الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعبادة الله تعالى ترتكز على أصول ثلاثة: أولها: المحبة. وثانيها: الخوف. وثالثها: الرجاء.
الفصل الثالث: توحيد الأسماء والصفات
.
أسماء الله تعالى وصفاته من الغيب الذي لا يعرفه الإنسان على وجه التفصيل إلا عن طريق السمع، فلا يمكن للعقل البشري أن يستقل بالنظر في أسماء الله وصفاته.
وطريقة أهل السنة والجماعة في الصفات الإلهية: أنهم يثبتون لله تعالى ما أثبته لنفسه في كتابه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، ويؤمنون بأنها صفات حقيقية تليق بجلال الله تعالى.
كما أنهم ينفون عنه تعالى ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، مع اعتقادهم ثبوت كمال ضد الصفة المنفية له جل وعلا.
أما طريقتهم فيما لم يرد نفيه ولا إثباته: فإنهم يتوقفون في لفظه، أما معناه: فإن كان حقًا قبلوه، وإن كان باطلًا ردوه.
ومن أمثلة الصفات الإلهية: صفة العلو لله تعالى، وصفة الكلام، وصفة الاستواء على العرش، وصفة الوجه، وصفة اليدين، وصفة المحبة.
الباب الثالث: نواقض التوحيد:
الفصل الأول: الشرك الأكبر:
وهو أن يتخذ العبد لله ندًا يسوية به في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه أو
صفاته. وهو أعظم ذنب عصي الله تعالى به، ولهذا فإن الله لا يغفره، وصاحبه خارج من ملة الإسلام، ولا يقبل منه عمل، وهو مخلد في النار.
وللشرك الأكبر ثلاثة أقسام رئيسة:
أولها: الشرك في الربوبية، وهو أن يجعل لغير الله تعالى معه نصيبًا من الملك أو التدبير أو الخلق أو الرزق الاستقلالي.
وثانيها: الشرك في الأسماء والصفات، وهو أن يجعل لله تعالى مماثلًا في شيء من الأسماء أو الصفات أو يصفه تعالى بشيء من صفات خلقه.
وثالثها: الشرك في الألوهية، وهو اعتقاد أن غير الله تعالى يستحق أن يعبد أو صرف شيء من العبادة لغير الله.
ولهذا القسم من أقسام الشرك - وهو الشرك في الألوهية - أنواع ثلاثة، أولهاة اعتقاد أن غير الله تعالى يستحق أن يصرف له أي نوع من أنواع العبادة.
وثانيها: صرف شيء من العبادة لغير الله تعالى، ومنه: الشرك في دعاء المسألة، كأن يطلب من المخلوق ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، وكدعاء الميت والغائب، وكاتخاذ الوسائط والشفعاء، ومنه: الشرك في دعاء العبادة، كالشرك في الخوف، والمحبة، والرجاء، والصلاة، والسجود، والركوع، والذبح، والنذر، والصدقة، والصيام، والحج، والطواف.
وثالث أنواع الشرك في الألوهية: الشرك في الحكم والطاعة، وذلك بأن يعتقد أن حكم غير الله أفضل من حكمه أو مثله، أو يجوز الحكم به، أو يعتقد مشروعية طاعة غير الله ورسوله في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله.