الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهداؤنا الاثنا عشر
ألا في سبيل الله ذاك الدم الغالي
…
وللمجد ما أبقى من المثل العالي
وبعض المنايا همة من ورئها
…
حياة لأقوام ودنيا لأجيال
أعيني جودا بالدمع على دم
…
كريم المصفى من شباب وآمال
تتاهت به الأحداث من غربة النوى
…
إلى حادث من غربة الدهر قتال
جرى ارجوانياً كميتاً مشعشعاً
…
بأبيض من غسل الملائك سلسال
ولاذ بقضبان الحديد شهيده
…
فعادت رفيقاً من عيون واظلال
سلام عليه في الحياة وهامدا
…
وفي العصر الخالي وفي العالم التالي
خليلى قوماً في ربى الغرب واسقيا
…
رياحين هام في التراب وأوصال
من الناعمات الراويات من الصبا
…
ذوت بين حل في البلاد وترحال
نعاها لنا الناعي فمال على أب
…
هلوع وأم (بالكنانة) مثقال
طوى الغرب نحو الشرق يعدو سليكه
…
بمضطرب في البر والبحر مرقال
يسر إلى النفس الأسى غير هامس
…
ويلقى على القلب الشجا غير قوال
سرى فنعاهم للديار أهلة
…
فمن هالة عطل ومن منزل خال
سماء الحمي بالشاطئين وأرضه
…
مناحة أقمار ومأنم أشبال
وأدهام تدرى الريح أن قد أعادها
…
بسافاً ولكن بحديد وأثقال
يريك جياد السبق في الحضر كلما
…
رمى بذراعيه وبالمرجل الغالي
يقل من الفتيان أشبال غابة
…
غداة على الأخطار ركاب أهوال
ثنته العوادي دون (اودين) فانثنى
…
بآخر من دهم المقادير ذيال
قد اعتنقا تحت الدخان كما التقى
…
كميان في داج من النقع منجال
فسبحان من يرمي الحديد وبأسه
…
على ناعم غض من الزهر منجال
ومن يأخذ لسارين بالفجر
…
طالعاً=طلوع المنايا من ثنيات آجال
ومن يجعل السفار للناس همة
…
إلى سفر ينوونه غير قفال
فيا ناقليهم لو تركتم رفاتهم
…
أقام يتيماً في وصاية لآل
وبين غريباً لدي وكافور مضجع
…
لنزاع أمصار على الحق نزال
فهل عطفتم رنة الأهل والحمى
…
وضجة أتراب عليهم وأمثال
لئن فات مصراً أن يموتوا بأرضها
…
لقد ظفروا بالبعث من تربها الغالي
وما شغلتهم عن هواها قيامة
…
إذا عتل رهن المحبسين بأشغال
حملتم من الغرب الشموس لمشرق
…
تلقى شفاها مظلماً كاسف البال
عواثر لم تبلغ صباها ولم تنل
…
مداها ولم توصل ضحاها بآصال
يطاف بهم نعشاً فنعشاً كأنهم
…
مصاحف لم يعل المصلى علي التالي
توابيت في الأعناق تترى زكية
…
كتابوت موسى في مناكب أسراله
ملففة في حلة شفقيه
…
هلالية من راية النيل تمثال
أظل جلال العلم والموت وفدها
…
فلم تلق إلا في خشوع وإجلال
تفارق داراً من غرور وباطل
…
إلى منزل من جيرة الحق محلال
فيا حلبة رقت على البحر حلية
…
وهزت بها (حلوان) أعطاف مختال
جرت بين أيماض العواصم بالضحى
…
وبين ابتسام الثغر بالموكب الحالي
كثيرة باغي السبق لم ير مثلها
…
على عهد اسماعيل ذي الطول والنال
لك الله هذا الخطب في الوهم لم يقع
…
وتلك المنايا لم يكن على بال
بلى كل ذي نفس أخو الموت وابنه
…
وإن جر أذيال الحداثة والخال
وليس عجيباً أن يموت أخو الصبا
…
ولكن عجيب عيشة عيشة السالي
وكل شباب أو مشيب رهينة
…
بمعترض من حادث الدهر مغتال
وما الشيب من خيل العلي فاركب الصبا
…
إلى المجد تركب متن أقدر جوال
يسن الشباب البأس والجود للفتى
…
إذا الشيب سن البخل بالنفس والمال
ويا نشأ النيل الكريم عزاءكم
…
ولا تذكروا الأقدار إلا بإجمال
فهذا هو الحق الذي لا يرده
…
تأفف قال أو تلطف محتال
عليكم لواء العلم فالفوز تحته
…
وليس إذا الأعلام خانت بخذَّال
إذا مال فاخلفوه بآخر
…
وصول مساع ولا ملول ولا آل
ولا يصلح الفتيان لا علم عندهم
…
ولا يحرزون السبق أنصاف جهال
وليس لهم زاد إذا ما تزودوا
…
بياناً جزاف الكيل كالحشف البالي
إذا جزع الفتيان من وقع حادث
…
فمن لجليل الأمر أو معضل الحال
ولولا معان في الفدي لم تعانه
…
نفوس الحواريين أو مهج الآل
بهاتيك المصارع بينكم
…
ترنم أبطال بأيام أبطال
ألستم بني القوم الذين تكبروا
…
على الضربات السبع في الأبد الخالي
رددتم إلى فرعون جداً وربما
…
رجعتم لعم في القبائل أو خال
شوقي