، مر.

(1)

في القدر (3/ 2052) عن ابن نمير وابن أبي شيبة قالا حدثنا عبد الله بن إدريس. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(رقم 625) وابن ماجه في "الزهد"(2/ 1395 رقم 4168) وأبو الشيخ في "الأمثال"(209)، والمؤلف في "الأسماء والصفات"(203)، وفي "الاعتقاد"(58)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(1/ 100) واللالكائي في "شرح السنة"(2/ 580 رقم 1028) والخطيب في "الجامع"(1/ 115 رقم 196) من طريق عبد الله بن إدريس عن ربيعة به.

وأخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات" حدثنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس عن ربيعة (203).

وروي من وجوه أخر عن الأعرج عن أبي هريرة. راجع "مسند الحميدي"(2/ 474)، و "المعرفة والتاريخ" للفسوي (3/ 6) و"عمل اليوم والليلة" للنسائي (621 - 624)، وابن ماجه (1/ 31) و "مسند أحمد"(2/ 366،370)، و "الحلية"(10/ 296) و"ذكر أخبار أصفهان"(2/ 33)، و"عمل اليوم والليلة" لابن السني (رقم 350). وراجع "المقاصد الحسنة"(343).

(2)

سيأتي بسنده في الباب الرابع عشر وهو باب في حب النبي صلى الله عليه وسلم، وياتي تخريجه هناك. وأخرجه المؤلف في "الدلائل"(1/ 312).

ص: 373

[192]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أخبرنا محمد بن محمد ابن حيان الأنصاري، حدثنا أبوالوْليد، حدثنا الليث بن سعد، حدثني قيس بن الحجاج، عن حنش الصنعاني، عن ابن عباس قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

[192] إسناده: حسن والحديث صحيح لطرقه.

• محمد بن محمد بن حبان المازني كذا في النسخ، والأغلب أنه محمد بن محمد التمار البصري - وهو من أصحاب أبي الوليد الطيالسي. راجع "شذرات"(2/ 202).

• أبو الوليد هو الطيالسي، هشام بن عبد الملك.

• قيس بن الحجاج، الكلاعي، المصري (م 129 هـ) صدوق. من السادسة (ت ق).

• حنش (بفتحتن) بن عبد الله، ويقال: ابن علي بن عمرو السبائي، أبو رشدين الصنعاني (م 100 هـ) ثقة، من الثالثة، (م-4) وفي (ن) والمطبوعة "كثير الصنعاني". والحديث أخرجه الترمذي في القيامة (4/ 667 رقم 2516) عن الدارمي وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (427) عن أبي خليفة قالا: حدثنا أبو الوليد عن الليث به. كما أخرجه هو وأحمد في"المسند"(1/ 293، 303، 307)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 530)، وابن أبي عاصم في"السنة"(1/ 138 وقم 316) وأبو يعلى في"مسنده"(4/ 345 رقم 2556) والمؤلف في "الأسماء والصفات"(97) وفي الاعتقاد، (72) من طرق عن قيس بن الحجاج به. وألفاظهم مختلفة والمعنى واحد. ورواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2524 - 2525) بسند ضعيف عن عطاء عن ابن عباس. وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11/ 122 رقم 11243،11/ 178 رقم 11416، 11/ 223 رقم 11560) والحاكم (3/ 541، 542) والعقيلي في "الضعفاء"(3/ 397 - 398) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 311) من طرق أخرى عن ابن عباس به. ونسبه الألباني أيضاً للضياء في "المختارة" وقال: حديث صحيح. راجع "السنة"(1/ 138) وانظر بعض طرقه هناك. قال ابن رجب في، "جامع العلوم والحكم" (2/ 210): وقد روي هذا الحديث عن ابن عباس من طرق كثيرة من رواية ابنه علي، ومولاه عكرمة وعطاء بن أبي رباح، ورواه ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة"(18) وعبيد الله بن عبد الله، وعمر مولى غفرة، وابن أبي مليكة وغيرهم. وأصح الطرق كلها طريق حنش الصنعاني التي خرجها الترمذي، كذا قاله ابن منده وغيره. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وصى ابن عباس بهذه الوصية من حديث علي بن أبي طالب، وأبي سعيد الخدري، وسهل ابن سعد، (أخرجه ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (19) وعبد الله بن جعفر وفي أسانيدها كلها ضعف. وذكر العقيلي (3/ 398) أن أسانيد الحديث كلها لينة، وبعضها أصلح من بعض. وبكل حال فطريق حنش التي أخرجها الترمذي حسنة جيدة. (قلت): حديث أبي سعيد أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(2/ 350 رقم 1099)، والخطيب في "تاريخه"(14/ 125) وفيه على بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، يحيى بن ميمون أبي عطاء متروك الحديث. وحديث عبد الله بن جعفر أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1/ 137 رقم 315) وسنده أيضاً ضعيف، فيه علي بن أبي علي الهاشمي متروك.

وأخرجه أيضًا الطبراني وضعفه الهيثمي لأجل علي هذا (مجمع الزوائد 7/ 189 - 190).

ص: 374

"يا غلام أو يا غليم احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم يقدروا على ذلك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا على ذلك قضي القضاء، وجفت الأقلام وطويت الصحف".

وروينا

(1)

في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم إني أسألك الصحة والعفة والأمانة وحسن الخلق والرضا بالقدر".

وفي حديث أخر

(2)

"وأسألك الرضا بعد القضاء".

[193]

أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنه سمع عبد الله الرازي يقول: "سئل أبو عثمان، عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: أسألك الرضا بعد القضاء. فقال: الرضا قبل القضاء عزم على الرضا، والرضا بعد القضاء هو الرضا".

[194]

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أخبرنا علي بن الحسن المصري قال:

(1)

ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 173) وقال: رواه الطبراني والبزار. وفيه عبد الرحمن بن أنعم وهو ضعيف الحديث وقد وثق. وبقية رجال أحد الإسنادين رجال الصحيح. وأخرجه الخطيب في "تاريخه"(12/ 121) وفيه أيضاً عبد الرحمن بن أنعم.

(2)

جزء من حديث أخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات"(149) من حديث عمار بن ياسر.

وأخرجه النسائي (3/ 55) والحاكم (1/ 524).

[193]

إسناده: شيخ البيهقي أبو عبد الرحمن السلمي تكلموا فيه.

• عبد الله بن محمد، أبو محمد، الحيري، المشهور بالرازي (م 253 هـ) هو تلميذ الزاهد أبي عثمان الحيري، ومن جلة أصحابه. روى عنه السلمي وقال: هو أجل شيخ رأيناه من القوم وأقدمهم، قد صحب الحكيم الترمذي وكان يرجع إلى فنون من العلم. راجع "طبقات الصوفية"(451 - 453)، "السير"(16/ 65).

• أبو عثمان سعيد بن إسماعيل بن سعيد، الحيري، الصوفي (م 298 هـ)، مرت ترجمته.

[194]

إسناده: فيه من لم أعرفه.

• علي بن الحسن المصري. لم أعرفه.

• أبو سعيد الخراز (بفتح الخاء والراء المشددة) نسبة إلى خرز الجلود كالقرب وغيرها، وهو أحمد بن عيسيى البغدادي (م 279 هـ) شيخ الصوفية، صحب سريا السقطي وذا النون المصري. قال الذهبي: يقال إنه أول من تكلم في علم الفناء والبقاء، فاي سكتة فاتته! قصد خيرا، فولد أمرًا كبيرًا تشبث به على اتحادي ضال. راجع "طبقات الصوفية" =

ص: 375

سمعت أبا عثمان سعيد بن عثمان المصري يقول: سمعت أباسعيد الخراز يقول: "الرضا قبل القضاء تفويض، والرضا بعد القضاء تسليم".

[195]

أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أخبرنا جدي يحيى بن منصور، حدثنا أحمد بن سلمة، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم ابن الحارث، عن عامر بن سعد، عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا".

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبوالنضر الفقيه، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا المعلى بن منصور، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن يزيد بن الهاد بهذا الحديث.

أخرجه مسلم في الصحيح

(1)

عن عبد العزيز.

= (228 - 232)، "الحلية"(10/ 246 - 249)، "تاريغ بغداد"(4/ 276 - 278)، "السير"(3/ 419 - 422)، "الوافي"(7/ 275)، "طبقات الأولياء"(40 - 45)، "شذرات"(2/ 191).

[195]

إسناده: رجاله ثقات غير أني لم أعرف شيخ البيهقي.

• الليث هو ابن سعد، الإمام.

• وابن الهاد هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي. ثقة (ع).

• محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي، أبو عبد الله، المدني (م 120 هـ) ثقة، له أفراد. من الرابعة (ع).

• عامر بن سعد بن أبي وقاص الزهري، المدني (م 104 هـ) ثقة. من الثالثة (ع).

• الحارث بن محمد بن أبي أسامة، أبو محمد التميمي (288 هـ) صاحب "المسند" المشهور. قال الدارقطني: صدوق. وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال أبوالفتح الأزدي: ضعيف، لم أر في شيوخنا من يحدث عنه. قال الذهبي: هذه مجازفة، ليت الأزدي عرف ضعف نفسه! ثم قال: لا بأس بالرجل، وأحاديثه على الاستقامة. راجع "تاريخ بغداد"(8/ 218 - 219)، و "التذكرة"(2/ 619 - 625)، و "السير"(13/ 388 - 390)، "لسان الميزان"(2/ 157 - 159)، "شذرات"(2/ 178).

• معلى بن منصور الرازي، أبو يعلى (م 211 هـ) ثقة، سني، فقيه، طلب للقضاء فامتنع. أخطأ من زعم أن أحمد رماه بالكذب. من العاشرة (ع).

• عبد العزيز بن محمد هو الدراوردي. صدوق، يحدث من كتب غيره فيخطئ. من الثامنة (ع).

(1)

في الإيمان (1/ 62). وأخرجه الترمذي في الإيمان (5/ 14 رقم 2623) وأحمد في "مسنده"(1/ 208) وابن منده في "الإيمانه"(1/ 255) عن قتيبة بن سعيد عن الليث به. كما أخرجه أحمد وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 256) وابن منده في "التوحيد"(1/ 249) والمؤلف في =

ص: 376

[196]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني أبو الحسن محمد بن الحسن بن علي الوراق بمرو كتبه لي بخطه، حدثنا علي بن يزداد الجرجاني وكان قد أتى عليه مائة وخمسة وعشرون سنة قال: سمعت عصام بن الليث الليثي السدوسي من بني مرارة في البادية يقول: سمعت أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: "من لم يرض بقضائي وقدري فليلتمس ربا غيرى".

[197]

أخبرنا أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي وعبد الواحد بن محمد بن إسحاق

= "الأسماء والصفات"(4) والبغوي في "شرح السنة"(1/ 53) من طريق عبد العزيز الدراوردي عن ابن الهاد به.

[196]

اسناد.: ضعيف.

• أبو الحسن محمد بن الحسن بن علي الوراق. لم أعرفه.

• علي بن يزداد الجرجاني، أبو الحسن الصائغ، الجوهري، متهم، يروي عن الثقات أوابد. قال السهمي: روى عن قوم لا يعرفون، وعن قوم معروفين ما لا يحتملون. راجع "تاريخ جرجان"(309 - 310)، "الميزان"(3/ 163)، "اللسان"(2/ 267).

• عصام بن الليث السدوسي، البدوي. مجهول، لا يعرف. قال الذهبي: هو وعلي بن يزداد لا يعرفان. والحديث ذكره السمعاني في "الأنساب"(2/ 113 - 114 رسم "البدوي") من طريق المؤلف وقال: هذا إسناد مظلم لا أصل له، ونقل ذلك عنه ابن حجر في "اللسان"(4/ 167 - 168) وذكره الألباني في "الضعيفة"(747)، وقال: ضعيف جدا. وذكره بلفظ آخر: "من لم يرض بقضاء الله ويؤمن بقدر الله فليلتمس إلها غير الله". أخرجه الطبراني في "الصغير"(2/ 48) وعنه أبو نعيم في "تاريخ أصباهان"(2/ 228) وعنه الخطيب في "تاريخه" 2/ 227. من طريق سهل بن عبد الله عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك مرفوعًا. قال الطبراني: لم يروه عن خالد إلا سهل. وسهيل ويقال فيه سهيل بن أبي حزم - ضعيف عند الجمهور وقال ابن حبان: "ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات"(المجروحين 1/ 349). راجع "الضعيفة"(506) وراجع "الميزان"(2/ 244).

[197]

إسناده: لم أعرف بعض رواته، وقبيصة ومن فوقه من رجال الصحيح.

• أبو القاسم زيد بن جعفر بن محمد، ابن أبي هاشم العلوي ذكر فيمن أخذوا عن ابن دحيم.

• أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن إسحاق بن النجار المقرئ.

• قبيصة هو ابن عقبة بن محمد السوائي (ع) مر.

• وسفيان هو الثوري.

• والعلاء هو ابن عبد الرحمن الحرقي. والخبر رواه ابن عدىِ عن ابن مسعود مرفوعًا. قال ابن الجوزي: قال الدارقطني: رفعه وهم، والصواب وقفه راجع "فيض القدير".

ص: 377

المقرئ بالكوفة قالا: حدثنا محمد بن علي بن دحيم، حدثنا إبراهيم بن إسحاق القاضي، حدثنا قبيصة، عن سفيان، عن العلاء، عن أبي وائل، عن عبد الله قال:"أد ما افترض الله عليك تكن من أعبد الناس، واجتنب ما حرم عليك تكن من أورع الناس، وارض بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس".

[198]

أخبرنا محمد بن عبد اللّه الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو عتبة، حدثنا بقية، عن بحير بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن يزيد بن مرثد، عن أيى الدرداء قال: "ذووة الإيمان أربع: الصبر للحكم

(1)

والرضا بالقدر والإخلاص للتوكل والاستسلام للرب عز وجل".

[199]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا يحيى بن منصور القاضي، حدثنا الحسن بن

[198] إسناده: ضعيف.

• أبو عتبة أحمد بن الفرج بن سليمان، الكندي، الحمصي، الملقب بالحجازي المؤذن (م 271 هـ) كانت له رحلة وعناية بالحديث، وعمر دهرا، واحتيج إليه. قال ابن أبي حاتم: محله عندنا الصدق. قال ابن عدي: كان محمد بن عوف يضعفه، ويتكلم فيه، وكان ابن جوصا يضعفه، وقد احتمله الناس وليس ممن يحتج به. قال الذهبي: غالب رواياته مستقيمة. والقول فيه ما قاله ابن عدي، فيروى له مع ضعفه. راجع "الجرح والتعديل"(2/ 67)، "تاريخ بغداد"(4/ 339 - 341)، "السير"(12/ 584 - 586)، "الميزان"(1/ 128)، "الكامل" لأبن عدي (193/ 1)، "الوافي"(7/ 287)، "شذرات"(2/ 162).

• بقية هو ابن الوليد.

• بحير بن سعيد السحولي، أبوخالد الحمصي. ثقة، ثبت. من السادسة (بخ-4).

• خالد بن معدان الكلاعي، أبو عبد الله، الحمصي (م 103 هـ) ثقة، عابد، يرسل كثيرًا، من الثالثة (ع).

• يزيد بن مرثد، أبو عثمان الهمداني، الصنعاني. ثقة، من الثالثة، وله مراسيل (مد). والخبر أخرجه اللالكائي في "شرح السنة"(2/ 676 رقم 1238) من طريق محمد بن يعقوب الأصم به. وأخرجه أبو نعيم في"الحلية" من طريق بقية (1/ 216).

(1)

في المطبوعة "الحلم".

[199]

إسناده: ضعيف.

• الحسن بن علي بن القاسم بن عباس، أبو علي الشاذياخي نسبة إلي شاذياخ قرية ببلخ على =

ص: 378

علي بن القاسم الشاذياخي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا ابن أبي فديك، حدثنا ابن أبي حميد ح.

وأخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي أخبرنا أبو الحسن بن صبيح، حدثنا عبد الله

= خمسة فراسخ منها. راجع "الأنساب"(8/ 11).

• ابن أبي فديك هو محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك (بالفاء مصغرًا)، أبو إسماعيل المدني (م 180 هـ) صدوق من صغار الثامنة (ع).

• ابن أبي حميد هو محمد بن أبي حميد إبراهيم، الأنصاري، الزرقي، أبو إبراهيم المدني، ويقال له: حماد ضعيف. من السابعة 0 (ت ق). وفي الإسناد الأول جاء في النسخ " ابن عبد الحميد". وفي الإسناد الثاني "محمد بن حميد" وكلاهما خطأ.

• عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن شيرويه بن أسد القرشي، أبو محمد، النيسابوري (م 305 هـ) الإمام، الحافظ الفقيه، صاحب التصانيف التىِ تدل على عدالته واستقامته.

ترجمته في "التذكرة"(2/ 705)، "السير"(14/ 166، 167)، "شذرات"(2/ 246).

• أبو عامر العقدي (بفتح المهملة والقاف) عبد الملك بن عمرو القيسي (م 205 هـ) ثقة، من التاسعة (ع).

• إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص الزهري، أبو محمد (م 134 هـ) ثقة، حجة. من الرابعة (خ م د ت س).

• وأبوه محمد بن سعد، أبو القاسم، المدني. كان يلقب ظل الشيطان لقصره، قتله الحجاج بعد الثمانين. ثقة، من الثالثة، (خ م ت س ق). أخرجه الترمذي في القدر (4/ 455 رقم 2151) وأحمد في "مسنده"(1/ 168) والبزار في "مسنده"(1/ 359 كشف) والحاكم (1/ 518) من طريق محمد بن أبي حميد عن إسماعيل به، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي، وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 531) عن محمد بن أبي حميد: ضعفوه ثم أورد له هذا الخبر. وقال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد ويقال له حماد بن أبي حميد، وهو أبو إبراهيم المدني وليس هو بالقوي عند أهل الحديث. وراجع "مجمع الزوائد"(2/ 279) وأخرجه الخطيب في "الجامع"(2/ 236 رقم 1714).

• عمر بن علي بن عطاء بن مقدم (بقاف، وزن محمد) المقدمي، أبو جعفر البصري (م 90 ا هـ) ثقة، مدلس. من الثامنة (ع). وفي (ن) والمطبوعة "المقدسي".

• عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة (بالتصغير) المدني. ضعيف. من السابعة (زق) وحديث المقدمي عن عبد الرحمن عن إسماعيل أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(2/ 60 رقم 701)، واللالكائي في "شرح السنة"(2/ 619 رقم 1103).

ص: 379

ابن محمد بن عبد الرحمن، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا محمد بن (أبي) حميد، عن إسماعيل بن محمد بن سعد يعني ابن أبي وقاص، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من سعادة ابن آدم استخارته الله، ورضاه بما قضى الله عليه، ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله، وسخطه بما قضى الله عز وجل". ورواه عمر بن علي المقدمي، عن محمد بن أبي حميد وعبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله، عن إسماعيل.

[200]

أخبرنا أبو علي بن شاذان البغدادي بها أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو بشر حاتم بن سالم القزاز، حدثنا زنفل العرفي يكنى أبا عبد الله، حدثنا عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة، عن أبي بكر الصديق رضى الله

[200] إسناده: ضعيف.

• أبو على بن شاذان هو الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان، البغدادي، البزاز (م 425 هـ) ذكره الخطيب في "تاريخه" وقال: كتبنا عنه، وكان صحيح السماع، صدوقا يفهم الكلام على مذهب أبي الحسن الأشعري، ويشرب النبيذ عل مذهب الكوفيين، ثم تركه بآخرة. راجع ترجمته في "تاريخ بغداد"(7/ 279 - 285)، "السير"(17/ 415 - 418)، "التذكرة"(3/ 1075)، "شذرات"، (3/ 228 - 229)، و تاريخ التراث العربي" (1/ 385 - 386).

• أبو بشر حاتم بن سالم القزاز ذكره الذهبي في "الميزان"(1/ 428) وقال: قال أبوزرعة: لا أروي عنه، وزاد ابن حجر في "اللسان" (2/ 245): وأشار البيهقي إلى لين روايته. وقال: هو بصري، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 211).

• زنفل (بوزن جعفر) بن عبد الله،- ويقال ابن شداد- العرفي، أبو عبد الله، كان ينزل بعرفة. ذكره الذهبي في "الميزان" (2/ 82) وقال: قال ابن معين: ليس بشيء. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال النسائي: ليس بثقة، وساق هذا الحديث.

• عبد الله بن أبي مليكة هو عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبىِ مليكة، التيمي (م 117 هـ) أدرك ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثقة. فقيه. من الثالثة (ع). والحديث أخرجه الترمذي في الدعوات (5/ 535 رقم 3516) من طريق إبراهيم بن عمر بن أبىِ الوزير عن زنفل به وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث زنفل وهو ضعيف عند أهل الحديث ويقال له زنفل العرفي وكان سكن بعرفات، وتفرد بهذا الحديث ولا يتابع عليه. وأخرجه أبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر الصديق"(ص 81 رقم 44) وأبويعلي في "مسنده"(1/ 46 رقم 44)، والسهمي في "تاريخ جرجان"(510) وابن عدي في "الكامل"(3/ 1090)، والعقيلي في "الضعفاء"(2/ 97) من طريق زنفل عن ابن أبي مليكة به.

ص: 380

عنهما "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أمرا قال: اللهم خر لي واختر لي". وقد ذكرنا دعاء الاستخارة في غير هذا الموضع.

[201]

أخبرنا محمد بن موسى أخبرنا أبو عبد الله الصفار، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا جرير، عن ليث، عن أبى وائل قال: قال عبد الله: "يستخير أحدكم فيقول اللهم خر لي فيخير الله له فلا يرضى ولكن ليقل اللهم خر لي برحمتك وعافيتك ويقول اللهم اقضي بالحسنى، ومن القضاء بالحسنى قطع اليد والرجل وذهاب المال والولد ولكن ليقل اللهم اقفلي بالحسنى في يسر منك وعافية".

[202]

أخبرنا محمد بن موسى، حدثنا أبو عبد الله الصفار، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا

[201] إسناده: حسن.

• ابن أبي الدنيا هو عبد الله بن محمد بن عبيد، القرشي.

• إسحاق بن إسماعيل، الطالقاني، أبويعقوب، يعرف باليتيم (م 203 هـ) ثقة، تكلم في سماعه من جرير وحده. من العاشرة (د).

• جرير هو ابن عبد الحميد الضبي، ثقة. (ع).

• ليث هو ابن أبي سليم وفي (ن) والمطبوعة "جرير بن ليث".

[202]

إسناده: لا بأس به.

• أبو خيثمة، زهير بن حرب بن شداد، النسائي (م 234 هـ) ثقة، ثبت. روى عنه مسلم أكثر من ألف حديث. من العاشرة (خ م د س ق). وفي النسخ "أبو خيثم".

• يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أبو يوسف المدني (م 208 هـ) ثقة، فاضل، من صغار التاسعة (ع).

• عيسى بن عبد الله بن مالك الدار مقبول من السادسة (د سي ق) قال ابن المديني: مجهول، لم يرو عنه غير ابن إسحاق، وذكره ابن حبان في "الثقات".

• محمد بن عمرو بن عطاء القرشي العامري (م 120 هـ) ثقة. من الثالثة. والحديث أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(2/ 497 رقم 1342) عن زهير أبي خيثمة وقال الهيثمي: رجاله موثقون ورواه الطبراني في، الأوسط و بنحوه (مجمع الزوائد 2/ 281). وأخرجه ابن حبان من طريق علي ابن المديني حدثنا يعقوب بن إبراهيم به. (686 - موارد). وقال العراقي: إسناده جيد، راجع "نيل الأوطار"(3/ 88). وقد صح من حديث جابر دون قوله في الأخير "ولا حول ولا قوة إلا بالله". أخرجه البخاري في التهجد (2/ 51) وفي الدعوات (7/ 162) وفي "التوحيد"(8/ 168)، وأخرجه الترمذي (2/ 345 - 346 رقم 480) وأبو داود (2/ 187 رقم 1538) والنسائي (/80) وابن ماجه (1/ 440 رقم 1383) وأحمد (3/ 244).

وقد تكلم فيه بعض العلماء لأجل عبد الرحمن بن أبي الموال. ولعل مسلمًا لم يخرجه لهذا السبب.

راجع تعليق الشيخ أحمد شاكر على الحديث، وانظر "الكامل" لابن عدي (3/ 161).

ص: 381

أبو خيثمة، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق قال: حدثثي عيسى بن عبد الله بن مالك، عن محمد بن عمر بن عطاء، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا أراد أحدكم أمرا فليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم ان كان كذا وكذا للأمر الذي يريد خيرا لي في ديني ومعيشتي وعاقبة أمري وإلا فاصرفه عني واصرفني عنه ثم اقدر لي الخير أين كان ولا حول ولا قوة إلا بالله".

[203]

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الإمام أخبرنا أبو بكر أحمد بن

[203] إسناده: فيه من لم أعرفهم- وفيه أكثر من ضعيف.

• اسحاق بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الإمام- لم أجده.

• أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل هو الإسماعيلي الإمام، صاحب "الصحيح".

• علي بن

روحان العسكري، وفي الأصول بياض بين "بن" و"روحان" وتصرف مصحح المطبوعة فضمهما معاً فقال:"علي بن روحان" ولم أعرفه.

• علي بن محمد بن مروان السدي، ذكره الحافظ في "تهذيب التهذيب" في ترجمة أبيه، فيمن رووا عنه، ولم أجد له ترجمة في المصادر المتوفرة لدينا. أما أبوه محمد بن مروان السدي، فقد مر أنه ضعيف ليس بشيء، متهم بالكذب.

• عمرو بن قيس الملائي (بضم الميم وتخفيف اللام والمد)، أبو عبد الله الكوفي (م 146 هـ) ثقة، متقن عابد. من السادسة (بخ م- 4). وفي (ن) والمطبوعة (لملادي).

• محمد بن يزيد الجوري (بضم الجيم وسكون الواو بعدها راء مهملة) نسبة إلى جور، محلة بنيسابور، ذكره السمعاني في "الأنساب" وقال حدث عنه أبو سعد أحمد بن محمد الماليني الصوفي وغيره (3/ 397 - 398). ثم ذكره في الجزي (بفتح الجيم وكسر الزاي) نسبة إلى بيع الجوز (3/ 407) وذكره الأمير ابن ماكولا في "الإكمال"(3/ 14) في الجوزي (بالزاي).

• محمد بن خلف بن حيان، أبو بكر، الضبي البغدادي الملقب بوكيع (م 306 هـ) صاحب التصانيف المفيدة، قال الدارقطني: كان نبيلا، فصيحا، فاضلا، من أهل القرآن والفقه، والنحو. وقال أبو الحسن بن المنادي: أقلوا عنه للين شهر به. له "أخبار القضاة" مطبوع في 3 مجلدات. ترجمته في "تاريخ بغداد"(5/ 236 - 237)، "السير"(14/ 237)، "الميزان"(3/ 538)، "الوافي"(3/ 43 - 44)، "لسان الميزان"(5/ 156 - 157)،"شذرات"(2/ 249).

• علي بن شعيب بن عدي، السمسار، البزاز، البغدادي (م 253 هـ) ثقة، من كبار الحادية عشرة (س).

• موسى بن بلال. ضعفه الأزدي، وقال: ساقط ضعيف. ("الميزان"4/ 251).

• عطية العوفي هو عطية بن سعد بن جنادة (م 111 هـ) صدوق، يخطئ كثيراً، كان شيعيا =

ص: 382

إبراهيم بن إسماعيل أخبرنا علي بن

(1)

روحان العسكري، حدثنا علي بن محمد بن مروان السدي، حدثنا أبي، حدثنا عمرو بن قيس الملائي ح.

وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أخبرنا محمد بن يزيد أخبرنا محمد بن خلف وكيع، حدثنا علي بن شعيب، حدثنا موسى بن بلال، حدثنا أبو عبد الرحمن السدي، عن عمرو بن قيس الملائي، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله، وأن تحمدهم علي رزق الله، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله، إن رزق الله لا يجره حرص حريص ولا يرده كره كاره، إن الله بحكمه وجلاله جعل الروح والفرح في الرضا واليقين، وجعل الغم والحزن في الشك والسخط".

محمد بن مروان ضعيف، وروي ذلك عن ابن مسعود من قوله مرة ومرفوعا أخرى أما المرفوع فما.

[204]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا جعفر بن

= مدلسا، من الثالثة (بخ د ت ق) ضعفه أبو حاتم، وأحمد، والنسائي وجماعة، وقال ابن معين: صالح (الميزان 3/ 80). والحديث أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(5/ 106) من طريق علي بن محمد ابن مروان عن أبيه بنحوه: وقال غريب من حديث عمرو تفرد به علي بن محمد بن مروان عن أبيه. وأخرجه في موضع أخر (15/ 41) من طريق أبي يزيد البسطامي حدثنا أبو عبد الرحمن السدي فذكره بنحوه - ثم قال: وهذا الحديث مما ركب على أبي يزيد والحمل فيه على شيخنا أبي الفتح (أحمد بن الحين بن محمد بن سهل) فقد عثر منه على غير حديث ركبه. وحدثنا بهذا الحديث القاضي أبو أحمد ومحمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن الحسين بن حفص، حدثنا علي بن محمد بن مروان عن أبيه - فساقه.

(1)

بياض في الأصل.

[204]

إسناده: حسن.

• جعفر بن شعيب بن إبراهيم، أبو محمد الشاشي (م 294 هـ) ذكره الخطيب في "تاريخه"(7/ 195 - 196) وراجع "الأنساب"(8/ 15).

• أبو حمة (بضم الحاء المهملة وتخفيف الميم) ذكره ابن حجر في "لسان الميزان"(7/ 37) قال: قال ابن القطان: لا أعرف حاله. قال ابن حجر: هو يماني مشهور اسمه محمد بن يوسف

ابن محمد بن أسرار ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 104) وقال: من أهل اليمن، كان راويا لأبي قرة موسى بن طارف، حدثنا عنه المفضل بن محمد الجندي وغيره ربما أخطأ =

ص: 383

شعيب الشاشي، حدثنا أبو حمة، حدثنا أبو قرة، عن سفيان بن سعيد، عن منصور بن المعتمر، عن خيثمة، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لا ترضين أحدا بسخط الله، ولا تحمدن أحدا على فضل الله، ولا تذمن أحدا على ما لم يؤتك

(1)

الله، فإن رزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص ولا يرده عنك كره كاره، وإن الله عز وجل بقسطه وعدله جعل الروح والراحة والفرح في الرضا واليقين، وجعل الهم والحزن في السخط والشك". وأما الموقوف:

[205]

فأخبرنا أبو الحسين بن بشران، حدثنا الحسين بن صفوان، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا الحسن بن الصباح، حدثنا سفيان، عن أبي هارون المدني قال: قال ابن مسعود: "الرضا أن لا ترضي الناس بسخط الله، ولا تحمد أحدا على

= وأغرب. كنيته أبو يوسف وأبوحمة لقب. وراجع و "الإكمال"(2/ 545) وفي (ن) والمطبوعة "أبو حمنة".

• أبو قرة (بضم القاف) موسى بن طارق الزبيدي (بفتح الزاي) القاضي، اليماني، ثقة، يغرب، من التاسعة (س) ويخا (ن)"أبو قردة".

• خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة، الجعفي، الكوفي، (م بعد 80 هـ) ثقة، كان يرسل. من الثالثة. (ع). والحديث أخرجه الطبراني في "الكبير"(10/ 266 رقم 10514) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 121،7/ 130) من طريق خالد بن يزيد العمري، حدثنا سفيان الثوري وشريك وسفيان بن عيينة، عن سليمان الأعمش، عن خيثمة، عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره. قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري والأعمش تفرد به العمري. (قلت) خالد بن يزيد العمري ذكره الذهبي في "الميزان"(1/ 646) وقال: كذبه أبو حاتم ويحيى. وقال ابن حبان (1/ 278): يروي الموضوعات عن الأثبات. وراجع "الكامل" لابن عدي (3/ 889). ولكن لم يتفرد به فقد تابعه أبو قرة عن الثوري، وتابع منصرر الأعمش. فبذلك يرتفع الحديث من الضعيف إلى درجة الحسن والله أعلم.

(1)

في النسخ "ما لم يرد".

[205]

إسناده: رجاله ثقات.

• الحسن بن الصباح البزار (أخره راء)، أبوعل الواسطي (م 249 هـ) صدوق، يهم، وكان عابدًا فاضلا. من العاشرة (خ م د ت س).

• سفيان هو ابن عيينة.

• أبو هارون المدني، موسى بن أبي عيسى الحناط. مشهور بكنيته. ثقة، من السادسة (خت م د ق).

ص: 384

رزق الله، ولا تلم أحدا على ما لم يؤتك الله، فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره، والله بقسطه وعلمه جعل الروح والفرح في اليقن والرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط".

[206]

أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن شبانة الهمذاني بها، حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن القاضي أخبرنا محمد بن الحسن بن سماعة، حدثنا أبو نعيم، حدثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال:"إذا طلب أحدكم الحاجة فليطلبها طلبا يسيرا فإنما له ما قدر له ولا يأتي أحدكم صاحبه فيمدحه فيقطع ظهره".

[207]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفان، حدثنا ابن نمير، عن الأعمش، عن المعرور بن سويد قال: قال عبد الله هو ابن مسعود: "إن في طلب الرجل إلى أخيه الحاجة فتنة إن هو أعطاه حمد غير الذي أعطاه وإن منعه ذم غير الذي منعه".

[206] إسناده: ليس بالمتين،

•أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن بندار بن شبانة، الهمذاني (م 425 هـ) قال ابن شيرويه: كان صدوقا من أهل الشهادات. راجع "السير"(17/ 432)،"شذرات"(3/ 229).

• محمد بن الحسن بن سماعة، أبو عبد الله الحضرمي (م 301 هـ) قال الدارقطني: ليس بالقوي. راجع ""تاريخ بغداد" (2/ 188 - 189) وفيه كنيته "أبو الحسن أو أبو الحسين"، "السير" (13/ 568)، "الوافي" (2/ 337)، "شذرات" (2/ 236). وفي (ن) "محمد بن الحسين".

• أبو نعيم هو الملائي، الفضل بن دكين. (ع).

• أبو إسحاق هو السبيعي، عمرو بن عبد الله (ع). في (ن) والمطبوعة "ابن إسحاق".

• أبو الأحوص، عوف بن مالك بن نضلة (بفتح النون وسكون المعجمة) الجشمي مشهور بكنيته، ثقة. من الثالثة (بخ م-4) في (ن)"ابن الأحرص". سند هذا الحديث ضعيف، وأخرجه ابن لال في "مكارم الأخلاق" بنحوه مختصرًا، وقال المنذري: سنده ضعيف (فيض القدير 1/ 398)، ولكن أخرجه الطبراني (9/ 198 رقم 8883) عن علي بن عبد العزيز عن أبي نعيم به. ورجاله ثقات من رجال الصحيح.

[207]

إسناده: رجاله ثقات.

• ابن نمير هو عبد الله، أبوهشام الكوفي. ثقة. من رجال الجماعة.

• معرور بن سويد الأصدي، أبو أمية الكوفي، ثقة، من الثانية. عاش 120 سنة (ع).

ص: 385

[208]

أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدثنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، حدثنا جدي، (حدثنا)

(1)

أبو الوليد هشام بن إبراهيم المخزومي، حدثنا موسى بن جعفر بن أبي كثير، عن عمه قال: بلغني في قول الله عز وجل: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا} أن الكنز الذي كان لوحا من ذهب مكتوب فيه: "عجبا لمن أيقن بالموت كيف يفرح، عجبا لمن أيقن بالحساب كيف يضحك، عجبا لمن أيقن بالقدر كيف يحزن، عجبا لمن يرى الدنيا وزوالها وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها، لا إله إلا الله محمد رسول اللّه".

[209]

أخبرنا أبو عبد اللّه ومحمد بن موسى قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب،

[208] إسناده: ضعيف.

• إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني (م 347 هـ) ثقة. كان كثير السماع من جده وأبيه، وكان أحد المجتهدين في العبادة. راجع "الأنساب"(8/ 110)، "شذرات"(2/ 374).

• وجده الفضل بن محمد بن المسيب بن موسى بن زهير (م 282 هـ) إمام، حافظ، محدث مكثر، طوف البلاد، وتعلم وحصل وجمع وصنف، عرف بالشعراني لكونه كان يرسل شعره. قال ابن أبي حاتم: تكلموا فيه. وقال أبو عبد الله الأخرم: صدوق، مغالٍ في التشيع. قال الحاكم: لم أر بين الأئمة الذين سمعوا منه خلافَا في ثقته وصدقه. راجع "الجرح والتعديل"(7/ 69)، "التذكرة"(2/ 626)، "السير"(13/ 317 - 319)، "الميزان"(3/ 358)، "الأنساب"(8/ 110)، "شذرات"(2/ 179 - 180).

• أبو الوليد هشام بن إبراهيم المخزومي.

• موسى بن جعفر الأنصاري عن عمه. وفي (ن) والمطبوعة "عن عمر". قال الذهبي في "الميزان"(4/ 201): لا يعرف وخبره ساقط. ثم ساقط الرواية. وقال ابن حجر في "اللسان"(6/ 114) لم أقف على اسمه، ولا عرفت حاله ولا رأيت لموسى هذا ذكرًا في "تاريخ البخاري" ولا "ثقات ابن حبان"، وهو أخو محمد وإسماعيل ابني جعفر بن كثير، المتقنين الشهورين. وراجع "الضعفاء" للعقيلي (4/ 155).

(1)

زيادة لابد منها.

[209]

إسناده: ضعيف جدًّا.

• عبد الله بن أحمد بن محمد بن المستورد.

• حكم بن سليمان القرشي.

• عمرو بن جميع، قاضي حلوان، يكنى أبا المنذر. كذبه ابن معين، وقال الدارقطني وجماعة، متروك. وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي: كان يتهم بالوضع. =

ص: 386

حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن المستورد، حدثنا حكم بن سليمان القرشي، حدثني عمرو بن جميع، عن جويبر، عن الضحاك، عن النزال بن سبرة، عن علي بن أبي طالب في قول الله عز وجل {وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا} .

قال: كان لوح من ذهب مكتوب فيه: لا إله إلا الله محمد رسول الله عجبا لمن يذكر أن الموت حق كيف يفرح وعجبا لمن يذكر أن النار حق كيف يضحك وعجبا لمن يذكر أن القدر حق كيف يحزن وعجبا لمن يرى الدنيا وتصرفها باهلها حالا بعد حال كيف يطمئن إليها.

[210]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا:

= وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات والمناكير عن المشاهير لا يحل حديثه ولا الذكر عنه إلا على سيبل الاعتبار. راجع "الكامل"(5/ 1764 - 1765)، و "الميزان"(3/ 251)، "اللسان"(4/ 358 - 359)، "الضعفاء" للعقيلي (3/ 264)، و "المجروحين" لابن حبان (2/ 76).

• جويبر بن سعيد الأزدي- وقيل: جويبر لقب واسمه جابر- أبو القاسم البلخي. راوي التفسير، ضعيف جدا. من الخامسة. (خد ق) قال ابن معين: ليس بشيء. وقال الدارقطني وغيره: متروك الحديث.

• الضحاك هو ابن مزاحم الهلالي. صدوق يرسل كثيرًا. من الخامسة.

• النزال بن سبرة الهلالي. كوفي، ثقة، من الثانية. وقيل: إن له صحبة (خ د تم س ق). والحديث ضعيف وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(5/ 421) وعزاه للمؤلف. وأخرجه المؤلف في "الزهد"(ص 242 رقم 541) من طريق أخرى عن جويبر به، واخرج بنحوه عن ابن عباس (رقم 540)، وأخرج الطبري في"تفسيره"(16/ 6)، واللالكائي في "شرح السنة"(2/ 680 رقم 1249) عن الحسن بنحوه.

[210]

•أبو بكر بن الحسن هو أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد، الحيري، القاضي. مر.

• أبو سعيد بن أبي عمرو هو محمد بن موسى بن الفضل، وقد مر أيضًا.

• العباس بن محمد الدوري.

• أبو الجواب هو الأحوص بن جواب (بتشديد الواو)، الضبي (م 211 هـ) كوفي، صدوق، ربما وهم، من التاسعة (م د ت س).

• عمار بن رزيق (بتقديم الراء، مصغرًا) الضبي أو التميمي، أبو الأحوص الكوفي (م 159 هـ) لا بأس به. من الثامنة. (م دس ق).

• أبو حصين (بفتح الحاء) عثمان بن عاصم بن حصين الأسدي الكوفي (م:127 هـ) ثقة، ثبت. سني، وربما دلس، من الرابعة (ع). =

ص: 387

حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا العباس بن محمد، حدثنا أبو الجواب، حدثنا عمار بن رزيق، عن أبي حصين، عن يحيى بن وثاب، عن مسروق قال: قال عبد الله: "لا يؤمن العبد حتى يؤمن بالقدر يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه

(1)

وما أخطاه لم يكن ليصيبه، ولأن أعض على جمرة حتى تطفأ أحب إلي من أن أقول لأمر قضاه الله ليته لم يكن".

[211]

أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي، حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا الهيثم بن خارجة أخبرنا سليمان بن عتبة، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن لكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطاه لم يكن ليصيبه".

=. يحيى بن وثاب (بتثديد المثلثة) الكوفي، المقرئ (م 103 هـ) ثقة، عابد، من الرابعة (خ م ت س ق). وأخرج الترمذي في القدر (4/ 451 رقم 2142) من طريق عبد الله بن ميمون عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر مرفوعًا بنحوه. وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن ميمون وهو منكر الحديث. وأخرجه اللالكائي في "شرح السنة" موقوفًا على جابر (2/ 678 رقم 1242).

(1)

في المطبوعة "الخطيئه".

[211]

إسناده: حسن.

• أبو زكريا بن أبي إسحاق هو يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى- مر.

• أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى بن عمرو العطشي المعروف بالَادمي (م 349 هـ) كان ثقة، حسن الحديث. راجع "تاريخ بغداد"(4/ 299)، "الأنساب"(9/ 327)، "شذرات"(2/ 379). وفي جميع النسخ "احمد بن عمر بن يحيى الَادمي"، الهيثم بن خارجة المروزي، أبو أحمد أو أبو يحيي (م 227 هـ) صدوق، من كبار العاشرة (خ س ق)، سليمان بن عتبة بن ثور بن يزيد، أبوالربيع الداراني (م 185 هـ) صدوق، له غرائب. من السابعة (مد ق) قال أحمد: لا أعرفه. وقال ابن معين: لا شيء. وقال أبو حاتم: ليس به بأس، يونس بن ميسرة ابن حلبس (بمهملتين فب طرفيه وموحدة، وزن جعفر) ثقة، عابد، معمر. من الثالثة (م 132 هـ)(د ت س)، أبو إدريس الخولاني هو عائذالله بن عبد الله الخولاني (م 80 هـ) ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين، وسمع من كبار الصحابة. كان عالم الشام بعد أبي الدرداء (ع). والحديث أخرجه أحمد عن الهيثم أخبرنا أبوالربيع- وهو سليمان- به (6/ 441)، وعزاه الهيثمي لأحمد وللطبراني وقال: رجاله ثقات (مجمع الزوائد 7/ 197).

(قلت): سليمان بن عتبة ضعفه ابن معين.

ص: 388

[212]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال: سمعت سعيد ابن عثمان الخياط يقول: سمعت ذا النون يقول: "من وثق بالمقادير لم يغتم".

[213]

وبهذا الإسناد قال: سمعت ذا النون يقول: "ارض عن الله وثق بالله فكل شيء بقضاء الله، وأثن على الله فإنه من عرف الله رضي بالله وسره ما قضى، ومن طلب المعروف من عند الله تيسر لجود كف الله، ولو عرف الإنسان ما قرب لما عصى الله لغير الله".

[214]

أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان، حدثنا عبد الله ابن محمد القرشي قال: حدثني محمد بن الحسين، حدثني عمار بن عثمان، حدثني بشر ابن سنان المجاشعي وكان من العابدين قال:"قلت لعابد: أوصني قال: ألق نفسك مع القدر حيث ألقاك فهو أحرى أن تفرغ قلبك وأن تقل همك واياك إن تسخط ربك فيحل بك السخط وأنت عنه في غفلة ولا تشعر به".

[215]

أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ببغداد، حدثنا علي بن محمد بن الزبير

[212] وذكره أبو نعيم في "الحلية"(9/ 380) من وجه أخر عن سيد بن عثمان قال: قال ذا النون: "من وثق بالمقادير استراح".

[214]

أبو علي الحسين بن صفوان، رواية ابن أبي الدنيا. وقد مرت ترجمته. وفي النسخ كلها "أبو الحسين بن صفوان".

• عبد الله بن محمد القرضي هو ابن أبي الدنيا، الحافظ المعروف.

• محمد بن الحسين هو البرجلاني، أبو جعفر (م 238 هـ) صاحب التواليف في الرقائق، روى عنه ابن أبي الدنيا كثيرًا. سئل إبراهيم الحربي عنه فقال: ما علمت إلا خيرًا. راجع "الجرح والتعديل"(7/ 229)، "تاريخ بغداد"(2/ 222)، "طبقات الحنابله"(1/ 290)، "الأنساب"، (2/ 139)، "السير"(11/ 112)، "الميزان"(5/ 137)، "شذرات"(2/ 90).

[215]

إسناده: حسن.

• علي بن محمد بن الزبير الكوفي، أبو الحسن، القرشي، الأديب (م 348 هـ) كان أديبًا، عالمًا، مليح الكتابة، بديع الوراقة، نسخ الكثير، وكان من جلة تلامذة ثعلب. وثقه أبو بكر الخطيب. راجع "تاريخ بغداد"(12/ 81)، "السير"(15/ 567)، "شذرات"(2/ 379).

• زيد بن الحباب (بضم المهملة)، أبو الحسين العكلي (بضم المهملة وسكون الكاف)(م 203 هـ) رحل في الحديث فكثر منه، وهو صدوق يخطئ في حديث الثوري، من التاسعة (م-4).

• عبيد الله بن شميط (بالمعجمة مصغرًا) ابن عجلان، الشيباني، البصري (م 181 هـ) ثقة، =

ص: 389

الكوفي، حدثنا الحسن بن علي بن عفان، حدثنا زيد بن الحباب، حدثني عبيد الله بن شميط بن عجلان، عن أبيه، عن الحسن قال: "يصبح المؤمن حزينا، ويمسي حزينا، وينقلب

(1)

في النوم، ويكفيه ما يكفي العنيزة"

(2)

.

[216]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا جعفر بن محمد بن نصير قال: سمعت أبا العباس بن عطاء يقول: "ذروا التدبير والاختيار، تكونوا و طيب من العيش، فإن التدبير والاختيار يكدر على الناس عيشهم".

قال: "سئل أبو العباس: أي منزلة إذا قام العبد بها قام مقام العبودية؟ قال: ترك التدبير".

قال: وسمعت أبا العباس يقول: ولا تحل السلامه حتى تكون في التدبير كأهل القبور".

= من الثامنة. (ت) وفي (ن) والمطبوعة "سميط" بالمهملة.

• وأبوه شميط لا بأس به، يكتب حديثه. راجع "الجرح والتعديل"(14/ 391). والأثر أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد"(258) من طريق سيار العنزي عن عبيد الله بن شميط عن أبيه عن الحسن بزيادة "الكف من التمرة والشربة من الماء" في أخره.

(1)

كذا في الأصل و (ن) وفي المطبوعة "ينقلب في التوبة".

(2)

في المطبوعة "المغيرة".

[216]

إسناده: حسن.

• جعفر بن محمد بن نصر، أبو محمد، الخلدي (م 348) شيخ الصوفية، وثقه الخطيب، قيل عجائب بغداد: نكت المرتعش، وإشارات الشبلي، وحكايات الخلدي، صحب الجنيد، وعرف بصحبته. راجع "طبقات الصوفية"(434 - 439)، "الحليه"(10/ 381)، "تاريخ بغداد"(7/ 226 - 231)، "الأنساب"(5/ 176 - 178)، "السير"(15/ 558 - 560)، و "طبقات الأولياء"(170 - 174)، "شذرات"(2/ 378).

• أبو العباس بن عطاء، أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء، الآدمي البغدادي (م 309 هـ) الزاهد العابد. قال الخطيب: حدث بشيء يسير. قيل إنه كان ينام في اليوم والليلة ساعتين، يختم القرآن كل يوم. وامتحن بسببا الحلاج وعذب حتى مات. راجع "طبقات الصوفية"(265 - 272)، "الحلية"(10/ 302 - 305)، "تاريخ بغداد"(5/ 26 - 30)، "السير"(14/ 255)، و "الوافي"(8/ 24 - 25)، "طبقات الأولياء"(59 - 61)، "شذرات" (2/ 257). وروى أبو نعيم عنه أنه سئل: ما العبودية؟ فقال: ترك الاختيار وملازمه الافتقار.

ص: 390

قال: وسمعت أبا العباس يقول: "الفرح في تدبير الله تعالى لنا والشقاء في تدبيرنا".

[217]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عمرو الزاهد، حدثنا أبو العباس محمد بن علي الأنصاري، حدثنا أبي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: قال العلماء: "من لم يصلح على تقدير الله لم صلح على تدبير

(1)

نفسه".

[218]

أخبرنا أبو عبد الرحمن

(2)

السلمي أنه سمع عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الرازي يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي يقول: "من ترك التدبير عاش في راحة".

[219]

سمعت أبا العباس يقول: سمعت أبا الحسين الفارسى يقول: سمعت عباس ابن عاصم يقول: سمعت سهلا يقول: "البلوى من الله على وجهين بلوى رحمة وبلوى عقوبة.

(1)

في (ن) والمطبوعة "تقدير".

[218]

إسناده: ليس بالقوي.

• عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الرازي. قد مر في الخبر رقم (190).

• أبو العباس، أحمد بن محمد بن مسروق، البغدادي، الطوسي، (م 299 هـ) صحب الحارث المحاسبي، ومحمد بن منصور الطوسي، والسري السقطي. وكان الجنيد يحترمه. قال الدارقطني: ليس بالقوي. ترجمته في "طبقات الصوفية"(237 - 241)، "الحلية"(10/ 213 - 216)، "تاريخ بغداد"(5/ 100 - 103)، "السير"(13/ 494)، "الميزان"(1/ 150)، "طبقات الأولياء"(89 - 90)، "شذرات"(2/ 227).

(2)

في النسخ كلها "أبو عبد الله السلمي، وهو خطأ.

[219]

إسناده: كالذي قبله.

• أبو الحسن الفارسي، محمد بن أحمد بن إبراهيم، من شيوخ أبي عبد الرحمن السلمي روى عنه كثيرًا في "طبقاته".

• عباس بن عاصم، كذا في النسخ عندنا. وفي "طبقات الصوفية" اللسلمي "عباس بن عصام".

• سهل بن عبد الله، أبو محمد، التستري (م 283 هـ) الصوفي الزاهد، شيخ العارفين، له كلمات نافعة، ومواعظ حسنة، وقدم راسخ في الطريق. راجع "طبقات الصوفية"(206 - 211)، "الحلية"(10/ 189 - 212)، "وفيات ابن خلكان"(2/ 429 - 430)، "السير"(13/ 330 - 333)، "طبقات الأولياء"(232 - 236)، "شذرات"(2/ 182 - 184). وكلامه هذا رواه السلمي في "طبقاته"(210) عن أبي الحسين الفارسي عن العباس بن عصام عنه.

ص: 391

فبلوى الرحمة يبعث صاحبه على إظهار قدره إلى الله وترك التدبير، وبلوى العقوبة يبعث صاحبه على اختياره وتدبره".

[220]

حدثنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني، حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدثنا محمد ابن إسماعيل الأصبهاني قال: سمعت أبا تراب يقول: سمعت حاتما يقول: سمعت شقيقا يقول، "يا فقير! لا تشتغل ولا تتعب في طلب الغنى، فإنه إذا قسم لك الفقر لا تكون غنيا".

[221]

أخبرنا أبو الحسن بن الفضل القطان، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب ابن سفيان، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد قال: قال أيوب "إذا لم يكن ما تريد فارد ما يكون".

[222]

أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، حدثنا محمد بن أحمد بن سعيد الرازي، حدثنا

[220] إسناده: لا بأس به.

• محمد بن إسماعيل الأصفهاني.

• أبو تراب، عسكر بن الحصين، النخشبي (م 245 هـ) النخشبي نسبة إلى مدينة نخشب من نواحي بلخ. صحب حاتماً الأصم، وكتب العلم وتفقه، ثم قاله وتعبد، وساح وتجرد. ترجمته في "طبقات الصوفية"(146 - 151)، "الحلية"(10/ 45 - 51)، "تاريخ بغداد"(12/ 315 - 318)، "طبقات الحنابلة"(1/ 248)، "الأنساب"(13/ 61)، "السير"(11/ 545)، "طبقات الأولياء"(355 - 358).

• حاتم هو الأصم، حاتم بن عنوان بن يوسف، أبو عبد الرحمن، البلخي، الواعظ (م 237 هـ) الزاهد الرباني، القدوة، له كلام جليل في الزهد، والمواعظ والحكم. كان يقال له لقمان هذه الأمة، وهو قليل الحديث. قال الذهبي: لم يرو شيئاً مسندًا فيما أرى. ترجمته في "الجرح والتعديل"(3/ 260)، "طبقات الصوفية"(91 - 97)، "الحلية"(8/ 73 - 83)، "تاريخ بغداد"(8/ 241 - 245)، "وفيات ابن خلكان"(26/ 2 - 28)، "السير"(1/ 4841 - 487). "طبقات الأولياء"(178 - 181)، "شذرات"(2/ 87 - 88).

• شقيق البلخي، أبو علي شقيق بن إبراهيم الأزدي (م 194 هـ). الإمام الزاهد، شيخ خراسان، صحب إبراهيم بن أدهم وهو قيل الرواية نقل فيه الذهبي أنه منكر الحديث. قال: لا يتصور أن يحكم عليه بالضعف لأن نكارة تلك الأحاديث التي رويت عنه من جهة الرواة عنه. ترجمته في "الجرح والتعديل"(4/ 373)، "طبقات الصوفية"(61 - 66)، "الحليه"(8/ 58 - 73)، "وفيات ابن خلكان"(2/ 275)، "السير"(9/ 313 - 317)، "الميزان"(2/ 279)،"طبقات الأولياء"(12 - 15)، "شذرات"(1/ 341).

[222]

إسناده: ضعيف.

• محمد بن أحمد بن سعيد الرازي، أبو جعفر (م 344 هـ) ذكره الذهبي في "الميزان"(3/ 457) =

ص: 392

العباس بن حمزة، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، عن سفيان في قوله: {وَمَنْ يُؤْمِنْ

(1)

بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} قال: بالرضا والتسليم.

[223]

أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت علي بن أحمد بن عبد العزيز القزويني قال: سمعت جعفرا يقول: سمعت أبا العباس بن عطاء يقول: "الرضا ترك الخلاف على الله فيما يجريه على العبد".

[224]

أخبرنا أبو نصر عمر بن قتادة أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق الصبغي، حدثنا الحسن بن علي بن زياد، حدثنا إسحاق الفروي، حدثنا مالك، عن يحيى بن سعيد أن عمر بن عبد العزيز قال:"لقد تركني هؤلاء الدعوات ومالي في شيئ من الأمور كلها أردت في موضع قدر اللّه".

= وقال مجهول، وقال الحافظ ابن حجر في "اللسان" (5/ 40): ذكره الحاكم في "التاريخ" فقال: سمع أبا زرعة وأبا حاتم وابن وارة و أقرانهم ثم ورد نيسابور سنة خمس وثمانين ومائتين فاقام هناك إلى أن توفي، ولم يُنكَر عليه إلا حديث واحد. ثم ذكر في موضع أخر (5/ 51) أن الدارقطني ضعفه.

• العباس بن حمزة بن عبد الله، أبوالفضل النيسابوري (م 288 هـ) واعظ، صاحب لسان وبيان، رحل في طلب الحديث، وصحب ذا النون، وسمع بدمشق من أحمد بن أبي الحواري. كان يصوم النهار ويقوم الليل. "تاريخ دمشق"(19/ 363 - 366) من هامش "طبقات الصوفية"(25).

• أحمد بن أبي الحواري، واسمه عبد الله بن ميمون، أبو الحسن، الثعلبي، الغطفاني (م 246 هـ)، أحد الأعلام، الزاهد، سمع الحديث ثم أقبل على العبادة والتأله، قال الجنيد: أحمد بن أبي الحواري ريحانة الشام. قال أبو نعيم: أسند أحمد بن أبي الحواري عن المشاهير والأعلام ما لا يعد كثرة. قال الحافظ في "التقريب": ثقة زاهد، من العاشرة. ترجمته في "الجرح والتعديل"(2/ 47)، "طبقات الصوفية"(98 - 102)، "الحلية"(10/ 5 - 33)، "طبقات الحنابله"(1/ 789)، "السير"(12/ 85 - 94)، "طبقات الأولياء"(31 - 36)، "شذرات"(2/ 110).

• سفيان هو ابن عيينة. والأثر ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(8/ 184) وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر والمؤلف.

(1)

سورة التغابن (64/ 11).

[224]

إسناده: لين.

• إسحاق الفروي هو إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة الفروي (م 226 هـ) روى عن مالك أحاديث تفرد بها. ضعفه الدارقطني. وروى عنه البخاري. قال الحاكم: عيب على محمد إخراجه حديثه، وقد غمزوه.

ص: 393

قال: "وكان كثيرا ما يدعو بهما: اللهم رضني بقضائك وبارك لي في قدرك

حتى لا أحب تعجيل يثيِء أخرته ولا تأخير شيء عجلته".

[225]

أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، حدثنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن يزيد القزويني بالري، حدثنا محمد بن أيوب بن يحيى أخبرنا سليمان العتكي، حدثنا حماد، حدثنا يحيى بن سعيد قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: "ما أصبح لي هوى في شيء سوى ما قضى الله عزوجل".

[226]

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا العباس ابن محمد، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا حجاج، عن شعبة قال: قال لي يونس بن عبيد: "ما تمنيت شيئا قط".

[227]

أخبرنا أبو حازم الحافظ أخبرنا محمد بن أحمد بن سنان، حدثنا الهيثم بن خلف،

[225] إسناده: رجاله موثقون.

• سليمان بن داود الغتكي، أبوالربيع الزهراني، البصري (م 234 هـ)، ثقة، لم يتكلم فيه أحد بحجة، من العاشرة (خ م د س).

• حماد هو ابن زيد.

• يحيى بن سعيد هو الأنصاري.

[226]

إسناده: و حيح.

• يحيى بن معين بن عون، أبو زكريا البغدادي (م 233 هـ). ثقة، حافظ، مشهور، إمام الجرح والتعديل، من العاشرة (ع).

• حجاج هو ابن محمد، المصيميى، الأعور، أبو محمد (م 206 هـ). ثقة، ثبت لكنه اختلط في أخر عمره و قدم بغداد قبل موته. من التاسعة (ع).

• يونس بن عبيد بن دينار العبدي، أبو عبيد البصري (م 139 هـ). ثقة، ثبت، فاضل، ورع. من الخامسة (ع). له ترجة في "حلية الأولياء"(3/ 15 - 27) وراجع "سير أعلام النبلاء"(6/ 288 - 296).

[227]

إسناده: لا بأس به،

•أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه، الهذلي، المسعودي، العبديى (م 417 هـ)، شرف المحدثين، المحدث ابن المحدث، كتب العالي والنازل، وجمع وخرج، وتميز في علم الحديث، وكان ثقة، صادقًا، حافظًا، عارفًا. ترجمته في "تاريخ بغداد"(11/ 272)، "الأنساب"(9/ 189)، و "التذكرة"(3/ 1072)، "السير"(17/ 333 - 336)، "شذرات"(3/ 208).

• الهيثم بن خلف بن محمد بن عبد الرحمن، أبو محمد، الدوري، البغدادي (م 307 هـ)، =

ص: 394

حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت إبراهيم بن الأشعث يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول: "الراضي

(1)

لا شيء

(2)

فوق منزلته".

[228]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال: سمعت أبا عثمان الخياط يقول: سمعت ذا النون يقول: "ثلاثة من أعلام التسليم: مقابلة القضاء بالرضا، والصبر على البلاء، والشكر على الرخاء، وثلاثة من أعلام التفويض: ترك الحكم في أقدار الله في وقت إلى وقت، وتعطيل الإرادة لإرادته في النوافل وأسباب الدنيا والنظر إلى ما يقع به من تدبير الله عز وجل"، وثلاثة من أعلام ذكاء القلب: رؤية كل شئ من الله، وقبول كل شيء عنه، وأضافة كل شئ إليه".

[229]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: أخبرنا أبو عثمان

= كان من أوعية العلم، ومن أهل التحري والضبط، ومن أهل الاتقان والحفظ. ترجمته في "تاريخ بغداد"(14/ 63)، "التذكرة"(2/ 765 - 766)، "السير"(14/ 261 - 262)، "شذرات"(2/ 251).

• محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المروزي (م 250 هـ). ثقة، صاحب حديث. من الحادية عشرة (ت س).

• إبراهيم بن الأشعث، خادم الفضيل بن عياض. قال أبو حاتم: كنا نظن به الخير فقد جاء بمثل هذا الحديث، وذكر حديثًا ساقطًا. راجع "الميزان" (1/ 20). وقال الحافظ في "اللسان" (1/ 36) ذكره ابن حبان في "الثقات". فقال: يروي عن ابن عيينة وكان صاحبًا لفضيل بن عياض. يغرب وينفرد فيخطئ ويخالف. وقال الحاكم في "التاريخ": قرأت بخط المستملي حدثنا علي بن الحسن الهلالي حدثنا إبراهيم بن الأشعث خادم الفضيل، وكان ثقة، كتبنا عنه بنيسابور.

(1)

في (ن) والمطبوعة "الرضي".

(2)

في المطبوعة "لا ينتهي".

[228]

أخرج الجزء الأول منه أبو نعيم في "الحلية" في خبر طويل (9/ 362 - 363).

[229]

إسناده: رجاله ثقات.

• أبو أحمد الحافظ، هو الحاكم الكبير محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق، النيسابوري الكرابيسي

(م 378 هـ)، مرت ترجمته في رقم (74).

• سعيد بن عبد العزيز بن مروان، أبو عثمان الحلبي (م 318 هـ)، من جلة مشايخ الشام وعلمائهم، وكان من عباد الله الصالحين ملازمًا للشرع متبعًا له. ترجمته في "السير"(14/ 513 - 514)، "الوافي"(15/ 238 - 239)، "شذرات"(2/ 279).

• أبو عبد الله النباجي (بكسر النون وفتح الباء الموحدة وأخرها جيم) نسبة إلى النباج قرية =

ص: 395

سعيد بن عبد العزيز الحلبي، حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أباعبد الله النباجي يقول: "أجل العبادة عندي ثلاثة: لا ترد من أحكامه شيئا

(1)

ولا تسأل غيره حاجة ولا تدخر عنه شيئا".

[230]

أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت محمد بن أحمد بن شمعون: "وكان قد سئل عن الرضا، فقال: الرضا بالحق والرضا عنه والرضا له فقال: الرضا به مدبرا ومختارا والرضا عنه قاسما ومعطيا والرضا له إلها وربا".

[231]

أخبرنا أبو عبد الرحمن أنه سمع منصور بن عبد الله يقول: سمعت العباس بن يوسف الشكلي يقول: سمعت ابن الفرجي يقول: "معنى الرضا فيه ثلاثة أقوال:

= في بادية البصرة على النصف من طريق مكة- وهو سعيد بن يزيد النباجي كان أحد عباد الله

الصالحين، يحكى عنه حكايات وأحوال. و "الأنساب"(13/ 24)، "الحلية"، (9/ 310 - 317)،

"طبقات الأولياء"(225). وهذا القول أخرجه ابن الملقن في "طبقات الأولياء"(225) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 313).

(1)

في (ن) و المطبوعة "شيء".

[230]

إسناده: فيه السلمي وهو متكلم به.

• محمد بن أحمد، ابن شمعون، ذكره الخطيب في "تاريخه". فقال: محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس بن إسماعيل، أبو الحسين الواعظ المعروف بابن سمعون (كذا ذكره بالمهملة) كان واحد دهره وفريد عصره في الكلام على علم الخواطر والإشارات ولسان الوعظ توفي (387 هـ).

"تاريخ بغداد"(1/ 274 - 227) و "الميزان"(3/ 466) و "الإكمال"(4/ 362).

[231]

إسناده: كالذي قبله.

• منصور بن عبد الله، من شيوخ السلمي، يروي عنه كثيرًا في "طبقات الصوفيه"، ويبدو أنه غير منصور بن عبد الله، أبي علي الخالدي الذهلي كان يروي بالغرائب والمناكير، قال أبو سعد الإدريسي: كذاب لا يعتمد على روايته. راجع، "تاريخ بغداد"(13/ 84 - 85)، "الميزان"(4/ 185)، "اللسان"(6/ 96 - 97).

• العباس بن يوسف أبو الفضل الشكلي (بكسر الشين المعجمة وسكون الكاف) نسبة إلى شكل (م 314 هـ). كان ورعًا متنسكا صالحًا، حدث عن السري السقطي وغيره. راجع "الأنساب"(8/ 138)، "تاريخ بغداد"(12/ 153).

• ابن الفرجي هو أبو جعفر محمد بن يعقوب بن الفرج (م 270 هـ). صحب الحارث بن أسد المحاسبي وطبقته، له مصنفات في معاني الصوفية. كان من الأئمة في علوم النساك. له ترجمة في "حلية الأولياء"(1/ 2875 - 291)، وراجع "الأنساب"، (10/ 173).

ص: 396

ترك الاختيار، وسرور القلب بمر القضاء، وإسقاط التدبير من النفس حتى يحكم لها عليها".

[232]

أخبرنا أبو عبد الرحمن أنه سمع أبابكر بن شاذان يقول: سئل أبو عثمان البيكندي عن الرضا، قال: "من لم يندم على ما فات من

(1)

الدنيا ولم يتأسف عليها".

[233]

أخبرنا أبو سعد الماليني، حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن، حدثنا أبو العباس بن حمكونة الرازي قال: سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول: "يا ابن آدم لا تأسف على مفقود لا يرده عليك الفوت ولا تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت".

[234]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن حازم، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله:{لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}

(2)

قال: "ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن ولكن إذا أصابته مصيبة جعلها صبرا فإن أصابه خير جعله شكرا".

قال البيهقي رحمه الله: وهذا يؤيد قول الحليمي

(3)

رحمه الله في هذه الآية إن المراد بالحزن التسخط والتفجر والمراد بالفرح فرح التبذخ والتكبر.

[232] إسناده: ضعيف.

• أبو بكر بن شاذان، محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان الرازي، الصوفي (م 376 هـ)، له اعتناء زائد بعبارات القوم، وجمع منها الكثير، ولقي الكبار، وله جلالة وافرة بين الصوفية، يروي عنه أبو عبد الرحمن بلايا وحكايات منكرة وما هو بمؤتمن. راجع ترجمة في "تاريخ بغداد"(5/ 464 - 465)، "السير"(16/ 364 - 365)، (الميزان)(3/ 606 - 607)، "الوافي"(3/ 308)، "اللسان"(5/ 230)، "شذرات"(3/ 87).

(1)

وفي (ن) والمطبوعة "على فاتن الدنيا".

[234]

إسناده: صحيح.

• سفيان هو الثوري. والأثر أخرجه الحاكم من وجه آخر عن أبي بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان به. وقال: صحيح الإسناد وأقره الذهبي (2/ 479). وأخرجه الطبري في "تفسيره"(27/ 235). وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(8/ 62) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر والمؤلف، أيضًا.

(2)

سورة الحديد (57/ 23).

(3)

راجع "المنهاج"(1/ 335).

ص: 397

[235]

أخبرنا أبو سعد الماليني، حدثنا أبو محمد الحسن بن أبي الحسين العسكري، حدثنا محمد بن أحمد بن عبد العزيز العامري، حدثني عمر بن صدقة الحمال قال: "كنت مع ذي النون بإخميم فسمع صوت لهو ودفاف وأكبار

(1)

فقال: ما هذا؟ فقيل: عرس لبعض أهل المدينة. وسمع إلى جانبه بكاء وصياحا وولولة فقال: ما هذا؟ فقيل فلان مات فقال لي: يا عمر بن صدقة أعطوا هؤلاء فما شكروا وابتلوا هؤلاء فما صبروا وللّه علي إن بت في هذه المدينة. فخرج من ساعته من إخميم إلى الفسطاط".

[236]

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو الوليد، حدثنا أبو عبد الله البوشنجي،

[235] إسناده: غير سليم.

• أبو محمد، الحسن بن رشيق العسكري، المعدل (م 370 هـ)، كان محدث مصر في زمانه، طال عمره، وعلا إسناده، وكان ذا فهم ومعرفة، قال يحيى بن الطحان: روى عن خلق لا أستطيع ذكرهم، ما رأيت عالمًا أكثر حديثَا منه. راجع "التذكرة"(3/ 259)، "السير"(16/ 280)، "الميزان"(1/ 495)، "الوافي"(12/ 16 - 17)، "اللسان"(2/ 257)، "شذرات"(3/ 71).

• وهناك الحسن بن عبد الله بن سعيد، أبو أحمد العسكري (م 382 هـ)، كنية هذا أبو أحمد وكنية ذاك أبو محمد. هو صاحب التصانيف. كان من الأئمة المذكورين بالتصرف في أنواع العلوم، والتبحر في فنون الفهوم ومن المشهررين بجودة التأليف وحسن التصنيف. حدث أبو سعد الماليني وغيره. ترجمته في "ذكر أخبار أصبهان"(1/ 272)، "معجم ياقوت"(8/ 233 - 258)، "أنباه الرواة"(1/ 310 - 312)، "وفيات ابن خلكان"(2/ 83 - 85)، "السير"(16/ 413 - 415). "الوافي"(12/ 76 - 77)، "شذرات"(3/ 102 - 103). في النسخ كلها "محمد بن أحمد بن عبد العزيز العامري" ولعله.

• محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد الجبار العامري (م 343 هـ). ذكره في "الميزان"(465/ 3) وقال عن الربيع وابن عبد الحكم وبحر بن نصر وعنه ابن منده وابن جميع قال ابن يونس: كان يكذب، وحدث بنسخة موضوعة.

(1)

أكبار جمع الكبر: وهو الطبل ذو الوجه الواحد.

[236]

إسناده، رجاله ثقات.

• أبو الوليد هو حسان بن محمد بن أحمد النيسابوري، الفقيه، مر.

• أبو عبد الله البوشنجي، وفي النسخ "أبو عبد الله مرسى" وهو محمد بن سعيد وقد مرت ترجمته.

• بشر بن جابان كذا هنا وفي "السنن الكبرى" للمؤلف، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(4/ 331) والمزي في "تهذيب الكمال"(5/ 475)، وابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/ 215) فقالوا: شداد بن جابان، ولم يذكر ابن أبي حاتم فيه جرحًا ولا تعديلًا.

• وحجر بن قيس المدري الهمداني. قال العجلي: تابعي ثقة، وكان من خيار التابعين. وذكره =

ص: 398

حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر، عن بشر بن جابان الصنعاني، عن حجر بن قيس المدري قال: بت عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فسمعته وهو يصلي من الليل يقرأ فمر بهذه الآية {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ. أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ}

(1)

.

قال: بل أنت يا رب ثلاثا ثم قرأ: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ. أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ}

(2)

.

قال: بل أنت يا رب بل أنت يا رب بل أنت يا رب ثم قرأ: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ. أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ}

(3)

.

قال: بل أنت يا رب ثلاثا ثم قرأ: {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ. أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ}

(4)

. قال: بل أنت يا رب ثلاثا.

[237]

أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني، حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن جعفر بن برقان أن عيسى بن مريم عليه السلام كان يقول:"اللهم إني أصبحت لا أستطيع دفع ما أكره، ولا أملك نفع ما أرجو، وأصبح الأمر بيد غيري، وأصبحت مرتهنا بعملي، فلا فقير أفقر مني، اللهم لا تشمت بي عدوي ولا تسوء بي صديقي، ولا تجعل مصيبتي في ديني ولا تسلط علي من لا يرحمني".

= ابن حبان في الثقات. وقي "التقريب": ثقة، من الثالثة. (د س ق). وفي المطبوعة "صقر".

والخبر أخرجه الحاكم في "المستدرك" بهذا السند (2/ 277) وصححه وأقره الذهبي، وأخرجه المؤلف في "سننه" بنفس السند (2/ 311) وهو عند عبد الرزاق في مصنفه.

(1)

سورة الواقعة (56/ 58 - 59).

(2)

سورة الواقعة (56/ 63 - 64).

(3)

سورة الواقعة (56/ 68 - 69).

(4)

سورة الواقعة (56/ 71 - 72).

[237]

إسناده: حسن.

• جعفر بن برتان (بضم الموحدة وسكرن الراء) الكلابي، أبو عبد الله الرقي (م 150 هـ)، صدوق، يهم في حديث الزهري. من السابعة. (بخ م- 4). وأخرجه أحمد في "الزهد" عن عبد الرزاق به (95). ونسبه السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 210) إلى ابن أبي شيبة.

ص: 399

[238]

أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي فيما قرئ عليه حكاية، عن بعضهم أنه قال:"كمال الدين في التبري من الحول والقوة والرجوع في الكل إلى من له الكل".

[239]

قال وقال سهل: "ما نظر أحد إلى نفسه فأفلح ولا ادعى لنفسه حالا فتم له والسعيد من الخلق من صرف بصره عن أفعاله وفتح له سبيل الفضل والأفضال ورؤية منة الله عليه في جميع الأفعال والشقي من زين في عينه أفعاله وأقواله فافتخر بها وادعاها لنفسه فسوف تهلكه يوما إن لم تهلكه في الوقت ألا ترى الله عز وجل كيف حكى عن قارون قوله {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي}

(1)

.

نسي الفضل وادعى لنفسه فضلا فخسف الله به ظاهرا وكم قد خسف بالأشرار وأصحابها لا يشعرون بذلك وخسف الأشرار هو منع العصمة والرد إلى الحول والقوة وإطلاق اللسان بالدعاوى العريضة والعمى عن رؤية الفضل والقعود عن القام بالشكر على ما أولى وأعطى حينئذ يكلون وقت الزوال.

[240]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر الآدمي القارئ، حدثنا

[239] إسناده: فيه السلمي،

•سهل هو ابن عبد الله التستري، الزاهد الصوفي المشهور.

(1)

سورة القصص (28/ 78).

[240]

إسناده.: ضعيف.

• أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة، الأدمي. القارئ (م 348 هـ)، من أهل بغداد، كان من أحسن الناس صوتًا بالقرآن، وأجهرهم بالقراءة. قال محمد بن أبي الفوارس: كان قد خلط فيما حدث. راجع "تاريخ بغداد"(2/ 147 - 149)، "الأنساب"(1/ 142 - 144)، وفي (ن) أبو بكر بن محمد بن جعفر الآدمي.

• أبو العيناء، محمد بن القاسم بن خلاد البصري، الضرير النديم (م 283 هـ)، قال الدارقطني: ليس بالقوي. قال الذهبي: قل ما روى من المسندات، ولكنه كان ذا ملح ونوادر، وقوة ذكاء. ترجمته في "تاريخ بغداد"(3/ 170 - 179)، "معجم ياقوت"(18/ 286 - 306)، "وفيات ابن خلكان"(4/ 343 - 348)، "السير"(13/ 308)،"الميزان"(13/ 4)، "الوافي"(14/ 341 - 344)، "اللسان"(5/ 344 - 346)، "شذرات"(2/ 180 - 182).

• عمر بن إسماعيل بن مجالد، الهمداني، الكوفي. متروك. مكن من العاشرة (ت). كذبه ابن معين، وقال النسائيوالدارقطني: متروك. وقال ابن عدي: يسرق الأحاديث. راجع "الكامل"(5/ 1722)، "الميزان"(3/ 182). وفي المطبوعة "عمر بن إساعيل بن خالد".=

ص: 400

أبو العيناء، حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني، حدثنا أبي، عن مجالد، عن الشعبي، عن محمد بن الأشعث الكندي قال:"إن لكل شيء دولة حتى إن للحمق على العقل دولة".

قال البيهقي رحمه الله: الدولة لمن وافقه القضاء والتقدير قال الله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}

(1)

.

[241]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أباعبد الله محمد بن إبراهيم بن حمش يقول: سمعت أبي يقول: "إذا لم تطع ربك فلا تأكل رزقه، وإذا لم تجتنب نهيه فاخرج عن مملكته، وإذا لم ترض بفعله فاطلب ربا سواه، وإذا عصيته فاخرج إلى مكان لا يراك".

[242]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبامنصور الصوفي ابن ابنة إبراهيم ابن حمش الزاهد يقول: سمعت جدي يقول: "يضحك القضاء من الحذر ويضحك الأجل من الأمل ويضحك التقدير من التدبير، وتضحك القسمة من الجهد والعناء".

[243]

أنشدنا أبو عبد الله الحافظ أنشدني أبو محمد الحسين بن علي العلوي الشهيد

=. وأبوه إسماعيل بن مجالد، أبو عمرو الكوفي. صدوق يخطئ. من الثامنة (خ ت). وثقه ابن

معين، وقال النسائي: ليس بالقوي. راجع "الميزان"(1/ 246).

• مجالد بن سعيد بن عمر الهمداني، أبو عمر الكوفي (م 144 هـ)، ليس بالقوي، تغير في أخر عمره. من صغار السادسة (م- 4). قال ابن معين غيره: لا يحتج به. وقال أحمد: يرفع كثيرًا مما لا يرفعه الناس. ليس بشيء. وقال الدارقطني: ضعيف. راجع "الميزان"(3/ 438)، محمد بن الأشعث بن قيس الكندي، أبو القاسم، الكوفي (م 67 هـ)، مقبول، من الثانية، ووهم من ذكره في الصحابة (دس).

(1)

سورة ال عمران (3/ 40).

[241]

. محمد بن إبراهيم بن حمش، أبو عبد الله النيسابوري. روى عن محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدث عنه الحاكم أبو عبد الله في "تاريخ نيسابور" وأبوه إبراهيم بن حمش، أبو إسحاق الزاهد. توفي في رمضان سنة 312 هـ. ذكرهما ابن نقطة في "الاستدراك". (من هامش الإكال 2/ 535).

ص: 401

أنشدني المثنى لنفسه:

وبعين مفتقر إليك رأيتني

فهجرتني

(1)

ونزلت بي من حانق

لست الملوم أنا الملوم لأنني

أنزلت حاجاتي بغير الخالق

[244]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب المأموني يقول: سمعت أباعمر الزاهد ينشد للشافعي رحمه الله:

وإذا سمعت بأن مجدودا حوى

عودا فأثمر في يديه فصدق

وإذا سمعت بأن محروما أتى

ماء ليشربه فغاض فحقق

ومن الدليل على القضاء وكونه

بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق

[245]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبوالصقر أحمد بن الفضل الكاتب بهمذان

(1)

في المطبوعة "تهجريني".

[244]

. أبو الحسن بن محمد بن أحمد بن يعقوب بن موسى بن المأمون المأموني، نسبة إلى الخليفة المأمون. ذكره الحاكم في "تاريخ نيسابور" فقال: أبو محمد المأموني، قد كنت رأيته ببغداد في مجلس قاضي القضاة محمد بن صالح، فورد نيسابور، وأقام بها سنين ثم فارقها وخرج على طريق جرجان. راجع "الأنساب"(12/ 59).

• أبو عمر الزاهد، محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم، البغدادي، الزاهد، المعروف، بغلام ثعلب (م 345 هـ). لازم ثعلبَا في العربية، فاكثرعنه إلى الغاية. ذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء". وقال: وهو في عداد الشيوخ في الحديث لا الحفاظ، وانا ذكرته لسعة حفظه للسان العرب وصدقه، وعلو إسناده. راجع " "السير" (15/ 508 - 513)، "تاريخ بغداد" (2/ 356 - 359)، "طبقات الحنابلة" (2/ 67 - 69)، "نزهة الألباء" (190 - 195)، "معجم ياقوت" (8/ 226 - 334) و "أنباه الرواة" (3/ 171 - 177) "وفيات ابن خلكان" (4/ 72 - 73) "لسان الميزان" (5/ 268 - 269)، "شذرات" (370 - 371). وهذه الأبيات مع أبيات أخرى في "وفيات ابن خلكان" في ترجمة الإمام الشافعي (4/ 166) ومنه في ديوانه (64).

[245]

. أبوالصقر أحمد بن الفضل بن شبانة، الكاتب النحوي، الهمذاني (م 350 هـ) روى عن ثعلب "المبرد وابن دريد. راجع ترجمته في "الوافي" (7/ 287 - 288)، "معجم الأدباء" (4/ 98 - 100) "بغية الوعاة" (1/ 353) وفيه كنيته "أبو الضوء".

• أحمد بن يحيى ثعلب، أبو العباس، البغدادي (م 291 هـ) إمام النحو، صاحب الفصيح، والتصانيف، ثقة، حجة، دين، صالح، مشهور بالحفظ، قال المبرد: أعلم الكوفيين ثعلب. فذكر له الفراء فقال لا يعشره. راجع "طبقات النحويين واللغويين"(141 - 150)، "تاريخ بغداد"(5/ 204 - 212)، "نزهة الألباء"(228 - 232)، "معجم الأدباء"(5/ 102 - 146) =

ص: 402

أنشدنا أحمد بن يحيى ثعلب أنشدنا عبد اللّه بن شبيب:

ليس اختيار ولا عقل ولا أدب

يجدي عليك إذا لم يسعد القدر

ما يقضه اللّه لا يعييك مطلبه

والسعي في نيل ما لم يقضه عسر

كم مانع نفسه أرابها حذر

للفقر ليس له من ماله ذخر

إن كان إمساكه للفقر يحذره

فقد يعجل فقرا قبل يفتقر؟

[246]

أخبرنا أبوعبدللّه الحافظ أنشدنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن إسحاقا النحوي أنشدنا أحمد بن عبيد اللّه الدارمي بأنطاكية لنفسه:

يا لائم الدهر على ما بنا

لاتلم الدهرعلى غدره

فالدهر مأمور له آمر

ينصرف الدهر إلى أمره

كم كافر بالله أمواله

تزداد أضعافاعلى كفره

ومؤمن ليس له دانق

يزداد إيمانا على فقره

لا خير فيمن لم يكن عاقلا

يبسط رجليه على قدره

[247]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، حدثنا محمد ابن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس وذكر قصة سليمان بن داود

= "إنباه الرواة"(1/ 138 - 151)، "وفيات ابن خلكان"(1/ 102 - 104)، "التذكرة"(2/ 666)، "السير"(14/ 5 - 7)، "الوافي"(8/ 243 - 245)، "شذرات"(2/ 207 - 208).

• عبد الله بن شبيب، أبو سعيد الربعي كان صاحب عناية بالأخبار والأيام، أما في الحديث فقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. وكتب عنه ابن خزيمة ثم لم يحدث عنه قط راجع "تاريخ بغداد"(9/ 474 - 475).

[246]

. أبو عمرو محمد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد، النحوي، الصغير. ذكره الصفدي في"الوافي بالوفيات"(2/ 31) والخطيب في "تاريخه"(1/ 277).

[247]

ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(6/ 349) وعزاه لسعيد بن منصور وابن أبي حاتم، وأخرجه الطبري من طريق أبي معاوية عن الأعمش بنحوه (19/ 144) وسنده صحيح.

ص: 403

عليهما السلام في مسيره

(1)

قال: "فبينما هو يسير في فلاة إذ احتاج إلى الماء فجاءه الهدهد فجعل ينقر الأرض فاصاب موضع الماء فجاءت الشياطن فسلخت ذلك الموضع كما تسلخ الإهاب فاصابوا الماء".

قال نافع بن الأزرق: قف أرأيت الهدهد كيف يجيء فينقر الأرض فيصيب موضع الماء وهو يجيء إلى الفخ وهو لا يبصره

(2)

حتى يقع في عنقه؟!

قال: ابن عباس إن القدر إذا جاء حال دون البصر.

[248]

سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت الحسن بن أحمد بن موسى القاضي يقول: سمعت الترمذي يقول: "إذا جاء القدر عمي البصر وإذا جاء الحين غطى العين".

[249]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنشدنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن ثابت البغدادي قال: أنشدنا أبو عمرو الزاهد:

إذا أراد الله أمرا بامرئ

وكان ذارأي وعقل وبصر

(1)

في المطبوعة "ميسرة".

(2)

في المطبوعة "لا ينقر".

[248]

. الترمذي هوالحكيم العارف الزاهد، أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن بشر، كان ذا رحلة ومعرفة، وله مصنفات وفضائل، وله حكم ومواعظ وجلالة، لولا هفوة بدت منه. قال السلمي: هجر لتصنيفه كتاب "ختم الولاية" و "علل الشريعة" وليس فيه ما يوجب ذلك، ولكن لبعد فهمهم عنه. قال الذهبي: كذا تكلم في السلمي من أجل تاليفه كتاب "حقائق التفسير" فياليته لم زلفه. فنعوذ بالله من الإشارات الحلاجية، والشطحات البسطامية، وتصوف الاتحادية فواحزناه على غربة الإسلام! قال الله تعالي:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} . (الأنعام 6/ 153). ترجمة الترمذي في "طبقات الصوفيةَ"(217 - 220)، "الحلية"(10/ 233 - 235)، "التذكرة"(2/ 465)، "السير"(13/ 439 - 442)، "طبقات الأولياء"(362)، "لسان الميزان"(5/ 308 - 310).

[240]

. أبو الحسين، محمد بن أحمد بن ثابت التاجر. ذكره الخطيب وقال: قال أبو سعد عبد الرحمن ابن محمد الإدريس كان محمد بن أحمد بن ثابت فصيحا متكلما كثير الاختلاف إلينا، كتب ببغداد عن أبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد غلام ثعلب وغيره، ولم يكن معه أصوله. كتبنا عنه من حفظه بسمرقند شيئا من الأشعار. "تاريخ بغداد"(1/ 284 - 285).

ص: 404

وحيلة يعملها في كل ما

يأتي به محتوم أسباب القدر

أغراه بالجهل وأعمى عينه

فسله عن عقله سل الشعر

حتى إذا أنفذ فيه حكمه

ردعليه عقله ليعتبر.

[250]

أنشدنا الأستاذ أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب أنشدني أبو جعفر محمد بن

صالح الأوبري أنشدنا حماد بن علي البكراوي لمحمود بن الحسن الوراق:

توكل على الرحمن في كل حاجة

أردت فإن الله يقضي ويقدر

متى ما يرد ذو العرش أمرا بعبده

يصبه وماللعبد ما يتخير

وقد يهلك الإنسان من وجه أمنه

وينجو بحمد الله من حيث يحذر

قال: وأنشدني أبوالفوارس جنيد بن أحمد الطبري:

العبد ذو ضجر والرب ذو قدر

والدهر ذو دول والرزق مقسوم

والخير أجمع فيما اختار خالقنا

وفي اختيار سواه اللوم والشوم.

[250]. أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب بن أيوب، النيسابوري (م 406 هـ) المفسر، الواعظ، صنف في التفسير والَاداب من كتبه "عقلاء المجانين" مطبوع. قال ابن عبد الغافر: إمام عصره في معاني القرآن وعلومه، صنف "التفسير" المشهرر، وكان أديبا نحويا، عارفًا بالمغازي والقصص والسير، انتشر عنه بنيسابور العلم الكثير، وسارت تصانيفه الحسان في الآفاق، وكان أستاذ الجماعة، ظهرت بركته على أصحابه، وسمع الحديث الكثير وجمع. ترجمته في "السير"(17/ 237 - 238)، "الوافي"(2/ 239 - 240)، "بغية الوعاة"(1/ 519)، "طبقات الداودي"(1/ 144 - 146)، "شذرات"(3/ 181) الأوبري (بضم الألف وفتح الباء الموحدة وأخرها راء) نسبة إلى أوبر وهي إحدى قرى بلخ. راجع "الأنساب"(1/ 382).

• محمود بن الحسن الوراق شاعر مجود، أكثر القول في الزهد والأدب. ترجمته في "طبقات الشعراء"(67/ 68)، "تاريخ بغداد"(13/ 87 - 88)، "السير"(11/ 461)، "الأنساب"(13/ 363)، "فوات الوفيات"(4/ 79 - 81).

ص: 405

(6)

السادس من شعب الإيمان

"وهو

(1)

باب في الإيمان باليوم الآخر"

قال الحليمي

(2)

رحمه الله، ومعناه: التصديق بأن لأيام الدنيا آخرًا أي أن هذه الدنيا منقضية وهذا العالم منتقض يومًا صنعه، منحل

(3)

تركيبه، وفي الاعتراف بانقضائه اعتراف بابتدائه لأن القديم لا يفنى ولا يتغير.

قال: وفي اعتقاده وانشراح الصدر به ما يبعث على فضل الرهبة من الله- تعالى جده- وقلة الركون إلى الدنيا، والتهاون بأحزانها ومصائبها، والصبر عليها وعلى مضض الشهوات، واحتسابًا وثقة بما عند الله- تعالى جده- عنها من حسن الجزاء والثواب وقد ذكر الله عز وجل في كتابه فقال:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}

(4)

.

وقال: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ}

(5)

. إلى غير ذلك من الآيات سواها. قال البيهقي رحمه الله: وروينا في حديث ابن عمر عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الإيمان فقال: "أنْ تُؤمِنَ باللهِ ومَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤمِنَ بِالْقَدَرِ خَيرهِ وَشَرِّهِ".

(1)

سقط من "ن".

(2)

راجع "المنهاج"(1/ 336).

(3)

في المطبوعة "منتحل".

(4)

سورة البقرة (2/ 8).

(5)

سورة التوبة (9/ 29).

ص: 406

[251]

أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر بن محمد الصوفي، حدثنا عبد الصمد ابن الفضل، حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا كهمس بن الحسن، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر فذكره.

قال الحليمي رحمه الله

(1)

: وقد أخبر الله عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: أنه مفني ما على الأرض، ومبدل الأرض غير الأرض، وأن الشمس تكور، والبحار تسجر، والكواكب تنتثر، والسماء تنفطر

(2)

، وتصير كالمهل، فتطوى كما يطوى الكتاب، وأن الجبال تصير كالعهن المنفوش، وينسفها الله

(3)

نسفَا {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا. لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا}

(4)

وكل ذلك كائن كما جاء به الخبر، ووعد الله صدق، وقوله حق.

قال: والساعة التي تكرر ذكرها في القرآن على وجهين:

أحدهما: الساعة الآخرة من ساعات الدنيا، قال الله عز وجل:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}

(5)

[251] إسناده: رجاله ثقات.

• أبو بكر بن محمد الصوفي هو محمد بن محمد بن أحيد بن مجاهد، أبو بكر الفقيه البلخي (م 347 هـ). ذكره الخطيب في "تاريخه" (3/ 218 - 219) وقال وكان ثقة وقال أبو عبد الله الحاكم: وكان من الصالحين.

• عبد الصمد بن الفضل بن موسى بن هانئ بن مسمار، أبو يحيي البلخي، يروي عن عبيد الله ابن موسى، روى عن أهل بلده مات سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين ومائتين، كذا قال ابن حبان في الثقات (8/ 416). وذكره الذهبي في "الميزان" (621/ 2) وقال: له حديث يستنكر وهو صالح الحال إن شاء الله وقال ابن حجر في "لسان الميزان"(4/ 22) بعدما ذكر قول الذهبي: وأردفه بقول ابن حبان فما أدري هو ذا أم غيره قلت: هو هو، فإن الراوي عنه بلخي.

• كهمس بن الحسن ثقة مر، وقد سقط من السند في "ن" والمطبوعة والحديث مر برقم (19).

(1)

"المنهاج"(1/ 336 - 337) وسقطت "قد" من "ن".

(2)

في المطبوعة "تتفطر".

(3)

في المطبوعة "ربي".

(4)

سورة طه (20/ 106 - 107).

(5)

سورة الأعراف (7/ 187)، والنازعات (79/ 42).

ص: 407

فهذا على الساعة الآخرة لقوله: {لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً}

(1)

.

وكذلك قوله: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا}

(2)

.

والآخر: الساعة الأولى من ساعات الآخرة قال الله عز وجل:

{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ}

(3)

.

يعني حتى يبعث من في القبور لقوله: {يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ} .

وكذلك قوله: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}

(4)

.

قال البيهقي رحمه الله: وقد نطق القرآن بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم متى تقوم الساعة، ولا يعلم أحد من خلق الله.

وقول النبي صلى الله عليه وسلم:"بُعِثتُ أنا وَالسَاعةُ كَهَاتَيْنِ"

(5)

.

معناه- والله تعالى أعلم- أني أنا النبي الآخر لا يليني نبي آخر، وإنما يليني القيامة، وهي مع ذلك دانية

(6)

لأن أشراطها متتابعة بيني وبينها غير أن ما بين أول أشراطها إلى أخرها غير معلوم، وقد ذكرنا في

(7)

كتاب "البعث والنشور" ما ورد من الأخبار في أشراطها فاغنى ذلك عن إعادتها هاهنا.

وروينا عن شعيب بن أبي حمزة

(8)

، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة

(1)

سورة الأعراف (7/ 187).

(2)

سورة الأحزاب (33/ 63).

(3)

سورة الروم (30/ 55).

(4)

سورة غافر (40/ 46).

(5)

سيأتي في الباب الحادي والسبعين وهو باب "في الزهد وقصر الأمل" وسيأتي تخريجه هناك، وهو حديث صحيح.

(6)

في المطبوعة "كائنة".

(7)

لا يوجد بيان أشراط الساعة في النسخة المطبوعة من كتاب "البعث والنثور" بتحقيق الشيخ

عامر أحمد حيدر، من مركز الخدمات والأبحاث الثقافية في بيروت (1406 - 1986) الطبعة

الأولى. فأول باب فيه عن الشفاعة: "باب قوله عز وجل {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} مع سائر ما يحتج به من أنكر الشفاعه" وهذا يدل على أن المطبوع ناقص.

(8)

في ن" "أبي جمرة".

ص: 408

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَالذِي نَفْسُ مُحَمَدِ بِيَدهِ لَتَقَوْمَن السَاعةُ وثوبهما بينَهماَ لا يتبايعانه (ولا يطويانه)

(1)

وَلتقومَن السَاعةُ وهو يَليط حوضَه لا يسقيه، ولتقومنّ السَّاعة وقد انصرت الرجل بلبن لِقْحَته من تحتها، لا يطعمُها، وقد رَفَعَ أكلتَه إلى فيه فلا يَطْعمُها".

[252]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في أخرين، قالوا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن خالد، حدثنا بشر بن شعيب، عن أبيه فذكره.

رواه البخاري في الصحيح

(2)

عن أبي اليمان عن شعيب.

وأخرجه مسلم

(3)

من حديث سفيان عن أبي الزناد

(4)

.

(1)

زيادة من الأصل وهو في رواية البخاري ومسلم.

[252]

إسناده: رجاله ثقات.

• محمد بن خالد بن خلي (بوزن جلي) الكلاعي، أبو الحسين الحمصي. من رجال التهذيب روى عنه النسائي وقال:- ثقة، وقال ابن أبي حاتم: صدوق، وقال الدارقطني: ليس به بأس.

• بشر بن شعيب بن أبي حمزة، أبو القاسم الحمصي (م 213 هـ). ثقة، من كبار العاشرة. (خ ت س).

(2)

في "الرقاق"(7/ 191) في سياق أطول من هذا. وفي الفتن (8/ 101).

(3)

في الفتن (3/ 2270).

وأخرجه. أحمد في "مسنده"(2/ 369) وابن حبان (2571 - موارد) من طريق ورقاء عن أبي الزناد به.

وأخرج ابن المبارك في "الزهد"(556) من طريق أبي المهزم عن أبي هريرة بمثله.

(4)

في المطبوعة بعده: أخر الجزء (في الكتاب جزء؟) الثالث يتلوه (في الكتاب "نتلوه") إن شاء الله فى الرابع "السابع من شعب الإيمان" الجزء الرابع من كتاب "الجامع لشعب الإيمان".

بسم الله الرحمن الرحيم

أخبرنا الشيخ الإمام العالم الحافظ بهاء الدين شمس الحفاظ أبو محمد القاسم ابن الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبي القاسم علي بن الحسن الشافعي رحمه الله. قال: أخبرنا الشيخان الإمامان أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي الفراوي، وأبوالقاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي في كتابيهما.

وحدثني والدي الحافظ أبو القاسم، وأخبرنا الحافظ أبو الحسن علي بن سليمان المرادي قالا أنبأ الإمام الحافظ شيخ السنهَ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي رحمه الله تعالى.

ص: 409

(7)

السابع من شعب الإيمان

"وهو باب في الإيمان بالبعث والنشور بعد الموت"

وآيات القرآن في البعث كثيرة، فمنها قول الله عز وجل:

{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا}

(1)

.

وقوله: {قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ}

(2)

الآية.

وقوله: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ}

(3)

.

وروينا عن مطر الوراق، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله ما الإيمان؟ قال:"أنْ تُؤمِنَ باللّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَبِالْبعث من بعد المَوت وَبِالقَدركلّه"

[253]

أخبرناه أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن مطر فذكره.

وهو مخرج في كتاب مسلم.

والإيمان بالبعث هو أن يؤمن بأن

(4)

الله تعالى يعيد الرفات من أبدان الأموات،

(1)

سورة التغابن (64/ 7).

(2)

سورة الجاثية (45/ 26).

(3)

سورة المؤمنون (23/ 151).

[253]

إسناده: رجاله ثقات. وأخرجه مسلم من طرق عن حماد بن زيد عن مطر به (1/ 38). وقد مرت الإشارة إليه وتخريجه في رقم (19).

(4)

كذا في الأصل، وفي (ن) والمطبوعة "يؤمن بالله تعالى".

ص: 410

ويجمع ما تفرق منها في البحار وبطون السباع وغيرها حتى تصير بهيئتها الأولى، ثم يجمعها حية، فيقوم الناس كلهم بأمر الله تعالى أحياء، صغيرهم وكبيرهم حتى السقط الذي قد تم خلقه، ونفخ فيه الروح، فأما الذي لم يتم خلقه، أو لم ينفخ فيه الروح أصلاً، فهو وسائر الأموات بمنزلة واحدة واللّه تعالى أعلم.

وأما قول الله عز وجل في صفة القيامة:

{إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا}

(1)

.

فإنما أراد الحوامل

(2)

اللاتي متن

(3)

بأحمالهن، فإذا بعثن أسقطن تلك الأحمال من فزع يوم القيامة (ثم إن كانت الأحمال أحياء في الدنيا أسقطنها يوم القيامة)

(4)

أحياء، ولا يتكرر عليها الموت، وإن كانت الأحمال لم ينفخ فيها الروحُ في الدنيا، أسقطنها أمواتًا، كما كانت، لأن الإحياءَ إنما هو إعادة الحياة إلى من كان حيًا فأميت، ومن لم يكن له في الحياة نصيب فلا نصيب له في الحياة الآخرة.

وقد ذكر الله عز وجل في غير أية من كتابه إثبات البعث منها قول الله عز وجل {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ}

(5)

.

وقال: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

(6)

.

فاحال بقدرته على إحياء الموتى على قدرته على خَلْقِ السموات والأرض التي هي أعظم جسمًا من الناس.

(1)

سورة الحج (22/ 2).

(2)

راجع ما قاله الحليمي في "المنهاج"(1/ 345). وفي الأصل "الحامل".

(3)

في المطبوعة "لم يضعن أحمالهن" موضع "متن بأحمالهن".

(4)

العبارة بين القوسين سقطت من ن.

(5)

سورة يس (36/ 81).

(6)

سورة الأحقاف (46/ 33).

ص: 411

ومنها قوله عز وجل: {قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ 0 قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ}

(1)

.

فجعل النشاة الأولى دليلًا على جواو النشاة الآخرة لأنها في معناها ثم قال: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ}

(2)

.

فجعل ظهور النار على حرها ويبسها من الشجر الأخضر علما نداوته ورطوبته (دليلًا)

(3)

على جواز خلقه الحياة في

(4)

الرمة البالية والعظام النخرة. وقد نبهنا الله عز وجل في غير آية من كتابه على إحياء الموتى بالأرض، تكون حية تنبت وتنمى وتثمر ثم تموت فتصير إلى أن لا تنبت، وتبقى خاشعة جامدة

(5)

، ثم يحييها فتصير إلى أن تنبت وتنمي، وهو الفاعل لحياتها وموتها، ثم حياتها، فإذا قدر على ذلك لم يعجز أن يميت الإنسان، ويسلبه معاني الحياة، ثم يعيدها إليه، ويجعله كما كان.

ونبهنا بإحياء النطفة التي هي ميتة، وخلق الحيوان منها على قدرته على إحياء الموتى فقال عز وجل:{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ}

(6)

.

يعني نطفًا في الأصلاب والأرحام، فخلقكم منها بشرَا تنتشرون.

وقال تعالى: {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ. فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ. إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ. فَقَدَرْنَا

(7)

فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ}

(8)

.

(1)

سورة يس (36/ 78).

(2)

نفس السورة (36/ 80).

(3)

في الأصل غير واضحة. وفي (ن) والمطبوعة "ورطوبته جواز على جواز خلقه".

(4)

كذا في الأصل وهو الصواب "في (ن) والمطبوعة "من الرمة".

(5)

كذا بالجيم وفي اللغة: أرض جماد إذا لم يصبها المطر، ولا يكون شيء فيها. وأرض هامدة (بالهاء) جافة ذات تراب لا نبات فيها.

وفي المطبوعة "خامدة" بالخاء.

(6)

سورة البقرة (2/ 28).

(7)

في المطبوعة "قادرنا" مصحفا.

(8)

سورة المرسلات (77/ 20 - 23).

ص: 412

فأعلمنا

(1)

أنه إذا أخرج النطفة من صلب الأب فهي ميتة، ثم إنه جل ثناؤه جعلها حية في رحم الأم

(2)

، يخلق من يخلق منها، ويركب الحياة فيه فهذا إحياء ميتة في المشاهدة، فمن يقدر على هذا لا يعجز عن أن يميت هذا الخلق، ثم يعيده حيًّا. ثم بسط هذا المعنى في أية أخرى فقال:{أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى. ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى. فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى. أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}

(3)

.

ونبهنا على ذلك بفلق

(4)

الحب والنوى فقال عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ}

(5)

.

وذلك أن الحب إذا جف ويبس بعد انتهاء نمائه، وقع

(6)

اليأس من ازدياده، وكذلك النوى إذا تناهى عظمه وجف ويبس كانا ميتين، ثم إنهما إذا أودعا الأرض الحية فلقهما الله تعالى، وأخرج منهما ما يشاهد من النخل والزرع حيًّا ينشأ وينمو إلى أن يبلغ غايته، ويدخل في هذا المعنى البيضة تفارق البائض، ويجري عليها حكم الموت، ثم يخلق الله منها حيًّا فهل هذا إلا إحياء الميتة، وهو أمر مشاهد والعلم به ضروري.

وقد نبهنا الله عز وجل على إحياء الموتى بما أخبر

(7)

من إراءة إبراهيم عليه السلام إحياء الأموات، وقد نقلته عامة أهل الملل.

وبما أخبر

(8)

به عن الذين خرجوا

(9)

من ديارهم، وهم ألوف حذر الموت، فقال لهم الله: موتوا ثم أحياهم.

(1)

كذا في الأصل وفي (ن) والمطبوعة "ما علمتم".

(2)

وفي جميع النسخ "الرحم الأم".

(3)

سورة القيامة (75/ 37 - 45).

(4)

هذا هو الأوجه الأصوب. وفي جميع النسخ "بخلق"(بالخاء).

(5)

سورة الأنعام (6/ 95).

(6)

في (ن)"ووقع".

(7)

انظر سورة البقرة (2/ 260).

(8)

نفس السورة (2/ 243).

(9)

في (ن)"أخرجوا".

ص: 413

وبما أخبر به

(1)

عن الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها، قال: أنى يحيى هذه اللّه بعد موتها؟ فاماته الله مائة عام، ثم بعثه.

وبما أخبر به

(2)

عن عصا موسى عليه السلام وقلبه إيّاها حية ثم إعادتها

(3)

خشبة، ثم جعلها عند محاجة السحرة حية ثم إعادتها خشبة وقد اشتركت عامة أهل الملل في نقله. وبما أخبر به

(4)

من شأن أصحاب الكهف الذين ضرب على آذانهبم زيادة على ثلاثمائة سنة، ثم أحياهم ليدل قومهم عندما أعثرهم عليهم على أن ما أنذروا به من البعث بعد الموت حق لا ريب فيه، وقد نقلنا الآثار في شرح ذلك في الأول من كتاب "البعث والنشور"

(5)

.

(1)

راجع سورة البقرة (2/ 259).

(2)

سورة الأعراف (7/ 107 - 126) وانظر القصة في سورة يونس وسورة طه وسورة الشعراء

وسورة النمل والقصص.

(3)

في (ن)"أعادها" في الموضعين.

(4)

سورة الكهف (18/ 9 - 22).

(5)

وهو ناقص في النسخة المطبوعة "المحققه".

ص: 414

(8)

الثامن من شعب الإيمان

وهو باب في حشر الناس بعدما يبعثون

(1)

من قبورهم إلى الموقف الذي بين

(2)

لهم من الأرض

فيقومون

(3)

ما شاء الله تعالى فإذا جاء الوقت الذي يريد الله محاسبتهم فيه أمر بالكتب التي كتبها الكرام الكاتبون بذكر أعمال الناس فأوتوها

(4)

، منهم يؤتى كتابه بيمينه، فأولئك هم السعداء، ومنهم من يؤتى كتابه بشماله، أو وراء ظهره، وهؤلاء هم الأشقياء، قال الله تعالى في المطففين:

{أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ. لِيَوْمٍ عَظِيمٍ. يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}

(5)

.

وأخبر أن الناس يكونون

(6)

يوم القيامة واقفين على أقدامهم، وأبان أنه لا حال لهم يومئذ سوى القيامة.

[254]

حدثنا أبو الحسن العلوي، أخبرنا أبو حامد هو ابن الشرقي، حدثنا محمد بن يحيى الذهلي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان، حدثنا نافع أن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يَقُومُ الناسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِرَب الْعَالمِيْنَ حَتى يَغِيبَ أَحَدهم في رَشَحِهِ إلى أنصافِ أُذُنيْهِ".

(1)

في (ن) والمطبوعة "بعدما يبعثوا".

(2)

كذا في الأصل وهو موافق و جاء في "المنهاج" وفي (ن)"يدين" وفي المطبوعة "يبن".

(3)

راجع "المنهاج"(1/ 379).

(4)

في المطبوعة "فأوتوا بها".

(5)

سورة المطففين (83/ 4 - 6).

(6)

وفي جميع النسخ (يكونوا).

[254]

أسناده: صحيح.

• أبو الحسن العلوي هو محمد بن الحسن بن داود، مر.

• وأبو حامد بن الشرقي هو أحمد بن محمد بن الحسن، مر أيضًا.

• محمد بن يحيى الذهلي الإمام، مر. وفي (ن) والمطبوعة الهذلى.

• صالح بن كيسان المدني، أبو محمد أو أبوالحارث، مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز، ثقة ثبت فقيه، من الرابعة (ع).

ص: 415

أخرجه مسلم في الصحيح

(1)

من حديث يعقوب.

[255]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو بكر بن عبد الله، أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال حدثني سليم بن عامر، حدثني المقداد بن الأسود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"تُدْنى الشَمْس يَوْمَ القِيَامَةِ مِنَ الخْلقِ حَئى يمونَ مِنهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلِ".

قال سليم بن عامر: فوالله ما أدري ما عَنَى

(2)

بالميل أمسافة الأرض أم الميل الذي يكحل به العين؟ قال: "فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى رُكبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه ومن يلجمه إلجامًا".

قال وأوما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إلى فيه.

(1)

في كتاب الجنة عن الحلواني وعبد بن حميد عن يعقوب (3/ 96/ 2) وأخرجه من طرق أخرى عن نافع به.

كما أخرجه البخاري في التفسير من طريق مالك (6/ 81) وفى الرقاق (7/ 196) من طريق ابن عون كلاهما عن نافع به. وأخرجه الترمذي في القيامة (4/ 615) وفي التفسير (5/ 434) وابن ماجه في الزهد (2/ 1430 رقم 4278) وأحمد في "مسنده"(2/ 13، 19، 64، 70، 105، 112، 125 - 126) ابن بي شيبة في "مصنفف"(13/ 233) والطبري في "تفسيره"(30/ 92) والبغوي في "شرح السنة"(15/ 127) كلهم من طريق نافع عن ابن عمر به مرفوعًا.

وأخرجه ابن المبارك في الزهد، (1317) من طريق ابن عون عن نافع عن ابن عمر به.

وأخرجه المؤلف بنفس السند في "الاعتقاد"(117 - 118).

[255]

إسناده: رجاله ثقات.

• أبو بكر بن عبد الله هو محمد بن عبد الله بن محمد بن شيرويه، مر.

• الحكم بن موسى بن أبي زهير البغدادي، أبوصالح القنطري (م 232 هـ) صدوق، من العاشر، (خت، م، س، ق).

• يحيى بن حمزة بن واقد الخضرمي، أبو عبد الرحمن الدمشقي القاضي (م 183 هـ) ثقة، رمي بالقدر، من الثامنة (ع).

• عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، الأزدي، أبو عتبة، الشامي، الداراني. ثقة. من السابعة (ع).

• سليم بن عامر الكلاعي، ويقال: الخبائري، أبو يحيى الحمصي (م 130 هـ) ثقة، من الثالثة (بخ، م- 4). قال ابن أبي حاتم في المراسيل: لم يدرك المقداد بن الأسود ولا عمرو بن عبسة.

(2)

في النسخ "ما أعني" ولعل الصواب ما أثبته، وفي رواية الترمذي:" ما أدري أي الميلين عنى" وفي رواية مسلم:" ما أدري ما يعني".

ص: 416

رواه مسلم في الصحيح

(1)

عن الحكم بن موسى.

وقد ذكرنا سائر الأحادكما فيه في كتاب "البعث"

(2)

.

قال اللّه عز وجل: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا. اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}

(3)

.

وقال عز وجل: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ. كِرَامًا كَاتِبِينَ. يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}

(4)

.

وقال تعالى: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ. مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}

(5)

وقال: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}

(6)

.

وأخبر أن الذين يقرءون كتبهم يقولون: {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}

(7)

.

وإن من أوتي كتابه بيمينه فيقول: {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ. إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ. فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ. فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ}

(8)

.

{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ. وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ. يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ}

(9)

.

(1)

في كتاب الجنة (3/ 2196).

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 255) عن علي بن عبد العزيز عن الحكم به. وأخرجه الترمذي في صفة القياهة (4/ 614 رقم 2421) وأحمد في "مسنده"(6/ 3) والبغوي في "شرح السنة"(15/ 128) من طريق ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وله شاهد من حديث عقبة بن عامر مرفوعا نحوه.

أخرجه ابن حبان (2583) والحاكم (4/ 571) وصححه ووافقه الذهبي. وراجع "الصحيحة" للألباني (1382).

(2)

هذا الفصل أيضًا غير موجود في النسخة المطبوعة.

(3)

سورة الإسراء (17/ 13 - 14).

(4)

سورة الانفطار (82/ 10 - 12).

(5)

سورة تعالى (50/ 17 - 18).

(6)

سورة الجاثية (45/ 29).

(7)

سورة الكهف (18/ 49).

(8)

سورة الحاقة (69/ 19 - 22).

(9)

نفس السورة (69/ 25 - 27).

ص: 417

{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ. فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا. وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا. وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ. فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا. وَيَصْلَى سَعِيرًا}

(1)

.

وإذ وقف الناس على أعمالهم من الصحف التي يؤتونها حوسبوا بها، ولعل ذلك- والله أعلم- لأن الناس إذا بعثوا لا يكونون ذاكرين لأعمالهم فإن الله عز وجل قال:{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ}

(2)

.

فإذا ذكروها ووقفوا عليها حوسبوا عليها.

وقد جاء في كيفية المحاسبة أخبار

(3)

ذكرناها في كتاب "البعث والنشور" منها ما:

[256]

أخبرنا أبو الحسين بن بشران، حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز، حدثنا عبد الله بن محمد بن شاكر، حدثنا أبو أسامة، حدثنا الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَا منْكُمْ مِنْ أحَد إلاّ سَيُكَلِّمُه رَبُّه لَيس بينَه وبينَه

(4)

حَاجِبٌ وَلَا تَرْجُمْانٌ، فَيَنْظرُ أيْمَنَ مِنْه فَلا يَرى شَيئا إلاّ شيئا قدمه، وينظُر أشأم منه فَلا يَرى إلاّ شيئا قدمه، وينظُر أمامه فَلا يَرى إلاّ النَّار. فَاتَقُوا النار وَلَو بِشِق تَمْرة".

رواه البخاري في الصحيح

(5)

عن يوسف بن موسى عن أبي أسامة.

(1)

سورة الانشقاق (84/ 7 - 12).

(2)

سورة المجادلة (58/ 6).

(3)

في المطبوعة "أخبارا".

[256]

إسناده: رجاله "ثقات".

• عبد الله بن محمد بن شاكر، أبوالبختري، العنبري، البغدادي (م 270 هـ). سمع أبا أسامة ومحمد ابن بشر العبدي وعدة. قال الدارقطني: ثقة، صدوق. راجع "تاريخ بغداد"(10/ 82 - 83)"طبقات الحنابلة"(1/ 189 - 195)، "السير"(13/ 33 - 34)، "شذرات"(2/ 165).

• أبو أسامة هو حماد بن أسامة، مشهور بكنيته (م 201 هـ) ثقة، ثبت ربما يدلس. وكان بأخرة يحدث من كتب غيره، من كبار التاسعة (ع).

• خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة، الجعفي، الكوفي، مر. ثقة، وكان يرسل. من الثالثة (ع). وفي (ن) والمطبوعة "خيثمة بن عبد الرحمن بن عدي بن حاتم".

(4)

في (ن)"ولابينه".

(5)

في "التوحيد"(8/ 185) كما أخرجه من وجه أخر عن الأعمش في كتاب "التوحيد"(8/ 202) وفي كتاب الرقاف (7/ 198).

ص: 418

وفي هذا دلالة على أنه يحاسب المكلفين بنفسه، وأنه يخاطبهم معا، ولا يخاطبهم واحدًا بعد واحد، وعلى

(1)

هذا تدل سائر الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم غير أن تكليمه أهل رحمته مما

(2)

يزيدهم بشارة وكرامة، وتكليمه أهل عقوبته مما يزيدهم خسارة وحسرة، قال الله عز وجل:{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}

(3)

.

مع سائر ما ورد فيه من الكتاب والسنة.

وقد قيل إنه يامر ملائكته بمحاسبة الخلق بأمره، وقد قيل إنه يتولى حساب المؤمنين بنفسه ويامر الملائكة بمحاسبة الكفار، وما دل عليه ظاهر ما ذكرناه من السنة الصحيحة وأشرنا إليه أصح الأقاويل في ذلك والله أعلم.

و اذا انتهى الحساب كان بعده وزن الأعمال لأن الوزن للجزاء.

[257]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى يقول

= وأخرجه مسلم في الزكاة (1/ 703) والترمذي في صفة القيامة (4/ 611 رقم 2415) وابن ماجه في المقدمة (1/ 66 رقم 185) وفي الزكاة (1/ 590 رقم 1843) وأحمد في "مسنده"(6/ 254، 377) وأبوداود الطيالسي في"مسنده"(139) والطبراني في "الكبير"، (17/ 82 - 83) والبغوي في "شرح السنة"(15/ 151) والمؤلف في "الأسماء والصفات"(ص 283) من طريق الأعمش عن خيثمة به.

وقد ساقه المؤلف في "السنن الكبرى"(4/ 176) وفي "الاعتقاد"(ص 40) بنفس السند.

وأخرجه اللالكائي في "شرح السنة"(2/ 337 رقم 553) من طريو محمد بن عمرو البختري عن عبد الله بن محمد بن شاكر.

وأخرجه أيضًا من وجه أخر عن وكيع عن الأعمش (3/ 481 رقم 834).

(1)

في (ن) والمطبوعة "ولا على هذا".

(2)

في (ن) والمطبوعة "ما".

(3)

سورة يس (36/ 60).

[257]

إسناده: لم أعرف أبا سيف الزاهد. واسحاق بن إبراهيم- وهو ابن راهويه- لا يروي عن أبيه.

• أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه، النيسابرري المزكي (م 362 هـ). شيخ بلده ومحدثه. سمع أبا العباس السرل الثقفي، وابن خزيمة وابن أبي حاتم وخلقا سواهم.

قال الحاكم: أملى عدة سنين، وكنا نعد في مجلسه أربعة عشر محدثا منهم أبرالعباس الاصم،=

ص: 419

سمعمت (أبا عبد الله محمد بن إبراهيم العبدوي يقول سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول سمعت)

(1)

إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي يقول سمعت أبي يقول سمعت أبا سيف الزاهد يقول: "ما أحب أن يلى حسابنا غير الله عز وجل لأن الكريم يجاوز".

[258]

وأخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا الحسين بن صفوان، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثني الحسين بن عمرو، عن يحيى بن يمان، قال قال سفيان الثوري:"مَا أحب أنّ حسابي جعل إلى والدِي ربي خير لي من والدي".

= ومحمد بن يعقوب بن الأخرم.

قال الخطيب: كان ثقة، ثبتًا، مكثرَا، مواصلَا للحج، انتخب عليه الدارقطني. ترجمته في "تاريخ بغداد"(6/ 168 - 169)، "السير"(16/ 163 - 165)"الوافي"(6/ 123)، "البداية والنهاية"(274/ 11 - 275)، "شذرات"(3/ 40 - 41).

(1)

ما بين الحاصرتين سقط من (ن).

• إبراهيم بن أبي طالب هو إبراهيم بن محمد بن نوح بن عبد الله بن خالد، أبو إسحاق، النيسابوري المزكي (م 295 هـ).

قال الحاكم: إمام عصره بنيسابور لا معرفة الحديث والرجال، جمع الشيوخ والعلل.

قال أبو حامد بن الشرقي: إنما أخرجت خراسان من أئمة الحديث خمسة: الذهلي والدارمي، والبخاري، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب.

ترجمته في "التذكرة"(2/ 638 - 639)، "السير"(47/ 513 - 551)، "الوافي"(6/ 128)"شذرات"(2/ 218).

[258]

إسناده: ضعيف.

• الحسين بن عمرو، لعله الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي. قال أبو حاتم: لين يتكلمون فيه، راجع "الجرح والتعديل"(3/ 61).

• يحيى بن يمان العجلي، الكوفي (م 189 هـ). صدوق عابد، يخطئ كثيرًا، وقد تغير. من كبار التاسعة (بخ، م- 4).

ذكره الذهبي في "الميزان"(4/ 416) وقال: قال أحمدة ليس بحجة، وقال ابن المديني: صدوق، فلج فتغير حفظه، وقال ابن معين والنسائي: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ. وهو في نفسه لا يتعمد الكذب إلا أنه يخطئ ويشبه عليه. وقال البخاري، فيه نظر.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله"(ص 47 رقم 37).

ص: 420

قال البيهقي رحمة الله: وقد روي في معناه حديث مسند لكنه يشبه أن يكون موضوعًا فلم أجسر على نقله، ثم إني نقلته لشهرته بين المذكرين

(1)

وأنا أبرأ من عهده.

[259]

أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ في التاريخ، حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن إسحاق الأزهري، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي، حدثنا أبي، عن عمه، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال "قالَ أَعْرَابِي يَا رَسُولَ الله مَنْ يُحَايسِبُ الخلْقَ يَوْمَ القِيَامَةِ؟: قالَ: الله، قَالَ: الله؟ قَالَ: الله، قَالَ نَجَوْنَا وَرَبّ الْكَعْبَة قال: وَكَيْفَ يَا أَعرَابي؟ قَالَ: لأَن الْكَرِيْمَ إذَا قدر عفا".

أخبرنا أبو الحسن بن علي بن محمد المقرئ

(2)

الإسفراييني بها، حدثنا الحسن بن محمد بن إسحاق فذكره بإسناده نحوه، تفرد به محمد بن زكريا الغلابي عن عبيد اللّه بن محمد ابن عائشة والغلابي متروك.

(1)

كذا في الأصل وفي (ن) والمطبوعة "المذكورين".

[259]

إسناده: ضعيف.

• أبو محمد الحسن بن محمد بن إسحاق الأزهري الإسفراييني، ثقة مر. وفي (ن) والمطبوعة "أهوازي".

• محمد بن زكريا الغلابي، أبو جعفر، البصري الأخباري (م 290 هـ).

قال الذهبي: هو ضعيف، وقد ذكره ابن حبان "الثقات"(9/ 154)، وقال: يعتبر بحديثه إذا روى عن ثقة.

وقال ابن منده: تكلم فيه. وقال الدارقطني: يضع الحديث، راجع "الميزان"(3/ 550).

وانظر "لسان الميزان"(5/ 168 - 169).

• عبيد الله بن محمد ابن عائشة، التيمي (م 228 هـ).

قيل له: ابن عائشة، والعائشي، والعيشي نسبة إلى عائشة بنت طلحة لأنه من ذريتها. ثقة، جواد، رمي بالقدر ولم يثبت. من كبار العاشرة (د، ت، س). وجاء لا جميع النسخ (عبد الله) مكبرًا، وهو خطأ.

• وأبوه محمد بن حفص بن عمر بن موسى، بيض له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(7/ 236) وعمه هو عبيد الله بن عمر بن موسى التيمي. فيه لين، وذكره ابن حبان في"الثقات".

راجع "السان الميزان"(4/ 110).

• ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ، وهو ربيعة الرأي (م 136 هـ). ثقة، فقيه، مشهور (ع).

(2)

و في (ن)"الفروي".

ص: 421

وقد أخبر الله عز وجل ثناؤه أن المحاسبة تكون بشهادة النبيين والشهداء قال تعالى: {وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}

(1)

.

قال: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا}

(2)

.

والشهيد في هذه الآية النبي صلى الله عليه وسلم

(3)

وشهيد كل أمة نبيها عليهم السلام

(3)

وأما الشهداء في الآية قبلها فالأظهر أنهم كتبة الأعمال، تحضر الأمة ورسولها فيقال للقوم "ماذا أجبتم المرسلين؟ ويقال للرسل ماذا أجبتم؟ فتقول الرسل لله ":{لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}

(4)

وكأنهم نسوا ما أجيبوا به، وتأخذ الهيبة بمجامع قلوبهم فيذهلون في تلك الساعة عن الجواب ثم يثبتهم

(5)

الله ويحدث لهم ذكرى فيشهدون بما أجابتهم

(6)

به أممهم. قال البيهقي رحمه الله: فإن كذبت أمة رسولها وقالت: ما أتانا منا نذير؛

[260]

فقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا محمد ابن عبد الوهاب الفراء، أخبرنا جعفر بن عون، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يُدعى نوح عليه السلام يَومَ القيَامَة، فيقال: هَل بَلَغْتَ

(7)

؟ فَيقُولُ: نَعْم فتدْعى أمتُه فيقال: هَلْ بَلَغكم؟ فيقولون: مَا أتانَا مِنْ نذِيْر وَمَا أتانا مِنْ أحِد قَالَ فَيقال: مَنْ شهودُك قَالَ: فَيقُول محمد وَأمته. قَال: فَيُؤْتَى بكمْ، فَتشْهَدون أنه قد بلغ. وذلكُمْ قول الله عز وجل:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}

(8)

.

رواه البخاري في الصحيح

(9)

عن إسحاق بن منصور عن جعفر بن عون.

(1)

سورة الزمر (39/ 69).

(2)

سورة النساء (4/ 41).

(3)

ما بين القوسين ليس في الأصل.

(4)

سورة المائدة (5/ 159).

(5)

في المطبوعة "يتبينهم".

(6)

في (ن) والمطبوعة "بما أجيبوا به".

[260]

إسناده: صحيح.

(7)

في الأصل "قد بلغت".

(8)

سورة البقرة (2/ 143).

(9)

في كتاب الاعتصام حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا أبو أسامة- فساقه. ثم قال بعده "وعن جعفر بن عون قال الحافظ ابن حجر: معطوف على قوله""أبو أسامة" والقائل هو إسحاق =

ص: 422

وبمعناه رواه أبو أسامة

(1)

عن الأعمش، ورواه أبو معاوية

(2)

عن الأعمش فقال في الحديث: "يَجيء النبي يَوْمَ القِيَامَة، وَمَعَه الثَلاثة وَالأرْبَعَة والرجُلان حَتى يجيء النَّبي وَلَيسَ مَعَه أحد، قَال فَيقال لهَمْ: هَل بَلغْتُمْ؟ فَيقُولونَ: نَعم. قَال فَيدْعى قَومهُم، فيقَالُ لهم هل بَلّغكم؟ فيقولون: لا، قَال فَيقال للنبيينَ: مَن يَشْهَدُ لكمْ أنَّكم قد بَلّغتم؟ قال: فيقولون أمة محمد صلى الله عليه وسلم قال فتُدعى أمة أحمد فَيَشهدون أنهم قد بلّغوا قال فيقال: وما عِلْمُكُم بهم أنهم قد بَلّغوا؟ قَال فيقولون: جَاءنا رسُولنا بكتَابِ أخبرنَا أنهم قد بَلغُوا فَصَدَقناه قَال فَيقال صَدقتم؟ قال: وذلك قول الله عز وجل في كتابه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}

(3)

.

[261]

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا أبو معاوية فذكره.

= ابن منصور، فروى هذا الحديث عن أبي أسامة بصيغة التحديث وعن جعفر بن عون بالعنعنة.

وهذا مقتض صنيع صاحب الأطراف وأما أبو نعيم فجزم بأن رواية جعفر بن عون معلقة. راجع "فتح الباري"(13/ 317)، وانظر "تحفة الأشراف"(3/ 346).

وصنيع البيهقي أيضا يدل على أن الرواية موصولة.

والحديث أخرجه الترمذي في التفسير (5/ 207) عن عبد بن حميد أخبرنا جعفر بن عون به. ومن طريق ابن عون وغيره أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(2/ 8).

وأخرجه. البخاري في الأنبياء و "4/ 105" والبيهقي في "الأسماء والصفات" من طريق عبد الواحد ابن زباد عن الأعمش به.

وأخرجه أحمد في "مسنده"(3/ 32) والبغوي في "شرح السنة"(15/ 140) من طريق وكيع عن الأعمش به.

(1)

أخرجه البخاري في التفسير (5/ 151) حدثنا يوسف بن راشد حدثنا جرير وأبو أسامة عن الأعمش فذكره وقال: "واللفظ لجرير".

ومن طربق جرير عن الأعمش أخرجه أبويعلي في "مسنده"(2/ 397) رقم 1173).

(2)

أخرجه ابن ماجه في الزهد من "سننه"(2/ 1422 رقم 4284) وابن أبي شيبة في "مصنفه"(11/ 454) وأحمد في "مسنده"(3/ 58) والنسائي في "الكبرى". راجع "تحفة الأشراف"(3/ 346).

(3)

سورة البقرة (2/ 143).

[261]

إسناده: ضعبف.

• أحمد بن عبد الجبار هو العطاردي ضعفه غير واحد وقال مطين: كان يكذب.

ص: 423

فهذا فيما بين كل نبي وقومه، فأما كل واحد من القوم على الانفراد فالشاهد عليه صحيفة عمله وكاتباها

(1)

، فإنه قد أخر في الدنيا بأن عليه ملكين موكلين يحفظان أعماله وينسخانها، فأما إخبار الله عز وجل عن شهادة الجوارح على أهلها بقوله تعالى:{يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

(2)

وقوله

(3)

: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ

(4)

}.

{وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ}

(5)

.

وقوله: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}

(6)

.

وروينا في الحديث الثابت عن أنس بن مالك قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال: "أتدرُونَ مِمَا أضْحَك؟ قال: قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: مِن مخاطبة العبد ربه بقوله

(7)

: يارب ألم تُجِرْني مِنَ الظلم

(8)

؟ قال: فَيقول بلى. قال فيقُول إنّي لا أجيز

(9)

على نفسي إلا شاهدَا مِنّي. قال فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدًا

(10)

. وبالكرام الكاتبين شهودًا، قَال: فيختم على فيه ويُقالُ لأركانه: انطقي. قال: فتنطق بأعماله. قال: ثم يُخلى بينه وبن الكلام، فيقولُ: بُعْدَا لكُن وسُحْقًا فعنكن كنت أناضل".

[262]

أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق

(1)

في (ن) والمبطوعة "كاتباه".

(2)

سورة النور (24/ 24).

(3)

سورة حم السجدة (41/ 22).

(4)

في الأصل والمطبوعة "مما كنتم تعلمون".

(5)

سورة حم السجدة (41/ 21).

(6)

سورة يس (36/ 65).

(7)

في (ن) والمطبوعة "لا يقول".

(8)

في المطبوعة "ممن أظلم".

(9)

في المطبوعة "لا أخير".

(10)

في (ن)"حسيبًا".

[262]

إسناده: رجاله ثقات.

• أبو بكر بن أبي النضر هو أبو بكر بن النضر بن أبي النضر البغدادي (م 245 هـ) وقد ينسب لجده، اسمه وكنيته واحد، وقيل اسمه محمد، وقيل: أحمد. ثقة، من الحادبة عشرة (م، د، ت، س).

• أبو النضر جد المذكور هو هاشم بن القاسم بن مسلم البغدادي (م 207 هـ) مشهور بكنيته =

ص: 424

الصغاني، حدثني أبو بكر بن أبي النضر، حدثنا أبو النضر، عن الأشجعي، عن سفيان، عن عبيد المكتب، عن فضيل بن عمرو، عن الشعبي، عن أنس بن مالك فذكره.

رواه مسلم في الصحيح

(1)

عن أبي بكر بن أبي النضر.

وروينا فى حديث أبي هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم حديث الرؤية قال: "فيلقىَ العبدَ فيقولُ أيْ فُلْ، ألم أكْرِمْكَ وأُسَودْكَ وَأُزَوِّجْكَ وأُسَخِّرُ لَكَ الخيلَ والإبل وأدرَكَ تَرْأس وتربع؟ (قال فيقول: بلىِ أيْ رب)

(2)

قال فيقول: أظنَنتَ أنكَ مُلَاقي؟ فيقول: لا، فيقول: اليوم أنساك كما نسِيتَني ثم يلقى الثاني فيقول: أيْ فُلْ، فذكر في السؤال والجواب مثل الأول ثم يلقى الثالث، فيقول مثل ذلك، فيقول: آمنتُ بكَ وبكتابكَ، وصليتُ وصُمتُ وتصدقتُ. فيُقالُ: الآن نبعثُ شاهدنا عليكَ فيُكفرَ في نفسه من الذي يشهد عليه، فيُختَمُ على فيه ويقال لِفَخذه انْطِقِي، فتنطق فخذُه ولحمُه وعظمه بعمله ما كان.

ذلك ليعذر من نفسه وذلك المنافق وذلك الذي يسخط الله عليه".

[263]

أخبرناه محمد بن عبد الله، حدثنا أبو بكر بن إسحاق، حدثنا بشر بن موسى،

= ثقة ثبت، من التاسعة (ع).

• الأشجعي، هو عبيد الله بن عبد الرحمن، أبو عبد الرحمن الكوفي (م 182 هـ).

ثقة، مأمون، أثبت الناس كتابا في الثوري، من كبار التاسعة (خ، م، ت، س، ق).

• وسفيان هو الثوري.

• عبيد المكتب- واسم أبيه مهران- الكوفي. ثقة، من الخامسة (م، خد، س).

• فضيل بن عمرو الفقيمي، أبو النضر، الكوفي (م 110 هـ) ثقة، من السادسة.

(1)

في"الزهد"(3/ 2280). ورواه النسائي في" الكبرى" بنفس السند وقال: ما أعلم أحدًا روى هذا الحديث عن سفيان غير الأشجعي، وهو حديث غريب. راجع "تحفة الأشراف"(1/ 249).

وذكره ابن كثير في "تفسيره"(3/ 577) برواية ابن أبي حاتم وهي من طريق أبي عامر الأزدي (كذا في النسخة المطبوعة وفي "تحفة الأشراف" الأسدي ولعله العقدي) عن سفيان.

وأخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات"(282) فقال حدثنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الرحمن السلمي قالا حدثنا أبو العباس

فذكره.

(2)

في الأصل فقط، وسقط من (ن) والمطبوعة.

[263]

إسناده: صحيح.

• الحميدي، هو عبد الله بن الزبير بن عيسى، أبو بكر، المكي (م 219 هـ). ثقة حافظ فقيه أجل أصحاب ابن عيينة من العاشرة. قال الحاكم: كان البخاري إذا وجد الحديث عند الحميدي لا يعدوه إلى غيره (خ، من، د، ت، س).

ص: 425

حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا سهل بن أبي صالح، عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث.

وهو مخرج في كتاب مسلم

(1)

.

وفيه دلالة على أن بعضهم تشهد عليهم ألسنتهم، وبعضهم ينكر فيختم على أفواههم وتشهد عليهم سائر جوارحهم.

ويشبه أن يكون هذا الإنكار من المنافقين كما في خبر أبي هريرة.

ويشبه أن يكون منهم، وممن شاء الله ومن سائر الكافرين حين رأوا يوم القيامة يغفر

(2)

الله لأهل الإخلاص ذنوبهم، لا يتعاظم عليه ذنب أن يغفره ولا يغفر الشرك، قالوا: إن ربنا يغفر الذنوب ولا يغفر الشرك، فتعالوا حتى نقول إنا كنا أهل ذنوب ولم نكن مشركين فقال الله عز وجل أما إذ كتموا

(3)

الشرك فاخْتِموا على أفواههم، فيختم على أفواههم فتنطق أيديهم، وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون.

فعند ذلك عرف المشركون أن الله لا يكتم حديثَا فذلك قوله: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا}

(4)

.

وهذا فيما روينا

(5)

عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه سئل عن ذلك فذكره.

وقد قال الله عز وجل في سورة زلزلت: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} .

(1)

في الزهذ (3/ 2279) عن محمد بن أبي عمر حدثنا سفيان به. وأخرجه الحميدي في "مسنده"(2/ 496 - 498) مطولاً. وأخرجه الترمذي في صفة القيامة (4/ 619 رقم 2428) من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد بنحوه مختصرًا. وأخرجه المؤلف بنفس السند في "الأسماء والصفات"(282).

(2)

في (ن) والمطبوعة "فيغفر".

(3)

كذا في الأصل. وفي (ن)"أما أنكرتم" وفي المطبوعة "إذا كتمتم".

(4)

سورة النساء (4/ 42).

(5)

أخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات"(483) من طريق يعقوب بن سفيان الفسوي مطولاً وهو في كتاب "المعرفة والتاريخ"(1/ 527 - 529).

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5/ 94) والطبراني في "الكبير"(10/ 301 - 352) والحاكم في "المستدرك"(2/ 306 - 307) وصححه ووافقه الذهبي.

ص: 426

وروينا

(1)

عن أبي هريرة مرفوعًا أنه سئل عن هذه الآية فقال: أن تشهد على كل عبد وأمة بما عملوا على ظهرها، فتقول: عمل كذا وكذا في يوم كذا وكذا فذلك أخبارها.

ودلت الأخبار عن سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم على أن كثيرًا من المؤمنين يدخلون الجنة بغير حساب، وكثيرًا منهم يحاسبون حسابًا يسيرًا، وكثيرًا منهم يحاسبون حسابًا شديدًا.

[264]

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني، حدثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا حصين، قال سمعت سعيد بن جبير، عنا ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يَدْخُلُ الجنة مِنْ أمتي سَبْعُونَ ألْفَا بِغَير حِسَاب. ثم دَخل وَلم يُبَيّن لَهُمْ، فَأفَاض القَوْمُ فَقالوا: نحن الذِيْن أمَنا بِالله، وَاتَبعْنَا رَسُوله، فنحن هم، أو أولادنا الذين وُلدوا على الإسلام فإنا

(2)

نحن وُلدنا في الجاهلية، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هُم الذين لا يَكْتوون، ولا يسترقُون، ولا يتطيرون

(3)

، وعلى ربهم يتوكلون، فقال عكاشة بن محصن: أنا منهم يا رسول الله؟ قال نَعْم، ثم قال رجلٌ أخر: أنا منهم يارسول الله؟ قال: قد سبقك بها عكاشة".

رواه مسلم في الصحيح

(4)

عن أبي بكر بن أبي شيبة.

(1)

أخرجه الترمذي في القيامة (4/ 619 - 620 رقم 2429) وفي التفسير (5/ 446 رقم 3353). وأحمد في "مسنده"(2/ 374) والحاكم في "المستدرك"(2/ 532) كلهم من طريق يحيى ابن أبي سليمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به، وقال الحاكم صحيح الإسناد ورده الذهبي فقال: يحيى منكر الحديث قاله البخاري.

[264]

إسناده: و صحيح.

• حصين هو ابن عبد الرحمن السلمي، ثقة (ع).

(2)

وفي (ن)"فإذا".

(3)

في (ن)"ولا ينصرون".

(4)

في الإيمان، ولم يسبق متنه بل أحاله على الرواية التي قبلها عن سعيد بن منصور حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن سعيد بن جبير (1/ 200). وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (7/ 425 - 426).

ص: 427

ورواه البخاري

(1)

عن عمران بن ميسرة عن ابن الفضيل

(2)

.

(1)

في الرقاق، قال حدثنا عمران بن ميسرة حدثنا ابن فضيل حدثنا حصين وحدثني أسيد بن زيد، حدثنا هشيم عن حصين. فذكره (7/ 198).

وأخرجه في الرقاق (7/ 183) من طريق شعبة، وفي الطب (7/ 26) من طريق حصين بن نمير كلاهما عن حصين بن عبد الرحمن به.

وأخرجه الترمذي في صفة القيامة (4/ 631 رقم 2446) وأحمد في "مسنده"(1/ 271، 321) والطبراني في "الكبير" مختصرًا (12/ 40 رقم 12409) والمؤلف في "سننه"(9/ 341) وابن منده في "كتاب الإيمان"(3/ 877 - 879) كلهم من طريق حصين عن سعيد بن جبير به.

وللحديث شواهد:

الأول: من حديث عمران بن حصين.

أخرجه البخاري في الطب (7/ 16) ومسلم في الإيمان (1/ 198) وأحمد في "مسنده"(4/ 436، 441، 443) والطبراني في "الكبير"(18/ 169، 202) وابن منده في "كتاب الإيمان"(3/ 875 - 876).

والثاني: من حديث أبي هريرة.

أخرجه مسلم (1/ 197) والبخاري (7/ 199) وأحمد في "مسنده"(2/ 302، 351، 400، 456، 502) وابن الجعد في "مسنده"(1/ 551 رقم 1182) وابن منده في "كتاب الإيمان"(3/ 871 - 874) والمؤلف في "دلائل النبوة"(6/ 353) وابن المبارك في "الزهد"(ص 550 رقم 1576).

الثالث: من حديث عبد الله بن مسعود.

أخرجه أحمد (1/ 401، 418، 425، 454) والطبراني في "الكبير"(10/ 5 - 8 رقم 9765 - 9770) وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 406) بعد أن ساقه مطولًا:

رواه أحمد باسانيد، والبزار أتم منه، والطبراني وأبو يعلى باختصار كثير، وأحد أسانيد أحمد والبزار رجاله رجال الصحيح.

وقال في مكان أخر: رواه أحمد مطولاً ومختصرَا، ورواه أبو يعلى، ورجالهما في المطول رجال الصحيح (9/ 304 - 305).

الرابع: من حديث سهل بن سعد الساعدي (مختصرًا).

أخرجه البخاري (7/ 199) ومسلم (1/ 198) وأحمد (5/ 335) وابن منده (3/ 877) والطبراني في "لكبير"(6/ 211 رقم /5898).

الخامس: من حديث أبي أمامة:

أخرجه الترمذي (4/ 626 رقم 2437) وابن ماجه (2/ 1433 رقم 4286) وأحمد (5/ 255، 268).

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4/ 64 رقم 3619) وسنده ضعيف وانظر شواهد أخرى في "مجمع الزوائد"(10/ 405 - 411).

(2)

في (ن) والمطبوعة "عن الفضيل".

ص: 428

ورويناه

(1)

في حديث عمرو بن حزم عن النبي صلى الله عليه وسلم:"أنه تغيب عنهم ثلاثًا لا يخرج إلا لصلاة مكتوبة فقيل له في ذلك قال: إنَّ ربي عز وجل وعدني أن يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفًا لا حساب عليهم، وإني سألت ريى في هذه الثلاثة الأيام المزيدَ فوجدتُ ربي واجدًا ماجدًا كريمًا، فاعطاني مع كُل واحد من السبعين ألفًا سبعين ألفًا، قال: قلتُ يا رب وتبلُغ أمتي هذا؟ قال: أكمل لك العدد من الأعراب".

وقد ذكرناه

(2)

في كتاب "البعث والنشور".

[265]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر بن إسحاق إملاء، حدثنا أبو مسلم ويوسف بن يعقوب، قالا: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ حُوْسِبَ عُذِّبَ".

قالت عائشة: يا رسول الله فاين قوله: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ. فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}

(3)

.

قال: "ذلكم العرض ولكنه من نوقش الحساب عذب".

رواه البخاري في الصحيح

(4)

عن سليمان.

(1)

ذكره الهيثمىِ في "مجمع الزوائد"(10/ 410) من حديث عامر بن عمير وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني، واختلف في اسم صحابيه فقيل: عمرو بن عمير وقيل: عمير بن عمرو، وقيل: عمارة بن عمير، وقيل: عمرو بن حزم، وقيل: عمرو بن بلال. وانظر الإصابة (2/ 246).

(2)

وهو غير موجود في النسخة المطبوعة من الكتاب.

[265]

إسناد.: صحيح.

• أبو مسلم، هو الكجي، صاحب "السنن"، إبراهيم بن عبد الله بن مسلم.

• ويوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد، القاضي.

• وأيوب هو ابن كيسان أبي تميمة السختياني (ع).

• وابن أبي مليكة هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة (ع).

(3)

سورة الانشقاق (84/ 7 - 8).

(4)

في التفسير (81/ 6).

كما أخرج فيه وفي العلم (1/ 34) وفي الرقاق (7/ 197) من طرق أخرى عن ابن أبي مليكة عن عائشة به.

ص: 429

ورواه مسلم

(1)

عن أبي الربيع عن حماد.

[266]

أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو زرعة

(1)

في صفة الجنة (3/ 2204) ولم يسق لفظه بل أحاله على رواية ابن أبي شيبة عن ابن علية عن أيوب وهي في "المصنف"(13/ 248).

ورواه أبو داود في الجنائز (3/ 481 رقم 3093) والترمذي في صفة القيامة (4/ 417 رقم 2426) وفي التفسير (5/ 435 رقم 3337) وأحمد في "مسنده"(6/ 47، 91، 127، 206) وابن المبارك في ""الزهد" (464) وابن جرير في "تفسيره" (30/ 116) والبغوي في "شرح السنة" (15/ 131) والمؤلف في "الاعتقاد" (118) وابن عدي في "الكامل" (2/ 664) كلهم من طريق ابن أبي مليكة عن عائشة به مرفوعا.

[266]

إسناده: حسن.

• أبو زرعة الدمشقي، عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان (م 281 هـ). محدث الشام، سمع من خلق كثير بالشام والعراق والحجاز، وجمع وصنف وذاكر الحفاظ، تميز وتقدم على أقرانه لمعرفته وعلو سنده. قال ابن أبي حاتم: كان أبو زرعة الدمشقي رفيق أبي، وكتبت عنه أنا وأبي وكان ثقة، صدوقًا. ترجمته في"الجرح والتعديل"(5/ 267)، "طبقات الحنابلة"(1/ 205 - 206)، "تذكرة الحفاظ"(2/ 624 - 625)، "السير"(13/ 311 - 316)، "تهذيب التهذيب"(6/ 236 - 237)، "شذرات"(12/ 77).

• أحمد بن خالد الوهبي، الكندي، أبو سعيد (م 214 هـ).

صدوق، من التاسعة (بخ،4).

• محمد بن إسحاق هو صاحب "المغازي".

• إسماعيل بن إبراهيم هو ابن عُليّة.

• عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير الأسدي، أبو حمزة المدني.

لا بأس به. من السادسة. وفي جميع النسخ "عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير".

• عباد بن عبد الله بن الزبير. ثقة. من الثالثة (ع).

والحديث أخرجه الحاكم في "المستدرك" بنفس الطريقين (1/ 57) ثم أخرجه من طريق أبي جعفر القطيعي فقط (1/ 255) وهو فى "مسند" الإمام أحمد (6/ 48).

وأخرجه الحاكم أيضًا من وجه أخر عن يعلى بن عبيد حدثنا محمد بن إسحاق عن عبد الواحد به. وقال: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذه السياقة وشاهده عن عائشة رضي الله عنها":

أخبرناه أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، حدثنا موسى بن هارون، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا حرمي بن عمارة، حدثنا الحريش بن الخريت، حدثنا ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها قالت: =

ص: 430

الدمشقي، حدثنا أحمد بن خالد الوهبي، حدثنا محمد بن إسحاق- ح.

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثني عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة قالت: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته: "اللهُمّ حَاسِبْني حِسَابًا يَسيرًا، فلَماّ انْصَرَفَ قُلْتُ يا رسول الله مَا الحِسَابُ الْيَسير؟ قال: يُنْظَرُ في كتَابه ويتجاوز له عنه، وأنّه مَنْ نُوْقِشَ الحسَاب يَومَئذ يا عائشةُ هَلَكَ. وكلّ ما يُصِيب المؤَمنَ يكفّر عنه حتى الشوكةَ تَشُوكه".

[267]

أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب، أخبرنا أبو بكر الإسماعملي، أخبرني الحسن بن سفيان، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا همام بن يحيى، حدثنا قتادة، عن صفوان بن محرز، قال: كنت آخذَا بيد عبد الله بن عمر فأتاه رجل فقال: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (في النجوى؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول)

(1)

: "إنّ الله يُدْني

= مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا رافعة يدي، وأنا أقول: اللهم حاسبني حسابًا يسيرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تدرين ما ذلك الحساب؟ فقلت: ذكر الله عز وجل: "فَسوَف يُحاسَبُ حسابًا يسيرًا" فقال لي: يا عائشة، إنه من حوسب خصم ذلك الممر بين يدي الله تعالى.

قال الذهبي: الحربش قال البخاري: فيه نظر، (4/ 580). وانظر "الميزان"(1/ 476). (قلت) قد مر حديث عائشة بسند صحيح ومتن أوضح.

وحديث المتن أخرجه أحمد في"مسنده"(6/ 185) عن يونس بن محمد حدثنا عبد الواحد به.

كما أخرجه الطبري في "تفسيره"(30/ 115 - 116).

[267]

إسناده: رجاله ثقات.

• هدبة بن خالد بن الأسود القيسي، أبوخالد البصري. ثقة عابد، تفرد النسائي بتليينه. من صغار التاسحة (خ، م، د).

• همام بن يحيى بن دينار العوذي (بفتح المهملة وسكون الواو وكسر الذال المعجمة) أبو عبد الله أو أبو بكر البصري (م 164 هـ).

ثقة، ربا وهم، من السابعة (ع).

• صفوان بن محرز بن زياد المازني، أو الباهلي (م 74 هـ). ثقة عابد، من الرابعة (خ، م، ت، س، ق).

(1)

ما بين القوسين ليس في (ن).

ص: 431

المؤمنَ يوم القيامة حتّى يَضَع عليه كنفه يَسْترُه من الناس فيقول: أي عبدي، تعرفُ ذنبَ كذا وكذا؟ فيقولُ: نَعَمْ أي رَب، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى فى نفسه أنه قد هلك، قال: إني قد سَترَتها عليك في الدنيا، وقد غفرتها لك اليوم، قال: ثم أعطِيَ كتابَ حسابه، وأمّا الكافر والمنافق فيقول الأشهادُ هؤلاء ائَذين كلذَبُوا على رَبهم أل الَعْنهُ الله علىَ الظَالمِن".

رواه البخاري في الصحيح

(1)

عن موسى بن إسماعيل عن همام.

وأخرجاه

(2)

من أوجه أخر عن قتادة.

قال البيهقي رحمه الله: قوله "يدق المؤمن" يريد به

(3)

: يقربه من كرامته. وقوله "يضع عليه كنفه" يريد والله أعلم"- عطفه ورأفته ورعايته.

[268]

أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، أخبرنا أبو عبد الله الصفار، حدثنا أبو بكر بن أبي

(1)

في المظالم (3/ 97).

وأخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات"(76) من طريق محمد بن أيوب أخبرنا موسى بن

إسماعيل به.

(2)

فأخرجه البخاري في التفسير (5/ 214) وفي الأدب (7/ 89) وفي "التوحيد"(8/ 203) كما أخرجه في خلق أفعال العباد (41). ومسلم في التوبة (3/ 2120).

كما أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(13/ 189) والنسائي في التفسير وفي الرقاق من "الكبرى"(تحفة الأشراف 5/ 437) وابن ماجه في المقدمة (65/ 1 رقم 183) وابن جرير في "تفسيره"(12/ 21) والبغوي في "شرح السنة"(15/ 132) وابن منده في "كتاب الإيمان"(3/ 755 - 756 رقم 790، 3/ 957 - 958 رقم 1077 - 1078).

(3)

في (ن) والمطبوعة "يومئذ يقربه وكرامة".

[268]

إسناده لا بأس به.

• أبو سعيد بن أبي عمرو هو محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي.

• أبو عبد الله الصفار هو محمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني.

• عبد الرحمن بن صالح الأزدي العتكي، الكوفي (م 235 هـ).

صدوق يتشيع، من العاشرة (ص).

وذكره الذهبي في "الميزان"(2/ 569) وقال: قال ابن معين. ثقة.

وقال ابن عدي: لم يذكر بالضعف في الحديث ولا اتهم فيه إلا أنه كان محترقا فيما كان فيه من التشيع ("الكامل" 4/ 1627).

• جرير هو ابن عبد الحميد. أشعث هو ابن إسحاق بن سعد بن مالك القُمي. =

ص: 432

الدنيا، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا جرير، عن أشعث، حدثنا شمر بن عطية، في قوله:{إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ}

(1)

.

قال: غفر لهم الذنوب التي عملوها، وشكر لهم الخير الذي دلهم عليه فعملوا به فأثابهم عملهم.

[269]

وأخبرنا أبو سعيد، حدثنا أبو عبد الله، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا سفيان بن عيينة، (عن عمرو بن دينار)

(2)

، عن طاوس قال سمعت ابن عمر يقول:"كل ابن أدم خطاء إلا ما رحم الله".

[270]

قال: وأخبرنا ابن أبي الدنيا، حدثنا سعدويه، عن مبارك بن فضالة قال

= صدوق، من السابعة، قال البزار: روى أحاديث لم يتابع عليها، وقد احتمل حديثه.

• شمر بن عطية الأسدي، الكاهلي، الكوفي.

صدوق، من السادسة (مد، ت، سي).

ذكره الذهبي في "الميزان"(2/ 280) وقال وثقه النسائي، ولكنه عثماني غال وهذا شيء نادر في الكوفيين. وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 450).

وقال ابن أبي حاتم: وثقه ابن معين ("الجرح والتعديل" 4/ 376).

والأثر عزاه السيوطي في "الدر المنثور"(7/ 29) إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد. وابن أبي الدنيا، وابن أبي حاتم.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(22/ 139).

(1)

سورة فاطر (35/ 34).

[169]

إسناده: رجاله ثقات.

* إسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه الإمام.

(2)

زيادة من الأصل ومن الزهد لابن المبارك، وهي لابد منها لأن ابن عيينة لم يدرك طاوسًا.

والأثر أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(100 رقم 299).

[270]

إسناده: لا بأس به.

• سعدويه هو سعيد بن سليمان الضبي، أبو عثمان الواسطي. ثقة (ع).

• مبارك بن فضالة.

صدوق يدلس ويسري، من السادسة (خت، د، ت، ق).

ذكره الذهبي في "الميزان"(3/ 431) وقال: قال النسائي"غيره: ضعيف.

وقال المروزي عن أحمد: ما روى عن الحسن فيحتج به.

وقال ابن عدي: عامة أحاديثه أرجو أن تكون مستقيمة، راجع "الكامل"(6/ 2322).

ص: 433

سمعت الحسن يقول: إن الله لا يجازي عبده المؤمن بذنوبه

(1)

والله ما جازى الله

عبدَا قط بالخيروالشر إلا هلك، ولكن الله إذا أراد بعبد خيرَا أضعف له الحسنات،

وألقى عنه السيئات.

قال الحليمي

(2)

رحمه أللّه: واذا كان من المؤمنين

(3)

من يكون أدنى إلى رحمة الله فيدخله الجنة لغير حساب، فليس ببعيد أد يكون من الكفار من هو أدنى إلى سخط الله فيدخله النار بغير حساب.

قال البيهقي رحمه الله: وقد قال الله عز وجل: {وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ}

(4)

. وقال: {فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ} {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ}

(5)

.

وقال: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ. مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ. وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}

(6)

.

وقال: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

(7)

.

ولا اختلاف بين هذه الآيات. ووجه الجمع ما روينا

(8)

عن علي بن أبي طلحة

(9)

عن ابن عباس أنه قال: لا يسالهم عن عملهم كذا وكذا لأنه أعلم بذلك منهم ولكن يقول عملتم

(10)

كذا وكذا.

(1)

في المطبوعة "بدونه".

(2)

راجع "المنهاج"(1/ 384).

(3)

وفي (ن)"المؤمن".

(4)

سورة القصص "28/ 78".

(5)

سورة الرحمن (55/ 37 - 41) وقد حذف من خلال الآيات قوله {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} .

(6)

سورة الصافات (37/ 22 - 24).

(7)

سورة الحجر (15/ 92 - 93).

(8)

في كتاب "البعث والنشور" كما أشار إليه السيوطي في "الدر المنثور"(5/ 99) وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 67).

(9)

وفي (ن)"علي بن أبي طالب".

(10)

في (ن)"علمتم" وفي المطبوعة "علمهم".

ص: 434

وروينا عن الكلبي

(1)

عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله: {وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ}

(2)

.

يقول

(3)

: لا يسأل كافر عن ذنبه، كل كافر معروف بسيماه وفي قوله:{فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ}

(4)

.

يعني يوم تشقق السماء وتكور لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان، وذلك عند الفراغ من الحساب، وكل معروف، يعرف الجرمون بسيماهم، أما الكافر فبسواد وجهه وزرقة عينيه

(5)

وأما المؤمن فأغر محجل من أثر الوضوء.

[271]

أخبرنا أبو عبد الرحمن الدهان، أخبرنا الحسين بن محمد بن هارون، أخبرنا اللباد، حدثنا يوسف بن بلال، حدثنا محمد بن مروان، عن الكلبي

(6)

فذكره.

وقال الحليمي

(7)

رحمه الله: معنى قوله: {وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} (2). وقوله: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ} (4).

سؤال التعرف لتمييز المؤمن عن الكافر

(8)

، أي أن الملائكة لا تحتاج أن تسأل أحدًا يوم القيامة فتقول: ما كان ذنبك؟ وما كنت

(9)

تصنع في الدنيا؟ حتى يتبين له بإخباره عن نفسه أنه كان مؤمنَا أو كافرَا، لكن المؤمنين يكونون

(10)

ناضري الوجوه

(1)

وفي (ن)"الكندي" وفي المطبوعة "الكني".

(2)

سورة القصص (28/ 78).

(3)

في (ن)"قيل".

(4)

سورة الرحمن (55/ 39).

(5)

في (ن)"عينه".

[271]

إسناده: ضعيف.

• اللباد هو أحمد بن محمد بن نصير، لم أعرف حاله وقد مر في الحديث رقم (32). راجع "الأنساب"(11/ 198).

وقد أخرج ابن جرير في "تفسيره"(27/ 142) نحوه.

(6)

في (ن)"اللكندي" وفي المطبوعة "الكني".

(7)

راجع "المنهاج"(1/ 386).

(8)

كذا في (ن) وهو الأنسب. وفي الأصل "الكافرين".

(9)

في (ن)"وما كان".

(10)

في جميع النسخ "يكونوا".

ص: 435

مشروحي الصدور، والمشركين يكونون

(1)

سود الوجوه، زرقًا، مكروبين، فهم إذا كلفوا سوق المجرمين

(2)

إلى النار، وتمييزهم في الموقف عن المؤمنين كفتهم مناظرهم عن تعرف ذنوبهم والله أعلم.

وقال البيهقي رحمه الله: وهذا الذي ذكره الحليمي أشبه أن يكون مأخوذًا مما روينا عن تفسير الكلبي، وبمعناه ذكر مقاتل بن سليمان في الآية الأخيرة غير أنه لم يذكر الفراغ من الحساب فقال في قوده تعالى:{وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} .

ذلك أن كفار مكة قالوا لو أن عندنا ذكرًا يعني خبرًا من الأولين بم أهلكوا، فأنزل الله عز وجل:{وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} .

يقول لا يسأل مجرمو

(3)

هذه الأمة عن ذنوب الأمم الماضة

(4)

الذين عذبوا في الدنيا فإن الله تعالى قد أحصى أعمالهم الخبيثة وعلمها

(5)

.

[272]

أخبرنا الأستاذ أبو إسحاق، حدثنا عبد الخالق بن الحسن، أخبرنا عبد الله بن ثابت، أخبرني (أبي)

(6)

عن الهذيل، عن مقاتل فذكره.

(1)

في الأصل (يكونوا).

(2)

في الأصل "المجرمون".

(3)

في (ن)"مجرمي".

(4)

في الأصل "الحالية".

(5)

في (ن) و المطبوعة "عملها".

[272]

إسناده: مقاتل بن سليمان: منهم.

• الأستاذ أبو إسحاق، هو الإسفرايينى الامام المتكلم.

• عبد الخالق بن الحسن بن محمد بن نصر، أبو محمد السقطي المعروف بابن أبي روبا (م 356 هـ).

قال الخطيب: كان ثقة، وكان أحد شهود الحكام المعدلين. ذكره أبو بكر البرقاني فاثنى عليه، ووثقه.

"تاريخ بغداد"(11/ 124)، "شذرات"(3/ 19).

• عبد الله بن ثابت بن يعقوب بن قيس، أبو محمد العبقسي، المقرئ، النحوي (م 308 هـ).

ذكره الخطيب في "تاريخه" وقال: سكن بغداد وروى بها عن أبيه عن الهذيل بن حبيب "تفسير مقاتل".

وذكر أباه ثابت بن يعقوب وقال توفي وهو ابن خمس وثمانين سنة وسمع ابنه عنه التفسير في سنة أربعين ومائتين.

راجع "تاريخ بغداد"(7/ 143).

• والهذيل بن حبيب، أبوصالح الدنداني، روى عن مقاتل بن سليمان "كتاب التفسير"، وذكره الخطيب في "تاريخه"(14/ 78).

(6)

زيادة من الأصل.

ص: 436

[273]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي، حدثنا إبراهيم بن الحسين؛ حدثنا آدم، حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله:{فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ} .

قال: يقول: لا تسأل الملائكة عن المجرم إنسَا ولا جانًا يقول: يعرفون بسيماهم.

قال البيهقي رحمه الله: من زعم أن الكافرين

(1)

غير مخاطبين بشرائع الإسلام زعم أنهم لا يسألون عا يعملون مما

(2)

كانت مللهم تقتضيه وإن كان في الإسلام ذنبًا، ويسألون عن الله وعن رسله صلوات الله عليهم وعن الإيمان في الجملة، وما نقلناه

(3)

عن أهل التفسير أصح والله أعلم.

‌فصل

و اذا انقضى الحساب

(4)

كان بعده وزن الأعمال لأن الوزن للجزاء فينبغي أن يكون بعد المحاسبة فإن المحاسبة لتقرير الأعإل، والوزن لإظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبها قال الله عز وجل:{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا}

(5)

.

وقال: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ}

(6)

.

وقال: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} إلى قوله {وَهُم فِيهَا كَالِحُونَ}

(7)

.

وقال: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ. فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ}

(8)

إلى آخر السورة.

[273] إسناده: رجاله ثقات.

ونسبه السيوطي إلى آدم وعبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير والمؤلف. انظر "الدر المنثور"(4/ 707)، وراجع "تفسير الطبري (27/ 143).

(1)

في الأصل "الكافرون".

(2)

في (ن)"عما يعملوه فما".

(3)

في (ن) والمطبوعة "ما نقلته".

(4)

راجع "المنهاج"(1/ 387).

(5)

سورة الأنبياء (21/ 47).

(6)

سورة الأعراف (7/ 8 - 9).

(7)

سورة المؤمنون (23/ 101 - 104).

(8)

سورة القارعة (101/ 6).

ص: 437

وقد ورد ذكر الميزان في حديث الإيمان فالإيمان به كالإيمان بالبعث وبالجنة وبالنار وسائر ما ذكر معه.

[274]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس بن يعقوب، حدثنا محمد بن عبيد اللّه المنادي، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن يحيى ابن يعمر، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الإيمان قال:"الإيماَن أن تُؤمِنَ بالله وَمَلَائكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِه، وتُؤمِنَ بِالجنّة وَالنَّار وَالْميزَان، وَتُؤْمِن بِالْبعث بَعد الْمَوت، وَتُؤمِن بِالقَدر خَيره وَشرّه". قال: يعني السائل إذا فعلت هذا فأنا مؤمن؟ قال "نعم" قال، صدقت.

قال البيهقي رحمه الله: في الآية التي كتبناها دلالة على أن أعمال الكفار توزن لأنه قال في آية أخرى: {بِماَ كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظلِمُونَ}

(1)

.

والظلم بآيات الله الاستهزاء بها، وترك الإذعان لها، وقال في أية:{في جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}

(2)

إلى أن قال: {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ} .

وقال في أية: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ. نَارٌ حَامِيَةٌ}

(3)

.

[274] إسناده: صحيح.

• محمد بن عبد الله بن يزيد، البغدادي، أبو جعفر المنادي (م 272 هـ). شيخ وقته، الإمام المحدث، عاش أكثر من ماثة سنة قال أبو حاتم: صدوق. ترجمته في "الجرح والتعديل"(3/ 8)، "تاريخ بغداد"(2/ 326 - 329)"الانساب"(12/ 435)، "السير"(12/ 555 - 556)، "شذرات"(2/ 163) وهو من رجال التهذيب.

• يونس بن محمد بن مسلم البغدادي، أبو محمد المؤدب (م 207 هـ).

ثقة ثبت، من صغار التاسعة (ع).

• معتمر بن سليمان التيمي، أبو محمد البصري (م 187 هـ). يلقب بالطفيل، ثقة. من كبار التاسعة (ع).

• وأبوه سليمان بن طرخان، أبوالعتمر البصري (م 143 هـ).

ثقة عابد، من الرابعة.

وقد ذكر مسلم في صحيحه (1/ 38) سنده عن حجاج الشاعر عن يونس بن محمد ولم يسق لفظه، وقد مر تخريجه في رقم (19).

(1)

سورة الأعراف (7/ 9).

(2)

سورة المؤمنون (23/ 103 - 104).

(3)

سورة القارعة (101/ 9 - 11)

ص: 438

وهذا الوعيد بالإطلاق لا يكون إلا للكفار فإذا جمع بينه وبين قوله: {وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا}

(1)

.

ثبت أن

(2)

الكفار يسألون عن كل ما خالفوا به الحق من أصل الدين وفروعه إذ لو لم يسألوا

(3)

عما وافقوا فيه أصل تدينهم من ضروب تعاطيهم ولم يحاسبوا بها لم يعتد بها في الوزن أيضًا، وإذا كانت موزونة في وقت الوزن دل ذلك على أنهم محاسبون بها في مواقف الحساب والله أعلم.

وهذا على قول من قال في الكفار إنهم مخاطبون بالشرائع وهو الصحيح لأن الله عز وجل يقول: {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ. الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}

(4)

.

فتوعدهم على منع الزكاة وأخبر عن المجرمين أنهم يقال لهم:

{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ. قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ. وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ. وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ. وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ. حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ}

(5)

.

(فبان)

(6)

بهذا أن المشركين مخاطبون بالإيمان وبالبعث وبإقام الصلاة وايتاء الزكاة وأنهم مسئولون عنها مخاطبون بها مجزون على ما أخلوا به منها. والله أعلم.

واختلفوا في

(7)

كيفية الوزن، فذهب ذاهبون إلى أن الكافر قد يكون منه

(8)

صلة الأرحام، ومواساة الناس، ورحمة الضعيف، وإغاثة اللهفان، والدفع عن الظلوم، وعتق الملوك، ونحوها مما لو كانت من المسلم لكانت برًا وطاعة، فمن كان له أمثال هذه الخيرات من الكفار فإنها تجمع وتوضع في ميزانه لأن الله تعالى قال:{فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا}

(9)

.

فتؤخذ من ميزانه شيئًا غير أن الكفر

(10)

إذا قابلها رجح بها، وقد حرم الله الجنة

(1)

سورة الأنبياء (21/ 47).

(2)

راجع "المنهاج"(1/ 288).

(3)

وفي (ن)"اذا لم يسألوا".

(4)

سورة حم السجدة (41/ 6).

(5)

سورة المدثر (74/ 42 - 47).

(6)

سقط من (ن) والمطبوعة.

(7)

راجع "المنهاج"(1/ 389).

(8)

في المطبوعة "معه".

(9)

سورة الأنبياء (21/ 47).

(10)

كذا في "المنهاج" وهو الصواب، وفي النسخ (الكفرة).

ص: 439

على الكفار، فجزاء خيراته أن يخفف عنه العذاب فيعذب عذابًا دون عذاب كأنه لم يصنع شيئًا من هذه الخيرات، ومن قال بهذا احتج بما.

[275]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو الوليد، أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا

محمد بن أبي بكر المقدمي.

قال أبو الوليد وحدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا محمد بن (عبد الملك قالا حدثنا أبو عوانة عن)

(1)

عبد الملك بن عمير، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن العباس

[275] إسناده: صحيح.

• أبو الوليد هو حسان بن محمد الفقيه النيسابوري. مرّ.

• محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم، المقدمي (بالتشديد) أبو عبد الله الثقفي مولاهم، البصري (م 324 هـ).

ثقة، من العاشرة.

• عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان، البغوي، أبو القاسم البغدادي (م 317 هـ) وهو أبو القاسم بن منيع نسبة إلى جده لأمه الحافظ أبي جعفر أحمد بن منيع صاحب "المسند".

أخذ أبو القاسم عن شيوخ كبار مثل أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وعلي بن الجعد وهو أكبر شيخ له وجمع (الجعديات) وصنف "معجم الصحابة".

قال الدارقطني: ثقة جبل، إمام من الأئمة ثبت، أقل المشايخ خطأ، وكلامه في الحديث أحسن من كلام ابن صاعد.

وكان من المعمرين، وقد حسد في أخر عمره فتكلم فيه بشيء لا يقدح فيه. راجع "الكامل"(4/ 1578)، "تاريخ بغداد"(110/ 10 - 117)،" طبقات الحنابلة"(190/ 1 - 192)، "الأنساب"(2/ 274 - 275)، "التذكر"(2/ 737 - 740)، "السير"(14/ 440 - 456)، "الميزان"(2/ 492 - 493)، "البداية والنهاية"(11/ 163 - 164)، "لسان الميزان"(3/ 338 - 341)، "شذرات"(2/ 475 - 476).

• محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب الأموي البصري (م 244 هـ).

صدوق من كبار العاشرة (م، ت، س، ق).

• أبو عوانة هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

ثقة ثبت، مرّ (ع).

• عبد الملك بن عمير بن سويد اللخمي، الكوفي (م 136 هـ).

ثقة فقيه، تغير حفظه، وربما دلس، من الثالثة (ع).

(1)

ما بين القوسن سقط من (ن).

ص: 440

ابن عبد المطلب قال: قلت: يا رسول الله هل نفعت أباطالب بشيء فإنه كان يحوطك

(1)

ويغضب لك؟ قالا نَعم و هُوَ فِي ضَحْضَاح مِنَ النار وَلَوْلَا أنا لَكَانَ فى الدرك الأسفل من النَار".

رواه البخاري في الصحيح

(2)

عن موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة.

ورواه مسلم

(3)

عن محمد بن أبي بكر وابن أبي الشوارب.

قال البيهقي رحمه الله: وذهب ذاهبون

(4)

إلى أن خيرات الكافر لا توزن ليجزكما بها بتخفيف العذاب عنه، وإنما توزن قطعَا لحجته حتى إذا قابلها الكفر رجح بها وأحبطها، أو لا توزن أصلاً ولكن يوضع كفره، أو كفره وسائر سيئاته في إحدى كفتيه ثم يقال له: هل لك من

(5)

طاعة نضعها في الكفة الأخرى؟ فلا يجدها، فيتثاقل الميزان فزتفع الكفة الفارغة وتبقى

(6)

الكفة المشغولة فذلك خفة ميزانه، فأما خيراته فإنها لا تحسب بشيء منها مع الكفر.

قال الله عز وجل: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}

(7)

.

وروينا عن عائشة

(8)

رضي الله عنها، قالت: يا رسول الله، إن ابن جدعان كان في

(1)

في المطبوعة "يحفظك".

(2)

في الأدب (7/ 221).

(3)

في الإيمان (1/ 194) عن عبيد الله بن عمر القواريري ومحمد بن أبي بكر المقدمي، ومحمد بن عبد الملك الأموي- وهو ابن أبي الشوارب- ثلاثتهم عن أبي عوانة.

وأخرجه الحميدي في "مسنده"(1/ 129) والبخاري في مناقب الأنصار (4/ 247) ومسلم من طريق سفيان عن عبد الملك بن عمير به.

وأخرجه أحمد في "مسنده"(1/ 206) وابن منده في "كتاب الإيمان"(3/ 867) والمؤلف في "دلائل النبوة"(2/ 346) من طرق عن أبي عوانة به. كما أخرجه ابن منده (3/ 866 - 868) من وجوه أخرى عن عبد الملك بن عمير به.

(4)

راجع و "المنهاج"(1/ 389 - 392).

(5)

وفي (ن) والمطبوعة "هل لكفرك طاعة".

(6)

في (ن) والمطبوعة "وبقي".

(7)

سورة الفر قان (25/ 23).

(8)

أخرجه مسلم (1/ 196) وأحمد (6/ 93، 210) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 278) وأخرجه الحاكم (2/ 405) وقال: صحيح الإسناد وأقره الذهبي- ومن طريق الحاكم أخرجه المؤلف في "البعث والنشور"(62 رقم 14).

ص: 441

الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين فهل ذلك نافعه؟ قال:"لَا يَنْفَعُه، لأنَّه لَمْ يَقُلْ يَومًا: رَبِّ اغْفِرْ لِي خطيئتي يوم الدّين".

وروينا عن عدي

(1)

بن حاتم أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أبيه، فقال:"إنّ أباك طلب أمرًا فأدركه". يعني الذكر.

وروينا عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله لا يَظلم المؤمنَ حسنةَ.

يثابُ عليها في الدنيا، ويُجزْى بها في الآخرة. وأما الكافر فيُعطَى بحسناته في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة، لم يكن له حسنة فيُعْطَى بها خيرًا".

[276]

أخبرناه أبو الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد أبو سهل

(1)

أخرجه أحمد (4/ 258، 377، 379).

وأخرجه البزار عن ابن عمر قال: ذكر حاتم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ذاك رجل أراد أمرًا فأدركه. راجع "كشف الأستار"(1/ 64) وقال الهيثمي فيه عبيد بن واقد القيسي ضغفه أبو حاتم. (مجمع الزوائد 1/ 119).

[276]

إسناده: صحيح.

• أبو الحسين بن الفضل القطان هو محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل، مرّ.

• أحمد بن محمد بن زياد، هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد بن عباد، أبو سهل القطان البغدادي (م 350) الإمام المحدث الثقة.

قال الخطيب: كان صدوقًا أديبًا شاعرًا، راوية للأدب عن ثعلب والمبرد، وكان يميل إلى التشيع.

كان دائم التلاوة ولكثرة مذاكرته صار القرآن كأنه بين عينيه وكان فيه مزاح ودعابة.

ترجمته في "تاريخ بغداد"(5/ 45 - 46)، "السير"(15/ 521 - 522)، "الوافي"(8/ 34)، "البداية والنهايه"(11/ 238)، "شذرات"(3/ 2 - 3).

• إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي، أبويعقوب البغدادي (م 284 هـ).

الإمام الحافظ الصدوق سمع عفان بن مسلم وأبانعيم والقعنبي وغيرهم.

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل والدارقطني هو ثقة.

وقال الذهبي: كان من العلماء السادة.

ترجمته في "تاريخ بغداد"(6/ 382)، "طبقات الحنابلة"(1/ 112 - 113)،"السير"(13/ 410 - 411)"الميزان"(1/ 190)، "الوافي"(8/ 459)"لسان الميزان"(1/ 360)، "شذرات"(2/ 186).

• عفان هو ابن مسلم بن عبد الله الباهلي (ع). وسقط اسمه من الإسناد في المطبوعة.

• وهمام هو ابن يحمص بن دينار العوذي (ع).

ص: 442

القطان، حدثنا إسحاق بن الحسن الحربب، حدثنا عفان، حدثنا همام، عن قتادة، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل

فذكر الحديث

(1)

.

أخرجه مسلم في الصحيح

(2)

من حديث همام.

قال البيهقي رحمه الله: من قال بالأول زعم أن المراد بالَاية والأخبار أنه لا يكون لحسنات الكافر موقع التخليص من النار والإدخال في الجنة، وقد يجوز أن يخفف عنه من عذابه الذي استوجبه بسيئاته بما تقدم منه في الشرك من خيراته.

وقد روي في حديث مرفوع ما.

[277]

حدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن

(1)

في (ن)"فذكره".

(2)

في المنافقين من طرق عن همام بن يحيى به (3/ 2162).

وأخرجه أحمد في "مسنده"(3/ 283) والبغوي فى "شرح السنة"(14/ 310) من طريق عفان عن همام به.

وأخرجه أحمد (3/ 123 - 125) وأبو يعلى في "مسنده"(5/ 231 رقم 2844) وابن المبارك في "الزهد"(110 رقم 327) من طريق همام به.

[277]

إسناده ضعيف.

• زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن بن بحر، أبو يحيي الساجي (م 307 هـ).

كان من أئمة الحديث أخذ عنه أبو الحسن الأشعري مقالة السلف في الصفات واعتمد عليها في عدة تآليف وللساجي مصنف جليل في علل الحديث يدل على تبحره وحفظه. ترجمته في "الجرح والتعديل"(3/ 601)، "التذكرة"(2/ 709 - 710)، "السير"(11/ 974 - 251)، "الميزان"(2/ 79)، "طبقات السبكي"(2/ 226)، "شذرات"(2/ 250 - 251). وهو من رجال التهذيب.

• زيد بن أخزم (بمعجمتين) الطائي، النبهاني، أبوطالب، البصري، (م 257 هـ).

ثقة حافظ. من الحادية عشرة. (خ، 4).

• عامر بن مدرك بن أبي الصفراء.

لين الحديث (فق).

• عتبة بن يقظان الراسبي، أبو عمرو.

ضعيف، من السادسة (ق).

وذكره الذهبي في "الميزان"(3/ 30) وقال: قواه بعضهم. وقال النسائي: غير ثقة، وقال علي بن الحسن بن الجنيد: لا يساوي شيئًا. ثم ساق الذهبي حديث المتن برواية ابن ماجه في "تفسيره". وقال: عامر صدوق. والخبر منكر. =

ص: 443

يزيد الجوزي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، حدثنا زيد بن أخزم الطائي، حدثنا عامر ابن مدرك، حدثنا عتبة بن يقظان، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: و مَا أحسَنَ من مُحسنِ، كافر أو مسلم، إلاّ أثابَهُ الله عز وجل".

قلنا يا رسول الله، وما إثابة الله الكافر؟ قال: "إن كان وَصَلَ رحمًا، أو تصدّق بصدقةٍ، أو عمل حسنةَ أثابه الله تعالى واثابته

(1)

إيَّاه المالُ والولدُ والصحة وأشباه ذلك". قال قلنا: وما إثابته

(1)

في الآخرة؟ قال: "عذاب دون العذاب "، وقرأ:{أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}

(2)

.

قال البيهقي رحمه الله: وهذا إن ثبت ففيه الحجة، وإن لم يثبت لأن في إسناده من

لا يحتج به.

وحديث أبي طالب صحيح، ولا معنى لإنكار الحليمي

(3)

رحمه الله الحديث ولا

أدري كيف ذهب عنه صحة ذلك، فقد روي من أوجه عن عبد الملك بن عمير،

=. وقيس بن مسلم هو الجدلي العدواني، ثقة.

• وطارق بن شهاب البجلي الأحمسي، أبو عبد الله الكوفي (م 82 هـ).

رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه (ع).

والحديث أخرجه البزار ("كشف الأستار" 1/ 448) وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 111) فيه عتبة بن يقظان وفيه كلام وقد وثقه ابن حبان، وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه الحاكم وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) وتعقبه الذهبي فقال: عتبة واه. (2/ 253).

وذكره ابن كثير في "تفسيره"(82/ 4) برواية ابن أبي حاتم.

وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(7/ 292) ونسبه إلى ابن مردويه والمؤلف أيضا.

(1)

في المطبوعة "أثابه".

(2)

سورة غافر (40/ 46).

(3)

قال الحليمي: لا يجوز إثباته عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يكون معناه أن جزاء الكفر من العذاب واصل إليه، لكن الله تعالى وضع وراء ذلك عنه ألوانَا من العذاب على جنايات جناها سوى الكفر تطييبًا لقلب النبي صلى الله عليه وسلم وثوابَا له في نفسه لا لأبي طالب. ولا في هذا القول احتساب بحسنات الكافر، وتلك ليست بحسنات منه في الحقيقة.

راجع "المنهاج"(1/ 390) وسيشير إليه المؤلف.

ص: 444

وروي من وجه آخر صحيح عن أبي سعيد الخدري

(1)

عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه.

وقد أخرجه صاحبا الصحيح

(2)

وغيرهما من الأئمة في كتبهم الصحاح، وإنما يصح لمن ذهب المذهب الثاني في خيرات الكافر أن يقول: حديث أبي طالب خاص في التخفيف عن عذابه بما صنع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، خص به أبو طالب لأجل النبي صلى الله عليه وسلم تطييبًا لقلبه وثوابًا له في نفسه لا لأبي طالب، فإن حسنات أبي طالب صارت بموته على كفره هباء منثورًا.

ومثل هذا حديث عروة بن الزبير

(3)

في إعتاق أبي لهب ثويبة وارضاعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله في النوم بشر خيبة فقال له: ماذا لقيت؟ فقال أبو لهب: لم ير بعدكم رخاء غير أني سقيت في هذه مني بعتاقتي ثويبة وأشار إلى النقيرة التي بين الإبهام والتي تليها.

وهذا أيضًا لأن الإحسان كان مرجعه إلى صاحب النبوة فلم يضيع

(4)

والله أعلم.

وأما المؤمنون الذين يحاسبون فان أعمالهم توزن

(5)

وهم فريقان: أحدهما المؤمنون المتقون لكبائر الذنوب فهؤلاء توضع حسناتهم في الكفة النيرة

(6)

وصغائرهم- إن كانت لهم- في الكفة الأخرى، فلا يجعل الله لتلك الصغائر وزنًا، وتثقل الكفة النيرة، وترتفع الكفة الأخرى ارتفاع الفارغ الخالي

(7)

، فيؤمر بهم إلى الجنة ويثاب كل واحد منهم على قدر حسناته وطاعاته، كما تلونا في الآيات التي ذكرناها في الوازين.

(1)

وأخرجه المؤلف بسنده في "دلائل النبوة"(2/ 347) ولفظه عن أبي سعيد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم - وذكر عنده عمه أبو طالب- فقال: لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه، يغلي منهما دماغه.

وأخرجه البخاري في مناقب الأنصار (4/ 247) ومسلم في الإيمان (1/ 195) وأحمد في "مسنده"، (3/ 9، 50، 55).

(2)

في النسخ "صاحب الصحيح".

(3)

أخرجه المؤلف في "دلائل النبوة"(1/ 149).

وهو عند البخاري في كتاب النكاح (6/ 125).

(4)

في (ن)"فلم يضعه".

(5)

راجع "المنهاج"(1/ 393).

(6)

كذا في "المنهاج" وهو موافق لما سيأتي وفي النسخ "المنيرة".

(7)

في (ن) والمطبوعة "الحمال".

ص: 445

والآخر: المؤمنون المخطئون، وهم الذين يوافون القيامة بالكبائر والفواحش غير أنهم لم يشركوا بالله شيئًا، فحسناتهم توضع في الكفة النيرة، وآثامهم وسيئاتهم في الكفة المظلمة، فيكون يومئذ لكبائرهم التي جاءوا بها ثقل، ولحسناتهم ثقل إلا أن الحسنات تكون بكل حال أثقل لأن معها أصل الإيمان، وليس مع السيئات كفر، ويستحيل وجود الإيمان والكفر معًا لشخص واحد، ولأن الحسنات لم يرد بها إلا وجه الله تعالى، والسيئات لم يقصد بها مخالفة الله وعناده، بل كان تعاطيها لداعية الهوى وعلى خوف من الله عز وجل وإشفاق من غضبه. فاستحال أن تواري السيئات - وإن كثرت- حسنات المؤمن، ولكنها عند الوزن لا تخلو من تثقيل يقع بها الميزان حتى يكون ثقلها كبعض ثقل الحسنات، فيجري أمر هؤلاء على ما ورد به الكتاب جملة، ودلت سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم على تفصيلها وهو قوله عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}

(1)

.

وقوله: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

(2)

.

فيغفر لمن يشاء بفضله، ويشفع فيمن شاء منهم بإذنه، ويعذ من شاء منهم بمقدار ذنبه، ثم يخرجه من النار إلى الجنة برحمته كما ورد به خبر الصادق.

وقد دل الكتاب على وزن أعمال المخلطين من المؤمنين وهو قوله عز وجل:

{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}

(3)

وإنما أراد- والله أعلم- أنه لا يترك له حسنة إلا توزن، وهذا بالمؤمن المخلط أليق، لأنه لو تركت له حسنة لم توزن، لزاد ذلك في ثقل سيئاته فأوجب ذلك زيادة في عذابه.

فأما أن الوزن كيف يكون؟ ففيه وجهان

(4)

:

أحدهما: أن صحف الحسنات توضع في الكفة النيرة، وصحف السيئات في الكفة الظلمة، لأن الأعمال لا تنسخ في صحيفة واحدة، ولا كاتبها يكون واحدًا، لكن

(1)

سورة الزمر (39/ 53).

(2)

سورة النساء (4/ 116).

(3)

سورة الأنبياء (21/ 47).

(4)

راجع "المنهاج" في (1/ 394 - 395).

ص: 446

الملك الذي يكون عن اليمن، يكتب الحسنات، والملك الذي يكون على الشمال يكتب السيئات، فيتفرد على واحد منهما بما ينسخ، فإذا جاء وقت الوزن وضعت الصحف في الموازين، فيثقل الله عز وجل ما يحق تثقيله، ويخفف ما يحق تخفيفه.

والوجه الآخر: (يجوز)

(1)

أن يحدث الله تبارك وتعالى أجسامًا مقدرة بعدد الحسنات والسيئات، ويميز إحداهما عن الأخرى بصفات تعرف بها فتوزن، كما توزن الأجسام بعضها ببعض في الدنيا، والله أعلم، ويعتبر في وزن الأعمال مواقعها

(2)

من رضا الله عز وجل وسخطه. وذهب أهل التفسير إلى إثبات هذا الميزان بكفتيه وجاء في الأخبار ما دل عليه. وقد روى الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس أنه قال: الميزان له لسان وكفتان، يوزن فيه الحسنات والسيئات، فيؤتى بالحسنات في أحسن صورة فتوضع في كفة الميزان، فتثقل على السيئات، قال: فيؤخذ فيوضع في الجنة عند منازله، ثم يقال للمؤمن: الحق بعملك قال: فينطلق إلى الجنة فيعرف منازله بعمله، قال: ويؤتى بالسيئات في أقبح صورة، فتوضمع في كفة الميزان فتخفف،- والباطل خفيف- فيطرح

(3)

في جهنم إلى منازله منها ويقال له: الحق بعملك إلى النار، قال: فياتي النار فيعرف منازله بعمله، وما أعد الله فيها من ألوان العذاب، قال ابن عباس: فلهم أعرف بمنازلهم في الجنة والنار بعملهم

(4)

من القوم، فينصرفون

(5)

يوم الجمع راجعين إلى منازلهم.

[278]

أخبرناه أبو عبد الرحمن الدهان، أخبرنا الحسين بن محمد بن هارون، حدثنا أحمد ابن محمد بن نصر، حدثنا يوسف بن بلال، حدثنا محمد بن مروان عن الكلبي فذكره.

(1)

سقط من (ن).

(2)

من (ن)"موافقها".

(3)

في (ن) والمطبوعة "فتطرح".

(4)

في المطبوعة "بعمتهم"

(5)

في (ن)"فيصرفون".

[278]

إسناده: ضعيف.

والأثر ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(3/ 425) ونسبه للمؤلف وحده.

ص: 447

[279]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا عبد الله بن الحسين القاضي، حدثنا الحارث بن

[279] إسناده: صحيح.

• عبد الله بن الحسين بن الحسن بن أحمد بن النضر، النضروي، أبو العباس، المروزي (م 357 هـ).

قاضي مرو ومسندها عُمّر طويلًا وعاش سبعًا وتسعين سنة انتهى إليه علو الإسناد بخراسان.

راجع "السير"(16/ 60)، "شذرات"(3/ 24)، "والمشتبه"(84).

• يونس بن محمد البغدادي، ثقة، مر (ع)، وفي (ن)"يوسف" محرفا.

• عامر بن يحيى بن حبيب بن مالك المعافري، المصري (م 120 هـ).

ثقة، من السادسة (م، ت، ق)، وفي جميع النسخ "عمرو" وانظر ما يأتي.

• أبو عبد الرحمن المعافري، عبد الله بن يزيد، الحبلي (بضم المهملة والوحدة)(م 100 هـ) ثقة، من الثالثة (بخ، م- 4). وفي (ن) والمطبوعة "الجملي".

والحديث أخرجه الترمذي في الإيمان (5/ 24 رقم 2639) وابن ماجه في الزهد (2/ 1437 رقم 4350) وأحمد في"مسنده"(2/ 213) وا بن حبان (2524) والحاكم (1/ 529) واليغوي في"شرح السنة"(15/ 234) وابن المبارك في "زوائد الزهد"(هـ 109 رقم 371) بدون ذكر أبي عبد الرحمن المعافري من طريق الليث بن سعد عن عامر بن يحيى به. وأخرجه الحاكم في "المستدرك"(1/ 6) بنفس السند المذكور هنا، وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

وأخرجه أحمد (2/ 221 - 222) عن قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن عمرو بن يحيى عن أبي عبد الرحمن. قال الألباني: ابن لهيعة سئ الحفظ فاخشى أن يكون قوله "عمرو بن يحيى" وهما منه أراد أن يقول: "عامر" فقال: "عمرو" ويحتمل أن يكون الوهم من بعض النساخ أو الطابع والله أعلم. راجع "الصحيحة"(135).

قال الشيخ أحمد شاكر: الظاهر عندي أن ابن لهيعة أخطأ في اسم شيخه فسماه "عمرو بن

يحيى" بدل "عامر بن يحيى".

لكن يعكر عليه أن الترمذي بعد أن روى ذلك الحديث قال: حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن عامر بن يحيى

بهذا الإسناد نحوه بمعناه.

فهذا هو الحديث الذي هنا بإسناده عن قتيبة شيخ أحمد فيه، اكتفى الترمذي بالإشارة إليه

ولم يسق لفظه.

فإما أن يكون الخطأ الذي في "المسند" هنا في اسم "عمرو بن يحيى" ليس من ابن لهيعة ولا من الراوي عنه، وهو قتيبة. فيكون من أحد رواة "المسند" القطيعي أو من دونه. واما أن يكون الخطأ من ابن لهيعة، ورأى الترمذي الخطأ واضحَا، فذكر الاسم على الصواب "عامر بن يحيى" دون أن ينبه على ما كان من الخطأ فيه لوضوحه وجزمه به. (المسند 12/ 24 - 25).

وذكر السيوطي الحديث في "الدر المنثور"(3/ 420) ونسبه بالإضافة إلى من ذكر إلى ابن مردويه واللالكائي والمؤلف في "البعث والنشور".

ص: 448

أبي أسامة، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا الليث بن سعد، حدثنا عامر بن يحيى، عن أبي عبد الرحمن المعافري ثم الحبلي قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله سَيُخلّص رجلاً من امتي على رُءوس الخلائق يوم القيامة، فَيَنْشر عليه تسعةَ وتسعين سِجلًّا كُلُّ سجلّ مثل مد البصر، ثم يقول: أتُنْكر من هذا شيئًا؟ أظلَمَك كَتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يارب فيقول: أفلَكَ عذر (أو حسنة)

(1)

؟ فيقول: لا يارب فيقول: بلى إن لك عندنا حسنةَ، وإنه لا ظلم عليك اليوم. فيخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدَا عبده ورسوله، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلّات؟ فيقال: إنك لا تُظلم، قال: فتُوضع السجلاّت في كِفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلاتُ وثقُلت البطاقة ولا يثقلُ مع اسم الله تعالى شىِءٌ".

ورواه عبد الله بن صالح عن الليث بهذا الإسناد وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيُصاح يوم القيامة برجل من أمّتي على رءوس الخلائق ينشر عليه تسعة وتسعين سجلَا" فذكر الحديث.

‌فصل "في بيان كبائر الذنوب وصغائرها وفواحشها

"

قال الله عز وجل: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}

(2)

وقال: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}

(3)

.

وقال: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ}

(4)

.

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدد الكبائر ما:

(1)

زيادة في الأصل وهو في رواية أحمد والترمذي.

(2)

سورة الأعراف (7/ 37).

(3)

سورة النساء 41/ 31).

(4)

سورة النجم (53/ 32).

ص: 449

[280]

أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عثمان الأدمي، حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدثنا الأويسي، حدثنا سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"اجْتَنِبوا السَّبعَ إلْمُوبِقاتِ قالوا: يا رسول اللّه وَمَا هُن قال: الشرْك بالله، والسحر، وقَتْل النفْس التي حرّم الله إلاّ بالحق، وَأَكْلُ الربَا، وأَكْلُ مال اليتيم، والتَوَلي يَومَ الزحفِ، وَقَذف المْحْصنَات المؤمِناتِ الْغَافلات".

رواه البخاري في الصحيح

(1)

عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي.

وأخرجه مسلم

(2)

من وجه آخر عن سليمان.

[280] إسناده: رجاله ثقات.

• أبو زكريا بن أبي إسحاق فو يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى.

• أبو إسماعيل الترمذى، محمد بن إسماعيل بن يوسف السُلمي (م 280 هـ).

الإمام، الحافظ، الثقة، عُني بهذا الشأن وجمع وصنف، وطال عمره، ورحل الناس إليه.

قال النسائي: ثقة، وقال الدارقطني، ثقة صدوق، تكلم فيه أبو حاتم.

قال الذهبي: انبرم الحال على توثيقه وإمامته.

ترجمته في "الجرح والتعديل"(7/ 190 - 191)، "تاريخ بغداد"(2/ 42 - 44)، "طبقات الحنابلة"(1/ 279 - 280)، "السير"(13/ 242)، "التذكرة"(2/ 604)، "الوافي"(2/ 212)، "طبقات المفسرين"(2/ 108)، "شذرات"(2/ 176).

• الأويسي، عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عمرو بن أويس، أبو القاسم المدني.

ثقة. من كبار العاشرة (خ، دت، ق).

• ثور بن زيد الديلي (بكسر المهملة بعدها تحتانية) المدني (م 135 هـ). ثقة. من السادسة (ع).

• أبو الغيث، سالم مولى ابن مطيع، المدني.

ثقة. من الثالثة (ع).

(1)

في الوصايا (3/ 195)، وفي الحدود (8/ 33) وأخرجه في الطب (7/ 29) مختصرا.

(2)

في الإيمان (1/ 92) عن هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب عن سليمان به.

كما أخرجه أبو داود في الوصايا (3/ 294 رقم 2874) والنسائي في الوصايا أيضًا (6/ 257) والطحاوي في مشكل الأثار (1/ 382) وابن منده في كتاب الإيمان (2/ 549) والسهمي في تاريخ جرجان (ص 576) والمؤلف في سننه (8/ 20) وفي الاعتقاد (142 - 143) من طريق ابن وهب عن سليمان به. =

ص: 450

قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: وليس في تقييده ذلك بالسبع منع الزيادة عليهن، وإنما فيه تأكيد اجتنابهن ثم قد ضم إليهن غيرهن.

روينا عن

(1)

عبيد بن عمير عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الكَبَائِرَ تسع".

فذكرهن وذكر معهن: "عقوق الوالدين، واستحلال البيت الحرام".

وفي الحديث الثابت عن أنس بن مالك

(2)

رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر فقال: "الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين، وقال: ألّا أُنبِّئكُمْ بأكبر الكبائر: قول الزور- أو قال- شهادة الزور بدل "قول الزور".

وروي في الحديث الثابت عن عبد الله بن عمرو قال: (جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما الكبائر؟ قال: "الإشراك بالله" قال: ثم ماذا؟ قال: "عقوق الوالدين". قال: ثم ماذا؟ قال:)

(3)

"اليمين الغموس".

وفي الحديث الثابت

(4)

عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من الكبائر شتمُ الرجل والديه و قالوا: يا رسول الله، وهل يشتمُ الرجلُ والدَيه؟ قال: نعم، يسُبّ أبا الرجل

(5)

فيسُب أباه، ويسُبّ أمه فيسُب أمّه".

= وأخرجه المؤلف في المدخل بنفس السند (هـ 239) وفي سننه (6/ 284، 8/ 249، 9/ 76) من وجه آخر عن عبد العزيز الأويسي به.

وسيأتي هذا الحديث في الباب الثامن والعشرين في "الثبات للعدو". وفي الرابع والأربعين في "تحريم أعراض الناس".

(1)

أخرجه المؤلف في "السنن، (3/ 408 - 409، 10/ 186).

وأخرجه أبو داود (3/ 295) رقم 2875) والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 383 - 384) والحاكم (1/ 59، 4/ 259) والطبراني في الكبير (17/ 47) وفي عبد الحميد بن سنان. قال البخاري: في حديثه نظر، راجع "الميزان"(2/ 541 - 542).

وله شاهد من حديث ابن عمر أخرجه البيهقي في سننه (3/ 409) والطبري في تفسيره (5/ 39).

وأخرجه النسائي (7/ 89) والطبراني في الكبير (17/ 48) بلفظ "الكبائر سبع

".

(2)

سيذكر المؤلف هذا الحديث في الباب الرابع والثلاثين في حفظ "اللسان".

(3)

ما بين القوسين سقط من (ن) والمطبوعة. وسيذكره المؤلف أيضًا في الباب الرابع والثلاثين.

(4)

سيأتي أيضًا في الباب (34).

(5)

في الأصل و (ن)"أبي الرجل".

ص: 451

وفي الحديث الثابت

(1)

عن عبد الله بن مسعود قال:

قلت يا رسول الله أي الذنوب

(2)

أعظم عند الله عز وجل؟ قال: "أن تجعلَ لله ندًّا وهو خلقكَ" قلت: ثم ماذا؟ قال: "أن تقتل ولدك خشيهْ أنْ يطعم" قلت: ثم ماذا: قال: "أنْ تزاني حليلة جارك".

وفي الحديث الثابت عن عبادة بن الصامت

(3)

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصبة من أصحابه:"بَايَعُوني على أنْ لا تُشركوا بالله شيئًا، ولا تَسرقوا، ولا تزنوا، ولا تَقْتلُوا أولادكم، ولا تأتوا ببُهتان، ولا تعصُوْا في معروف".

وقد ورد في الكتاب تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير وسائر ما ذكر معهما، وورد فيه تحريم الخمر والميسر، وورد. فيه تحريم أكل مال اليتيم، وتحريم أكل الأموال بالباطل، وتحريم قتل النفس، وتحريم الزنا والسرقة، وغير ذلك. وهو في مواضعه مذكور.

وورد في السنة حديث جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس بين العبد وبين الشرك إلّا ترك الصلاة"

(4)

.

إنما أراد والله أعلم تخصيص الصلاة بوجوب القتل بتركها.

وقد أورد الحليمي

(5)

رحمه الله بعض ما أوردناه ثم قال: وإذا تتبع ما في الكتاب

والسنة من المحرمات كثر

(6)

وإنما أوردنا هذا لنبين الصغائر والكبائر بيانًا حاويًا نأتي به

على ما نحتاج إليه في هذا الباب بإذن الله.

(1)

سيأتي في الباب السادس والثلاثين في تحريم النفوس والجنايات عليها.

(2)

في الأصل "الذنب".

(3)

سيأتي بسند كامل وسيأتي تخريجه هناك.

(4)

أخرجه مسلم (1/ 88) وأبو داود (5/ 58 رقم 4678) والترمذي (5/ 13 رقم 2621) والنسائي (1/ 232) وابن ماجه (1/ 342 رقم 1078) والدارمي (هـ 280) وأحمد في "مسنده"(3/ 389) وأبو يعلى في مسنده (3/ 318 رقم 1783، 456 رقم 1953: 4/ 79 رقم 2902) والطبراني في الصغير (1/ 134، 2/ 14) وابن منده في كتاب الإيمان (2/ 283) وهو عند المؤلف في السنن (3/ 366).

(5)

راجع "المنهاج"(1/ 397 - 400).

(6)

في المطبوعة "كثيرة".

ص: 452

فنقول: قتل النفس بغير حق كبيرة فإن كان المقتول أبا أو ابنًا أو ذا رحم من الجملة أو أجنبيًّا متحرمًا بالحرم وبالشهر الحرام فهو فاحشة.

وأما الخدشة والضربة بالعصا مرة أو مرتين فمن الصغائر.

والزنا كبيرة فإن كان

(1)

بحليلة الجار أو بذات محرم أو لا بواحدة من هاتين ولكن يأتيه

(2)

في شهر رمضان أوفي البلد الحرام فهو فاحشة.

قال اللّه عز وجل: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}

(3)

.

وأما ما دون الزنا الموجب للحد فإنه من الصغائر فإن كان مع امرأة الأب أو حليلة الابن أو مع أجنبية أثم

(4)

، لكن على سبيل القهر والإكراه كان كبيرة.

وقذف المحصنات كبيرة وإن كانت المقذوفة أمًّا أو أختًا أو امرأة زانية

(5)

كان فاحشة.

وقذف الصغيرة والمملوكة والحرة المتهتكة من الصغائر، وكذلك القذف بالخيانة والكذب والسرقة.

والفرار من الزحف كبيرة فإن كان من واحد أو اثنين ضعيفين وهو أقوى منهما، أو اثنين حملا عليه بلا سلاح وهو شاك السلاح فذلك فاحشة.

وعقوق الوالدين كبيرة فإن كان مع العقوق سب أو شتم أو ضرب فهو فاحشة، وإن كان العقوق بالاستثقال لأمرهما ونهيهما والعبوس فيوجوههما والتبرم بها مع بذل الطاعة ولزوم الصمت فهذا من الصغائر، فإن كان ما يأتيه من ذلك يلجئهما إلى أن ينقبضا عنه فلا يأمرانه ولا ينهيانه، ويلحقهما من ذلك ضرر، فهذا كبيرة.

والسرقة من الكبائر، وأما أخذ المال في قطع الطريق فاحشة، ولذلك تقطع يد السارق وتقطع يد المحارب ورجله من خلاف.

(1)

وفي (ن) والمطبوعة "وإن كانت".

(2)

وفي (ن) والمطبوعة (الحربانه) وفي الأصل (ولكن يانه) وفي "المنهاج""ولكن يأثم" ولعل ما أثبته هو الصواب.

(3)

سورة الحج (22/ 25).

(4)

وفي الأصل (أيم).

(5)

كذا في النسخ المتوفرة لدينا ولا وجه له. وفي "المنهاج""أو امرأة فإنه" ولعله "أو امرأة لأبيه".

ص: 453

وقتل النفس في قطع الطريق فاحشة، ولذلك لا يعمل عفو الوالي عنه إذا قدر عليه قبل التوبة.

وسرقة الشيء التافه صغيرة، فإن كان المسروق منه مسكينًا لا غنى به عما أخذ منه فذلك كبيرة، وإن لم يكن على السارق الحد.

وأخذ أموال الناس بغير حق كبيرة فإن كان المأخوذ ماله مفتقرًا، أو كان أبا الآخذ أو أمه، أو كان الآخذ بالاستكراه والقهر فهو فاحشة، وكذلك إن كان على سبيل القمار فإن كان المأخوذ شيئًا تافهًا والمأخوذ منه غنيًّا لا يتبين

(1)

عليه من ذلك (ضرر)

(2)

فذلك صغيرة.

وشرب الخمر من الكبائر، فإن استكثر الشارب منه حتى سكر أو جاهر به فذلك من الفواحش فإن مزج خمرًا بمثلها من الماء، فذهبت شرتها وشدتها فذلك من الصغائر.

وترك الصلاة من الكبائر فإن صار عادهّ فهو من الفواحش، فإن كان أقامها ولم يؤتها حقها من الخشوع لكنه التفت فيها، أو فرقع أصابعه، أو استمع إلى حديث الناس، أو سوّى الحصى (أو أكثر من مس الحصى)

(3)

من غير عذر فذلك من الكبائر، فإن اتخذه عادة فهو من الفواحش.

وإن ترك إتيان الجماعة لغيرها فهو من الصغائر فإن اتخذ ذلك عادة وقصد به مباينة الجماعة والانفراد عنهم فذلك كبيرة، وإن اتفق على ذلك أهل قرية أو أهل بلد فهو من الفواحش.

ومنع الزكاة كبيرة ورد السائل صغيرة، فإن اجتمع على منعه، أو كان المنع من واحد إلا أنه زاد على المنع الانتهار والإغلاظ فذلك كبيرة، وهكذا إن أتى محتاج

(4)

رجلًا موسعًا على الطعام فرأه فتاقت إليه نفسه فسأله منه فرده فذلك كبيرة.

(1)

كذا في النسخ ولعله "لا يتعين".

(2)

زيادة من "المنهاج" لا بد منها.

(3)

ما بين القوسين سقط من (ن) والمطبوعة.

(4)

كذا في "المنهاج". وفي النسخ "إن رأى محتاجًا رجلاً".

ص: 454

قال: والأصل

(1)

في هذا الباب أن على محرم بعينه منهي عنه لمعنى في نفسه فإن تعاطيه كبيرة، وتعاطيه على وجه يجمع وجهين أو أوجهَا من التحريم فاحشة، وتعاطيه على وجه يقصر به

(2)

عن رتبة المنصوص أو تعاطي ما دون النصوص الذي لا يستوفي معنى النصوص أو تعاطي المنصوص الذى نهي عنه لئلا يكون ذريعة إلى غيره فهذا كله من الصغائر.

(1)

أي الحليمي في "المنهاج"(1/ 399) وذكر قوله هذا الحافظ ابن حجر في فتح الباري حن ذكر أقوال العلماء في ضبط الكبيرة فقال:

قال النووي: واختلفوا في ضبط الكبيرة اختلافَا كثيرًا منتشرَا فروي عن ابن عباس: أنها على ذنب ختمه الله بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب. قال: وجاء نحو هذا عن الحسن البصري وقال أخرون: هي ما أوعد الله عليه بنار في الآخرة أو أوجب فيه حدًا في الدنيا.

قلت: وممن نص على هذا الأخير الإمام أحمد فيما نقله القاضي أبو يعلى، ومن الشافعية الماوردي ولفظه: الكبيرة ما وجبت فيه الحدود، أو توجه إليها الوعيد.

والمنقول عن ابن عباس أخرجه ابن أبي حاتم بسند لا بأس به إلا أن فيه انقطاعًا. وأخرج من وجه أخر متصل لا بأس برجاله أيضًا عن ابن عباس قال: على ما توعد الله عليه بالنار كبيرة.

وقد ضبط كثير من الشافعيه الكبائر بضوابط أخرى منها قول إمام الحرمين: على جريمة تؤذن بقلة اكتراث مرتكبها بالدين ورقة الديانة. وقول الحليمي: على محرم لعينه منهي عنه لمعنى في نفسه.

وقال الرافعي: هي ما أوجب الحد. وقيل: ما يلحق الوعيد بصاحبه بنص كتاب أو سنة. وهذا أكثر ما يوجد للاصحاب، وهم إلى ترجيح الأول أميل. لكن الثاني أوفق و ذكره عند تفصيل الكبائر. انتهى كلامه، وقد استشكل بأن كثيرًا مما وردت النصوص بكونه كبيرة لا حد فيه كالعقوق. وأجاب بعض الأئمة بأن مراد قائله ضبط ما لم يرد في نص بكونه كبيرة.

وقال ابن عبد السلام في "القواعد" لم أقف لأحد من العلماء على ضابط للكبيرة، لا يسلم من الاعتراض والأول ضبطها بما يعر بتهاون مرتكبها بدينه إشعارًا دون الكبائر المنصوص عليها.

قلت: وهو ضابط جيد.

وقال القرطبي في المفهم: الراجح أن كل ذنب نص على كبره أو عظمه أو توعد عليه بالعقاب أو علق عليه حد أو شدد النكير عليه فهو كبيرة.

انتهى كلام الحافظ في فتح الباري (10/ 410 - 411).

(2)

في (ن)"وتعاطيه على وجه يقتضي تقصر به".

ص: 455

وتعاطي الصغير على وجهه يجمع وجهين أو أوجهًا من التحريم كبيرة، ومثال ذلك موجود فيما مضى ذكره وأعاده هاهنا، وزاد فيما ذكره من الذريعة أن يدل رجلًا على مطلوب ليقتل ظلمًا، أو يحضره سكينًا وهذا يحرم لقوله:{وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}

(1)

.

لكنه من الصغائر لأن النهي عنه لئلا يكون ذريعة للظالم إلى التمكن من ظلمه وكذلك سؤال الرجل لغيره الذي لا يلزمه طاعة أن يقتل آخر ليس من الكبائر لأنه ليس فيه إلا إرادة هلاكه من غير أن يكون معها فعل والله أعلم.

قال البيهقي رحمه الله: وقد نجد اسم الفاحشة واقعًا على الزنا وإن لم ينضم إليه

زيادة حرمة لكنه لما رأى الله عز وجل فرق بين الكبائر والفواحش في الذكر فرق هو أيضًا بينهما فكل ما كان

(2)

أفحش ذكرًا جعله زائدًا على الكبيرة والله أعلم.

وقد فسر مقاتل بن سليمان الكبائر بكل ذنب ختم بالنار، والفواحش ما يقام فيه الحد في الدنيا، ودل كلام الحليمي رحمه الله وغيره من الأئمة على أن الإصرار على الصغيرة كبيرة

(3)

.

وقد وردت أخبار وحكايات في

(4)

التحريض على اجتناب الصغائر خوفًا من الإصرار عليها فتصير من الكبائر.

[281]

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله، حدثنا عبد الله بن جعفر

(1)

سورة المائدة (5/ 2).

(2)

في الأصل و (ن)"فكل مكان".

(3)

وذكر السيوطي في "الدر المنثور"(329/ 2) برواية ابن أبي الدنيا في التوبة والمؤلف عن ابن عباس قال: على ذنب أصر عليه العبد كبير، وليس بكبير ما تاب منه العبد. وروي عنه أنه قال:

لا صغيرة مع إصرار. راجع "الدر المنثور"(2/ 500).

(4)

في (ن) والمطبوعة "على التحريض".

[281]

إسناده: حسن.

• يونس بن حبيب: أبوب بشر الأصفهاني (م 267 هـ).

روى عن أبي داود الطيالسي "المسند".

قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه، وهو ثقة.

وكان يونس محتشمًا عظيبم القدر بأصبهان، موصوفًا بالدين والصيانة والصلاح.

ترجمته في"الجرح والتعديل"(9/ 237 - 238)، "ذكر أخبار أصبهان"(2/ 345)، =

ص: 456

الأصبهاني، حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا عمران القطان، عن قتادة، عن عبد ربه، عن أبي عياض عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم ومحقرات الأعمال إنّهُن يجتمعن كل الرَّجُلِ حتّى يهلكنه

(1)

، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلاً كمثل قوم نزلُوا بارض فلاة فحضر صنيع القوم، فجعل الرجل يجيء بالعود، والرجل يجيء بالعويد حتى جمعوا من ذلك سوادَا، ثم أججوا نارًا فأنضجت ما قذف فيها".

= "السير"(12/ 596)، "شذرات"(2/ 152).

• وأبو داود هو الطيالسي صاحب "المسند" واسمه سليمان بن داود بن الجارود، البصري (م 204 هـ).

ثقة حافظ، غلط في أحاديث. من التاسعة (خت م-4).

• عمران القطان، عمران بن داور أيوالعوام، البصري.

صدوق يهم، ورُمي برأي الخوارج من السابعة (خت-4).

• عبد ربه بن أبي يزيد- ويقال ابن يزيد.

مستور من الرابعة (د، س).

قال ابن المديني عبد ربه الذي روى عنه قتادة مجهول لم يرو عنه غير قتادة.

وقال البخاري في "تاريخه": نسبه همام.

• أبو عياض: عمرو بن الأسود العنسي.

ثقة عابد من كبار التابعين مخضرم (خ، م، د، هـ، ق).

(1)

في (ن) تهلكه.

والحديث أخرجه الطيالسي في "مسنده"(53) ومن طريقه أحمد في "مسنده"(1/ 402)

وأبو الشيخ في "الأمثال"(215 رقم 319).

وأخرجه الطبراني في "الكبير"، (10/ 261 رقم 10500) وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير عمران القطان وقد وثقه جمع (مجمع الزوائد (10/ 189).

(قلت) وفيه عبد ربه وهو مستور.

وقال العراقي: إسناده جيد، وقال ابن حجر: سنده حسن، (راجع فيض القدير 3/ 128) وكذا قال الألباني (صحيح الجامع الصغير 2684).

وهو عند المؤلف في "سننه"(10/ 187 - 188) بنفس السند.

وله شاهد من حديث سهل بن سعد ومن حديث عائشة سيذكرهما المؤلف بسنده في الباب (47) في "فصل محقرات الأعمال".

ص: 457

[282]

أخبرنا أبو الحسن بن بشران، أخبرنا دعلج بن أحمد بن دعلج، حدثنا محمد بن إسماعيل بن مهران الإسماعيلي، حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، قال سمعت بلال بن سعد يقول:"لا تَنظر إلى صِغَر الخَطيئة، ولكن انظرْ مَنْ عَصتَ".

[282] إسناده: حسن.

• دعلج بن أحمد بن دعلج بن عبد الرحمن، أبو محمد السجستاني (م 351 هـ).

التاجر، ذو الأموال العظيمة. سمع ما لا يوصف كثرة بالحرمين، والعراق وخراسان، والنواحي حال جولانه في التجارة. كانت له صدقات جارية على أهل الحديث، وهو ثقة صدوق. قال الدارقطني: ما رأيت في مشايخنا أثبت من دعلج.

ترجمته في "تاريخ بغداد"(8/ 387 - 392)، "وفيات الأعيان"(2/ 271 - 272)، "التقييد"(1/ 322)، "السير"(16/ 30 - 35)، "التذكرة"(3/ 881 - 882)، ""شذرات" (3/ 8).

• محمد بن إسماعيل بن مهران، أبو بكر النيسابوري المعروف بالإسماعيلي (م 395 هـ).

الإمام الحافظ الرحال الثقة، وهو أقدم من شيخ الشافعية بجرجان أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي.

قال الحاكم: هو أحد أركان الحديث بنيسابور، كثرة ورحلة واشتهارًا وهو مجّود عن المصريين والشاميين، ثقة، مأمون.

ترجمته في "السير"(14/ 117 - 118)، "التذكرة"(2/ 682 - 683)، و "الميزان"(3/ 485)، "لسان الميزان"(5/ 81 - 82)، "شذرات"(2/ 221).

• عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، أبوحفص الحمصي (م 250 هـ). صدوق، من العاشرة (د، س، ق).

• الأوزاعي، عبد الرحمن بن عمرو، أبو عمرو الإمام (م 157 هـ).

ثقة، جليل، من الأئمة الفقهاء. من السابعة (ع).

• بلال بن سعيد بن تيم. الأشعري، أو الكندي، أبو عمرو، أو أبو زرعة الدمشقي ثقة، عابد فاضل. من الثالثة (بخ، قد، س).

له ترجمة فى "حلية الأولياء"(1/ 252 - 234)، و"سير أعلام النبلاء"(5/ 90 - 92) وانظر مصادر ترجمته هناك.

وانظر قوله في "الحلية"(5/ 223)، "السير"(5/ 91).

ص: 458

[283]

أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال سمعت منصور بن عبد الله، يقول سمعت أبا العباس بن عطاء يقول: "تَولدَ ورعُ المتورعين من ذكر الذرَّة والخردلة

(1)

وإنّ ربّنا (الذي) يحاسب على اللحظة والهَمْزَة واللمْزَة لمستقص في المحاسبة، وأشدُ منه أن يُحاسِبه على مقادير الذَّزَّة وأوزان الخردلة ومن يكون هكذا

(2)

حسابه لحريُّ أن يُتقى".

[284]

أخبرنا أبو الحسن بن الفضل القطان، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا زيد بن بشر، أخبرنا وهب، حدثنا ابن زيد وذكر عمر وأبا بكر ابني المنكدر

(3)

قال: فلما حضر أحدهما الوفاة بكى فقيل له: ما يبكيك؟ إن كنا لنغبطك لهذا اليوم! قال: أما والله ما أبكي أن أكون أتيت شيئًا ركبته من معاصي الله اجتراء على الله، ولكني أخاف أن أكون أتيت شيئًا أحسبه هيّنَا وهو عند الله

[283] إسناده: شيخ البيهقي تكلم فيه.

• أبو العباس بن عطاء هو أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء الأدمي، من مشايخ الصوفية وعلمائهم. مّر.

(1)

في الأصل والمطبوعة "الخردة".

(2)

وفى (ن)"هذا"

[284]

إسناده: لم أعرف بعض رجاله.

• زيد بن بشر، أبوالبشر الأزدي- ويقال الحضرمي- المالكىِ (م 242 هـ). كان من أكبر تلامذة ابن وهب. قال أبو زرعة: رجل صالح عاقل، خرج إلى المغرب فمات هناك وهو ثقة.

راجع "الجرح والتعديل"(3/ 557)، "السير"(11/ 521).

• ابن وهب. عبد الله، أبو محمد المصري، مرّ (ع).

• ابن زيد، لم أهتد إلى تعيينه فهناك

عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (ت، ق)، وأخوه أسامة بن زيد بن أسلم (ق)، وأسامة بن زيد الليثي (خت م-4)، وعمر بن محمد بن زيد العدوي (خ، م، دس، ق).

وكلهم يروي عنه ابن وهب.

• وأبو بكر وعمر هما أخوا محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير، التيمي، المدني. ثقة فاضل من الثالثة (ع).

وله ترجمة في "المعرفة والتاريخ"(1/ 656 - 660)، "والحلية"(3/ 146 - 158)، و "السير"(5/ 353 - 356) وانظر مصادر أخرى لترجمته هناك.

والخبر ذكره الفسوي في "المعرفة والتاريخ"(1/ 656).

(3)

وفي (ن)"ابني المنذر".

ص: 459

عظيمٌ. قال: وبكى الآخر عند الموت فقيل له مثل ذلك، فقال إني سمعت الله يقول لقوم:{وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ}

(1)

.

فأنا أنظر

(2)

ما ترون والله ما أدري ما يبدو لي، قال: وكان يقال: محمد أخوهم أدناهم في العبادة وأي شيء كان محمد في زمانه!.

[285]

أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق الطيبي، حدثنا إبراهيم بن الحسين الهمداني، حدثنا آدم بنِ أبي إياس، حدثنا ضمرة. بن ربيعة، عن سفيان الثوري في قوله عز وجل:{فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ}

(3)

.

قال: يغفر لمن يشاءالعظيم ويعذب من يشاء على الصغير.

وروي عن ابن عباس الفرق بين الصغائر والكبائر ويروى عنه أنه لم يفرق بينهما.

[286]

أخبرنا أبو زكريا

(4)

بن أبي إسحاق المزكي، حدثنا (أبو)

(5)

الحسن الطرائفي، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا عبد الله بن صالح (عن معاوية بن صالح)

(6)

عن

(1)

سورة الزمر (39/ 47).

(2)

في (ن) والمطبوعة "فإنا لننتظر".

[285]

إسناده، رجاله ثقات.

* أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيني (بكسر الطاء وسكون الياء).

قال الخطيب: لم نسمع فيه إلا خيرًا.

راجع "تاريخ بغداد"(4/ 35 - 36)، "السير"(5/ 530)، "الأنساب"(9/ 120).

* إبراهيم بن الحسين الهمداني هو أبو إسحاق بن ديزيل، مرّ.

* ضمرة بن ربيعة الفلسطيني، أبو عبد الله الرملي. ثقة. (4).

وفي النسخ المتوفرة لدينا "ضمرة بن سعيد" ولم أجد فيمن يروي عن سفيان أحدًا بهذا الاسم.

(3)

سورة البقرة (2/ 284).

[286]

إسناده: منقطع.

* علي بن أبي طلحة لم يدرك ابن عباس.

(4)

في (ن) والمطبوعة "أخبرنا أبو زكريا حدثنا ابن أبي إسحاق".

(5)

سقط من النسخ.

(6)

سقط من (ن) والمطبوعة.

والأثر أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(5/ 41).

ص: 460

علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله:{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ}

(1)

.

قال: الكبائر كل ذنب ختمه الله بنار أو غضب أو عذاب أو لعنة.

[287]

وبهذا الإسناد عن ابن عباس قال: أكبر الكبائر الشرك بالله لأن الله يقول: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ}

(2)

.

واليأس من روح الله لأن الله يقول: {لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}

(3)

.

والأمن لمكر الله لأن الله يقول: {فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}

(4)

.

ومنها عقوق الوالدين لأن الله تعالى جعل العاق جبارًا شقيًّا عصيًّا

(5)

وقتل النفس التي حرم الله لأن الله سبحانه يقول، {جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ}

(6)

.

وقذف المحصنات لأن الله يقول: {لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}

(7)

.

وأكل مال اليتيم لأن الله يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}

(8)

.

(1)

سورة النساء (4/ 31).

[287]

إسناد: كإسناد سابقه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(12/ 252 - 254 رقم 13023) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 116).

وقال: إسناده حسن. وقد رأينا أن هذا السند فيه انقطاع. وأورده السيوطي الدر المنثور (2/ 504) ونسبه لابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه أيضًا.

(2)

سورة المائدة (5/ 72).

(3)

سورة يوسف (12/ 87).

(4)

سورة الأعراف (7/ 99).

(5)

وذلك قول الله تعالى حكاية لقول عيسى بن مريم:

{وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} (سورة مريم 19/ 32).

وقوله تعالى لا يحيى بن زكريا: {وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا} (9 الم 14).

(6)

سورة النساء (4/ 92).

(7)

سورة النور (24/ 23).

(8)

سورة النساء (4/ 10).

ص: 461

والفرار من الزحف لأن الله تعالى يقول: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ}

(1)

الآية.

وأكل الربا لأن اللّه يقول: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ}

(2)

والسحر لأن الله يقول: {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ}

(3)

.

والزنا لأن الله يقول: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا}

(4)

واليمين والغموس الفاجرة لأن الله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ}

(5)

.

والغلول لأن الله يقول: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}

(6)

.

ومنع الزكاة المفروضة لأن الله يقول {فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ}

(7)

.

وشهادة الزور وكتمان الشهادة فإن الله يقول: {وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ}

(8)

.

وشرب الخمر لأن الله عدل بها الأوثان، وترك الصلاة متعمدًا، وأشياء مما فرض الله تعالى لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَال:"ومَنْ تَرك الصَلاةَ مُتعَمِّدَا فقدْ برئَ مِنْ ذمَّة الله ورسوله".

ونقض العهد، وقطيعة الرحم لأن الله تعالى يقول:{لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}

(9)

.

قال البيهقي رحمه الله: وأما ترك الفرق بينهما ففيما:

[288]

أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أخبرنا أبو عمرو بن نجيد، أخبرنا أبو مسلم الكجي،

(1)

سورة الأنفال (8/ 16).

(2)

سورة البقرة (2/ 275).

(3)

سورة البقرة (2/ 102).

(4)

سورة الفرقان (25/ 69).

(5)

سورة ال عمران (3/ 77).

(6)

أيضًا (3/ 161).

(7)

سورة التوبة (10/ 35).

(8)

سورة البقرة (2/ 283).

(9)

سورة الرعد (13/ 25).

[288]

إسناده: حسن.

• عبد الرحمن بن حماد بن شعيث، الشعيثي (بمعجمة وأخره ثاء مثلثة) أبو سلمة العنبري (م 212 هـ). =

ص: 462

أخبرنا عبد الرحمن بن حماد الشعيثي، حدثنا ابن عون، عن محمد، عن ابن عباس قال:

"على ما نهى الله عنه كبيرة".

هكذا قال وكذا قال يحيى

(1)

بن عتيق وهشام، عن محمد بن سيرين، عن ابن عباس.

[289]

وأخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا أحمد ابن منصور، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عبيدة قال:"كل ما عصي الله به فهو كبيرة".

وقد ذكر الطرفة فقال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}

(2)

.

[290]

وبإسناده حدثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: قيل لابن عباس: الكبائر سبع؟ فقال: هي إلى السبعين أقرب.

= صدوق ربما أخطأ، من صغار التاسعة (خ، ت).

• ابن عون هو عبد الله، أبوعون البصري (ع)،

•ومحمد هو ابن سيرين الأنصاري، أبو بكر، البصري (م 110 هـ).

ثقة ثبت عابد، كبير القدر، من الثالثة (ع).

والأثر أخرجه الطبري في تفسيره" (5/ 40)

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 103) وقال: رواه الطبر اني في "الكبير" ورجاله ثقات إلا أن الحسن مدلس وعنعنه.

ونسبه السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 499) إلى عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي أيضًا.

(1)

في (ن)"محبا" وفي المطبوعة "ليجا" وغير واضح في الأصل، ولعله يحيى بن عتيق وهو الطفاوي، ثقة. من السادسة.

• وهشام هو ابن حسان.

[289]

إسناده: رجاله ثقات.

أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(10/ 460) وفيه "عن ابن سيرين عن عمرة"!

وقال محققه الفاضل كذا في "ص" والظاهر "قالت" وانظر هل الصواب "عن عمرة"؟ أخرجه ابن جرير الطبري عن ابن عباس (5/ 40 - 41).

(2)

سورة النور (34/ 30).

[290]

إسناده: كسابقه.

أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(10/ 460 رقم 19702).

وابن جرير في "تفسيره"(5/ 41).

ص: 463

قال البيهقي رحمه الله: فيحتمل أن يكون هذا في تعظيم حرمات الله والترهيب عن

ارتكابها، فأما الفرق بين الصغائر والكبائر

(1)

فلابد منه في أحكام الدنيا والآخرة على

ما جاء به الكتاب والسنة.

‌فصل "في أصحاب الكبائر من أهل القبلة إذا وافوا القيامة بلا توبة قدموها

"

قال أصحابنا

(2)

رضي الله عنهم: أمرهم الله- تعالى جده- فإن شاء عفا عنهم مبتدئا

وإن شاء شفع فيهم نبيهم صلى الله عليه وسلم، وإن شاء أمر بإدخالهم النار فكانوا معذبين مدة ثم أمر

(1)

قال ابن حجر: ذهب الجمهور إلى أن من الذنوب كبائر ومنها صغائر، وشذت طائفة منهم الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني فقال ليس في الذنوب صغيرة بل على ما نهى الله عنه كبيرة.

ونقل ذلك عن ابن عباس وحكاه القاضي عياض عن المحققين واحتجوا بأن كل مخالفة لله فهي بالنسبة إلى جلاله كبيرة. ونسبه ابن بطال إلى الأشعرية فقال: انقسام الذنوب إلى صغائر وكبائر هو قول عامة الفقهاء وخالفهم من الأشعرية أبو بكر بن الطيب وأصحابه فقالوا: المعاصي كلها كبائر وإنما يقال لبعضها صغيرة، بالإضافة إلى ما هو أكبر منها كما يقال القلة المحرمة صغيرة بإضافتها إلى الزنا وكلها كبائر. قالوا: ولا ذنب عندنا يغفر واجبا باجتناب ذنب آخر، بل كل ذلك كبيرة. ومرتكبه في المشيئة غير الكفر لقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} وأجابوا عن الأية التي احتج أهل القول الأول بها-وهي قوله تعالى {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} أن المراد الشرك، ثم قال: وقالوا وجواز العقاب على الصغيرة كجوازه على الكبيرة. قال النووي وقد تظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة إلى القول الأول، وقال الغزالي في البسيط" إنكار الفرق بين الصغيرة والكبيرة لا يليق بالفقيه.

ثم قال ابن حجر: قد حقق إمام الحرمين المنقول عن الأشاعرة واختاره وبين أنه لا يخالف ما قاله الجمهور فقال في "الإرشاد": المرتضى عندنا أن كل ذنب يعصى الله به كبيرة، فرب شيء يعد صغيرة بالإضافة إلى الأقران، ولو كان في حق الملك لكان كبيرة والرب أعظم من عصي، فكل ذنب بالإضافة إلى مخالفته عظيم، ولكن الذنوب وإن عظمت فهي متفاوتة في رتبها، وظن بعض الناس أن الخلاف لفظي فقال: التحقيق أن للكبيرة اعتبارين: فبالنسبة إلى مقايسة بعضها لبعض فهي تختلف قطعًا، وبالنسبة إلى الأمر الناهي فكلها كبائر. والتحقيق أن الخلاف معنوي، انتهى كلام ابن حجر، راجع "فتح الباري"(10/ 409 - 410).

(2)

راجع "المنهاج"(1/ 400 - 414).

ص: 464

بإخراجهم منها إلى الجنة، إما بشفاعة وإما بغير شفاعة، ولا يخلد في النار إلا الكفار،

واستدلوا بقول الله عز وجل: {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ}

(1)

الآية.

وأخبر أن التخليد في النار إنما هو لمن أحاطت به خطيئته والمؤمن صاحب الكبيرة أو الكبائر لم تحط به خطيئته، لأن رأس الخطايا هو الكفر، وهو غير موجود منه، فصح أنه لا يخلد في النار.

فإن قيل: هذا معارض بقوله عز وجل: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}

(2)

.

فوعد الجنة من جمع بين أصل الإيمان وفروعه. وصاحب الكبيرة أو الكبائر تارك الصالحات فصح أن وعد الجنة ليس له.

قيل له: المتعاطي لها إذا تاب منها ووافى القيامة تائبًا تاركا للصالحات غير جامع بين الإيمان وفروعه، ومع ذلك يدخل الجنة، وتوبته ما تقوم مقامات ما ترك من الصالحات، لأنه كان عليه أن يكون نازعًا عن الشر أبدًا. فإذا أقدم عليه وقتًا، ثم نزع عنه وقتًا، كان بذلك للفرض مبعضًا وبعض الفرض لا يجوز أن يكون بدلًا عن جميعه، و اذا جاز أن يمن الله تعالى على التائب فيكفر بتوبته خطاياه، لِم لا يجوز أن يمن على المصر فيكفر بإيمانه الذي هو أحسن الحسنات خطاياه؟ ويكفر بصلواته وما يأتي به الحسنات ما فرط منه مدة من سيئاته؟ كما قال تعالى:{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}

(3)

.

ذلك وإنما افترقا في أن التائب مغفور له من غير تعذيب، والمصر قد يعذب بذنبه مدة، ثم يدخل الجنة، لأن الخبر الصادق بذلك ورد. واستدل أصحابنا بقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

(4)

.

ولا يجوز أن يفرض في خبر الله خلف وبذلك وردت السنة أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

سورة البقرة (2/ 81).

(2)

أيضًا (2/ 82).

(3)

سورة هود (12/ 114).

(4)

سورة النساء (4/ 48، 116).

ص: 465

[291]

أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أخبرنا أبو حامد بن بلال، حدثنا يحيى بن الربيع المكي، حدثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي إدريس، عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم في بيعة النساء:"تُبايعوني على أن لا تُشْركوا بالله شيئا ولا تَسْرقوا ولا تَزْنوا- يعني الآية كلها- فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب فهو كفارته، ومن أصاب من ذلك شيئًا فستره الله عليه فهو إلى الله عز وجل إن شاء غفر له وإن شاء عذبه".

أخرجاه في الصحيح

(1)

من حديث سفيان بن عيينة.

[291] إسناده: لم أعرف حاله. والحديث صحيح.

• يحيى بن الربيع المكي لم أجد له ترجمة غير أن الذهبي ذكر في ترجمة أبي حامد بن بلال من "السير"(5/ 284) أنه سمع بمكة من يحيى بن الربيع.

• وسفيان هو ابن عيينة.

• وأبو إدريس هو الخولاني، عائذ الله بن عبد الله (م 80 هـ).

من كبار التابعين، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم (ع).

(1)

أخرجه البخاري في التفسير (6/ 61) وفي الحدود (8/ 15) ومسلم في الحدود (2/ 1333).

كما أخرجه البخاري في الإيمان (1/ 10) وفي مناقب الأنصار (4/ 251) وفي الأحكام (8/ 125) ومسلم من وجوه أخرى عن الزهري بنحوه.

وأخرجه البخاري في الديات (8/ 36 - 37) ومسلم (2/ 1333 - 1334) من طريق الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصنابحي عن عبادة بنحوه. وأخرجه الترمذي في الحدود (4/ 45 رقم 1439) والنسائي (7/ 161) وفي الإيمان (8/ 108) وأحمد في "مسنده"(5/ 314) وابن أبي شيبة في "مصنفه"(9/ 440) والحميدي في "مسنده"(1/ 191) والطحاوي في "مشكل الآثار"(72/ 1) وابن منده في، "كتاب الإيمان"(2/ 557) والمؤلف في "السنن"(8/ 328) وفي "الاعتقاد"(102) وفي "البعث والنشور"(66 رقم 20) من طريق سفيان بن عيينة به.

كما أخرجه المؤلف في "السنن"(8/ 328) وفي "الاعتقاد"(102) بنفس السند المذكور هنا.

وأخرجه هو في "السنن"(8/ 18) وفي "المدخل"(237) وابن منده في "كتاب الإيمان"(2/ 557) والنسائي في البيعة (7/ 41) من وجوه أخرى عن الزهري به.

وللحديث طرق أخرى عند ابن منده في "كتاب الإيمان"(2/ 558 - 560).

ص: 466

قال البيهقي رحمه الله: قوله "في بيعة النساء" أراد كما في بيعة

(1)

النساء وهو قوله

عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ}

(2)

.

وقوله: "مَن أصابَ مِنْ ذلك شيئًا فسترَه اللّه عليه" أراد به ما خلا الشرك كما أراد بقوله: "فعوقب به" ما خلا الشرك، فجعل الحد كفارة و أصاب من الذنب بعد الشرك، وجعل ما لم يحد فيه موكولَا إلى مشيئة اللّه عز وجل، إن شاء غفر له، وإن شاء

(3)

عذبه. ثم التعذيب لا يكون مؤبدًا بدليل أخبار الشفاعة وما ورد في معناها من كتاب الله عز وجل.

فإن قيل: المعنى

(4)

أنه يغفر الصغائر لمجتنب الكبائر، ولا يغفرها لمن لا يجتنب (الكبائر)

(5)

كما قال في آية أخرى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}

(6)

.

قيل: المراد بالكبائر التي شرط في المغفرة اجتنابها هي الشرك فهي في هذه الآية مطلقة، وتكفير السيئات بها مطلقة، وهما في الآية التي احتججنا بها في الموضعين جميعًا مقيدتان فوجب الجمع بينهما وحمل الطلق على المقيد.

فإن قيل: قد توعد أصحاب الكبائر بالنار والخلود فيها، ولم يستثن منهم إلا التائبين

(1)

وقد جاء هذا مصرحًا في رواية أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن عبادة عند مسلم (2/ 1333)"أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أخذ على النساء".

وهذه البيعة التي يذكرها عبادة بن الصامت ليست هي بيعة العقبة التي كانت قبل نزول الاية المشار إليها، بل حدثت بعد فتح مكة كما بين ذلك الحافظ ابن حجر في شرح البخاري (1/ 66 - 67).

(2)

سورة الممتحنة (60/ 12).

(3)

هذا هو قول جمهرر أهل السنة، وراجع التفصيل في "فتح الباري"(1/ 67 - 68).

(4)

راجع و المنهاخ" (1/ 402).

(5)

سقط من (ن).

(6)

سورة النساء (4/ 31).

ص: 467

فقال: {وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}

(1)

إلى أن قال "إلَّا مَنْ تَابَ".

قيل: هذا الوعيد ينصرف إلى جميع ما تقدم ذكره فإن الله جل ثناؤه افتتح هذه الآية بذكر الشرك فقال: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ}

(2)

.

فانصرف قوله: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ} إلى جميع ما تقدم ذكره ومن جمع بين هذه الكبائر (استوجب)

(3)

هذا الوعيد. والذي يدل على هذا أنه قال: {يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ} وأإنما أراد- والله أعلم- أن من جمع بين الشرك وغيره من الكبائر، جمع عليه مع عذاب الشرك عذاب الكبائر فيصيى العذاب مضاعفَا عليه ثم قال:{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا} فذكر في التوبة الإيمان والعمل الصالح وذلك

(4)

ليحبط الإيمان كفره ويحبط إصلاحه في الإيمان ما تقدم من إفساده في الكفر كما روينا فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم: فإن قيل: وقد قال: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا}

(5)

.

قيل: قد ذهب أهل التفسير إلى أن هذه الآية نزلت فيمن قتل، وارتد عن الإسلام، وذهب بعض أصحابنا إلى أن هذه الآية مقصورة على سببها.

[292]

أخبرنا أبو عبد الرحمن بن محبوب الدهان، حدثنا الحسين بن محمد بن هارون، حدثنا أحمد بن محمد بن نصر، حدثنا يوسف بن بلال، حدثنا محمد بن مروان، حدثني الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس

(6)

قال: إن مقيس بن صبابة وجد أخاه هشام

(1)

سورة الفرقان (25/ 68 - 70).

وفي النسخ عندنا "ولا تقتلوا" وهو خطأ فإنه ليس في هذه الآية.

(2)

سورة الفرقان (25/ 68).

(3)

زيادة من الأصل.

(4)

وفي (ن)"لذلك".

(5)

سورة النساء (4/ 93).

[292]

إسناده ضعيف.

ذكر السيوطي في "الدر النثور"(2/ 623) نحوه عن سعيد بن جبير برواية ابن أبي حاتم ثم قال: "وأخرج البيهقي في شعب الإيمان" من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس مثله سواء".

وأخرجه الواحدي في أسباب النزول (163 - 164) وأخرجه الطبري مختصرًا عن عكرمة (5/ 217) وراجع " السيرة النبوية" لابن هشام (2/ 293 - 294).

(6)

في النسخ عندنا "ابن عياض".

ص: 468

ابن صبابة مقتولاً في بني النجار، وكان مسلمًا فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له، فأرسل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولًا من بني فهر وقال له:"ائتِ بني النجار فأقْرئهم منّي السلام، وقل لهم: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم إن عَلِمتم قاتلَ هشام أنْ تدفَعوه إلى أخيه فيقتصُّ منه، وإن لم تعلموا له قاتلًا أنْ تدفعوا اليه ديته".

فأبلغهم الفهري ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: سمعا وطاعة لله ولرسول الله. والله ما نعلم له قاتلاً، ولكنا نُؤدّي إليه ديته، قال فاعطوه مائة من الإبل ثم انصرفا راجعين نحو المدينة، وبينهما وبين المدينة قريب فأتى الشيطان مقيس بن صبابة فوسوس إليه فقال: أيّ شيء صنعتَ؟ تقبل دية أخيك فيكون عليك سُبّة، اقتُل الذي معك فيكون نفسٌ مكان نفسٍ، وفضل بالدية قال فرمى إلى الفهري بصخرة، فشدخ رأسه ثم ركب بعيًرا منها، وساق بقيتها راجعَا إلى مكة كافرًا فجعل يقول في شعره:

قتلت به فهرًا وحملت عقله

سراة بني النجارأرباب قارع

وأدركت ثأري واضطجعت موسدًا

وكنت إلى الأوثان أول راجع

قال: فنزلت فيه هذه الآية: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ}

(1)

إلى أخر الآية.

قال البيهقي رحمه الله: وجواب آخر وهو ما روينا عن أبي مجلز

(2)

لاحق بن حميد وهو من كبار التابعين أنه قال في قوله: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ} .

قال: هي جزاؤه فإن شاء الله أن يتجاوز عن جزائه فعل.

[293]

أخبرناه أبو علي الحسين بن محمد الروذباري، أخبرنا محمد بن بكر، حدثنا

(1)

سورة النساء (4/ 93).

(2)

في (ن) والمطبوعة "ابن مخلد".

[293]

إسناده: حسن.

• أبو شهاب هو عبد ربه بن نافع الحناط. صدوق يهم. من الثامنة (خ، م، س، د ق).

• سليمان التجمي هو ابن طرخان، أبوالمعتمر البصري (ع).

• أبو مجلز لاحق بن حمُيد بن سعيد السدوسي. مشهور بكنيته ثقة. من كبار الثالثة (ع). =

ص: 469

أبو داود، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبوشهاب، عن سليمان التيمي، عن أبي مجلز، لاحق بن حميد فذكره.

وقد روي

(1)

هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت إسناده.

قال البيهقي رحمه الله: وبلغني

(2)

عن أبي سليمان الخطابي البستي رحمه الله أنه قال:

القرآن كله بمنزلة الكلمة الواحدة وما تقدر نزوله وما تأخر في وجوب العمِل به سواء ما لم قع بين الأول والآخر منافاة ولو جمع بين قوله: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

(3)

وبيِن قوله: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا}

(4)

وألحق به قوله: {لمِنْ يَشَاءُ} لم يكن متناقضًا، فشرط المشيئة قائم في الذنوب كلها ما عدا الشرك.

وأيضَا فإن قوله: {فَجَزَاؤُهُ جَهَنمُ} يحتمل أن يكون معناه {فَجَزَاؤُهُ جَهَنمُ} و إن جازاه الله ولم يعف عنه. فالَاية الأولى خبر لا يقع فيه الخلف والأية الأخرى وعد يرجى فيه العفو. والله أعلم.

= وفي (ن)"ابن مخلد". أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5/ 217).

ونسبه السيوطي في ""الدر المنثور" (2/ 628) إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في البعث.

وراجع "البعث والنشور"(75 رقم 42) أخرجه بنفس السند.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(9/ 361) عن أبي سعيد عن التيمي والمؤلف في "سننه"(8/ 16) من طريق أبي شهاب.

(1)

قال ابن كثير في "تفسيره"(1/ 537).

وقد رواه ابن مردويه بإسناده مرفوعًا من طريق محمد بن جامع العطار عن العلاء بن ميمون

العنبري عن حجاج الأسود عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفرعَا، ولا يصح.

وراجع "الميزان"، (3/ 155) و"الضعفاء للعقيلي"(3/ 346).

(2)

ذكر المؤلف هذا الكلام في "البعث والنشور" أيضًا (ص 76).

(3)

سورة النساء (4/ 48، 116).

(4)

أيضًا (4/ 193).

ص: 470

[294]

أخبرنا أبو سعد الماليني، أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ، قال سمعت عمر بن محمد الوكيل يقول حدثني معاذ بن المثنى حدثنا سوار بن عبد الله، حدثنا الأصمعي،

[294] إسناده: فيه من لم أعرفه.

• أبو سعد الماليني هو أحمد بن محمد بن أحمد الصوفي. وفي (ن) والمطبوعة "أبو سعيد".

• عمر بن محمد الوكيل: لم أجده.

• معاذ بن المثنى بن معاذ، أبو المثنى العنبري (م 288 هـ). ثقة، متقن.

ترجمته في "تاريخ بغداد"(13/ 136)، "طبقات الحنابلة"(1/ 339)، "السير"(13/ 527).

• سوار بن عبد الله بن سرار، أبو عبد الله العنبري البصري (م 245 هـ).

ثقة. من العاشرة غلط من تكلم فيه (د، ت، س).

وكان فقيهًا فصيحًا، أديبًا شاعرًا.

له ترجمة في "تاريخ بغداد"(9/ 210 - 212)، "والسير"(11/ 543 - 544).

• الأصمعي هو عبد الملك بن قريب. الأدبب الأخباري الراوية، مرّ.

• عمرو بن عبيد بن باب، أبو عثمان البصري (م 143 أو 144 هـ).

الزاهد، العابد، القدري، كبير المعتزلة وأوّلهم.

قال ابن عُلَيّة: أو من تكلم في الاعتزال واصل الغزّال. فدخل معه عمرو بن عبيد، فأعجب به وزوجه أخته.

كان له سمعة في الزهد والوعظ، دعا إلى القدر فتركوه.

انظر ترجمته في "تاريخ بغداد"(12/ 162 - 178)، ""وفيات الأعيان" (3/ 460 - 462)، "السير" (6/ 104)، "الميزان" (3/ 273 - 280)، "شذرات" (1/ 210).

• أبو عمرو بن العلاء بن عار المازني البصري (م 154 هـ).

اختلف في اسمه على أقوال أشهرها زبان، وقيل العريان.

وهو شيخ القراء والعربية، برز في الحروف، وفي النحو، وتصدر للإفادة مدة، واشتهر بالفصاحة والصدق وسعة العلم.

قال أبو عبيدة: كان أعلم الناس بالقراءات، والعربية، والشعر وأيام العرب، وكان من أهل "السنة" ثقة في الرواية.

ترجمته في "طبقات الزبيدي"(28 - 126)، "وفيات الأعيان"(3/ 466)، "السير"(6/ 407 - 410)، "فوات الوفيات"(1/ 231)، "بغية الوعاة"(2/ 231).

وانظر القصة في "الكامل" لا بن عدي (5/ 1752) وفي "تاريخ بغداد"(2/ 175 - 176)،، "والسير"(6/ 408 - 409).

وذكره المؤلف في "البعث والنشور"(76 - 77 رقم 44) بنفس الإسناد.

ص: 471

قال: جاء عمرو بن عبيد إلى أبي عمرو بن أبي العلاء فقال له: "يا أباعمرو، الله يخلف وعده؟ قال: لن يخلف الله وعده، قال عمرو: فقد قال (قال) أين؟ فذكر آية وعيد لم يحفظها

(1)

أبو عمرو فقال أبو عمرو: من العجمة أتَيْتَ، الوعد غيرُ الإيعاد، ثم أنشد أبو عمرو:

وإني وإن أوعدته أو وعدته

سأخلف إيعادي وأنجز موعدي

قال البيهقي رحمه الله: فإن قيل: فقد قال الله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا}

(2)

.

قيل: هكذا نقول الحدود اسم جمع وإنما يصير متعديًا لحدود الله تعالى أجمع بترك الإيمان وتارك الإيمان مخلد في النار.

فإن قيل قد قال: {وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ. يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ. وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ}

(3)

.

قيل وقد قال: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ}

(4)

.

والفاسق المؤمن بر بإيمانه.

فإن قيل: ليس برًّا مطلقًا.

قيل: وكذلك ليس بفاجر مطلقًا.

فإن قيل: فجوره أحبط إيمانه.

قيل: ليس الفصل بين هذا القول وبين من يقول من المرجئة إن إيمانه أحبط فجوره، فدل أنه أراد بالفجار الذين قابل بينهم وبين الأبرار الكفّار، لأن رأس البر الإيمان، وكذلك رأس الفجور الكفر، والذي يدل على صحة ما ذهبنا إليه قول الله عز وجل:{إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}

(5)

.

(1)

وفي النسخ عندنا "لم أحفظها عمرو".

(2)

سورة النساء (4/ 14).

(3)

سورة الانفطار (82/ 14 - 16).

(4)

أيضًا (13/ 82).

(5)

سورة الكهف (18/ 30).

ص: 472

وقوله: {لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ}

(1)

.

وقوله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا}

(2)

.

وقوله: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}

(3)

.

وقوله: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ}

(4)

وقوله: {فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ}

(5)

.

وقوله: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}

(6)

.

وقوله: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}

(7)

.

فهذه الآيات وما ورد في معناها كلها تدل على أن اللّه تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وأحسن الأعمال الإيمان بالله وبرسوله.

ومن قال بتخليد المؤمن في النار كان قد أضاع أجر عمله، ولم يجعل له عوضًا، ولأنا وجدنا الله عز وجل وعد على الطاعات ثوابًا، وعلى المعاصي عقابًا فليس لأحد أن يقول يرى ما عمل من المعاصي دون ما عمل من الطاعات، وقد عملهما جميعًا إلا ولآخر أن يعكس ذلك فلا يجد

(8)

القائل بذلك فضلًا ولأنا قد أجمعنا على حصول طاعاته، واختلفنا في زوال حكمها فلا يرفع حكم ما تيقناه من حصول الطاعات بمعصية لا تنفيها ولا تضادها.

فإن احتجوا في إبطال الشفاعة بقوله عز وجل: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ}

(9)

.

(1)

سورة ال عمران (3/ 195).

(2)

سورة النساء (4/ 40).

(3)

سورة الزلزلة (99/ 7).

(4)

سورة ال عمران (3/ 30).

(5)

سورة الحديد (57/ 7) وفي (ن)"فالذين أمنوا منكم واتقوا أجر عظيم" وهو خطأ.

(6)

سورة التوبة (9/ 72).

(7)

سورة الرحمن (55/ 60).

(8)

في النسخ "فلا تجد القائل".

(9)

سورة غافر (40/ 18).

ص: 473

فالظالمون ها هنا هم الكافرون، ويشهد لذلكِ مفتتح الآية إذ هي في ذكر الكافرين، فإن احتجوا بقوله {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى}

(1)

.

قيل: هذا دليلنا لأن الفاسق مرتضى بإيمانه قال الله عز وجل، {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}

(2)

.

واصطفينا وارتضينا واحد في اللسان ثم قال: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ} أي من المصطفين ظالم لنفسه، والظلم هو الفسق فأخبر أن فيهم ظالمًا، وقال في قصة يونس:{إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}

(3)

.

وقد روينا من أوجه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} الآية قال: "كلهم في الجنة"

(4)

وهو في الجزء السابع من كتاب البعث مذكور بشواهده.

وقيل: معناه {إِلَّا مَنِ ارْتَضَى} أن يشفعوا له كما قال: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}

(5)

.

قال الحليمي رحمه الله

(6)

: ولا تحتمل الآية غير ذلك لأن المرتضين عند الله لا يحتاجون إلى شفاعة ملك ولا نبي، فصح أن المعنى ما قلناه. ولا يجوز أن يقال إن الله لا يرتضي أن يشفع لصاحب الكبيرة لأن المذنب (هو) الذي يحتاج إلى الشفاعة، فكلما كان ذنبه أكبر، كان إلى الشفاعة أحوج، فكيف يجوز أن يكون اشتداد حاجته إلى الشفاعة حائلًا بينه وبين الشفاعة؟ وليس امتناع الشفاعة للكافرين لأن ذنبه كبير ولكنه بجحده البارئ المشفوع إليه، أو الرسول الشافع له، أو لأن الله تعالى أخبر أنه

(1)

سورة الأنبياء (21/ 28).

(2)

سورة فاطر (35/ 32).

(3)

سورة الأنبياء (21/ 87).

(4)

أخرجه الترمذي (5/ 363 رقم 3225) والطيالسي في "مسنده"(296)، وابن جرير في "تفسيره"(22/ 137) والمؤلف في "البعث"(ص 83 رقم 57) عن أبي سعيد.

ونسبه السيوطي إلى أحمد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه والمؤلف، كما ذكر رواية أخرى عن أسامة بن زيد ونسبها إلى الطبراني.

وانظر روايات أخرى في "الدر المنثور"(7/ 23 - 27).

(5)

سورة البقرة (2/ 255).

(6)

راجع "المنهاج"(1/ 411).

ص: 474

لا يشفع فيه أحدًا. وهذه المعاني كلها معدومة في صاحب الكبيرة من أهل القبلة.

وقوله: {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا}

(1)

لا يدفع الشفاعة لأن المراد بالملك

الدفع بالقوة، وإنما الشفاعة تذلل من الشافع للمشفوع عنده وإقامة الشفيع بذلك من المشفوع له، فلا يوم أليق به

(2)

وأشبه باحواله من يوم الدين.

وقد ورد عن سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم في إثبات الشفاعة واخراج قوم من أهل التوحيد من النار، وإدخالهم الجنة أخبار صحيحة صريحة قد صارت من الاستفاضة والشهرة بحيث قارنت الأخبار المتواترة، وكذلك في مغفرة الله تبارك وتعالى جماعة من أهل الكبائر دون الشرك من غير تعذيب فضلًا منه ورحمة والله واسع كريم.

قال البيهقي رحمه الله: وقد ذكرنا هذه الأخبار

(3)

في كتاب "البعث والنشور"

ونحن نشير هاهنا إلى طرفْ منها قال الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}

(4)

.

وروينا في الحديث الثابت عن يزيد الفقير عن جابر

(5)

بن عبد الله ما دل على أن ذلك في الشفاعة وكذلك عن حذيفة

(6)

بن اليمان وابن عمر

(7)

وغيرهم.

(1)

سورة الانفطار (82/ 19).

(2)

كذا في الأصل وفي "البعث والشنور". وفي "ن" والمطبوعة "فلا يوهن التوبه".

(3)

هذه الأخبارغير موجودة في النسخة المطبوعة.

(4)

سورة الإسراء (17/ 79).

(5)

حديث يزيد الفقير عن جابر سيأتي بعد صفحات برقم (300).

(6)

أخرج الحاكم من طريق عبيد الله بن موسى، أنبأ إسرائيل، حدثنا أبو إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة بن اليمان سمعته يقول في قوله عز وجل: و {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} (الإسراء 17/ 79).

قال: يجمع الناس في صعيد واحد يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر. حفاة عراة كما خلقوا، سكوتا لا تتكلم نفس إلا بإذنه قال فينادي: محمد، فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك، والشر ليس إليك، المهديُ من هَديت، وعبدك بين يديك، ولك واليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، سبحان رب البيت، فذلك المقام المحمود الذي قال الله:{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} .

وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة (2/ 363 - 364) ووافقه الذهبي.

وأخرجه في موضع أخر من طريق ليث بن أبي سليم عن أبي إسحاق بنحوه (4/ 573) وليس فيه ذكر المقام المحمود.

كما أخرجه كاملًا ابن أبي شيبة في "مصنفه" عن وكيع عن إسرائيل (11/ 484) وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده"(55) ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 278)، وأخرجه أيضًا النسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف 3/ 43) وابن جرير في "تفسيره"(15/ 144 - 145) وابن منده في "كتاب الإيمان"(3/ 851 - 852).

ونسبه السيوطي في "الدر المنثور"(5/ 325) بالإضافة إلى هؤلاء إلى البزار وابن المنذر وابن أبي حاتم، وابن مردويه والمؤلف في "البعث" والخطيب في "المتفق والمفترق". وراجع "مجمع الزوائد" (10/ 377). وقال أبو نعيم: رفعه جماعة.

(7)

عن ابن عمر قال: إن الناس يصيرون يوم القيامة جُثَى، كل أمة تتبع نبيها، يقولون: يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود.

ص: 475

[295]

أخبرنا أبو عبد الله

الحافظ، حدثنا أبو العباس

= أخرجه البخاري في التفسير (5/ 228) وابن جرير الطبري في"تفسيره"(15/ 146 - 147) وابن منده في "الإيمان"(1/ 850).

ونسبه السيوطي في "الدر المنثور"(5/ 324) إلى سيد بن منصور وابن مردويه أيضًا. وأخرج البخاري في الزكاة (2/ 130) عن ابن عمر:

أن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصل الأذُن فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم فيشفع ليقضي بدن الخلق فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب فيومئذ يبعثه الله مقامًا محمودًا، يحمده أهل الجمع كلهم.

وانظر روايات أخرى في هذا الباب في "تفسير ابن كثير"(3/ 55 - 58) و"الدر المنثور"(5/ 324 - 328).

[295]

إسناده ضعيف.

• محمد بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي، الكوفي (م 204 هـ).

ثقة، يحفظ، من التاسعة (ع).

• داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأوْدي الزعافري، أبويزيد الكوفي (م 151 هـ).

عم عبد الله بن إدريس. ضعيف، من السادسة (بخ، ت، ق).

ضعفه أحمد وابن معين وأبو داود. قال أبو حاتم: ليس بالقوي.

راجع "الميزان"(2/ 2).

• أما أبوه يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود الأودي.

فمقبول، من الثالثة (بخ، ت، ق). =

ص: 476

(حدثنا العباس)

(1)

الدوري، حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا داود- ح.

وحدثنا أبو عبد الرحمن السلمي، حدثنا جدي أبو عمرو، حدثنا محمد بن موسى الحلواني، حدثنا عمرو بن علي، حدثنا وكيع بن الجراح، حدثنا داود الزعافري، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"المقام المحمود الشفاعة".

وفي رواية محمد بن عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} قال: هو المقام

(2)

الذي يشفع فيه لأمته.

[296]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان، حدثنا

=. أبو عمرو هو إسماعيل بن نجيد.

• محمد بن موسمى بن عيسى الحلواني، أبو جعفر.

ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(8/ 85) وقال: صدوق ثقة.

• عمرو بن علي بن بحر بن كُنَيز (بنون وزاي مصغرا)، أبوحفص الفلاّس الصيرفي، البصري (م 249 هـ).

ثقة حافظ. من العاشرة (ع).

(1)

سقط من جميع النسخ.

والحديث أخرجه الترمذي في التفسير (5/ 303 رقم 3137) وأحمد في "مسنده"(2/ 444، 478) وابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 364 رقم 784) والدولابي في "الكنى"(2/ 164) وابن جرير في " تفسيره"(15/ 145) والسهمي في "تاريخ جرجان"(195) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 372) من طريق وكيع عن داود به.

(2)

أخرجه أحمد (2/ 441، 528) وابن جرير في "تفسيره"(9/ 145 - 146) وابن المبارك في "الزهد"(ص 463).

[296]

إسناده: رجاله ثقات ولكن فيه نكارة. فالحديث ليس من رواية إدريس.

• أبو بكر محمد بن داود بن سليمان، النيسابوري الزاهد (م 342 هـ).

كان صدوقًا حسن المعرفة، من أوعية العلم، والأولياء.

قال الدارقطني، فاضل، ثقة. وقال الخطيب: كان ثقة فهمًا.

ترجمته في "تاريخ بغداد"(5/ 265 - 266)، "التذكرة"(2/ 901 - 902)، "السير"(15/ 420 - 422)، "الوافي"(3/ 63)،"شذرات"(2/ 365).

• إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي.

أخو داود بن يزيد. ثقة. من السابعة (ع). =

ص: 477

عبد الله بن أحمد الأهوازى، حدثنا أبو بكر

(1)

بن أبي شيبة في المسند، حدثنا وكيع، عن إدريس الأودي، عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} قال: الشفاعة.

[297]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال سمعت أبابكر بن داود، قال سمعت عبدان يقول هذه مما أنكروا علينا حدثنا أبو بكر في كتاب التفسير، حدثنا وكيع، عن داود الزعافري، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} مخْمُودَاو قال: الشفاعه.

قال البيهقي رحمه الله: إنما أنكروأ عليه في الرواية الأولى

(2)

لتفرده بها وأن سائر الناس رووه عن وكيع عن داود.

[298]

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، حدثنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا الكديمي، حدثنا محمد بن خالد بن عثمة، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان،

= والحديث من رواية داود وليس من رواية إدريس كما أشار إليه عبدان الأهوازي في الحديث الآتي، وأخرجه المؤلف في "دلائل النبوة" من رواية إدريس (5/ 484).

(1)

في (ن) والمطبوعة "أحمد بن أبي شيبة".

[297]

إسناده: ضعيف.

أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(11/ 484) عن وكيع.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(15/ 144) من طريق أبي كريب عن وكيع.

(2)

في الأصل والمطبوعة "في الرواية الأوله".

[298]

إسناده، ضعيف.

• الكديمي، محمد بن يونس بن موسى. أحد المتروكن، متهم بالوضع.

• محمد بن خالد بن عثمة (بمثلثة ساكنة قبلها مهملة مفتوحة) الحنفي، البصري.

صدوق يخطئ، من العاشرة (4).

والحديث ذكره ابن كثير في "تفسيره"(3/ 58) من رواية عبد الرزاق، وقال: مرسل.

وأخرجه ابن المبارك (زيادات نعيم بن حماد 111 رقم 375) وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(15/ 146) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 145) من طريق إبراهيم بن سعد به.

وقال أبو نعيم: صحيح تفرد بهذه الألفاظ علي بن الحسين لم يروه عنه إلا الزهري ولا عنه =

ص: 478

عن الزهري، عن علي بن الحسين قال حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"تُمَدُّ الأرض يَوم القيامة لعظمة الرحمن جلَّ ثناؤه، ولا يكون فيها لأحد إلّا موضع قدمه، فأكونُ أوّل من يُدْعى، فأجدُ جبريلَ عليه السلام قائمًا عن يَمين الرَّحْمن، لا والذي نفسي بيده ما رأى الله قبلها- قال: فَأقولُ يَا رَب إنَّ هذَا جَاءفي فزعَم أنَّكَ أرسلتَه إليَّ. قال: وجبريل ساكت قال فيقول عز وجل: صَدقَ، أنا أرسلتُهَ إليك. حاجتَك؟ فأقول ياربِّ إني تركت عبادًا مِنْ عبادك قد عبدوكَ في أطراف البلاد، وذَكروك في شعب الآكام، ينتظرون جوابَ ما أجئُ به من عندك، فيقول أمَا إنّي لا أُخزيك فيهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهذا المقام المحمود الّذي قال الله عز وجل {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} ".

رواه جماعة عن إبراهيم بن سعد.

قال البيهقي رحمه الله: وتمامه في سائر الروايات التي وردت في الشفاعة وقال الله عز وجل: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}

(1)

.

وروينا من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول اللّه عز وجل في إبراهيم: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي}

(2)

.

وقال عيسى ابن مريم: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ}

(3)

الآية. فرفع يديه وقال: اللهم أمتي أمتي وبكى. قال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد، وربك أعلم فسله: ما يبكيك؟ فأتاه جبريل فساله فاخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم فقال الله

تبارك وتعالى: يا جبريل اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك.

= إلا إبراهيم بن سعد. وعلا بن الحسن هو أفضل وأتقى من أن يروبه عن رجل لا يعتمده، فينسبه إلى العلم ويطلق القول به.

وأخرجه الحاكم في "المستدرك" و من طريق إبراهيم عن ابن شهاب فقال عن علي بن الحسين عن جابر، فذكره مرصولاً وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأرسله يونس ابن يزيد ومعمر بن راشد عن الزهري (4/ 570).

(1)

سورة الضحى (93/ 5).

(2)

سورة إبراهيم (14/ 36).

(3)

سورة المائدة (5/ 118).

ص: 479

[299]

أخبرناه محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرني أبو محمد بن زياد العدل، حدثنا محمد ابن إسحاق، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، حدثني عمرو بن الحارث أن بكر بن سوادة حدثه عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو وذكره.

رواه مسلم في الصحيح

(1)

عن يونس.

قال البيهقي رحمه الله: وروينا عن يزيد الفقير، عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أعطيت خمسًا لم يعطهن

(2)

أحد قبلي فذكرهنّ وقال فيهن: وأُعطيتُ الشفاعة".

[300]

أخبرناه أبوحازو الحافظ، أخبرنا أبوعموو بن مطر، أخبرنا إبراهيم بن علي، أخبرنا يحيى بن يحيى، أخبرنا هشيم، عن سيار عن يزيد الفقير فذكره، وهو مخرج في الصحيحين.

[299] إسناده: رجاله ثقات.

• أبو محمد بن زياد هو عبد الله بن محمد بن علي بن زياد.

• محمد بن إسحاق، هو ابن خزيمة الإمام.

• يونس بن عبد الأعلى بن ميسرة الصوفي، أبوموسى المصري (م 264 هـ).

ثقة، من صغار العاشرة (م، س، ق).

• بكر بن سوادة بن ثُمامة الجذامي، أبو ثُمامة المصري. ثقة، فقيه. من الثالثة (خت، م-4).

(1)

في الإيمان (1/ 191).

وأخرجه النسائي في التفسير في "الكبرى"(تحفة الأشراف 6/ 356) وابن أبي الدنيا في حسن الظن (مجموعة الرسائل 54 رقم 61) وابن جرير في "تفسيره"(13/ 229).

ونسبه السيوطي أيضًا إلى ابن حبان وابن أبي حاتم والطبراني راجع "الدر المنثور"(3/ 240).

وأخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات"(277) بنفس السند.

(2)

في (ن) والمطبوعة "لم يعطهم".

[300]

إسناده: رجاله ثقات.

• إبراهيم بن علي الذهلي النيسابوري (م 293 هـ). ثقة.

راجع "الوافي بالوفيات"(6/ 56).

• هشيم هو ابن بثير السلمي (ع).

• سيّار، أبوالحكم العنزي (بنون وزاي)(م 122 هـ).

ثقة. من السادسة (ع). وفي (ن)"هشيم بن سنان" وفي المطبوعة "هشيم بن شيبان". =

ص: 480

[301]

أخبرنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن لِكُل نبيًّ دعوةً قد دعا بها في أمّته وإنّي اختباتُ دعوتي شفاعة لأمتي".

رواه مسلم في الصحيح

(1)

عن زهير وغيره عن روح.

=. يزيد الفقير، يزيد بن صهيب الكرفي، أبو عثمان.

المعروف بالفقير، لأنه كان يشكو فقار ظهره. ثقة. من الرابعة (خ، م، د، س، ق). والحديث ساقه المؤلف بالكامل بنفس السند ومن وجه أخر عن هشيم في "السنن الكبرى"(1/ 212) ولفظه:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: أعطيت خمسًا، لم يُعطَهنَّ أحدٌ قبلي، نُصرتُ بالرُّعب مسيرة شهر، وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمّتي أَدركته الصلاة فليُصل، وأُحلتْ لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي، وأُعطيتُ الشفاعة، وكان النبي يُبعثُ إلى قومه خاصة، وبُعثت إلى الناس عامة.

ورواه عن أبي الحسن الإسفراييني أنبأنا بشر بن أحمد، حدثنا إبراهيم بن على الذهلي به. في "دلائل النبوة"(5/ 472 - 473) مع تقديم وتأخير.

وأخرجه البخاري في التيمم (1/ 86) وفي الصلاة (1/ 113) ومسلم في المساجد (1/ 270) والنسائي في الغسل (1/ 209) والدارمي (1/ 322 - 323)، وابن أبي شيبة في "مصنفه"(11/ 432) وأحمد في "مسنده"(3/ 304) ولم يذكر الشفاعة.

وللحديث شواهد ذكرها الألباني في "إرواء الغليل"(1/ 315 - 317) وقال: "وبالجملة فالحديث صحيح متواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وأخرجه أبو نعيم في "الحليه"(8/ 316) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن هشيم به.

[301]

إسناده: صحيح.

• رَوح بن عُبادة بن العلاء بن حسان القيسي، أبو محمد البصري (م 250 أو 207 هـ). ثقة فاضل، له تصانيف. من التاسعة (ع).

(1)

في الإيمان (1/ 190).

وعلقه البخاري في الدعوات من طريق المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أنس (7/ 145) ووصله أحمد في "مسنده"، عن عارم حدثنا معتمر عن أبيه عن أنس به (3/ 219).

وأخرجه أحمد (3/ 208، 276) ومن طريقه أبو يعلى في "مسنده"(6/ 13 رقم 3233) عن روح ابن عبادة عن شعبة به. =

ص: 481

وأخرجاه

(1)

من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه مسلم

(2)

أيضًا من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه أيضًا عبد الرحمن بن أبي عقيل

(3)

عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرج مسلم

(4)

حديث أبى بن كعب في قصة القراءة.

= كما أخرجه المؤلف في "سننه" من وجه أخر عن روح (10/ 190) وفي "الاعتقاد"(105) بنفس السند الذي هنا.

وأخرجه أحمد (3/ 134، 218، 258، 292) وابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 371 رقم 797 - 798) وابن خزيمة في "التوحيد"(ص 248)، وأبو يعلى في "مسنده"(5/ 229 رقم 2842، 305 رقم 2928، 340 رقم 2970، 372 رقم 3022، 413 رقم 3097) وابن منده في الإيمان (3/ 844 - 845) والبغوي في "شرح السنة"(5/ 7) وأبو نعيم في "الحليه"(7/ 259) من طرق أخرى عن قتادة عن أنس به مرفوعًا.

(1)

أخرجه البخاري في الدعوات (7/ 145) وفي التوحيد (8/ 192) ومسلم في الإيمان (1/ 188 - 190).

وساقه المؤلف بسنده في "الأسماء والصفات"(ص 213) وفي "لسنن الكبرى"(8/ 17) وسيأتي برقم (304).

(2)

في الإيمان أيضًا (1/ 190).

وأخرجه أحمد (3/ 396) وأبو يعلى (4/ 166 - 167 رقم 2237).

وأخرجه أيضًا ابن منده في "كتاب الإيمان"(3/ 846) والخطيب في "تاريخه"(2/ 217).

(3)

أخرجه المؤلف بسنده في ""الدلائل" (5/ 358).

قال عبد الرحمن: انطلقت في وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيناه فأنخنا بالباب، وما في الناس أبغض إلينا من رجل نلجُ عليه، فلما خرجنا ما في الناس أحب إلينا من رجل دخلنا عليه.

قال: فقال قائل منا: يا رسول الله، ألا سألت ربك مُلكَا كُملك سليمان؟ قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: فلعل لصاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان، لأن الله عز وجل لم يبعث نبيًا إلا أعطاه دعوة فمنهم من اتخذ بها دنيا فأعطيها، ومنهم من دعا بها على قومه إذ عَصَره فأهلكوا بها. وإن الله أعطاني دعوة فاختبأتها عند ربي شفاعة لأمتي يوم القيامة.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 370 - 371) وقال: رواه الطبراني والبزار ورجالهما ثقات، وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"(269 - 270).

وذكره ابن كثير في "تاريخه"(5/ 85) برواية البيهقي. وانظر أحاديث أخرى في هذا الباب في مجمع الزوائد (8/ 258 - 259، 10/ 367 - 380).

(4)

في كتاب صلاة المسافرين (1/ 561) من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن عيسى =

ص: 482

قال البيهقي رحمه الله: وقول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لأمتي (اللهم اغفر لأمتي)

(1)

وتأخير الدعوة الثالثة إلى يوم يرغب إليه فيه الخلق

(2)

حتى إبراهيم عليه السلام.

[302]

أخبرنا أبو محمد بن يوسف، أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدثنا الزعفراني، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا المختار بن فلفل، حدثنا أنس ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أنا أكثر الأنبياء يوم القيامة تبعًا، يجئ النبي ليس معه مُصدّق غير رجلٍ واحدٍ، وأنا أول شافعٍ وأول مُشفَّع".

أخرجه مسلم

(3)

من أوجه أخر عن المختار.

= ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن جدّه عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد فدخل رجلٌ يصلي، فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل أخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتُها عليه، ودخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ ا، فحسن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما فسُقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني، ضرب في صدري ففضت عرقًا، وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقا، فقال: يا أبي! أرسل إليّ أن اقرأ القرآن على حرف فرددتُ إليه أن هَوَّن على أمّتي. فردّ إليّ الثانية، اقرأه على حرفين، فرددتُ إليه أن هوّن على أمّتي. فرد إليّ الثالثة: اقرأه على سبعة أحرت، فلك بكلّ ردّة رددتُكها مسألة تسألُنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي! و أخرت الثالثة ليوم يرغب إليّ الخلق كلهم حتى إبراهيم عليه السلام.

وأخرجه. أحمد في "مسنده"(5/ 127).

(1)

سقط ما بين القوسين من (ن).

(2)

في (ن) والمطبوعة "الحق".

[302]

إسناده: رجاله ثقات.

• عبد الواحد بن زياد، العبدي مولاهم، البصري (م 176 هـ).

ثقة، في حديث الأعمش وحده مقال (ع).

• مختار بن فُلفل (بفاءين مضمومتين ولامن أولاهما ساكنة).

صدوق، له أوهام، من الخامسة (م، د، ت، س).

(3)

في الإيمان (1/ 188) عن قتيبة حدثنا جرير عن المختار، وعن أبي كريب حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن المختار به.

كما أخرج عن أبي بكر بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن المختار قال قال أنس بن مالك رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أول شفيع في الجنة. لم يُصدّق نبيٌّ من الأنبياء ما صُدَّقت. لان من الأنبياء نبيًّا ما يصدقه من أمته إلا رجل واحد. =

ص: 483

قال البيهقي رحمه الله: وقد روينا في معناه عن جابر بن عبد الله

(1)

وعبد الله بن سلام

(2)

، وأبي بن كعب

(3)

، وأبي هريرة

(4)

، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وهذا لأن النبي صلى الله عليه وسلم يختص يوم القيامة بالشفاعة لأهل الجمع حتى يريحهم الله عز وجل من مكانهم الذى أقيموا فيه، ثم يشارك غيره من الأنبياء والملائكة

= وهو في "مصنف ابن أبي شيبة"(11/ 436) وجاء مختصرًا فيه (14/ 87، 95) وكذا أخرجه أحمد في "مسنده" مختصرًا (3/ 140).

وأخرجه ابن خزيمة في "كتاب التوحيد"(255) وابن منده في "كتاب الإيمان" من طرق عن المختار به (3/ 134 رقم 836).

وأخرجه أيضًا البغوي في "شرح السنة"(15/ 166) والمؤلف في "سننه"(9/ 4) وفي "الدلائل"(5/ 479) وفي "الاعتقاد"(105).

(1)

روى المؤلف في "الدلائل"(5/ 480) وفي "الاعتقاد"(105) بسنده عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا قائد المرسلن ولا فخر، وأنا خاتم النبيين ولا فخر، وأنا أول شافع ومُشفع ولا فخر.

وأخرجه الدارمي (ص 27) وسنده ضعيف (ضعيف الجامع الصغير 1416)

(2)

حديث عبد الله بن سلام أخرجه ابن حبان في صحيحه ولفظه:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا سيّد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع. بيدي لواء الحمد تحته آدم فمن دونه (2127 - موارد) وقد أشار إليه المؤلف في "الدلائل"(5/ 485) وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 370 رقم 793) وأبو يعلى في "مسنده".

(3)

حديث أبي بن كعب أخرجه المؤلف في "الدلائل"(5/ 480) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبين وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم ولا فخر.

وأخرجه الترمذي في المناقب (5/ 586) وابن ماجه في الزهد (2/ 1443 رقم 4314) وأحمد (5/ 137، 138) والحاكم (1/ 71، 4/ 78) وصححه وأقره الذهبي، وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(11/ 431 رقم 11686) وابن المبارك في "الزهد"(ص 562 رقم 1617).

(4)

عن أبي هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأنا أول من ينشق عنه القبر وأوّل شافع وأول مُشفع.

أخرجه مسلم في الفضائل (1782/ 2) وأبو داود في السنة (5/ 54 رقم 4673) وأحمد في "المسند"(2/ 540) وابن خزيمة في "كتاب التوحيد"(ص 255 - 256) وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 369 رقم 792) وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(11/ 477 رقم 11777) وابن سعد في "طبقاته"(1/ 20).

ص: 484

والصديقين في الشفاعة لآحاد المسلمين وقد قيل إنه مخصوص أيضًا من بينهم بالشفاعة لأهل الكبائر من أهل التوحيد.

[303]

أخبرنا الأستاذ أبو بكر بن فورك، أخبرنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني، حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُجْمع المؤمنون يوم القيامة فيهتَمُّون لذلك، فيقولون: لو استشْفعنا إلى ربّنا حتى يُريحنا من مكاننا هذا، فيأتون آدم عليه السلام فيقولون: يا آدم أنتَ أبو الناس خلقك الله بيده وأسجدَ لك ملائكته، وعَلَّمك أسماء كل شئَ، اشْفَعْ لنا إلى ربنا حتى يُريحنا من مكاننا هذا، فيقول: إنّي لستُ هناكم ويذكر لهم خطيئته

(1)

التي أصاب ولكن ائتوا نوحًا عليه السلام أول رسول بعثه الله عز وجل، فيأتون نوحًا عليه السلام فيقول: لستُ هناكم، ويذكر خطيئته

(2)

التي أصاب، ولكن ائتوا إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم عليه السلام فيقول: لستُ هناكم ويذكر لهم خطاياه

(3)

، ولكن ائتوا موسى عليه السلام عبدا أتاه الله التوراة وكلمه تكليمَا، فيأتون موسى عليه السلام فيقول: إني لستُ هناكم ويذكر لهم خطيئته

(4)

التي أصاب، ولكن ائتوا عيسى عليه

(1)

وهي أكله من الشجرة وقد نُهي عنها، وجاء في حديث أبي هريرة عند المؤلف في "الدلائل" (5/ 477) وأخرجه البخاري ومسلم "أن آدم سيقول: إن ربي قد غضب اليوم كضبا، لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله. إنه نهاني عن الشجرة فعصيته. نفسي نفسي! اذهبوا إلى نوح".

راجع "فتح الباري"(11/ 433).

(2)

في رواية أبي هريرة أنه سيقول: "إنه كانت لي دعوة دعوتُ بها على قومي" وجاء في حديث أن خطيئته سؤال ربه ماليس له به علم.

وقال ابن حجر في الجمع بين الروايتين أنه اعتذر بأمرين.

أحدهما: نهي الله تعالى له أن يسأل ماليس له به علم، فخشي أن تكون شفاعته لأهل الموقف من ذلك.

ثانيهما: أن له دعوة واحدة محققة الإجابة، وقد استوفاها بدعائه على أهل الأرض فخشي أن يطلب فلا يجاب.

(3)

وهي كذباته الثلاثة كما جاء في روايهَ أبي هريرة.

(4)

وهي قتله النفس التي لم يؤمر بقتلها. وراجع فتح الباري (11/ 435).

ص: 485

السلام عبد الله ورسوله وكلمة الله وروحه، فيأتون عيسى عليه السلام فيقول: لستُ هناكم

(1)

ولكن ائتوا محمدًا عليه السلام عَبْدًا غَفَرَ الله لَما ما تَقَدّم مِن ذنبِهِ وَمَا تَأخَّرَ، فَيَأتونِي فانطلق، فَأستأذن على ربي عز وجل فيُؤذَنُ لي عليه، فإذا رأيت ربي وقعتُ ساجدًا فَيَدَعُني مَا شاء الله أن يَدَعني ثم يقال

(2)

ارْفَعْ مُحمد وقُلْ يُسْمَع وَسَلْ تُعْطَه واشفع تُشفّع، فأحمد ربّي بمحامد يُعَلّمُنيه ثم أشفعُ فَيحدُّ لى حَدًا

(3)

فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيتُ ربّي تبارك وتعالى وقعتُ له ساجدًا فيدَعُنيْ ما شاء الله أن يدعني ثمّ يُقال ارْفَع محمد قُل يُسْمَع وَسَل تُعْطَه واشْفَعْ تُشَفع فأحمد ربّي بمحامد يُعَلمنِه، ثمّ أشفع فيحدّ لي حدًّا فأدخلُهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي قعت له ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال: ارفَعْ محمد وقل تسمع وسَل تعطه واشفْع تَشَفّع فأحمد ربي بمحامد يعلمنيه، ثم أشفع فيحد لي حدًّا فأدخلُهم الجنة حتى أرجع فأقول: يا ربّ ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن أي وجب عليه الخلود".

رواه البخاري ومسلم

(4)

من حديث هشام الدستوائي وغيره.

(1)

ولم يذكر ذنبًا. وكذا في رواية أبي هريرة. ولكن جاء في حديث أنه سيقول: إني اتخِذتُ إلهًا من دون الله.

راجع "فتح الباري"(11/ 435).

(2)

وفي النسخ الموجودة "ثم قال".

(3)

أي يُبَيَّن لي في كل طور من أطوار الشفاعة حدًا أقفُ عنده فلا أتعدّاه، أو أن المراد به تفضيل مراتب المخرجين في الأعمال الصالحة.

(4)

فأخرجه البخاري في التوحيد (8/ 172، 203) ومسلم في الإيمان (1/ 181 - 182) ولم يسق لفظه من حديث هشام عن قتادة.

وأخرجه أيضًا الطيالسي في "مسنده"(268) وابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 378 رقم 809) ولم يذكر متنه، وابن منده في "كتاب الإيمان"(3/ 809) والبغوي في "شرح السنة"(15/ 161) والمؤلف في "الأسماء والصفات"(250، 399) وفي "الاعتقاد"(41، 105). وللحديث عن قتادة طرق:

1 -

منها طريق سعيد بن أبي عروبة:

أخرجه البخاري في التفسير (5/ 146) ومسلم (1/ 181) ولم يسق لفظه، وأحمد في "مسنده"(3/ 116) وابن أبي عاصم في ""السنة" (377 - 378 رقم 857، 858) وابن أبي شيبة =

ص: 486

وفي حديث أبي عوانة

(1)

عن قتادة "يجمع الله الناس يوم القيامة"(وفي حديث أيى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة قال: يجمع الله يوم القيامة)

(2)

الأولين والاخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعى وينفذهم البصر وتدنو الشمس ويبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون وما لا يحتملون

(3)

ثم ذكر هذه القصة.

= في "المصنف"(11/ 450 - 451) وابن خزيمة في "التوحيد"(249) واللالكائي في "شرح السنة"(2/ 377 رقم 830) وابن منده في "كتاب الإيمان"(1/ 813).

2 -

ومنها طريق همام بن يحيى:

أخرجه منها البخاري في "التوحيد"(8/ 183) وأحمد (3/ 244) وابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 373 - 375 رقم 480) وابن منده في "كتاب الإيمان، (81213).

3 -

ومنها طريق أبي عوانة. وسيأتي تخريج الحديث منها.

4 -

ومنها طريق شعبة عن قتادة.

أخرجه منها ابن خزيمة في "التوحيد"(247).

5 -

ومنها طريق سليمان عن قتادة.

أخرجه بها أيضًا ابن خزيمة (248).

6 -

ومنها طريق شيبان عن قتادة.

أخرجه أبو يعلى في "المسند"(5/ 396 رقم 3064) وابن منده في "الإليمان" في (3/ 815).

كما رواه عن أنس حميد أخرجه ابن منده موقوفًا (3/ 822 - 823) وثابت عن أنس أخرجه أحمد (3/ 247 - 248) وابن خزيمة (253) وابن منده في "الإيمان"(3/ 816 - 817).

وعمرو بن أبي عمرو عن أنس أخرجه أحمد (3/ 144 - 145) والدارمي (27 - 28) وابن منده (3/ 825) والمؤلف في "الدلائل"(5/ 475).

(1)

حديث أبي عوانة عن قتادة أخرجه البخاري في الرقاق (7/ 203) ومسلم في الإيمان (1/ 180) وأبو يعلى في "مسنده"(5/ 278 رقم 2899) وابن أبي عاصم في "السنة "(2/ 375 - 377 رقم 805، 806) وابن منده (3/ 814).

(2)

ما بين القوسين سقط من (ن).

وحديث أبي هريرة أخرجه المؤلف في "الدلائل"(5/ 476 - 477) من طريق أبي زرعة عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا سيد الناس يوم القيامة وهل تدرون بم ذاك؟ يجمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة في صعيد واحد فيسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما (لا يطيقون) ولا يحتملون.

وأخرجه البخاري في "التفسير"(5/ 225) ومسلم في الإيمان (1/ 184 - 186).

(3)

في (ن) والمطبوعة "ما لا يحملون".

ص: 487

قال البيهقي رحمه الله: وهذا الحديث يجمع شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الجمع حتى يريحهم من مكانهم الذي بلغوا فيه من الغم والكرب ما لا يطيقون من طول القيام في الشمس، ثم شفاعته لأهل الذنوب من أمته.

وفي رواية معبد بن هلال

(1)

عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة ما دل على أن ذلك لأهل الكبائر من أمته فإنه قال في حديثه: " فاقول: ربي أمتي أمتي، فيقال: انطلق فمن كان في قلبه مثقالُ حبة من بُرة أو شعيرة من إيمان فاخْرجه منها" وقال في المرة الثانية "مثقالُ حبة خردل من إيمان" وفي المرة الثالثة "فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار".

[304]

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق، حدثنا يوسف بن يعقوب، حدثنا محمد بن أبي بكر، حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس قال: " (يشفع محمد صلى الله عليه وسلم حتى يُخرج من النار مَن كان في قلبه مثقال شعيرة من خير، ثم)

(2)

يشفع محمد صلى الله عليه وسلم حتى يخرج من النار من كان فى قلبه مثقال خردلة من خير. ثم يشفع محمد صلى الله عليه وسلم حتى يخرج من النار من كان في قلبه أدنى من شَطر خردلة من خير".

قال البيهقي رحمه الله: وفي كل ذلك دلالة على أنه يشفع لأهل الكبائر من أمته.

(1)

أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 182 - 183) والبخارىِ في "التوحيد"(8/ 201 - 202) وابن منده في "كتاب الإيمان"(3/ 820 - 822).

[304]

إسناده: صحيح.

• محمد بن أبي بكر هو المقذمي ثقة. (خ، م، س).

ولم أجد من خرّج هذا الحديث. وأخرج البخاري في "التوحيد"(8/ 200) من طريق حميد

عن أنس قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

إذا كان يوم القيامة شُفِّعت، فقلت يا رب أدخل الجنة من كان في قلبه خردلة فيدخلون، ثم أقول: أدخل الجنة من كان في قلبه أدنى شيء. فقال أنس: كأني أنظر إلى أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرجه أبو نعيم في المستخرج ولفظه:

"أُشَفّعُ يوم القيامة فيقال لي: لكَ من في قلبه شعيرهَ، ولك من في قلبه خردلة، ولك من في قلبه شيء" راجع "فتح الباري"(13/ 475).

وقد مرّ في الحديث السابق أنه يخرج بشفاعته صلى الله عليه وسلم من النار من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان.

(2)

ما بين القوسن سقط في المطبوعة.

ص: 488

[305]

أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أخبرنا أبو طاهر المحمدابادي، وأبو بكر القطان قالا حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، حدثنا عبد الرزاق ح.

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني بمكة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ثابت، عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي".

وروي ذلك عن أشعث الحداني

(1)

، ومالك بن دينار

(2)

،

[305] إسناده: رجاله ثقات.

• أبو بكر القطان هو محمد بن الحسين بن الحسن، شيخ صالح، مرّ.

والحديث أخرجه الترمذي في القيامة (4/ 625 رقم هـ 243) وابن خزيمة في التوحيد (270) وابن حبان في "صحيحه"(2596 - موارد) والحاكم في "المستدرك"(1/ 69) من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس به مرفوعًا.

وأخرجه المؤلف في "سننه"(8/ 17) وفي "الاعتقاد"(112) بالسند الأول هنا.

وأخرجه الطيالسي في "مسنده"(270 رقم 2026) وأبو يعلى في "مسنده"(6/ 40 رقم 3284) وابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 399 رقم 832) وابن خزيمة في "التوحيد"(271) من وجه أخر عن ثابت عن أنس به.

وقد ذكره السخاوي في "المقاصد"(ص 252 رقم 597).

وقال صححه ابن خزبمة وابن حبان والحاكم وقال الترمذي: إنه حسن صحيح غريب من هذا الوجه وذكر طرقَا أخرى. فراجع.

(1)

أشعث بن عبد الله بن جابر الحُداني (بمهملتين، مضمومة ثم مشددة) الأزدي، صدوق من الخامسة. (خت - 4).

أورده العقيلي في "الضعفاء ج (1/ 29) " وقال، في حديثه وهم.

وردّ عليه الذهبي في "الميزان"(1/ 266) وقال: قول العقيلي في حديثه وهم، ليس بمسلّم إليه. وأنا أتعجب كيف لم يخرج له البخاري ومسلم؟

وحديثه عن أنس أخرجه أبو داود في السنة من "سننه"(5/ 106 رقم 4739) وأحمد في "مسنده"(3/ 213) وابن خزيمة في "التوحيد"(271) والحاكم في "المستدرك"(1/ 69) والمؤلف في "سننه"(10/ 190).

(2)

مالك بن دينار البصري الزاهد. صدوق، من الخامسة (خت-4) وحديثه أورده ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 79) من رواية عبد الله بن أبي بكر المقدمّي عن جعفر ابن سليمان الضبعي عن مالك به. وقال: سمعت أبي يقول: هذا حديث منكر.

وذكره الذهبي في ترجمة عبد الله بن أبي بكر المقدمي في "الميزان"(2/ 399) ونقل قول أبي حاتم. وقال ابن عدي عبد الله بن أبي بكر: ضعيف (4/ 1571) وهو أخر محمد بن أبي بكر المقدمي، وأخرجه المؤلف في "الاعتقاد"(112) فقال أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أخبرنا =

ص: 489

وثابت

(1)

، وقتادة

(2)

، وزياد النميري

(3)

، ويزيد الرقاشي

(4)

عن أنس بن مالك.

[306]

حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي، أخبرنا أبو حامد بن الشرقي، حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، حدثنا أبوحفص عمرو بن أبى سلمة، حدثنا زهير بن محمد، عن جعفر بن محمد عن أبيه، عن جابر قال قال صلى الله عليه وسلم:"شفَاعَتِي لأَهْلِ الْكَبَائر مِنْ أمَّتِي".

قال البيهقي رحمه الله: وكذلك رواه الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد وزاد أن

= أبو أحمد القاسم بن أبي صالح الهمداني حدثنا إبراهيم بن الحسن بن ديزيل حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي

فذكره.

ولعله وهم من أحد الرواة أو خطأ من أحد النساخ، فالحديث لعبد الله وليس لأخيه.

(1)

راجع حديث رقم (305).

(2)

حديث قتادة عن أنس أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"(271) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 261) والحاكم في "المستدرك"(1/ 69).

(3)

زياد بن عبد الله النُميري البصري

ضعّفه ابن معين، وقال أبو حاتم: لا يحتج به. راجع "الميزان"(2/ 90 - 91) وقال ابن عدي: إذا روى عنه الثقة فلا بأس به. وأخرج حديثه في "الكامل"(3/ 1044 - 1045).

(4)

يزيد بن أبان الرقاشي البصري

ضعّفه غير واحد، وذكر أبن عدي حديثه في "الكامل"(1/ 341، 422، 2/ 619، 3/ 1003). وروي أيضًا من طريق حميد عن أنس أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 399 رقم 831) وابن عدي في "الكامل"(2/ 512).

ومن طريق عاصم الأحول عن أنس. أخرجه الطبراني في "الصغير"(1/ 160) وفي "الكبير"(1/ 258 رقم 749) وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 222) وقال: سمعت أبي وأبا زرعة يقولان هذا حديث منكر بهذا الإسناد، وقال أبي: هذا خطأ إنما هو عاصم عن أنس: "منْ كَذّب بالشفاعة وبالحوض لم تَنَلْه".

[306]

إسناده: رجاله ثقات.

• عمرو بن أبي سلمة التَّنَّيْسي (بكسر التاء المثناة، وتشديد النون بعدها ياء ساكنة ثم سين

مهملة) أبوحفص الدمشقي (م 213 هـ). صدوق له أوهام. من كبار العاشرة.

والحديث أخرجه الحاكم (1/ 69) وابن خزيمة في "التوحيد"(271) من طريق عمرو بن أبي سلمة التنيي به. وأخرجه المؤلف في "البعث"(55 رقم 1) بنفس السند.

وأخرجه أبو داود الطيالسى في "مسنده"(ص 233) عن محمد بن ثابت عن جعفر الصادق عن أبيه به. ومن طريق الطيالسي أخرجه الترمذي (4/ 625 رقم 2436) والحاكم (1/ 69) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 201) وقال، غريب من حديث محمد بن ثابت وجعفر لم يروه عنه إلا أبو داود، رواه عن أبي داود عمرو بن علي والمتقدمون من طبقة.

ص: 490

رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قوله تعالى: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى}

(1)

فقال: "إن شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي".

[307]

أخبرناه أبو عبد اللّه، حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد الزكي، حدثنا محمد ابن إبراهيم العبدي، حدثنا يعقوب بن كعب الحلبي، قال حدثنا الوليد بن مسلم فذكره.

[308]

وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد اللّه الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن

يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا أبو معاوية ح.

قال وأخبرنا أبو عمرو، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو كريب، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:"لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي: شفاعتي لأمّتي يوم القيامة فهي نائلة إن شاء الله تعالى مَنْ مَاتَ من أفتي لا يُشْرك بالله شيئًا".

رواه مسلم

(2)

عن أبي كريب.

(1)

سورة الأنبياء (21/ 28).

[307]

إسناده: صححه الحاكم، ولم أعرف شيخه.

• يعقوب بن كعب بن حامد الحلبي، أبو يوسف. ثقة، من العاشرة (د).

والحديث أخرجه الحاكم في "المستدرك"(2/ 382) وأخرجه ابن ماجه في الزهد (2/ 1441 رقم 4310).

وللحديث شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "الكبير"(11/ 189) ومن حديث ابن عمر أخرجه الخطيب في "تاريخه"(8/ 11).

[308]

الإسناد الأول ضعيف لأجل أحمد بن عبد الجار العطاردي.

• أبو عمرو هو ابن مطر، محمد بن جعفر.

• عبد الله بن محمد لعله ابن ناجية أو ابن شيرويه أو ابن أبي الدنيا.

(2)

في الإيمان (1/ 189) وأخرجه الترمذي بنفس السند في الدعوات (5/ 580 رقم 3602) وابن منده في "كتاب الإيمان"(3/ 843 رقم 913) وأخرجه ابن ماجه في الزهد (2/ 1440 رقم 4307) والحسين المروزي في زوائد الزهد لابن المبارك (563 رقم 1621) من طريق أبي معاوية وأخرجه أحمد (2/ 426) وابن خزيمة في "التوحيد"(258) وابن منده في "كتاب الإيمان"(3/ 843 رقم 912) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 363) والخطيب في "تاريخه"(3/ 424) والبغوي في "شرح السنة"(5/ 6) من طرق أخرى عن الأعمش عن أبي صالح به وبهذا الطريق أخرجه المؤلف في "الاعتقاد"(113).

وأخرجه البخاري في الدعوات من طريق مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به (7/ 145) وكذا ابن خزيمة في "التوحيد"(257) وابن منده في "كتاب الإيمان" (3/ 840 =

ص: 491

قال البيهقي رحمه الله: وكذلك رواه عمرو بن أبي سفيان

(1)

عن أبي هريرة. وبمعناه روى أبوذر

(2)

ومعاذ بن جبل

(3)

وأبوموسى

(4)

وعوف بن مالك

(5)

وغيرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم.

= رقم 901) وأخرجه المؤلف في "سننه"(8/ 17) بنفس السند.

وروي من طريق أبي سلمهَ عن أبي هريرة.

أخرجه البخاري في "التوحيد"(8/ 192) ومسلم (1/ 188 - 189) وأحمد (2/ 381 - 396)

والخطيب في "التاريخ"(11/ 141) والدارمي (724) وابن خزيمة (258 - 259) وابن منده (3/ 836 - 838 رقم 892 - 896) والمؤلف في "الأسماء"(213).

ومن حديث محمد بن زياد عن أبي هريرة.

أخرجه مسلم (1/ 190) وأحمد (2/ 409) والبغوي في "زوائد مسند ابن الجعد"(1/ 549 رقم 1173) وابن منده في "كتاب الإيمان"(3/ 842 رقم 908 - 910).

ومن حديث أبي زرعة عن أبي هريرة.

أخرجه مسلم (1/ 189) وابن خزيمة (257) وابن منده (3/ 843 رقم 911).

ومن حديث همام بن منبه عن أبي هريرة.

أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(11/ 413) ومن طريقه ابن خزيمة (259) وابن منده (3/ 842 رقم 907). وراجع طرقا أخرى للحديث عند ابن منده (3/ 836 - 843).

(1)

أخرجه مسلم (1/ 189) وابن خزيمة (258) وابن منده (3/ 839 - 840 رقم 897 - 899) والمؤلف في "سننه"(10/ 190).

(2)

ولفظه كما أورده الهيثمي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلى، جُعلتْ لي الأرض طهورا ومسجدا، وأُحلتْ لي الغنائم ولم تحل لنبي كان قبلي، ونصرت بالرعب مسيرة شهر على عدوّي، وبعثت إلى كل أحمر وأسود، وأُعطيتُ لي الشفاعة وهي نائلة من أمتي من لا يشرك بالله شيئًا. وقال رواه البزار بإسنادين حسنين راجع "مجمع الزوائد"(10/ 371) وأخرجه أحمد في "مسنده"، (5/ 145، 148، 161 - 162) والدارمي (620).

وأخرجه المؤلف بسنده في "الدلائل"(5/ 473).

(3)

أخرجه أحمد في "مسنده"(5/ 232) من حديث معاذ بن جبل وأبي موسى معًا وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني أجعل شفاعتي لمن مات لا يشرك بالله شيئًا".

وفي سنده انقطاع. راجع "مجمع الزوائد"(10/ 368).

(4)

أخرجه أحمد (4/ 404) وفيه: "أنتم ومن مات لا يشرك بالله شيئًا في شفاعتي". وراجع أيضًا (4/ 415).

وأخرجه الطبراني، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 369) وأخرج ابن أبي عاصم في "السنة" بنحوه (2/ 391 رقم 821) وسنده صحيح.

(5)

حديث عوف بن مالك أخرجه أحمد في "مسنده"(6/ 23 - 24، 28 - 29) وابن منده =

ص: 492

[309]

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا عارم بن الفضل، حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن الله)

(1)

يخرج قومًا من النار بالشفاعة فينبتون كأنهم الثعارير قال: قيل: لعمرو وما الثعارير؟ قال: الضغابيس".

قال حماد وكان سقط فمه قال حماد: قلت لعمرو يا أبا محمد سمعت جابر بن عبد الله يقول "يخرج قومًا من النار بالشفاعة؟ قال: نعم.

رواه البخاري في الصحيح

(2)

عن عارم. ورواه مسلم

(3)

عن أبي الربيع عن حماد.

= في "الإيمان"(3/ 848 - 849 رقم 925) وابن خزيمة في "التوحيد"(263 - 268)، وراجع "كتاب السنة" لابن أبي عاصم (2/ 388 - 390).

[309]

إسناده: صحيح.

• إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد، أبو إسحاق القاضي، المالكي البصري

(م 282 هـ).

الإمام العلامة، قاضي بغداد، أخذ الفقه عن أحمد بن المعذل وطائفهَ، وأخذ صناعة الحديث عن علي بن الديني، وفاق أهل عصره في الفقه. صنف "المسند" وصنف في علوم القرآن وأحكامه، وصنف "الموطأ" وألف كتابًا في الرد على محمد بن الحسن الشيباني.

راجع ترجمته في "الجرح والتعديل"(2/ 158)، "طبقات الفقهاء"(164 - 165)، "تاريخ بغداد"(6/ 284 - 290)، "معجم ياقوت"(6/ 129 - 140)، "التذكرة"(2/ 625 - 626)، و "السير"(13/ 339 - 341)، "الوافي"(9/ 91 - 93)، "طبقات المفسرين"(1/ 106 - 108)، "شذرات"(2/ 178).

• عارم لقب محمد بن الفضل السدوسي، أبو النعمان البصري (م 224 هـ).

ثقة ثبت، تغير في آخر عمره. من صغار التاسعة (ع).

(1)

سقط من (ن) والمطبوعة.

(2)

في الرقاق (7/ 202) ومن طريق عارم وغيره عن حماد أخرجه ابن منده في"كتاب الإيمان"(3/ 806 رقم 855).

(3)

في الإيمان (1/ 178) وأخرجه بنفس السند ابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 404 رقم 841) وابن منده في "الإيمان"(3/ 806 رقم 855) كما أخرجه من طرق أخرى (3/ 805 - 806) وأخرجه ابن خزيمة مختصرًا (277) والخطيب في "تاريخه"(12/ 177) من طريق سفيان عن عمرو بن دينار. =

ص: 493

ورواه أيضّا عمران بن حصين

(1)

وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم ببعض معناه.

[310]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي، حدثنا إسحاق ابن الحسن الحربي، حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، حدثنا أبو عاصم محمد بن أبي أيوب الثقفي، حدثنا يزيد الفقير قال: كنت قد شغفني رأي من رأى الخوارج، وكنت رجلًا شابًّا فخرجنا في عصابة ذوي عدد، نريد الحج ثم نخرج على الناس فمررنا على المدينة.

فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم جالسًا إلى سارية، وإذ قد ذكر الجهنميين فقلت له: يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما هذا الذي تحدثون؟ واللّه تعالى يقول: {إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ}

(2)

.

= وهو عند المؤلف في "سننه" بنفس السند (10/ 191) وراجع رقم (319)،

غريب الحديث: "سقط فمه" أي سقطت أسنانه أي أسنان عمرو.

الثعارير: جمع ثعرور كعصفور- قثاء صغار.

والضغابيس: جمع ضغبوس: شيء ينبت في أصول الثمام يشبه الهلبون.

(1)

أخرجه البخاري في الرقاق (7/ 203) ولفظه:

يخرج قوم من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فيدخلون الجنة، يُسمون الجهنميين.

وأخرجه أبو داود في "السنة"(5/ 106 رقم 4740) والترمذي في صفة جهنم (4/ 715 رقم 2600) وأحمد (4/ 434) وابن خزيمة (276) والمؤلف في "الاعتقاد"(107).

وروي مثله عن أنس أخرجه البخاري في الرقاق (7/ 202) وفي التوحيد (8/ 187) وأحمد في "مسنده"(3/ 133، 134، 147، 163، 208، 269) وابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 407 رقم 845) وابن خزيمة في "التوحيد"(274 - 278) وانظر فيه أحاديث أخرى.

[310]

إسناده: صحيح.

• أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان، الصيرفي، المروزي، الدُّخمسيني (م 348 هـ).

محدث رحال، قال الذهبي: ما علمتُ به بأسًا.

ترجمته في "الأنساب"(5/ 324 - 325)، "السير"(15/ 554)، "الوافي"(10/ 216 - 217)، "شذرات"(2/ 369 - 370).

• أبو عاصم محمد بن أبي أيوب الثقفي، الكوفي

صدوق. من السابعة (م).

(2)

سورة آل عمران (3/ 192).

ص: 494

{كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا}

(1)

.

فما هذا الذي تقولون؟ فقال أي بني تقرأ القرآن؟ فقلت: نعم. فقال: هل سمعت بمقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يبعثه الله فيه؟ فقلت: نعم. قال: فإنه مقام محمد الحمود الذي يخرج الله به من يخرج من النار، قال: ثم نعت وضع الصراط، ومر الناس عليه فأخاف أن لا أكون حفظت ذلك غير أنه قد زعم أن قومًا يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها، قال: فيخرجون كأنهم عيدان السماسم

(2)

فيدخلون نهرًا من أنهار الجنة فيغتسلون فيه، قال: فيخرجون كأنهم القراطيس البيض، قال: فرجعنا فقلنا: ويحكم ترون

(3)

هذا الشيخ يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فرجعنا فوالله ما خرج منا غير رجل واحد.

رواه مسلم في الصحيح

(4)

عن حجاج بن الشاعر عن الفضل بن دكين.

[311]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أحمد بن سلمان الفقيه، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب بن خالد، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذَا دَخَلَ أَهْلُ الجْنةِ الجْنةَ وَأَهْل النّار النار يقُولُ الله

(1)

سورة السجدة (32/ 20).

(2)

عيدان السماسم، شبه بها هؤلاء الذين يخرجون من النار وقد امتحشوا، لأن عيدانها إذا قلعت وتركت ليؤخذ حبّها تكون دقاقًا سوداء كأنها محترقة. راجع "النهاية" لابن الأثير.

(3)

في (ن)"أتدرون".

(4)

في الإيمان (1/ 179).

وأخرجه ابن منده في "الإيمان" من طريق الفضل بن دكين (807 رقم 858) وهو عند المؤلف في "الاعتقاد"(107) من وجه آخر عن أبي نعيم.

[311]

إسناده: صحيح.

• محمد بن غالب بن حرب، أبو جعفر، الضبّي، البصري، الملقب بتَمْتَام (م 283 هـ) إمام، محدث. قال الدرقطني: ثقة مأمون إلا أنه يخطئ، وقال مرة: ثقة مجّود. ترجمته في "الجرح والتعديل"(8/ 5)، "تاريخ بغداد"(3/ 143 - 146)، "السير"(13/ 390 - 392)، "الميزان"(3/ 681)، "الوافي"(4/ 307)، "لسان الميزان"(5/ 337 - 338)، "شذرات"(2/ 185).

• عمرو بن يحيى هو ابن عمارة بن أبي حسن المازني المدني.

هو وأبوه ثقتان، من رجال الجماعة.

ص: 495

عزّ وجلّ: مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مِثقَال حَبّة خردلٍ مِنْ خَير فَأخرجوه، فَيُخْرَجُون قد امتُحشوا وعَادُوا حُممًّا، قال: فيلقون في نهرٍ يقال له نهر الحياة قَال: فيَنْبتُونَ فيه كَما تَنبتُ الحِبّهُ في حَمِيْل السَّيل

(1)

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تَرَوْنَهَا تنبت صَفرَاء مُلْتَويةً".

رواه البخاري في الصحيح

(2)

عن موسى بن إسماعيل.

وأخرجه مسلم

(3)

من وجه آخر عن وهيب.

[312]

أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر بن إسحاق، حدثنا موسى يعني ابن إسحاق الأنصاري، حدثنا عبد الله بن أبي شيبة، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا شيبان، قال قال قتادة سمعت أبانضرة يحدث عن سمرة بن جندب أنه

(1)

الحِبّة (بكسر الحاء) بذور البقول وحبّ الرياحين.

"حميل السيل" ما يحمله السيل من طين أو غثاء أو غيره. فإذا اتفقت فيه حبة واستقرت على شط مجرى السيل فإنها تنبت في يوم وليلة فشبّه بها سعرعة عود أبدانهم وأجسامهم إليهم بعد إحراق النار لها.

(2)

في الرقاق (7/ 202) وأخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان" من طريق موسى وغيره عن وهيب به (3/ 785 رقم 822).

(3)

في الإيمان عن أبي بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا وهيب، ولم يسق لفظه بل أحاله على حديث مالك برواية هارون بن سعيد حدثنا ابن وهب عن مالك (1/ 172).

وحديث مالك أخرجه البخاري عن ابن أبي أويس عنه في الإيمان (1/ 11) وعنه ابن أبي عاصم في"السنة"(2/ 405 رقم 842) وأخرجه أيضًا أبو يعلى في"مسنده"(2/ 423 رقم 1219) وابن منده في "كتاب الإيمان"(3/ 784 - 785 رقم 820 - 821) وابن خزيمة في "كتاب التوحيد"(294) والبغوي في "شرح السنة"(15/ 190).

وحديث وهيب أخرجه أحمد في "مسنده"(3/ 56).

وأخرجه المؤلف في "سننه"(10/ 191) من وجه أخر عن محمد بن غالب به.

[312]

إسناده: صحيح.

• شيبان بن عبد الرحمن التميمي مولاهم، النحوي، أبو معاوية (م 164 هـ).

ثقة، صاحب كتاب، من السابعة (ع).

• أبو نضرة، المنذر بن مالك بن قُطعة العبدي، البصري (م 108 هـ).

مشهرر بكنيته، ثقة. من الثالثة (خت، م-4).

ص: 496

سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ منهم من تأخذه النار إلى كَعْبَيه ومنهم مَنْ تَأخذه إلى حُجزته ومِنْهُم مَنْ تَأخذه إلى تَرْقُوته".

رواه مسلم

(1)

عن ابن أبي شيبة.

وفي رواية سعيد

(2)

عن قتادة: "وَمِنْهُم مَنْ تَأخُذهُ النّار إلى رُكبتيه".

قال البيهقي رحمه الله: وروينا في الحديث الثابت عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الرؤية والصراط ومرور المؤمنين عليه ثم قولهم: "أيْ ربّنا إخواننا كانوا يصلون معنا، ويصومون معنا، ويحجون، ويجاهدون معنا، فأخذتهم إلى النار فيقول: اذهبوا فمن عرفتم صورته فأخرجوه وتحرم صورهم على النار، فيجدُون الرجل قد أخذته النار إلى قدميه والى أنصاف ساقيه، وإلى ركبتيه وإلى حِقْويه، فيخرجون منها بشرًا كثيرًا، ثم يعودون فيتكلمون فيقول: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال قيراط خير فأخرجوه، فيخرجون بشرًا كثيرًا ثم يعودون فيتكلمون

(3)

فلا يزال

(1)

في صفة الجنة (3/ 2185) وأخرجه ابن أبي عاصم بنفس السند (2/ 411 رقم 585) وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة (13/ 172) ومسند الإمام أحمد (5/ 10) وأخرجه المؤلف بنفس السند في"البعث"(281 رقم 491).

"الحُجزة" هي معقد الإزار والسراويل.

"الترقوة" هي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق.

(2)

أخرجه مسلم "3/ 2185" وأحمد (5/ 10، 18) وابن خزيمة (326).

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 411) فقال عن أبي نضرة عن أبي سعيد.

قال الألباني: أخشى أن يكون قوله "عن أبي سعيد" وهما من بعض رواته فقد رواه جماعة عن سعيد وهو ابن أبي عروبة به عن سمرة فهو من مسند سمرة بن جندب. وكذلك رواه غير سعيد عن قتادة.

وأخرجه هو (2/ 412 رقم 856) والطبراني في "الكبير"(7/ 258 رقم 6889) من طريق سعيد ابن بشير عن قتادة، عن الحسن، وهو وهم. وسعيد بن بشير ضعيف.

وأخرجه الطبراني (7/ 282 رقم 6969) عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي نضرة به.

كما أخرجه أيضًا (6970) من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة فلم يذكر "ركبتيه".

وأخرجه الحاكم في "المستدرك"(4/ 586) من طريق الحجاج بن الحجاج الباهلي عن قتادة فذكر "إلى ركبتيه".

(3)

وفي كتاب الإيمان لابن منده بعده.

"فيقول اذهبوا فمن وجدتم في قلبه نصف قيراط خير فأخرجوه فيخرجون بشرًا كثيرًا ثم يعودون فيتكلمون فلا يزال يقول ذلك حتى يقول".

ص: 497

يقول ذلك حتى يقول: اذهبوا وأخرجوا من وجدتم في قلبه مثقال ذرة فأخرجوه".

وكان أبو سعيد إذا حدث بهذا الحديث يقول: وإن لم تصدقوني فاقرءوا.

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا}

(1)

الآية.

"فيقولون ربنا لم نذر فيها خيرًا فيقول هو: بقي أرحم الراحمين قال: فيقول: قد شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون. فهل بقي إلا أرحم الراحمين؟ فيأخذ قبضة من النار قال: فيخرج قومًا قد عادوا حممًا لم يعملوا لله عمل خير قط، فيطرحون في نهر الجنة يقال له نهر الحياة، فينبتون فيه والذي نفسي بيده كما ينبت الحبة في حميل السيل، ألم تروها وما يليها من الظل أُصيفر وما يليها من الشمس أُخيضر؟ قلنا: يا رسول الله كأنك كنت في الماشية؟ قال: فينبتون كذلك فيخرجون أمثال اللؤلؤ فيحلون في رقابهم الخواتيم ثم يرسلون في الجنة، هؤلاء الجهنميون هؤلاء الذين أخرجهم اللّه من النار بغير عمل (عملوه)

(2)

ولا خير قدموه قال الله عز وجل: خذوا فلكم ما أخذتم فيأخذون حتى ينتهوا، قال: ثم يقولون لو يعطينا الله ما أخذنا! فيقول الله عز وجل: إني أعطيتكم أفضل مما أخذتم ثم قال: فيقولون: أي ربنا وما أفضل مما أخذنا؟ فيقول: رضواني فلا أسخط".

[313]

أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، وأبوزكريا بن أبي إسحاق، قالا

(3)

حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، أخبرنا جعفر بن عون، أخبرنا هشام ابن سعد، أخبرنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري فذكره.

رواه مسلم

(4)

عن أبي بكر بن أبي شيبة عن جعفر بن عون.

(1)

سورة النساء (4/ 40).

(2)

زيادة من "كتاب الإيمان" لابن منده.

[313]

إسناده: صحيح.

• هشام بن سعد المدني، أبوعباد أو أبو سعد. صدوق له أوهام، ورمي بالتشيع. من كبار السابعة (خت م-4).

(3)

وفي النسخ "قال".

(4)

في الإيمان (1/ 171) ولم يسق لفظه بل أحاله على حديث حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم- الذي ساقه بطوله (1/ 167 - 171).

وأخرجه البخاري في "التوحيد"(8/ 181) من طريق سعيد بن أبي هلال عن زيد به. =

ص: 498

قال البيهقي رحمه الله: وأخرجا

(1)

حديث سعيد بن المسيب "عطاء بن يزيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة قال في آخرها: (فيقول له: تَمَنَّ فيتمَنَّى حتّى إذا انقطع به قال الله عز وجل: من كذا وكذا فسل، يذكره ربه حتى إذا انتهَت به الأماني قال الله تعالى: لك ذلك ومثله معه"

(2)

قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لك ذلك وعشرة أمثاله".

وروينا

(3)

في حديث أبي صالح عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يخرج من النار:

"فيمكثون في الجنة حينًا فيقال لهُم: هَلْ تشتَهُون شيئًا؟ فيقولون: ترفَع عنّا هذا الاسم فيرفع عنهم".

[314]

أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أخبرنا أبو طاهر المحمدابادي، أخبرنا العباس بن محمد، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إني لأعلمُ أخرَ أهلِ الجنّة دخولًا، وأخِرَ أهل النار خُروجًا من النّار، رجل يَخرُج حَبْوًا فيقول له ربه: ادخُل الجنَّة، فيقول: أرَى الجنّة مَلأى فيقول له ذلك ثلاث مّراتٍ كل ذلك يعيد: الجنّة مَلأى، فيقول: إن لك مثل الدنيا عشر مرات".

= وابن ماجه في "المقدمة"(1/ 23 رقم 60) وأحمد (3/ 94) من طريق معمر عن زيد ببعضه.

وأخرجه ابن منده بطوله عن محمد بن يعقوب وغيره عن محمد بن عبد الوهاب (3/ 776 - 779 رقم 816) كما أخرجه من طرق أخرى (3/ 779 - 783 رقم 817 - 818) وأخرجه ابن خزيمة (173) وابن أبي عاصم في "السنة"(1/ 199 رقم 457) ببعضه وهو عند المؤلف في "الاعتقاد"(65) بنفس السند مختصرًا.

(1)

أخرجه البخاري في الأذان (1/ 195 - 197) وفي الرقاق (7/ 205 - 206) ومسلم في الإيمان (1/ 163 - 167) وأحمد في "مسنده"(2/ 293 - 294) وابن منده في "الإيمان"(3/ 768 - 770 رقم 807) بطوله.

(2)

سقط ما بين الفوسين من (ن).

(3)

أخرجه المؤلف بسنده عن إبراهيم بن طهمان عن الأعمش به في "الاعتقاد"(110).

[314]

إسناده: صحيح.

• إبراهيم هو النخعي الفقيه (ع).

• عبيدة (بفتح الهملة وكسر الموحدة) ابن عمرو السلماني، الرادي، أبو عمرو الكوفي. تابعي كبير مخضرم، ثقة ثبت. (ع).

ص: 499

رواه البخاري في الصحيح

(1)

عن محمد بن خالد عن عبيد الله، وأخرجاه

(2)

من

حديث جرير عن منصور

(3)

.

قال البيهقي رحمه الله: وقد ذكرنا هذه الأخبار في كتاب "البعث والنشور" بعضها في أبواب الشفاعة وبعضها في أبواب "آخر من يخرج من النار"

(4)

وذكرنا معها غيرها وفيما ذكرناه ها هنا كفاية وبالله التوفيق.

[315]

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد القطان، حدثنا أبو عبد الله محمد بن

(1)

فى التوحيد (8/ 202).

(2)

أخرجه البخاري في الرقاق (7/ 204) عن عثمان بن أبي شيبة ومسلم فى الإيمان (1/ 173) عن عثمان واسحاق بن إبراهيم الحنظلي كلاهما عن جرير به. وأخرجه ابْن ماجه في "الزهد"(2/ 1452 رقم 4339) عن عثمان به. وتمام الحديث عندهما: قال فيقول: أتسخر بي وأنت الملك؟ قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه.

وأخرجه أيضًا ابن منده في "الإيمان"(3/ 797 رقم 842) والمؤلف في "البعث"(101 رقم 95).

وأخرجه أحمد في "مسنده" من طريق شيبان عن منصور (1/ 460).

كما أخرجه مسلم من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم به (1/ 174) وكذا الترمذي (4/ 712 رقم 2595 و 713 رقم 2596) وابن خزيمة (317) وابن منده (3/ 798 رقم 843 - 844) والبغوي في "شرح السنة"(15/ 189) والخطيب في "تاريخه"(5/ 120).

(3)

وفي النسخ "جرير بن منصور".

(4)

انظر باب ما جاء أخر من يخرج من النار ويدخل الجنة في كتاب "البعث والنشور"(99 - 102).

[315]

إسناده: ضعيف.

• أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد القطان، إذا لم يكن ابن بالويه المزكي فلا أدري من هو. وستأتي ترجمة ابن بالويه.

• أبو النعمان هو عارم، محمد بن الفضل.

• سلام بن مسكين بن ربيعة الأزدي، البصري، أبوروح (م 167 - هـ). ثقة، رمي بالقدر، من السابعة (خ، م، د، س، ق).

• أبو ظلال هو هلال بن أبي هلال القسملي البصري. مشهور بكنية، ضعيف من الخامسة (خت).

وراجع فيه "الميزان"(4/ 316)، "والمجروحين" لابن حبان (3/ 43)! و"الكامل" لابن عدي (7/ 2578).

وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات.

والحديث أخرجه أحمد في "مسنده"(3/ 230) والبغوي في "شرح السنة"(15/ 193) وأخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات"(105) من وجه أخر عن محمد بن عبد الوهاب به. =

ص: 500

يعقوب الحافظ، حدثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء، أخبرنا أبو النعمان، حدثنا سلام بن مسكين، حدثنا أبو ظلال، عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن رجلًا يُنادي في النّار ألفَ سنة: يا حنَّان يا منَّان فيقول الله لجبرائيل: اذهبْ فأتِني بعبدي هذا، قال: ذهب جبرائيل فوجد أهل النار مُنْكَبين يبكون قال: فرجع إليه فأخبر ربه. قال اذْهبْ إليه فأتني به فإنَّه في مكان كذا وكذا قال: فذهب فجاء به قال: ياعبدى كيفَ وجدتَ مكانك ومَقيلك؟ قال: يا رب شر مكان وشر مَقيل. قال: رُدّوا عبدي. قال: ما كنتُ أرجُو أنْ تُعيدني إليها إذا أخرجتَني منها. قال الله لملائكته: دَعُوا عبدي".

قال البيهقي رحمه الله: هكذا روي في هذا الحديث، وقد روينا حديث بشر بن

المفضل

(1)

عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أمّا أهل النّار الَذيِنَ هم أهلها فإنهم لا يمُوتُون فيها ولا يَحْيَون، ولكن ناس أصابتهم النّار بذنوبهم- أو قال بخطاياهم- أماتتهُمْ إماتةً حتى إذا كانوا فحمًا أُذِنَ فى الشفاعة فيُجاء بهم ضبائر

(2)

قد امتُحشوا فيُلْقَوْنَ على أنهار الجنّة ثمّ قيل يا أْهل الجنّة أفيضوا عليهم من الماء فَيَنْبُتُوْنَ نبات الحبة تكون في حَميل السيل. فقال رجل: كَأنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان بالبادية".

[316]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبونضر الفقيه، حدثنا نصر بن أحمد

= وأخرجه المؤلف في "البعث والنشور"(81 رقم 53) من وجه آخر عن سلام بن مسكين به.

وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 267).

وقال هذا حديث ليس بصحيح قال ابن معين أبو ظلال اسمه هلال ليس بشيء وقال ابن حبان كان مغفلَا. وأخرجه السيوطي في "اللآَلئ المصنوعة"(2/ 466) من طريق حسن بن موسى عن سلام بن مسكين.

(1)

بشر بن المفضل بن لاحق الرقاشي، أبو إسماعيل البصري (م 186 هـ). ثقة ثبت، عابد. من الثامنة (ع).

• أبو مسلمة هو سعيد بن يزيد بن سلمة الأزدي، البصري. ثقة. من الرابعة (ع).

(2)

ضبائر جمع ضبارة: جماعة الناس.

[316]

إسناده: رجاله ثقات.

• أبو النضر الفقيه هو محمد بن محمد بن يوسف الطوسي، مر.

• نصر بن أحمد بن نصر، أبو محمد، المعروف بنصرك (م 293 هـ). جمع وخرج وصنف المسند وبرع في هذا الشأن. ترجمته في "تاريخ بغداد"(13/ 293)، "التذكرة"(2/ 676)، "السير"(13/ 538).

ص: 501

البغدادي، حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال

(1)

وأخبرني أبو النضر، حدثنا جعفر بن أحمد الشاماتي، حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام قالا حدثنا بشر بن المفضل فذكره.

رواه مسلم

(2)

عن نصر بن علي ورواه سليمان

(3)

التيمي عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فأتى على هذه الآية: {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى}

(4)

.

فقال: معنى ما رويناه في رواية أبي مسلمة عن أبي نضرة.

قال البيهقي رحمه الله: فيحتمل أن يكون هذا صنيعه ببعض أهل التوحيد الذين ارتكبوا الذنوب والخطايا، وكما في الحديث الأول

(5)

إن صح إسناده صنيعه ببعضهم، وكذلك ما روينا ها هنا وفي كتاب "البعثالنشور" من اختلاف حال من يخرج من النار إنما هو على حسب ذنوبهم وعلى مقدار ما أراد الله تعالى من عقوبتهم، والله يعصمنا من النار بفضله ورحمته.

(1)

"قال" أي أبو عبد الله الحافظ.

• جعفر بن أحمد بن أبي عبد الرحمن الشاماتي (م 292 هـ). الإمام المحدث الرحال المصنف.

من فقهاء الشافعية. ترجمته في "الأنساب"(8/ 33)، "والسير"(14/ 15)، "معجم البلدان"(3/ 311).

(2)

في الإيمان (1/ 172) وذكر متابعة لبشر من شعبة عن أبي مسلمة.

وأخرجه ابن ماجه من طريق نصر بن علي وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب عن بشر به (2/ 1441 رقم 4309) وابن منده في الإيمان من وجه أخر عن بشر به (3/ 780 رقم 831) وأخرجه من طرق أخرى (3/ 786 - 792).

وأخرجه أحمد في "مسنده"(3/ 11، 20، 25، 79، 90) والدارمي (727) وابن خزيمة في "التوحيد"(279 - 283) وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 348 رقم 1097، و 518 رقم 1370) والطبري في "تفسيره"(1/ 248) وهو عند المؤلف في "الاعتقاد" من وجه آخر عن أبي مسلمة (108).

(3)

حديث سليمان التيمي أخرجه ابن خزيمة (283) وابن منده (3/ 787 رقم 825).

(4)

سورة طه (20/ 74).

(5)

يعني الحديث رقم (316) وقد عرفنا حاله.

ص: 502

[317]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى، قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا خالد بن يزيد، حدثنا الأشعث بن جابر، قال قلت للحسن: يا أبا سعيد قول الله عز وجل: {يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ}

(1)

.

قال: فضرب بيده على فخذه فقال: إن أولئك أهلها، إنما هؤلاء قوم أصابوا ذنوبًا لم يوجد منهم فينتقم على الصراط ثم عفا عنهم.

وروي أن جابرًا أجاب بمثل هذا.

[318]

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، حدثنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا سعيد بن

عثمان الأهوازي، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا أيوب بن عتبة، عن قيس بن طلق بن علي عن أبيه قال: كنت من أشد الناس تكذيبًا بالشفاعة، حتى أتيت جابر بن عبد الله فقرأت عليه على آية أقدر عليها في ذكر خلود أهل النار فيها. فقال لي: يا طلق أنت أعلم

[317] إسناده: لا بأس به.

• إبراهيم بن مرزوق بن دينار، أبو إسحاق، البصري (م 270 هـ). الحافظ الحجة، قال النسائي: صالح، وقال ابن يونس: كان ثقة ثبتًا. وقال الدارقطني: ثقة إلا أنه يخطئ فيقال له فلا يرجع. راجع "الجرح والتعديل"(2/ 137)، "السير"(12/ 354 - 355)،"الميزان"(1/ 65) وهو من رجال التهذيب.

• خالد بن يزيد الأزدي، العتكي، البصري. صدوق يهم، من الثامنة (د، ت).

• الأشعث بن جابر هو الأشعث بن عبد الله بن جابر الحداني. صدوق من الخامسة (خت- 4) وقد مر. وفي (ن) والمطبوعة "أبو الأشعث بن جابر" وهو خطأ.

والحديث نسبه السيوطي في "الدر المنثور"(3/ 72) للمؤلف وابن المنذر.

(1)

سورة المائدة (5/ 37).

[318]

إسناده: ضعيف.

• سعيد بن عثمان الأهوازي، أبو سهل. ثقة صدوق، راجع "تاريخ بغداد"(9/ 97).

• أيوب بن عتبة اليمامي، أبو يحيي القاضي (م 160 هـ). ضعيف من السادسة، (ق) وراجع "الميزان"(1/ 291).

• قيس بن طلق بن علي الحنفي اليمامي. صدوق. من الثالثة. (4).

وأخرج البخاري في "الأدب المفرد"(212 رقم 818) بنحوه بسند لا بأس به. ونسبه السيوطي في "الدر المنثور"(3/ 72) لابن مردويه أيضًا.

ص: 503

بكتاب الله منيوأعلم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم مني، إن الذي قرأت لهم أهلها ولكن هؤلاء أصابوا ذنوبًا فعذبوا ثم أخرجوا وأخرجوا منها ونحن نقرأ كما قرأت.

وشاهده عن جابر بن عبد الله قد مضى في هذا الجزء

(1)

.

[319]

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا عبيد ابن شريك، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يُخْرَج قومٌ من النّار بعدما امتُحشوا فيدخلون الجنَّة".

قال عمرو بن دينار

(2)

قال عبيد بن عمير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يُخْرَجُ قوم من النار

(1)

راجع الحديث (310).

[319]

إسناده: حسن.

• نعيم بن حماد بن معاوية الخزاعي، أبو عبد الله المروزي (م 228 هـ). صدوق يخطئ كثيرًا، من العاشرة. (خ مقرونَا د، ت، ق). قد تتبع ابن عدي في "كامله"(7/ 2482 - 2485) ما أخطأ فيه وقال: باقي حديثه مستقيم.

والحديث أخرجه مسلم (1/ 178) عن أبي بكر بن أبي شيبة حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو سمع جابرًا يقول سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم بأذنه يقول: و إن الله يخرج ناسّا من النار فيدخلهم الجنة".

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(3/ 363 رقم 1831، 466 رقم 1973) تابعه حماد بن زيد عن عمرو.

وأخرج حديثهما ابن منده في، "كتاب الإيمان"(3/ 805 - 806 رقم 852 - 855) وكذا ابن خزيمة في "التوحيد"(277) وابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 404 رقم 840 - 841) وأخرجه الطيالسي (229 رقم 2805) ومسلم (1/ 178) وأبو يعلى (3/ 473 رقم 1992) من حديث حماد بن زيد عن عمرو.

وأخرجه الخطيب من طريق محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا عبيد بن عبد الواحد البزار حدثنا نعيم بن حماد فذكره بطوله (12/ 177) والحميدي في "مسنده"(1245) عن سفيان به.

وأخرجه المؤلف في "سننه"(10/ 191) وفي "الاعتقاد"(107) من وجه أخر عن سفيان به مختصرًا.

وأخرجه أحمد في "مسنده"(3/ 381) والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 212)، وانظر

رقم 309).

(2)

أخرجه سعيد بن منصور وابن أبي عمر. راجع "فتح الباري"(11/ 425).

ص: 504

فيدخلون الجنة" قال فقال له رجل: يا أبا عاصم ما هذا الحديث الذي تحدث به؟ قال فقال عبيد بن عمير: إليك عني يا علج، فلو لم أسمعه من ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما حدثته.

قال سفيان: قدم علينا عمرو بن عبيد ومعه رجل تابع له على هواه، قال: فدخل عمرو بن عبيد الحجر فصلى فيه وخرج صاحبه فقام على عمرو بن دينار وهو يحدث هذا عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجع إلى عمرو بن عبيد فقال له: يا ضال أما كنت تخبرنا أنه لا يخرج من النار أحد؟ قال: بلى، قال: فهو ذا عمرو بن دينار يزعم أنه سمع جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُخرَجُ قوم من النّار فيدخلون الجنة" قال فقال عمرو بن عبيد: هذا (له) معنى لا تعرفه، قال فقال الرجل: وأي معنى (يكون) لهذا؟ قال: ثم نفض يده

(1)

من يده وفارقه.

[320]

أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أخبرنا أبو حامد بن بلال، حدثنا أبو الأزهر، حدثنا يحيى بن أبي الحجاج، عن عيسى بن سنان، حدثنا رجاء بن حيوة قال: سئل جابر بن عبد الله هل كنتم تسمون من الذنوب كفرًا أو شركًا أو نفاقًا؟ قال: "معاذ الله ولكنا نقول: مؤمنين مذنبين".

(1)

في "تاريخ بغداد""ثم قلب ثوبه من يومه وفارقه".

[320]

إسناده: لين.

• أبو الأزهر هو أحمد بن الأزهر، مر.

• يحيى بن أبي الحجاج الأهتمي، أبوأيوب البصري. واسم أبيه عبد الله. لين الحديث. من التاسعة (ت، س) راجع "الميزان"(4/ 368).

• عيسى بن سنان، أبو سنان القسملي. لين الحديث. من السادسة (بخ، قد، ت، س).

• رجاء بن حيوة، الكندي، أبوالمقدام أو أبونضر الفلسطيني. ثقة. فقيه من الثالثة (خت م-4).

وأخرج أحمد من طريق أبي الزبير عن جابر قال قلنا لجابر أكنتمم تعدون الذنوب شركًا؟

قال: معاذ اللّه. (3/ 389).

وأخرج أبو عبيد بنحوه في "كتاب الإيمان"(98/ 29) من طريق أبي سفيان. وقال الألباني إسناده صحيح على شرط مسلم.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 107) وقال رواه أبو يعلى والطبراني في "الكبير" ورجاله رجال الصحيح.

ص: 505

قال البيهقي رحمه الله: وروينا في معناه عن علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وحذيفة بن اليمان وغيرهم.

وقد ثبت بما ذكرنا ها هنا وفي كتاب "البعث"

(1)

أن المؤمن لا يخلد في النار بذنوبه غير أن القدر الذي يبقى فيها غير معلوم والذي تلحقه الشفاعة ابتداء حتى لا يعذب أصلًا غير معلوم فالذنب خطره عظيم وشأنه جسيم وربنا غفور رحيم عقابه شديد أليم.

[321]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس الأصم، حدثنا إبراهيم بن

مرزوق، حدثنا سعيد بن عامر، حدثنا خشيش أبومحرز، قال سمعت أبا عمران الجوني

يقول: "هبك تنجو، بعد كم تنجو"

(2)

.

(1)

راجع باب قول الله عز وجل {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} من

كتاب "البعث والنشور"(65 - 89).

[321]

إسناده: حسن.

• خشيش أبومحرز ذكره ابن ماكولا في "الإكمال"(3/ 150) وقال: بصري حدث عن أبي عمران الجوني وعنه سعيد بن عامر الضبعي.

• سعيد بن عامر (م 180 هـ). ثقة، صالح. قال أبو حاتم: ربما وهم. من التاسعة (ع).

(2)

بعده في المطبوعة: آخر الجزء الرابع والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيد المرسين. يتلوه إن شاء الله في الجزء الخامس:"فصل فيما يجاوز الله عن عباده ولا يؤاخذهم به فضلًا منه ورحمة" والمنة لله على نعمه.

الجزء الخامس من كتاب الجامع لشعب الإيمان

تأليف الإمام الحافظ شيخ السنة أبي بكر أحمد بن الحسن البيهقي رحمه الله.

بسم الله الرحمن الرحيم

أخبرنا الشيخ الإمام الأجل العالم الحافظ بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنة أبو محمد القاسم ابن الإمام الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي بها. قال أنبأنا الشيخان الإمام عبد الله محمد بن الفضل الصاعدي الفراوي، وأبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي في كتابيهما.

وأخبرنا أبي الحافظ أبو القاسم وأبو الحسن علي بن سليمان المرادي رحمه الله قالا أخبرنا زاهر قال أخبرنا الحافظ شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي رحمه الله قال: فصل.

ص: 506

‌فصل "فيما يجاوز اللّه عن عباده ولا يؤاخذهم به فضلًا منه ورحمة

"

[322]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا محمد بن المنهال، حدثنا يزيد بن زريع ح.

أخبرنا أبو عبد الله، حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري واللفظ له، حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي، حدثنا أمية بن بسطام، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا روح بن القاسم، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}

(1)

الآية، فاشتد

(2)

ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بركوا

(3)

على الركب ثم قالوا: أي رسول الله كلفنا من الأعمال ما نطيق: الصلاة والصيام والزكاة والصدقة، وقد نزلت عليك هذه الآية وولا نطيقها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أتريدُون أن تَقُولوا كما قَال أهلُ الكتابين من قبلكم: سَمِعْنَا وعَصَينَا؟ بَل قُولوا: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} قالوا {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} ".

فلما قرأها القوم وذلت بها ألسنتهم أنزل اللّه عز وجل في أثرها: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ} إلى قوله {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}

(4)

.

فلما فعلوا ذلك نسخها الله فأنزل الله عز وجل: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} (قال: نعم {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} (قال: نعم

(5)

{رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا

[322] إسناده: صحيح.

• العلاء هو ابن عبد الرحمن الحرقي. ثقة. مر.

(1)

سورة البقرة (2/ 284).

(2)

في المطبوعة "فأسند".

(3)

في المطبوعة "تركوا".

(4)

سورة البقرة (2/ 285).

(5)

ما بين القوسين سقط من (ن).

ص: 507

لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} قال: نعم {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}

(1)

قال: نعم.

رواه مسلم في الصحيح

(2)

عن أمية بن بسطام ومحمد بن المنهال.

[323]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى، قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن الفضل الصائغ، حدثنا آدم، حدثنا ورقاء، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: و نزلت {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} نسختها الآية التي بعدها: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} .

(1)

سورة البقرة (2/ 286).

(2)

في الإيمان (1/ 115).

وأخرجه أحمد (2/ 412) وابن جرير في "تفسيره"(3/ 143).

والواحدي في "أسباب نزول القرآن"(88).

[323]

إسناده: حسن.

• عطاء بن السائب، أبو محمد، ويقال: أبوالسائب الثقفي الكوفي (م 136 هـ). صدوق اختلط. من الخامسة (خ- 4).

والحديث أخرجه الطبراني في "الكبير"(11/ 457 رقم 12296) وابن جرير في "تفسيره"(3/ 145) من طريق عطاء بن السائب.

وهو عند مسلم (1/ 116) من طريق وكيع عن سفيان عن آدم بن سليمان سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الاية "وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله"(البقرة 2/ 284) قال: دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قولوا سمعنا وأطعنا وسلمنا. قال: فألقى الله الإيمان في قلوبهم فأنزل الله تعالى:

{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} (قال: قد فعلت){رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} (قال: قد فعلت){وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا} (قال قد فعلت) ".

وأخرجه الحاكم في "المستدرك"(2/ 286) والواحدي في "أسباب النزول"(89).

ص: 508

[324]

أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب ابن سفيان، قال حدثني عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن مرجانة قال: جلست إلى عبد الله بن عمر فتلا هذه الآية: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} إلى آخرها فبكى حتى سمعت نشيجه

(1)

، فقمت حتى أتيت ابن عباس فأخبرته بما تلا ابن عمر فقال: يغفر الله لأبي عبد الرحمن لقد وجد

(2)

المسلمون منها حلان نزلت مثل ما وجد عبد الله فأنزل الله عز وجل: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} الآية.

وكانت الوسوسة مما

(3)

لا طاعة للمسلمين به فصار الأمر بعد إلى قضاء الله تعالى أن النفس لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت في القول والفعل.

[325]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ، أخبرنا محمد

[324] إسناده: صحيح.

• عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عمرو الأويسي، أبو القاسم المدني ثقة. من كبار العاشرة (خ، د، ت، ق).

• سعيد بن مرجانة- وهي أمه واسم أبيه عبد الله- أبو عثمان الحجازي. ثقة فاضل. من الثالثة (خ، م، خد، ت، س).

أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(3/ 144) من طريق يزيد بن حبيب عن الزهري به. وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 128) إلى عبد بن حميد وأبي داود في ناسخه والطبراني والمؤلف.

وأخرج أحمد في "مسنده"، (1/ 332) عن مجاهد نحوه.

(1)

كذا في الأصل، وفي (ن)"نحيبه" وفي المطبوعة "نسخه".

(2)

وفي (ن) والمطبوعة "وجل".

(3)

في (ن) والمطبوعة "فيما لا طاعة".

[325]

إسناده: حسن.

• أبو علي الحسين بن علي بن يزيد بن داود النيسابوري (م 349 هـ). الحافظ الإمام العلامة الثبت. تلمذ له الحاكم وتخرج به. وقال: هو واحد عصره في الحفظ والإتقان والورع والمذاكرة والتصنيف. ترجمته في "تاريخ بغداد"(8/ 71 - 72)، "معجم البلدان"(5/ 332 - 333)، "التذكرة"(3/ 902 - 905)،"السير"(61/ 51 - 58)، "طبقات السبكي"(2/ 215 - 217)، "شذرات"(2/ 380)، "التقييد"(1/ 297 - 298).

• محمد بن الحسين بن مكرم البغدادي، أبو بكر، نزيل البصرة (م 309 هـ). قال الدارقطني: ثقة. وقال إبراهيم بن فهد: ما قدم علينا من بغداد أحد أعلم بالحديث من ابن مكرم، أكثر عنه الطبري. ترجمته في ""تاريخ بغداد" (2/ 233)، "التذكرة" (5/ 732 - 736)، =

ص: 509

ابن الحسن بن مكرم بالبصرة، حدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم، حدثنا روح، حدثنا شعبة، عن خالد يعني الحذاء، عن مروان الأصفر، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحسبه ابن عمر:{إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} .

قال: نسختها الآية التي بعدها.

رواه البخاري في الصحيح

(1)

عن إسحاق بن منصور عن روح.

قال البيهقي رحمه الله: وهذا النسخ بمعنى

(2)

التخصيص أو التبيين فإن الآية الأولى وردت مورد العموم فوردت الآية التي بعدها فبينت أن ما يخفى مما

(3)

لا يؤاخذ به وهو حديث النفس الذي لا يستطيع العبد دفعه عن قلبه، وهذا لا يكون منه كسب في حدوثه وبقائه. وكثير من المتقدمين كانوا يطلقون عليه اسم النسخ على الاتساع بمعنى أنه لولا الآية الأخرى لكانت الآية الأولى تدل على مؤاخذته بجميع ذلك.

ويحتمل أن يكون هذا خبرًا مضمنًا بحكم وكانه حكم بمؤاخذة عباده بجميع ذلك وتعبدهم به وله أن يتعبدهم بما شاء، فلما قابلوه بالسمِع والطاعة خفف عنهم، ووضع عنهم حديث النفس فيكون قوله:{يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَهُ} خبرًا مضمنًا بحكم

(4)

أي حكم بمحاسبتكم به وهذا كقوله عز وجل: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}

(5)

.

= "السير"(14/ 286)، "شذرات"(2/ 258).

• محمد بن الحسن بن تسنيم الأزدي، العتكي، البصري (م 256 هـ). صدوق يغرب. من التاسعة (د).

• مروان الأصفر، أبو خليفة البصري، ثقة، من الرابعة (خ، م، د، ت).

(1)

في "التفسير"(5/ 165).

(2)

قال الحافظ ابن حجر: إن المتقدمين يطلقون لفظ النسخ عليه- أي التخصيص- كثيًرا انظر "فتح الباري"(8/ 207).

(3)

وفي النسخ "ما لا يؤاخذ به".

(4)

كذا في الأصل والمطبوعة، وفي (ن)"متضمنًا لحكم".

(5)

سورة الأنفال (8/ 65).

ص: 510

أي حكم بذلك ثم قال: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}

(1)

.

فنسخ الحكم الأول وأثبت الثاني كذلك هذا والله أعلم.

وهذا الذي كتبته مختصر من جملة ذكرها الشيخ أبو بكر الإسماعيلي رحمه الله في هذا الباب فيما أخبرنا أبو عمرو الأديب عنه وذكر فيما لا يؤاخذ به من حديث النفس معنى ما ذكرناه، ثم قال: وعلى هذا المعنى ما روي: "لك النظرة الأولى وليست لك الثانية"

(2)

. إذا كانت الأولى لا عن قصد تعمد فإذا أعاد النظر فهو كمن حقق الخطرة.

قال البيهقي رحمه الله: وإذا تحقق الخطرة فهو كمن

(3)

حقق النظر وبالله التوفيق.

وقال أبو سليمان الخطابي رحمه الله: النسخ لا يجري فيما أخبر الله عنه أنه كان وأنه فعل ذلك فيما مضى، لأنه يؤدي إلى الكذب والخلف، ويجري عند بعضهم فيما أخبر أنه يفعله وذلك أن ما أخبر الله أن يفعله يجوز أن يفعله بشرط، وإخباره عما فعله لا يجوز دخول الشرط فيه وهذا أصح الوجوه، وعليه تأول ابن عمر الآية ويجري ذلك مجرى العفو والتخفيف عن عباده وهو كرم منه وفضل وليس بخلف.

قال: وأما ما تعلق من الأخبار في الأمر والنهي فالنسخ فيه جائز عند جماعة من الناس وسواء كان ذلك خبرًا عن الماضي أو عن زمان مستقبل.

[326]

أخبرنا أبو الحسن بن بشران، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المصري، حدثنا

(1)

سورة الأنفال (8/ 66).

(2)

سيأتي هذا الحديث في الباب السابع والثلاثين.

(3)

في (ن) والمطبوعة "كما حقق".

[326]

إسناده: حسن.

• أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن الحسن البغدادي (م 288 هـ). اشتهر بالمصري لإقامته بمصر مدة، وكان ثقة عارفًا، جمع حديث الليث وحديث ابن لهيعة وصنف في الزهد كتبًا كثيرة. وكان له مجلس وعظ. راجع "تاريخ بغداد"(12/ 75 - 76)، "السير"(15/ 381 - 382)، "البداية والنهاية"(11/ 222).

• مالك بن يحيى. ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 166) فقال: مالك بن يحيى السوسي، أبو غسان: سكن بغداد يروي عن يزيد بن هارون وعبد الرهاب بن عطاء وأهل العراق.

روى عنه أهلها. مستقيم الحديث.

• يزيد بن هارون بن زاذان، أبوخالد الواسطي (م 206 هـ). ثقة متقن عابد، من التاسعة (ع). =

ص: 511

مالك بن يحيى، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا مسعر بن كدام، عن قتادة، عن زرارة ابن أوفى، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تُجُوِّزَ لأمّتِي عَمّا وسوست به أنفُسُهَا أو حدثت به أنفسها ما لم تكلّم به أوتعمل به".

أخرجاه

(1)

في الصحبح من حديث مسمعر.

[327]

أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو

=. مسعر بن كدام بن ظهير الهلالي، أبو سلمة الكوفي (م 153 هـ). ثقة ثبت فاضل (ع).

• زرارة بن أوفى العامري، أبوحاجب البصري (م 93 هـ). ثقة عابدو من الثالثة. (ع).

(1)

أخرجه البخاري في العتق (3/ 119) عن الحميدي عن سفيان، وفي الإيمان عن خلاد بن يحيى.

ومسلم في الإيمان (1/ 117) عن زهير بن حرب حدثنا وكيع ثلاثتهم عن مسعر به ولفظهم:

"إن الله تجاوز لأمتي".

ولم يسق مسلم لفظه بل أحاله على لفظ سعيد عن قتادة.

وهو في "مسند الحميدي"(2/ 494 رقم 1173).

ومن طريق مسعر عن قتادة أخرجه النسائي في الطلاق (6/ 156) وابن ماجه في الطلاق أيضًا (1/ 659 رقم 2044) وأحمد في "مسنده"، (2/ 255، 481) والطحاوي في "مشكل الآثار"(2/ 249) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 259، 7/ 261) والبغوي في "شرح السنة"(1/ 108) والخطيب في "تاريخه"(9/ 435) وابن منده في "الإيمان"(2/ 475 رقم 348).

وأخرجه المؤلف في "سننه"(2/ 349) بنفس السند.

[327]

إسناده صحيح.

• جعفر بن محمد بن شاكر، أبو محمد البغدادي، الصائغ، (م 279 هـ).

الإمام المحدث، أحد الأعلام، قال الخطيب: كان زاهدًا ثقة صادقًا متقنًّا، ضابطًا، وقال أبو الحسين بن المنادي: كان ذا فضل وعبادة وزهد، انتفع به خلق كثير في الحديث، وأكثروا عنه لثقته وصلاحه.

راجع "تاريخ بغداد"(7/ 185 - 187)، "طبقات الحنابلة"(1/ 124 - 125)"السير"(13/ 197)، "شذرات"(2/ 174).

• عفان هو ابن مسلم، أبو عثمان (ع).

• همام هو ابن يحيى العوذي (ع).

• حماد هو ابن سلمة (م-4).

• أبان هو ابن يزيد العطار البصري، أبو يزيد.

ثقة له أفراد. من السابعة (خ، م، د، ت، س).

و أبو عوانة هو وضاح بن عبد الله اليشكري (ع).

ص: 512

الرزاز، حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر، حدثنا عفان، حدثنا همام وحماد وأبان وأبو عوانة كلهم يحدثون عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت بها أنفسها ما لم تكلموا به أو يعملوا".

رواه مسلم في الصحيح

(1)

عن سعيد بن منصور وغيره عن أبي عوانة.

وأخرجاه

(2)

من أوجه أخر عن قتادة.

[328]

أخبرنا على بن أحمد بن عبدان، حدثنا أحمد بن عبيد، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا مسدد، حدثنا عبد الوارث بن سعيد ح.

(1)

في الإيمان (1/ 116).

وأخرجه من طريق أبي عوانة عن قتادة الترمذي في الطلاق (3/ 489 رقم 1183) والطحاوي في

"مشكل الاثار"(2/ 249) وابن منده في "الإيمان"(2/ 477 رقم 351).

(2)

أخرجه البخاري في الطلاق (6/ 169) من طريق هشام عن قتادة، وكذا مسلم وأحمد (2/ 481) عن هشام ومسعر معًا عن قتادة.

كما أخرجه من نفس الطريق أبو داود في الطلاق (2/ 457 رقم 2209) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 282) وابن منده في الإيمان.

وأخرجه مسلم من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة (1/ 117).

وأخرجه أيضًا ابن أبي شيبة في "مصنفه"(5/ 53) وابن ماجه في الطلاق (1/ 658 رقم 2043) وأحمد في "مسنده"(2/ 425، 474) وابن منده (2/ 476 رقم 350).

ومن طريق حماد وأبي عوانة معًا عن قتادة أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار"(2/ 249).

ومن طريق همام عن قتادة أخرجه أبو داود الطيالسي (ص 322) وأحمد (2/ 491).

ومن طريق شيبان عن قتادة أخرجه مسلم ولم يسق لفظه والنسائي (6/ 156) وابن منده (2/ 476) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 331) ولم أجد حديث أبان عن قتادة.

وأخرجه المؤلف في "سننه"(7/ 298) بنفس السند.

[328]

إسناده: رجاله ثقات.

• عبد الرحمن بن أحمد بن حمدويه. ذكره ابن نقطة في "الاستدراك على الإكمال" فقال: أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن حمدويه، نيسابوري حدث عن محمد بن إسحاق بن خزيمة، وعبد الله ابن محمد البغوي، حدث عنه أبوحفص عمر بن مسرور الزاهد النيسابوري.

وقال الحاكم: سمع أبا عبد الله البوشنجي وابراهيم بن أبي طالب وإبراهيم بن علي الذهلي وأقرانهم توفي سنة 349 هـ. راجع "الإكمال"(2/ 556 - تعليق).

• شيبان هو ابن فروخ، صدوق من رجال مسلم.

ص: 513

وأخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني عبد الرحمن بن أحمد بن حمدويه المؤذن، حدثنا

عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا شيبان، عن عبد الوارث بن سعيد، حدثنا الجعد

أبو عثمان، عن أبي رجاء العطاردي، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه

عز وجل قال: "إن الله كَتبَ الحسناتِ والسيِّئات، ثم بَيَّنَ ذلك فمن هَمّ بالحسنة فلم يعملها كتبها اللّه له حسنةً، ومن عَمِلها كتب اللّه له بها عشرًا إلى سبعمائة ضِعف وأضعاف كثيرة، ومن هَمّ بسيئة ولم يعملها كتب الله له بها حسنة كاملة، ومن هَمّ بها فعملها كتب الله عليه سيئة واحدة".

رواه مسلم في الصحيح

(1)

عن شيبان بن فروخ.

[329]

أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري، حدثنا جدي يحيى بن منصور القاضي،

= وفي (ن) والمطوعة "شيبان بن عبد الوارث بن سعيد".

• عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان العنبري مولاهم، أبو عبيدة التنُوري (م 108 هـ) ثقة ثبت، رمي بالقدر ولم يثبت عنه، من الثامنة (ع).

• الجعد بن دينار اليشكري، أبو عثمان الصيزفي البصري ثقة. من الرابعة (خ، م، د، س، ت).

• أبو رجاء العُطاردي، عمران بن ملحان (بكسر الميم وسكون اللام) توفي عام 105 هـ). مخضرم ثقة معفر (ع).

في الأصل والمطبوعة "عن عباس" وهو خطأ.

(1)

في الإيمان (1/ 118).

وأخرجه البخاري في الرقاق (7/ 187) وأحمد في "مسنده"(1/ 361) وابن منده في "الإيمان"(2/ 494 رقم 380) من طريق عبد الوارث بن سعيد عن الجعد به.

[329]

إسناده: رجاله ثقات.

• جعفر بن سليمان الضبعي (بضم المعجمة وفتح الموحدة) أبو سليمان البصري (م 187 هـ).

صدوق زاهد لكنه كان يتشيع (بخ م-4).

والحديث أخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان"(2/ 495) من طريق قتيبة بن سعيد عن جعفر به.

وهو عند المؤلف في "الأسماء والصفات"(93) بنفس السند.

وأخرجه أبو نعيم في "الحليه"(2/ 307 - 358) من طريق محمد بن إسحاق عن قتيبة به.

وأخرجه الخطيب في "تاريخه"(9/ 415، 6/ 292) من طريق محمد بن أبي الشوارب عن جعفر بن سليمان.

ص: 514

حدثنا أحمد بن سلمة، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن الجعد أبي عثمان، عن أبي رجاء العطاردي عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما روى عن ربه عز وجل:"إن ربكم رحيمٌ فَمَنْ هَمَّ بحَسَنهٍ فلم يعملها كلتبت له حسنة، وإن عملها كتبت له عشرُ أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وَمَنْ هَمَّ بسَيِّئةٍ فلم يعملها كتبت له حسنة، وإن عملها كتبت عليه واحدة أو يمحوها الله، ولا يهلك على الله إلا هالك".

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا يحيى بن

محمد بن يحيى، حدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا جعفر بن سليمان، بهذا الإسناد نحوه.

رواه مسلم في الصحيح

(1)

عن يحيى بن يحيى.

قال البيهقي رحمه الله: وقد روينا في حديث همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث في السيئة قال: "وإن تركها اكتبوها له حسنة أنما تركها من جرائي" وهو مذكور في باب التوبة

(2)

.

[330]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا

(1)

في الإيمان (1/ 118) ولم يسق لفظه بل أحاله على حديث شيبان.

وأخرجه ابن مندة في "كتاب الإيمان"، عن محمد بن يعقوب الأصم وغديره به (2/ 495 رقم 381).

وأخرجه أحمد (1/ 279) من طريق عفان والطبراني في "الكبير"(12/ 161 رقم 12760) من طريق محمد بن عبد الله الرقاشي كلاهما عن جعفر وأخرجه أحمد من وجه آخر عن الجعد أبي عثمان به (1/ 310) والطبراني عن أبي رجاء به.

وأخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات"(93) من وجه آخر عن يحيى بن محمد بن يحيى به.

(2)

في الباب السابع والأربعين، وأخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات"(93).

[330]

إسناده: صحيح.

• موسى بن هارون، أبو عمران البزار، الحّمال (م 294 هـ).

الإمام الحافظ الكبير الحجة الناقد، محدث العراق، سمع من ابن الجعد وابن معين وأحمد ابن حنبل وطبقتهم وصنف الكتب واشتهر اسمه. قال الخطيب: كان موسى ثقة حافظًا.

وقال الحافظ عبد الغني بن سعيد: أحسن الناس كلامًا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن المديني في زمانه، وموسى بن هارون في زمانه، والدارقطني في زمانه.

ترجمته في "طبقات الحنابلة"(1/ 334)، "تاريخ بغداد"(13/ 50 - 51)، "السير"(12/ 116 - 117)، "الأنساب"(4/ 227)، "شذرات"، (2/ 217).

• المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حزام (بمهملة وزاي) الحزامي المدني ثقة له غرائب. من السابعة (ع).

ص: 515

موسى بن هارون، حدثنا قتيبة بن سعيد، أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "يقول الله عز وجل: إذا أراد عبدي بعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها فإنْ عملها فاكتبوها بمثلها، وإنْ تركها من أجلي فاكتبوها حسنةً، فإذا أراد أن يعمل سنةَ فلم يعملها فاكتبوها حسنةً فَان عملها فاكتبوها بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف".

رواه البخاري

(1)

في الصحيح عن قتيبة.

(1)

في "التوحيد"(8/ 198).

وأخرجه مسلم من طريق ابن عيينة عن أبي الزناد إلا أنه لم يذكر "فإن تركها من أجلي فاكتبوها حسنة، (1/ 117).

وأخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان" من طريق الحميدي وغيره عن سفيان فذكر فيه هذه الجملة وقال "لفظ الحميدي رواه مالك والمغيرة بن عبد الرحمن وشعيب وورقاء".

وأخرجه أحمد عن سفيان (2/ 242) والترمذي في التفسير (5/ 265 رقم 3573) وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(11/ 287) عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة به.

(فائدة) قال الخطايي: محل كتابة الحسنة على الترك أن يكون التارك قد قدر على الفعل ثم تركه، لأن الإنسان لا يسمى تاركًا إلا مع القدرة، ويدخل فيه من حال بينه وبين حرصه على الفعل مانع كان يمشي إلى امرأة ليزني بها مثلًا فيجد الباب مغلقًا ويتعسر فتحه، ومثله من تمكن من الزنا مثلًا فلم ينتشر أو طرقه ما يخاف من أذاه عاجلًا.

وقال المازري: ذهب ابن الباقلاني ومن تبعه إلى أن من عزم على المعصية بقلبه ووطن عليها نفسه أنه يأثم، وحمل الأحاديث الواردة في العفو عمن هم بسيئة ولم يعملها على الخاطر الذي يمرّ بالقلب ولا يستقر.

وقال المازري: وخالفه كثير من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين ونقل ذلك عن نص الشافعي ويؤيده قوله في حديث أبي هريرة فيما أخرجه مسلم من طريق همام عنه بلفظ "فأنا أغفرهاله ما لم يعملها" فإن الظاهر أن المراد بالعمل هنا عمل الجارحة بالمعصية المهموم به.

وتعقبه القاضي عياض بأن عامة السلف وأهل العلم على ما قال ابن الباقلاني لا تفاقهم على المؤاخذة بأعمال القلوب. لكنهم قالوا: إن العزم على السيئة يكتب سيئة مجردة لا السيئة التي هم أن يعملها. كمن يأمر بتحصيل معصية ثم لا يفعلها بعد حصولها فإنه يأثم بالأمر المذكور لا بالمعصية. ومما يدل على ذلك حديث "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قيل: هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصًا على قتل صاحبه".

والذي يظهر أنه من هذا الجنس، وهو أنه يعاقب على عزمه بمقدار ما يستحقه ولا يعاقب عقاب

من باشر القتل حسَّا. =

ص: 516

[331]

أخبرنا أبو عبد الله، وأحمد بن الحسن، ومحمد بن موسى قالوا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، حدثنا أبو الجواب، عن عمار بن

= وهنا قسم آخر وهو من فعل المعصية ولم يتب منها ثم همّ أن يعود إليها فإنه يعاقب على الإصرار كما جزم به ابن المبارك وغيره في تفسيره قوله تعالى: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (آل عمران 3/ 135) ويؤيده أن الإصرار معصية اتفاقًا. فمن عزم على المعصية وصمّم عليها كتبت عليه سيئة، فإذا عملها كتبت عليه معصية ثانية.

قال النووي: وهذا ظاهر حسن لا مزيد عليه. وقد تظاهرت نصوص الشريعة بالمؤاخذة علي عزم القلب المستقر كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ} (النور 24/ 19) قوله {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ} (الحجرات 49/ 12) وغير ذلك.

وقال ابن الجوزي: إذا حدث نفسه بالمعصية لم يؤاخذ، فإن عزم وصمم زاد على حديث النفس وهو من عمل القلب. قال والدليل عل التفريق بين الهم والعزم أن من كان في الصلاة فوقع في خاطره أن يقطعها لم تنقطع، فإن صمم على قطعها بطلت.

وأجيب على القول الأول بأن المؤاخذة على أعمال القلوب المستقلة بالمعصية لا تستلزم المؤاخذة على عمل القلب بقصد معصية الجارحة إذا لم يعمل المقصود للفرق بين ما هو بالقصد وما هو بالوسيلة.

وقسم بعضهم ما يقع في النفس أقسامًا يظهر منها الجواب عن الثاني، أضعفها أن يخطر له ثم يذهب في الحال، وهذا من الوسوسة وهو معفو عنه وهو دون التردد، وفوقه أن يتردد فيه فيهتم به ثم ينفر عنه فيتركه ثم يهمّ به ثم يترك كذلك ولا يستمر على قصده، وهذا هو التردد فيعفى عنه أيضًا.

وفوقه أن يميل إليه ولا ينفر عنه لكن لا يصمم على فعله. وهذا هو الهمّ فيعفى عنه أيضًا.

وفوقه أن يميل إليه ولا ينفر عنه لكن يصمم على فعله. فهذا هو العزم وهو منتهى الهمّ وهو على قسمين؟

القسم الأول: أن يكون من أعمال القلوب صرفًا كالشك في الوحدانية أو النبوة أو البعث فهذا كفر ويعاقب عليه جزمًا.

ودونه المعصية التي لا تصل إلى الكفر كمن يحب ما يبغض الله ويبغض ما يحبه الله ويحب للمسلم الأذى بغير موجب لذلك. فهذا يأثم.

وذهب كثير من العلماء إلى المؤاخذة بالعزم المصمم ثم افترق هؤلاء فقالت طائفة: يعاقب عليه صاحبه في الدنيا خاصة بنحو الهمّ والغمّ.

وقالت طائفة: بل يعاقب عليه يوم القيامة لكن بالعتاب لا بالعذاب.

(فتح الباري ببعض الاختصار 11/ 336 - 338).

[331]

إسناده: حسن.

• أبو الجواب هو الأحوص بن جواب، صدوق من رجال مسلم.

وكذا عمار بن رُزيق، أبو الأحوص.

ص: 517

رزيق، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:"جَاءَ رَجُلٌ إلَى النبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: يَا رسُولَ الله إني لأحدث بنفسى بالحديث لأن أخرَّ من السماء أحبّ إلَيَّ من أنْ أتكلمَ بِه، قال: ذلك صربح الإيمان".

رواه مسلم في الصحيح

(1)

عن الصغاني.

ورواه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: جاء ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إنّا نَجد في أنفسنا الشيء ما نحب أن نتكلم به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أوقَد وجَدْمُوه؟ " قالوا: نعم. قال: "ذلك صريح الإيمان".

[332]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا أحمد بن سلمة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جرير، عن سهيل بن أبي صالح فذكره.

رواه مسلم في الصحيح

(2)

عن زهير بن حرب.

(1)

في الإيمان (1/ 119) ولم يسق لفظه بل أحاله على حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه.

وأخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان" عن محمد بن يعقوب الأصم وغيره عن أبي بكر بن إسحاق الصغاني به (2/ 471 رقم 340) وأحمد عن أبي الجواب (2/ 397).

وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده"(ص 316) عن شعبة عن الأعمش.

ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة"(1/ 295 رقم 657) وابن منده في "كتاب الإيمان"(2/ 471 رقم 341).

كما أخرجه ابن أبي عاصم (1/ 295 رقم 655) وأحمد (2/ 456) وابن منده (2/ 472 رقم 342) من طرق أخرى عن شعبة به.

(2)

في الإيمان (1/ 119)

وأخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان" عن أحمد بن إسحاق ومحمد بن إبراهيم بن الفضل عن أحمد ابن سلمة ومن وجهين أخرين عن إسحاق بن إبراهيم به (2/ 472 رقم 344).

وأخرجه أبو داود في الأدب (5/ 336 رقم 5111) من طريق زهير بن حرب والنسائي في "عمل اليوم والليلة" عن إسحاق بن إبراهيم (رقم 664) كلاهما عن جرير به. تابع سهيلًا عاصم عن أبي صالح رواه عنه إسرائيل عند النسائي (رقم 665) وزائدة عند ابن أبي عاصم (1/ 295 رقم 656) وشعبة عنده (رقم 655) وأخرجه احمد (2/ 456).

وأخرجه ابن أبي عاصم من طريق خالد عن سهيل به (1/ 295 رقم 654) وابن منده (2/ 472 رقم 343).

وروي من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة.

وأخرجه أحمد (2/ 441) وابن أبي عاصم (1/ 296 رقم 662).

ص: 518

[333]

أخبرنا أبو طاهر الفقيه من أصل سماعه، حدثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب قال سمعت علي بن عثام يقول: أتيت سعير بن الخمس فسألته عن حديث الوسوسة فلم يحدثني، فأدبرت أبكي ثم لقيني فقال لي حدثنا مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجد الشيء لو خر من السماء فتخطفه الطير كان أحب إليه من أن يتكلم به، قال:"ذاك محض أو صريح الإيمان".

وواه مسلم في الصحيح

(1)

عن يوسف بن يعقوب الصفار عن علي بن عثام.

قال البيهقي رحمه الله: ورواه جرير وسليمان التيمي و أبو عوانة وأبو جعفر الرازي عن مغيرة، عن إبراهيم مرسلًا

(2)

وهو فيما ذكره شيخنا أبو عبد الله عن أبي علي الحافظ.

[334]

أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسن المحمدابادي، حدثنا

[333] إسناده: حسن.

• علي بن عثَّام (بمهملة مفتوحة ومثلثة مشددة) ابن علي العامري (م 228 هـ). ثقة فاضل. من العاشرة (م، س).

• سُعير (آخره راء، مصغرًا) ابن الخمس (بكسر المعجمة وسكون الميم آخره سين مهملة) التميمي، أبو مالك أو أبو الأحوص.

صدوق له عند مسلم هذا الحديث فقط من السابعة (م، ت، س).

• المغيرة بن مقسم (بكسر الميم) الضبي، أبوهشام الكوفي (م 136 هـ).

ثقة متقن إلا أنه كان يدلس ولاسيما عن إبراهيم. من السادسة (ع).

• إبراهيم هو النخعي.

(1)

في الإيمان (1/ 119) ولفظه "سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة فقال: تلك محض الإيمان". وأخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان"(2/ 474 رقم 347) والبغوي في "شرح السنة"(1/ 109) عن عمرو بن عبد الله وغيره عن محمد بن عبد الوهاب بلفظ المتن.

وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار"(2/ 251) من طريق علي بن عثام به.

(2)

وكذا رواه سفيان عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم مرسلًا، أخرجه النسائي في "عمل اليوم و الليلة"(رقم 666).

[334]

إسناده: حسن.

• أبو قلابة هو الرقاشي عبد الملك بن محمد.

• أبو الوليد هو الطيالسي، هشام بن عبد الملك.

• سليمان هو الأعمش.

• ذرّ بن عبد الله المرهبي (بضم الميم وسكون الراء) مات قبل المائة. =

ص: 519

أبو قلابة، حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، عن منصور وسليمان، عن ذر، عن عبد الله ابن شداد، عن ابن عباس أن رجلًا قال:"يا رسول الله تحدثني نفسي من أمر الربّ لأن أكونَ حُمَمةً أحَب إليَّ مِنْ أنْ أتكَلّمَ به، فقال أحدهما: الحمد لله الّذي لم يقدر منكم إلاّ على الوسوسة، فقال الآخر: الحمد لله الذي ردّ أمره إلى الوسوسة".

[335]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبوعبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي،

= ثقة عابد، رُمى بالإرجاء، من الثالثة (م).

• عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي، أبو الوليد، المدني (م 81 هـ).

من كبار التابعين الثقات ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كان معدودًا في الفقهاء (ع).

والحديث أخرجه ابن منده في "الإيمان" عن خيثمة عن أبي قلابة به (474) وأ يذكر لفظه بل أحاله على حديث سفيان عن منصور (2/ 473 رقم 345).

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10/ 141 رقم 10838) والبغوي في "شرح السنة"(1/ 110) من طريق أبي الوليد الطيالسي به.

كما أخرجه أبو داود في "سننه" في الأدب من طريق جرير عن منصور به (5/ 336 رقم 5112).

وأخرجه أبو داود الطيالسي (ص 352) عن شعبة، ومن طريقه أخرجه النسائي في عمل "اليوم والليلة"(رقم 669).

كما أخرجه أحمد (1/ 340) والطحاوي في "مشكل الآثار"(2/ 251 - 252) من وجوه أخر عن شعبة به.

[335]

إسناده: صحيح.

• إسحاق بن محمد بن يوسف السوسى. ذكره الخطيب في "تاريخه"(6/ 403) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

• هارون بن سليمان بن داود بن بهرام، أبو الحسن الخزاز (م 265 هـ).

ذكره أبو نعيم في "أخبار أصفهان"(2/ 336) وقال، أحدُ الثقات.

والحديث أخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان" عن أبي العباس الأصم وغيره عن هارون بن سليمان (2/ 473 رقم 245) كما أخرجه من طريق أخرى عن سفيان.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"، (668) عن عمرو بن علي حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي به. وأحمد في "مسنده"(1/ 235) عن وكيع والطحاوي في "مشكل الآثار"(2/ 252) عن أبي أحمد كلاهما عن سفيان به.

وأخرجه النسائي من طريق إسحاق بن يوسف عن سفيان عن حماد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فذكره وقال النسائي: ما علمت أن أحدًا تابع إسحاق على هذه الرواية.

وأخرجه بنفس السند ابن أبي عاصم في "السنة"(1/ 296 رقم 658) وقال الألباني: إسناده: حسن.

ص: 520

ومحمد بن موسى قالوا حدثنا أبو العباس الأصم، حدثنا هارون بن سليمان الأصبهاني، حدثنا عبد الرزاق بن مهدي، عن سفيان عن منصور عن ذر، عن عبد اللّه بن شداد، عن ابن عباس أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إني أجدُ في نَفْسِي شيئًا لأن أكون حممة أحبّ إلَيّ. فقال: "الحمد للهِ الّذي ردّ أمره إلى الوسوسة".

[336]

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري، حدثنا جعفر بن محمد القلانسي، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شيبان، حدثنا قتادة، عن ذر أبي عمر، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، عن ابن عباس أن رجلًا قال:"يا رسول الله إنّ أحدنا ليحدّث نفسه تعرض له بالشيء لأن يكون حمما أحب إليه مِنْ أنْ يتكلم به" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله أكبر الله كبر الحمد لله الّذي ردّ أمره إلى الوسوسة".

[337]

أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب ابن سفيان، حدثني عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن

[336] إسناده: لا بأس به.

• أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري، لعله الذي ذكره الخطيب في "تاريخه" (1/ 363) فقال: محمد بن أحمد بن محمي، أبو بكر الجوهري سمع عبد الله بن محمد البغوي وعنه أبو القاسم الأزهري وأحمد بن محمد العتيقي والقاضي أبو عبد الله الصيمري ومحمد بن علي بن الفتح الحربي. سألت الأزهري عنه فقال: ثقة سمعت منه في سنة 387 هـ. ومولده في سنة 310 هـ.

وقال العتيقي: ثقة مأمون. والله أعلم.

• جعفر بن محمد القلانسي. ذكره ابن حبان في "الثقات"(1638) وقال: من أهل الرملة يروي عن أبي الوليد روى عنه أهل بلده.

[337]

إسناده: رجاله ثقات وهو منقطع.

• يحيى بن عمارة بن أبي حسن الأنصاري المدني.

ثقة، من الثالثة. (ع).

وأبوه أيضًا ثقة، يقال: له رؤية. قال ابن حجر: وهم من عدّه صحابيَا فإن الصحبة لأبيه.

والحديث أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(رقم 672) والبزار "كشف الأستار"(1/ 33) من طريق أبي داود وابن أبي عاصم في "السنة"(1/ 297 رقم 661) عن أبي مروان العثماني.

كلاهما عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عمارة به.

كما أخرجه ابن أبي عاصم عن الثقة عن الزهري بنحوه (1/ 296 رقم 659).

ص: 521

ابن شهاب، عن يحيى بن عمارة بن أبي حسن المازني بلغه أن رجالًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة التي يوسوس بها الشيطان في أنفسهم فقالوا:"يا رسول الله أشياء نجدها في أنفسنا يسقُطُ أحدُنا من عند الثريا أحبّ إليه من أن يتكلم به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أوَجَدتمْ ذلك؟ ذلك صريح الإيمان، إنّ الشيطان يريد العبد فيما دون ذلك فإذا عُصِمْتُم

(1)

وقع فيما هناك".

قال البيهقي رحمه الله: وإنما الإيمان اغتمامه بما وقع في قلبه مما لا طاقة له بدفعه عنه وكراهيته له وإشفاقه مغبته"

(2)

وبالله العصمة.

‌فصل "في القصاص من المظالم

"

[338]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن نعيم، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أتدْرُونَ مَنِ الْمُفلسُ"؟ قالوا: المفلس منا من لا درهم له ولا متاع، فقال:"إنّ المُفلسَ مِنْ أمَّتي يَأتي يوم القيامة بصلاةٍ وَصيامٍ وَزكاةٍ ويأتي قد شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وَضَرَب هذا، فيُعْطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنِيَتْ حَسَنَاتُه قبل أنْ يُقْضى ما عليه، أُخذَ من خطاياهم فطُرِحَتْ عليه ثم طُرحَ في النار".

رواه مسلم في الصحيح

(3)

عن قتيبة.

(1)

كذا في الأصل، وفي المطبوعة "عصيتم".

(2)

في النسخ "وإشفاته محبة اللّه العصمة" ولعل الصواب ما أثبته.

[338]

إسناده: فيه من لم أجده والحديث صحيح.

• محمد بن نعيم: لم أجده.

• إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري الزرقي. أبو إسحاق القارئ (م 180 هـ) ثقة ثبت. من الثامنة (ع).

(3)

في كتاب "البر والصلة"(3/ 1997). =

ص: 522

قال البيهقي رحمه الله: وقد ذكرنا متن هذا الحديث في "باب زيادة الإيمان ونقصانه" وقد ذكرنا "تفسيره" وهو أن من لم ر إحباط الحسنة بالسيئة في الإيمان يقول: يعطى خصمه من أجر حسناته الذي تقابل عقوبة سيئاته ولا يذهب جميعُه، لأن أجر حسناته لا نهاية له وعقوبة سيئاته له نهاية فلا يستحق ما لا نهاية له بما له نهاية، وقوله:"إن فنيت حسناته و يعني أجرها قابل منها بسبه والله أعلم".

[339]

أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني الحسن بن سفيان وأبو يعلى قالا حدثنا محمد وهو ابن المنهال حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي التوكل، عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية:{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}

(1)

.

قال: "يَخْلُصُ المؤمنون على الصّراط فيُحبَسون على قنطرة بين الجنة والنّار فيَقْتَصُّ

= وأخرجه الترمذي في صفة القيامة (4/ 613 رقم 2418) عن قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن به.

وأخرجه أحمد (2/ 372) والبغوي في "شرح السنة"(14/ 360) من طريق إسماعيل بن جعفر عن العلاء به. كما أخرجه أحمد في المسند (2/ 303، 334) وفي "الزهد"(ص 19) من طريق زهير عن العلاء به.

وهو عند المؤلف بنفس السند في "سننه"، (6/ 93).

ورواه الخطيب في "تاريخه"(4/ 22 - 23) من وجه أخر ضعيف.

[339]

إسناده: صحيح.

• أبو يعلى هو صاحب "المسند" والإمام المحدث المشهور وهو أحمد بن علي بن المثنى، الموصلي

(م 307 هـ).

لقي الكبار وارتحل في حداثته إلى الأمصار باعتناء أبيه وخاله محمد بن أحمد بن أبي المثنى، ثم بهمته العالية، وانتهى إليه علوّ الإسناد وازدحم عليه أصحاب الحديث وعاش سبعًا وتسعين سنة.

ترجمته في"التذكرة"(2/ 707 - 708)، و "السير"(14/ 174 - 182)،"الوافي"(7/ 241)، "البداية والنهاية"(11/ 130)، "شذرات"(2/ 250).

• أبو المتوكل الناجي، علي بن داود. ويقال دُؤاد البصري (م 108 هـ).

مشهور بكنيته. ثقة. من الثالثة (ع).

(1)

سورة الحجر (15/ 47).

ص: 523

بعضُهم مِنْ بعض مظالمَ كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُدئوا ونُقُّوا

(1)

أُذِنَ لهم في دخول الجنة، فَوَالله إنّ أحدهم لأهدى لمنزله في الجنة من منزله في الدنيا". قال قتادة: كان يقال ما يشبه بهم إلا أهل الجمع انصرفوا من جمعهم.

رواه البخاري في الصحيح

(2)

عن الصلت بن محمد، عن يزيد بن زريع.

قال البيهقي رحمه الله: وهذ! يحتمل أن يكون المراد به حتى إذا هُذبُوا ونُقوا

(3)

بأن يرضى عنهم خصماؤهم. ورضاهم قد يكون بالاقتصاص كما مضى في حديث أبي هريرة، وقد يكون بأن يثيب اللّه المظلوم خيرًا من مظلمته ويعفو عن الظالم

(4)

برحمته.

وقد روي فيه ما:

[340]

حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين

(1)

في (ن)"ذهبوا وبقوا".

(2)

في الرقاق (7/ 197) وأخرجه البغوي من طريقه في "شرح السنة"(15/ 196).

كما أخرجه البخاري في المظالم (3/ 97) من طريق معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة به. ومن هذه الطريق أخرجه أبو يعلى في "مسنده" و (2/ 404 رقم 1186) وابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 412 رقم 857) وابن منده في "الإيمان و (3/ 793 - 794 رقم 838).

وأخرجه أحمد (3/ 13، 63، 74) وابن جرير في "تفسيره"(14/ 37) وابن منده في في "الإيمان"(3/ 793 رقم 837) وابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 413 رقم 858)، كما أخرجه أحمد (3/ 57) وابن منده (3/ 794 رقم 839) من طرق أخرى عن قتادة به.

(3)

في (ن) والمطبوعة "ذهبوا وبقوا".

(4)

في (ن)"المظالم".

[340]

إسناده: فيه مجهول.

• على بن الحسن بن أبى عيسى الهلالى هو الدرابجردى. مرّ.

• عبد القاهر بن السري، السلمي، أبو رفاعة أو أبو بشر، البصري.

مقبول. من السابعة (ق).

• كنانة بن العباس بن مرداس السلمي.

مجهول، من الثالثة (د، ق).

وقال ابن حبان في "المجروحين"(2/ 228) حديثه منكر جدًا لا أدري التخليط منه أو من ابنه، ومن أيهما كان فهو ساقط الاحتجاج.

وقال البخاري: لا يصح حديثه.

والحديث ساقه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2094) ومنه الذهبي في الميزان و (3/ 415) وعندهما أبو الوليد- بدل أبي داود- عن عبد القاهر عن عبد الله بن كنانة.

ص: 524

القطان، حدثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا عبد القاهر بن السري، حدثني ابن لكنانة بن العباس بن مرداس السلمي، عن أبيه، عن جده عباس بن مرداس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة، فأكثر الدعاء فاوحى الله إليه: "أني قد فعلت إلا ظلم

(1)

بعضهم بعضًا، وأما ذنوبهم فيما بينهم وبيني قد غفرتها، فقال: يا رب إنك قادر على أن تثيب هذا المظلوم خيرَا من مظلمته، وتغفر لهذا الظالم". فلم يجبه ذلك العشية، فلما كان غداة المزدلفة أعاد الدعاء فاجابه "إني قد غفرت لهم". قال: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله تبسمت في ساعة لم تكن تبتسم فيها؟ قال: "تبسمتُ من عدوّ الله إبليس إنه لمّا علم أنّ الله تعالى قد استجاب لِي في أُمتي أهْوى يدعو بالْوَيْل والثبور ويحثو التراب على رأسه".

قال البيهقي رحمه الله: وهذا الحديث له شواهد كثيرة وقد ذكرناها في كتاب "البعث" فإن صح بشواهده ففيه الحجة، وإن لم يصح فقد قال الله عز وجل:{وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لمِنْ يَشَاءُ}

(2)

وظلم بعضهم بعضَا دون الشرك.

وفي الحديث الثابت عن زيد بن وهب عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أتاني جبريل فاخبرني أن من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة" قال: قلت: يا رسول الله و ان زنى و ان سرق؟ قال: "واِنْ زَنى واِنْ سَرَقَ".

[341]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السري بن

= وساقه المؤلف بهذا السند في السنن الكبرى، (5/ 118).

وأخرجه أبو يعلى في فى "مسنده"(3/ 149 - 150 رقم 1578) وعبد الله بن أحمد في زوائد "المسند"(4/ 14 - 15) وابن ماجه في المناسك (2/ 1052 رقم 3013) من طريق عبد القاهر ابن السري عن ابن كنانة.

(1)

في النسخ "لظلم.

(2)

سورة النساء (4/ 48، 116).

[341]

إسناده: صحيح.

• عمر بن حفص بن غياث، الكوفي (م 222 هـ).

ثقة، ربما وهم. من العاشرة (خ، م، د، س، ت).

• وأبوه حفص بن غياث بن طلق، أبو عمر، الكوفي (م 194 هـ).

ثقة فقيه، تغير حفظه قليلَا في الآخر. من الثامنة (ع).

ص: 525

خزيمة، حدثنا عمر بن حفص، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا زيد بن وهب، فذكره في حديث طويل.

رواه البخاري في الصحيح

(1)

عن عمر بن حفص.

(1)

في الاستئذان (7/ 137).

كما أخرجه في الاستقراض (3/ 82) من طريق أبي شهاب، وفي الرقاق (7/ 177) من طريق أبي الأحوص كلاهما عن الأعمش به.

وأخرجه مسلم في الزكاة عن يحيى بن يحيى وأبي بكر بن أبي شيبة وابن نمير وأبي كريب كلهم عن أبي معاوية عن الأعمش به (1/ 687).

كما أخرجه هو (1/ 688) والبخاري في الرقاق (7/ 176) عن قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن زيد بن وهب به، من طريق جرير عن عبد العزيز أخرجه المؤلف في "البعث والنشور"(67 رقم 24).

وأخرجه أبو داود الطيالسيى في "مسنده"(ص 60) والترمذي في الإيمان (5/ 27 رقم 2644) والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(رقم 1121 - 1122) واببن منده في "كتاب الإيمان"(1/ 221 - 222 رقم 83 - 84) وابن خزيمة في "التوحيد"(345) والمؤلف في "الأسماء والصفات"(134) وفي "البعث"(67 - 68 رقم 25) من طريق شعبة عن حبيب بن أبي ثابت والأعمش وعبد العزيز بن رفيع عن زيد بن وهب به.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1119) وأحمد في "مسنده"(5/ 152) وابن منده في "الإيمان"(1/ 222) والمؤلف في "البعث"(68 رقم 26) من وجوه أخرى عن الأعمش به.

وأخرجه البخاري في بدء الخلق (4/ 81) من طريق شعبة عن حبيب بن أبي ثابت به. وكذا ابن خزيمة في "التوحيد"(344).

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(258 رقم 803) والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1123) من طريق حماد عن زيد بن وهب به.

وأخرجه المؤلف في "مسننه و (10/ 190) من طريق حبيب بن أبي ثابت وسليمان الأعمش وعبد العزيز بن رفيع كلهم عن زيد بن وهب به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 172) من طرق أخر عن زيد بن وهب به.

وروي من حديث المعرور بن سويد عن أبي ذر.

أخرجه البخاري في الجنائز (2/ 69) وفي "التوحيد"(8/ 196) ومسلم في الإيمان (1/ 94) وأحمد في "مسنده"(5/ 159 - 161) وابن خزيمة في "التوحيد"(345) والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1116 - 1117) وابن منده في "كتاب الإيمان"(1/ 219 - 221 رقم 78 - 82) والمؤلف في "البعث والنشور"(67 / رقم 23).

ص: 526

وأخرجه مسلم من أوجه أحدها عن الأعمش.

قال البيهقي رحمه الله: رواه أبو الأسود الديلي عن أبي ذر عن النبي عيهو قال: "ما من عبدٍ قال لا إله إلا الله ثمَ مات علما ذلك إلّا دخل الجئقا قال: قلت: وإن زنى هن لمرق؟ قال؟ "وإنْ زنى وإِنْ هـ تعالى على رغم أنف أبي ذرّ".

وقد أخرجاه

(1)

في الصحيح وله شواهد

(2)

عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم عن عثمان بن عفان، وعبد الله بن مسعود، وعبادة بن الصامت، وجابر بن عبد الله، وغيرهم عن النبي عفان، وليس بين هذه الأحاديث وبين حديث أبي هريرة وأبي سعيد منافاة.

وقد يكون دخوله الجنة بعد الاقتصاص، والاقتصاص قد يكون بالتعذيب على ما طرح عليه من سيئات خصمه وحبط من أجر حسناته فيبقى مرتهنَا بسيئاته وسيئات خصمه، وقد يثيب الله تعالى المظلوم ويعفو عن الظالم إن صح الخبر الوارد به.

(أما)

(3)

التعزير بالنفس ففيلا يرضاه عاقل، ومن لا يصبر على وجع سِنّ وحُمَّى يومٍ

فحقيق أن يحترز من أمر يعرضه لعذاب "جيع وعقاب أليم، لا يعلم شدته ولا نهايته

إلا الله عز وجل، وقد جاء في حديث

(4)

أبي ظلال عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

أخرجه البخاري في اللباس (7/ 43) ومسلم في الإيمان (1/ 95).

كما أخرجه أحمد في "سنده لا (166/ 5) وابن منده في ""كتاب الإيمان"، (224/ 1 رقم 87) والمؤلف في "البعث، (70 رقم 30).

(2)

أما حديث أبي الدرداء فأخرجه النسائي في ""عمل اليوم والليلة"و (1124 - 1127) من طرق عنه

وأخرجه أحمد (6/ 442) وابن حبان (10 - موارد) وابن خزيمة في "التوحيد"(345) والمؤلف في "البعث، (70 رقم 29).

وحديث عثمان بن عفان مرّت الإشارة إليه في التعليق على الحديث (7) يضاف في تخريجه: المؤلف في "البعث"(71 رقم 31).

وحديث عبد الله بن مسعود أخرجه أحمد (1/ 425) وأخرجه البخاري في الجنائز (2/ 69) ومسلم في الإيمان (1/ 94) وابن منده في دا"كتاب الإيمان"" (1/ 212 - 215) وابن خزيمة في لأ التوحيدو (359 - 360).

وحديث عبادة بن الصامت راجع تخريجه في التعليق على الحديث (7) ويزاد فيه أخرجه البخاري في الأنبياء نحوه (4/ 139) والمؤلف في "البعث"(هـ 65 - 66).

وحديث جابر بن عبد الله أخرجه مسلم (1/ 94) وسياقي برقم (359).

(3)

زيادة يقتضيها السياق.

(4)

راجع الحديث (315).

ص: 527

"أن عبدًا في جهنم يُنادي ألف سنة يا حنَّان يا منَّانُ حتّى يأمر به جبريل عليه السلام فيخرجه منها، نعوذ بالله من عذاب الله عز وجل.

[342]

أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، أخبرنا أبو عبد الله الصفار، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن حسان الأزرق، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال كان حرّم بن أبي حزم يقول:"اللهم من ظلمناه بمظلمة فأثبه من مظلمتنا واغفرها لنا، ومن ظلمنا فأثبنا من مظلمته واغفرها له".

[343]

قال: وحدثنا أبو بكر حدثني رجل من عبد القيس من أهل البصرة قال: كانت رابعة العابدة تقول: "اللهم وهبت لك من ظلمني فاستوهبني ممن ظلمت".

‌فصل "في كيفية انتهاء الحياة الأولى وابتداء الحياة الأخرى وصفة يوم القيامة

"

قال البيهقي رحمه الله

(1)

: أما انتهاء الحياة الأولى فإن لها مقدمات تسمى أشراط

[342] إسناده: رجاله ثقات.

• محمد بن حسان بن فيروز الشيباني الأزرق، أبو جعفر البغدادي (م 257 هـ).

ثقة. من العاشرة (ق).

• حزم بن أبي حزم القُطعي، أبو عبد الله البصري (م 175 هـ).

من رواة الحديث. ثقة. أخرج له البخاري حديثًا واحدًا.

راجع ترجمته في "تهذيب الكمال"(5/ 588)، "وتهذيب التهذيب"(2/ 242).

وفي (ن) والمطبوعة "جرير بن أبي حرّم"0

[343]

إسناده: فيه جهالة.

• رابعة العدوية، من العابدات الصالحات، من أعيان عصرها، فضلها مشهور توفيت سنة 135 هـ.

ترجمتها في "تاريخ بغداد"(2/ 40)، "وفيات الأعيان"(2/ 285 - 287)، "شذرات"(1/ 193)، "طبقات الأولياء" لابن الملقن (408).

وقولها هذا ذكره ابن خلكان (2/ 286).

(1)

راجع "المنهاج" للحليمي (1/ 421 - 460).

ص: 528

الساعة وهي أعلامها: منها: خروج الدجال، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام، وقتله الدجال.

و منها: خروج يأجوج و مأجوج".

ومنها: خروج دابة الأرض.

ومنها: طلوع الشمس من مغربها فهذه هي الآيات العظام.

وأما ما تقدم هذه من قبض العلم، وغلبة الجهل، واستعلاء أهله وبيع الحكم، وظهور المعازف، واستفاضة شرب الخمر، واكتفاء النساء بالنساء، والرجال بالرجال، وإطالة البنيان، وامارة الصبيان، ولعن أخر هذه الأمة أولها، وكثرة الهرج، وغير ذلك فإنها أسباب حادثة، ورواية الأخبار المنذرة بعد ما صار الخبر عيانًا تكلف، وقد رويناها مع ما ورد في الأعلام العظام في كتاب "البعث والنشور"

(1)

فاغنى عن إعادتها ها هنا وبالله التوفيق.

وإذا انقضت الأشراط وجاء الوقت الذي يريد الله عز وجل إماتة الأحياء من سكان السموات والبحار والأرضين، أمر إسرافيل عليه السلام وهو أحد حملة العرش في قول بعض أهل العلم وصاحب اللوح المحفوظ فينفخ في الصور وهو القرن.

[344]

أخبرنا أبو علي الروذباري، حدثنا أبو بكر محمد بن مهرويه الرازي، حدثنا

(1)

لا يوجد بيان أشراط الساعة في النسخة المطبوعة من الكتاب.

[344]

إسناده، فيه من لم أعرفهم.

• أبو بكر محمد بن مهرويه الرازي لم أجده.

• عمرو بن تميم. لم أجد له ترجمة.

• أسلم العجلي- بصري. ثقة. من الرابعة (د. ت. س).

والحديث أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(558 رقم 1599) وأبو داود (5/ 107 رقم 4742) والترمذي (4/ 620 رقم 2430، 5/ 373 رقم 3244) والنسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف 6/ 282) وأحمد (2/ 162، 192) والدارمي (720) وابن حبان (2570) والحاكم (2/ 436، 506، 4/ 560) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 243) من طريق سليمان التيمي عن أسلم به.

وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(3/ 297) ونسبه أيضًا إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، والبيهقي في "البعث والنشور" وراجع "الصحيحة "(1080).

ص: 529

عمرو بن تميم، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان الثوري، عن سليمان التيمي، عن أسلم العجلا، عن بشر بن شغاف، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصور قال: "قَرْنٌ يُنْفَخُ فيه".

[345]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو الفضل بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن سلمة، حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن النعمان بن سالم، قال سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود قال: سمعت رجلًا قال لعبد الله بن عمرو إنك تقول الساعة تقوم إلى كذا وكذا، فقال: لقد هممت ألا أحدثكم بشيء، إنما قلت إنكم ترون بعد قليل أمرًا عظيماَ، فكان حريق البيت. "قال شعبة هذا أو نحوه قال عبد الله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يخرج الدجّال في أمّتي فيمكث فيهم أربعين لا ندرى أربعين يومًا أو أربعين شهرًا أو أربعبن عامًا. فيبعثُ الله عز وجل عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود الثقفي فيطلبه فيُهلكه، ثم يلبث الناس بعده سبع سنين ليس بين اثنين عداوةٌ. ثم يرسل الله عز وجل ريحًا باردًا مِنْ قِبَل الشام، فلا يبقى أحدٌ في قلبه مثقالُ ذرة من الإيمان إلآ قبضَتْه، حتى لو أن أحدكم (دخل)

(1)

في كَبِدِ جبل لدخلَتْ عليه (حتى تقبضه)

(1)

قال: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبقى شرار الناس في خفة الطير، وأحلام السّباع، لا يعرفون معروفَا ولا ينكرون منكرًا فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون

(2)

فيأمرهم بالأوثان فيعبدونها، وهم في ذلك دارّة أرزاقهم،

[345] إسناده: حسن.

* أبو الفضل بن إبراهيم هو محمد بن إبراهيم المزكي النيسابوري. مرّ.

* محمد بن جعفر المدني، البصري المعروف بغُنْدر (م 194 هـ).

ثقة صحيح الكتاب إلا أن فيه غفلة. من التاسعة (ع).

* النعمان بن سالم الطائفي.

ثقة. من الرابعة (م- 4).

* يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي.

أخو نافع. مقبول. من الثالثة (م، د، س).

(1)

زيادة من مسلم.

(2)

وفي رواية مسلم بعده "فيقولون: ماذا تأمرنا؟ "

ص: 530

حَسَنٌ عيشهُم، ثم يُنْفَخ في الصور فلا يسمعُه أحد إلا أصغى ليتًا- ورفع بندار إحدى منكبيه- وأوّل مَنْ يسمعه رجل يلُوط حوضَه فيصْعَق، ثم لا يبقى أحد إلاّ صَعِقَ، ثم يرسلُ الله أو يُنزل الله مطرًا كأنه الطَل أو الظَلُّ- النعمان الشاك- فتنبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم يُقال: يا أيّها الناس هلُمّوا إلى ربكم عز وجل، وقِفُوْهم إنهم مسئولون، ثم يقال: أخرجوا بَعْثَ النار، فيقال: كم؟ فيقال: من كلّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعون".

قال محمد بن جعفر وحدثني شعبهّ بهذا الحديث مرات وعرضته عليه.

رواه مسلم في الصحيح

(1)

عن محمد بن بشار.

قال البيهقي رحمه الله: ولم يذكر عبد الله بن عمرو في هذا الحديث سائر الأعلام من

خروج يأجوج ومأجوج (والدابة وطلوع الشمس من مغربها، وقد ذكر غيره خروج

ياجوج ومأجوج)

(2)

بعد نزول عيسى ابن مريم وإرسال الله عليهم النغف وموتهم في

قيام الساعة بعد ذلك، وذكر هو

(3)

عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أول الآيات خروجًا طلوع

الشمس من مغربها أو خروج الدابة على الناس ضحى فايهما كانت قبل صاحبتها

فالأخرى على أثرها وقال من قبل نفسه: فاظن أولها خروجًا طلوع الشمس من

مغربها. وإنما قال ذلك عبد الله بن عمرو حين أخبر بقول

(4)

مروان بن الحكم أن أول

الآيات خروجًا الدجال فإذا كان حديث عبد الله صحيحًا فهو أولى من غيره. وهو

صحيح لا شك فيه لصحة إسناده، والله أعلم. ولا شك فيكون هذه الآيات قبل

النفخ في الصور تقدم بعضها أو تأخر وكل ما هو أت قريب.

(1)

في الفتن وأشراط الساعة (3/ 2260) ولم يسق لفظه بل أحاله على حديث عبيد الله بن معاذ العنبري عن أبيه عن شعبة (3/ 2257 - 2259) وأخرجه أحمد (2/ 166) عن محمد بن جعفر به.

وأخرجه الحاكم في "المستدرك"(4/ 550 - 551) من وجه آخر عن محمد بن بشار ومن طريق عثمان بن عبدان عن أبيه عن شعبة (4/ 543 - 544).

وقال الألباني: صحيح. "صحيح الجامع الصغير"(رقم 7903).

(2)

ما بين القوسين سقط من (ن).

(3)

أخرجه مسلم (3/ 2260).

(4)

راجع مسلم، و"شرح السنة" للبغوي (15/ 93).

ص: 531

[346]

أخبرنا على بن أحمد بن عبدان، حدثنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، حدثنا أبو عمرو سعيد بن حفص خال النفيلي، حدثنا موسى بن أعين، عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي سعيد

(1)

وعن عمران يعني البارقي عن عطية عن

[346] إسناده: حسن.

• جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض، أبو بكر، الفريابي القاضي (م 301 هـ).

الإمام الحافظ الثبت، كان من أوعية العلم، ومن أهل المعرفة والفهم، طوف شرقًا وغربًا، ولقي الأعلام، وصنف التصانيف النافعة.

ترجمته في "تاريخ بغداد"(7/ 199 - 202)، "الأنساب"(15/ 206)،"التذكرة"(2/ 692 - 694)، "السير"(14/ 96 - 111)، "شذرات"(2/ 235).

• سعيد بن حفص بن عمرو بن نفيل، أبو عمرو الحراني (م 237 هـ).

صدوق، تغير في أخر عمره. من العاشرة (س).

• موسى بن أعين الجزري، ثقة من رجال الصحيحين وقد مرّ.

وفي المطبوعة "يونس بن نمير" بدله.

• عمران البارقي. مقبول. من السابعة (د).

صدوق يخطئ كثيرًا كان شيعيًا مدلسًا. من الثالثة (بخ، د، ت، ق).

(1)

في النسخ "عن أبي هريرة" والحديث من مسند أبي سعيد.

حديث الأعمش عن أبي صالح أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(2/ 339 رقم 1084) وابن حبان (2569) والحاكم (4/ 559) وسند أبي يعلى وابن حبان صحيح على شرط الشيخين.

وحديث الأعمش عن عطية عن أبي سعيد أخرجه أحمد (3/ 73) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 130) والبغوي في "شرح السنة"(15/ 103).

وروي من طرق أخرى عن عطية عن أبي سعيد.

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(ص 557) والحميدي في "مسنده"(2/ 332) والترمذي في صفة القيامة (4/ 620 رقم 2431) وفي التفسير (5/ 272 رقم 3243) وأحمد (3/ 7، 73) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 105، 7/ 312) والبغوي في "شرح السنة"(15/ 102) والطبراني في "الصغير"(1/ 24) وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 340 رقم 1084).

وروي عن ابن عباس.

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، (10/ 352) وأحمد في "المسند"(1/ 326) والطبراني في "الكبير"(12/ 128 رقم 12670) والحاكم (4/ 559) وابن جرير (29/ 150 - 151).

وروي مثله عن زيد بن أرقم. =

ص: 532

أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كيف أنعمُ وصاحبُ القرن قد التقمَه وأصغَى سمعَه وحَنا جَبِينَه ينتظرُ مَتى يؤمرُ فيَنْفُخُ و قالوا: يا رسول الله كيف نقول؟ قال: "قُولُوا حَسْبُنَا اللهُ ونعمَ الوَكِيلُ على الله توَكَلْنا".

أخبرنا أبو محمد

(1)

عبد الرحمن بن محمد بن بالويه المزكي، أخبرنا أبو الوليد الفقيه، حدثنا إبراهيم بن علي، حدثنا يحيى بن يحيى، حدثنا موسى بن أعلان فذكر حديث أبي صالح بمعناه.

قال البيهقي رحمه الله: فإذا نفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض كما قال الله عز وجل: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}

(2)

.

واختلفوا في هذا الاستثناء فروي

(3)

عن جابر بن عبد الله أنه قال: موسى فيمن استثنى اللّه قد صعق مرة، وهذا و في الحديث الثابت

(4)

عن أبي هريرة في المسلم

= أخرجه أحمد (4/ 374) وابن عدي في "كامله"(3/ 890) وسنده ضعيف.

وعن جابر أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 189) وسنده حسن.

وعن أنس أخرجه الخطيب في "تاريخه"(5/ 153) والضياء في المختارة. وسنده صحيح.

وعن البراء أخرجه الخطيب (39/ 11) بسند ضعيف.

وراجع "الصحيحة"(1079).

(1)

أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه، النيسابوري المزكي (م 410 هـ) كان من وجوه البلد، وكان صادقًا أميًا.

راجع "الأنساب"(2/ 62)، "السير"(17/ 240). "شذرات"(3/ 190 - 191).

(2)

سورة الزمر (39/ 68).

(3)

لم أجد من خرجه.

(4)

أخرجه البخاري في الأنبياء (4/ 131 - 132) وفي الخصومات (3/ 88) وفي التفسير (5/ 196) وفي الرقاق (7/ 193).

ومسلم في الفضائل (2/ 1843)، وأبو داود في "السنة"(5/ 53 رقم 4671) والترمذي في التفسير (5/ 373 رقم 3245) وأحمد في "مسنده"(2/ 264) وابن جرير في "تفسيره"(31/ 24) والطحاوي في "مشكل الآثار"(1/ 452) والبغوي في "شرح السنة"(15/ 106).

وأخرجه النسائي في "الكبرى""تحفة الأشراف"(10/ 211 - 217).

ص: 533

الذي لطم اليهودي حين قال: والذي اصطفى موسى علي البشر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تُفَضِّلُوا بين أنبياء الله فإنّه يُنْفَخ في الصور، فيصْعق من في السموات ومن في الأرض إلّا من شاء اللّه، ثم يُنْفخ فيه أخرى فأكون أوَّل من بُعث أو في أوَّل مَن بُعِثَ فإذا موسى أخذٌ بالعرش فلا أدري أحُوسب بصعقة يوم الطور أم بعثه قبلي" وهذا حديث صحيح.

قال البيهقي رحمه الله: ووجهه عندي أن نبينا صلى الله عليه وسلم أخبر عن رؤية جماعة من الأنبياء ليلة المعراج، وإنما يصح ذلك على تقدير أن الله تعالى رد إليهم أرواحهم فهم أحياء عند ربهم، فإذا نفخ في الصور النفخة الأولى صعقوا فيمن صعق ثم لا يكون ذلك موتًا في جميع معانيه إلا في ذهاب الاستشعار فإن كان موسى فيمن استثنى الله عز وجل بقوله:{إلَّا مَنْ شَاءَ} فإنه لا يذهب استشعاره في تلك الحالة والله أعلم.

وروينا

(1)

عن سعيد بن جبير أنه قال: هم الشهداء ثنية الله عز وجل مقلدي السيوف حول العرش.

وروي فيه حديث مرفوع عن زيد عن أسلم عن أبيه عن أبي هريرة

(2)

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل جبريل عن هذه الآية وقال: "ومن الذين

(3)

لم يشاء الله عز وجل أن يصعقوا؟ " قال: هم شهداء الله عز وجل وهذا لأن الله عز وجل أخبر في كتابه: أنهم {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبهمْ يُرْزَقُونَ}

(4)

فلا يموتون في النفخة الأولى فيمن يموت من الأحياء والله أعلم.

(1)

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 30).

ونسبه السيوطي في "الدر النثور"(7/ 250) أيضًا إلى سعيد بن منصور وهناد، وعبد بن حميد وابن المنذر.

وروي عن أبي هريرة مثله.

(2)

أخرجه الحاكم (2/ 253) وصححه ووافقه الذهبي، وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(7/ 249) ونسبه أيضًا إلى أبي يعلى والدارقطني في الأفراد، وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي

في "البعث".

وذهب ابن جرير الطبري إلى أن الشهداء يستثنون من الفزع وليس من الصعقة التي هي الموت لأنهم وإن كانوا أحياء فقد ذاقوا الموت، وروي في ذلك حديثًا مرفوعًا عن أبي هريرة.

راجع "تفسيره"(20/ 19، 24/ 30).

(3)

في (ن) والمطبوعة "من الذي".

(4)

سورة آل عمران (3/ 169).

ص: 534

وروينا عن زيد بن أسلم

(1)

أنه قال: " الذين استثنى الله عز وجل اثنا عشر: جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وحملة العرش ثمانية".

وذهب الحليمي

(2)

رحمه الله إلى اختيار قول من قال إن الاستثناء لأجل الشهداء، ورواه عن ابن عباس، وحمل قول النبي صلى الله عليه وسلم في موسى عليه السلام على أنه لم يدر

(3)

أبعث قبل غيره من الأنبياء عليهم السلام تخصيصَا له عليه السلام كما فُضِّل في الدنيا بالتكليم، أو قدم بعثه على بعث غيره من الأنبياء عليهم السلام بقدر صعقته عندما تجلا ربه للجبل إلى أن أفاق ليكون هذا جزاء له بها، وليس فيه أن يموت عند النفخة الأولى.

وضعف قول من زعم الاستثناء لأجل الملائكة الذين سماهم، لأنهم ليسوا من سكان الأرض لأن العرش فوق السموات

(4)

كلها وجبريل وميكائيل من الصافين المسبحن حول العرش فلم يدخلوا في الآية.

وكذلك لا يدخل فيها الولدان والحور، لأن الجنة فوق السموات، والاية في سكان السموات والأرض، ثم قد ورد في بعض الآثار: يميت حملة العرش، ويميت جبريل وميكائيل وملك الموت، ثم ينادي: لمن الملك اليوم، فلم يجبه أحد فيقول هو: لله الواحد القهار.

وقد روي فيه حديث مرفوع في إسناده ضعف وقد ذكرناه في كتاب " البعث والنشور"

(5)

.

(1)

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 30) مرفوعًا عن أبي هريرة ورجحه.

(2)

راجع "المنهاج"(1/ 431 - 433).

(3)

كذا في الأصل، وفي (ن) والمطبوعة "لم يرد".

(4)

في النسخ "في فوق السماوات".

(5)

في أخر الكتاب (ص 336 - 344 رقم 609).

وهو حديث طويل ساقه السيوطي في "الدر المنثور"(7/ 256 - 262) وقال أخرجه عبد بن حميد وعلي بن معبد في كتاب الطاعة والعصيان، وأبو يعلى، وأبوالحسن القطان في المطولات، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو موسى المديني كلاهما في المطولات وأبو الشيخ في العظمة، والبيهقي في "البعث والنشور" عن أبي هريرة.

راجع الأحاديث الطوال للطبراني، تحقيق الأستاذ حمدي عبد المجيد السلفي في آخر "المعجم "الكبير" (25/ 266 - 277).

وانظر ما قاله الأستاذ السلفي في التعليق عليه. وراجع "نهاية البداية" لابن كثير (2/ 223 - 224)، و" شرح العقيدة الطحاوية" تحقيق الألباني (ص 256).

ص: 535

وأما الجنة وما فيها من الحيوان فإنها خلقت للبقاء لا للفناء، وهي دار لذة وسرور ولم يأتنا خبر بموت من فيها.

فإن قيل: قد قال الله عز وجل: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}

(1)

.

{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}

(2)

.

قال الحليمي

(3)

رحمه الله: يحتمل أن يكون معناه ما من شيء إلا وهو قابل للهلاك،

فيهلك إن أراد الله به ذلك إلا وجهه، أي إلا هو فإنه تعالى جده قديم، والقديم لا يجوز عليه الفناء، وما عداه محدث والمحدث لا يبقى إلا قدر ما يبقيه محدثه فإذا حبس البقاء عنه فني. ولم يبلغنا في خبر أنه يهلك العرش ويفنيه فلتكن الجنة مثله والله أعلم.

قال البيهقي رحمه الله: وروينا

(4)

عن سفيان الثوري أنه قال في تفسير هذه الآية:

كل شيء هالك

(5)

إلا ما أريد به وجهه.

وفي رواية: إلا ما ابتغي به وجهه من الأعمال الصالحة.

فإذا مات الأحياء كلهم وجاء وقت النفخة الأخرى فقد جاء في حديث الصور وهو حديث روي عن محمد بن كعب عن رجل عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي إسناده مقال، فذكر قصة في النفخة الأولى وما بعدها وذكر موت جبريل وميكائيل ثم موت حملة العرش وموت إسرافيل ثم موت ملك الموت، ثم ينزل ماء من تحت العرش كمني الرجال ثم يأمر السماء أن تمطر أربعين يومًا، ويأمر الأجساد أن تنبت كنبات الطراثيث

(6)

أو كنبات البقل، حتى إذا تكاملت أجسادهم قال الله تعالى: ليحيى حملة العرش فيحيون، ثم يقول: ليحيى جبريل وميكائيل أظنه وذكر معهما

(1)

سورة آل عمران (3/ 185).

(2)

سورة القصص (28/ 88).

(3)

راجع "المنهاج"(1/ 433).

(4)

ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(6/ 447) برواية المؤلف وهو في "تفسير" الثوري (ص 194).

وروي مثله عن ابن عباس ومجاهد.

(5)

في (ن)"فهالك".

(6)

الطراثيث: جمع طرثوث، وهو نبت ينبسط على وجه الأرض.

ص: 536

غيرهما، فيحيون فيأمر الله عز وجل إسرافيل فيأخذ الصور فيضعه على فيه، ثم يدعو الله بالأرواح فيؤتى بها، تتوهج أرواح المؤمنين نورَا والأخرى ظلمة فيلقيها في الصور ثم يأمر الله إسرافيل أن ينفخ فيه نفخة البعث فتخرج الأرواح كأنها النحل، قد ملأت ما بين السماء والأرض، فيقول الله: وعزتي وجلالي ليرجعن كل روح إلى جسده، فتدخل الأرواح في الخياشيم ثم تمشي في اْلأجساد مشي السم في اللديغ ثم تنشق الأرض عنهم سرعًا.

[347]

وهذا فيما قرئ إسناده على الأستاذ

(1)

أبي إسحاق الإسفرايينى وأنا أسمع أن أبابكر محمد بن عبد الله الشافعي أخبرهم، حدثنا أبو قلابة الرقاشي، حْدثنا أبو عاصم، حدثنا إسماعيل بن رافع، عن محمد بن يزيد بن أبي زياد، عن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وروينا في حديث آخر بإسناد ضعيف عن ابن عباس في صفة القيامة فذكر فيه صفة الصور وعِظمه وعِظم إسرافيل ثم قال:

[347] إسناده: ضعيف. وقد ذكر المؤلف هذا السند في "البعث والنشور" كما ذكر سندًا آخر من طريقين إلى مكي بن إبراهيم حدثنا إسماعيل بن رافع عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن رجل من الأنصار عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة. وقال: رواه إسحاق عن عبدة بن سليمان عن إسماعيل بن رافع عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن رجل من الأنصار عن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة (336).

• أبو قلابة الرقاشي هو عبد الملك بن محمد. صدوق كثير الخطأ.

• أبو عاصم هو الضحاك بن مخلد. ثقة ثبت (ع).

• إسماعيل بن رافع بن عويمر الأنصاري، المدني، أبورافع. ضعيف الحفظ، من السابعة (غ، ت، ق). قال الذهبي في "الميزان"(1/ 227): ضعفه أحمد ويحيى وجماعة. وقال الدارقطني وغيره: متروك الحديث. وقال ابن عدي، أحاديثه كلها مما فيه نظر. راجع "الكامل"(1/ 277 - 279).

• ومحمد بن يزيد بن أبي زياد. قال الذهبي: مجهول، وقال البخاري: محمد بن يزيد بن أبي زياد. روى عنه إسماعيل بن رافع حديث الصور ولم يصح. راجع "الميزان"(4/ 67). وفي الأصل "عن محمد بن يحيى عن يزيد أبي زياد" وفي (ن) والمطبوعة "عن محمد ابن بعني ابن يزيد بن زياد".

(1)

في النسخ "أستاذ" بدون الألف واللام.

ص: 537

فإذا بلغ الوقت الذي يريد اللّه أمر إسرافيل فينفخ في الصور النفخة الأولى، فتهبط النفخة من الصور إلى السموات فيصعق سكان السموات بحذافيرها، ثم تهبط النفخة إلى الأرض، فيصعق سكان الأرض بحذافيرها، وجميع عالم الله وبريته فيهن من الجن والإنس والهوام والأنعام. قال: وفي الصور من الكوى عدد من يذوق الموت من جميع الخلائق فإذا صعقوا جميعًا، يقول الله عز وجل، يا إسرافيل من بقي؟ فيقول: بقي إسرافيل عبدك الضعيف. فيقول مت يا إسرافيل، فيموت، ثم يقول الجبار تعالى: لمن الملك اليوم، فلا هميس ولا حسيس، فلا ناطق يتكلم، ولا مجيب يفهم، وقد مات حملة العرش واسرافيل وملك الموت وكل مخلوق فيرد الجبار على نفسه:{لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ. الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}

(1)

وذلك حين تمت كلمة ربك صدقًا وعدلًا لا مبدل لكلماته {وَهُوَ السَمِيعُ الْعَلِيمُ} فتتم كلمته بإنفاذ قضائه على أهل أرضه وسمائه لقوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}

(2)

. فأما إسرافيل فيموت ويحيا في طرفة عين، وأما حملة العرش فيحيون في أسرع من طرفة عين فيأمر الله تعالى إسرافيل بعد النفخة الأولى باربعين وكذلك هو في التوراة بين النفختين أربعون، لا يدرى ما هو. فإذا انقضت الأربعون نظر الله إلى أهل السموات وإلى أهل الأرضين

(3)

فيقول: وعزتي لأعيدنكم كما بدأتكم ولأحيينكم كما أمتكم، ثم يأمر إسرافيل فينفخ النفخة الثانية، وقد جمعت الأرواح كلها في الصور، فإذا نفخ، خرج كل روح من كوة معلومة من كوى الصور، فإذا الأرواح تهوش

(4)

بين السماء والأرض لها دوي كدوي النحل، فينادي إسرافيل: يا أيتها الجلود المتمزقة! ويا أيتها الأعضاء المتهشمة، ويا أيتها العظام البالية، ويا أيتها الأجساد المتفرقة، ويا أيتها الأشعار المتمرطة

(5)

، قوموا إلى موقف الحساب والعرض الاكبر، فيدخل على روح في جسده، قال وتمطر السماء طشًّا

(6)

من تحت العرش على جميع

(1)

سورة غافر (40/ 16، 17).

(2)

سورة القصص (28/ 88).

(3)

وفي (ن)"أهل الأرض".

(4)

أي تضطرب وتنتشر.

(5)

تمرط الشعر: تساقط وتحات.

(6)

الطش والطشاش من المطر: الرشساش، وهو دون الوابل وفوق الرذاذ، وفي النسخ "تمطر الدطشاء".

ص: 538

الموتى، فيحيون كما تحيا الأرض الميتة بوابل السماء، فيبعث اللّه الأجساد التي كانت في الدنيا من حيث كانت: بعضها من بطون السباع وبعضها من حواصل الطير وحيتان البحور وبطون الأرض وظهورها، فيدخل على روح في جسده فإذا هم قيام ينظرون، فيبعث الله نارًا من الشارق، فتحشر الناس إلى المغارب إلى أرض تسمى الساهرة من وراء بيت المقدس أرض طاهرة لم يعمل عليها سيئة ولا خطيئة فذلك قوله:{فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ. فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}

(1)

.

وقوله: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ. لِيَوْمٍ عَظِيمٍ

(2)

يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}

(3)

{وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا}

(4)

.

{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا. وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا. الَّذِينَ كَانَتْ}

(5)

الآية.

[348]

وهذا فيما أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر محمد بن طلحة بن منصور

(1)

سورة النازعات (79/ 13، 14).

(2)

سقط ما بين القوسين من المطبوعة وفي الأصل بياض مقدار ثلاث كلمات ثم "ليوم الدين يوم يقوم الناس

".

(3)

سورة المطففين (83/ 4 - 6).

(4)

سورة الكهف (18/ 47).

(5)

وأيضا (18/ 99 - 101).

[348]

إسناده: ضعيف جدًا، والخبر موضوع.

• أبو بكر محمد بن طلحة بن منصور القطان، لم أجده.

• علي بن قدامه الوكيل (م 229 هـ). أشار ابن معين إلى لين فيه بقوله: لم يكن البائس ممن يكذب. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. راجع "الميزان"(3/ 151)، و"تاريخ بغداد"(12/ 50).

• مجاشع بن عمرو قال ابن معين: قد رأيته، أحد الكذابن. وقال العقيلي: حديثه منكر.

وقال الذهبي: مجاشع هو راوي كتاب الأهوال والقيامة، وهو جزءان كله خبر واحد موضوع. "الميزان"(3/ 436)، "لسان الميزان"(5/ 15).

• ميسرة بن عبد ربه الفارسي ثم البصري. قال ابن جان: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، ويضع الحديث وهو صاحب حديث فضاثل القرآن الطويل. وقال الدارقطني: متروك. وقال أبو حاتم: كان يفتعل الحديث. وقال البخاري: برمى بالكذب. راجع "الميزان"(4/ 230)، "لسان الميزان"(6/ 138). و"كتاب "المجروحين" (2/ 315). =

ص: 539

القطان، حدثنا إبراهيم بن الحارث البغدادي، حدثنا أبو الحسن علي بن قدامة النحوي، حدثنا مجاشع بن عمرو، عن ميسرة بن عبد ربه، عن عبد الكريم الجزري، قال حدثني سعيد بن جبير أنه سأل ابن عباس عن القيامة وما فيها فحدثه وذكر ما كتبناه فيه وهذا إسناد ضعيف بمرة، غير أنا قد روينا في الحديث الثابت عن الأعمش عن أبي صالح

(1)

عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "بين النفختين أربعون" قالوا: يا أبا هريرة أربعون يومًا؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون شهرًا؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون سنة؟ قال أبيت. قال: ثم ينزل الله عز وجل من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل. قال: وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظمًا واحدًا وعجب الذنب ومنه يركب

(2)

الخلق يوم القيامة.

[349]

أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدثنا أبو بكر بن إسحاق، حدثنا موسى بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش بهذا الحديث.

رواه مسلم في الصحيح

(3)

عن أبي كريب عن أبي معاوية.

وأخرجه البخاري

(4)

من وجه آخر عن الأعمش.

=. عبد الكريم بن مالك الجزري (م 127 هـ). من العلماء الثقات في زمن التابعين. قال ابن حبان: صدوق، لكنه ينفرد عن الثقات بالأشياء المناكير، فلا يعجبنى الاحتجاج با انفرد به، وهو ممن أستخير الله فيه. قال الذهبي: قد قفز القنطرة، واحتج به الشييخان، وثبته أبو زكريا. راجع "المجروحين"(2/ 138)، و"الميزان" (2/ 645). وقال ابن حجر في "التقريب": ثقة من السادسة (ع).

(1)

سقط من المطبوعة.

(2)

وفي (ن) والمطبوعة "وفيه تركيب الخلق".

(3)

في الفتن (3/ 2270) وأخرج من طريق معمر عن همام عن أبي هريرة الجزء الأخير فقط وكذا أخرجه ابن ماجه في "الزهد"(2/ 1425 رقم 4266).

(4)

في التفسير (6/ 34) عن عمر بن حفص حدثنا أبي، وأيضَا (6/ 79) عن محمد أخبرنا أبو معاوية كلاهما عن الأعمش.

ومن طريق البخاري أخرجه البغوي في "شرح السنة"(15/ 104) وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(24/ 31).

ص: 540

قال البيهقي رحمه الله: وروينا عن أبي غالب

(1)

عن أنس بن مالك مرفوعًا: "يبعث الناس يوم القيامة والسماء تطش عليهم".

وروينا بإسناد صحيح

(2)

عن عبد الله بن مسعود في أشراط الساعة في النفخة الأولى ثم في إرسال الله ماء من تحت العرش منيًّا كمني الرجال، حتى تنبت جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء، ثم قيام ملك الصور، ونفخه فيه مرة أخرى، وانطلاق على نفس إلى جسمها ودخولها فيه ثم قيامهم لرب العالمين ما يؤكد جميع ما قلنا والله أعلم.

[350]

أخبرنا أبو عبد الرحمن بن محبوب، أخبرنا الحسين بن محمد بن هارون، حدثنا أحمد بن محمد بن نصر، حدثنا يوسف بن بلال، حدثنا محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس {وَيَقُولُونَ} يعني أهل مكة {مَتَى هَذا الْوَعْدُ} يعني يوم القيامة يقول الله عز وجل {مَا يَنْظُرُونَ} كفار قريش إذ كذبوا {إلا صَيحَةَ وَاحِدَةً} لا تثنى {تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ} يتكلمون في أسواقهم يتبايعون {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} لا يقدرون {تَوْصِيَةَ} كلامًا {وَلَا إلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ} فيحيرون

(3)

الكلام إليهم {وَنُفِخَ في الصُّورِ} وهي النفخة الآخرة {فَاذا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ} يعني القبور {إِلَى رَبِّهمْ

(1)

أبو غالب الباهلي مولاهم، الخياط البصري، اسمه نافع أو رافع.

ثقة. من الخامسة (د ت ق).

وحديثه أخرجه أحمد في "المسند"(3/ 267) وفي "الزهد"(هـ 108) وأبو يعلى من طريق عبد الرحمن بن أبي الصهباء عن أبي غالب به. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 334 - 335) فيه عبد الرحمن بن أبي الصهباء أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وبقية رجاله ثقات.

قلت وذكر ابن حبان أباغالب في "المجروحين"(3/ 29 - 30) وقال: روى عنه عبد الرحمن بن أبي الصهباء، منكر الحديث. ثم ذكر هذه الرواية.

(2)

رواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 496 - 497) في حديث طويل وقال: صحيح على شرب الشيخين ولم يخرجاه. وأقره الذهبي.

[350]

قد مر علينا هذا الإسناد من قبل (ن) ولم أعرف على رجاله. وهو ضعيف لأجل محمد بن مروان السدي، والكلبي.

(3)

أحار الكلام: رده.

ص: 541

يَنْسِلُونَ} يخرجون من قبورهم {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}

(1)

يقول من منامنا

(2)

يقول هذا بعضهم لبعض إذا خرجوا من القبور، وظنوا أنهم كانوا نيامًا.

وذلك أنه يرفع عنهم العذاب بين النفختين، وبينهما أربعون سنة، نسوا العذاب فقالت لهم الملائكة {هَذَا مَا وَعَدَ الرَحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} يعنى وتصديق المرسلين البعث يقول الله عز وجل:{إِنْ كَانَتْ إِلَا صَيْحَةً وَاحِدةً} نفخة واحدة

(3)

، {فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ}

(4)

الحساب.

قال البيهقي رحمه الله: وقد روينا عن أسامة بن زيد عن الزهري، عن أنس بن مالك قال و كان يوم أحد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمزة بن عبد المطلب وقد جدع ومثل به فقال:"لولا أن تجد صفية تركته حتى يحشره الله من بطون الطير والسباع".

[351]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا عبد الله بن الحسن القاضي، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا روح، حدثنا أسامة فذكره.

قال البيهقي رحمه الله: وروينا في حديث مقسمم عن ابن عباس

(5)

غير أنه قال:

(1)

كذا في الأصل. وفي (ن) والمطبوعة بعده {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} .

(2)

في (ن)"من منا".

(3)

سقط هذا التفسير من (ن).

(4)

الآيات 48 - 53 من سورة يس (36).

[351]

إسناده: حسن. وفي (ن)"أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا عبد الله الحافظ".

والحديث أخرجه الحاكم في "المستدرك" عن أبي العباس محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن إسحاق

الصغاني، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا أسامة فذكره (3/ 196) وصححه.

وأخرجه الترمذي في الجنائز (3/ 336 رقم 1016) وكذا أبو داود (3/ 499 - 500 رقم 3136 - 3137) وأحمد (3/ 128) وابن سعد (3/ 14) والطحاوي في "معاني الآثار"(1/ 502) من طريق أسامة عن الزهري به وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(14/ 260) عن عبد الله بن موسى عن أسامة به، وعنه أبو يعلى في "مسنده"(6/ 264 - 265 رقم 3568) وأخرجه المؤلف في "السنن"(4/ 10 - 11) بنفس السند من وجه أخر عن أسامة به.

(5)

أخرجه المؤلف بسنده عن يزيد بن أبي زياد عن مقسم به في "دلائل النبوة"(3/ 287) وفي "السنن"(4/ 12).

ويزيد بن أبي زياد ضعيف. وراجع "مجمع الزوائد"(6/ 118).

ص: 542

"لولا جزع النساء لتركته يحشر من حواصل الطير وبطون السباع". وفي هذا دلالة على أن ما أكله السبع أو الطير أو حوت الاء حشر جمع الأجزاء التي أكلت منها، أما ما أكله الناس بعضهم من بعض وصار غذاء له. فقد زعم الحليمي

(1)

رحمه الله أنه لا يرد إلى أصله لكن صاحبه يعوض منه. وقد فرق بينهما بأنه قد انقلب من مكلف إلى مكلف ورده يؤدي إلى إدخال جزء من الكافر الجنة أو جزء من المؤمن النار، وليس كذلك في غير المكلف، وإنما هو في معنى ما تأكله الأرض فيعاد وبسط الكلام فيه.

‌فصل

(2)

وإذا أحيا الله تبارك وتعالى الناس كلهم قاموا عجلين ينظرون ما يراد بهم لقوله تعالى: {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}

(3)

.

وقد أخبر الله عز وجل عن الكفار أنهم يقولون: {يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}

(4)

.

وأنهم يقولون: {هَذَا يَوْمُ الدينِ} .

فتقول لهم الملائكة: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَذِي كنْتُمْ بِهِ تكَذّبُونَ}

(5)

.

ثم يؤمر

(6)

بحشر الناس إلى موقف العرضْ والحساب وهو الساهرة فقال الله عز وجل: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ. فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}

(7)

.

قال البيهقي رحمه الله: وروينا عن وهب

(8)

بن منبه أنه قرأ هذه الآية وهو يومئذ ببيت المقدس فقال: ها هنا الساهرة يعني بيت المقدس.

(1)

راجع "المنهاج"(1/ 435 - 437).

(2)

في الأصل فقط. وهو مطابق و جاء في "المنهاج"(1/ 440).

(3)

سورة الزمر (39/ 68).

(4)

سورة يس (36/ 52).

(5)

سورة الصافات (37/ 20 - 21).

(6)

وفي (ن) والمطبوعة "يوم يحشر".

(7)

سورة النازعات (79/ 13 - 14).

(8)

أخرجه عبد بن حميد وابن المنذر- راجع "الدر المنثور"(8/ 409).

ص: 543

وروينا عن ابن عباس

(1)

موقوفًا ومرفوعًا ما دل على أن الشام أرض المحشر. وقال الفراء

(2)

: الساهرة وجه الأرض كأنها سميت بهذا الاسم لأن فيه الحيوان نومهم وسهرهم.

وروى بإسناده

(3)

عن ابن عباس قال: الساهرة الأرض.

قال الحليمي

(4)

رحمه الله: ومعناه فإذا هم قد صاروا على وجه الأرض بعد أن كانوا في جوفها.

وقيل: الساهرة صحراء قرب شفير جهنم والله أعلم.

وروينا في الحديث الثابت

(5)

عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يُحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النَّقِي".

وفي رواية: كقرصة النقي ليس فيها لأحد علم

(6)

.

(1)

ذكر السيوطي في "الدر المنثور"(8/ 89) عن ابن عباس قال:

من شك أن المحشر بالشام فليقرأ هذه الآية {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} (الحشر 59/ 2).

قالَ لهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم "اخرجوا". قالوا إلى أين؟ قال: "إلى أرض المحشر".

أخرجه البزار وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والمؤلف في "البعث".

وقال الهيثمي عن رواية البزار: فيه ضعف. (مجمع الزوائد 10/ 343).

(2)

راجع "معاني القرآن"(3/ 232).

(3)

وهو عن حبان بن علي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس (3/ 232).

وراجع "الدر المنثور"(8/ 408).

(4)

راجع "المنهاج"(1/ 441).

(5)

وأخرجه البخاري في الرقاق (7/ 194) ومسلم في صفة المنافقين (3/ 2150).

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 250) والطبراني في "الكبير"(6/ 191 رقم 5831، 6/ 214 رقم 5958) والبغوي في "شرح السنة"(15/ 112).

(6)

كذا في النسخ وفي رواية البخاري "معلم".

والعلم والمعلم بمعنى واحد، وهو الشيء الذي يستدل به على الطريق، وقال القاضي عياض: المراد أنها ليس فيها علامة سكنى ولا بناء ولا أثر ولا شيء من العلامات التي يهتدى بها في الطرقات كالجبل والصخرة البارزة، وفيه تعريض بارض الدنِيا وأنها ذهبت وانقطعت العلاقة منها. راجع "فتح الباري"(11/ 375).

ص: 544

والنقي: الخبز الحوّارَى وقوله: "ليس فيها علم" يريد أرضًا مستوية ليس فيها حدب ولا بناء.

وأما صفة الحشر فقد قال الله عز وجل: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا. وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا}

(1)

.

روينا عن

(2)

علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أنه قال في قوله {وَفْدًا} ركبانًا وفي قوله {وِرْدَا} عطاشًا.

وروينا عن النعمان بن سعد عن علي أنه قال في هذه الآية: أما والله ما يحشر الوفد على أرجلهم ولا يساقون سوقًا، ولكنهم يؤتون بنوق لم ير الخلائق مثلها، عليها رحال الذهب وأزمتها الزبرجد، فيركبون عليها، حتى يضربوا أبواب الجنة.

[352]

أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي رضي الله عنه فذكره.

(1)

سورة مريم (19/ 85 - 86).

(2)

في "البعث والنشور" كما أشار إليه السيوطي في "الدرالمنثور"(5/ 538 - 540). ونسبه أيضًا إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن جرير.

وراجع "تفسير ابن جرير"(16/ 127).

[352]

إسناده: ضعيف.

• عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث الواسطي، أبوشيبة. ضعيف من السادسة (د، ت).

وراجع "الميزان"(2/ 548).

• النعمان بن سعد بن حبتة. أنصاري، كوفي. مقبول من الثالثة (ت).

وقال الذهبي في "الميزان"(4 / هـ 26): ما روى عنه غير عبد الرحمن بن إسحاق أحد الضعفاء وهو ابن أخته.

والحديث أخرجه الحاكم في "المستدرك"(2/ 377) بنفس السند وقال صحيح على شرط مسلم وتعقبه الذهبي فقال: عبد الرحمن هذا لم يرو له مسلم ولالخاله النعمان- بل ضعفوه.

والحديث أخرجه أيضًا ابن أبي شيبة في "مصنفه"(13/ 119) وعبد الله بن أحمد في "زوائد "المسند" (1/ 155) وابن جرير (16/ 126).

ونسبه السيوطي أيضًا إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والمؤلف في "البعث".

راجع "الدر المنثور"(53915).

ص: 545

[353]

أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرنا إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم، حدثنا السري ابن خزيمة، حدثنا معلى بن أسد، حدثنا وهيب، عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يُحشر الناس على ثلاث طرائق رَاغبينِ راهبين، اثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على لعير، وعشرة على بعير، وتَحْشُرُ بَقِيَّتَّهُم النّارُ، تَقِيلُ معهم حيث قالوا، وتَبِيت معهم حيث باتوا، وتُصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا".

رواه البخاري

(1)

عن معلى بن أسد.

وأخرجه مسلم من وجه آخر عن وهيب.

قال الحليمي

(2)

رحمه الله: فيحتمل أن يكون قول النبي صلى الله عليه وسلم:"يُحشر الناس على ثلاث طرائق" أشار إلى الأبرار والمخلطين والكفار، فالأبرار الراغبون إلى الله جل ثناؤه فيما أعد لهم من ثواب. والراهبون

(3)

الذين هم بين الخوف والرجاء، فأما الأبرار فإنهم يؤتون بالنجائب كما روي في حديث علي، وأما ألمخلطون فهم الذين أريدوا في هذا الحديث أنهم يحملون على الأبعرة، والأشبه أنها لا تكون من نجائب الجنة، لأن من هؤلاء من لا يغفر له ذنوبه حتى يعاقب بها بعض العقوبة، ومن أكرم بشيء من نعيم الجنة لم يهن بعده بالنار.

[353] إسناده: صحيح.

"معلى بن أسد العمي (بفتح المهملة وتشديد الميم) أبوالهيثم البصري (م 218 هـ). ثقة ثبت، من كبار العاشرة (خ، م، س، ق).

• وهيب بن خالد بن عجلان، أبو بكر البصري (م 165 هـ). ثقة ثبت. لكنه تغير قليلًا بأخرة. من السابعة (ع). وفي (ن) والمطبوعة "وهب بن عبد الله بن طاوس".

• عبد الله بن طاوس بن كيسان، اليماني، أبو محمد (م 132 هـ). ثقة فاضل عابد. من السادسة (ع). وأبوه طاوس ثقة فقيه فاضل. من الثالثة (ع).

(1)

في الرقاق (7/ 194).

وأخرجه مسلم في الجنة (3/ 2195) عن أحمد بن إسحاق وبهز قالا حدثنا وهيب فذكره.

وأخرجه النسائي في الجنائز (4/ 115) وابن أبي شيبة في "المصنف"(13/ 248) وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(15/ 124) من طريق البخاري.

(2)

راجع "المنهاج"(1/ 442).

(3)

في النسخ "الراهبين".

ص: 546

قال البيهقي رحمه الله: وروى علي بن زيد بن جدعان

(1)

وليس بالقوي عن أوس ابن خالد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يُحشر الناس يوالقيامة على ثلاثة أصناف: ركبانًا ومشاةً وعلى وجوههم" فقال رجل: يا رسول اللّه! وَيمشون على وجوههم؟ قال: "الذي أمشاهم على أقدامهم قادر أن يمشيهم على وجوههم".

وهذا الأصح فكأن بعض المخلطين من المؤمنين يكون راكبًا كما جاء في الحديث الأول، وبعضهم يكون ماشيًا كما جاء في الحديث، أو يركب في بعض الطريق، ويمشي في بعض

(2)

.

وأما المشاة على وجوههم فهم الكفار. ويحتمل أن يكون بعضهم أعتى من بعض، فهؤلاء يحشرون على وجوههم والذين هم أتباع يمشون على أقدامهم، فإذا سيقوا من موقف الحساب إلى جهنم، سحبوا على وجوههم قال الله عز وجل:{يَوْمَ يُسْحَبُونَ في النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ}

(3)

.

وقال: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا}

(4)

.

ويكونون في تلك الحالة عميًا وبكمًا وصمًا قال اللّه تعالى: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ}

(5)

.

(1)

علي بن زيد بن جدعان.

ضعيف. من الر ابعة (بخ، م- 4) وراجع "الميزان"(3/ 127 - 129).

• أوس بن خالد أبي أوس، الحجازي. مجهول (ت، ق). والحديث أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده"(ص 334) والترمذي (5/ 305 رقم 3142) وأحمد في "مسنده"(2/ 354، 363) وابن جرير في "تفسيره"(11/ 29). وللحديث شاهد من حديث معاوية بن حيدة.

أخرجه الترمذي (5/ 305 رقم 3142) وأحمد في "مسنده"(4/ 446 - 447) و (5/ 3، 5) والحاكم (4/ 564) وابن أبي شيبة في "مصنفه"(14/ 142).

ومن حديث أبي ذر أخرجه أحمد (5/ 164 - 165) والنسائي (4/ 116) والحاكم (2/ 367، 4/ 564).

(2)

بعده في (ن) والمطبوعة "فهؤلاء يحشر".

(3)

سورة القمر (54/ 48).

(4)

سورهَ الفرقان (25/ 34).

(5)

سورة الإسراء (17/ 97).

ص: 547

وقبل ذلك يكونوا كاملي الحواس والجوارح لقوله تعالى: {يَتَعَارَفُونَ بينَهُمْ}

(1)

.

وقوله: {يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا}

(2)

.

وسائر ما أخبر الله عز وجل عنهم وأقوالهم ونظرهم وسمعهم فإذا دخلوا النار ردت إليهم حواسهم، ليشاهدوا النار وما أعد لهم فيها من العذاب قال الله تعالى:{كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ. قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ}

(3)

.

وسائر ما أخبر الله عنهم من أقوالهم وسمعهم ونظرهم. فإذا نودوا بالخلود سلبوا أسماعهم قال الله عز وجل: {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ}

(4)

.

وقد قيل إنهم يسلبون أيضًا الكلام لقوله تعالى: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ}

(5)

.

وروينا

(6)

عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قام في الناس فوعظهم فقال: "أيها الناسُ انكم تُحشرون إلى الله حُفاةً عُراةً غُرلًا" ثم قرأ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}

(7)

.

وإن أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام.

(1)

سورة يونس (10/ 45).

(2)

سورة طه (20/ 103).

(3)

سورة الملك (67/ 8 - 9).

(4)

سورة الأنبياء (21/ 100).

(5)

سورة المؤمنون (23/ 108).

(6)

وأخرجه البخاري في الأنبياء (4/ 110، 142) وفي التفسير (5/ 191) وفي الرقاق (7/ 195) ومسلم في صفة الجنة (3/ 2194) من طريق المغيرة، بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به.

وأخرجه أيضًا الترمذي في صفة القيامة (4/ 615 رقم 3423) وفي التفسير (5/ 432 رقم 3332) والنسائي في الجنائز (4/ 114، 117) وأحمد في "مسنده"(1/ 220، 223، 229، 235، 253) والدارمي (ص 722) وابن المبارك في "الزهد"(ص 462) والحميدي في "مسنده"(1/ 226 رقم 483) وابن أبي شيبة في "مصنفه"(246/ 13 - 247) وأبو يعلى في "مسنده"(4/ 285 رقم 2396، 452 رقم 2578) والطبراني في "الكبير"(12/ 9 رقم 12312، 49 رقم 12439، 83 رقم 12551) والخطيب في "تاريخه"(15/ 109، 13/ 119) والبغوي في "شرح السنة"(15/ 123).

وأخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات"(500).

(7)

سورة الأنبياء (21/ 104).

ص: 548

وعن عائشة رضي الله عنها

(1)

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تُحْشرون يوم القيامة حُفَاةَ عُراةَ غُرلًا" فقلت: يا رسول الله الرجال من النساء؟ "فقال: يا عائشة، الأمرُ يومئذٍ أشد من ذلك".

والذي يدل عليه ما قدمنا ذكره أن ذلك يكون حال خروجهم من قبورهم، ثم

يكرم المتقون، ومن شاء من المخلطين المؤمنين بالكسوة والركوب كما قدمنا ذكره والله

أعلم.

والذي روي في حديث أبي سعيد الخدري

(2)

عن النبي صلى الله عليه وسلم: "يبعَثُ المَيِّتُ في ثيابه التي يموت فيها" يحتمل أن يكون المراد في أعماله التي عليها من خير أو شر كقوله صلى الله عليه وسلم في رواية جابر

(3)

"يُبعَثُ كُلّ عبدٍ على ما مات عليها".

وقد يحتمل أن يبعث في ثيابه التي يموت فيها ثم تتناثر عنه أو عن بعضهم، ثم

يحشر إلى موقف الحساب عاريًا ثم يكسى بعد ذلك من ثياب الجنة والله أعلم.

وأما قول الله عز وجل في صفة الكفار يوم القيامة {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ}

(4)

وقوله:

{خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ}

(5)

فإن المراد بذلك والله أعلم حال مضيهم إلى الموقف وقوله:

{مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ}

(6)

.

(1)

حديث عائشة أخرجه البخاري في الرقاق (7/ 195) ومسلم في صفة الجنة (3/ 2194) وابن ماجه في الزهد (2/ 1429 رقم 4276) وأحمد في "مسنده"(6/ 53، 90) وابن أبي شيبة في "المصنف"(13/ 246) والبغوي في"شرح السنة"(15/ 124) وابن جرير في "تفسيره"(17/ 205).

(2)

أخرجه أبو داود (3/ 485 رقم 3114) وابن حبان في "صحيحه"(2575 - موارد) والحاكم (1/ 340) وعنه البيهقي في "سننه"(3/ 284) وذكرها الألباني في "الصحيحة"(1671).

(3)

أخرجه مسلم (3/ 2206) وعبد الرزاق في "مصنفه"(3/ 586) وأحمد (3/ 331) والحاكم (1/ 340، 2/ 452) والمؤلف في "سننه"(3/ 384).

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(3/ 415 رقم 1901) و (4/ 184 رقم 2269) والبغوي في "شرح السنة"(14/ 402).

(4)

سورة القلم (68/ 43).

(5)

سورة القمر (54/ 7). وفي النسخ "خاشعًا".

(6)

سورة إبراهيم (14/ 43).

ص: 549

وإنما هو إذا طال القيام عليهم في الموقف، فيصيرون من الحيرة كأنه لا قلوب لهم، ويرفعون رءوسهم فينظرون النظر الطويل الدائم، ولا يرتد إليهم طرفهم كأنهم قد نسوا الغمض أو جهلوه، والناس في القيامة لهم أحوال ومواقف، واختلف الإخبار عنهم لاختلاف مواقفهم وأحوالهم، وأما قول الله عز وجل:{فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ}

(1)

.

فقد روينا

(2)

عن ابن عباس أنه قال هذا في النفخة الأولى ينفخ في الصور فيصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله (فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون) ثم إذا نفخ في النفخة الأخرى قاموا" {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} .

‌فصل

قد روينا عن ابن عباس

(3)

أنه قال في قوله عز وجل: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا}

(4)

يقول: عطاشًا.

والأخبار

(5)

تدل على أن العطش يعم الناس في ذلك اليوم إلا أن المجرمين لا يسكن عطشهم، ولكنه يزداد حتى يوردوا النار، فيشربون الحميم شرب الهيم نعوذ بالله من عذاب النار. وأما المتقون، ومن شاء الله من المخلطين المؤمنين فإنهم يسقون من حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وقد ذكرنا صفة الحوض وصفة مائه في كتاب "البعث والنشور"

(6)

.

(1)

سورة المؤمنون (23/ 101).

(2)

وساقه السيوطي في "الدر المنثور"(6/ 116) ونسبه إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

وأخرجه الحاكم (2/ 394) عن سعيد بن جبير أن ابن عباس سئل عن الآيتين فقال: أما قوله (ولا يتساءلون) فهذا في النفخة الأولى حين لا يبقى على الأرض شيء (فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون) وأما قوله (فأقبل) فإنهم لما دخلوا الجنة (أقبل بعضهم على بعض يتساءلون).

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(18/ 54).

(3)

أخرجه المؤلف في "البعث" وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(16/ 127) وقد مر.

(4)

سورة مريم (19/ 86).

(5)

راجع "المنهاج"(1/ 444).

(6)

راجع باب ما جاء في حوض النبي صلى الله عليه وسلم (110 - 130).

ص: 550

[354]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو النضر الفقيه، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا أبو غسان، حدثني أبو حازم، حدثنا سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنّي فَرَطُكُمْ على الحَوض مَنْ مَرّ عَلَي شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لم يَظمَأ أبدًا". وذكر الحديث.

أخرجاه

(1)

في الصحيح.

قال البيهقي رحمه الله: ويشبه أن يكون عطش المتقين لكي إذا سقوا من حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم وجدوا لذة ذلك الماء إذ الريان لا يستلذ الماء كما يستلذه العطشان والله أعلم.

‌فصل

قال البيهقي رحمه الله: ذكر الله عز وجل في كتابه ما يكون

(2)

في الأرض من زلزالها،

وتبديلها، وهو تغيير هيئتها ومدها، وما يكون في الجبال وتسييرها ونسفها، وما يكون

[354] إسناده: صحيح.

• سعيد بن أبي مريم هو سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم بن أبي مريم، أبو محمد المصري (م 224 هـ). ثقة ثبت فقيه. من كبار العاشرة (ع).

• أبو غسان هو محمد بن مطرف بن داود الليثي، المدني. ثقة. من السابعة (ع).

• أبو حازم هو الأعرج التمار، سلمة بن دينار، المدني. ثقة عابد. من الخامسة (ع).

(1)

أخرجه البخاري في الرقاق (7/ 207) عن سعيد بن أبي مريم، وأخرج هو في الفتن (8/ 87) عن يحيى بن بكير، ومسلم في الفضائل (2/ 1793) عن قتيبة بن سعيد كلاهما عن يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم به.

وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، (1/ 4411 - 442) وأحمد في "مسنده"(5/ 333 - 349) والطبراني في "الكبير"(6/ 168 رقم 5760، 176 رقم 5783، 192 رقم 5834، 210 رقم 5894، 245 رقم 5996) وابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 345 رقم 741 - 742) من طريق أبي حازم عن سهل به.

وأخرجه المؤلف في "الدلائل"(6/ 361) بسنده عن قتيبة بن سعيد عن يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم به. وفي "البعث والنشور"(122 رقم 143) عن أبي علي الروذباري عن أبي النضر الفقيه به. وأخرجه البغوي في "شرح السنة" من طريق البخاري (15/ 171). وللحديث شواهد.

(2)

راجع "المنهاج"(1/ 447 - 454).

ص: 551

في البحار وتفجيرها وتسجيرها، وما يكون في السماء وتشقيقها وطيها، وما يكون في الشمس من تكويرها، وفي القمر من خسفه، وما يكون في النجوم من انكدارها وانتثارها، وما يكون من شغل الوالدة عن ولدها ووضع الحوامل ما في بطونها.

واختلف أهل العلم في وقت هذه الكوائن فذهب بعض أهل التفسير إلى أن ذلك يكون بعد النفخة الأولى وقبل

(1)

الثانية، وروى ذلك الحديث الذي ذكرنا

(2)

إسناده عن محمد بن كعب عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصور.

وذهب أكثر أهل العلم إلى أن ذلك إنما يكون بعد النفخة الثانية.

وخروج الناس من قبورهم، ووقوفهم يوم القيامة قبلها ينظرون ليكون فى ذلك أرعب

(3)

لعرضهم وأشد لحالهم، وعلى هذا يدل سياق أكثر الآيات التي وردت في هذه الكوائن، وكذلك روي عن ابن عباس في الحديث الذي ذكرنا إسناده في صفة القيامة، وقد ذكرنا أحد الحديثن في كتاب "البعث والنشور"

(4)

آخره. وعلى مثل ذلك يدل أكثر الأحاديث فمنها حديث أبي سعيد الخدري وغيره في بعث النار.

[355]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل، وأبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة، قالا حدثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي، أنبأ وكيع- ح.

(1)

في (ن) و المطبوعة "و قيل".

(2)

في (ن)"ذكرناه إسناده" وفي المطبوعة "بإسناده".

(3)

في (ن) و المطبوعة "رعب".

(4)

وهو حديث أبي هريرة الطويل الذي مر بعضه.

[355]

إسناده: رجاله ثقات.

• إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن أبي الخيبري، أبو إسحاق، العبسي، الكوفي، القصار (م 279 هـ).

المحدث، المعمر، الصادق، خاتمة أصحاب وكيع.

قال الذهبي: صدوق جائز الحديث.

راجع "السير"(13/ 43)، "التذكرة"(2/ 635).

ص: 552

وأخبرنا أبو عبد الله، أخبرني أبو بكر بن عبد الله، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول تبارك وتعالى يوم القيامة:

"قُمْ يَا آدَمُ ابَعثْ بَعْثَ النّار، فَيقُولُ: لبَّيكَ وسَعْدَيْكَ وَالخْيَر في يَدَيْكَ. يَا ربّ، وَمَا بَعْثُ النّار؟ قَالَ فَيقُولُ: مِنْ كُل ألْفٍ تِسْعُمائة وتسْعَة وَتسْعُونَ. قَال: فَحِيئذ يشيبُ المولُود وَتَضعُ كلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَملَهَا وتَرَى النّاس سُكارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارى وَلكنّ عَذَابَ الله شَديد".

فيقولون وأينا ذلك الواحد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تسعمائة وتسع وتسعون من يأجوج ومأجوج ومنكم واحد" فقال الناس: الله أكبر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني لأرجو أن تكونوا رُبعَ أهل الجنة، والله إنّي لأرجو أن تكونوا ثلثَ أهل الجنة، والله إنّي لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنه" فكبر الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أنتم يومئذ في الناس إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود، أو الشعرة السوداء في الثور الأبيض".

رواه مسلم في الصحيح

(1)

عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع.

قال البيهقي رحمه الله: وأخرجاه

(2)

من حديث جرير عن الأعمش وفي حديثه

(1)

في الإيمان (1/ 202) ولم يسق لفظه. بل أحاله على حديث جرير عن الأعمش.

(2)

البخاري في الرقاق (7/ 197) عن يوسف بن موسى، ومسلم في الإيمان (1/ 201) عن عثمان ابن أبي شيبه كلاهما عن جرير به.

ومن طريق جرير عن الأعمش أخرجه ابن منده في "الإيمان"(3/ 882 رقم 89).

وأخرجه البخاري في الأنبياء (4/ 109) من طريق أبي أسامة عن الأعمش.

وأخرجه ابن منده في، "كتاب الإيمان"(3/ 883 رقم 990).

وأخرجه البخاري في التفسير (5/ 241) وفي "التوحيد"(8/ 195) عن عمر بن حفص عن أبيه

عن الأعمش.

وأخرجه مسلم وابن منده (3/ 884 رقم 991) من طريق أبي معاوية عن الأعمش.

وهو عند أحمد في "مسنده"(3/ 32) عن وكيع عن الأعمش.

وعند المؤلف في "الأسماء والصفات"(284) وابن منده في "كتاب الإيمان"(3/ 881 رقم 988) والبغوي في "شرح السنة"(15/ 139) من طريق إبراهيم بن عبد الله العبسي عن وكيع به.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(17/ 112) من وجه أخر عن الأعمش.

ص: 553

"أبشروا فإن من يأجوج ومأجوج ألفًا

(1)

ومنكم وجل".

وروينا في حديث عمران عن حصين

(2)

وأنس بن مالك

(3)

أنا النبي صلى الله عليه وسلم قرأ قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ}

(4)

إلى آخر الآيتين.

ثم قالا: معنى ما رواه أبو سعيد غير أن في حديثهما قال: "اعملوا وأبشروا، والذي نفس محمد بيده إن معكم لخليقتين ما كانتا مع أحد قط إلا كثرتاه مع من هلك من بني آدم وبنى إبليس". قالوا: ومن هما؟ قال: "يأجوج ومأجوج".

وروينا عن عائشة

(5)

أنها قالت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت قول الله عز وجل:

(1)

جاء مرفوعًا فى النسخ "ألف". وللحديث شاهد من حديث ابن مسعود.

وأخرجه البخاري في الرقاق (7/ 195) ومسلم في الإيمان (1/ 200).

وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(رقم 273) وانظر تخريجه هناك.

وأخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان"(3/ 880 - 881 رقم 985 - 987).

(2)

حديث عمران بن حصين أخرجه الترمذي (5/ 322 رقم 3168) وأحمد (4/ 432) والحاكم (2/ 385،4/ 567) وابن جرير (15/ 111).

وهو عند الحميدي في "مسنده"(2/ 367).

(3)

حديث أنس أخرجه ابن حبان (1752 - موارد) وابن جرير في "تفسيره"(17/ 112) والحاكم (4/ 566 - 567) من طريق عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس.

وصححه الحاكم ثم قال: قال محمد بن يحيى الذهلي: هذا الحديث عندنا غير محفوظ عن أنس،

ولكن المحفوظ عندنا حديث قتادة عن الحسن عن عمران.

وحديث أنس أخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان" و أيضًا (3/ 884 رقم 992).

وروي مثله عن ابن عباس أخرجه الحاكم (4/ 568) وصححه ونسبه السيوطي للبزار، وابن جرير، وابن أبي حاتم وابن مردويه أيضًا. راجع "الدر المنثور"(6/ 5).

وأورده الهيثمي لى "مجمع الز وائدو (7/ 69 - 70) وقال رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا

هلال بن خباب وهو ثقة.

(4)

سورة الحج (23/ 1 - 2).

(5)

حديث عائشة أخرجه مسلم في صفة المنافقين (3/ 2150) والترمذي في التفسير (5/ 296 رقم 3121) وابن ماجه في الزهد (2/ 1430 رقم 4279) والدارمي في الرقاق (724) وأحمد في "مسنده"(6/ 35،101، 134، 218) وابن جرير في "تفسيره"(13/ 253) والحاكم في "المستدرك"(2/ 352).

ص: 554

{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}

(1)

.

أين الناس يومئذ؟ قال: "على الصراط".

وفي حديث ثوبان

(2)

عن النبي صلى الله عليه وسلم زيادة قال: "همْ فِي الظلمة دون الجسر والجسر هو الصراط" وأما قوله: {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ. وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ}

(3)

.

فمعناه قد ألقت ما فيها وقوله تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا. وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا}

(4)

.

معناه وقد أخرجت الأرض أثقالها وسياق الآية يدل على ذلك وقوله: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ. وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً}

(5)

.

فمعناه النفخة الآخرة والله أعلم.

‌فصل "في معنى قوو الله عز وجل

"

{تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}

(6)

.

روينا

(7)

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في صاحب الكنز إذا لم يؤد زكاته جيء به يوم القيامة وبكنزه فيحمى صفائح في

(8)

نار جهنم فيكوى بها جبهته وجبينه وظهره حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سة.

(1)

سورة إبراهيم (14/ 48).

(2)

حديث ثوبان أخرجه مسلم في كتاب الحيض (1/ 252).

وابن جرير في "تفسيره"(13/ 253) والحاكم (3/ 481 - 482) والمؤلف في "الدلائل"(6/ 263) في سياق طويل.

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

(3)

سورة الانشقاق (84/ 4).

(4)

سورة الزلزلة (99/ 1 - 2).

(5)

سورة الحاقة (69/ 13).

(6)

سورة المعارج (70/ 4).

(7)

سيأتي الحديث بسنده في الباب الثاني والعشرين وهو باب في الزكاة.

(8)

وفي (ن) والمطبوعة "من نار جهنم".

ص: 555

وروينا

(1)

عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أنه قال في قوله: {يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ}

(2)

.

قال: هذا في الدنيا وقوله: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}

(3)

.

فهذا يوم القيامة جعله الله على الكافرين مقدار خمسين ألف سنة.

وروينا عن أبي هريرة قال: يوم القيامة على المؤمن كقدر ما بين الظهر والعصر.

ويروى ذلك مرفوعًا

(4)

.

وروي في حديث ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد

(5)

قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ما طول هذا اليوم؟ فقال:"والذي نفسي بيده إنه ليخَفَّفُ على المؤمن حتى يكون أهونَ عليه من الصلاة المكتوبة يصليها في الدنيا" وقد ذكرنا أسانيد هذه الأحاديث في "كتاب البعث".

[356]

أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أخبرنا أبو عمرو بن مطر، أخبرنا حمزة بن محمد بن

(1)

أخرجه في "البعث والنشور" كما أشار إليه السيوطي في ""الدر المنثور" (8/ 279) وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (29/ 71) وراجع "تفسير ابن كثير" (4/ 419).

(2)

سورة السجدة (32/ 5).

(3)

سورة المعارج (70/ 4).

(4)

أخرجه في "البعث والشنور" وليس في النسخة المطبوعة، وأخرجه الحاكم (1/ 84).

(5)

أخرجه أحمد (3/ 75) وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 527 رقم 1390) وابن حبان (2577) وابن جرير في "تفسيره"(29/ 72) والبغوي في "شرح السنة"(15/ 129).

وإسناده ضعيف. وحسنه الهيثمي راجع،"مجمع الزوائد"(10/ 337).

[356]

إسناده: حسن.

• حمزة بن محمد بن عيسى، أبو علي الجرجاني ثم البغدادي الكاتب (م 302 هـ).

قال الذهبى: لم يكن محدثًا، وإنما حُبس في شأن التصرف، فصادف في الحبس الحافظ نعيم ابن حماد فاملى عليه جزءا واحدا، وهو جزء عالِ طبرزدي، يعرف بنسخة نعيم بن حماد.

وثقه الخطيب.

راجع ""تاريخ بغداد" (8/ 180)، "السير" (14/ 150)، "شذرات" (2/ 238).

والحديث ذكره السيوطي في "الجامع الصغير". وقال الألباني: ضعيف جدًّا.

راجع "ضعيف الجامع الصغير"(1730) وانظر "فيض القدير"(2/ 299).

وانظر "المقاصد الحسنة"(475 رقم 1338).

ص: 556

عيسى الكاتب، أخبرنا نعيم بن حماد، حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة أظنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله يُخَفّفُ على من يَشاءُ من عبَاده طولَ يوم القيامة كوقت صلاة مكتوبة".

قال البيهقي رحمه الله: هذا وجدته في فوائد أبي عمرو لا أدري من القائل "أظنه" وكذلك رواه أبو سهل الإسفراييني

(1)

عن حمزة وذلك فيما أخبرنا به أبو الحسن العلاء بن محمد بن أبي سعيد عنه.

[357]

أخبرنا أبو إسحاق الإسفراييني الإمام، أنبأ عبد الخالق بن الحسن، حدثنا عبد الله بن ثابت، حدثني أبي، عن الهذيل، عن مقاتل بن سليمان أنه قال في هذه الآية {تَعْرُجُ} يعني تصعد {الْملآئِكَةُ} من السماء إلى العرش {والرُوح} يعني جبريل عليه السلام {إِلَيه} في الدنيا {في يَوْم كَانَ مِقْدَارُهُ} عندكم يا بني أدم {خَمْسِينَ آلفَ سَنهِ} يعني بقوله {في يَوْم كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ آلفَ سَنهِ} يقول: لو ولي حساب الخلائق وعرضهم غيري لم يفرغ منه إلا في مقدار خمسين ألف سنة. فإذا أخذ الله في عرضهم يفرغ الله منه في مقدار نصف يوم من أيام الدنيا فلا ينتصف ذلك اليوم حتى يستقر أهل الجنة في الجنة واهل النار في النار وذلك قوله تعالى: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا}

(2)

.

يقول: ليس مقيلهم كمقيل أهل النار.

وإلى معنى هذا ذهب الكلبي في تفسيره الذي يرويه عن أبي صالح عن ابن عباس، يعني لو ولي محاسبة العباد غير الله عز وجل لم يفرغ منه في خمسين ألف سنة.

قال البيهقي رحمه الله: وروينا عن الفراء أنه قال في هذه الآية يقول: لو صعد غير الملائكة لصعدوا في قدر خمسين ألف سنة

(3)

.

(1)

أبو سهل الإسفراييني، هو بشر بن أحمد بن بشر الدهقان.

الإمام المحدث. وورد اسم أبي الحسن العلاء بن محمد بن أبي سعيد فيمن روى عنه.

راجع "سير أعلام النبلاء"(16/ 228).

[357]

إسناده: مقاتل بن سليمان ضعيف.

(2)

سورة الفر قان (25/ 24).

(3)

راجع "معاني القرآن"(3/ 184).

ص: 557

وإلى (معنى)

(1)

هذا ذهب الحليمي

(2)

رحمه الله وقال التقدير إنما هو لعروج

الملائكة والروح من الأرض يعني إلى العرش.

وقد قال في غير هذه السورة: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}

(3)

.

فيحتمل أن يكون المعنى أنها تنزل من السماء إلى الأرض، ثم تعرج من الأرض إلى السماء الدنيا في يومها، فتقطع ما لو احتاج الناس إلى قطعها من المسافة لم يقطعوها إلا في ألف سنة مما تعدون، وينزل من عند العرش إلى الأرض ثم يعرج منها إليه من يومها، ولو احتاج الناس إلى قطع هذا المقدار من المسافة لم يقطعوها إلا في خمسين ألف سنة مما تعدون، وليس هذا من تقدير يوم القيامة بسبيل وإنما هو من صلة قوله {ذِي الْمَعَارجِ} وقوله:{انَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا. وَنَرَاهُ قَرِيبًا}

(4)

.

عاد إلى ذكر العذاب الذي وصفه في أول السورة وأكد هذا مما حكي عن وهب ابن منبه

(5)

أنه قال:- (إن) ما بين الأرض والعرش خمسين ألف سنة من أيامنا وشهورنا وسنينا

قال: ويمكن أن يقال: إن الملائكة كانت تستطيع قبل يوم القيامة أن تنزل إلى

الأرض من أعلى مقام لهم في السموات وفوقها، ثم تعرج إليه في يوم كان مقداره ألف

سنة فأما يوم القيامة فلا تستطيع ذلك، إما لأن السموات إذا طويت لم يكن لهم يومئذ

مصعد يقرون فيه، وإما لما يشاهدون من عظمة الله وشدة غضبه ذلك اليوم على أهل

العناد من عباده، فيفتر قواهم فيحتاجون إلى العروج إلى مدة أطول مما كانوا يحتاجون

إليه منها قبله فقدّر الله ذلك بخمسين ألف سنة. على معنى أن غيرهم لو قطعها لم يقطعها إلا في خمسين ألف سنة، وهكذا كما جاءت به الأخبار

(6)

من أن العرش على

(1)

زيادة من الأصل.

(2)

راجع "المنهاج"(1/ 339).

(3)

سورة السجدة (32/ 5).

(4)

سورة العارج (70/ 7).

(5)

ذكره السيوطي في الدر المنثرر، (8/ 280) ونسبه لعبد الرزاق، وعبد بن حميد وأبي الشيخ في

العظمة.

(6)

أخرجه ابن جرير في "تفسيره" و عن ابن زيد مرسلًا (29/ 58 - 59).

ص: 558

كواهل أربعة من الملائكة ثم أخبر عز وجل أنهم يكونون يوم القيامة ثمانية.

ويشبه أن يكون ذلك لأنه يفتر قواهم يومئذ إلى ما ذكرنا فيؤيدون بغيرهم والله أعلم بجميع ذلك، نسأل الله خير ذلك اليوم ونعوذ به من شر ذلك اليوم.

[358]

أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، حدثنا أبو العباس الأصم، حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال أخبرني أبي قال سمعت الأوزاعي قال حدثني هارون بن رئاب قال: حملة العرش يتجاوبون بصوت رخيم يقول الأربعة (سبحانك وبحمدك على حلمك بعدعلمك).

ويقول الأربعة الآخرون: (سبحانك وبحمدك على عفوك بعد قدرتك).

[358] إسناده: رجاله ثقات.

• العباس بن الوليد بن مزيد، أبو الفضل، العُذري، البيروتي (م 270 هـ).

الإمام المقرئ الحافظ، عمّر أكثر من مائة عام.

قال أبو حاتم: صدوق، وقال النسائي: ليس به بأس. هو من رجال التهذيب.

راجع "الجرح والتعديل"(4/ 216 - 215)، "السير"(12/ 471 - 473)، "شذرات"(2/ 160).

• وأبوه الوليد بن مَزيد (بفتح الميم وسكون الزاي وفتح التحتانية) أبو العباس البيروتي، ثقة ثبت، قال النسائي: كان لا يخطئ ولا يدلس. من الثامنة (د، س).

وفي (ن) والمطبوعة "حدثنا العباس بن الوليد أن مربدا قال".

• الأوزاعي هو الإمام عبد الرحمن بن عمرو.

• هارون بن رئاب التميمي. أبو بكر، أو أبو الحسن. ثقة عابد. من السادسة (م، د، س).

والأثر ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(7/ 274) ونسبه إلى ابن المنذر وأبي الشيخ والمؤلف. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 55) والذهبي في "السير"(5/ 263) من طريق أبي شعيب الحرّاني عن يحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي عن الأوزاعي.

ص: 559

(9)

التاسع من شعب الإيمان "وهو باب في أن دار المؤمنين ومآبهم الجنة، ودار الكافرين ومآبهم النار"

قال الله عز وجل: {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}

(1)

وقال عز وجل فيما وصف به يوم القيامة: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ}

(2)

قرأ إلى قوله تعالى: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذِ} .

وقوله تعالى: {إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} .

يريد به- والله أعلم- من وقفهم حيث كانوا فيه إلى أن حوسبوا، ووزنت أعمالهم، وسيق على فريق إلى حيث قضي له به.

وقوله: {مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ} .

يريد به التأبيد بدوامها.

وقيل: معناه ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك من الزيادة عليها.

و {إلَّا} بمعنى سوى، وذلك يحسن إذا كان المستثنى أكثر من المستثنى منه كرجل يقول: "لفلان علي ألف درهم إلا الألفين التي هي إلى سنة

(3)

و يريد سوى الألفين وقد

ص: 560

بسطنا الكلام في ذلك في كتاب "البعث"

(1)

عن الفراء

(2)

وعن الحليمي

(3)

رحمه الله.

[359]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا إبراهيم ابن عبد الله، حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، حدثنا قرة بن خالد ح.

(1)

راجع "البعث والنشور"(331 - 335).

(2)

قال الفرّاء في كتابه "معاني القرآن"(2/ 28).

يقول القائل: ما هذا الاستثناء، وقد وعد الله أهل النار الخلود، وأهل الجنة الخلود؟ ففي ذلك معنيان:

أحدهما أن تجعله استثناء يسثنيه ولا يفعله، كقولك: والله لأضربنك إلّا أن أرى غر ذلك، وعزيمتك على ضربه، فكذلك قال:{خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} ولا يشاؤه. والله أعلم.

والقول الآخر إن العرب إذا استثنت شيئًا كبيرًا مع مثله أو مع ما هو أكبر منه كان معنى "إلا" ومعنى الواو سواء. فمن ذلك قوله {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} سوى ما يشاء من زيادة الخلود فيجعل (إلا) مكان (سوى) فيصلح، وكأنه قال، خالدين فيها مقدار ما كانت السموات وكانت الأرض سوى ما زادهم من الخلود والأبد.

ومثله في الكلام أن تقول: لي عليك ألف إلاّ الألفين اللذين من قبل فلان. أفلا ترى أنه في المعنى، لي عليك سوى الألفين وهذا أحب الوجهين إلي، لأن الله عز وجل لا خلف لوعده، فقد وصل الاستثناء بقوله (عطاء غير مجذوذ) فاستدل على أن الاستثناء لهم بالخلود غير منقطع عنهم.

ونقل الطبري في تفسيره هذا الكلام (12/ 120).

(3)

ذكر الحليمي وجهين في تأويل الاستثناء في قوله تعالى {إلَأ مَا شَاءَ رَثكَ} وقد أشار إليهما المؤلف. والثاني منهما هو القول الثاني من تأويل الفراء.

وقال الحليمي: ويحتمل أن يكون ذكر مدة السموات والأرض في هذا الوجه إشارة إلى أن الآخرة لا تقدر بمقدار الدنيا، ولكنهم إن استوفوا في الجنة مدة العالم المنقضي، فلا الجزاء الذي لقوه منقض، ولا المآب الذي أعد لهم منقض، ولكن هذا كله دائم. والله أعلم. (المنهاج 1/ 461).

[359]

إسناده: بمجموع طرقه صحيح.

• إبراهيم بن عبد الله بن يزيد السعدي، أبو إسحاق، التميمي، النيسابوري (م 267 هـ).

قال الحاكم: هو محدث كبير، أديب، كثير الرحلة، وكان يؤذن على رأس المربعة. راجع "السير"(13/ 44)، "الوافي"(6/ 29).

• عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، أبو علي البصري (م 209 هـ). صدوق. من التاسعة. (ع).

قال ابن حجر: لم يثبت أن ابن معين ضعّفه. وراجع "كتاب الضعفاء" للعقيلي (3/ 123).

• قرة بن خالد السدوسي، البصري (م 155 هـ). ثقة ضابط، من السادسة (ع). =

ص: 561

وأخبرنا أبو طاهر الفقيه، أخبرنا أبو حامد بن بلال، حدثنا أبو الأزهر، حدثنا يحيى ابن أبي الحجاج، حدثنا قرة بن خالد ح.

وأخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري، أخبرنا جدي يحيى بن منصور القاضي، حدثنا أحمد بن سلمة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا أبو عامر العقدي، حدثنا قرة بن خالد، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ لَقِيَ الله وَهُوَ لَا يُشْرِكُ بِه شَيئَا دَخَلَ الجْنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَه يُشرِكُ بِه شَيئَا دَخَلَ النار".

وذكر الحديث في رواية أبي طاهر وذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ لَقِيَ اللّه لَا يُشْرِكُ بِه شَيئَا دَخَلَ الجْنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَه يُشْرِكُ بِه دَخَلَ النار".

رواه مسلم في الصحيح

(1)

عن حجاج بن شاعر

(2)

عن أبي عامر.

قال الحليمي رحمه الله

(3)

: و اذا ظهر أن مآب المؤمنين الجنة، ومآب الكافرين النار فقد قال عز وجل:{إِنَّ كِتَابَ الْفجَّارِ لَفِي سِجّينٍ}

(4)

.

=. يحيى بن أبي الحجاج الأهتمي، أبوأيوب البصري. لين الحديث. من التاسعة (ت، س).

• إسحاق بن إبراهيم، هو ابن راهويه الإمام.

• أبو عامر العقدي، عبد الملك بن عمرو (عِ).

• أبو الزبير، المكي، محمد بن مسلم بن تدْرُس (بفتح المثناة وسكون الدال وضم الراء) صدوق، إلاّ أنه يدلس. من الرابعة (ع).

(1)

في الإيمان (1/ 94)

وأخرجه أحمد في "مسنده"(3/ 325، 374) وابن خزيمة في "التوحيد"(360 - 361) وابن منده في "كتاب الإيمان"(1/ 217 رقم 74، 75) من طريق أبي الزبير عن جابر به.

وأخرجه مسلم وأبو يعلى في "مسنده"(4/ 188 رقم 2278) وابن خزيمة في"التوحيد"(361)

وابن مندة في "الإيمان"(1/ 218 رقم 76، 77) والبغوي في "شرح السنة"(1/ 95) من طريق أبي سفيان عن جابر به نحوه.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(2/ 231، 7/ 263) من وجه آخر عن جابر.

وهو عند المؤلف في "البعث والنشور"(72 / رقم 35) عن أبي صالح العنبري.

(2)

في (ن) والمطبوعة "عن حجاج بن شاعر وابن عميرة عن أبي عامر". وكذا كان في الأصل إلاّ أن مصححه ضرب على كلمة "وابن عميرة".

(3)

راجع "المنهاج"(1/ 461).

(4)

سورة المطففين (83/ 7).

ص: 562

و {إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ}

(1)

.

وكان المعنى ما كتب لهؤلاء ولهؤلاء، علمنا أن السجين خلاف العليين، كما أن الفجار خلاف الأبرار، وسمى الله جل ثناؤه النار بالهاوية، ووصف الجنة أنها عالية، وجاء في الحديث "إن روح المؤمن يعلى به، وروح الكافر يهوى به" ولم نعلم أحدًا قال إن الجنة في الأرض، ثبت أن الجنة فوق السموات ودون العرش، واحتمل قول الله عز وجل، {وَإِذَا السَّماَءُ كُشِطَتْ}

(2)

.

أنها تكشط عما وراءها من الجنان، فتنظر آثارها، وأن يكون ذلك إزلافها في قوله:{وَأُزْلِفَتِ الجْنَّةُ لِلْمُتَقِينَ}

(3)

.

قال البيهقي رحمه الله:

[360]

وقد أخبرنا أبو الحسن المقرئ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق، حدثنا يوسف بن يعقوب، حدثنا عبد الله بن (محمد بن)

(4)

أسماء، حدثنا مهدي بن ميمون، حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن بشر بن شغاف، قال: كنا جلوسًا مع عبد الله بن سلام فذكر الحديث إلى أن قال: "وِإِنّ أكرم الخلائق على الله تعالى أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، وانَّ الجنة في السماء، وإن النار في الأرض، فإذا كان يوم القيامة بعث الله الخلائق أمة أمة ونبيًّا نبيًّا، ثم يوضع الجسر على جهنم، ثم يناد مناد: أين أحمد وأمته؟ فيقوم وتتبعه أمته: برها وفاجرها، فيأخذون الجسر، فيطمس الله أبصار أعدائه، فيتهافتون فيها من يمين وشمال، وينجو النبي صلى الله عليه وسلم والصالحون معه، وتتلقاهم الملائكة وثبًا، يرونهم

(5)

منازلهم من الجنة: على يمينك، على يسارك، على يمينك، على يسارك، ثم ذكر مرور كل نبي وأمته".

(1)

سورة المطففين (83/ 18).

(2)

سورة التكوير (81/ 11).

(3)

سورة الشعراء (26/ 90).

[360]

قد مرّ جزء من هذا الحديث برقم (148).

وأخرجه الحاكم في "المسدرك"(4/ 568 - 569) وصححه وأقره الذهبي، وأخرجه ابن المبارك في "الزهد". راجع "زوائد نعيم بن حماد"(118 رقم 398).

(4)

زيادة من الأصل.

(5)

كذا وفي "المستدرك" بدله "فتوريهم".

ص: 563

قال الحليمي

(1)

رحمه الله: وفي ورود الأخبار بذكر الصراط وهو جسر جهنم بيان أن الجنة في العلو، كما أن جهنم في السفل إذ لو لم يكن كذلك لم يحتج الصائر إليها إلى جسر.

قال وروي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ على جَهَنّم جَسرًا أدقَّ مِنَ الشَعْرِ وَأَحَدَّ من السيفِ أعلاه نحو الجنة، دحض

(2)

مزلّة، بجنبيه كلاليب، وحسك النار، يحشر الله به من يشاء من عباده، الزالّون والزالآت يومئذٍ كثير، والملائكة بجانبيه قيام ينادون: اللهم سلّم، اللهم سلّم فمن جاء بالحَق جاز، ويُعْطَون النور يومئذ على قدر إيمانهم وأعمالهم، فمنهم من يَمْضي عليه كلمح البرق، ومنهم من يَمضِى عليه كَمَر الريح

(3)

، ومنهم من يُعطى نورًا إلى موضع قدميه، ومنهم من يَحْبُو حبوًا، وتأخذ النار منه بذنوب أصابها، وهي تُحْرق من يشاء الله منهم على قدر ذنوبهم حتى ينجو، وتنجو أول أول زمرة سبعون ألفًالا حساب عليهم ولا عذاب، كان وجوههم القمرُ ليلة البدر، والّذين يلونهم كأضوء نجم في السماء، حتى يبلغوا إلى الجنة برحمة الله تعالى".

قال البيهقي رحمه الله: وهذا الحديث فيما:

[361]

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدثنا إسماعيل بن محمد،

(1)

راجع "المنهاج"(1/ 462).

(2)

وفي رواية عند البخاري "مدحضة مزلة" والدحض: الزلق. "ومزلّة" أي موضع الزلل.

"كلاليب" جمع كلوب (بتشديد اللام) حديدة معوجة الرأس.

"الحسك" نبات له ثمر خشن يتعلق بأصواف الغنم، وربما اتخذ مثله من حديد وهو من آلات الحرب.

(3)

بعده حوالي نصف سطر مكتوب في هامش الأصل ولكنه ما ظهر في الصورة وهو غير مقروء.

وقد ذكر المتقي الهندي في "كنز العمال"(18/ 30) تمامًا كما في المتن هنا.

[361]

إسناده: ضعيف.

• إسماعيل بن محمد بن أبي كثير، أبو يعقوب الفارسي، الفسوي (م 282 هـ).

ذكره الخطيب في "تاربخه"(6/ 283) وقال عنه: ثقة صدوق.

• مكّي بن إبراهيم بن بشير التميمي، البلخي، أبوالسكن (م 215 هـ). ثقة ثبت. من التاسعة (ع).

• سعيد بن زَربي (بفتح الزاي وسكون الراء بعدها موحدة مكسورة) الخزاعي البصري العبَّاداني، أبو عبيدة، أو أبو معاوية. منكر الحديث. من السابعة (ت). =

ص: 564

حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا سعيد بن زربي عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.

قال البيهقي رحمه الله: (وهذا إسناد ضعيف غير أن معنى ما روي فيه موجود في الأحاديث الصحيحة التي وردت في ذكر الصراط، وقد ذكرناها في كتاب "البعث" قال الحليمي رحمه الله

(1)

قوله في الصراط إنه أدق من الشعرة معناه أن أمر الصراط والجواز عليه أدق من الشعر، أي يكون يسره وعسره على قدر الطاعات والمعاصي، ولا يعلم حدود ذلك إلا الله عز وجل لخفائها وغموضها، وقد جرت العادة بتسمية الخامض الخفي

(2)

دقيقَا، وضرب المثل له بدقة الشعرة، وقوله إنه "أحد من السيف" فقد يكون معناه- والله أعلم- أن الأمر الدقيق الذي يصدر من عند الله إلى الملائكة (في إجازة الناس)

(3)

على الصراط يكون في نفاذ حد السيف، ومضيه إسراعًا منهم إلى طاعته وامتثاله، ولا يكون له مرت، كما أن السيف إذا نفذ بحده وقوة ضاربه في شيء، لم يكن له بعد ذلك مرد.

قال البيهقي رحمه الله: وهذا اللفظ من الحديث لم أجده في الروايات

(4)

الصحيحة.

وروي عن زياد النميري

(5)

عن أنس مرفوعًا: " الصراط كحد الشفرة أو كحد السيف". وهي أيضًا رواية ضعيفة.

= قال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري: عنده عجائب. وقال النسائي: ليس بثقة.

راجع "الميزان"(2/ 136)، "الكامل" لابن عدي (3/ 1201).

• ويزيد بن الرقاشي، وهو ابن أبان أيضًا ضعيف. ولم أجد من خرّج الحديث.

(1)

ما بين القوسين سقط من (ن)، وراجع ""المنهاج" (1/ 463) لقول الحليمي.

(2)

في المطبوعة "الحمر".

(3)

سقط من (ن).

(4)

يعني عن النبي صلى الله عليه وسلم وجاء في حديث الرؤية الطويل عند مسلم عن أبي سعيد.

قال أبو سعيد: بلغني أن الجسر أدق من الشعرة وأحد من السيف (1/ 171).

(5)

وهو زياد بن عبد الله النميري، ضعيف.

والحديث أشار إليه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(11/ 454) وقال: في سنده لين.

ص: 565

وروي بعض معناه عن عبيد بن عمير

(1)

عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا وجاء عنه من قوله.

وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: "الصراط في سواء جهنم مدحضة مزلة

كحد السيف المرهف".

وروي عن سعيد بن أبي هلال

(2)

أنه قال: بلغنا أن الصراط يوم القيامة وهو الجسر يكون على بعض الناس أدق من الشعر وعلى بعضهم مثل الدار والوادي الواسع.

فيحتمل أن يكون لشدة مروره عليه وسقوطه عنه يشبه بذلك والله أعلم.

وأما ما قيل في رواية أنس من "أن أعلى الجسر نحو الجنة" ففيه بيان أن أسفله نحو طرف الأرض وذلك لما مضى بيانه من أن جهنم سافلة والجنة عالية.

[362]

أخبرنا أبو الحسن المقرئ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق، أنبأنا محمد بن أحمد

(1)

وفي (ن) والمطبوعة "عبيد اللّه بن عمير".

وقد أخرجه ابن المبارك في "الزهد" عن عبيد بن عمير من قوله: "إن الصراط مثل السيف، وبجنبتيه كلاليب". راجع "زوائد نعيم بن حماد"(120 رقم 403).

وقد أشار البيهقي هنا وأبن حجر في "فتح الباري"(11/ 454) أن عبيدًا رواه مرسلًا عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرجه ابن أبي الدنيا أيضًا.

(2)

سعيد بن أبي هلال الليثي مولاهم، أبوالعلاء المصري.

صدوق ضعّفه ابن حزم. وروي عن أحمد أنه اختلط. من السادسة (ع). وهو أحد الرواة لحديث أبي سعيد الطويل. أخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان"(3/ 779 - 781) وجاء فيه في أخره: قال سعيد بن أبي هلال: بلغني أن الجسر أدق من الشعر، وأحدّ من السيف (3/ 781).

[362]

إسناده: ضعيف جدًا.

• محمد بن أحمد بن البراء بن المبارك، أبو الحسن العبدي، القاضي (م 291 هـ).

ذكره الخطيب في "تاريخه"(1/ 281) وقالو عن الدارقطني: ثقة.

وراجع "شذرات"(2/ 208).

• عبد المنعم بن إدريس بن سنان بن عليم اليماني، ابن ابنة وهب بن منبه (م 228 هـ) مشهور قصاص، ليس يعخمد عليه، تركه غير واحد. وقال أحمد: كان يكذب على وهب بن منبه، وقالو ابن حبان: يضع الحديث على أبيه وعلى غيره.

راجع "المجروحين"(2/ 148)، "الميزان"(2/ 668)، و"الكامل"(5/ 1974).

• وأبوه إدريس بن سنان، ضعّفه ابن عدي، وقال الدارقطني: متروك.

راجع "الميزان"(1/ 169)، "الكامل"(1/ 358).

• وهب بن مُنبه بن كامل اليماني، أبو عبد الله الأبْناوي (بفتح الهمزة وسكون الموحدة بعدها نون).

ثقة. من الثالثة (خ، م، ت، س).

ص: 566

ابن البراء، حدثنا عبد المنعم بن إدريس، حدثني أبي، عن وهب بن منبه، قال: إذا قامت القيامة، وقضى الله بين أهل الدارين، أمر بالفلق، فيكشف عن سقر، وهو غطاؤها، فتخرج منه نار، فتحرق نار جهنم وتأكلها، كما تأكل النار في الدنيا القطن المندوف، فإذا وصلت البحر المطبق على شفير جهنم- وهو بحر البحور- نشفته أسرع من طرفة العين نشفًا فينضب، كأن لم يكن مكانه ماء قط، وهو حاجز بين جهنم والأرضين السبع، فإذا نشفت ماء ذلك البحر اشتعلت في الأرضين السبع فتدعها جمرة واحدة.

وقد روينا

(1)

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال ليهودي: أين جهنم؟ قال: تحت البحر، فقال على: صدق ثم قرأ: {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ}

(2)

قال البيهقي رحمه الله: ويحتمل ما حكيناه عن وهب بن منبه معنى ما قال الله عز وجل: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ}

(3)

.

ويكون ذلك بعد ركوب الناس الصراط.

وروينا

(4)

عن عائشة أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقالت: فأين الناس يومئذ؟ قال: "على الصراط".

ثم قد قال بعض

(5)

العلماء: إن الكفار لا يجازون على الصراط لأنهم في معدن النار فإذا خلص المؤمنون وخلصوا على الصراط انفرد الكفار بمواقفهم وصار مواقفهم من النار.

قال غيرهم

(6)

: إنهم يركبون الصراط ثم قد يكون أبواب جهنم فروجًا في الجسر

(7)

كأبواب السطوح فهم يقذفون منها في جهنم، ليكون غمهم أشد وأفظع،

(1)

أخرجه المؤلف في "البعث والنثور"(264 رقم 450).

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(27/ 18) وأورده السيوطي في "الدر المنثور"(7/ 630) ونسبه أيضًا لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ في العظمة.

(2)

سورة الطور (52/ 6).

(3)

سورة إبراهيم (14/ 48).

(4)

قد مرّ قريبًا وانظر تخريجه هناك.

(5)

راجع "المنهاج" للحليمي (1/ 465).

(6)

أيضًا (1/ 471).

(7)

وفي (ن) والمطبوعة "في الحشر".

ص: 567

وإلقاؤهم من الجسر أخوف وأهول، وفرح المؤمنين بالخلاص أكثر وأعظم، ولعل قول الله عز وجل:{وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ}

(1)

.

يكون في هذا الوقت، وما في القرآن من قول الله عز وجل:{كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ}

(2)

.

وقوله: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ}

(3)

كالدليل على هذا لأن الإلقاء الشيء أكثر ما يستعمل في الطرح من علو إلى أسفل، والله أعلم بكيفية ذلك.

وأما المنافقون فالأشبه أنهم يركبون الجسر مع المؤمنين ليمشوا في نورهم فيظلم الله عز وجل على المنافقين فيقولون للمؤمنين: {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا}

(4)

.

فيرجعون إلى المكان الذي قسم فيه النور على قدر إيمانهم وأعمالهم فلا يجدون شيئًا فينصرفون إليهم وقد.

{فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ. يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ} (نصلي بصلاتكم ونغزو مغازيكم)

(5)

{قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ}

(6)

إلى آخر الآية.

فيحتمل

(7)

- والله أعلم- أن هذا السور إنما يضرب عند انتهاء الصراط، ويترك له (باب)

(5)

يخلص منه المؤمنون

(8)

إلى طريق الجنة، فذلك هو الرحمة التي في باطنه، وأما ظاهره فإنه يلي النار، وإن كانت النار سافلة عنه لا محاذية إياه. فإذا لم يجد المنافقون

(9)

إلى باطن السور سبيلًا، فليس إلا أن يقذفوا

(10)

من أعلى الصراط،

(1)

سورة يس (36/ 59).

(2)

سورة الملك (67/ 8).

(3)

سورة ق (50/ 24).

(4)

سورة الحديد (57/ 13).

(5)

سقط من (ن).

(6)

سورة الحديد (57/ 14)

(7)

انظر "المنهاج"(1/ 466).

(8)

في الأصل و (ن) المؤمنين.

(9)

في النسخ "المنافقين".

(10)

في (ن) والمطبوعة "يقدموا".

ص: 568

فيهوون منه إلى الدرك الأسفل من النار، هذا باستهزائهم بالمؤمنين في دار الدنيا كما شرحنا في "كتاب الأسماء والصفات"

(1)

.

‌فصل

" في قول الله عز وجل"{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا. ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا} إلى قوله {وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}

(2)

.

اختلف أهل العلم بالتفسير في معنى هذا الورود فذهب عبد الله بن عباس

(3)

في أصح الروايتين عنه إلى أن المراد به الدخول واستشهد

(4)

بقوله عز وجل: {أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ. لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا}

(5)

.

وبقوله: {فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ}

(6)

.

والمراد به في هذا الموضع الدخول، كذلك قوله:{إِلَا وَارِدُهَا} والمراد به الدخول وذلك حين جادله نافع بن الأزرق، قال لنافع بن الاْزرق

(7)

: أما أنا وأنت فسندخلها فانظر هل نخرج أم لا؟

(1)

راجع (615 - 620).

(2)

سورة مريم (19/ 68 - 72).

(3)

أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره"(16/ 108)

وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(5/ 535) ونسبه إلى عبد الرزاق وسعيد بن منصور، وهناد، وعبد بن حميد، وابن المنذر وابن أبي حاتم، والبيهقي في البعث، وليس في النسخة المطبوعة للبعث. وهي ناقصة جدًا.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(499 رقم 1418) وانظر "الاعتقاد"(ص 113 - 114).

(4)

في النسخ "واستشهدوا".

(5)

سورة الأنبياء (21/ 98 - 99).

(6)

سورة هود (11/ 98).

(7)

في المطبوعة "لنافع ابن عباس".

والأثر أخرجه عبد الرزاق وسعيد بن منصور، وهناد، وعبد بن حميد، وابن جرير (16/ 111) وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في "البعث". قاله السيوطي في "الدر المنثور"(5/ 535).

ص: 569

وروي

(1)

عن عبد الله بن السائب عمن سمع ابن عباس يقول: هم الكفار ولا يردها مؤمن. وهذا منقطع والرواية الأولى عن ابن عباس أكثر وأشهر، وروينا

(2)

عن عبد الله بن رواحة أنه بكى وبكت امرأته لبكائه وقال: إني أعلم أني وارد النار ولا أدري أناج منها أم لا؟

وروي

(3)

عن السدي عن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود أنه حدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يرد الناس النار ثم يصدرون بأعمالهم".

وفي رواية أخرى

(4)

عنه عن مرة عن عبد الله قال: يدخلونها أو قال يلجونها ثم يصدرون منها بأعمالهم.

وفي رواية

(5)

أبي الأحوص عن عبد الله {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَأ وَارِدُهَا} قال: الصراط على جهنم مثل حد السيف فتمر الطائفة الأولى كالبرق والثانية كالريح، والثالثة كاجود الخيل، والرابعة كأجواد الإبل والبهائم، يمرون والملائكة يقولون: رب سلم سلم. وقد ذكرنا أسانيد هذه الآثار في "كتاب البعث"

(6)

.

وروينا عن سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال

(1)

أخرجه الطبري في "تفسيره"(16/ 110).

(2)

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(104 رقم 310) ووكيع في "زهده"(رقم 32) وابن أبي شيبة في "مصنفه"(13/ 357) وأحمد في "الزهد"(ص 200) وابن جرير الطبري في "تفسيره"(16/ 110) والحاكم في "المستدرك"(4/ 588) من طريق فيو بن أبي حازم عن عبد الله بن رواحة.

وراجع "حلية الأولياء"(1/ 118)، و "تفسير أبن كثير"(3/ 132).

(3)

أخرجه الترمذي في التفسير (5/ 317 رقم 3159) والدارمي (ص 725) وأحمد (1/ 435) والحاكم (2/ 375، 4/ 586) وصححه ووافقه الذهبي.

وراجع "الصحيحة، للألباني (رقم 311).

(4)

أخرجه الطبري في "تفسيره"(16/ 111) والحاكم (4/ 587).

(5)

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(16/ 110) والحاكم (2/ 375).

وانظر "تفسير ابن كثير"(3/ 132).

(6)

هذا الباب غير موجود في الطبعة الموجودة لدينا

ص: 570

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَمُوْتُ لِسلم ثَلاثَة مِنَ الْوَلد فَيَلِجَ النَّارَ إلَّا تَحِلةَ الْقَسم" ثم قرأ سفيان {وَإنْ مِنْكُمْ إلَأ وَارِدُهَا} .

[363]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا سفيان بهذا الحديث.

قال البيهقي رحمه الله: وهو مخرج في الصحيح وفي رواية مالك عن الزهري في هذا الحديث: "فتمسه النار إلآ تحلة القسم"، وهذا يؤكد قول منَ قال: المراد بالورود الدخول.

[363] إسناده: صحح.

وأخرجه البخاري في الجنائز (2/ 72) عن علي ومسلم في البر (3/ 2028) عن أبي بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب كلهم عن سفيان عن الزهري به. ولم يسق مسلم لفظه.

كما أخرجه البخاري في الإيمان (7/ 224) ومسلم من طريق مالك عن الزهري به.

وهو عند مالك في "الموطأ"(1/ 235) وأخرجه البخارى في الأدب المفردّ أيضًا (47 رقم 143).

ومن طريق سفيان أخرجه الحميدي في "مسنده"(2/ 444) وابن ماجه في الجنائز من "سننه"(1/ 512 رقم 1603) وأحمد في "مسنده"(2/ 239) والبغوي في "شرح السنة"(1/ 455) وابن أبي عاصم في "السنة"(15/ 42 رقم 862).

ومن طريق مالك أخرجه الترمذي في الجنائز (3/ 274 رقم 1060) والنسائي في الجنائز أيضًا (4/ 25) وأحمد (2/ 473) والبغوي في "شرح السنة"(5/ 450).

وأخرجه أحمد في "مسنده"(2/ 276) والطبري في "تفسيره"(4/ 1116) من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري به.

وانظر "تفسير ابن كثير"(3/ 133).

وأخرجه المؤلف في "السنن" عن أبي عبد الله الحافظ قال حدثنا علي بن عيسى، حدثنا جعفر بن محمد وموسى بن محمد الذهلي وإبراهيم بن علي قالوا حدثنا يحيى بن يحيى فذكره عن مالك عن الزهري (4/ 67).

ورواه عن أبي الحسين بن الفضل القطان حدثنا أبو سهل بن زياد القطان حدثنا إسماعيل بن

إسحاق القاضي حدثنا عمرو بن مرزوق وأبومصعب الزهري عن مالك فذكره (7/ 78).

ورواه عن أبي عبد الله قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري حدثنا خالد بن مخلد حدثنا مالك عن الزهري (10/ 64).

ص: 571

[364]

أخبرنا أبو علي بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البغدادي بها، أخبرنا عبد الله بن.

جعفر النحوي، قال يعقوب بن سفيان، حدثنا سليمان بن حرب أبو أيوب الواشحي، حدثنا أبو صالح غالب بن سليمان، عن كثير بن زياد البرساني، عن أبي سمية قال:

اختلفنا في الورود بالبصرة فقال قوم: لا يدخلها مؤمن، وقال أخرون: يدخلونها جميعًا

ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمن فيها جثئا. فلقيت جابر بن عبد الله فسألته فقال:

يدخلونها جميعًا فقلت إنا اختلفنا فذكر اختلافهم، قال: فاهوى جابر بأصبعه إلى أذنه فقال: صمت إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الورود: الدخول لا يَبْقى بَرٌّ وَلا فَاجِرٌ إِلّا دَخَلها، فتكُوْن عَلى الْمؤمِنينَ بَردًا وسلامًا، كلما كانت على إبراهيم عليه السلام، حتى إن للنّار أو قال لجهَنَّم ضجيجَا من بردهم، ثم ينجِي الله الذِينَ اتَّقَوْا وَيَذَرُ الظَالمِينَ فِيهَا جِثِيَّا".

قال البيهقي رحمه الله: هذا إسناد حسن ذكره البخاري في التاريخ

(1)

وشاهده في

[364] إسناده: حسن.

• أبو علي بن أحمد هو الحسن بن أحمد بن إبراهيم. صدوق. مر. وفي (ن) والمطبوعة "أبو الحسن علي بن أحمد".

• سليمان بن حرب أبو أيوب الواشحي (بالشين المعجمة وحاء مهملة) نسبة إلى واشح، بطن من الأزد- ثقة. (ع).

• غالب بن سليمان العتكي، أبو صالح. ثقة. من السادسة (مد، فق).

• كثير بن زياد، أبو سهل البرساني (بضم الموحدة وسكون الراء بعدها مهملة) نسبة إلى برسان، قبيلة من الأزد. ثقة، من السادسة (د، ت، ق). وفي (ن)"كثير بن دزد".

• أبو سمية (مصغرًا). مقبول. من الرابعة (ق).

والحديث أخرجه أحمد في "مسنده"(3/ 328 - 329) والحاكم (4/ 587) (وفي النسخة

المطبوعة تخليط في السند).

وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(5/ 535) ونسبه إلى عبد بن حميد، والحكيم الترمذي، وابن المنذر وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في "البعث". وليس في النسخة المطبوعة من "البعث".

(1)

لعله في ترجمة أبي سمية وهي ساقطة من النسخة المطبوعة المتوفرة لدينا، وأشار إليه ابن أبي حاتم في "الجرح التعديل"(9/ 388).

ص: 572

الحديث الثابت عن أبي الزبير عن جابر عن أم مبشر

(1)

عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلا أنه قال: "خامدة".

قال أبو عبيد

(2)

: وإنما أراد تأويل قوله: {وإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدها} .

فيقول وردوها ولم يصبهم من حرها شيء إلا ليبر الله قسمه.

[365]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، حدثنا حجاج بن محمد، قال قال ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة: ولا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها". قالت: بلى يا رسول الله، فانتهرها فقالت حفصة:{وإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدها}

(3)

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فقد قال الله عز وجل: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}

(4)

".

رواه مسلم في الصحيح

(5)

عن هارون بن عبد الله عن حجاج بن محمد.

قال البيهقي رحمه الله: وهذا يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم إنما نفى عن أصحاب

(1)

في المطبوعة "أم مليكة".

(2)

راجع "غريب الحديث"(4/ 347).

[365]

إسناده: صحيح.

(3)

سورة مريم (19/ 71).

(4)

أيضًا (19/ 72).

(5)

في فضائل الصحابة (2/ 1942).

وأخرجه أحمد في "مسنده"(6/ 362، 420) والحسين المروزي في "زوائد الزهد" لابن المبارك (ص 498 رقم 1417) والطبراني في "الكبير"(25/ 102، 153) وابن جرير في "تفسيره"(16/ 112).

وأخرجه المؤلف في "الاعتقاد"(182) وفي "الأسماء والصفات"(214) بنفس السند.

وأخرجه أحمد (6/ 285) والطبري (16/ 112) عن جابر عن أم مبشر عن حفصة نحوه. وراجع "تفسير ابن كثير"(6/ 132).

وجاء في حديث عن الليث عن أبي الزبير عن جابر رفعه "لا يدخل النار من بايع تحت الشجرة".

ورواه أبو داود (5/ 41 رقم 4653) والترمذي (5/ 697 رقم 3860) وأحمد (3/ 350) والخطيب في "الجامع"(2/ 292).

ص: 573

الشجرة دخول النار دخول البقاء فيها، أو دخولًا يمسهم

(1)

منها أذى لا أصل الدخول ألا تراه احتج بقوله: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} .

وقد يكون المحفوظ في الحديث الأول رواية سفيان بن عيينة فيكون ذلك ولوجًا من غير مس نار وإصابة أذى. كما روينا

(2)

عن خالد بن معدان وهو من أكابر التابعين أنه قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة قالوا: يا رب ألم تعدنا أن نرد

(3)

النار؟ قال: بلى مررتم بها وهي خامد.

وروينا عن مقاتل بن سليمان أنه قال: يجعل الله النار على المؤمنين يومئذ بردًا وسلامًا كما جعلها على إبراهيم عليه السلام.

[366]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن محمد القاضي، حدثنا أحمد بن سلمة بن عبد الله البزار، حدثنا عمران بن موسى القزاز، حدثنا عبد الوارث، حدثنا الجريري، عن أبي السليل، عن عقبة بن عامر، قال (قال)

(4)

: تمسك النار يوم القيامة حتى تبيض، كأنها متن إهالة فإذا استوت عليها أقدام الخلائق برهم وفاجرهم، نادى مناد: أن خذي أصحابك، ودعي أصحابي، قال: فلهي أعرف بهم من الرجل

(1)

في (ن)" أو دخولًا لا يمسهم".

(2)

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(16/ 109) وأبوعبيد في "غريب الحديث"(4/ 346 - 347) وسيأتي بسنده.

(3)

وفي النسخ "أن تردنا النار".

[366]

إساده: فيه من لم أعرفه.

• أبو بكر أحمد بن علي بن محمد القاضي لم أجده.

• عمران بن موسى القزاز، أبو عمرو البصري. صدوق. من العاشرة.

• عبد الوارث هو ابن سعيد بن ذكوان (ع).

• الجريري (بضم الجيم) هو سعيد بن إياس، أبو مسعود البصري (م 144 هـ). ثقة. من الخامسة. اختلط قبل موته بثلاث سنين (ع).

• أبو السليل (بفتح المهملة وكسر اللام) ضريب (مصغرًا) ابن نقير (بنون وقاف مصغرًا) القيسي الجريري. ثقة. من السادسة (م- 4).

(4)

كذا في (ن) والمطبوعة. وانظر أخر الأثر.

ص: 574

بولده، قال: فيخسف بهم ويخرج المؤمنون منها ندية ثيابهم. كذا في الكتاب "قال قال" ولم يذكر قائله وهو معروف بكعب الأحبار.

[367]

أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأنا أبو الحسن الكارزي، أخبرنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، حدثنا يزيد، عن الجريري، عن أبي السليل، عن غنيم بن قيس، عن أبي العوام، عن كعب قال:"يُجَاءُ بِجَهَنَمَ يَومَ القِيَامة كأنّها متنُ إهالة حتى إذا استوت عليها أقدامُ الخلائق، نادى مُنادٍ: خُذِي أصحابك ودعي أصحابي، قال: فيُخْسَفُ بأُولئكَ".

قال أبو عبيد

(1)

: "الإهالة": ما أذيب من الإلية والشحم و"متن الإهالة": ظهرها إذا سكن الذائب منها في الإناء. فإنما شبه كعب سكون جهنم قبل أن يصير الكافر في جوفها بذلك.

ومما يبينه حديث خالد بن معدان قال أبو عبيد: حدثنا مروان بن معاوية، حدثنا بكار بن أبي مروان، عن خالد بن معدان قال: و أدخل أهل الجنة الجنة قالوا: يارب ألم تكن وعدتنا الورود؟ قال: نعم ولكنكم مررتم بجهنم وهي جامدة.

قال أبو عبيد: وحدثنا الأشجعي

(2)

عن سفيان، عن ثور، عن خالد بن معدان مثله إلا أنه قال: خامدة.

[367] إسناده، نيه من لم أعرف حاله.

• أبو عبيد هو القاسم بن سلام صاحب "غريب الحديث".

• يزيد هو ابن هارون (ع).

• غنيم بن قيس المازني، أبوالعنبري، البصرفي (م 90 هـ). مخضرم. ثقة. من الثالثة (م- 4).

• أبو العوام سادن بيت المقدس، لا يعرف اسمه. وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(9/ 415) ولم يبين حاله.

والأثر ذكره أبو عبيد في "غريب الحديث"(4/ 346).

(1)

راجع "غريب الحديث"(4/ 346).

وأثر خالد بن معدان فيه بكار بن أبي مروان ولم أجد له ترجمة.

(2)

الأشجعي= عبيد الله بن عبيد الرحمن، أبو عبد الرحمن الكوفي، ثقة، مر.

وسفيان هو الثوري. وثور هو ابن يزيد الكلاعي.

ثقة ثبت إلا أنه يرى القدر. من السابعة (خ- 4). =

ص: 575

قال أبو عبيد: وإنما أراد تأويل قوله تعالى: {وإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدها} .

فيقول: وردوها ولم يصبهم من حرها شيء إلا ليبر الله قسمه.

قال البيهقي رحمه الله: وقد يكون هذا الورود من وراء الصراط، كما قال أبو الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، وسماه باسم النار لأنه جسر جهنم، ومنه يلقى فيها من يلقى، ومنه تخطف الكلاليب من تخطف وعليه الحسك وألوان العذاب ما عليه، إلا أن اللّه تعالى ينجي الذين اتقوا يعني بالجواز عنه ويذر الظالمين فيها جثيًّا أي في جهنم جثيًّا على الركب بعدما يلقى فيها من الصراط. والله أعلم. وقد روينا في الحديث الثابت

(1)

عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الرؤية قال: فينصب الجسر على جهنم، ويقولون: اللهم سلم سلم، قيل: يا رسول اللّه وما الجسر؟ قال: "دحض مزلة عليه خطاطيف وكلاليب وحسك- يكون بنجد فيه شوك يقال له السعدان- فيمرّ المؤمن كطرف العين، والرق، وكالريح، وكأجاويد الخيل، فناج مسلم ومخدوش مرسل

(2)

ومكدوس

(3)

و نار جهنَّم حتى إذا

خلص المؤمنون من النار".

وفي رواية

(4)

عبد الله بن مسعود: فيمرون على قدر أعمالهم حتى يمر الذي نوره

= وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(5/ 212) من طريق عيسى بن يونس عن ثور بن يزيد به.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(16/ 109).

وفي النسخ عندنا "وحدثنا الأشجعي عن بدر، عن خالد" والتصحيح من "غريب الحديث".

(1)

هو حديث أبي سعيد الطويل في الرؤية.

أخرجه البخاري في "التوحيد"(8/ 181 - 184)، ومسلم في الإيمان (1/ 167 - 171).

(2)

في (ن)"من سلم".

(3)

في النسخ عندنا "مكدوش في النار جهنم".

(4)

أخرجه الحاكم (2/ 376 - 377) موقوفًا و (4/ 589 - 592) مرفوعًا، والطبراني في"المعجم الكبير" (9/ 416 - 421 رقم 9763) وقال الهيثمي في "المجمع" (10/ 343) إسناد أحد طرق الطبراني رجاله رجال الصحيح غير أبي خالد الدالاني وهو ثقة. وصححه الحاكم وقال الذهبي: ما أنكره حديثًا مع جودة إسناده وأبوخالد شيعي منحرف، وأخرج ابن جرير (27/ 223) والحاكم (2/ 478) بنحوه.

ص: 576

على إبهام قدمه تجر يد وتعلق يد وتجر رجل وتصيب جوانبه النار فيخلصون فإذا خلصوا قالوا الحمد لله الذى نجانا منك بعد الذي أراناك.

وقد ذكرنا إسنادهما مع ما يشهد لهما في الخامس

(1)

من كتاب "البعث". والله أعلم.

وذلك يبين ما قلناه في الورود أنه يحتمل أن يكون المراد به المرور على الصراط.

والله أعلم.

[368]

أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد، عن يحيى بن يمان، عن عثمان بن الأسود، عن مجاهد في قول الله عز وجل:{وإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدها} .

قال: من حم من المسلمين فقد وردها.

[369]

أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني، حدثنا

(1)

هذا الجزء ناقص في النسخة المطبوعة.

[368]

إسناده: حسن.

• أحمد بن عبد الحميد بن خالد، أبو جعفر، الحارثي، الكوفي (م 269 هـ). وصفه الذهبي بالمحدث الصدوق. راجع "السير"(12/ 508). وفي الأصل والمطبوعة "محمد بن عبد الحميد".

و عبد الرحمن بن حماد الشعيثي. صدوق، ربما أخطأ وفي النسخ عندنا "عبد الرحمن بن أبي حماد".

وأخرج الطبري في "تِفسيره"(16/ 111) عن مجاهد قال: الحمى حظ كل مؤمن من النار ثم تلا {وإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدها} .

[369]

إسناده: ضعيف.

• أبو الحسن أحمد بن الحسين إسحاق، البغدادي، الصوفي الصغير (م 302 هـ). له رحلة ومعرفة. وثقه الحاكم وغيره. وبعضهم لينه. راجع "تاريخ بغداد"(4/ 98 - 99)، "السير"(14/ 153)، "الميزان"(1/ 92، 93)، "لسان الميزان"(1/ 155 - 156)، "شذرات"(2/ 241).

• سليم بن منصور بن عمار، أبو الحسن. ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(4/ 216) وفي كلامه ما يدل على توثيقه.

• وأبوه منصور بن عمار الواعظ، أبو السري، خراساني، وقيل: بصري، زاهد شهير، وكان إليه المنتهى في بلاغة الوعظ، وترقيق القلوب، وتحريك الهمم. قال أبو حاتم: ليس =

ص: 577

أبو الحسن أحمد بن الحسين الصوفي، سمعت سليم بن منصور بن عمار، يقول حدثني أبي، عن الهقل بن زياد، عن خالد الدريك، عن بشير بن طلحة، عن يعلى بن منية قال قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن النار تقول يوم القِيَامة، يَا مُؤمنُ! جُزْ فقد أطفأ نُوْرُك لَهبى".

تفرد به سليم

(1)

بن منصور وهو منكر.

= بالقوي، وقال ابن عدي: منكر الحديث. وقال العقيلي: فيه تجهم. وقال الدارقطني: يروي عن ضعفاء أحاديث لا يتابع عليها. وذكر ابن عدي هذا الحديث من منكراته. راجع "الكامل"(6/ 2389 - 2391)، و"الضعفاء والمتروكين" للعقيلي (4/ 193 - 194).

• هقل (بكسر الهاء وسكون القاف) ابن زياد، السكسكي. كان كاتب الأوزاعي. ثقة. من التاسعة. (م- 4).

• خالد بن دريك (بالمهملة والراء مصغرًا). ثقة، يرسل. من الثالثة (ع).

• بشير بن طلحة. قال الذهبي في "الميزان"(1/ 329): من التابعين. روى عنه خالد بن

دريك. قال الموصلي: ليس بالقوي. واستدرك عليه الحافظ ابن حجر في "السان الميزان"(2/ 39) فقال: وهذا من أغلاظ أبي الفتح فإن ابن أبي حاتم ذكره فقال: الخشني، شامي روى عن خالد بن دريك. وروى عنه بقية ومنصور بن عمار وأبومرية والهيثم بن خارجة.

قال: وروى هو عن عطاء الخراساني والعباس بن عبد الله بن يزيد، ويزيد بن يزيد بن

جابر. سألت أبي عنه فقال: ليس به بأس. حدث عنه حمزة. (الجرح والتعديل 2/ 375).

وذكره ابن يسار في الطبقة الثالثة من الثقات. فقال: يروي عن خالد بن دريك عن يعلى بن منية روى عنه بقية بن الوليد. وأعاده في الطبقة الرابعة فقال: الخشني من أهل الشام، روى عن خالد بن دريك روى عنه الهيثم بن خارجة. فقد تبين أن خالد بن دريك شيخه لا الراوي عنه، وأنه ليس من التابعين وأنه ليس بضعيف. (قلت) فيكون السند هنا مقلوبًا، كما سيظهر في التخريج.

• يعلى بن منية (بضم الميم وسكون النون) وهي أمه وقيل أم أبيه. أما أبوه فهو أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحارث التميمي، الحنظلي. ذكره ابن حجر في "الإصابة"(3/ 630).

والحديث أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 258) وابن عدي في "كامله"(6/ 2390) وعنه الذهبي في "الميزان"(4/ 187)، وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 329) من طريق بشير بن طلحة عن خالد بن دريك عن يعلى بن منية.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 360) فيه سليم بن منصور بن عمار وهو ضعيف.

(1)

في (ن) والمطبوعة "سليمان بن منصور".

ص: 578

‌فصل "في فداء المؤمن

"

[370]

أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا طلحة بن يحيى - ح.

وأخبرنا أبو طاهر الفقيه، أخبرنا أبو حامد بن بلال، حدثنا أبو الأزهر، حدثنا أبو أسامة، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا كانَ يَوْم القِيَامة دُفع إلى كُلِّ مؤمنِ رجلٌ من أهل الملل فقيل له: هذا فداؤك من النار".

لفظ حديث أبي طاهر رواه مسلم في الصحيح

(1)

عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة.

وأخرجه أيضًا من حديث عون وسعيد بن أبي بردة

(2)

(عن أبي بربة)

(3)

.

ورواه جماعة

(4)

غير هؤلاء عن أبي برد.

[370] إسناده: رجاله ثقات.

• أبو الأزهر هو أحمد بن الأزهر. صدوق. مر.

• أبو أسامة هو حماد بن أسامة. ثقة ثبت. مر.

• طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي، المدني (م 148 هـ). صدوق يخطئ. من السادسة. (م- 4).

• أبو بردة بن أبي مرسى الأشعري (م 104 هـ) قيل: اسمه عامر، وقيل: الحارث. وقيل: اسمه كنيته. ثقة. من الثالثة (ع).

(1)

في التوبة (3/ 2119) ولفظه " .. دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديًّا أو نصرانيًّا فيقول: هذا فكاكك من النار".

وأخرجه أحمد في "مسنده"(4/ 410) عن أبي أسامة بلفظ المؤلف.

ومن طريق أبي أسامة أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصفهان"(2/ 80، 189) والخطيب في "الجامع"(2/ 125).

وأخرجه المؤلف بنفس السند والمتن في "البعث والنشور"(94 رقم 84) كما ساقه بإسناد مسلم ولفظه (رقم 85).

(2)

هو الحديث الآتي.

(3)

سقط من (ن).

(4)

فأخرجه أحمد من طريق بريد (4/ 402) وعمارة (4/ 407، 408) ومعاوية بن إسحاق =

ص: 579

[371]

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن حامد البزاز بهمدان، حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن القاضي، حدثنا محمد بن أيوب، حدثنا محمد بن سنان العوقي، حدثنا همام، عن قتادة، عن سعيد بن أبي بردة، وعن عون بن عبد الله، أنهما شهدا أبا بردة يحدث عمر بن عبد العزيز عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يمُوتُ رجلٌ مِنَ المسلِمِيْن إِلاّ أدخل الله

(1)

مكانَه النّارَ يهوديًّا أو نصرَانيًّا"- فقال عون ولم ينكر سعيد على عون قوله- "فاستحلفَه عُمر بالله الذي لا إله إلّا هو" ثلاث مرات بأنّ أباه حدّثه عن النبي صلى الله عليه وسلم فحلف.

أخرجه مسلم في الصحيح

(2)

من حديث عفان عن همام.

قال البيهقي رحمه الله: وروينا في الحديث الثابت عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل أحد الجنّةَ إلاّ أُرِيَ مقعده من النار

= (4/ 408) ومحمد بن المنكدر (4/ 407) كلهم عن أبىِ بردة نحوه.

وأخرجه البغوي في "شرح السنة"من طريق بريد عن أبي بردة (15/ 137 - 138) وأبو نعيم في "أخبار أصفهان "(2/ 100) من طريق يحيى بن أبي حية، وابن عدي في "الكامل" من طريق محمد بن المنكدر عن أبي بردة به نحوه.

[371]

إسناده: ليس بالقوي لأجل أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن القاضي. ولم أعرف

شيخ البيهقي.

• محمد بن سنان العوقي (بفتح المهملة والواو بعدها قاف) أبو بكر، الباهلي، البصري (م 223 هـ). ثقة ثبت، من كبار العاشرة.

• سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري. ثقة ثبت. وروايته عن ابن عمر مرسلة. من الخامسة (ع).

• عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، أبو عبد الله. ثقة عابد، من الرابعة (م- 4).

(1)

في (ن) والمطبوعة "الرب".

(2)

في التوبة (3/ 2119).

وأخرجه أحمد في "مسنده"(4/ 391) كما أخرجه هو والطيالسي في "مسنده"(68) من طريق سعيد بن أبي بردة عن أبيه.

وأخرجه المؤلف في "البعث والنشور" من طريق علي بن عبد العزيز البغوي عن عفان به (94 رقم 86).

ص: 580

لو أساء ليزداد شكرًا، ولا يدخل النّار أحدٌ إلَا أُرِيَ مقعده من الجنّة لَو أحسن ليكون عليه حسرةً".

[372]

أخبرنا أبو عمرو الأديب، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرنا الحسن بن سفيان، أخبرنا فياض بن زهير، حدثنا علي بن عياش، حدثنا شعيب، عن أبي الزناد فذكره.

رواه البخاري رحمه الله في الصحيح

(1)

عن أبي اليمان عن شعيب أبي حمزة.

قال البيهقي رحمه الله: وروي ذلك أيضًا من حديث أبي صالح عن أبي هريرة

مرفوعًا

(2)

.

وفي رواية أخرى عنه: "ما منكم من رجلِ إلآ له منزلان: منزل في الجنّة ومنزل في النّار. فإن مات فدخل النار ورث أهل الجنة منزلَه، قال: فذلك "أولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ"

(3)

.

[373]

أخبرناه أبو عبد الله "لحافْظ، حدثنا أبو العباس وهو الأصم، حدثنا أحمد بن

[372] إسناده: رجاله ثقات.

• فياض بن زهير (م بعد 250) ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 11) فقال: من أهل نسا.

يروي عن وكيع بن الجراح وجعفر بن عون. حدثنا عنه محمد بن أحمد بن أبي عون وغيره من شيوخنا.

• علي بن عياش (بالياء التحتانية ومعجمة) الألهاني، الحمصي (م 219 هـ). ثقة ثبت. من التاسعة (خ- 4).

(1)

في الرقاق (7/ 204) ومن طريق البخاري أخرجه البغوي في "شرح السنة"(15/ 200).

وأخرجه أحمد (2/ 541) وابن حبان (2615 - موارد) من طريق أبي الزناد عن الأعرج به.

وأخرجه المؤلف من طريق أبي اليمان في "البعث والنشور"(171 رقم 244).

(2)

أخرجه أحمد في "مسنده"(2/ 512) والحاكم (2/ 435 - 436) وصححه.

وهو في "البعث والنشور" للمؤلف (170 - 171 رقم 243).

(3)

سورة المؤمنون (23/ 10).

[373]

إسناده: ضعيف.

• أحمد بن عبد الجبار، هو العطاردي وقد ضعف.

والحديث أخرجه ابن ماجه في الزهد من "سننه"(2/ 1453 رقم 4341) عن أبي بكر بن أبي شيبة وأحمد بن سنان قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش. =

ص: 581

عبد الجبار، أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر هذه الرواية الآخرة.

قال البيهقي رحمه الله: ويشبه أن يكون هذا الحديث تفسيرًا لحديث الفداء، والكافر إذا أورث على المؤمن مقعده من الجنة، والمؤمن إذا أورث على الكافر مقعده من النار، يصير في التقدير كأنه فدى المؤمن بالكافر. والله أعلم.

وقد علو البخاري

(1)

رحمه الله حديث الفداء برواية بريد بن عبد الله وغيره عن أبي بردة عن رجل من الأنصار عن أبيه

(2)

.

وبرواية أبي حصين عنه عن عبد الله بن يزيد

(3)

.

وبرواية حميد عنه عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

(4)

.

ثم قال: الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشفاعة وإن قومًا يعذبون ثم يخرجون من النار أكثر وأبن.

= وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. كما قال البوصيري في "زوائد ابن ماجه".

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(18/ 5 - 6) وساقه ابن كثير في "تفسيره"(3/ 239) برواية ابن أبي حاتم.

وأخرجه المؤلف في "البعث والنثور"(170 رقم 241) بنفس السند.

(1)

راجع كلام البخاري في هذا العدد في "التاريخ الكبير"(1/ 1/ 34 - 36).

وذكره المؤلف في "البعث والنشور" أيضًا (79).

(2)

حديث بريد عن أبي بردة عن رجل من الأنصار عن أبيه، رواه البخاري في "التاريخ"(1/ 1/ 35).

وأخرجه هو والحاكم (4/ 253 - 254) من طريق رباح بن الحارث عن أبي بردة به.

وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

وقال الألباني: هو كما قالا لولا الرجل الأنصاري الذي لم يسم.

(3)

حديث أبي حصين عن أبي بردة عن عبد الله بن يزيد أخرجه البخاري في" التاريخ" أيضًا (1/ 1/ 35) والحاكم (1/ 49، 4/ 254) والطحاوي في "المشكل"(1/ 105) والخطيب في "تاريخه"(4/ 205).

(4)

أخرجه البخاري أيضًا في "التاريخ"(1/ 1/ 35) وراجع "الصحيحة"(959).

ص: 582

وحديث أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قد صح عند مسلم بن الحجاج وغيره رحمهم الله من الأوجه التي أشرنا إليها وغيرها، ووجهه ما ذكرناه، وذلك لا ينافي حديث الشفاعة، فإن حديث الفداء وإن ورد مورد العموم في كل مؤمن، فيحتمل أن يكون الراد به على مؤمن قد صارت ذنوبه مكفرة بما أصابه من البلايا في حياته، ففي بعض ألفاظه

(1)

: "إنّ أمتي أمّة مرحومة جعل الله عذابها بأيديها، فإذا كان يومَ القيامة، دفعَ الله إلى كل رجلِ من المسلمين رجُلًا من أهل الأديان فكان فداؤه من النَّار".

وحديث الشفاعة يكون فيمن لم تصر ذنوبه مكفرة في حياته، ويحتمل أن يكون هذا القول لهم في حديث الفداء بعد الشفاعة. واللّه أعلم.

وأما حديث شداد

(2)

أبي طلحة الراسبي عن غيلان

(3)

بن جرير عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يجيء يوم القيامة ناسٌ من المسلمين بذنوب مثل الجبال يغفرُها الله لهم، ويضعُها على اليهود والنصارى"- فيما أحسب أنا- قاله بعض رواته.

(1)

أخرجه بهذا اللفظ أحمد في "مسنده"(4/ 408) والطبراني في "الصغير"(1/ 10) وهو عند المؤلف في "البعث والنشور"(95 - 96 رقم 88 - 89).

وراجع لطرق الحديث "الصحيحة"(959).

(2)

شداد أبوطلحة هو ابن سعيد الراسبي، البصري.

قال الحافظ ابن حجر: صدوق يخطئ. من الثامنة (م، ت، س).

وذكره الذهبي في "الميزان"(2/ 265) وقال قال العقيلي، له غير حديث، لا يتابع عليه وأما ابن عدي فقال: لم أر له حديثًا منكرًا.

وراجع "الضعفاء" للعقيلي (2/ 185)"الكامل" لابن عدي (4/ 1363).

وفي النسخ عندنا "شداد بن طلحة".

(3)

غيلان بن جرير المعوّلي، الأزدي، البصري. ثقة. من الخامسة (ع).

وفي النسخ "عبدان".

والحديث أخرجه مسلم في التوبة من "صحيحه"(3/ 2120).

وفيه "قال أبو روح: لا أدري ممن الشك.

وقال أبو بردة فحدثت به عمر بن عبد العزيز فقال: أبوك حدّثك هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قلت: نعم".

ص: 583

فهذا حديث شك فيه راويه وشداد أبو طلحة ممن تكلم أهل العلم بالحديث فيه وإن كان مسلم بن الحجاج استشهد به في كتابه فليس هو ممن يقبل منه ما يخالف فيه كيف والذين خالفوه في لفظ الحديث عدد، وهو واحد، وكل واحد ممن خالفه أحفظ منه، فلا معنى للاشتغال بتأويل ما رواه مع خلاف ظاهر ما رواه الأصول الصحيحة الممهدة في {وأن أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}

(1)

واللّه أعلم.

[374]

حدثنا أبو محمد عبد الله بنَ يوسف الأصبهاني إملاء، حدثنا أبو بكر بن محمد بن

(1)

سورة النجم (53/ 38).

[374]

أسناده: وجاله ثقات.

• أبو بكر بن محمد بن محمد بن إسماعيل القاضي- لعله أبو بكر محمد بن إسماعيل بن محمد بن موس القاضي سمع أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي والحسن بن الطيب الشجاعي وتوفي سنة (358 هـ). ذكره الخطيب في "تاريخه"(2/ 53).

• جعفر بن محمد بن سوار، أبو محمد النيسابوري (م 288 هـ).

ذكره الحاكم فقال: من أكابر الشيوخ وأكثرهم حديثَا وإتقانَا. وقال الخطيب: كان ثقة.

وقال الذهبي: حدث بنيسابور وبغداد، وكان من علماء هذا الشأن. راجع "السير"(13/ 574 - 576)، "تارلخ بغداد"(7/ 191).

• محمد بن رافع القشيري. النيسابوري (م 245).

ثقة عابد. من الحادية عشرة (خ، م، د، ت، س).

• يحيى بن آدم بن سليمان الكوفي، أبو زكربا (م 203 هـ).

ثقة حافظ فاضل. من كبار التاسعة (ع).

• أبو بكر الهذلي: اخباري متروك الحديث. من السادسة (ق).

والأثر أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(9/ 79) وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سفيان عن أبي بكر الهنلى.

وروي مثله عن ابن جريج أخرجه ابن جرير (9/ 79) وراجع "الدر المنثور"(3/ 572 - 573).

وروى الطبراني في "الكبير"(3/ 186 رقم 3023) عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الفاجر في دينه، الأحمق في معيشته، والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الذي محشته النار بذنبه. والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس رجاء أن تصيبه".

وقال ابن كثير في "تفسيره"(2/ 259) غريب جدًا.

وقال الهيثمي في "المجمع"(10/ 216) رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط". وفي إسناد "الكبير" سعد بن طالب أبوغيلان وثقه أبو زرعة وابن حبان وفيه ضعف وبقية رجال الكبير ثقات.

ص: 584

محمد بن إسماعيل القاضي، حدثنا جعفر بن محمد بن سوار، حدثنا محمد بن رافع، حدثنا يحيى بن آدم، قال قال سفيان بن عيينة قال (أبو بكر الهذلي) لما نزلت هذه الآية:{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} .

مد إبليس عنقه فقال: أنا من الشيء، فنزلت:{فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}

(1)

.

قال: فمدت اليهود والنصارى أعناقها، فقالوا: نحن نؤمن بالتوراة والإنجيل، ونؤدي الزكاة. قال: فاختلسها الله من إبليس واليهود والنصارى فجعلها لهذه الأمة خاصة فقال: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ}

(2)

الآية.

[375]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني عمر بن أحمد الزاهد، قال سمعت الثقة من

(1)

سورة الأعراف (7/ 156).

(2)

نفس السورة (7/ 157).

[375]

إسناده: فيه مجهول.

• عمر بن أحمد الزاهد. لعله أبوحفص عمر بن أحمد بن عثمان البغدادي الواعظ المعروف بابن شاهين. شيخ العراق وصاحب المؤلفات البديعة منها "التفسير الكبير" توفي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.

ترجمته في "تاريخ بغداد"(11/ 265 - 268)، "التذكرة"(3/ 987 - 990)، "السير"(16/ 431 - 435)، "لسان الميزان"(4/ 283 - 285)، "شذرات"(3/ 117).

• وأبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران النيسابوري (م 381 هـ).

قال الحاكم: كان إمام عصره في القراءات. وأعبد من رأينا من القراء، وكان مجاب الدعوة. له "الغاية في القراءات" و "الشامل" وغير ذلك.

ترجمته في "معجم الأدباء"(3/ 12 - 15)، "السير"(16/ 406 - 407)، "غاية النهاية في طبقات القراء"(1/ 49 - 50)، "شذرات"(3/ 98).

أما أبو الحسن العامري فهو محمد بن يوسف العامري النيسابوري.

عالم بالمنطق والفلسفة اليونانية من أهل خراسان له مؤلفات.

راجع "الأعلام" للزركلي (7/ 148).

وقد ذكر هذه الحكاية ياقوت في "معجمه"(3/ 12 - 13) والذهبي في "السير"(16/ 407) وابن كثير في "البداية"(11/ 310).

ص: 585

أصحابنا يذكر أنه رأى أبابكر بن الحسن بن مهران رحمه الله في المنام في الليلة التي دفن فيها قال فقلت: أيها الأستاذ ما فعل الله بك؟ فقال: إن الله عز وجل أقام أبا الحسن العامري بحذائي، وقال لي: هذا فداؤك من النار.

قال أبو عبد الله: وتوفي في اليوم الذي مات فيه أبو بكر، أبو الحسن العامري وأشار

إلى كونه معروفًا بالإلحاد. نعوذ بالله من الكفر والفسوق وسوء العاقبة.

‌فصل "في أصحاب الأعراف

"

قال البيهقي رحمه الله: روينا

(1)

عن ابن عباس أنه قال: الأعراف هو الشيء المشرف.

وروينا

(2)

عن حذيفة بن اليمان أنه قال: أصحاب الأعراف قوم تجاوزت بهم حسناتهم النار وقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة فإذا {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}

(3)

فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربك فقال لهم قوموا فادخلوا الجنة فإني قد غفرت لكم. وروي ذلك مرفوعًا بمعناه

(4)

.

(1)

راجع كتاب "البعث والنشور"(ص 104).

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(8/ 189) والحسين المروزي في "زوائد الزهد" لابن المبارك (ص 482 - 483).

وأورده السيوطي في "الدر المنثور"(3/ 460) ونسبه أيضًا إلى عبد الرزاق، وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي شيبة، وابن المنذر وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ.

(2)

في "البعث والنشور" أيضًا (ص 105) عن الحاكم أبي عبد الله. وهو في "المستدرك"(2/ 320) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(8/ 190).

أورده السيوطي في "الدر المنثور"(3/ 462) ونسبه أيضًا إلى عبد الرزاق وسعيد بن منصور وهناد بن السري، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ.

(3)

سورة الأعراف (7/ 47).

(4)

عن الشعبي قال قال حذيفة- أراه قال- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يجمع الناس يوم القيامة فيؤمر بأهل الجنة إلى الجنة، وبأهل النار إلى النار، ثم يقال لأصحاب الأعراف: ما تنتظرون؟ =

ص: 586

وفي حديث

(1)

علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ}

(2)

.

قال: يعرفون أهل النار بسواد الوجوه وأهل الجنة ببياض الوجوه، قال: والأعراف هو السور بين الجنة والنار وقوله: {لمَ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ} .

قال: هم رجال كانت لهم ذنوب عظام. وكان جسيم أمرهم لله عز وجل، يقومون على الأعراف، فإذا نظروا إلى الجنة طمعوا أن يدخلوها، وإذا نظروا إلى النار تعوذوا بالله منها فأدخلهم الله الجنة فذلك قوله:{أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ}

(3)

.

[376]

أخبرناه أبو زكريا، قال أخبرنا أبو الحسن الطرائفي، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس فذكره.

قال البيهقي رحمه الله: وروينا

(4)

في حديث مرسل ضعيف أنه سئل عن أصحاب

= قالوا:= ننتظر أمرك. فيقال لهم: إن حسناتكم جازت بكم النار أن تدخلوها، وحالت بينكم وبين الجنة خطاياكم، فادخلوا بمغفرتي ورحمتي".

أخرجه المؤلف في "البعث والنشورب" قال: هو مرسل مرفوع فيما يتوهم راويه (ص 106). وأخرجه الحسن المروزي في "زوائد الزهد" لابن المبارك وفيه: قال الشعبي أخبرت

فلم يذكر حذيفة (ص 481).

(1)

أخرجه المؤلف في "البعث والنشور"(ص 104 رقم 100).

وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(8/ 194) وراجع "الدر المنثور"(3/ 463) وروى ابن المبارك عن الضحاك عن ابن عباس ببعضه.

راجع "زيادات نعيم بن حماد" في الزهد (رقم 402).

(2)

سورة الأعراف (7/ 46).

(3)

نفس السورة (7/ 49).

[376]

إسناده: حسن إلا أن فيه انقطاعًا، وهو نفس السند الذي أخرج به في "البعث والنشور".

(4)

في "البعث والنشور"(ص 106 رقم 104) عن محمد بن عبد الرحمن المزني عن أبيه.

وأخرجه ابن جرير (8/ 193) ورواه الطبراني وقال الهيثمي في "المجمع"(7/ 24) فيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف. =

ص: 587

الأعراف فقال: قوم قتلوا في سبيل الله عز وجل في معصية آبائهم فمنعتهم الجنة معصيتهم أبائهم ومنعهم

(1)

من النار قتلهم في سبيل الله عز وجل وأما قوله: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ}

(2)

.

فهذا قولهم وهم على السور قبل أن يدخلوا الجنة لرجال من الكفار، ثم ينظرون إلى أهل الجنة فيرون فيها الضعفاء والمساكين، ممن كان يستهزئ بهم الكفار فى الدنيا فينادونهم يعني فينادون الكفار "أهؤلاء" يعني الضعفاء والمساكين {الَّذِينَ أقسمْتُمْ} يعني إذ أنتم في الدنيا {لَا يَنَاُلُهمُ اللهُ بِرَحْمةٍ} يعني الجنة ويقول الله لأصحاب الأعراف:{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} .

هكذا فسره الكلبي فيما رواه عن أبي صالح عن ابن عباس.

وقال مقاتل بن سليمان: هذا قول أصحاب الأعراف لرجال من أهل النار في النار {يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ} فأقسم أهل النار أن أصحاب الأعراف داخلون النار معهم، فقالت الملائكة الذين حبسوا أصحاب الأعراف على الصراط {أَهَؤُلَاءَ} يعني أصحاب الأعراف {الذِينَ أَقْسَمْتُمْ} يا أهل النار أنهم {لَا يَنَالُهُمُ اللهُ بِرَخْمةٍ} وهم داخلون النار معكم {ادْخُلُوا الجْنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيكُمْ وَلَاأنتُمْ تَحْزَنُونَ} (بالموت)

(3)

.

وهذا القول أشبه بما روينا عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس.

وأمر أصحاب الأعراف على الأصل الذي قدمنا ذكره. وهو أن من وافى القيامة مؤمنَا، ولسيئاته وزن في ميزانه، وهو بين أن يغفر له من غير تعذيب وبين أن يعذب

= ونسبه السيوطي في "الدر المنثور"(3/ 464) إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن منيع، ؤالحارث بن أبي أسامة، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في كتاب "الأضداد" والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" وأبي الشيخ وابن مردويه.

(1)

في النسخ "منعتهم".

(2)

سورة الأعراف (7/ 48).

(3)

زيادة في المطبوعة.

ص: 588

بقدر ذنوبه، ثم يغفر له، فقد يكون منهم من لا يدخل الجنة في الحال، ولا يدخل النار، ولكن يحبس على الأعراف وهو السور- قال مقاتل: على الصراط- فإذا أراد الله دخولهم الجنة أمرهم بدخولها برحمته وبشفاعة الشفعاء. والله أعلم.

‌فصل

مما يحق معرفته في هذا الباب أن يعلم أن الجنة والنار مخلوقتان معدتان لأهلهما قال اللّه عز وجل في الجنة: {أُعِدَّت لِلْمُتَقِينَ}

(1)

.

وقال في النار: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}

(2)

.

والمعدة لا تكون إلا مخلوقة موجودة. وقال في الجنة: {وَجَنةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ}

(3)

والمعدوم لا عرض له.

[377]

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن عفان، حدثنا عبد اللّه بن نمير، عن الأعمش- ح.

قال وحدثنا أبو العباس، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: "أعْدَدْتُ لِعبَادي الصَّالحِينَ مَا لا عَيْنٌ رأتْ وَلا أذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خطر على قلب بشر" ثم قرأة {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

(4)

.

وفي رواية أبي معاوية: {مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

أخرجاه في الصحيح

(5)

من حديث أبي معاوية. وأخرجه مسلم من حديث ابن نمير.

(1)

سورة ال عمران (3/ 133).

(2)

سورة البقرة (2/ 24).

(3)

سورة ال عمران (3/ 133).

[377]

إسناده: رجاله ثقات غير أحمد بن عبد الجبار وهو العطاردي.

فقد ضعف، إلا أن له هنا متابعة قوية من الحسن بن عفان، وهو الحسن بن علي بن عفان العامري الثقة.

(4)

سورة السجدة (32/ 17).

(5)

لم يخرجه البخاري على الطريقة المألوفة بل قال بعدما ساق الحديث من طريق سفيان عن أبي الزناد

وقال: أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح قرأ أبو هريرة: "قرات أعين"(6/ 21) =

ص: 589

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقال ابن حجر: وصله أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب "فضائل القرآن" عن أبي معاوية بهذا

الإسناد مثله سواء. وأخرج مسلم الحديث كله عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي معاوية. راجع

"فتح الباري"(8/ 517) وحديث مسلم في الجنة من "صحيحه"(3/ 2175).

وهو عند ابن أبي شيبة في "مصنفه"(13/ 109) وأخرجه عنه ابن ماجه (2/ 1447 رقم 4328) كما أخرجه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه به (3/ 2175) وأخرجه ابن جرير الطبري (21/ 105) عن أبي كريب عن ابن نمير وأبي معاوية، وأحمد في "مسنده"(2/ 495) عن ابن نمير. والبخاري في التفسير (6/ 21) عن إسحاق بن نصر عن أبي أسامة ثلاثتهم عن الأعمش به. ومن طريق البخاري أخرجه البغوي في "شرح السنة"(15/ 208). وأخرجه الحميدي في "مسنده"(2/ 480) وعنه البخاري في بدء الخلق (4/ 86) وعن علي بن المديني في التفسير (6/ 21) ومسلم عن سعيد بن عمرو وزهير بن حرب (3/ 2174) والترمذي في التفسر (5/ 346 رقم 3197) كلهم عن سفيان.

ومسلم عن هارون بن سعيد عن ابن وهب عن مالك كلاهما عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به. وأخرجه المؤلف في"البعث والنشور"(132 رقم 162 - 163) من الطريقين عن أبي الزناد.

وأخرجه البخاري في "التوحيد"(8/ 197) وأحمد في "مسنده"(2/ 313) من طريق عبد الرزاق

عن معمر عن همام عن أبي هريرة به.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد". راجع "زيادات نعيم"(77 رقم 273) وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 101) والبغوي في "شرح السنة"(15/ 209) والترمذي في "التفسير"(5/ 400 رقم 3292) والدارمي (731) وأحمد في "مسنده"(2/ 438) من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

وأخرجه الدارمي (728) وأحمد (2/ 370، 407، 416، 462) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة به.

وأخرجه أحمد (2/ 466) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 26) من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن

سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هربرة به.

وقال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري تفرد به أبن مهدي.

وأخرجه الطبراني في الصغير من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن محمد بن سيربن عن أبي هريرة به.

وقال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلا سعيد بن أبي عروبة تفرد به صدقة بن عبد الله (1/ 26).

وأخرجه المؤلف في "البعث والنشور" بنفس سند الكتاب (133 رقم 164).

وللحديث شواهد:

1 -

من حديث سهل بن سعد.

أخرجه مسلم (3/ 2175) وأحمد (5/ 334) وابن أبي شيبة (13/ 101) وابن جرير =

ص: 590

[378]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا يحيى بن محمد ابن يحيى، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا الليث بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذَا مَاتَ أحدكم عرض على مقعده بالغداة والعشي، إن كانَ مِنْ أهل الجنّة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار".

رواه البخاري رحمه الله في الصحيح

(1)

عن أحمد بن يونس.

وأخرجاه

(2)

من حديث مالك عن نافع.

= في "تفسيره"(21/ 106) والطبراني في "الكبير"(6/ 149 رقم 5706، 190 رقم 5827، 247 رقم 6002، 6003) والحاكم (2/ 413 - 414) وصححه.

2 -

ومن حديث أبي سعيد.

أخرجه ابن جرير (21/ 106) وأبو نعيم في، "الحلية" (2/ 262) وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 412) وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" والبزار ورجال البزار رجال الصحيح.

3 -

ومن حديث المغيرة بن شعبة.

أخرجه مسلم (1/ 176) والترمذي (5/ 347 رقم 3198) وابن جرير (21/ 104 - 105) وابن المبارك في "زيادات الزهد"(66 رقم 227) والحمدي (2/ 335 رقم 761) وابن أبي شيبة (13/ 121) والطبراني في "الكبير"(20/ 412 رقم 989) والمؤلف في "الأسماء والصفات"(402) رواه بعضهم موقوفًا وبعضهم مرفوعًا. وقال المزي: المرفوع أصح. راجع "تحفة الأشراف"(8/ 497).

4 -

ومن حديث أنس.

رواه الطبراني في "الأوسط" وقال الهيثمي فيه محمد بن مصعب القرقساني وهو ضعيف بغير كذب. (مجمع الزوائد 10/ 412).

[378]

إسناده: صحيح.

(1)

في كتاب بدء الخلق (4/ 85).

وأ خرجه النسائي في الجنائز (4/ 106) وأحمد في "مسنده"(2/ 123) من طريق الليث عن نافع به.

(2)

فأخرجه البخاري في الجنائز (2/ 103) عن إسماعيل، ومسلم في الجنة (3/ 2199) عن يحيى ابن يحيى كلاهما عن مالك به.

وهو عند مالك في "الموطأ"(1/ 239) وأخرجه أحمد في "مسنده"(2/ 113) والمؤلف في البعث والنشور" (133 - 134 رقم 165).

كما أخرجه البخاري في الرقاق (7/ 193) وأحمد (2/ 51) من طريق أيوب.

وأبو داود الطيالسي في "مسنده"(ص 251) من طريق جريرية، والنسائي في الجنائز (4/ 107) وابن أبي شيبة في "مصنفه"(13/ 237) وعنه ابن ماجه في "الزهد"(2/ 1427 رقم 4270) عن عبيد الله بن عمر ثلاثتهم عن نافع به.

ص: 591

قال البيهقي رحمه الله: وفيه من الزيادة: "يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة".

وفي رواية

(1)

سالم عن ابن عمر: "إن كان من أهل الجنة فالجنّة وإن كان من أهل النار فالنار".

[379]

حدثنا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد إملاء، أخبرنا أبو عمرو بن مطر، حدثنا محمود بن محمد الواسطي، حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد بن عبد الله، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لمّا خَلَق اللهُ الجنّة والنّار أَرْسَلَ جِبِرْيلَ عليه السلام إلى الجنَّة فقال: اذّهَبْ فَانْظُرْ إلَيهَا وإلى مَا أعددتُ لأهْلِها فِيها، فَذَهَبَ فنَظَرَ إلَيْهَا وإلى مَا أَعَدَّ اللهُ لأهْلها فِيها، فَرَجَعَ فقَالَ: وَعزَّتِكَ لا يسمعُ بِهَا

(1)

أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(3/ 386) ومن طريقه مسلم (3/ 2199).

[379]

إسناده: رجاله ثقات.

• أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان محمد بن إبراهيم، النيسابوري الواعظ، الخركوشي (م 407 هـ). سمع بدمشق وببغداد ومكة، وجاور، وصحب الكبار، ووعظ وصنف، ورزق القبول الزائد، وبعد صيته. له تفسير كبير وكتاب "شرف المصطفى" وكتاب "الزهد". ترجمته في "تاريخ بغداد"(10/ 432)، "الأنساب"(5/ 93)، "السير"(17/ 256 - 257)، "شذرات"(3/ 184) وقد مر ذكره في مقدمة هذا الكتاب ضمن شيوخ البيهقي.

• محمود بن محمد بن منويه، أبو عبد الله الواسطي (م 307 هـ). حدث ببغداد وببلده وسمع عنه الطبراني والإسماعيلي والدارقطني. وكان من بقايا الحفاظ ببلده من أبناء الثمانين. ترجمته في "تاريخ بغداد"(13/ 94 - 95)، "الإكمال"(7/ 207)، "السير"(14/ 242).

• وهب بن بقية بن عثمان الواسطي، أبو محمد (م 239 هـ). يقال له وهبان، ثقة. من العاشرة (م، د، س).

• خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد الطحان الواسطي (م 182 هـ) ثقة ثبت. من الثامنة (ع). والحديث أخرجه أبو داود في السنة (5/ 108 رقم 4744) والترمذي في صفة الجنة (4/ 693 رقم 2560) والنسائي في الإيمان (7/ 3) وأحمد في "مسنده"(2/ 332، 354، 373) والحاكم (1/ 26) والبغوي في "شرح السنة"(207/ 14).

وأخرجه المؤلف في "البعث والنشور"(134 رقم 166) وبسند أخر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة به (رقم 167).

وجاء من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات".

أخرجه مسلم (3/ 2174) والبخاري (7/ 186) إلا أن عنده "حجبت".

ص: 592

أحد إلَّا دَخلهَا، فاَمَر بِالجْنًة فَحُفتْ بِالْمَكَارِه، فَقَالَ: ارْجَع فَانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيهَا، قال فنَظر إليها ثُمَّ رجع فقالَ: وعِزَّتِكَ لقد خَشيْتُ أن لا يدخُلَها أحد.

قال: ثُمَّ أرسله إلى النّار قال: اذهَبْ فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها، قال: فنظرَ إليها فإذا هي تُرَكب بعضها بعضًا، ثم رجع فقال: وعِزتكَ لا يدخلها أحد يسمعُ بها، فأمر بها فَحُفَّتْ بالشهوات، ثم قال: اذهَبْ فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها، فنظر إليها فرجع فقال: وعزتِكَ لقد خَشِيْتُ أن لا ينجو منها أحدٌ إلَّا دخلها".

قال البيهقي رحمه الله: وهذا باب كبير

(1)

، الأخبار فيه

(2)

كثيرة وقد ذكرناها في الجزء الثامن

(3)

من كتاب "البعث" وذكرنا في الآخر بعده ما ورد من الآثار والأخبار في صفة الجنة وعددها وصفة النار وعددها فأغنى ذلك عن الإعادة ها هنا.

ودل الكتِاب ثم السنة

(4)

على أن عدد الجنان أربعة وذلك لأنه قال في سورة الرحمن {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}

(5)

ثم وصفهما: ثم قال: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ}

(6)

ثم وصفهما.

وروينا

(7)

عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {جَنَّتَانِ مِنْ ذَهبٍ أنيتُهما وما فيهما، وجَنَّتَانِ من فِضةٍ آنيتُهما وما فيهما".

(1)

وفي النسخ عندنا "كثير".

(2)

في النسخ "فيها".

(3)

راجع (132 - 158).

(4)

راجع "البعث والنشور"(158 هـ ما بعدها).

(5)

سورة الرحمن (55/ 46).

(6)

نفس السورة (55/ 62).

(7)

أخرجه بسنده في "البعث والنشور"(158 رقم 216، 217).

وأخرجه البخاري في التفسير (6/ 56) وفي "التوحيد"(8/ 185) ومسلم في الإيمان (1/ 163) والترمذي في صفة الجنة (4/ 673 رقم 2528) والنسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف 6/ 468) وابن ماجه في المقدمة (1/ 66 رقم 186) والطيالسي في "مسنده"(ص 72) وابن أبي شيبة في "مصنفه"(13/ 148) وابن أبي عاصم في "السنة"(1/ 272 رقم 613) والبغوي في "شرح السنة"(15/ 216) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 416) واللالكائي في "شرح السنة"(2/ 479 رقم 831).

وأخرجه المؤلف أيضًا في "الأسماء والصفات"(384)، و "الاعتقاد"(66).

ص: 593

وفي رواية أخرى

(1)

جنتان من ذهب للسابقين، وجنتان من ورق لأصحاب اليمين.

وذكر بعض أهل العلم

(2)

أن {جَنةُ الْمأوَى}

(3)

اسم للجميع، وكذلك {جَنَّاتِ عَدْنِ}

(4)

، و {جَنَّةِ النعِيمِ}

(5)

، و {دَارُ الخُلْدِ}

(6)

، و {دَارُ السَلَامِ} و

(7)

.

ويشبه أن يكون الفردوس

(8)

أيضًا اسماللجميع، وقد قيل هي ا سم لأعلاهن درجة

(9)

.

(1)

أخرجه المؤلف بسنده عن أبي موسى في "البعث والنشور"، (ص 160).

وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (13/ 383) والحاكم (1/ 84، 2/ 475) وابن جرير (27/ 155) والمؤلف في "البعث والنشور"(ص 159 - 160) موقوفًا وفيها "جنتان من فضة للتابعين".

(2)

ذكره المؤلف في "البعث والنشور"، أيضًا (ص 158) وراجع "المنهاج"(1/ 474).

(3)

جاء في القرآن الكريم {عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمأوَى} (سورة النجم 53/ 15). وجاء {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} (النازعات 79/ 41).

وجاء {فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة 32/ 19).

(4)

ورد في الكتاب العزيز {جَنَّاتُ عَدْنٍ} بالجمع في 11 موضعًا منها في سورة الصف (61/ 12).

(5)

جاء في القرآن مرة {جَنَّةُ النَّعِيمِ} في سورة الشعراء (26/ 85).

وبالتنكير {جَنَّةُ نَعِيم} مرتين. (الواقعة 56/ 79، المعارج 70/ 38).

وبالجمع {جَنَّاتِ النَّعِيم} ست مرات منها في الواقعة (56/ 12).

(6)

وردت كلمة {دَارُ الخلّدِ} لجهنم في قوله تعالى {ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} (سورة فصلت 41/ 28).

أماللجنة فجاء {جَنّةُ الخْلدِ} في سورة الفرقان (25/ 15).

(7)

وردت هذه الكلمة مرتين في التنزيل: {لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ} (سورة الأنعام 6/ 127).

{وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ} (سورة يونس 10/ 25).

(8)

ورد اسم {الْفِرْدَوْسِ} مرتين في الكتاب العزيز:

{كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا} (سورة الكهف 18/ 107).

{الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ} (سورة المؤمنون 23/ 11).

(9)

وجاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض. فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه وسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة". =

ص: 594

وأما أبواب الجنة فهي ثمانية روينا ذلك في حديث عمر

(1)

وسهل بن سعد وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم.

= أخرجه المؤلف في "البعث والنشور" من حديث أبي هريرة (162 رقم 225).

وأخرجه البخاري في الصحيح في كتاب الجهاد (3/ 201 - 202) والحاكم ببعضه (1/ 80) والطبري في "تفسيره"(16/ 37).

وروي نحوه عن عبادة بن الصامت. ذكره المؤلف بسنده في "البعث والنشور"(162 رقم 226) وأخرجه الترمذي في صفة الجنة (4/، 675 رقم 2531) وأحمد في "مسنده"(5/ 316) وابن أبي شيبة في"المصنف"(13/ 138) والحاكم في "المستدرك"(1/ 80) والطبري في "تفسيره"(16/ 37).

وله شاهد آخر من حديث معاذ بن جبل أخرجه المؤلف في "البعث والنشور"(162 - 163 رقم 227).

وأخرجه الترمذي (4/ 675 رقم 2520) وابن ماجه (2/ 1448 رقم 4331) وأحمد (5/ 340 - 341) و الطبري (16/ 37 - 38).

وأشار الترمذي إلى انقطاع في سنده.

(1)

حديث عمر أخرجه المؤلف في "البعث والنشور"(166 رقم 234) عن عقبة بن عامر قال: كنا خدام أنفسنا، وكنا نتداولو رعية الإبل بيننا فجاءت نوبتي فروحت بها بعشي، فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يحدث الناس، وأدركت من حديثه وهو يقول:"ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ الوضوء، ثم يقوم فيركع ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة وغفر له".

قال فقلت: ما أجود هذا! قال: فقال قائل من بين يديه: التي قبلها أجود يا عقبة قال: فنظرت فإذا هو عمر بن الخطاب قال: قلت وما هي يا أبا حفص؟ قال: إنه قال قبل أن تأتي: "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ الوضوء فيقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء".

وأخرجه مسلم في صحيحه (1/ 209 - 210) وأبو داود في الطهارة (1/ 118 رقم 169) وكذا الترمذي (1/ 78 رقم 55) والنسائي (1/ 92) وابن ماجه (1/ 159 رقم 470) والدارمي (1/ 182) وأحمد في "مسنده"(4/ 146، 151، 153) وابن أبي شيبة (1/ 3 - 4).

وحديث سهل بن سعد أخرجه المؤلف أيضًا في "البعث والنشور"(164 رقم 229) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في الجنة ثمانية أبواب، فيها باب يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون".

وأخرجه البخاري في بدء الخلق من صحيحه (4/ 88) والطبراني في "الكبير"(6/ 108 رقم 5795).

وأخرج مسلم عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، والنار حق، أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء"(1/ 57) وأخرجه النسائي في ""عمل اليوم والليلة" (1130).

ص: 595

وروينا

(1)

عن عتبة بن عبد السلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال وإن لها يعني الجنة ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب.

وقد قال الله عز وجل جهنم: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ}

(2)

.

وروينا

(3)

عن علي رضي الله عنه أنه قال: أبواب جهنم هكذا يعني بابًا فوق باب.

وروينا

(4)

في حديث مرسل أنها سبعة أبواب

(5)

: جهنم، ولظى، والحطمة،

والسعير، وسقر، والجحيم، والهاوية.

(1)

أخرجه في "البعث والنشور"(167 رقم 235 و 267 رقم 458) وفي "السنن الكبرى"(9/ 164).

وأخرجه أحمد في "مسنده"(4/ 185 - 186) وقال الهيثمي في "المجمع"(5/ 291) رجاله رجال الصحيح خلا المثنى الأملوكي وهو ثقة.

وأخرجه أيضًا ابن المبارك في "الجهاد"(62 - 63 رقم 7) والطيالسي في "مسنده"(178 - 179) والدارمي (602 - 603) وابن حبان (1614 - مو ارد) والطبراني في "الكبير"(17/ 125 - 126).

(2)

سورة الحجر (15/ 44).

(3)

راجع "البعث والنشور"(ص 268 رقم 460).

وأخرجه الطبري (14/ 35) وابن المبارك في "زيادات الزهد"(85 رقم 294) وابن أبي شيبة في "المصنف"(13/ 154) وأحمد في "الزهد"(131) وفي "فضائل الصحابة"(1/ 535 رقم 890).

(4)

أخرجه في "البعث والنشور"(268 رقم 461) عن الخليل بن مرة وقال: "هذا منقطع والخليل ابن مرة فيه نظر".

راجع "الكامل" لابن عدي (3/ 928 - 930)، و"الميزان"(1/ 667 - 668).

وروي من قول ابن جريج أخرجه ابن جرير (14/ 35) وابن المنذر.

ومن قول الأعمش رواه عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم.

راجع "الدر المنثور"(5/ 81 - 82).

(5)

وردت كلمة {جَهَنَّمَ} في القرآن المجيد 77 مرة.

و {الْجَحِيمُ} في 26 موضعًا. و {سَعِير} 16 مرة. و {لَظَى} مرة واحدة (المعارج 70/ 15). ؤ {الحطَمَة} مرتين (الهمزة، 104/ 4، 5).

و {سَقَرَ} أربع مرات منها ثلاث مرات في سورة المدثر (74/ 26، 27، 42) ومرة في صورة

القمر (54/ 48).

و {الهَاوِيَةٌ} مرة (القارعة 101/ 9).

ص: 596

وقال بعض أهل العلم: "جهنم " اسم لجميع الدركات ودركاتها سبع فذكر هذه وذكر معهن "الحريق"

(1)

.

وأما إكرام الله المؤمنين بالنظر إليه فقد ذكرناه في كتاب الرؤية

(2)

مع ما ورد فيه من الكتاب "السنة" من أراد معرفته نظر فيه إن شاء الله.

وعندي أنه لو وقف الحليمي رحمه الله على حديث أبي هريرة في صفة الإيمان وتأول اللقاء المذكور فيه على ما تأوله عليه أبو سليمان الخطابي رحمه الله في جماعة من أصحابنا رحمهم الله لجعل الإيمان بلقاء الله تعالى- وهو رؤيته والنظر إليه كما وردت به الأخبار الصحيحة مع الآيات التي دلت عليه من كتاب الله عز وجل شعبة من شعب الإيمان وبالله التوفيق.

[380]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، حدثنا مسدد، حدثنا إسماعيل بن علية، حدثنا أبوحيان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بارزًا يومًا للناس فأتاه رجل فقال ما الإيمان؟ قال: "الإيماَن أنْ تُؤمِن بِالله ومَلائِكته وكِتابه ولقَائه ورُسُله وتُؤمن بالبعث" وذكر الحديث.

أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح

(3)

.

(1)

ورد في القرآن 5 مرات {عَذابَ الحُرِيقِ} (ال عمران 3/ 181، الأنفال 8/ 50، الحج 22/ 9، 22، البروج 85/ 10).

(2)

وانظر "البعث والنشور"(261 - 263).

[380]

إسناده: صحيح.

• أبوحيان (بمهملة وتحتانية مشددة) يحيى بن سعيد بن حيان، التيمي، الكوفي (م 145 هـ).

ثقة عابد. من السادسة (ع).

• أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي، وقيل: اسمه هرم، وقيل، عمرو، وقيل: عبد الله، وقيل: عبد الرحمن، وقيل: جرير. ثقة. من الثالثة (ع).

(3)

أخرجه البخاري في الإيمان (1/ 18) عن مسدد ومسلم في الإيمان أيضًا (1/ 39) عن أبي بكر ابن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعًا عن ابن علية به.

وأخرجه البخاري في التفسير (6/ 20 - 21) عن إسحاق عن جرير عن أبي حيان ومسلم (1/ 40) عن زهير بن حرب عن جرير عن عمارة كلاهما عن أبي زرعة به.

وقد مر تخريجه في التعليق على الحديث (19).

ص: 597

قال أبو سليمان

(1)

قوله: "أن تؤمن بلقائه" فيه إثبات رؤية اللّه عز وجل في الدار الآخرة.

[381]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا العباس ابن محمد الدوري، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان، حدثنا نافع، أن عبد اللّه بن عمر قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: و يدخل أهلُ الجنَّة الجنَّةَ، ويدخل أهلُ النّار النار ثم يقوم مؤذن بينهم: يا أهل الحنة لا موت؟ يا أهل النار لا موت. كل خالد فيما هو فيه".

رواه البخاري عن علي بن عبد الله

(2)

.

ورواه مسلم عن (زهير بن حرب و) الحلواني وعبد بن حميد كلهم عن يعقوب

(3)

.

وأخرجه مسلم

(4)

من حديث محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن جده وفيه من

(1)

قال ابن حجر: وقيل المراد باللقاء رؤية الله. ذكره الخطابي، وتعقبه النووي بأن أحدًا لا يقطع لنفسه برؤية الله، فإنها مختصة بمن مات مؤمنًا، والمرء لا يدري بما يختم له، فكيف يكون ذلك من شروط الإيمان؟.

وأجيب بأن المراد الإيمان بأن ذلك حق في نفس الأمر. وهذا من الأدلة القوية لأهل السنة في إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة إذ جعلت من قواعد الإيمان. راجع "فتح الباري"(1/ 118).

[381]

إساده: صحيح.

(2)

في الرقاق (7/ 199).

(3)

في الجنة (3/ 2189).

وأخرجه أحمد في "مسنده"(2/ 130) عن يعقوب قال حدثنا أبي. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصفهان"(2/ 325) وعنه الخطيب في "تاريخه"(10/ 177) من طريق عبد الله بن أبي المقاتل عن إبراهيم بن سعد به.

وأخرجه المؤلف في "البعث والنشور" بنفس السند (256 رقم 438).

(4)

في الجنة (3/ 2189) عن هارون بن سعيد الأيلي وحرملة بن يحيى قالا حدثنا ابن وهب حدثني عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أن أباه حدثه عن ابن عمر فذكره.

وأخرجه الخاري أيضًا في الرقاق (7/ 200) عن معاذ بن أسد أخبرنا عبد الله أخبرنا عمر بن محمد بن زيد به. وعنه البغوي في "شرح السنة"(15/ 199).

وأخرجه ابن المبارك في "زيادات الزهد"(79 رقم 280) ومن طريقه أخرجه أحمد في "مسنده" =

ص: 598

الزيادة ذبح الموت بين الجنة والنار وقد أخرجناه في كتاب "البعث".

[382]

أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي المؤملي، حدثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب، أخبرنا يعلي بن عبيد، حدثنا الأعمش- ح. وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال أخبرني أبو الوليد، حدثنا مسدد بن قطن، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذَا دَخَل أهلُ الجنَّةُ الجنَّةَ وَأهلُ النار النَّارَ، يُجَاءُ بِالْمَوْتِ كَاَنه كَبشٌ أَمْلَحُ، فَينَادي مُنَاد: يَا أهل الجْنَّة هَلْ تَعْرفُونَ هَذا؟ فَيَشرئبُّون

(1)

وَيَنْظُرُونَ، وَكُلهُمْ قَدْ رَأه، فَيقُولُوْنَ: نَعَمْ هَذا الْمَوْتُ. ثُمَّ يُنَادي: يَا أهلَ النَّارِ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذا؟ فيشرئبُّون

(1)

وَيَنْظُرُونَ، وكُلُهُمْ قد رآه، فَيقُولُونَ: نَعَمْ هَذا الْمَوْتُ (ثم يؤمر به، فَيذبح ثُم يُقَال: يَا أهل الجْنَّة خلُود و لا مَوت، وَيَا أهل النار خلُود ولا مَوْت) "

(2)

.

قال وذكر قول الله عز وجل: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ}

(3)

.

= (2/ 118،120) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 183).

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(12/ 359 رقم 13337، 12/ 361 رقم 13346) من طريق

عمر بن محمد به.

وأخرجه المؤلف في "البعث والنشور"(321 رقم 585) من طريق البخاري.

[382]

إسناده: صحيح.

• أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري. الزاهد الصالح، مر. وفي (ن) والمطبوعة "أبو عثمان

عن عمرو بن عبد الله".

• أبو الوليد هو حسان بن محمد الفقيه. مر.

• مسدد بن قطن بن إبراهيم، أبو الحسن، النيسابوري، المزكي (301 هـ). الإمام المحدث المأمون، قال الحاكم: كان مزكي عصره، المقدم في الزهد والورع والتمكن في العقل، تورع من الرواية عن يحيى بن يحيى لصغر سنه. راجع "السير"(14/ 119 - 120)، "شذرات"(2/ 236 - 237).

(1)

في (ن)"فيشرفون ". واشرأب: مد عنقه أو ارتفع لينظر.

(2)

سقط ما بين الحاصرتين من (ن) والمطبوعة.

(3)

سورة مريم (19/ 39).

ص: 599

قال: أهل الدنيا في غفلة.

لفظ حديث يعلى.

رواه مسلم في الصحيح

(1)

عن عثمان بن أبي شيبة.

[383]

أخبرنا أبو محمد بن يوسف، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن فراس المالكي بمكة، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، حدثنا الأشجعي، عن يحيى بن عبيد الله المديني، عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"مَا رَأيْتُ مِثلَ النار نَامَ هَاربُهَا، وَلا مِثْلَ الجْنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا".

(1)

في كتاب الجنة (3/ 2189) كما أخرجه عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن أبي معاوية عن الأعمش به (3/ 2188).

وأخرجه البخاري في التفسير (5/ 236) عن عمر بن حفص بن غياث، حدثني أبي حدثني الأعمش فذكره.

وأخرجه أحمد (3/ 9) وابن جرير في "تفسيره"(16/ 87) والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف 3/ 344) وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 398 رقم 1175).

وأخرجه المؤلف في "البعث والنشور"(320 رقم 584).

ورواه البخاري مختصرًا عن أبي هريرة (7/ 199 - 200) وكذا أحمد (2/ 344، 378) وأخرجه الترمذي (4/ 691 رقم 2557) مطولًا وكذا أحمد (2/ 368 - 369).

وأخرج ابن ماجه في الزهد (2/ 1447 رقم 4327) والدارمي (725) وأحمد في "مسنده"(261، 423) نحوه.

[383]

إسناده: ضعيف وفيه من لم أعرفه.

• أبي إسحاق إبراهيم بن فراس المالكي. لم أجده.

• علي بن عبد العزيز هو البغوي.

• الأشجعي هو عبيد الله بن عبد الرحمن. ثقة. مرّ.

• يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب (بفتح الميم والهاء) التيمي المدني. متروك. وأفحش الحاكم فرماه بالوضع. من السادسة (ت، ق). وراجع "الكامل" لابن عدي (7/ 2659 - 2661)، "والميزان"(4/ 395)، و "المجروحين" و لابن حبان (3/ 88 - 89).

• وأبوه عبيد الله بن عبد الله بن موهب، أبو يحيي.

مقبول. من الثامنة (بخ، د، ت، ق). والحديث أخرجه ابن المبارك في "الزهد" رقم (27) ومن طريقه الترمذي (4/ 715 رقم 2601) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 178) وابن عدي في "الكامل"(7/ 2660) وعنه الذهبي في "الميزان"(4/ 395) من طريق يحيى بن عبيد الله =

ص: 600

[384]

أخبرنا أبو عبد الله، أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، حدثنا محمد بن صابر، قال قلت لأبي شيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة أحدثك عبد الرحمن بن شريك، حدثنا أبي، عن محمد الأنصاري والسدي عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا رَأيْتُ مِثْلَ الجْنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا، وَلَا رَأيْتُ مِثْلَ النار نَامَ هَاربُهَا، فأقر به وقال: نعم. وروي ذلك أيضًا عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا وروي عنه موقوفًا.

= عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعًا.

وقال أبو نعيم: "لم روه عن عبيد الله بن موهب إلا ابنه يحيى" وهو متروك. وذكره ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(2/ 336) وقال: لا يصح. وحسنه الألباني لشاهدين:

أحدهما من حديث عمر أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان"(384، 427) وأخرجه ابن عدي أيضًا (5/ 1897).

والآخر من حديث أنس رواه الطبراني في "الأوسط" وقال الهيثمي في "المجمع"(10/ 412) فيه محمد بن مصعب القرقساني، وهو ضعيف بغير كذب.

قال الألباني: فالحديث بمجموع الطريقين حسن إن شاء الله. (الصحيحة 953).

[384]

إسناده: فيه مجهول.

• محمد بن صابر، لم أعرفه ولعلّه محمد بن جابر بن حماد، أبو عبد الله المروزي الفقيه، أحد أئمة زمانه يروي عنه أبو العباس المحبوبي توفي سنة (279 هـ) عن حوالي سبعين سنة. راجع "السير"(13/ 281).

• أبو شيبة إبراهيم بن أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي (م 265 هـ). صدوق. من الحادية عشرة (س، ق).

• عبد الرحمن بن شريك بن عبد الله النخعي، الكوفي (م 227 هـ). صدوق يخطئ. من العاشرة (بخ). وقال أبو حاتم: واهي الحديث. راجع "الميزان"(2/ 569).

• وأبوه شريك بن عبد الله النخعي القاضي. صدوق يخطئ كثيرًا.

• محمد الأنصاري هو محمد بن سعد الأنصاري الشامي.

صدوق. من السادسة (بخ، فق، ت).

• السُّدي هو الكبير، إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة، أبو محمد الكوفي (م 127 هـ) صدوق يهم. رمي بالتشيع. من الرابعة (م-4).

• وأبوه عبد الرحمن بن أبي كريمة. مجهول الحال. من الثالثة (د، ت).

ص: 601

[385]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال سمعت أبابكر محمد بن عبد الله ابن بنت العباس ابن حمزة يقول سمعت جبيرًا يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول: سبحانك ما أغفل هذا الخلق عما أمامهم! الخائف منهم مقصر، والراجي منهم متوان.

[386]

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن الساوي بها، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، حدثنا إسحاق الحربي، حدثنا سليم بن منصور بن عمار، حدثني أبي، حدثنا الهقل

(1)

بن زياد، عن الأوزاعي، عن بلال بن سعد قال: تنادى النار يوم القيامة بأربعة: يا نار خذي، يا نار انضجي، يا نار اشتفي، يا نار كليو لا تقتلي.

قال البيهقي رحمه الله: وقد ذكرنا في كتاب "البعث والنشور"

(2)

في صفة الجنة والنار من الكتاب والسنة والآثار ما نكتفي به.

ومما يحق معرفته في قول الله عز وجل: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ}

(3)

.

[387]

أخبرناه أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو عمر الزاهد، أخبرنا ثعلب، عن

[386] إسناده: ضعيف.

• أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن الساوي، لم أجده.

(1)

الهقل بن زياد. ثقة، وقد مر.

وفي (ن). والمطبوعة "هرقل بن زياد".

والأثر أخرجه أبو نعيم في "الحلية"، من طريق سليم بن منصور عن أبيه (5/ 227) وسيأتي في سياق أطول برقم (397).

(2)

راجع "جماع أبواب الإيمان بالجنة والنار وأنهما مخلوقتان وما جاء فيهما وفي صفتهما" (131

وما بعدها).

(3)

سورة النساء (4/ 56).

[387]

إسناده: صحيح.

• أبو عمر الزاهد، محمد بن عبد الواحد المعروف "بغلام ثعلب"

•ثعلب هو أبو العباس أحمد بن يحيى بن يزيد البغدادي (م 291 هـ). العلامة المحدث، إمام

النحو صاحب " الفصيح " والتصانيف. قال الخطيب: ثقة حجة، ديَن صالح. قال المبرد:

أعلم الكوفيين ثعلب، فذكر له الفرّاء فقال: لا يعشره. ترجمته في "طبقات النحويين =

ص: 602

سلمة، عن الفراء قال: يقال أبدلت الخاتم بالحلقة إذا نحيت هذا وجعل هذا مكانه: وبدلت الخاتم بالحلقة

(1)

إذا أذبتها وجعلتها خاتمًا.

قال ثعلب: وحقيقة "بدلت" إذا غيرت الصورة إلى صورة غيرها والجوهرة بعينها، و"أبدلت" إذا نحيت الجوهرة وجعلت مكانها جوهرة أخرى.

قال أبو عمر: فعرضت هذا الكلام على محمد بن يزيد المبرد فاستحسنه وقال لي: قد بقيت فيه فاصلة أخرى. قلت: ما هي؟ - أعزك الله- قال: هي أن العرب قد جعلت بدلت بمعنى أبدلت وهو قول الله عز وجل: {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ}

(2)

.

ألا ترى أنه تعالى قد أزال السيئات وجعل مكانها الحسنات، وأما ما شرط أحمد بن يحيى وهو ثعلب ومعنى قوله عز وجل:{كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} .

= واللغويين) (141 - 150)، "تاريخ بغداد"(5/ 204، 212)، "نزهة الألباء"(228 - 232)، "معجم الأدباء"(5/ 102 - 146)، "إنباه الرواة" للقفطي (1/ 138 - 151)، "وفيات الأعيان"(1/ 102 - 104)، "التذكرة"(2/ 666 - 667)، "السير"(14/ 5 - 7)، "الوافي"(8/ 243 - 245)، "شذرات"(2/ 207، 208).

• سلمة هو ابن عاصم، أبو محمد النحوي. لزم الفراء، وروى عنه كتبه، له "معاني القرآن".

راجع "إنباه الرواة"(1/ 65)، "معجم الأدباء"(11/ 242)، "تاريخ بغداد"(9/ 134)، و "الوافي (15/ 326) "

•الفراء هو أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الأسدي، مولاهم، الكوفي، النحوي (م 207 هـ). العلامة صاحب التصانيف، الثقة المأمون، صاحب الكسائي. قال ثعلب: لولا الفراء لما كانت عربية، ولسقطت، لأنه خلّصها، ولأنها كانت تُتنازع ويدّعيها على أحد. وقال بعضهم: الفرّاء أمير المؤمنين في النحو.

ترجمته في "طبقات الزبيدي"(143)، "أخبار النحويين"(51)، "تاريخ بغداد"(14/ 149 - 155)، "نزهة الألباء"(98)، "إنباه الرواة"(رقم 814)، "معجم الأدباء"(20/ 9 - 14)، "وفيات الأعيان"(6/ 176 - 182)، "السير"(10/ 118 - 120).

(1)

كذا في الأصل وهو الصواب. وفي (ن)"بدلت الحلقة بالخاتم". وفي المطبوعة "بدلت بالحلقة

بالخاتم". وقد ذكر في "اللسان" هذه الحكاية (بدل).

(2)

سورة الفرقان (25/ 70).

ص: 603

قال: فهذه في الجوهرة، وتبديلها تغيير صورتها إلى غيرها، لأنها كانت ناعمة فاسودت بالعذاب فردت صورة جلودهم الأولى لما نضجت تلك الصورة، والجوهرة واحدة، والصور مختلفة.

قال البيهقي رحمه الله: وروينا في كتاب "البعث"

(1)

عن الحسن البصري أنه قال في هذه الآية: تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة كلما أكلتهم قيل لهم: عودوا، فيعودون كما كانوا.

[388]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا عيسى بن حامد القاضي، حدثنا حامد بن شعيب، حدثنا سريج بن يونس، حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن الحسن بن صالح،

(1)

راجع "البعث والنشور"(318 رقم 578) وأخرجه ابن المبارك في "زيادات الزهد"(95 رقم 329) وابن أبي شيبة في "المصنف"(13/ 163) نحوه مختصرًا.

[388]

إسناده: رجال ثقات.

• عيسى بن حامد بن بشر بن عيسى، أبو الحسين، القاضي (م 268 هـ).

رُخَّجي الأصل (بضم الراء وفتح الخاء المشددة بعدها جيم) نسبة إلى الرخجية، وهي قرية على نحو فرسخ من بغداد، ويعرف بابن بنت القُنَّبيطي (بضم القاف وتشديد النون بعدها موحدة مكسورة). قال الخطيب: كان ثقة، جميل الأمر.

راجع "تاريخ بغداد"(11/ 178)، "الأنساب"(6/ 98 - 99).

• حامد بن محمد بن شعيب بن زهير البلخي ثم البغدادي، أبو العباس (م 309 هـ) قال الذهبي: كان من بقايا المُسندين. وثقه الدارقطني وغيره. راجع "تاريخ بغداد"(8/ 169 - 170)، "السير"(14/ 291)، "شذرات"(2/ 258)

•سُريج بن يونس بن إبراهيم البغدادي، أبوالحارث (م 235 هـ). ثقة عابد، من العاشرة (خ، م، س). وفي (ن) والمطبوعة "شريح" بالمعجمة مصحفًا.

• حميد بن عبد الرحمن بن حمُيد بن عبد الرحمن الرؤاسي (بضم الراء بعدها همزة خفيفة) أبوعوف الكوفي (م 189 وقيل بعدها) ثقة. من الثامنة (ع).

• الحسن بن صالح بن صالح بن حيّ، الهمداني، الثوري (م 199 هـ). ثقة فقيه عابد، رمي بالتشيع. من السابعة (بخ، م- 4).

• هارون بن سعد، العجلي، أو الجعفي، الكوفي الأعور. صدوق، رُمي بالرفض، ويقال: رجع عنه. من السابعة (م).

• وأبوحازم هو الأشجعي، سلمان. ثقة (ع).

ص: 604

عن هارون بن سعد، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ضِرسُ الكافر في النّار مثلُ أُحُدِ، وغِلظُ جلده مسيرة ثلاث".

رواه مسلم في الصحيح

(1)

عن سريج بن يونس.

وروينا في كتاب "البعث"

(2)

عن المقدام عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكافر قال: "يُعظّم للنار حتى يصير جلدُه أربعين باعًا، وحتى يصير نابٌ

(3)

من أنيابه مثل أُحُد".

وروينا غير ذلك من أحبَّ علمه رجع إليه.

[389]

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه إملاء،

(1)

في كتاب الجنة (3/ 2189) وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(15/ 249) وأخرجه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2578) في ترجمته هارون بن سعد العجلي من طريق سريج بن يونس وغيره عن حميد. وقد روي عن أبي هريرة من وجوه أخر. منها عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عنه.

أخرجه أحمد (2/ 328) والحاكم (4/ 595) وصححه.

ومنها عن محمد بن عار وصالح مولى التوءمة عنه. أخرجه الترمذي (4/ 703 رقم 2578) وحسنه. ومنها عن أبي صالح عنه: أخرجه الرَمذي (4/ 703 رقم 2577) والحاكم (4/ 595) وصححه ووافقه الذهبي، وأخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات"(431). ومنها عن عطاء بن يسار عنه.

أخرجه أحمد (2/ 334، 537) وابن أبي عاصم في "السنة"(1/ 271 رقم 611). وأخرجه المؤلف في "البعث والنثور"(314 - 315) من طريق أبي حازم (رقم 565) وعطاء بن يسار (566) وسعيد المقبري (568).

(2)

راجع "البعث والنشور"، (245 - 246 رقم 421). وفي إسناده يزيد بن سنان الرهاوي وهو ضعيف. وأخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 281).

(3)

في (ن) والمطبوعة "نابا".

[389]

إسناده: لا بأس به.

• أبو بكر محمد بن أحمد بن بالُويه، الجلاّب. النيسابوري (م 340 هـ). من كبراء بلده. وقال الحاكم: سمعته يقول: كتبت عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثلاثمائة جزء. راجع "السير"(15/ 419)، "الوافي"(2/ 40)، "الأنساب"(2/ 62).

• أبو بكر محمد بن إبراهيم مربّع. كذا في النسخة عندنا. وذكر الخطيب في "تاريخه" محمد بن إبراهيم، فقال: أبو جعفر الأنماطي المعروف بمربع، صاحب يحيى بن معين وكان أحد الحفاظ الفهماء. وقال الدارقطني: كان حافظًا بغداديًا له تصنيف وتاريخ. =

ص: 605

حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم مربع الحافظ ببغداد، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، حدثنا الفضل بن يزيد الثمالي، عن ابن العجلان المحاربي، قال سمعت عبد الله بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنّ الْكَافر لَيَجُرُّ لسانَه فرسخَيْنِ يومَ القيامة يتوطؤه الناسُ"

(1)

.

= توفي سنة 256 هـ. (تاريخ بغداد 1/ 388). فهذا لم يدركه أبو بكر بن بالويه لأن مولده كان حوالي سنة 266 هـ). فلعله أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب الأنماطي. قال الخطيب: يعرف بابن المربع، سمع يحيى بن معين وغيره. كان ثقة وكانت وفاته في عام 286 هـ). راجع "تاريخ بغداد"(5/ 432)، "الإكمال"(7/ 235)، "الأنساب"(12/ 181).

• الفضل بن يزيد الثُمالي (بضم المثلثة وفتح الميم) ويقال البجلي، الكوفي، صدوق. من السادسة (ت).

• أبو العجلان المحاربي. مقبول. من الرابعة (بخ). وقال ابن حجر ويقال فيه "أبوالمخارق" والحديث أخرجه المؤلف بنفس الحسند في "البعث والنشور"(315 رقم 567) وقال: قال أبو بكر مربع الحافظ، ليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الإسناد إلّا هذا الحديث، والله أعلم. قال أحمد- أي البيهقي- ورواه أبو عيسى- هو الترمذي - عن هناد عن علي بن مسهر عن الفضل بن يزيد عن أبي المخارق عن ابن عمر. ثم قال أبو عيسى أبوالمخارق ليس بمعروف. قال الشيخ أحمد: وهذا غلط وإنما هو أبوالعجلان المحاربي، وذكره البخاري في "الكنى". قلت أخرجه الترمذي في صفة جهنّم (4/ 704 رقم 2580) وأخرجه أحمد (2/ 92) وأبو نعيم في "أخبار أصفهان"(2/ 129) والخطيب في "تاريخه"(12/ 363).

وراجع "الكنى" للبخاري (ص 63).

(1)

وبعده في المطبوعة: "أخر الجزء الخامس، يتلوه في الذي يعقبه إن شاء الله تعالى فصل في عذاب القبرب".

الجزء السادس من كتاب الجامع لشعب الإيمان.

تصنيف الإمام الحافظ شيخ السنة أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي رحمه الله.

بسم الله الرحمن الرجم

أخبرنا الحافظ الثقة بهاء الدين أبو محمد القاسم ابن الإمام الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي أيّده الله قراءة عليه ونحن نسمع في ربيع الأؤل سنة خمس قال أنبأنا الشيخان أبو عبد الله محمد بن الفضل الصاعدي، وأبوالقاسم زاهر بن طاهر الشحامي.

وأخبرنا أبي رحمه الله وأبوالحسن علي بن سليمان المرادي قالا أخبرنا أبو القاسم الشحامي قالا أخبرنا شيخ السنة الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي رحمه الله.

ص: 606

‌فصل "في عذاب القبر

"

وكل معذب

(1)

في الآخرة من كافر ومؤمن، فإنه يميز بينه وبن من لا عذاب عليه عند نزول الملائكة عليه بقبض روحه، وفي حال القبض، وفي الوضع الذي يصار إليه روحه، وبعدما يقبر. قال الله عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا}

(2)

الآية وما بعدها.

قال مجاهد: ذلك عند الوت

(3)

.

وقال في الكفار: {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}

(4)

.

أي يقولون لهم هذا تعريضًا لهم إياهم أنهم يقدمون على عذاب الحريق وقال:

{وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ}

(5)

الآية.

فدلت هذه الآيات على أن الكفار

(6)

يعنف عليهم في نزع أرواحهم، وإخراج أنفسهم ويعرفون مع ذلك أنهم قادمون على الهون والعذاب الشديد، كما يرفق بالمؤمنن ويبشرون بما هم قادمون

(7)

عليه من الأمن والنعيم المقيم قال الله عز وجل: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا}

(8)

الآية.

(1)

راجع "المنهاج"(1/ 486 - 492).

(2)

سورة حم السجدة (41/ 30).

(3)

ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(7/ 323) ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.

(4)

سورة الأنفال (8/ 50).

(5)

سورة الاْنعام (6/ 93).

(6)

وفي (ن) والمطبوعة "الكافر".

(7)

في النسخ "قادمين".

(8)

سورة إبراهيم (14/ 27).

ص: 607

وروينا عن البراء بن عازب

(1)

وأبي هريرة

(2)

عن النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك في المؤمن إذا سئل في قبره.

وكذلك روي عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم

(3)

.

وكذلك جاء في التفسير عن ابن عباس

(4)

.

وقال الله تعالى: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ. النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ}

(5)

الآية.

وقال مجاهد

(6)

: يعني بقوله: {يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} ما كانت الدنيا.

وقال قتادة

(7)

: يقال لهم: يا آل فرعون هذه منازلكم، توبيخًا وصغارًا ونقمةً.

(1)

حديث البراء بن عازب أخرجه المؤلف في إثبات عذاب القبر من طريق شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} (سورة إبراهيم 14/ 27) قال: نزلت في عذاب القبر يقال له: من ربك فيقول: ربي الله، نبي محمد. فذلك قوله {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} . (ورقة 2/ ب).

وأخرجه البخاري في الجنائز (2/ 101) وفي التفسير (5/ 220) ومسلم في الجنة (3/ 2201) وأبو داود في السنة (5/ 112 رقم 4750) والترمذي في التفسير (5/ 295 رقم 3120) والنسائي في الجنائز (4/ 101) وابن ماجه في الزهد (2/ 1427 رقم 4269).

وأخرجه الطيالسي في "مسنده"(ص 101) وابن جرير في "تفسيره"(13/ 214).

(2)

حديث أبي هريرة أخرجه المؤلف أيضًا في إثبات عذاب القبر.

وأخرجه الحاكم (1/ 379 - 380) والطبراني في "الأوسط" مطولًا، وقال الهيثمي عن رواية الطبراني: إسناده حسن (مجمع الزوائد 3/ 52). وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" مختصرًا ومطولًا (13/ 215).

(3)

حديث عائشة أخرجه المؤلف في إثبات عذاب القبر (3/ 1).

(4)

أخرجه المؤلف في إثبات عذاب القبر

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" بنحوه (13/ 216).

(5)

سورة غافر (40/ 45).

(6)

ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(7/ 291) وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر. وأخرجه المؤلف في إثبات عذاب القبر (12/ ب).

(7)

راجع "الدر المنثور"(7/ 291) وأخرجه المؤلف في المرجع المذكور.

ص: 608

وقال في المنافقين: {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}

(1)

.

وقال قتادة

(2)

: عذاب في القبر وعذاب في النار.

اوقال فيمن أعرض عن ذكر الله: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}

(3)

.

وروينا عن أبي سعيد الخدري

(4)

وأبي هريرة

(5)

مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وموقوفًا عليهما، ثم عن ابن مسعود

(6)

وابن عباس

(7)

من قولهما، إن ذلك في عذاب القبر.

وروينا عن عطاء

(8)

في قوله: ({إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ}

(9)

.

(1)

سورة التوبة (9/ 101).

(2)

أخرجه المؤلف في إثبات عذاب القبر (13/ 1) وراجع "الدر المنثور"(4/ 274).

(3)

سورة طه (20/ 124).

(4)

حديث أبي سعيد المرفوع أخرجه المؤلف في "إثبات عذاب القبرب"(14 / ب) عن أبي عبد الله الحاكم، وهو في "المستدرك"(2/ 381) وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

وساقه ابن كثير في "تفسيره"(3/ 169) برواية البزار وقال إسناده جيد، كما ساقه برواية ابن أبي حاتم مرفوعًا وموقوفًا وقال الموقوف أصح.

وأخرجه موقوفًا عبد الرزاق في "مصنفه"(3/ 584) وابن أبي شيبة في "المصنف"(13/ 392) وابن جرير (16/ 227 - 228) ورواه المؤلف في إثبات عذاب القبر موقوفًا أيضًا.

(5)

حديث أبي هريرة المرفوع أخرجه المؤلف في إثبات عذاب القبر، والحاكم في "المستدرك" (1/ 379 - 380) في سياق طويل. وساقه ابن كثير برواية ابن أبي حاتم وقال: منكر جدًا، كما ساقه برواية البزار. وقال الهيثمي رجاله ثقات خلا واحدًا. وأخرجه ابن جرير (16/ 228) والطبراني في "الأوسط" وقال الهيثمي: إسناده حسن. (مجمع الزوائد 3/ 52).

وأخرجه موقوفًا المؤلف، والحاكم وابن جرير (16/ 227) وابن أبي شيبة (3/ 384).

(6)

أخرجه المؤلف في "إثبات عذاب القبرب (14 / ب). وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9/ 266 رقم 9143) وقال الهيثمي في "المجمع" (7/ 67) وفيه المسعودي وقد اختلط وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(16/ 228).

(7)

رواه عطاء عن ابن عباسِ. راجع تفسير ابن الجوزي (5/ 331). وروي عن ابن عباس في قوله تعالى: {معيشة ضنكا} قال: الشقاء. وفي رواية أخرى، شدة عليه في النار.

(8)

أخرجه المؤلف في "إثبات عذاب القبر"(1/ 23). وروي عن مجاهد وقتادة أيضًا. راجع تفسير الطبري (15/ 131).

(9)

سورة الإسراء (17/ 75).

ص: 609

قال: "ضعف الممات": عذاب القبر.

وروينا

(1)

عن ابن عباس في قوله: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ} .

قال: (عذاب القبر قبل)

(2)

عذاب يوم القيامة.

وقد ذكرنا الأحاديث التي وردت في هذا الباب في كتاب "عذاب القبر" ما أغنى ذلك عن سياقها ها هنا لكنا نذكر ها هنا مقدار ما يتبين به المقصود بالباب وبالله التوفيق.

[390]

أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة. حدثنا سعدان بن نصر، حدثنا أبو معاوية الضرير، حدثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان أبي عمر، عن البراء بن عازب قال: خرجنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يُلْحَدْ، قال: فَجَلس رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على رءوسنا الطير، وفي يده عود ينكت به، قال: فرفع رأسه، وقال:"استَعِيذُوا بالله مِنْ عَذَاب القَبر، فإن الرَّجُل المؤمِنَ إِذَا كانَ في انقَطاع مِنَ الدُّنْيَا وإقبال مِنَ الآخرَة نزلت إِلَيه مَلائكَة مِنَ السَّماَء بِيضُ الوجُوه وكأن وجُوهَهُم

(3)

الشَمْس مَعَهم حنوطٌ من حنوط الجنَّة، وَكفَنٌ مِن كفن الجنة، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنه مَدَّ البصر، ثم يجيء مَلَكُ الموت، حتى يجلس عندَ رأسه فيقُول:؟ أيُّتهَا النَّفْسُ الطَّيِّبةُ، اخرُجي إلى مغفرة من اللهِ وَرضْوَان، قَال: فتَخْرُج نفسُه فتَسيلُ كَما تسيلُ القطرةُ من فم السقَاء، فياخذها، فإذا أخَذها لم يَدَعْهَا في يده طَرفةَ عينٍ حَتى يأخُذَها، فيجعلَهَا في ذلك الكفن، وفي ذلك الحنوط، ويخرج منهَا كأطيب نفحة ريحِ مسكٍ وُجدَتْ على ظهر الأرض، فلا يَمُرُّونَ بملأٍ من الْمَلائكةِ إلَّا قَالُوا:

(1)

أخرجه المؤلف في "إثبات عذاب القبر (16/ 1) والطبري في "تفسيره" (27/ 37).

(2)

سقط ما بين القوسن من (ن) والمطبوعة.

[390]

إسناده: رجاله ثقات.

• زاذان، أبو عمر الكندي البزاز، ويكنى أبا عبد الله أيضًا (م 82 هـ). صدوق، يرسل، وفيه شيعية. من الثانية. (بخ م-4).

(3)

في (ن)"كأن في وجوههم".

ص: 610

مَا هذه الرّيخ الطيبة! فَيقُولُون: فلان بن فلان، باحسن أسمائه الَّذي كان يُسَمَّى بِهَا في الدُّنْيَا، حتى ينتهى بها إلى السَّماء الدنيَا، فَيفتَحُ لَه فَيُشَيِّعُه من كلّ سماء مقرّبوهَا إلى السَّماء الَّتي تَليهَا، حتى ينتهى بِهَا إلى السَّماء السَّابعة، فيقُول الله عز وجل: اكتبوا عبدِي في عِلّيينَ في السَّماء السَّابعة، وأعيدُوه إلى الأرض، فإنّي منها خلقتُهم، وفيهَا أعيدهم، ومنها أُخْرجهم تارة أخرى، فتُعَادُ روحُه في جَسده، فيأتيه ملكان فيحلسَانه، فيقُولان: مَنْ ربكَ؟ فيقول: ربِّي الله، فيقُولان: ومَا دينُك؟ فيقُول: ديني الإسلامُ، فيقُولان: ما هذا الرجلُ الَذِي بُعث فيكُم؟ فيقُول: هُوَ رسول الله.

فيقُولان: وَمَا يُدْريك فيقُول: قرأتُ كتاب الله عز وجل فآمنتُ به وصدَّقْتُ، قَال: فَيُنادي منادِ من السَّماء أن صَدقَ عبدى فافرشُوه

(1)

مِنَ الجْنة، وألبسُوه مِنَ الجنَّة، وافتحُوا له بابًا من الجنَّة، فيأتيه من رَوْحهَا وطِيهَا، ويُفْسَح لَه فى قَبرْهِ مدَّ بصره، وبَأتِيه رجل حسن الوجه طيب الرّيح، فيقول له: أبشر بالذي يسُرُّك

(2)

فهذا يومك الذي كنت تُوْعد، فيقول: مَنْ أنت؟ فوجهك الوجه الذي يأتي بالخيْر، فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: رب أقم الساعة! رب أقم الساعة! حتى أرجع إلى أهلي ومالي".

قال: "وَأمّا العبدُ الْكَافر إذَا كانَ في انقطاع مِنَ الدُّنْيا، وإقبال مِنَ الآخرة، نزل إليه من السَّماء ملائكة سُودُ الوجوه، ومعهم المسوح، حتى يجلسُوا منه مدّ البصر، ثُمّ يأتِيه ملك الموت فيجلس عند رأسه، فيقول:؟ أيتها النفس الخبيثة اخْرُجي إلى سخط الله وغضبه، قال: فتفَرَّقُ في جسده فينتزعها، ومعها العصب والعروق كَما ينتزع السفُّود من الصوف المبلول، فياخذونَهَا فيجعلونها في تلْك المسوح، قال: ويخرج منها أنتن من جيفة

(3)

وجدت على وجه الأرض، فلا يمرون بها على ملأٍ من الملائكة إلّا قالوا: ما هذه الروح الخبيثة! فيقولون: فلان بن فلان باقبح أسمائه التي كان يُسمى بها في الدنيا، حتّى يُنتهى بها إلى السماء الدنيا، فيستفتح له فلا يفتح له، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ}

(4)

إلى آخر الآية. قال: فيقول الله تبارك وتعالى: "اكتبوا

(1)

في (ن)"فاورسوه".

(2)

في المطبوعة "بشرك".

(3)

في رواية أحمد "كأنتن ريح جيفة" وهو الوجه.

(4)

سورة الأعراف (7/ 40).

ص: 611

كتابه في سجِّين في الأرض السابعة السفلى، وأعيدوه إلى الأرض، فإنّا منها خلقناهم، وفيها نعيدهم، ومنها نخرجهم تارة أخرى. قال: فتُطرح روحُه طرحَا ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ}

(1)

الآية. ثم تعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان له: من ربّك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري! فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري! فيقولان له: ما هذا الرجل الَذِي بُعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري! فينادي مناد من السَّماء أنْ كذب فأفرشوه من النّار، وألبسُوه من النّار، وافتحوا له بابًا من النّار، فيأتيه من حرها وسمومها، ويُضَيِّق عليه قبره حتّى تختلف فيه أضلاعه، قال: ويأتِيه رجل قبيح الوجه منتن الريح فيقول، أبشر بالَّذي يسوءك: هذا يومك الَّذِي كنتُ توعد، قال: فيقول من أنت؟ فوجهك الوجه الَّذِي يجيء بالشرّ فيقول: أنا عملك الخبيث. فيقول: رب لا تقم السَّاعة، رب لا تقم السَّاعة".

قال البيهقي رحمه الله: هذا حديث صحيح الإسناد

(2)

.

(1)

سورة الحج (22/ 31).

(2)

ذكر المؤلف في إثبات عذاب القبر (5/ 1 - 7/ ألف) طرقًا مختلفة له.

وساق متنه من طريق أبي داود الطيالسي حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان، عن البراء بن عازب.

وقال: رواه جماعة عن المنهال مثل رواية الأعمش: أبوخالد الدالاني، وعمرو بن قيس الملائي، والحسن بن عبيد الله النخعي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهم.

وروي في إحدى الروايتين عن يونس بن خباب، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان، عن أبي البختري الطائي قال سمعت البراء بن عازب

فذكره.

قال البيهقي: قال أبو عبد الله الحافظ. ذكر أبي البختري في هذا الحديث وهم لإجماع الثقات على روايته عن يونس بن خباب عن المنهال بن عمرو عن زاذان أنه سمع البراء.

وأخرجه ابن منده في الإيمان عن أحمد بن محمد بن زياد (3/ 941 - 943 رقم 1064).

والحديث في مسند الطيالسي (152 - 153) بطوله.

وأخرجه الحاكم في "المستدرك"(1/ 37 - 40) وذكر له طرقًا، وذكر الكلام الذي نقله عنه المؤلف.

وأخرجه ابن أبي شيبة في"مصنفه"(3/ 380) والحسين المروزي في "زوائد الزهد" لابن المبارك (430 - 433 رقم 1219) وأحمد في "مسنده"(4/ 287 - 288) وأبوداود في السنة من "سننه" =

ص: 612

وقد ذكرنا سوى هذا من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأنس بن مالك وأسماء بنت أبي بكر وغيرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

.

= (5/ 114 رقم 4753) من طريق أبي معاوية عن الأعمش به. وذكر له أبو داود طرقًا أخرى عن الأعمش.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(8/ 176) ومن وجه أخر عن الأعمش به.

كما أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(3/ 580 - 582) وعنه أحمد في "مسنده"(4/ 295) من طريق يونس بن خباب عن المنهال به.

(1)

حديث أبي هريرة قد مرت الإشارة إليه في صفحة (312).

وحديث أبي سعيد الخدري أخرجه المؤلف في إثبات عذاب القبر (له/ ألف) من طريق أحمد بن حنبل عن أبي عامر العقدي، حدثنا عباد بن راشد، عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس! إن هذه الأمة تبتلى في قبورها

فذكره.

وأخرجه أحمد في"مسنده"(3/ 3 - 4) والبزار (كشف الأستار 1/ 412 - 413 رقم 872) وقال الهيثمي في "المجمع"(3/ 48) رجاله رجال الصحيح.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(13/ 214) بسند البزار.

وحديث أنس أخرجه المؤلف في إثبات عذاب القبر (3/ 1 - 4 ألف) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم فيأتيه ملكان

فذكره".

وأخرجه البخاري في الجنائز (2/ 92، 102) ومسلم في الجنة (3/ 2200 - 2201) وأبو داود في السنة (5/ 112 - 114 رقم 4751) والنسائي في الجنائز (4/ 96 - 97) وأحمد في"مسنده"(3/ 126، 233 - 234) وابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 415 - 416 رقم 863) وساق المؤلف ببعضه في "السنن"(4/ 80).

وحديث أسماء سيأتي بعد قليل.

وأخرج البيهقي عن عائشة قالت، دخلت عليّ يهودية فقالت أطعميني، أعاذك الله من فتنة الدجال، وفتنة القبر، قالت: فلم أزل أحبسها حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! ما تقول هذه اليهودية؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تقول؟ قلت: تقول: أعاذك الله من فتنة الدجال وفتنة القبر. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع يديه مدا يستعيذ من فتنة الدجال وفتنة القبر ثم قال أما الدجال فإنه لم يكن نبيٌّ إلا قد حذّر أمته، وسأحذركموه تحذيرًا لم يحذره نبى أمّته إنه أعور، وإن الله ليس بأعور، مكتوب بين يديه كافر، يقرؤه على مؤمن، وأما فتنة القبر فبي تفتنون وعني تسألون، فإذا كان الرجل الصالح أجلس في قبره

الحديث

وأخرجه أحمد (6/ 139 - 140) وسنده صحيح.

ص: 613

ورواه عيسى بن المسيب عن عدي بن ثابت عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر فيه اسم الملكين فقال في ذكر المؤمن: "فيرد إلى مضجعه فيأتيه منكر ونكير يثيران الأرض بأنيابهما ويلحقان الأرض بأشفاههما، أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف

(1)

فيجلسانه ثم يقال له: يا هذا من ربّك ". فذكره. وقال في ذكر الكافر: "فيأتيه منكر ونكير يثيران الأرض بانيابهما، ويلحقان الأرض باْشفاههما، أصواتهما كالرعد القاصف، وأبصارهما كالبرق الخاطف، فيبلسانه ثمِ يقولان له: يا هذا من ربك؟ فيقول: لا أدري، فينادى من جانب القبر لا دريت. ويضربانه بمرزبة من حديد لو اجتمع عليها مَن بين الخافقين لم يُقلُّوها يشتعل منها قبره نارًا ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه".

[391]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، حدثنا عيسى بن المسيب، حدثني عدي بن ثابت فذكره يزيد وينقص.

قال البيهقي رحمه الله: وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

(2)

اسم الملكين كذلك.

(1)

ما بين العلامتين سقط من (ن) والمطبوعة.

[391]

إسناده: ضعيف.

• أبو النضر هاشم بن القاسم بن مسلم، البغدادي (م 207 هـ) مشهور بكنيته. ثقة ثبت. من التاسعة (ع).

• عيسى بن المسيب البجلي الكوفي قال يحيى والنسائي والدارقطني: ضعيف، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ليس بالقوي، وتكلم فيه ابن حبان وغيره. وقال أبو داود: هو قاضي الكوفة ضعيف. راجع "المجروحين"(2/ 117)، "الكامل" لابن عدي (5/ 1892)، و"الضعفاء" للعقيلي (3/ 386). وانظر "الميزان"(3/ 323).

• عدي بن ثابت (م 116 هـ) ثقة، رُمي بالتشيع، من الرابعة (ع).

ذكره الذهبي في "الميزان"(3/ 61 - 62) وقال: عالم الشيعة وقاضهم وإمام مسجدهم ولو كانت الشيعة مثله لقل شرُّهم.

(2)

أخرجه المؤلف في إثبات عذاب القبر (23/ ب-24/ ألف) من طريق مفضل بن صالح عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي سهيل عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عمر! كيف أنت إذا كنت في أربع من الأرض في ذراعين فرأيت منكرًا ونكيرًا؟ " =

ص: 614

وروينا

(1)

في الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أشعرت أنه أوحي إلي أنكم تُفتنون في القبور".

وروينا

(2)

عن أسماء بنت أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريبَا من فتنة الدجال".

وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في أخبار كثيرة أنه كان يستعيذ بالله من عذاب القبر

(3)

= قال يا رسول الله! ما منكر ونكير؟ قال: "فتانا القبر. أبصارهما كالبرق الخاطف، وأصواتهما كالرعد القاصف معهما مرزبة لو اجتمع عليها أهل منى ما استطاعوا رفعها وهي أهون عليهما من عصاي هذه

". الحديث. ومفضل بن صالح ضعيف.

كما رواه ابن عباس بنحوه وفي إسناده الواقدي وهو متروك.

(1)

من حديث عائشة، أخرجه المؤلف في إثبات عذاب القبر (23/ ألف) من طريق هارون بن سعيد الأيلي، حدثنا ابن وهب أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير عن عائشة

فذكره.

وأخرجه مسلم في المساجد (1/ 410) بنفس السند.

كما أخرجه النسائي في الجنائز (4/ 104) وأحمد في "مسنده"(6/ 89، 238، 248، 281) وابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 423 رقم 873) من طريق الزهري عن عروة به.

وأخرجه الدارمي بنحوه من وجه أخر عن عائشة (359).

وذكره القرطبي في "التذكرة"(142).

(2)

حديث أسماء بنت أبي بكر أخرجه المؤلف في "إثبات عذاب القبر، (23/ 1 - ب) مختصرًا من طريق ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أنه سمع أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها تقول فذكره

والحديث في قصة كسوف الشمس.

وأخرجه البخاري مختصرًا في الجنائز (2/ 102) وبسياق أتم في العلم (1/ 29) وفي الوضوء (1/ 54) وفي الجمعة (1/ 221) وفي الكسوف (2/ 28) وفي الاعتصام (8/ 141).

ومسلم في الكسوف (1/ 624) والنسائي في الجنائز (4/ 103 - 104) وأحمد في "مسنده"(6/ 345 - 346) ومالك في "الموطأ"(1/ 188) والطبراني في "الكبير"(24/ 116 رقم 313) والمؤلف في "سننه"(3/ 338) من طريق هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء به.

ذكره القرطبي في "التذكرة"(143).

(3)

فروي عن مسروق عن عائشة أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر. فسألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر فقال: نعم، عذاب القبر حق. قالت عائشة: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى صلاة بعد إلا تعوذ من عذاب القبر. =

ص: 615

ومن فتنة القبر

(1)

.

= أخرجه المؤلف في إثبات عذاب القبر من طرق عنها (33/ ب-34/ أ).

وأخرجه البخاري في الجنائز (2/ 102) وفي الدعوات (7/ 159) ومسلم (1/ 401 - 411) والنسائي في السهو (3/ 56، 72) وفي الجنائز (4/ 104) وأحمد (6/ 61، 174، 248).

وجاء من حديث أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عذاب القبر. أخرجه المؤلف في "إثبات عذاب القبر"(37 / ب) وأخرجه البخاري في الجنائز (2/ 103) وفي الدعوات (7/ 158) وأحمد في "المسند"(6/ 364، 365).

وجاء عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو:

اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وعذاب النار وفتنة المحيا والممات ومن شرّ المسيح الدجال.

أخرجه المؤلف (36/ ب) وأخرجه البخاري (2/ 103) ومسلم (1/ 412) والنسائي (4/ 103، 8/ 275 - 278) وأبو وا ود (1/ 601 رقم 983) وأحمد (2/ 237، 423).

وأخرجه القرطبي في "التذكرة"(142).

وروي مثله عن عائشة.

أخرجه البخاري في الأذان (1/ 252) ومسلم في المساجد (1/ 412) وأبو داود فى الصلاة (1/ 548 رقم 880) والنسائي في السهو (3/ 56).

وجاء عن سعد بن أبي وقاص أنه كان يأمر بنيه بالخمس ويقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بهن:

اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ

بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر.

وأخرجه المؤلف في "إثبات عذاب القبر"(35 / ب).

وأخرجه البخاري في الجهاد (3/ 209) وفي الدعوات (7/ 158 - 164) والترمذي في الدعوات (5/ 562 رقم 3567) والنسائي في الاستعاذة من المجتبى (8/ 256، 266) وفي "عمل اليوم والليلة"(رقم 131 - 132).

وذكر المؤلف أحاديث أخرى عن عمر بن الخطاب وابن مسعود، وأنس بن مالك وابن عباس، وزيد بن ثابت وجابر بن عبد الله، وأبي بن كعب، وأبي بكرة وزيد بن أرقم، وعبد الله بن عمرو ابن العاص.

(1)

أخرج المؤلف في "إثبات عذاب القبر" عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول، اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وأعوذ بك من فتنة القبر وعذاب القبر، وأعوذ بك من شر فتنة الفقر ومن شر فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، اللهم نق قلبي من خطاياي كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم".

وقال: مخرج في الصحيحين من أوجه كثيرة عن هشام بن عروة. =

ص: 616

وروينا عن نافع عن صفية امرأة ابن عمر عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن للقبر ضغطة لو نجا منها أحدٌ لنجا سعدُ بن معاذ".

[392]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع فذكره.

قال البيهقى رحمه الله: وروينا

(1)

في حديث أخر أن ذلك لأنه كان يقصر في بعض الطهور من البول.

= فأخرجه البخاري في الدعوات من طرق (7/ 159، 161) ومسلم في الذكر (3/ 2078) كما أخرجه النسائي (8/ 262 - 266) وابن ماجه (2/ 1262 رقم 3838) وأحمد (6/ 57، 207).

[392]

إسناده: صحيح.

• سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري (م 125 هـ)

كان ثقة فاضلًا عابدًا. من الخامسة (4).

• صفية امرأة ابن عمر هي صفية بنت أبي عبيد الثقفية.

قيل: لها إدراك، وأنكره الدارقطني، وقال العجلي: ثقة. فهي من الثانية (خت، م، د، س، ق).

والحديث أخرجه المؤلف في "إثبات عذاب القبر"(24/ ألف) وأخرجه البغوي في "زوائد مسند ابن الجعد"(2/ 665 رقم 1681) والطحاوي في "مشكل الآثار"(1/ 107) وأحمد في "مسنده"(6/ 55، 98) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 173).

وروي من حديث ابن عمر أخرجه ابن سعد في "الطبقات"(3/ 430) والنسائي في الجنائز من المجتبى (4/ 100) والحاكم (3/ 206) والمؤلف في "إثبات عذاب القبر"(24/ ب).

وله شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "الكبير"(10/ 406 رقم 10827 و 12/ 232 رقم 12975) وقال الهيثمي في "المجمع "(3/ 46 - 47) رواه الطبراني في "الكبير"

و"الأوسط" ورجاله موثقون.

وراجع "الصحيحة"(1695) وانظر ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 233) والسيوطي في "اللَالئ المصنوعه"(2/ 436).

وحديث ابن عباس أخرجه أيضًا المؤلف في "إثبات عذاب القبر".

(1)

أخرجه في "إثبات عذاب القبر"(25 / ألف).

عن أبي عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني أمية بن عبد الله أنه سأل بعض أهل سعد: ما بلغكم من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا؟ (يعني ضغطة القبر لسعد) فقالوا: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن ذلك فقال: "كان يقصر في بعض الطهور من البول". =

ص: 617

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والأثر ضعيف لأجل أحمد بن عبد الجبار العطاردي، ثم إن يونس بن بكير وابن إسحاق كليهما

فيه كلام، وهذه حكاية عن مجهول.

وقد ذكر القرطبي هذا الأثر في كتابه "التذكرة"(174) عن بعض أصحابه وقال: وذكر هناد بن السري، حدثنا ابن فضيل، عن أبي سفيان، عن الحسن قال: أصاب سعد بن معاذ جراحة فجعله النبي صلى الله عليه وسلم عند امرأة تداويه. فقال: إنه مات من الليلة فاتاه جبريل فاخبره. لقد مات الليلة منكم رجل لقد اهتز العرش لحب لقاء الله إياه، فإذا هو سعد بن معاذ، قال: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قي قبره فجعل يكبر ويهلل ويسبح، فلما خرج قيل له يا رسول الله ما رأيناك صنعت هكذا قط. قال:" إنه ضُمّ في القبر ضمّة حتى صار مثل الشعرة فدعوت الله تعالى أن يرفه عنه. وذلك أنه كان لا يستبرئ من البول".

(قلت) هذا باطل، وهو مع كونه منقطعًا من رواية أبي سفيان وهو طريف بن شهاب- وقيل: ابن سعد- وقيل ابن سفيان- السعدي الأشل، وهو مجمع على ضعفه. فقال أحمد: ليس بشيء ولا يكتب حديثه، وقال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ليس بالقوي، وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال النسائي: متروك الحديث ثم إن في الصحيحين أن سعدًا ضرب عليه النبي صلى الله عليه وسلم الخيمة في المسجد ليعوده من قريب. (البخاري في المغازي 5/ 50، ومسلم في الجهاد رقم 1769).

وقال ابن حجر معقبًا على القرطبي: وما حكاه القرطبي في "التذكرة" وضعفه عن بعضهم أن أحدهما (أي الذين مر بهما النبي صلى الله عليه وسلم وهما يعذبان في القبر) سعد بن معاذ فهو قول باطل لا ينبغي ذكره إلا مقرونًا ببيانه. ومما يدل على بطلان الحكاية المذكورة أن النبي صلى الله عليه وسلم حضر دفن سعد بن معاذ كما في الحديث الصحيح. وأما قصة المقبورين ففي حديث أبي أمامة عند أحمد أنه صلى الله عليه وسلم قال لهم: "من دفنتم اليوم ها هنا؟ " فدل على أنه لم يحضرهما.

وإنما ذكرت هذا ذبًّا عن هذا السيد الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم "سيّدًا" وقال لأصحابه "قوموا إلى سيدكم"(البخاري 5/ 50) وقال: "إن حكمه قد وافى حكم الله " وقال: "إن عرش الرحمن اهتز لموته" إلى غير ذلك من مناقبه الجليلة، خشية أن يغتّر ناقص العلم بما ذكره القرطبي فيعتقد صحة ذلك وهو باطل. (فتح الباري 1/ 325).

وذكر الذهبي في "السير"(1/ 295) عن أبي معشر، عن سعيد المقبري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا سعد. ولقد ضُمّ ضمة اختلف منها أضلاعه من أثر البول".

قال الذهبي:"هذا منقطع". وأشار محقق الكتاب إلى أنه على انقطاعه ضعيف لضعف أبي معشر.

وقال الذهبي أيضًا: هذه الضمة ليست من عذاب القبر في شيء. بل هو أمر يجده المؤمن كما يجد ألم فقد ولده وحميمه في الدنيا، وكما يجد من ألم مرضه، وألم خروج نفسه، وألم سؤاله في قبره وامتحانه، وألم تاثره ببكاء أهله عليه، وألم قيامه من قبره، وألم الموقف وهوله، وألم الورود على النار ونحو ذلك.

فهذه الأراجيف كلها قد تنال العبد، ما هي من عذاب القبر، ولا من عذاب جهنم قط، =

ص: 618

وفي سياق الأحاديث التي وردت في قبض المؤمن والكافر دلالة على أنهم يعبرون بالنفس عن الروح، وأنهما عبارتان عن شيء واحد، والبنية ليست من شرط الحياة والله تعالى قادر على إعادة الحياة في الأجزاء المتفرقة أو في بعضها، وتعذيب ما شاء منها إلى الوقت الذي شاء، وليس علينا إلا طاعة الله بالتسليم و جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالله التوفيق.

[393]

أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعد الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا علي بن عبد الله المديني، حدثنا هشام بن يوسف، عن عبد الله بن بحير القاص، عن هانئ مولى عثمان، قال: كان عثمان بن عفان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "القَبر أوّل مَنَازل الآخَرة، فإن ينجُ منه، فما بَعْده أيسرُ مِنْه، وإنْ لم ينجُ منه فما بعده أشد منه وقال: والله ما رأيت منظرًا قطّ إلّا والقبر أفظع منه".

= ولكن العبد التقي يرفق الله به في بعض ذلك أو كله، ولا راحة للمؤمن دون لقاء ربه، قال الله تعالى:{وأنذرهم يوم الحسرة} (19/ 39) وقال: {وأنذرهم يوم الأزفة إذ القلوب لدى الحناجر} (40/ 18) فنسأل الله تعالى العفو واللطف الخفي، ومع هذه الهزات فسعد ممن نعلم أنه من أهل الجنة، وإنه من أرضى الشهداء رضي الله عنه.

كأنك يا هذا تظن أن الفائز لا يناله هول في الدارين، ولا روع ولا ألم ولا خوف، سل ربك العافية وأن يحشرنا في زمرة سعد. "السير"(1/ 290 - 291).

[393]

إسناده: حسن.

• هشام بن يوسف الصنعاني، أبو عبد الرحمن القاضي (م 197 هـ). ثقة. من التاسعة (خ- 4).

• عبد الله بن بحير (بفتح الموحدة على وزن كبير) ابن رَيسان (بفتح الراء وسكون التحتانية بعدها مهملة) أبووائل القاص، الصنعاني. وثقه ابن معين، واضطرب فيه كلام ابن حبان (د، ت، ق) هانى، أبو سعيد البربري الدمشقىِ، مولى عثمان.

قال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في "الثقات"(ت، ق).

والحديث أخرجه الترمذي في "الزهد"(4/ 553 رقم 2308) وابن ماجه في الزهد (2/ 1426 رقم 4276) وأحمد في"المسند"(1/ 63) وفي الزهد (129) وفي فضائل الصحابة (1/ 475 رقم 773) والبخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 2/ 229) والحاكم (1/ 371) والخطيب في "تاريخه"(6/ 89) والبغوي في "شرح السنة"(5/ 418) وأخرجه المؤلف في "إثبات عذاب القبر"(42 / ألف).

ص: 619

[394]

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن حسن الغضائري وأبوعبد الله محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق ببغداد، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد، حدثنا الحسن ابن مكرم، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا شعبة عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، عن البراء عن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين وجبت الشمس فقال:"هذه أصْوَات يهود تُعَذَّب في قبورها".

أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح

(1)

من أوجه عن شعبة بن الحجاج.

[394] إسناده: صحيح.

• أبو عبد الله. الحسن بن محمد بن حَلْبَس، المخزومي، الغضائري، البغدادى (م 414 هـ).

قال الخطيب: كان ثقه فاضلًا، ووصفه الذهبي بالإمام الصالح، الثقة.

راجع "تاريخ بغداد"(8/ 34)، "الأنساب"(10/ 52)، "السير"(17/ 327 - 328)، "شذرات"(3/ 200).

والغضائري نسبة إلى الغضارة وهو إناء يؤكل فيه الطعام.

• أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الفرج بن أبي طاهر، الدقاق، يعرف بابن البياض (م 415 هـ).

ذكره الخطيب وقال: كتبنا عنه بأنتخاب هبة الله بن الحسن الطبري. وكان شيخَا فاضلًا ديناً صالحًا. ثقة. من أهل القرآن.

راجع "تاربخ بغداد"(1/ 353 - 354).

• الحسن بن مكرم، أبو علي البغدادي البزاز (م 274 هـ) ثقة.

راجع "تاريخ بغداد"(7/ 432 - 433)، "السير"(13/ 192)، "شذرات"(2/ 165).

• عون بن أبي جحيفة السُّوائي الكوفي (م 116 هـ). ثقة. من الرابعة (ع).

• وأبوه أبو جحيفة اسمه وهب بن عبد الله. مشهور بكنيته، ويقال له وهب الخير، صحابي معروف، توفي سنة 74 هـ.

(1)

وأخرجه البخاري في الجنائز (2/ 152) ومسلم في الجنة (3/ 2200) كما أخرجه النسائي في الجنائز (4/ 102) وأحمد في "مسنده"(5/ 417، 419) وابن أبي شيبة في "المصنف"(3/ 275) والطيالسي في "مسنده"(ص 80) والطبراني في "الكبير"(4/ 142 رقم 3856). وأخرجه المؤلف في "إثبات عذاب القبر"(19/ ب).

ص: 620

[395]

أخبرنا على بن أحمد بن عبدان، حدثنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا يوسف بن يعقوب، حدثنا حكام، عن عمرو بن أبي قيس، عن الحجاج بن أرطاة، عن المنهال بن عمرو، عن زر، عن علي: قال ما زلنا في شك من عذاب القبر حتى نزلت: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ. حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} .

تابعه الحسين بن عبد الأول

(1)

عن حكام بن سلم.

[396]

أخبرنا أبو نصر بن قتادة، حدثنا أبو منصور النضروي، حدثنا أحمد بن نجدة، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا هشيم، عن يعلى بن عطاء، عنا ميمون بن ميسرة،

[395] إسناده: رجاله موثقون.

• يوسف بن يعقوب الصفار، أبويعقوب الكوفي (م 231 هـ). ثقة، من العاشرة (خ، م).

• حكام (بفتح أوّله والتشديد) ابن سلم (بسكون اللام) أبو عبد الرحمن الرازي، الكناني (م 190 هـ). ثقة، له غرائب. من الثامنة (خت م-4).

• عمرو بن أبي قيس الرازي، الأزرق.

كوفيّ، نزل الريّ، صدوق، له أوهام، من الثامنة (خت-4).

• حجاج بن أرطاة بن ثور بن هبيرة النخعي، أبوأرطاة الكوفي (م 145 هـ).

صدوق، كثير الخطأ والتدليس. من السابعة (بخ م-4).

والحديث أخرجه الترمذي في التفسير (5/ 447 رقم 3355) وابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 424 رقم 877) وابن جرير في "تفسيره"(30/ 284) والمؤلف في "إثبات عذاب القبر"(42/ألف) من طريق محمد بن سعيد بن سليمان، ابن الأصبهاني عن حكام.

(1)

الحسين بن عبد الأول النخعي ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(2/ 59) وقال: كتب عنه أبي بالكوفة، روى عن أبي بكر بن عياش وابن إدريس، وأبي خالد الأحمر.

ثم قال: سمعت أبي يقول تكلم الناس فيه.

ونقل عن أبي زرعة قوله: روى أحاديث لا أدري ما هي؟ ولست أحدث عنه، ولم يقرأ علينا حديثه.

وذكره ابن حبان في "الثقات"، (8/ 187) وراجع "لسان الميزان"(2/ 295).

[396]

إسناده: فيه من لم أعرف حاله.

• هشيم هو ابن بشير السلمي (ع).

• يعلى بن عطاء العامري، ويقال الليثي، الطائفي. ثقة من الرابعة (م-4).

• ميمون بن ميسرة ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا (8/ 235) وفي النسخ "ميمون بن أبي ميسرة". والأثر أخرجه المؤلف بنفس السند في "إثبات عذاب القبر"(13 / ألف).

وساقه السيوطي في "الدر المنثور"(7/ 291) برواية سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر.

ص: 621

قال: كانت لأبي هريرة صرختان في كل يوم غدوة وعشية، كان يقول في أول النهار: ذهب الليل، وجاء النهار وعرض آل فرعون على النار، فلا يسمع صوته أحد إلا استعاذ بالله من النار، فإذا كان العشي قال: ذهب النهار وجاء الليل وعرض آل فرعون على النار، فلا يسمع صوته أحد إلا استعاذ بالله من النار.

[397]

أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب من أصل كتابه، حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا عبدان بن محمد بن عيسى المروزي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا منصور بن عمار، حدثنا هقل بن فلاد، عن الأوزاعي، عن بلال بن سعد قال: ينادي القبر على يوم: أنا بيت الغربة وبيت الدود والوحشة، وأنا حفرة من حفر النار، أو روضة من رياض الجنة.

وقال: تنادى النار يوم القيامة: يا نار انضجي، يا نار أحرقي، يا نار كلي ولا تقتلي.

وقال: إن المؤمن إذا وضع في لحده كلمته الأرض من تحته فقالت: والله لقد كنت أحبك وأنت على ظهري، فكيف وقد صرت في بطني، فإذ وليتك فستعلم ما أصنع، فتتسع له مد بصره، وإذا وضع الكافر، قالت: والله لقد كنت أبغضك وأنت تمشي على ظهري، فإذ وليتك فستعلم ما أصنع، فتضمه ضمة فتختلف منها أضلاعه.

[397] إسناده: ضعيف.

• عبدان بن محمد بن عيسى، أبو محمد المروزي (م 293 هـ).

فقيه مرو، الزاهد والإمام "الكبير"، قال السمعاني: اسمه عبد الله، وهو أحد من أظهر مذهب الشافعي في خراسان.

قال الخطيب: كان ثقة، حافظًا، صالحًا، زاهدًا.

راجع "تاريخ بغداد"(11/ 135 - 136)، "الأنساب"(3/ 356 - 357) رسم "الجنوجردي""التذكرة"(2/ 687 - 688)، "السير"(14/ 13 - 14)، "طبقات السبكي"(2/ 50 - 51)، "شذرات"(2/ 215).

• محمد بن جعفر بن راشد، أبو جعفر الفارسي، يلقب "لقلوق".

أصله من بلخ سمع منصور بن عمار ويحيى بن السكن وغيرهما، روى عنه محمد بن خلف وكيع، والهيثم بن خلف الدوري، وغيرهما، وكان ثقة.

راجع "تاريخ بغداد"(2/ 126).

• منصور بن عمار الزاهد، ضعّفوه. مرّ. وقد مرّ جزء من هذا الأثر برقم (380).

ص: 622

[398]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو الطيب محمد بن أحمد الكرابيسي، حدثنا أبو يحيي البزار، حدثنا محمد بن عبد الرحمن، حدثنا عبد الصمد بن حسان، عن سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن محمد بن كعب القرظي قال: إذا استنقعت حياة المؤمن جاء ملك الموت فقال: السلام عليك يا ولي الله إن الله يقرأ عليك السلام قال ثم قرأ هذه الآية: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}

(1)

.

[399]

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا علي بن عيسى، حدثنا أبو يحيى الخفاف، قال

[398] إسناده: ضعيف.

• محمد بن أحمد الكرابيسي، لم أعرفه. وكذا أبو يحيي البزار ومحمد بن عبد الرحمن.

• عبد الصمد بن حسان المروزي ويقال المروذي.

ذكره الذهبي في "الميزان"(2/ 620) وقال: روى عن الثوري واسرائيل وعنه محمد بن يحيى الذهلي وجماعة، وولى قضاء هراة. وهو صدوق إن شاء الله. يقال تركه أحمد بن حنبل ولم يصح هذا.

وقال أبو حاتم: صالح الحديث صدوق. راجع "الجرح والعديل"(6/ 51).

• سفيان هو الثوري.

• يزيد بن أبي زياد الهاشمي. ضعيف. مرّ.

"استنقعت" أي اجتمعت لكي تخرج.

والأثر أخرجه ابن جرير في "تفسيره" من وجه أخر عن محمد بن كعب القرظي (14/ 101) وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(5/ 128) وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ في العظمة، وأبي القاسم بن منده في "الأهوال" والمؤلف في "الشعب".

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(149 رقم 442) من طريق حيوة عن أبي صخر عن محمد

ابن كعب القرظي.

(1)

سورة النحل (16/ 32).

[399]

إسناده: فيه من لم أعرفه.

• علي بن عيسى: لم أعرفه.

• أبو يحيي الخفات، زكريا بن داود بن بكر النيسابوري (م 286 هـ).

ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد"(8/ 462) وقال: كان ثقة. وقال السمعاني: وهو من أهل نيسابور، والمقدم في عصره، صاحب "التفسير الكبير". راجع "الأنساب"(5/ 173).

• مهرجان العابد. لم أجده. =

ص: 623

سمعت مهرجان العابد، يقول: سئل عبد الله بن المبارك عن قول الله عز وجل:

{تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ}

(1)

.

فحدثنا عن محمد بن مالك، عن البراء بن عازب قال: يوم يلقون ملك الموت ليس من مؤمن تقبض نفسه إلا سلم عليه.

وقيل فيه غير ذلك وهو في "كتاب الرؤية" مذكور وباللّه العصمة.

تم بحمد الله وعونه ألجزء الأول من كتاب

"الجامع لشعب الإيمان" للإمام الحافظ أبي بكر البيهقي ـ حمه اللّه تعالى-

ويتلوه إن شاء الله الجزء الثاني وأوله

"العاشر من شعب الإيمان وهو باب في محبة اللّه عز وجل"

* * *

=. محمد بن مالك الجوزجاني، أبوالمغيرة، مولى البراء. صدوق، يخطئ كثيرًا من الرابعة (ق).

وقال ابن حبان لا يحتج به إذا انفرد "المجروحين" 2/ 257) وذكره في "الثقات" أيضًا.

والأثر أخرجه الحاكم من طريق عبد الله بن واقد عن محمد بن مالك عن البراء به (21/ 351 - 352) وصححه فرده الذهبي.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(13/ 367) وابن جرير (14/ 101).

(1)

سورة الأحزاب (33/ 44).

ص: 624