المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إبحار في زمن السقوط - مجلة البيان - جـ ٤٧

[مجموعة من المؤلفين]

الفصل: ‌إبحار في زمن السقوط

‌إبحار في زمن السقوط

عبد العزيز بن محمد السالم

رجلٌ سار على درب الرمادْ

وتمادى في أمانيه وزادْ

وعلى كل الشعارات ارتقي

خفقتْ راياته في كل نادْ

وتنادت بسمةُ النصر على

كل ثغرٍ عشق الرِّقَ ومادْ

و (رفاق) النصر قد باتوا على

لَغَطٍ يعلو وأقداحٍ تُعادْ

رجلٌ ماتت حياة الناس في

صوته الأحمر يستهوي الجمادْ

يدَّعي حب المساكين ولا

يستحي مَن قطع أعناق العبادْ

يتباكى حين يلقى أمةً

تشتكي الضعف وتستجدي النفادْ

وينادي بانتصار الحق من

كل مَن يدعو إلى درب الفسادْ

ويبُزُّ الناس في مظهره

أنه المنقذ من كل الشِّدادْ

أنه بذرة خيرٍ للدُّنَى

يملأ الأرض جلالاً واجتهادْ

يمحقُ الباطلَ في معقله

وينادي بمساواة العبادْ

وإذا الشرُّ تنامى زرعُه

في الورى فهو له شرٌّ حصادْ

هكذا ظن وهذا ما ادعى

هكذا قال وهذا ما أرادْ

خدع الدنيا بفكرٍ أحمرٍ

غيُّه خافٍ وقد أبدى رشادْ

بعبارات على مبسمها

ألفُ آهٍ تتمطى في انقيادْ

* * *

كان جباراً وفي أفيائه

مصنعٌ يعلو وبنيانٌ يُشادْ

والورى يهتف في موكبه

فهو يستهوي ملايين الجرادْ

في حمى (منجله) رعبٌ سرى

يحصد الأمنَ وأحلامَ الرقادْ

في حمى (منجله) شرعٌ به

أمةٌ تُسبَى وآلافٌ تبادْ

لا تسلْ (مطرقة) الغدر كما

لا تسلْ (منجله) عما يُرادْ

فلقد بان لنا الحق وما

عاد يلهينا عن الحق سوادْ

سقطتْ كل الشعارات التي

رُفعتْ فوق منار (الاتحادْ)

* * *

رجل أسقطه طغيانُه

رجلٌ أنهكه أهلُ الجهادْ

طالما دامتْ ليالي عُرسه

فليذُقْ من أهلنا طعم الحِدادْ

قَدُّكَ الممشوقُ يا هذا ذوى

فاطَّرح فكراً هزيلاً وعنادْ

عُد إلى كهف الضلالات ومُتْ

في نواحيه وخذْ ماءً وزادْ

لا تُجربْ حظك العاثر في

دعوة أخرى وأثوابٍ جِدادْ

كفرَ الناس بما قلتَ وهل

يحصد المرءُ وروداً من قتادْ!

* * *

قد تعجَّبتُ ولكن ليس من

سقطة الفكر الذي امتدَّ وسادْ

إنما من بعض قومي حينما

جعلوا فكرته فيهم عمادْ

أنا أقسمتُ وهذا الكون لي

شاهدٌ قولاً وفعلاً واعتقادْ

أنه لا حظَّ في النصر لنا

حينما نُسْلِمُ للكفر القيادْ

إنما النصرُ حليفٌ صادقٌ

لصلاحٍ وكفاحٍ وجِلادْ

ص: 67

المسلمون والعالم

مقابلة مع رئيس اللجنة السياسية

لجبهة الإنقاذ الجزائرية

(2)

(وصلنا في الحوار مع الأخ رابح كبير رئيس اللجنة السياسية بالمكتب

التنفيذي المؤقت لجبهة الإنقاذ الإسلامية في العدد السابق إلى موضوع الانتخابات

وما يتعلق بها ونكمل في هذا العدد بقية المقابلة) .

- البيان -

* البيان: لقد كانت جماهير المجاهدين في الثورة الجزائرية تطالب باستقلال

الجزائر المسلمة وكانت الشعارات إسلامية ثم سُرقت الثورة من بعد، ألا ترون أن

التعويل على الجماهير وأنها هي التي ستحسم الموقف لصالح الإسلام سيعيد التجربة

السابقة في الجزائر وفي بلدان مشرقية أخرى؟ .

لا بد من التنبه إلى خصائص الشعب الجزائري وواقعه الحالي، فالشعب

الجزائري الآن ليس هو بأي حال الشعب في عام 1962؛ فمستوى الوعي الآن

تغير تماماً، أصبحت شعارات الجبهة (لا إله إلا الله محمد رسول الله.. عليها نحيا

وعليها نموت وفي سبيلها نجاهد) يحفظها كل طفل وتُردد في كل دار، مستوى

الوعي ارتفع كثيراً، ثم بالنسبة للقيادة التي تحمي هذا المسار ليست محددة في

شخص. في بداية الاستقلال كان هناك قيادة مخضرمة وتمت تصفية هذه العناصر

الإسلامية أما اليوم فالجبهة الإسلامية تسيِّر عناصر لا تؤمن بغير الإسلام، فكيف

يمكن لهم أن يسرقوا النصر، وهذا في حسابنا على كل حال؛ لأن الذين يسيرون

الجبهة من مكاتبها الولائية إلى أعلى هيئة فيها وهي مجلس الشورى، غالب هؤلاء

من الإخوة المتشبعين بالحل الإسلامي، فهذا الوضع لعل الله سبحانه وتعالى

يبارك فيه وتستأنف الحياة الإسلامية من جديد.

* البيان: قلتم إن الجبهة صارت أقوى وخاصة بعد المحنة، وكان الأعداء

يتوقعون تفكك الجبهة، وذكرتم أن بقاء الصف موحداً كان أحد الأسباب، هل هناك

أسباب أخرى؟

الذي نقوله الآن في الجبهة الإسلامية سواء مع بعضنا أو في لقاءاتنا مع

الشعب الجزائري أن من أعظم الأسباب التي حمت الجبهة الإسلامية إنما هي عناية

الله حقيقة، نحن نؤمن أنه كلما أخلصنا العمل لله، وكلما تمسكنا بكتاب الله وسنة

نبيه صلى الله عليه وسلم كلما أعاننا الله تبارك وتعالى بعض المحللين

السياسيين قالوا: إنه مستحيل، الجبهة لا يمكن أن تقوم الآن، الضربة كانت

شرسة، أكثر من مئتين من رؤساء البلديات سُجنوا، قُتل شباب داخل المساجد

ولكن الشعب عرف أن هذا الطريق هو طريق الإسلام، الشعب الجزائري شعب

متميز في تحدِّيه، إذا عرف الحق واستمسك به يصعب على أعدائه أن يخيفوه.

* البيان: من أسباب قوة الجبهة أنها بدأت بداية غير حزبية، فهل هذا

مستمر، أعني أن لا يعامَل الذي من الجبهة معاملة خاصة عمن هو خارجها ولو

كان رجلاً طيباً فاضلاً؟ وشيء آخر أن البعض يعتبر أن الجبهة ليس لها إطار

محدد، ولكن هل من الناحية الفكرية تتبنى أشياء محددة حتى تكون متماسكة ومن

جهة، ومن جهة الإطار غير حزبية؟

الجبهة كانت كذلك، وستبقى كذلك بإذن الله، فالإطار الذي يجمع العمل في

الجبهة إنما هو الكتاب والسنة، قال الله، قال رسوله، أي الدليل، نحن لا نخضع

إلا للدليل، ونحن لا نقبل من إخوتنا الذين جاءوا من تنظيمات معينة أن يأتوا ككتلة، بحيث يكون هناك تكتل داخل الجبهة، إنما الجبهة تبقى حركة أمة، حركة شعب، في إطار الكتاب والسنة.

* البيان: هل تتبنى الجبهة بالنسبة للعقيدة والمفاهيم عقيدة أهل السنة وفهمهم

للإسلام؟

أنا قلت الإطار العام هو الكتاب والسنة والجبهة منذ البداية تعتقد ما ورد في

الكتاب والسنة وفق فهم سلفنا الصالح، هذا الأمر واضح دون تغيير بإذن الله.

* البيان: إن أي عمل - سواء كان عملاً إسلامياً أو غير ذلك يحتاج

للمراجعة والنقد الذاتي والمسلمون بحاجة شديدة إلى مثل هذا فهل حصل مثل هذا

في إطار الجبهة، هل صححت الأخطاء وروجعت الحسابات؟ .

نحن نعتقد أننا كمسلمين ينبغي علينا أن نراجع أنفسنا بين الحين والآخر،

وكلما وجدنا أن هناك أمراً فيه أخطاء نستبعده، هذا لا شك فيه، الجبهة الإسلامية

تقوِّم أعمالها بين الفينة والأخرى وهي ليست معصومة عن الخطأ، وهي مستعدة

للتراجع عن الخطأ إذا تأكدت أنه خطأ.

* البيان: في الآونة الأخيرة، هل تحدِّيها للسلطة مثل الدعوة للإضراب وأنه

إذا لم يُستجب للمطالب فسنعلن الجهاد، هل كان هذا خطأً؟ .

أولاً ينبغي أن نصحح، أنا في علمي وفي اعتقادي أن الجبهة لم تقل بأنه إذا

لم تقع الاستجابة سنجاهد؛ لأنها لم تعد الإعداد للجهاد.

* البيان: ألم تُذكر كلمة التهديد بالجهاد في تصريحات قادة الجبهة؟ .

على كل حال في التصريحات الرسمية للجبهة في اعتقادي أنها لم تَرِدْ، وإذا

وردت على لسان بعض القادة فهي تعبر عن رأي أما الجبهة فهي لم تتبنَّ الجهاد في

هذه المرحلة، أما قضية الإضراب هل هو موقف حق؟ في تقديرنا أنه لم يكن

موقفاً خاطئاً؛ لأننا كنا بين خيارين، إما أن نترك الانتخابات تمر بالتزوير،

وسوف يأخذ النظام المصداقية وإما أننا نوقف ذلك التزوير مع علمنا أنه قد يسقط

شهداء وقتلى: [ولَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ] [البقرة:

251] ؛ فالإضراب كان لابد منه، وقد ورد عن بعض إخواننا أن الاستجابة لم تكن

واسعة فهذا غير صحيح، فالاستجابة كانت واسعة، لا أقول: الانقطاع عن العمل، بل لأنها كانت حركة شعبية شارك فيها الشعب، المسيرات وصلت إلى القرى

والمداثر وليس فقط المدن ولكن كان هناك تعتيم إعلامي شديد، في مدينة عنابة

كانت المسيرة طولها (14) كم، لا يتمالك الإنسان عندما يراها إلا أن يبكي من

الفرح، كانت مواقف مهيبة، فالإضراب كان ناجحاً رغم ما حدث.

* البيان: هل كنتم تتوقعون اعتقال الشيخ عباسي مدني والشيخ علي بلحاج؟ .

بكل تأكيد، الشيخان كانا يتوقعان ذلك وكانا على علم وقد أخبرا إخوانهما بذلك، نحن ندرك المخاطر التي تحيط بنا، وكنا ندرك أن الأمر جد لا لعب فيه.

* البيان: هل الحكم الفعلي في الجزائر هو للجيش أم لرئيس الجمهورية؟ .

في الحقيقة النظام في الجزائر هو نظام واحد، فالرئاسة والجيش شيء واحد

بالنسبة لنا.

* البيان: هل الأحزاب غير الإسلامية تمثل خطراً كبيراً؟ ، فإذا كان هناك

قوة للجيش، للجبهة، أين تضع الأحزاب العلمانية، وهل هناك ترتيب لأخطرها؟ .

تأثير الأحزاب على الشعب الجزائري تأثير ضعيف، لا يوجد هناك حزب

يستطيع أن يجند الشعب، هناك أحزاب تستطيع أن تجند فئة معينة من الشعب،

كل الأحزاب (تدير) تجمعات ولكن لا يجرؤ حزب من الأحزاب أن يعقد تجمعاً

كبيراً، القضية لم تعد قضية الجبهة الإسلامية، أصبحت قضية شعب.

* البيان: الذين اتخذوا موقفاً مشرفاً هل كانوا من الإسلاميين؟ .

هناك بعض الإسلاميين وهناك - للأسف الشديد - غير الإسلاميين مثل بعض

اليساريين مع أن هناك إسلاميين اتخذوا مواقف سيئة وكان هذا على مرأى من

الشعب الجزائري.

* البيان: هل كان موقف هؤلاء اليساريين يتماشى مع ضعفهم، وموقفهم

عبارة عن تكتيك حزبي من أجل كسب ورقة في المستقبل أم موقفاً مجرداً؟ .

في السياسة لا توجد مواقف مجردة ولكن أقول إن هذه الأحزاب إنما أحسنت

الحسابات وهذا أفضل من حسابات بعض إخواننا.

* البيان: في الدوائر العربية والصحفية بشكل خاص يثار سؤال عما يسمونه

(اللعبة الديموقراطية) وأن الجبهة ضمناً ترى عدم شرعية الانتخابات والبرلمانات

بشكلها الحالى وأنه إذا فازت فستمنع كل الأحزاب من حرية التحرك أو حرية الكلمة، كيف يجاب عن مثل هذا الإشكال؟ .

هذا الكلام أجبنا عنه في لقاءات عدة مع الشعب الجزائري ومع الصحافة فقلنا: النظام اليوم يستكثر على الشعب الجزائري والجبهة الإسلامية أن تقول: (لا

ميثاق، لا دستور، قال الله، قال الرسول) ، بينما هم الذين في السلطة ويزعمون

أنهم يحترمون الدستور هم أول مَن يدوس الدستور؛ فمثلاً قضية (جريدة الفرقان)

منعوها أيام الحصار فلما انتهى الحصار جاءت مراسم من وزارة الدفاع تقول إن

مبرر المنع انتهى، فلما كلمناهم في الموضوع، قالوا جاء هاتف من الوزارة بالمنع، فقلنا: هل نحن في دولة القانون أم في دولة التلفون؟ ! ، الجبهة الإسلامية منذ

انطلاقها تعمل في هذه المرحلة الانتقالية، وأعلنت منذ البداية أنها إن وصلت إلى

السلطة فإنها ستغير القوانين التي تنافي شريعة الله تبارك وتعالى هذه لم نخفها

وكنا صرحاء مع الشعب.

* البيان: إذا طُلب منكم المشاركة، هل ستشاركون في حكومة؛ الأغلبية

فيها لغيركم، والدستور غير إسلامي؟ !

نعتقد أنه إذا شاركنا قي الانتخابات وكانت نظيفة فإن الجبهة الإسلامية ستفوز

بإذن الله.

* البيان: إن مما يحرج الحكومة - فضلاً عن قوة الجبهة - هو المشكلة

الاقتصادية، مشكلة الديون والبطالة، هل عند الجبهة برامج لهذا الأمر؟ .

بكل تأكيد، إن الأزمة الاقتصادية ليست مفصولة عن الأزمة السياسية، فالذي

أفسد الاقتصاد إنما هو السياسة، وعلى رأسها انعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم، إن

الجزائر دولة غنية (ومَن قال إن الجزائر دولة فقيرة؟ !) ، غنية بثرواتها الطبيعية، غنية بتربتها، بشبابها المستعد للعمل، ففي إمكاننا في وقت قياسي تأمين الغذاء،

النظام الحالي أفلس اقتصادياً فهو ينتظر القمح من الخارج، أسعار المواد ترتفع

والديون إلى أين تذهب؟ !

في النظام الإسلامي توزع الثروة توزيعاً عادلاً، وعندما يرى الشعب مسؤوليه

يقفون معه في نفس الخندق فسيحقق الاكتفاء الذاتي إن شاء الله.

* البيان: سؤال أخير: هل تضم الجبهة جميع شرائح الشعب، أغنياء،

فقراء، مثقفين، علماء، البدو، الريف.

كان النظام في البداية يقول: إن الجبهة فيها الأغنياء! ، لماذا لأن الجبهة

رفضت أموال النظام، لأن النظام يعطي دعماً للأحزاب قالت الجبهة: هذا غير

معقول، هذه الأموال من حق الأمة، والأحزاب التي لها امتداد شعبي الشعب هو

الذي يمولها. فلما رفضنا قالوا: معكم الأغنياء ومرة اتهموا بأن هناك دولاً أخرى

تعين الجبهة، وكل مرة يخرجون بدعايات لا أساس لها.

إخواني: والله أقول لكم، هذا واقع الجزائر، جميع الشرائح مع الجبهة

الإسلامية، في المدن، في الأرياف، في بلاد القبائل، وهؤلاء تمسكهم بالإسلام

شيء عظيم، والوعي يزداد والالتفاف حول الجبهة يقوى والحمد لله.

* البيان: شكراً لكم على هذه الفرصة ونرجو أن تتكرر فرص اللقاء لمعرفة

أحوال المسلمين في الجزائر.

ص: 71

المسلمون والعالم

المخطط الصليبي في البرنامج التعليمي

للجبهة الشعبية في إرتريا

موسى عبد الله

تؤكد السياسات التعليمية المطروحة من حكومة الجبهة الشعبية الإرترية وجود

نوايا صليبية تسعى إلى قمع الإسلام وإضعاف عقيدته في نفوس معتنقيه. ويحسب

كثير من المسلمين أنهم حققوا كسباً ثقافياً عظيماً بتجويز تعريب المواد الدراسية في

مرحلتهم الابتدائية من سلمهم التعليمي.

إلا أني لا أرى فيما يبث الآن عبر صوت الجماهير في أسمرا من سياسات

تعليمية سوى تكرير للمفاهيم الصليبية التي قد تنطلي على بعض من مثقفينا، وليس

فيها من جديد سوى أنها اتسمت بمزيد من المكر والدهاء في صراعها مع الإسلام

حين قررت:

أولاً: خلافاً لتصريحات أسياس أفورقي وفي لقائه مع وفد الماريا أقر الإعلان

التعليمي الجديد إمكانية تأسيس مدارس أهلية وأجنبية تنفذ برنامجها الخاص ولا

تتقيد ببرنامج الحكومة التعليمي، ولا تمنع من تدريس الدين إذا رغبت، شريطة أن

لا يكون مرسباً للطالب وأن تكون المادة الدينية الملقاة عليه وحظها من الحصص

الأسبوعية واليومية خاضعة للنقاش، أما المدارس الحكومية فالدين سيبقى مفصولاً

عنها ومبعداً.

ثانياً: المعاهد الإسلامية تنحصر مهمتها في تعليم المواد الدينية فحسب ولا

يحق لها مزج العلم التجريبي في برنامجها التعليمي حسبما هو منطوق في الإعلان.

ثالثاً: أكد الإعلان تطوير بعض لهجات القبائل الإرترية بالحرف اللاتيني

والتدريس بها في المرحلة الابتدائية لمن أراد.

إن البحث عن جذور هذه السياسة التعليمية يوصلها إلى أصول صليبية

وسياسات استعمارية وفي الوقت ذاته يبرهن على التشوش والاضطراب الذي تعيشه

الجبهة الشعبية في التعامل مع الواقع الإرتري المسلم الذي بدأ يهمس تضجراً من

مثل هذه الأطروحات، ويبدو أن شيئاً من الغمز واللمز بدأ يطرق أسماع قيادة

الشعبية، الأمر الذي يجعلها تبيح تدريس الدين في المدارس الأهلية والأجنبية على

حذر ووجل.

ولكن الجبهة الشعبية مهما حاولت تخدير الشعب المسلم ببعض الإصلاحات

السطحية فإنها لن تستطيع إخفاء حقيقتها ومكائدها الصليبية فبرنامجها التعليمي ما

زال يفيض حقداً على الإسلام لدرجة أنه ضاق من إتاحة المجال للمعاهد الإسلامية

لتزويد أبنائها بسائر المعارف العلمية، وهو بنهجه هذا يهدف إلى إعاقة تقدمها

وترقيها وتزهيد الطلاب في الالتحاق بها، وجعل خريجيها مجرد أناس ينحصر

مجال نشاطهم في ساحة المسجد، ويقتصر دورهم في تنظيم حفلات المولد النبوي

والإصغاء إلى كلمة أسياس التي ستُلقَى بهذه المناسبة في كل عام.

والتعامل مع المعاهد الإسلامية بهذه السياسة إنما ينطلق من نظرة صليبية

تجعلها في مصاف الأديرة النصرانية التي لا تطمح إلى أكثر من تخريج واعظ ديني

بصليبه النحاسي وجلبابه الأسود.

وليس في تطوير لغات القبائل الإرترية بالحرف اللاتيني إلا جلب لسياسات

الآباء اليسوعيين وتلامذتهم الذين نادوا باستخدام الحرف اللاتيني في تطوير لهجات

بعض البلدان العربية.

وأما فيما يتعلق بالمرامي الصليبية من اعتماد الإنجليزية لغة التعليم من

المرحلة الإعدادية فحسبي أن أورد نص كلام المبشر تكلي في كتابه (الإسلام

والتبشير) ، حيث قال:(يجب أن نشجع إنشاء المدارس، وأن نشجع على الأخص التعليم الغربي، إن كثيراً من المسلمين قد زعزع اعتقادهم حينما تعلموا اللغة الإنجليزية، إن الكتب المدرسية الغربية تجعل الاعتقاد بكتاب شرقي مقدس أمراً صعباً جداً) !

يظهر لي أن هذا يكفي لإلقاء الضوء على الطرح التعليمي الصليبي الذي

مازالت تصر الجبهة الشعبية على تطبيقه في واقعنا الإرتري طمساً للهوية الإسلامية وخصائصها المميزة.

ص: 78