الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلمة معتبر
أقوى مصيق القوم والمربع
…
فالدار قفر بعدهم بلقع
سارت بنا الأرض إلى غاية
…
لنا وللأرض هي المرجع
ونحن كالماء جرى نابعاً
…
لكن علينا خفي المنبع
والعلم قد أنكر منها جنا
…
ولم يبن أين هو المهيع
خرقت يا علم رداء لنا
…
كنا ارتديناه فهل ترقع
فجعتنا يا علم في أمرنا
…
أمعتب أنت إذا نجزع
لقد طغت حيرة أهل النهى
…
هل فيك يا علم لها مردع
كم نشرب الظنّ فلا نرتوي
…
ونأكل الحدس فلا نشبع
والناس ويل الناس في غفلة
…
ترتع والموت بهم يرتع
والكون قد لاح بمرآته
…
للعيش وجه شاحب أسفع
وإن في البدر لخطباً به
…
في البدر لاحت بقع أربع
فالعين ما يورث حزناً ترى
…
والأذن ما يزعجها تسمع
والأرض في منقلب بالورى
…
والشمس من مشرقها تطلع
حتى إذا ما بلغت شوطها
…
لاحت نجوم في الدجى تلمع
وهكذا الظلمة تتلو الضيا
…
والضوء للظلمة يستتبع
ونحن في ذاك وفي هذه
…
بالنوم واليقظة نستمتع
ما بين مسعود يميت الدجى
…
نوماً ومنكود فلا يهجع
ومسرع يسبقه مبطيء
…
ومبطيء يسبقه مسرع
وشامت يضحك من حادث
…
حلّ بباك قلبه موجع
لو كان للقسوة عين وقد
…
رأته كانت عينها تدمع
والكل في شغب لهم دائم
…
لم يقلعوا عنه ولن يقلعوا
والماء يمسي وشلاً تارة
…
وحوضه آونة مترع
والريح تجري وهي ريدانة
…
حيناً وحيناً عاصف زعزع
وبعضهم تمرع وديانه
…
وبعضهم واديه لا يمرع
قد يحسب الإنسان آماله
…
والموت مصغ نحوه يسمع
حتى إذا أكمل حسبانها
…
وافاه ما ليس له مدفع
فخرّ للجنب صريعاً به
…
وأي جنب ماله يصرع
وظلَّ فوق الأرض في حالة
…
يزوّر عنها الحسب الأرفع
لا تعمل الأقلام في كفه
…
وكان من قبل بها يصدع
ولم تعد تقطع أسيافه
…
من بعد ما كان بها يقطع
فاستل مثل السيف من مطرف
…
طرائق الوشي به تلمع
ولف في ثوب له واحد
…
ليس له رقم ولا ميدع
واهاً له ثوب البلى إنه
…
يبلى مع الجسم ولا ينزع
ودس حيث الأرض أمست له
…
ملحودة ضاق بها المضجع
حيث البلى يرميه حتى إذا
…
لم يبق في قوس البلى منزع
خالط التراب جثمانه
…
مطحونة منها بها الأضلع
لله در الموت من خطة
…
فيها استوى ذو العي والمصقع
يخون فيها القول منطيقه
…
كما تخون البطل الأدرع
ما أقدر الموت فمن هوله
…
لم ينج لا كسرى ولا تبع
يا رافع البنيان كم للردى
…
من سلم يدرك ما ترفع
ويا طبيب القوم لا تؤذهم
…
إن دواء الموت لا ينجع
لا بد للمغرور من مندم
…
بالعض تدمى عنده الإصبع
وما عسى تغني وقد حشرجت
…
ندامة ليست إذاً تنفع
يا برقع الخلقة واهاً لما
…
فيك واهاً منك يا برقع
قد زاغت الأبصار فيما ترى
…
إذ فات عنها سرك المودع
وليس في الإمكان عند النهى
…
أبدع مما خلق المبدع
بغداد
معروف الرصافي