الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العدد 101-102
فهرس المحتويات
1-
التفسير الصحيح موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور: حكمت بشير ياسين
2-
الجزء الثالث من كتاب ناسخ الحديث ومنسوخه: أبو بكر أحمد بن محمد بن هاني الطائي الأثرم؛ تحقيق: د. أحمد بن عبد الله الزهراني
3-
الغريب المُصنف: أبو عُبيدٍ القاسم بن سلَاّم
4-
رواية الكتاب: أبو الحسن الطوسي علي بن عبد الله بن سنان التيمي
5-
شروط "لا إِله إِلا الله ": الدكتور/ عواد المعتق
6-
دراسة تحليلية لأسئلة الثانوية العامة في مادتي (الحديث والثقافة الإسلامية) و (التوحيد) بالمملكة العربية السعودية في ضوء المستويات المعرفية من عام 1405- 1410هـ:
الدكتور عبد الله عبد الحميد محمود
7-
عرض ونقد دراسة نقدية وتوجيهية لكتاب دراسة عن الفرق في تأريخ المسلمين الخوارج والشيعة: الدكتور أحمد محمد أحمد جلى
عمادة البحث العلمي - جميع الحقوق محفوظة 1423 هـ / 2002 م
التفسير الصحيح
موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور
الجزء الأوّل
حكمت بشير ياسين
أستاذ مشارك في كلية القرآن الكريم
الجامعة الإسلامية - المدينة المنورة
قال الطبري مصنف (جامع البيان) :
"إني لأعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله كيف يلتذ بقراءته؟ "
معجم الأدباء 18/ 63
وقال ابن أبي حاتم الرازي مصنف (تفسير القرآن العظيم مسنداً عن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين) :
"فلما لم نجد سبيلاً إلى معرفة شيء من معاني كتاب الله ولا من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من جهة النقل والرواية وجب أن نميز بين عدول الناقلة والرواة وثقاتهم وأهل الحفظ والثبت والإِتقان منهم وبين أهل الغفلة والوهم وسوء الحفظ والكذب واختراع الأحاديث الكاذبة".
وقال أيضاً:
"فإن قيل كيف السبيل إلى معرفة ما ذكرت من معاني كتاب الله عز وجل ومعالم دينه؟ قيل: بالآثار الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه النجباء الألباء الذين شهدوا التنزيل وعرفوا التأويل رضي الله عنهم. فإن قيل فبماذا تعرف الآثار الصحيحة والسقيمة؟ قيل: بنقد العلماء الجهابذة الذين خصهم الله عز وجل بهذه الفضيلة، ورزقهم هذه المعرفة، في كل دهر وزمان ".
مقدمة الجرح والتعديل ص 2، 5
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن علم التفسير من أجلَّ العلوم وأفضلها وأشرفها باعتبار أساسه وتاريخه وموضوعه وغايته. فأساسه: القرآن الكريم والحديث الشريف. وتاريخه: أول العلوم الإسلامية. وموضوعه: كلام الله تعالى. وغايته: معرفة معانيه وإدراك مراميه. وسنام هذه المعرفة: التفسير بالمأثور لأهميته الكبرى في فهم القرآن العظيم، لأنه تفسير من رب العالمين، أو من رسوله الأمين، أو تفسير صحابي شهد التنزيل وعرف التأويل أو تفسير تابعي نهل من مدرسة النبوة عن الصفوة من المفسرين.
فلابد من التفسير بالمأثور لمن أراد أن يستجيب لله تعالى فيتدبر كلام الله، وكذا لمن أراد أن يفسر بالرأي يتحتم عليه أن يطلع على معرفة: أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، والقراءات، وأول ما نزل وآخر ما نزل، والمكي والمدني، والغريب والمشكل، والأحاديث المبينة للمجمل والمبهم، والأحاديث المخصصة للعام والمقيدة للمطلق، وهذه العلوم لا تؤخذ إلا بالنقل الصحيح ولا تنفك عن التفسير بالمأثور بل هي نابعة منه. وهذه العلوم من الشروط التي ينبغي أن تتوفر في من أراد أن يفسر القرآن بالرأي كما ورد عن السيوطى في الإتقان.
ولما أوجب الله عز وجل علينا أن نعمل بهذا القرآن بالاستجابة لأوامره والازدجار عن نواهيه والاعتبار بقصص الأمم السالفة
…
فقد كان لزاماً أن نتدبر معاني هذا القرآن وأن ندرك مراميه لنعمل به ونتحرى ما ثبت في تفسيره لنستقيم على نهجه.
ولهذه الأمة تجربة خالدة حينما تدبرت هذا القرآن وأخذته بقوة، حيث أسعفها في طفرتها الكبرى حينما انتشلها من دياجير الجاهلية إلى مشاعل النور} إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ { (1) فلما التزمت بهدية هداها، ولما تركته تركها كما نرى الحال في هذا الزمان، وبما أن العلماء هم الذين ينصحون الأمة ويحذرونها من مغبَّة البعد عن كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقد صدرت نداءاتهم المتكررة في كل زمان وحثهم الأمة على العودة إلى القرآن والسنة وغالباً ما يواكب هذه النداءات الدعوة لتنقية التفسير من الدخيل بأنواعه أو تصنيف تفسير نقلي بعدما ثبت فشل المدرسة العقلية- عندما زهدت بالأحاديث والآثار الصحيحة إذ لابد من الاستفادة منها-، وذلك من خلال نصائح العلماء وطلاب العلم والمثقفين، وهو مطلب مهم لأن التفسير علم جامع للقرآن والسنة.
وإن جندياً من جنود القرآن والسنة ليدرك من غير شك أهمية هذا المطلب الإسلامي والمسؤولية التي تناط به وخصوصاً في عصرنا الحاضر، وآمل ساعياً أن أكون أهلاً لهذه الجندية كي أحقق أملاً من الآمال التي تعقد على طلاب العلم.
من أجل هذا المنطلق جاءت فكرة تصنيف هذا الكتاب حيث قررت أن أجمع كل ما صح إسناده من التفسير بالمأثور لأن الرواية التفسيرية الصحيحة تتقبلها النفوس- إن كانت صادقة - بكل اطمئنان وتأخذها بقوة وجدية، وخصوصاً إذا كانت الرواية من الصحيحين أو على شرطهما أو على شرط أحدهما، أو صحح تلك الرواية بعض النقاد المعتمدين، ويكفينا تجربة تقبل الصحيحين (1) . وهذا التقبل والأخذ يقوي صلة المسلم بالقرآن والسنة وأقوال الصحابة رضوان الله عليهم، وفي الوقت نفسه إن جمع الروايات التفسيرية الصحيحة يؤدي إلى تنقية التفسير من الدخيل بأنواعه، وفي هذا الجمع غربلة لجميع الروايات التفسيرية الثابتة الموجودة في كتب التفسير المطبوعة والمخطوطة المروية بالإسناد، أضف إلى ذلك الروايات الموجودة في الكتب المسندة في العلوم الأخرى والتي سيأتي ذكرها في الحواشي والمصادر، وطريقة هذه الغربلة بنقد جميع الأسانيد لتلك الروايات وخصوصاً للأسانيد المتكررة كثيراً، فقد أفردت لها دراسة نقدية خاصة بها كما سيأتي في آخر هذه الديباجة.
هذا ومن فضل الله تعالى ومَنّه أن هيأ الأسباب لهذا العمل حيث قيض لهذه الأمة في كل عصر ومصر من يقوم بنشر هذا العلم والعناية به، فخلفوا لنا تركة من كتب التفسير المسندة التي خزنت وحفظت كتب السابقين وهذه من خصائص هذه الأمة.
وإن تكفلَ الله تعالى القرآن بالحفظ والبيان لمن أعظم ما خص الله تعالى هذه الأمة من الفضيلة والشرف حيث قال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (1) وقال أيضاً: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} (2) وَعَدَ سبحانه ووعده حق، فبَيّن وفصّل بأدق أساليب الفصاحة والبلاغة، قال تعالى:{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (3) . وقال عز وجل أيضاً: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} (4) .
كما جعل الله تعالى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بياناً للقرآن وتطبيقاً له في أقواله صلى الله عليه وسلم وأفعاله، ليكون الرسول صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة كما قال تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً} (5) .
وأوحى الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يبين للأمة ما تحتاج إلى بيانه فقال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (6) .
وقد قام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بأداء الأمانة، فبلغ الرسالة ونصح الأمة وكشف الغمة. (فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المبيِّن عن الله عز وجل أمره، وعن كتابه معاني ما خوطب به الناس، وما أراد الله عز وجل به وعنى فيه، وما شرع من معاني دينه وأحكامه وفرائضه وموجباته وآدابه ومندوبه وسننه التي سنَّها، وأحكامه التي حكم بها وآثاره التي بثها) . فلبث صلى الله عليه وسلم بمكة والمدينة ثلاثاً وعشرين سنة، يقيم للناس معالم الدين، يفرض الفرائض، ويسن السنن، ويمضي الأحكام ويحرم الحرام ويحل الحلال، ويقيم الناس على منهاج الحق بالقول والفعل. فلم يزل على ذلك حتى توفاه الله عز وجل وقبضه إليه صلى الله عليه وسلم وعلى آله أفضل صلاة وأزكاها، وأكملها وأذكاها، وأتماها وأوفاها فثبت عليه السلام حجة الله عز وجل على خلقه بما أدى عنه وبين، وما دل عليه من محكم كتابه ومتشابهه، وخاصه وعامه، وناسخه ومنسوخه، وما بشر وأنذر. قال الله عز وجل:{رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} (1) ،.
وما أن فاضت روحه أو لتلحق بالرفيق الأعلى إلا ومدرسة النبوة قد بدأت تتحمل هذه المسؤولية من خلال تلك الصفوة التي تهذبت وتربت ونهلت من ذلك البيان، واشتهر منهم في علم التفسير جماعة كالخلفاء الراشدين وابن عباس وابن مسعود وزيد بن ثابت وأُبي بن كعب وأبي موسى الأشعري وعبد الله ابن الزبير، ومنهم المكثرون كابن عباس وابن مسعود، ومنهم من لم يكثر وذلك بسبب تقدم وفاتهم أو انشغالهم في الإعداد والإدارة والجهاد، وقد نالوا - رضوان الله عليهم - الحظ الأوفر من ذلك الهدي والبيان النبوي، فتلقوه بكل همة وحفظوه وطبقوه بدقة وأمانة، ثم قدموه إلى من بعدهم من التابعين فنشروا ما علموه بحكمة وصيانة مع التحري والتدقيق.
(وتلقى التابعون التفسير عن الصحابة كما تلقوا عنهم علم السنة)(1) ، وقد قام التابعون الذين تحملوا هذا العلم بواجبهم تجاه هذا القرآن العظيم، فكرسوا اهتمامهم وبذلوا جهودهم لتلقي ما ورد من آثار لبيان معاني ومرامي هذا القرآن الكريم، فعرفوا تفسيره وأسباب نزوله، وفضائله وأمثاله، وأحكامه وأقسامه، وغريبه ومعربه، وبينوا المحكم من المتشابه، والناسخ والمنسوخ، والعموم من الخصوص، والمفصل من المجمل، والمقدم من المؤخر، والمطلق من المقيد.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه:"وكان من أعظم ما أنعم الله عليهم اعتصامهم بالكتاب والسنة، فكان من الأصول المتفق عليها بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان أنه لا يقبل من أحد قط أن يعارض القرآن، لا برأيه ولا ذوقه، ولا معقوله، ولا قياسه، ولا وجده، فإنهم ثبت عنهم بالبراهين القطعيات والآيات البينات أن الرسول جاء بالهدى ودين الحق، وأن القرآن يهدي للتي هي أقوم: فيه نبأ من قبلهم، وخبر ما بعدهم، وحكم ما بينهم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، هو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسن، فلا يستطيع أن يزيغه إلى هواه، ولا يحرف به لسانه، ولا يخلق عن كثرة الترداد، فإذا ردد مرة بعد مرة لم يخلق ولم يمل كغيره من الكلام، ولا تنقضي عجائبه، ولا تشبع عنه العلماء، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعي إليه هدي إلى صراط مستقيم. فكان القرآن هو الإمام الذي يقتدى به، ولهذا لا يوجد في كلام أحد من السلف أنه عارض القرآن بعقل ورأي وقياس، ولا بذوق ووجد ومكاشفة، ولا قال قط تعارض في العقل والنقل، فضلاً عن يقول: فيجب تقديم العقل والنقل - يعني القرآن والحديث وأقوال الصحابة والتابعين- إما أن يفوض وإما أن يؤول. ولا فيهم من يقول: إن له ذوقاً أو وجداً أو مخاطبة أو مكاشفة، تخالف القرآن والحديث
…
".
وهذا أنموذج من النماذج الدقيقة التي تدل على رصانة المنهج المتبع عند الصحابة والتابعين في تفسير القرآن الكريم والعمل به، وقد نشروا منهجهم في أصقاع الخلافة آنذاك فحينما بدأت الفتوح على أيديهم في الجزيرة العربية وما جاورها انتشر الصحابة للدعوة إلى الله وتوحيده يفقهون الناس بما أنزل إليهم، فكان ابن عباس في مكة والبصرة، وابن مسعود في الكوفة، والخلفاء الأربعة وزيد بن ثابت وأبي بن كعب في المدينة، وأبو موسى الأشعري باليمن، وعمرو بن العاص بمصر، وكان من منهجهم في التعليم: الفهم والتطبيق العملي لما قرأوا وتعلموا من القرآن الكريم.
أخرج الطبري بسند صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:"كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن".
وكان بعضهم إذا أشكل عليه مسألة سأل من هو أعلم منه في تلك المسألة، ويتكاتبون فيما بينهم إذا كانوا متباعدين.
فقد كتب ابن عباس رضي الله عنه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه يسأله عن ستة إخوة وجد فكتب إليه "أن اجعله كأحدهم وامح كتابي.."أخرجه ابن أبي شيبة ومحمد بن نصر بسند صحيح عن الشعبي. قاله الحافظ ابن حجر ثم قال: وأخرج الدارمي بسند قوي عن الشعبي قال:"كتب ابن عباس إلى علي - وابن عباس بالبصرة - أني أتيت بجد وستة إخوة، فكتب إليه أن أعط الجد سدساً (1) ولا تعطه أحداً بعده ".
وقد أثَّر هؤلاء الصحابة- رضوان الله عليهم- في تلاميذهم من التابعين رحمهم الله حيث اجتمع في كل بلد لفيف من التابعين (2) حول هؤلاء الصحابة فكان من أصحاب ابن عباس الذين يقولون بقوله ويفتون ويذهبون مذهبه: سعيد بن جبير وجابر بن زيد وطاووس ومجاهد وعطاء بن أبي رباح وعكرمة (3) .
ومن أصحاب ابن مسعود الذين يفتون بفتواه ويقرأون بقراءته: علقمة ابن قيس والأسود ابن يزيد ومسروق وعبيد السلماني والحارث بن قيس وعمرو بن شرحبيل.
وهذا بالنسبة لابن عباس وابن مسعود وهما مكثران، وهكذا الحال للآخرين من الصحابة ومسانيدهم، وقد تتلمذ هؤلاء التابعون على الصحابة المفسرين قراءة وحفظاً وتفسيراً وعملاً.
وكان من منهج الصحابة الدقيق في تعليم التابعين العرض والتفسير والكتابة.
أخرج الطبري بسند صحيح عن ابن مليكة قال: "رأيت مجاهداً يسأل ابن عباس في تفسير القرآن ومعه ألواحه، فيقول له ابن عباس: أكتب. قال: حتى سأله عن التفسير كله".
وقال محمد بن إسحاق: حدثنا أبان بن صالح، عن مجاهد قال:"عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها". وأخرجه الطبري من طريق ابن إسحاق معنعناً به. وإسناده حسن لأنه ثبت تصريح محمد بن إسحاق بالسماع. فقد أخرجه الحاكم من طريق محمد بن إسحاق سمع أبان بن صالح يحدث عن مجاهد قال: "عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أوقفه على كل آية أسأله فيما نزلت وكيف كانت
…
".
وكذا كان سعيد بن جبير حريصاً على الكتابة عن بن عباس. قال الدارمي: أخبرنا مالك بن إسماعيل، ثنا مندل بن علي العنزي، حدثني جعفر بن أبي المغيرة عن بن جبير قال:"كنت أجلس إلى ابن عباس فأكتب في الصحيفة حتى تمتلئ، ثم أقلب نعلي فأكتب في ظهورها"، وأخرجه بن سعد والدارمي أيضاً من طريق يعقوب القمي عن جعفر به مختصراً (1) ، وأخرجه الرامهرمزي من طريق مندل به (2) .
وأخرجه الخطيب البغدادي من طريق حبان عن جعفر بن أبي المغيرة به.
وأخرج الدارمي أيضاً عن أبي النعمان، ثنا عبد الواحد، ثنا عثمان بن حكيم قال: سمعت سعيد بن جبير يقول: "كنت أسير مع ابن عباس في طريق مكة ليلاً، وكان يحدثني بالحديث في واسطة الرحل حتى أصبح فأكتبه"، أخرجه الخطيب البغدادي من طريق طارق عن سعيد بن جبير بنحوه.
كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يعرض المصحف على بعض تلاميذه ويبين سبب نزول بعض الآيات، روى النسائي بسند صحيح عن كعب بن علقمة عن أبي النضر عن نافع مولى ابن عمر قال:"أن ابن عمر كان عرض المصحف يوما وأنا عنده حتى بلغ {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُم} (1) فقال: يا نافع هل تعلم من أمر هذه الآية؟ قلت: لا. قال: إنا كنا معشر قريش نجبي النساء، فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار أردنا منهن مثل ما كنا نريد، فآذاهن فكرهن ذلك وأعظمنه، وكانت نساء الأنصار قد أخذن بحال اليهود إنما يؤتين على جنوبهن، فأنزل الله: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُم} "وذكره ابن كثير ثم قال:"وهذا إسناد صحيح "، وقد رواه ابن مردويه عن الطبراني عن الحسين ابن إسحاق عن زكريا بن يحيى الكاتب العمري عن مفضل بن فضالة عن عبد الله بن عياش عن كعب ابن علقمة فذكره (2) .
وأما ابن مسعود رضي الله عنه فكان يقرأ على تلاميذه السورة ثم يفسرها في وقت كاف فقد أخرج الطبري بسنده عن مسروق قال: "كان عبد الله يقرأ علينا السورة ثم يحدثنا فيها ويفسرها عامة النهار" ولهذا نرى التابعين الذين تحملوا هذا العلم من أفواه الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يرحلون من بلد إلى بلد في طلب تفسير آية واحدة، فهذا سعيد بن جبير يرى أهل الكوفة قد اختلفوا في قول الله تعالى {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} (3) فيرحل إلى ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فيسأله عنها فيجيبه بقوله:"نزلت هذه الآية {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} وهي أخر ما نزل وما نسخها شيء". أخرجه الشيخان واللفظ للبخاري (4) .
وهذا مسروق رحل إلى البصرة في طلب تفسير آية فقيل له: الذي يفسرها رجع إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها (5) .
وأما زر بن حبيش فيقول: "وفدت في خلافة عثمان بن عفان وإنماد حملني على الوفادة لقي أبي بن كعب وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم"رواه الخطيب البغدادي بسنده عن زر.
وكان من منهجهم الرائع التورع في التحمل والرواية فيبحثون عن علو الإسناد وعمن هو أهل للرواية فهذا أبو العالية يقول: "كنت أرحل إلى الرجل مسيرة أيام لأسمع منه فأول ما أتفقد صلاته فإن أجده يقيمها أقمت وسمعت منه، وإن أجده يضيعها رجعت ولم أسمع منه، وقلت هو لغير الصلاة أضيع". رواه الخطيب البغدادي بسنده عن أبي العالية. وهو القائل أيضاً: "كنا نسمع الرواية بالبصرة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم نرض حتى ركبنا إلى المدينة فسمعناها من أفواههم". رواه ابن سعد (1) والبغدادي (2) بسنديهما عنه واللفظ لابن سعد.
وقد ظفر أبو العالية بعَرضه القرآن على أُبي بن كعب وزيد بن ثابت وابن عباس، وصح أنه عرض على عمر رضي الله عنهم (3) كما حظي برواية نسخة أُبي بن كعب في التفسير كما سيأتي في عرض أشهر الأسانيد في التفسير.
وأما مسروق فيحذر من التساهل في التفسير فروى أبو عبيد القاسم بن سلام عن هشيم أنبأنا عمرو بن أبي زائدة، عن الشعبي عن مسروق قال:"اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله".
وفي هذه الفترة برزت جماعة من التابعين اشتهروا بمعرفة التفسير فبرعوا ونبغوا فيه ومنهم سعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وأبو العالية ت 90 هـ وقتادة ت 110هـ وعامر الشعبي ت 105هـ ومسروق ت 63 هـ والحسن البصري ت 110 هـ والضحاك بن مزاحم ت 105 أو 106هـ وغيرهم.
وقد استفادوا من تلك المنهجية العلمية الدقيقة التي بوأتهم مكانة مرموقة، فتصدروا مجالس العلم، وبدأ بعضهم بتدوين التفسير، فكانوا طليعة الفرسان في هذا الميدان، ففي عصرهم بدأ تدوين التفسير، وأول من قام بذلك سعيد ابن جبير الأسدي ت 95 عندما كتب الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان يسأل سعيد ابن جبير أن يكتب إليه بتفسير القرآن واستجاب له فصنف التفسير، ووجد عطاء بن دينار هذا التفسير في الديوان فرواه عن سعيد وجادة (1) .
وفي هذا العصر انتشرت كتابة التفسير، روى الدارمي عن عمرو بن عون، أنا فضيل، عن عبيد المكتب قال:"رأيتهم يكتبون التفسير عن مجاهد" وأخرجه الخطيب البغدادي من طريق وكيع بن فضيل ابن عياض به.
وأخرج الخطيب البغدادي بسنده عن أبي يحيى الكناسي قال: "كان مجاهد يصعد بي إلى غرفته فيخرج إليّ كتبه فأنسخ منها".
وقد واكب هذا التدوينُ الفتحَ الإسلامي الذي امتدت أطرافه شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً مما أدى إلى اتساع انتشار هذا العلم إضافة إلى ذلك ازدياد الرحلات العلمية، وكان لتدوينه أيضاً أثر كبير في انتشاره وتداوله عند أهل العلم من صغار التابعين وأتباع التابعين مثل:
الضحاك بن مزاحم الهلالي ت 105 هـ أو 106 هـ.
ومقاتل بن سليمان البلخي ت 105هـ طبع تفسيره (2) .
وطاوس بن كيسان اليماني ت106.
وقتادة بن دعامة السدوسي ت 110هـ.
ومحمد بن كعب القرظي ت 118هـ.
والسدي الكبير 127هـ.
وعبد الله بن يسار المعروف بابن أبي نجيح ت 131 هـ.
وعطاء الخراساني ت 135 هـ وقد حققتُ قطعة من تفسيره (3) .
وزيد بن أسلم العدوي ت 136هـ.
والربيع بن أنس البكري ت 140هـ.
وعلي بن أبي طلحة ت 143هـ استخرج السيوطي اغلب صحيفة علي بن أبي طلحة من تفسيري الطبري وابن أبي حاتم (4) .
والأعمش بن سليمان بن مهران ت 147هـ أو 148هـ.
وغيرهم من المفسرين المتقدمين فقام هؤلاء بجمع نسخ وروايات وصحف كبار التابعين وتدوينها، فسطع قبس التفسير في أرجاء العالم الإسلامي آنذاك، ثم أزداد تألقاً في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري حيث استنار العلماء الذين تلقوا هذا العلم من شيوخهم واعتنوا به فحفظوه أو كتبوه، ثم رووه لتلاميذهم فتوسعت حركة تدوين التفسير وظهرت تفاسير مشابهة للتفاسير المتقدمة، وقد تكون أوسع منها مثل: تفسير سفيان الثوري ت 161هـ (1) .
وتفسير معاوية بن صالح ت 158 هـ أو ت 172هـ وهو الراوي لصحيفة علي بن أبي طلحة.
وتفسير شيبان بن عبد الرحمن النحوي ت 164 هـ وهو راوي التفسير عن قتادة.
وتفسير نافع بن أبي نعيم القاريء ت 167هـ أو 169هـ وقد حققتُ قطعة من تفسيره (2) .
وتفسير أسباط بن نصر الهمداني ت 170 هـ وهو الراوي لتفسير السدي.
وتفسير مالك بن أنس إمام دار الهجرة ت 179 هـ.
وتفسير مسلم بن خالد الزنجي ت 179وقد حققتُ قطعة من تفسيره (3) .
وتفسير عبد الله بن المبارك المروزي ت 181.
وتفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ت 182 هـ.
وتفسير هشيم بن بشير السلمي ت 183 هـ.
وتفسير يحيى بن يمان العجلي ت 189 هـ، وقد حققتُ قطعة من تفسيره (4) .
وتفسير إسماعيل بن علية ت 193 هـ.
وتفسير يحيى بن سلام البصري ت200 هـ.
وفي هذا العصر ازدادت كتب التفسير وبقيت على هيئة أجزاء ونسخ كتفسير الإمام مالك بن أنس فقد وصفه ابن كثير والذهبي (5) وابن حجر والروداني بأنه جزء، وكذلك التفاسير التي تقدمت في القائمة السابقة حيث ذكرت الموجودة منها وكلها على هيئة أجزاء ونسخ.
وفي القرن الثالث والرابع الهجري دخل التفسير في مرحلة جديدة وهي مرحلة الموسوعات الجامعة في التفسير، فظهرت تفاسير ضخمة مروية ومستوعبة لكثير من الأجزاء والنسخ المبثوثة في رحاب العالم الإسلامي آنذاك ذلك العالم الذي استطاعت حضارته أن تجمع وتؤلف بين العرب والعجم والبربر تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولهذا جاءت بعض تفاسير العلماء حافلة بتفاسير السابقين وشاملة للقرآن كله وذلك بسبب انتشار العجمى ومن هذه التفاسير:
تفسير عبد بن حميد الكشي ت 240 هـ (1) .
تفسير ابن جرير الطبري ت 310 هـ.
تفسير ابن المنذر النيسابوري ت 318هـ (2) .
تفسير ابن أبي حاتم الرازي ت 327 (3) .
وقد ذكر الحافظ ابن حجر هذه التفاسير عند كلامه عن الذين اعتنوا بجمع التفسير المسند من طبقة الأئمة الستة فساق أسماءهم- وذكر أولهم بأنه من طبقة شيوخهم- ثم قال: "فهذه التفاسير الأربعة قلّ أن يشذّ عنها شيء من التفسير المرفوع والموقوف على الصحابة والمقطوع عن التابعين، وقد أضاف الطبري إلى النقل المستوعب أشياء لم يشاركوه فيها
…
".
وكذلك ابن أبي حاتم فقد حاول أن يفسر كل آية بل كل كلمة وحرف وقد يسوق أكثر من عشرة أوجه في الكلمة الواحدة (4) .
ومن هذه التفاسير الموسوعية أيضاً:
1 – تفسير الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ت 241هـ.
وتفسيره ضخم حافل بمائة وعشرين ألف رواية، صرح بهذا الرقم أبو الحسين بن المنادي في تاريخه فيما رواه عنه القاضي أبو الحسين أبو يعلى حيث ذكر عبد الله وصالح ابني الإِمام أحمد فقال:"كان صالح قليل الكتاب عن أبيه، فأما عبد الله فلم يكن في الدنيا أحد أروى عن أبيه أكثر منه لأنه سمع المسند وهو ثلاثون ألفاً، والتفسير وهو مائة ألف وعشرون ألفاً سمع منها ثمانين ألفاً والباقي وجادة..". ونقله أيضاً الخطيب البغدادي (5) والذهبي (6) ، وأبو موسى المديني في خصائص المسند (7) ، وصرح بهذا الرقم ابن الجوزي.
وقد ذكر هذا التفسير ابن النديم (1) ، وشيخ الإسلام ابن تيميه، والداوودي، ومحمد السعدي الحنبلي ت900 هـ وحصل الروداني المغربي على إجازة روايته فذكره في ثبته ثم ساق إسناده إلى الإِمام أحمد ابن جعفر القطيعي عن عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه.
ولكن الإمام الذهبي أنكر وجود هذا التفسير فبعد أن ذكر قول ابن المنادي قال: "لكن ما رأينا أحدا أخبرنا عن وجود هذا التفسير ولا بعضه ولا كراسة منه ولو كان له وجود أو لشيء منه لنسخوه
…
".
ويبدو أن الإمام الذهبي لم يحظ بجزء أو كراسة من تفسير الإمام أحمد علما بأن جزءا من تفسير أحمد كان موجودا في زمنه حيث نقله بنصه وفصه الإِمام ابن قيم الجوزية- وهو معاصر للذهبي وتوفي ابن القيم ت751 هـ أي بعد وفاة الذهبي بثلاث سنوات- فقال ابن قيم في بدائع الفوائد: ومن خط القاضي من جزء فيه تفسير آيات من القرآن عن الإِمام أحمد. ثم ساقه بأكمله في تسع صفحات (2) ، إضافة إلى ذلك أن الحافظ ابن حجر أفاد من تفسير أحمد وصرح بنقله منه (3) .
والحق أن تفسير الإمام أحمد لم يشتهر كشهرة مسنده الذي ذاع صيته في الآفاق وكثر قصاده إلى العراق.
2-
التفسير الكبير لأمير المؤمنين محمد بن إسماعيل البخاري صاحب الصحيح ت 256 هـ.
ذكر بروكلمان نسخة منه في باريس- المكتبة الوطنية- وقطعة منه في الجزائر في المكتبة الوطنية أيضا (4) ولعلها من صحيح البخاري.
وقد سألت عن هاتين النسختين فلم أجد أحدا رآهما!! ويبدو من عنوانه أنه تفسير كبير.
3-
تفسير أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازى ت 258 هـ.
قال إبراهيم بن محمد الطيان: سمعت أبا مسعود يقول: كتبت عن ألف وسبعمائة وخمسين رجلا أدخلت في تصنيفي ثلاث مائة وعشرة وعطلت سائر ذلك وكتبت ألف ألف حديث وخمس مائة ألف حديث فأخذت من ذلك ثلاث مائة ألف في التفسير والأحكام والفوائد وغيره.
4-
تفسير القرآن الكريم لابن ماجة القزويني ت 273 هـ.
وصفه ابن كثير بالحافل فقال: ولابن ماجة تفسير حافل.
والحافل الكثير الممتلئ، وذكره ابن خلكان والمزي والذهبي والداوودي وللمزيد عن هذا الكتاب راجع مقالي بعنوان: استدراكات على تاريخ التراث العربي، والكتاب مفقود وقد جمعت روايات تفسيرية كثيرة من سننه، ومن الدر المنثور، ومن تهذيب الكمال في مواضع تراجم الرجال الذين رمز لهم المزي (فق) أي رجال ابن ماجة في التفسير.
5-
التفسير الكبير لإِسحاق بن إبراهيم بن مخلد المروزي المشهور بابن راهويه ت 238هـ.
ويبدو أنه كبير من عنوانه. ذكره ابن النديم والخطيب البغدادي والسمعاني والداوودي.
6-
التفسير لإِبراهيم بن إسحاق الحربي ت 285 هـ. قال الذهبي في ترجمته: مصنف التفسير الكبير.
وهو كسابقه. وذكره ابن حجر والدا وودي.
7-
التفسير لابن أبي داود عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني ت 316 هـ.
روى المفسر أبو بكر النقاش أنه سمع أبا بكر بن أبي داود يقول: إن في تفسيره مائة ألف وعشرين ألف حديث (1) .
وذكر هذا التفسير الخطيب البغدادي والعليمي والدا وودي.
8-
التفسير لسليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ت 360 هـ.
قال الداوودي في طبقات المفسرين: وله تفسير كبير. اهـ.
وقد جمعت روايات تفسيرية من معاجمه الثلاثة وكتاب الدعاء، ومكارم الأخلاق، وجزء من سمع من عطاء، كلها للطبراني المذكور.
9-
تفسير القاضي أبي محمد إسحاق بن إبراهيم بن إسحاق البستي ت 307 هـ.
توجد منه نسخة في مكتبة البلدية بالإِسكندرية بمصر وقد وصل إلى النصف الثاني ويبدأ من سورة الكهف إلى نهاية التفسير، وصورته من مكتبة فضيلة الشيخ حماد الأنصاري حفظه الله. وقام بتحقيق جزء منه الزميل د. عوض العمري.
وقد قرأت هذا التفسير الجليل ولاحظت عدم التصريح باسم المؤلف في الغلاف ولكن صرح باسمه في الورقة 126 ب، ومما يؤكد أن هذا التفسير لهذا المؤلف ما نقله العيني من هذا التفسير بأسانيد مماثلة له كما صرح باسم المؤلف أيضاً.
ووجدت لهذا التفسير مزايا كبرى:
أولها: أن أغلب أسانيده على شرط الصحيحين.
ثانيها: أن مؤلفه طويل النفس في إيراد الأحاديث والآثار وعمله كصنيع ابن أبي حاتم في التفسير بالمأثور المجرد من أي قول آخر.
10-
تفسير عمر بن أحمد بن عثمان المشهور بابن شاهين ت 385 هـ.
قال الخطيب البغدادي في ترجمته: له التفسير الكبير ا. هـ.
وتفسيره كبير كما وصف حيث احتوى على تفاسير منها تفسير أبي الجارود.
وقال الكتاني: وهو في ألف جزء ووجد بواسطة في نحو من ثلاثين مجلدا.
فهذه نماذج من كتب التفسير في ذلك العصر الذي برز فيه صرح التفسير بالمأثور شامخا مسندا كاملا للقرآن الكريم، فقد تكاملت أسسه التي أرسيت بثمار تلك الجهود المباركة السابقة، فاجتمعت مع جهود المتقدمين عنايةُ اللاحقين حيث جمعوا وأضافوا ونقدوا، وكان جميعهم عاكفين على هذا العلم، وعضوا عليه بالنواجذ لأنه جمع بين القرآن والسنة، وقد زاد اهتمامهم عندما تلوث هذا العلم بالدخيل بسبب تساهل بعض العلماء في إيرادهم الإسرائيليات بأنواعها، وبسبب صنيع الزنادقة والقصاص والكذابين وأهل الأهواء فوقع التحريف والتأويل والوضع.
فما ورد عن المفسرين الكذابين طرح وفضح كتفسير محمد بن السائب (1) الكلبي وتفسير محمد بن مروان السدي الصغير، وكذلك ما ورد عن أهل الأهواء كصالح بن محمد الترمذي فقد كان مرجئا جهميا داعية يقول بخلق القرآن، وكمقاتل بن سليمان البلخي وقد نسبوه إلى الكذب، وقال الشافعي مقاتل قاتله الله تعالى. قال الحافظ ابن حجر: وإنما قال الشافعي فيه ذلك لأنه اشتهر عنه القول بالتجسيم. قال إبراهيم الحربي مصنف الكبير:وإنما جمع مقاتل تفسير الناس وفسر عليه من غير سماع. قال إبراهيم: لم أدخل في تفسيري منه شيئا.
وكذا الحال بالنسبة للزنادقة فقد وضعوا روايات وأحاديث كثيرة ومن المعروف أن كثيرا من هذه الروايات والأحاديث لها علاقة وطيدة بالتفسير.
أخرج ابن عساكر عن ابن علية قال: أخذ هارون الرشيد زنديقا فأمر بضرب عنقه فقال له الزنديق: لم تضرب عنقي؟ قال له: أريح العباد منك. قال: فأين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلها ما فيها حرف نطق به؟ قال: فأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك ينخلانها فيخرجانها حرفا حرفا (2) ؟
ولهذا انبرى جهابذة السلف إلى نقد الروايات والتفتيش عن الأسانيد، وقد بدأ هذا التحري بعد اندلاع الفتنة في خلافة عثمان رضي الله عنه أو في زمن ابن الزبير وقد رجح الرأي الأخير مؤرخ السيرة أ. د. أكرم ضياء العمري.
أخرج مسلم في صحيحه بسنده عن محمد بن سيرين قال: لم يكونوا يسألون عن الإِسناد. فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم. فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم. فكان أهل السنة بالمرصاد لكل من تسول له نفسه أن يأتي بدخيل ولهذا وضعوا ضوابط محكمة وقواعد دقيقة للرواية.
قال محمد بن حاتم بن المظفر:
…
وهذه الأمة إنما تنص الحديث عن الثقة المعروف في زمانه المشهور بالصدق والأمانة عن مثله حتى تناهى أخبارهم، ثم يبحثون أشد البحث حتى يعرفوا الأحفظ فالأحفظ والأضبط والأطول مجالسة لمن فوقه ممن كان أقل مجالسة، ثم يكتبون الحديث من عشرين وجها أو أكثر حتى يهذبوه من الغلط والزلل ويضبطون حروفه ويعدوه عدا.... .
هكذا كان منهجهم في الرواية والتصنيف واستمر الحال على ذلك إلى القرن الثالث والرابع الهجري، وكان أكثر المفسرين المصنفين يروون بالإِسناد، فبرأوا ذمتهم لأنهم سموا شيوخهم ورواتهم وكانوا يميزون بين الصحيح والسقيم، وبعضهم يرى وجوب هذا التمييز بل وجوب نقد الرواة لمعرفة الثقة من الضعيف مثل ابن أبي حاتم وهو الذي صنف موسوعته في الجرح والتعديل من أجل بيان الثابت من التفسير ومن سنن البشير النذير صلى الله عليه وسلم التي تبين القرآن الكريم، فها هو يقول في تقدمة الجرح والتعديل: فلما لم نجد سبيلا إلى معرفة شيء من معاني كتاب الله ولا من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاله إلا من جهة النقل والرواية وجب أن نميز بين عدول الناقلة والرواة وثقاتهم وأهل الحفظ والثبت والإتقان منهم وبين أهل الغفلة والوهم وسوء الحفظ والكذب واختراع الأحاديث الكاذبة.
هكذا كان منهجهم الدقيق، وكذا كانت حلقات التفسير متصلة من القرن الأول الهجري إلى القرن الرابع الهجري، وبدخول القرن الخامس الهجري بدأ تدريجيا إهمال الأسانيد بحذفها أو باختصارها مما ساعد على شيوع الإسرائيليات ورواج الأحاديث الواهية والموضوعة ونسب الأقوال الباطلة إلى الصحابة والتابعين، وهم برءاء منها، وكانت فرصة سانحة للكذابين والوضاعين والزنادقة وأهل الأهواء، فاختلط الصحيح بالسقيم والحق بالباطل وانتشر ذلك في كتب التفسير بالمأثور، ولم يسلم منها إلا القليل كتفسير البغوي (1) وابن كثير وعبد الرزاق بن رزق الرسعني ت 661هـ (2) الذي روى أغلب تفسيره بإسناده واستمر الحال على ذلك إلى يومنا هذا.
وقد تعالت صيحات وتوصيات لكثير من الغيورين في الأوساط العلمية لتنقية التفسير من الدخيل ولتمييز الصحيح من السقيم، وقد بذلت جهود لا بأس بها لغربلة بعض كتب التفسير من الدخيل وخصوصا في جامعة الأزهر، ولكن لم يقم أحد بنقد التفاسير بتمييز الصحيح من السقيم أو بجمع ما أثر من الصحيح المسند في التفسير، وكنت أفكر بهذا العمل منذ سنة 1404 هـ ولكني كنت أتردد بسبب ضخامة الموضوع وتعدد شعابه، وغزارة مصادره المطبوعة والمخطوطة القريبة والبعيدة، وعندما أسند إليَّ تدريس مادة التفسير ومناهج المفسرين في كلية القرآن الكريم بالجامعة الِإسلامية، ومادة طبقات المفسرين في شعبة التفسير بقسم الدراسات العليا مدة ثلاث سنوات رأيت الحاجة ماسّة لتصنيف تفسير بالمأثور ينتقى من الصحيح المسند من كتب التفسير المسندة ومن كتب الفنون الأخرى التي حوت على التفسير بالمأثور المسند والتي سيأتي ذكرها في الهوامش وفي قائمة المصادر إن شاء الله، وكان لابد لي من القيام بشيء من هذا في تحضيري للطلاب وخصوصا لطلاب كلية القرآن الكريم باعتبارها كلية تخصص في التفسير إضافة إلى القراءات، فكان من ضمن التحضير نقد الكثير من الروايات التفسيرية معتمدا على أقوال كبار النقاد المشهورين كشيخ الإسلام ابن تيميه وأمير التفسير ابن كثير والحافظ ابن حجر العسقلاني والحافظ الذهبي، ومستأنسا بأقوال النقاد المعاصرين، وكان هذا النقد في تفسير السور التالية: سورة الفاتحة والبقرة وآل عمران والمائدة والأنعام والأنفال والحج والإسراء والنور.
وقد سبق هذا التحضير عملي في تحقيق المجلد الثاني من تفسير ابن أبي حاتم الرازي (ت 327 هـ) وفيه سورتا آل عمران والنساء وقد بلغ عدد الروايات (4602) رواية فيها المرفوع والموقوف والمرسل، وعند هذا التحقيق لمست أن معظم كتب التفسير بالمأثور للمصنفين المتقدمين مفقودة، ولهذا قررت أن أجمع الروايات التفسيرية لهؤلاء المفسرين، وقد قمت بذلك بعد الانتهاء من التحقيق، فجمعت مرويات أشهر المفسرين من أصحاب التفاسير المفقودة كالإمام مالك والشافعي وأحمد ومحمد بن إسحاق وعبد الله بن المبارك ووكيع والدارمي وابن خزيمة وابن ماجة والطبراني ومحمد بن يوسف الفريابي وعبد بن حميد كما جمعت روايات من تفسير ابن أبي حاتم من القسم المفقود من تفسيره، كما قمت بتحقيق تفسير يحيى ابن يمان، ونافع بن أبي نعيم ومسلم ابن خالد الزنجي وعطاء الخراساني، برواية أبي جعفر محمد بن أحمد بن نصر الرملي (ت 295 هـ) .
وقد واكب هذا العمل اكتشاف تفسير آدم بن أبي إياس العسقلاني ت 220 هـ (1) وظهور بعض التحقيقات في التفسير وعلوم القرآن كتفسير عبد الرزاق الصنعاني والنسائي وابن أبي حاتم الرازي (ت 327 هـ)، وأبي بكر محمد بن علي بن أحمد الأدفوي (ت 388 هـ) ويسمى تفسيره:(الاستغناء في علوم القرآن) وتفسير (الوسيط بين المقبوض والبسيط) للواحدي (ت 468 هـ) ، كما أنجزت بعض الأعمال العلمية مثل موسوعة في فضائل القرآن تصنيف محمد رزق الطرهوني وتحقيق فضائل القرآن للنسائي والفريابي وابن الضريس والعجاب في بيان الأسباب للحافظ ابن حجر والصحيح المسند في أسباب النزول لمقبل الوادعي وأسباب النزول لعصام الحميدان وتحقيق الناسخ والمنسوخ للنحاس وتحقيق نواسخ القرآن وتحقيق تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي.
كما وقفت على قطع نادرة من تفسير عبد بن حميد (ت 249 هـ) وتفسير ابن المنذر النيسابوري (ت 318 هـ)(1) وتفسير القاضي أبي محمد إسحاق بن إبراهيم البستي (ت 307 هـ) وتفسير يحيى ابن سلام، وقد بلغني أنه حقق في بلاد المغرب، وأحكام القرآن لإسماعيل بن إسحاق الجهضمي (ت 282 هـ) وتفسير عبد الرزاق الرسعني (ت 660 هـ) وهو تفسير أغلبه مسند. ومن فضل الله تعالى أن أتاح لي بلوغ الإطلاع والاقتناء لهذه الكتب.
إن اجتماع هذه العوامل المتقدمة من تحضير وتحقيق وجمع وإطلاع واقتناء شجعني على أن أخوض غمار موضوع الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور فانتقلت من مرحلة التردد إلى مرحلة التنفيذ، فاقتنيت ما يلزم من مصادر مطبوعة، وحصلت وصورت ما يلزم من المخطوطات والرسائل العلمية المكتوبة بالآلة الكاتبة ومنها ما تقدم ذكره آنفا، ولم أظفر ببعض كتب التفسير الهامة فكلفت بعض الزملاء لتصويرها كتفسير ابن المنذر (ت 318 هـ) ، وأحكام القرآن للطحاوي (ت 321 هـ) ، وتوجد قطعة من الأول في مكتبة جوتا بألمانيا الشرقية وأما كتاب الطحاوي فبلغني أنه يقوم بتحقيقه باحثان تركيان في مكة المكرمة، ولازلت أنتظر تصوير هذه الكتب.
وقد قمت بجولة علمية باحثا عن الكتب المتعلقة بهذا المشروع، فاستكملت مكتبتي حسب الحاجة، وجمعت ما تفرق من الشوارد والفرائد من تحضيراتي وتقييداتي الصالحة لهذا الباب، حيث انتخبت منها الصفو واللباب، ورتبتها حسب سور القرآن الكريم وآياته، ثم بدأت بالتفسير مصدرا السورة بفضائلها إن صحت الرواية، ثم بتفسير القرآن بالقرآن إن وجد وهو قمة البيان وغالبا ما أعتمد على كتاب أضواء البيان ثم تفسير ابن كثير وتفسير القاسمي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فإن قال قائل: فما أحسن طريق التفسير؟ فالجواب: إن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أُجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له.
وقد سلكت هذا الطريق متحرياً ما ثبت عن رسوله الله صلى الله عليه وسلم القائل:"ألا إني أوتيت هذا الكتاب ومثله معه"(1) ، وقدمت ما اتفق عليه الشيخان في صحيحيهما، ثم ما انفرد به أحدهما ولا داعي لتخريج الحديث من مصادر أًخرى لأن هدفي من التخريج التوصل إلى صحة الحديث وكفى بإطباق الأمة على صحتهما.
قال الزركشي: لطالب التفسير مآخذ كثيرة أمهاتها أربعة: الأول: النقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا هو الطراز الأول ولكن يجب الحذر من الضعيف والموضوع فإنه كثير وإن سواد الأوراق سواد في القلب
…
.
وقد استفدت من تحذير الزركشي، فتركت كل ضعيف وموضوع فإذا لم أجد الحديث في الصحيحين أو في أحدهما فألجأ إلى كتب التفسير وعلوم القرآن المسندة كفضائل القرآن وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ، وإلى كتب الصحاح والسنن والمسانيد والمصنفات والجوامع وغيرها من كتب السيرة والتاريخ والعقيدة المسندة مبتدئا بالأعلى سندا أو بما حكم عليه الأئمة النقاد المعتمدين، وأقوم بتخريجه تخريجا يوصلني إلى صحة الإسناد أو حسنه مستأنسا بحكم النقاد الجهابذة، فإذا لم أجد حديثا مرفوعا فأرجع إلى أقوال الصحابة الذين شهدوا التنزيل. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وحينئذ إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح، لاسيما علماؤهم وكبراؤهم.
أما إذ وجدت الحديث المرفوع الثابت فقد أسوق معه بعض أقوال الصحابة الثابتة إذا كان فيها زيادة فائدة وإذالم يكن فيها فأكتفي بما ثبت من الحديث الشريف، وقد أوردت أقوال الصحابة رضوان الله عليهم بأصح الأسانيد عنهم. علما بأن بعض الأحاديث لا يندرج تحت التفسير مباشرة وإنما لها علاقة وتتناسب مع الآية المراد تفسيرها.
وهذا المنهج المتقدم في إيراد وانتقاء الأحاديث والآثار المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه رضوان الله عليهم هو منهج ابن أبي حاتم القائل: فإن قيل كيف السبيل إلى معرفة ما ذكرت من معاني كتاب الله عز وجل ومعالم دينه؟
قيل: بالآثار الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه النجباء الألباء الذين شهدوا التنزيل، وعرفوا التأويل، رضي الله تعالى عنهم، فإن قيل: فبماذا تعرف الآثار الصحيحة والسقيمة؟ قيل: بنقد العلماء الجهابذة الذين خصهم الله عز وجل بهذه الفضيلة، ورزقهم هذه المعرفة، في كل دهر وزمان.
فجدير لمن تاقت نفسه ليشتغل بعلم التفسير أن يسلك هذا المنهج فهو المعول عليه في هذا العلم، وقد مكنني من اتباع هذا المنهج العكوف على الأسانيد الواردة في التفسير وانتقاء الصحيح والثابت منها مع تركيز البحث والاهتمام بحكم الأئمة النقاد على هذه الأسانيد.
فإذا لم أعثر على قول صحابي فحينئذ ألجأ إلى ما ثبت من أقوال التابعين. قال شيخ الإِسلام ابن تيمية: إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين كمجاهد بن جبر فإنه كان آية في التفسير
…
وكسعيد بن جبير وعكرمة مولى ابن عباس وعطاء بن أبي رباح والحسن البصري ومسروق الأجدع وسعيد ابن المسيب وأبي العالية والربيع بن أنس وقتادة والضحاك بن مزاحم وغيرهم من التابعين.
وبالنسبة لأقوال الصحابة والتابعين فأغلبها كتب ونسخ رويت بأسانيد متكررة، فبعضها يتكرر آلاف المرات في تفسيري الطبري وابن أبي حاتم، وبعضها يتكرر مئات المرات فمثلا تكرر إسناد علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أكثر من (1500) مرة في تفسير الطبري وذلك حسب إحصائية الشيخ أحمد عايش الذي قام بجمع روايات علي بن أبي طلحة.
وقال الأستاذ سزكين عند تفسير قتادة: ويبدو أنه كان تفسيرا كبير الحجم ذكره الطبري أكثر من (3000) مرة، ربما يكون قد نقل كل مادته بالرواية التالية: حدثنا بشر بن معاذ، حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة.
وقال أيضا عند تفسير مجاهد: وقد نقل الطبري من هذا التفسير حوالي (700) مرة وذكره بالرواية التالية: حدثنا محمد بن عمرو الباهلي ت 249 هـ قال: حدثنا أبو عاصم النبيل ت 212 هـ قال حدثني عيسى بن ميمون المكي قال: حدثنا ابن أبي نجيح عن مجاهد. وذكر أن الطبري نقل من تفسير عطية العوفي عن ابن عباس في (1560) موضعا وبإسناد واحد أيضا.
وكذا الحال في تفسير ابن أبي حاتم، وتفسير عبد الرزاق الصنعاني الذي روى أغلب تفسيره عن معمر عن قتادة.
ولهذا قررت أن أجعل دراسة الأسانيد والطرق المتكررة في المقدمة وذلك لعدم التكرار ثم لبيان موضع الحكم على صحتها وحسنها، ومالم أذكره في هذه المقدمة فهو من قبيل غير المتكرر فأحكم عليه في موضع وروده، وذكرُ الأسانيد في المقدمة من صنيع ابن أبي حاتم الرازي والبغوي في تفسيريهما والحافظ ابن حجر في العجاب في بيان الأسباب وقد رتبت هذه الأسانيد على حروف المعجم كما يلي:
الإسناد إلى أبي بن كعب رضي الله عنه:
- طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أُبي: وقد اعتمد هذا الإسناد كبار المصنفين كالإمام أحمد في مسنده (1) وأبو داود في سننه (2) ، والترمذي في جامعه (3) ، والطبري (4) وابن أبي حاتم (5) في تفسيريهما، وابن خزيمة في التوحيد (6) ، والحاكم في مستدركه (7) ، والواحدي في أسباب النزول (8) ، والبيهقي في الأسماء والصفات (9) ، والثعلبي (10) والبغوي (11) في تفسيريهما. وكثيرا ما اعتمد على هذا الإسناد الطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما، ويرويه ابن أبي حاتم عن عصام بن داود العسقلاني عن آدم بن إياس العسقلاني، عن أبي جعفر به. وقد حكم الحافظ ابن حجر العسقلاني على الإسناد بأنه جيد كما يرويه ابن أبي حاتم من طريق أبيه عن أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي عن عبد الله بن أبي جعفر الرازي عن أبيه به. وقواه الحافظ ابن حجر. ويرويه الحاكم من طريق جعفر بن عون وعبيد الله بن موسى ومحمد بن سابق عن أبي جعفر الرازي به، ويرويه أيضا من طريق علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن الربيع بن أنس به وصححه هو والذهبي.
وقال السيوطى: وأما أُبي بن كعب فعنه نسخة كبيرة يرويها أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عنه وهذا إسناد صحيح. وحسنه الألبا ني.
وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية إلى هذا الإسناد بأنه معروف فقال: وهذا التفسير معروف عن أبي العالية ورواه عن أبى بن كعب. ورواه ابن أبي حاتم وغيره من] طريق [ (12) الربيع عن أبي العالية عن أُبي بن كعب. وقال أيضا: هكذا رواه ابن أبي حاتم بالإسناد المعروف عن الربيع بن أنس، ونقل أيضاً عن ابن عبد البر قال: وروى بإسناده (13) في التفسير المعروف عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب.... .
وأبو جعفر الرازي هو: عيسى بن أبي عيسى عبد الله بن ما هان صدوق سيء الحفظ خصوصا عن مغيرة مات في حدود الستين والمائة، وروى له الجماعة إلا البخاري فروى له في الأدب المفرد.
والربيع بن أنس: البكري أو الحنفي، بصري نزل خراسان صدوق له أوهام ورمي بالتشيع مات سنة أربعين ومائة أو قبلها روى له الأربعة.
وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي بكسر الراء والياء ثقة كثير الإرسال مات سنة تسعين أو بعدها، وروى له الجماعة.
وبما أن الرواية من نسخة فلا يضر سوء حفظ أبي جعفر ولا أوهام الربيع لأن نقلهم هنا عن طريق السطور لا الصدور فما يروونه عن كتاب ولهذا صححه الحاكم والذهبي والسيوطي وجوده ابن حجر واعتمده ابن عبد البر وشيخ الإسلام ابن تيمية كما تقدم.
ومما يؤكد أن هذا الإِسناد ينقل من كتاب قول ابن أبي حاتم الرازي في مقدمة تفسيره: فأما ما ذكر عن أبي العالية في سورة البقرة بلا إسناد فهو: ما حدثنا عصام بن رواد ثنا آدم، عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية
…
.
الإسناد عن أبي العالية رفيع بن مهران الرياحي:
طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية: يروي هذا الطريق الطبري وابن أبي حاتم وتقدم الكلام عنه في طريق أًبي بن كعب رضي الله عنه فلينظر ذلك.
الأسانيد عن ابن عباس:
روى عنه جمع غفير من التابعين ذكرت طرقهم في كتاب المنتخب في الأسانيد الثابتة المروية عن ابن عباس في التفسير، وسأذكر في هذه المقدمة بعض الطرق التي تتكرر كثيرا في التفسير عن ابن عباس وهي:
(1)
طريق سعيد بن جبير:
من أشهر الطرق المتكررة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس:
- طريق محمد ابن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس.
قال الطبري: إن أبا كريب حدثنا قال: حدثنا يونس بن بكير، عن محمد ابن إسحاق، حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد، عن سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس قال: لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا يوم بدر فقدم المدينة، جمع يهود في سوق بني قينقاع. فقال:"يا معشر يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشا! " قالوا: يا محمد، لا تغرنك نفسك أنك قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال، إنك والله لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، وأنك لم تأت مثلنا!! فأنزله الله عز وجل في ذلك من قولهم:{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} إلى قوله: {لأُولِي الأَبْصَارِ} (1) ،.
وهذا الإِسناد يتكرر كثيرا في كتب التفسير وخصوصا في تفسير الطبري وابن أبي حاتم وابن كثير، والراوي دائما عن محمد بن أبي محمد هو محمد ابن إسحاق.
وذكره الحافظ ابن حجر من طريق ابن إسحاق بإسناد حسن عن ابن عباس، وفي موضع آخر قال: سنده جيد، أي انه حسن وجود طريق ابن إسحاق إلى ابن عباس وهو نفس الإِسناد المذكور حيث ذكره ابن كثير من طويق آخر غير طريق ابن عباس ثم ساقه بهذا الإسناد فقال: ورواه ابن إسحاق أيضا عن محمد بن أبي محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس فذكره، ووردت هذه الرواية في سيرة ابن هشام بدون إسناد، وقد ساق ابن إسحاق مثل هذا المتن بدون إسناد ولعله حذف الإسناد أو حذفه ابن هشام، لأن هذه الرواية سبقت بروايات محذوفة الأسانيد، وكأنه اعتمد على الإسناد نفسه في بداية الروايات لأن هذه الروايات غير المسندة أسندها ابن إسحاق كلها بالإسناد نفسه فيما نقله عنه الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما عن ابن إسحاق (1) . وأخرج ابن أبي حاتم رواية طويلة من طريق يونس بن بكير به في سبب نزول قوله تعالى:{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} (2) وذكره الحافظ ابن حجر مختصرا وحسنه.
وحسنه السيوطى أيضا في لباب النقول في أسباب النزول بعد أن ذكر رواية ابن أبي حاتم. وقد ساق هذا الطريق في الإِتقان ثم قال: "وهي طريق جيدة وإسنادها حسن".
وقد اعتبر الشيخ محمد نسيب الرفاعي الذي اختصر تفسير ابن كثير هذا الإسناد من الأسانيد الثابتة حيث ذكر في مقدمة مختصره شرطه أنه يختار أصح الأقوال ولا يسوق الروايات الضعيفة والموضوعة، وأكثر النقل بهذا الإِسناد. وفي إسناده محمد بن أبي محمد مولى زيد ابن ثابت قال عنه الإِمام الذهبي: لا يعرف (3) وفي الكاشف: وثق وقال الحافظ ابن حجر: مجهول. وسكت عنه البخاري وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أحمد شاكر عن توثيق ابن حبان: وكفى بذلك معرفة وتوثيقا.
والحق أن توثيق ابن حبان على درجات تبدأ من الثقة وتصل إلى الضعيف وقسمها الشيخ المعلمي إلى خمس درجات وأثنى الشيخ الألباني على هذا التقسيم واستحسنه (1) ، وقد انبرى الزميل الشيخ عذاب الحمش لدراسة منهج ابن حبان في النقد، في رسالته (الإمام ابن حبان ومنهجه في الجرح والتعديل)، وبعد التتبع والإحصاء تبين له أنهم على ثلاث درجات:
1-
فمنهم الثقات وأهل الصدق.
2-
ومنهم رواة مرتبة الاعتبار.
3-
ومنهم الرواة الذين لا تنطبق عليهم شروط ابن حبان النقدية في المقبول وهؤلاء ذكرهم للمعرفة.
علما أن ابن حبان لم يذكره في المجروحين، ومع هذا لا نستطيع أن نجزم بتوثيق محمد بن أبي محمد ولا بتضعيفه، وكذلك بالنسبة لقول الذهبي: لا يعرف، وقول ابن حجر: مجهول، لأن بعض المجهولين قد وثق، وبعضهم ضعف، وبعضهم غير ذلك، وكذا الحال بالنسبة للذين سكت عنهم البخاري ثم ابن أبي حاتم فبعضهم وثق، وبعضهم ضعف، وبعضهم ما بين درجة الثقة والضعيف. ولكن توجد بعض القرائن تؤكد على تحسين طريق محمد بن أبي محمد وهي:
1.
إن الحافظ ابن حجر ذكر هذا الإسناد ضمن أسانيد الثقات عن ابن عباس فقال في مقدمته النفيسة لكتابه: العجاب في بيان الأسباب: والذين أشتهر عنهم القول! في ذلك من التابعين أصحاب ابن عباس وفيهم ثقات وضعفاء، فمن الثقات مجاهد بن جبر ويروي التفسير عنه من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، والطريق إلى ابن أبي نجيح قوية فإذا ورد عن غيره بينته، ومنهم عكرمة ويروى التفسير عنه من طريق الحسين بن واقد عن يزيد النحوي عنه، ومن طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن عكرمة أو سعيد بن جبير- هكذا بالشك- ولا يضر لكونه يدور على ثقة
…
ثم ذكر طريق علي بن أبي طلحة وعطاء بن أبي رباح ثم قال: ومن روايات الضعفاء فساقها.... .
2.
إن أبا داود روى له وسكت عنه، فأخرج رواية الطبري المتقدمة من طريق مصرف بن عمرو الأيامي ثنا يونس يعني ابن بكير قال ثنا محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت به، فرواية أبي داود له وسكوته عنه يؤيد حكم الحافظ ابن حجر أن إسناده حسن، كما روى له أبو داود رواية أخرى من طريق ابن إسحاق عن مولى لزيد بن ثابت حدثتني ابنة محيصة
…
وسكت عنه أيضا، وسكت عنهما المنذري في مختصره لسنن أبي داود وعلق على الروايتين بقوله: في إسناده محمد ابن إسحاق. فقط.
3.
قال ابن كثير:
قال محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (1) أي ادعوا بالموت على أي الفريقين أكذب، فأبوا ذلك على رسول الله الله عليه وسلم الله عليه وسلم {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} (2) أي يعلمهم بما عندهم من العلم بل والكفر بذلك ولو تمنوه يوم قال لهم ذلك ما بقي على الأرض يهودي إلا مات، وقال الضحاك عن ابن عباس فتمنوا الموت: فسلوا الموت، وقال عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة قوله:{فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} ، قال: قال ابن عباس: لو تمنى يهود الموت لماتوا، وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا علي بن محمد الطنافسي حدثنا عثام سمعت الأعمش قال لا أظنه إلا عن المنهال عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال: لو تمنوا الموت لشرق أحدهم بريقه، وهذه أسانيد صحيحة إلى ابن عباس.
علما بأن طريق الضحاك عن ابن عباس منقطع لأن الضحاك وهو ابن مزاحم لم يسمع من ابن عباس، وحكمه بأن هذه الأسانيد صحيحة إما بمجموعها أو أن بعضها تقوى من الحسن إلى الصحيح لغيره.
علماً بأن ابن كثير صدر الأسانيد بطريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد المذكور، وإضافةً إلى ذلك أنه رجحه لأن فحوى معناه المباهلة، وهو الرأي الذي تمسك به ابن كثير وردّ به على الطبري لأن الطبري رجح المراد من التمني أن يدعوا على أنفسهم بالموت.
4.
وقد روى الطبراني من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، وقال الهيثمي: ورجاله موثقون. وبهذا يكون قد اعتمد هذا الإسناد الحافظ ابن حجر والهيثمي السيوطى.
ومن الجدير بالذكر أن أغلب روايات محمد بن إسحاق بهذا الإِسناد في نطاق المغازي والسير وذلك من خلال استقرائي لتفسير ابن كثير بكامله، وللموجود من تفسير ابن أبي حاتم ولبعض الأجزاء من تفسير الطبري، وكثير من هذه الروايات موجودة في سيرة ابن هشام بالإسناد المذكور أو بحذفه، ومن المعروف أن الأمة قد تقبلت روايات ابن إسحاق في المغازي والسير فلا غرابة من تحسين هذا الإسناد.
وقد أكثر الطبري وابن أبي حاتم في روايتهم عن ابن إسحاق بهذا الإسناد، ورواية ابن أبي حاتم غالبا ما تكون عن محمد بن العباس بن بسام تارة وعن محمد بن يحيى الواسطي تارة كلاهما عن أبي غسان محمد بن عمرو زنيج عن سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق به. ورواية الطبري غالبا ما تكون عن أبي كريب محمد بن العلاء عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق به. وأبو كريب ثقة، ويونس بن بكير هو ابن واصل الشيباني: صدوق يخطئ. وقد روى له مسلم، ووصفه الذهبي بالإمام الحافظ الصدوق. وقال أيضا: وهو حسن الحديث. وأما أنه يخطئ فلا يضر لأن ما يرويه عن ابن إسحاق من كتاب وهو السيرة كما أتقدم أو من كتاب آخر لابن إسحاق لأن ما يرويه عن ابن إسحاق بإسناد واحد لا يتغير وهو الإسناد الذي نتكلم عنه.
وابن إسحاق: هو محمد بن إسحاق: بن يسار قال الحافظ ابن حجر في التقريب: إمام المغازي صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر.
وقد تُكلم فيه، وحبَّر له الخطيب البغدادي ترجمة حافلة بلغت عشرين صفحة ذبَّ فيها عنه كل ما قيل فيه.
وقد تقبلت الأمة رواياته في السير والمغازي وكفى بقول الحافظ ابن حجر: إمام المغازي ولكن تدليسه من الطبقة الثالثة الذين لا تقبل روايتهم إلا إذا صرحوا بالسماع وقد صرح في هذا الإِسناد بالسماع.
ومحمد بن العباس بن بسام مولى بني هاشم قال عنه ابن أبي حاتم: كتبت عنه وهو صدوق.
ومحمد بن يحيى بن عمرو الواسطي قال عنه ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وكان رجلا صالحا صدوقا في الحديث سئل أبي عنه فقال: ثقة.
وأبو غسان محمد بن عمرو، لقبه زنيج ثقة.
وسلمة بن الفضل الأبرش: صدوق كثير الخطأ ولكن في غير روايته عن محمد بن إسحاق فقد نقل الحافظ ابن حجر عن يحيى بن معين قال: سمعت جريرا يقول: ليس من لدن بغداد إلى أن يبلغ خراسان أثبت في ابن إسحاق من سلمة.
ونقل الذهبي عن ابن معين قالت: كتبنا عنه وليس في المغازي أتم من كتائبه. ونقل عَن زنيج قال: سمعت سلمة الأبرش يقول: سمعت المغازي من ابن إسحاق مرتين وكتبت عنه من الحديث مثل المغازي.
وقد ساق الحافظ ابن حجر حديثا بإسناده من طريق سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق ثم قال: هذا حديث حسن صحيح.
(2)
طريق عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس:
أشهر من روى عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس: ابن جريج وابن أبي نجيح وعمرو بن دينار.
روى سفيان بن عيينة عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس في قوله:{لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} (1) قال: في شدة خلق، ثم ذكر مولده ونبات أسنانه، رواه الحافظ ابن حجر بإسناده إلى ابن عيينة. وذكره في الفتح وصححه.
وقال البخاري: حدثنا محمد بن يوسف، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان المال للولد وكانت الوصية للوالدين، فنسخ الله من ذلك ما أحب فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين، وجعل للأبوين لكل واحد منهما السدس والثلث، وجعل للمرأة الثمن والربع، وللزوج الشطر والربع.
وهذه الرواية ثابتة في تفسير محمد بن يوسف الفريابي.
طريق عمرو بن دينار عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس: وقال عبد الرزاق في المصنف: عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار- أظنه- عن عطاء، عن ابن عباس قال في أم الولد: والله ما هي إلا بمنزلة بعيرك أو شاتك.
ذكره الحافظ ابن حجر وصححه. وكذا العيني.
(3)
طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس:
وهي صحيفة مشهورة تداولها العلماء وأكثرهم نقلا الطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما فقد كادا أن يستوعبا هذه الصحيفة.
ويروي ابن أبي حاتم هذه الصحيفة غالبا عن أبيه، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس.
- وأبو صالح: هو عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهني مولاهم المصري كاتب الليث صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه، وقد تُكلم فيه، وقال الذهبي: الإمام الثقة وعرض أقوال النقاد وذبَّ عنه معظم ما قيل فيه (1)، ولا داعي لسرد الأقوال فيه لأن الحافظ ابن حجر ذكر القول الفصل في هدي الساري فقال: ظاهر كلام هؤلاء الأئمة أن حديثه في الأول كان مستقيما ثم طرأ عليه فيه تخليط، فمقتضى ذلك أن ما يجيء من روايته عن أهل الحذق كيحيى بن معين وأبي زرعة وأبي حاتم فهو من صحيح حديثه، وما يجيء من رواية الشيوخ عنه فيتوقف فيه. أهـ.
ثم سرد الأحاديث التي رواها البخاري عنه في صحيحه.
والراوي هنا عنه أبو حاتم- في تفسير ابن أبي حاتم- وهو من أهل الحذق فروايته من صحيح حديثه كما قرر الحافظ.
- معاوية بن صالح: صدوق له أوهام.
قال الحافظ ابن حجر في ترجمة علي بن أبي طلحة: ونقل البخاري من تفسيره رواية معاوية بن صالح عنه عق ابن عباس شيئا كثيرا في التراجم وغيرها ولكنه لا يسميه يقول: قال ابن عباس أو يُذكر عن ابن عباس.
- علي بن أبي طلحة: مولى بني العباس، أرسل عن ابن عباس ولم يره، صدوق قد يخطئ، وقد تُكلم في روايته عن ابن عباس بأنه لم يسمع منه (1) وأجاب عن ذلك أبو جعفر النحاس فقال: والذي يطعن في إسناده يقول: ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس وإنما أخذ التفسير عن مجاهد وعكرمة، وهذا القول لا يوجب طعنا لأنه أخذه عن رجلين ثقتين وهو في نفسه ثقة صدوق. أهـ. .
ويؤكد هذا أني وقفت على رواية في تفسير النسائي والأموال لابن زنجويه من طريق علي بن أبي طلحة، عن مجاهد، عن ابن عباس. وذكر الحافظ ابن حجر في كتابه العجاب في بيان الأسباب الرواة الثقات عن ابن عباس فقال: وعلي صدوق ولم يلق ابن عباس لكنه إنما حمل عن ثقات أصحابه فلذلك كان البخاري وأبو حاتم وغيرهما يعتمدون على هذه النسخة.
ونقل السيوطى عن ابن حجر أنه قال: بعد أن عرفت الواسطة وهو ثقة فلا ضير في ذلك.
وروى أبو جعفر النحاس بإسناده عن الإِمام أحمد قال: بمصر صحيفة تفسير رواها علي بن أبي طلحة، لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدا ما كان كثيرا. وفي رواية ما ذهبت باطلا.
وأخرج الآجري من طريق جعفر بن محمد بن فضيل الرأسي قال: حدثنا عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد قال: حدثنا معاوية بن صالح عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله عز وجل: {قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} (2) قال: غير مخلوق. وقد بلغ الإمام أحمد بن حنبل هذا الحديث فكتب إلى جعفر بن محمد بن فضيل يكتب إليه بإجازته، فكتب إليه بإجازته، فسُرَ أحمد بهذا الحديث.
نستنتج من هذا أن الإمام أحمد قد اعتمد هذا الطريق.
وقال السيوطى: وقد ورد، عن ابن عباس في التفسير ما لا يحصى كثرة وفيه روايات وطرق مختلفة، فمن جيدها طريق علي بن أبي طلحة الهاشمي عنه.
فالإسناد حسن.
وبالنسبة لأبي صالح عبد الله بن صالح أنه صدوق كثير الغلط فلا يضر كثرة غلطه لأن ما يرويه عن نسخه وغلطه في حفظه لا في كتابه، وقد تقدم أنه ثبت في كتابه. وكذا الحال بالنسبة لأوهام معاوية بن صالح لأن ما يرويه عن نسخة علي بن أبي طلحة. قال الحافظ ابن حجر عند الكلام على هذه النسخة: وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث رواها عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وهي عند البخاري عن أبي صالح، وقد اعتمد عليها في صحيحه هذا كثيرا على ما بيناه فى أماكنه وهي عند الطبري وابن أبي حاتم وابن المنذر بوسائط بينهم وبين أبي صالح. أهـ. . وكذا عند الحاكم فقد روى مثل هذا الإِسناد وصححه، ووافقه الذهبي.
الإسناد عن عطاء بن أبي رباح:
- طريق ابن أبي نجيح عنه: ويرويه الطبري عن محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم قالت حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء بن أبي رباح. ورجاله ثقات يأتي ذكرهم مفصلا في طرق مجاهد بن جبر، والإِسناد صحيح.
الإسناد عن عكرمة مولى ابن عباس:
- طريق حصين عن عكرمة:
قال الطبري: حدثنا يعقوب قال: ثنا هشيم قال: أخبرنا (حصين)(1)، عن عكرمة قال: كانت طيرا (2) وذكره ابن كثير وصححه (3) ، وصححه الحافظ ابن حجر أيضا (4) وله طرق أخرى كثيرة تقدمت في عرض طرق ابن عباس.
الإسناد عن قتادة بن دعامة السدوسي:
روى تفسير قتادة جماعة وأشهرهم:
1-
سعيد بن أبي عروبة البصري.
2-
شيبان بن عبد الرحمن النحوي.
3-
معمر بن راشد الأزدي.
1-
طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة: يرويه الطبري عن بشر بن معاذ العقدي، عن يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة.
وقد صححه الحافظ ابن حجر. ورجاله ثقات على شرط الشيخين إلا بشر بن معاذ صدوق والإسناد حسن والله أعلم.
- سعيد بن أبي عروبة بن مهران اليشكري، مولاهم أبو النضر البصري، قال الحافظ ابن حجر في التقريب: ثقة حافظ، له تصانيف لكنه كثير التدليس، واختلط، وكان من أثبت الناس في قتادة، روى له الجماعة. أهـ. وبالنسبة لتدليسه ذكره الحافظ ابن حجر في الطبقة الثانية من المدلسين، وبالنسبة لاختلاطه فقد نقل الحافظ ابن حجر عن ابن حبان في الثقات أنه مات سنة (155هـ) وبقي في اختلاطه خمس سنين ولا يحتج إلا بما روى عنه القدماء مثل، يزيد بن زريع وابن المبارك.
وقال ابن عدي: وسعيد من ثقات المسلمين وله أصناف كثيرة وحدث عنه الأئمة ومن سمع منه قبل الاختلاط فإن ذلك صحيح حجة ومن سمع بعد الاختلاط فذلك ما لا يعتمد عليه...... أرواهم عنه عبد الأعلى وهو مقدم في أصحاب قتادة ومن أثبت الناس رواية عنه...... وأثبت الناس عنه يزيد ابن زريع و.. .
ونقل الذهبي عن ابن معين أنه أتبت الناس في قتادة، ونقل عن ابن أبي حاتم أنه ثقة قبل أن يختلط وكان أعلم الناس بحديث قتادة، وكذا نقل عن الطيالسي.
وبالنسبة لتفسيره فقد سئل ابن معين: أيما أحب إليك تفسير سعيد عن قتادة أو تفسير شيبان عن قتادة؟ فقال: سعيد.
ولكن ابن أبي حاتم نقل عن يحيى بن سعيد أنه قال: سعيد بن أبي عروبة لم يسمع التفسير من قتادة. والصحيح أنه سمع التفسير من قتادة بدليل ما رواه البخاري من طريق يزيد بن زريع، حدثنا سعيد عن قتادة.
قال العيني: وسعيد: هو سعيد بن أبي عروبة.
ونقل الذهبي عن أحمد بن حنبل قال: زعموا أن سعيد بن أبي عروبة قال: لم أكتب إلا تفسير قتادة، وذلك أن أبا معشر كتب إلى أن اكتبه. وقد أفاد الإمام أحمد من تفسير سعيد عن قتادة وصرح أنه من تفسير سعيد.
والخلاصة: أن رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة صحيحة وكفى باعتماد البخاري عليها. كما صحح الذهبي رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة.
- يزيد بن زريع: بتقديم الزاي مصغرا، البصري، أبو معاوية ثقة ثبت روى له الجماعة.
- بشر بن معاذ العقدي: بفتح المهملة والقاف، أبو سهل البصري الضرير، صدوق.
وعلى هذا فالإسناد حسن وقد يعود تصحيح ابن حجر لهذا الإسناد بسبب رواية بشر بن معاذ من كتاب التفسير، أو بسبب اعتماد الأئمة النقاد على هذا التفسير والله أعلم.
فقولي: أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة فالمراد به اختصار هذا الإسناد.
ويروي ابن أبي حاتم هذا الإِسناد عن شيخه محمد بن يحي عن العباس ابن الوليد، ثنا يزيد بن زريع به.
ومحمد بن يحيى: هو ابن عمر الواسطي نزيل بغداد قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وكان رجلا صالحا صدوقا في الحديث، سئل أبي عنه فقال: ثقة (1) .
والعباس بن الوليد: هو ابن نصر النرسي ثقة روى له الشيخان. وهو معروف بالرواية عن يزيد بن زريع.
ورجاله. ثقات على شرط الشيخين إلا محمدا شيخ ابن أبي حاتم والإسناد صحيح، وقولي أخرج ابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة فالمراد به هذا الإسناد.
2-
طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي عن قتادة:
يرويه ابن أبي حاتم عن موسى بن هارون الطوسي، ثنا الحسين بن محمد المر وذي، ثنا شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن قتادة.
ورجاله ثقات على شرط الشيخين إلا موسى وهو ثقة فالإسناد صحيح كايلي:
- شيبان بن عبد الرحمن التميمي النحوي أبو معاوية البصري نزيل الكوفة ثقة صاحب كتاب روى له الجماعة.
- الحسين بن محمد المر وّذي: التميمي نزيل بغداد ثقة روى له الجماعة.
- موسى بن هارون الطوسي: أبو عيسى نزيل بغداد روى عن حسين بن محمد المروّذي تفسير شيبان النحوي عن قتادة. قال ابن أبي حاتم: كتب إليَّ بتفسير شيبان وبكتب محمد بن الحسين وسكت عنه.
ويروي ابن أبي حاتم هذا الإِسناد بهذه الصيغة: أخبرنا موسى بن هارون الطوسي فيما كتب إلي ثنا...... الإسناد نفسه.
ووثقه الخطيب البغدادي. وقولي أخرج ابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن شيبان عن قتادة: فهو هذا الإسناد وقد أذكره بتمامه لتمييزه عن الأسانيد المشابهة له، هذا وقد أخرج الإمام البخاري طريق الحسين بن محمد عن شيبان عن قتادة. كما أفاد الإِمام أحمد من تفسير شيبان عن قتادة حيث صرح بذلك في مسنده في تسعة مواضع فقط فيقول: ثنا حسين في تفسير شيبان، عن قتادة.
3-
طريق معمر بن راشد عن قتادة:
أكثر العلماء نقلا عن معمر بن راشد عن قتادة في التفسير هو عبد الرزاق ابن همام الصنعاني في تفسيره ومصنفه، وأغلب تفسيره عن معمر عن قتادة. وقد صحح إسناده الحافظ ابن حجر وهو كما قال لأن رجاله ثقات والإسناد متصل على شرط الشيخين كما يلي:
- معمر بن راشد: الأزدي الأموي، أبو عروة البصري، نزيل اليمن ثقة ثبت فاضل إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئا، وكذا فيما حدث بالبصرة روى له الجماعة. أهـ. وهو معروف بالرواية عن قتادة بن دعامة وبرواية عبد الرزاق عنه.
- قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي، أبو الخطاب البصري ثقة ثبت روى له الجماعة، ذكره الحافظ ابن حجر في الطبقة الثالثة من المدلسين. وقد سمع من أنس وسعيد بن المسيب وأبي رافع على خلاف ولم يسمع من أبي بردة وخلاس بن عمرو ومجاهد وأبي العالية وسعيد بن جبير. وإسناد عبد الرزاق عن معمر عن قتادة يرويه الطبري وابن أبي حاتم من طريق الحسن بن أبي الربيع- أي الحسن بن يحيى- عن عبد الرزاق به.
الإسناد عن مجاهد بن جبر المخزومي:
اشتهر ابن أبي نجيح برواية التفسير عن مجاهد ويكاد تفسير مجاهد يدور محور إسناده علي ابن أبي نجيح فمن الطرق إلى ابن أبي نجيح عن مجاهد مايلي:
أولا- طريق عيسى بن ميمون عن ابن أبي نجيح عن مجاهد:
ويروي الطبري غالبا هذا الطريق فيقول:
حدثني محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عيسى بن ميمون، قال: حدثنا ابن أبي نجيح عن مجاهد.
ومحمد بن عمرو: هو أبو بكر الباهلي البصري: ثقة.
وأبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد: ثقة ثبت.
وعيسى بن ميمون: هو الجرشي: ثقة.
وابن أبي نجيح: هو عبد الله بن يسار المكي أو يسار الثقفي مولاهم ثقة رمي بالقدر، وهو من مدلسي المرتبة الثالثة، وقد تُكلم فيه وفي روايته عن مجاهد، فنقل الذهبي عن يحيى القطان أنه لم يسمع التفسير كله من مجاهد بل كل عن القاسم بن أبي بزة، ونقل أيضا عن البخاري أنه كان يتهم بالاعتزال والقدر، وعن القطان أنه كان من رؤوس الدعاة. وأجاب الذهبي عن ذلك كله فقال: هو من أخص الناس بمجاهد، ونقل عن ابن المديني قال: أما التفسير فهو فيه ثقة يعلمه، قد قفز القنطرة واحتج به أرباب الصحاح ولعله رجع عن البدعة، وقد رأى القدر جماعة من الثقات وأخطؤوا.
ونقل ابن أبي حاتم عن وكيع قال: كان سفيان يصحح تفسير ابن أبي نجيح.
وقال شيخ الإِسلام ابن تيميه: وقول القائل: لا تصح رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد جوابه: أن تفسير ابن أبي نجيح عن مجاهد من أصح التفاسير بل ليس بأيدي أهل التفسير كتاب في التفسير أصح من تفسير ابن أبي نجيح عن مجاهد إلا أن يكون نظيره في الصحة. كما وثقه جمع من الأئمة النقاد كابن معين وأحمد وأبي زرعة والنسائي وابن سعد والعجلي والذهبي. وعلى هذا فرجاله ثقات وإسناده صحيح وصححه الحافظ ابن حجر.
وقد أورد الطبري هذا الإسناد كثيرا، فإذا قلتُ وأخرج الطبري بإسناده الصحيح عن مجاهد فالمراد هذا الإسناد.
ثانيا: طريق ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: ورقاء: هو ورقاء بن عمر اليشكري، أبو بشر الكوفي، نزيل المدائن وقد اختلف فيه فنقل ابن حجر عن حرب قال: قلت لأحمد: ورقاء أحب إليك في تفسير ابن أبي نجيح أو شيبان؟ قال: كلاهما ثقة وورقاء أوثقهما إلا أنهم يقولون لم يسمع التفسير كله، يقولون: بعضه عرض، ونقل عن يحيى بن سعيد قال معاذ: قال ورقاء: كتاب التفسير قرأت نصفه على ابن أبي نجيح وقرأ عليَّ نصفه. وعن الدوري قال: قلت لابن معين: أيما أحب إليك تفسير ورقاء أو تفسير شيبان وسعيد عن قتادة؟ قال: تفسير ورقاء لأنه عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، قلت: فأيما أحب إليك تفسير ورقاء أو ابن جريج؟ قال: ورقاء لأن ابن جريج لم يسمع من مجاهد إلا حرفا واحدا. أهـ. وقد وثقه أحمد وابن معين ووكيع وأما ما قيل فيه ففي روايته عن منصور.
قال الحافظ في التقريب: صدوق في حديثه، عن منصور لين، روى له الجماعة. أهـ. وقد أورد البخاري مثل هذا الإسناد في صحيحه في كتاب التفسير باب {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ} (1) . وقد أورد ابن أبي حاتم هذا الإِسناد كثيرا في تفسيره يرويه عن حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد.
وشبابه: هو ابن سوار المدائني أصله من خراسان يقال كان اسمه مروان مولى بني فزارة، ثقة حافظ روى له الجماعة.
وحجاج بن حمزة: هو ابن سويد العجلي الخشابي، ونقل ابن أبي حاتم عن أبي زرعة أنه: شيخ مسلم صدوق.
وعلى هذا فالإسناد حسن. فإذا قلت: وأخرج ابن أبي حاتم بإسناده الحسن فالمراد به هذا الإسناد.
ومن الجدير بالذكر أن الحافظ محمد بن يوسف الفريابي ت 212 هـ شيخ البخاري اعتمد كثيرا في تفسيره على إسناد ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فقد جمعت الروايات التي نقلها الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق من هذا التفسير فبلغت 298 رواية (1) كلها من هذا الطريق إلا بضع روايات رواها من طرق أخرى.
وكذا الحافظ عبد بن حميد 249 هـ أورد هذا الإسناد في تفسيره من طريق شيخه شبابة عن ورقاء به.
ثالثا: طريق شبل بن عباد المكي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: ويروي من هذا الطريق الطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما، ونقل الذهبي مثل هذا الإسناد في كتابه:((العلو)) ، ثم قال: هذا ثابت عن مجاهد.
وشبل بن عباد المكي: ثقة فالإسناد صحيح.
كما توجد طرق أخرى عن مجاهد غير طريق ابن أبي نجيح تقدم ذكرها في طرق مجاهد عن ابن عباس، فلا حاجة لتكرارها.
وما سوى هذه الأسانيد والطرق فانظر في رجالها من حيث التوثيق والتضعيف، وذلك بعد التأكد من معرفة الرجل نفسه وطبقته، فإذا كان الراوي من رجال الكتب الستة فترجمته من تقريب التهذيب أو تهذيب التهذيب أو كليهما، ولم أذكر موضع الترجمة لسهولة الرجوع إليها ولعدم الإِطالة، أما إذا كان الراوي من غير رجال الكتب الستة فأذكر موضع ترجمته من المصادر التي تتناول الجرح والتعديل، فإذا كان الراوي ثقة فأشير إلى ذلك، وإذا كان الراوي ممن اختلف فيه فأنظر في أقواله النقاد جرحا وتعديلا، ثم أغربل أقوالهم وأرجح أقوال المعتدلين القوية تاركا أقوال المتشددين إذا تفردوا وأقوال المتساهلين إذا خالفوا غيرهم، ولا أعتبر أقوال النقاد الذين لا يعتد بهم بسبب قادح فيهم عند أهل السنة والجماعة، وأستأنس بمن يعول عليه في هذا الشأن وخصوصا المعتدلين من المتقدمين والمتأخرين، وقد أوفق بين أقوال النقاد المختلفة ظاهرا بمعرفة مقصود كل واحد منهم، وذلك لأن لكل ناقد اصطلاحات خاصة به
يستخدمها في حكمه على الراوي، ومن أراد الاطلاع على التراجم فليراجع تحقيقي للمجلد الثاني من تفسير ابن أبي حاتم الرازي ت 328 هـ.
وبالنسبة لمعرفة اتصال الإسناد فإن كان الراوي من رجال الصحيحين وصيغ أدائه كما في الصحيحين أو أحدهما فأعتبر الإسناد متصلا، وإذا كان الراوي من غير رجال الصحيحين فأنظر إلى طبقته واحتمال لقائه مع شيخه وأقرانه من خلال تواريخ البلدان والمواليد والوفيات، ثم الرجوع إلى كتب العلل والمراسيل والتدليس ولم أذكر شيئا من هذا في الكتاب سوى ما ورد بأن فلانا معروف بالرواية عن فلان، أو بأنه لم يلق فلانا، أو أن فلانا من المدلسين وما ذكرته من مدلسين فهو من كتاب تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس للحافظ ابن حجر. وكل ذلك للاختصار، وبعد بيان حال الرواة واتصال الإسناد والتخريج يأتي الحكم على الإسناد وأستأنس أيضا ببعض أقوال النقاد من المتقدمين والمتأخرين كما تقدم في إيراد الطرق والأسانيد وكما سيأتي في التفسير.
إن هذا الاستئناس والاعتماد على أقوال النقاد لا يعني أن كل ما صححوه أو حسنوه أو جودوه أثبته في هذا التفسير وإنما أراجعه من خلال معرفة الرواة واتصال الإسناد، فما تبين لي أنه ثابت دونته وما تبين لي أنه غير ثابت من حيث الإسناد أو المتن فقد تركته ومثال ما لم يثبت سنده ما يلي:
أولا:
قال ابن أبي حاتم في التفسير: حدثنا أبي، ثنا أبو الجماهر أبنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عمه، عن ابن عباس قال: صلاة الوسطى: المغرب. وذكره الحافظ ابن حجر وحسن إسناده.
وقوله حدثنا أبي: أي أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي: وهو ثقة.
وأبو الجماهر: هو محمد بن عثمان التنوخي ثقة.
وسعيد بن بشير: الأزدي مولاهم ضعيف عند معظم النقاد، بل صرح ابن نمير أنه يروي عن قتادة المنكرات.
وأما تحسين ابن حجر لهذا الإسناد فلعله اشتبه عليه بسعيد بن أبي عروبة لأن روايته صحيحة عن قتادة، أو أن ابن حجر اعتمد على ما قاله الذهبي: وله عند أهل دمشق تصانيف رأيت له تفسيرا مصنفا، والغالب عليه الصدق، أو لأنه صاحب قتادة كما نص الذهبي في أول ترجمته في المصدر السابق وبجميع الاحتمالات المتقدمة لا يرقى حديثه إلى الحسن والله أعلم.
ثانيا:
قال الطبري: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: ثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: إن الرجل ليجر إلى النار فتنزوي وينقبض بعضها إلى بعض فيقول لها الرحمن: ما لك؟ فتقول: إنه ليستجير مني. فيقول: أرسلوا عبدي، وإن الرجل ليجر إلى النار فيقول: يارب ما كان هذا الظن بك؟ فيقول: ما كان ظنك؟ فيقول: أن تسعني رحمتك قال: فيقول أرسلوا عبدي، وإن الرجل ليجر إلى النار، فتشهق إليه النار شهوق البغلة إلى الشعير وتزفر زفرة لا يبقى أحد إلا خاف. ذكره ابن كثير وصحح إسناده.
وأبو يحيى هو القتات معروف بالرواية عن مجاهد بن جبر وبرواية إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي عنه (1) ، وقد تُكلم فيه وعنده مناكير كثيرة، كما تُكلم في رواية إسرائيل عن أبي يحيي القتات بسبب أبي يحي. قال الحافظ ابن حجر قال الأثرم عن أحمد: روى إسرائيل عن أبي يحيى القتات أحاديث منا كير جدا كثيرة، وأما حديث سفيان عنه فمقارب. فقلت لأحمد: فهذا من قبيل إسرائيل؟ قال: أي شيء أقدر أقول لإسرائيل مسكين من أين يجيء بهذه هو وحديثه عن غيره، أي أنه قد روى عن غير أبي يحيى فلم يجيء بمناكير، وقال علي بن المدني قيل ليحيى بن سعيد أن إسرائيل روى عن أبي يحيى القتات ثلاثمائة وعن إبراهيم بن مهاجر ثلاثمائة. فقال: لم يؤت منه أتي منهما جميعا، يعني: من أبي يحيى ومن إبراهيم.
وبهذا يتضح أن الإسناد ضعيف من أجل أبي يحيى القتات.
هذا بالنسبة لما لم يثبت سنده وأما مثال ما لم يثبت متنَه فكما يلي:
أولا:
قال البيهقي في الأسماء والصفات: حدثنا أحمد بن يعقوب، حدثنا عبيد ابن غنام النخعي، أخبرنا علي بن حكيم، حدثنا شريك، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن ابن عباس أنه قال:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنّ} (1) قال سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدم ونوح كنوح وإبراهيم كإبراهيم وعيسى كعيسى. ذكره ابن كثير ثم قال: ثم رواه البيهقي من حديث شعبة عن عمرو بن مرة، عن أبي الضحى، عن ابن عباس في قول الله عز وجل:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنّ} قال في كل أرض نحو إبراهيم عليه السلام. ثم قال البيهقي إسناد هذا عن ابن عباس صحيح وهو شاذ بمرة لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعا والله أعلم.
ثانيا:
قال الإمام أحمد بن حنبل حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا زهير بن محمد، عن موسى بن جبير، عن نافع مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر أنه سمع نبي الله الله عليه وسلم الله عليه وسلم يقول:"إن آدم صلى الله عليه وسلم لما أهبطه الله تعالى إلى الأرض قالت الملائكة: أي رب، أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟ قال: إني أعلم ما لا تعلمون، قالوا: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم، قال الله تعالى للملائكة: هلموا ملكين من الملائكة حتى يهبط بهما إلى الأرض فننظر كيف يعملان، قالوا: ربنا هاروت وماروت فاهبطا إلى الأرض، ومُثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءتهما فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى تكلما بهذه الكلمة من الإشراك، فقالا: والله لا نشرك بالله أبدا، فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى تقتلا هذا الصبي، فقالا: والله لا نقتله أبدا، فذهبت ثم رجعت بقدح خمر تحمله، فسألاها نفسها. فقالت: لا والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي فلما أفاقا قالت المرأة: والله ما تركتما شيئا مما أبيتماه علي إلا قد فعلتما حين سكرتما، فخُيرا بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا".
وحسنه الحافظ ابن حجر.
ولكن هذه الرواية ثبتت من طريق عبد الله بن عمر، عن كعب الأحبار، وذلك فيما رواه عبد الرزاق عن الثوري عن موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر عن كعب بنحوه مختصرا. فهي من الإسرائيليات ومتنها يخالف النقل والعقل لما ثبت في الأحاديث الصحيحة في عصمة الملائكة.
تنبيهات:
(1)
نظرا لسهولة الرجوع إلى المصادر في كتب التفسير لترتيبها حسب السور والآيات فقد اكتفيت بذكر المصدر دون ذكر الصفحة والجزء للاختصار حيث رأيت أن الكتاب سيتضخم حجمه وذلك من بداية تفسير آية 159من سورة البقرة، وأما المصادر الأخرى فأوردها بعد الرواية مباشرة وأذكر أسماءها مع الجزء والصفحة، والباب والكتاب إن تعددت الطبعات، وجعلت حروفها صغيرة متميزة وكذا أقوال النقاد في الحكم على الروايات للاختصار.
(2)
اختصار الكلام عن رجال السند وخصوصا إذا تقدم البحث عنهم في تحقيقي لتفسير سورتي آل عمران والنساء من تفسير ابن أبي حاتم. ومن هذا الاختصار سند ابن أبي حاتم إلى السدي وسنده إلى مقاتل باوند حيان. وأضيف هنا أن ما يرويه مقاتل بن حيان في التفسير فهو عن مجاهد والحسن البصري والضحاك. رواه الشافعي عن معاذ بن موسى عن بكير ابن معروف عن مقاتل بن حيان. (أحكام القرآن 2/148) .
(3)
الاكتفاء بتفسير الطبري أو ابن أبي حاتم أو بكليهما في كثير من الأحيان لشمولهما ولاختصار تعدد المصادر.
الاستعاذة فضائلها وحكمها
من فضائل الاستعاذة أنها تدفع الوسوسة كما في قوله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (1) فأمر الله تعالى أن يدفع الوسوسة بالالتجاء إليه والاستعاذة به.
ومن فضائلها أنها تُذهب الغضب، روى الشيخان في صحيحيهما عن سليمان بن صُرَد رضي الله عنه قال:"استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فغضب أحدهما فاشتد غضبه حتى انتفخ وجهه وتغير، فقال النبي الله عليه وسلم الله عليه وسلم: "إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد"، فانطلق إليه الرجل فأخبره بقول النبي الله عليه وسلم الله عليه وسلم وقال: تعوذ بالله من الشيطان. فقال أترى بي بأس، أمجنون أنا؟ اذهب"(2) . واللفظ للبخاري.
وقد أمر الله تعالى بالاستعاذة عند أول كل قراءة للقرآن الكريم فقال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (1) .
وهذا الأمر على الندب ولا يأثم تاركها وهو قول جمهور أهل العلم.
والمراد من الشيطان: شياطين الإنس والجن. قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً} (2) .
وروى الإمام أحمد عن يزيد، أنا المسعودي، عن أبي عمرو الشامي، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر قال:"أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فجلست إليه"فقال: "يا أبا ذر هل صليت؟ "قلت: "لا". قال: "قم فصلَّ". قال: "فقمت فصليت ثم أتيته فجلست إليه"، فقال لي:"يا أبا ذر استعذ بالله من شر شياطين الإِنس والجن". قال: "قلت: يا رسول الله وهل للإنس من شياطين؟ "قال: "نعم".....لحديث.
وقد صحح الألباني هذا الحديث بعد أن ذكر جزءا منه. ويشهد لبعضه الآية المتقدمة.
كما تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان ومن همزه ونفخه ونفثه. روى الِإمام أحمد عن محمد بن الحسن بن أنس، ثنا جعفر يعني: ابن سليمان، عن علي بن علي اليشكري، عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله إذا قام من الليل واستفتح صلاته وكبر قال: "سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، ثم يقول: لا إله إلا الله ثلاثا، ثم يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه، ثم يقول: الله أكبر ثلاثا، ثم يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه"(3) .
وأخرجه أبو داود (4) وابن ماجة (5) من طريق عمرو بن مرة عن عاصم العنزي، عن ابن جبيربن مطعم عن أبيه نحوه.
قال عمرو: همزه: الموته، ونفثه: الشعر، ونفخه: الكبر.
وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (1) وحسنه مقبل الو ادعي في تحقيقه لتفسير ابن كثير.
ونقل القرطبي عن ابن ماجة قال: المؤته يعني: الجنون، والنفث: نفخ الرجل من فيه من غير أن يخرج ريقه، والكبر: التيه.
ومعنى الشيطان: قال الطبري: والشيطان في كلام العرب كل متمرد من الجن والإنس والدواب وكل شيء. ثم استشهد بالآية السابقة ثم الرواية الآتية.
قال ابن وهب: أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ركب برذونا فجعل يتبختر به فجعل يضربه فلا يزداد إلا تبخترا فنزل عنه، وقال: ماحملتموني إلا على شيطان ما نزلت عنه حتى أنكرت نفسي. ذكره ابن كثير وصحح إسناده.
ومعنى الرجيم: قال ابن كثير: والرجيم فعيل بمعنى مفعول أي: أنه مرجوم مطرود عن الخير كله كما قال تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ} (2) وقال تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلأِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ إِلَاّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} (3) وقال أيضاً: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ إِلَاّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِين} (4) إلى غير ذلك من الآيات.
البسملة كيفية قراءتها
أخرج البخاري في صحيحه بإسناده إلى قتادة قال: سئل أنس كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم.
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقطع قراءته آية آية ومنها البسملة.
قال أبو داود: حدثنا سعيد بن يحيى الأموي، حدثني أبي، ثنا ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة (أنها) ذكرت، أو كلمة غيرها، قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يقطع قراءته آية آية.
وأخرجه أبو عمرو الداني من طريق أبي عبيد- وهو القاسم بن سلام- عن يحيى بن سعيد به، وأخرجه أيضا من طريق محمد بن سعدان عن يحيى بن سعيد به وزيادة:(ثم يقف) بعد كل آية، ثم قال: ولهذا الحديث طرق كثيرة وهو أصل في هذا الباب. وفي زيادة قوله: ثم يقف بيان لمعنى التقطيع. وقال ابن الجزري: وهو حديث حسن وسنده صحيح. وأخرجه الحاكم من طريق حفص بن غياث عن ابن جريج به بلفظ: يقطعها حرفا حرفا. وصححه وسكت أنه الذهبي.
فضائلها
أخرج مسلم بسنده عن أبي سعيد "أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد! اشتكيت؟ فقال: نعم قال: بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك. بسم الله أرقيك".
قال الإمام أحمد: ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن عاصم، عن أبي تميمة الهجيمي، عمن كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم قال: كنت رديفه على حمار فعثر الحمار، فقلت: تعس الشيطان، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تقل تعس الشيطان، فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم الشيطان في نفسه وقال صرعته بقوتي، فإذا قلت بسم الله، تصاغرت إليه نفسه حتى يكون أصغر من ذباب"(1) .
وأخرجه الإِمام أحمد من طرق أخرى عن رديف النبي صلى الله عيه وسلم. وذكره ابن كثير وقال: تفرد به أحمد وهو إسناد جيد.
وأخرجه النسائي (2) والحاكم من طريق خالد الحذاء عن أبي تميمة عن رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي (3) وصححه محقق عمل اليوم والليلة، وصححه أيضا الشيخ الألباني.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب فضائل القرآن: ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن الليث، عن مجاهد؟ عن ابن عباس قال: آية من كتاب الله أغفلها الناس {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} .
ذكره الحافظ ابن كثير ثم قال: إسناده جيد. وذكره الحافظ ابن حجر وحسنه ثم قال: أخرجه ابن مردويه عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن ناجيه عن خلاد بن أسلم
…
وليث هو ابن أبي سليم فيه مقال لكن الأثر يعتضد بما تقدم.
وقد روى عن مجاهد: جعفر بن إياس بن أبي وحشية وتقدم ذكره عند طريق أبي بشر جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
نزولها
قال أبو داود: حدثنا قتيبة بن سعيد وأحمد بن محمد المروزي وابن السرح، قالوا: ثنا سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جبير، قال قتيبة (فيه) : عن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} .
. وهذا لفظ ابن السرح. وصححه ابن كثير.
وأخرجه الواحدى (1) والحاكم من طريق سفيان بن عيينة به وصححه وقال الذهبي: أما هذا فثابت.
وأخرجه البراز من طريق سفيان بن عيينة به. قال الهيثمي: رواه البراز بإسناد ين رجال أحدهما رجال الصحيح (2) والإسناد على شرط الشيخين
قوله تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
بين الله تعالى سعة رحمته فقال: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ} (3) .
وأخرج الشيخان بإسنادهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لما خلق الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش أن رحمتي تغلب غضبي". وفي رواية لمسلم: "إن رحمتي سبقت غضبي"(1) . واللفظان لمسلم. وأخرج مسلم أيضا بإسناده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أن لله مائة رحمة، أنزل منها واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحوش على ولدها، وأخَّرَ الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة"(2) . وأخرجه البخاري بنحوه وزيادة قوله: "حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه"(3) .
وأخرج مسلم بسنده عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة، ما قنط من جنته أحد"(4) وأخرجه البخاري بنحوه وأطول. والرحمن مشتق من الرحمة، وهو قول الجمهور.
والدليل ما أخرجه أحمد قال: ثنا يزيد بن هرون، أخبرنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ أن أباه حدثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف وهو مريض فقال له عبد الرحمن: وصلتك رحمٌ إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله عز وجل: "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه فأبته أو قال! من ببتها أبته" (5) .
وأخرجه أيضا من حديث أبى هريرة بنحوه. وصححه أحمد شاكر والألباني.
وأخرجه الحاكم من طريق يزيد بن هارون به، وسكت عنه هو والذهبي.
وأخرجه أحمد (6) وأبو داود (7) والترمذي (8) والحاكم (9) كلهم من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ردَّاد الليثي عنِ عبد الرحمن بن عوف بنحوه.
قال الترمذي: حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
والرحمن اسم من أسماء الله التي منع التسمي بها العباد.
كما روى الطبري عن الحسن فقال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا حماد بن مسعدة، عن عوف، عن الحسن، قال:(الرحمن) اسم ممنوع. وعوف هو ابن أبي جميلة الأعرابي ثقة وباقي رجاله ثقات أيضا فالإِسناد صحيح إلى الحسن البصري.
وانظر الروايات عند قوله تعالى في سورة الفاتحة: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيم} .
فضائلها
أخرج مسلم بسنده عن ابن عباس، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم. سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم. فسلم وقال: أبشر بنورين أويتهما لم يؤتهما نبي قبلك. فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته.
وأخرج البخاري بسنده عن أبي سعيد بن المعلى قال: "مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي فدعاني فلم آته حتى صليت، ثم أتيت فقال: "ما منعك أن تأتي؟ "فقلت: "كنت أصلي"، فقال: "ألم يقل الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُول؟} ثم قال: "ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟ "فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكَّرته فقال: "الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته"(1) .
وأخرج البخاري بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: كنا في مسير لنا، فنزلنا فجاءت جارية فقالت: إن سيد الحي سليم وإن نفرنا غيب فهل منكم راق؟ فقام معها رجل ما كنا نأبِنُهُ برقية، فرقاه فبرأ، فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا فلما رجع قلنا له أكنت تحسن رقية أوكنت ترقي؟ قال: لا ما رقيت إلا بأم الكتاب، قلنا: لا تحدثوا شيئا حتى نأتي أو نسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:"وما كان يدريه أنها رقية اقسموا واضربوا لي بسهم"(1) .
الحمد لله فضائلها
روى مسلم في صحيحه بإسناده عن أبي مالك الأشعري قال:"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن (أو تملأ) ما بين السماوات والأرض
…
الحديث" (2) .
قال الترمذي: حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي، حدثنا موسى بن إبراهيم ابن كثير الأنصاري، قال: سمعت طلحة بن خراش قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: سمعت رسول الله يقول: "أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله".
ثم قال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم وقد روى علي بن المديني وغير واحد عن موسى بن إبراهيم هذا الحديث (3) أخرجه ابن ماجة وصححه الألباني وأخرجه ابن أبي الدنيا (4) والخرائطي (5) وابن حبان (6) كلهم من طريق موسى بن إبراهيم بن كثير به، والحديث السابق الصحيح شاهد له.
قال أبو داود: حدثنا أبو توبة، قال: زعم الوليد، عن الأوزاعي، عن قرة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم". قال أبو داود: رواه يونس وعقيل وشعيب وسعيد بن عبد العزيز عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
وأخرجه ابن أبي شيبة (1) والنسائي (2) ، وابن ماجة، وابن حبان (3) ، والدارقطني (4) ، والبيهقي (5) كلهم من طريق قرة به نحوه.
وقال الدارقطني: تفرد به قرة عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وأرسله غيره عن الزهري عن النبي صلى لله عليه وسلم، وقرة ليس بقوي في الحديث، ورواه صدقة عن محمد بن سعيد عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح الحديث، وصدقة ومحمد بن سعيد ضعيفان والمرسل هو الصواب وكذا ضعفه الألباني. وحسنه النووي ثم قال: وقد روي موصولا كما ذكرنا وروي مرسلا ورواية الموصول جيدة الإسناد وإذا روي الحديث موصولا ومرسلا، فالحكم للاتصال عند جمهور العلماء لأنها زيادة ثقة وهي مقبولة عند الجماهير. وحسنه ابن الصلاح والعراقي وابن حجر، والسبكي وذكر تخريج البغوي وابن الصلاح من طريق الأوزاعي عن قرة به، وحسنه السيوطي، والعجلوني وقال: ألَّف فيه السخاوي جزء.
قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ}
قال الشيخ المفسر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: لم يذكر لحمده هنا ظرفا مكانيا ولا زمانيا. وذكر في سورة الروم أن من ظروفه المكانية: السماوات والأرض في قوله: {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض} الآية وذكر في سورة القصص أن من ظروفه الزمانية: الدنيا والآخرة في قوله: {َهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَة} الآية وقال في أول سورة سبأ: {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} (6) ،.
قال الطبري: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: أنبأنا ابن وهب، قال حدثني عمر بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه قال: أخبرني السلولي عن كعب، قال: من قال (الحمد لله لما فذلك ثناء على الله) . أخرجه ابن أبي حاتم من طريق وهيب عن سهيل بن أبي صالح به. ورجال إسناد الطبري ثقات إلا سهيل بن أبي صالح.
قال الحافظ ابن حجر: صدوق تغير حفظه بآخره وروى له الجماعة، ورواية البخاري له مقرونا وتعليقا. وقد تُكلم في روايته عن أبيه وأجاب عن ذلك محمد بن طاهر المقدسي، بأن سماعه من أبيه صحيح. وعلى هذا فالإسناد حسن إلى كعب. وقد رجح ابن كثير هذا التفسير.
قوله تعالى: {رَبِّ الْعَالَمِينَ}
أي رب السماوات السبع والأرضين ومن فيهن وما بينهن حيث بين الله تعالى ذلك عندما ذكر مناظرة فرعون لموسى فقال تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} (1) .
وأخرج الطبري عن بشر بن معاذ العقدي قال: حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد، عن قتادة: قال: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} كل صنف عالم.
وإسناده حسن.
قوله تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
أخرج مسلم بإسناده عن أبي هريرة مرفوعا في الحديث القدسي: "قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين. ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين. قال الله تعالى: حمدني عبدي. وإذا قال: الرحمن الرحيم. قال الله تعالى: أثنى علي عبدي
…
" الحديث.
وقد تقدم في البسملة ذكر بعض الروايات التي تتعلق ببيان قوله تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} .
قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}
بين الله عز وجل يوم الدين بأنه يوم الحساب كما في قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} (2)
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبيه قال: ثنا محمود بن غيلان، ثنا سفيان بن عيينة، عن حميد الأعرج في قول الله:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} لأنه قال: يوم الجزاء. ورجاله ثقات إلا الأعرج: لا بأس به وهو المفسر فإسناده صحيح إليه.
وروى البخاري عند تفسير هذه الآية معلقاً عن مجاهد: بالدين: بالحساب، مدينيين: محاسبين.ووصله عبد بن حميد من طريق أبي نعيم عن سفيان عن منصور عن مجاهد في قولهتعالى: {بِالدِّينِ} قال: بالحساب.
وقوله محاسبين، وصله أيضا عبد بن حميد من طريق شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد به. وكلا الإسناد ين صحيحان.
أخرج مسلم بإسناده عن أبي هريرة مرفوعا في الحديث القدسي المتقدم وفيه أنه قال: "وإذا قال: مالك يوم الدين. قال: مجدني عبدي" وقال مرة: "فوض إلي عبدي"(1) .
وأخرج الشيخان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أخنع اسم عند الله يوم القيامة رجل تسمى بملك الأملاك"(2) .
قال الإمام أحمد: سألت أبا عمرو الشيباني عن أخنع اسم عند الله؟ فقال: أوضع اسم عند الله. وذكر ابن كثير حديث الشيخين في التفسير. وقال أبو داود: حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، قال معمر: وربما ذكر ابن المسيب، قال: كان النبي الله عليه وسلم الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان يقرؤن: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وأول من قرأها {ملك يوم الدين} مروان، قال أبو داود: هذا أصح من حديث الزهري عن أنس، والزهري عن سالم عن أبيه.
أخرجه ابن أبي داود من طريق أبي المطرف عن الزهري به دون ذكر ابن المسيب. وذكر والترمذي أن عبد الرزاق رواه عن معمر عن الزهري عن سعيد ابن المسيب مرفوعا به.
وأخرجه حفص بن عمر الدوري من طريق سليمان التيمي عن الزهري عن سعيد بن المسيب والبراء بن عازب مرفوعا به دون ذكر عثمان.
وهذه القراءة ثابتة قرأ بها عاصم والكسائي. وقد ذكر هذا الحديث ابن كثير من رواية ابن أبي داود ثم قال: مروان عنده علم بصحة ما قرأه لم يطلع عليه ابن شهاب.
قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} أشار في هذه الآية الكريمة إلى تحقيق معنى لا إله إلا الله لأن معناها مركب من أمرين: نفي وإثبات، فالنفي: خلع جميع المعبودات غير الله تعالى في جميع أنه العبادات، والإثبات: إفراد رب السماوات والأرض وحده بجميع أنواع العبادات على الوجه المشروع، وقد أشار إلى النفي من لا إله إلا الله بتقديم المعمول الذي هو (إياك) ، وقد تقرر في الأصول، في مبحث دليل الخطاب الذي هو مفهوم المخالفة، وفي المعاني في مبحث القصر: أن تقديم المعمول من صيغ الحصر، وأشار إلى الإثبات منها بقوله (نعبد)، وقد بين معناها المشار إليه هنا مفصلا في آيات أخر كقوله:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم} الآية (1) - فصرح بالإثبات منها بقوله: {اعْبُدُوا رَبَّكُم} وصرح بالنفي منها في آخر الآية الكريمة بقوله: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (2) وكقوله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (3) فصرح بالإثبات بقوله: {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ} وبالنفي: بقوله: {وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (4) .
وأخرج مسلم بإسناده عن أبي هريرة مرفوعا في الحديث القدسي المتقدم: "فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين. قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل".
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة في قوله:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قال: يأمركم أن تخلصوا له العبادة، وأن تستعينوه على أمركم.
ورجاله ثقات إلا عبد الوهاب فصدوق وهو ابن عطاء الخفاف صدوق ربما أخطأ ومن مدلسي المرتبة الثالثة الذين لا يقبل تدليسهم إلا إذا صرحوا بالسماع وهو معروف بصحبة سعيد بن أبي عروبة وكتب كتبه لأنه كان مستملي سعيد، وروايته عن سعيد قديمة قبل الاختلاط. وأما سعيد بن أبي عروبة ثقة ولكنه مدلس إلا أنه من المرتبة الثانية فلا يضر وخصوصا أنه أثبت الناس في قتادة بل قد روى البخاري له في الصحيح في كتاب التفسير عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة. وقد سئل ابن معين: أيما أحب إليك تفسير سعيد عن قتادة أو تفسير شيبان عن قتادة؟ فقال: سعيد. ونقل الذهبي عن أحمد بن حنبل قال: زعموا أن سعيد بن أبي عروبة قال: لم أكتب إلا تفسير قتادة، وذلك أن أبا معشر كتب إليَّ أن اكتبه. فالإِسناد حسن إلى قتادة.
وقال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي لا نطلب العون إلا منك وحدك، لأن الأمر كله بيدك وحدك لا يملك أحد منه معك مثقال ذرة، وإتيانه بقوله:{وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} بعد قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} فيه إشارة إلى أنه لا ينبغي أن يتوكل إلا على من يستحق العبادة ة لأن غيره ليس بيده الأمر، وهذا المعنى المشار إليه هنا جاء مبينا واضحا في آيات أخر كقوله:{فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْه} (1) الآية - وقوله: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ: حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْت} الآية (2) - وقوله: {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً} (3) وقوله: {قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا} (4) إلى غير ذلك من الآيات.
قوله تعالى: {اهْدِنَا}
أي ارشدنا ووفقنا. قال الأدفوي: (هدى) أرشد كما قال جل ثناؤه: {وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ} (5) .
و (هدى) : بين. كما قال جل ثناؤه: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ} (6) .
و (هدى) : بمعنى ألهم. كما قال تبارك اسمه: {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} (1) . أي ألهمه مصلحته وقيل إتيان الأنثى، و (هدى) : بمعنى دعا. كما قال جل ثناؤه: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} (2)، وأصل هذا كله: أرشد، ويكون (هدى) : بمعنى وفق ومنه {وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (3) . لا يوفقهم ولا يشرح للحق والإيمان صدورهم. أهـ.
قوله تعالى: {الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}
وهو: دين الإسلام. وقد بين الله تعالى ذلك في قوله: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (4) . فقد ذكر الله عز وجل أن الصراط المستقيم هو دين إبراهيم كما في الآية الأولى ثم بين أن هذا الدين هو الإسلام كما في الآية الثانية، وقد ثبت هذا التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الإمام أحمد: ثنا الحسن بن سوار أبو العلاء، ثنا ليث يعني: ابن سعد، عن معاوية بن صالح أن عبد الرحمن بن جبير حدثه عن أبيه عن النواس ابن سمعان الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر حديثا طويلا والشاهد فيه: والصراط: الإسلام.
وأخرجه الإِمام أحمد (5) أيضا والترمذي وحسنه، والنسائي (6) ، كلهم من طريق خالد بن معدان عن جبير بن نفير به مختصرا، وأخرجه الطبري وابن أبي حاتم (7) والآجري (8) من طريق معاوية ابن صالح عن عبد الرحمن بن جبير به باختصار فذكروا الشاهد نفسه.
وذكره ابن كثير ثم قال: وهو إسناد حسن صحيح. وصححه أيضا السيوطي (9) والألباني. كما ثبت أيضا عن أبي العالية فيما أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن عاصم عن أبي العالية.
وإسناده حسن.
قوله تعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}
والذين أنعم الله عليهم هم: الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون، قال الله تعالى:{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} (1) .
قوله تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم}
والمغضوب عليهم هم: اليهود. قال الله تعالى فيهم: {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} (2) . وقال أيضا: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} (3) . وثبت ذلك أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام أحمد: ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن بديل العقيلي، أخبرني عبد الله بن شقيق أنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى وهو على فرسه فسأله رجل من بلقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من هؤلاء؟ "قال: "هؤلاء المغضوب عليهم وأشار إلى اليهود". قال: "فمن هؤلاء؟ "قال: "هؤلاء الضالين يعني النصارى"، قال وجاءه رجل فقال: استشهد مولاك أو قال غلامك فلان قال: "بل يجر إلى النار في عباءة غلَّها"(1) . وأخرجه الطبري من طريق عبد الرزاق به وصححه أحمد شاكر، وذكر ابن كثير رواية ابن مردويه من طريق إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن أبي ذر مرفوعا مقتصرا على الشاهد. وذكر الحافظ ابن حجر رواية ابن مر دويه وحسن الإسناد. وأخرجه أحمد (2) والترمذي من طريق سماك بن حرب قال: سمعت عباد بن حبيش يحدث عن عدي بن حاتم فذكره مرفوعا ومطولا، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب. وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق سماك أيضا به. ولكن الطبري أخرجه من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عدي مقتصرا على الشاهد.
قوله تعالى: {وَلا الضَّالِّينَ}
والضالون: هم النصارى كما قال تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} (3) .
وهؤلاء هم النصارى كما صرح بذلك الطبري (1) وابن كثير. بل قال ابن كثير: وأخص أوصاف النصارى الضلال. وأيضا فإن السياق يدل على أنهم النصارى لأن الآيات التي قبلها صريحة في النصارى قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيح
…
} (2) . وقال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ
…
} (3) . وثبت هذا التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المراد بالضالين هم: النصارى. كما تقدم من حديث أبي ذر وعدي بن حاتم، وقال ابن أبي حاتم بعد أن ساق حديث عدي: ولا أعلم بين المفسرين في هذا الحرف اختلافا. وقال أبو الليث السمرقندي: وقد أجمع المفسرون أن المغضوب عليهم أراد به اليهود، والضالين أراد به النصارى.
ذكر آمين وفضلها
أخرج الشيخان بسنديهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين، فقولوا آمين، فمن وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه"(4) .
وأخرج مسلم بسنده عن حطان بن عبد الله الرقاشي، قال: صليت مع أبي موسى الأشعري صلاة، فلما كان عند القعدة قال رجل من القوم: أقرت (5) الصلاة بالبر والزكاة؟ قال: فلما قضى أبو موسى الصلاة وسلم انصرف، فقال: أيكم القائل كلمة كذا وكذا؟ قالت: فأرمَّ القوم (6)، ثم قال: أيكم القائل كلمة كذا وكذا؟ فأرمَّ القوم فقال: لعلك ياحطان قلتها قال: ما قلتها ولقد رهبت أن تبكعني (7) ، بها فقال رجل من القوم أنا قلتها، ولم أرد بها إلا الخير، فقال أبو موسى: أما تعلمون كيف تقولون في صلاتكم؟ إن رسول الله الله عليه وسلم الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا، فقال:"إذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا، وإذا قال: غير المغضوب عليه ولا الضالين، فقولوا: آمين. يجبكم الله......."(8) .
قال الإمام أحمد ثنا علي بن عاصم، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عمر بن قيس، عن محمد بن الأشعث، عن عائشة قالت: بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم استأذن رجل من اليهود، فأذن له فقال:"السام عليك"، فقال النبي:"وعليك". قالت: "فهممت أن أتكلم"، قالت: ثم دخل الثانية فقال مثل ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"وعليك". قالت: "ثم دخل الثالثة فقال: السام عليك، قالت: بل السام عليكم وغضب الله إخوان القردة والخنازير، أتحيون رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لم يحيه به الله؟ "قالت: فنظر إليَّ فقال: "مه إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، قالوا قولا فرددناه عليهم فلم يضرنا شيئا ولزمهم إلى يوم القيامة إنه لا يحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على يوم الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها وعلى قولنا خلف الإمام آمين"(1) .
أخرجه ابن ماجة من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن عائشة مرفوعا مقتصرا على الشاهد بلفظ "ماحسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين"(2) .
وصحح المنذري (3) والبوصيري (4) إسناد ابن ماجة، وذكر المنذري أن الطبراني رواه في المعجم الأوسط بإسناد حسن.
---
المراد بالتأويل: التفسير. وما ذكر اقتباس من الحديث الثابت في دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما:"اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل". رواه أحمد في المسند 1/328.
الإِسراء 9.
(5)
وقد صنف فضيلة د. فهد الرومي في هذا الموضوع كتاباً بعنوان: منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير.
ولا أدعي أن هذه الروايات وصلت مرتبة الصحيحين إلا أن جزءاً كبيراً مأخوذ من الصحيحين أومن كتب أسانيدها على شرطهما أو على شرط أحدهما وذلك في مجال التفسير النبوي.
(6)
سورة الحجر 9.
سورة القيامة 17- 19.
(7)
سورة فصلت 3.
(1)
سورة البقرة 219. وقال الطبري عند هذه الآية:"أي كما بينت لكم أعلامي وحججي وهي (آياته) في هذه السورة، وعرفتكم فيها ما فيه خلاصكم من عقابي وبينت لكم حدودي وفرائضي، ونبهتكم فيها على الأدلة على وحدانيتي، ثم على حجج رسولي إليكم، فأرشدتكم إلى ظهور الهدي فكذلك أبين لكم في سائر كتابي الذي أنزلته على نبيي محمد صلى الله عليه وسلم آياتي وحججي وأوضحها لكم لتتفكروا في وعدي ووعيدي وثوابي وعقابي
…
" (التفسير 1 / 347- 348) .
(2)
سورة الأحزاب 21.
(3)
سورة النحل 44.
سورة النساء165.
(4)
قاله أبن أبي حاتم في مقدمة الجرح والتعديل ص 2.
انظر مقدمة في أصول التفسير ص 40، 41 والإتقان 2/ 239.
أنظر مقدمة في أصول التفسير ص 10.
(5)
مجموع فتاوى ابن تيميه 13/28،29.
(6)
أخرجه من طريق محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المروزي قال: سمعت أبي يقول: حدثنا الحسين بن واقد، قال: حدثنا الأعمش عن شقيق، عن ابن مسعود به (التفسير رقم 18) ، وأخرجه البيهقي (شعب الإيمان 4/ 510 رقم 1801) والحاكم من طريق أبي عبد الرحمن عن ابن مسعود بنحوه وصححه الحاكم ووافقه الذهبي (المستدرك 1/557) .
(7)
قوله سدساً: صحفت في فتح الباري إلى سبعاً وانظر فتح الباري 12/ 21 وقارن مع الدارمي 2/354.
(8)
فتح الباري 12/ 21 وسنن الدارمي كتاب الفرائض- باب قول علي في الجد 2/ 354.
(9)
ذكر ابن حبان مشاهير التابعين في مكة والمدينة والبصرة والكوفة ومصر واليمن (انظر مشاهير علماء الأمصار ص 62، 81، 87، 99، 119، 122) .
ذكره علي بن المديني عن يحيى بن سعيد (علل الحديث ومعرفة الرجال ص 48،49،54) .
(10)
ذكره علي بن المديني (المصدر السابق ص44) .
(11)
أخرجه عن أبي كريب قال حدثنا طلق بن غنام، عن عثمان المكي، عن ابن أبى مليكة به (التفسير رقم107) .
(12)
انظر مقدمة في أصول التفسير ص 44.
(13)
التفسير رقم 108.
(14)
المستدرك 2/ 279.
السنن- باب من رخص في كتابة العلم 1/128.
(1)
المصدر السابق والطبقات الكبرى 6/257.
المحدث الفاصل ص371.
تقييد العلم 102.
(2)
السنن1/128.
تقييد العلم ص102، 103.
(3)
البقرة 223.
(4)
التفسير1/465.
(5)
أخرجه عن يحيى بن إبراهيم المسعودي عن أبيه عن أبيه، عن جده عن الأعمش عن مسلم عن مسروق به (التفسير رقم 84) .
(6)
النساء 93.
(7)
صحيح البخاري- التفسير- سورة النساء- باب {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم} . رقم 4590. وصحيح مسلم، التفسير رقم 3023.
(8)
ذكره أبو حيان في البحر المحيط 1/13 وروى ابن عبد البر نحوه في جامع بيان العلم وفضله – باب ذكر الرحلة في طلب العلم 1/94.
(9)
الرحلة في طلب الحديث ص 92.
(10)
المصدر السابق ص 93 وأخرجه أبو نعيم بنحوه (حلية الأولياء2/220) .
(11)
الطبقات الكبرى 7/113.
الرحلة في طلب الحديث ص 93.
(12)
ذكره ابن الجزري في غاية النهاية 1/ 284 وذكره أبو عمرو الداني فيما نقله عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء 4/208.
(13)
أنظر المقدمة ص 50 ومجموع الفتاوى 13/374.
رواه ابن أبي حاتم عن أبيه في الجرح والتعديل 6/332.
(14)
السنن- باب من رخص في كتابة العلم 1/128.
تقييد العلم ص 105.
تقييد العلم ص 105.
(15)
حققه د. عبد الله محمود شحاتة وطبعته الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة.
نشرته مكتبة الدار بالمدينة المنورة.
(16)
أنظر الإتقان 2/ 6- 46.
(1)
كل هؤلاء المفسرين لهم تفاسير ذكرت في كتب طبقات المفسرين للسيوطي والداوودي وعمر نزيه التركي- باللغة التركية- ومعجم المفسرين لرضا كحالة وكتب فهارس التراث مثل كشف الظنون وفهرست ابن النديم وتاريخ التراث لسزكين وكتب الإجازات مثل المعجم المفهرس لابن حجرخ وللمزيد عن هذه التفاسير وطريقتي في استخراجها من مظانها أنظر مقدمتي لتفسير ابن أبي حاتم- المجلد الثاني- والقواعد المنهجية في التنقيب عن المفقود من الأجزاء والكتب التراثية.
(2)
مطبوع في جزء واحد.
نشرت مكتبة الدار بالمدينة المنورة هذه القطع ضمن جزء في التفسير.
(3)
نشرت مكتبة الدار بالمدينة المنورة هذه القطع ضمن جزء في التفسير.
(4)
نشرت مكتبة الدار بالمدينة المنورة هذه القطع ضمن جزء في التفسير.
(5)
توجد منه أجزاء مخطوطة في المغرب وقد حققتْ في تونس، وهذه التفاسير المتقدمة ذكرت في المصادر السابقة في حاشية القائمة السابقة ويضاف إليها الرسالة المستطرفة ومفتاح السعادة ومصباح السعادة.
انظر التفسير 2/ 192.
(6)
انظر سير أعلام النبلاء 8/80.
(7)
المعجم المفهرس ل 44 ب.
صلة الخلف بموصول السلف ص 43، 44.
(8)
توجد منه قطعة في حواشي تفسير ابن أبي حاتم في المجلد الثاني.
(9)
توجد منه قطعة في ألمانيا الشرقية- مكتبة جوتا. وقد اتحفني الشيخ عاصم قاريء بوريقات منه.
يوجد نصفه تقريباً وقد حقق في جامعة أم القرى.
(10)
العجاب في بيان الأسباب د- 3.
انظر تفسير سورة آل عمران رقم 181-198 عند قوله تعالى {وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَة} .
(11)
طبقات الحنابلة 1/183
(12)
تاريخ بغداد 9/ 375.
(13)
سير أعلام النبلاء 13/328، 329.
(14)
ص 23 من مقدمة أحمد شاكر لمسند أحمد
(15)
مناقب الإمام أحمدص 248.
(16)
الفهرست ص 285.
(17)
الفتاوي 6/ 389، 13/ 355 ودرء تعارض العقل والنقل 4/228
(18)
طبقات المفسرين 2/22
(1)
الجوهر المحصل في مناقب الإمام أحمد في بداية عرضه لمؤلفات الإمام أحمد في بداية عرضه لمؤلفات الإمام أحمد.
صلة الخلف ص 39
سير أعلام النبلاء 13/522،329
(2)
/108-116
(3)
انظر مثلا تغليق التعليق 4/228 ومن أراد الاستزادة في إثبات وجود تفسير أحمد فليراجع مقدمتي لمرويات أحمد في التفسير ص 4- 11.
(4)
تاريخ الأدب العربي 3/ 179.
انظر تهذيب الكمال 1/425.
البداية والنهاية 11/52.
…
الصحاح 4/1670 والنهاية 1/409.
(5)
انظر وفيات الأعيان 4/279 وتهذيب الكمال 4/90،7/413 وسير أعلام النبلاء 13/277 وطبقات المفسرين 2/274.
(6)
نشر في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عدد 67/68.
(7)
انظر الفهرست ص268 وتاريخ بغداد 8/369 والتحبير في المعجم الكبير 2/90 وطبقات المفسرين 1/103.
(8)
تذكرة الحافظ 2/701.
(9)
تهذيب التهذيب 10/281 وطبقات المفسرين 1/7.
(10)
انظر سير أعلام النبلاء13/ 281 ولسان الميزان 3/ 295.
(11)
انظر تاريخ بغداد 9/ 4 46 والمنهج الأحمد 2/ 15 وطبقات المفسرين 1/ 336، 337.
(12)
عمدة القاري 19/ 4 1، 22، 8/283،18/153،218
(13)
انظر تاريخ بغداد 11/267.
(14)
الرسالة المستطرفة ص 76، 77.
(15)
انظر العجاب د- 0 1 وانظر ترجمته في الضعفاء الكبير4/76 والمجروحين 2/225 والكامل في الضعفاء ص 2127.
(16)
انظر العجاب د- 0 اوانظر ترجمته في الضعفاء الكبير 4/126 والمجروحين2/286 والكامل 1266.
(17)
انظر العجاب د- 0 1 وانظر ترجمته في المجروحين 1/270 وميزان الاعتدال 2/ 200
العجاب د-16 وأنظر ترجمته في الضعفاء الكبير4/228 والمجروحين 2/14والكامل 2427.
(18)
انظر تذكرة الحفاظ 2/ 701.
(19)
انظر تهذيب التهذيب 10/ 281
انظر تاريخ الخلفاء ص 293.
(20)
انظر بحوث في تاريخ السنة المشرفة ص 48-50.
(21)
المقدمة- باب بيان أن الإسناد من الدين 1/15
(1)
رواه السخاوي من طريق أبي العباس الدغولي عنه (فتح المغيث 3/3) .
(2)
تقدمة الجرح والتعديل ص هـ.
ساق أغلب أسانيده في مقدمة كتابه 0
(3)
انظر الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 274- 276 والأعلام 3/ 292.
(4)
طبعته ونشرته مكتبة الدار بالمدينة المنورة.
(5)
وهو المنسوب إلى مجاهد انظر استدراكات على كتاب التراث العربي في كتب التفسير والقراءات بقلمي نشر في مجلة الجامعة الإسلامية عدد 85-100 ص 182- 186.
(6)
يوجد نصفه تقريبا وقد حقق بجامعة أم القرى لنيل ثلاث عشرة رسالة دكتوراه وماجستير.
(7)
يوجد قطعة منهما في حواشي تفسير ابن أبي حاتم المجلد الثاني.
(8)
يوجد نصفه وقد صورته عن صورة من مكتبة الشيخ حماد الأنصاري حفظه الله عن نسخة الإسكندرية بمصر.
(9)
توجد قطعة منه في مكتبة الشيخ حماد الأنصاري حفظه الله.
(10)
يحقق بجامعة أم القرى وقد أتحفني الأخ د. عبد العزيز العثيم بقطعة منه.
مقدمة في أصول التفسير ص 39.
أخرجه أبو داود في السنن- كتاب السنة- باب في لزوم السنة رقم 4604 وما ذكرته قطعة من الحديث وصححه الشيخ الألباني في مشكاة المصابيح 1/58وصحيح الجامع الصغير 2/ 375.
(11)
البرهان في علوم القرآن2/156.
قوله (من القرآن) كذا في الأصل ولعلها القرائن.
(12)
مقدمة في أصول التفسير ص 40.
تقدمة الجرح والتعديل ص 2.
(13)
انظر مثلا: المنتحب من أسانيد التفسير الثابتة عن ابن عباس بقلمي وانظر الأسانيد الواردة في آخر هذه المقدمة.
(14)
المصدر السابق ص 45،44.
(15)
انظر تاريخ التراث العربي 1/71-75.
(16)
مثلا: (133/5، 134) .
(17)
انظر مثلا: كتاب الصلاة- باب من قال أربع ركعات رقم 1182.
(18)
انظر مثلا: التفسير- باب ومن سورة الإِخلاص رقم 3364،
(19)
انظر مثلا: (30/342) .
(20)
انظر مثلا: سورة البقرة الجزء الثاني رقم 28.
(21)
انظر مثلا ص 41.
(22)
انظر مثلا: (2/540) .
(1)
انظر مثلا: ص 262.
انظر مثلا: ص 32.
(2)
انظر مثلا: الكشف والبيان ل 6 أ.
(3)
انظر مثلا: (4/421) .
(4)
انظر مقدمة ابن أبي حاتم في التفسير
(5)
قارن فتح الباري 8/172مع تفسير ابن أبي حاتم سورة البقرة الجزء الثاني رقم 28.
انظر تفسير ابن أبي حاتم سورة البقرة الجزء الأول رقم 1083 وقارن مع العجاب في بيان الأسباب ص 127.
(6)
انظر مثلا: المستدرك 2/ 2766، 323، 401، 0 4 5.
(7)
الإتقان 2/ 242.
(8)
صحيح سنن الترمذي سورة الإخلاص رقم 2680 0
(9)
قوله طريق سقط من الأصل.
(10)
انظر دقائق التفسير 5/ 304.
(11)
انظر دقائق التفسير 5/ 304.
(12)
أي بإسناد ابن عبد البر.
(13)
انظر درء تعارض العقل والنقل 8/438.
(14)
انظر التقريب رقم 8019 وتهذيب التهذيب 12/ 56، 57.
(15)
انظر التقريب رقم 8812وتهذيب التهذيب 3/238، 239.
(16)
انظر التقريب رقم 1953 وتهذيب التهذيب 3/ 284.
(17)
مقدمة تفسير ابن أبي حاتم ص 145.
(18)
آل عمران 12.
(19)
التفسير. رقم 6666.
(20)
فتح الباري 7/332
(21)
انظر العجاب في بيان الأسباب ل 36ب.
(22)
التفسير 2/13،12.
انظر تفسير ابن أبي حاتم رقم911،979، 1081، 1088 مع التخريج لأن المحقق ذكر مواضع النصوص في مسيرة ابن هشام وقارن مع تفسير الطبري رقم1520، 1521،1637، 1638، 1639، 1640
(23)
التفسير سورة آل عمران رقم 1954
فتح الباري 8/ 231.
(24)
ص 62.
(25)
الإتقان 2/ 242.
(26)
انظر مثلا1/76، 81، 114.
(27)
ميزان الاعتدال 4/ 26.
(28)
التقريب ص 555.
(29)
التاريخ الكبير 1/ 225 والجرح والتعديل 8/ 88.
الثقات 7/ 392.
(30)
تفسير الطبري 1/219 في الحاشية.
(31)
انظر التنكيل بما في تأنيب الكوثر من الأباطيل1/438 مع الحاشية.
(32)
انظر رواة الحديث الذين سكت عليهم أئمة الجرح والتعديل ص 27.
(33)
المصدر السابق ص 189-193.
(1)
المصدر السابق ص 244-248 وانظر مقالاً بعنوان سكوت المتكلمين في الرجال عن الراوي الذي لم يجرح ولم يأت بمنكر بعد توثيقا له، نشر في مجلة كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود العدد الثاني عام 1399-1400هـ.
(2)
ق 5،6.
(3)
السنن- كتاب الخراج والإمارة والفيء- باب كيف كان إخراج اليهود من المدينة رقم 3001 وأخرج له رواية أخرى برقم 3002.
(4)
المصدر السابق رقم 3002.
(5)
4/233.
(6)
البقرة 94.
(7)
البقرة 95.
(8)
التفسير 1/227، 228.
المعجم الكبير 12/68 رقم 12498.
(9)
مجمع الزوائد 2/14.
(10)
سير أعلام النلاء9/ 245.
(11)
ميزان الاعتدال 4/478.
تاريخ بغداد 1/ 4 21- 234.
(12)
الجرح والتعديل 8/48.
(13)
الجرح والتعديل 8/48.
انظر تهذيب التهذيب 4/153،154.
(14)
ميزان الاعتدال 2/ 192 والتاريخ لابن معين 2/ 226.
(15)
موافقة الخبر الخبر ص392،393.
(16)
سورة البلد رقم 4.
تغليق التعليق 4/3.
(17)
6 /365.
(18)
الصحيح- التفسير- سورة النساء- باب ولكم نصف ما ترك أزواجكم رقم 4578.
(19)
انظر فتح الباري 8/ 243.
(20)
أي الأمة المتزوجة والرواية في جواز بيعها.
(21)
7/290 رقم 13218 باب بيع أمهات الأولاد.
(22)
موافقة الخبر الخبر في تخريج آثار المختصر ص 259
(23)
عمدة القاري 18/ 162 (4) صر 414)
(24)
سير أعلام البلاء 10/405-416.
(25)
ص 414
تهذيب التهذيب 7/ 340.
(26)
انظر المراسيل ص 140.
الناسخ والمنسوخ ص 13.
تفسير النسائي ص 79 والأموال 2/1 31 رقم 479.
ص د-9.
(27)
الإتقان 2/ 241.
(28)
الناسخ والمنسوخ ص 12وانظر فتح الباري 8/438 حيث نقل العبارة عن معاني القرآن للنحاس.
(29)
المصدر السابق المحقق 65/1.
المزمر 28.
(30)
الشريعة ص 77.
(31)
انظر الشريعة ص 78.
(32)
الإتقان 2/ 241.
(33)
انظر فتح الباري 8/438، 439.
(34)
المستدرك 3/23.
(1)
انظر مثلا التفسير رقم 1993.
(2)
في الأصل حسين وهو تصحيف والتصويب من رواية الطبري بعد هذه الرواية بعشر روايات ومما نقله ابن كثير عن الطبري وحصين هذا هو ابن عبد الرحمن السلمي أبو الهديل الكوفي معروف بالرواية عن عكرمة وبرواية هشيم بن بشير عنه (انظر تهذيب الكمال 6/ 519-521) .
(3)
التفسير 30/298.
(4)
التفسير8/508.
(5)
انظر فتح الباري 12/207.
(6)
انظر فتح الباري 6/ 364 وقارن مع تفسير الطبري 14/27ط. حلبي.
(7)
تهذيب التهذيب4/ 65.
(8)
الكامل ص 1233وانظر تهذيب التهذيب 4/ 63، 66.
(9)
سير أعلام البلاء 6/ 414، 415.
(10)
التاريخ 2/ 205.
(11)
تقدمة الجرح والتعديل ص 240.
(12)
الصحيح- التفسير- سورة البقرة- باب وعلم آدم الأسماء كلها رقم 4476، والمغازي- باب ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا
…
رقم 4068
(13)
عمدة القاري 17/ 417.
(14)
سير أعلام النبلاء 6/417.
(15)
الزهد ص 31.
(16)
العلو ص 71.
(17)
انظر مثلا سورة آل عمران رقم 288.
(18)
الجرح والتعديل 8/ 125.
(19)
انظر تهذيب التهذيب 5/133.
(20)
انظر مثلا التفسير- سورة آل عمران رقم 36.
(21)
الجرح والتعديل 8/168 وانظر غاية النهاية 2/ 324
(22)
انظر مثلا التفسير- سورة آل عمران رقم 39، 40.
(23)
تاريخ بغداد 13/48.
(24)
الصحيح- التفسير- سورة آل عمران- باب أمنة نعاسا رقم 4562.
(25)
المسند1/245، 2/392، 437،3/13، 260، 1 26، 4/28، 29، 6/294، 49 وقد أتحفني الزميل د. عامر حسن صبري بمعظم هذه المواضع.
(26)
انظر مثلا فتح الباري 4/ 255 وقارن مع تفسير عبد الرزاق ص 486.
انظر تهذيب التهذيب 1/243، 244.
(27)
انظر المراسيل ص 68ا- 175.
(28)
انظر مثلا تفسير الطبري رقم 225 وتفسير ابن أبي حاتم- سورة آل عمران- رقم 10.
انظر مثلا رقم 514.
(29)
انظر تاريخ بغداد 3/ 127.
سير أعلام النبلاء 6/ 125- 126.
(1)
الجرح والتعديل 5/203.
(2)
الفتاوى 17/ 409 وانظر دقائق التفسير 6/ 452.
(3)
انظر تهذيب التهذيب 6/ 54. 55 وسير أعلام النبلاء6/ 125.
(4)
انظر فتح الباري 2/ 355 والعجاب ص127 وقارن مع تفسير الطبري 1/193.
انظر تهذيب التهذيب 11/114، 115 وهدي الساري ص 450.
الأنفال 22.
(5)
الجرح والتعديل 3/158، 159.
(6)
انظر مثلا 4/4، 183، 187، 189، 235، 272، 216،218، 224، 5/345، 359، 360، 361.
(7)
انظر القاعدة الأولى من كتابي: القواعد المنهجية في التنقيب عن المفقود من الأجراء والكتب التراثية ص 30،31.
(8)
المصدر السابق ص 32.
(9)
ص 97.
(10)
سورة البقرة رقم 2527.
(11)
فتح الباري 8/ 196
(12)
انظر ميزان الاعتدال 2/ 129.
(13)
انظر ميزان الاعتدال 2/ 130.
(14)
التفسير 18/187.
التفسير 3/ 311 ط. المعرفة.
(15)
تهذيب الكمال ل 1658.
(16)
انظر ترجمته في المصدر السابق وتهذيب التهذيب 12/277، 278.
الطلاق 12.
(17)
انظر تفسير ابن كثير 4/ 385.
(18)
المسند 6178.
(19)
انظر فتح الباري (10/225) .
تفسير عبد الرزاق ص43.
الأعراف آية 200، وفصلت آية 36.
انظر فتح الباري- الأدب- باب ما ينهى عن السباب واللعن رقم 6048 وصحيح مسلم- البر والصلة والآداب- باب فضل من يملك نفسه عند الغضب رقم 2615.
(20)
النحل آية 98.
(21)
انظر تفسير القرطبي 1/86 وتفسير ابن كثير 1/32.
(22)
الأنعام آية 112.
(23)
المسند 5/179
(24)
صحيح الجامع الصغير 6/258.
(25)
المسند 3/50 وأخرجه الإمام أحمد من حديث عائشة (المسند 6/ 156) ، ومن حديث عبد الله بن مسعود (المسند 1/403، 454) ومن حديث أبي أمامة الباهلي نحوه (المسند 5/253) .
(26)
الآن- الصلاة- باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء رقم 764.
(27)
السنن- إقامة الصلاة- باب الاستعاذة في الصلاة رقم 807.
1/136 رقم 658.
(28)
1/30.
أحكام القرآن 1/87.
التفسير 1/111، وأخرجه الطبري عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب به (التفسير رقم 136) .
(1)
التفسير 1/34.
(2)
الملك آية هـ.
الصافات 7- 11.
الحجر 16-18.
(3)
التفسير 1/34.
(4)
انظر فتح الباري- فضائل القرآن- باب مد القراءة رقم 5046 (4) السنن- الحروف والقراءات رقم 4001
(5)
السنن- الحروف والقراءات رقم 4001.
(6)
المكتفى في الوقف والابتداء صح147
(7)
المكتفى في الوقف والابتداء صح147
المستدرك 1/232.
(8)
الصحيح- السلام- باب الطب والمرض والرقى رقم 2186.
(9)
المسند 5/59.
(10)
المسند 5/71، 365.
(11)
التفسير 1/38 والبداية والنهاية 1/ 60.
(12)
عمل اليوم والليلة رقم 554.
(13)
المستدرك 4/ 292.
(14)
صحيح الجامع الصغير 6/169.
تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب ص 114.
(15)
موافقة الخُبُر الخَبَر ص 76.
(16)
السنن- الصلاة- باب من جهر بها- أي البسملة- رقم 788.
(17)
التفسير 1/34.
(18)
أسباب النزول ص15.
(19)
المستدرك 1/ 231
(20)
كشف الأستار 3/ 40.
(21)
مجمع الزوائد 2/109،6/310
(22)
الأعراف آية (156) .
(23)
صحيح البخاري- التوحيد- باب قوله تعالى ((ويحذركم الله نفسه)) رقم 7404 وصحيح مسلم
- التوبة- باب في سعة رحمة الله تعالى رقم ا 5 27 وما بعده.
(24)
المصدر السابق رقم 19.
(25)
الصحيح- الأدب- باب جعل الله الرحمة في مائة جزء رقم 6000.
(26)
الصحيح- التوبة- باب في سعة رحمة الله تعالى رقم 2755.
(27)
الصحيح- الرقاق- باب الرجاء مع الخوف رقم 6469
(28)
انظر تفسير القرطبي 1/104 وتفسير ابن كثير 1/42.
(29)
المسند رقم 1639.
المسند 2/498.
(30)
صحيح الجامع الصغير 4/115 والمسند رقم 9 5 16.
(31)
المستدرك 4/ 157.د
المسند رقم 1686.
(32)
السنن- الزكاة- باب في صلة الرحم رقم 1694
(33)
السنن- البر والصلة- باب ما جاء في قطيعة الرحم رقم 1907.
السنن- البر والصلة- باب ما جاء في قطيعة الرحم رقم 1907.
(1)
التفسير الصحيح رقم 1
(2)
الصحيح- صلاة المسافرين- باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة رقم 806 0
(3)
الصحيح- التفسير- سورة الحج- باب فضل ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم 8/ 381 رقم 470 وفي كتاب فضائل القرآن- باب فضل فاتحة الكتاب رقم 5006.
(4)
الصحيح- فصائل القرآن- باب فضل الفاتحة رقم 5007
(5)
كتاب الطهارة- باب فضل الوضوء رقم 223.
(6)
السنن- الدعاء- باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة رقم 3383.
(7)
السنن- الأدب- باب فضل الحامدين رقم 3800.
(8)
صحيح سنن ابن ماجة 2/ 319 رقم 3.63 وسلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 1497.
(9)
الشكر ص 21.
(10)
فضيلة الشكر لله على نعمه ص35.
(11)
موارد الظمآن رقم 2326.
(12)
السنن- الأدب- باب الهدىَ في الكلام رقم 4840.
(13)
المصنف- الأدب- باب ما قالوا فيما يستحب أن يبدأ به الكلام 9/115 رقم 6734.
(14)
عمل اليوم والليلة رقم 494.
(15)
السنن- النكاح- باب خطبة النكاح رقم 1984.
(16)
الإِحسان بترتيب صحيح ابن حبان 2/102وموارد الظمآن رقم 378 و1993.
(17)
السنن- الصلاة 1/ 229.
السنن الكبرى 3/209 وشعب الإِيمان كما ذكره الزيلعي في تخريجه لأحاديث الكشاف
(18)
السنن- الصلاة1/ 229.
(19)
ضعيف الجامع الصحيح 4/147.
(20)
الأذكار ص94.
(21)
انظر الفتوحات الربانية على الأذكار النبوية 3/288 و/6/63.
(22)
طبقات الشافعية الكبرى 1 / 7، 12، 15.
(23)
الجامع الصغير بشرح القدير 5/13.
(24)
كشف الخفاء2/119.
(25)
الروم 18.
(26)
القصص 70.
(27)
سبأ 1.
(28)
أضواء البيان 1 / 101.
(29)
التفسير رقم 153.
(30)
التفسير رقم 10.
(31)
التقريب ص 259
(32)
شروط الأئمة الستة ص 12.
(33)
التفسير 1/37.
الشعراء آية 23.
(34)
التفسير رقم (163)
(1)
الصحيح- الصلاة- باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة رقم 395. وقد قطعت هذا الحديث حسب موافقته لآيات سورة الفاتحة كصنيع ابن أبي حاتم الرازي في تفسيره.
(2)
الانفطار آية 19.
(3)
التفسير 1/157 رقم 26.
(4)
التفسير- سورة الفاتحة الفتح 8/ 156.
(5)
انظر تعليق التعليق 4/ 171.
(6)
الصحيح- الصلاة- باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة رقم ك 39.
(7)
فتح الباري- الأدب- باب أبغض الأسماء إلى الله رقم 6205، وصحيح مسلم- الآداب- باب التسمي بملك الأملاك رقم 2143.
(8)
المسند رقم في 732.
(9)
1/31. سقطت هذه الرواية من طبعة الشعر لتفسير ابن كثير.
(10)
السنن- الحروف القراءات رقم 4000.
(11)
المصاحف ص 93.
(12)
السنن- القراءات- باب في فاتحة الكتاب 5/186.
(13)
جزء من قراءات النبي صلى الله عليه وسلم رقم (1) بتحقيقي.
(14)
انظر التيسير 18 والإِقناع صر 93 د.
(15)
التفسير/40.
(16)
البقرة 21، 22.
(17)
البقرة 21، 22.
(18)
النحل 36.
(19)
أضواء البيان 1/103.
(20)
التفسير 1/158 رقم 29.
(21)
انظر تهذيب التهذيب 6/450، 431.
(22)
باب سورة آل عمران قوله تعالى (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة) 5/127، وانظر عمدة القاري 17/ 155.
(23)
التاريخ 2/ 205.
(24)
سير أعلا االنبلاء6/417.
(25)
هود 123.
(26)
التوبة 129.
(27)
المزمل 9.
(28)
الملك 29.
(29)
أضواء البيان 1/104.
(30)
سورة صر 22.
(31)
سورة فصلت 17.
(32)
سورة طه.
(33)
سورة الرعد 7.
(34)
سورة البقرة 8 ك 2.
(35)
تفسير الأدفوي ص587- 598.
(36)
الأنعام 161- 163.
(37)
المسند 4/182، 183.
المسند 4/182، 183.
(38)
سنن الترمذي- أبواب الأمثال، رقم 3019.
(39)
تفسير النسائي ص 89.
(40)
التفسير رقم 187.
(41)
التفسير رقم 33.
(42)
الشريعة ص 12.
(43)
1/43.
(1)
الجامع الصغير بشرح فيض القدير 4/ 254.
(2)
صحيح الجامع الصغير 4/4.
(3)
المصنف 11/367 رقم 20758.
(4)
سورة البقرة 90.
سورة المائدة 60، وانظر تفسير الطبريَ 1/ 185، وأضواء البيان 1/106.
(5)
التفسير رقم 198.
(6)
المسند 5 /32، 33 و 5/77.
(7)
التفسير رقم 198.
(8)
التفسير 1/46
(9)
فتح الباري 8/ 139.
(10)
المسند 4/ 384، 379.
(11)
السنن- التفسير- باب ومن سورة الفاتحة 3/ 2.2، 203.
(12)
التفسير رقم 41.
(13)
التفسير رقم 207.
(14)
سورة المائدة 77.
(15)
التفسير 10/487.
(16)
التفسير 3/148، 149.
(17)
سورة المائدة 72، 73.
(18)
سورة المائدة 72، 73.
(19)
التفسير 1/163.
(20)
بحر العلوم 1/242.
(21)
صحيح البخاري- التفسير- باب غير المغضوب عليهم ولا الضالين 8/159 رقم 4475 وصحيح مسلم- الصلاة- باب التسميع والتحميد والتأمين رقم 410.
(22)
قوله: أقرت أي قرنت بها وأقرت معهما.
(23)
قوله فأرمَّ القوم أي سكتوا ولم يجيبوا.
(24)
قوله: ولقد رهبت أن تبكعني بها: أي خفت أن تستقبلني بما أكره. قال ابن الأثير: البكع نحو التقريع، وفسره النووي بالتبكيت والتوبيخ. أهـ. وهده المعاني أفدتها من حاشية صحيح مسلم.
(25)
الصحيح- الصلاة- باب التشهد في الصلاة رقم 404.
(26)
المسند 6/134، 135.
(27)
السنن- إقامة الصلاة- باب الجهر بآمين رقم 856.
(28)
الترغيب والترهيب- الصلاة- باب الترغيب في التأمين خلف الإمام 1/328.
(29)
مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة 1/106.
الجزء الثالث
من كتاب ناسخ الحديث ومنسوخه
أبي بكر أحمد بن محمد بن هاني الطائي الأثرم
مما رواه عنه أبو الحسن علي بن يعقوب بن إبراهيم الكوسج
رواية أبي الحسين علي بن محمد بن سعيد الموصلي الخفاف
عنه رواية الشيخ أبي جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلمة
عنه أبي الحسين محمد عبد الله بن أخي ميمي إجازة عنه
تحقيق
د. أحمد بن عبد الله الزهراني
أستاذ مساعد بكلية القرآن الكريم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد:
فإن الاعتناء بكتب السلف وإخراجها للناس لكي يستفيدوا منها أمرٌ مهم، وخاصة من كان منهم سليم المعتقد، وشهد له أئمة الجرح والتعديل بالخير والصلاح والإمامة في الدين.
ولقد يسر الله تعالى لي رحلة علمية إلى بلاد مصر عام 1396هـ وزرت المكتبة الوطنية المصرية فوقع نظري على كتاب الناسخ والمنسوخ في الحديث للحافظ أبي بكر الأثرم فسجلتُ رقمه واحتفظتُ به حتى يسر الله تعالى لي تحقيقه فله الحمد أولاً وآخراً. وكان عملي فيه على قسمين:
القسم الأول: ترجمتُ للمؤلف أبي بكر الأثرم وذلك بذكر مولده ووفاته، وذكرتُ أقوال أهل العلم فيه وتحدثتُ باختصار على مؤلفاته، وجمعتُ شيوخه من كتب التراجم وذكرتهم مرتبين على حروف المعجم لكي يستفيد من ذلك من له عناية بذلك، أما تلامذته فقد جمعهم الحافظ المزي في تهذيبه ولم أقف على زيادة عليه فلم أر ذكرهم هنا ومن أراد الوقوف عليهم فليرجع إلى تهذيب الكمال للحافظ المزي.
كما بينتُ منهج الأثرم رحمه الله في هذا الجزء من كتابه وذكرتُ وصف النسخة.
أما القسم الثاني: فهو يتعلق بتحقيق النص وإخراجه وقد أتّبعت فيه الخطوات التالية:
1-
نسختُ النص على نسخة فريدة.
2-
خرّجتُ الأحاديث من المصادر العلمية المعتبرة.
3-
ترجمتُ لرجال الإِسناد باختصار مراعياً في ذلك التأكد من الوصل أو
الانقطاع بين الشيخ وتلميذه أو التلميذ وشيخه، فإذا ذكرت العلم المترجم له أذكر شيخه وتلميذه وأنه أخذ هذا عن هذا كما ذكرت سنة الوفاة إن وجدت والحكم عليه.
واقتصرت في مصادر الترجمة على تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب والتقريب إذا كان الرجل من رجال الكتب الستة.
أما الصحابة رضي الله عنهم فإنني رجعتُ في تراجمهم إلى الكتب المتخصصة فيهم كالاستيعاب، وأسد الغابة، والإصابة.
4-
حكمتُ على الإسناد أحياناً، وأحياناً أكتفي بذكر أقوال أهل العلم في ذلك.
5-
علقتُ على بعض المسائل العلمية باختصار كمسألة الخروج على الأئمة حيث ذكرتُ بعض النصوص الشرعية الصحيحة الواردة في ذلك، ولخصتُ مذهبَ أهل السنة والجماعة في المسألة.
6-
يذكر الأثرم- رحمه الله أحياناً عدداً من الصحابة خلف بعضهم ثم يذكر في آخرهم متن الحديث وهذا من باب الاختصار كما بينتُ في منهجه كما سيأتي- إن شاء الله- وقد قمتُ بتخريج أحاديث أولئك الذين ذكرهم من الكتب المعتبرة.
7-
بينتُ الغريب من مصادره وهو قليلٌ نادر.
8-
جعلتُ لكل باب من أبواب الكتاب أرقاماً مستقلة ومتسلسلة في الوقت نفسه.
9-
جعلتُ فهرساً للأعلام المترجم لهم.
10-
جعلتُ فهرساً للموضوعات.
11-
جعلتُ قائمة بأسماء المراجع.
وفي الختام هذا جهد المقل فإن وفقت فيما سطرت وكتبت فذلك من الله
وحده فله الحمد والشكر على ذلك، وإن كان غير ذلك فهو من طبيعة البشر واستغفر الله وأتوب إليه.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أشكر الأخ الدكتور/ عايد الحربي زميلي في كلية القرآن الكريم الذي قام مشكوراً بإجابة طلبي في تصوير هذه النسخة من دار الكتب المصرية وإرسالها إليّ.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
…
كتبه وحرره
(أبو عاصم) أحمد بن عبد الله الزهراني
كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
ترجمة أبي بكر الأثرم
هو أبو بكر أحمد بن هاني الطائي الإِسكافي (1) البغدادي ويقال الكلبي. الملقب بالأثرم. تلميذ الإمام أحمد، وصاحبه في حياته، والمدافع والوفي له بعد وفاته حتى أصبح راوية لبعض مسائله، كرع في العلم فارتوى ووازن فانتقى، معدود في صفوف الأئمة الأخيار، والجهابذة النقاد، والحفاظ المتقنين، ولد في القرن الثاني الهجري وعاش جل القرن الثالث الهجري فجمع بين فضل القرنين الثاني والثالث فأقرانه نجوم دجى- أصحاب الصحاح والمسانيد والسنن- وشيوخه كواكب سماء، حفظ الله بهم الملة، ودفع بهم الغّمة، ونفّس بهم الكربة، فكم من قتيل لإبليس أحيوه، وكم من تائه هدوه.
وصف الأثرم بالذكاء والفطنة والحرص على الطلب منذ صغره، وقد جمع- رحمه الله تعالى- بين ال فقه والاستنباط، والدليل من السنة والكتاب، وكتابه الناسخ والمنسوخ في الحديث من الشواهد على سعة علمه، وعمق فهمه، وحسن استنباطه.
ولد رحمه الله في دولة الرشيد، والتي دامت ثلاثة وعشرين عاماً ما بين سنة 170-193 هـ، ولم تثبت لديّ سنة ولادته ولا سنة وفاته كما سيأتي-إن شاء الله.
وقد شهد له بالنباهة والذكاء والفطنة وحسن الطلب أقرانه ومشايخه.
ذكر الخلال أن عاصم بن علي بن عاصم قدم بغداد فطلب رجلاً يخرج له فوائد يمليها فدلوه على أبي بكر الأثرم فلما رآه لم يقع منه موقعاً مرضياً لحداثة سنه. فقال الأثرم: أخرج كتبك فلما نظر فيها جعل يبين ما فيها من الخطأ والصواب، والصحيح والضعيف، فسر عاصم به وفرح.
قال الخلال:"وأملاه قريباً من خمسين مجلساً، فعرضت على أحمد بن حنبل، فقال: هذه أحاديث صحاح ".
وقال يحيى بن معين، ويحيى بن أيوب المقابري متعجبين من حفظه وذكائه وكان أحد أبويه جني.
وقال أبو يعلى: (أبو بكر جليل القدر، حافظ إمام
…
نقل عن إمامنا مسائل كثيرة، وصنفها ورتبها أبواباً) .
وقال أيضاً: وكان يعرف الحديث، ويحفظه، ويعلم العلوم والأبواب والمسند) .
وقال ابن حبان: (أصله من خراسان
…
روى عنه الناس وكان من خيار عباد الله، من أصحاب أحمد بن حنبل، روى عنه المسائل حدثنا عنه جماعة من شيوخن ا) .
وقال الخطيب البغدادي: (وكان الأثرم ممن يعد في الحفاظ والأذكياء
…
ومسائل أحمد بن حنبل تدل على علمه ومعرفته) .
وقال الذهبي: (أحد الأعلام، ومصنف السنن، وتلميذ الإمام أحمد
…
كان عالماً بتواليف ابن أبي شيبة لازمه مدة) .
وقال أيضاً: (وله كتاب نفيس في السنن يدل على إمامته وسعة حفظه) .
هذه بعض شهادات أهل العلم له، وقد نتج عن تعلمه وعلمه أن ألف بعض المصنفات العلمية، والتي أفاد منها من جاء بعده فمن ذلك:
1-
كتاب العلل:
قال الذهبي: (وله مصنف في علل الحديث) وقال في موطن آخر: (وله كتاب في العلل) .
والتصنيف في مثل هذا النوع من أنوع الدراية لا يقدم عليه ويلج أبوابه إلا الجهابذة من أهل العلم.
وكتاب الأثرم هذا أفاد منه الحافظ ابن رجب في شرحه لعلل الترمذ ي انظر الصفحات التالية:
105، 151، 203، 241، 272، 285، 328، 334، 345، 346، 347، 350، 351، 362، 365، 367، 375، 382، 392، 399، 405، 410، 412، 413، 414، 416، 417، 423، 425، 430، 433، 434، 439، 462، 478.
كما أفاد منه الحافظ المزي في كتابه القيم تهذيب الكمال في عدة مواضع منه انظر على سبيل المثال لا الحصر الصفحات التالية:
5/525، و8/ 2 51، و12/ 453، 13 /273، و14/ 331، و17/436،
و18/245 و22/69، و23/528، و28/200، و248، و539، 551، و29/81، و30/190، 220.
وأفاد منه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل انظر الصفحات التالية: 3/453، و4/333، و460، و6/63، و238، و7/140، و8/ 148، 174، 178، 381، و9/60.
كما أفاد منه الخطيب في تاريخه انظر: 13/161، و12/469، 10/241.
2-
كتاب السنن:
وهذا الكتاب أشاد به الحافظ الذهبي رحمه الله ووصفه بأنه كتاب نفيس، وأنه يدل على إمامة وسعة حفظ صا حبه.
وهو كتاب مفقود، وقد أفاد منه الحافظ ابن قدامة في كتابه القيم (المغ ني) ف ي عدة مواضع منه انظر الصفحات التالية:
2/ 51، و4/7، و 4/22، 399، وه /166، 185، 450 و6/107، و8/ 139، 303.
3-
المسائل الفقهية عن الإمام أحمد رحمه الله.
أشار إليها أبو يعلى في طبقاته فقال: (نقل عن إمامنا مسائل كثيرة وصنفها ورتبها أبواباً) وذكر بعضها.
4-
كتاب ناسخ الحديث ومنسوخه.
وهو يتكون من ثلاثة أجزاء فقد منه الأول والثاني، وبقي الجزء الثالث، وهو هذا الذي قمت بتحقيقه وهو موجود بدار الكتب المصرية تحت الرقم 1587 حديث، وسيأتي وصفه- إن شاء الله تعالى.
وقد أفاد منه ابن الجوزي رحمه الله في كتابه (إعلام العالم بعد رسوخه بحقائق ناسخ الحديث ومنسوخ هـ) في باب هدية الكافر.
كما أفاد منه الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه شرح علل الترمذ ي فقال: (قال أبو بكر الأثرم في كتاب الناسخ والمنسوخ
…
) ثم نقل بعض نصوصه.
ونقل الحافظ ابن حجر رحمه الله عنه في فتح الباري عدة نقولات: انظر10/84، و92، و93.
وكما شارك أبو بكر الأثرم في التأليف بالجمع والترتيب والتبويب والتصنيف، شارك أيضاً في مراسلة أهل الثغور برسالة قيمة تحمل في طياتها عدداً من التوجيهات، والنصائح والتوصيات، تدل على رجاحة عقله، وعمق فهمه، وغزارة علمه، وعلو مكانته، واهتمامه بواقع أمته، ذكر أبو يعلى طرفاً من تلك الرسالة في الطبقا ت) .
شيوخه وتلاميذه
تتلمذ أبو بكر الأثرم على مشايخ عدة بلغ مجموع الذين وقفت عليهم واحداً وثلاثين شيخاً، وسأذكرهم مرتبين على حروف المعجم:
1-
أحمد بن إسحاق الحضرمي.
2-
أحمد بن جوّاس الحنفي.
3-
أحمد بن الحجاج الشيباني المروزي.
4-
أحمد بن أبي الطيب المروزي.
5-
أحمد بن عمر الوكيعي.
6-
أحمد بن محمد بن حنبل إمام أهل السنة.
7-
بشار بن موسى الخفاف.
8-
حرمي بن حفص.
9-
الربيع بن نافع الحلبي أبو توبه.
10-
سليمان بن حرب.
11-
سليمان بن داود بن الجارود أبو الوليد الطيالسي.
12-
سيد بن داود المصيصي.
13-
عبد الله بن بكر السهمي.
14-
عبد الله بن رجاء الفداني.
15-
عبد الله بن صالح كاتب الليث.
16-
عبد الله بن محمد بن أبي شيبة أبو بكر.
17-
عبد الله بن مسلمة القعنبي.
18-
عبد الحميد بن موسى المصيصي.
19-
عبيد الله بن محمد العيشي.
20-
عفان بن مسلم الصفار.
21-
عمرو بن عون.
22-
غسان بن الفضل السجستاني.
23-
الفضل بن دكين، أبو نعيم.
24-
قالون عيسى.
25-
محمد بن عبد الله بن نمير.
26-
مسدد بن مسرهد.
27-
مسلم بن إبراهيم.
28-
معاوية بن عمرو الأزدي.
29-
موسى بن إسماعيل.
30-
ونعيم بن حمّاد الخزاعي.
31-
هوذة بن خليفة.
أما تلامذته فلم أقف على زيادة على ما ذكره الحافظ المزي في تهذيبه وعددهم سبعة فما أحببت ذكرهم لكونهم مجموعين في مكان واحد فمن أراد الوقوف عليهم فليرجع إلى ما أشرت إليه.
وفاته
إن تحديد سنة الوفاة لأبي بكر الأثرم فيها نظر وقد كفانا مؤنة البحث والتحقيق في ذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله حيث قال: (توفي سنة 261 هـ أو في حدودها ألفيته بخط شيخنا الحافظ أبي الفضل ثم وجدتُ في التذهيب للذهبي أنه مات بعد الستين ومائتين، وكل هذا تخمين غير صحيح، والحق أنه تأخر عن ذلك، فقد أرخ ابن قانع وفاة الأثرم فيمن مات سنة 273 هـ لكنه لم يسمه، وليس في الطبقة من يلقب بذلك غيره (1) .
وبناء على هذا فإن أبا بكر الأثرم يعتبر من المعمرين، فإن كان ولد في أول عهد الدولة الرشيدية سنة 170 هـ وتوفي سنة 273 فهو عاش مائة عام، وإن كان ولد في آخرها سنة 190هـ وما بعدها فإنه عاش قرابة ثلاثة وثمانين عاماً رحم الله أبا بكر العالم الجهبذ المصلح والفقيه السديد، والناقد البصير رحمة تغشاه في قبره إنه سميع مجيب.
منهج الأثرم في كتابه
يتلخص منهج الأثرم -رحمه الله تعالى- في كتابه ناسخ الحديث ومنسوخه- فيما ظهر لي من خلال الجزء الثالث منه، والذي قمت بتحقيقه في الأمور التالية:
1-
يعتبر أبو بكر الأثرم من أهل الرواية فهو أحد تلامذة أبي بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل رحمهم الله لكنه في هذا الجزء من كتابه لم يورد حديثا واحداً بروايته المتصلة.
2-
لم يلتزم في كتابه هذا سوق الأحاديث الصحيحة- مع العلم أنه من أهل الرواية والدراية بل يذكر أحياناً أحاديث الباب كله، وهي ليست قوية، ثم يوجهها بعد ذلك، ومثال ذلك أنه ذكر في باب: الهلال يرى ما يقول، عدداً من الأحاديث. ثم قال عقبها (فهذه الأحاديث في ظاهرها مختلفة، وكلها ليست بأقوى الأحاديث، وإنما الوجه أن ذلك ليس فيه شيء مؤقت وأي ذلك قاله فهو جائز) انظر ص 5.
ولعله لم يجد في الباب أفضل ولا أحسن ولا أثبت مما وجد، ويشهد لذلك قول أبي داود في سننه 5/327 "ليس عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب حديث مسند صحيح ".
3-
يذكر الحديث في الباب ثم يتبعه الحكم عليه إجمالاً، ثم يذكر الأحاديث التي خالفته، مثال ذلك:(ذكر في باب صوم يوم السبت حديث الصماء بنت بسر المازنية في النهي عن صومه، ثم تعقبه مباشرة بقوله (فجاء هذا الحديث بما خالف الأحاديث كلها) انظر ص 8.
ثم ذكر بعد ذلك حديث علي وأبي هريرة وجندب مخالفة له. انظر ص 8.
4-
يطنب أحياناً في بيان الرد، ويحشد من الأدلة المخالفة عدداً كثيراً مثال ذلك، ذكر في باب صوم يوم السبت. حديثاً واحداً في تحريم صومه، وهو حديث الصماء بنت بسر، ثم أخذ يرد عليه بعدد من الأحاديث فذكر حديث علي وأبي هريرة وأبي ذر وأم سلمة وعائشة وأسامة بن زيد، وأبي ثعلبة وابن عمر، انظر ص 8، 9، 10.
وليس هذا عنده من باب الحصر بل من باب التمثيل، لأنه قال في النهاية (وأشياء كثيرة توافق هذه الأحاديث) انظر ص 10.
5-
الاختصار في الإِسناد والمتن، وذلك أن الحديث إذا كان عن عدد من الصحابة، ومتنه واحد أو متقارب، فإنه يسرد الصحابة الذين رووه خلف بعضهم سرداً ثم يذكر المتن عند آخرهم مرة واحدة.
مثال ذلك قال في باب صوم يوم السبت (فمن ذلك حديث علي وأبي هريرة وجندب أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بصوم المحرم) انظر ص 8.
وقال (ومن ذلك حديث أم سلمة وعائشة وأسامة بن زيد وأبي ثعلبة وابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان) انظر ص 9.
وقال في باب المسكر (وروى عمر بن الخطاب وعلي وابن مسعود وجابر وأبو هريرة وميمونة وأم حبيبة وأنس ومعاوية وبريدة الأسلمي وجماعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل مسكر حرام ") انظر ص 18.
ومن اختصاره يذكر الحديث عن الصحابي من عدة طرق ثم يذكر متنه في آخر شيء.
مثال ذلك: حديث ابن عمر مرفوعاً: كل مسكر حرام. ذكره من أربع طرق عن ابن عمر ثم ذكر المتن في آخر شيء انظر ص 12، 13.
وحديث أنس في باب المرتد ما يصنع به انظر ص 118.
6-
الإجمال دون التفصيل، وذلك أنه يذكر أن الأحاديث في هذا الموضوع كثيرة، لكنه لا يذكر متناً ولا راوياً ومثال ذلك ما ذكره في باب صوم يوم السبت بقوله "ومن ذلك الأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في صوم يوم عاشوراء، وقد يكون منها يوم السبت، ومن ذلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في صيام البيض وقد يكون فيها السبت، وأشياء كثيرة توافق هذه الأحاديث "انظر ص 10.
7-
إذا ذكر المخالف لا ينص عليه بالاسم، وإنما يذكره ضمن العموم فالأثرم لما ذكر الأحاديث المتواترة في تحريم المسكر قليلة وكثيرة قال "ثم روى قوم يستحلون بعض ما حرم الله عز وجل أحاديث لا أصول لها"انظر ص 21.
وهو في هذا متّبع لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في التعريض ببعض الناس عندما يقول: "ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ويقولون كذا وكذا".
8-
إذا كان في الحديث علل بين تلك العلل وفندها سواء كانت في الإسناد أو المتن. انظر حديث أبي بردة بن نيار ص 21، 22 وحديث أبي مسعود ص 25، 26 وحديث أبي هريرة ص 58.
9-
يحكم أحياناً على السند. انظر حديث عائشة ص 48 قال (وروى عن عائشة بإسناد ضعيف) . وقوله في حديث ابن عمر ص 49 (وذلك من وجه ضعيف) وقوله في حديث أنس ص 59 (فهو حديث جيد الإسناد) وقوله في حديث البراء ص 64 (وهذا إسناد ليس بالقوي) .
10-
الرجال عنده يعرفون بالحق، وليس الحق يعرف بالرجال وهذه القاعدة يؤكد عليها في رده على الذين يحتجون بأفعال قوم ليس لهم مستند ولا دليل شرعي، ولما انتهى رحمه الله من الرد على الذين قالوا بإباحة النبيذ المسكر قال: ص 43: (فإذا لم يبق لهم حجة من الأحاديث قالوا فقد شربه فلان وفلان) ثم ضرب أمثلة يذكر بعض الأعيان الذين قالوا أقوالاً وخالفتهم الأمة في ذلك مثل أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود رضي الله عنهم أجمعين، وغيرهم من الأصحاب الأخيار. انظر ص 44، 45.
11-
يحتكم الأثرم -رحمه الله تعالى- إلى الرواية الصحيحة عند الخلاف، ويقدمها على الفتيا، وقرر هذا عند مسألة الشرب في الظروف عندما ذكر النهي أولاً ثم الرخصة، ثم النهى ثم قال (فرجع الأمر إلى النهي، وبيان ذلك في الرواية) ثم ذكر حديث علي وأنس رضي الله عنهما في تحريم ذلك انظر ص 50.
12-
يذكر في الباب حديث الأصل، ثم يتبعه بذكر الشواهد والمتابعات باختصار.
فمن الشواهد ما ذكره في باب الشراب قائماً ص 55 ذكر حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب قائماً ثم ذكر له شاهداً من حديث علي رضي الله عنه بدون ذكر متنه بل قال "مثله "انظر ص 55 وكذلك في باب الشرب من فيّ السقاء ص 62 ذكر حديث أبي سعيد مرفوعاً، ثم شاهداً له حديث أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم أمثلة. انظر ص 62 وفي باب الركاز يوجد ص 116.
13-
يقبل الرواية ممن هو دون الثبت لمخالفة الثبت في روايته للأصل وموافقة رواية من هو دونه للأصل، ثم ذكر أمثلة على ذلك ثم قرر أن هذا ليس في كل شيء بقوله (وليس ذلك في كل شيء) انظر ص60.
14-
يذكر أحياناً الاختيار له، أو توجيهه للأحاديث، ثم يفند بعد ذلك الأحاديث المخالفة ببيان ما فيها من العلل. انظر ص 63، 67 أحياناً لما يذكر اختياره، يتبعه بذكر الشواهد له من الأحاديث، وأقوال أهل العلم. انظر ص 73، 76، 120 وأحياناً يذكر وجوهاً متعددة في توجيه الأحاديث والجمع بينها، ثم يختار بعد ذلك أحدها ويدلل على ذلك. انظر ص
…
وأحياناً يوجه تلك الأحاديث بدون أن يذكر اختيارًا له لتساوي الأمرين عنده. انظر البند رقم 16.
15-
يرجح أحياناً بين الأحاديث التي ظاهرها الاختلاف بصحة أحدهما على الآخر ففي ص 68 قال (وحديث فليح أصحهما إسناداً) وأحياناً يقول (وأثبت ما روى في هذا الحديث الأول انظر ص 82 وفى ص 101 يقول: (وهذا أثبت الإسنادين) وفي ص 117 يقول (وتلك الأحاديث أثبت) .
وربما أيد قوله بما عليه الأئمة ويقصد بهم الخلفاء الراشدين لأنه مثل بعمر رضي الله عنه. انظر ص 82.
16-
يذكر الأحاديث التي ظاهرها الاختلاف والتعارض لكنه بعد سوقها وذكرها يوضح أنه لا اختلاف ولا تعارض بينها كما في باب: أي وقت يقاتل العدو ص 76 وباب في الضيافة ص 86 وباب من يجب عليه الحد ص 88، وباب التنفس في الشراب ص في 65 وباب في البداوة ص 121 وباب الكفارة قبل الحنث ص 123.
17-
شدته على أهل البدع والمتأولين النصوص على ما يريدون انظر موقفه منهم في أحاديث طاعة الأئمة ص 90. فقد قرر رحمه الله أنهم يأخذون ببعض الأحاديث، ويتركون البعض الآخر، أما أهل السنة فإنهم يعملون بالجميع، ويردون المتشابه منها إلى المحكم انظر ص 94.
18-
يسوق الحديث بالمعنى، وينص على ذلك أحياناً كحديث عمر رضي الله عنه ص 127، 99. قال في آخره (معناه) .
19-
يقتصر على الشاهد في الحديث فقط ولا يسوقه بتمامه.
20-
يذكر الحديث أحياناً في الباب ثم يتبعه مباشرة بالنقد والتعليل فيسقط الحديث. انظر باب كف الأيدي عن قتال الأئمة ص 96 وانظر حديث المصدقين. ص 99.
21-
يذكر الراوي أحياناً ويوثقه مباشرة، وهذا نادر- كما فعل في أبي عثمان الأنصاري انظر ص 16 ولعله يقصد من ذلك زيادة في توثيق الراوي بناء على أن فيه اختلافاً.
وصف النسخة
هذا الجزء الثالث من كتاب ناسخ الحديث ومنسوخه للأثرم يقع في ثلاث عشرة لوحة. ويحوي أربعة وعشرين باباً.
بدأ بباب: الهلال يرى ما يقول: وختمه باب الكفارة قبل الحنث. وخطه واضح بيّن، والنسخة قد قرئت وصححت فعليها حواشي وبأولها وآخرها سماعات متعددة. ويوجد في كل صفحة خمسة وعشرون سطراً وفي كل سطر خمس عشرة كلمة أو أربع عشرة كلمة أحياناً.
وقد كتب على الصفحة الأولى الآتي: الجزء الثالث من كتاب ناسخ الحديث ومنسوخه تأليف أبي بكر أحمد بن محمد بن هانئ الطائي الأثرم.
مما رواه عنه: أبو الحسن علي بن يعقوب بن إبراهيم الكوسج.
رواية أبي الحسن علي بن محمد بن سعيد الموصلي الخفاف عنه.
رواية الشيخ أبي جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلمة عنه.
أبي الحسين محمد بن عبد الله بن أخي ميمي إجازة عنه ومختومة بختم الكتبخانة المصرية. ثم ذيل هذا العنوان للكتاب بحواش فيه ذكر للموت وتخويف منه يقرأ بعضها والبعض الآخر لا يقرأ. وورد في الصفحة التي قبل الأخيرة ما يلي:
(آخر كتاب الناسخ والمنسوخ. والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد النبي وآله) ثم ذكر بعض السماعات والنصائح والأمثلة، ثم أرخ كتابه ذلك (في يوم الجمعة السابع والعشرين من شهر 3 الآخر سنة اثنتين وستين وأربع مائة) .
أما الصفحة الأخير فطمسها واضح وكل الذي فيها ليس له تعلق بالكتاب فيما ظهر لي. والله أعلم.
الجزء الثالث
من كتاب ناسخ الحديث ومنسوخه
تأليف
أبي بكر أحمد بن محمد بن هاني الطائي الأثرم
مما رواه عنه أبو الحسن علي بن يعقوب بن إبراهيم الكوسج
رواية أبي الحسين علي بن محمد بن سعيد الموصلي الخفاف
عنه رواية الشيخ أبي جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلمة
عنه أبي الحسين محمد عبد الله بن أخي ميمي إجازة عنه
باب الهلال يُرى ما يقول
روى محمد بن بشر، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن رجل، عن عبادة (1) بن الصامت، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال:"الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أسألك خير هذا الشهر، وأعوذ بك من شر القدر، ومن شر يوم الحشر"(2) .
وروى عبد العزيز بن حصين عن عبد الكريم عن أبي عبيده بن رفاعة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال:"الله أكبر، هلال خير ورشد آمنت بخالقه ثلاثاً، ثم يسار لنفسه"(3) .
وروى عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب عن أبيه وعمه (4) عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال:"الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى، ربي وربك الله"(5) .
وروى أبو عامر عن سليمان (6) بن سفيان عن بلال (7) بن يحيى بن طلحة عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال:"اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله"(8) .
فهذه الأحاديث في ظاهرها مختلفة، وكلها ليست بأقوى الأحاديث، وإنما الوجه أن ذلك ليس فيه شيء مؤقت، وأي ذلك قاله فهو جائز.
باب صوم يوم السبت
روى ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر عن أخته الصماء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم"(9) .
فجاء هذا الحديث بما خالف الأحاديث كلها فمن ذلك حديث علي، وأبي هريرة (10) ، وجندب أن النبي صلى الله عليه وسلم "أمر بصوم المحرم".
ففي المحرم السبت، وليس مما افترض. ومن ذلك حديث أم سلمة وعائشة، وأسامة بن زيد وأبي ثعلبة، وابن عمر أن النبي صلى الله عليه سلم كان يصوم شعبان. وفيه السبت.
ومن حديث أبي هريرة (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر".
وقد يكون فيه السبت.
ومن ذلك الأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في صوم عاشوراء. وقد يكون يوم السبت.
ومن ذلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في صيام البيض. وقد يكون فيه السبت. وأشياء كثيرة توافق هذه الأحاديث.
باب في المسكر
روى الزهري عن أبي سلمة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كل شراب أسكر فهو حرام"(2) هـ.
وروى محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وموسى (3) بن عقبة عن نافع (4) عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومحمد (5) بن عجلان عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل مسكر خمر".
وروى محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وعبيد الله بن عمر عن عمرو بن شعيب عن أبيه (6) عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما أسكر كثيره فقليله حرام"(7) .
وروى أبو عثمان الأنصاري- وكان ثقة- عن القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم "ما أسكر الفرق فالحسوة منه حرام "(8) .
وروى الضحاك بن عثمان عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن عامر ابن سعد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أنهاكم عن قليل ما أسكر كثيره"(9) هـ.
وروى عمر بن الخطاب، وعلي، وابن مسعود، وجابر، وأبو هريرة، وميمونة، وأم حبيبة، وأنس، ومعاوية، وبريدة الأسلمي، وجماعة سواهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كل مسكر حرام"(10) هـ.
وروى الديلم الحميري أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشراب الذي يتخذونه بأرضهم فقال: "أيسكر؟ " فقال: نعم. قال: "فلا تشربه". قال: فإنهم لا يصبرون عنه، قال:"فإن لم يصبروا عنه فاقتلهم"(1) هـ
وروى جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" كل مسكر حرام". والذي نفسي بيده لمن شرب مسكراً إن حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال يوم القيامة" هـ
وروى طلق (2) بن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في المسكر: "لا يشربه رجل فيسقيه الله عز وجل الخمر يوم القيامة "(3) هـ.
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من شرب مسكراً نجس، ونجست صلاته أربعين يوماً"(4) .
فتواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بتحريم قليل المسكر وكثيره، وأنه خمر.
ثم روى قوم يستحلون بعض ما حرم الله عز وجل أحاديث لا أصول لها فمنها حديث رواه أبو الأحوص عن سماك (5) عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بردة (6) بن نيار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أشربوا الظروف ولا تسكروا"(7) .
فتأولوا هذا الحديث على ما أحبوا فوافقوا أهل البدع في تأويلهم المتشابه وتركهم المحكم، قال الله عز وجل:{فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران/7] .
وهذا حديث له علل بينة، وقد طعن فيه أهل العلم قديماً فبلغني أن شعبة طعن فيه.
وسمعتُ أبا عبد الله يذكر هذا الحديث إنما رواه سماك عن القاسم بن عبد الرحمن عن ابن بريدة (8) عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"نهيتكم عن ثلاث: عن الشرب في الأوعية، وعن زيارة القبور، وعن لحوم الأضاحي. فأما لحوم الأضاحي فكلوا وادخروا، وأما زيارة القبور فزوروها، وأشربوا في الأوعية ولا تشربوا مسكراً"(9) .
قال: فدرس كتاب أبي الأحوص فلقنوه الإسناد والكلام، فقلب الإسناد والكلام، ولم يكن أبو الأحوص، يقول أبي بردة بن نيار: كان يقول أبو بردة، وإنما هو ابن بريدة فلقنوه أن أبا بردة إنما هو ابن نيار فقاله.
وقد سمعت سليمان بن داود الهاشمي يذكر أنه قال لأبي الأحوص من أبو بردة؟ فقال أظنه ثم قال: يقولون ابن نيار.
وهذا حديث معروف، قد رواه غير واحد عن سماك عن القاسم عن ابن بريدة عن أبيه على ما وصفناه، ثم جاءت الأحاديث بمثل ذلك عن بريدة رواها علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه. ورواها محارب بن دثار عن ابن بريدة عن أبيه (1) .
ورواه أبو فروة (2) الهمداني عن المغيرة (3) بن سبيع عن ابن بريدة عن أبيه (4) .
فلو لم يجئ لهذا الحديث معاريض من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لم يكن هذا مما يصح به خبر لبيان ضعفه. هـ.
واحتجوا أيضاً بحديث رواه يحيى بن اليمان، وعبد العزيز بن أبان عن سفيان (5) عن منصور عن خالد بن سعد عن أبي مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى وهو يطوف بالبيت فأتي بنبيذ من نبيذ السقاية، فقربه إلى فيه فقطّب فدعا بماء فصبه عليه، فقال رجل يا رسول الله أحرام هو؟ فقال: لا (6) . هـ.
وهذا حديث يحتج به من لا فهم له في العلم ولا معرفة بأصوله. وقد سمعت من أبي عبد الله ومن غيره من أئمة أهل الحديث في هذا الحديث كلاماً كثيراً، وبعضهم يزيد على بعض في تفسير قصته.
فقال بعضهم هذا حديث لا أصل له ولا فرع، وقال إنما أصل هذا الحديث الكلبي، والكلبي متروك عند أهل العلم، وكان يحيى بن اليمان عندهم ممن لا يحفظ الحديث، ولا يكتبه وكان يحدث من حفظه بأعاجيب وهذا من أنكر ما روى (7) . وأما الذي روى عنه فإنه قد عثر عليه بما هو أعظم من الغلط مما قد كتبنا عنه لصعوبته وسماحة ذكره. هـ.
وفي هذا الحديث بيان عند أهل المعرفة أجمعين، لأنه زعم أنه قد شرب من نبيذ السقاية نبيذاً شديداً فجعله حجة في تحليل المسكر، وتأولوا أنه لا يقطب إلا من شدة، وأنه لا يكون شديداً غير مسكر، فرجعوا أيضاً إلى الأخذ بالتأويل فيما تشابه، وتركوا ما قد كفوا مئونته وفسر لهم وجهه لقوله:"ما أسكر كثيره فقليله حرام". فهل يحتاج هذا إلى تفسير؟ فيقال لهم أيكون من النقيع ما يشتد وهو حلو قبل غليانه؟ فيقولون لا. فيقال لهم: أرأيتم نبيذ السقاية أنقيع هو أو مطبوخ؟ فيقولون نقيع. فإذا هم قد تكلموا بالكفر أو شبهه حين زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم شربه نقيعاً شديداً، أو أنه لا يشتد حتى يغلي، وأنه إذا غلا النقيع فهو خمر. فهم يقرون بأنه خمر، وهم يزعمون بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد شربه ثم يحتجون بذلك في غيره ولا يأخذون به فيه بعينه. وتفسير هذا الكلام أنهم احتجوا بشرب النبي صلى الله عليه وسلم زعموا النقيع الشديد في تحليل المسكر المطبوخ، ولا يرون شرب المسكر الشديد من النقيع، فأيّ معاندة للعلم أبين من هذه؟
وهذا كقولهم إذا قعد مقدار التشهد ثم أحدث فقد تمت صلاته. ويحتجون في ذلك بالحديث الضعيف:"إذا رفع رأسه من آخر سجدة ثم أحدث فقد تمت صلاته ". وهم لا يقولون به، لأنهم يقولون حتى تقعد مقدار التشهد. فهذان الحديثان هما حجة من أحل المسكر مما أدعوه على النبي صلى الله عليه وسلم وأن الله عز وجل قد حرم الخمر فلم يبين في كتابه ما تفسيرها فلجأ قوم إلى أن الخمر هي خمر العنب خاصة بغير حجة من كتاب ولا سنة، وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم. أولى بتفسير ما حرم الله عز جل على لسانه فقال صلى الله عليه وسلم:"الخمر من خمسة أشياء"(1) .
وقال في حديث آخر"من هاتين الشجرتين النخلة والعنبة"(2) .
فبدأ بالنخلة. وقال الله تعالى: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَنا} (1) . فبدأ بالنخيل قبل الأعناب، فمن أين زعم هؤلاء أن الخمر من العنب خاصة؟ (2) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"كل مسكر خمر"(3) .
وقال عمر رضي الله عنه:"الخمر ما خامر العقل "(4) ؟
وقال ابن مسعود وجماعة كبيرة: المسكر خمر. حتى قال سفيان بن سعيد: باخرة النادي خمر. فمن أين جاء هؤلاء بالتفصيل بين العنب وغيره. إذلم ينزل تحريم الخمر على النبي صلى الله عليه وسلم وإنما شرابهم الفضيح لا يعرفون غيره، فلما تليت عليهم الآية بالتحريم هراقوا (5) آنيتهم، وكانت هي خمرهم، فقال قائلهم: أليس قد قال ابن عباس: "حرمت الخمر بعينها، والسكر من كل شراب".
وهذا حديث رووه عن مسعر عن أبي عون عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس. فافهم بيان الحجة عليهم في هذا من وجوه منها: أن شعبة كان أعلم بأبي عون، وأروى عنه من مسعر، ولم يسمع شعبة هذا الحديث من أبي عون، فرواه عن مسعر، فشعبة كان أحرى أن يؤدي ما سمع من مسعر.
قال شعبة فيه عن مسعر بهذا الإسناد: حرمت الخمر بعينها، والمسكر من كل شراب.
وهم يتأولون، أن قوله "والسكر من كل شراب"تحليل لما دون السكر من الشراب، وقد جاء ما بيّن هذا حين تركوا ما بان تفسيره وأخذوا بما قد تشابه وكره، لأن ابن عباس قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن كل مسكر حرام (6) .
وقال ابن عباس: من سرّه أن يحرم ما حرم الله ورسوله فليحرم بنبيذ الجر. وإنما كره نبيذ الجر لأنه يشتد في الجر حتى يكون مسكراً ليس لأن الظروف تحرمه.
وقال ابن عباس أيضاً:"ما أسكر كثيرة فقليله حرام ".
فكفى هذا من تأويل.
وقيل لابن عباس ما تقول في شراب يصنع من القمح؟ قال:"أيسكر؟ " قيل له: نعم. قال:"هو حرام ". قيل فما تقول في شراب يصنع من الشعير؟ حتى سأله عن أشربةٍ. فقال قد أكثرت عليّ."أجتنب ما أسكر" فردوه إلى تحريم كل شيء يسكر منه.
وقال ابن عباس:"ما أسكر فهو حرام".
فأين هذا مما يتأولون عليه. فأما تمييزه بين الخمر والسكر فإن هذا كلام بين لمن فهمه، وذلك أن الخمر من خمسة أشياء خاصة، فما كان من تلك الخمسة الأشياء فهو خمر، وما سواهن فهو حلال ما لم يكن مسكراً، فإذا أسكر كثيرة من سائر الأشياء فهو حرام.
فقال قائلهم أليس قد شرب عمر نبيذاً شديداً.وقال نشرب هذا النبيذ الشديد لنقطع لحوم الإِبل في بطوننا. فرجعوا أيضاً إلى المتشابه من الكلام الذي لا يصح مخرجه، ولا يثبت خبره ولا يوافق ما روى عن عمر من الوجوه الصحاح معناه. وذلك أن أبا حيان التيمي، وعبد الله بن أبي السفر وغيرهما رووه عن الشعبي عن ابن عمر عن عمر أنه قال:"الخمر ما خامر العقل ".
فجعل كل شراب غيّر العقل خمراً. والخمر لا يحل منها قليل وإن لم يسكر إلا أن يدعوا أن هذه خمر غير تلك التي حرم قليلها.
أفتزعمون أن عمر رضي الله عنه حرم خمراً، وحرم الله خمراً أخرى؟ فهذان إذاً خمران.
أحدهما حرمها الله تعالى، والأخرى حرّمها عمر. أو ليس قد بيّن في حديثه فقال:"يا أيها الناس إنه نزل تحريم الخمر وهي من خمسة. تم قال: والخمر ما خامر العقل. فإن أقررتم فقلتم بلى". إنما أراد عمر رضي الله عنه ما حرم الله ففسره. فقل أيحل ما حرم الله ما دون السكر؟ أو ليس إنما كان هذا قبل بيان تحريمها حين أباح لهم ما دون السكر منها، ونهاهم عن شربها في أوقات صلواتهم، ثم استأصل أمرها بالنهي عن قليلها وكثيرها حتى أوقعت العداوة والبغضاء، وصدت عن ذكر الله وعن الصلاة (1) ، فهل بين ما أحللتموه وبين ما حرمتموه في المعنى الذي حرم الله له الخمر من فرق؟ أو لستم قد أحللتم ما كره الله شربه لما يوقع من الأسباب التي تجدونها واقعة بما أحللتموه. فلو لم يكن التحريم من الله عز وجل بالبيان إلا كما وصفتم أنه خمر العنب النقيع خاصة، ثم وجدتم ما سواها من الأشربة تدعوا إلى مثل ما كره الله عز وجل له تلك الخمر بعينها. ألم يكن ينبغي لكم أن تحرموا ما ضارع ما حرم الله عز وجل ودعا إلى مثل ما يدعوا إليه. أو ليس إنما حرم الله عز وجل الميسر الذي كانوا يتقامرون يومئذ في أشياء معروفة بأعيانها، فحرم المسلمون جميع القمار، حتى ألحقوا بذلك كلما حدث من هذا النحو إلى أن قالوا: لعب الصبيان بالجوز والكعاب.
وحرم الله عز وجل على بني إسرائيل أكل الشحوم، فعابهم النبي صلى الله عليه وسلم بأكل أثمانها (1) ، ولو أن عمر رضي الله عنه أراد الذي أدعيتم ما كانت لكم فيه حجة، لأنا وجدناكم تتركون قول عمر إذا شئتم، وتحتجون عليه بآثمة ضلالة، فكيف يلزمكم قوله فيما قد صح عن النبي صلى الله علي وسلم خلافه. هذا لو كان المذهب في قول عمركما أدعيتم، وقد صح لنا أن عمر قد حرم من المسكر مثل الذي حرمه الله ورسوله. فمن ذلك ما ذكرنا من قوله:"الخمر ما خامر العقل ". وقوله: "الخمر من خمسة". ومن ذلك أن عمر رضي الله عنه قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم " أن كل مسكر حرام "(2) .
ومن ذلك حديث الزهري عن السائب بن يزيد قال سمعت عمر رضي الله عنه يقول: "ذكر لي أن عبيد الله وأصحاباً له شربوا شراباً وأنا سائل عنه، فإن كان يسكر جلدتهم"، فجلدهم الحد ثمانين (3) .
فهو قد علم أنهم قد شربوا، وإنما قال أسأل عما شربوا، فإن كان يسكر ولم يقل أسأل عنهم هل سكروا. هـ.
وقال: عبيد الله بن عمر العمري إنما كسر عمر النبيذ الذي شربه لشدة حلاوته، وكذلك قال الأوزاعي أيضاً. وأهل العلم أولى بالتفسير وفي حديث محمد بن جحادة أن الشراب الذي أتى به عمر فكسره إنما كان خلاً، قد خرج من حد المسكر.
فهذا أشبه أن يكون ما روى عن عمر متقارباً لا يخالف بعضه بعضاً.
وقالوا إن عمر قال لعتبة (4) بن فرقد "إنا ننحر كل يوم جزوراً، فأما أطايبها فللمسلمين، وأما العنق وكذا فلنا، نأكل هذا اللحم الغليظ ونشرب عليه هذا النبيذ الشديد يقطعه في بطوننا".
وقد ذكروا في هذا الحديث أن عتبة بن فرقد قال: قدمت عليه بسلال من خبيص فأنكر عليه. وهذا حديث مرفوع عند أهل العلم بأشياء مفهومة منها: أن أبا عثمان النهدي قال: كتب مع عتبة بن فرقد بأذربيجان فبعث إلى عمر رضي الله عنه بسلال من خبيص فردها إليه وكتب إليه إنه ليس من كدّك، ولا من كدّ أبيك، ولا من كدّ أمك. فهذا عتبة قد أرسل إلى عمر بشيء فأغضبه، ورده.
أفتقدم به عليه ثانية، أو تقدم عليه فيكرهه ويلومه ثم يوجه به إليه. هذا مالا يكون إلا على وجه المعاندة والمعصية، ولم يكن عتبة كذلك، وقد كانت له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً.
ومما يدفع به هذا الحديث أيضاً قوله "إننا ننحر كل يوم جزوراً"وهذا محال أن يدّعى على عمر. أما سمعت ما قال أسلم مولى عمر: عميت ناقة فقلت لعمر قد عميت ناقة من الظهر. فقال: "أقطروها إلى الإبل" قال: فقلت فكيف ترعى من الأرض؟ فقال:"افعلوا بها كذا"يلتمس لها حيلة لبقائها.
أفيفعل هذا من يحتاج إلى جزور كل يوم، فلما لم يجد لها حيلة قال: أردتم والله نحرها. قال: فنحرها.
وكانت عنده صحاف تسع، فلا يكون عنده طريقةٌ إلا بعث إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم منها في تلك الصحاف، ويجعل آخر ذلك حظ حفصة، لأنها ابنته، ثم جمع على ما بقى منها أصحاب النبي صلى اله عليه وسلم فقال له العباس:"لو صنعت هذا كل يوم اجتمعنا عندك؟ "فقال:"هيهات لا أعود لهذا أبداً إنه كان لي صاحبان سلكا طريقاً، وإني أخاف إن سلكت غير طريقهما أن يسلك بي غير سبيلهما".
فعمر ينفي من أن يعود لنحر جزور مرة أخرى، وهذا يدعى أنه قد كان نحر كل يوم جزوراً.
ثم رويت هذه القصة من وجوه، وهو يقول:"لتمرنّن أيها البطن على الخبز والزيت مادام السمن يباع بالأوراق ".
وقال حذيفة:انطلقت إلى عمر فإذا قوم بين أيديهم قصاع فيها خبز ولحم، فدعاني عمر إلى طعامه، فإذا خبز وزيت. فقلت: منعتني أن آكل مع القوم؟ فقال: "إنما أدعوك إلى طعامي، وأما ذاك فطعام المسلمين ".
فهذه الأحاديث كلها مخالفة وبيان الحجج على من يستحل المسكر كثيرة قصرنا عنها لطولها. وذلك أنهم يحتجون بأحاديث وهذا الذي ذكرناه أرفع حججهم. وما بقي من حججهم من فعل ناس من الماضين فإن بيان الوهن فيه كنحو ما قد شرحنا. هـ.
فإذا لم يبق لهم حجة من الأحاديث قالوا فقد شربه فلان وفلان وفلان، وذكروا ناساً قد يصيبون ويخطئون، وهؤلاء الذين يحتجون بهم فيما يهوون من تحليل المسكر، قد يخالفونهم كثيراً إذا هووا. وليس أحد بعد النبي صلى الله علي وسلم إلا يؤخذ من قوله ويترك، وقد وجدنا ذلك في أفضل الأمة بعد النبي صلي الله عليه وسلم أما سمعت قول أبي بكر الصديق في الجد إنه بمنزلة الأب، فلم يجعل للأخ معه ميراثاً. ثم قد وافقه على ذلك أيضاً جماعة، ثم تستوحش الأئمة فراق قوله لأنه لا ينكر أن يترك بعض قوله ويؤخذ ببعضه. وقال أبو بكر رضي الله عنه:"إنه ليس في الأذن إلا خمسة عشر بعيراً". فترك الناس قوله وأخذوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم "في الأذن نصف الدية".
فلو قال قائل أنا آخذ بقول أبي بكر كان أبين حجة ممن أخذ بقول فلان وفلان في تحليل ما حرمه النبي صلى الله عليه وسلم من المسكر.
أو ما سمعت قول عمر رضي الله عنه:"لا يتيمم الجنب، ولا يصلي حتى يجد الماء".
وضمن أنس وديعة. وقال في المسح على الخفين:"أمسح إلا من جنابة".
وعثمان رضي الله عنه قال في أخت، وأم، وجد، للأم الثلث، وللأخت الثلث، وللجد الثلث هـ. وقال:"عدة المختلعة الحيضة".
وعلي رضي الله عنه قال:"تعتد الحامل المتوفى عنها آخر الأجلين".وأجاز بيع أمهات الأولاد. وقال في الربيبة قولاً عجيباً.
وابن مسعود رضي الله عنه أفتى في الصرف بفتيا عجب. وأفتى في أم المرأة التي لم يدخل بها. وفي غير ذلك.
فهؤلاء قد جاز أن يترك من قولهم ما خالف آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن دونهم أبعد. هـ.
باب في الخليطين
روى سليمان التيمي عن أنس، وسليمان عن أبي نضرة عن أبي سعيد:أن النبي صلي الله عليه وسلم "نهى عن الخليطين"(1) .
وروى حبيب بن أبي ثابت، وحبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
النبي صلى الله عليه وسلم. وإنما نهى عنه أيضاً لتوكيد تحريم المسكر، لأنه إذا خلط اشتد، وإذا اشتد أسكر.
وروى هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من وجوه (2) . فهذا ما صح في هذا عن
وروى عن- عائشة بإسناد ضعيف- حميد بن سليمان عن مجاهد عن عائشة- عن النبي صلى الله عليه وسلم رخصة فيه.
وهذا خلاف الأحاديث القوية، ومثل هذا لا تصح به حجة ولو لم يجئ خلافه.
واحتجوا بأن ابن عباس رخص فيه. وقد صح عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عنه. أفتراه كان يحدث الناس بنهي النبي صلى الله عليه وسلم ثم يعمل بغيره؟
واحتجوا بأن ابن عمر قد رخص فيه، وذلك من وجه ضعيف.
وقد روى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الخليطين (3) .
باب الشرب في الظروف
هذه المسألة قل ما يوجد في السنن مثلها، وذلك أنه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن الظروف التي ينتبذ فيها (4) .
والرخصة في الأسقية التي تلاث على أفواهها. ثم جاءت الرخصة فيها إذا لم يكن الشراب فيها مسكراً لقوله صلى الله علي وسلم "إني نهيتكم عن الظروف فاشربوا فيها، ولا تشربوا مسكراً"(5) .
ثم جاء النهي عنها أيضاً بعد الرخصة. فرجع الأمر فيها إلى النهي. وبيان ذلك كله في الرواية.
روى علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"نهيتكم عن ثلاث. فذكر الأوعية. وقال اشربوا ولا تشربوا مسكراً"(1) .
وروى إسماعيل بن سميع عن مالك بن عمير أن صعصعة بن صوحان قال لعلي رضي الله عنه: أنهنا عما نهاك عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"نهى رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والحنتم والمقير".
ثم روى مثل هذا عن علي رضي الله عنه أيضاً من وجوه. فقد جمع علي رضي الله عنه هذه الأخبار الثلاثة التي وصفناها لأنه حكى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "نهيتكم عن الأوعية"(2) فحكى إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر نهيه الأول ورخصته في ذلك الحديث. ثم استفتى بعد النبي صلى الله عليه وسلم فحكى النهي فدل ذلك على أنه لم يكن ليفتي بالمنسوخ، وإنما يكون الفتيا بآخر الأمور من السنة.
وروى أنس بن مالك أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"نهيتكم عن ثلاث (3) ، مثل ما قال علي عليه السلام.
ثم روى محمد بن أبي إسماعيل عن عمارة (4) بن عاصم قال: دخلت على أنس فسألته عن النبيذ؟ فقال: نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والمزفت فأعاد فيه فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والمزفت (5) .
فأفتى أنس أيضاً بالشدة والكراهة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فقد جمع أنس أيضاً الأخبار الثلاثة التي وصفنا. هـ.
وروى المختار بن فلفل أيضاً قال: سألت أنساً عن الشرب في الأوعية فقال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأوعية (6) .
وقد روى الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والمزفت.
فهذا نهي، ولم يحتج به لأن هذه رواية، وقد يمكن أن يروي الأمر الأول ولكنه لما أفتى بالكراهة بعد أن سمع الرخصة علمنا أنه قد يحدث من النبي صلى الله عليه وسلم نهى بعد الأول حين أفتوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي، وذكروا مع فتياهم قول النبي صلى الله عليه وسلم فيها.
وكذلك عائشة أيضاً، وكذلك أبو سعيد أيضاً مثل هذه القصة سواء.
باب في الشرب قائماً
روى عاصم بن سليمان عن الشعبي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب قائماً (1) .
وروى عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب قائماً. هـ.
وعطاء بن السائب عن ميسرة عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
وحفص بن غياث عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر كنا نأكل ونحن نسعى ونشرب ونحن قيام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم (2) .
وعمران (3) بن حدير عن يزيد (4) بن عطارد عن أبن عمر مثله. هـ.
وروى معمر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاه"(5) .
وروى هشام وغيره عن قتادة (6) عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب قائماً (7) .
وروى هشام وغيره عن قتادة عن أبي عيسى الأسواري عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب قائماً. هـ.
وروى شعبة عن أبي زياد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يشرب قائماً فقال له: "أتحب أن يشرب معك الهر؟ " قال: لا. فقال:"فقد شرب معك من هو شر منه. الشيطان "(8) .
فاختلفت الأحاديث في هذا الباب، وأحاديث الرخصة أثبت لأن حديث أبي هريرة في الكراهة من وجهين:
أحدهما: لم يروه غير معمر. وكان معمر مضطرباً في حديث الأعمش، ويخطئ فيه.
والوجه الآخر: عن أبي زياد وليس بالمشهور بالحديث ولا أعرف له عن أبي هريرة غيره.
ثم أبين ذلك في ضعفه أنه قد سئل أبو هريرة عن الشرب قائماً فقال: لا بأس به.
فكان هذا خبر ساقط.
وأما حديث أنس فهو حديث جيد الإسناد، إلا أنه قد جاء عن أنس خلافه.
روى سفيان وزهير عن عبد الكريم الجزري عن البراء (1) ابن بنت أنس عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب وهو قائمٌ (2) .
وحديث الكراهة عن أنس هو أثبت إلا أنه لما صحت أحاديث الرخصة فقد يمكن أن يكون هذا أصح الخبرين، وإن كان حديث الكراهة أثبت. أَلا ترى أنه ربما روى الثبت حديثاً فخالفه فيه من هو دونه، فيكون الذي هو دونه فيه أصوب، وليس ذلك في كل شيء وسنفتح لك منها باباً. قد كان سالم بن عبد الله يقدم على نافع. وقد قدم نافع في أحاديث على سالم. فقيل نافع فيها أصوب.
وكان سفيان بن سعيد يقدم على شريك في صحة الرواية تقديماً شديداً، ثم قضى لشريك على سفيان في حديثين. ومثل هذا كثير.
وأما حديث أبي سعيد فإنه روى عن أبي عيسى الأسواري، وليس بالمشهور بالعلم، ولا نعرف له عن أبي سعيد غير هذا الحديث وآخر. ويرى مع هذا أنه إن كانت الكراهة بأصل ثابت، إن الرخصة بعدها، لأنا وجدنا العلماء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على الرخصة، عمر، وعلي وسعد وعامر بن ربيعة وابن عمر وأبو هريرة وعائشة وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم. ثم أجازه التابعون: سالم بن عبد الله وطاووس وسعيد بن جبير والشعبي وإبراهيم وغيرهم.
باب الشرب من في السقاء
روى الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم "نهى عن الشرب من في السقاء"(3) .
وروى أيوب عن عكرمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (4) .
وروى قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (5) . وهو من وجوه.
وروى يزيد بن يزيد بن جابر عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن جدته
كبشة (6) أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب من فم قربةٍ.
وروى سفيان عن عبد الكريم عن البراء عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب من فم قربةٍ.
وروى شريك عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (1) .
فاختلفت الأحاديث في هذا الباب. والاختيار عندنا فيه الكراهة لأنها أثبت، ولأن أحاديث الرخصة إن كان لها أصل فإنها لا تكون إلا قبل النهي. والنهي آخر الأمرين.
فأما حديث شريك عن حميد عن أنس فهو عندنا خطأ، إنما أراد حديث عبد الكريم عن البراء عن أنس. وهذا إسناد ليس بالقوي.
وبيان ما ذكرناه من النهي بعد الفعل فيما روى الزهري عن عبيد الله عن أبي سعيد قال: شرب رجل من سقاء فانساب في بطنه جان فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اختناث الأسقية. فهذا يدلك على أنهم كانوا يفعلونه حتى نهوا عنه. هـ.
باب التنفس في الشراب
روى هشام الدستوائي وعبد الوارث بن سعيد عن أبي عصام (2) عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في الإناء ثلاثاً، ويقول "هو أهنا وأمرا وأبرأ"(3) . هـ.
وروى عزرة بن ثابت عن ثمامة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا شرب تنفس ثلاثاً (4) . هـ.
وروى هشام عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم "نهى أن يتنفس في الإناء"(5) . هـ.
وروى رشدين بن كريب عن أبيه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب ماء فتنفس مرتين (6) .
وروى مالك (7) عن أيوب بن حبيب عن أبي المثنى الجهني عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النفخ في الشراب، فقال رجل: إني لا أروى بنفس واحدة؟ قال: فأبن الإناء عن فيك ثم تنفس.
فدل ظاهر هذا الحديث على الرخصة في الشرب بنفس واحد. فهذه الأحاديث في ظاهرها مختلفة. والوجه فيها عندنا أنه يجوز الشرب بنفس واحد وبنفسين وبثلاثة أنفاس، وما كثر منها، لأن اختلاف الرواية في ذلك يدل على التسهيل فيه وإن اختيار الثلاث لحسن.
فأما التنفس للراحة إذا أبانه عن فيه فليس من ذلك. هـ.
باب الكراع في الشرب
روى فليح بن سليمان عن سعيد بن الحارث عن جابر قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من الأنصار فقال:"هل عندك ماء بات في شنٍ وإلاكرعنا"(1) . هـ
وروى الليث عن سعيد بن عامر عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تكرعوا"(2) .
فاختلف هذان الحديثان. وحديث فليح أصحهما إسناداً.
باب دعاء المشركين قبل القتال
روى سفيان بن سعيد عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن ابن عباس قال: ما قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم قوماً قط إلا دعاهم.
وروى سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر أمير جيوشه. يقول:"إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال، فأيهن ما أجابوك إليها فاقبل منهم، وكف عنهم، وادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم"ثم قص الحديث.
وروى عطاء بن السائب عن أبي البحتري أن سلمان قال لأصحابه كفوا حتى أدعهم كما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم. ثم قص الحديث.
فهذه الأحاديث توجب الدعاء قبل القتال. ثم جاءت أحاديث بغير ذلك.
وروى الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن الصعب بن جثامة قال: قلت يا رسول الله أهل الدار من العدو يبيتون فيصاب من نسائهم وذراريهم؟ فقال: "هم منهم "(3) . ولم يذكر في هذه الدعوة قبل القتال.
وروى الزهري عن عروة عن أسامة (4) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "أغر على يُبْنى صباحاً"(5) . ولم يذكر الدعوة.
وروى ابن عون عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أغار على بني المصطلق وهم غارّون.
وروى حميد عن أنسِ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أغار على قوم فإن سمع أذاناً أمسك، وإن لم يسمع أذاناً أغار عليهم.
وروى عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن ابن عصام المزِني عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إذا رأيتم مسجداً، أو سمعتم مؤذناً فلا تقتلوا أحدا "(1) .
ومن ذاك أن النبي صلى الله عليه وسلم طرق مكة بغتة فقاتلهم (2) .
فاختلفت هذه الأحاديث في ظاهرها ولها وجوه، فأما الأحاديث الأول فإنها فيمن لم تبلغه الدعوة، فأما إذا علم أن الدعوة قد انتهت إليهم فردوها فأولئك لا يدعون، وإن عاودوهم بالدعوة جاز، ألا ترى أن مكة قد كان النبي صلى الله عليه وسلم دعاهم وهو مقيم معهم قبل هجرته، ثم حارب مراراً فلذلك لم يدعهم، وكذلك أهل خيبر لم يدعهم لأنهم قد تقدمت عداوتهم، وبلغتهم دعوته، فتركوا أمره عامدين، وكذلك من سواهم. فعلى هذا يؤخذ هذا الباب، وكذلك جاءت الأحاديث عن العلماء بتصحيح هذا المذهب الذي اخترناه (3) .
روى شعبة عن قتادة عن الحسن (4) قال: لا بأس أن لا يدعون. لأنهم قد عرفوا ما يدعوهم إليه (5) . وقال سفيان عن منصور عن إبراهيم (6) . قد علموا ما يدعون إليه (7) .
باب أي وقت يقاتل العدو
روى حماد (8) بن سلمة عن أبي عمران (9) الجوني عن علقمة (10) بن عبد الله المزني عن معقل (11) بن يسار عن النعمان (12) بن مقرن قال: شهدتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عند القتال ولم يقاتل أول النهار أخره إلى أن تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر. هـ.
وعن ابن (13) أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا زالت الشمس نهد إلى عدوه. هـ.
وروى حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يغير حتى يصبح (14) .هـ.
وروى الزهري عن عروة عن أسامة أن النبي صلى اله عليه وسلم قال له:"أغر على يُبنى صباحاً".
وذكر الصعب بن جسامة في حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أجاز أن يبيتوهم ليلاً (15) .
فاختلفت هذه الأحاديث في ظاهرها، وإنما الوجه في ذلك أنه جائز على قدر الحاجة إليه، فإن كان مطمئناً يقدر على تأخير قتالهم تحرى زوال الشمس، وإن كان لا يستطيع إلا مناجزتهم قاتلهم أي وقت كان.
باب التحريق في أرض العدو
روى محمد (1) بن إسحاق عن يزيد (2) بن أبي حبيب عن بكير (3) بن عبد الله بن الأشج عن سليمان (4) بن يسارعن أبي إسحاق الدوسي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن ظفرتم بفلان وفلان فحرقوهما بالنار".ثم قال: "لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا الله عز وجل، فإن ظفرتم بهما فاقتلوهما"(5) .
وروى أبو إسحاق الشيباني عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تعذبوا بالنار فإنه لا يعذب بالنار إلا ربها"(6) . هـ.
وروى أيوب عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تعذبوا بعذاب الله عز وجل "(7) .
وروى موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قطع نخل بني النضير وحرق (8) .
وروى الزهري عن عروة عن أسامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أغر على يبنى صباحاً ثم حرق "(9) .
وروى إسماعيل (10) عن قيس عن جرير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ألا ترحني من ذي الخلصة؟ " قال: فحرقناها حتى جعلناها مثل الجمل الأجرب ثم بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً فأخبره فبرك على أحمس.
فهذه الأحاديث في ظاهرها مختلفة وإنما الوجه فيها أنه لا ينبغي أن تحرّق ذو روح بالنار، لأنه قال:"لا تعذبوا بعذاب الله عز وجل وإنما يعذب الله بالنار الإنس والجن خاصة". وإنما جاز التحريق في أرض العدو، وفي متاعهم ومنازلهم وكرومهم ونخيلهم يلتمس بذلك غيظهم
باب سهم الفارس في العدو
روى عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل للفرس سهمين، ولصاحبها سهماً (11) . هـ.
روى ابن فضيل (1) عن الحجاج عن أبي صالح عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل للفارس ثلاثة أسهم. سهمه ولفرسه سهمان (2) . هـ.
وروى مجمع (3) بن يعقوب عن أبيه عن عمه عبد الرحمن بن يزيد عن مجمع بن جارية أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل للفارس سهمين. هـ.
فهذه الأحاديث في ظاهرها مختلفة، وأثبت ما روى في هذا الحديث الأول. أن يكون للفارس ثلاثة أسهم، سهم له، وسهمان لفرسه. وعلى ذلك فعل الأئمة عمر بن الخطاب وغيره (4) .
باب قبول هدية المشركين
روى ابن (5) عون عن الحسن عن عياض (6) بن حمار.
وعمران (7) القطان عن قتادة عن يزيد (8) بن عبد الله بن الشخير عن عياض بن حمار أنه أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم هدية وهو مشرك فردها وقال:"لا نقبل زبد المشركين "(9) .
وروى أبوعون (10) الثقفي عن أبي صالح (11) عن علي رضي الله عنه أن أكيدر دومة أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثوب حرير فأعطاه علياً رضي الله عنه (12) .هـ.
وروى سفيان (13) بن حسين عن علي (14) بن زيد عن أنس أن المقوقس أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم جرةً مِنْ مَنٍ فقسمها بين أصحابه (15) .
وروى أيضاً أن المقوقس أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم فقبلها (16) . هـ.
فاختلفت هذه الأحاديث وهي تصرف على وجوه ثلاثة (17) :
أحدها: أن يكون الحديث الذي ذكر فيه قبول هداياهم هو أثبت، وهو حديث علي رضي الله عنه، لأن حديث عياض بن حمار قد رواه غير واحد عن ابن عون عن الحسن مرسلاً.
وحديث قتادة أيضاً هو عندنا مرسل، لأن يزيد بن عبد الله روى غير هذا الحديث عن أخيه مطرف عن عياض بن حمار، ومطرف أقدم من يزيد بعشر سنين، فلا نرى يزيد سمع من عياض. فهذا وجه من الثلاثة وهو أحسنها. هـ.
والوجه الثاني. أن يكون أحد الحديثين ناسخ (1) لصاحبه، وذلك أن عياض بن حمار كان يخالط النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، ثم أهدى له فكان هذا في أول الأمر، وكان حديث الأكيدر في آخر ذلك، لأنه كان قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بيسير. هـ.
والوجه الثالث: يكون قبول الهدية لأهل الكتاب، دون أهل الشرك، ألا ترى أن عياضاً لم يكن من أهل الكتاب، وأن الأكيدر كان في مملكة الروم وعلى دينها.
والوجه الأول أحسنها أن يكون القبول هو أثبت الخبرين.
باب في الضيافة
روى منصور (2) عن الشعبي عن المقدام (3) بن معدي كرب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ليلة الضيف حق واجب "(4) . هـ.
وروى ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي شريح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "في الضيف جائزته يومه وليلته "(5) . هـ.
وروى محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الضيافة ثلاثة أيام، فما زاد فهو صدقة "(6) .
وروى قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (7) .هـ.
فهذه الأحاديث في ظاهرها مختلفة. والوجه عندنا فيها أن لها وجوها:
فأما قوله: يومه وليلته. فإن ذلك هو الحق الواجب الذي لا يجوز تركه.
وقوله: الضيافة ثلاثة أيام فهذا للضيف، ويقول إن أقام ثلاثاً فتلك ضيافة، وليست بصدقة فلا يتوقاها (8) فإن زاد عليها فذلك الذي يتوقاها.
باب من يجب عليه الحد
روى عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة فلم يجزه، وعرضه يوم الخندق، وهو ابن خمس عشرة فأجازه. هـ.
وروى عبد الملك بن عمير عن عطية القرظي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان أنبت فاقتلوه"(9) .
وروى حماد (10) عن إبراهيم (11) عن الأسود (12) عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رفع القلم عن الصبي حتى يحتلم "(13) .
فاختلفت هذه الأحاديث في ظاهرها، ولها وجوه ولكل حديث منها موضع يعمل به فيه، وإنما هذه حدود ثلاثة فأيها سبق فهو إدراك لأنه قد يخفى معرفة سنّه فيؤخذ في احتلامه وقد يخفى احتلامه فيؤخذ بإنباته فكل ذلك علامة لبلوغ الحد الذي تجوز عليه الأحكام. هـ.
باب طاعة الأئمة
روى الأعمش (1) عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أطاعني فقد أطاع الله عز وجل، ومن أطاع الإمام فقد أطاعني، ومن عصاني فقد عصى الله عز وجل، ومن عصى الإمام فقد عصاني". هـ.
وروى أبو الزناد (2) عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أطاعني فقد أطاع الله عز وجل، ومن أطاع أميري فقد أطاعني"(3) .
وروى الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من بايع إماماً فأعطاه ثمرة قلبه وصفقة يده فليطعه ما استطاع"(4) .
وروى شعبة عن يحيى بن الحصين عن أم الحصين جدته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن أمر عليكم عبد حبشي يقودكم بكتاب الله عز وجل فاسمعوا له وأطيعوا"(5) .
وروى شعبة عن قتادة عن أبي (6) مراية عن عمران (7) بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا طاعة في معصية الله عز وجل "(8) . هـ.
وروى زبيد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن (9) السلمي عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف "(10) .
وروى عبد الله (11) عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية، فمن أُمِر بمعصية فلا سمع ولا طاعة"(12) .
وروى محمد (13) بن عمرو عن عمر بن الحكم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أمركم بمعصية فلا تطيعوه "(14) . هـ.
وروى عبد الله (1) بن عثمان بن خشيم عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه (2) عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا طاعة لمن عصى الله عز وجل"(3) . هـ.
وروى حرب (4) بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن عمرو بن زينب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا طاعة لمن عصى الله عز وجل "(5) . هـ.
فاختلفت هذه الأحاديث في ظاهرها، فتأول فيها أهل البدع.
فأما أهل السنة: فقد وضعوها مواضعها، ومعانيها كلها متقاربة عندهم.
فأما أهل البدع: فتأولوا في بعض هذه الأحاديث مفارقة الأئمة والخروج عليهم.
والوجه فيها أن هذه الأحاديث يفسر بعضها بعضاً، ويصدق بعضها بعضاً.
فأما حديث أبي هريرة الأول الذي ذكر فيها من أطاع الإِمام فقد فسره حديث أبي هريرة الثاني الذي قال فيه: من أطاع أميري ثم بين أنه أيضاً لم يخص أميره إذا أمر بغير طاعة الله، لأنه حين بعث عبد الله (6) بن حذافة فأمرهم أن يقحموا النار فرجعوا إليه فأخبروه فقال: من أمركم منهم بمعصية فلا تطيعوا (7) .
وأما حديث عبد الله بن عمرو فإنه قد قال فيه: فليطعه ما استطاع. فقد جعل له فيه ثنيا، وإنما يريد الطاعة في المعروف.
وحديث أم الحصين قد اشترط فيه يقودكم بكتاب الله. هـ.
وحديث علي رضي الله عنه قد فسره حين قال: إنما الطاعة في المعروف.
وحديث ابن عمر أيضاً مفسر أنه إنما أوجب الطاعة ما لم يؤمر بمعصية.
وكذلك حديث أبي سعيد.
وأما حديث ابن مسعود، وأنس فهما اللذان تأولهما أهل البدع فقالوا: ألا تراه يقول لا طاعة لمن عصى الله عز وجل، فإذا عصى الله لم يطع في شيء، وإن دعا إلى طاعة. وإنما يرد المتشابه إلى المفسر، فما جعل هذا على ظاهره أولى بالاتباع من تلك الأحاديث بل إنما يرد هذا إلى ما بيّن معناه فقوله:"لا طاعة لمن عصى الله "، إنما يريد أنه لا يطاع في معصية. كسائر الأحاديث.
باب كف الأيدي عن قتال الأئمة
روى الأعمش ومنصور عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "استقيموا لقريش ما استقاموا لكم، فإذا لم يستقيموا لكم فضعوا سيوفكم على عواتقكم ثم أبيدوا خضراء هم"(1) .
وهذا حديث معضل مخالف للأحاديث كلها، وفيه علل واضحة عند أهل العلم. فمن ذلك أني سمعت عفان بن مسلم يقول: لم يسمعه الأعمش من سالم، ولم يسمعه سالم من ثوبان (2) . ومن ذلك أن سالم بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان شيئاً البتة، وقد أخبر عن ثوبان أنه كذبه.
وروى شعبة عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال: قيل لثوبان حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"كذبتم عليّ قلتم عليّ ما لم أقل"(3) .
فلعله إنما أراد هذا الحديث بعينه، إنهم رووه عنه ولم يقله.
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يقتل قرشي صبرا"(4) . هـ.
ومن ذلك قوله فيه:"أبيدوا خضراءهم". فهذا لا يكون إلا بقتل صغيرهم وكبيرهم. وهذا خلاف حكم الإسلام والقرآن.
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:"قريش ولاة الناس في الخير والشر إلى يوم القيامة"(5) .
فكيف يكون هذا وقد أبيدت خضراؤهم؟.
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان"(6) . هـ.
وقوله:"الناس تبع لقريش في الخير والشر"(7) .
ومن ذلك قوله:"لا يحل دم أمراء مسلم إلا بإحدى ثلاث"(8) .
وهذا يقول: فإن لم يستقيموا. وقد يكون من ذلك ما لا يبلغ تحليل الدماء. فهذا حديث ذاهب لا يحتج به عالم، وقد روى هذا الحديث أيضاً من وجوه كلها ضعيفة.
وروى عبيد الله (9) بن عمرو عن زيد (10) بن أبي أنيسة عن القاسم (11) بن عوف عن علي بن حسين عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن أتاكم المصدقون فسألوكم الصدقة فتعدوا عليكم فقاتلوهم أو شاهداً معناه"(12) . هـ.
وهذا الحديث أيضاً مخالف للأحاديث، فمن ذلك: أن هشام بن حسان قتادة رويا عن الحسن عن ضبة بن محصن عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"سيكون بعدي أمراء تعرفون وتنكرون فمن أنكر بريء، ومن كره فقد سلم، ولكن من رضي وتابع". قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال:"لا ما صلوا"(1) .
فهذا عن أم سلمة، وذاك عن أم سلمة، وهذا أثبت الإسنادين، وهذا موافق للأحاديث، وذاك مخالف لها. وهذا ضبة بن محصن الذي وفد عمر يشكو أبا موسى حتى جمع بينه وبينه وكان له قدر عظيم. وذلك الإسناد ليس بثابت.
ومما يخالفه أيضاً حديث جرير بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أتاكم المصدق فلا يفارقكم إلا عن رضى"(2) . هـ.
ومن ذلك حديث جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم"سيأتيكم ركب مبغضون- يعنى المصدقين- فأدوا إليهم صدقاتكم وارضوهم فإن من تمام زكاتك مرضاهم"(3) . هـ.
وروى عامر بن السمط عن معاوية (4) بن إسحاق عن عطاء (5) بن يسارعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"سيكون أمراء- فذكر من فعلهم ثم قال- فمن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن". هـ.
وهذا أيضاً خلاف الأحاديث، وهو إسناد لم يسمع حديث عن ابن مسعود بهذا الإسناد غيره، وقد جاء الإسناد الواضح عن ابن مسعود بخلافه.
روى الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"سترون بعدي أثرة وفتناً وأموراً تنكرونها". قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله. قال: "تودون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم"(6) . هـ.
وهذا عن ابن مسعود، وذاك عن ابن مسعود، وهذا أثبت الإسنادين، وهو موافق للأحاديث، وذاك مخالف، ثم تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فكثرت عنه، وعن الصحابة والأئمة بعدهم- رضي الله عنهم يأمرون بالكف، ويكرهون الخروج، وينسبون من خالفهم في ذلك إلى فراق الجماعة، ومذهب الحرورية (1) وترك السنة (2) . هـ.
باب الانتفاع بالغنائم
روى محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي مرزوق مولى تجبب عن رويفع (3) بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يركبن دابة من فيء المسلمين فإذا أعجفها ردها فيه ولا يلبس ثوباً من فئ المسلمين حتى إذا أخلقه رده فيه"(4) . هـ.
وروى سفيان (5) عن أبي إسحاق (6) عن أبي عبيده (7) عن عبد الله أنه قال: أنتهيت إلى أبي جهل فضربته بسيفي فلم يغن شيئاً فأخذت سيف أبي جهل فضربته حتى قتلته".
فهذان الحديثان في ظاهرهما مختلفان، وإنما الوجه فيهما أن يوضع كل واحد منهما موضعه، فإذا كان في موضع الضرورة يستعين به على النكاية فيهم مثل صنيع ابن مسعود فلذلك لا يدفع، وما كان يريد به أن يبقى على دابته، ويركب دابة من المغنم، أو يبقى على ثوبه، أو سلاحه أو العمل بالشيء على غير ذلك الوجه فهو المنهي عنه (8) . هـ.
باب في آنية المشركين
حديث أبي ثعلبة هو من وجوه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأله عن آنية العدو. فقال:"استغنوا عنها ما استطعتم فإن لم تجدوا غيرها فاغسلوها وكلوا فيها واشربوا"(9) .
فقال هاهنا: استغنوا عنها وإن احتجتم فاغسلوها، وسائر الأحاديث وظاهر القرآن على الرخصة في طعامهم وأكل جبنهم وخبزهم، وهم يصنعون ذلك في آنيتهم.
وروى عطاء (10) عن جابر كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يمتنع أن يأكل في آنيتهم، ونشرب في أسقيتهم ". هـ.
وروى سماك عن قبيصة (1) بن هلب عن أبيه (2) قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن طعام النصارى فقال:"لا تحلّجن في صدرك طعام ضارعت فيه النصرانية"(3) .
ومن ذلك ما لا يدفع من أكل خلهم وألبانهم وغير ذلك من أشربتها وأطعمتهم، وإنما هي في آنيتهم.
فالوجه في ذلك أن يوضع كل شيء في موضعه، فإن كان من طعامهم معمولاً في شيء من آنيتهم فلا بأس بأكله وشربه كما جاء الحديث، وإذا كان شيء من الآنية فارغاً فاحتيج إليه غسل واستعمل كما جاء الحديث.
باب في الركاز (4) يوجد
روى الزهري عن سعيد (5) بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"في الركاز الخمس "(6) .
وروى إسرائيل (7) عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. هـ.
ومجالد (8) عن الشعبي عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (9) . هـ.
ومحمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. هـ.
وروى عبد الله (10) بن نافع عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "في الركاز العشور"(11) . فهذا مخالف لتلك الأحاديث، وتلك الأحاديث أثبت وهي التي يعتمد عليه. هـ.
باب المرتد ما يصنع به
روى أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من بدل دينه فاقتلوه"(12) . هـ.
وروى يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة (13) عن أنس.
وأبو رجاء (14) مولى أبي قلابة عن أنس.
وسماك عن معاوية (15) بن قرة عن أنس (16) .
وقتادة عن أنس (17) .
وحميد عن أنس (18) .
وعبد العزيز بن صهيب عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قطع أيدي أولئك الذين قدموا عليه فأسلموا فبعث بهم إلى إبله ليشربوا من ألبانها فقتلوا الراعي، واستاقوا النعم وارتدوا فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمر أعينهم، تم تركهم في الشمس حتى ماتوا. هـ.
فاختلف هذان الخبران، وإنما الحكم في المرتد أن يقتل. هـ.
وأما حديث أنس هذا فقد تأوله الناس على وجهين:
أحدهما: أحسن من الآخر. فأما ابن سيرين فقال: كان هذا قبل أن تحد الحدود.
وأما أبو قلابة (1) فذهب إلى أن هؤلاء محاربين يريد قول الله عز وجل {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ} .
وهذا أحسن الوجهين عندنا، وأبين ذلك عندنا أن يكون هذا في مثل جرم أولئك خاصة، ولا يكون هذا في غيره، وذلك لأنهم قد سمر أعينهم. وقال بعضهم: سمل أعينهم. وكل ذلك لا يفعل بالمحارب، فقد بين هذا أن سنة هؤلاء غير سنة المحاربين، ولكن يكون في مثل فعل هؤلاء خاصة أن يفعل بمن فعل مثل فعلهم مثل الذي فعلوا، ولهذا أشباه في العلم أن يعمل بالشيء في موضعه مثل الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر الذي وقع على امرأته في شهر رمضان فلم يجد ما يكفر فأعطاه ما يكفر به عن نفسه فأخبره بضرورته فرخص له في أكله (2) ، فلا يكون هذا في غير ذلك من الكفارات أن يأكل الرجل ما يكفر به ولا يطعمه عياله. هـ.
…
باب في البداوة
روى شريك عن المقدام (3) بن شريح عن أبيه (4) عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدوا إلى هذه التلاع. هـ.
وروى إسماعيل (5) بن زكريا عن الحسن (6) بن الحكم عن عدي (7) بن ثابت عن أبي حازم (8) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من بدا جفا (9) . هـ.
وروى سفيان عن أبي موسى اليماني عن وهب بن منبه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من بدا جفا"(10) . هـ.
واختلفت هذه الأحاديث في ظاهرها ولها وجوه، فأما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فإنما وجهه أن يبرز إلى بعض التلاع الساعة من النهار أو اليوم أو شبهه، وأما الكراهة فإنها لمن لزم البادية وترك الأمصار والجماعات. هـ.
باب الكفارة قبل الحنث
روى أبو بكر بن عياش عن عبد العزيز بن رفيع عن تميم بن طرفة عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من حلف على يمين فرأى خيراً منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه"(1) . فجعل الكفارة في هذا بعد الحنث.
وروى الأعمش عن عبد العزيز بن رفيع عن تميم بن طرفة عن عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليكفر يمينه، ويأتي الذي هو خير"(2) .فجعل الكفارة قبل الحنث.
وروى هشام عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:"إذا حلفت على يمين فرأيت خيراً منها فكفر عن يمينك، وات الذي هو خير"(3) . فبدأ هذا أيضاً بالكفارة قبل الحنث.
وروى علي عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:"إذا حلفت على يمين فرأيت خيراً منها، فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك"(4) . فجعل هذا الكفارة بعد الحنث. هـ.
روى سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من حلف بيمين فرأى خيراًَ منها فليكفر عن يمينه، وليأت الذي هو خير"(5) .فجعل الكفارة قبل الحنث. هـ.
وروى أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن أُذينة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من حلف على يمين فرأى ما هو خير منها فليأتِ الذي هو خير، وليكفر عن يمينه"(6) . هـ.
وروى الهيثم بن حميد عن زيد بن وأقد عن بسر بن عبيد الله عن ابن عابد عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا حلفت فرأيت أن غير ذلك أفضل كفرت عن يميني، وأتيت الذي هو أفضل"(7) . هـ. فجعل هذا الكفارة قبل الحنث.
فاختلفت هذه الأحاديث في ظاهرها، وإنما الوجه في ذلك أنه جائز كله أن يكفر قبل أو بعد. وبيان ذلك في كتاب الله عز وجل حين فرض كفارة الظهار قبل أن يتماسا، فهذه كفارة قبل وجوبها، لأنه لو طلقها بعد أن ظاهر منهالم يلزمه كفارة وإنما كفر للذي أراد من الفعل فكذلك الذي يكفر يمينه قبلاً خشية هو أن ينوي أن يحنث. وقد اختلفت الأحاديث في ذلك عن الصحابة فما الوجه في ذلك إلا أنهم كانوا يجعلون ذلك معنى واحداً قدم الكفارة أم أخرها فسموا وأبين ذلك في الرواية.
روى هشام (1) عن أبيه عن عائشة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال:"لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير.فبدأ بالكفارة قبل الحنث.
ورواه وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة عن أبي بكر رضي الله عنه قال:"لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا أتيت الذي هو خير وكفرت عن يميني". فبدأ هذا بالحنث قبل الكفارة.
وكذلك أيضاً عن عمر حدثني أبو الطباع عن شريك عن أبي حصين عن قبيصة بن جابر عن عمر رضي الله عنه قال:"إذا حلفت على يمين فرأيت خيراً منها كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير معناه". فبدأ بالكفارة.
ورواه أبو نعيم (2) عن شريك عن أبي حصين عن قبيصة بن جابر عن عمر فذكر فيه أن يبدأ بالحنث قبل الكفارة. هـ.
آخر كتاب الناسخ والمنسوخ.
---
(3)
نسبة إلى "إسكاف "بالكسر ثم السكون، وكاف، وألف، وفاء كذا في معجم البلدان 1/ 181. وهما موضعان أحدهما: إسكاف العليا من نواحي النهروان بين بغداد وواسط، وثانيهما: إسكاف السفلي بالنهروان أيضا. ً
(4)
نسبة إلى هذا أبو يعلى والمزي، ولم تتضح لي هذه النسبة إلى أين، ولعلها إلى قبيلة كلب باليمن.
(5)
قال السمعاني في الأنساب 1/112 (بفتح الألف وسكون الثاء المثلثة وفتح الراء وفي آخرها الميم. هده النسبة لمن كانت سنّة مفتتة.
(6)
جزم بذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء 12/624.
(1)
انظر البداية والنهاية لابن كثير 10/213-222.
(2)
انظر طبقات الحنابلة 1/72 وتاريخ بغداد 5/111 والسير 12/625.
(3)
انظر طبقات الحنابلة 1/72 وتاريخ بغداد 5/111 والسير 12/625.
(4)
انظر تاريخ بغداد 5/110 وتهذيب الكمال للمزي 1/478.
(5)
انظر طبقات الحنابلة 1/66، 72.
(6)
الثقات 8/36.
(7)
تاريخ بغداد 5/111.
(8)
السير 12/624، 626.
(9)
تذكرة الحفاظ 2/ 571.
(10)
السير 12/624.
(11)
تذكرة الحفاظ 2/ 571.
(12)
تحقيق صبحي السامرائي.
انظر السير 12/ 624.
(13)
انظر الطبعة الأخيرة بتحقيقَ د/ عبد الله التركي ود/ الحلو
(14)
طبقات الحنابلة 1/66.
(15)
قدم رسالة ماجستير في جامعة أم القرى عام 1399 بتحقيق انظر ص 463.
(16)
انظر: الطبعة المحققة بقلم صبحي السامرائي ص 5.
(17)
انظر: طبقات الحنابلة 1/68-72.
(18)
انظر: تاريخ بغداد 5/ 624، وطبقات الحنابلة 1/66، تهذيب الكمال 1/476، 477، وسير أعلام النبلاء12/ 624، وتذكرة الحفاظ 2/570.
(19)
تهذيب التهذيب 1/ 79.
(20)
لم أقف على تراجم هؤلاء الأعلام.
(21)
هو الحافظ العبدي الكوفي يكنى أبا عبد الله توفي سنة 203 هـ روى عن عبد العزيز بن عمر، وعنه أبو بكر أبي شيبة ثقة حافظ إلا أنه لم يسمع من مجاهد بن رومي شيئاً، وأقسم على ذلك ابن معين. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 9/73، 74 والمراسيل لابن أبي حاتم ص 197 وجامع التحصيل للعلائىِ ص 322.
(1)
أبو محمد المدني كان والياً على مكة أيام يزيد بن الوليد، ومحمد بن مروان توفي في حدود سنة 150 هـ وحديثه عند الجماعة، وثقه ابن معين وأبو داود وأبو نعيم والنسائي وابن عمار، وحكي عن أحمد أنه قال: ليس من أهل الحفظ والإتقان قال ابن حجر يعني بذلك سعة المحفوظ. ووصفه في التقريب بأنه صدوق يخطئ وضعفه أبو مسهر الغساني. وفيما ذهب إليه نظر. روى عن أبيه ونافع مولى ابن عمر، وعنه محمد بن بشر العيدي وأبو نعيم ترجمته في. تهذيب الكمال 18/173، وتهذيب التهذيب 6/349 والتقريب.
(2)
هو أبو الوليد الخزرجي الأنصاري شهد المشاهد وأحد النقباء بالعقبة وجهه عمر إلى بلاد الشام قاضياً ومعلماً وكان قوياً في دينه وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. انظر ترجمته في الاستيعاب 2/ 808 والإصابة 2/ 268.
(3)
إسناده ضعيف لأن فيه رجلا مجهولاً لم أقف على ترجمته.
والحديث رواه أحمد في مسنده 5/329 عن شيخه أبي بكر بن أبي شيبة عن محمد بن بشر به. إلا أنه قال في آخره (ومن سوء الحشر) .
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 139 وقال: (رواه عبد الله والطبراني وفيه راو لم يسم) .ا. هـ. واقتصر في آخره على قوله:"أعوذ بك من شر الحشر".
(4)
هو ابن الترجمان يكنى أبا سهل روى عن عبد الكريم بن أبى المخارق وعن الزهري وغيرهما وعنه قتيبة وغيره.
ضعفه ابن معين وابن عدي وأبو القاسم والبغوي وقال: البخاري وأبو أحمد الحاكم ليس بالقوي عندهم وقال مسلم ذاهب الحديث وقال: أبو داود متروك الحديث، وقال: النسائي ليس بثقة ولا يكتب حديثه. وذكر له العقيلي حديثين في الضعفاء وقال: فلا يتابع عليهما جميعاً، وكلا الحديثين الرواية فيهما من غير هدا الوجه مضربة فيها لين.
انظر ترجمته في الضعفاء للعقيلي 3/ 15 وميزان الاعتدال 2/627 ولسان الميزان4/48.
(1)
هو عبد الكريم بن أبي المخارق البصري نزل مكة يكنى أبا أمية من مرجئة البصرة مات سنة 126 هـ ضعفه أحمد وابن معين وابن عدي وابن حجر.
وقال المزي: (استشهد به البخاري، وروى له مسلم في المتابعات وأبو داود في كتاب المسائل والباقون) .
ترجمته في تهذيب الكمال 18/ 259-265 وتقريب التهذيب.
(2)
هكذا ورد في الأصل بالكنية. لكن ذكر ابن حجر في الإصابة 1/ 540 أنه تصحف وقال: والصواب عبيد ابن رفاعة وكذلك وقع في الغيلانيات.
وعبيد هذا روى عن أبيه رفاعة بن رافع وغيره وأرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه عبد الكريم بن أبي المخارق أبو أمية الأنصاري وغيره قال المزي: (روى له البخاري في الأدب والنسائي في اليوم والليلة والباقون سوى مسلم) وثقه ابن حيان والعجلي.
انظر ترجمته في تهذيب الكمال 19/205، 206 والثقات لابن حبان 5/133 والثقات للعجلي 2/117 وتهذيب التهذيب 7/65.
(3)
هو رفاعة بن رافع بن مالك الأنصاري الزرقي، يكنى أبا معاذ شهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم سائر المشاهد.
قال ابن حجر: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر الصديق وعن عبادة بن الصامت، وروى عنه ابناه عبيد ومعاذ وابن أخيه يحيى بن خلاد وابنه علي بن يحيى.ا. هـ.
ترجمته في الاستيعاب 2/497 وأسد الغابة 3/225، والإصابة 1/517.
(4)
إسناده ضعيف، لضعف عبد الكريم بن أبي المخارق وتلميذه عبد العزيز بن حصين.
والحديث بهذا الإسناد ذكره ابن الأثير في أسد الغابة 3/ 234 تحت ترجمة (رفاعة) غير منسوب. وذكر أن أبا موسى وأبا نعيم والأمير أبا نصر وغيرهم أخرجوا هذا الحديث في ترجمة رفاعة بن رافع إلا أنه قال: (ولا نعلم لرفاعة بن رافع ابنا يقال له: أبو عبيدة، وإنما له عبيد بن رافع فالظاهر أنه غيره) .اهـ.
قلت: وقد أزال الأشكال الحافظ في الإصابة 1/540 بقوله (قلت بل هو وإنما تصحف اسم الراوي عنه والصواب عبيد ابن رفاعة، وكذلك وقع في الغيلانيات. انتهى. وله شاهد مرسل عند أبي داود في سننه كتاب الأدب ما يقول الرجل إذا رأى الهلال 5/ 326 عن موسى بن إسماعيل عن أبان عن قتادة أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال: الخ وفيه زيادة. الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا.
وقال أبو داود: (ليس عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب مسند صحيح) .
وذكر ابن حجر الهيثمي في إتحاف أهل الإسلام بخصوصيات رمضان ص 73. أن النسائي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى هلال رمضان قال: "هلال رشد وخير، هلال رشد وخير آمنت بالذي خلقك".
(1)
ذكره ابن أبى حاتم في الجرح وتعديل5/264 وقال: سألت أبى عنه فقال (هو ضعيف الحديث يهولني كثرة ما يسند) .
ووصفه الذهبي في الميزان 2/578 بأنه مقل. ونقل حكم بن أبي حاتم فيه واقتصر في المعنى 2/383 على قول أبي حاتم.
وذكره ابن حبان في الثقات 8/372 وقال: يروى عن أبيه عن جده روى عنه سعيد بن سليمان الواسطي. اهـ.
واكتفى ابن حجر في لسان الميزان 3/422 على ما ذكره ابن حبان. وذكره البخاري في التاريخ الكبير 5/330 وأنه يروى عن أبيه.وعنه سعيد بن سليمان وأن حديثه في الكوفيين.وقد زاد (سعداً) بين عثمان وإبراهيم.
(2)
هو عثمان بن إبراهيم المذكور أعلاه. من أهل المدينة قال البخاري: (رأى ابن عمر وأمه، سمع منه يعلى بن عبيد وابنه عبد الرحمن
…
وسمع منه العراقيون: التاريخ الكبير 6/212.
وذكره ابن حبان في الثقات 5/154، و159 وأنه يروى عن ابن عمر وعنه ابنه عبد الرحمن ويعلى بن عبيد.
وقال ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل 6/144 (سألت أبى عنه فقال:روى عنه ابنه عبد الرحمن أحاديث منكرة قلت فما حاله؟ قال يكتب حديثه وهو شيخ) وذكر أنه رأى عائشة بنت قدامة بن مظعون. وروى عنه شريك بن عبد الله.
وقال الذهبي في الميزان 3/30 (له ما ينكر) وقال في المغني 2/424 (لا يحتج به) .
وانظر لسان الميزان 4/130.
(1)
لم أقف عليه.
(2)
هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن خطاب رضي الله عنهما أشهر من أن يترجم له استصغر يوم أحد وشهد الخندق مشهور بالعلم والورع وتتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم مات سنة 73هـ وقيل غير ذلك.
ترجمته في الاستيعاب 3/ 950 وأسد الغابة 3/ 340 والإصابة 2/347.
إسناده ضعيف، لضعف عثمان وابنه عبد الرحمن. والحديث أخرجه الدارمي في سننه كتاب الصوم وباب ما يقال عند رؤية الهلال1/336 عن سعيد بن سليمان عن عبد الرحمن بن عثمان حدثني أبي عن أبيه وعمه عن ابن عمر والطبراني في المعجم الكبير عن (مجمع الزوائد 10/139) وقال عنه الهيثمي (وفيه عثمان بن إبراهيم الحاطبي وفيه ضعف. وبقية رجاله ثقات) .
وذكر ابن حجر الهيثمي في إتحاف أهل الإسلام بخصوصيات رمضان ص 73. أن ابن حيان أخرجه في صحيحه بسند صحيح.
(3)
هو العقدي عبد الملك بن عمرو القيسي البصري أحد شيوخ الإمام أحمد روى له الجماعة. روى عن سليمان بن سفيان المدني وغيره مات سنة 204 هـ. وقيل 205هـ. ترجمته في تهذيب الكمال 18/ 364 وتهذيب التهذيب 6/409 والتقريب.
(4)
القرشي التيمي مولى آل طلحة بن عبيد الله روى عن بلال بن يحيى وعنه أبو عامر العقدي، ضعفه أبو حاتم ومتهم برواية الأحاديث المنكرة، ولذلك قال أبو زرعة: منكر الحديث. وقال ابن معين: روى عنه أبو عامر العقدي حديث الحلال وليس بثقة. ترجمته في تهذيب الكمال 11/436، وتهذيب التهذيب 4/194 والجرح والتعديل 4/119.
(1)
التيمي القرشيِ المدني روى عن أبيه يحيى بن طلحة، وعنه سليمان بن سفيان. قال المزي:(روى له الترمذي حديثاً واحداً عن أبيه عن جده في القول عند رؤية الهلال) . وذكره ابن حبان في الثقات. وقال عنه ابن حجر: لين من السابعة. ترجمته في تهذيب الكمال 4/ 299 تهذيب التهذيب 1/ 505 والتقريب.
(2)
هو يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي المدني، روى عن أبيه طلحة، وعنه ابنه بلال، ثقة ترجمته في تهذيب الكمال 31 /387 وتهذيب التهذيب 11/233 والتقريب.
(3)
هو طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي يكنى أبا محمد من المهاجرين الأولين ومن العشرة المبشرين بالجنة وهو أحد الستة الذين جعل عمر فيهم الشورى شهد المشاهد كلها ما عدا بدر، وتوفي رضي الله عنه في وقعة الجمل سنة 36 هـ. ترجمته في الاستيعاب 2/ 764 وأسد الغابة 3/ 85 والإصابة 2/ 229.
(4)
إسناده ضعيف وعلته سليمان بن سفيان القرشي وشيخه بلال بن يحيى فيه لين. والحديث رواه أحمد في المسند 1/162 الترمذي في كتاب الدعوات باب ما يقول عند رؤية الهلال 9/142 والدارمي في كتاب الصوم باب ما يقول عند رؤية الهلال 1/336 والحاكم في المستدرك 4/285 كلهم من طريق أبي عامر العقدي به. وقال الترمذي: حسن غريب، وسكت عنه الذهبي. وحسن إسناده أحمد شاكر في تعليقه على مسند أحمد 2/365. وقد تعقب ابن حجر رحمه الله الحاكم في تصحيحه له فقال (وصححه الحاكم وغلط في ذلك، فإن سليمان ضعفوه، وإنما حسنه الترمذي لشواهده) . اهـ. من حاشية سنن الدارمي لعبد الله هاشم المدني. قلت: وفي قول ابن حجر هذا رد أيضاً لما ذهب إليه أحمد شاكر رحمه الله.
(1)
الأحاديث التي ذكرت في هذا الباب ضعفه الإسناد ولم يصح منها شيء قال أبو داود رحمه الله: (ليس عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب حديث مسند صحيح) قال هذا في كتاب الأدب باب ما يقول الرجل إذا رأى الهلال 5/327. وعلى فرض صحتها فإن الاختلاف الواقع فيها اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد، كالاختلاف الواقع في دعاء الاستفتاح وفي دعاء القنوت وغير ذلك من الأدعية الشرعية فبأيهما دعا الإنسان جاز، ومن السنة أن لا يلزم دعاء واحداً ويقتصر عليه، بل عليه أن ينوع في ذلك لكونها واردة شرعاً.
(2)
هو الكلاعي يكنى أبا خالد الحمصي روى عن خالد بن معدن وعنه السفيانان وغيرهما حافظ لحديث خالد بن معدن من الثقات إلا أنه موصوم بالقدر وقيل رجع عنه. وقد حكى أبو زرعة الدمشقي في تاريخه أن رجلاً قال لثور بن يزيد يا قدري. قال ثور: (لئن كنت كما قلت إني لرجل سوء، ولئن كنت على خلاف ما قلت إنك لفي حل) أخرج حديثه الجماعة سوى مسلم. توفي سنة 150 وقيل غير ذلك. ترجمته في تهذيب الكمال 4/418- 428 وتهذيب التهذيب 2/33 والتقريب. وتاريخ أبي زرعة الدمشقي 1/359.
(3)
الكلاعي أبو عبد الله الحمصي روى عن عبد الله بن بسر المازني وعنه ثور بن يزيد الكلاعي الحمصي أحد التابعين الثقات أخرج حديثه الجماعة واختلف في سنة وفاته ما بين 103 هـ إلى 108 هـ والله أعلم. ترجمته في تهذيب الكمال 8/167 -173 وتهذيب التهذيب 3/118 والتقريب.
(4)
هو المازني الحمصي يكنى أبا بسر -بضم الموحدة وسكون المهملة- آخر الصحابة موتاً ببلاد الشام سنة ثمان وثمانين وقيل غير ذلك روى عنه خالد معدان. ترجمته في الاستيعاب 3/ 874 وأسد الغابة 3/ 186 والإصابة 2/ 281.
(1)
هي الصماء بنت بسر المازنية قال ابن عبد البر: (أخت عبد الله ابن بسر روت عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن الصيام يوم السبت) وذكرها أيضاً في حرف الباء على أن اسمها بهيّة أو بهيمة وتبعه في هذا الصنيع ابن الأثير وابن حجر. ترجمتها في الاستيعاب 4/1797 و1874 وأسد الغابة 2/47 و175 والإصابة 4/253 و 351.
إسناده صحيح وهو في مسند أحمد 6/368 وسنن الترمذي كتاب الصوم باب النهي أن يخص يوم السبت 1/ 550 وسنن النسائي الكبرى في الصوم كما في تحفة الأشراف 11/344 وسنن الدارمي في الصوم باب في صيام يوم السبت 1/352 وابن خزيمة في صحيحه 3/317 والطبراني في المعجم الكبير 24/328، 329، 330. والطحاوي في شرح معاني الآثار 2/8، والحاكم في المستدرك 1/435 والبيهقي في السنن الكبرى 4/302. كلهم أخرجوه من طريق ثور بن يزيد به وفيه زيادة: (فإن لم يجد أحدكم إلا عود عنب أو لحى شجرة ليمضغها) وفي رواية (فليمضغه) وفي رواية (فليقضمه) وفي رواية "إلا لحاء عنبة أو عود شجرة فليمضغه".
أما رواية الطحاوي فقد جاءت بخطاب التأنيث"لا تصومن يوم السبت في غير ما افترض عليكن، ولو لم تجد إحداكن إلا لحاء شجرة أو عود عنب فلتمضغه"
وقد ورد من طرق أخرى عن عبد الله بن بسر مرفوعاً عند أحمد 4/ 189 وابن حبان كما في الزوائد (940) والإحسان 5/250.
وذكر الحافظ ابن حجر في الإصابة 4/253، 351، أن النسائي أكثر من تخريج طرق هذا الحديث وبيان اختلاف رواته.
ومع صحة إسناده قد اختلف العلماء في الحكم عليه اختلاف متبانياً. فقال الترمذي: حديث حسن. وقال أبو داود: هذا الحديث منسوخ وقال النسائي: هذا حديث مضطرب. تلخيص الخبير 2/ 216، وقال مالك: هذا كذب. وقال الزهري: هذا حديث حمصي. وقال الأوزاعي: مازلت له كاتماً حتى رأيته انتشر. وقال الحاكم: وله معارض بإسناد صحيح. ووصفه الطحاوي بالشذوذ لكونه خالف الآثار التي أشهر وأظهر منه في أيدي العلماء. وقال ابن تيمية فيما نقله عنه ابن عبد الهادي في التنقيح: (وأن الحديث شاذ أو منسوخ) كذا في إرواء الغليل 4/125. وقال ابن حجر: (لكن هذا التلون في الحديث الواحد بالإسناد الواحد مع اتحاد المخرج يوهن راويه وينبئ بقلة ضبطه
…
الخ.
وقد تصدى للعلل القادحة فيه الشيخ الألباني في إرواء الغليل4/118-125وأجاب عنها وبين أن الحديث صحيح من ثلاث طرق ولم يعتره شذوذ ولا سواه.
والأثرم في كتابه هذا حكم عليه بمخالفة الأحاديث كلها وذكر منها أمر النبي صلى الله علية وسلم بصوم محرم، وكونه صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان، وحثه صلى الله عليه وسلم على صيام ست من شوال، وأمره صلى الله علية وسلم بصيام عاشوراء، وأيام البيض، وقد يكون في كل هذه السبت وهي ليست مما افترض.
قلت: وقد صح النهي من النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة إلا أن يصام قبله يوم أو بعده يوم. فمعلوم أن الذي بعده السبت. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" أحب الصيام إلى الله صيام داود كان يصوم يوماً ويفطر يوماً".وقد يوافق صومه السبت.
وورد التوجيه النبوي بصوم يوم عرفة لغير الصائم، وقد يكون يوم السبت قال ابن حجر: وقد روى مسلم من حديث أبي قتادة مرفوعاً (إن صوم عاشوراء يكفر سنة، وإن صيام يوم عرفة يكفر سنتين) الفتح4/249.
قلت: وقد يوافق صوم عاشوراء وعرفة يوم السبت. (وروى أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان من حديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم من الأيام السبت والأحد، وكان يقول إنهما يوما عيد للمشركين فأحب أن أخالفهما) فتح الباري 4/235.
وقال أيضاً (وروى الترمذي من طريق خيثمة عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم من الشهر السبت والأحد والاثنين ومن الآخر الثلاثاء والأربعاء والخميس. وروى موقوفاً وهو أشبه) الفتح 4/227.
وكان آخر الأمر من صلى الله عليه وسلم التأكيد على صوم التاسع والعاشر من شهر المحرم وقد يكون أحدهما السبت كما صح بذلك الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما في صحيح مسلم كتاب الصوم باب أي يوم يصام في عاشوراء 2/798.
ومعاوية رضي الله عنه لما قدم المدينة خطبهم يوم عاشوراء فقال: أين علماؤكم يا أهل المدينة سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لهذا اليوم:"هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب اللَه عليكم صيامه، وأنا صائم فمن أحب منكم أن يصوم فليصم، ومن أحب أن يفطر فليفطر"رواه مسلم في الصوم 1/795 رقم 129.
قال ابن حجر (وذكر أبو جعفر الطبري أن أول حجة حجها معاوية بعد أن استخلف كانت في سنة أربع وأربعين وآخر حجة حجها سنة سبع وخمسين، والذي يظهر أن المراد بها في هذا الحديث الحجة الأخيرة) فتح الباري 4/ 247.
فهذه الروايات تدل على جواز صوم يوم السبت في النفل، بل بعضها تحث على ذلك كالأحاديث الواردة في صوم يوم عرفة وعاشوراء، وست من شوال وأيام البيض، وقد يكون من ضمن تلك الأيام يوم السبت. ولو فرض سلامة حديث الصماء بنت بسر المزنية من العلل التي ألحقت به، فإن الأحاديث التي تخالفه أقوى منه سنداًَ، وأصح مخرجاً، وأكثر عدداً، وهذه من الترجيحات التي ينبغي المصير إليها عند تعذر الجمع بين الحديثين. والله أعلم.
(1)
رواه الترمذي في الصوم باب ما جاء في صوم المحرم 3/89 والدارمي في الصوم باب في صيام المحرم 1/353 وأحمد في المسند 1/ 154، 155، من الزوائد. وأبو يعلى في المسند 1/232. كلهم من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي رضي الله عنه قال: سأله رجل فقال: أي شهر تأمرني أن أصم بعد شهر رمضان؟ قال له ما سمعت أحداً يسأل من هذا إلا رجلاً سمعته يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قاعد عنده فقال يا رسول الله أي شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان؟ قال: "إن كنت صائماً بعد شهر رمضان فصم المحرم فإنه شهر الله فيه يوم تاب فيه على قوم، ويتوب فيه على قوم آخرين"واللفظ للترمذي وقال عنه: حسن غريب.
قلت: في إسناده عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث بن أبو شيبة الواسطي متفق على ضعفه بل وصمه الإمام أحمد في رواية أبي طالب بقوله: ليس بشيء منكر الحديث. وفي رواية ابنه عبد الله عنه قال: متروك الحديث. انظر تهذيب الكمال 16/ 515 –518 منه هوامش المحقق له.
(2)
رواه مسلم في كتاب الصيام باب فضل صيام المحرم 2/ 821 رقم 202 بلفظ "أفصل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم.. الحديث) . وفي رواية (وأفضل الصيام بعد شهر رمضان، صيام شهر الله المحرم". وهو عند الترمذي في الصوم باب ما جاء في صوم المحرم 3/89 وعند أبي داود في الصوم باب صوم المحرم 2/811 وابن ماجة في الصوم باب صيام أشهر الحرم 1/554 والدارمي 1/354 وابن خزيمة في صحيحه 3/282 وابن حبان كما في الإحسان 5/258 وأحمد في المسند 2/303، 329، 342، 344.
هذا اسم أبي ذر رضي الله عنه وسيأتي حديثه في صيام البيض.
(1)
رواه أبو داود في الصوم باب فيمن يصل شعبان برمضان 2/.75 والترمذي في الصوم باب ما جاء في وصال شعبان برمضان 3/85 والنسائي في الصوم باب التقدم قبل شهر رمضان 4/150 وابن ماجة في الصوم باب ما جاء في وصال شعبان برمضان 1/528 وأحمد في المسند 6/293، 300، 311 والدرامي 1/ 350 والجميع رووه من حديث أبي سلمة قالت:(ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان) . وفي رواية (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صام شهرا تاماً إلا شعبان فإنه كان يصله برمضان، ليكونا شهرين متتابعين، وكان يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول يصوم) .
(2)
رواه البخاري في الصوم باب صوم شعبان 2/.5 ومسلم في الصوم باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان 2/ 811 رقم 175، 176 ولفظه:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيت أكثر صياماً منه في شعبان) وهذا لفظ البخاري وأيضاً مسلم وله ألفاظ آخر وهو أيضاً عند أهل السنن وأحمد وغيرهم والجميع رووه من حديث أبي سلمة وأم سلمة مرفوعاًَ.
(3)
رواه النسائي في الصوم باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم4/201. والدرامي في الرد على الجهمية ص 29 (طبع المكتب الإسلامي) وابن أبي شيبة في المصنف 3/103 طبع الهند الدار السلفية والطحاوي في معاني الآثار 2/82 من حديث ثابت بن قيس عن أبي سعيد المقبري عن أسامة بن زيد قال قلت: يا رسول الله لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) واللفظ للنسائي.
(1)
مشهور بكنيته واختلف في اسمه كثيراً بما لا طائل تحته وهو من أصحاب بيعة الشجرة سكن بلاد الشام آخر حياته وتوفي سنة 75 انظر ترجمته في الاستيعاب 4/1618 وأسد الغابة 6/44 والإصابة 4/29.
أما حديثه فأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 22/ 225 عن محمد بن محمد الجذوعي القاضي عن محمد بن مرزوق عن يزيد عن الأحوص بن حكيم بن صهيب عن أبي ثعلبة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان ورمضان يصلهما جميعاً. وهو في مجمع الزوائد 3/192 قال الهيثمي (وفيه الأحوص بن حكيم وفيه كلام كثير وقد وثق) .
(2)
رواه الطحاوي في معاني الآثار 2/82 من حديث ليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن شعبان برمضان.
(3)
بياض في الأصل.
(4)
رواه البزار (انظر كشف الأستار عن زوائد البزار 1/ 5 49) عن عمران بن حفص الشيباني عن أبي عامر عن زهير عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثم ذكره كما هو أعلاه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/183 وقال عنه (رواه البزار وله طرق رجال بعضها رجال الصحيح) .
وأخرج الطبراني في الأوسط (كما في مجمع الزوائد 3/183، 184) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صام ستة أيام بعد الفطر متتابعة فكأنما صام السنة كلها"قال الهيثمي (وفيه من لم أعرفه) .
قلت: الإرشاد إلى صيام الست من شوال ثابت في صحيح مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه مرفوعاً بلفظ "من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر". رواه مسلم في كتاب الصيام باب استحباب صوم ست أيام من شوال 2/822 رقم 204.
(1)
صيام يوم عاشوراء أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم لما فيه من الفضيلة والأحاديث الآمرة لصيامه والمرشدة إليه في الصحيحين عن ابن عمر، وابن عباس، وأبي موسى الأشعري، وسلمة بن الأكوع، وعائشة والربيع بنت معوذ، وابن مسعود، وجابر بن سمرة، ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عن الجميع. انظر صحيح البخاري كتاب الصوم باب صيام يوم عاشوراء 4/244 طبع السلفية ومسلم كتاب الصيام باب صوم يوم عاشوراء 2/792-798.
(2)
صيام أيام البيض ثابتة في الصحيحين من حديث أبي هريرة وأبي قتادة الأنصاري وعمران بن حصين وعائشة رضي الله عنهم أجمعين. انظر صحيح البخاري كتاب الصوم باب صيام البيض 4/226.
ومسلم كتاب الصيام باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر 2/818-821 ومن ذلك حديث أبي ذر رضي الله عنه وقول النبي صلى الله عليه وسلم له:"يا أبا ذر إذا صمت من الشهر ثلاثة أيام فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة".
وفي رواية "من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر".فأنزل الله عز وجل تصديق ذلك في كتابه {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَ} اليوم بعشرة أيام. رواه الترمذي في الصوم باب ما جاء في صوم ثلاثة أيام من كل شهر 3/107 وحسن الرواية الأولى أما الثانية فقال عنه حسن صحيح. ورواه النسائي في الصوم باب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر 4/222، 223.
(3)
هو أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري ت124هـ. روى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وغيره، من الأئمة الأثبات وقد شهد بإمامته الكبار والصغار والأقران والقاضي والداني. وهو مع ذلك متهم بالإرسال والتدليس وقد استوفيت من أرسل عنهم أو دلس في تحقيقي لتفسير ابن أبي حاتم فليراجع. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال 26/419-443 وتهذيب التهذيب 9/ 445 والجرح والتعديل 8/ 71 والمراسيل لابن أبي حاتم ص 189 وجامع التحصيل.
(1)
هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري المدني. قيل اسمه وكنيته واحد وقيل اسمه عبد الله، وقيل عبد الرحمن. روى عن عائشة وعنه الزهري أخرج حديثه الجماعة فهو من الأئمة الأثبات توفي سنة 94 هـ وقيل غير ذلك. انظر ترجمته في تهذيب الكمال 33/ 370-376 وتهذيب التهذيب 12 /117 والتقريب.
(2)
هي الحصان الرزان أم عبد الله وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما الصديقة بنت الصديق وزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المكثرات في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتليت في حياتها رضي الله عنها بحادث الإفك فصبرت واحتسبت حتى برأها الله من فوق سبع سماوات. توفيت سنة 57 هـ وقيل 58 هـ. ترجمتها في الاستيعاب 4/ 1881-1885 وأسد الغاية 7/188 والإصابة 4/ 359.
(3)
رواه البخاري في الوضوء باب لا يجوز الوضوء بالنبيذ ولا المسكر 1/353 مع الفتح، ومسلم في الأشربة باب بيان أن كل مسكر خمر 3/ 1585 رقم 67 كلاهما من حديث الزهري به وأخرجه البخاري في الأشربة باب الخمر من العسل 11/ 41 مع الفتح وفي أولها: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التبغ. وهي أيضاً عند مسلم. وفي رواية لمسلم:"كل شراب مسكر حرام".
(4)
هو ابن علقمة بن وقاص الليثي يكنى أبا عبد الله وقيل أبا الحسن المدني روى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعمر ابن الحكم وعنه خلق كثير أخرج حديثه الجماعة وقال المزي:(روى له البخاري مقروناً بغيره، ومسلم في المتابعات واحتج به الباقون) . اهـ. توفي سنة 144 هـ. وقيل 145 هـ.
اختلف فيه قول النقاد المعتبرين وخلاصه أقواهم أنه ليس من الحفاظ للحديث الأثبات، وليس من الواهيين أو اللينّين الذين لا يقبل حديثهم ولذا قال الحافظ في التقريب، صدوق له أوهام. ترجمته في تهذيب الكمال 26/ 212 وتهذيب التهذيب 9/ 373 والتقريب.
(1)
سيذكر المؤلف حديث ابن عمر فيما بعد. بعد ذكره للطرق. وهذا الحديث من هذه الطريق رواه أحمد في كتاب الأشربة ص 6 رقم 7 عن يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو به مرفوعاً "كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام".
ورواه النسائي في الأشربة باب تحريم كل شراب أسكر 8/297 عن محمد بن المثنى عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عمرو به مرفوعاًَ ولفظه قال:"كل مسكر حرام".
(2)
القرشي أبو محمد المدني صاحب المغازي التي يقول عنها مالك بن أنس: عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة. روى عن نافع مولى ابن عمر وعنه خلق. روى حديثه الجماعة وهو من الفقهاء المحدثين وكانت له حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يفتي توفي سنة 141هـ وقيل غير ذلك. ترجمته في تهذيب الكمال 29/115 وتهذيب التهذيب 10/362 والتقريب.
(3)
هو أبو عبد الله المدني مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحد الحفاظ الأثبات والفقهاء الخيار بعثه عمر ابن العزيز إلى مصر يعلم الناس السنن روى عن ابن عمر وعنه موسى بن عقبة وغيره توفي سنة 117هـ وقيل غير دلك. ترجمته في تهذيب الكمال 29/298- 306 وتهذيب التهذيب 0 1/ 414 والتقريب.
وحديث ابن عمر من هذا الطريق أخرجه مسلم في الأشربة باب بيان أن كل مسكر حرام 3/1587 ولفظه"كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام".
ورواه أحمد في المسند 2/ 134 من طريق موسى بن عقبة به، ورواه في كتاب الأشربة ص 38 رقم189.
(4)
القرشي أبو عبد الله المدني الموصوف بالعبادة والتنسك والفقه كانت له حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم الناس ويفتي.
روى عن نافع مولى ابن عمر وغيره، وعنه خلق، أخرج حديثه مسلم وأصحاب السنن وهو من الثقات توفي 148 هـ وقيل 149 هـ.
قال المزي: (استشهد به البخاري في الصحيح، وروى له في القراءة خلف الإمام وغيره، وروى له الباقون) .
وقال الحاكم: (أخرج له مسلم في كتابه ثلاثة عشر حديثاً كلها شواهد، وقد تكلم المتأخرون من أئمتنا في سوء حفظه) .
ترجمته في تهذيب الكمال 26/101- 108 وميزان الاعتدال 3/ 644 وتهذيب التهذيب 9/ 341.
والحديث من هذا الطريق أخرجه أحمد في المسند 2/137 والنسائي في الأشربة باب إثبات اسم الخمر لكل مسكر 8/297 ولفظه "كل مسكر حرام، وكل مسكر خمر".
(1)
هو أبو بكر أيوب بن أبي تميمة (كيسيان) السختياني البصري المتوفي سنة 131 هـ. ثقة لا يسأل عن مثله. روى عن نافع وعنه حماد بن زيد وغيره. ترجمته في تهذيب الكمال 3/ 451 وتهذيب التهذيب 397 والتقريب.
وحديث ابن عمر من هذا الطريق رواه أحمد في المسند 2/98 ومسلم في الأشربة باب بيان أن كل مسكر خمر 3/1587 رقم 73 والنسائي في الأشربة باب إثبات اسم الخمر لكل مسكر من الأشربة 8/296 وأبو داود في الأشربة باب النهي عن المسكر 4/85. وعندهم زيادة فيه.
ولفظه كما عند مسلم "كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام، ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها، لم يتب لم يشربها في الآخرة".
والرواية التي ذكرها الأثرم رواها النسائي 8/297. وقد حكم النسائي على رواية أيوب عن نافع عن ابن عمر بالصحة. حيث قال 8/297 قال أحمد: وهذا صحيح.
(2)
التيمي القرشي يكنى أبا عبد الله وقيل أبا بكر توفي 131 وقيل 132 هـ روى عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه وغيره من الصحابة وعنه خلق كثير منهم السقيانان والأوزاعي والزهري وغيرهم، أخرج حديثه الجماعة وهو من معادن الصدق وسادات القراء، ومن الثقات الحفاظ. ترجمته في تهذيب الكمال 26/ 503 -309وتهذيب التهذيب 9/ 473 والتقريب.
(1)
هو جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري المتوفي سنة أربع وسبعين وقيل غير ذلك صحابي جليل كف بصره في آخر عمره وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ثمان عشرة غزوة وكان من المكثرين في الرواية وكان له حلقة في المسجد النبوي يعلم فيها الناس. ترجمته من هذه الطريق رواه أحمد 3/343 وفي الأشربة ص 67 رقم 148 وأبو داود في السنن باب النهي عن المسكر 4/87 والترمذي في الأشربة باب ما أسكر كثيره فقليله حرام 6/ 141وابن ماجة في الأشربة باب ما أسكر كثيره فقليله حرام 2/ 1125 وقال الترمذي (حسن غريب من حديث جابر) ورواه ابن حبان في صحيحه (الإحسان 7/ 379) بلفظ "قليل ما أسكر كثيره حرام".وأشار إليه ابن حجر في الفتح 10/43 وعزاه إلى أبي داود والنسائي وابن حبان فقط. وقد وقفت على تحفة الأشراف للمزي وأطلعت على مسند جابر فلم أره عزاه للنسائي بل اقتصر في عزوه إلى أبي داود والترمذي وابن ماجة. ولا أدري لم اقتصر الحافظ في عزوه إلى ما ذكر أعلاه، وترك ذكر عزوه إلى أحمد والترمذي وابن ماجة؟. مع العلم أن السند والمتن سواء عند الجميع.
(2)
العمري العدوي القرشي المدني يكنى أبا عثمان المتوفى سنة 147 هـ وقيل غير ذلك روى عن عمرو بن شعيب وغيره وعنه خلق. من الثقات الحافظين والعلماء العابدين والرواة المتقنين وحديثه عند الجماعة. ترجمته في تهذيب الكمال 19/124 - 130 وتهذيب التهذيب 7 / 40 والتقريب.
(1)
القرشي السهمي يكنى أبا إبراهيم وقيل أبا عبد الله المدني المتوفى سنة 118 هـ بالطائف. روى عن أبيه محمد وعنه عبيد الله بن عمر. اختلف فيه قول أئمة الجرح والتعديل وله ثلاثة أجداد (الأدنى منهم محمد، والأوسط عبد الله، والأعلى عمرو، وقد سمع- يعني شعيباً- من الأدنى محمد، ومحمد لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم وسمع من جده عبد الله، فإذا بيّنه وكشفه فهو صحيح حينئذ ولم يترك حديثه أحد من الأئمة، وأن يسمع من جده عمرو) هذا قول الدارقطني.
وقال البخاري: رأيت أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وإسحاق بن راهويه، وأبا عبيد وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ما تركه أحد من المسلمين. وقد شدد القول فيه ابن حبان وطرح روايته عن أبيه، واحتج بما روى عن الثقات من غير أبيه. وتصدى له الدارقطني وخطأ ابن حبان فيما ذهب إليه ذكر هذا ابن حجر في التهذيب. وكأن ابن حجر في التهذيب يرى صحة حديثه لقوله (قلت: فإذا شهد له ابن معين أن أحاديثه صحاح غير أنه لم يسمعها وصح سماعه لبعضها فغاية الباقي أن يكون وجادة صحيحة وهو أحد وجوه التحمل والله أعلم) . اهـ. وقال في التقريب: صدوق. ترجمته في تهذيب الكمال 22/ 64-75 وتهذيب التهذيب 8/48-55 والتقريب. والمجروحين 2/ 71.
(1)
هو شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السهمي والد عمرو بن شعيب. روى عن جده (عبد الله بن عمرو بن العاص) وأبيه محمد بن عبد الله به عمرو بن العاص، وعنه ابنه عمرو بن شعيب وآخر يسمى عمر بن شعيب. ذكر المزي أن سماعه من جده عبد الله بن عمرو، وابن عباس، وابن عمر صحيح ثم قال (وهكذا قال غير واحد أن شعيباً يروى عن جده عبد الله
…
فدل ذلك على أن حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده صحيح متصل إذا صح الإسناد إليه، وأن من ادعى فيه خلاف ذلك فدعواه مردودة حتى يأتي عليها بدليل صحيح يعارض ما ذكرناه والله أعلم) . ثم قال:(روى له البخاري في القراءة خلف الإمام وفي الأدب، والباقون سوى مسلم) . اهـ.
وقال ابن حجر في التقريب: (صدوق ثبت سماعه من جده) . ترجمته في تهذيب الكمال 12/ 534 وتهذيب التهذيب 4/356 والتقريب.
أما جده فهو عبد لله بن عمرو بن العاص الصحابي الجليل والحافظ المتقن والعالم الورع الصوام القوام أسلم قبل أبيه من المكثرين في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو هريرة رضي الله عنه: (ما كان أحد أحفظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مني إلا عبد الله بن عمرو فإنه يعي بقلبه، وأعي بقلبي، وكان يكتب وأنا لا أكتب، استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فأذن له) توفي سنة 65 وقيل 68 وقيل 69 هـ. وقال ابن حجر وبالأول جزم ابن يونس. ترجمته في الاستيعاب 3/957 وأسد الغابة 3/ 349 والإصابة 2/ 351.
(2)
رواه احمد في المسند 2/179 عن يحيى بن سعيد عن عبيد الله به وفي الأشربة ص6رقم5. والنسائي في الأشربة باب تحريم كل شراب أسكر كثيره 8/300.
قال ابن حجر في الفتح 10/43 والنسائي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مثله. وسنده إلى عمرو صحيح. اهـ. ويعنى بمثله. أي مثل حديث جابر السابق. ولا أدري لماذا لم يعزه الحافظ إلى أحمد في المسند؟ وهو عند ابن أبي شيبة 7/ 461 من حديث أبان بن عبد الله البجلي عن عمرو له مرفوعاً بلفظ"كل مسكر حرام".
(1)
مشهور بكنيته واسمه عمرو بن سالم ويقال: عمر بن سالم. وكما اختلف في اسمه اختلف في اسم أبيه فقيل أيضاً سَلْم، وقيل: سور. روى عن القاسم بن محمد، وأرسل عن أبي بن كعب. وثقة أبو داود والترمذي وابن حبان والأثرم وحديثه عند أبي داود والترمذي وقال ابن حجر: مقبول، قال ألأجري: سألت أبا داود عن أبي عثمان الأنصاري صاحب حديث القاسم عن عائشة (ما أسكر الفرق منه) قال: هذا قاضي مرو ثقة. ترجمته في تهذيب الكمال 35/69 وتهذيب التهذيب 12/ 162 والتقريب. والثقات 7/ 176.
(2)
ابن أبي بكر الصديق التيمي القرشي يكنى أبا محمد وقيل أبا عبد الرحمن روى عن عمته عائشة وغيرها وعنه أبو عثمان الأنصاري وخلق كثير، عاش يتيماً في حجر عائشة رضي الله عنها فاستقى من علمها بصيراً بالسنة معدود في الفقهاء أثنى عليه الأئمة النقاد فهو من الثقات وحديثه عند الجماعة ت 106 هـ. ترجمته في تهذيب الكمال 23/ 427 - 435 وتهذيب التهذيب 8/ 333 والتقريب.
(1)
رواه أحمد في المسند 6/ 71، 27، 131 وفي الأشربة ص 6/13، 22 وأبو داود في الأشربة باب النهي عن المسكر 4/ 91 والترمذي في الأشربة باب ما جاء ما أسكر كثيره فقليله حرام 6/142، وقال عنه: حديت حسن. كلهم من طريق أبي عثمان الأنصاري به إلا أنه لم يرد عندهم لفظ (فالحسوة) وعندهم بدلها لفظ (فملء الكف) وعند أبي داود والترمذي ورواية عند أحمد زيادة في أوله: كل مسكر حرام
…
الحديث. وهو عند ابن أبي شيبة في المصنف 7/459 بهذه الزيادة فقط وقد ذكر الحافظ هدا الحديث في الفتح ا/43 وعزاه فقط لأبي داود؟. ورواه الدارقطني في سننه في الأشربة 4/255 من حديث أبي عثمان به سنداً ومتناً. ورواه أيضاً من طريقين آخرين عن عائشة مرفوعاً كما ذكر المصنف ورواه من طريق أخرى عن عائشة موقوفاًَ.
(2)
القرشي الأسدي الحزامي يكنى أبا عثمان، روى عن بكير بن عبد الله بن الأشج وعنه خلق منهم الثوري وابن المبارك وابنه عثمان بن الضحاك وثقه أحمد وابن معين ومصعب الزبيري وأبو داود وابن حبان وابن سعد، وغيرهم من الأئمة وضعفه أبو زرعة وأبو حاتم وقال ابن حجر صدوق يهم. وقال المزي: روى له الجماعة سوى البخاري.
قلت: وثقه إمامان عظيمان في الجرح والتعديل وهما أحمد وابن معين وروى عنه أئمة عظماء فهو ثقة توفي سنة 153هـ. ترجمته في تهذيب الكمال 13/272 وتهذيب التهذيب 4/447 والتقريب /. والثقات 6/482.
(3)
يكنى أبا عبد الله، وقيل أبا يوسف أحد الموالي روى عن عامر بن سعيد بن أبى وقاص وغيره، وعنه الضحاك بن عثمان وغيره أحد الثقات الأثبات توفي سنة 120هـ وقيل غير ذلك.ترجمته في تهذيب الكمال 4/242 وتهذيب التهذيب 1/491 والتقريب.
(1)
هو عامر بن سعد بن أبي وقاص القرشي الزهري المدني روى عن أبيه سعد وعنه بكير بن عبد الله بن الأشج أحد الثقات توفي سنة 104 هـ وقيل غير ذلك قال المزي: (روى له الجماعة) . ترجمته في تهذيب الكمال 14/ 21 وتهذيب التهذيب 5/63 والتقريب.
(2)
هو أبو إسحاق سعد بن مالك بن أبي وقاص الزهري القرشي أحد الستة من أهل الشورى وأحد العشرة المبشرين بالجنة وآخرهم موتاً. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة وعنه أبناؤه عامر وإبراهيم ومصعب وعمر وعائشة. وغيرهم ت 55 هـ وقيل غير ذلك. ترجمته في الاستيعاب 1/606 وأسد الغابة 2/366 والإصابة 2/ 33.
(3)
رواه أحمد في الأشربة ص 6 رقم 9، والنسائي في الأشربة باب تحريم كل شراب أسكر كثيره 8/ 301 والبزار في المسند 3/ 306 رقم 1098 وابن حبان في صحيحه (موارد الظمآن ص 336) والطحاوي في شرح معاني الآثار 4/216، والدارقطني في سننه كتاب الأشربة 4/251 وفي العلل 4/347 والبيهقي في السنن الكبرى 8/296. والدارمي في سننه كتاب الأشربة باب ما قيل في المسكر 4/ 39، وابن الجارود في المنتقي ص291 رقم 862 وابن أبي شيبة في المصنف 7/467 كلهم رووه من طريق الضحاك بن عثمان به.
وفي رواية عند النسائي والدارقطني في العلل وابن حبان كما في الموارد بلفظ: نهى عن قليل ما أسكر كثيره. وقد ذكر الحافظ ابن حجر هذا الحديث في فتح الباري 10/43 واقتصر في عزوه إلى ابن حبان والطحاوي.
(4)
ذكر المؤلف رحمه الله هؤلاء العشرة من الصحابة سرداً وسأشير إلى موطن رواياتهم.
1-
أما حديث عمر رضي الله عنه فقد رواه أبو يعلى كما في (مجمع الزوائد 5/ 56) وفتح الباري باللفظ المذكور. قال ابن حجر: وفيه الأفريقي. قال: (وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، وقد ضعفه الجمهور، وقد وثق، وبقية رجاله ثقات) . اهـ.
ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 215من حديث الأفريقي عن مسلم بن يسار عن سفيان بن وهب الخولاني عن عمر مرفوعاً. وانظر سنن النسائي كتاب الأشربة 8/296.
وقد تصفحت مسند عمر من مسند أبي يعلى المطبوع فلم أعثر على هذا الحديث فية.
2-
وأمّا حديث علي رضي الله عنه فرواه أحمد في المسند 1 /145 باللفظ "وإياكم وكل مسكر" ورواه عبد الله بن أحمد في زياداته 1/145 بلفظ "واجتنبوا كل ما أسكر". واللفظان من طريق علي بن زيد عن ربيعة بن النابغة عن أبيه عن علي مرفوعاً.
ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/227 وأبن أبي شيبة في المصنف 7/ 469، 518. وذكره ابن حجر في الفتح 10/ 44 وعزاه إلى أحمد وحسنه.
3-
وأما حديث ابن مسعود رضي الله عنه فرواه ابن ماجة في الأشربة باب كل مسكر حرام 2/1124 عن يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب أخبرنا ابن جريج عن أيوب بن هانئ عن مسروق عن ابن مسعود مرفوعاً. وقال صاحب الزوائد: إسناده صحيح، ورجاله ثقات. وذكره ابن حجر في الفتح 10/ 44 وعزاه إلى ابن ماجة وأحمد ولين طريقهما.
4-
أما حديث جابر رضي الله عنه فسبق تخريجه ص
…
5-
أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فرواه أحمد في المسند 2/429، 501 وفي الأشربة ص 26 رقم 116 وص 39 رقم 196 وابن الجارود في المنتقى ص 291 رقم 858 والنسائي في الأشربة باب تحريم كل شراب أسكر 8/297 والطحاوي في شرح معاني الآثار 4/215 وابن ماجة في الأشربة باب النهي عن نبيذ الأوعية 2/1127 وابن أبي شيبة في المصنف 7/ 461 كلهم من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً به، وعزاه ابن من حجر في الفتح 10/ 44 إلى النسائي فقط وحسن إسناده.
وفي بعض رواياته عند أحمد والنسائي وابن ماجة وابن الجارود زيادة نهيه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الأنتباذ في المقير والمزفت والدباء والحنتم والنقير.
6-
وأما حديث ميمونة رضي الله عنها: فرواه أحمد في المسند 6/332- 333. والطحاوي في شرح معاني الآثار 4/217 وأبو يعلى والطبراني كما في (مجمع الزوائد 5/57) من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن عطاء بن يسار عن ميمونة. وفي رواية عند أحمد من طريق ابن عقيل عن سليمان بن يسارعن ميمونة- ولفظ أحمد كما ذكر المصنف إلا أن عنده زيادة في أوله كما في حديث أبي هريرة قبله. أما لفظ رواية الطحاوي فهي "كل شراب أسكر فهو حرام".
وحديث ميمونة هذه ذكره ابن حجر في الفتح 10/ 44 بلفظ رواية الطحاوي وعزاه فقط إلى أحمد وحسن إسناده. وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وفيه ضعف وحديثه حسن وقد تصفحت مسند ميمونة رضي الله عنها في مسند أحمد فلم أعثر عليه
7-
أما حديث أم حبيبة رضي الله عنها فرواه أحمد في الأشربة ص 41، ذكره ابن حجر في الفتح10/44.
8-
وأما حديث أنس رضي الله عنه فرواه أحمد في المسند 3/112، 119 من طريق المختار بن فلفل قال: سألت أنس عن الشرب في الأوعية فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المزفتة. وقال: "كل مسكر حرام". وذكره ابن حجر في الفتح 10/ 44 بلفظ "ما أسكر فهو حرام" وعزاه إلى أحمد وصحح إسناده.
9-
وأما حديت معاوية رضي الله عنه فرواه ابن ماجة في الأشربة باب كل مسكر حرام 2/ 1124 وابن حبان في صحيحه (الإحسان 7/376) بلفظ "كل مسكر حرام على كل مؤمن". زاد ابن حبان (حرام) في آخره. وفي موارد الظمآن ص 336 بلفظ "كل مسكر على كل مؤمن حرام". وذكره ابن حجر في الفتح 0 1/ 44 وعزاه إلى ابن ماجة فقط. وحسن إسناده.
10-
وأما حديث بريدة الأسلمي رضي الله عنه فرواه مسلم في الأشربة 2/ 1585 رقم 64 وفيه زيادة في أوله.
(1)
هو ديلم بن أبي ديلم- اختلف في اسم أبيه- أول وافد من اليمن على النبي صلى الله عليه وسلم قال المزي: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، في الأشربة. روى عنه أبو الخير مرشد بن عبد الله اليزني. ترجمته في الاستيعاب 2/463 وأسد الغابة 2/163، والإصابة 1/477 وتهذيب الكمال 3/ 503.
(2)
رواه أحمد في المسند 4/ 231، 232.وفي الأشربة. ص 83 رقم 209، 210 وأبو داود في الأشربة باب النهي عن المسكر 4/89 وابن أبي شيبة في المصنف 7/ 459 من طريق يزيد بن أبي حبيب عن مرشد بن عبد الله اليزني عن ديلم الحميري قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إنا بأرض باردة نعالج فيها عملاً شديداً وإنا نتخذ شراباً من القمح نتقوى به على أعمالنا، وعلى برد بلادنا قال:"هل يسكر؟ " قلت: نعم. قال "فاجتنبوه" قال قلت: فإن الناس غير تاركيه. قال: "فإن لم يتركوه فقاتلوهم" واللفظ لأبي داود.
أما رواية أحمد. فاقتلهم وفي رواية عنده (فاقتلوهم) وكذا عند أبي شيبة. وفي رواية عند أحمد (فمن لم يصبر عنه فاقتلوه) . وقد ذكر ابن حجر هذا الحديث في الفتح 10/ 44 واقتصر في عزوه إلى أبي داود وحسن إسناده.
(3)
رواه أحمد في المسند 3/ 361 ومسلم في الأشربة، باب بيان كل مسكر خمر 3/1587 رقم 72. كلاهما عن قتيبة بن سعيد عن عبد العزيز بن محمد الداروردي عن عمارة بن غزية عن أبى الزبير عن جابر أن رجلاً قدم من جيشان (وجيشان من اليمن) فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شراب يشربونه بأرضهم من الذرة يقال له المزر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أو مسكر هو؟ " قال: نعم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل مسكر حرام إن على الله عز وجل عهداً لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال ". قالوا: يا رسول الله وما طينة الخبال؟ قال: "عرق أهل النار. أو عصارة أهل النار". واللفظ لمسلم.
(1)
هو الحنفي السحيمي يكنى أبا علي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه شارك مع النبي صلى الله عليه وسلم في بناء المسجد وكان عارفاً بذلك أخذ عنه ابنه قيس وابنته خلدة وغيرهما. ترجمته في الاستيعاب 2/776 وأسد الغابة 3/92 والإصابة 2/332.
(2)
رواه أحمد في المسند والطبراني في (مجمع الزوائد 5/70) قال الهيثمي ورجال أحمد ثقات: وقد تصفحت مسند طلق في مسند أحمد فلم أعثر عليه. وذكره ابن حجر في الفتح 10/44 وعزاه إلى ابن أبي شيبة بلفظ " يا أيها السائل عن المسكر لا تشربه ولا تسقه أحداً من المسلمين".
قلت: رواه أحمد في الأشربة ص42رقم32 وابن أبي شيبة في المصنف 7/460 من حديث ملازم بن عمر وعن سراج بن عقبة عن عمته خالدة بنت طلق قالت حدثني أبي قال: كنا جلوساً عند نبي الله فجاء صحار عبد القيس فقال يا رسول الله ما ترى في شراب نصنعه من ثمارنا؟ قال: فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم حتى سأله ثلاث مرات، ثم قام بنا النبي صلى الله عليه وسلم فصلى، فلما قضى الصلاة قال:"من السائل عن المسكر؟ يا أيها السائل عن المسكر لا تشربه ولا تسقه أحدا من المسلمين فوالذي نفس محمد بيده ما شربه قط رحل ابتغاء لذة سكرة فيسقيه الله خمراً يوم القيامة". واللفظ لابن أبي شيبة.
(3)
لم أقف عليه لكن ذكر ابن حجر في الفتح 10/ 44 حديت أبي سعيد وقال أخرجه البزار بلفظ عمر ولفظ عمر سبق ذكره في ص 17 وهو بعيد عما ذكر أعلاه لكن أخرج أبو داود في الأشربة باب النهي عن المسكر 4/86 عن ابن عباس مرفوعاً وفيه "ومن شرب مسكر نجست صلاته أربعين يوماً" وأخرج الطبراني كما في مجمع الزوائد 5/71 عن ابن عباس مرفوعاً قال: من شرب الخمر كان نجس أربعين يوماً
…
وإن عاد أربعين يوماً.
هو سلاّم بن سليم الحنفي مولاهم الكوفي المتوفى سنة 176هـ روى عن سماك بن حرب وعنه خلق، أخرج حديثه الجماعة وهو من الثقات الحفاظ وصاحب سنةٍ وإتباع وتعليم. ترجمته في تهذيب الكمال 12/282 وتهذيب التهذيب /4/282 والتقريب.
(1)
هو سماك بن حرب بن أوس الزهري الكوفي يكنى أبا المغيرة توفي سنة 123هـ روى عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وغيره وروى عنه أبو الأحوص سلاً بن سليم اختلف قول أهل العلم فيه بين موثق ومضعف له، مع اتفاق الجميع على صلاحه إلا أنهم وصموه بالاضطراب في الحديث وخاصة في حديثه عن عكرمة وذكروا أنه كان يتلقن، وأنه تغير في آخر عمره فسماع القدامى منه كشعبة وسفيان صحيح، فهو صدوق صالح. ترجمته في تهذيب الكمال 12/115 وتهذيب التهذيب 4/232 والكواكب النيرات ص 237 وميزان الاعتدال 2/ 232 والتقريب.
(2)
قاضي الكوفة يكنى أبا عبد الرحمن من سلالة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من الثقات متثبتين والعابدين والورعين قال المزي: روى له الجماعة سوى مسلم ترجمته في تهذيب الكمال 23/ 279 وتهذيب التهذيب 8/ 221 والتقريب.
(3)
هو عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي الكوفي المتوفى 79 هـ. ومختلف في سماعه من أبيه وقد حكى الحاكم الاتفاق من مشايخ أهل الحديث على عدم سماعه من أبيه، روى عن أبي بردة بن نيار وعنه ابن القاسم وغيره. ترجمته في تهذيب الكمال 17/ 239 وتهذيب التهذيب 6/ 215 والتقريب.
(4)
هو هانئ بن نيار بن عمرو البلوى مشهور بكنيته صحابي شهد بدراً وما بعدها كان ممن شهد العقبة الثانية وكان حليفاً للأنصار روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعنه عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود. قال المزي (إن كان محفوظاً) . ترجمته في الاستيعاب 4/1608 والإصابة 3/ 596 وتهذيب الكمال 23/ 71.
(1)
100] إسناده حسن إلا أن بعض أهل العلم أعلّوه سنداً ومتناً كما سيأتي والحديث أخرجه النسائي في الأشربة باب ذكر الأخبار التي أعتل بها من أباح شراب المسكر 8/319 وللطبراني في المعجم الكبير 22/198 وابن أبي شيبة في المصنف 7/517 والطحاوي في شرح المعاني الآثار 4/228.
(2)
هو شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الأزدي يكنى أبا بسطان المتوفى سنة160هـ مجمع على حفظه وإتقانه وورعه وصلاحه ترجمته في تهذيب الكمال 2 1/ 479 وتهذيب التهذيب 4/238 والتقريب.
وممن طعن في هذا الحديث من أهل العلم أبو زرعة حيث وهم أبا الأحوص بقلبه الإسناد وتصحيفه في المتن ومخالفته لما رواه الناس، وقد سأل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال: هذا خطأ في الإسناد والكلام. انظر العلل لابن أبي حاتم 2/24، 25 ونصب الراية 4/309.أما أبو عبد الرحمن النسائي فقال في بعض روايته لهذا الحديث: وهذا حديث منكر غلط فيه أبو الأحوص سلام بن سليم. لا نعلم أحداً تابعه عليه من أصحاب سماك بن حرب وسماك ليس بالقوي وكان يقبل التلقين. ونقل عن الإمام أحمد أنه قال: كان أبو الأحوص يخطئ في هدا الحديث، انظر السنن 8/ 319. وسئل الدارقطني عنه فقال: وهم فيه على أبي الأحوص، ووهم فيه أبو الأحوص عن سماك أيضاً ووهم أيضاً في متنه في قوله "ولا تسكروا"والمحفوظ عن سماك أنه قال:"وكل مسكر حرام"، العلل 9/26. وقال في السنن 4/259 (وهم فيه أبو الأحوص في إسناده ومتنه) .اهـ.
(3)
هو أبو عبد الله بن محمد بن حنبل الشيباني المتوفى سنة 341 هـ إمام أهل السنة لا يسأل عن مثله. ترجمته في تهذيب الكمال 1/437 وتذكرة الحفاظ 2/ 341 وطبقات الحنابلة 1/ 4.
(1)
ابن بريدة اثنان تؤمان أحدهما يسمى سليمان والآخر يسمى عبد الله وكلاهما رويا عن أبيهما بريدة بن الحصيب رضي الله عنه وهما ثقتان إلا أنني لم أقف في ترجمتيهما أن القاسم بن عبد الرحمن أخذ عنهما وكذلك وقفت على ترجمة القاسم ولم أجد فيها أنه روى عنهما. ترجمتهما في تهدب الكمال 11/370 وتهذيب التهذيب 4/ 174 و5/ 257 والتقريب.
(2)
هو بريد بن الحصيب بن عبد الله الأسلمي يكنى أبا عبد الله مات سنة 63 هـ غزى مع النبي صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوة وهو من أهل بيعة الرضوان. ترجمته في الاستيعاب 1/ 185 وأسد الغابة 1/ 209 والإصابة 1/146.
(3)
الحديث بهذا الإسناد لم يثبت اتصاله لكوني لم أقف على اتصال بين القاسم بن عبد الرحمن وابن بريدة إلا ما سأذكره عن بعض أهل العلم تقليداً لهم وثقة بهم لكن ذكر ابن أبى حاتم في كتابه العلل 2/25 أن أبا زرعة سمع الإمام أحمد يقول عن حديث أبي الاحوص عن سماك عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بردة.خطأ الإسناد والكلام وقال (فأما الإسناد فإن شريك وأيوب ومحمد أبنى جابر روياه عن سماك عن القاسم بن عبد الرحمن عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم كماه رواه الناس: "فانتبذوا في كل وعاء ولا تشربوا مسكرا"قال أبو زرعة: (كذا أقول هذا خطأ. أما الصحيح حديث ابن بريدة عن أبيه) . اهـ.
وقال أبو زرعة أيضاً: وقد روى هذا الحديث عن ابن بريدة عن أبيه. أبو سنان بن ضرة، وزبيد اليامي، عن محارب بن دثار، وسماك بن حرب، والمغيرة بن سبيع، وعلقمة بن مرشد، والزبير بن عدي، وعطاء الخراساني، وسلمة بن كهيل، كلهم عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم "نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فامسكوا ما بدالكم، ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية، ولا تشربوا مسكراً ".
وفي حديث بعضهم قال: واجتنبوا كل مسكر. ولم يقل أحد منهم: ولا تسكروا. وقد بان وهم حديث الأحوص من اتفاق هؤلاء
…
على ما ذكرنا خلافه. انظر العلل 2/ 24، 25، ونصب الراية 4/ 309 وقال الدارقطني في العلل 6/26. إنما روى هذا الحديث سماك عن القاسم عن ابن بريدة عن أبيه وقال في السنن 4/259 (وهذا هو الصواب، والله أعلم) . اهـ. وهذه متابعات لرواية القاسم عن ابن بريدة. فاثبت هؤلاء الأئمة الأعلام والثقات النقاد أبو عبد الله أحمد بن حنبل وأبو زرعة الرازي وأبو الحسن الدارقطني رواية القاسم بن عبد الرحمن عن ابن بريدة فالقول قولهم. والعهدة عليهم. والله يغفر لنا ولهم.
(1)
القائل هو أبو عبد الله أحمد بن حنبل وانظر شيئاً من كلامه في كتاب العلل لابن أبي حاتم 2/ 25 وقوله (فدرس) أي خلق.
(2)
يكنى أبا أيوب وتوفي سنة 219 هـ وقيل 220 هـ هو أحد شيوخ الإمام أحمد، ويؤثر عن أحمد أنه قال: لو قيل لي أختر للأمة رجلاً استخلفه عليهم استخلفت عليهم سليمان بن داود الهاشمي. اهـ. وهو من سلالة عبد الله بن عباس رضي الله عنهم وقد أجتمع فيه الدين والعقل والنسب فحق لأبي عبد الله أن يرشحه خليفة للمسلمين. وهو من الثقات. ترجمته وتهذيب الكمال ا 1/ 410 وتهذيب التهذيب 4/187 والتقريب.
(1)
حديث ابن بريدة عن أبيه حديث صحيح رواه الجماعة إلا البخاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نهيتكم عن ثلاث. وأنا آمركم بهن: نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإن زيارتكم تذكرة، ونهيتكم عن الأشربة أن تشربوا إلا في ظروف الأديم فاشربوا في كل وعاء غير أن لا تشربوا مسكراً، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي أن تأكلوها بعد ثلاث فكلوا واستمتعوا في أسفاركم " وهدا لفظ أبي داود في كتاب الأشربة باب في الأوعية 4/97 وفي صحيح مسلم كتاب الأضاحي رقم 37. "نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فامسكوا ما بدالكم، ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا ً".
وانظر أيضاً كتاب الأشربة منه رقم 63، 64، 65، وانظر سنن الترمذي كتاب الأشربة باب ما جاء في الرخصة أن ينبذ في الظروف 6/ 144 والنسائي في الأشربة 8/319 وابن ماجة في الأشربة باب ما رخص فيه من ذلك 2/1127 مختصراً، ومسند أحمد 5/350، 355، 356، 359. ومصنف ابن أبي شيبة 7/517 وسنن الدارقطني 4/259 وسنن البيهقي 8/298.
(2)
هو عروة بن الحارث الكوفي أبو فروة الأكبر من ثقات التابعين روى عن المغيرة بن سبيع. قال المزي: (روى له البخاري مقروناً بغيره، ومسلم وأبو داود والنسائي) . ترجمته في تهذيب الكمال 20/ 6 وتهذيب التهذيب 7/178 والتقريب.
(3)
هو العجلي، روى عن عبد الله بن بريدة، وعنه أبو فروة الهمداني من ثقات التابعين وحديثه عند الترمذي والنسائي وابن ماجة. ترجمته في تهذيب الكمال 28/ 362 وتهذيب التهذيب 0 1/ 466 والتقريب.
(4)
سبقت ترجمته وترجمة ابنيه ص131.
(1)
العجلي أبو زكريا الكوفي توفي سنة 188 هـ وقيل 189 هـ روى عن سفيان الثوري وغيره وعنه خلق كبير. سريع الحفظ سريع النسيان، أصيب بالفالج فتغير حفظه، ويخطئ في حديثه كثيراً فلا يحتج بما تفرد به. وقال عنه ابن حجر:(صدوق عابد يخطئ كثيراً وقد تغير) . ترجمته في تهذيب الكمال 32/55 وتهذيب التهذيب 11/6 30 والكواكب النيرات ص 436 وميزان الاعتدال 4/ 416 وتاريخ بغداد 14/120 والتقريب.
(2)
القرشي الأموي يكنى أبا خالد الكوفي المتوفي سنة 207 هـ روى عن سفيان الثوري أحاديث بواطيل، واتفق أهل العلم على عدم الأخذ بروايته حتى قال الإمام أحمد لما سئل عنه:(لم أخرج عنه في المسند شيئاً) . ترجمته في تهذيب الكمال 18/107 وتهذيب التهذيب6/ 329 والتقريب.
(3)
هو أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري الإمام الحجة المتفق على ثقته وحفظه وفقهه وزهده روى عن منصور بن المعتمر وغيره وعنه يحيى بن يمان وغيره. توفي سنة 161 هـ. ترجمته في تهذيب الكمال 11/154 - 169 وتهذيب التهذيب 4/ 11 وسير أعلام النبلاء 7/229.
(4)
هو منصور بن المعتمر أبو عتاب الكوفي المتوفي سنة 132 هـ روى عن خالد بن سعد وعنه سفيان الثوري من الصوامين القوامين ثقة حافظ. ترجمته في تهذيب الكمال 28/546-555 وتهذيب التهذيب 10/ 312 والتقريب.
(5)
الكوفي مولى أبي مسعود الأنصاري البدري روى عن مولاه أبي مسعود وعنه منصور بن المعتمر. ثقة ترجمته في تهذيب الكمال 8/79 وتهذيب التهذيب 3/94 والتقريب.
(1)
هو البدري عقبة بن عمرو بن ثعلبة قال أبو عمر: يعرف بالبدري لأنه سكن أو نزل ماء ببدر، وشهد العقبة، ولم يشهد بدراً عند جمهور أهل العلم بالسير. وقد قيل: إنه شهد بدراً والأول أصح انتهى. لكن ذكر الحافظ أن البخاري جزم أنه شهد بدراً بناء على أحاديث أخرجها في صحيحه وفي بعضها التصريح بشهوده بدراً. توفي بعد سنة 40 هـ. ترجمته في الاستيعاب 4/ 1756 وأسد الغابة والإصابة 2/ 490.
(2)
ضعيف الإسناد لما عرفت من حال يحيى بن يمان وعبد العزيز بن أبان والحديث رواه النسائي في الأشربة باب ذكر الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب السكر 8/ 325. من طريق يحيى بن يمان به. وقال (وهذا خبر ضعيف لأن يحيى بن يمان انفرد به دون أصحاب سفيان ويحيى بن يمان لا يحتج بحديثه لسوء حفظه وكثرة خطئه) .
ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 219 من طريق يحيى بن يمان به
…
والدارقطني في السنن كتاب الأشربة 4/263 من طريق يحيى بن يمان وساقه من طريق زيد بن الحباب عن سفيان به فيكون متابعاًَ ليحيى بن يمان إلا أنه قال: عقبة (لا يصح هذا عن زيد بن الحباب عن الثوري، ولم يروه غير اليسع بن إسماعيل وهو ضعيف، وهذا حديت معروف بيحيى بن يمان، ويقال إنه انقلب عليه الإسناد، واختلط عليه بحديث الكلبي عن أبي صالح والله أعلم) .
كما ساقه أيضاً من طريق عبد العزيز بن أبان عن سفيان به وقال في آخره (عبد العزيز بن أبان متروك الحديث) السنن 4/264.
وقد ساقه أيضاً من طريق إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد عن يحيى بن يمان به وذكر والبيهقي في السنن 8/304 أن لفظ حديث الشهيدي مختصر ثم ذكره.
ورواه الطبراني في المعجم الكبير 17/243 من طريق يحيى بن يمان به عن منصور به. وانظر العلل المتناهية لابن الجوزي 2/187 والأباطيل والمناكير للجوزقاني 2/ 226، 227 وتهذيب التهذيب 4/ 94.
(1)
سبق ذكر قول الدارقطني في السنن 4/264 في هذا وانظر العلل له 6/192، 193 وقد استنكر أبو حاتم وأبوزرعة الرازيان هذا الحديث وعزوا الخطأ فيه إلى يحيى بن اليمان وذكرا أن الحديث روي عن سفيان عن الكلبي عن أبي صالح عن المطلب بن أبي وداعة عن النبي صلى الله عليه وسلم. انظر العلل لابن أبي حاتم 2/25 وقد خطأ يحيى بن اليمان في هذا الحديث الحافظ ابن نمير وانظر قوله في الكامل لابن عدي 3/ 900.
وقال البخاري في حديث يحيى بن يمان هذا لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم انظر الكامل لابن عدي 3/ 899 والسنن للبيهقي 8/ 304.
وضعف صاحب التنقيح هذا الحديث لتفرد ابن اليمان به دون أصحاب الثوري انظر نصب الراية 4/308. وأسند والبيهقي في السنن 8/ 304 عن أبي موسى قال: ذكرت لعبد الرحمن بن مهدي حديث سفيان عن منصور في النبيذ؟ قال: لا تحدث بهذا. قال الشيخ: وقد سرقه عبد العزيز بن إبان فرواه عن سفيان وسرقه اليسع بن إسماعيل فرواه عن زيد بن الحباب عن سفيان وعبد العزيز بن أبان متروك، واليسع بن إسماعيل ضعيف الحديث. اهـ.
(2)
يشير المؤلف رحمه الله إلى مسألة السلام في الصلاة عند الأحناف هل هو من فروضها أو من سننها، وقد ذكر الطحاوي فيها قولين:
أحدهما: أنه فرض فلو انصرف من صلاته بغير تسليم فصلاته باطلة لقوله صلى الله عليه وسلم:"تحليلها التسليم".
والثاني: أنه سنة وأهل هذا القول افترقوا على قولين: فمنهم من قال إذا قعد مقدار التشهد فقد تمت صلاته وإن لم يسلم.
ومنهم من قال: (إذا رفع رأسه من آخر سجدة من صلاته فقد تمت صلاته، وإن لم يتشهد ولم يسلم) . انظر شرح معاني الآثار 1/273 ورجح الطحاوي أن التسليم من سنن الصلاة ولا من صلبها وأن الصلاة تتم بدونه.. حيث قال: (فثبت بذلك أن لصلاة تتم بغير تسليم، وأن التسليم من سننها لا من صلبها، فكان تصحيح معاني الآثار في هذا الباب يوجب ما ذهب إليه الذين قالوا: لا تتم الصلاة حتى يقعد مقدار التشهد) . شرح معاني الآثار 1/276. ودليلهم لهذا حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وعلمه التشهد ثم قال:"فإذا فعلت ذلك أو قضيت هذا فقد تمت صلاتك، إن شئت أن تقوم فقم، وإن شئت أن تقعد فاقعد"شرح معاني الآثار 1/275.
(1)
يشير المؤلف رحمه الله إلى حديث علي رضي الله عنه الذي رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/273 والدارقطني في سننه 1/360 والبيهقي في سننه2/173 من طريق أبى عاصم عن أبي عوانة عن الحكم عن عاصم بن ضمرة عن علي قال: (إذا رفع رأسه من آخر سجدة فقد تمت صلاته) هذا لفظ الطحاوي أما لفظ الدارقطني (قال إذا قعد قدر التشهد فقد تمت صلاته) . ولفظ البيهقي (قال إذا جلس مقدار التشهد ثم أحدث فقد تمت صلاته) ثم قال: (عاصم بن ضمرة ليس بالقوي) .وقال صاحب التعليق المغني على الدارقطني 1/ 360 (تفرد به أبو عوانة عن الحكم ولم يروه عنه غير أبي عاصم، وفي سماع الحكم من عاصم نظر) .اهـ.
وروى الطحاوي بإسناده في شرح معاني الآثار 1/274 عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قضى الإمام الصلاة فقعد فأحدث هو أو أحد ممن أتم الصلاة معه قبل أن يسلم الإمام فقد تمت صلاته فلا يعود فيها".
وفي رواية عنه 1/275 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وعلمه التشهد. وقال: "فإذا فعلت ذلك أو قضيت هذا فقد تمت صلاتك إن شئت أن تقوم فقم، وإن شئت أن تقعد فاقعد".
وقد أخرج أبو داود في الصلاة باب الإمام يحدث بعدما يرفع رأسه من آخر ركعة 1/410. والترمذي في الصلاة باب ما جاء في الرجل يحدث في التشهد 2/75 والدارقطني في السنن 1/379 والبيهقي في السنن 2/176حديث عبد الله بن عمر وهذا من طريق عبد الرحمن بن زياد الأفريقي وهو متكلم فيه قال الترمذي إسناده ليس بذاك القوي، وقد اضطربوا في إسناده. وقال الدارقطني عبد الرحمن بن زياد ضعيف لا يحتج به. وقال البيهقي: فإنه لا يصح وعبد الرحمن ينفرد به وهو مختلف عليه في لفظه وعبد الرحمن لا يحتج به، كان يحيى وعبد الرحمن بن مهدي لا يحدثان عنه لضعفه وخرجه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهما من الحفاظ) .
(1)
يشير المؤلف رحمه الله إلى مذهب الكوفيين من الأحناف ومن تابعهم من الشافعية على ذلك من اسم الخمر والقائلين بأن الخمر لا يكون إلا من العنب خاصة.وقد قرر الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/214، 215 وصاحب الهداية في الهداية 4/108 أن الخمر من العنب خاصة، وادعى صاحب الهداية أن ذلك هو المعروف عند أهل اللغة وأهل العلم. أما الطحاوي فقال (ونحن نشهد على الله عز وجل أنه حرم عصير العنب إذا حدث فيه صفات الخمر ولا نشهد عليه أنه حرم ما سوى ذلك إذا حدث فيه مثل هذه الصفة
…
هذا هو النظر عندنا وهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد رحمهم الله غير نقيع الزبيب والتمر خاصة فإنهم كرهوا) .
وحكى الرافعي أن أكثر الشافعية ذهبوا إلى أن الخمر حقيقة فيما يؤخذ من العنب، مجاز في غيره وقد خالف الرافعي غيره من الشافعية في هذا النقل انظر فتح الباري 10/49.
(1)
رواه البخاري في كتاب الأشربة باب الخمر من العنب وغيره 10/ 35 وفي باب ما جاء في أن الخمر ما خامر العقل من الشراب 10/46 مع الفتح ومسلم في كتاب التفسير باب في نزول تحريم الخمر رقم 32، 33 عن عمر رضي الله عنه أنه قام على المنبر فقال: أما بعد نزل تحريم الخمر وهي من خمسة العنب، والتمر، والعسل، والحنطة، والشعير، والخمر ما خامر العقل. وهذا لفظ البخاري.
قال الحافظ في الفتح 10/46 (هذا الحديث أورده أصحاب المسانيد والأبواب في الأحاديث المرفوعة، لأن له عندكم حكم الرفع، لأنه خير الصحابي شهد التنزيل أخبر عن سبب نزولها، وخطب به عمر على المنبر بحضرة كبار الصحابة وغيرهم فلم ينقل عن أحد منهم إنكاره، وأراد عمر بنزول تحريم الخمر الآية المذكورة في أول كتاب الأشربة وهي آية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِر} إلى آخرها. فأراد عمر التنبيه على أن المراد بالخمر في هذه الآية ليس خاصاً بالمتخذ من العنب بل يتناول المتخذ من غيرها. اهـ. قلت: هذا المفهوم الذي سطره الحافظ عن عمر رضي الله عنه ووافقه عليه الأثرم وغيره من أهل العلم جاء صريحاً عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن من العنب خمراً، وإن من التمر خمراً، وإن من العسل خمراً، وإن من البر خمراً، وإن من الشعير خمرا ً".
وفي رواية:"إن الخمر من العصير والزبيب والتمر والحنطة والشعير والذرة، وإني أنهاكم عن كل مسكر". رواه أبو داود في الأشربة باب الخمر مما هي 4/83، 84 وهذا لفظه. ورواه الترمذي في الأشربة باب ما جاء في الحبوب التي يتخذ منها الخمر 6/145 وقال عنه حديث غريب وابن ماجة في الأشربة باب ما يكون منه الخمر 2/1121 ورواه النسائي في كتاب الوليمة من السنن الكبرى (تحفة الأشراف 9/25) وابن حبان في صحيحة (الإحسان 7/384) وكذلك ورد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عند أحمد 3/112 بلفظ "الخمر من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير والذرة فما خمرت من ذلك فهي الخمر" وصحيح إسناده ابن حجر في الفتح 1/ 46 وقال: أخرجه أبو يعلى من هذا الوجه بلفظ "حرمت الخمر يوم حرمت وهي"فذكرها وزاد (الذرة) ثم ذكر أيضاً أن أحمد أخرج حديثاً لأنس بسند صحيح عنه قال:"الخمر من العنب والتمر والعسل".
قلت: بل قد ثبت في الصحيح من حديث أنس رضي الله عنه قال: (حرمت علينا الخمر حين حرمت وما نج- يعني- بالمدينة خمر الأعناب إلا قليلاً وعامة خمرنا البسر والتمر) . رواه البخاري في الأشربة باب الخمر من العنب وغيره.1/35، وثبت من حديث ابن عمر أنه قال: نزل تحريم الخمر وإن في المدينة يومئذ لخمسة أشربة مافيها شراب العنب. رواه البخاري في التفسير باب الخمر والميسر الآية 8/276 فهذه تفيد الرد على من قال بخصوصية الخمر منها. أي من العنب.
(1)
رواه مسلم في الأشربة 3/1573 رقم 13، 14من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً كما ذكر المؤلف. وفي رواية عنه: الكرمة والنخلة. وفي رواية عنه: الكرم والنخل.
(2)
سورة النحل آية 67.
(1)
قال المازري: (أجمعوا على أن عصير العنب قبل أن يشتد حلال، وعلى أنه إذا اشتد وغلا، وقذف بالزبد حرم قليله وكثيره، ثم لو حصل له تخلل بنفسه حل بالإجماع أيضاً، فوقع النظر في تبدل هذه الأحكام عند هذه المتخذات فأشعر ذلك بارتباط بعضها ببعض، ودل على أن علة التحريم الإسكار، فاقتضى ذلك أن كل شراب وجد فيه الإسكار حرم تناول قليله وكثيره) . فتح الباري 10/43.
قال ابن حجر. (وما ذكره استنباطاً ثبت التصريح به في بعض طرق الخبر)، تم ساق الأخبار وقال أبو المظفر السمعاني: ثبتت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحريم المسكر.. والأخبار في ذلك كثيرة ولا مساع لأحد في العدول عنها والقول بخلافها فإنها حجج قواطع. قال: وقد زل الكوفيون في هذا الباب ورووا أخباراً معلولة لا تعارض هده الأخبار بحال، ومن ظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب مسكراً فقد دخل في أمر عظيم وباء بإثم كبير) فتح الباري 10/43.
قال الخطابي: (زعم قوم أن العرب لا تعرف الخمر إلا من العنب. فيقال لهم إن الصحابة الذين سموا غير المتخذ من العنب خمراً عرب فصحاء، فلو لم يكن هدا الاسم صحيحاً لما أطلقوه) فتَح الباري 10/ 48.
وقال ابن عبد البر: قال الكوفيون أن الخمر من العنب لقوله تعالى {أَعْصِرُ خَمْراً} فدل على أن الخمر هو ما يعتصر لا ما ينتبذ. قال: ولا دليل فيه على الحصر. وقال: أن أهل المدينة وسائر الحجازيين وأهل الحديث قالوا كلهم: كل مسكر خمر. وحكمه حكم ما اتخذ من العنب، ومن الحجة لهم أن القرآن لما نزل تحريم الخمر فهم الصحابة وهم أهل اللسان أن كل شيء يسمى خمراً يدخل في النهي فأراقوا المتخذ من التمر والرطب، ولم يخصوا ذلك بالمتخذ من العنب، وعلى تقدير التسليم فإذا ثبت تسمية كل مسكر خمراً من الشرع كان حقيقة شرعية وهي مقدمة على الحقيقة اللغوية. فتح الباري10/48.
(2)
انظر تخريجه فيما سق ص 123.
(1)
رواه البخاري في الأشربة باب الخمر من العنب وغيره 10/ 5 3 مع الفتح وباب ما جاء في أن الخمر ما خامر العقل من الشراب. 1/45 مع الفتح ومسلم في التفسير باب نزول تحريم الخمر 4/ 2322 رقم 32.
(2)
انظر قول ابن مسعود وغيره فيما سبق ص 127، 128.
(3)
على وزن عظيم بفاء وضاد معجميتين وفي آخره خاء معجمه أيضاً اسم للشراب المتخذ من البسر بعد شدخه انظر النهاية في غريب الحديث 3/453 وفتح الباري 10/38.
(4)
بمعنى "أراقوا"قال ابن الأثير في النهاية 3/.26 (والهاء في هراق بدل من همزة أراق. يقال: أراق الماء يريقه، وهراقه يهريقه بفتح الهاء هراقة. ويقال فيه: أهرقت الماء أهرقه إهراقاً.
(5)
رواه أحمد في الأشربة ص 38 رقم 23 عن إبراهيم بن أبي العباس عن شريك عن عياش العامري عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:"الخمر حرام بعينها قليلها وكثيرها وما أسكر من كل شراب"ورواه أيضاً ص 59 رقم 109 عن محمد بن جعفر عن شعبة عن مسعر عن أبي عون عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال: إنما حرمت الخمر بعينها والمسكر من كل شراب. قال أبو القاسم: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: شريك ربما حدث المسكر، وربما حدث السكر.
ورواه النسائي في الأشربة باب ذكر الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب السكر 8/ 320، 321 موقوفاً على ابن عباس رضي الله عنهما من عدة طرق وبألفاظ مختلفة:
الطريق الأول. أخرجها عن طريق ابن شبرمة يذكره عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن ابن عباس قال: حرمت الخمر قليلها وكثيرها، والسكر من كل شراب. وتعقب هذه الطريق بقوله: ابن شبرمة لم يسمعه من عبد الله بن شداد.
الطريق الثانية: أخرجها من طريق هشيم عن ابن شبرمة من قال حدثني الثقة عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال: حرمت الخمر بعينها قليلها وكتيرها والسكر من كل شراب. وتعقب هذا الطريق بقوله: (وهشيم بن بشير كان يدلس وليس في حديثه ذكر السماع من ابن شبرمة) .
الطريق الثالثة: أخرجها من طريق أبي عون محمد بن عبد الله الثقفي ت واعتبرها مخالفة لطريق هشيم، وذكر لها لفظين:
أحدهما: مثل لفظ رواية هشيم. وقد ساقها من طريق أحمد بن حنبل عن محمد نه جعفر عن شعبة عن مسعر عن أبي عون به.
وثانيهما: من طريق أحمد بن حنبل عن إبراهيم بن أبي العباس عن شريك عن العباس بن ذريح عن أبي عون به بلفظ (حرمت الخمر قليلها وكثيرها وما أسكر من كل شراب) . وقال عقب هذه الرواية (وهذا أولى بالصواب من حديث ابن شبرمة) . ورواية أبي عون أشبه لما رواه الثقات عن ابن عباس.
وطريق شعبة عن مسعر عن أبي عون التي أخرجها النسائي بلفظ طريق هشيم وتكلم عليها الأثرم هنا. أخرجها الدارقطني في سننه في كتاب الأشربة 4/256 من طريق أحمد بن حنبل كما عند النسائي لكن بلفظ: (إنما حرمت الخمر والمسكر من كل شراب) وهي موافقة لما رواه أحمد في الأشربة ونقل الدارقطني عن موسى بن هارون قوله (وهذا هو الصواب عن ابن عباس لأنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم "كل مسكر حرام"، وروى عنه طاووس وعطاء ومجاهد. "وما أسكر كثيره فقليله حرام"، ورواه عنه قيس بن جبير وكذلك فتيا ابن عباس في المسكر) انتهى.
وطريق هشيم عن ابن شبرمة رواها البزار في مسنده عن محمد بن حرب عن أبي سفيان الحميري عن هشيم عن ابن شبرمة عن عمار الدهني عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس موقوفاً.
قال البزار: وقد رواه أبو عون عن عبد الله بن شداد. ورواه عن أبي عون مسعر والثوري وشريك. ولا نعلم رواه عن ابن شبرمة عن عمار الدهني عن ابن شداد عن ابن عباس إلا هشيم. ولا من هشيم إلا أبو سفيان، ولم يكن هدا الحديث إلا عند محمد بن حرب _ وكان وسطياً ثقة _ حدثنا زيد بن أخرم أبو طالب الطائي ثنا أبو داود ثنا شعبة عن مسعر عن أبي عون عن عبد الله بن شداد فذكره.
حدثنا أحمد بن منصور ثنا يزيد بن أبي حكيم ثنا سفيان عن أبي سلمة عن أبي عون عن ابن شداد عن ابن عباس. قال: وشعبة يقول: والمسكر، وقد رواه جماعة عن أبي عون فاقتصرنا على رواية مسعر، ولا نعلم روى الثوري عن مسعر حديثاًَ مسنداً إلا هذا الحديث. انتهى نصب الراية 4/307.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير عن أبي عون عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس موقوفاً قال:"حرمت الخمر بعينها القليل منها والكثير والسكر من كل شراب".كذا نص الرواية في نصب الراية 4/307 لكن الذي في مجمع الزوائد 5/53 "والمسكر من كل شراب". قال الهيثمي: عزاه صاحب الأطراف إلى النسائي ولم أره. رواه الطبراني بأسانيد ورجال بعضها رجال الصحيح.
ورواه أبو نعيم في الحلية 7/ 224 في ترجمة مسعر بن كدام ومن طريقه عن أبي عون عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال: حرمت الخمر بعينها القليل منها والكثير والمسكر من كل شراب.
قال أبو نعيم عقبه (رواه عن مسعر سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج وسفيان وإبراهيم أبناء عيينة، ورفعه سفيان بن عيينة عن مسعر فقال: عن النبي صلى الله عليه وسلم وتفرد شعبة بلفظه عن مسعر فيه فقال: والمسكر من كل شراب. اهـ.
ورواه البيهقي في السنن الكبرى 8/297 من طريق أبي عون عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال:حرمت الخمر بعينها القليل منها والكثير، والسكر من كل شراب.وتعقبه بقوله: والمراد بالسكر المذكور فيه المسكر) . وذكر رواية أحمد عن محمد بن جعفر عن شعبة عن مسعر عن أبي عون به كما سبق عند النسائي بلفظ "قال حرمت الخمر بعينها قليلها وكثيرها والمسكر من كل شراب". ثم قال: (وكذلك رواه عن أحمد بن حنبل موسى بن هارون وكذلك روى عن عياش العامري عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس "والمسكر من كل شراب"وعلى هذا يدل سائر الروايات عن ابن عباس) . اهـ. السنن الكبرى كتاب الأشربة 8/298.
وقد ورد هذا الحديث عن ابن عباس من طريق أخرى ذكرها الطبري في التهذيب قال: ثنا محمد بن موسى الحرشي ثنا عبد الله بن عيسى ثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال:"حرم الله الخمر بعينها والسكر من كل شراب"ذكر هذه الرواية ابن التركماني في الجوهر النقي 8/297 ثم قال: وروى أبو حنيفة في مسنده عن عون بن أبي حنيفة قال: قال ابن عباس: "حرمت الخمر بعينها قليلها وكثيرها والسكر من كل شراب"انتهى. وهذه طريق ثالثة.
وقد ذكر ابن حجر رحمه الله في الفتح 10/73 حديث ابن عباس من أدلة الطحاوي التي اعترض بها وذكر أنه مرفوعاً ولكن قال:) قلت: وهو حديث أخرجه النسائي ورجاله ثقات، إلا أنه اختلف في وصله وانقطاعه، وفي رفعه ووقفه، وعلى تقدير صحته فقد رجح الإمام أحمد وغيره أن الرواية فيه بلفظ (والمسكر) بضم الميم، وسكون السين لا (السكر) بضم ثم سكون أو بفتحتين، وعلى تقدير ثبوتها فهو حديث فرد ولفظه محتمل، فكيف يعارض عموم تلك الأحاديث مع صحتها وكثرتها) . انتهى.
(1)
هو مسعر بن كدام الهلالي العامري الكوفي يكنى أبا سلمة روى عن أبى عون محمد بن عبيد الله الثقفي الكوفي الأعور وعنه السفيانان وشعبة وخلق سواهم كان من صفاته كبر رأسه وهو من الثقات وحديثه أخرجه الجماعة توفي سنة 153هـ وقيل 155هـ. ترجمته في تهذيب الكمال 27/ 761-468 تهذيب التهذيب10/113 وتقريب التهذيب.
(2)
هو محمد بن عبيد الله الثقفي الكوفي الأعور أبو عون روى عن عبد الله بن شداد بن الهاد وعنه مسعر بن كدام قال المزي: روى له الجماعة سوى ابن ماجة فهو ثقة. ترجمته في تهذيب الكمال 26/38- 41 وتهذيب التهذيب 9/ 322 التقريب.
(3)
هو ابن عبد الهاد أبو الوليد المدني روى عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وعنه أبو عون محمد بن عبيد الله الثقفي، أخرج حديثه الجماعة وهو معدود في كبار التابعين وثقاتهم وكان مع القراء أيام ابن الأشعث. ترجمته في تهذيب الكمال 15/ 81/ 85 وتهذيب التهذيب 5/ 251 والتقريب.
(4)
هو عبد الله بن عباس رضي الله عنه أشهر من أن يعرف به في سطرين ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجمان القرآن دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالعلم والفقه. توفي بالطائف سنة 73 هـ. ترجمته في الاستيعاب 3/933 وأسد الغاية 3/290 والإصابة 2/330.
(5)
سبق تخريج طرف هذا الحديث. لكن رواية شعبة عن مسعر بلفظ"والمسكر من كل شراب". أخرجها أحمد في الأشربة ص 59 رقم 109 والدارقطني في سننه كتاب الأشربة 4/ 6 5 2 والبزار كما في نصب الراية 4/307 وإبراهيم في حلية الأولياء 7/224 والبيهقي في السنن الكبرى 8/297 وانظر فتح الباري 10/ 73.
(1)
رواه أحمد في المسند 1/ 24 وفي كتاب الأشربة ص 79 رقم 194 وأبو داود في الأشربة باب في الأوعية 4/96.من طريق أبي أحمد عن سفيان الثوري عن علي بن بديمة عن قيس بن جبير النهشلي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل مسكر حرام" وهذا لفظ رواية أحمد في كتاب الأشربة، أما روايته في المسند ورواية أبي داود ففيهما قصة وفد عبد القيس وفيهما النص على قوله "وكل مسكر حرام"وقد حكم الشيخ أحمد شاكر على إسناد رواية أحمد في المسند بالصحة كما في تعليقه عليه 4/158، رقم 1476.
ورواه أبو داود أيضاً في الأشربة باب النهي عن المسكر 4/86 عن محمد بن رافع النيسابوري عن إبراهيم بن عمر الصنعاني قال: سمعت النعمان بن بشير يقول عن طاووس عن ابن عباس مرفوعاً "كل مخمر خمر، وكل مسكر حرام)
…
الحديث.
ورواه أحمد في كتاب الأشربة ص35 رقم 14 عن زكريا بن عدي عن عبيد الله عن عبد الكريم بن قيس بن جبيرة عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ: أن الله عز وجل حرم عليكم الخمر والميسرة والكوبة، وكل مسكر حرام. وقد أخرج أحمد في كتاب الأشربة هذا الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفاً في مواطن منه انظر ص 54 رقم 87 وص 67 رقم 146 وص 85 رقم 218 ص88 رقم 230 وانظر سنن الدارقطني كتاب الأشربة 4/256. وذكره ابن حجر في الفتح 10/44 وقال أخرجه أبو داود من طريق جيد.
(2)
رواه النسائِي في الأشربة باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب السكر 8/ 322 ولفظه (من سرّه أن يحرم إن كان محرماً ما حرم الله ورسوله فليحرم النبيذ) .
وروى أحمد في كتاب الأشربة تحريم نبيذ الجر عن ابن عباس رضي الله عنه انظر 48رقم 59 وص54 رقم 88 وص86 رقم221.
(3)
ذكر الدارقطني في سننه 4/256 أن طاووساً وعطاء ومجاهداً رووا عن ابن عباس: ما أسكر كثيره فقليله حرام. وروى بسنده عن هؤلاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قليل ما أسكر كثيره حرام.
(1)
رواه النسائي في الأشربة باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب السكر 8/322 وفيه قصة.
(2)
رواه البخاري في الأشربة باب الباذق ومن نهى عن كل مسكر من الأشربة 10/62، ورواه أحمد في كتاب الأشربة ص 88 رقم230.
ورواه النسائي في الأشربة باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شرب السكر 8/321 كلهم رووه من حديث سفيان عن أبى الجويرية الجرمي عن ابن عباس. وفيه زيادة عند البخاري والنسائي.
ورواه أحمد أيضا في الأشربة ص67 رقم 146 عن محمد بن جعفر عن شعبة عن أبى الجويرية عن ابن عباس يقول: كل مسكر حرام.
ورواه النسائي في الأشربة باب التفسير البتغ والمزر 8/300 عن قتيبة عن أبي عوانة عن أبى الجويرية عن ابن عباس وسئل فقيل أفتنا في الباذق فقال سبق محمد الباذق،"وما أسكر فهو حرام".
(1)
قال النسائي في كتاب الأشربة باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر 8/326 (ومما احتجوا به فعل عمر رضي الله عنه قال: إذا خشيتم من نبيذ شدته فاكسروه بالماء. وروى بسنده عن سعيد بن المسيب يقول: تلقت ثقيف عمر بشراب فدعا به فكسره بالماء فقال هكذا فافعلوا وأخرج مالك في الموطأ في كتاب الأشربة باب جامع تحريم الخمر 2/847 بسنده عن محمود بن لبيد الأنصاري أن عمر بن الخطاب حين قدم الشام شكا عليه أهل الشام وباء الأرض وثقلها، وقالوا لا يصلحنا إلا هذا الشراب. فقال عمر: اشربوا هذا العسل. قالوا لا يصلحنا العسل فقال رجل من أهل الأرض: هل لك أن نجعل لك من هذا الشراب شيئاً لا يسكر؟ قال: نعم فطبخوه حتى ذهب منه الثلثان، وبقي الثلث فأتوا به عمر فأدخل فيه عمر إصبعه ثم رفع يده فتبعها يتمطط فقال: هذا الطلاء. هذا مثل طلاء الإبل. فأمرهم عمر أن يشربوه. فقال له عبادة بن صامت: أحللتها والله. فقال عمر: كلا والله اللهم أني لا أحل لهم شيئاً حرمته عليهم، ولا أحرم شيئاً أحللته لهم) وهو عند البيهقي في سننه 8/301 وقال ابن حجر في الفتح 10/63 (وأخرج سعيد بن منصور من طريق أبي مجلز عن عامر بن عبد الله قال: كتب عمر إلى عمار أما بعد: فإنه جاءني عير تحمل شراباً أسود كأنه طلاء الإبل فذكروا أنهم يطبخونه حتى يذهب ثلثاه الأخبثان: ثلث بريحه، وثلث ببغيه فمرْ من قبلك أن يشربوه.
ومن طريق سعيد بن المسيب:) أن عمر أحل من الشراب ما طبخ فذهب ثلثاه وبقى ثلثه) وأخرج النسائي من طريق عبد الله بن يزيد الخطمي قال: كتب عمر: (اطبخوا شرابكم حتى يذهب نصيب الشيطان منه، فإن للشيطان اثنين ولكم واحد) قال ابن حجر: وهذه أسانيد صحيحة. اهـ.
قلت: وهذه الآثار الثلاثة أخرجها النسائي في الأشربة باب ما يجوز شربه من الطلاء وما لا يجوز 8/329 إلا أن في حديث عامر بن عبد الله أن عمر كتب إلى أبي موسى. وحديث الخطمي أخرجه البيهقي في سننه 8/301. وقول عمر: نشرب هذا النبيذ. الخ أخرجه الدارقطني في سننه 4/259، 260 من حديث عمرو بن ميمون عن عمر قال: إني لأشرب هذا النبيذ الشديد، يقطع ما في بطوننا من لحوم الإبل، وفي رواية: إنا لنشرب النبيذ ليقطع ما في بطوننا من لحوم الإبل أن يؤذينا؟ وهذا عند البيهقي في سننه 8/299 وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف 7/500 من طريق عمرو بن ميمون قال: قال عمر: إنا لنشرب هذا الشراب الشديد لنقطع به لحوم الإبل في بطوننا أن تؤذينا، فمن رابه من شرابه شيء فليمزجه بالماء) . انتهى. وانظر الجوهر النقي 8/299 والمحلى لابن حزم 7/572.
هو يحيى بن سعيد بن حيان التيمي الكوفي من الثقات العباد مات سنة 145هـ وحديثه أخرجه الجماعة. ترجمته في التهذيب 31/3423 والتقريب.
(1)
هو الهمداني الثوري الكوفي، توفي في خلافة مروان بن محمد وهو من الثقات قال المزي: روى له الجماعة سوى الترمذي. ترجمته في تهذيب الكمال 15/41 والتقريب.
(2)
هو الفقيه الثقة الفاضل عامر بن شراحيل الكوفي أبو عمر علم مشهور مات سنة 103 وقيل 104هـ 105هـ. ترجمته في تهذيب الكمال 14/39 والتقريب.
(3)
سبق تخريجه ص إلا أنه لم يرد من طريق عبد الله بن أبي السفر وإنما من طريق أبي حيان التيمي عن الشعبي به.
(4)
سبق تخريجه في ص 139.
(5)
يشير إلى قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} الآية [النساء/43] .
(1)
يشير المؤلف إلى قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} . [المائدة/ 90- 1 9] .
(2)
يشير المؤلف إلى قوله تعالى {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} . [الأنعام/ 146] .
(3)
انظر صحيح البخاري كتاب البيوع باب لا يذاب شحم الميتة ولا يباع ودكه 4/ 414 من حديت عمر وأبي هريرة. وانظر باب بيع الميتة والأصنام منه 4/ 424 من حديت جابر. وانظر كتاب أحاديث الأنبياء باب ما ذكر عن بني إسرائيل 6/ 496 من حديت عمر. وانظر كتاب التفسير باب وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر الآية 8/295 من حديث جابر.
انظر تخريجه ص 139.
(4)
رواه البخاري في الأشربة باب ما جاء في أن الخمر ما خامر العقل من الشراب 10/ 45 مع الفتح ومسلم في التفسير باب في نزول تحريم الخمر 4/2322 رقم 32. كلاهما من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال خطب عمر على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثني عليه ثم قال: أما بعد: ألا وإن الخمر نزل تحريمها يوم نزل وهي من خمسة أشياء. الحديث وهذا لفظ مسلم. وفي رواية للبخاري: قال عمر: الخمر تصنع من خمسة
…
الحديث.
وفي رواية لمسلم (فإنه نزل تحريم الخمر وهي من خمسة) . الحديث.
(5)
سبق تخريجه ص 128.
(1)
صحابي جليل ويعتبر من صغارهم حج مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وهو ابن سبع سنين وولاه عمر رصي الله عنهما عاملاً له على سوق المدينة، وقيل هو آخر من مات من الصحابة بالمدينة. ترجمته في الاستيعاب 2/576 والإصابة 2/12، 13.
(2)
رواه مالك في الموطأ كتاب الأشربة باب الحد في الخمر 2/ 842 عن ابن شهاب به نحوه ورواه النسائي في الأشربة 8/ 326 والدارقطني في سننه في كتاب الأشربة 4/248، 261، وأخرجه البخاري في صحيحه معلقا في الأشربة باب الباذق 10/62 مع الفتح.
وقال عمر: (وجدت من عبيد الله ريح شراب وأنا سائل عنه، فإن كان يسكر جلدته) قال ابن حجر في الفتح 10/65 بعد أن عزاه إلى مالك (وسنده صحيح) ثم قال: (وأخرجه سعيد بن منصور عن ابن عيينة عن الزهري سمع السائب بن يزيد يقول: قام عمر على المنبر فقال: (ذكر لي أن عبيد الله بن عمر وأصحابه شربوا شراباً، وأنا سائل عنه فإن كان يسكر حددتهم) . قال ابن عيينة: فأخبرني معمر عن الزهري عن السائب قال: (فرأيت عمر يجلدهم) .
وذكر أن عبد الرزاق بين في روايته إن الذي شربه يسكر قال في روايته عن معمر عن الزهري عن السائب شهدت عمر صلى على جنازة ثم أقبل علينا فقال: (إني وجدت من عبيد الله بن عمر ريح شراب، وإني سألته عنه فزعم أنه الطلاء، وإني سائل عن الشراب الذي شرب فإن كان مسكراً جلدته. قال: فشهدته بعد ذلك يجلده) . وهذه الرواية أخرجها البيهقي في السنن الكبرى 8/315.
وقد أخرج أحمد في كتاب الأشربة ص 3 5 رقم 85 عن أبي سعيد مولى بني هاشم عن سليمان بن بلال عن ربيعة عن السائب بن يزيد أن عمر بن الخطاب صلى على جنازة فأخذ بيد ابن له فقال: يا أيها الناس إني وجدت من هذا ريح الشراب، وإني سائل عنه فإن كان يسكر جلدته. قال السائب:(فلقد رأيت عمر جلد ابنه بعد الحد الثمانين) .
(1)
هو الثقة الثبت أبو عثمان المدني مات سنة 144هـ من سادات القوم وأشرافهم وأخرجه حديثه الجماعة. ترجمته في التهذيب 19/124.
(2)
رواه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب الأشربة باب ما جاء في الكسر بالماء 8/ 306 من حديث عبد الله بن أحمد عن يحيى بن معين عن المعمر بن سليمان عن أبيه عن عبيد الله بن عمر.
(3)
هو عبد الرحمن بن عمرو يكنى أبا عمرو (إمام أهل الشام في زمانه في الحديث والفقه) . قال ابن مهدي: (ما كان بالشام أحداً أعلم بالسنة من الأوزاعي) روى حديثه الجماعة وكانت وفاته سنة 157هـ بالحمام. انظر ترجمته في تهذيب الكمال 17/307 _ 315.
(4)
هو الأودي وقيل الإِيامي، الكوفي المتوفى سنة 131 هـ وهو من الثقات الزهاد وحديثه عند الجماعة. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال 24/ 575 والتقريب.
(5)
رواه النسائي في الأشربة باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر8/ 326 عن أبى بكر بن علي عن أبي خيثمة عن عبد الصمد عن محمد بن جحادة عن إسماعيل بن خالد عن قيس بن أبي حازم عن عتبة بن فرقد قال: كان النبيذ الذي يشربه عمر بن خطاب قد خلل. قال البيهقي: ويذكر عن قيس بن أبي حازم عن عتبة بن فرقد قال: (كان النبيذ الذي يشربه عمر رضي الله عنه قد تخلل) .
(6)
هو عتبة بن فرقد السلمي يكنى أبا عبد الله أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وصاحب رواية عنه ولاه عمر رضي الله عنه بعض فتوحات العراق. ترجمته في الاستيعاب 3/1029 والإصابة 2/455.
(7)
رواه الدارقطني في سننه كتاب الأشربة 4/ 260 عن يحيى بن صاعد عن عبد الجبار بن العلاء عن مروان بن معاوية عن إسماعيل عن قيس عن عتبة بن فرقد قال: حملت سلالاً من خبيص إلى عمر بن خطاب الخ وفيه: يا عتبة إنا ننحر كل يوم جزوراً فأما وركها وأطايبها فلمن حضرنا من أهل الآفاق والمسلمين، وأما عنقها فلنا نأكلُ هذا اللحم الغليظ الذي رأيت ونشرب عليه من هذا النبيذ يقطعه في بطوننا.
ورواه ابن أبي شيبة في المصنف 7/501 عن وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد به قال: (قدمت عليه فدعا بعس من نبيذ قد كاد يصير خلاً فقال: اشرب فأخذته فشربته فما كدت أن أسغيه، ثم أخذه فشربه ثم قال: يا عتبة إنا نشرب هذا النبيذ الشديد لنقطع به لحوم الإبل في بطوننا أن تؤذينا) ، وانظر الجوهر النقي بذلك سنن البيهقي 8/299.
(1)
الخبيص: هو الخليط.
(2)
الإِنكار الذي صدر من عمر هو قوله (فلما وضعتهن بين يديه فتح بعضهن فقال: يا عتبة كل المسلمين يجد مثل هذا؟ قلت: يا أمير المؤمنين هذا شيء يختص به الأمراء. قال: ارفعه لا حاجة لي فيه. وانظر تفصيلاً لذلك أكثر في تاريخ عمر رضي الله عنه لابن الجوزي ص148.
(3)
هو عبد الرحمن بن ملّ (بلام ثقيلة والميم مثلة) الكوفي قال المزي (أدرك الجاهلية وأسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصدّق إليه ولم يلقه) .وذكر أن حديثه عند الجماعة. وهو من الثقات العباد مشهور بكنيته وهو من المخضرمين اختلف في سنة وفاته فقيل سنة 95هـ وقيل بعدها. انظر ترجمته في تهذيب الكمال 17/224 والتقريب.
(4)
ذكر ابن الجوزي في تاريخ عمر رضي الله عنه ص 147 فأنظره. وقال ابن حجر في الإصابة 2/455 في ترجمة عتبة بن فرقد (وقالوا أبو عثمان النهدي: جاءنا كتاب عمر ونحن بأذربيجان مع عتبة بن فرقد أخرجاه) انتهى.
(5)
هو أبو خالد ويقال أن زيد أسلم القرشي العدوي المدني مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه والد زيد بن أسلم، قال المزي: (أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم
…
وروى له الجماعة) . اهـ. وهو معدود في كبار التابعين ومن الثقات المخضرمين توفي سنة ثمانين وقيل غير ذلك بعد أن بلغ أربع عشرة ومائة سنة. ترجمته في تهذيب الكمال 2/ 529 والتقريب.
(6)
ذكره ابن الحوزي في تاريخ عمر بن الخطاب رضي الله عنه ص 75.
(1)
هي أم المؤمنين زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر الخطاب رضي الله عنهما من المهاجرات الصوامات القوامات توفيت في خلافة معاوية سنة 41 هـ وقيل غير ذلك. انظر ترجمتها في الاستيعاب 4/ 1811.
(2)
هو أبو الفضل العباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم بمكة وكان يكتم إسلامه. ثم أظهر يوم فتح مكة شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حنيناً والطائف وتبوك استسقى به عمر فسقوا بأمر الله وكان معظماً في الجاهلية والإسلام توفي قبل قتل عثمان رضي الله عنهما بسنتين وصلى عليه ودفن بالبقيع. . انظر ترجمته في الاستيعاب 2/810.
(3)
ذكره ابن الجوزي في تاريخ عمر بن الخطاب رضي الله عنه ص 75، 76 عن سعيد بن المسيب: أن بعيراً من المال سقط فأهدى عمر منه أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ثم صنع ما بقى وجمع عليه ناساً من المسلمين فيهم العباس عم رسول الله فقال العباس
…
الخ.
(4)
ذكرها ابن الجوزي في تاريخ عمر رضي الله عنه ص143 عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال: أتى عمر بن الخطاب بخبز وزيت فجعل يأكل منه ويمسح بطنه ويقول: والله التمرين أيها البطن
…
(5)
هو أبو عبد الله حذيفة بن اليمان أحد أصحاب النبي صلى الله علي وسلم بل صاحب سره توفي سنة 36 هـ وقيل غير ذلك. انظر ترجمته في الاستيعاب 1/334.
(6)
انظر تاريخ عمر رضي الله عنه لابن الجوزي ص 145.
(7)
انظر تفصيل هذه المسألة في المغني لابن قدامة 9/65-81. وإعلام الموقعين لابن قدامة 1/374-382.
(8)
ذكر ابن القيم رحمه الله إن الذين وافقوا الصديق رضي الله عنه في قوله من الصحابة أربعة عشر صحابياً وذكر منهم أبا موسى وابن عباس وابن الزبير. أما ابن قدامة رحمه الله. فذكرهم بأسمائهم، وذكر أيضا أسماء بعض التابعين ومن بعدهم.
(1)
أخرج عبد الرزاق في المصنف 9/323 من طريق ابن طاووس عن أبيه أنه قال: أول من قضى في الأذن أبو بكر. خمسة عشر من الإبل لا يضر سمعاً ولا ينقص قوة يغيبها الشعر والعمامة. وأخرج من طريق معمر عن أيوب عن عكرمة أن أبا بكر قضى في الأذن خمسة عشر من الإبل 9/424. وأخرج من طريق قتادة أنه قال: (وقضى فيها أبو بكر بخمسة عشر من الإبل 9/325) . وانظر سنن البيهقي 8/85 والمغني لابن قدامة 12/115.
(2)
انظر المغني لابن قدامة 1/334 وهو مروي عن ابن مسعود أيضاً. ويروى أنه رجع عنه.
(3)
أخرج البيهقي في سننه 6/289 بسنده (عن أنس أن عمر رضي الله عنه ضمنه وديعة سرقت من بيت ماله) .
(4)
انظر المغني 1/362 ويشهد له حديث صفوان بن عسّال المرادي.
(5)
ذكرها ابن قدامة في المغني 9/77، 78 وسماها الخرقاء لكثرة الاختلاف فيها فكأن الأقوال خرقتها.
(6)
انظر المغني 11/ 195 وهو مروي عن ابن عمر وابن عباس وأبان بن عثمان وإسحاق بن المنذر ولهم أدلة. انظر إعلام الموقعين 2/88.
(7)
انظر المغني لابن قدامة 11/227 وذكر أنه روى عن علي رضي الله عنه من وجه منقطع. كما ذكر أنه مروي أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين.
(8)
انظر المغني14/585 وهو مروي أيضاً عن ابن عباس وابن الزبير. وهو في مصنف عبد الرزاق 7/291 ومصنف ابن أبى شيبة 6/436، 437 والسنن الكبرى للبيهقي 10/343.
(9)
هو أبو المعتمر سليمان بن طرخان التيمي البصري المتوفى 143 هـ. روى عن أنس بن مالك وعنه خلق كثير من أشهرهم سفيان الثوري وابن عيينة وشعبة وغيرهم. من الثقات العباد المجتهدين والحفاظ المتقنين. ترجمته في تهذيب الكمال 12/ 5-12 وتهذيب التهذيب 4/ 201 والتقريب.
(10)
هو أبو حمزة أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن الذين عمّروا. ترجمته في الاستيعاب 1/108 وأسد الغابة 1/ 151 والإصابة 1/ 71.
(1)
هو أبو نضرة العبدي مشهور بكنيته واسمه المنذر بن مالك بن قطعة روى عن أنس بن مالك وعنه سليمان بن طرخان التيمي توفي سنة ثمان أو تسع ومائة من الثقات العظماء. قال المزي: (استشهد به البخاري في الصحيح، وروى له في القراءة خلف الإمام، وفي الأدب وروى له الباقون. ترجمته في تهذيب الكمال 28/ 508 وتهذيب التهذيب 10/302 والتقريب.
(2)
هو الخدري مشهور بكنيته واسمه سعد بن مالك رضي الله عنه من الحفاظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد غزا معه اثنتي عشرة غزوة توفي رضي الله عنه سنة 74 هـ. ترجمته في الاستيعاب 2/602 وأسد الغابة 2/265 والإصابة 2/35.
(3)
أما حديت أنس فمن طريق سليمان التيمي عنه لم أقف على صيغة النهي عن الخليطين لكن روى النسائي في الأشربة باب ذكر العلة التي من أجلها نهى عن الخليطين 8/291، 292 عن سويد بن نصر عن عبد الله عن ورقاء بن إياس عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجمع شيئين نبيذاً يبغي أحدهما على صاحبه. الحديث. وأشار إليه الترمذي في الأشربة باب ما جاء في خليط البسر والتمر 6/147 عقب حديث أبي سعيد الآتي. وعزاه المباركفوري في تحفة الأحوذي 3/110 إلى النسائي وأحمد.
وأما حديث أبي سعيد رضي الله عنه فرواه مسلم في الأشربة 3/1574 رقم 20 من طريق سليمان التيمي به مرفوعاً بلفظ: نهى عن التمر والزبيب أن يخلط بينهما وعن التمر والبسر أن يخلط بينهما.
وأحمد في المسند 3/3، 9، 49، 90 والترمذي في الأشربة باب ما جاء في خليط البسر والتمر 6/147 وعنده وعند أحمد زيادة. وأخرجه النسائي في الأشربة باب الترخص في انتباذ التمر وحده 8/293 من طريق أخرى عن أبي سعيد الخدري.
(1)
هو الأسدي ولاء يكنى أبا يحيى توفي سنة 119هـ روى عن سعيد بن جبير وعنه خلق كثير من أشهرهم الثوري وشعبة تابعي ثقة حجة أخرج حديثه الجماعة لكن وصمه ابن خزيمة وابن حبان بالتدليس. وأرسل عن حكيم بن حزام وأم سلمة وعروة بن الزبير. ترجمته في تهذيب الكمال 5/8 35 وتهذيب التهذيب 2/178 والتقريب.
(2)
هو القصاب أبو عبد الله الحماني المتوفى سنة 142 هـ روى عن سعيد بن جبير، وعنه الثوري وشعبة من الشيوخ الثقات. ترجمته في تهذيب الكمال 5/ 386 وتهذيب التهذيب 2/ 188 والتقريب.
(3)
أبو محمد الأسدي الوابلي المتوفى سنة 95 هـ تابعي ثقة مشهود له بالفقه والعلم والورع روى عن ابن عباس وعنه حبيب بن أبي ثابت، وحبيب بن أبي عمرة القصاب أرسل عن كثير من الصحابة. ترجمته في تهذيب الكمال 10/358 وتهذيب التهذيب 4/ 11 والتقريب.
(4)
ذكر البيهقي في السنن 8/307 أن النهي يحتمل على أمرين:
الأول: (أن يكون إنما نهي عنه لخلطهما سواء بلغ حد الاسكار أو لم يبلغ، وأباح شربه إذا نبذ على حدته) .
والثاني: (أن يكون إنما نهى عنه لأنه أقرب إلى الاشتداد وإذا نبذ على حدته كان أبعد عن الاشتداد فما لم يبلغ حالة الاشتداد في الموضعين جميعاً لا يحرم) . اهـ.
(5)
هو أبو بكر البصري المتوفى 4 5 1 هـ الدستوائي نسبة إلى الثياب التي تجلب من دستواء وكان يبيعها روى عن يحيى بن أبي كثير وعنه خلق كثير وهو من الثقات الأثبات والحفاظ المحتج بهم بل كان يلقب بأمير المؤمنين في الحديث. ترجمته في تهذيب الكمال 30/ 215 وتهذيب التهذيب 11/43 والتقريب.
(6)
هو يحيى بن أبي كثير الطائي ولاءً يكنى أبي نصر المتوفى 129هـ روى عن عبد الله بن أبي قتادة وعنه هشام الدستوائي. إمام حافظ وثقة حجة لكنه كثير الإرسال والتدليس. ترجمته في تهذيب الكمال 31/ 504 وتهذيب التهذيب 11/268 والتقريب. والمراسيل لابن أبي حاتم ص 240 وجامع التحصيل للعلائي ص 269.
(1)
هو أبو نعيم الأنصاري السلمي المتوفى 95هـ روى عن أبيه أبي قتادة وعنه يحيى بن أبي كثير من الثقات وحديثه عند الجماعة. ترجمته في تهذيب الكمال 15/ 440 وتهذيب التهذيب 5/ 360 والتقريب.
(2)
هو الصحابي الجليل أبو قتادة الأنصاري مختلف في اسمه ومشهور بكنيته شهد أحداً وما بعدها. ترجمته في الاستيعاب 4/ 1731 وأسد الغابة 6/ 250 والإصابة 8/158.
(3)
أما حديت حبيب بن أبي ثابت عن سعيد عن ابن عباس مرفوعاً فرواه مسلم في الأشربة باب كراهة انتباذ التمر والزبيب مخلوطين 3/1576 رقم 27 وأحمد في مسند 1/336 والنسائي في الأشربة باب خليط البسر والتمر 8/ 290. قال: نهى رسول الله أن يخلط التمر والزبيب جميعاً وأن يخلط البسر والتمر جميعاً وكتب إلى أهل جُرِش ينهاهم عن خليط التمر والزبيب وهذا لفظ مسلم ورواه أحمد أيضاً في المسند 1/ 224 من طريق الشيباني عن سعيد بن جبير به مرفوعاً بلفظ "كتب إلى أهل جرش ينهاهم أن يخلط الزبيب والتمر". وأما حديث حبيب بن أبي عمرة القصاب عن سعيد عن ابن عباس فرواه أحمد المسند 1/ 276 والنسائي في الأشربة باب خليط البلح والزهور 8/289 وفي باب خليط التمر والزبيب 8/ 291. وأما حديث هاشم الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة فقد رواه مسلم في الأشربة باب كراهة انتباذ التمر والزبيب مخلوطين 3/ 1575 رقم 24 بلفظ (لا تنتبذوا الزهور والرطب جميعاً، ولا تنتبذوا الزبيب والتمر جميعاً وانتبذوا كل واحد منهما على حده) . ورواه البخاري في الأشربة باب من رأى أن لا يخلط البسر والتمر 10/67 من حديث هشام به بلفظ"نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يجمع بين التمر والزهور، والتمر والزبيب، والنبيذ كل واحد منهما على حده". ورواه أبو داود في الأشربة باب النهي عن الخليطين 4/100 والنسائي في الأشربة باب خليط الرطب والزبيب 8/291 والدارمي في الأشربة باب النهي عن الخليطين 2/ 43 وهو عند ابن ماجة في
الأشربة باب في النهي عن الخليطين 2/1125 من طريق الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير.
(1)
لم أقف عليه.
(2)
هو أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي المخزومي المتوفى 102هـ روى عن عائشة رضي الله عنها وعنه خلق كثير لكن أبا حاتم ذكر أن روايته عن عائشة مرسلة وجزم هو وابن معين أنه لم يسمع من عائشة تابعي الثقة ومفسر حافظ وله روايات مرسلة وحديثه عند الجماعة. ترجمته في تهذيب الكمال 27/228 وتهذيب التهذيب 10/420 والتقريب والجرح والتعديل 8/319.
(3)
لم أقف عليه متناً ولا سنداً لكن روى أبو داود في الأشربة باب في الخليطين 4/101، 102 بسند فيه جهالة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينبذ له الزبيب فيلقى فيه تمر أو تمر فيلقى فيه الزبيب. وفي رواية عنها من طريق آخر أن صفية بنت عطية قالت: دخلت مع نسوة من عبد القيس على عائشة فسألناها عن التمر والزبيب فقالت كنت اخذ قبضة من تمر وقبضة من زبيب فألقيه في إناء فاْمرسه ثم أسقيه النبي صلى الله عليه وسلم. وانظر السنن الكبرى للبيهقي 8/307، 308.
(4)
لم أقف عليه.
(5)
رواه مسلم وقد سبق ذكره ص 116.
(6)
انظر سنن النسائي 8/325 حديث رقية بنت عمرو بن سعيد قالت كنت في حجر ابن عمر.
(7)
رواه مسلم في الأشربة باب كراهة انتباذ التمر والزبيب مخلوطين 3/1577 رقم 28، 29 بلفظ: عن ابن عمر أنه كان يقول: قد نهى أن ينبذ البسر والرطب جميعاً والتمر والزبيب جميعاً.
(8)
جمع ظرف: بفَتح أوله وهو الوعاء (فتح الباري 10/ 89 5) .
(9)
صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من عدة وجوه انظر صحيح مسلم كتاب الأشربة باب النهي عن الانتباذ في المزفت والدباء والحنتم والنقير 3/ 1577 -1584.
(1)
انظر سنن النسائي كتاب الأشربة باب الرخصة في الانتباذ في الأسقية التي يلاث على أفواهها 8/292، 293 وفيه "لتنبذوا كل واحد منهما على حدةٍ في الأسقية التي يلاث على أفواهها "..
(2)
صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعاً "نهيتَكم عن الظروف. وإن الظروف- أو ظرفاً- لا يحل شيئاً ولا يحرمه كل مسكر حرام". وفي رواية "كنت نهيتكم عن الأشربة في ظروف الأدم فاشربوا في كل وعاء غير أن لا تشربوا مسكرا ". انظر صحيح مسلم كتاب الأشربة باب النهي عن الانتباذ في المزفت والدباء. .. 3/1584، 1585 رقم 63، 64، 65.
(3)
أمير المؤمنين والخليفة الرابع وأحد العشرة المبشرين بالجنة مناقبه أكثر من أن تحصى توفي رضي الله عنه عام 40 هـ مقتولاً على يد الخاسر بن ملحم. ترجمته في الاستيعاب 3/1089 وأسد الغابة 4/91 والإصابة 2/507.
(4)
لم أقف عليه بهذا اللفظ عن علي رضي الله عنه لكن ما روى البخاري في كتاب الأشربة باب ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم في الأوعية والظروف بعد النهي 10/ 75 مع الفتح عن علي قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدباء والمزفت، وكذلك النسائي في الأشربة باب النهي عن نبيذ الدباء والمزفت 8/305.
(5)
هو أبو محمد الحنفي الكوفي، روى عن مالك بن عمير الحنفي وعنه خلق من أشهرهم شعبة والثوري. ثقه في الحديث لكن عيب عليه تلبسه ببدعة الخوارج نسأل الله السلامة من ذلك _ قال أبو نعيم: إسماعيل بن سميع بيهسي جار المسجد أربعين سنة لم ير في جمعة ولا جماعة. ترجمته في تهذيب الكمال 3/107 وتهذيب التهذيب 1/305 والتقريب.
(6)
هو الحنفي الكوفي روى عن صعصعة بن صوحان وعنه إسماعيل بن سميع. قال المزي: أدرك الجاهلية
…
وروى له أبو داود والنسائي في حديث النهي عن الدباء والحنتم والنقير. اهـ. ترجمته في تهذيب الكمال 3/152 وتهذيب التهذيب 10/ 20 والتقريب. ولم يحكم عليه بشيء.
(1)
ابن حجر بن الحارث العبدي روى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وروى عنه مالك وابن عمير الحنفي من الثقات الخطاب توفي في خلافة معاوية. ترجمته في تهذيب الكمال 13/167 وتهذيب التهذيب 4/422 والتقريب.
(2)
رواه النسائي في الأشربة باب النهي عن نبيذ الجعة 8/302 من طريق إسماعيل بن سميع به بلفظ: انهنا يا أمير المؤمنين عما نهاك عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والحنتم. ورواه في كتاب الزينة باب خاتم الذهب 8/ 166 من نفس الطريق واللفظ المذكور وزاد فيه والنقير والجعة.. الخ.
وفي سنن أبي داود كتَاب الأشربة باب في الأوعية 4/97 من حديث إسماعيل بن سميع عن مالك بن عمير عن علي عليه السلام قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والحنتم والنقير والجعة. ورواه أحمد في الأشربة ص 71 رقم 167 من طريق إسماعيل عن مالك قال جاء زيد بن صوحان إلى علي بن أبي طالب فقال: حدثني ما نهاك عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال نهاني عن الحنتم والدباء والنقير. وأخرج الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/223 من طريق أخرى عن علي رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والمزفت.
(3)
أخرج الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/227 بسنده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني كنت نهيتكم عن الأوعية فاشربوا في ما بدالكم ، وإياكم وكل مسكر".
(1)
أخرج الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 226 بسنده عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن عما يصنع في الظروف المزفتة والدباء وقال:"كل مسكر حرام". وفي رواية "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والمزفت أن تنبذ فيهما. لكن قرر الطحاوي أن الآثار الناهية عن الانتباذ في الأوعية منسوخة، وقرر إباحة الانتباذ فيها، وأن ذلك هو مذهب أبى حنيفة وصاحبيه واستدل بصنيع أنس رضي الله عنه حيث كان يصنع النبيذ في جرة خضراء ثم قال:"فهذا أنس بن مالك ينبذ في ظروف وهو أحد من روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم النهي عن الانتباذ فيها، فدل على ثبوت نسخ ذلك"انظر شرح معاني الآثار 4/229.
(2)
هو محمد بن أبي إسماعيل (راشد السلمي الكوفي) المتوفى 142 هـ روى عن أنس بن مالك وسعيد بن جبير، وعنه سفيان الثوري ويحيى بن سعيد القطان ثقة، ترجمته في تهذيب الكمال 24/493 والتقريب.
(3)
لم أقف له على ترجمه.
(4)
حديث أنس في النهي عن الانتباذ في الدباء والمزفت أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأشربة باب الخمر من العسل 10/41 مع الفتح عن الزهري قال حدثني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تنبذوا في الدباء ولا في المزفت". ورواه مسلم في الأشربة باب النهي عن الانتباذ في المزفت 3/1577 رقم 30، 31 بلفظ: نهى عن الدباء والمزفت أن ينتبذ فيه وانظر سنن البيهقي 8/308، 309 وسنن النسائي 8/305.
(5)
القرشي المخزومي الكوفي روى عن أنس بن مالك وعنه خلق ثقة. ترجمته في تهذيب الكمال 27/319 وتهذيب التهذيب 10/68 والتقريب.
(1)
رواه أحمد في الأشربة ص78 رقم 190 والنسائي في الأشربة باب المزفتة 8/208 كلاهما من طريق ابن إدريس قال سمعت المختار بن فلفل قال سألتُ أنس عن الشراب في الأوعية؟ فقال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المزفتة
…
الحديث وهذا لفظ أحمد. أما لفظ النسائي "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الظروف المزفتة".
(2)
رواه البخاري ومسلم انظر الحاشية رقم 15.
(3)
أخرج البخاري في صحيحه كتاب الأشربة باب ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم في الأوعية والظروف بعد النهي 10/58 مع الفتح بسنده عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت عندما سألها الأسود بن يزيد النخعي عما نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن ينتبذ فيه؟ قالت: نهانا في ذلك أهل البيت أن ننتبذ في الدبا والمزفت
…
الحديث. ورواه مسلم في الأشربة باب النهي عن الانتباذ في المزفت 3/1578 رقم 35، 36، 37، 38. وزاد مسلم في بعض رواياته النهي عن النقير والحنتم وانظر سنن النسائي 8/ 305، 306، 307.
(4)
رواه مسلم في الأشربة باب النهي عن الأنتباذ في المزفت
…
3/80 15 رقم 34، 44، 45 بلفظ:"نهى عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت.. "وله لفظ أخر نحوه. والنسائي في الأشربة باب ذكر النهي عن نبيذ الدباء والحنتم والنقير 9/306.
(5)
هو الأحول المكنى بأبي عبد الرحمن المتوفى بعد سنة 141 هـ روى عن الشعبي وعنه خلق من حفاظ الثقات وأخرج حديثه الجماعة. ترجمته في تهذيب الكمال13/ 485 وتهذيب التهذيب 5/ 42 والتقريب.
(6)
رواه مسلم في الأشربة باب في الشرب من زمزم قائماً 3/ 2601، 2602. والبخاري في الأشربة باب الشرب قائماً10/ 81.
(7)
هو الهلالي العامري يكنى أبا زيد ويلقب بالزراد روى عن النزال بن سيرة، وعنه خلق من أشهرهم شعبة بن الحجاج ومسعر بن كدام. أخرج حديثه الجماعة وهو من الثقات. ترجمته في تهذيب الكمال 18/ 421 وتهدب التهذيب 6/ 426 والتقريب.
(1)
هو الهلالي العامري. قال المزي: مختلف في صحبته. روى عن علي رضي الله عنه وروى عنه عبد الملك بن ميسرة الهلالي. ثقة. ترجمته في تهذيب الكمال 29/ 234 وتهذيب التهذيب 0 1/423 والتقريب.
(2)
رواه البخاري في الأشربة باب الشرب قائماً 10/ 81. وأحمد في المسند 1/123 وأبو داود في الأشربة باب في الشرب قائماً 4/ 109. والمصنف روى الحديث هنا بالمعنى.
(3)
الثقفي الكوفي المتوفي 136 هـ روى عن ميسرة أبي جميلة الطهويَّ، وميسرة أبي صالح، وعنه خلق كثير اختلط فمن سمع منه قبل الاختلاط فسماعه صحيح، ومن سمع منه بعد ذلك فليس بذلك، ومن الذي سمعوا منه قبل الاختلاط، الثوري وابن عيينة وشعبة والأعمش والدستوائي والحمادان وزائدة بن قدامة، وأيوب وزهير. وهو من الثقات الصالحين. ترجمته في تهذيب الكمال 20/ 86 وتهذيب التهذيب 7/203 والكواكب النيرات ص319 وهدى الساري ص 425 والميزان 3/70.
(4)
احتمال أن يكون ميسرة بن يعقوب أبو جميلة الطهوي الكوفي، واحتمال أن يكون ميسرة أبو صالح الكوفي مولى كنده فكلاهما رويا عن علي رضي الله عنه وأخذ عنهما عطاء بن السائب بن مالك، وثقهما ابن حبان وحكم عليهما ابن حجر بمقبول. ترجمتهما في تهذيب الكمال 29/194، 197 وتهذيب التهذيب 10 /387 والتقريب.
(5)
لم أقف عليه وما صح عن علي رضي الله عنه فيما قبل فيه غنية عن غيره.
(6)
ابن مطلق النخعي الكوفي يكنى أبا عمر تولى قضاء الكوفة وبغداد روى عن عبيد الله بن عمر وعنه خلق كثير توفي سنة 194 هـ وقيل 195هـ من الفقهاء الثقات إلا أنه طرأ عليه النسيان والتفسير فساء حفظه، لكن كتابه صحيح. ترجمته في تهذيب الكمال 7/ 56 وتهذيب التهذيب 2/ 415 والتقريب.
(1)
رواه الترمذي في الأشربة باب ما جاء في النهي عن الشرب قائماً 6/148 من حديث حفص بن غياث به وفيه تقديم وتأخير وبدل (نسعى)(نمشي) وقال عنه صحيح. وأشار إليه ابن حجر في الفتح 10/ 84 بقوله:"وصحح الترمذي من حديت ابن عمر"ثم ذكره. ورواه ابن حبان في صحيحه (الإحسان 7/359) من حديث حفص به والدارمي في الأشربة باب في الشرب قائماً.
(2)
هو السدوسي ويكنى أبا عبيدة توفي 149هـ وقيل غير ذلك، روى عن يريد بن عطارد السدوسي وعنه خلق كثير من شيوخ البصرة الثقات. ترجمته في تهذيب الكمال 22/314 وتهذيب التهذيب 8/ 125 والتقريب
(3)
هو أبو البزريّ السدوسي روى عن ابن عمر رضي الله عنهما وعنه عمران بن حدير. قال المزي: ولم يرو عنه غيره. ونقل عن ابن حبان في الثقات أنه قال:"روى عنه عمران بن حدير، وليس ممن يحتج بحديثه"وقال ابن حجر عنه في التقريب: مقبول. ترجمته في تهذيب الكمال 33/73 والتقريب.
(4)
رواه أحمد في المسند 2/12 و24 من حديث عمران بن حدير به، وأشار إليه الترمذي في الأشربة عقب سوقه لحديث ابن عمر السابق بقوله:"وروى عمران بن حدير هذا الحديث عن أبي البزري عن ابن عمر، وأبو البزري اسمه يزيد بن عطارد". قال المزي في تهذيب الكمال بعد سوقه لكلام الترمذي هذا "وقد وقع لنا حديثه بعلو". تم ساقه بإسناده إليه من طريق أحمد في المسند ورواه الدارمي في الأشربة باب في الشرب قائماً 2/ 45.
تنبيه: وقع عند أحمد الإحالة الثانية "عمر بن حدير"ووقع عند الترمذي عمران بن حدير و"أبو البزري ".
(5)
هو معمر بن راشد الأزدي الحداني المتوفى 154هـ روى عن الأعمش وعنه خلق كثير من الثقات الحفاظ المتقنين إلا أنه في روايته عن الأعمش اضطراب. ترجمته في تهذيب الكمال 28/ 303وتهذيب التهذيب 10/ 243 والتقريب.
(1)
هو أبو محمد سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي ولاءاً المتوفى 147 هـ. روى عن أبي صالح ذكوان السمان، أما معمر فذكر المزي في ترجمة معمر أنه روى عن الأعمش ولكن لم يذكر في ترجمة الأعمش أن معمراً أخذ عنه. والأعمش من الثقات والعباد النساك إلا أنه يرسل ويدلس. ترجمته في تهذيب الكمال 12/76 وتهذيب التهذيب 4/222 والتقريب.
(2)
هو ذكوان السمان الزيات المدني المتوفى 101 هـ روى عن أبى هريرة، وعنه الأعمش، من الثقات الأثبات. ترجمته في تهذيب الكمال 8/513 وتهذيب التهذيب 3/219 والتقريب.
(3)
الدوسي الزهراني صحابي جليل اختلف في اسمه اختلافاً كبيراً أسلم عام خيبر وشهدها من المكثرين في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. توفي عام 58هـ. ترجمته في الاستيعاب 4/1768. والإصابة 4/202.
(4)
رواه أحمد في المسند 2/283 عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن الرجل عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاه". ثم قال: ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم كمثل حديث الزهري. وأخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان 7/359) من هاتين الطريقين. وذكره ابن حجر في الفتح 10/82 وعزاه إلى أحمد وابن حبان. وفي مسلم من طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعاً "لا يشربن أحداً منكم قائماً فمن نسي فليستسقي".
(5)
هو الدستوائي.
(6)
هو قتادة بن دعامة السدوسي أبو الخطاب البصري ت117هـ. روى عن أنس وعنه هشام الدستوائي من العلماء الثقات والفقهاء الحفاظ إلا أنه يدلس ويرسل. ورمي بالقدر. ترجمته في تهذيب الكمال 23/498 وتهذيب التهذيب 8/351 والتقريب.
(7)
رواه مسلم في الأشربة باب كراهية الشرب قائماً 3/1601 وأحمد في المسند 3/118، 147، 214، وأبو داود في الأشربة باب في الشرب قائماً 4/108.
(1)
البصري روى عن أبي سعيد الخدري وعنه قتادة بن دعامة السدوسي وثقه الطبراني وابن حبان وقال عنه ابن حجر: مقبول. ترجمته في تهذيب الكمال 34/165 وتهذيب التهذيب 12/195 والتقريب والثقات 5/580.
(2)
رواه مسلم في الأشربة باب كراهية الشرب قائماً 3/ 1601 رقم 114، 115 وذكره المزي في ترجمة أبي عيسى الأسواري من كتابه تهذيب الكمال.
(3)
قال ابن حجر في الفتح 10/82 بعد أن ذكر حديث أبي هريرة هذا. "وهو من رواية شعبة عن أي زياد الطحاوي مولى الحسن بن علي عنه، وأبو زياد لا يعرف اسمه وقد وثقه يحيى بن معين ". اهـ.
(4)
رواه أحمد في المسند 2/ 301 والدارمي في كتاب الأشربة باب من كره الشرب قائماً 2/ 45 والطحان في مشكل الآثار 3/19. "من طريق شعبة به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5/79 وقال عنه: رواه أحمد والبزار. ورجال أحمد ثقات".
(5)
ذكره ابن حجر في الفتح 10/ 84 وعزاه إلى الأثرم.
(6)
نقل هذا النص عنه ابن حجر في الفتح 10/84.
(7)
هو الثوري.
(8)
هو أبو خثيمة زهير بن معاوية بن حديج الجعفي مات بعد 170هـ. روى عن عبد الكريم بن مالك الجزري وعن خلق كثير من الثقات الأثبات والحفاظ الصادقين إلا أن في حديثه عن أبي إسحاق السبيعي فيه لين. وحديثه أخرجه الجماعة. ترجمته في تهذيب الكمال 9/420 وتهذيب التهذيب 3/ 381 والتقريب.
(9)
هو أبو سعيد عبد الكريم بن مالك الجزري المتوفى 127هـ روى عن البراء بن زيد بن بنت أنس وعنه زهير بن معاوية الجعفي ثقة ثبت وصاحب سنة. ترجمته في تهذيب الكمال 18/ 252 وتهذيب التهذيب 6/ 373 والتقريب.
(10)
هو البراء بن زيد بن بنت أنس بن مالك روى عن جده. أنس وعنه عبد الكريم الجزري وثقه ابن حبان وقال عنه ابن حجر مقبول. ترجمته في تهذيب الكمال 4/34 وتهذيب التهذيب 1/425 والتقريب.
(1)
رواه أحمد في المسند 3/ 119 من حديت سفيان عن عبد الكريم الجزري أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سليم وفي البيت قربة معلقة فشرب من فيها وهو قائم
…
الخ. ورواه الترمذي في الشمائل ص108 من طريق ابن جريج عن عبد الكريم به. وذكره المزي مختصراً في تهذيب الكمال 4/ 34 في ترجمة البراء. وذكره ابن حجر في الفتح 10/ 84 وعزاه إلى البزار والأثرم.
(2)
نقل هذا النص الحافظ في الفتح 10/84 بنحوه. فقال نقلاً عن الأثرم أنه قال:"حديث أنس - يعني في النهي- جيد الإسناد، ولكن قد جاء عنه خلافه- يعني في الجوار- قال: ولا يلزم من كون الطريق إليه في النهي أثبت من الطريق إليه في الجواز أن لا يكون الذي يقابله أقوى، لأن الثبت قد يروي من هو دونه الشيء فيرجح عليه، فقد رجح نافع على سالم في بعض الأحاديث عن ابن عمر، وسالم مقدم على نافع في الثبت، وقدم شريك على الثوري في حديثين، وسفيان مقدم عليه في جملة أحاديثه ".
قال ابن حجر "ثم أسند عن أبي هريرة قال: لا بأس بالشرب قائماً". قال الأثرم: فدل على أن الرواية عنه في النهي ليست ثابتة، وإلا لما قال لا بأس به قال:"ويدل على وهاء أحاديث النهي أيضاً اتفاق العلماء على أنه ليس على أحد شرب قائماً أن يستقيء". اهـ.
(3)
وهذا مسلك النسخ أي أن أحاديث الجواز ناسخة لأحاديث النهى وقد نقل هذا عن الأثرم ابن حجر في الفتح 10/84 وكذلك ابن شاهين.
قال ابن حجر (المسلك الثاني دعوى النسخ: وإليها جنح الأثرم وابن شاهين فقررا على أن أحاديث النهي- على تقدير ثبوتها- منسوخة بأحاديث الجواز بقرينة عمل الخلفاء الراشدين، ومعظم الصحابة والتابعين بالجواز) . اهـ.
ونقل ابن حجر عن الأثرم مسلكاً آخر وهو الجمع بين الأحاديث بحيث تحمل أحاديث النهي على التنزيه وأحاديث الجواز على البيان فقال: (وقد أشار الأثرم إلى ذلك أخيراً فقال: إن ثبت الكراهة حملت على الإرشاد والتأديب لا على التحريم) .
(1)
رواه البخاري في الأشربة باب اختناث الأسقية 10/ 89 ومسلم في الأشربة باب آداب الشراب والطعام وأحكامها 3/1600.
(2)
هو السختياني أبو بكر البصري المتوفى 131 هـ روى عن عكرمة وعنه خلق كثير متفق على توثيقه. ترجمته في تهذيب الكمال 3/ 457 وتهذيب التهذيب 1/ 397 والتقريب.
(3)
هو مولى ابن عباس ويكنى بأبي عبد الله المتوفي107 هـ بربري الأصل روى عن أبي هريرة وابن عباس وعنه أيوب السختياني وغيره ثقة حافظ. ترجمته في تهذيب الكمال20/264 وتهذيب التهذيب 7/ 263 ب والتقريب، وهدى الساري ص 425.
(4)
رواه البخاري في الأشربة باب الشرب من فم السقاء10/90.
(5)
رواه البخاري في الأشربة من فم السقا 10/90 من طريق خالد عن عكرمة به. وكذلك هو عند ابن ماجة في الأشربة باب الشرب من في السقاء 2/1132 وأبو داود الأشربة باب الشراب من في السقاء 4/109 والترمذي في الأطعمة باب ما جاء في أكل لحوم الجلالة وألبانها 6/117 والنسائي في الضحايا باب النهي عن لبن الجلالة 7/240 كلهم مر طريق قتادة به.
(6)
الأزدي الدمشقي المتوفى 134 هـ روى عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري من الفقهاء الثقات. ترجمته في تهذيب الكمال 32/273 وتهذيب التهذيب 11 /370 والتقريب.
(7)
الأنصاري النجّاوي روى عن جدته كبشة بنت ثابت وعنه يزيد بن جابر ثقة قيل إنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ونفى ابن أبي حاتم أن يكون له صحبة. ترجمته في تهذيب الكمال 17/318 وتهذيب التهذيب 6/242 والتقريب.
هي كبشة بنت ثابت بن المنذر بن حرام أخت حسان بن ثابت وهي تعرف بالبرصاء قال ابن عبد البر: (وهي جدة عبد الرحمن بن أبي عمرة وهو الراوي عنها) . ترجمتها في الاستيعاب 4/1907 والإصابة 4/394.
رواه الترمذي في الأشربة باب ما جاء في الرخصة في ذلك وابن ماجة في الأشربة باب الشرب قائماً 2/1132 كلاهما عن طريق يزيد به ولفظه كما عند الترمذي قالت:"دخل عليّ رسول صلى الله عليه وسلم فشرب من فّي قربة معلقةٍ قائماً فقمت إلى فيها فقطعته". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب وأخرجه في الشمائل ص108 وذكره ابن حجر في الإصابة في ترجمة كبشة وعزاه أيضاً إلى أبي يعلى وابن منده. كما ذكره في الفتح 10/92 واقتصر في عزوه إلى الترمذي فقط.
سبق تخريجه ص 7 من الباب الذي قبله.
(1)
هو أبو عبد الله شريك بن عبد الله الكوفي القاضي المتوفى 177 هـ من العباد الفضلاء والصادقين العدلاء من الشديدين على أهل البدع تغير في آخر حياته فمن سمع منه قبل دلك فصحيح وإلا فلا، قال ابن حجر: صدوق يخطئ كثيراً وقد وقفت على ترجمته في تهذيب الكمال فلم أجد أنه أخذ عن حميد. كما وقفت على تراجم من اسمه حميد فلم أجد أن شريكاً أخذ عن أحد اسمه حميد، والذي جعلني أجزم أنه شريك بن عبد الله كون الحديث ورد عن طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي عن شريك، والنهدي أخذ عنه. ترجمته في تهذيب الكمال 12/ 462 وتهذيب التهذيب 4/333 والتقريب.
(2)
روى عن أنس رضي الله عنه اثنان مسميان بهذا الاسم وهما حميد بن أبي حميد الطويل، وحميد بن هلال بن هبيرة العدوي، والذي يظهر لي أنه الطويل لكون وفاته سنة 142هـ وقيل غير ذلك وشريك مولود سنة 90 هـ وحميد هذا أخرج حديثه الجماعة وقال عنه ابن حجر: (ثقة مدلس
…
مات
…
وهو قائم يصلي) . ترجمته في تهذب الكمال 7/355 وتهذيب التهذيب 3/38 والتقريب.
(3)
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 274 وفي مشكل الآثار 3/21 عن أبي أمية عن أبي غسان (مالك بن إسماعيل النهدي) عن شريك به أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب من قربة معلقة وهو قائم.
(1)
قال ابن حجر في الفتح 10/92: (وأطلق أبو بكر الأثرم صاحب أحمد أن أحاديث النهي ناسخة للإباحة لأنهم كانوا أولاً يفعلون ذلك حتى وقع دخول الحية في بطن الذي شرب من فم السقا فنسخ الجواز) .
(2)
النهي عن اختناث الأسقية ثابت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وغيره. أما هذا الحديث أعنى حديث أبي سعيد فقد رواه ابن أبي شيبة في المصنف في الأشربة باب في الشرب من فّي السقا 8/19 وذكره ابن حجر في الفتح 10/90 وعزاه إلى ابن أبي شيبة والإسماعيلي. وذكره الحسيني في البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث 3/263 وعزاه إلى البيهقي في شعب الإيمان.
(3)
هو ابن ذكوان التميمي أبو عبيدة البصري المتوفى 108 هـ روى عن أبي عصام البصري وعنه خلق من الفقهاء الثقات وحديثه أخرجه الجماعة ورمي بالقدر لكن قال ابنه عبد الصمد إنه لمكذوب على أبي. ترجمته في تهذيب الكمال / 478 وتهذيب التهذيب 6/ 441 والتقريب.
(4)
معروف بكنيته واسمه خالد بن عبيد روى عن أنس وعنه عبد الوارث بن سعيد أخرج حديثه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي- ذكره ابن حبان في الثقات لكن قال ابن حجر في التقريب: متروك الحديث مع جلالته. ترجمته في تهذيب الكمال 34/87 وتهذيب التهذيب 12/168 والتقريب والثقات 5/ 569.
(5)
رواه مسلم في الأشربة باب كراهة التنفس في نفس الإناء 3/1602 رقم 123 من حديث عبد الوارث بن سعيد وهشام ولكنه من طريق عبد الوارث: كان يتنفس في الشراب ثلاثاً. ومن طريق هشام: كان يتنفس في الإناء. وعندهما: (إنه أروى وأبرأ وأمرأ) .
وانظر سنن أبي داود 4/ 114 والترمذي 6/150 وأحمد في المسند 3/118، 185، 211، 251 والطيالسي 1/332 والمستدرك للحاكم 4/138.
ومعنى: أهنأ: أي ليس فيه تعب. ومعنى أمرأ: أي غير ثقيل. ومعنى أبرأ: أي يبرئه من ألم العطش وقيل: أنه لا يكون منه مرض انظر النهاية في غريب الحديث 1/112 و3/313 و4/277 وانظر فتح الباري أيضاً 10/93.
(1)
الأنصاري البصري روى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس وعنه خلق ثقة. ترجمته في تهذيب الكمال 20/ 49 وتهذيب التهذيب 7/ 192 والتقرب.
(2)
هو ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري قاضي البصرة روى عن جده أنس بن مالك وعنه عزرة بن ثابت الأنصاري ثقة توفي بعد سنة 110 هـ ترجمته في تهذيب الكمال 4/ 405 وتهذيب التهذيب 2/28 والتقريب وقال عنه صدوق.
(3)
رواه مسلم في الأشربة باب كراهة التنفس في نفس الإناء 3/ 1602 رقم 122 والبخاري في الأشربة باب الشرب بنفسين أو ثلاثة 10/92 وانظر سنن الترمذي 6/150 والشمائل رقم 214 سنن الدارمي 2/44 وأحمد في المسند 3/114، 119، 128، 185.
(4)
رواه البخاري في الأشربة باب في النهي عن الشرب في الإناء10/ 92 ومسلم في الأشربة باب كراهة التنفس في نفس الإناء 3/1602رقم 121 وانظر سنن الترمذي 6/153.
(5)
هو أبو كريب القرشي الهاشمي المدني روى عن أبيه كريب وأخرج حديثه الترمذي وابن ماجة متفق عليه ضعفه. ترجمته في تهذيب الكمال 8/ 196 وتهذيب التهذيب 3/ 379 والتقريب.
(6)
هو كريب بن أبي مسلم القرشي الهاشمي أبو رشدين مولى عبد الله بن عباس روى عن ابن عباس وعنه ابنه رشدين ثقة توفي سنة 98 هـ روى له الجماعة. ترجمته في تهذيب الكمال 24/172 وتهذيب التهذيب 8/ 433 والتقريب.
(7)
رواه الترمذي في الأشربة باب ما ذكر من الشرب بنفسين 6/152 وابن ماجة في الاشربة باب الشرب بثلاثة أنفاس 2/1131 كلاهما من طريق رشدين وقال عنه الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن كريب. وذكره ابن حجر في الفتح 10/93 وعزاه إلى الترمذي فقط وحكم على إسناده بالضعف.
(8)
هو أبو عبد الله مالك بن أنس الأصبحي المتوفى 179هـ إمام دار الهجرة لا يسأل عن مثله روى عن أيوب بن حبيب القرشي وعنه خلق كثير. ترجمته في تهذيب الكمال 27/91 والتقريب.
(1)
هو مولى سعد بن أبي وقاص روى عن أبي المثنى الجهني وعنه مالك ثقة. ترجمته في تهذيب الكمال 3/467 وتهذيب التهذيب 1/400 والتقريب.
(2)
معروف بكنيته وثقه ابن معين وابن حبان، وقال ابن المديني مجهول لا أعرفه وقال ابن حجر مقبول. ترجمته في تهذيب الكمال 34/250 والثقات لابن حبان 5/565، 582 والتقريب.
(3)
رواه الترمذي في الأشربة باب ما جاء في كراهية النفخ في الشراب 6/152 من طريق مالك به عن أبي المثنى يذكر عن أبي سعيد وفيه زيادة وقال عنه: حسن صحيح. ورواه الحاكم في المستدرك 4/139 من حديث مالك به عن أبي المثنى الجهني قال:"كنت جالساً عند مروان بن الحكم فدخل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه فقال له مروان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن النفخ في الشراب؟ قال: نعم. فقال له رجل إني لا أروي بنفس واحد، قال أمط الإناء عن فيك ثم تنفس قال فإن رأيت قذى؟ قال أهرقه". وعنه هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبي: صحيح وذكره المزي في ترجمة الجهني. ذكره ابن حجر في الفتح 10/93 وعزاه إلى الترمذي والحاكم.
ومعنى: ابن الإناء: مأخوذ من البين الذي هو البعد والفراق ومعناه افصله عند التنفس لئلا يسقط فيه شيء من الريق. النهاية في غريب الحديث 1/175.
(4)
نقل ابن حجر في الفتح 10/93 عن الأثرم قوله: (قال الأثرم: اختلاف الرواية في هذا دال على الجواز وعلى اختيار الثلاث، والمراد بالنهي عن التنفس في الإناء أن لا يجعل نفسه داخل الإناء، وليس المراد أن يتنفس خارجه طلباً للراحة) . اهـ.
قلت: ويشهد لهذا المسلك ما رواه ابن ماجة في الأشربة باب التنفس في الإناء 2/1133والحاكم في المستدرك 4/139 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء، فإذا أراد أن يعود فلينح الإناء ثم ليعد إن كان يريد". ولفظ الحاكم: لا يتنفس أحدكم في الإناء إذا كان يشرب منه، ولكن إذا أراد أن يتنفس فليؤخره عنه ثم يتنفس.. وصحح إسناده ووافقه الذهبي ونقل ابن حجر في الفتح 10/93 عن عمر بن عبد العزيز قوله "إنما نهى عن التنفس داخل الإناء فأما من لم يتنفس فإن شاء فليشرب بنفس واحد".
قلت: (ابن حجر) وهو تفصيل حسن وقد ورد الأمر بالشرب بنفس واحد من حديث أبي قتادة مرفوعاً أخرجه الحاكم وهو محمول على التفصيل المذكور. اهـ.
(1)
ابن أبى المغيرة وكنيته أبو يحيى المدني. ويقال إن فليحاً لقب له توفي 168هـ روى عن سعيد بن الحارث الأنصاري وعنه خلق كثير ضعيف وقال ابن حجر صدوق كثير الخطأ. ترجمته في تهذيب الكمال 23/317 وتهذيب التهذيب 8/303 والتقريب.
(2)
هو ابن أبى المعلى الأنصاري روى عن جابر بن عبد الله وعنه فليح بن سليمان أخرج حديثه الجماعة وهو ثقة. ترجمته في تهذيب الكمال 10/379 وتهذيب التهذيب 4/15 والتقريب.
(3)
هو أبو عبد الله جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري صحابي جليل ومن المكثرين في الرواية كف بصره في آخر عمره توفي سنة 74هـ وقيل غير ذلك روى عنه سعيد بن الحارث. ترجمته في الاستيعاب 1/219 والإصابة 1/213.
(4)
رواه البخاري في الأشربة باب شرب اللبن بالماء 10/75 وباب الكراع في الحوض 10/88 مع الفتح. وفيه قصة. وانظر سنن أبي داود كتاب الأشربة باب في الكراع 4/112، 113 وسنن ابن ماجة كتاب الأشربة باب الشرب بالأكف والكراع 2/1135. والكراع هو تناول الماء بالفم من دون الكفين أو الإناء انظر النهاية 4/164 وأما الشن فالمراد به القربة.
(1)
هو أبو بكر الليث بن أبى سليم القرشي المتوفى 148هـ روى عن سعيد بن أبى عامر وعنه خلق من أشهرهم سفيان الثوري وشعبة صاحب سنة إلا أنه متكلم فيه وقد اختلط في آخر عمره (ولم يتميز حديثه فترك) كذا قال ابن حجر في التقريب: ترجمته في تهذيب الكمال 24/279 وتهذيب التهذيب 8/465 والتقريب.
(2)
ذكره ابن حبان في الثقات وقد روى عن ابن عمر، وعنه ليث بن أبى سليم. قال أبو حاتم: لا يعرف، وقال يحيى بن معين: ليس به بأس. وقال ابن حجر: مجهول ترجمته في تهذيب الكمال 10/514 وتهذيب التهذيب 4/514 والتقريب.
(3)
رواه ابن ماجة في كتاب الأشربة باب الشرب بالأكف والكراع 2/1135 من طريق ليث به عن ابن عمر قال: مررنا على بركة فجعلنا نكرع فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تكرعوا، ولكن أغسلوا أيديكم ثم اشربوا فيها فإنه ليس إناء أطيب من اليد".
(4)
هو عبد الله به أبي نجيح (يسار) الثقفي أبو يسار المكي المتوفى 131هـ روى عن أبيه أبي نجيح وعنه سفيان الثوري. أخرج حديثه الجماعة لكنه ربما دلس، وهو مع ثقته جالس آخر عمره عمرو بن عبيد فرمى بالاعتزال والقدر. ترجمته في تهذيب الكمال 16/215 وتهذيب التهذيب 6/54 والتقريب.
(5)
هو أبو نجيح يسار الثقفي المكي المتوفى 109هـ روى عن عبد الله بن عباس. وعنه ابنه عبد الله ثقة من الأخيار. ترجمته في تهذيب الكمال 32/298 والتقريب.
(6)
رواه أحمد في المسند 1/236 والدارمي في سننه كتاب السير باب الدعوة إلى الإسلام فبل القتال 2/136 والطحاوي في شرح معاني الآثار 3/207 والحاكم في المستدرك 1/15 وهو في مجمع الزوائد 5/304 معزواً إلى أحمد وأبي يعلى والطبراني (بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح) .
(7)
هو الحضرمي أبو الحارث الكوفي روى عن سليمان بن بريدة وعنه سفيان الثوري ثقة وحديثه أخرجه الجماعة: انظر تهذيب الكمال 20/308 والتقريب.
اختصر المؤلف رحمه الله هذا الحديث وإلا فهو مذكور مطولاً وقد رواه مسلم في الجهاد باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث 3/1357 وأبو داود في الجهاد باب في دعاء المشركين 3/83 والترمذي في السير باب ما جاء في وصية الإمام 2/953 والطحاوي في شرح معاني الآثار 3/206 ورواه في الديات باب ما جاء في النهي عن المثلة 5/92 والدارمي في السير باب الدعوة إلى الإسلام قبل القتال 2/136.
(1)
هو سعيد بن فيروز الطائي مولاهم الكوفي المتوفى 83هـ ثقة فقيه أخرج حديثه الجماعة قال ابن حجر: (فيه تشيع قليل كثير الإرسال) . وذكر المزي أنه روى عن سلمان الفارسي مرسلاً، وروى عنه عطاء بن السائب. ترجمته في تهذيب الكمال 11/32 وتهذيب التهذيب 4/72 والتقريب.
(2)
هو أبو عبد الله سلمان الفارسي المعروف بسلمان الخير والباحث عن الحقيقة صحابي جليل كان إذا قيل له ابن من أنت؟ قال أنا سلمان بن الإسلام من بني آدم توفي رضي الله عنه سنة 35 وقيل غبر ذلك. وذكر المزي في ترجمته أن أبا البختري الطائي روى عنه ولم يدركه. ترجمته في الاستيعاب 2/634 والإصابة 2/62.
(3)
اختصر المؤلف رحمه الله الحديث وهو في مسند أحمد 4/ 440، 441، 444 وعند الترمذي في كتاب السير باب ما جاء في الدعوة قبل القتال 5/567 مطولاً وقال عنه: وحديت سلمان حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث عطاء بن السائب، وسمعت محمداً يقول أبو البختري لم يدرك سلمان.
(4)
هو الليثي حليف قريش وأمه أخت أبي سفيان كان منزلة بوادي ودان بالحجاز وكان ممن شهد فتح بلاد اصطخر. ترجمته في الاستيعاب2/ 739 والإصابة 2/ 184.
(5)
رواه أحمد في المسند 4/37، 38 71، 72، 73 والبخاري في الجهاد باب أهل الديار يبيتون فيصاب الولدان والذراري 6/ 146 ومسلم باب الجهاد جواز قَتل النساء والصبيان 3/ 1364.
هو عروة بن الزبير بن العوام الأسدي أبو عبد الله المدني المتوفى 94 هـ، روى عن أسامة بن زيد وعنه محمد بن مسلم الزهري. ترجمته في تهذيب الكمال 20/11 وتهذيب التهذيب 7/ 180 والتقريب.
(1)
هو الحب بن الحب أسامة بن زيد بن الحارثة توفي سنة 54هـ صحابي جليل روى عنه عروة بن الزبير وغيره. ترجمته في الاستيعاب 1/75 والإصابة 1/31.
(2)
رواه أبو داود في الجهاد باب في الحرق في بلاد العدو 3/88 وابن ماجة في الجهاد باب التحريق بأرض العدو 2/948 والشافعي في الأم 4/174 والطحاوي في شرح معاني الآثار 3/208. ويبْنى: جاء في معجم البلدان 1/79 "أُبْنَى بالضم ثم السكون وفتح النون والقصر بوزن حبلى موضع بالشام من جهة البلقاء جاء ذكره في قول النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد حيث أمره بالسير إلى الشام وشن الغارة على أبن ". وفي سنن أبى داود عن عبد العزيز بن عمرو الغزي سمعت أبا مسهر قيل له أُبنى قال: نحن أعلم. هي يُبْنى فلسطين".
(3)
هو عبد الله بن عون بن أرطبان المزني المتوفى سنة 150هـ روى عنه نافع وعنه خلق كثير من الثقات الأثبات والفضلاء الأخيار. ترجمته في تهذيب الكمال 15/ 394 وتهذيب التهذيب 5/346 والتقريب.
(4)
رواه البخاري في العتق باب من ملك من العرب رقيقاً فوهبه 5/170 ومسلم في الجهاد باب جواز الإغارة على الكفار 3/1356 وأحمد في المسند 2/31، 32، 51 وأبو داود في الجهاد باب دعاء المشركين 3/97 وقال: هذا حديث نبيل رواه ابن عون عن نافع ولم يشركه فيه أحد.
(5)
رواه البخاري في الآذان باب ما يُحقن بالأذان من الدماء 2/89 مع الفتح. ورواه في الجهاد باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام 6/111، ورواه مسلم في الصلاة باب الإمساك عن الغارة 1/288 من حديث ثابت عن أنس نحوه.
(1)
كنيته أبو نوفل روى عن ابن عاصم المزني، ذكره ابن حبان في الثقات وقال عنه ابن حجر: مقبول من الثالثة. ترجمته في تهذيب الكمال 18/429 والثقات لابن حبان 7/107 والتقريب.
(2)
روى عن أبيه، وعنه عبد الملك بن نوفل بن مساحق. قال المزي: روى له أبو داود والترمذي والنسائي وقد كتبنا حديثه في ترجمة عبد الملك. وقال عنه ابن حجر: لا يعرف حاله. ترجمته في تهذيب الكمال 34/462 والتقريب.
(3)
هو عصام المزني صحابي قال ابن عبد البر روى عنه ابنه عبد الرحمن بن عصام. ترجمته في الاستيعاب 3/1240 والإصابة 2/480.
(4)
رواه أبو داود في الجهاد باب في دعاء المشركين 3/99 والترمذي في السير 5/269 وقال عنه حديث حسن غريب. وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب وابن حجر في الإصابة في ترجمة عصام المزني وعزاه ابن حجر إلى سعيد بن منصور والنسائي والطبراني وفيه قصة.
(5)
انظر فتح مكة في صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة الفتح في رمضان 8/3 وصحيح مسلم كتاب الجهاد باب فتح مكة 3/1405.
(6)
قال الترمذي في كتاب السير من سننه 5/268 " وقد ذهب بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم إلى هذا ورأوا أن يُدعوا قبل القتال، وهو قول إسحاق بن إبراهيم قال: إن تقدم إليهم في الدعوة فحسن يكون ذلك أهيب، وقال بعض أهل العلم: لا دعوة اليوم. وقال أحمد: لا أعرف اليوم أحداً يُدعى. وقال الشافعي: لا يُقاتل العدو حتى يُدعوا إلا أن يعجلوا عن ذلك، فإن لم يفعل فقد بلغتهم الدعوة ". اهـ.
والذي قرره الأثرم أعلاه هو الذي قرره الطحاوي في شرح معاني الآثار 3/210 ونسبه إلى أبي حنيفة وصاحبيه.
(7)
هو أبو سعيد الحسن بن أبي حسن (يسار) البصري المتوفى 110هـ الثقة الفقيه والعابد الحكيم مشهور بالإرسال والتدليس روى عن عدد ولم يلقهم وعنه قتادة بن دعامة وغيره. ترجمته في تهذيب الكمال 6/ 5 9 وتهذيب التهذيب 2/263 والتقريب.
(1)
ذكر الطحاوي في شرح معاني الآثار 3/ 209 من طريق أخرى عن الحسن أنه قال: ليس على الروم دعوة، لأنهم قد دعوا.
(2)
هو أبو عمران إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي المتوفي96 هـ الفقيه الثقة إلا أنه يرسل كثيراً روى عنه منصور بن المعتمر وغيره. ترجمته في تهذيب الكمال 2/233 وتهذيب التهذيب 1/177 والتقريب.
(3)
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 3/209 بلفظ: سألت إبراهيم عن دعاء الديلم؟ فقال: قد علموا ما الدعاء.. وعنه من طريق أخرى قال قلت لإبراهيم أن ناساً يقولون: إن المشركين ينبغي أن يدعوا. فقال: قد علمت الروم على ما يقاتلون ، وقد علمت الديلم على ما يقاتلون.
(4)
هو أبو سلمة البصري المتوفى 167 هـ روى عن عبد الملك بن حبيب أبى عمران الجوني وعنه خلق ثقة فقيه تغير حفظه في آخر عمره. ترجمته في تهذيب الكمال 7/253 والتقريب والكواكب النيرات ص460.
هو عبد الملك بن حبيب الأزدي وقيل الكندي المتوفى 128هـ وقيل غير ذلك قال ابن حجر مشهور بكنيته. روى عن علقمة بن عبد الله المزني وعنه حماد بن سلمة ثقة. ترجمته في تهذيب الكمال 18/297 وتهذيب التهذيب 6/389 والتقريب.
البصري روى عن معقل بن يسار وعنه أبو عمران الجوني ثقة مات سنة 100هـ.ترجمته في تهذيب الكمال 20/297 وتهذيب التهذيب 7/275 والتقريب.
هو المزني يكنى أبا يسار وقيل أبا عبد الله صحابي جليل ممن بايع تحت الشجرة رضي الله عنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن النعمان بن مقرن وعنه علقمة بن عبد الله المزني. ترجمته في الاستيعاب 3/1432 والإصابة 3/447 وتهذيب الكمال 28/279.
هو ابن عائد المزني صحابي جليل استشهد في معركة نهاوند سنة 21هـ. ترجمته في الاستيعاب 4/1505 والإصابة 3/565.
رواه أبو داود في الجهاد باب في أي وقت يستحب اللقاء 3/113 والترمذي في السير باب ما جاء في الساعة التي يستحب فيها القتال 5/335 وأحمد في المسند 5/444 وابن حبان في صحيحه (الإحسان 7/126) كلهم من طريق حماد بن سلمة به. وأخرجه البخاري في الجزية والموادعة 6/258 مع الفتح عن النعمان رضي الله عنه قوله "ولكني شهدت القتال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا لم يقاتل في أول النهار انتظر حتى تهب الأرواح وتحضر الصلوات".
هو عبد الله بن أبي أوفى صحابي جليل شهد الحديبية توفي سنة 80 هـ. ترجمته في الاستيعاب 3/870 والاصابة2/279.
(1)
هكذا في الأصل وفي الأحاديث نهض. أو ينهض.
(2)
رواه أحمد في المسند 4/356 بلفظ "كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن ينهض إلى عدوه عند زوال الشمس". قال ابن حجر في الفتح 6/120 "ولسعيد بن منصور من وجه آخر عن ابن أبي أوفى: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمهل إذا زالت الشمس ثم ينهض إلى عدوه ". اهـ.
وأخرج البخاري في الجهاد باب كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس 6/120 مع الفتح بسنده عن ابن أبي أوفى قال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها انتظر حتى مالت الشمس". وهو في صحيح مسلم 3/1362 كتاب الجهاد باب كراهة تمني العدو.
سبق تخريجه في باب دعاء المشركين قبل القتال ص173 والمؤلف رواه بالمعنى.
سبق تخريجهما في باب دعاء المشركين قبل القتال ص172.
(3)
ابن يسار المطلبي ولاءً أبو بكر إمام في المغازي والسير رمي بالتشيع والقدر وهو مع حفظه وسعة إطلاعه يدلس ولذا يقبل من حديثه ما صرح بالتحديث ت 150 هـ روى عن يزيد بن أبي حبيب الأزدي وعنه خلق كثير ترجمته في تهذيب الكمال 24/ 405 وتهذيب التهذيب 9/38 والتقريب.
الأزدي أبو رجاء المصري المتَوفى 128 هـ روى عن بكير بن عبد الله بن الأشج وعنه محمد بن إسحاق بن يسار ثقة إلا أنه يرسل وقد تصدر للفتيا بمصر وأظهر العلم فيها. ترجمته في تهذيب الكمال 32/102تهذيب التهذيب 11/318 والتقريب.
القرشي روى عن سليمان بن يسار وعنه يزيد بن أبي حبيب توفي120 هـ وقيل بعدها من العلماء الثقات. ترجمته في تهذيب الكمال 4/ 242 وتهذيب التهذيب 1/ 491 والتقريب.
(1)
الهلالي مولى ميمونة رضي الله عنها روى عن أبي هريرة، وعنه بكير بن عبد الله الأشج من الثقات المأمونين والفضلاء العابدين توفي بعد المائة وحديثه عند الجماعة. ترجمته في تهذيب الكمال 12/ 100 وتهذيب التهذيب4/ 228 والتقريب.
هو المدني مولى بني هاشم روى عن أبى هريرة. وعنه بكير بن عبد الله بن الأشج ذكره المزي تمييزاً وقال عنه ابن حجر: مقبول ترجمته في تهذيب الكمال 33/ 32 والتقريب.
(2)
الحديث بهذا السند عند ابن إسحاق في السيرة كما أفاد بذلك الحافظ في الفتح 6/149 حيث أدخل بين سليمان بن يسار وبين أبي هريرة، أبا إسحاق الدوسي. ثم قال الحافظ "وأخرجه الدارمي وابن السكن وابن حبان في صحيحه من طريق ابن إسحاق وأشار الترمذي إلى هذه الرواية، ونقل عن البخاري أن رواية الليث أصح، وسليمان قد صح سماعه من أبي هريرة، يعني وهو غير مدلس، فتكون رواية ابن إسحاق من المزيد في متصل الأسانيد". اهـ.
أما رواية الدارمي فأخرجها في كتاب السير باب في النهي عن التعذيب بعذاب الله 2/141 من طريق ابن إسحاق به عن أبي هريرة إلا أنه لم يذكر سليمان بن يسار في الإسناد. وأما ابن حبان فأخرجه من طريق يزيد بن أبي حبيب عن أبي إسحاق الدوسي عن أبي هريرة وفيها تعيين الرجلين وهما هبار بن الأسود، ونافع بن عبد القيس انظر (الإحسان 7/450) وهذا الحديث أخرجه البخاري في الجهاد باب التوديع 6/115 وفي باب لا يعذب بعذاب الله 6/149 مع الفتح من طريق بكير عن سليمان عن أبي هريرة رضي الله عنه وأخرجه الترمذي في السير باب الحرق بالنار 5/298 وانظر سنن أبي داود كتاب الجهاد باب في كراهية حرق العدو بالنار 3/124، 125.
(1)
هو سليمان بن أبي سليمان الكوفي مات في حدود سنة 140 ثقة روى عن الحسن بن سعد بن معبد ترجمته في تهذيب الكمال 11/ 444 وتهذيب التهذيب 4/197 والتقريب.
ابن معبد القرشي الهاشمي الكوفي روى عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وعنه أبو إسحاق الشيباني ثقة. ترجمته في تهذيب الكمال 6/163 وتهذيب التهذيب 2/ 279 والتقريب.
هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود الهذلي صحابي جليل أسلم قديماً وهاجر الهجرتين مناقبه عديدة وروايته كثيرة توفي سنة 33 هـ روى عنه ابنه عبد الرحمن. ترجمته في الاستيعاب3/987 والإصابة 2/368 وتهذيب الكمال 16/121.
(2)
رواه أبو داود في الجهاد باب في كراهية حرق العدو بالنار 3/ 125 من حديث أبي إسحاق الشيباني به. وذكر فيه قصة ولفظه عنده " إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار" وذكره ابن حجر في الفتح 6/150 وعزاه إلى أبي داود.
(1)
أخرج البخاري في الجهاد باب لا يعذب بعذاب الله 6/149 مع الفتح من حديث أيوب عن عكرمة أن علياً رضي الله عنه حرقَ قوماً فبلغ ابن عباس فقال. لو كنت أنا لم أحرقهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تعذبوا بعذاب الله ولقتلتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه". وكذلك أخرجه في كتاب استتابة المرتدين باب حكم المرتد 12/267 من نفس الطريق المذكور.
رواه البخاري في كتاب الحرث والمزارعة باب قطع الشجر والنخل 5/9 مع الفتح وفي الجهاد باب الحرق الدور والنخيل 6/154 وفي المغازي باب حديث بني النضير 7/329 مع الفتح وفي التفسير باب ما قطعتم من لينة 8/629. ومسلم في الجهاد باب جواز قطع الأشجار الكفار وتحريقها 3/1365.
(2)
سبق تخريجه.
(3)
هو أبو عبد الله الكوفي إسماعيل بن خالد البجلي المتوفى 146هـ روى عن قيس بن أبى حازم ثقة ثبت. ترجمته في تهذيب الكمال3/69 وتهذيب التهذيب والتقريب.
(4)
هو قيس بن أبى حازم البجلي أبو عبد الله الكوفي مخضرم هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدركه روى عن جرير بن عبد الله وعنه إسماعيل بن أبى خالد مات حوالي 90هـ. ترجمته في الاستيعاب 3/1285 وتهذيب الكمال 24/10 والتقريب.
هو الصحابي جليل جرير بن عبد الله البجلي المتوفى سنة 54هـ وقيل غير ذلك روى عنه قيس بن أبي حازم. ترجمته في الاستيعاب 1/236 والإصابة 1/232 وتهذيب الكمال 4/533.
رواه البخاري في الجهاد باب حرق الدور والنخيل 6/154 مع الفتح. وفي باب البشارة في الفتوح 6/189 وفي كتاب المناقب الأنصار باب ذكر جرير 7/131 وفي كتاب المغازي باب غزوة ذي الخلصة 8/70 وفي كتاب الدعوات باب قوله تعالى {وَصَلِّ عَلَيْهِم} 11/136 ومسلم في الفضائل الصحابة باب من فضائل جرير 4/1925 رقم 136، 137. . هـ.
رواه البخاري في الجهاد باب سهام الفرس 6/67 مع الفتح وفي المغازي باب غزوة خيبر 7/484. ومسلم في الجهاد باب كيفية قسمة الغنيمة بين الحاضرين 3/1383 رقم 57.
هو أبو عبد الرحمن محمد بن فضيل بن غزوان الضبي ولاءً المتوفى 195هـ روى عن الحجاج بن أرطاة والحجاج بن دينار وعنه خلق كثير وثقه ابن معين وابن حبان، ووصفه أبو زرعة بالصدق وقال أبو حاتم شيخ، أما النسائي فقال: ليس به بأس وقال ابن حجر: صدوق. وهو مع هذا مرمي بالتشيع والغلو فيه وحديثه أخرجه الجماعة. ترجمته في تهذيب الكمال 26/293 وتهذيب التهذيب 9/405 والتقريب.
يحتمل أنه حجاج بن أرطاة ويحتمل أنه الحجاج بن دينار لأن ابن فضيل روى عنهما لكن لم أجد لهما رواية عن أبي صالح. فإن كان المراد الأول فهو مدلس فقيه وقال عنه ابن حجر: صدوق كثير الخطأت 145هـ وإن كان الثاني فقال عنه لا بأس به.ترجمتهما في تهذيب الكمال 5/420، 435 وتهذيب التهذيب 2/200،196 والتقريب.
لعله الميزان البصري روى عن ابن عباس ولم أقف لأحد الحجاجين رواية عنه. وهو مشهور بكنيته وثقه ابن معين وابن حبان وزاد ابن معين مأموم والغريب أن ابن حجر قال عنه: مقبول. وليس لهذا ترجمة في تهذيب الكمال. ترجمته في تهذيب الكمال 10/385 والتقريب والثقات 5/458.
ذكره الزيلعي في نصب الراية 4/414 وعزاه إلى إسحاق بن راهويه.
الأنصاري المدني المتوفى سنة 160هـ روى عن أبيه يعقوب وغيره، ووثقه ابن سعد وابن حبان وقال أبو حاتم: لا بأس به وقال ابن معين والنسائي: ليس به بأس وقال ابن حجر: صدوق. ترجمته في تهذيب الكمال 27/251 وتهذيب التهذيب 10/48 والتقريب.
هو يعقوب بن مجمع بن يزيد بن جارية الأنصاري المدني روى عن عمه عبد الرحمن بن يزيد وعنه ابنه مجمع بن يعقوب. وثقه ابن حبان. وقال عنه الحافظ مقبول. ترجمته في تهذيب الكمال 32/363 وتهذيب التهذيب 11/395 والتقريب والثقات 7/642.
(1)
هو عبد الرحمن بن يزيد بن الجارية الأنصاري أبو محمد المتوفى 93هـ روى عن عمه مجمع بن جارية وعنه ابن أخيه يعقوب بن مجمع ولي القضاء في عهد عمر بن عبد العزيز وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث. أخرج حديثه الجماعة سوى مسلم. ترجمته في تهذيب الكمال 18/10 وتهذيب التهذيب 6/298 والتقريب.
الأنصاري الصحابي جليل روى عنه ابن أخيه عبد الرحمن بن يزيد بن جارية. ترجمته في الاستيعاب 3/1362 والإصابة 3/366.
رواه أبو داود الجهاد باب فيمن أسهم له سهماً 3/174 وفي كتاب الخراج والإمارة باب ما جاء في حكم أرض خيبر 3/413 وفيه قصة، ورواه الدارقطني في السير من سننه 4/105 وذكر ابن حجر في الفتح 6/68 وضعف إسناده وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى للفارس سهمين ، وللرجل سهماً.
(2)
هو حديت ابن عمر رضي الله عنهما.
روى ذلك عنهم الدارقطني في السير من سننه 4/103.
هو عبد الله بن عون سبقت ترجمته. روى عن الحسن البصري.
هو المجاشعي التميمي صحابِي جليل قال ابن حجر: (وأبوه باسم الحيوان المشهور وقد صحفه بعض المتنطعين من الفقهاء لظنه أن أحداً لا يسمى بذلك) وروى عنه الحسن البصري ويزيد بن عبد الله بن الشخير. ترجمته في الاستيعاب 3/ 1232، والإصابة 3/ 47 وأسد الغابة 4/ 322.
هو عمران بن داور العمي أبو العوام البصري روى عن قتادة متهم برأي الخوارج ضعفه النسائي وابن معين وأبو داود ووثقه ابن حبان. وقال المزي: استشهد به البخاري في الصحيح، وروى له في الأدب، وروى له الباقون سوى مسلم وقال ابن حجر صدوق يهم. ترجمته في تهذيب الكمال 22/328 وتهذيب التهذيب 8/ 130 والتقريب.
(3)
هو العامري أبو العلاء البصري المتوفى 111 هـ روى عن عياض بن حمار المجاشعي وعنه قتادة بن دعامة وغيره وثقه النسائي وابن حبان وأخرج حديثه الجماعة. ترجمته في تهذيب الكمال 32/175 وتهذيب التهذيب 11/341 والتقريب.
(1)
رواه أحمد في المسند 4/162 من طريق ابن عون به. ورواه أبو داود في الخراج والأمارة باب في الإمام يقبل هدايا المشركين 53/442 والترمذي في السير باب كراهية هدايا المشركين 5/303 وكلاهما من حديث عمران به وقال عنه الترمذي: حسن صحيح غريب. وصححه ابن خزيمة كما في الفتح 5/231. وهو في مجمع الزوائد 4/151 عن عمران بن حصين عن عياض بن حمار وعزاه إلى الطبراني في الصغير والأوسط وذكر فيه الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي ضعيف.
هو محمد بن عبيد الله الثقفي الكوفي الأعور أبو عون سبقت ترجمته روى عن أبي صالح الحنفي.
(2)
هو عبد الرحمن بن قيس أبو صالح الحنفي الكوفي ويقال هو ماهان الحنفي روى عن علي رضي الله عنه وعنه أبو عون الثقفي وثقه ابن معين وابن حبان. ترجمته وتهذيب الكمال 17/ 360 وتهذيب التهذيب 6/ 256 والتقريب.
(3)
اسمه أكيدر بن عبد الملك بن عبد الحق صاحب دومة الجندل كان ملكاً عليها وأسره خالد قيل إنه أسلم ثم ارتد وقتل مشركاً. ترجمتهم في أسد الغابة 1/ 135 والإصابة 1/ 125 وفتوح البلدان 1/73.
(4)
رواه مسلم في اللباس والزينة 4/ 1645 من حديث أبي عود الثقفي وعنده في آخره فقال: شققه حمراً بين الفواطم.
(5)
هو الواسطي روى عن علي بن زيد بن جدعان وهو ثقة إلا أن في حديثه عن الزهري ضعف. ترجمته في تهذيب الكمال 11/ 139 وتهذيب التهذيب 4/107 والتقريب.
هو ابن جدعان روى عن أنس وروى عنه سفيان بن حسين الواسطي ضعيف فيه تشييع توفي سنة 131 هـ وقيل غير ذلك. ترجمته في تهذيب الكمال 20/434 وتهذيب التهذيب 7/322 والتقريب.
(6)
هو صاحب الإسكندرية يقال اسمه جريح وهو الذي أهدى مارية القبطية للنبي صلى الله عليه وسلم مات على دين النصرانية. انظر ترجمته في الإصابة 3/53 وأسد الغابة 5/ 256.
ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4/152 وعزاه إلى البزار وقال: فيه علي بن زيد بن جدعان وفيه ضعف وقد وثق. وانظر الإِصابة 1/126وعزاها إلى أحمد.
(1)
انظر تخريج الحديث الذي قبله.
نقل هذه الوجوه الثلاثة عن الأثرم ابن الجوزي في كتابه (إعلام المعالم بعد رسوخه بحقائق ناسخ الحديث ومنسوخه ص 463) بتحقيقي.
هكذا في الأصل بالرفع وصوابه النصب خبر كان.
(2)
هو ابن المعتمر.
(3)
هو الكندي رضي عنه وأحد الوافدين من كنده على رسول الله صلى الله عليه وسلم ت 87 هـ ببلاد الشام وقيِل غير ذلك. قال المزي: روى له الجماعة سوى مسلم روَى عن النبي وعنه الشعبي. ترجمته في الاستيعاب 4/ 1482 والإصابة 3/ 455 وتهذيب الكمال 28/ 8 45.
(4)
رواه أحمد في المسند 4، 130، 132، 133 وأبو داود في الأطعمة باب ما جاء في الضيافة 4/ 129 وابن ماجة في الأدب باب حق الضيف 2/1212.
هو محمد بن عجلان.
هو سعيد بن أبي سعيد المقبري أبو سعد المدني ثقه إلا أنه تغير قبل موته ولم يسمع من عائشة وأم سلمة روى عن أبي شريح وعنه محمد بن عجلان. ترجمته في تهذيب الكمال 10/ 466 وتهذيب التهدب 4/48 والتقريب.
(5)
هو الخزاعي ثم الكعبي ويقال العدوي صحابي جليل مختلف في اسمه أسلم قبل الفتح ومات سنة 68 هـ وكان يحمل لواء خزاعة يوم الفتح. ترجمته في الاستيعاب 4/ 1688 والإصابة 4/ 101.
(6)
رواه مسلم في اللقطة باب الضيافة ونحوها 30/3 135 بسنده عن أبي شريح العدوي أنه قال: سمعت أذناي وأبصرت عيناي حين تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته "، قالوا: وما جائزته يا رسول الله؟ قال: "يوم وليلته". الخ. وفي رواية: "وجائزته يوم وليلة". ورواه البخاري في الأدب باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر 10/ 445 وفي باب إكرام الضيف وخدمته 10/531 وفي الرقاق باب حفظ اللسان 11/308 مع الفتح.
تنبيه: ومعنى جائزته يوم وليلة فسرها الإمام مالك فيما رواه عنه أبو داود في كتاب الأطعمة باب ما جاء في الضيافة 4/128 قال أبو داود: قرئ على الحارث بن مسكين وأنا شاهد.
أخبركم أشهب قال: وسئل الإمام مالك عن قول النبي صلى الله عليه وسلم "جائزته يوم وليلة" قال: يكرمه ويتحفه ويحفظه يوماً وليلة وثلاثة أيام ضيافة". اهـ.
رواه أحمد في المسند 2/ 431 كما ذكر المؤلف سنداً ومتناً وانظر ص 288 و354 ورواه أبو داود في الأطعمة باب ما جاء في الضيافة 4/128 من طريق أخرى عن أبي هريرة وفي الصحيحين من حديت أبي شريح العدوي أو الخزاعي أو الكعبي مرفوعاً "والضيافة ثلاثة أيام فما كان ورواء ذلك فهو صدقة عليه " واللفظ لمسلم وانظر تخريجه في حديث أبي شريح السابق.
رواه أحمد في المسند 3/8، 21، 37، 64، 76، 86 من طريق الجريري عن أبي نضرة به ومن طريق الجريري وقتادة عن أبي نضرة ومن طريق أبي الهيثم عن أبي نضرة به.
أي لا يجتنبها. وهي مأخوذة من توفي أو اتقى. وهما بمعنى واحد الذي هو الاجتناب ومن ذلك الحديث الصحيح: وتوق كرائم أموالهم، انظر النهاية في غريب الحديث 5/217.
(1)
رواه البخاري في الشهادات باب بلوغ الصبيان وشهاداتهم 5/ 276 مع الفتح وأما المغازي باب غزوة الخندق 7/792 ومسلم في الأمارة باب بيان سن البلوغ 3/1409 رقم 91. وانظر سنن أبي داود 4/ 561 والترمذي 6/ 32 وابن ماجة 2/850 والنسائي 6/ 155.
هو القرشي المعروف بالقبطي ت 136 هـ روى عن عطية القرظي وعنه خلق كثير أخرج حديثه الجماعة إلا أنه موصوف بالاضطراب في حديثه والتغير في حفظه من النقاد الكبار كأحمد وابن معين والعجيب أن ابن حجر قال عنه "ثقة فقيه تغير حفظه ربما دلس ". ترجمته في تهذيب الكمال 18 /370 وتهذيب التهذيب 6/411 والتقريب.
(1)
قال ابن عبد البر "لا أقف على اسم أبيه وأكثر ما يجيء هكذا عطية القرظي كان من سبي بني قريظة ووجد يومئذٍ ممن لم ينبت فخلي سبيله "اهـ. روى عنه عبد الملك بن عمير. ترجمته في الاستيعاب 3/1072 والإصابة 2/ 485 وتهذيب الكمال 20/ 157.
(2)
رواه أبو داود في الحدود باب في الغلام يصيب الحد 4/ 561 والترمذي في السير باب في النزول على الحكم 5/311 وقال عنه حسن وصحيح. وابن ماجة في الحدود باب من لا يجب عليه الحد 2/ 849 والنسائي في الطلاق باب متى يقع طلاق الصبي 6/155.
(3)
هو حماد بن أبي سليمان (مسلم) الأشعري أبو إسماعيل الكوفي ت120 وقيل 119 هـ روى عن إبراهيم بن يزيد النخعي وعنه خلق مستقيم الفقه، مشوش في الرواية موصوم بالإرجاء وقال أحمد: رواية القدماء عنه مقاربة- شعبة والثوري وهشام الدستوائي قال: وأما غيرهم قد جاؤا عنه بأعاجيب. وقال ابن حجر: "فقيه صدوق له أوهام ". ترجمته في تهذيب الكمال 7/ 269 وتهذيب التهذيب 3/ 16 والتقريب.
(4)
هو إبراهيم بن يزيد النخعي روى عن خاله الأسود وعنه حماد بن أبي سليمان.
هو الأسود بن يزيد بن قيس النخعي المتوفى 74 هـ وقيل 75 هـ روى عن عائشة رضي الله عنها وعنه ابن أخته إبراهيم بن يزيد النخعي ثقة عابد زاهد أخرج حديثه الجماعة. ترجمته في تهذيب الكمال 3/233 والتقريب.
(5)
رواه أبو داود في الحدود باب في المجنون يسرق أو يصيب حداً 4/558 وابن ماجة في الطلاق باب طلاق المعتوه والصغير والنائم 1/ 658 والنسائي في الطلاق باب من لا يقع طلاقه من الأزواج 6/ 156 وأحمد في المسند 6/ 100، 101، 144. ورواه البخاري معلقاً عن علي رضي الله عنه انظر كتاب الطلاق 9/388 مع الفتح وكتاب الحدود 12/ 120 مع الفتح.
هذا الإسناد سبقت تراجمه في ص 164.
والحديث من هذا الطريق رواه أحمد في المسند 2/253، 471 وورد من طرق أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم كتاب الإمارة باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، وتحريمها في المعصية 3/1466، ورواه النسائي في كتاب البيعة باب الترغيب في طاعة الإمام 7/154 وأحمد في المسند 2/416، 467.
(1)
هو عبد الله بن ذكوان القرشي المدني المعروف بأبي الزناد المتوفي130 وقيل بعدها روى عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وعنه خلق ثقة حجة فقيه صاحب سنة. ترجمته في تهذيب الكمال 14/476 وتهذيب التهذيب 5/ 203 والتقريب.
هو عبد الرحمن بن هرمز الأعرج المدني أبو داود المتوفى 117هـ روى عن أبي هريرة وعنه أبو الزناد ثقة ترجمته في تهذيب الكمال 17/467 وتهذيب التهذيب 6/ 90 والتقريب.
رواه أحمد في المسند 2/ 244 ومسلم في الإمارة باب وجوب طاعة الأمراء3/ 1466 من نفس الطريق المذكور وهو عند أحمد في المسند 2/ 270، 511 ومسلم فيما سبق من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاًَ به.
هو الجهني أبو سليمان الكوفي قال المزي: رحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبض وهو في الطريق ،وروى عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة وعنه الأعمش ثقة 96 هـ. ترجمته في تهذيب الكمال 10/111 وتقريب التقريب.
هو العائدي أو الصائدي روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص وعنه زيد بن وهب الجهني. قال المزي: ذكره ابن حبان في والثقات روى له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة حديثاً واحداً. وقال ابن حجر كوفي ثقة. ترجمته في تهذيب الكمال 17/ 251 وتقريب التقريب.
(2)
رواه أحمد في المسند 2/ 161 والنسائي في البيعة فيما يستطيع الإنسان 7/3 15 ضمن حديث طويل فيه قصة وعندهما زيادة "فإن جاء أحدٌ أو آخر ينازعه فاضربوا عنق أو رقبة الآخر"
هو الأحمسي البجلي روى عن جدته أم الحصين الأحمسية وعنه شعبة ثقة.ترجمته في تهذيب الكمال 31/271 وتهذيب التهذيب 11/198 والتقريب.
(1)
هي بنت إسحاق الأحمسية صحابية شهدت حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها يحيى بن حصين وغيره. ترجمتها في الاستيعاب 4/ 1931 والإصابة 4/ 442 ترجمتها في الاستيعاب 4/1931 والإصابة 4/442.
رواه مسلم في الإمارة باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية 3/1468 والنسائي في البيعة باب الحض على طاعة الإمام 7/154.
هكذا ورد في رواية عند أحمد في المسند كما سيأتي ميم ثم راء مهملة بعدها ألف ثم تحتانية ثم ها (أبو مراية) وكذلك في الجرح والتعديل، والكنى للذهبي. أما الدولايى وقال أبو مرانة بالنون بدل التحتانية. وسماه عبد الله بن عمر البجلي، أما ابن حاتم والذهبي فقالا: عبد الله بن عمرو والعجلي واتفقا على أنه روى عن سلمان وزاد ابن أبي حاتم الأشعري وعمران بن حصين كما اتفقا على أن قتادة وأسلم العجلي رويا عنه. انظر الجرح والتعديل 5/118 والكنى للدولابي 2/112 والكنى للذهبي 2/68.
صحابي جليل أسلم عام خيبر يكنى أبا نجيد تولى قضاء البصرة ثم ترك وسكن بها وتوفي فيها سنة 52هـ روى عنه أبو مرايه عبد الله بن عمر. ترجمته في الاستيعاب 3/1208 والإصابة 3/26 وتهذيب الكمال 22/319.
(2)
رواه أحمد في المسند 4/427، 436 من حديت شعبة به ورواه في 4/426 من حديث همام عن قتادة به. ورواه في 5/66، 67 عن عمران من طرق أخرى وذكره ابن حجر في الفتح 13/123 وعزاه إلى أحمد والبزار وقال: وسنده قوي.
(3)
هو زبيد بن الحارث اليامي المتوفى سنة 122هـ وقيل 124 هـ الثقة العابد روى عن سعد بن عبيدة، وأخرج حديثه الجماعة. ترجمته في تهذيب الكمال 9/289 والتقريب.
(4)
السلمي أبو حمزة الكوفي: روى عن أبي عبد الرحمن السلمي وعنه زبيد اليامي. ثقة وحديثه عند الجماعة. ترجمته في تهذيب الكمال 10 /290 والتقريب، وتهذيب التهذيب 3/478 والتقريب.
هو عبد الله بن حبيب السلمي الكوفي المقري مشهور بكنيته روى عن علي رضي الله عنه وروى عنه ختنه سعد بن عبيده السلمي الثقفي ثقة. ترجمته في تهذيب الكمال 8/408 والتقريب.
(1)
رواه أحمد في المسند 1/ 129، 131 والبخاري في أخبار الآحاد باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق 13/233 مع الفتح ورواه مسلم في الإمارة باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية 3/ 1469 رقم 39 والنسائي في البيعة باب جزاء من أمر بمعصية فأطاع 7/159 والجميع من طريق زبيد به وفيه قصة.
هكذا في الأصل بالتكبير والصواب عبيد الله كما جاء ذلك موضحاً في الروايات وهو عبيد الله بن أبي جعفر- كما صرح بذلك النسائي- المصري الفقيه أبو بكر المتوفى سنة 136 هـ وقيل قبل ذلك. ثقة فقيه عابد حكيم روَى عن نافع مولى ابن عمر. ترجمته في تهذيب الكمال 19/ 18 وتهذيب التهذيب 7/ 5 والتقريب.
رواه أحمد في المسند 2/17، 142 والبخاري في الأحكام باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية 13/121 والنسائي في البيعة باب جزاء من أمر بمعصية فأطاع 7/ 160 مربع حديث عبيد الله عن نافع به نحوه.
سبقت ترجمته في ص 122.
(2)
ابن ثوبان لحجازي أبو حفص المدني المتوفي117 هـ روى عن أبي سعيد الخدري وعنه محمد بن عمرو بن علقمة. وثقه ابن حبان. وقال المزي: استشهد به البخاري في الصحيح، وروى له في الأدب وروى له الباقون سوى الترمذي. وقال ابن حجر: صدوق. ترجمته في تهذيب الكمال 21/307 وتهذيب التهذيب 7/ 436 والتقريب.
رواه ابن ماجة في الجهاد باب لا طاعة في معصية الله 2/ 955 وفيه قصة. وقال البويصيري: إسناده صحيح.
(1)
يكنى أبا عثمان المكي مات 132 هـ روى عن القاسم بن عبد الرحمن وثقه ابن معين والنسائي وابن حبان والعجلي. وزاد ابن معين في حجة. ونقل ابن عدي عنه أنه قال: أحاديثه ليست بالقوية قال النسائي مرة ليس بالقوي. أما أبو حاتم فقال: ما به بأس، صالح الحديث وقال ابن حجر: صدوق ترجمته في تهذيب الكمال 15/ 279 وتهذيب التهذيب 5/314 والتقريب.
سبقت ترجمتهما في ص 143، 144.
سبقت ترجمتهما في ص 143، 144.
رواه أحمد في المسند 1/399، 400، 409 وابن ماجة في الجهاد باب لا طاعة في معصية الله 2/956 وفيه مساءلة من ابن مسعود عنه للنبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
اليشكري يكنى أبا الخطاب مات 161 روى عن يحيى بن أبي كثير ثقة. ترجمته في تهدب الكمال 5/ 524 وتهذيب التهذيب 2/ 224 والتقريب.
هو العنبري كما في المسند ذكره البخاري في التاريخ الكبير 6/ 332 وابن حبان في الثقات 3/ 174 وقال: يروى عن أنس بن مالك. وهو الذي يروى عنه يحيى بن أبي كثير. وذكره ابن حجر في تعجيل المنفعة ص 204 وقال: اختلف في ضبط والده فقيل كالجادة، وقيل بموحدتين مصغر وهو العنبري البصر. اهـ.
رواه أحمد المسند 3/213، وأبو يعلى كما في تعجيل المنفعة ص 204 والبخاري في التاريخ الكبير 6/332 وهذا من رواية صحابي مثله حيث رواه أنس عن معاذ رضي الله عن الجميع.
ابن قيس القرشي السهمي يكنى أبا حذافة صحابي جليل صاحب دعابة ومن المهاجرين الأولين وقد أُسر في بلاد الروم في عهد عمر رضي الله عنه فساوموه على الشرك فعصمه الله من ذلك. ترجمته في الاستيعاب 3/ 888 والإصابة 2/296.
ذكر المؤلف رحمه الله حديث عبد الله بن حذافة السهمي بالمعنى وفيه أمره لجنده أن يجعلوا حطباً ثم أمره إياهم إيقاد النار تم أمرهم بالدخول فيها وقد سبق تخريجه من حديت علي وهو في الصحيحين. وانظر كتاب المغازي من صحيح البخاري باب سرية عبد الله بن حذافة السهمي 8/58 مع الفتح وكتاب الأحكام باب السمع والطاعة للإمام مالم تكن معصية 13/122.
الأشجعي ولاءً مات سنة 98 هـ وقيل غير ذلك روى ثوبان وعنه الأعمش ومنصور بن المعتمر ثقة إلا أن الإمام أحمد نفى أن يكون له سماع أو لقيا من ثوبان. وقال ابن حجر: كان يرسل كثيراً / ترجمته في تهذيب الكمال 10/130 وتهذيب التهذيب 3/432 والتقريب.
(1)
هو ثوبان بن يُجدد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المتوفى سنة 4 5هـ من أهل السراه لكنه خرج إلى بلاد الشام ومات بها بعد أن لازم النبي صلى الله عليه وسلم حضراً وسفراً حتى مات. وروى عنه سالم بن أبي الجعد/ ترجمته في الاستيعاب 1/218 والإصابة 1/ 204.
(2)
رواه أحمد في المسند 5/277 من طريق الأعمش عن سالم به بدون قوله لا فإذا لم يستقيموا الخ وذكره ابن حجر في الفتح 13/ 116 وعزاه إلى الطيالسي والطبراني وزاد فيه فإن لم تفعلوا فكونوا زراعين أشقيا ثم قال: ورجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعاً، لأن رواية سالم بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان اهـ.
سبق ذكر قول أحمد أعلاه. ونفى سماعه من ثوبان البخاري والترمذي والفسوي.
انظر: المعرفة والتاريخ للفسوي3/ 236 وسنن الترمذي 8/248 وبحر الدم ص 165 والمراسيل ص 55 والمغني للذهبي 1/250.
(3)
ابن عبد الله المرادي الكوفي المتوفي116، وقيل 118 هـ وروى عن سالم بن أبي الجعد وعنه شعبة من العباد الثقات إلا أنه كان يرى الإرجاء. ترجمته في تهذيب الكمال 22/ 232 وتهدب التهذيب 8/ 102 والتقريب.
لم أقف عليه.
رواه أحمد في المسند 3/412 و 4/213 من حديت الشعبي قال: قال مطيع بن الأسود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يوم الفتح لا بنبعي أن يقتل قرشي بعد يومه هذا صبراً".
وفي رواية من حديت الشعبي عن عبد الله بن مطيع أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"يوم فتح مكة: لا يقتل قرشي صبراً بعد اليوم إلى يوم القيامة".
وفي رواية من نفس الطريق "ولا يقتل رجل من قريش بعد العام صبراً أبداً".
وفي رواية: ولا يقتل قرشي صبراً بعد اليوم.
ورواه مسلم في الجهاد باب لا يقتل قرشي صبراً بعد الفتَح 3/1409رقم 88 كما جاء عند أحمد في الرواية الثانية.
رواه أحمد في المسند 4/203 من حديت عبد الله بن أبي الهذيل عن عمرو بن العاص وفيه قصة وذكره ابن حجر في الفتَح 13/118 وعزاه إلى أحمد.
رواه أحمد في المسند 2/ 92، 93، 128 والبخاري في المناقب باب مناقب قريش 6/533 مع الفتح وفي الأحكام باب الأمراء في قريش 13/ 114 مع الفتح. ومسلم في الأمارة باب الناس تبع لقريش 3/1452 رقم 4 من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
(1)
رواه البخاري في المناقب 6/526 مع الفتح ومسلم في الأمارة باب الأمر تبع لقريش 3/ 1 5 14رقم1 وأحمد في المسند 2/243 261، 3ي19، 433، 395، من حديث أبي هريرة. ورواه مسلم من حديث جابر في الأمارة 3/ 1 145 وأحمد في المسند 3/ 331، 383 من حديث جابر بن عبد الله كما ذكر المؤلف.
رواه البخاري في الديات من باب قول الله تعالى {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} الخ 12/ 201 ومسلم في القسامة باب ما يباح به دم المسلم 3/3 130 رقم 25، 26 من حديث ابن مسعود.
الأسدي الرقي أبو وهب المتوفى سنة 180 هـ روى عن زيد بن أبي أنيسة ثقة أخرج حديثه جماعة وقال ابن سعد: كثير الحديث ربما أخطأ. ترجمته في تهذيب الكمال 19/ 136 وتهذيب التهذيب7/ 42 والتقريب.
هو الجزري يكني أبا أسامة الرهاوي مات سنة 119 هـ وقيل روى عن القاسم بن عوف الشيباني وعنه عبيد الله بن عمرو الرقي. ثقة فقيه من رواة العلم. ترجمته في تهذيب الكمال 10/18 وتهذيب التهذيب 3/ 397 والتقريب.
(1)
هو الشيباني البكري الكوفي، روى عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وعنه زيد بن أبي أنيسة وثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث ومحله الصدق عندي وقال ابن حجر: صدوق يغرب. ترجمته في تهذيب الكمال 23/299 وتهذيب التهذيب 8/ 326 والتقريب.
هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي المتوفى سنة 93 هـ وقيل غير ذلك روى عن أم سلمة، وعنه القاسم بن عوف الشيباني. من الثقات الأثبات والعباد الفقهاء والفضلاء المشهورين ترجمته في تهذيب الكمال 0 2/ 382 وتهذيب التهذيب 7/ 4 30 والتقريب.
هي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمها هند بنت أبي أمية هاجرت الهجرتين المتوفاة بعد الستين ترجمتها في الاستيعاب 4/ 1920، 1939 والإصابة 4/ 432، 8 45.
لم أقف عليه.
هو الأزدي القردوسي المتوفى سنة 147 هـ وقيل 148 هـ وروى عن الحسن وذكر ابن حجر أن في روايته عنه مقال ثقة. ترجمته في تهذيب الكمال 30/ 181 وتهذيب التهذيب 11/ 34 والتقريب.
(2)
هو العنزي البصري روى عن أم سلمة رضي الله عنهما وعنه الحسن البصري وثقه ابن حبان، وقال ابن حجر: صدوق. قلت: وحديثه عند مسلم وأبي داود والترمذي كما سيأتي: ترجمته في تهذيب الكمال 13/ 255 وتهذيب التهذيب 4/ 442 والتقريب.
رواه مسلم في الأمارة باب وجوب الإنكار على الأمراء 3/ 1480، 148 رقم 62، 63 وأبو داود في السنة باب في قتل الخوارج 5/ 119، 120 والترمذي في الفتن باب أئمة تعرفون منهم وتنكرون 7/42.
رواه مسلم في الزكاة باب إرضاء الساعي ما لم يطلب حراما 2/757 رقم 177 بلفظ"إذا أتاكم المصدق فليصدر عنكم، وهو عنكم راضٍ ".
(1)
رواه أبو داود في الزكاة باب رضى المصدق 2/ 245 من حديث عبد الرحمن بن جابر بن عتيك عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سيأتيكم ركيب مبغضون، فإن جاءكم فرحبوا بهم، وخلو بينهم وبين ما يبتغون فإن عدلوا فلأنفسهم، وإن ظلموا فعليها، وأرضوهم فإن تمام زكاتكم رضاهم وليدعوا لكم".
(2)
قال المزي ويقال: ابن السبط والأول أصح التميمي السعدي أبو كنانة الكوفي أهـ ولم يذكر له سماعاً من معاوية بن إسحاق وهو ثقة: لكن ذكر ابن حبان في الثقات 7/ 251 روايته عنه. ترجمته في تهذيب الكمال 14/ 25 وتهذيب التهذيب 5/ 65 والتقريب.
ذكر ابن حبان في الثقات 7/ 251 في ترجمة عامر بن السمط سمه ثلاثياً فزاد: ابن طلحة فإن كان المراد به معاوية بن إسحاق بن طلحة القرشي التميمي والمكنى بأبي الأزهر فإنني لم أقف له أنه آخذ عن عطاء ولا أخذ عنه عامر بن السمط. إلا ما ذكره ابن حبان، وقد وثقه أحمد والنسائي وابن حبان. وقال أبو حاتم لا بأس به ورواه أبو زرعة وقال ابن حجر: صدوق ربما وهم. ترجمته وتهديد الكمال 28/ 160 الثقات 7/467 والتقريب.
(3)
هو الهلالي أبو محمد المدني القاص المتوفى سنة أربع وتسعين وقيل بعدها روى عن ابن مسعود ثقة عابد أثبت سماعه من ابن مسعود البخاري وابن سعد ونفاه أبو حاتم. ترجمته في تهذيب الكمال 20/ 125 وتهذيب التهذيب 7/ 217 والتقريب.
(4)
رواه أحمد في المسند 1/ 384، 386، 433 والبخاري في الفتن باب قول النبي صلى الله عليه وسلم سترون بعدي أموراً تنكرونها 13/ 5 مع الفتح.
هم الخوارج وقيل هم إحدى فرق الخوارج انظر مقالات الإسلامية 1/167.
إن مسألة الخروج على أئمة الجور والظلم مسألة مهمة قد اعتنى بها أئمة أهل السنة والجماعة وما ذلك إلا لما يترتب عليها من آثار عظيمة وفساد خطير، وقد بحثت في كتب أهل العلم بحثاً مستفيضا وجعلت من ضمن أصول أهل السنة والجماعة الاعتقادية من أخل بهذا الأصل بدع ومنع وفي هذا المقام سأبين مذهب أهل السنة والجماعة في هذه المسألة مدعماً ذلك بالأحاديث الصحيحة وأقوال السلف الصالح في ذلك باختصار- وبالله التوفيق.
إن من عقيدة أهل السنة والجماعة، وأصولهم السمع والطاعة للأئمة ماداموا بأمور الدين قائمين، وعن بيضته وحوزته محامين ومدافعين، وعلى الثغور مرابطين وللمسلمين موالين، ولحرماتهم محافظين، ولأهل البدع والعدوان قامعين. وللكفار والمنافقين معادين، ولنا الظاهر من تصرفاتهم ونكل إلى الله سرائرهم، كما يرون أن الجهاد معهم ماض، والصلاة خلفهم صحيحة وكذلك بقية العبادات، ويعتقدون أن الدعاء والنصيحة لهم من الإسلام وأن الغدر والنكث لهم من الخذلان، وأن طاعتهم طاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومعصيتهم معصية لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأن الخارج عليهم يعتبر شاقاً لعصا المسلمين، مخالفاً لأثر المصطفى صلى الله عليه وسلم – ولذلك حكم عليه إن مات على ذلك بالميتة الجاهلية، وعلى المسلمين مدافعته، والأخذ على يده نصرة لإمامهم، وحفظاً لدينهم، وحقناً لدمائهم، وصيانة لأعراضهم وأموالهم، ويعتقدون أن من تغلّب بالسيف، وصار له شوكة وقوة، وسمي أميراً وقاد الناس وساسهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وجبت طاعته والانضمام تحت أمرته، وإعطاؤه صفقة اليد، وثمرة القلب وبذل النصيحة له والصدع بالحق له، وعليه، لما ثبت في الحديث الصحيح "وأن نقول بالحق ولا نخاف في الله لومة لائم ". فإن صدر من الأئمة ما يشين سلوكهم وعقيدتهم من كفر بواح أو عدم إقامة للصلاة أو ترك الدعاء إليها، أو بدعة عقدية مكفرة كالرفض ونحوها ففي هذه
الحالة يجب على الأمة خلعهم، وعدم السمع والطاعة لهم.
والبصير لمذهب أهل السنة والجماعة والمطلع عليه يتضح له أمران:
الأول: سعة هذا المذهب وسماحته للناس، ولو كانوا فجاراً ظلمة، أو فسقة مردة - اشتغلوا بحظوظ الدنيا عن الآخرة.
الثاني: تشدده وإنكاره على من أراد إخراج الناس منه بارتكاب المعاصي.
وبسط القول في هذين الأمرين ليس هذا مكانه، وإنما سأقصر الحديث في فئة خاصة وهي فئة الأئمة الدين وصفوا بالجور والظلم والعدوان، فهم من جملة الناس الذين وسعهم مذهب أهل السنة والجماعة مع ما هم عليه من البلايا والرزايا وشدد وأنكر على من صرح بإخراجهم منه أو الخروج عليهم. ويتلخص مذهب أهل السنة والجماعة- فيما ظهر لي- نحو الأئمة في الأمور التالية:
أولاً: السمع والطاعة لهم فيما هو طاعة لله سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
ثانيا: النصح لهم.
ثالثاً: الوفاء بالبيعة لهم الأول فالأول.
رابعاً: إعطاؤهم حقهم، وإن منعوا حق غيرهم.
خامساً: إقامة الصلاة خلفهم، والصلاة عليهم.
سادساً. الجهاد والغزو معهم.
سابعاً: قول الحق والصدع به معهم دون خوف ولا وجل.
ثامناً: الصبر على جورهم وظلمهم.
تاسعاً. عدم منازعتهم أمرهم أو الغدر بهم
عاشراً: عدم الطاعة لهم فيما هو معصية.
الحادي عشر: عدم تصديقهم بكذبهم.
الثاني عشر: عدم إعانتهم على ظلمهم.
الثالث عشر: عدم الإنكار عليهم بالسيف أو الخروج عليهم إلا أن يكون كفراً بواحاً.
وهذه الأمور دلت عليها النصوص الشرعية، واتفق عليها الأئمة من أهل السنة والجماعة كما سيتضح لك إن شاء الله. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنكم سترون بعدي أثرة أموراً تنكرونها". قالوا فما تأمرنا يا رسول؟ قال: "أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم". هذا لفظ البخاري. ولفظ مسلم: "إنما ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها". قالوا: يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟ قال: "تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم"(رواه البخاري في الفتن باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"سترون بعدي أموراً تنكرونها" 4/ 312، 313 ومسلم في الأمارة 1472 رقم 45) .
عن أبي حازم قال: قاعدتُ أبا هريرة خمس سنوات فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كانت بنوا إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي وستكون خلفاء فتكثر" قالوا وما تأمرنا؟ قال:"فوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم". (رواه مسلم في الإمارة 3/ 1471 رقم 44 والبخاري في الأنبياء باب ما ذكر عن بني إسرائيل 2/ 492) .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه فانه من فارق الجماعة شبراً فمات إلا مات ميتة جاهلية". (رواه البخاري في الفتن باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "ستكون بعدي أموراً تنكرونها" 4/313 ومسلم الإمارة 3/1478 رقم 56) .
وفي رواية عنه قال:"من كره من أميره شيئاً فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبراً مات ميتة جاهلية". وفي رواية عنه أيضاً قال: "من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبراً فيموت إلا مات ميتة جاهلية". (رواه البخاري في الأحكام باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية 4/329 ومسلم في الأمارة 3/ 1470 رقم 55) .
وعن جنادة بن أبي أمية قال: دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض قلنا أصلحك الله حدث بحديث ينفعك الله به سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم قال: دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه فقال: فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان. (رواه البخاري في الفتن باب سترون بعدي أموراً تنكرونها 4/313 ومسلم في الأمارة 3/ 1470 رقم 42) .
وفي رواية عنه قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقوم- أو نقول- بالحق حيثما كنا ولا نخاف في الله لومة لائم. (رواه البخاري في الأحكام باب كيف يبايع الإمام الناس 4/343 ومسلم في الأمارة 3/ 1470 رقم 41) .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة" متفق عليه. (رواه البخاري في الأحكام باب السمع والطاعة للإمام ما لم يأمر بمعصية 4/ 329 ومسلم في الأمارة 3/ 1469 رقم 38) . وفي رواية لمسلم: على المرء السمع والطاعة
…
الحديث.
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال. إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبداً مجدع الأطراف. (رواه مسلم في الأمارة 3/1467 رقم 36) .
وفي رواية: عبداً حبشياً مجدع الأطراف. (رواه مسلم في الأمارة 3/1467 رقم 36) .
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر:"اسمع وأطع ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة". (رواه البخاري في الأذان باب إمامة المفتون والمبتدع 1/ 231) .
وعن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد بريء، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع". قالوا يا رسول الله ألا نقاتلهم؟ قال:"لا ما صلوا" أي من كره بقلبه، وأنكر بقلبه (رواه مسلم في الأمارة 3/ 1381 رقم 63، 64) .
وفي رواية: فمن أنكر بريء، ومن كره فقد سلم (رواه مسلم في الأمارة 3/1381 رقم 63، 64) .
وعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع. قالوا أفلا نقاتلهم؟ قال:"لا ما صلوا". (رواه مسلم في الأمارة 3/1480 رقم 2 6) .
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال: نعم قلت. هل من وراء ذلك الشر خير؟ قال: نعم. قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟ قال: نعم. قلت كيف؟. قال: "يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس". قال: قلت كيف أصنع يا رسول الله إن كنت أدركت ذلك؟ قال:"تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع".
وفي رواية عنه: قلت يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم". (رواه مسلم في الأمارة 3/1476 رقم51، 52) .
وعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم". قيل يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال:"لا ما أقاموا فيكم الصلاة وإذا رأيتم من ولاتكم شيئاً تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يداً من طاعة". (رواه مسلم في الأمارة 3/ 1481 رقم 65، 66) وفي رواية عنه: قالوا قلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال:"لا ما أقاموا فيكم الصلاة، لا ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة". (رواه مسلم في الأمارة 3/ 1481 رقم 65، 66) .
وعن نافع قال جاء عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إلى عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية فقالوا: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة فقال: إني لم آتك لأجلس. أتيتك لأحدثك حديثاً سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول. "من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية". (رواه مسلم في الأمارة 3/1478 رقم 58) .
وعن أم الحصين رضي الله عنها أنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع وهو يقول:"ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله فاسمعوا وأطيعوا". (رواه مسلم في الأمارة 3/1468 رقم 37)
وفي رواية عنها: سمعته يقول:"إن أمرّ عليكم عبد مجدع - حسبتها تقول- أسود يقودكم بكتاب الله فاسمعوا وأطيعوا". (رواه مسلم في االأمارة 3/1468 رقم 37)
وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة". (رواه البخاري في الأحكام باب السمع والطاعة للإمام 4/ 329) .
وفي رواية عنه:"اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل حبشي كان رأسه زبيبة". (رواه البخاري في الآذان باب إمامة العبد والمولى 1/230) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عليك بالسمع والطاعة لولي الأمر في السراء والضراء". (رواه مسلم في الأمارة 3/ 1467 رقم 35) .
وعن نافع قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال: إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة"()
…
الحديث.
وهذه الأحاديث في الصحيحين أو في أحدهما وقد تعمدت ذلك لقول أحاديثهما بدون تردد، ولو أردت أن أذكر فهم أهل العلم لهذه الأحاديث لطال المقام لكن من أراد الوقوف على ذلك فليرجع إلى مظانه وأكتفي في هذا المقام بذكر بعض أقوال السلف رحمهم الله في الأئمة توضيحاً لمعتقدهم في هذا الموضوع، وبياناً لفهمهم الشرعي، واستناناً بهم فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة. (انظر أيضاً منهاج السنة النبوية لابن تيميه 3/ 385- 400)
قال الطحاوي رحمه الله:"ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا، وإن جاروا وظلموا، ولا ندعو عليهم ولا ننزع يدنا من طاعتهم، ونرى من طاعتهم من طاعة الله فريضة، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة، ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة، ونحب أهل العدل والأمانة ونبغض أهل الجور والخيانة- والحج والجهاد ماضيان مع أولى الأمر من المسلمين برهم وفاجرهم إلى قيام الساعة لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما". (شرح العقيدة الطحاوية ص 428-432، 437)
ويقول الإمام أحمد رحمه الله:"أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والإقتداء بهم وترك البدع، وكل بدعة فهي ضلالة، وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء، وترك المراء والجدال والخصومات في الدين
…
والسمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البر والفاجر ومن ولي الخلافة فاجتمع الناس عليه ورضوا به، ومن غلبهم بالسيف حتى صار الخليفة وسمي أمير المؤمنين، والغزو ماض مع الأمراء إلى يوم القيامة البر والفاجر لا يترك، وقسمة الفيء وإقامة الحدود إلى الأئمة ماضٍ ليس لأحد أن يطعن عليهم ولا ينازعهم، ودفع الصدقات إليهم جائزة ونافذة من دفعها إليهم أجزأت عنه براً كان أو فاجراً. وصلاة الجمعة خلفه وخلف من ولي جائزة تامة ركعتين ومن أعادهما فهو مبتدع تارك للآثار مخالف للسنة ليس له من فضل الجمعة شيء إذا لم ير الصلاة خلف الأئمة من كان برهم وفاجرهم فالسنة أن تصلي معهم ركعتين من أعادهما فهو مبتدع، وتدين بأنها تامة ولا يكون في صدرك من ذلك شك، ومن خرج على إمام المسلمين وقد كان الناس اجتمعوا عليه، وأقروا له بالخلافة بأي وجه كان بالرضا أو بالغلبة فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن مات خارج عليه مات ميتة جاهلية، ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه لأحد من الناس فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق. (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي1/ 156، 160، 161. ونحو هذه عقيدة ابن المديني رحمه الله انظر نفس المصدر 1/167، 168) اهـ.
وقال أبو العباس أحمد بن جعفر الاصطخري فيما رواه عن الإمام أحمد رحمهم الله تعالى "والخلافة في قريش ما بقي من الناس اثنان ليس لأحد من الناس أن ينازعهم فيها، ولا يخرج عليهم، ولا نقر لغيرهم بها إلى قيام الساعة، والجهاد ماض قائم مع الأئمة بروا أو فجروا لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل، الجمعة والعيدان والحج مع السلطان وإن لم يكونوا بررة عدولاً أتقياء، ودفع الصدقات والخراج والأعشار والفيء والغنائم إلى الأمراء عدلوا فيها أم جاروا، والانقياد إلى من ولاه الله أمركم لا تنزع يداً من طاعته ولا تخرج عليه بسيفك حتى يجعل الله لك فرجاً ومخرجاً، ولا تخرج على السلطان وتسمع وتطيع ولا تنكث بيعة فمن فعل ذلك فهو مبتدع مخالف مفارق للجماعة، وإن أمرك السلطان بأمر هو لله معصية فليس لك أن تطيعه ألبته، وليس لك أن تخرج عليه ولا تمنعه حقه "والإِمساك في الفتنة سنه ماضية واجب لزومها فإن ابتليت فقدم نفسك دون دينك، ولا تُعن على فتنةٍ بيد ولا لسان، ولكن اكفف يدك ولسانك وهواك والله المعين" (طبقات الحنابلة 2/ 26، 27) . اهـ.
وقال الإمام البخاري رحمه الله بعد أن ذكر بعض من لقيه من أهل العلم والفضل في الأمصار، وأنهم متفقون غير مختلفين في قضايا شرعيه ذكرها ومنها قوله:"وأن لا تنازع الأمر أهله لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم، إخلاص العمل لله، وطاعة ولاة الأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم"، ثم أكد في قوله: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} وأن لا يرى السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم"(شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/ 5 17، 176) . اهـ.
وقال أبو محمد عبد الرحمن بن أبى حاتم رحمهما الله: سألت أبي وأبا زرعة عن مذهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما يعتقدان من ذلك؟ فقالا أدركنا العلماء في جميع الأمصار -حجازاً وعراقاً وشاماً ويمناً-فكان من مذهبهم:
…
ونقيم فرض الجهاد والحج مع أئمة المسلمين في كل دهر وزمان، ولا نرى الخروج على الأئمة ولا القتال في الفتنة ونسمع ونطيع لمن ولاه الله عز وجل أمرنا ولا ننزع يداً من طاعته ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة، فإن الجهاد ماضٍ منذ بعث الله نبيه علي الصلاة والسلام إلى قيام الساعة مع أولي الأمر من أئمة المسلمين لا يبطله شيء، والحج كذلك ودفع الصدقات من السوائم إلى أولي الأمر من أئمة المسلمين". (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/177، 178) .0
وقال ابن كثير رحمه الله " والإمام إذا فسق لا يعزل بمجرد فسقه على أصح قولي العلماء، بل ولا يجوز الخروج عليه لما في ذلك من إثارة الفتنة وقوع الهرج، وسفك الدماء، ونهب الأموال، وفعل الفواحش مع النساء، وغيرهن وغير ذلك مما كل واحدة فيها من الفساد أضعاف فسقه كما جرى مما تقدم إلى يومنا هذا "(البداية والنهاية لابن كثير 8/223، 224) .
ويقول ابن تيميه رحمه الله: "وقد استفاض وتقرر في غير هذا الموضع ما قد أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من طاعة الأمراء في غير معصية الله، ومناصحتهم والصبر عليهم في حكمهم وقسمهم والغزو معهم والصلاة خلفهم ونحو ذلك من متابعتهم في الحسنات التي لا يقوم بها إلا هم فإنه من باب التعاون على البر والتقوى. وما نهى عنه من تصديقهم بكذبهم وإعانتهم على ظلمهم وطاعتهم في معصية الله ونحو ذلك مما هو من باب التعاون على الإثم والعدوان. وما أمر به أيضاً من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لهم ولغيرهم على الوجه المشروع وما يدخل في ذلك من تبليغ رسالات الله إليهم بحيث لا يترك ذلك جنباً ولا بخلاً ولا خشية لهم ولا اشتراء للثمن القليل بآيات الله، ولا يفعل أيضاً للرئاسة عليهم ولا على العامة ولا للحسد ولا للكبر ولا للريا لهم وللعامة ولا يزال المنكر بما هو أنكر منه بحيث يخرج عليهم بالسلاح وتقام الفتن كما هو معروف من أصول أهل السنة والجماعة كما دلت عليه النصوص النبوية، لما في ذلك من الفساد الذي يربى على فساد ما يكون من ظلمهم بل يطاع الله فيهم وفي غيرهم ويفعل ما أمر به ويترك ما نهي عنه وهذه جملة تفصيلها يحتاج إلى بسط كثير (مجموع الفتَاوى 28/ 20، 21) .
وقال أيضاً رحمه الله: فإذا أحاط المرء علماً بما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الجهاد الذي يقوم به الأمراء إلى يوم القيامة، وبما نهى عنه من إعانة الظلمة على ظلمهم علم أن الطريقة الوسطى التي هي دين الإسلام فيهم إذا لم يمكن جهادهم إلا كذلك، واجتناب إعانة الطائفة التي يغزو معها على شيء من معاصي الله بل يطيعهم في طاعة الله ولا يطيعهم في معصية الله إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وهذه طريقة خيار هذه الأمة قديماً وحديثاً وهي واجبة على كل مكلف وهي متوسطة بين طريق الحرورية وأمثالهم ممن يسلك مسلك الورع الفاسد الناشئ عن قلة العلم، وبين طريقة المرجئة وأمثالهم ممن يسلك مسلك طاعة الأمراء مطلقاً وإن لم يكونوا أبرارا. (المصدر نفسه 28/508) . انتهى.
وقال أيضا:"ولهذا كان من أصول أهل السنة والجماعة الغزو مع كل بر وفاجر فإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، وبأقوام لا خلاق لهم كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم لأنه إذالم يتفق إلا الغزو إلا مع الأمراء الفجار أو مع عسكر كثير الفجور فإنه لا بد من أحد الأمرين: إما ترك الغزو معهم فيلزم من ذلك استيلاء الآخرين الذين هم أعظم ضرراً في الدين والدنيا. وإما الغزو مع الأمير الفاجر فيحصل بذلك دفع الأفجرين وإقامة أكثر شرائع الإسلام، وإن لم يكن إقامة جميعها. فهذا هو الواجب في هذه الصورة، وكل ما أشبهها بل كثير من الغزو الحاصل بعد الخلفاء الراشدين لم يقع إلا على هذا الوجه) . اهـ. (مجموع الفتاوى 28/506، 507) .
وقال أيضاً رحمه الله: ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج عن الأئمة وقتالهم وإن كان فيهم ظلم كما دلت على ذلك الأحاديث المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنةٍ فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما، ولعله لا يكاد يُعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته. (منهاج السنة 3/ 391) .
وقال أيضا: وقل من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير. (منهاج السنة 4/527) .
وقال أيضاً: وكان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة كما كان عبد الله بن عمر وسعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وغيرهم ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد، وكما كان الحسن البصري ومجاهد وغيرهما ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث. ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم، ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم، وكان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين.. ومن تأمل الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب واعتبر أيضاً اعتبار أولى الأبصار علم أن الذي جاءت به النصوص النبوية خير الأمور. (منهاج السنة 4/529) .
وقال أيضاً: وهذا كله مما يبين أن ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصبر على جور الأئمة وترك قتالهم والخروج عليهم هو أصلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد، وأن من خالف ذلك متعمداً أو مخطئاً لم يحصل بفعله صلاح بل فساد. ولهذا أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الحسن بقوله " إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " ولم يثن على أحد لا بقتال في فتنةٍ ولا بخروج على الأئمة ولا نزع يد من طاعة ولا مفارقة للجماعة وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة تدل على هذا المنهاج. (منهاج السنة 4/ 531)
وقد اعتبر الشيح محمد بن عبد الوهاب رحمه الله مخالفة ولي الأمر من مسائل الجاهلية حيث قال: (المسألة الثالثة مخالفة ولي الأمر مسائل الجاهلية ص 2) .
وقال المعلمي رحمه الله: وكان أهل العلم مختلفين في ذلك فمن كان يرى الخروج يراه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام بالحق، ومن كان يكرهه يرى أنه شق لعصا المسلمين وتفريق لكلمتهم وتشتيت لجماعتهم وتمزيق لوحدتهم وشغل لهم بقتل بعضهم بعضاً، فتهون قوتهم وتقوى شوكة عدوهم وتتعطل ثغورهم فيستولى عليها الكفار ويقتلون من فيها من المسلمين ويذلونهم وقد يستحكم التنازع بين المسلمين فتكون نتيجة الفشل المخزي لهم جميعاً وقد جرب المسلمون الخروج فلم يروا منه إلا الشر خرج الناس على عثمان يرون أنهم إنما يريدون الحق وخرج أهل الجمل يرى رؤسائهم ومعظمهم أنهم يطلبون الحق فكانت ثمرة ذلك بعد اللُتَيَّا والتي أن انقطعت خلافة النبوة وتأسست دولة بني أمية ثم اضطر الحسين بن علي إلى ما اضطر إليه فكانت تلك المأساة، ثم خرج أهل المدينة فكانت وقعة الحرة، ثم خرج القراء مع ابن الأشعث فماذا كان؟ ثم كانت قضية زيد بن علي وعرض عليه الروافض أن ينصروه على أن يتبرأ عن أبي بكر وعمر فأبى فخذلوه فكان ما كان، ثم خرجوا مع بني العباس فنشأت دولتهم التي رأى أبو حنيفة الخروج عليها، واحتشد الروافض مع إبراهيم الذي رأى أبو حنيفة الخروج معه ولو كتب له النصر لاستولى الروافض على دولته فيعود أبو حنيفة يفتي بخروج عليهم، هذا والنصوص التي يحتج به المانعون من الخروج والمجيزون له معرفة، والمحققون يجمعون بين ذلك بأنه إذا غلب على الظن أن ما ينشأ عن الخروج من المفاسد أخف جداً مما يغلب على الظن أنه يندفع به جاز الخروج وإلا فلا، وهذا النظر قد يختلف فيه المجتهدان، أولاهما بالصواب من اعتبر بالتاريخ وكان كثير المخالطة للناس والمباشرة للحروب والمعرفة بأحوال الثغور. (التكيل 1/93،94) .
ومع هذا التشديد والنكير الخروج على الأئمة والأمر بالصبر عليهم فان أهل السنة والجماعة يرون أن الأئمة كغيرهم من البشر ليسوا معصومون يعتريهم -الصواب والخطأ، فلا يرون لهم طاعة مطلقة بل طاعتهم مقيدة - خلافاً لمذهب الرافضة والمرجئة (انظر منهاج السنة النبوية 3/389، ومجموع الفتاوى 28، 508) الذين يقولون بالطاعة المطلقة لهم.
يقول الشافعي رحمه الله: (فأمروا أن يطيعوا أولي الأمر الذين أمّرهم رسول الله -لا طاعة مطلقة بل طاعة مستثناة فيما لهم وعليهم) . الرسالة للشافعي ص 80) .
أما من أطاعهم في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله فإنه هذا شرك والعياذ بالله منه.
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أرباباً من دون الله) .
قال الشارح له. (لما كانت الطاعة من أنواع العبادة بل هي العبادة فإنها طاعة الله بامتثال ما أمر به على ألسنة رسله عليهم السلام وجب اختصاص الخالق سبحانه بها دون أحد سواه) وأنه لا يطاع أحد من الخلق إلا حيث كانت طاعة مندرجة تحت طاعة الله وإلا فلا تجب طاعة أحد من الخلق استقلالاً. (تيسير العزيز الحميد ص543) .
فالطاعة المطلقة لا تكون إلا لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم -كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} . [النساء آية 59]، وقال تعالى:{مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} . [النساء آية 69]، وقال تعالى:{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً} . [النساء آية 80] .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من أطاعني فقد أطاع الله ومن يعصيني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني "رواه مسلم. وفي رواية: "ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصي أميري فقد عصاني".
ومذهب أهل السنة والجماعة طاعة الأئمة فيما أمروا به من طاعة الله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وعدم طاعتهم فيما أمروا به من معصية ولو كانوا أئمة عدولاً.
يقول ابن تيميه رحمه الله: (إنهم -يعني أهل السنة والجماعة -لا يوجبون طاعة الإمام في كل ما يأمر به بل لا يوجبون طاعته إلا فيما تسوغ طاعته فيه في الشريعة فلا يجيزون طاعته في معصية الله وإن كان إماماً عادلاً، وإذا أمرهم بطاعة الله فأطاعوه مثل أن يأمرهم بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والصدق والعدل والحج والجهاد في سبيل الله فهم في الحقيقة إنما أطاعوا الله، والكافر والفاسق إذا أمر بما هو طاعة لله لم تحرم طاعة الله ولا يسقط وجوبها لأجل أمر ذلك الفاسق بها، كما أنه إذا تكلم بحق لم يجز تكذيبه ولا يسقط وجوب إتباع الحق بكونه قد قاله فاسق فأهل السنة لا يطيعون ولا الأمور مطلقاً، إنما يطيعونهم في ضمن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} . أمر بطاعة الله مطلقاً، وأمر بطاعة الرسول لأنه لا يأمر إلا بطاعة الله {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه} .وجعل طاعة أولي الأمر داخلة في ذلك فقال: {وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} ولم يذكر لهم طاعة ثالثة، لأن ولي الأمر لا يطاع طاعة مطلقة، إنما يطاع في المعروف كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنما الطاعة في المعروف. وقال: لا طاعة في معصية الله ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق". وقال:"ومن أمركم بمعصية الله فلا تطيعوه" (منهاج السنة 3/387، 388) .انتهى.
وقال أيضا: فكيف بقول أهل السنة الموافق للكتاب والسنة وهو الأمر بطاعة ولي الأمر فيما يأمر به من طاعة الله دون ما يأمر به من معصية الله. (نفس المصدر 3/390) .
وقال أيضاً: ولم يأمر بطاعة الأئمة مطلقاً بل أمر بطاعتهم في طاعة الله دون معصيته، وهذا يبين أن الأئمة الذين أمر بطاعتهم في طاعة الله ليسوا معصومين. (نفس المصدر 1/115) .
ويبين رحمه الله مذهب أهل السنة في هذه القضية بقوله: (وأهل السنة لا يأمرون بموافقة ولاة الأمور إلا في طاعة الله لا في معصيته. فولاة الأمور بمنزلة غيرهم يُشاركون فيما يفعلونه من طاعة الله ولا يُشاركون فيما يفعلونه من معصية الله) . (نفس المصدر 4/113، 114) .
وانظر إلى موقف أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما تولى الخلافة وخطب في الناس وبين لهم الموقف منه فقال:"يا أيها الناس وليتُ عليكم ولست بخيركم، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم". (البداية والنهاية 5 /248) .
ومن فقه الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه "باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية "ثم ساق بإسناده من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة". (صحيح البخاري 4/329) .
وقال أبو حامد الغزالي:"ومنها أن يعلم أن رضا الخلق لا يحسن تحصيله إلا في موافقة الشرع وأن طاعة الإمام لا تجب على الخلق إلا إذا دعاهم إلى موافقة الشرع". (فضائح الباطنية ص206-208) . ثم ذكر آثاراً عن بعض السلف وقال عقبها: فبهذه الأحاديث يتبين أن الطاعة واجبة للأئمة ولكن في طاعة الله لا في معصيته". (فضائح الباطنية ص206-08) .
واستنبط المفسر أبو السعود من قوله تعالى: {وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} حكماً حيث قال:"والتقييد بالمعروف مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأمر إلا به للتنبيه على أنه لا يجوز طاعة المخلوق في معصية الخالق". (إرشاد العقل السليم2/580) .
وقال النووي: قال العلماء: (معناه تجب طاعة ولاة الأمور فيما يشق وتكرهه النفوس وغيره مما ليس بمعصية فإن كان لمعصية فلا سمع ولا طاعة كما صرح به في الأحاديث الباقية فتحمل الأحاديث المطلقة لوجوب طاعة ولاة الأمور على موافقة تلك الأحاديث المصرحة بأنه لا سمع ولا طاعة في المعصية، وهذه الأحاديث في الحث على السمع والطاعة في جميع الأحوال وسببها اجتماع كلمة المسلمين فإن الخلاف سبب لفساد أحوالهم في دينهم ودنياهم) .
هو التجيبي المصري اسمه حبيب ببن شهيد قال ابن حجر: على الأشهر؟ المتوفى 109هـ كذا سطره المزي وذكر ابن حجر في التقريب توفي سنة تسع وخمسين. وهو معدود في الفقهاء الثقات وقد روى عنه يزيد بن أبى حبيب ولم أقف له على سماع من رويفع بن ثابت. ترجمته في تهذيب الكمال 34/274 والتقريب.
ابن السكن الأنصاري صحابي رضي الله عنه. تولى أمرة مصر في زمن معاوية رضي الله عنه توفي ببرقة وهو أمير عليها. سنة 56 هـ. ترجمته في الاستيعاب 2/504 والإصابة 1/522 وتهذيب الكمال 9/254.
رواه أحمد في المسند 4/108 من حديث ابن إسحاق به مرفوعاً. كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح حنيناً. فقام فينا خطيباً فقال:"لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقى ماءه زرع غيره، ولا أن يبتاع مغنماً حتى يقسم، ولا أن يلبس ثوباً من فئ المسلمين حتى إذا أخلقه رده فيه، ولا يركب دابة من فئ المسلمين حتى إذا أعجفها ردها فيه". ورواه أيضا 4/108. وأبو داود في الجهاد باب في الرجل ينتفع من الغنيمة بالشيء 3/153 والدارمي في السير باب النهي عن ركوب الدابة من المغنم ولبس الثوب منه 2/230 كلهم من طريق ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي مرزوق عن حنش الصنعاني عن رويفع بن أبى ثابت مرفوعاً. وفيه زيادة. وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث عن يزيد عند أحمد.
تجبب قبيلة نزلت مصر والنسبة إليها (التجيبي) انظر الأنساب 3/19 وهي بطن من كنده كذا في المسند