الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجزء الثامن
تصدير
هذا المجلد هو الجزء الثامن من تاريخ ابن الدوادارى الذى بدأ الأستاذ هانس روبرت رويمر فى نشره سنة 1960 أثناء توليه رئاسة القسم الإسلامى فى المعهد الألمانى للآثار بالقاهرة، وإليه يرجع الفضل فى نشر الجزء التاسع والأخير الذى يتناول حكم الملك الناصر محمد بن قلاوون. وقد صدر الجزء السادس منه عن عهد الفاطميين بعد ذلك بعام واحد، وعنى بنشره الدكتور صلاح الدين المنجد. أما هذا المجلد، وهو الجزء الثامن من الكتاب، فيتناول الفترة الواقعة بين سنة 648 هـ. / 1250 م. وسنة 698 هـ. /1299 م. أى الخمسين سنة الأولى من حكم المماليك البحرية القفجاقية لمصر والشام الذى استمر قرنا من الزمان.
ويرجع اشتغالى بالجزء الثامن من تاريخ كنز الدرر وجامع الغرر إلى سنة 1966 عند ما قدم لى الأستاذ رويمر نسخة مصورة وأخرى مستنسخة فى القاهرة عن المخطوطة الأصلية الموجودة فى إسطنبول بخط المؤلف وذلك للاستعانة بها فى إعداد رسالة الدكتوراه التى قدمتها إلى جامعة فرايبورج عن كتابة التاريخ فى العهد الملوكى الأول. وقد لمست من خلال الأبحاث التى قمت بها أهمية هذا النص وخصوبته من الناحية التاريخية، كما تبينت كذلك أهميته البالغة من الناحيتين الأدبية واللغوية، بحيث اغتنمت الفرصة التى أتيحت لى بعد إتمام دراستى للعمل على نشر هذا الجزء نشرة محققة والإشراف على طبعه وذلك أثناء فترة إقامتى فى المعهد الألمانى للآثار ابتداء من شهر سبتمبر سنة 1969 إلى شهر مايو سنة 1970 ثم فى الفترة التالية التى امتدّت من منتصف نوفمبر سنة 1970 حتى الآن.
وأحب أن أوجه شكرى الخالص للأستاذ الدكتور رويمر على الرعاية الفائقة التى أولانيها فى الأعوام الماضية، وبخاصة أثناء المرحلة الأخيرة الشاقة من الطبع، كما أشكره على المراجع التى وضعها تحت تصرّفى. ويطيب لى أيضا أن أشكر الأستاذ الدكتور فيرنر كايزر، المدير الأول لفرع المعهد الألمانى للآثار بالقاهرة، فهو الذى يسّر لى الإقامة فى مصر خلال الفترة الأولى التى قضيتها فيها كما أتاح لى أن أحظى بضيافة المعهد فى شتاء سنة 1970 - 1971.
هذا ولولا العون الصادق والنصيحة المخلصة التى لقيتها من أصدقائى فى جامعة القاهرة ومركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية، وهم الأساتذة عبد العزيز محمود عبد الدايم ويحيى عبد الحميد الحدّينى وعبد الحميد السيورى، لتعذّر علىّ أن أنتهى من طبع الكتاب فى المدة الوجيزة التى أتيحت لى. وإنى لأشعر بالامتنان الصادق للسيد الدكتور حسنين محمد ربيع الذى تفضل بمراجعة الأصل وأدخل عليه بعض التصويبات القيّمة.
وأود فى النهاية أن أضيف ملاحظة هامّة حول المنهج الذى سرت عليه فى تحقيق النصّ. فقد رأيت-بخلاف ما هو متبع فى مثل هذه الأحوال-أن أحافظ على الأسلوب العامىّ الذى أخذ به المؤلف فى ضبط الكلمات وقواعد النحو (كما يفعل مثلا عند ما يكتب الذال دالا أو الظاء ضادا أو العكس) باستثناء آيات القرآن الكريم والشعر والسجع، وذلك حرصا منى على أن يبقى هذا النصّ الذى وصل إلينا بخط المؤلف أثرا هامّا بالغ الدلالة على اللغة الشعبية المصرية الشائعة فى العصور الوسطى، لا مجرّد أثر تاريخى فحسب. وسوف يجد القارئ فى الهوامش بعض الحالات التى شعرت أنها قد تلتبس عليه مع الكلمات المقابلة لها بالعربية الفصحى.
القاهرة فى 31 ديسمبر سنة 1970
أولرخ هارمان