المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

(اللهم فقه قريشا في الدين، وأذقهم من يومى هذا إلى - مبلغ الأرب في فخر العرب

[ابن حجر الهيتمي]

فهرس الكتاب

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌مقدمة العرب صفوة خلق الله

- ‌الباب الأول

- ‌فصل في أب العرب

- ‌فصل حب العرب من محبة النبي

- ‌فصل ينبغي محبة العرب لثلاث

- ‌فصل يقال العرب نور في الإسلام

- ‌فصل ذل العرب ذل الإسلام

- ‌فصل بغض العرب مفارقة للدين

- ‌فصل حب العرب إيمان وبغضهم نفاق

- ‌فصل من غش العرب لم تنله شفاعته

- ‌فصل هلاك العرب من أشراط الساعة

- ‌فصل العرب عند خروج الدجال قليلون

- ‌الباب الثاني

- ‌دعاؤه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم

- ‌بدعاء عظيم عموما ثم خصوصا لقبائل شتى

- ‌الباب الثالث

- ‌فصل قبائل لها فضائل

- ‌الأولى قريش

- ‌الثانية الأنصار

- ‌الأوس والخزرج

- ‌الباب الرابع

- ‌فصل في فضائل قبائل العرب مجتمعة

- ‌فصل فضائل أحمس

- ‌فصل في فضائل قبيلة الأزد

- ‌فصل من فضائل بني خزيمة

- ‌فصل من فضائل أسلم وأشجع

- ‌فصل من فضائل الأشعريين

- ‌فصل من فضائل بعض قبائل العرب

- ‌فصل من فضائل بني بكر بن وائل

- ‌فصل من فضائل تجيب وتميم

- ‌فصل من فضائل ثقيف

- ‌فصل من فضائل جذام وجهينة

- ‌فصل من فضائل قبيلتي حضرموت وحمير

- ‌فصل من فضائل قبيلتي خولان ودوس

- ‌فصل من فضائل السكاسك والسكون

- ‌فصل من فضائل قبيلتي سليم وطيىء وغيرهما

- ‌فصل ما جاء في فضائل بعض قبائل العرب

- ‌فصل من فضائل بني عبيد

- ‌فصل

- ‌ يجتمعون معه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم

- ‌فصل من فضائل قبيلة عنزة

- ‌فصل من فضائل قبيلة قيس

- ‌فصل من فضائل قبائل متفرقة

- ‌فصل مزينة

- ‌في إلياس بن مضر. ومزينة قيل: ذكر، وقيل: أنثى هي أمة

- ‌‌‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌المغافر: قبيلة باليمن يجتمعون معه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في

- ‌ يجتمعون معه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في عابر

- ‌فصل همدان

- ‌خاتمة

الفصل: (اللهم فقه قريشا في الدين، وأذقهم من يومى هذا إلى

(اللهم فقه قريشا في الدين، وأذقهم من يومى هذا إلى آخر الدهر نوالا، فقد أذقنهم أنكالا) .

وقال صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم في بكر بن وائل: (اللهم اجبر كسيرهم، وآو طريدهم، ولا ترد منهم عائلا) وفي رواية سائلا، رواه الطبراني، وأشار إلى غرابة فيه.

وأخرج عبد الله بن أحمد عن عبد الله قال: شهدت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يدعو لهذا الحي من النخع، أو قال: يثني عليهم حتى تمنيت أني رجل منهم.

وقال صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم: (اللهم اغفر لعبد القيس ثلاثا) أخرجه الطبراني.

وفي الصحيحين من حديث جرير البجلى في قصة ذي الخلصة قال: فدعا لنا ولأحمس.

وفي رواية: (فبرك على خيل أحمس ورجالها خمس مرات) .

ودخل عليه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وفد عنزة، فقال:(بخ بخ بخ بخ نعم الحي عنزة، مبغى عليهم، منصورون، مرحبا بقوم شعيب، وأختان موسى) ثم لما أرادوا الإنصراف قال: (اللهم ارزق عنزة كفافا لا فوتا، ولا إسرافا) أخرجه الطبراني.

وصح خير: (اللهم أهد دوسا وائت بهم) .

وخير: (اللهم اهد ثقيفا) .

‌الباب الثالث

‌فصل قبائل لها فضائل

‌الأولى قريش

في الصحيحين: (الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم، والناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا) .

وخبر: (لا يزال هذا الأمر في قرش ما بقى منهم اثنان) .

وخبر: (قريش والأنصار، وجهينة ومزينة وأسلم وغفار وأشجع موالى ليس لهم مولى من دون الله ورسوله) .

وفي البخارى خبر: (إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين) .

وفي مسلم خبر: (الناس تبع لقريش في الخير والشر) .

وخبر: (لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم أثنا عشر رجلا كلهم من قريش) .

وخبر: (لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثنى عشر خليفة كلهم من قريش) .

وخبر: (لا يزال هذا الدين منيعا إلى إثنى عشر خليفة كلهم من قريش) .

وخبر: سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يوم جمعة عشية رجم الأسلمى، فقال:(لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة، ويكون عليكم اثنا عشر خليفة) .

قال الزين العراقي: وليس المراد بالإثنى عشر خليفة على الولاء، بل المراد من اجتمعت عليهم الكلمة من قريش، وكانوا أهل عدل، والظاهر أن آخرهم المهدى، فإنه بملك جميع الأرض، وبعده يقع الهرج، ويدلل لذلك خبر أبى داود (وكلهم تجتمع عليه الأمة) .

إذ قرينته أن من لم تجتمع عليه ليس منهم كيزيد بن معاوية، بخلاف عمر ابن عبد العزيز، بل عد من الخلفاء الراشدين.

وخبر أيضا: (لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثنى عشر خليفة كلهم من قريش) فكبر الناس وضجوا، فلما رجع إلى منزله أتته قريش، فقالوا: ثم يكون ماذا؟ قال: (ثم يكون الهرج) .

فإذا تبين أن الخلفاء الإثنى عشر ليسوا على الولاء، وأن آخرهم المهدى، ففيه بشارة لهذا الأمة أن الدين في هذه الأزمان عزيز، قائم ولله الحمد في بلاد الإسلام العامرة، وقد كان شيخ شيوخنا الإمام العلامة القونوى يقول: إن مصر والشام مسجد الأرض، وقد كان آخر القرن السبع، ورأى ما حدث في تلك البلاد من التغير والمنكرات، وهي تدل أنهم ليسوا على الولاء، والخبر الصحيح:(تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت) .

ومما يدل على تخلل أمراء الجور بين أمراء العدل الحديث الحسن: (لا يلبث الجور بعدى إلا قليلا حتى يطلع، فكلما طلع من الجور شيء، ذهب من العدل مثله، حتى يولد في الجور من لا يعرف غيره، ثم يأتي الله تبارك وتعالى بالعدل، فكلما جاء من العدل شيء ذهب من الجور مثله) .

ولا ينافي ذلك الحسن أيضا: (خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يكون ملكا) .

ص: 3

لأن المراد خلافة النبوة الأولى جمعا بين الحديثين على أن الأولى أصح، والمراد بخلافة النبوة الأولى، ومدة الخلفاء الأربعة، فإنها ثلاثون سنة لإنقضائها سنة أربعين من الهجرة، وقد عين بعض الأثنى عشر في حديث:(يكون بعدى أثنا عشر خليفة منهم أبو بكر الصديق، لا يلبث بعدى إلا قليلا، وصاحب رحا دارة العرب، يعيش حميدا، ويموت شهيدا) .

قالوا: ومن هو؟ قال: (عمر بن الخطاب، ثم التفت إلى عثمان فقال: إن ألبسك الله ميصا، فأرادك الناس على خلعه فلا تخلعه) رواه الطبراني، وأشار إلى غرابة فيه، والذهبي وقال: العجب من يحيى بن معين مع جلالته ونقده كيف يروى مثل هذا الباطل، ويسكت عنه، واحتج بأن في أحد روانه صاحب منا كير وعجائب، ورد بأن كثيرين وثقوه.

وروى عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن علي - كرم الله وجهه - قال: سمعت أذناى، ووعى قلبى من رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم:(الناس تبع لقريش صالحهم تبع لصالحهم، وشرارهم تبع لشرارهم) .

وصح أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قام على باب بيت فيه نفر من قريش، وأخذ بعضادني الباب فقال:(هل في البيت إلا قرشي؟) .

فقيل: يا رسول الله غير فلان ابن أختنا.

فقال: (ابن أخت القوم منهم، ثم قال: إن هذا الأمر في قريش، ماإذا استرحموا رحموا، وإذا أقسموا قسطوا) . الحديث.

وصح أيضا خير: (الأمراء من قريش ما فعلوا ثلاثا: ما حكموا فعدلوا واسترحموا فرحموا، وعاهدوا فوفوا) الحديث.

وخبر: (الأئمة من قريش إن لهم عليكم حقا، ولكم عليهم حقا مثل ذلك، ما إذا استرحموا رحموا، وإن عاهدوا فوفوا، وإن حكموا عدلوا) الحديث.

وفي خبر، في سنده غرابة:(الأئمة من قريشن أبرارها أمراء أبرازها، وفجارها أمراء افجارها، ولكل حق، فآتوا كل ذي حق حقه، وإن أمر عليكم عبد حبشي فاسمعوا له وأطيعوا، ما لم يخير أحدكم بين إسلامه وضرب عنقه، فإذا خبر بين إسلامه وضرب عنقه، فليمدد عنقه ثكلته أمه، فلا دنيا له، ولا آخرة بعد ذهاب دينه) .

وصح: الخلافة، وفي رواية:(الملك في قريش والحكم في الأنصار) .

وفي رواية: (القضاء في الأنصار والدعوة في الحبشة) .

وفي رواية: (الأذان في الحبشة) الحديث.

وفي رواية: (والشرعة في اليمن، والأمانة في الأزد) .

وفي خبر حسن: (الناس تبع لقريش في الخير والشر) .

وفي آخر حسن: (إن خيار أئمة قريش خيار أئمة الناس) .

وروى الطبراني خبر: (أمان لأهل الأرض من الغرق القوس، وأمان لأهل الأرض) .

وفي رواية: (أمتى من الإختلاف الموالاة لقريش، قريش أهل الله) .

وفي رواية أنه قال هذا ثلاث مرات: (فإذا خالفتها قبيلة من العرب صاروا حزب إبليس) في سنده مختلف فيه.

قال الزين العراقي: وأحسن ما قيل قول أبي حاتم الرازي: صالح ليس بالمتين.

وفي خبر حسن: (من يرد هوان قريش أهانة الله) .

وفي رواية سندها حسن أيضا عن عمرو بن عثمان رضي الله عنهما أن أباه قال له: يا بني إن وليت من أمر الناس شيئا فأكرم قريشا، فإني سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يقول:(من أهان قريشا أهانة الله) .

وفي رواية: (أهانه الله قبل موته) .

وصح خبر جمع رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قريشا فقال: (هل فيكم من غيركم؟) قالوا: لا، إلا ابن أختنا وحليفنا ومولانا. فقال:(ابن أختكم منكم، وحليفكم منكم، ومولاكم منكم، إن قريشا أهل أمانة وصدق، فمن بغى لها العواثر كبه الله في النار لوجهه) .

وصح أيضا أن صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال لعمر: (اجمع لي قومك) فجمعهم عمر عند بيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، ثم قال:(ألا تسمعون إن أوليائي منكم المتقون، فإن كنتم أولئك فذلك، وإلا فأبصروا، ثم أبصروا يأتين الناس بالأعمال يوم القيامة، وتأتون بالأثقال، فيعرض عنكم، ثم رفع يديه فقال: يا أيها الناس إن قريشا أهل أمانة فمن بغى لهم العواثر كبه الله لمنخريه، قالها ثلاث مرات) .

وصح خبر: (لولا تبطر قريش لأخبرتها بما لها عند الله) .

وصح أن رجلا نال منهم فقال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم (لا تسين قريشا فإنه لعلك أن ترى منهم رجالا تزدرى عملك مع أعمالهم، وفعلك مع أفعالهم، وتغبطهم إذا رأيتم، لولا أن تطغى قريش لأخبرتهم بالذي لهم عند الله تعالى) .

ص: 4

وفي خبر سنده مرسل جيد أن أبا قتادة الأنصاري قال لخالد بن الوليد يوم فتح مكة: (هذا يوم يذل الله فيه قريشا) فقيل يا رسول الله ألا تسمع ما يقول أبو قتادة، فقال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم:(مهلا يا أبا قتادة إنك لوزنت حلمك مع حلومهم، لحقرت حلمك مع حلومهم ولوزنت رأيك مع آرائهم لحقرت رأيك مع آرائهم، ولوزنت فعلك مع أفعالهم لحقرت فعلك مع أفعالهم، لا تعلموا قريشا، وتعلموا منهم، فلولا أن تبطر قريش لأخبرتهم بما لهم عند رب العالمين) .

وصح خبر: (إن الرجل من قريش قوة رجلين من غير قريش) أي من حيث الرأي، قاله الزهرى.

وفي حديث حسن: (أيها الناس لا تقدموا قريشا فتهلكوا، ولا تتخلفوا عنها فتضلوا، ولا تعلموها، وتعلموا منها فإنهم أعلم منكم، لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لها عند الله) .

وفي آخر حسن أيضا: (التمسوا الأمانة في قريش، فإن أمين قريش له فضل على أمين من سواهم، وإن قوى قريش له فضل على قوي من سواهم) .

وفي خبر في سنده مقال: (قدموا قريشا، ولا تقدموها، وتعلموا من قريش ولا تعلموها، لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لخيارها عند الله) .

وفي خبر حسن: (العلم في قريش، والأمانة في الأنصار) .

وخبر: (الأمانة في الأزد، والحياء في قريش) في سنده مجاهيل. وأخرج الطبراني عن عدى بن حاتم قال: كنت قاعدا عند النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم حين جاء من بدر، فقال رجل من الأنصار: وهل لقينا إلا عجائز كالجزر المعلقة فنحرناها، فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى رأيته كأنه تفقا فيه حب الرمان، ثم قال:(يا ابن أخي لا تقل ذلك، أولئك الملأ الأكبر من قريش، أما لو رأيتهم في مجالسهم بمكة لهبتم، فوالله لأتيت مكة فرأيتهم قعودا في المسجد في مجالسهم فما قدرت أن أسلم عليهم من هيبتهم، فذكرت قول رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: (لو رأيتهم في مجالسهم لهبتم) .

قال عدى بن حاتم فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: (يا معشر الناس أحبوا قريشا، فإن من أحب قريشا فقد أحبني، ومن أبغض قريشا، فقد أبغضني، إن الله حبب إلى قومي، فلا أتعجل لهم نعمة، ولا استكثر لهم نعمة، اللهم إنك أذقت أول قريش نكالا، فأذق آخرها نوالا، ألا إن الله تعالى علم ما في قلبي من حبي لقومي فسرني فيهم، قال الله عز وجل: (وَإِنَّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَلِقَومِكَ وَسَوفَ تُسئَلون) .

فجعل الذكر والشرف لقومي في كتابه: (وَأَنذِر عَشيرَتَكَ الأَقرَبين، وَاِخفِض جَناحَكَ بِمَن اِتَّبَعَكَ مِنَ المُؤمِنين) ، يعني قومه، والحمد لله الذي جعل الصديق من قومي، والشهيد من قومي، والأئمة من قومي، إن الله تعالى قلب العباد ظهرا وبطنا فكان خير العرب قريش، وهي الشجرة المباركة التي قال الله تعالى:(مَثَلاً كَلِمَةٍ طَيِّبَىٍ كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ) قريش (أَصلُها ثابِتٌ) يقول: أصلها كريم، (وَفَرعُها في السَّماءِ) يقول الذي أشرف شرفهم الله بالإسلام الذي هداهم له، وجعلهم أهله، ثم أنزل فيهم سورة محكمة في كتابه:(لإِيلافِ قُرَيشٍ. إِيلافَهِم رِحلَةَ الشِّتاءَ وَالصَيفِ فَليَعبُدوا رَبَّ هذا البَيتِ الَّذي أَطعَمَهُم مِن جوعٍ، وَآمَنَهُم مِن خَوف) .

قال عدى: ما رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ذكرت عنده قريش بخير قط إلا سر، حتى يبين السرور في وجهه، وكان يتلو هذه الآية ب (وَإِنَّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَلِقَومِكَ وَسَوفَ تُسئَلون) .

أعل هذا الحديث بأن فيه وهما من بعض رواته، فإن إسلام عدى بن حاتم تم متأخرا، ولم يقدم على النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم حين جاء من بدر كما وقع في هذا الحديث، وإنما جاء إلى النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في شعبان سنة تسع من الهجرة، ولأن في سنده من لا يعرف.

أخرج الطبراني في خبر: (أحبوا قريشا، فإن من أحبهم أحب الله عز وجل . وفيه عبد المهيمن منكر الحديث.

ومر حديث (حب قريش إيمان، وبغضهم كفر) .

وفي خبر حسن: (بغض بني هاشم والأنصار كفر، وبغض العرب نفاق) .

وفي خبر: قيل للنبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إن فلانا الثقفي قتل، وقد أسلم، فقال:(أبعده الله إنه كان يبغض قريشا) .

ص: 5