المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفجر آت يا جنين - مجلة البيان - جـ ١٧٥

[مجموعة من المؤلفين]

الفصل: ‌الفجر آت يا جنين

نص شعري

‌الفجر آتٍ يا جنين

!

مروان كُجُك

مَاذَا جَنَى الْعُرْبُ الْعِرَابُ مِنَ الصَّمَم

نَصَبُوا لَنَا فِي كُلِّ عَاصِمَةٍ صَنَمْ

صَرَعُوا كِيَانَ الْعِزِّ فاحْتُضِرَ الْمَدَى

كَمَداً بِلا ذَنْبٍ جَنَاهُ وَلا هَرَمْ

قَالُوا لَنَا: العَقْلُ الْحَصِيفُ وِقَايَةٌ

لا يُسْتَفَزُّ، وَلا يَثُورُ، وَلا يَهِمّ

فَدَعُوا جِنِينَ لأَهْلِهَا وَادْعُوا لَهَا

بِالنَّصْر وَالتَّأْيِيدِ وَالْخَيْرِ الأَعَمّ

أَرْضُ الْفِدَاءِ يَجُولُ فِي أَنْحَائِهَا

قَوْمٌ أَشَاوِسُ كَالأُسُودِ ذَوُو لِمَمْ

***

لا تَحْزَنِي فَالْفَجرْ آتٍ يَا جِنِيـ

نُ وَطَيْفُهُ يَرْنُو إلَيْكِ عَلَى الأَكَمْ

يَصْبُو إلَى مَجْدٍ أَثِيلٍ طَالَمَا

حَلُمتْ بِهِ الأجْيَالُ مِنْ جَدٍّ وَعَمّ

يَا بِنْتَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَالعُلا

وَالمَسْجِدِ الأَقْصَى الْمُبَارَكِ وَالْحَرَمْ

يَا رَوْعَةَ الْبَذْلِ الَّذِي أَحْيَا بِنَا

رُوحَ الْفِدَا، وَسَمَا بِنَا نَحْوَ الْقِمَمْ

يَا أَنْتِ يَا أخْتَ الْفِدَاءِ الْفَذِّ، يَا

جِيلَ الشَّهَادَةِ قَد بَعَثْتِ بِنَا الْهِمَمْ

وَصَفَعْتِ كُلَّ مُهَرِّجٍ فِي أَرْضِنَا

بَاعَ الرُّجولَةَ والشَّهَامَةَ وَالْقِيَمْ

طَوَّقْتِ جِيدَ الّمُؤْمِنَاتِ بِحِلْيَةٍ

لأْلاؤُهَا بَهَرَ الْبَصَائِرَ وَالذِّمَمْ

زَوَّجْتِهِنَّ مَلائِكَ الْقُدْسِ الطَّهُو

رِ بِجَنَّةٍ مَهْراً؛ فَيَا طِيبَ النِّعَمْ

وَأَعَدْتِ ذِكْرَى السَّالِفِينَ بَسَالَةً

وَغَسَلْتِ أَوْضَارَ التَّرَدُّدِ وَالْوَهَمْ

وَأَثَرْتِ فِينَا شَهْوَةَ الْعَلْيَاءِ لا

كِبْراً عَلَى أَحَدٍ وَلا أَشَراً يُذَمّ

أَنْتِ الَّتِي أَزْكيتِ فِينَا هِمَّةً

وَبَنَيْتِ مِنْ رُوحِ الشَّهَادَةِ مَا انْهَدَمْ

أَحْيَيْتِ فِي العُرْبِ النِّيَامِ نَبَاهَة

كَانَتْ لَهُمْ سِيمَا تُهَابُ وَتُحْتَرَمْ

سَادُوا بِهَا الدُّنْيَا غَدَاةَ جَمِيعُهُمْ

لاذُوا بِشَرْعِ الله، نِعْمَ الْمُعْتَصَمْ

وَتَسَابَقُوا نَحْوَ الشَّهَادَةِ، كُلُّهُمْ

يَرْجُو الشَّهَادَةَ مُقْبِلاً لا مُنْهَزِمْ

طُوبَى لِتُربَتِكِ الْحَبِيبَةِ إنَّهَا

مُزِجَتْ بِأَسْمَى صَرْخَةٍ حَرَّى وَدَمّ

***

طِفْلٌ هُنَا وَبُنَيَّةٌ عَاشَا مَعاً

لَعِبَا مَعاً، نَامَا مَعاً عَنْ كُلِّ هَمّ

قَتَلَ الْغُزَاةُ الْمُجرِمُونَ أَبَاهُمَا،

صَرَخَا مَعاً قَالا: أَبَانَا لا تَنَمْ

وَتَقَدَّمَا: هَذِي تُقَبِّلُهُ وَذَا

كَ قَدِ ارْتَمَى ضَمّاً وَشَمّ

(بَابَا) أَفِقْ؛ إنَّا ظَمِئْنَا فَاسْقِنَا

لَفَظَ الشَّهَادَةَ، عَانَقَاهُ، وَلَمْ يَقُمْ

صَعدَتْ إلَى الْعَلْيَاءِ رُوحُ أَبِيهِمَا

لَمْ يَدْرِيَا شَيْئاً وَمَا خَطَّ الْقَلَمْ

وَتَحَجَّرَ الْقَلْبُ الْيَهُودِيُّ الْجَبَا

نُ، تَفَجَّرَتْ فِيهِ النِّقَمْ

أَهْوَى عَلَى الطِّفلَيْنِ يَرْوِي غِلَّهُ

أَرْدَاهُمَا أَرْضاً، وَزَمْجَرَ وَاقْتَحَمْ

فَهُنَا يَدٌ تَهْتَزُّ أُسْرِعَ قَطْعُهَا

وَهُنَاكَ عِنْدَ الْبَابِ تَرْتَقِصُ الْقَدَمْ

***

تَبّاً لأَبْنَاءِ الأَفَاعِي إنَّهُمْ

مَهْمَا عَلَوْا فِي الأَرْضِ شِرْذِمَةٌ وَخَمْ

نَقَضُوا الْعُهُودَ وَمَزَّقُوا رَايَاتِهَا

لَمْ يَحْفَظُوا وُدّاً، وَلَمْ يَرْعَوْا حَرَمْ

إلَاّ فُنُونَ الْحِقْدِ والْعُهْرِ الَّذِي

بَزُّوا بِهِ حَذَقاً زَنَادِقَةَ الأمَمْ

فَلْيَفْعَلُوا كُلَّ الَّذِي يَحْلُو لَهُمْ

وَلْيَنْعَمُوا حَظّاً بِحَاضِنَةٍ وَأُمّ

لَكِنَّهُمْ لَنْ يُفْلِتُوا أَبَداً فَلا

شَيْءٌ سَيَحْمِيهِمْ إذَا الْجَمْعُ انْتَظَمْ

فَالْفَجْرُ آتٍ يَا جِنِينُ وَلَوْ بَدَا

طُولُ الْمَدَى، أَوْ لَيْلُ مِحْنَتِنَا ادْلَهَمّ

وَسَيَعْقُبُ اللَّيْلَ البَهِيمَ بَشَائِرٌ

وَسَتَنْطَوِي عَنْ قُدْسِنَا شَرُّ الظُّلَمْ

ص: 26