المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب فيمن كان يخاف النفاق ويشفق منه ولا يأمنه على نفسه - صفة النفاق وذم المنافقين للفريابي

[الفريابي]

الفصل: ‌باب فيمن كان يخاف النفاق ويشفق منه ولا يأمنه على نفسه

‌بَابٌ فِيمَنْ كَانَ يَخَافُ النِّفَاقَ وَيُشْفِقُ مِنْهُ وَلَا يَأْمَنُهُ عَلَى نَفْسِهِ

ص: 113

68 -

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الدَّرْدَاءِ، وَهُوَ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ وَقَدْ فَرَغَ مِنَ التَّشَهُّدِ يَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِنَ النِّفَاقِ فَأَكْثَرَ مِنَ التَّعَوُّذِ مِنْهُ قَالَ: فَقَالَ جُبَيْرٌ: وَمَا لَكَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ أَنْتَ وَالنِّفَاقَ؟ فَقَالَ: دَعْنَا عَنْكَ فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَقَلَّبُ عَنْ دِينِهِ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ فَيُخْلَعُ مِنْهُ

ص: 113

69 -

حَدَّثَنِي أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ

⦗ص: 114⦘

بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ مَنْزِلَهُ بِحِمْصَ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي مَسْجِدِهِ فَلَمَّا جَلَسَ يَتَشَهَّدُ فَجَعَلَ يَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ عز وجل مِنَ النِّفَاقِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ لَهُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ مَا أَنْتَ وَالنِّفَاقَ؟ مَا شَأْنُكَ وَمَا شَأْنُ النِّفَاقِ؟ فَقَالَ: اللَّهُمَّ غَفْرًا ثَلَاثًا لَا يَأْمَنُ الْبَلَاءَ مَنْ يَأْمَنُ الْبَلَاءَ وَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُفْتَنُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَيَنْقَلِبُ عَنْ دِينِهِ

ص: 113

70 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ، قَالَ: ذُكِرَ الدَّجَّالُ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَقَالَ نَوْفٌ الْبِكَالِيُّ: لَغَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ مِنِّي مِنَ

⦗ص: 115⦘

الدَّجَّالِ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مَا هُوَ؟ فَقَالَ نَوْفٌ: أَخَافُ أَنْ أُسْلَبَ إِيمَانِي وَأَنَا لَا أَشْعُرُ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ الْكِنْدِيَّةِ وَهَلْ فِي الْأَرْضِ خَمْسُونَ يَتَخَوَّفُونَ مَا تَتَخَوَّفُ؟ ثُمَّ قَالَ: وَثَلَاثُونَ ثُمَّ قَالَ: وَعِشْرُونَ؟ ثُمَّ قَالَ: وَعَشَرَةٌ ثُمَّ قَالَ: وَخَمْسَةٌ ثُمَّ قَالَ: وَثَلَاثَةٌ؟ كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ثُمَّ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَمِنَ عَبْدٌ عَلَى إِيمَانِهِ إِلَّا سُلِبَهُ أَوِ انْتُزِعَ مِنْهُ فَيَفْقِدُهُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا الْإِيمَانُ إِلَّا كَالْقَمِيصِ يَتَقَمَّصُهُ مَرَّةً وَيَضَعُهُ أُخْرَى

ص: 114

71 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ، يَقُولُ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى الرَّجُلِ أَحَايِينُ وَمَا فِي جِلْدِهِ مَوْضِعُ إِبْرَةٍ مِنْ نِفَاقٍ وَإِنَّهُ لَيَأْتِي عَلَيْهِ أَحَايِينُ وَمَا فِي قَلْبِهِ مَوْضِعُ إِبْرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ

ص: 116

72 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مَوْهَبٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ وَهُوَ أَسْلَمُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا

⦗ص: 117⦘

أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ، يَقُولُ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى الرَّجُلِ أَحْيَانٌ وَمَا فِي جِلْدِهِ مَوْضِعُ إِبْرَةٍ مِنَ النِّفَاقِ وَإِنَّهُ لَيَأْتِي عَلَيْهِ أَحْيَانٌ وَمَا فِي جِلْدِهِ مَوْضِعُ إِبْرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ

ص: 116

73 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: كَانَ النِّفَاقُ غَرِيبًا فِي الْإِيمَانِ وَيُوشِكُ أَنْ يَكُونَ الْإِيمَانُ غَرِيبًا فِي النِّفَاقِ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَسَدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ

ص: 117

74 -

حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: مَا عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ بَشَرٍ لَا يَخَافُ عَلَى إِيمَانِهِ أَنْ يَذْهَبَ إِلَّا ذَهَبَ

ص: 117

75 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ: هَلْ أَدْرَكْتَ مِمَّنْ أَدْرَكْتَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَخْشَوْنَ النِّفَاقَ؟ وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: نَعَمْ إِنِّي أَدْرَكْتُ مِنْهُمْ بِحَمْدِ اللَّهِ صَدْرًا حَسَنًا، نَعَمْ شَدِيدًا نَعَمْ شَدِيدًا

ص: 118

76 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، أَنَّ الْحَسَنَ، كَانَ يَقُولُ: إِنَّ الْقَوْمَ لَمَّا رَأَوْا هَذَا النِّفَاقَ يَغُولُ الْإِيمَانَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ هَمٌّ غَيْرَ النِّفَاقِ

ص: 119

77 -

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لَمَّا ذُكِرَ أَنَّ النِّفَاقَ، يَغُولُ الْإِيمَانَ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَخْوَفَ عِنْدَهُمْ مِنْهُ

ص: 119

78 -

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَسَدُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ وَهُوَ أَبُو هِلَالٍ قَالَ: سَأَلَ أَبَانُ الْحَسَنَ فَقَالَ: هَلْ تَخَافُ النِّفَاقَ؟ قَالَ: وَمَا يُؤَمِّنُنِي وَقَدْ خَافَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 119

79 -

حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ طَرِيفٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّ نَاسًا يَزْعُمُونَ أَنْ لَا نِفَاقَ أَوْ لَا يَخَافُونَ النِّفَاقَ - شَكَّ أَبُو الْأَشْهَبِ - فَقَالَ: وَاللَّهِ لَأَنْ أَكُونَ أَعْلَمُ أَنِّي بَرِيءٌ مِنَ النِّفَاقِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ طِلَاعَ الْأَرْضِ ذَهَبًا

ص: 120

80 -

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَسَدُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ، يَقُولُ: أَنْ لَا يَكُونَ فِيَّ نِفَاقٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا كَانَ عُمَرُ رضي الله عنه يَخْشَاهُ وَآمَنُهُ أَنَا؟

ص: 120

81 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَحْلِفُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا مَضَى مُؤْمِنٌ قَطُّ وَلَا بَقِيَ إِلَّا هُوَ مِنَ النِّفَاقِ مُشْفِقٌ وَلَا مَضَى مُنَافِقٌ قَطُّ وَلَا بَقِيَ إِلَّا هُوَ مِنَ النِّفَاقِ آمِنٌ قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَخَفِ النِّفَاقَ فَهُوَ مُنَافِقٌ

ص: 121

82 -

حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ السَّرَخْسِيُّ حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أَصْبَحَ وَلَا أَمْسَى مُؤْمِنٌ إِلَّا وَهُوَ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ

ص: 123

83 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَخْوَفَ عَلَى مَنْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 8]

ص: 123

84 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلَاءِ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ قَبَضَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَيُسْأَلُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: مَخَافَةَ أَنْ تُنَافِقَ يَدِي

ص: 124

85 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ، يَقُولُ: لَا تَكُنْ وَلِيًّا لِلَّهِ عز وجل فِي الْعَلَانِيَةِ وَعَدُوَّهُ فِي السِّرِّ

ص: 125

86 -

حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ السَّرَخْسِيُّ بِالْفِرْيَابِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ يَعْنِي وَمِائَتَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ ح وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ بِبَغْدَادَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ قَالَا جَمِيعًا: سَمِعْنَا أَيُّوبَ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُرْجِئَةِ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ الْكُفْرُ وَالْإِيمَانُ قَالَ: وَأَيُّوبُ سَاكِتٌ قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَيُّوبُ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ قَوْلَهُ {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 106] أَمُؤْمِنُونَ هُمْ أَمْ كُفَّارٌ؟ قَالَ: فَسَكَتَ الرَّجُلُ قَالَ: فَقَالَ أَيُّوبُ: اذْهَبْ فَاقْرَأِ الْقُرْآنَ فَكُلُّ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ فِيهَا ذِكْرُ النِّفَاقِ فَإِنِّي أَخَافُهَا عَلَى نَفْسِي

ص: 126

87 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلَانِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: خِلَافُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُرْجِئَةِ ثَلَاثٌ: نَقُولُ: الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَهُمْ يَقُولُونَ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَلَا عَمَلَ، وَنَقُولُ: الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، وَهُمْ يَقُولُونَ: لَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ وَنَحْنُ نَقُولُ: النِّفَاقُ وَهُمْ يَقُولُونَ: لَا نِفَاقَ

ص: 127

88 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ، سَمِعْتُ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ يَقُولُ: أَبْعَدُ النَّاسِ مِنَ النِّفَاقِ وَأَشَدُّهُمْ خَوْفًا عَلَى نَفْسِهِ مِنْهُ الَّذِي لَا يَرَى أَنَّهُ يُنَجِّيهِ مِنْهُ شَيْءٌ وَأَقْرَبُ النَّاسِ مِنْهُ الَّذِي إِذَا زُكِّيَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ ارْتَاحَ قَلْبُهُ وَقَبِلَهُ قَالَ: وَقَالَ: وَإِذَا زُكِّيَتْ بِمَا لَيْسَ فِيكَ فَقُلِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا لَا يَعْلَمُونَ وَلَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ فَإِنَّكَ تَعْلَمُ وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ

ص: 128

89 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: مَا عَرَضْتُ قُولِي عَلَى عَمَلِي إِلَّا خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مُكَذِّبًا

ص: 129

90 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، وَحَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، أَنَّ الْحَسَنَ، قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ} قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَحْسَنَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ فَأَحْسَنَ الْعَمَلَ وَإِنَّ الْمُنَافِقَ أَسَاءَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ فَأَسَاءَ الْعَمَلَ

ص: 129

91 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ حَبِيبٍ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا

⦗ص: 130⦘

سَلَمَةُ بْنُ كُلْثُومٍ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيَّ، يَقُولُ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُقِلُّ الْكَلَامَ وَيُكْثِرُ الْعَمَلَ وَإِنَّ الْمُنَافِقَ يُكْثِرُ الْكَلَامَ وَيُقِلُّ الْعَمَلَ

ص: 129

92 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ، ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: كَانَ قَوْمٌ يُؤْذُونَهُ فَقَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ يُؤْذُونَنِي وَاللَّهِ مَا طَلَبَ أَحَدٌ مِنْهُمْ حَاجَةً إِلَّا قَضَيْتُهَا وَلَا دَخَلَ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مِنِّي أَذًى وَلَأَنَا أَبْغَضُ فِيهِمْ مِنَ الْكَلْبِ الْأَسْوَدِ أَتَدْرُونَ مِمَّ ذَاكَ؟ إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا أَحَبَّ مُنَافِقٌ مُؤْمِنًا أَبَدًا

ص: 130

93 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَلْخِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِذَا عَرَفْتَ نَفْسَكَ لَمْ يَضُرَّكَ مَا قِيلَ فِيكَ

ص: 131

94 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ وَهُوَ سُلَيْمُ بْنُ جُبَيْرٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ

⦗ص: 134⦘

فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلٍ، الْمُتَمَسِّكُ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى خَبَطِ الشَّوْكِ أَوْ جَمْرِ الْغَضَى

ص: 132

95 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ، فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا» حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ» . فَذَكَرَ مِثْلَهُ

ص: 134

96 -

حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا»

ص: 134

97 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:«تَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ وَيُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ أَقْوَامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا»

ص: 134

98 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَرْوَانَ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا»

ص: 136

99 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«سَتَكُونُ فِتَنٌ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا إِلَّا مَنْ حَشَاهُ اللَّهُ بِعِلْمٍ»

ص: 137

100 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيَّانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعَ أَبَا الدَّرْدَاءِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «لَيَكْفُرَنَّ أَقْوَامٌ بَعْدَ

⦗ص: 138⦘

إِيمَانِهِمْ» ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَنِي أَنَّكَ قُلْتَ: «لَيَكْفُرَنَّ أَقْوَامٌ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ» ، قَالَ:«نَعَمْ وَلَسْتَ مِنْهُمْ»

ص: 137

101 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَجْتَمِعُونَ فِي مَسَاجِدِهِمْ لَيْسَ فِيهِمْ مُؤْمِنٌ

ص: 138

102 -

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَجْتَمِعُونَ فِي مَسَاجِدِهِمْ لَيْسَ فِيهِمْ مُؤْمِنٌ

ص: 138

103 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ قَالَ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَجْتَمِعُونَ فِي الْمَسَاجِدِ وَمَا فِيهِمْ مُؤْمِنٌ

ص: 139

104 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ فَيَلْقَى الرَّجُلَ لَهُ إِلَيْهِ الْحَاجَةُ فَيَقُولُ: ذَيْتَ وَذَيْتَ فَيَمْدَحُهُ فَعَسَى أَنْ لَا يُحْلَأَ مِنْ حَاجَتِهِ بِشَيْءٍ فَيَرْجِعُ وَقَدْ أَسْخَطَ اللَّهَ عز وجل عَلَيْهِ وَمَا مَعَهُ مِنْ دِينِهِ شَيْءٌ

ص: 141

105 -

حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ نِمْرَانَ عَنْ أَبِي مُلَيْكَةَ الذِّمَارِيِّ، قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَدْخُلُ عَلَى الْإِمَامِ فَمَا يَخْرُجُ إِلَّا مُشْرِكًا أَوْ مُنَافِقًا إِنْ أَعْطَاهُ نَسِيَ الَّذِي أَعْطَاهُ وَحَمِدَهُ وَإِنْ مَنَعَهُ خَرَجَ يَذُمُّهُ وَيَعِيبُهُ فَإِذَا فَعَلَ هَذَا بِالْإِمَامِ فَقَدْ نَافَقَ وَأَشْرَكَ وَإِنَّمَا يَمْنَعُ وَيُعْطِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ

ص: 141

106 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالْخَطَرَاتِ فَإِنَّ الرَّجُلَ قَدْ تُنَافِقُ يَدُهُ مِنْ سَائِرِ جَسَدِهِ

ص: 142

107 -

حَدَّثَنَا رِيَاحُ بْنُ الْفَرَجِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ رَبٍّ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، كَانَ إِذَا رَأَى الْمَيِّتَ قَدْ مَاتَ عَلَى حَالٍ صَالِحَةٍ قَالَ: هَنِيئًا لَهُ لَيْتَنِي بِذَلِكَ فَقَالَتْ لَهُ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: لِمَ تَقُولُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: هَلْ تَعْلَمِينَ يَا حَمْقَاءُ أَنَّ الرَّجُلَ يُصْبِحُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي مُنَافِقًا؟ قَالَتْ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: يُسْلَبُ إِيمَانَهُ وَلَا يَشْعُرُ لَأَنَا لِهَذَا بِالْمَوْتِ أَغْبَطُ مِنِّي لِهَذَا بِالْبَقَاءِ فِي الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ

ص: 143

108 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ رَبٍّ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: يَبْلُغُنِي أَنَّ الرَّجُلَ، يَأْتِيهِ الْمَوْتُ وَهُوَ عَلَى حَالٍ حَسَنَةٍ فَأَقُولُ: هَنِيئًا لَهُ فَقُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: يَا حَمْقَاءُ أَمَا تَعْلَمِينَ أَنَّ الرَّجُلَ يُصْبِحُ مُؤْمِنًا ثُمَّ يُسْلَبُ إِيمَانُهُ وَلَا يَشْعُرُ لَأَنَا بِهَذَا الْمَوْتِ أَغْبَطُ مِنِّي لِهَذَا بِالْبَقَاءِ فِي الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ

ص: 144

109 -

حَدَّثَنِي أَبُو عُمَيْرِ بْنُ النَّحَّاسِ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ الْيَوْمَ نِفَاقٌ؟ قَالَ: لَوْ خَرَجُوا مِنْ أَزِقَّةِ الْبَصْرَةِ لَاسْتَوْحَشْتُهُمْ فِيهَا

ص: 144

110 -

حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ شَوْذَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَسُودَ كُلَّ قَوْمٍ مُنَافِقُوهَا

ص: 145

111 -

حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لَا يُلْقَى الْمُؤْمِنُ إِلَّا شَاحِبًا وَلَا يُلْقَى الْمُنَافِقُ إِلَّا وَبَّاصًا

ص: 145