الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة
…
كيف نفهم التوحيد
تأليف: محمد أحمد باشميل
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وبعد:
فأن الله تعالى لم يخلق الخلق ولم يرسل الرسل إلا ليعبدوه وحده قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأنسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ} .
ومن المؤسف المبكي أن عامة المسلمين من الجهال لا يعرفون المعنى الحقيقي للعبادة فيتوجهون بها إلى غير الله تعالى (جهلا) فيقعون في الشرك المخرج من الملة.
وذلك حين يتوجهون في خشية وخضوع إلى المقبورين من الأنبياء والأولياء والصالحين بالدعاء والاستغاثة والذبح والنذور ويطوفون بالقبور والتوابيت (تعظيما) كما يطوفون بالكعبة المشرفة. وهذه هي العبادة وأن أسموه تبركا وتوسلا.
وإذا كان الجهلة من العامة يرتكبون هذا الشرك عن جهل وعدم إدراك وفهم لمفهوم العبادة، فأن هؤلاء قد يكون لهم بعض العذر لجهلهم.
ولكن ما عذرُ العلماء الكبار الذين يعرفون المعنى الحقيقي للعبادة ويعلمون في قرارة أنفسهم أن ما أنغمس فيه العامة هو شرك أكبر مخرج من الملة؟، ويصدرون الفتاوى بأن ما يرتكبون من الشرك القولي والفعلي والاعتقادي هو توسل مطلوب وتعبير عن محبة الأنبياء والصالحين.
ثم أنهم - لتعميق الشرك في قلوب العامة الذين يتخذونهم قدوة – يأتون الأعمال الشركية في الموالد والحوليات المبتدعة وغيرها.
ألا يتقي الله هؤلاء العلماء الذين يكتمون الحق ويشجعون على الكفر.
أمن أجل دريهمات بخسة أو جاهٍ زائل يرتكبون هذه الجرائر في حق أنفسهم وفي حق العامة.
أن هذا النوع من العلماء هم الضالون المضلون.
وبعد أيها القارئ الكريم:
فأنني لما كنت ممن يعلم هذه الحقائق المروعة المتمثلة في تفشي الشرك الأكبر بشكل مخيف في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
فأني استخرت الله تعالى واتكلت عليه.
فأصدرت هذه الرسالة بعنوأن "كيف نفهم التوحيد"، راجيا من الله تعالى أن يتقبلها مني
…
وأن ينفع بها عباده الذين ضلوا عن علم أو عن غير علم.
أنها مني محاولة متواضعة لإخراج من يريد الله تعالى
…
إخراجه من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد.
أنه نعم المولى ونعم النصير
…