الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
علو الهمة
أبى الله أن يسوم إلى قنن المجد
…
ويعطى زمام الفخر إلا فتى الجد
فتى لا يبالي بالنوائب والنوى
…
ولو طوحته في حزون من الجهد
فتى أن يكن بالشرق أمسى مقامه
…
وفي الغرب مقباس بغاه على البعد
وأطلق للشوق العنأن فأوجفت
…
صوافنه في السهل والغور والنجد
تجوب الفيافي معنقات كانها
…
قطار بخار هاج من سورة الحقد
فسار يباري الريح يبغي عدوه
…
وفي قلبه نار الضغينة في وقد
فلما رأى عجز الجياد وهاجه
…
لواعج في الأحشاء من قبس الوجد
دعا قائد الشمس اتئد وأروم زورقاً
…
إلي فآتيها ورهطي أو وحدي
فهذى الجياد الصافنات أكلها
…
سراها على الآكام والحزن والوهد
لعلي أقضي ما أورم من المني
…
فارجع كالسيف الجزار إلى التغمد
كذا فليكن هم الرجال وحزمهم
…
وإلا فموت أو رجوع إلى المهد
فليس ينال المجد إلا بهمة
…
أشد مضاء من شبا الصارم الهندي
ومن لم يرو النفس من آجن المنى
…
ويقذف بها في هوة الجهد والكد
فما هو يوماً للمعالي بصاحب
…
ولا مالكاً ماما عاش ناصية المجد
ولا نائلاً من دهره ما يرومه
…
ولا لحياض المكرمات بذي ورد
وما المجد إلا همة إن تمثلت
…
تزلزلت الأفلاك منثوة العقد
فلا أن تبغ أن ترقى إلى ذروة العلى
…
ولم تركب الأهوال نصاً على وخد
فترجع عنها كاسف البال مخفقاً
…
تمر بك الأطيار تحسناً بلا سعد
وهل يخطب الحسناء من ليس قادراً
…
على مهرها ما ذاك من عادة الجعد
فمن شاء أن يولى السعادة فلتكن
…
له الهمة القعساء رائدة القصد
ويتخذ التقوى شعاراً ومذهباً
…
إلى مورد الرضوان والمسرح الرعد
فمن يجعل التقوى صوى لفعاله
…
فما يوماً بالمزيغ عن الرشد
ومن عدم التقوى أناحت بصدره
…
كوارث أشجان من الصلد
وليس التقى ثوباً تقادم عهده
…
وما لبسه زاهدا يعد من الزهد
ولا أن يرى بين المصلين ساجداً
…
ومذهبه إلا ضرار دأب الفتى الوغد
ولكنما التقوى فؤاد مطهر
…
سليم من الآفات أشهى من الزند
به قد رعى سرح الوئام وبددت
…
كتائبه سرح الشقاق هن الورد
فإن رمت أن تحيى برغد من المنى
…
بدنياك والأخرى مطيراً من الرفد
فجد لخير وأجهد النفس حقبة
…
من الدهر تبلغ منتهى شعف الحمد
بيروت
صطفى سليم الغلاني