الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واجب الوالد في إصلاح بيته
القصد من سير العلماء وسير الصحابة هو الدعوة للتمسك بالإسلام، والوالد يجب عليه بمنتهى الحزم مع الرفق أن يرجع بيته إلى الله عز وجل، ولا يترك الحبل على الغارب؛ لأن الرجل مسئول، وضياع الأسر كلها إنما هو بسبب رب البيت.
إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص إذا كان رب البيت يضرب بالطبل فلا ألوم الولد أبداً أن يرقص، وقد أنشد بعض الشعراء حول هذا البيت من غيظه من أولئك الآباء الذين لا يربون أبناءهم، فقال: إن كان رب البيت جحشاً مبردعاً فشيمة أهل البيت كلهم الرفس أي: إذا كان هذا جحشاً مبردعاً، إذاً: دعهم يرفسون أفضل.
فرب البيت هو الذي عليه العمل الأكثر، ولا يوجد شيء اسمه أن الأب يقول: إن ابني صديقي، وأنا أعامله كصديق، بل هذا من أخطاء التربية الفادحة؛ لأن معنى صديق: أنني لا أستطيع أن أقوم خطأه وزلاته، ومعنى صديق: أنه يمكن أن يعمل معي أي حركة يفعلها مع صاحبه، وقد رأيت ولداً يقول لوالده: يا عُبَدْ وبهذه الصورة، بل أكثر من هذا.
وهذا من جراء هذه التربية التي ليست إسلامية، بل الأب يجب أن يبقى أباً طيلة عمره، ولا يوجد شيء اسمه أن الولد صديق أبيه، والمعاملة بالطف ليس معناها أنها صداقة، بل الوالد يجب أن يبقى والداً له هيبته طوال عمره، ولا يأتي بالدنايا أمام أولاده أبداً؛ لأنه هو القدوة.
فالمقصود أن الآباء عندما يسمعون هذا يجب أن يرجعوا أولادهم وبيوتهم إلى الله (الهوينا) ، وأرجو التدقيق على كلمة (الهوينا) ، لا يكون مفرطاً في حق بيته وحق أسرته عشرين سنة أو خمسة وعشرين سنة ثم يريد أن يرجعهم إلى الله في يوم، فبطبيعة الحال أن هذا سيسبب مشاكل كثيرة.