الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بين بيع المرابحة والقرض الربوي
[السُّؤَالُ]
ـ[أعمل بمجموعة كبيرة من ضمن شركاتها شركة تقوم بشراء الأصول للموظفين
وأنا أرغب بشراء سيارة وهم يقومون بذلك على أن أذهب وأحضر لهم تسعيرا بقيمة السيارة من أي معرض جديدة أو مستخدمة بشرط أن لا تقل عن أربع سنوات من تاريخ الصنع مثلا 2003 ويحسبون خمسة بالمائة فائدة عن كل سنة وسداد عشرة بالمائة من قيمة السيارة الإجمالية كحد أدنى مع العلم بأن الفائدة تحسب على المبلغ المتبقي بعد سداد العشرة بالمائة وألف ريال كمصاريف إدارية وشرط الضمان الشامل للسيارة وعند حصولي على الموافقة من قبل الإدارة على شراء السيارة يصدرون شيكا بالقيمة ويرسلون معي مندوبا لاستلام السيارة من المعرض مع العلم بأنه لا يتم التوقيع على العقد إلا بعد أن أحضر لهم التأمين على السيارة.
وجزاكم الله ألف خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه المسألة لا تخلو من حالتين:
الحالة الأولى: أن تقوم الشركة بشراء السيارة شراء حقيقيا، بحيث تدخل في ضمانها وملكها، ثم تبيعها على الموظف بيعا مقسطا بثمن أزيد، سواء أدفع لها جزءا من المبلغ مقدما أم لا، فهذه معاملة جائزة، ويجري العمل بها في المصارف الإسلامية ولها شروط وضوابط بيناها في الفتوى رقم:93804.
الحالة الثانية: أن لا تشتري الشركة السيارة، وإنما تدفع ثمنها نيابة عن المشتري، لتسترده مقسطا مع زيادة، فهذا قرض ربوي محرم، ولا يجوز شراء السيارة بهذه الطريقة.
هذا حكم المعاملة من حيث الأصل، أما بالنسبة لاشتراط الشركة التأمين على السيارة -على فرض جواز المعاملة - فإذا كان تأمينا تجاريا فهو حرام ولا يجوز اشتراطه كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 472، والفتوى رقم: 2593 والفتوى رقم: 24415.
وأما إذا كان تأمينا تعاونيا تكافليا ففيه تفصيل:
فإن كان هذا التأمين يتم عن طريق الشركة نفسها أو فرع من فروعها، فهذا من باب اشتراط عقد في عقد، وهو غير جائز، ولا يجوز شراء السيارة حينئذ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن صفقتين في صفقة واحدة، رواه أحمد، وفي رواية الطبراني في الأوسط: لا تحل صفقتان في صفقة.
وإن كان التأمين يتم عن طريق شركة مستقلة لا تتبع هذه الشركة، فلا حرج في اشتراطه لعدم وجود ما يمنع منه، ولاسيما أن الشركة تريد من وراء ذلك التوثق من قدرتها على استيفاء الدين من هذه السيارة والتي غالبا ما تكون مرهونة لها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1428
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة والدي متوفى وكنت أحبه جداً ومتعلقه به ومات وهو راضي عني والحمدلله وأنا أدعو له بكل صلاة، وأنا والحمدلله ملتزمة جداً ولكن عندي مشكلة في حياتي كلها وهي ((أمي)) !!!!!!!
أمي إنسانة غريبة جدا وعصبية ومتسلطة ومتحكمة جدا ومعاملتها لنا سيئة ولسانها بذيء ولا تترك أحد من شر أعمالها ولسانها ولا تحب أهل والدي يزوروننا ولا تريد أن نزورهم وكثير من هذة الأمور..
وأمي أيضا كثيرة الغضب
…
وتغضب على أتفه الأمور والأسباب..
أنا أحاول أنا أكسبها بأي طريقة وأحاول أن أعمل كل شيء يرضيها ولكن دون جدوى
وأنا كثيرة الخوف بأن صلاتي وصيامي غير مقبول بسبب عدم رضاها ولا أدري ما افعل؟؟؟؟
وغير ذلك قبل التزامي كنت أشتمها بيني وبين نفسي
…
وأدعي عليها بالموت لأني لا أشعر أنها أمي
…
ولا أتذكر أنها يوم عانقتني أو قبلتني فهي قاسية جداً وأنا أحاول أن أكون معها لينة ولكن دون فائدة..
هل صلواتي وصيامي وكل التزامي لا فائدة منه؟؟؟
وماذا أفعل كي أريح ضميري معها؟؟؟
وهل الدعوه عليها بالموت ذنب؟؟؟
ا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسسنا بمعاناتك وتألمنا لألمك، واعلمي أيتها الأخت المؤمنة أن سلعة الله غالية، وسلعة الله الجنة، وأن دخول الجنة يحتاج منا إلى صبر على طاعة الله تعالى، وحمل النفس على ما تكره، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات. رواه مسلم في صحيحه. وانظري الفتوى رقم:3293.
…
...
فاصبري على ما تجدين من أمك، واكظمي غيظك، واجتهدي في حسن صحبتها، وتحببي إليها وابذلي الوسع لترضى عنك، ومن ذلك أن تقبلي رأسها ويديها، وأن تنظري إليها بشفقة ورحمة، وأن تهدي إليها شيئاً تحبه ويفرح قلبها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: تهادوا، فإن الهدية تذهب وحر الصدر. رواه أحمد والترمذي. وفي رواية: تهادوا، فإن الهدية تسل السخيمة. ومعنى وحر الصدر: أي غله وغشه وحقده. واعلمي أن أمك هي أوسط أبواب الجنة، بل إن الجنة تحت قدمها. واعلمي أن أمك مهما قصرت في حقك، فإن حقها من البر والطاعة في المعروف يظل باقياً، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 22112، 17754، 8173، 2894، 4296، 5925، 11649.
…
...
…
ثم اعلمي أن تغيرك في التعامل معها سيؤدي حتماً (مع الصبروالتوكل) إلى تغيرها في التعامل معك، فبادري وابدئي بنفسك، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ {الرعد: 11}
…
...
…
واستعيني بالله تعالى وسأليه بذل وإلحاح أن يصلح ما فسد من العلاقة بينكما وأن يصل ما انقطع، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وانظري ثواب الصابرين في الفتويين: 8601، 32180. ثم أعلمي أنه لا تأثير لغضبها عليك على عبادتك وصلاتك وصيامك، وأن ما تفعلينه من الطاعات إذا إستوفى شروطه وأركانه ولم يكن ثمة موانع فإن الله يقبلها ويثيبك عليها، ولن يضيعها عليك. قال تعالى: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ {البقرة: 143} فلا تستسلمي للوساوس.
واحذري من الدعاء عليها بالموت، فإن ذلك من العقوق، وإن كنت قد ألممت ببعض من قبل فتوبي إلى الله ولا تعودي لذلك أبداً. وتذكري أنها سبب وجودك في الحياة فكيف تتمنين زوالها منها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 رمضان 1426