الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نص شعري
شهادة الطفولة
وليد حرفوش
إلى رموز الشهادة والبطولة الذين يذودون عن شرف الأمة بأجسادهم الصغيرة.
لا تحرميهِ! من رصاصِ عُداتِهِ
…
فهوَ الأمينُ على مَصيرِ حياتِه
بَل شَجِّعيِه لكي يموتَ بعزةٍ
…
يا أمُّ كوني من دُعاةِ مماتِهِ
غَضِبَتْ أناملُهُ الرقيقةُ فانبرى
…
حجرٌ أطاعَ الأمرَ في هجماتِهِ
القدسُ تُنظرُ في صفاءِ عيونِهِ
…
والمسجدُ الأقصى على بسماتِهِ
وشواطئُ البحرِ الغضوبِ بأعينٍ
…
قَذفَتْ جحيمَ الموجِ من نظراتِهِ
من سَددَ الأولى لرأسٍ شامخٍ؟
…
من سددَ الأخرى إلى خفقاتِهِ؟
فاستبشرَ الزيتونُ بالعبقِ الذي
…
روَّى عروقَ الأرضِ من قَطَراتِهِ
فإذا الشقائقُ زينة لضريحهِ
…
وأزاهرُ الليمونِ في وجناتِهِ
سيعيشُ في التاريخِ رمزاً خالداً
…
ويظلُّ يصرخُ في جموعِ رُماتِهِ:
قاومتُ بالحجرِ الصغيرِ جحافلاً
…
ونقشتُ تاريخاً على صفحاتِهِ
واجهتُ سيلَ النارِ صدراً عارياً
…
وقذائف الجزارِ مع هرواتِهِ
وسلكتُ دربَ (الله) رغمَ طفولتي
…
أحيا مع الأبرارِ في سمواتِهِ
الراقصونَ على الجراح تراهمُ
…
يتسابقونَ اليومَ كسرَ قناتِهِ
يتآمرونَ على الصغيرِ لأنهم
…
يتجرعونَ الذلَ من وثباتِهِ
يتآمرون على بقايا دمعِهِ
…
وعلى عذاب الموتِ في سكراتِهِ
ماذا نقولُ عن البطولةِ؟ إنها
…
جزءٌ صغيرٌ من عظيمِ صفاتِهِ
ماذا نقولُ عن الشهادة إنه
…
يرجو لقاءَ الموتِ في ساحاتِهِ
يا حاملاً نعشَ البراءةِ لم تَزَلْ
…
تَمضي ببحرِ الموتِ في سكناتِهِ
إن فار تَنُّورُ الشهادة، لم يَذَرْ
…
في الأرضِ نمروداً يتيهُ بذاتِهِ
سَيَدَّكُّ أعناقَ الطغاةِ لينتهي
…
عصرُ الجريمةِ بانتهاءِ طغاتِهِ