الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا عدل
متى تحضر نطب يا عدل بالا
…
وأما أن تغب عنا فلا لا
وكم واعدتنا يا عدل وصلاً
…
رجوناه فلم تُنِل الوصالا
وطالبناك بالإنجاز لما
…
مطلت فلم تزد إلا مطالا
إلى الناس التفت يا عدل يوماً
…
فإن عليك للناس اتكالا
زوالك لا تهنّأ مُحضِروه
…
يكون لعز مملكة زوالا
وإن السعد حيث طلعت يبدو
…
وإن الأمن حيث تميل مالا
وإنك كالصباح إذا تجلى
…
وأسفر عن عمود قد تلالا
وإنك قد أضأت الناس قدماً
…
وإنك كنت حينئذٍ هلالا
فكيف وأنت هذا العصر بدرٌ
…
بلغت تمام ضوئك والكمالا
تواري نورك المحبوب عنا
…
وتحجب عن محبيك الجمالا
أقم للحق ديواناً عظيماً
…
ورخّص كي نلمّ به عجالى
فنقرأ في ظلامتنا كتاباً
…
ونشكو في حضورٍ منك حالا
* * *
وقفت وأعيني مغرورقات
…
على ربع لميَّة قد أحالا
على ربع لمية زايلته
…
ولم يكُ عرف مية عنه زالا
أسائله فلم يُرجع جوابي
…
كأن الربع ما فهم السؤالا
وقفت محاذياً طللاً حكاني
…
به وحكيت دارسه هُزالا
كأني إذ أسائله خيالٌ
…
يخاطب في معطّلة خيالا
ذكرت به زماناً فيه ميٌّ
…
تلاعبني وتوليني الوصلا
وصالاً قد نعمتُ به كأني
…
شربت به على ظمأ زلالا
* * *
ألا يا ميّ حبك في فؤادي
…
كمثل النار يشتعل اشتعالا
أبيني كيف ليلك قد تقضى
…
فبعدك ليلنا يا مي طالا
أمية نوّلينا منك قرباً
…
أمية ثم لا تذري النوالا
ولم نك إذ منعت الوصل ندري
…
أبخلاً كان ذلك أم دلالا
أذنب يا رعاك الله أنا
…
عشقنا منك يا مي الجمالا
* * *
أدر في الربع عيناً منك وانظر
…
إلى حال إليها الربع حالا
تولّى فيه عنك العيش حلواً
…
فخلّ العين تنهمل انهمالا
وما الربع الذي أخبرت عنه
…
سوى الوطن الذي ركناه مالا
وليس سوى العدالة ما هوينا
…
وميٌّ قد ذكرناها مثالا
إذا أمست حياة المرء عبئاً
…
عليه لا يطيق لها احتمالا
ولازمه من الأحزان داء
…
وأصبح داؤه داءً عضالا
وقد فرحت أعاديه شماتاً
…
وفارقه أحبته ملالا
فليس سوى الحمام له طبيب
…
يداوي منه آلاماً توالى
فإن الموت يرحمه وينفي
…
خطوباً قد نزلن به ثقالاً
وإن الموت ملتجأٌ كريم
…
لمن ألقى بساحته الرحالا
فزرنا عاجلاً يا موت زرنا
…
فإن لنا بزورتك احتفالا
ويا نفس ارحلي عنا ففينا
…
بقاؤك لم يكن إلا ضلالا
ودوسي في طريقك كل صعب
…
بعزم تنطحنين به الجبالا
فإن إن برحت الحسم منا
…
سموتِ إلى ذرى جو تعالى
* * *
نفرّ من الحياة إلى المنايا
…
لأن حياتنا أمست وبالا
نريد من الكروب بها خلاصاً
…
وعن دار الهوان بها ارتحالا
وإن لنا إذا متنا حياةً
…
ننال إلى السماء بها انتقالا
ستخرج عن مضيق الجسم روحي
…
وتُلْفي في الفضاء لها مجالاً
بقاء الروح بعد الجسم أمر
…
به اختلفوا ومن يدري المآلا
فقال البعض أن الروح تبقى
…
إذا انفصلت عن الجسم انفصالا
وقال البعض أن النفس تفنى
…
إذا لاقت قوى الجسم انحلالا
فظن بقاءها حتماً أناس
…
وعدّ بقاءها قومٌ محالا
وقد قلنا به ونفاه بعض
…
وأن لنا مع النافي جدالا
بغداد
ج. ص