الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخبار حول العالم
-التحرير-
أقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق شامير يوم 31/12/1989م على طرد
عيزرا وايزمان الذي يشغل منصب وزير العلوم في الحكومة الائتلافية إثر تقارير
تحدثت عن لقاء بينه وبين مسؤولين في منظمة التحرير الفلسينية.
وتحدث شامير عبر شاشة التلفزيون قائلاً: (لو التزمت الصمت من جانبي
فسأكون مشاركاً بالفضيحة) ومن المعروف أن القانون الإسرائيلي يحظر إجراء لقاءات مع أعضاء في المنظمة. وكانت تقارير في شهر حزيران (يونيو) الماضي قد ذكرت أن محادثات دارت بين وايزمان ومسؤولين كبار في منظمة التحرير في مدينة جنيف. كما ذكر وزير الشئون العربية في حكومة شامير أن وايزمان كان قد أجرى اتصالات مع ياسر عرفات عن طريق طرف ثالث..
وقد نفى ياسر عرفات أن يكون أعضاء في المنظمة قد أجروا أي اتصالات
مع وايزمان، واعترف عرفات أن عدة أعضاء في المنظمة قد سعوا قبل عامين
للالتقاء بالوزير المطرود إلا أنهم فشلوا!
وكالة الأنباء الفرنسية 31/12/89
إسرائيل تتهيأ لتدفق اليهود السوفييت عليها
كان المسؤولون الإسرائيليون يتوقعون وصول حوالي ربع مليون يهودي إلى
فلسطين المحتلة خلال الأعوام الثلاثة القادمة، أما الآن فإنهم باتوا يتوقعون أن هذا
العدد قد يصل إلى المليون، هذا وإن ألف يهودي يصلوا أسبوعياً إلى إسرائيل
قادمين من الاتحاد السوفييتي، ويقول أحد المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية: إن
اليهود السوفييت يسارعون بالفرار في هذه المرحلة خوفاً مما قد تتمخض عنه حالة
عدم الاستقرار التي يمر بها الاتحاد السوفييتي من موجة عداء للسامية.
وعلى صعيد الاستعدادات لاستقبال هذا العدد من القادمين، أقرت الحكومة
الإسرائيلية خطة لبناء (20) ألف منزل وبرنامجاً لتوفير فرص عمل جديدة لأكثر
من (20) ألف عامل. ويرى رئيس الوزراء أن في الزيادة الكبيرة المرتقبة في عدد
اليهود مبرراً إضافياً لرفضه منح تنازلات إقليمية للفلسطينيين..
ومما يذكر أن10% فقط من اليهود السوفييت المهاجرين كانوا يختارون
الذهاب إلى إسرائيل في العقد الماضي، إلا أن هذه النسبة قفزت إلى 41% في
الشهر الماضي.
ويستبعد المسؤولون اليهود أن تؤدي هذه الزيادة المفاجئة في الهجرة إلى
إحداث أي متاعب لإسرائيل، ويعلق رئيس الوكالة اليهودية على هذا فيقول: علينا
أن نتذكر بأن إسرائيل كانت قد ضاعفت عدد المواطنين اليهود في الفترة ما بين عام
1948إلى1951م ليصل إلى 1. 3مليون بدون أي صعوبات، فلماذا لا يستطيع
(3. 5) مليون يهودي استيعاب (100) ألف مهاجر سنوياً؟ .
الاندبندنت 12/1/1990م
مشاهدات في أوربا
الجدار الذي تحطم
محمد سليمان
عندما تعبر الحدود من ألمانيا الغربية وتضع قدمك في ألمانيا الشرقية تنتقل
إلى عالم آخر، عالم مختلف تماماً، فجأة ترى الوجوه العابسة البائسة، وجوه
الجنود الموظفين الذين يخاف بعضهم بعضاً (فالتجسس من أهم مواصفات المجتمع
الشيوعي) ومع ما حصل من التغيرات ولكن أثر التربية الشيوعية والإرهاب
والتجويع لا يزول بسهولة.
وإذا تقدمت خطوة أخرى واجتزت الحدود، وبعد ساعات من المسير تطلب
مكاناً ترتاح فيه قليلا من وعثاء السفر، ولكن هيهات، فتستمر في السير حتى
تصل برلين الغربية، وهي جزيرة من الغرب في وسط ما سمي بالديمقراطيات
الشرقية، قال لي أحد الأصدقاء في برلين الغربية وهو بائع للفواكه والخضار:
عندما دخل أهل برلين الشرقية لأول مرة، ورأى الأطفال منظر البرتقال والعنب
والموز لم يصدقوا، كانوا يصيحون بأعلى أصواتهم: ماما هذا برتقال، هذا عنب. مساكين كانوا يرونه في الصور فقط، يقول هذا الصديق: كان منظراً محزناً،
فالأب والأم لا يستطيعان شراء هذه الفواكه لأنها مرتفعة الثمن بالنسبة لعملتهم،
فقلت له: هذه ألمانيا الشرقية فكيف بباقي دول أوربا الشرقية التي هي أقل منزلة
والحالة فيها أسوأ.
وعندما تصل برلين الغربية لا بد أن تذهب لترى الجدار الذي تحطم، الجدار
الذي فصل بين أهل المدينة الواحدة بين الأقارب والجيران لأكثر من سبعة وعشرين
سنة، وكان الحراس يقتلون كل من تسول له نفسه بالهرب، ولكنه الآن بلا حراس
والناس يكسرون منه قطعاً للذكريات وفي بعض المناطق فتحوا ثغرة فيه، لا شك
إنها لحظات تاريخية ومنظر مؤثر في النفس، لقد جرى التغيير بسرعة هائلة، من
كان يصدق أن هؤلاء الجنود الذين يقفون عند بوابة (بردنبرغ) يرون الناس
يحطمون الجدار ولا يكلمونهم، بل إنك تنظر في وجوه الجنود وعيونهم تجد فيها
نوعاً من الذل.
سبحان الله، متى تتحطم الجدر عندنا، هذه الحدود الوهمية التي رسمت لنا،
أو على الأقل متى تلغى التأشيرات والعوائق بين البلاد العربية والإسلامية؟ .
تعريف وعرفان
-التحرير-
إن من أصناف الناس من لا يحظى بواسع شهرة، ولا بكبير منصب، ولكنه
يعمل أعمالاً عظيمة، وينجز مهاماً جساماً. ومن - بين أولئك الناس الأخ العزيز
الدكتور عبد الله الخاطر الذي فجعنا بوفاته - يرحمه الله - فجر يوم - السبت 2/6/
1410 هـ الموافق 30/12/1989. وعرفاناً لجميل صنع هذا الأخ نكتب هذا
التعريف الموجز سائلين المولى أن يتقبله، ويتغمده بواسع رحمته ورضوانه..
تعريف:
هو الدكتور عبد الله بن مبارك بن يوسف الخاطر آل بو عينين التميمي من
أهل الدمام بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، ولد عام 1375هـ. في
مدينة الظهران، وتخرج من كلية الطب جامعة الملك سعود بالرياض عام 1400 هـ/
1980م ثم عين معيداً في كلية الطب جامعة الملك فيصل بالدمام، وابتعث إلى
بريطانيا للدراسات العليا في معهد مودزلي للطب النفسي في لندن عام 1983م.
حصل على شهادة البور في الطب النفسي من جامعة لندن عام 1985م ثم حصل
على شهادة البوبد الأردني في الطب النفسي من المجلس الطبي الأردني عام 1987
م حيث عين استشارياً في الطب النفسي في كلية الطب جامعة الملك فيصل، تزوج
عام 1399هـ وله خمسة أولاد: ثلاثة أبناء وابنتان، أكبرهم في الحادية عشرة
وأصغرهم لا يتجاوز ستة أشهر، وابنه الأول اسمه مبارك.
عرفان:
لقد كان رحمه الله تعالى يعيش لدعوته الإسلامية، ويحيا على البذل لها
والتضحية في سبيلها، والجهاد بكل سبيل لإعلاء كلمتها. وكثيرون هم الذين كان
رحمه الله سبباً في هدايتهم وتوجيههم وتربيتهم على الإسلام، سواء في بلده أو
خارجها، وعلى الأخص بريطانيا. وبالرغم من أنه لم يتخصص في الشريعة إلا
أنه كان داعية لها، وكان يسعى جهده من أجل العمل للإسلام فمن ذلك أنه أنشأ حلقة
لدراسة العلوم الشرعية في عام 1983م في لندن باللغة العربية وباللغة الإنجليزية،
ووصل عدد المواظبين عليها إلى ما يزيد على السبعين حيث أصبحت معلماً متميزاً
للدعوة الإسلامية على منهج أهل السنة والجماعة هناك، وانتقلت هذه الحلقة إلى
المنتدى الإسلامي الذي كان هو أحد العاملين على إنشائه.
إن أسرة المنتدى الإسلامي والعاملين به ليشعرون بفراغ كبير بفقد الأخ
الدكتور عبد الله الخاطر، ويشاركون أهله وإخوانه ومحبيه ومعارفه العزاء
والمواساة، ويسألون الله له الرحمة والرضوان، وأن يسكنه فسيح جناته في مقعد
صدق عند مليك مقتدر وأن يحشره الله مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن ألئك رفيقا.
وبهذه المناسبة تقدم البيان كلمتين لاثنين من إخوانه الذين صحبوه وعرفوه
عن قرب، رحمه الله رحمة واسعة.
رثاء ووفاء
د. عبد الرزاق الحمد
أخ حبيب، وخل وَفِي، ذلك الذي وقع خبر فقده علي كالصاعقة،
…
وهزني فأربك كياني، وصدمني فأخل توازني، وأغمني فوق المصيبة غما، إذ كنت
…
...
…
بعيداً فلم أتمكن من مواساة قلبي بنظرة أخيرة ولا بخطوة أخطوها في تشييع
…
جثمانه، وحضور جنازته، أو حتى مشاركة أهله وأحبابه ومواساة نفسي بمواساتهم، وتعزيتها بتعزيتهم.
لقد عرفته منذ أكثر من خمسة عشر عاماً حين كنا ندرس معاً في كلية واحدة،
وكانت بيننا أخوة في الله، ومحبة وود عميق، أسأل الله أن يدوم ذلك في يوم
…
القيامة في ظل عرش الله تبارك وتعالى، يوم تنقطع الوشائج، وتتصرم العلائق،
إلا بين المتقين [الأَخِلَاّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إلَاّ المُتَّقِينَ] .
عرفته صاحب مبدأ وعقيدة تملأ عليه حياته وقلبه، يعتز بها فوق كل شيء،
ويقف عند حدودها في كل شيء وكانت له مواقف مشرفة أعتز أنني أخ وصديق
محب لصاحبها.
عرفته داعية إلى الله بنفسه وبما يملك أينما كان، وحيثما حل، فلم تخدعه
الدنيا، ولم تقعد به العقبات، وأنشطته ومحاضراته شاهد على ذلك.
عرفته واسع الأمل، كبير التفاؤل، لا تقف غاياته وآماله عند نفسه ولا عند
الدنيا وأعراضها، وعرفت فيه الطموح والعمل الجاد الدءوب والصبر والاحتساب،
وأخيراً عرفته وفياً لإخوانه وأحبابه بعيداً عن الحقد والريبة والغل، أحسبه كذلك.
ذلكم هو الأخ الحبيب الدكتور عبد الله بن مبارك بن يوسف الخاطر الذي وافاه
أجله يوم السبت 2/6/1410هـ، غفر الله له ولنا ورحمه وعافاه، وعفا عنه،
وأكرم نزله، ووسع مدخله.
اللهم لا تفتنا بعده، ولا تحرمنه أجره واغفر لنا وله.
ومن مشاعر الأخوة والمحبة والوفاء له كانت هذه القصيدة:
أدمع العين منهلَّ السحاب
…
أيطفئ لوعتي طولُ انتحابي
وكيف وفي الفؤاد لها اعتلاج
…
من النيران يهدر كالعُباب
أكف الدمع عن عيني كأني
…
أجرَّم أو أهدد بالعقاب
وفي نفسي من اللأواء شيء
…
يفتت شدةَ الصخر الصلاب
تكاد جوانحي من فرط حزن
…
من الزفرات تُضرَم بالتهاب
وزاد من البلية في مصابي
…
غيابي عن شهودك واغترابي
وأني لم أمتِّع منك عيني
…
وما غبرت وجهي للثواب
يكاد القلب من أسف عليه
…
يواسيني بطيفك عن عتابي
فمن لوم وأحزان توالى
…
كضرب البِيض أو طعن الحراب
فصارت لوعتي تورى بقلبي
…
ومنها القلب يرمي بالشهاب
كما البركان لا ينفك حتى
…
يحمحم في الفضاء وفى الهضاب
فلا دمعي سيطفئ نار حزني
…
ولا كتمي يخفف من مصابي
فحسبي أن من أبكيه شهم
…
عفيف القلب واليد والثياب
له في الحق سبق والتزام
…
مواقفه على نهج الكتاب
صدوق ما تراه أخا نفاق
…
جزيل البذل من غير اطّلاب
يعيش من التفاؤل في خضم
…
من الآمال ممتد الرحاب
له جلد على الغايات حتى
…
ليجنيها على رغم الصعاب
سليم الصدر رغم (الربو) فيه
…
تنزه أن يدنس بارتياب
وفي الود مرضيُّ السجايا
…
بدهر عمه طبع الذئاب
غدا للدعوة الغراء سيفاً
…
ينال العز في هجر القراب
فلست تراه إلا في هواها
…
حثيث الخطو ينعم في الجواب
أعبد الله رحت وأنت غض
…
طري العود ريان الشباب
فإن أبكي عليك فذاك ضعفي
…
ونبل الضعف في حب الصحاب
وإن أغلو بمدحك إن عذري
…
علوك في فؤادي وفي الجناب
وإن منا وجدت له عيوباً
…
وعيبك في المناقب كالسراب
عليك الرحمة المهداة تترى
…
كعبق المسك في الظل الرطاب
دواماً ما تعاقبت الليالي
…
وما درج النسيم على التراب
ويجمعنا بظل العرش ربي
…
إذا انفصمت عرى يوم الحساب
أرى الأحياء يقصر عن مداهم
…
بأن الموت ذو ظفر وناب
وما أعياه من شيب حجاهم
…
ولا أعياه من غض تصاب
وكل الناس تترى في قطار
…
وإن جهلوا بساعات الركاب
فمن يضع الحياة على هواه
…
بمرح حسرة سوء العذاب
ومن تكن المعالي في مناه
…
لنصر الدين يسعد في المآب
أخا الإسلام ما الغايات إلا
…
جهاد للشهادة في احتساب
ترقع عن معاقرة الدنايا
…
وعن غدر وغل واضطراب
وأفسح للسماحة كل صدر
…
بحب أخيك معلول الرضاب
فما الآجال تفسح باختلاف
…
وأعداء الشريعة كالعقاب
طواغيت الخيانة قد تداعوا
…
بنهش لحومنا مثل الكلاب
ونحن على التحزب والدعاوى
…
نعد جيوشنا يوم الضراب
وأسباب الفلاح لنا اتحاد
…
وإعداد وصبر في الطلاب
وفي الأحداث معتبر ولكن
…
قليل من يوفق للصواب
كنت قدوة وستبقى رحمك الله
خالد عبد الله أحمد
كان للأخ الفاضل الكريم عبد الله بن مبارك الخاطر رحمه الله تعالى جوانب
مشرقة في حياته، وستبقى مضيئة بل أكثر إضاءة بعدما جاءه الأجل وانتقل إلى
خير مما كان عليه. فرحمه الله رحمة واسعة ونور عليه في قبره، ونعَّمه في
برزخه ويوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وبحكم قربي من الأخ رحمه الله تعالى، فإنه وبحق قد كان في محل من
يصلح للاقتداء به، وهذه جوانب قد رأيتها في حياة الأخ، واستفدت منها وستبقى
إن شاء الله موضع استفادة لكل طالب حق.
أولاً: الشعور بواجب الفرد تجاه أمته ودينه، فلقد كان رحمه الله ذا همة
عالية في تسهيل أمر المصلحة العامة والتي كانت مقدمة على المصلحة الخاصة،
وهذه خصلة عظيمة يحتاجها كل داعية حتى يسير إلى بر الأمان، ويصدق عليه
قول صاحب الظلال في الصحابة: إنهم قد خلصوا نفوسهم من حظ نفوسهم.
ثانياً: إثبات شمولية هذا الدين الرباني العظيم، فلقد تخصص رحمه الله
تعالى في دراسة الطب النفسي حتى استطاع أن يحصل على الزمالة (ما تعادل
درجة الدكتوراه) فكان أن سخر هذه الدراسة لخدمة المسلمين فجاءتني مقالاته في
هذه المجلة (مجلة البيان) عن مشاهداته في بريطانيا، وسجلت له محاضرات قيمة
تربوية لها صبغتها الشرعية وهي كالآتي:
1 -
مداخل الشيطان على الصالحين.
2 -
كيف أستفيد من الطب النفسي؟
3 -
ماذا يحصل إذا التزمت بديني؟
4 -
الهزيمة النفسية عند المسلمين.
5-
الحزن والاكتئاب
6-
فن التعامل مع الإنسان.
7 -
المخدرات.
وكأنه كان يهيب بأصحاب التخصصات غير الشرعية: إنه بالإمكان
خدمة دينكم ومنهجكم من خلال تخصصاتكم.
ثالثاً: الواقعية التي نلمسها جميعاً من عناوين محاضراته رحمه الله، حيث
كانت منطلقة من واقع الناس واحتياجاتهم وهكذا الإيجابية فيما ننقله إلى الناس
ونطرحه بين أيديهم، فإلى الخطباء والوعاظ والكتاب والمحاضرين، إلى كل أولئك
وغيرهم لتكن منطلقاتكم واقعية لتصيب الهدف وتقترب منه.
رابعاً: صبره وتحمله لما يريد أن يصل إليه، فقد كان يأخذ بما يسمى بسياسة
النفس الطويل، فالأعداء يكيدون، ووعد الله قائم لا محالة، والمستقبل لهذا الدين
كما وعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فكيف يمكن لداعية أن يبقى على ما
هو عليه إن كان ممن يستعجل الثمرة؟
خامساً: حين شُيِّعت جنازة الأخ رحمه الله، ورأيت الجمع الغفير من صغير
وكبير بين باك مشدوهٍ أيقنت قول القائل: (إنك لن تسع الناس بمالك ولكن بحسن
خلقك) فلقد كان والحق يقال سمحاً طيب المعشر مع أهله، وأبنائه، ومن يكبره
ويصغره سناً، ففاز بحب الناس، فكانت بشرى خير لمن عرفه، وذلك لأن الله
يقول: [إنَّ الَذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وداً] وكما جاء في
السنة في بيان أن أهل الصلاح يوضع لهم القبول في الأرض.
وفى الختام، أسأل الله العلي القدير والمحي المميت أن يرزق الأخ درجات
الأنبياء والصديقين والشهداء، وأن لا يحرمنا من أن نجتمع به وأمثاله من أهل
الخير والصلاح في ظلال على سرر متقابلين، آمين.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-: «يقول عز وجل ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل
الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة» . رواه البخاري