الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سوء المنقلب
بغداد حسبك رقدة وثبات
…
أو ما تمضك هذه النكبات
ولعت بك الأحداث حتى أصبحت
…
أدواء خطبك ما لهن أساة
قلب الزمان اليك ظهر مجنه
…
أفكان عندك للزمان ترات
ومن العجائب أن يمسك ضره
…
من حيث ينفع لو رعتك رعاة
إذ من ديالة والفرات ودجلة
…
أمست تحل بأهلك الكربات
أن الحياة لفي ثلاثة أنهر
…
تجري وأرضك حولهن موات
قد ضل أهلك رشدهم وهل اهتدى
…
قوم أجأهلهم هم السر وات
قوم أضاعوا مجدهم وتفرقوا
…
فترأهم جمعاً وهم أشتات
لقد استهانوا العيش حتى أهملوا
…
سعياً مغبة تركة الأعنات
يا صابرين على الأمور تسومهم
…
خسفاً على حين الرجال أباة
لا تهملوا الضرر اليسير فإنه
…
أن دام ضاقت دونه الفلوات
فالنار تلهب من سقوط شرارة
…
والماء تجمع سيله القطرات
لا تستنيموا للزمان توكلاً
…
فالدهر نزاء له وثبات
فإلى متى تستهلكون حياتكم
…
فوضى وفيكم غفلة وأناة
تالله أن أفعالكم بخلافه
…
نزل الكتاب وجاءت الآيات
أفتزعمون بأن ترك السعي في
…
هذي الحياة توكل وتقاة
إن صح نقلكم بذاك فبينوا
…
أو قام عندكم الدليل فهاتوا
لم تلق عندكم الحياة كرامة
…
في حالة فكانكم أموات
شقيت بكم لما شقيتم أرضكم
…
فلها بكم ولكم بها غمرات
وجهلتم النهج السوي إلى العلى
…
فترادفت منكم بها العثرات
بالعلم تنتظم البلاد فإنه
…
لرقي كل مدينة مرقاة
أن البلاد إذا تخال أهلها
…
كانت منافعها هي الآفات
تلك الرصافة والمياه تجفها
…
والكرخ قد ماجت به الأزمات
سالت مياه الواديين جوارفاً
…
فطفحن والأسداد مؤتكلات
فتهاجم الماآن من ضفتيهما
…
فتناطحا وتوالت الهجمات
حتى إذا اتصل الفرات بدجلة
…
وتساوت الوهدات والربوات
زحفت جيوش السيل حتى أصبحت
…
بالكرخ نازلة لها ضوضاء
فسقت بيوت الكرخ شر مقيئ
…
منها فقاءت أهلها الأبيات
واستنفعت منها المياه فطحلبت
…
بالمكث ترغو تحتها الحمآت
حتى استحال الكرخ مشهدا بؤس
…
تبكي به الفتيان والفتيات
طرقاته مسدودة ودياره
…
مهدودة وعرا صه قذرات
ياكرخ عز على المروءة أنه
…
لجج المياه عليك مزحمات
فلئن أماتتك السيول فإنما
…
أمواجهن عليك ملتطمات
من مبلغ المنصور عن بغداده
…
خبراً تفيض لمثله العبرات
أمست تناديه وتندب أربعاً
…
طمست رسوم جمالها الهبوات
وتقول يالأبي الخلائف لو ترى
…
أركان مجدي وهي منهدمات
لغدوت تنكرني وتبرح قائلا
…
بتعجب ما هذه الحربات
أين البروج بنيتهن مشيدةً
…
أين القصور علت بها الشرفات
أين الجنان بحيث تجري تحته
…
االأنهار يانعة بها الثمرات
أترى أبو الأمناء يعلم بعده
…
بغداد كيف تروعها النكبات
يا دجلة يا للرزية دجلة
…
بعد الرشيد ولا الفرات فرات
كان الفرات يمد دجلة ماؤه
…
بجدأول تسقي بها الجنات
إذ بين دجلة والفرات مصانع
…
تفتر عن شتب السنوات
يا نهر عيسى أين منك موارد
…
عذبت وأين رياضك الخضلات
ماذا دهى نهر الرفيل من البل
…
حيث المجاري منه مندرسات
إذا قصر عيسى كان عنده مصبه
…
وعليه منه أطلت الغرفات
أم أين بركة زلزل وزلزاله
…
االسلسال تسرح حوله الظبيات
يا نهر طابق لا عدمتك منهلاً
…
أين الصراة تحفها الروضات
أم أين كرخايا تمد مياهه
…
نهر الدجاج فتكثر الغلات
أم أين نهر الملك حيث تسلسلت
…
فيه المياه وهن مطردات
قد كان تزدرع الحبوب بأرضه
…
فتسح فيه بفيضها البركات
أم أين بطا طيا تأتيه من
…
نهر الدجيل مياهه المجراة
وله فروع أصلهن لشار
…
ع الكبش المجاري منه منتهيات
تنمو الزروع بسقيه فغلاله
…
كل العراق ببعضها يقتات
لهفي على نهر المعلى إذ غدت
…
لا تستبين جنانه النضرات
نهر هو الفردوس تدخل منه في
…
قصر الخلافة شعبة وقناة
كالسيف منصلتاً تضاحك وجه
…
هـ الأنوار وهي عليه ملتمعات
إذ نهر بين عند كلواذى به
…
ملد الغصون تهزها النسمات
وبقربه من نهر بوق دارة
…
تنفي الهموم مروجها الخضرات
يا قصر باب التبر كنت مقرناً
…
والنفي يصدر منك والإثبات
أيام تطلعك العدالة شمسها
…
وترف فوقك للهدى رايات
أيام تنشدك العلوم نشيدها
…
فتعود منك على العلوم صلات
أيام تقصدك الأفاضل بالرجا
…
فتفيض منك لهم جداً وهبات
أيام يأتيك الشكي بأمره
…
فيروح عنك وما لديه شكاة
تمضي الشهور عليك وهي أنيسة
…
وتمر باسمة بك الساعات
ماذا دهاك من الهوأن فأصبحت
…
أثار عزك وهي منطمسات
قد ضيعت بغداد سابق عزها
…
وغدت تجيش بصدرها الحسرات
كم قد سقاها السيل من أنهارها
…
ضراً وهن منافع وحياة
واليوم قلت بجانبيها أرخوا
…
دفق السيول فماجت الأزمات
بغداد
معروف الرصافي